آخر 10 مشاركات
نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-05-21, 06:32 AM   #21

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 312
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي








انتهيت من تفقد الشقة وكنت في طريقي للعودة الي منزل "زين" .. لكنني تمنيت عدم وجود هذا الشخص الأخر وللأسف وجدته من يفتح الباب .. دخلت واغلقة خلفي بلا اكتراث .. بما انه في المنزل بقيت في غرفتي حتي عاد "زين" اخيراً وهنا كانت الفرصة لأجد شخص اتحدث معه .. اقترحت تناول العشاء معهم وشاركتهم البعض من طعامي لكنني بالكاد وضعت شئ في فمي فهذا ليس طعامي الأساسي .. قبل "زين" ولم يعلق "سيف" قلت وانا احاول ان ابدء بأدخال نفسي وسط ما يحدث : لن تتناول الفتاة الطعام معنا ؟ .
قال "زين" : لي لا تنهض من الفراش حالياً وهي حتي لا تأكل كثيراً هذه الأيام فكما اخبرتك هي مريضة .
: نعم .. منذ اتيت الي هنا ولم احظي بفرصة للتحدث معها .

قال "سيف" بنبرة رفض واضحة : ولن تفعل .. قلت ستبقي هنا اسبوع من الخطر التحدث معها والثرثرة كثيراً ليس قبل عدة ايام اخري لذا لن تلحق بهذا يا سيد بيهان .
حقاً اكره هذا الرجل فهو من هؤلاء اللذين اعجز عن فرض رأي ما او حضوري عليهم لكنها خطوة ارغب بها لذا تحملت وتابعت : انه مجرد تعارف .. رأيتها مرة خارج الغرفة معك يا سيد سيف ويبدو مثير للأهتمام ان اتعرف بها .
: لا اعتقد فهي عصبية ومحبة للمشاكل وتكره الجميع لا تنخدع بما رأيت لذا .. ابقي بعيداً .

كان هذا تحذيراً لم يقلها صريحة لكن نبرة صوتة واضحة.. وجهت حديثي الي "زين" وحاولت تجاهل هذا الشخص : ربما الفتاة بحال نفسية سيئة لكنني اقول فقط من الجيد التعرف بها ايضاً قبل رحيلي .
كاد "سيف" ان يبدأ بأسلوبة المتعجرف لكن "زين" سبقة قائلاً : لا بأس يا سيد بيهان يمكنك بالتأكيد فلا احد منا يملك الحق بالرفض او القبول فالتجرب حظك مع الفتاة بنفسك .
هذا اسهل كثيرا التحدث الي شخص مثل "زين" وعلي الرغم من ان "سيف" لم يخفي ضيقة مما قاله ألا انه التزم الصمت واكملنا طعامنا بهدوء .. اذا كان هناك شخص سأخبره عن تلك الكهرباء التي وجدتها وسآخذه معي فهو "زين" بينما سأترك هذا المغرور الذي يعتقد انه صاحب الكلمة الأولي والأخيرة طوال الوقت حتي واذا كان الأمر لا يعنيه .. في الليل قررت مغادرة المنزل مرة اخري حين وقف الأثنان يحدقان نحوي بغرابة ويتساءلان الي اين سأذهب في هذه الساعة كذلك لم يمنعني احد .. لم اشعر برغبتي في البقاء معهم من يحتاج لتقييد حريتة لذا عدت لشقتي التي احبها حقاً لسبب ما واشعر بالراحة النفسية فيها .. كان بأمكاني ان اخبر "زين" انني سأبدأ في الأنتقال واشكرة علي استضافتي ليومين لكن ليس بعد .. ليس وهذة الفتاة مازالت هناك ستكون صفقة رابحة اذا ما قايضتها سأحصل علي الكثير من الموؤن بالتأكيد او اذا كسبت ودها واقنعتها بالعيش معي .. وقفت في الشرفة ادخن وانا اشعر بالنسمات الليلية الباردة والهدوء من حولي .. صحيح ان منظر الحطام ليس اجمل ما يصف المشهد لكن السلام النفسي الذي اشعر به يبدو يجعل كل ما اراه جميلاً .. جهزت كأساً خفيفة وتنعمت بتلك الدقائق وانا افكر في كل ما يجري واحاول رؤية ان كل شئ سيكون ايجابياً علي الأقل الأفكار التي تشعرك بأن الأمور ستصبح علي ما يرام لا يوجد افضل منها قبل النوم .
كان نوم هادئ انا امر هذه الأيام بحال جيدة من الهدوء والأسترخاء وكونك تملك طعام وشراب ومسكن أمن وكل تدبير يسير علي ما يرام يجعلك مستريح الأعصاب .. قررت تناول الفطور الخاص بي في منزلي وقررت ايضاً ان يكون في الشرفة التي سبق وقمت بتنظيفها من الحجارة هي في الطابق الثاني وليس من الأمن ان اجلس بهذا الأسترخاء لكن لا يهم .. استغرقت نحو الثلاث ساعات حتي قررت المغادرة والعودة الي منزل "زين" مرة اخري .



* * * * * * * * *






( سيف )



جلست اتناول الفطور مع "زين" .. لاتزال" لي" نائمة ولا احد هذه الأيام يحاول ازعاجها فكل ما تحتاج اليه ينفذ هذا فقط حتي تتحسن حالها بعدها سنعود لطريقتنا السابقة .. اعتقد ان هذا بسبب اجهادها الشديد الواضح وعلي الرغم من سوء الأمر الا انها تضفي هدوء رائع يخيم علي المنزل كنت افتقد اليه .. ثم وكأننا لا يمكن ان نرتاح يأتي رجل الأعمال الذي يعتقد نفسة في مكتبة الخاص ونحن موظفية وعلينا طاعتة وتحملة .. قال "زين" : لم يعد السيد بيهان حتي الأن .

: ربما لن يفعل من الغريب كونة غادر ليلاً مع العلم انه لا يملك مسكن اخر .

: ربما هو متزوج .

ثبت نظري عليه لبعض الوقت وقلت بهدوء :حقاً .. اذا كان كذلك لما يمكث معنا هنا .

: لا ندري ربما زوجتة ايضاً في منزل اخر تقتنة فتيات برفقتها .

: ليمضي اسبوعة هنا ويرحل .. ثم ما امر موافقتك علي ان يتعرف ب لي .. لقد ابعدت ابنتي عن هنا منذ اتي .

: هو ليس شخص سئ يا سيف فقط لم ينسي بعد حياتة السابقة .. هذا ليس سهلاً كما تعلم .. حالنا جميعاً .

قلت وانا انهض في طريقي لتحضير اي شئ لنشربة : هذا رأيك اما انا اري انه يتعمد هذا وصدقاً يا زين لا اريد ان يتعرف ب لي .

: لماذا .. ما الخطر الذي قد يهدده .

: لا اعلم .. لكنني لا ارتاح لهذا الرجل .

: كيف سنمنعة .. سنقول له لا نرتاح لك ببساطة .

: لتجد طريقة ما .. انه منزلك .

: الأمر يعود الي لي كما اخبرتة البارحة .. فقط ما ان يعود .

: سأحتاج للخروج اولاً اليوم انا في حاجة لرؤية ميمي .

: علي الخروج انا اولاً اذاً سأتي بها عند ميرك ويمكنك ان توافيني هناك .

: و نترك رجل الأعمال وحده هنا .

: ليس وحده هناك لي .

: نعم وهذا ما اخشاه .. ماذا تستطيع لي ان تفعل في حالتها هذه .

استمر "زين" في مراقبتي بشك وقال : ليس عليها فعل شئ .. هل تظن ان الرجل سيسرقنا .. سيخطف لي .. ماذا دهاك لقد اصبح تفكيرك اسوء من الفتاة .

: تذكر فقط ما قلت .

غادر "زين" بعد القليل من الحديث معه وذهبت لتفقد " لي" قبل ان الحق به عند "ميرك" بعدها علينا الذهاب للبحث وهذا يعني ان الفتاة ستمضي وقتاً طويل وحدها اليوم .. حين دخلت الغرفة كانت مستيقظة تحدق للسقف وتبدو شاردة بعض الشئ لأنها لم تنتبه لوجودي سوي حين اقتربت من الفراش قائلاً : اصبحت كسولة للغاية .

نقلت بصرها نحوي وقالت بصوت ناعس : لنري الي اي مدي ستكون نشيط حين تصاب .

جلست الي جوارها : اعرف انك تتمني ان يحدث ذلك لي .

: ابدا .. لكنني اكره تنمرك علي طوال الوقت .

: يكفي شجار انت تبدئين يومك للتو .. رحل زين وعلي اللحاق به عند ميرك لأجل ميمي وسنذهب بعدها للبحث .. ستبقي وحدك اليوم .

قالت بسعادة ظهرت في عينية واغضبتني : هذا جيد .. يمكنني ان احظي ببعض الوقت لنفسي اخيراً.

: حقاً .. نعم فنحن نراك تتجولين الأن في المنزل بحرية .. انت تعجز عن النهوض وحدك بعد يا صغيرتي.

: علي اي حال اصبحت بخير وانتهت هذه الأيام .. سأنهض بمفردي .

: لنري من سيسمح لك بذلك .

حدقت نحوي بغضب شديد لم يكن علي اغضابها في اول ساعة من استيقاظها لكنها تستحق : لي قد يأتي هذا ال بيهان للبقاء في المنزل ونحن خارجاً .. لا تجارية في الحديث ولا تكوني ودودة معه .

: لماذا .. حتي انني لم اتعرف اليه بعد .

: ولن يعجبك التحدث اليه .. يعيش في دور رجل الأعمال الثري حتي الأن ويبدو انه لايستوعب ما وصل اليه الحال .

: اقدر خوفك لكن الأمر يعود الي في النهاية .

:توشكين اذاً علي القبول بمحادثته بهذه السهولة .. تثقين بالآخرين مثل البقية اذاً .

: لم يشهر سلاحة في وجوهنا تهديداً حين وصل .

: يا الهي لا اصدق انك مازلت تتذكرين هذا .. لكنني علي الأقل كنت واضح اما هو لا اعرف .. خذي الحذر علي اي حال .

: بما انني سأكون وحدي فهذه فرصة جيدة للنهوض واستعادة بعض من نشاطي .

: اياك والنهوض وحدك يا لي وانا لا امزح او اعاندك هنا .. يمكنني مساعدتك في اي امر تريدين قبل رحيلي .

: لا .. انا ارغب بالأعتماد علي نفسي والأنتهاء من دور المريض .. هناك امور خاصة افعلها بنفسي .. ثم ارغب بالأستحمام ولن اقبل بالمساعدة في هذا لأنني علي خلاف بعض الأشخاص لا استحم والباب مفتوح .

اخذت في النظر اليها وانا ابتسم باستخفاف : نعم وما كان تأثير ذلك عليك هربت من المنزل خوفاً.

وقبل ان تضيف شئ تيعترض وتثور مع هذه النظرة النارية من عينيها التي تثبت ان غضبها وصل لحد كبير : اعلم انك ستحاولين النهوض وحدك لكن احذري يا صغيرة اذا قمت بهذا وضغطت اكثر علي جسدك ستنزفين ثانية .

واقتربت من اذنها اكثر وانا اعمق صوتي : وحينها يا لي ستموتين ببطئ والم اكبر مما اختبرته .. انت من مر وشعر بهذا وانت من يقرر الي اين سيوصلك عنادك .

بدا انني نجحت في شئ وقد اخافتها كلماتي فقد هدءت وعادت لتلك النظرة الطفولية حين تفكر بقلق .. لقد واجهت الموت سابقاً ولم يكن الأمر ظريفاً لذا ستفكر ملياً الأن قبل ان تقدم علي عمل تثبت به عنادها فقط امام كلماتي : جئت لأجلب لك الفطور .

وقبل ان تجيب سمعت طرقاً خافتاً علي الباب وهذا اتي في غير وقتة .. اعرف انه السيد "بيهان" وهذا يؤكد انه سيبقي في البيت اثناء غيابنا .. استندت " لي" بظهرها الي الوسادة وملامحها تتألم ثم نظرت نحوي قائلأ : هل ستظل تراقبني .. هناك من بالباب.

: نعم انه بيهان في الواقع لا ارغب بأدخالة .

أتي الطرق للمرة الثالثة وقالت " لي" : ليس من شيمك التصرف هكذا .. عليك فتح الباب له .

نهضت بتثاقل وغير اكتراث وذهبت لفتح الباب .. قابلني السيد بيهان بنظرة سعيدة وهو يدخل المنزل بأريحية و يقول : صباح الخير .

كنت اتمني لو لم يكن في الصباح الوضع امناً اكثر لأتخلص منه .. كنت مستعد للذهاب وكل شئ علي مايرام لكنني وقفت للحظات انظر بتحذير له لا ادري مما احذره .. ثم تركته وذهبت .. الطرقات في الصباح رائعة تجعلك تشعر بأن الأمور علي مايرام لولا الحطام حولك والمساكن الخالية التي تسمع صوت مرور الهواء فيها وحذرك الداخلي يجعلك مستعداً طوال الوقت لأي خطر .. قد اجد شئ ما طعام شراب في اثناء سيري حيث مكان لم ينهبه احد بعد لكنني نظرت نحو السماء وانا اشعر بثقل الهواء حولي وهذه الغيوم التي بدأت تتجمع علي هواده .




دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-21, 08:54 AM   #22

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 312
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السادس



( بيهان )
ذهبوا جميعهم وها هي فرصتي تأتي .. اراقب الغرفة المفتوحة لا أري شئ في الداخل لأنني اجلس بعيداً واعرف ان الفتاة تعجز عن السير لذا لن تظهر امامي ببساطة .. قررت اخذ الخطوة و اقتربت من الباب ونظرت للداخل لأجدها تنظر نحوي بقوة وكأنها كانت تتوقع قدومي وتنتظر هذا .. دخلت الغرفة علي اي حال وانا اراقبها ملياً وقلت : مرحباً .. انا بيهان الضيف الجديد ل زين .
قالت بنبرة جدية : اعرف يا سيد بيهان .. مرحبا بك .
: هل الوقت ملائم لنتحدث قليلاً ام هناك ما يمنع .
قالت وهي تعتدل في الفراش واخذت وقتاً اتفحصها فيه لأنها في هذا القرب تبدو اجمل مئات المرات عما وهي بعيدة .. هي مميزة بالفعل قليلون هم من يملكون شكل جميل وشئ سري يضيف اليهم سحراً .. قالت بتوضيح : لا يمكنني التحرك بسهولة لأجل اصابتي .
: نعم اعرف بشأن اصابتك .. يبدو انك تعاني كثيراً من المؤسف اننا تقابلنا في مثل هذه الظروف .. هل ترغبين في العودة لحياتك القديمة .. هل كانت جيدة .
: مقارنة بما يجري الأن فأي شئ فكل شي الماضي كان رائعاً .

: نعم صحيح .. كنت اسافر كثيراً قليل ما آخذ الأجازات لكن عملي يتطلب هذا وكنت اقابل العديد من الأشخاص واللغات والعادات والنساء بالتأكيد .. كنت دائماً مدعو الي احتفال ما .. كنت شخص هام وظننت ان خططتي ستنفذ علي المدي الطويل ولكن اصبحت وحيداً تماماً وتوقف كل شئ هنا .
حدقت اليها لوقت لأري هل هناك نية من جانبها في سماع المزيد : اسف لم آتي للتحدث في امور كئيبة .
: الأمور الأن متشابهه يا سيد بيهان الجميع يتحدث عن حياتة السابقة .. علي الأقل نحن نعرف الأخرين بهذه الأحاديث الكئيبة .. ربما في ظروف اخري لم اكن لأجلس امام رجل الأعمال المشهور اتبادل معه حديثاً.
: هذا يعني انني حتي بعد خسارتي ما زلت محظوظ .
ابتسمت بشكل رائع وقالت : نعم ربما افضل ما يحدث الأن هو بساطة الجميع في التصرف ونعيش معاً رغم كوننا غرباء .. لا اعتقد انني كنت سأقابل احدكم في حياتي لولا تحول الأوضاع .
: و ماذا عن ذوينا .. ماذا عمن عشت معهم منذ طفولتك .. منذ وعيت فحسب .


: لم اقلل من قدر احد ولم اقصد الأمر كما وصل اليك .. فقط اقصد اننا الأن لدينا كل الوقت والملل لنستمع ونروي بهدوء ورحابة صدر .. علي الرغم من انني في امس الحاجة لو ان عائلتي معي .. صحيح ان كل من حولي يهتم بي لكن الأمر مختلف .

: تبدين مرتاحة هنا مع زين .. هل انت قريبتة .
: لا كنت احد من طلبوا المساعدة وهو رجل جيد للغاية وقدم لي ولم يرفض ومنذ ذلك الوقت وهذا بيتي وهو اكثر شخص اثق به .
كنت مرتاح لأنها تبادلني الحديث ولم تأخذ اي موقف عدائي نحوي او رفض ان ندردش قليلاً : نعم هذا رأي الجميع ب زين .. لكن اذا ما وجدت مكان افضل وبه اشياء ليست متاحة هنا هل كنت لتفكري في الأنتقال .
: لا اعتقد هذا يروقني العيش هنا .. المكان بالناس يا سيد بيهان وانا احب من اعيش معهم .

: اياً كانت المغريات امامك .

: لا افهم ما تقصد .. ظننته سؤال عابر .

: لا انا اتحدث جديا .. كما تعرف لن ابقي هنا طويلا ولدي مكان للسكن لكنه يحتاج لبعض التجهيز ليصلح للعيش فيه .. وانت مرحب بك هناك .. تبدين شخص هادئ ولطيف .
ظلت محدقة نحوي وانا اتمني الا تكون تضايقت لمثل هذا الكلام لكنني قلت الحقيقة وما اريده تماما : يبدو حديثي ممل صحيح .. سأتركك لترتاحي اذاً.
: اتعجب فقط من دعوتي للسكن في بيتك وانت بالكاد تعرفني .

: تكفيني كلمة واحدة لأعرف الشخص الذي امامي .. انا رجل اعمال ناجح واعرف الصفقة الرابحة جيداً .

: وانا صفقة بالنسبه اليك .

: لم اقصد بالتأكيد لكنك تستحق الأفضل هذا ما اعنيه .

: اقدر هذا كثيراً شكرا لك لكنني احب البقاء هنا مع زين .

: نعم .. كنت اخطط للتحدث الي زين ايضاُ في هذا الشأن ربما ينتقل هو ايضاً معي .

قالت بتساؤل : هل عثرت علي منزل كبير .. هل هو آمن كفاية .. هل هو قريب من اي مكان يصلح للبحث .
: تمهل قليلاً يا أنستي .. انه منزل رائع ويحوي مفاجأة لن تجدينها في اي مكان في هذا الوقت صدقيني .. لكن الأجابة علي اسئلتك ستكون هناك .. ستعرفين كل شئ شرط ان تأتي وتعيشين معي .
لا اعرف لما بدت خائفة من هذا الكلام فجأة .. هل قلت شئ خاطئ لكن عينيها بدت بتلك النظرة الحذرة لقد بدءت تقلق لكلامي لذا حاولت تغيير الموضوع : هل تحتاجين الي المساعدة في شئ استطيع ان اكون مكانهم لمساعدتك يمكنك الأعتماد علي .
: اعتقد انني سأعود للنوم .

قلت وانا انهض في طريقي للمغادرة : سأتركك اذاً انا سعيد للتعرف بك يا لي اتمني الا يكون اخر حديث بيننا .
: لن يكون يا سيد بيهان .

القيت نظرة شاملة فاحصة ثم ابتسمت اليها بود واتجهت للخارج لكنها بلا شك صفقتي الرابحة .. انا بحاجة للخروج والبحث ثانية قبل ان تغيب الشمس وقررت المغادرة والبحث عن طعامي قبل حلول الظلام .





(سيف)


تحول الطقس فجأة الي رياح عاصفة ويبدو انها تشتد وتسوء اكثر .. ثم رأيتها .. تلك الفتاة التي ساعدت " روبي" من قبل للأختباء .. والأسوء ان هناك اثنان يتبعانها .. بالتأكيد يرغبون بالأستيلاء علي اسلحتها ويبدو ان المطاردة بدأت منذ وقت طويل .. في لحظات كنت اقنع نفسي بالسير في طريقي وعدم التدخل لكن في اللحظة التالية وجدتني في طريقي لمساعدتها .. لم تكن مقابلتها لطيفة في المرة الأولي ولم ارتاح لها لكنها علي اي حال قدمت المساعدة من قبل .. في ظل هذا الطقس السئ والأتربة والرياح كان الأمر عسيراً لأتابع اين تذهب وتختبئ ولم اتمكن من الصعود للأسطح كعادتي في المراقبة فالرؤيه غير واضحة الأن ..استمر النمط ذاته هي تختبئ قليلاً ويبحثان عنها ثم تظهر ويحاولان بخطة ما ايقافها ويبدو ان الثلاثة قد نفدت منهم الذخيرة منذ وقت .. كانت مطاردة شرسة معها وهي لا تزال صامدة وهذا دفعني اكثر للتدخل فأنا احب هذا النوع من الأشخاص الذي لا ينوي الأستسلام ويقاتل حتي اخر نفس .. احاول الأقتراب اكثر فأكثر من الرجلين وانا حذر من ان يشعرا بوجودي ربما من حسن حظي ان الرياح تقوم بعملها بالتشويش اي صوت .. وعلي خلافهم فلدي سلاح لكن الرصاصات ثمينة للغاية في هذا الوقت وقد لا احتاج
لأستخدامها .. ساعدني الطقس علي الأختباء والنجاح في تتبعهم حتي وصلت الي الأول وحين انشغل صديقة بالبحث بعيداً عنه ببضعة خطوات خرجت من مخبأي وانا اطوق عنقة بذراعي واغطي فمة وانفة بيدي الأخري واسحبة للخلف واطبق بذراعي اكثر فأكثر بينما يحاول الأفلات ويجاهد للتنفس طرحتة ارضاً وادرت رقبتة بقوة وانا اسمع صوت تكسر العظام وقبل ان يدرك ماحدث له تركته جثة هامدة علي الأرض .. نهضت وانا اتنفس بعمق وادرك ان الشخص الأخر اكتشف اختفاء صديقة وربما قد ترك مطاردة الفتاة ويبحث وهو حذر لأنني اراه يشهر سلاحة ويسير ببطء حول كل مكان يراقب ويبحث بتأهب .. غادرت مكاني وتسللت خلفة بخفه ليستدير مسرعاً محاولاً اصابتي بالسكين الذي اطحتة بركلة علي ذراعة لينقض علي بلكمة قوية علي جانب فمي لأصفعة بقوة بذراعي علي جانب وجهه ورقبتة جعلته يتراجع ويسقط دائخاً .. اغتنمت الفرصة لأسدد له بعض اللكمات حتي اطاح بذراعي وسدد الي ركلة قوية في معدتي جعلتني اترنح بسهولة واسقط التنفس بهدوء .. حين وجدته يتجه نحو سلاحة ثانية نهضت مسرعا بما استطعت وانقضضت عليه لأيقافه .. اخذنا وقتا في العراك كان الرجل رياضياً ممتازاً لكنني انهيت امره اخيراً بسكينة الخاص التي استقرت في جانب رقبتة .. بقيت علي الأرض احاول استرداد انفاسي والرياح حولي تعصف بكل شئ وتحاول ان تقتلعني من مكاني .. لذا نهضت وانا اجول ببصري في المكان وابحث عنها .. اعرف انها لم تبتعد عن هنا فنحن في مكان مجهول تماماً به الكثير من المنحدرات والصخور و الأشجار .. اخذت اسير ببطء وانا انادي عليها حتي وجدتها تخرج من وراء احدي الأشجار تمسك مابين كتفيها وصدرها بألم والدماء تنزف بوضوح ووجهها المصفر الشاحب يصف تماماً انها علي وشك الأغماء .. حاولت الأقتراب منها لكنها بنظرة شرسة اوقفتني : لا.. شكرا لك حتي هنا .. انا بخير .
: لست كذلك يمكنني مساعدتك نجهل حتي اين نحن .. وفي هذا الطقس السئ لن نذهب لأي مكان .

: قلت لا .. يمكنك متابعة طريقك لا تنشغل بي .

: اسمعي يا انسة .. لم اتكبد عناء كل هذا لأجل مساعدتك وسأتركك تموتين في النهاية بأصابتك وسط هذا المجهول .
: استطيع الأعتناء بنفسي .

: واثق من هذا .. لكن لا عيب في بعض المساعدة في وقت كهذا .

قالت بأصرار اكبر وهي علي وشك السقوط ارضاً : فقط ارحل .
بدأت الدماء تظهر اكثر من فوق اصابعها التي تضغط بقوة علي اصابتها .. للمرة الأولي وقفت عاجزاً لا ادري ماذا افعل .. لا يمكنني الأقتراب عليها فهي ليست رجل لا يمكنني التصرف بحرية معها .. كذلك لا اجرؤ علي الذهاب وتركها بهذه الحال .. لذا تظاهرت بالأبتعاد ثم اختبأت خلف احدي الأشجار بعيداً عنها لكنها تعطيني رؤيه لها .. ظللت اراقبها وقد جلست تستند الي شجرة تتنفس بعناء وتتألم بشدة .. لم تفعل شئ ليس لديها ادوية او اي مساعدة .. اذا كانت مستعدة للموت لما كل هذا الأصرار في الهروب اذاً .. انتظرتها وقتاً حتي مللت وهذه الرياح المجنونة تدفعني للرحيل من المكان بأي شكل .. ذهبت اليها ثانية ويمكنني القول انها فقدت اي محاولة للرفض الأن لذا قلت بلطف : مازلت هنا لكنني لن ابقي اكثر وسط هذه الرياح لذا يا انستي ماذا تقررين .
قالت بصعوبة : لما تصر علي مساعدتي علي اي حال .
: انت تتذكرينني علي الأرجح .. سبق وساعدت احد اصدقائي وانا ارد الدين لا اكثر .

استمرت بالتحديق بي ثم اغلقت عينيها واستسلمت ..لذا بسرعة شديدة ساعدتها علي الوقوف لتستند بذراعها حول رقبتي وانا امسك بها واحيط بذراعي الأخري ظهرها لكن ما لااعرفه هو اين سنذهب .. حاولت ايجاد مكان ما للأختباء من تلك العاصفة وانا اشعر ببعض قطرات المطر وهذا ما ينقصني .. كانت الفتاة قد فقدت الوعي تقريباً لذا حملتها علي ظهري واستمريت في السير وانا اتسلق منحدر في نهايتة بعض الأشجار وفجوة وهذا هو المكان المثالي للأختباء .. نجحت في الصعود الي هناك وانزلتها ببطء .. قمت بخلع ردائي لأضعه غطاء عليها .. ثم اخرجت بعض الضمادات والأدوية التي احمل ما هو متوفر منها معي دوماَ لحسن الحظ وقبل ان تغيب الشمس ويظلم المكان اقتربت عليها وهي نائمة بهدوء لا يبدو عليها تلك الشراسة الأن وفي ظل ذلك ملامحها جميلة وهادئة .. حاولت نزع سترتها الثقيلة وانا احذر من تحريكها قدرالأمكان .. كانت ترتدي قميص حال لونة الي الأحمر بفعل ما فقدته من دماء


دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-21, 09:00 AM   #23

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 312
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي




اضطررت لقطع جزء منه يجعلني اتمكن من رؤية الجرح بشكل افضل .. هي اصابة سكين واضحة ويبدوالجرح عميقاً اتمني انه لم يصل لأي من عظمها وهو قريب من الصدر وكان في طريقة لقلبها بالتأكيد .. بدأت العمل بحذر وانا اراقب ملامح وجهها التي تتألم بلا وعي ويصل الي مسمعي صوت عويل الرياح والأمطار التي تشتد ترسل رعشة قوية في جسدي الطقس سئ شديد البرودة وكنت افكر في "زين" وابنتي .. تري ماذا فعل الأن كيف سيعرف بمكاني واين سيترك "ميمي" هل سيعيدها الي البيت ام ستبقي عند"ميرك" .. اتمني انهما بخير في هذه العاصفة .. بعد ان انتهيت وضعت سترتها الثقيلة اسفل رأسها وجذبت ردائي عليها بأحكام ثم اخذت الجانب الأخر من المكان وجلست استند للحائط اراقب العاصفة المخيفة وقد اظلم المكان حولنا .. كنت ممتن كوني افكر بأبنتي ويصرف هذا انتباهي عنها وعن التركيز في كيف وهي هادئة علي هذا النحو مغرية كثيراً وتحت ما ترتديه من ملابس تبدو اشبه للرجال هي انثوية اكثر مما كنت اعتقد لكنني بقيت في هذا الوضع لا يدفعني الشعور بالبرد للقيام بشئ اكثر من الأفكار حتي غفوت .
لم ينقصنا سوي هذا الطقس الغريب فجأة ليقيد حركتنا اكثر .. مضت ساعات و انا اعجز عن المغادرة واضطررت ان ابقي عند "ميرك" .. لم يأتي "سيف" كما هو متفق عليه ولا اعلم هل غادر المنزل حتي او لا .. ارجو الايكون تحرك الي اي مكان في مثل هذا الطقس الخطر .. كانت "ميمي" فتاة هادئة للغاية لا تحملنا عبأ كونها طفلة كثيرة الشكوي والبكاء .. ابتعدت عن النافذة وجلست علي احد المقاعد اراقب "ميرك" و"يام" يلعبان احد العاب الورق بينما "ميمي" و "روبي" يغطان في النوم لا يأبهان لأي شئ حولها ويدفعان المرء ليحسدهما علي ذلك .. "روبي" اردت منه ان يأتي ليعيش معنا لكن مجئ السيد "بيهان" افسد الأمر علينا .. دعاني الأثنان للأنضمام في اللعب معهما لكنني منذ سقوط المطر اشعر بالضيق الشديد والقلق فجأة وهذه المرة الأولي التي ينتابني فيها مثل هذا الشعور .. قال "يام" وهو يلعب احدي الأوراق : كل هذا المطر من حظنا سيضمن بقاء تلك المخلوقات مختبئة لوقت وسنجد الكثير من الماء في الصباح .
لعب "ميرك" ورقتة بنظرة انتصار رمق بها "يام" واضاف : نعم انه وقت راحة لنا و غدا علينا تجميع اكبر قدر من الماء .
رمقني بنظرة خاطفة : ما بك يا زين ليس من عادتك الشرود علي هذا النحو .
: اشعر بالقلق .
: نحو ماذا .. الجميع متفائل بهذا المطر لذا لا تكتئب وحدك .
: افكر في سيف ماذا حل به و لي ايضا وهي وحدها في المنزل .. هل عاد السيد بيهان كذلك ام لا .. تركت البيت في الصباح بدون ترتيب اي شئ لم احسبني سأعلق هنا .
: اخر من عليك القلق بشأنه هو سيف هذا شخص يستطيع ان يتدبر اموره تحت اية ظرف .. و لي بما انها في المنزل فهي بخير وضيفك ايضا لذا دع هذا القلق جانباً.
نهضت وقد تملكني الملل الشديد : ميرك هل انت متأكد ان البناء بالكامل خالياً.
: نعم متأكد .
: سآخذ جولة اذاً في البناء ربما هناك ما يفيد .
: جميع الشقق خالية وما وجدت في المهجورة لا يفيد كثيرا ألا من بعض الأثاث .
: سأذهب علي اية حال اذا بقيت هنا ستحاصرني الأفكار يجب ان انشغل بشئ .
قال "يام" : لا يمكننا منعك لكن كن حذراً .
"ميرك " : نعم واذا وجدت شئ مثيراً شاركنا فيه لسنا اقل ملل منك هنا .
اخذت بطاريتي وسكين صغير احملة بحوزتي وغادرت الشقة لتلاقيني لفحات البرد الشديدة وصوت الأمطار يدفعني للعودة الي الداخل حيث الدفئ .. توقفت قليلا في البهو انظر للأسفل والمطر ينهمر علي وجهي .. بالفعل لا شئ هناك لا يوجد مخلوق واحد كل شئ آمن والشوارع اصبحت بحيرات مياة وما كان غارقا في الأتربة اصبح لامعاً .. يالها من قوة طبيعية تفعل المعجزات .. تقدمت بضعة خطوات حيث الشقة امام السلم .. لا يبدو الباب قديماً والنوافذ ألأنيقة من الخارج توحي بأن احدهم كان يعيش هنا قبلا .. اخذت السكين وامسكت بالبطارية بفمي محاولا تسليط الضوء علي قفل الباب واخذت اعالجة في صبر حتي نجحت في فتحة ومن الخدوش العديدة به يبدو انني لست اول من دخل المكان بهذه الطريقة .. باب قوي ومتين لذا ليس بالسهولة كسرة واقتحام المكان .. كان الأمر في الداخل كما توقعت معظم الأثاث مفقود ولا يوجد بالداخل شئ واحد يصلح للأستخدام .. الغبار والأتربة فقط يرحبان بك تحت خطواتك وضوء البرق ينبعث احيانا ليضئ المكان بشدة تؤلم عيني وسط الضوء الخجول للبطارية .. فقط ذهبت لأحدي النوافذ في غرفة داخلية فالرؤيه هنا من زواية اخري للشارع تمنحني رؤيه اشمل علي عكس شقة "ميرك" .. هنا يظهر الطريق شاسع امامي وهناك ارض فضاء علي الجانب الأخر .. يظهر من بعيد اشباح مباني اخري .. يومض البرق ثانية لكن مهلا ما هذا الذي لمحتة من بعيد .. هل اتخيل .. هل خانتني الرؤيه .. ثمة وميض بين المباني هناك .. لا بالتأكيد هذا تأثير الضوء القوي للبرق لا اكثر .. ها هو ثانية يمر بسرعة كبيرة كأنة احدي البطاريات الكبيرة توزع الضوء علي عدة اماكن بوقت متقارب .. الرؤيه من هنا ليست واضحة تماماً لذا بكل التوتر والأنفعال الذي اشعر به انتقلت الي الشقة المجاورة لها فتحت الباب بالطريقة ذاتها كالمأخوذ وجدت ساقي تأخذني الي الشرفة الكبيرة كنت نسيت كل شئ عن المطر الذي يغرقني و البرد الشديد الذي لم اعد اشعر به واخذت ابحث ببصري هنا وهناك .. هنا اري كل شئ بوضوح تام .. رأيته مرة اخري بيقين ان هذا ضوء يمر بشكل خاطف من بعيد .. هذه كهرباء علي هذا البعد منا ولا
استطيع تحديد مكانها بالتأكيد .. هل هناك اشخاص اخرون هناك .. هل هناك حياة عادية .. لطاما اتاني هذا الهاجس وهو اننا وحدنا محاصرون هنا وفي مكان ما ينعم الجميع بحياة طبيعية .. تري اين هذا .. ما مصدر الضوء وكم يستغرقنا للبحث عنه .. شعرت برغبة في اعلام الجميع الأن يجب اخبارهم يجب البحث سريعا عن هذا .. هناك حياة اكثر امناً وهي ليست ببعيدة عنا .. كل ما انتابني في هذا الوقت شعور متضارب من السعادة والخوف والأندفاع فجأة للنزول والبحث فوراً.




* * * * * * * * *





استيقظت "الونا" تسعل بخفوت .. تشعر ببعض البرودة ويصل لمسمعها صوت الهواء العنيف وتشعر به حولها .. فتحت عينيها تحاول العودة للوعي وسط الظلام المحيط بها .. السماء تمطر والهواء يحرك احدي اغصان شجرة عملاقة خارج الفجوة التي ترقد فيها علي الأرض وعلي حافتها ينام "سيف" .. حدقت به لوقت طويل ومئات الأفكار تراودها .. حاولت التحرك ومنعت صرخة كادت تفلت منها حين اشتد الم كتفها فجأة .. تأملت حالها ومعطفة الذي يغطيها ويخفف برودة الطقس العنيف عنها .. لكنها اشتعلت غضبا حين وجدت سترتها ممزقة وكتفها مضمدة بعناية .. حاولت الجلوس والأستناد الي الصخور الصغيرة وراء ظهرها وهي تضع يدها علي كتفها المصابة وتغطي كامل جسدها بمعطفة واخذت تنظر نحوه بترقب وحذر وغضب شديد .. كيف يجرؤ علي لمسها كيف يسمح لنفسه بتمزيق سترتها علي هذا النحو حتي واذا كانت نيته مساعدتها .. فهي لا تقبل .. لم يكن بحوزتها سلاح فقد تركت مسدسها بعد ان فرغ وهي تقاتل اللصين اللذان تبعاها لطريق طويل .. لجأت لأستخدام الرصاص لكن اصابة كتفها االتي تسبب بها احدهم في البداية منعتها من اتقان التصويب .. نقلت بصرها اليه ثانية وهي تراه نائم بهدوء .. يبدو مسالما ومطمئنا وهو يرخي دفاعاته امامها .. احمق هل يستخف بها هل يعتقد انها غير قادرة علي قتلة او سرقتة وهو في تلك اللحظة من الضعف .. لكنه يعرف بالتأكيد انها لن تستطيع مغادرة المكان والذهاب لأي مكان في ظل هذا الطقس المميت او النزول للأسفل من تلك الفجوة فهي محاصرة هنا ببساطة .. ماذا اذا لم تجده في طريقها .. نعم تشعر بالضيق نحوه لكنه يظل شخص ساعدها علي البقاء حية حتي الأن .. ما منعها من العودة لمنزلها اثناء المطاردة هو لكي يبقي في امان ولا يعرف احد مكانه حتي اذا لم يستني لها العودة اليه ليس بعد ما شاقتة لجمع هذا الكم من الموؤن وبعض ما سرقتة من اللصوص اللذين ينتشرون بكثرة هذه الأيام .. ولكن من تبعاها لم يكن اياً من هؤلاء اللصوص ليست تلك هيئتهم ثم انهم لم يحاولوا اطلاق رصاصة واحدة عليها لقد حاولا اصابتها لأيقافها .. كانوا يريدون القبض عليها حية .. تبدو هيئتهم وملابسهم المتشابهه غريبة .. هل هم جماعة ما ظهرت فجأة .. كل ما تعرفه انها شعرت بالخوف الحقيقي لمطاردتها من قبل هؤلاء .. ثمة شئ غريب يحدث .. الصراع بينها وبين اللصوص والأشخاص العاديين اصبح اسلوب متمرسة عليه .. لكن هؤلاء الأثنان يثيران خوفها .. نظرت ثانية نحو "سيف" الذي يحاول تدفئة نفسه بذراعية وخلفية المشهد تخفي نصف وجهه .. كان يجلس علي الحافة بعيدا عنها وهذا من حسن حظها في انه علي الأقل لم يحاول التعرض لها بأي شكل .. تري ماذا فعل بالأثنين يبدو قادراً علي القتل وبالتأكيد فعلها مرارا .. كونها لا تملك احد صديق او قريب امر يجعلها تحتفظ بكل افكارها لها وحدها فهي ابداً لم تشارك احد خططها او افكارها او اخذت بنصيحة ما لأنها ببساطة تعيش منذ وقت طويل وحدها وتوقفت عن الوثوق بأي شخص .. وحين ينتهي هذا الظرف الطارئ ستعود وتبحث عن حقيقة مطارديها .. فهي لن تتناقش معه او تسأله عما يدور في ذهنها .. وضعت كفها علي موضع اصابتها وهي تشعر بالألم الشديد رغما عنها .. فكرت ان تعيد اليه المعطف لكنها لاتجرؤ علي الأقتراب حتي واذا كان نائم لذا بقيت مكانها تنصت لصوت الطبيعة الغاضبة في الخارج وتنتظر .. ذهبت في غفوة قصيرة كما شعرت لكن يبدو انها استغرقت في نوم عميق ثانية فبعد هذا التفكير وجدت نفسها تدفئ فجأة وتسترخي والأن بعد ان وعيت تجده يجلس مكانه مستيقظ ومازال يحيط جسدة بذراعية ويحدق للخارج .. اجفلت لهذا الأمر وقد اصبحت المواجهه بينهما حتمية لكنها احترمت كثيرا كونه لا يزال يجلس بعيدا ولم يتطلع اليها نائمة حتي .. سعلت مرتين وهي تثبت نظراتها عليه وتطلع اليها باهتمام : استيقظت اخيرا.
اضطرت لتبادله النظرات بعدائية وقالت بلهجتها الجافة المعتادة معه او غيره : كيف تجرؤ علي ما فعلت .
: كنت اتوقع هجومك هذا لكن من فضلك الموقف لا يحتمل ولا شئ يمكنك القيام به وسط طقس كهذا .

: ايا كانت اسبابك انا لا اسمح لك بلمسي دون اذني .

شدت المعطف عليها اكثر وكأنها تحمي نفسها من نظراتة : انت بخير وانا لم اري شئ يستحق غضبك .
: لا تتفوه بمثل هذا الهراء .

: اصابتك خطرة ونزيفك لم يتوقف ونحن عالقان هنا .. لم يكن هناك طريقة اخري .

شعر بالضيق لأنه ثانية يحاول مساعدة شخص ما وانقاذة وينال الهجوم العنيف والكراهية : لماذا تساعدني علي اي حال .. كان بأمكانك التراجع .





دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-21, 09:03 AM   #24

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 312
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي


: سبق وساعدت لي .
القاها بنظرة تهكم : شقيقتي الصغيرة الشبيهة بالهررة .. هل تتذكرين .
ابعدت وجهها عنه .. تتمني لو تبعد معطفة عن جسدها كذلك لكنها لا تجرؤ اولاً سترتها ممزقة الأن ثانياً تمدها بالدفئ الذي هي في حاجة اليه حقا .. عادت تنظر نحوه لتجده مازال يتأملها في الظلام .. قالت بحده : حسنا واحدة مقابل واحدة ارجو الا اقابلك في اية مكان بعدها واذا وجدت من يحاول قتلي من فضلك تظاهر بأن لا شئ يحدث .
عاد ينظر للخارج حيث الأمطار تضرب بعنف : لا اعتقد .. ليس من شيمي التراجع عن مساعدة الأخرين .. لكني كذلك احترم رغبتك .
هو يشعر بالبرد تدرك ذلك منذ استيقظت فقد تخلي عن معطفة لأجلها كذلك يجلس علي الحافة اكثر عرضة لمياه الأمطار والرياح الشديدة .. لم تتمني ان تصبح عبأ عليه او تعرضة للمرض .. هل عليها ان تشكرة .. رغم ما تقول من كلمات غاضبة وعدائيتها معه الا ان داخلها مشاعر مختلفة تماماً فهي علي يقين انه كان خير معين لها .. هي مريضة تشعر بالألم والجوع والخوف .. لكنه ساعدها علي وجود صحبه تبدد مخاوفها وعلي الأعتناء بأصابتها لكن ليس لديها الجرأه لتثني عليه جراء ذلك فهي ليست ذلك النوع من الأشخاص : انا اعرف انك لست هذا النوع من الرجال ولن تؤذي فتاة سبق وكانت تحت تصرفك الكامل .. لذا يمكنك الأبتعاد عن الحافه او استعادة معطفك .
ابتسم بشكل بدا لها ودود : لا تكوني واثقة كثيرا .. الي اية حد تعرفين الرجال علي اية حال .. لا يبدو انك خضت علاقة واحدة في حياتك وألا لوجدت مشاعر اكثر انوثة بشكل ما في موقف كهذا .
دفعها للندم علي نطقها بالكلام و الشعور بالشفقة نحوه : يمكنك البقاء حيث انت حتي تتجمد ولكوني لا املك مشاعر فسأكون غاية في السعادة اذا مرضت ولم تقوي علي النهوض .. وبالنسبه لمعطفك لن اعيده اليك هذا ثمن تدفعه لقاء تمزيق سترتي .
: اطمئني حتي واذا نزعتيه لم يكن هناك ما يستحق المشاهدة .
: انا في قمة السعادة لأن هذا رأيك .. ويجب ان تعرف ان احداً في حياتي لم يجرؤ علي فعل كهذا لقد تعديت حدودك كثيرا .
: كفي عن رؤية الأمور بشكل منحرف فقد كانت مساعدة فحسب .
شعرت بجسدها حاراً لكثرة ما تشعر به من غيظ وغضب يدفعها اليه هذا الشخص بسخريتة وبرودتة اكثر من الطقس ذاته وادركت انها لن تفوز عليه بشئ مهما هاجمتة بالحديث لذا حاولت تجاهله تماما وكأنها في المكان وحدها لتمضي الليلة وفي الصباح ستنسي كونها رأت هذا الوجه يوماً .. ساد الصمت بينهما لمدة طويلة من جانبها لم تقل شئ يشجعة علي تبادل الحديث معها وهو يشعر بالأجهاد فجأة ولم يعد في مزاج يسمح له بتحمل نبرتها وحديثها اللاذع .. جلست منتصبة متأهبه فجأة حين التفت نحوها يسدد اليها نظرة هادئة لا تدل علي شئ لكنها الأسوء كونها تعجز عن قراءة ما سيقدم عليه وهو يقترب منها متسلل علي يدية وقدمية ولم تدرك انها قالت : ماذا تريد . سوي بعد ان نطقتها رغما عنها .. لكنه فقط عاد للجلوس قبالتها يحاول تدفئة نفسه و بأبتسامة هادئة وبصوت اجش قال : لا داعي للخوف لست هذا النوع من الرجال هل تتذكرين .
ورماها بنظرة تهكم ثم استند الي الجدار برأسة واغمض عينيه يحاول طرد هذا الصداع الذي بدا يدق في رأسة بألحاح .. تشعر انها في قمة يقظتها الأن وهو امامها مباشرة وقريبا منها .. لقد سلبها هدوئها .. حين كان يجلس بعيدا كانت المسافة كافية لتنال راحتها لكنها تدرك كونه لم يعد يحتمل الصقيع اكثر خاصة ان المطر لا يتوقف والهواء ساعد ان يصل اليه ويبتل شعرة وجزء من كتفة .. تصف ملامح وجهه التي تبدو في الظلام قاسية ان صاحبها يملك شخصية قوية عاصرت الكثير في الحياة .. لم يسبق لها وان مرت بموقف مشابه وهي محتجزة في مكان واحد مع رجل من داخلها لا تخشاه وتشعر نحوه بألفه ما منذ رأته في بيتها وهذا لم يحدث سابقا اتجاه شخص ما .. مع ذلك تشعر بالضيق الشديد للموقف الذي اجبرت عليه معه وكونها فيوكونها عديمة الحيلة في اخذ موقف عدائي جديا نحوه مثل جميع الرجال .. ببساطة لأنها لا تستطيع مغادرة المكان او هو في الوقت الراهن .. حين لم يتحرك من هذا السكون كأنه اصبح جزء من الصخور حولهما امسكت بالمعطف واقتربت منه بتردد وحذر وهي تراقب عينيه المغمضة ذات الأهداب الكثيفة .. من هذا القرب تراه بوضوح اكثر .. تري هل غرورة هذا بسبب كونه يملك جسد قوي كهذا كان وسيماً ذو وجه هادئ يبدو عليه التعب والأرهاق واضحا في هذا الوقت .. هي محظوظة كونها علقت مع شخص كهذا لا يملك اخلاق متدنية والا لكانت في ورطة اكبر الأن فأذا ما حاول مهاجمتها فرصتها امامة منعدمة بدون امتلاكها سلاح ومع اصابتها هذه .. وضعت يدها علي جرح كتفها وحاولت ان تضع المعطف علي جسدة لكنها قبل ان تتخذ اية موقف وجدت قبضتة توقف يدها وقال وهو يفتح عينيه المتعبة : لا تفعلي .. يمكنك الأحتفاظ به لا تحاولي الشعور بالشفقة نحوي .
: انه معطفك في النهاية لا اريد ان يؤنبني ضميري كونك مرضت بسبب موقفك البطولي مع فتاة .
: عودي لمكانك فأنا افقد صبري مع طريقتك تلك .
تخلت قبضتة عن معصمها وعاد لوضعة السابق .. لايبدو علي استعداد لتبادل اية كلمة معها لذا اكتفت بهذا القدر من محاولة التخفيف من برودة الطقس عنه وشعرت بالأرتياح حين عادت لمكانها .. متي ستتوقف الأمطار ويمضي الليل لتتخلص من هذا الموقف السخيف .. شعرت بيده ساخنة حين امسك بمعصمها لقد مرض علي الأرجح ولا عجب في ذلك كم بقي جالسا لساعات معرضا نفسه للمطر والهواء والبرد مع ما يرتديه من سترة خفيفة لا توفر له الدفء الكافي بالتأكيد .


دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-21, 06:51 AM   #25

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 312
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السابع




بقي السيد "بيهان" في بيت "زين" عاجز عن الذهاب لأيه مكان .. هذا الطقس السئ لم يضعة في حسبانة وقد جاء المنزل بلا طعامة الخاص ظناً منه انه سيغادر وقتما يشاء لكنه الأن في ورطة حقيقية .. وحده في البيت مع اخر شخص قد يلجأ لأنهاء امرة .. ماذا يفعل .. اخذ يسير جيئه وذهاب وصوت الأمطار المستمرة يساعده علي التفكير .. بخطوات هادئة واثقة اخذتة الي غرفة " لي" .. دفع الباب برويه وتطلع للداخل بحذر وهو مستعد للكلمة المناسبة اذا ما وجدها مستيقظة لكنها كانت نائمة بعمق ساعده في التقدم نحوها .. تبدو "لي" شخص يحب الوسائد حولها فهي تحيط بها من كل جانب علي الفراش .. جلس الي جوارها بهدوء يراقب ملامح وجهها الهادئة علي ضوء الشمعة ويفكر اياً من تلك الوسائد التي تحب تفضل ان تكون السبب في قتلها .. لم يكن عليه الدخول سيخسر الفرصة في الأحتفاظ بها اذا ذهب ابعد في مخططاتة .. يعرف انها ستستيقظ في ايه لحظة لكنه لا يأبه فهي اضعف من المقاومة او الهروب ولا مجال امامها للدفاع عن نفسها .. هل هي متعبة لدرجة استغراقها في النوم لهذا الحد ولم تشعر بوجودة بعد هذا من حسن حظة لو امكنه ان يجنبها الألم لفعل لكنه لا يملك حتي مخدر في هذا الوقت .. نعم هذا جسد نظيف تماما لذيذ بالتأكيد كان هذا ما يدور في عقلة وهو يبعد الغطاء عنها .. كان يشم رائحة الدماء القوية بها تأتي من اسفل الضمادات جعله هذا يشتهي الأكثر وهو يحرك يدة ليخلصها منها حينها فقط صدر انين خافت من بين شفتي الفتاة التي تظن نفسها تحلم بالتأكيد .. لا وقت لأحكام خطط لمحاولة اخذها لا بأس سيبحث عن شخص اخر اكيد .. كان عليه ان يحضر طعامة معه استعداداً لظروف كتلك حيث طقس الطبيعة يضع كلمتة الأخيرة بابقاء الجميع حيث هم ويحدد اقامتهم .. حيث لا احد سينقذ تلك الجميلة مهما كان ما سيحدث .. مرر نظراتة علي جسدها وامسك بها من خصرها وهو يقترب علي اصابتها التي في طريقها للشفاء لكن رائحة الدماء هي قوية للغاية تجعله يفقد صوابة بجنون وهو يلعق الجرح ويضغط عليه .. يريد الدماء ويسعي جاهدا ان يصل اليها بأي شكل وهذا يؤذي الفتاة بلا شك .. اوشك علي عضها حين فتحت " لي" عينيها تتألم دون وعي وتشعر ان اصابتها تتمزق .. تحاول استيعاب ما الم بها .. هل هذا حلم ام ماذا يحدث .. اول ما شعرت به البرد الشديد حيث اطرافها مثلجة وتيار من الهواء علي جسدها .. لكنها حدقت بشلل تام الي الرجل المنحني عليها يمسك بيدين قويتين فعلياً بخصرها ويلعق شفتية بنظرة حيوانية متوحشة لا تختلف في شئ عن تلك الكائنات في الخارج .. من المستحيل ان هذا حقيقي .. ادركت اخيراً ان لديها لسان ويد واستعادت تركيزها وهي تحاول النهوض بصعوبة وتتحاشي الألم الذي اشتعل في معدتها وقالت برعب لم تشعر به في حياتها قبلاً : هل تحاول قتلي .. هل جننت .
ما يرعبها انها لا تعرف ماهو عليه السيد "بيهان"هذا نوع جديد من الهجوم .. لكن الرجل لم يتأثر بل احتفظ بنظرتة الشيطانية كما ابتسامة مماثلة علي ثغرة وهو يحاول ان يعود للحصول علي المزيد من الدماء بعد وجاهدت الفتاة لأبعاد رأسة بيديها محاولة سحب نفسها بكل ماتبقي لها من قوة خاصة وانها مازالت مشوشة : ابتعد .. ما الذي تحاول فعله .
لكن الرجل لم يبتعد بل جعله الخوف الذي يراه في عينيها يزحف اكثر علي جسدها وهذه المرة غرس اسنانة بعنف شعرت معها " لي" بتمزق اللحم وهي تشهق بألم .. لم تعرف هل تبعده اولاً ام تصرخ ام تكتشف ما فعله بها .. كانت اصابة حقيقية تماماً وجدت اثار دماءها علي شفتي السيد "بيهان" الذي قال بصوت خافت لا يتناسب مع وموقفة : انت شهية للغاية كما توقعت انا اجيد اقتناء اطعمتي .
قالت " لي" وهي تحاول اصابتة بقدمها وتستمر بدفع رأسة بعيداً عن جسدها : اي جنون تتفوه به .. انت في حالة سكر بسبب الخمر الذي لا تتوقف عن احتساءه .. افق يا سيد بيهان .. ابتعد عني .
: انا واعً تماماً .. لكنني جائع هذا كل ما في الأمر .. بل اموت جوعاً .
: ماذا تعني ايها الوغد .
: اعني انك وجبة عشائي الليلة .. فعلياً فأنا سآكلك يا جميلة قطعة قطعة وسأحرص علي الأستمتاع بذلك .
لم تستوعب ما تسمعه ولا تفهمه .. هذا الشخص الذي يتعامل برقي وغرور وغموض طوال الوقت هو شخص مجنون في الواقع : لا افهم شئ منك .. انت تؤذيني دعني وشأني .
: الا تفهمين .. اعرف ان صدمتك لا توصف .. هل سمعت عن من اصابهم السعار ولا يمانعون الكل لحوم البشر بالطبع سمعت وانا احدهم .. ولولا حظك العاثر وسقوط المطر لذهبت للأصطياد بعيداً فقد وضعت الخطط بشأنك لأمور اخري تماماً .
فقط بعينان متسعتان وبجسد اصبح قطعة ثلج ولسان يعجز عن قول اية كلمة ظلت ساكنة علي وضعيتها ويدها فوق جبين السيد "بيهان" حيث كانت تحاول دفعه بعيدا : اذا كان بحوزتك مخدر لتعطية لي فأنا لا اريد منك ان تتعذبين اثناء ذلك.. سأضمن لك ميتة سريعة استمتع بعدها بجسدك اليافع هذا اثق انه سيكون الذ ما تذوقت منذ وقت طويل للغاية فما اكثر المشردين والمرضي البالية اجسادهم هذه الأيام .. في رأيك هل هؤلاء يصلحون للطعام حتي .
حاولت " لي" ان تجد تلميح لكونة يداعبها ربما هي مزحة سخيفة اكثر مما ينبغي لكنها علي استعداد ان تسامحة حتي بعد تلك الأصابة التي مازالت تنزف في كتفها لكنها ظلت ساكنة مصدومة لا تقوي علي ان تأتي بأيه حركة .. هذا اخر ما تخيلت لتكون نهايتها .. ستؤكل حية علي يد بشري مثلها .. لا بالتأكيد ليس مثلها .. لا تملك فرصة امامة فهي شبه منعدمة .. فقط راقبت الرجل يقترب عليها اكثر وهو يتشممها تشعر بأنفاسة الحارة علي رقبتها وصوت تنفسه الثقيل ورائحة الدماء الآتية من فمة .. دماءها هي .. حينها فقط صرخت فجأة عليه : لا .
وهي تدفعه بذراعها جعلت السيد "بيهان" يتشتت لموقفها المفاجئ .. لهذا هو لا يأكل معهم .. لهذا يشرب الكثير من الخمر ليتحمل الجوع احياناً .. لهذا يضع هذا القدر من عطرة الخانق القوي طوال الوقت .. لهذا يدخن بشراهه : لا تصعبي الأمور علي نفسك سأفوز عليك بكافة الطرق .. هل تريدين مني قتلك اولاً .. فكرت في ذلك لكن بأيه طريقة .. خنقك حتي الموت .. هذا الجرح القديم ربما .
اقترب منها وهو يهمس في اذنها بصوت الوحوش : انها دماءك اللعينة التي قادتني اليك يا لحظك العاثر يا فتاتي .
السيد "بيهان" ليس مسعورا مثل بقية من هم علي شاكلتة هؤلاء يفقدون صوابهم من الوهله الأولي ويهجمون بلا تعقل اما هو يجيد اللعب علي اعصاب ضحيتة اولاً ولديه الكثير من السيطرة علي نفسه .. حين اخذ يحدق اليها كأنه يحفظ ملامحها اولاً استمرت "لي" ساكنة ويدها تتحرك بخفة وحذر اسفل الوسادة وبسرعة خاطفة جذبت السكين واندفعت بها بالهجوم وهي تتناسي اي شئ قد يحدث لها .. انهالت علي الرجل بالطعنات بلا تمييز وهذا جعله يتراجع امامها يحاول تفاديها بصعوبة لأن بدلاً منه من فقد اعصابة في هذا الوقت هي " لي " لكن بيد حديدية استطاع السيد "بيهان" ايقاف يدها التي تقطعة بوحشية والقي السكين بعيداً وانقض علي الفتاة وقد اعماه الغضب لكنه توقف فجأة .. اوقفه ما لم يكن في الحسبان .. تسمر مكانه وهو يحدق للفتاة بغضب ويستمع الي الخبطات الرتيبة علي الباب الأمامي .. ازدردت " لي" لعابها وقال السيد "بيهان" بوعيد ينقله لعينيها : اياً من كان هذا .. اذا فتحت فمك بكلمة واحدة ستدفعيت الثمن غاليا وانا اعني ما اقول .
تراجع السيد "بيهان" خطوة للوراء ولم يأبه لأصاباتة التي تنزف لكنها لا تضعفة .. اخذ سترتة وهو يرتديها لأخفاء ملابسة الملوثة بالدماء .. تري من استطاع الوصول للبيت في مثل هذا الطقس .. تنفس ببطء عدة مرات محاولاً اعادة الهدوء لنفسه ورسم هذه الأبتسامة الساحرة علي شفتية وفتح الباب بحذر وهو يتطلع الي الخارج .. لم يهتم اذا ما كان في الخارج مجرم او دخيل او شئ يهاجمهم لهذا لم يتخذ الأحتياطات التي يتخذها "زين" دوماً قبل ان يفتح الباب لأحدهم .. وجدها فتاة .. ساحرة جذابة جميلة الي اقصي حد .. تشع انوثة ودلال .. ازدادت ابتسامتة اكثر : اذا كنت محظوظ وانت تبحثين عن مكان آمن فأنت في المكان الصحيح .
لكنها دفعت الباب بجرأه ودخلت المنزل واغلقتة خلفها سريعاً وهي تقول بصوت قوي لا يتطابق وهذا المظهر الناعم : اعرف هذا بل انا علي يقين منه فهو منزل زوجي علي اي حال .
تجمدت ملامح السيد "بيهان" واصبح باردا فجأة : زوجك .
: نعم .. زين .. لقد علقت في الطريق بسبب الطقس كان اقرب ما استطيع الوصول اليه هو هنا .. اين زين .
: هو عالق في مكان اخر كذلك اكيد .
قالت وهي تمشط المكان بنظرها علي ضوء الشمعة الخافت : انت وحدك هنا .
: لا .. تعرفين الفتاة بالتأكيد هي هنا معي والأخرون في الخارج .
: نعم نعم .. لي .
حدقت نحوه بنظرات قوية وسألت وهي تضيق عينيها : اذا من تكون انت .
: بيهان يا سيدتي .
: اه نعم انت الضيف الجديد ل زين .. ربما نحن لا نعيش معاً لكننا نعرف ما يدور في حياة كل من الأخر يومياً .
تجولت في المكان قليلا بجسدها المثير ورغم كونه يعرف انها زوجة "زين" لم يستطيع منع نفسه من مراقبتها طوال الوقت فهذا النوع من الفتيات قليل للغاية في مثل هذا الوقت .. كم ان "زين" هذا محظوظ في كل شئ .. قالت في النهاية : سأحتاج للبقاء هنا الليلة .


دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-21, 06:57 AM   #26

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 312
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي






: اكيد هذا بيتك .. غرفة زين في الداخل يمكنك اخذها وحدك .
: لكن بما انني في المكان الذي تتواجد فيه " لي" هذه فرصة رائعة لأتحدث اليها للمرة الأولي .. لقد شغلني زين بالحديث عنها كلما رأيته .. اين هي اذاً.
اشار لها بتردد الي الغرفة .. فهو لا يعرف ما حالها الأن اين الدماء المتناثرة هنا وهناك التي تثير الشك .. ماذا ستقول .. كيف ستتصرف معها .. لكن بالنسبة للسيد"بيهان" ليست لديه مشكلة في حال حدوث شئ يعرضة للخطر سيقتل الأثنتين علي الرغم ان قتل ايا منهما هو اهدار للبشرية المتبقية لا سيما لما يتمتعان به من جمال لذا تمني ان تكون "لي" عاقلة وتجنبه هذا الموقف .


* * * * * * * * *


سطع الصباح بطيئاً منعشاً بسماء صافية بعد ليلة طويلة باردة .. وبدون تبادل كلمة واحدة نهض "سيف" بتثاقل يشعر بجسدة منهك .. ليس من عادتة الشعور بالمرض لكن الذي يعرفه انه ضعيف امام الصداع والم نزلات البرد العادية اكثر مما يضعفة الم قتال مع احدهم او ايه اصابة .. قالت "الونا" التي نهضت بدورها : يمكنك استعادة معطفك.
: يمكنك الأحتفاظ به لا اريده بعد الأن .
قوله يحمل الكثير من المعاني : ماذا تعني .
اخذ خطواتة الي الخارج : ملابسك لا تسمح بالسير بها وسط الطرقات حتي المنزل .
توقف ونظر اليها لتتوقف بدورها قبل ان تصطدم به وهي تتبعه : ثم ما اسهل العثور علي ملابس في الوقت الحالي .
ابتسمت بجفاء وتبعته بحذر وسط الصخور حتي وصلا للأسفل ووقفا علي ارض صلبة : ها قد اطلق سراحنا اخيراً .. يوم سعيد لك يا انسه.
: ما اسمك في حال اردت اعادة المعطف اليك .
: سيف .
: الونا .
تلك المرة بادلتة ابتسامتة اللطيفة ابتسامة مماثلة فقد كانت تشعر انها محتجزة علي حد قوله وهي الأن تشعر بالراحة والحرية وايضاً هو لم يكن بذلك السوء .. ثم اخذ كل منهم طريقة وسط الشوارع وبرك المياة وقد غسلت الأمطار كل شئ ودمرت الرياح الكثير .


* * * * * * * * *


اخذ "زين" "ميمي" وغادر المنزل تشبثت بالبقاء مع "روبي" الذي تصر انه "لي" ولم تتمكن من تصديق انهما اخوين فهو يشبهها الي حد كبير ويحب الطفلة مثلها بل تعلقت به اكثر ربما بعد ابتعادها بعض الوقت عن "لي" .. لم يجيب علي اسئلة "ميرك" و"يام" حين عاد ووجهه مصفراً وتائه .. لكنه علل علي ذلك انه يشعر ببعض التعب وظل بقية الليل شارد الذهن صامتاً .. لم يدري ماذا يقول لأنه لا يصدق ما رأه كان بحاجة لبعض الوقت لا يعرف لما .. عليه فقط العودة للمنزل وترتيب افكارة .
لم تعي " لي" تماماَ ما قالته "نوين" زوجة "زين" .. لقد وصلت في وقت قياسي لتوقف مصيرها الوحشي في القتل .. تحدثت معها قليلاَ لكن مع الوقت شعرت انها لا تجاريها وتكتفي فقط بالأيماء برأسها وانها ليست في مزاج مناسب لتبادل الحديث فذهبت لغرفة زوجها لتنام .. كانت لا تزال مكانها في الفراش تعلق نظرها بالباب وقد اخفت اي اثر لذلك الشجار الذي حدث بينها والسيد "بيهان" الذي قضي الليل مستمر في السير جيئة وذهاباً تتناقض الأفكار في رأسة حتي توقفت الأمطار غادر بعدها المنزل بصمت .. سمعت صوت الباب يفتح هذا "زين" علي الأرجح الذي وقف يتفقد منزلة ثم توجه لغرفة " لي" التي حاولت اخذ نفس عميق لتهدأ واستقبلت "زين" بملامح باردة بينما تراقبة يتقدم منها وهو يحمل "ميمي" .. جلس الي جوارها قائلاً : كانت ليلة غامضة صحيح .
اكتفت " لي" بالنظر اليه فقط وحتي لم ترحب ب "ميمي" كعادتها او اخذتها منه : اين الجميع هل انت وحدك هنا
استدار لينظر حيث نقلت " لي" بصرها عنه ليحدق بفم فاغر الي"نوين" التي تقف عند باب الغرفة وقالت : لا ليس وحده .. اين كنت طوال الليل يا زين .
وضع "زين" "ميمي" جوار " لي" ونهض في مواجهتها قائلاً بلهجة بدت غاضبة : ماذا تفعلين هنا .
: لقد علقت في الأمطار وتلك العاصفة البارحة والمكان الأقرب الوحيد كان هنا .
: من كان هنا حين اتيت .
: لي والسيد بيهان .
لم تعيرهما " لي" اهتمام هو يغار عليها كثيراً هذا واضح وسبب غضبة الشديد .. بين حالتة والأزعاج الذي يسببه "زين" بصوتة المرتفع علي غير العادة امام زوجتة الجميلة وجد "سيف" يقف عند الباب خلف "نوين" ورأسة يعلو فوق الأثنين .. بدا وجهه مرهق شاحب كما لم يراه من قبل مع هذا يحتفظ بمظهره المسيطر ونظرتة الساخرة .. ثم نظر نحو "نوين" التي استدارت تتطلع اليه وعلي الأقل نجح في ايقاف هذا الأزعاج الذي يسببانه وقال : مرحبا جميعاً .. لم اتخيل هذا المشهد عند عودتي .
استعاد "زين" هدوئة : مرحبا يا سيف .. هذه نوين زوجتي .. هذا سيف والد ميمي .
قال "سيف" بتهكم : يا لها من طريقة للتعارف .
ابتسمت اليه "نوين" وحتي "سيف" لم يخفي رغماً عنه نظرات الأعجاب بها فهي حقاً شئ يأخذ النظر .. ولم يحتمل "زين" هذا الأنسجام شدها من ذراعها وقرر ان يكمل المحادثة في غرفتة وحدهما .. قال "سيف" وهو يتجه نحو ابنته : والأن يعرف الجميع لما يخفي زين زوجتة بعيدا ً.
حمل ابنتة وهو يرفعها عالياً بذراعية لتطلق ضحكة عالية طفولية وهي تحدق بوجهه الباسم نحوها وتحاول الوصول له بيديها الدقيقتين .. اعادها الي حضنة وهو يقبلها ثم نظر نحو " لي" المتجهمة الوجه الهادئة : يبدو ان هناك بعض الأشخاص يجب بالفعل ان يظلوا في الخفاء حفاظاً عليهم .. اذاً ايتها العابسة كيف حالك .
لم يكن لدي " لي" نيه للتكلم وتمنت لو تستطيع ان تهنأ بمكان لها وحدها .. هي ترغب بأخبارة بما حدث سيهتمون بأمر كهذا بالتأكيد هناك شخص خطر يعيش بينهم بحرية تامة واذا ما تداعت الأمور ربما عاد كل منهم ليجد بقايا جثتها علي الفراش .. شعر "سيف" بالقلق لهذا التحديق مذهول النظرات وهذا الشرود .. لذا جلس الي جوارها قائلا بجدية تظهر ثانية الي ايه مدي هو مرهق : ماذا بك .. اين ذلك المغرور .. هل غادر ثانية .. هل قضي الليل هنا .. هل ضايقك بأي شكل .
ظلت " لي" صامتة حتي صاح "سيف" بوجهها فجأه جعلها تنتبه : تكلمي .
عاد يلاطف "ميمي" التي جفلت من صوتة لكن هذا علي الأقل جعل " لي" تقول بصوت قصدت ان يكون عادياً لكنه خرج من حلقها مرتجف : انا بخير .. نعم .. نعم .. لقد غادر المنزل .
استمر "سيف" بالنظر اليها لوقت طويل : ماذا حدث يا لي .. لقد مررت بليلة صعبة ولدي صداع يقتلني لذا كوني مطيعة واخبريني بهدوء .
: علي العكس يبدو انك قضيت ليلة جيدة جئت وانت تمزح مع الجميع.
: هيا تكلمي .. لا بأس تعرفين ان بأمكانك اخبار العم سيف كل اسرارك ولن يبوح بها ابداً .
جعلها كلامة تبتسم لا تعرف لماذا لكنه يقول اشياء في غير وقتها ثم انقبض قلبها فجأة حين تلاشي صوت "سيف" وتنهدت وهي تتذكر الواقع .. نهض "سيف" قائلا : لم تأكلي شئ هذا واضح عليك وانا ايضا جائع سأحضر شئ ما وسأعود وحين افعل اريد جواب مقنعاً يجعلني مرتاح لما انت عليه مفهوم .
اخر ما تفكر فيه هو الأكل .. لا ترغب بوضع شئ في فمها لا تريد سماع تلك الكلمة .. اخذ "سيف" ابنتة انشغل بها ويبدو انه يكون بحال رائعة طوال انها في حضنة ويصل الي " لي " صوت ضحكاتها الصغيرة فهي حين تكون مرحة تفعل هذا لأقصي حد وحين تهدء تكون كذلك لأقصي حد لكن نادراً ما سمعها احدهم تبكي او تتذمر كالأطفال العاديين .. حين اصبحت الحجرة خالية عاد اليها الشعور بعدم الأرتياح والترقب لأن السيد "بيهان" سيعود .. سيكون في المنزل مرة اخري كأن شئ لم يكن .. هل من الصواب اخبار احدهم ام ماذا تفعل .



تناول اربعتهم الطعام في الخارج حين تحججت " لي" برغبتها في النوم علي الرغم من ان عينيها لم تغمض للحظة .. لكن في المساء جلس الخمسة في غرفتها يتناولون الطعام معا حتي ميمي الصغيرة لتشاركهم .. اخذ كل منهم يروي ماحدث معه في الليلة الماضية لم يقل "سيف" الكثير سوي انه ظل مختبئ في ذلك المكان مع "الونا" ونظر الجميع نحوه بطريقة ماكرة لكنه لم يوضح شئ وترك خيالهم يجمح كما يرغبون .. بدأ "زين" يروي عن الضوء الذي شاهده بعيداَ وهذا جذب اهتمام الجميع واضافت "نوين" المزيد من الدهشه حين اخبرتهم عن القوات التي تقبض علي كل من في المدينة هذه الأيام ويأخذونهم بعيداً لااحد يعرف الي اين .. استغرق "سيف" في التفكير وقال نعم .. من قاتلهم البارحة هم من هؤلاء اللذين تصفهم "نوين" يرتدون الأسود وبنيانهم قوي .. زي موحد شكل موحد مريب .
قال "زين" : ثمة شئ يجري لا يريحني .. هل عزلنا انفسنا طوال هذه الفترة ظناً منا ان الوضع هكذا في كل مكان .. هناك حياة اخري عادية لا تبعد عنا كثيراً.
"سيف" : لا يا رجل هذا احتمال بعيد .. لقد تجولت في كل مكان الي ابعد مما تظن رأيت كل شئ ورأيت جماعات واناس تختلف عن كونهم بشر .. رأيت قوانين غريبة واحداث اغرب وجماعات لها تفكيرها الخاص .. لكن ابداً لم يكن الضوء شئ متواجد ولا اية حياة افضل مما نحن فيه الأن .



دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-21, 07:01 AM   #27

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 312
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي






نوين" : ربما ليس كذلك .. قد تكون هذه القوات قد اتت لأخلاء المكان وقتل الجميع ظناً منهم اننا فقدنا عقولنا واصبحنا بدائيين .. و ليتم كذلك القضاء علي تلك المخلوقات وبناء المدينة من جديد ربما هذا ماحدث في كل مكان حولنا في الفترة الأخيرة ونحن لاندري لأنه ما من وسيلة اتصال .

"سيف" : من الصعب الوصول الي هذا البعد الذي يصفة زين الأمر اخطر مما تعتقدون .. لا وقود ولا اسلحة تكفي .

"زين" : ماذا بشأن هذه القوات التي تتحدثان عنها .

"نوين" : مطلقاً .. لن اثق بأي منهم .

"سيف" : كانت الونا تهرب منهم البارحة .. قاموا بأصابتها لمحاولة ايقافها لكنهم لم يقتلوها علي الرغم من ان ذلك بدا اسهلاً.

"زين" : تريد الوثوق بهم اذاً.

: اعني التحدث .. معرفة ما يجري حولنا .. كما قلت انت عزلنا انفسنا عن كل شئ ظناً ان هذا هو الوضع الراهن في كل مكان لكن يبدو ان الأمور تتطور .

: ربما السيد بيهان يعرف شيئاً ما .. يقول دوماً ان لديه العديد من العلاقات والمعارف .

: لا .

قالتها " لي" فجأة بعد ان اكتفت بالأنصات اليهم فقط .. حدق اليها الجميع : من الجيد انه ليس هنا ليعرف كل هذا ولا يفترض بأحدكم اخبارة .. هذا الرجل لا يمكننا الوثوق به .

قال "زين" وهو ينظر الي "سيف" بتهكم : عجباَ عجباَ .. لقد نقلت اليها شعور الكراهية نحو الرجل .

لكن "سيف" استمر فقط بتثبيت نظراتة علي ملامح " لي"وعينيها المليئة بالمعاني .. بالغضب .. بالخوف .. بالأصرار .. لا يعرف .. عادت تقول بجدية : كاد السيد بيهان ان يرحل البارحة واحذر ماذا يا زين لم يهتم لسلامة المنزل .. لم يهتم اذا ما سرقنا احد او هاجمنا .. هو لا يشعر بالأهمية نحونا .

: واين كنت انت .

: تعرف انني اعجز عن النهوض .. هذا الشخص ليس منا من فضلكم انسوا امرة انا اعني ما اقول .

قال "سيف" وهو يتثأب : حسناً يا رفاق .. اخبار كثيرة واحداث اكثر لكن علي كل ذلك ان ينتظر حتي الغد لا اقوي حتي علي الذهاب الي الفراش للنوم .

"زين" : سنضع خطة ما .. علينا التحرك .

"نوين" : اختفت فتاة ممن يعيشون معي واحداهن قالت انها شاهدت هؤلاء الرجال يقبضون عليها .

"سيف" : سنعرف كل شئ .. الونا ايضا تعرف شئ هذا اكيد .

عاد "زين" لتهكمة الواضح : الونا .. اصبح الأسم يتردد هكذا ببساطة .. يبدو ان ليلة واحدة كفيلة بتغيير الكثير من الأمور .

: من فضلك يا زين انا لا اعني شئ .. وهي في النهاية شخص يمكننا الوثوق به .

قالها "سيف" وهو يحاول نفي اي شئ يأتي في تفكيرهم بشأنه وهي والقاه "زين" بنظرة جانبية تؤكد تفكيرة لكنه لم يهتم له وقالت " لي" : يكفي ان نعرف نحن فقط .. من فضلكم لا مزيد من اشخاص غرباء .. نحن نثق ببعضنا ونعرف بعضنا البعض جيداً لكن ماذا عن الأخرين .. كلا لا اريد التخطيط لشئ مع اخرين .

"زين" : كنا جميعا غرباء عن بعضنا ذات يوم يا لي .. يجب ان تحاولي اولاً .

لكنها صاحت بغضب غير مبرر لهم : قلت لا .. اذا كان الأمر كذلك يمكنني الأهتمام بنفسي .. ليمضي كل منكم في خططة كما يحب وسأذهب وحدي في طريقي اينما اريد .. لدي اخي وسوف نتدبر امورنا معاً .

تبادل "سيف" و"زين" نظرة تساؤل وقال "زين" : اعصابك متعبة يا لي وهذا واضح سأتركك مع سيف قد يجد ما يقول لك قبل ان تنام .



اخذ "زين" "نوين" وغادر الغرفة ونقل "سيف" ابنته التي غفت علي صوت حديثهم الي فراشة .. ثم عاد وجلس الي جوار " لي" وقال بجدية : لا اهتم بما حدث لك ليس لدي المزاج المناسب لتحمل كلماتك اللعينة .. ماذا تعرفين عن بيهان .

نعم تعرف ان "سيف" لا يمزح ملامحة مرهقة للغاية وحاله سيئة لذا قالت بهدوء : يمكنك سؤالة حين يعود .. اذهب لتنام تبدو علي وشك الأغماء .

ابتسم اليها بشكل شرير قائلاً بصوت عميق وهو يقترب عليها : اطمئني انا في كامل وعيي .. لكن ماذا عنك .. تبدين متصلب في مكانك .. لم تمسي الطعام ولم ترفعي صوتك علينا سوي حين ذكرنا بيهان .

: فقط هو خائن لا يهتم لنا لا يستحق اية محاولة لمساعدتة من زين .

: حقا .. هكذا يفترض ان ينتهي الأمر .

حدقت اليه بغضب : ماذا تريد يا سيف .

رفع السكين الخاصة به امام عينيها : دماء من هذه .. انها لبيهان بالطبع .. لماذا هاجمت الرجل يا لي .. ماذا اكتشفت بشأنه .

خطفت السكين من يده في لحظة خاطفة لتفاجأ كم ان حرارتة مرتفعة وقالت : انت مريض للغاية .

: دعك مني واجيبي علي السؤال .. كل ما يهمني الأن هي ابنتي .. هل هناك خطر عليها .

نقلت " لي" بصرها الي الطفلة النائمة علي الفراش المجاور وتخيلت ان تكون هي التالية التي تتعرض لهذا المصير الشنيع ودفعتها تلك الصورة ليغادر الكلام فمها بدون تفكير : نعم يجب ان تقلق .

عادت تنظر الي "سيف" : السيد بيهان خطر للغاية .

: كيف .. وضحي فحسب .

: لا يمكنني في الوقت الحاضر ذهني مشوش كثيرا .

استمرت لغة النظرات الصامتة بينهما حتي قالت " لي" : انا متعبة يا سيف لقد مررت بأسوء يوم في حياتي وربما ما سأقوله لن يقنعك كثيرا .


: حاولي علي الأقل ودعنا نري .

تعرف ان صبرة بدء ينفذ وان هذا الهدوء الذي يتحلي به امامها ليس سوي قناع حتي يسحب الكلام الذي يود سماعة منها : السيد بيهان .. هو أكل لحوم بشر .

هذا جعل "سيف" يفاجأ .. لقد شاهدت نظرة غريبة في عينيه كان هذا اذا اخر ما يتوقع سماعه .. حركت "لي" السترة عن كتفها قليلاً حيث مكان غرس اسنان السيد بيهان : هذا هنا كان يفترض به ان يكون النهاية وبداية عشاءه لولا ان اتت زوجة زين .. هو قوي للغاية ليس مثلنا يستطيع التغلب علينا ولا يؤثر به النزيف او الجروح لقد اصبتة مراراً لكن هذا لم يضعفه للحظة ولم يتألم .

لم يعلق "سيف" بشئ فقط نهض ووصل الي فراشة وتمدد الي جوار ابنتة التي ضمها بقوة الي صدرة : هكذا فقط .. هذا هو ردك علي ما قلت .. الا تصدقني .

نظر اليها "سيف" ورأسة علي الوسادة وقال بصوت ناعس : طابت ليلتك يا فتاة .

كانت هذه اغرب ردة فعل انتظرتها منه .. هل هذه صدمة .. هل لا يبالي .. لا يصدقها ربما .. يخطط لشئ ما بصمت كعادتة .. ام تغلب عليه التعب حتي هنا ومنعه من استيعاب ما قالت " لي" .. " لي" التي ظلت وحدها طوال الليل .. لم يغمض لها جفن تنتظر بتوجس عودة السيد "بيهان" تنقل نظرها من وقت لأخر نحو "سيف" كأنها تستمد الشجاعة منه لوجودة معها علي الأقل .. هي لا تعرف مدي قوتة الجسمانية فقد بدا مريضاً للغاية .. كذلك "زين" ينام و زوجتة باطمئنان كونه لا يعرف بأمر السيد "بيهان" بعد .. هل اوصد "زين" الباب ووضع خططة الدفاعية كالعادة .. ام ترك اية سبيل صغير لمجيئه اذا اراد .. لا يعتقد انه فعل ذلك لأن زوجتة في البيت الأن و لا مكان له وهو غادر قبل عودتهم من تلقاء نفسه لهذا السبب .. هل يريد الأنتقام منها .. هل سيعود لمهاجمتها في وقت ما .. اين وكيف .. الكثير من الأفكار التي جعلتها في النهاية تذهب في نوم خفيف .



دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-21, 07:49 AM   #28

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 312
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن



حين سمعت صوت الباب يفتح ببطء وحذر شديد تملكها الخوف .. هي تسمع بوضوح لكن لا تتمكن من اجبار نفسها علي الصحو .. هل هذا السيد "بيهان" خطواتة البطيئة تسمعها في الخارج وهي تتجه الي غرفتها .. انه هو بلا شك يسير بحذر كي لا يوقظ احد .. سيقتلها فقط ربما يرحل بعدها لأنها تكلمت واخبرت احدهم بشأنه وهو حذرها من هذا .. هو امامها الأن تشم عطرة الخانق .. يمد يده نحوها .. يجب ان تستيقظ .. تفعل شئ ما .. نهضت بصعوبة فجأة تجلس في الفراش تتنفس بسرعة وتنظر حولها بعصبية لكن الأضاءه الخافتة في الغرفة وفي الخارج للشموع والسكون المخيم علي المكان جعلتها تدرك انه حلم سخيف .. حاولت ان تهدء وهي تعرف ان مثل هذه الأحلام قد تراودها لبعض الوقت لأن عقلها مازال مشغول بالأمر .. اغمضت عينيها واستندت بظهرها الي الوسادة وهي تشعر بنفسها اكثر هدوء واسترخاء وكل ما عليها فعله هو البقاء مستيقظة فحسب .. ثم سمعت صوت الأنين الخافت "لسيف" .. التفتت ناحيته بفضول تحاول الوصول لملامحة هل هو مستيقظ ام لا .. كانت "ميمي" الأقرب لها و"سيف" في الجهه الأخري يوليها ظهره لذا لم تتمكن من معرفة ما اصابة .. هذا جعلها تبتسم لقد وجدت شئ يشغلها وهذا الشئ هو موقف ربما لن يتكرر ثانية معها نحو "سيف" .. نهضت من الفراش ببطء واتجهت ناحيتة وهي تشعر ببعض البرد القت نظرة سريعة علي "ميمي" التي كانت نائمة ببراءه وامان بينما والدها يتألم بدون وعي .. وقفت امامة تتطلع الي حاله .. "سيف" الذي في موقف قوة دائماً ويمكنه اخضاعها لما يريد اذا ما عارضتة ينام بألم وتعب وضعف ويهذي بدون وعي .. لاتعرف كيف وجدت نفسها سعيدة لهذا المشهد امامها هي لا تتمني له اي شر لكنها كانت بحاجة لرؤيته في موقف ضعف لمرة واحدة علي الأقل .. رغم انها لا تزال في مشكلة فليس لديها ادني فكرة عما يمكن ان تفعل لمساعدتة .. هل تذهب وتخبر "زين" لايمكنها دخول غرفتة بوجود زوجتة ببساطة .. حاولت التحقق من حرارتة بظهر يدها وكانت اعلي بكثير مما شعرت به حين اخذت منه السكين سابقاً اليوم .. لم تتكبد عناء الذهاب لأي مكان لأنها علي اية حال تجد صعوبة في السير لمسافة طويلة فقط اخذت منشفة صغيرة وبعض الماء من القارورة الموضوعة جوار الفراش وتأكدت انها رطبة كفاية قبل ان تضعها علي جبينه وسترة ما وجدتها قريبة منه بدأت تجفف بها العرق عنه وهي تراقب ملامحة التي تتألم بلا تحفظ وتأوهاته الواضحة .. هو بحاجة لدواء ما يخفض هذه الحرارة لكنها لا تعرف اي شئ عن مثل هذه الأمور واين "زين" في هذا الوقت .. نهضت مرة واحدة فقط لتنقل "ميمي" بعيداً عنه الي الفراش الأخر ثم قضت بقية الوقت تغير المنشفة من وقت لأخر وتراقب "سيف" في الضوء الخافت وهذا جعلها تنشغل به بدلاً من التفكير فيما حدث معها حتي ان "سيف" كان مفيد في مرضة ايضاً .. كان يروقها هذا الوضع الضعيف الذي هو عليه الأن تحت سيطرتها الكاملة .. تمتم ببضعة كلمات واهيه فجأة فهمت منها انه يحتاج الي بعض الماء وساعدته علي الشرب .. بعد عدة دقائق اخري اخذ يسعل بشدة وفتح عينين متعبتين بعناء وسأل بصوت متهدج : ماذا تفعلين هنا .
: ماذا تعتقد .. اساعدك ايها الرجل المريض .. يبدو ان صحتك لم تعد تسمح لك بالمغامرات يا سيف .

لمس المنشفة علي جبينه قائلاً: لست في حاجة لهذه لا اشعر ان حرارتي مرتفعة .
: كلا لست كذلك فقط هي تجف في دقيقة لشدة سخونة جسدك .. لا تكابر

تلفت "سيف" للجهه الأخري وحين وجد "ميمي" علي الفراش المجاور عاد يقول : شكراً لك لأبعادها والأن ابتعدي انت ايضا قبل ان تلتقطي العدوي .
: ماذا عن حرارتك هذه .. انت تموت علي الأرجح .. ستسوء حالتك وانت اكثر من يعرف .

: لا تهتمي لدي دواء مناسب سأكون بخير والأن اذهبي .

: يا للغرور الشديد حتي وانت مريض ترفض الأعتراف انك بحاجة ماسة للمساعدة .

: اجد انك الوحيدة المستيقظة حتي الأن .. هل مازلت تشعرين بالخوف .

ابتسمت لأنها تفهم انه فقط يحاول مضايقتها : لدي الحق في الشعور بالخوف كان هناك من سيأكلني حيه .
: هذه شجاعة لتعترفين بهذه البساطة احترمك كثيرا .

عاد يسعل ثانية وقالت " لي" : اين هو هذا الدواء اخبرني وسأجلبه لك .
: شكرا كل ما اريد منك ان تعودي الي فراشك فحسب .

نهضت بعصبية .. لماذا يسمح لنفسه بمساعدتها في اي وقت ويتدخل بشؤنها حتي اذا لم يكن لديها رغبة بذلك والأن وهي ترد اليه صنيعة كل ما يريده منها العودة لفراشها .. تباً له ليذهب ويموت لا مشكلة في الأمر .. عادت الي للفراش وتمددت باسترخاء تحاول العودة للنوم ولم تهتم كثيراً بصوت سعال "سيف" او بعض تأوهاتة التي يحاول اخفائها وهو ينهض باحثاً عن دواءه كما قال .. كل هذا لم تهتم له " لي" لأن تحرك "سيف" وصوتة كان انيس جيد لها لتشعر بالأطمئنان وتنام ثانية .
شعرت " لي" بالأستياء حين استيقظت علي صوت "زين" و "نوين" يتجادلان بصوت عالً بعض الشئ في الخارج .. الا يكف هذان الأثنان عن الصراخ بوجه بعضهم البعض من الجيد انهما لا يعيشان معاً والا لقتل احدهم الأخر علي الرغم من مدي الحب بينهما وخاصة "زين" الذي يظهر بوضوح نحوها .. حاولت النهوض بعد ان ارتاح جسدها لساعات .. اقتربت من فراش"سيف" الذي كان نائم .. ليس في حال افضل بل اسوء فهو يهذي بصوت واضح ووجهه شاحب يتقلص من الألم .. ما الذي نهض ليلاً وتناوله اذاً هل كان يكذب عليها .. نادت علي "زين" عدة مرات وهي تشعر الأن بالقلق حيالة لما يبدو عليه مظهرة اصبح الأمر جدياً حول كونه في حال خطرة .. حصلت علي انتباه "زين" ووجدته يدخل الغرفة وهو يقول بوجه محتقن : ماذا يا لي .
اشارت نحو "سيف" : انظر اليه يا زين هو مريض للغاية منذ مساء البارحة .
سار "زين" باتجاهه وقال بدهشه : هذا لا يصدق لقد كان علي ما يرام.
راقبتة " لي" وهو يتفقد حاله : اذا هل هو بخير .
رد "زين" بقلق : كلا .. يبدو مريض للغاية .
ثم نظر نحوها بغضب : من الذي سمح لك بمغادرة الفراش .
: انا بخير واستطيع التحرك الأن .

: عودي الي مكانك حالا .

لم تجادله لأنه عصبي ومزاجة سئ ذهبت وجلست علي حافة الفراش وهي تراقبة لا تعرف ماذا سيفعل وماذا يملك من ادوية او مساعدة له وحين حاولت الأقتراب منه ثانية ثبتها "زين" بنظرة صارمة مكانها : ابقي مكانك .
: ولكن .

: اسمعي كوني مطيعة في هذا الوقت خاصة .

: اصبح الجميع عصبياً فجأة .

: اخبرتك انه مريض للغاية .. ابقي الي جوار الفتاة اريدكما بعيدان عنه .. من الجيد انك نقلتها بعيداً .. وكفي عن التجول بأريحية هكذا منذ متي تفعلين ذلك .
حدقت اليه "لي" وكأنها معاقبة ببقاءها في الفراش للأبد : منذ وجدته بهذه الحال ولم يكن امامي سوي فعل شئ له .. انتهي الأمر يا زين .. افعل شئ لهذا الرجل قبل ان يموت .
قدم "زين" ما يستطيع من مساعدة الي "سيف" الذي لم تذهب عنه الحرارة واخذ يهذي ببضعة اشياء مجهولة .. وحين غادر "زين" و "نوين" اخذت " لي" مقعداً الي جوارة ووعدها "زين" بالعودة قريباً .. استيقظت "ميمي" سألت عن والدها وارادات الذهاب اليه لكن شغلتها " لي" عن الأمر باللعب قليلاً واكلا معاً حتي عادت للنوم ثانية اخيراً .. ظلت بعدها جالسة علي المقعد ذاته حتي شعرت بالتعب لذا قررت ان تريح جسدة قليلا خاصة ان "سيف" لا يفعل اي شئ سوي الأستغراق في النوم ثم يعود للتوجع والهذيان ثم يعود للنوم .. حل المساء ولم يعود "زين" بعد ولم يستيقظ "سيف" كانت قد عادت للجلوس امام فراش الرجل الذي ينام بهدوء الأن بعد ان تحسن كثيراً .. ظلت مصوبة بصرها عليه تفكر عنه بعدة اشياء .. عدة مواقف .. لما تجد "سيف" مختلف عن البقية هل لأن طريقة مقابلتة الأولي كانت مخيفة .. لكنه اصبح صديق جيد .. هو شخص تستطيع الوثوق به لا تعرف متي تيقنت من هذا .. لكن اذا اجبرت علي الأبتعاد والرحيل وتغيرت الظروف سوف تختار مرافقة "سيف" .. صحيح ان "زين" شخص جيد للغاية .. لكن "سيف" يستطيع ان يتسلم زمام الأمور كافة .. في كل مرة يظهر كم هو ممتن لأنها ساعدت ابنتة تشعر انه يمكنها الوثوق به كانت بدايتة معها مشوشة حتي استطاعت ان تفهمه وتتكيف مع شخصيتة في النهاية .. كان مصيرهم ان يسرقاه ليتعرفا به .. كانت تشعر البارحة ببعض الأنتصار كونه ينال جزاءه من المرض والضعف امامها لكنها لم تتصور ان تسوء حالة لهذا الحد .. انتبهت فجأه من حالة الأسترخاء هذه حين وجدتة يفتح عينية بصعوبة ويحاول ان يتذكر اين هو .. ثم نظر نحوها وابتسم بشحوب قائلا : الا تدركين انه من الوقاحة ان تجلسي وتراقبي شخص نائم .
: انا لا اراقبك بالظبط لكنني انتبه لحالك .

اخذ يسعل قليلا : لما من الصعب عليك ألاعتراف انك مريض وتتألم هذا لا يحتاج لكل هذا الأدعاء الأمر واضح .
: لا احتاج لشفقتك علي او اي احد اخر .. سأكون علي ما يرام .

: سمعت هذه الجملة البارحة و استيقظت اليوم وانظر الي حالك .

: حسناً ارهقتكم معي كثيراً انا اسف لكنني اشعر بحال افضل الأن جدياً .

نهضت " لي" قائلة : انا واثقة من هذا .. فتاتك نائمة ثانية سألت
عنك .
: لي .. شكرا جزيلا لأعتنائك بها هذا يعني لي الكثير .

: لا تثني علي لا احب ذلك منك .

سعل "سيف" بشدة واغمض عينية واكتفي ان يرد بصوت فاتر : اسف.


دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-21, 07:56 AM   #29

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 312
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي





قضت" لي" بقية اليوم في غرفتها في حين مازال "زين" في الخارج و"سيف" يسبب جلبة وهو ينقل اشياء ما من مكانها كان قد اكتفي بهذا الحد من ملازمة الفراش ويحاول استعادة نشاطة من جديد بأي طريقة .. وحين كادت عيناها ان تستسلم للنوم سمعت صوت الطرقات علي الباب الأمامي للمنزل واستحوذ الأمر علي كامل انتباهها فهذا ليس "زين" .. هذا السيد "بيهان" .. عرفت انها فعلت الصواب حين اخبرت "سيف" بأمره لكنها تشك في قدرتة علي التغلب عليه لا سيما وهو بتلك الحال .. ظلت جالسة في الفراش تنصت لصوت حديثهم الخافت الذي لا تسمعة بوضوح كانت هناك ضحكة ما من السيد "بيهان" وشئ ما يحتج عليه "سيف" .. هي مستعدة لأي شئ سوف يحدث فالصدمة الأولي قد انتهت والأن تعرف بأمره جيداً .. سمعت صوتهم يرتفع واخذ الأمر يتحول الي عراك بالكلمات واقتربت " لي" من باب الغرفة وهي تراقبهم في اشتباك بالأيدي وتري ما يجب ان يحدث تماماً .. فالسيد "بيهان" نظراً لما يتمتع به من قوة اكثر منهم ونظراً لحال "سيف" المتدنية كان له الكلمة الأخيرة في العراك .. شعرت بجسدها يثلج والخوف يملأها تدرك اذا ما تغلب السيد "بيهان" علي "سيف" كيف سيكون الوضع .. لما تسرع "سيف" واخبره انه يعرف بحقيقتة .. بعد هذا التراجع امام السيد "بيهان" تماسك "سيف" فجأة وكأنه درس تحركات الرجل جيداً وتملكة الغضب بعد لكمة قوية طرحتة ارضا من السيد "بيهان" جعلت الدماء تسيل من انفة ووجده ينهض من جديد في لحظة خاطفة ينهال علي السيد "بيهان" بالضرب السريع القوي .. سريعاً مباغتاً مدروساً لقد تحول "سيف" في لحظة من هذا التراجع الي هذا الأندفاع .. استطاعت ان تقرأ ملامح الدهشة والتساؤل عما اصابة في نظرات السيد "بيهان الذي اخذ يتراجع امامة .. من اين يستمد قوتة هذه .. اليس هذا هو الرجل نفسة الذي كان يعاني من الحمي منذ بضعة ساعات فحسب .. لم يترك له فرصة ليسترد انفاسة ينهكه تماماً لكن الي متي .. سيأتي الوقت وينقلب الوضع .. ثم توقف فجأة مما جعل السيد "بيهان" يحاول التركيز عليه وهو يمسح الدماء التي تسيل من انفة وفمة وينظر اليه بوحشية .. تلك النظرة التي لن تنساها "لي" .. قبل ان تدرك لما توقف "سيف" واتاح له تلك الفرصة وجدته في لمح البصر يسحب سكين كان علي منضدة بعيدة ليفصل به رأس السيد "بيهان" عن جسدة .. كما لو توقف الزمن للحظة .. وبقيت نظراتهم فقط تشرح الأمر .. "سيف" بنظرة الأنتصار والفخر والسيد "بيهان" جاحظ العينين لا يصدق كيف انتهي امره و" لي" التي تحدق مذهولة بعينين تملأهما نظرة الدهشة و الخوف .. وربما ليس رأس السيد "بيهان" الملقي علي بعد بضعة اقدام منها هي السبب لكن الرجل الأخر الذي يقف وفي يدة السكين .. كما تخيلتة تماماً في اللحظة الأولي التي رأته فيها .. قاتل .. تلك النظرة وهذه الوقفة وهذه الجرأه .. سبق وقتل بسهولة اذاً لينجح في فصل رأس احدهم عن جسدة بأعصاب باردة .. نقل بصرة اليها وقال بنظرتة الشيطانية ذاتها : هذا لأجل ابنتي .. لدي الحق فيما فعلت .
لم تنطق " لي" بكلمة ظلت متشبثة بأطار الباب جامدة كتمثال ولا تدري ماذا تقول او تفعل .. راقبت خطوات "سيف" وهو يتوجه نحو جثة الرجل انحني امامة يفتش في جيوبة بأصرار حتي عثر علي ورقة مطوية .. اخذ يفضها سريعاً واعتدلت قامتة المديدة القوية واقفة وهو يثبت نظراتة علي الكلمات التي جعلته يتنهد ثم نقل بصرة الي " لي" مرة اخري قائلا وهو يلوح بالورقة : هل رأيتي منزل جديد تماماً .. علينا جمع اغراضنا والرحيل .. تم القبض علي زين وسيحين دورنا انهم يمشطون المنطقة .
بصعوبة شديدة سحبت " لي" نفسها لداخل الغرفة لا تفهم ما يحدث .. هل "سيف" شخص عادي مثلهم بالتأكيد لا .. لا شك انه قتل الكثير وقاتل كثيراً حتي يتصدي للسيد "بيهان" وحتي يكون هادئ الأعصاب وطبيعي بعد قتلة شخص بتلك السهولة .. هذا وجهه الأخر الذي كانت ستراه اذا ما كانت عدوه .. عليها بالفعل جمع اغراضها والرحيل لا تدري ما الذي يتحدث عنه بشأن "زين" لكن يبدو وان الأمور اصبحت اكثر صعوبة وحان وقت افتراق الجميع .. كانت تتحرك ببطء تحاول ترتيب افكارها والي اين ستذهب يمكنها الأعتماد علي نفسها لا بأس .. حين وجدته يدخل الغرفة بخطواتة الواثقة شعرت ان الغرفة تضيق عليها وانها محاصرة ونعم شئ ما يخيفها منه لا تعلم لماذا علي الرغم من انه نفس الشخص الذي كانت تحاول جاهدة مساعدتة في تخفيض الحرارة بالأمس .. استدارت اليه تنظر في عينيه الباردة وقالت بصوت خافت : علي كل منا الرحيل وحده .. اذا كان امر زين مجهول فأنا لا اهتم كوني مع احد او لا .
: كذب .. اسمعي يا لي ما فعلته كان الصواب الدائرة تضيق علينا اكثر .. لم يكن لدي الوقت لأمهد خطط مع هذا الوغد .. جاء الي هنا ليخبرني بأمر القبض علي زين وبابتسامة قبيحة متعالية طلب ان اسمح لك بالرحيل معه حيث المنزل الأكثر امناً .. ثم لوح في وجهي بهذه الورقة وهو عنوان المنزل الذي دونة حتي يحفظ مكانة .. كان الحل الوحيد هو التخلص منه ويمكننا المكوث في منزلة حتي نتمكن من فهم ما يجري حولنا .
قالت " لي" وهي ترمقة بنظرة خاوية : لا اصدق البساطة التي تتكلم بها وهدوء اعصابك بعد ما فعلت .
: واذا لم اكن فعلت .. لكنت انا الأن الجثة الملقاه خارجا واصبحت انت وجبة الغداء له وابنتي العشاء .

ظلت " لي " صامتة ترمقة بتلك النظرة الميتة التي لا تعني شئ
: تعرفين يقيناً انني فعلت الصواب .. تعتادي علي القتل بسهولة بعد المرة الأولي حين تكفين عن لوم نفسك وتدركين ان الأمر هو وسيلة للبقاء حية .
: كنت قاتل اذا لم اخطئ فهمك منذ البداية .

: الجميع قتلة في هذا الوقت ربما حتي زين الذي تعتقدينه ملاك .. انت واهمة يا حلوتي .. اجمعي اغراضك سريعاً سنرحل ثلاثتنا الي منزلة يمكنني سماع المزيد من كلماتك منصتا هناك .





(لي)




لا اعرف لما وجدت نفسي اتبعه بصمت ربما لأن رأسي معطل تماماً في الوقت الحالي .. كنت اريد اتهامة بشئ لكن ماذا .. ماذا فعل "سيف" .. لم يكن هناك شئ منطقي يمكنني ادانته به لقد قتل شخص كان الأكثر خطر علينا جميعاً لكن ليس ذلك هو المقصود بل كل ما في الأمر هو رؤيتي له بعيني وهو يفعل ذلك .. لا استوعب انه الشخص الذي جلست اراقب حاله وهو يهذي اتعجب كيف يستطيع التحول هكذا في دقائق .. ذهبنا اولاً لنصطحب "روبي" معنا اشترطت عليه هذا لن اذهب لأي مكان بدون اخي خاصة واذا كنا نحاول الأبتعاد عن تلك القوات .. بدت الشوارع مختلفة الأن .. تلك السيارات التي تقف عند كل منحني طرق وهذه الأضواء التي تعمي العيون هؤلاء الأشخاص ذو الزي الموحد .. هؤلاء من اتوا للقبض علينا .. لكن لماذا ما هي التهمه التي اقترفناها واين كانوا قبل ذلك والي اين يأخذوننا .. كل ما افكر فيه هو "زين" هل هؤلاء هم من اخذوه .. ما الذي يجعل الجميع علي اقتناعً انهم سيأخذوننا لمكان خطر وانهم يعاقبون الجميع .. ربما الأمر ليس كذلك لكننا خائفون من عدة امور تبدو غير حقيقية لنا بعد ان عشنا في هذه الظروف البدائية والظلام والعنف ثم يأتي فجأة من يحاول اقناعنا ان الأمور في مكان ما بخير .. بينما الرجل الذي يحمي ابنتة بين ضلوعة امامي يبدو مصراً علي الوصول بأيه طريقة الي منزل السيد "بيهان" والتخفي من هؤلاء .. هو بارع كونه يعرف الطرقات وكأنه عاش هنا حياتة بالكامل .. كذلك نحن نتحرك في الظلام بحرية اكثر من اصحاب الضوء هؤلاء .. علي الرغم من الفترة التي عشتها في منزل "زين" لم تكن بالطويلة جداً ألا انني اشعر بالضيق لمغادرتنا واتمني انه بخير .. انتبهت فجأة علي صوت "سيف"


الخافت : لا تسرحي يا صغيرة وانتبهي نحن في خطر حولنا .


قلت و انا اتبعه نحاول المرور وسط بعض الحطام : لا احتاج لتوجيهاتك انا منتبهه تماماً .


لم يناقشني بعدها واحتفظ بصمتة طوال الطريق وهو يركز اهتمامه علي ما حوله .. اجهل كيف نجح "سيف" في حفظ كل هذه الشوارع نظراً لصعوبة التجول بأريحية الي اي مكان تريد لكن كما قلت هذا ليس شخص سهل ابداً وكان يخفي عنا الكثير .. لا اشعر بذرة شفقة علي السيد "بيهان" بالتأكيد واجد ان "سيف" علي حق كان هذا هو السبيل الوحيد للتخلص منه .. هو شخص يعرف ماذا يريد وماذا يفعل لهذا انقاد خلفة بهذا الشكل .. وابنته التي ورثت منه هذا الهدوء وكأنها تدرك كوننا نهرب بصمت وان الوضع خطر لم تصدر صوتاً ولم تنزعج وهذا تأكيد تام انها صورة متطابقة منه ليس في الشكل فحسب بل في الشخصية ايضاً ربما فيما بعد ستصبح قاتلة محترفة مثلة كذلك .. استمر بنا الطريق طويلاً نجلس احياناً نختبئ احياناً ونأخذ بعض الوقت لتناول شئ ما لكن لا اثر لأحد سوانا وبقية من يحتل الطرقات هم اصحاب الزي الموحد .. تري هل هم الأن في منزل "زين" حيث لم يبقي سوي جثة السيد "بيهان" سيعرفون حينها اننا اشخاص بدائيين نفتك ببعضنا البعض بهذه الطريقة ولن يعرفوا ما كانت حقيقتة ابداً .. ما لاحظته ايضاً انه لم يعد هناك وجود لحيوان واحد يبدو انهم يعملون منذ وقت طويل وفقط نحن لم ندرك .. افكار كهذه لم تتركني حتي بدءنا الأقتراب من المكان ثم وكأنني لم اري الضوء في حياتي من قبل كنت اشعر بالأنبهار لهذه المصابيح الخافتة هنا وهناك .. لم يكن المكان يصلح للمعيشة وهو متضرر ومحطم حال كل مكان لكن ها هنا كهرباء وادركت كم ابتعدنا وان منزل "زين" اصبح ماضي حيث لن نعود ثانية ابداً .. وصلنا الي منزل السيد "بيهان" كان منزل رائع لأن هناك ضوء وصوت مذياع يأتي من مكان ما خافت ومشوش .. اذاً هذا ما كان يعنيه بمفاجأة يحويها المنزل ويالها من مفاجأة لكن كم يمكننا البقاء هنا بعيداً عن اعين تلك القوات حتي يأتي دورنا ويقبضون


علينا .. تنهد "سيف" وقال وهو ينظر الينا : توقفا عن هذه الدهشة .. اريدكما منتبهان تذكرا ان كل منا يعتمد علي الأخر الأن .


قلت بضيق لا اعرف له سببا : لا تعتمد علي في شئ اضطرتنا الظروف فقط لنبقي معا هذا امر وقتي وسينتهي.



يبدو انه لا يملك الوقت للتحدث انزل ابنته النائمة علي اريكة في الداخل قائلاً وهو يحدق اليهما ليكتشف كم انهما يشبهان يعضهما



البعض الي حد كبير وكأنهما توأمان : اريد منكما الأعتناء بها حتي اعود افعلا هذا لأجلي ارجوكما واذا شعرتما بأدني خطر غادروا فوراً .. اعرف انكم ذكيان وتستطيعان تدبر اية امر .



لم يستوعب "روبي ما يقول و وجدته يوقفه وهو يجذبه من ذراعة الذي اثبت ان الحرارة لم تغادر جسدة بعد .. يفعل كل هذا وهو لا يزال


مريض بعد : لا يمكنك ان تتركنا هنا لا اعرف اي مكان حولي .. الي اين انت ذاهب هل جننت .. اذا ما اخذناها وذهبنا سنفترق ولن تعرف بمكاننا ابداً.



: بما انها معك فأنا مطمئن .. لا تكن كثير الشكوي يا صغير المكان آمن هنا هم لن يأتوا للأماكن المزودة بالكهرباء لأنهم سبق واخلوها والأن يقومون بالمثل في الجهة الأخري التي كنا نعيش فيها .. احتاج للقيام بأمر هام سأعود سريعاً.



"روبي" : ولكن ... ولم يجد ما يقال اعلم انه لايمكنه نطقها امامة والأعترف انه قلق وخائف من سرعة ما يجري حولنا .. وقف ينتظر ما



سيقول وحين استمر الصمت قال "سيف" بصوت لطيف : انتم بأمان يمكنك ان تثق بي .. لم اكن لأترك ابنتي وهناك شك بسيط انها ستكون في خطر .


ثم نظر نحوي : لم اقتل سوي مضطر لم افعلها مرة واحدة سوي لأني لم املك خيار اخر صدقيني .. انا لست شخص سئ احاول حماية نفسي وابنتي فحسب .. امنحاني بعض الوقت يا رفاق .


ثم تركنا وذهب هكذا كما يفعل دوماً يضع الكلمة الأخيرة ويرحل ثابت الموقف .. جلست بعدها اتحدث الي "روبي" واخبرة بالكثير وخاصة عن "سيف" ومافعله قبل ان نغادر وكيف عثر علي هذا المسكن وما حدث ل"زين" كيف ساعداني حتي الأن وكيف كنا اصدقاء .. اخبرتة عما واجهته من صعاب وهو كذلك اخبرني عما كان يعانية وهو وحده قبل ان يعثر عليه "سيف" .. حين جاء الوقت لأروي له عن تلك الفتاة التي انقذتني من قبل وقبلت ان اظل في بيتها حتي اتي "سيف" ليعيدني نظر نحوي بدهشة وقال انه كذلك صادفها قبلاً لكنها لم تساعدة لقد حاولت السرقة منه وقتلة ببساطة .. هي كذلك بدت لئيمة معي لذا كان شعورنا متبادل نحوها واذا ما قابلناها يوماً لا اعتقد ان بأمكاني مساعدتها خاصة لو ان "روبي" برفقتي الذي يبدو انه يكرهها بشدة لسبب ما .


دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-21, 08:04 AM   #30

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 312
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي

(الونا)




لا اعرف كم استغرقت وانا اسير جيئه وذهابا بقلق وترقب لما يجري في الخارج .. الأشخاص اللذين سبق وطاردوني انفسهم يجوبون الشوارع الأن بسياراتهم السوداء المحصنة ضد اي هجوم .. يقبضون علي الجميع او كما قال هذا الذي اسوقفني البارحة وكاد ينجح في القبض علي ان هناك حياة طبيعية وهم ينقلون من علي قيد الحياة الي هناك حتي يتسني لهم تطهير المناطق من الحطام والحيوانات التي تعيش في الأرجاء وتشكل الخطر الأكبر علينا لكن لا يوجد قبض علي احد او تقييد حريتة كما نعتقد .. الحق انه كان مهذباً للغاية في حديثة ولم يتخذ وضع قتالي ضدي سوي بعد ان بدأت انا بذلك وكانت سعادتي لا توصف حين قتلتة .. نعم فأنا اعيش في هذه الشوارع المظلمة منذ اعاوام لذا احفظها عن ظهر قلب أما هو فلا و كانت لعبة الأختباء والقبض علي الأخر من نصيبي وحين حصلت علي سلاحة اكتشفت مدي قوتهم وما يحصلون عليه من معدات تساعدهم في التفوق علينا .. بوجود هذا السلاح معي انا في امان .. لكن بوجودهم في الخارج والسلاح معي انا قاتلة احدهم وحينها لن يكون هناك اية حرية او تهذيب هذا اذا كان صادقاً .. علي الرحيل لا ادري الي اين لكن وداعاً للمنزل لن اسمح لأحدهم بأخذي رغماً عني لأي مكان .. كوني لا املك اصدقاء مثل الأغلبية يضعني احياناً في مواقف شاقة .. استطيع الأعتماد علي نفسي لكنك في مثل هذا الموقف تحتاج الي من يفكر معك وينصحك بأمر قد تغفل عنه وهذا ما افتقده بالأضافة لهذا القلق الذي يجعلني عاجزة عن التفكير بشكل سليم .. سمعت صوت الطرق علي الباب واخذ قلبي يدق بعنف معها كأنه سيثب خارجاَ يختبئ في مكان ما بدورة .. لكنها خبطات هادئة اتذكر انني سبق وسمعتها ثم أتي صوت خافت جعل الأمر يقيناَ .. ابتسمت رغم عني لا ادري لماذا ربما لأنه صوت شخص اعرفه وليس هؤلاء الأشخاص .. كان هو هذا الغامض الذي علقت معه ليلة العاصفة .. لكن ما الذي اتي به الي هنا وفي هذه الظروف وماذا يريد .. طلب مني ان افتح الباب وعرف عن نفسه لكنني بقيت مكاني افكر في كل الأحتمالات فأنا لا اثق به تماماَ لأركض اليه واخبرة مدي سعادتي لوجودة في هذا الوقت علي الرغم من ان هذا حقيقة ما اشعر به بداخلي ويضايقني .. اقتربت من الباب وانا اشد قبضتي علي سلاحي وقلت بصوت مشابة لدرجة خفوت صوتة : ماذا تريد .. اذا كنت هارب تحاول الأختباء فأنت في المكان الخطأ .. سأتركهم يقبضون عليك او يقتلوك لا اهتم لست مدينه لك بشئ .
في الواقع كان ما قلت هو نصف الحقيقة جزء مني لن يتركه يتعرض للأيذاء ولا ادري السبب لكنه كان الوحيد الذي شعرت نحوه بألفه ما منذ وقت طويل مضي : لم آتي الي هنا لأياً من هذه الأسباب .. جئت لمساعدتك .
: ماذا تعني بذلك .
: اعني الرحيل من هنا قبل القبض عليك ومداهمة منزلك .. لقد تم القبض علي الجميع تقريباً .
: وانت البطل الخارق الذي استطاع الهروب بل وجئت لنجدتي .
: اعرض عليك مساعدتي فقد وجدت مكان آمن .. لست وحدي فيه لكي لا تبدأي التفكير عني بطريقتك المريبه .
بدأت في فتح الأقفال واحد تلو الأخر وانا اتردد لحظة واسرع في لحظة اخري حتي فتحت الباب ورأيته ثانية وشعرت بشئ غريب اكره ان اعترف انني اردت رؤيته ثانية انا اشعر بالراحة معه وهو الوحيد الذي اعرفه وسط كل ما هو غريب حولي .. دخل مسرعاً وعدت اغلق الأقفال .. وقفت امامة انظر بتساؤل وانااراقب عينيه علي السلاح وقلت : نعم لقد سرقتة من احدهم .
: رائع لم اتوقع منك اقل من ذلك .. اسمعي يا انسة تأكدي انني اجدك فتاة قوية تستطيع تدبر امرها ولا احتاج لأي شخص اضافي لتزداد اعبائي ولا وقت لدي للأعتناء بأحد .. لهذا السبب .. لأنك تقاتلين مثلنا لتعيشي يوم اخر جئت لمساعدتك .. الوضع بات اصعب في الأسفل نحن محاصران تقريباً .
القي نظرة اخري علي السلاح قائلاً بتهكم : ولا شك كونك تحميلن هذا وقتلت صاحبة ايضاً فأنت مطلوبة لديهم .
: من تم القبض عليه .
الشخص الذي اعيش معه في منزلة و زوجتة واستطعت الهروب و لي.
: الي اين .
: منزل آمن واحذري ماذا .. المكان مزود بالكهرباء .
حسناً لقد تغلب علي ووقفت احدق كطفلة بلهاء لا تفهم ما يقال لها حتي عاد يتابع : نعم افهم صدمتك لكن الكثير يحدث حولك اسرع مما تتصورين .
بدأت اشعر بالخوف وجسدي يرتجف واحتجت للذهاب الي اقرب مقعد وجلست عليه بتعب : الا تصدقينني .. انت فتاة قوية علي اية حال يمكنك ان تخوضي مغامرة واذا كنت كاذباً فأنت حرة التصرف .
اخذت احدق اليه علي ضوء الشمعة وانا ارفض ان يراني فتاة قوية طوال الوقت كما لو انه لا يري في اي جزء من الفتاة التي خلقت عليها .. الأفكار كثيرة في عقلي ومشاعري متضاربة واشعر بالضغط علي اعصابي وما قاله يزيدني تفكير وشعرت بالضيق فجأة وانا انصت لصوت السيارات الثقيلة التي تمر كل بضعة دقائق : تعلمين لست هذا النوع من الرجال .
اردت منه ان يصمت لقد لاحظ ضعفي اعرف هذا اراه في عينيه وهو يتقدم نحوي بخطوات بطيئة واثقة بملامحة الحادة التي تبدو الأن في الضوء الخافت اكثر رجولة وقسوة .. اغلق علي الطريق بوضعة يدية علي يد المقعد وانحني ينظر في عيني بثبات جعلني اشعر انه قد تم القبض علي بالفعل وانه احد اللذين يستجوبونني .. لكن لأي شئ ماهي التهمة الموجهه ضدي .. كل ما حدث بدأت الحياة تندثر ببطء انقطعت الكهرباء وعم الظلام وتسلح الجميع وعشنا في المجهول .. من يلام في النهاية مذا فعلنا ونحن من خسر كل شئ .. عائلاتنا .. كل ماهو عزيز علينا .. كل ما بنيناه .. احبائنا اللذين حرمنا منهم رغماً عنا .. الألم والخوف والخسارة التي نالت منا في البداية ومع الوقت تحول داخلنا الي عنف وعداء علي احدنا الأخر واصبح القتل من اسهل الأمور .. وتعيش محاط بوسائل التأمين كأنك في حرب دائمة لا حلفاء فيها .. لا امان .. لا حماية .. وكم هي صعبة الطريقة التي تتعلم بها ان تترك انسانيتك وتتحول الي قاتل .. كم هو صععب ما اختبرناه حيث كنا بشر بهذه الهشاشة والمناظر الكاذبة ثم ظهر الكل علي حقيقتة كم هو مرعب ما يحدث لك وانت تائه في البداية وسط كل شئ متاح بلا قوانين .. افقت من افكاري وانا اشعر بأصابعة تلامس وجهي وهو يحيط به بكفة .. انتبهت انني انتفضت من البكاء .. انتبهت انني سرحت كثيراً وكل ما يضغط علي اعصابي جعل الدموع تنساب رغماً عني وقال بصوت رقيق لم اسمع مثلة منذ زمن بعيد : انا اسف .
ولم اصدق الصوت الذي خرج مني ضعيفاً ناعماً : علي ماذا .
: علي كل شئ واي شئ حدث وسبب هذه الدموع .
ابعدت يدة عني بعنف ونهضت وانا احاول التنفس ببطء لأسيطر علي اعصابي المحطمة وقلت كأنني ابرر له لماذا ابكي علي الرغم انني لست مرغمة علي ذلك لكن ليتني اختفيت من الحياة قبل ان ابكي امامة علي هذا النحو : لا تفهم المسألة خطأ .. لاتعتقد انني اجلس وحدي ارتجف واجهش بالبكاء علي الدوام .. هذا فقط ضغط عصبي اكثر من اللازم .
كنت اتحدث اليه وانا اوليه ظهري حتي يتسني لي ظبط اعصابي واستعادة جدية ملامحي وصوتي وابعد هذا الضعف عني .. تنفست بهدوء لبضعة دقائق ثم استدرت لمواجهته ووجدته مكانة امام المقعد : تأكدي ان كل ما عانيت منه حدث لنا جميعاً .. لا يوجد بيننا من عاش الفترة الأخيرة بشكل طبيعي .
: لا .. هناك اشياء من الصعب حدوثها للرجال .
وقف يحدق نحوي بصمت .. علي التوقف عن قول اشياء غبيه و طرد هذا الشخص خارجاً لأنني في وجودة اكتشف الجزء الصعيف مني ومازلت اجهل السبب .. كان لبق ولم يسألني عما اعنيه وتركته يفكر كما يرغب .. اخذ يتجول بنظراتة في منزلي ثم قال : علينا الذهاب الأن.
عاد للنظر في وجهي : هل ستأتي .. اعدك انك في امان .
: لما تفعل هذا معي علي اي حال .
فعلته مع كل من اعرفهم .. سبق وذهبت الي صديقيي المتبقيان واخبرتهما بالمكان .. لكنني وجدت من اللائق ان ارافقك الي هناك بنفسي .
لماذا .. اردت سؤالة مرة اخري لكنني التزمت الصمت .. نظرت حولي في المنزل كما فعل هو منذ قليل وقلت : انا بحاجة لأخذ بعض الأغراض .
: لا مشكلة .
تحركت باستسلام في النهاية .. في الواقع قدومه الأن هي هدية لم اتوقعها لقد أتي ليأخذني الي مكان آمن شئ كنت سأقاتل عليه لوقت طويل هذا اذا لم ينتهي امري قبلها .. ايضاً اشعر بالهدوء الأن وبأعصابي مسترخية يمكنني التفكير بشكل عقلاني وبعيدا عن كوني اتلقي المساعدة من رجل بل هو الرجل ذاته الذي تعرضت معه لموقف لا احبه حتي الأن .. ألا انه الحل الوحيد كما قال .. تري متي ينجح هذا الشخص في تدبر امورة بهذه السرعة اذا لم نكن رجل وامرأة لأصبحنا افضل صديقين .. نعم اريد صديق كهذا واثقة ان الجميع يحبونة وربما يعتمدون عليه حين تضيق الظروف لكن فكرة الصداقة بيننا هي مستبعدة من قبلي ولدي شئ سلبي اتجاهه كونه الرجل الوحيد الذي بكيت امامة .. تري كيف يراني الأن لم يجدر بي ان استسلم لأفكاري بهذا الشكل .. لكن هذا الخوف الذي احتل كياني فجأة في لحظة هو من تسبب بحالة البكاء هذه .. انتهيت من اخذ كل ما اريد ووقفت امامة وقال وهو ينظر الي السلاح ثانية : اقترح عليكي ان تتركي هذا الشئ هنا .. اذا كان هناك أمل ان هؤلاء صادقون وحين يقبضون علينا سنجد حياة مثالية فبهذا الشئ في يدك سنعدم بتهمة القتل بدون سؤال حتي .
قلت بأصرار : انا ادرك ما افعله .. من فضلك لا تملي علي اوامر اذا ما تم القبض علي يجب عليك ان تتركني وترحل عندها .
: هذه ليست اوامر هذه نصيحة .. سأرحب للغاية بأي نصيحة تسديها الي .. اعتقدت اننا اصبحنا اصدقاء الأن وواجب الصداقة يحتم الثقة .
اصدقاء .. ها هو يقولها لكنه لا يعنيها انا اعلم انه فقط يرغب بتنفيذ قراراته لذا تمكست برأيي اكثر : اسمع انت تقدم لي مساعدة وانا اقدر هذا لكن من فضلك لا تتدخل في شؤني .. ثم ها انت ذا تحمل سلاح .. اذا ما اعترض هؤلاء طريقك ستقتلة وتستولي علي سلاحة وهذا ما فعلته .. تلك مكافأتي وانا فخورة بها في الواقع .
: اذاً لا تتلقين النصائح من الرجال ولا تقتلين سوي الرجال ولا تصادقي الرجال ولا تثقين بهم كذلك .. كيف عساك تأتي معي اذاً.
: اعتبرني رجل ايضاً ليس عليك حمايتي والتعامل بتحفظ او بطريقة الطف او ما شابه .
: تأكدي انني لا افعل اتعامل معك بطبيعتي كما مع الجميع .
: ربما لكنني اعرف كيف تصر لتفرض وجهة نظرك فقط لكونك رجل .
: لديك افكار غريبة في الحقيقة .. سيكون هناك وقت اسحب فيه الكلام من فمك فأنت تخبئين الكثير .. اذا كانت صدمتك وشخصيتك هذه سببها رجل اؤكد لك لسنا كلنا سواء .
: نعم نعم سمعت هذا كثيراً .
لا اريده ان يخوض معي حول كلام مماثل لما لايتحدث بشكل عادي حتي عما سنفعله حتي نغادر المنزل بأمان .. حملت حقيبتي علي ظهري وتوجهت الي الباب ليوقفني قائلاً : ماذا تفعلين .
: هل تنوي ان نجلس ونكمل المحادثة اولاً .
: لا احب الي من ذلك .. لكن ما قصدت الخروج من الباب ليس فكرة جيدة .
: حقا .. من اين سنغادر اذاً من النافذة .
: تماماً .. قبل ان اصعد الي هنا وجدت اسفل نافذتك الكثير من الأكوام لأشياء مجهولة هذه ايضا حارة صغيرة يمكننا الأختباء فيها حتي نتبين طريقنا في امان .. ماذا اذا فتحنا هذا الباب ووجدنا احدهم امامنا يقبض علينا ببساطة .
كان كلامة منطقياً وتنازلت هذه المرة واطفأت الشمعة وكوننا معتادان علي الظلام لم نجد صعوبة في النزول بحذر نتلمس طريقنا بين العديد من الأثاث والركام .

يتبع على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t482635...l#post15485586



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 16-05-21 الساعة 01:03 AM
دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.