06-05-21, 05:33 AM | #1 | ||||
| راعية الأغنام المكسيكية راعية الأغنام المكسيكية في يوم صيفي حار بمحافظة أبين كنت في طريقي إلى منزل أحد الأصدقاء بعد أن دعاني للغداء ، سرت على الإسفلت بسيارتي المكيفة أراقب الأرض من حولي مكسية بالتراب تزينها أشجار السيسبان أنتظر أن أرى أي محطة وقود في هذا المكان شبه الصحراوي بغير أشجار مكافحة التصحر _ السيسبان طبعاً _ ، خانتني حينها سيارتي ومحطات الوقود ، غادرت سيارتي عَلِّي أتصدف ماراً ينجدني لكنني لم أرى في نهاية الطريق سوى السراب وكأن المدينة اصبحت مهجورة فجأة ، وبعد بضع دقائق من الإنتظار الثقيل يلوح لي شيء ما في الأفق بل وكأنها أشياء ، سرعان ما بدت أوضح قطيع أغنام وراعية تسير نحوي برشاقة تجاري رشاقة معزاتها يتمايل جسدها المكسو بعبأة سوادء وعلى رأسها قبعةً كبيرةً من العَزَف ، حجبتُ عيناي عن الشمس لتتضح لي الصورة أكثر ، يبدو ذلك كمشهد من فيلم امريكي تكون فيه البطلة راعية بقر مكسيكية تقود قطيع أغنام والبطل من أصول أوروبية يقود سيارة ويرتدي نظارات شمسية ثم تبداء قصة حب بينهما ، لكن الحقيقة تنتشلني من قلب ذلك الفيلم قبل أن تبداء احداثه على وجه الراعية العجوز المليء بالتجاعيد وبشرتها السمراء المحمرة ، تقترب بسرعة مع اغنامها نحوي وتكشيرة الشمس تخفي حقيقة تعابيرها . - هل تعرفين محطة بنزين قريبة من هنا ؟ رمقتني بنظرة متفحصة ثم نظرت الى سيارتي وكأنما ستطلق تقييماً . - لا تستطيع الوصول الى اقرب محطة بنزين سيراً على الأقدام . صمتت لبرهة ثم اردفت - سر بعدي . سرت معها تقودني كما تقود أغنامها وكأنما رعي الأغنام دربها على ان تكون قيادية ، وصلنا الى منزلها البسيط بجدرانه المبنية من اللبن . - إنتظر هنا سأجلب لك (دبه) بنزين . هززت رأسي لها وانا أتأمل تفاصيل المكان الذي يطغى فيه التراب على كل شيء حتى أصبح جزء من هذه الثقافة جدران من لبن وسقوف من سعف وحتى الأثاث فيه لمسات من طين مبخرة وزير من الخزف وأشياء اخرى قد لا أراها من مكاني رقم كل هذا الشقاء في هذا المكان يمكنك ان ترى لمسات الجمال الساحر . خرجت حاملتاً البنزين في (دبه) شكرتها وحملتها وسرت وقبل أن أرحل إلتفت ولوحت لها مودعاً . - وداعاً يا راعية الأغنام المكسيكية . | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|