آخر 10 مشاركات
موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          الشمس تشرق مرتين (43) للكاتبة:Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : najima - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          639 - فلورا - ساندرا استيف - د.م (الكاتـب : angel08 - )           »          560 -زواج بالقوة -فلورنسا كامبل - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree66226Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-21, 11:04 AM   #6761

فضيلة الروح

? العضوٌ??? » 489520
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » فضيلة الروح is on a distinguished road
افتراضي


أسعد الله صباحكم وأضاء لكم قلوبكم وألبسكم من حلل السّعادة والعافية.


فضيلة الروح غير متواجد حالياً  
قديم 14-08-21, 11:07 AM   #6762

#أنفاس_قطر#

كاتبة الابداع


? العضوٌ??? » 485576
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 121
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Qatar
?  نُقآطِيْ » #أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute
افتراضي الجزء السادس والعشرون



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير والمودة والمحبة
مازلت أعتذر عن ضعف تواصلي مع رسائلكم
الظروف ضاغطة جدا جدا جدا..
💔💔💔💔💔💔

والسموحة منكم يا نبضات قلبي..
.
.
مازال بعض نبضات قلبي يسألون سؤالا يتكرر من وقت لآخر:
كيف محمد صديق خالد مع اللي سواه في أخته؟؟
يا نبضات قلبي بقول لكم شيء عام يخص الرواية كلها.. وشيء يخص علاقة خالد بعيال عمه ومحمد خصوصا..
بشكل عام أنا لا أضع أي شيء في الرواية عبثا.. كل شيء له سبب.. حتى لو ماظهر قريبا سيظهر يوما ما.. ويمكن يكون هذا الشيء ورد في الجزء الأول
لكن تفسيره لا يظهر إلا في الجزء الأخير مثلا..
عشان كذا لا تستعجلون..وتستعجلونني 😥
أنا أحب أن أكتب رواياتي بشكل عام بروية كي أصنع حياة أمامكم..
وإلا الأحداث كلها في رأسي وأستطيع أخلص لكم الرواية في جزئين..
فلان صار له كذا.. وفلانة صار لها كذا.. وانتهينا..
لكني لا أفسد ما أكتبه بالاستعجال أبدا.. لابد أن تنتهي الأحداث تماما كما قررت لها ورسمتها..
لأن المتعة هي في الوصف والحوار ورسم الحدث وليس في الحدث نفسه كحدث..
.
فيما يخص علاقة محمد وخالد.. مازال الحديث فيها قادم.. ويمكن عطيتكم بعض التفاصيل في الأجزاء الأولى..
أردت أن أبين لكم قوة العلاقة بينهم.. ولاحظوا إنه الأحداث بدأت بعد مرور خمس سنوات من الحدث..
لأنه السنوات كفيلة بتخفيف حدة الحدث.. وإن كانت أثار الحدث ستبقى..
طيب ليه قوة العلاقة؟؟.. عشان لما يجي مرض أبو خالد.. رح يكونون محمد وسعود كأنهم أبناء أبوخالد... ومستحيل هذا الشيء يكون وهم يكرهون خالد ومقاطعينه..
الرحم ليست أمرا هينا.. الرحم متعلقة بالعرش.. وخالد مع خطئه الكبير لكنه بقي أخيهم..
لا يستطيعون لفظه من حياتهم.. وخصوصا وهو يودهم.. ويحرص عليهم..
.
وننتقل من هذه النقطة للنقطة التي لم يتوقف الجدل فيها يوما.. هل سيكون خالد مع الجازي يوما؟؟ او انتهى دورهما معا؟؟🤔🤔
سواء حدث هذا أو هذا فسيكون لأني رأيت إنه الحدث الأفضل لسير الرواية وليس لأي سبب ثاني..
لأني أؤمن إني وضعت الأرضية المناسبة للعودة بينهما ولعدم العودة..
أنا لا أرى خالد معنفا للمرأة ولا ممتهنا لها.. هو مجرد شاب عصبي.. وعصبيته قضت عليه
وهذا ما أردت أن أبينه: أن الغضب الشديد قد يأخذ منا أجمل الأشياء..
وضربه للجازي ليس تعنيفا مقصودا من ذكر تجاه أنثى وممارسة لجبروته..
لكن هو فقدان لعقله نتيجة للغضب جعله يخسر أكثر ما يحبه في الكون..
وترك أثرا مرعبا في نفس أكثر مايحبه أيضا..

وفي حال عدم العودة لأنه لابد أن يؤمن الجميع أن الحياة قد لا تمنحنا الفرصة مرتين..
لذا يجب أن ننتبه لأفعالنا ولردات أفعالنا.. لأننا محاسبون عليها وستبقى النتائج معنا ما حيينا..
.
وشكرا جد على كل تعليقاتكم.. أنا والله أقرأ قد ما أقدر.

💖💖💖
ولو فاتني شيء.. أكيد غير مقصود..
ولامارا الغالية مستحيل أفوت تعليقك وجماله وحماسه..
🥰🥰
.
.
نجمتنا اليوم لزينة 94 على توقع هي الوحيدة الوحيدة اللي جابته..
قربي كتفك زينة
🤩🤩
.
ويالله مع جزء اليوم..
قراءة ممتعة
.
استسمحكم إنه البارت يكون الخميس مو الاثنين.. لأنه أنا فعلا مشغولة جدا
والظروف مش مساعدة أبدا..
وإن شاء الله أعوضكم عن بارت الاثنين..
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.


فضاءات اليأس والأمل/ الجزء السادس والعشرون




"يبه.. ممكن أدخل.."

كان فرات ينهي تعديل غترته أمام المرآة ويتعطر استعدادا للخروج لعشاء أبي متعب استجابة لدعوة تركي وشهاب حين سمع طرقات الباب..
وأطل حمد ابنه عبر الباب.. يحمل في يده جهاز اللابتوب الخاص به..

هتف فرات بحزم: أكيد يا أبيك.. تعال
وش سويتوا في اجتماعكم؟؟

تعلو وجه حمد نظرة غريبة جدا وهو يهتف بنبرة غريبة خليط من التأثر والترقب والقلق:
زين إن شاء الله
بس أنا أبيك في موضوع ثاني أهم بواجد..

فرات التفت إليه وهتف بقلق: وش فيه حمد؟؟

يدير حمد شاشة حاسوبه إلى والده وهو يهتف بذات النبرة الغريبة المغرقة في التأثر والتوتر والقلق:
فيه هذا؟؟

نظر فرات معه الشاشة.. كان موقع جريدة ألمانية..
وفي الخبر كانت صورة أرشيفية لحامد في زي فريقه.. ويقابلها صورة للاعب من فريق آخر من دولة أخرى..
ولأن الخبر بالألمانية لم يعرف فرات المضمون..
هتف لحمد بثقة رغم قلقه المتصاعد: وش فيه؟؟ مافهمت..

تنهد حمد وهو يقول لوالده بنبرة تهدئة: خلنا نقعد أول عشان أشرح لك..

ثم توجها الاثنان للجلوس على الأريكة الأقرب منهما.. وحمد يهتف بتأثر وقلق:
اليوم في الاجتماع يسألني واحد من ربعي.. عمك حامد أشلونه؟ عسى انحلت مشكلته؟؟ وإصابته أحسن؟؟

فرات قفز واقفا بصدمة كاسحة: نعم إصابة؟؟

حمد شد والده وهو يهتف بنبرة التهدئة المتخوفة:
عمي حامد زين.. أرجوك اقعد يبه خلني أشرح لك..
لأنه الموقف يحتاج أكيد إن واحد منا يسافر فورا لعمي حامد..

المهم رفيقي ذا يعرف ألماني زين.. ومعظم وقته يفرفر في الجرايد الألمانية..
عشان كذا عرف الخبر أول ماصار..
لكن عندنا ماوصل الخبر لأن بعثة الفريق تكتموا على الخبر.. عشان ما يأثر على مشاركة الفريق..
وكان يحسب إن عمي حامد أكيد علمنا..

صرخ فرات بغضب عارم: حمد وش ذا المقدمات ؟؟ ... علمني حامد وش فيه..

تنهد حمد: عمي حامد تهاد مع لاعب ثاني.. وكل واحد فيهم كسّر الثاني.. بس والله وضعه زين..
والحين هم في المستشفى وتحت الحراسة المشددة.. وينتظرون تتحسن حالتهم عشان المحاكمة..
وأنا كلمته وأنا في الطريق.. وطمني على نفسه.. قال لي فيه كسور متفرقة.. بس إجمالا وضعه ممتاز..

فرات وقف وهو ينفجر: والحادث ذا كم صار له؟؟

انكمش حمد قليلا: حوالي أسبوع..

اتسعت عينا فرات ذهولا: ولا حتى بلغني..
متى كان ناوي يبلغني يعني؟؟

حمد بتهدئة: أكيد عمي حامد عنده أسبابه.. انتظر يبه أرجوك لين تسمع منه..
انا كنت افكر إني أنا اللي أروح.. وكنت أدور حجز وأنا جاي في الطريق مالقيت..
بعدين قلت لازم أقول لك أول.. أنت أعرف مني..

فرات ألقى هاتفه على حمد وهتف له بأمر مباشر صارم: دق على مدير مكتبي..
قله إني طالع المطار..
أبي أوصل المطار ألقى لي حجز على بون.. حتى لو مالقى حجز مباشر.. يدبرني بطريقته..
المهم الليلة أكون في ألمانيا..

فرات استخرج من الدولاب حقيبة صغيرة مجهزة للسفر دائما.. رغم أنه نادرا جدا ماسافر بشكل مفاجئ لظروف والده وابنته..
هتف لحمد باستعجال:
خذ الشنطة للسيارة.. عشان توصلني للمطار.. وخل تلفوني معك أنا جايك الحين..

وانتزع له طقم رسمي من الدولاب.. وأخذه معه لغرفة ملابسه..
بعد دقائق كان يخرج وهو يعقد ربطة عنقه..
ويجمع بعض الأغراض والأوراق المهمة ويضعها في حقيبة جهازه المحمول..

خرج ليطل في غرفة والده أولا.. لم يجده فيها..
مر بغرفة مي.. كانت تدرس.. حين رأت هيئته.. وقفت وهي تهمس بقلق:
يبه أنت مسافر؟؟

فرات احتضنها بحنو: مسافر يومين بس.. شغل مستعجل..
الله الله في نفسش وجدش وإخيش..
الجامعة لا تروحين إلا مع إخيش أو جدش..
وانتبهي لجدش مي.. أرجوش يا حبيبتي..

مي بقلق متصاعد: يبه وش ذا الوصايا الغريبة.. يعني مهيب أول مرة تسافر؟؟

فرات بقلق: بس دايما أخذش معي.. أو أكون مضبط كل شيء قبل أسافر..
بس الحين السفر المفاجئ ذا موترني..

تنهدت مي بحزن لا تعرف سببه: لا تحاتي يبه.. بانتبه لهم كلهم.. وهم بينتبهون لي..

تنهد فرات وهو يحتضنها مرة أخرى: إذا بغيتي تروحين للبندري.. عادي روحي..
بس خلي جدش اللي يوديش ويرجعش.. وما تتأخرين عن الساعة 10..
وحاولوا قد ماتقدرون ما تخلون جدكم بروحه في البيت ويكون واحد منكم موجود...
ووصوا عليه الصبي الممرض مايخليه كلش..

مي تجدد قلقها: يبه ترا كل السالفة يومين..

زفر فرات وهو يعدل وضع الحقيبة على كتفه.. لا يعرف تحديدا وضع حامد لا صحيا ولا قانونيا..
ولا مدى تعقيده ولا كم سيستغرق حله.. فتوتر حمد وهو يخبره الخبر بدا له غير مريح..
وأكثر ما يشغله أن تتأثر حالة والده إذا كانت حالة حامد معقدة..

نزل فرات مستعجلا إلى مرسم والده في الأسفل.. حيث يعلم أنه لابد سيكون..

أبوفرات حين رأى فرات وهيئته المسافرة.. وضع الفرش والألوان جانبا.. وهو ينظف يديه بفوطة جواره..

فرات مال ليقبل رأس والده وكتفه وهو يهتف بمودة عميقة : يبه أنا مسافر يومين وراجع..
الله الله في بنتك مي..
توصي شيء؟؟

أبوفرات باستغراب عميق: وش ذا السفرة المفاجئة؟؟ مهيب عوايدك يا أبيك..

ابتسم فرات بمودة وثقة: شغل مستعجل فديتك..

سأله أبوفرات باهتمام: وين؟؟

فرات لم يكن يريد أن يخبره.. فوالده أذكى من أن يفوته الربط.. لكنه لايستطيع أن يكذب عليه.. هتف بثقة: ألمانيا..

حينها رفع أبوفرات حاجبه وهتف بنبرة مقصودة: نفس الديرة اللي فيها حامد؟؟ مهيب غريبة؟؟

تنهد فرات بذات الثقة رغم إحساسه بقلة الحيلة: مافيه شيء يبه.. مشكلة بسيطة صارت على حامد..
تعرفه دمه حار.. وتهاد مع لاعب.. بأروح أشوف سالفته..

جلس أبو فرات بانهدام على المقعد القريب ونظر ليديه بيأس: والله إن قلبي ناغزني قد لي كم يوم.. غير كان مطمني إني أكلمه ويرد علي..

فرات بثقة: يبه ماعليه شر.. موضوعه بسيط.. وأول ما أوصل بكلمه أنا وإياك..
ثم أردف برجاء عميق: طالبك يبه ما تضايق.. طالبك..

تنهد أبوفرات بعمق: الضيقة مهيب في يدي يا أبيك..

ودع فرات والده بحرارة وخرج إلى سيارة ابنه في الخارج.. تحركت السيارة متجهة للمطار وهو يخبر حمد بما أخبر به مي ووالده..
ثم يشد على معصمه وكفه مثبت على المقود وهو يهتف له بأمر حان:
حمد يا أبيك.. الله الله في جدك وأختك.. حط بالك عليهم..
ومافيه داعي للشحانية ذا الأيام..
أساسا أنت مسافر عقب 10 أيام.. اعتبر إن ذا الأيام من أيام السفر..

حمد بمودة وتوقير: إن شاء الله يبه .. أبشر...
ثم أردف باهتمام: بس يبه على قولتك.. دامني مسافر عقب 10 أيام..هل بترجع إن شاء الله قبل أسافر؟؟
ثم أردف بتردد: وإلا تبيني أكنسل السفرة كلها؟؟

فرات برفض قاطع صارم: لا طبعا ما تكنسل سفرتك..
هذي مهيب سفرة..هذا مشروع تخرجك..
ولو مارحت بتتأخر سنة كاملة.. غير تأثيرها على معدلك.. وأنت من الأوائل على الدفعة..
وموضوع حامد بسيط وأنا بحله إن شاء الله...
واسمعني يا حمد زين... بكرة عندي توقيع عقد مهم...
الوكالة اللي أنا مسويها لك موجودة في خزنة مكتبي.. وأنت عارف رقمها..
خذ منها صورة ..
بيمر عليك مدير مكتبي عشان توقع العقد..وقع وعطه الصورة يخليها معه..

فرات قام بعمل وكالة لحمد تحديدا.. قبل عدة أشهر لأنه كان يحتاج أحيانا أن يرسل من يوقع عنه خارج الدولة وأحيانا داخلها.. في وقت انشغاله..
او يسحب له مبالغ مالية كبيرة دون أن يضطر هو لسحبها بنفسه..
وأراد أن يغرس فيه من ناحية أخرى حس المسؤولية المبكر..
وبالفعل قام حمد بهذه المهمة عدة مرات على أكمل وجه...

فرات أنهى عبارته وهو يتناول هاتفه ويتصل برقم معين كان على رأس أكثر الأرقام اتصالا في الفترة الأخيرة.. حين رد عليه الطرف الآخر .. هتف بحزم ومودة:
شهاب اسمعني..
أنا مسافر الحين ألمانيا.. وعادني بكلمك وأعلمك بكل شيء...
بس أبي منك يا أخيك تمر إبي كل يوم مرة وإلا مرتين قد ماتقدر.. ولا عليك أمر..




********************************




"يا أمش ما كلتي شيء"

صيتة تقبل كتف والدتها ثم تضع رأسها عليه وتهمس بمودة غامرة:
يمه مابقى شيء ماسويتيه.. وأنا اتخمت.. عطيني بس شوي وقت أهضم..

مدت أم متعب كفها وهي تربت على خد صيتة وتهمس بشجن: ضاعفة يأمش جدا..كم كيلو ضعفتي من عقب آخر مرة شفتش؟؟

هزت صيتة كتفيها وهمست بابتسامة: يمكن 12 كيلو..

تنهدت أم متعب.. في داخلها حزن غريب لا تستطيع وصفه...
لأنها تستشعر كم الحزن الهائل في داخل صيتة.. وتعرف أنها ساهمت في صنع هذا الحزن وتدعيمه وترسيخه..
وهي في أفكارها رن هاتفها برقم غريب.. تناولته وردت عليه بترحيب كبير في الوقت الذي انشغلت فيه صيتة مع بقية المتواجدات..
ولم تنتبه لحديث والدتها ومن تحادثه.. كان شخصا لا ريب يهنئها بعودتها..

لم تنتبه حتى همست لها أمها بحنو: يا أمش سند يبيش..

صيتة تناولت الهاتف بخجل رقيق وهي تقوم لتدخل إلى غرفة والدتها..ردت بهذا الخجل الذي لا تعرف له سببا: هلا سند ..

ابتسم سند: من لقى أحبابه نسى أصحابه..

صيتة بحرج: لا والله فديتك.. بس ما عرفت على أي رقم أكلمك.. وأنا ما معي تلفون..
وإلا بأموت أنشد من عبود.. أشوف وش علومه وأتطمن عليه..

سند بذات الابتسامة الراقية: أنا جبت لش خط.. بيعطيش إياه تركي..
وعبود أبشرش طيب وبخير.. ووضعه مستقر..
وقدنا في غرفتنا في المستشفى..

صيتة باهتمام : ومؤشراته الحيوية؟؟

سند بثقة: كلها ممتازة..
أنا الحين ميت تعب.. بنام..
وبكرة لا صحيتي من النوم.. دقي علي.. بأمرش نروح البيت.. تشوفينه..

صيتة بقلق: وعبود؟؟

سند بعفوية : خال عبود مصمم يقعد عنده بكرة... وكان مصمم ينام الليلة.. بس أنا مارضيت..
قلت له عبود توه واصل مكان جديد.. وأنتم وجيه جديدة عليه..

صيتة بتوتر أخفته خلف نبرة طبيعية واهتمام: عط عبود وقته يتعود على وجيههم.. لا تستعجل تخليه معهم وهو مايعرفهم..
وأنا عطني بس كم يوم ياسند.. أقعد مع هلي.. وأرتب وضعي..
وأشوف وضع عبود.. والبيت لاحقين عليه..

رغم عدم رضا سند عن مقترحها لأنه كان سيغيب عن عبود لساعات فقط.. لكنه لم يستطع إلا أن يقول بسماحته المعتادة:
أنتي تأمرين على رقبة سند أمر..
اللي تبينه تم..


صيتة أنهت مكالمتها وعادت للمتواجدات في المجلس وأعادت هاتف أمها لها التي كانت مشغولة بالحديث مع فهدة الكبرى...
لذا توجهت وجلست بجوار الجليلة.. همست الجليلة في إذنها بنبرة مقصودة:
صحيح إحنا نبيش تقعدين معنا.. بس الصح إنش تروحين بيتش في أقرب فرصة..
لا تبطين على سند وترتيب بيته.. اللي هو بيتش..
مسكين.. سنين وبيته مقفل.. مهوب أنا اللي أعلمش السنع..

تنهدت صيتة بابتسامة باهتة: أنا أبي أعرف كيف عرفتي كنت إني كنت أكلمه يا السكنية؟!!

ابتسمت الجليلة: حاسة سادسة ربما..

صيتة بخفوت موجوع: الجليلة أنتي أكثر حد عارف طبيعة الحياة بيني وبين سند..
لكن الكل يحسبنا زوجين طبيعين.. لدرجة إنه أمي وخالتي ومهاوي كانوا يسألوني في كثير مكالمات..
أنتي ليه لين الحين ماحملتي؟؟
وهل كشفتي؟؟
وهل أنتي مأجلة الحمل عشان وضع عبود؟؟
تخيلي أمي الليلة توني ما بعد خذت نفسي من الطيارة.. تقول لي خلاص مالش عذر.. احملي..
وأنتي الحين تبين أفتح بيت سند وأسنعه..

أردفت بحسرة وحرقة : أنا مالي كم ساعة في الدوحة ..
وكلكم بديتوا ترسمون ملامح حياتي المقبلة..
ارحموني الله يرحمكم..
أنا حاليا مخي مافيه إلا شيئين.. فهدة أولا.. وعبود ثانيا..
خلني أحل وضعهم قبل وضعي أنا وسند.. وقبل سند وبيته..

الجليلة بنبرة مقصودة: خلش من اللف والدوران.. ترا مهوب عليّ ذا الخطبة العصماء يا صيوت..
وحركات (خذوهم بالصوت لا يغلبوكم)..
ترا موضوع فهدة وعبود يمكن يأخذ سنين.. مو موضوع تحلينه في يوم ويومين أو شهر وشهرين..
ومايمنع إنه ترتيب حياتش يبدأ من ترتيب وضعش مع سند..
لأنش وقتها بتكون مستقرة.. ومرتاحة.. وأنتي عارفة زين إنه سند صبر على شيء مايصبر عليه رجال..
حقه الحين تقدرينه التقدير اللي هو يستحقه..
وتسمحين لنفسش تعيشين معه السعادة اللي تستحقينها..
وتبدون حياة زوجية صدق مثل العالم والناس.. إلى متى وأنتم مناضلين في العالم المثالي؟؟

تنهدت صيتة بحزم غريب: مهوب لازم أكون مقتنعة بهذه الحياة أولا.. عشان أكمل فيها..




***************************



"غريبة خليتي البنات في بيت عمي
وجيتي تدورين لي"

بثينة ابتسمت وهي تميل على رأس شهاب الذي كان يجلس في الصالة العلوية.. يتابع الأخبار:
وأنا استغربت يوم كلمتك أقول وينك.. قلت لي في البيت
غريبة منت في المجلس مع مساعد وعيال عمي!!

شهاب بتلقائية: اليوم أول يوم دوام لي في الشغل.. ومرهق شوي..
عدا إنه يوم كلمني رفيقي وقال إنه مسافر فجأة..
انشغل بالي.. فتعشيت ورجعت بعد العشاء على طول..
ثم أردف باهتمام: قولي وش تبين؟؟

ضحكت بثينة: يعني مايصير إني أبي أشوفك..

شهاب بحنو: يصير ونص.. بس أنتي تبين شيء.. علميني يا أخيش..
محمد قايل لش شيء؟؟

ضخكت بثينة مرة أخرى: يا ذا المحمد المسكين اللي حاط دوبك دوبه..
كل ماشفتني سألتني محمد زين معش؟؟

ابتسم شهاب: بعلمش ليه ناشب في حلقش أنتي ومحمد.. بس قولي أول وش تبين؟؟

تنهدت بثينة : شهاب تكفى خف ضغط على الجليلة عشان موضوع أميرة.. تكفى يا أختك..
ترا الجليلة حتى لو تضايقت مستحيل تشتكي..
وهي والله مهيب متضايقة ولا اشتكت... بس أحسها حزينة والموضوع مأثر عليها..
أنت محسسها إنها مقصرة في حق أميرة.. وإنها السبب في شخصيتها..

شهاب بثقة: أنا ما أقول إنها السبب.. لكن هي سبب من الأسباب.. مهما كانت نيتها زينة..
وأنا والجليلة علاقتنا فريدة.. ومستحيل أتهمها.. أنا بس أحط النقط على الحروف..

بثينة بثقة مشابهة: شهاب فديتك.. ترا أنت ماكنت موجود.. ماشفت كيف الجليلة حاولت وحاولت وحاولت..
خلتها تشارك في أندية ودورات في كل شيء وأنا كنت معها..
أنا تعلمت أشغال يدوية وحياكة وخياطة وصنع مجوهرات وديكوباج.. وكل شيء يخطر على بالك..
وأميرة بعد تعلمت.. بس ماكنت متقبلة شيء يبعدها عن جليلة.. وتتوتر وتبكي وتخاف..
حاولت الجليلة تدمجها مع صديقاتها في المدرسة.. وكانت تدعيهم عندنا في البيت مع أمهاتهم..
ماكانت أميرة تختلط معهم...
حتى البندري بنت عمي.. أميرة ما توالفت معها.. لأنها كانت تحس إن الجليلة تبي تفرضها عليها كبديل لوجودها معها..
الجليلة في داخلها ناحية أميرة عندها مشاعر شفقة وحنان كبيرة.. كانت تتأثر منها.. وفي النهاية هي يتيمة وأصغرنا..
واللي صار مهوب في يد أحد.. ولا أحد يقدر بشكل كامل إنه يشكل شخصيته ولا شخصية الناس اللي يحبهم هذا توفيق من رب العالمين في جزء كبير منه..

شهاب بحزم: لا تهتمين.. أوعدش ما أضغط على الجليلة مثل ما تقولين.. لكن أنا بعد بحاول جهدي أحل مشكلة أميرة..
لأنه أميرة كذا مارح تمشي في الحياة..

ثم أردف بنبرة مقصودة: وخلصنا من أميرة .. خلينا فيش..

ابتسمت بثينة وهمست بتقدير ومودة: شهاب ورب الكعبة إنه محمد نعمة من رب العالمين..
الحين داخلين السنة الخامسة من زواجنا.. إنها كلها من أسعد سنوات عمري..
وأقسم لك بالله العلي العظيم إنه عمره ماضايقني حتى بربع كلمة..
ومهوب باقي إلا يشيلني على رأسه..

شهاب بذات النبرة المقصودة: طيب واللي ذي حياتهم مع بعض.. مهوب مفروض إنه يكون في حياتهم أطفال؟؟
وإذا كان فيه مشكلة في الانجاب.. مهوب مفترض إنهم في مرحلة علاج..





*********************************






" تأخرتوا علي وأنا بروحي في البيت..
حتى بناتي رقدوا بدري عقب مارجعوا من المطار"

الجازي تخلع عباءتها وهي تهمس بإرهاق وسعادة:
كانت قعدة من الآخر... زمان عن قعدة كذا.. أمي وخالتي والبنات كلهم..

ثم أردفت بحماس :ياربي.. صيوت صارت كأنها باربي.. من قد ما ضعفت..

مها تتأفف: أنتي تبين تحريني من الصوبين..
أول شيء تحريني عشان القعدة فاتتني
ولا حتى قدرت استقبل صيتة معكم..
وثاني شيء تحريني عشان صيتة صارت رشيقة وأنا عادني دبة..

ضحكت الجازي: أول شيء أنتي اللي مسوية فيها بتموتين ..
وماخذة وضعية الميتة اللي تزحف في الرمق الأخيرة..
مع إنه لش أكثر من أسبوع من سويتي العملية.. كان ممكن تستقبلين صيتة في بيت خالتي..
وتنتظرين مع خالتي والهنوف..
ترا مافيش إلا العافية..
وكلها كم شهر وتصيرين أنتي بعد باربي..

تنهدت مها وهي تجلس بإرهاق: الجازي تدرين مافيني حيل.. حتى المشي خطوتين يتعبني..
مارح أروح بيت خالتي عشان أنسدح عندهم وسط الناس..

ابتسمت الجازي وهي تربت على كتفها: كلها كم يوم وتبدأ الفيتامينات تعطي مفعولها بعد..
أهم شيء فيتاميناتش.. عشان مايصير عندش نقص..

تساءلت مها بخفوت وهي تنظر ليديها : شفتي متعب في المطار؟؟

الجازي بابتسامة خبيثة: لا والله ماشفت مسيو متعب.. جيت على طول مكان تجمع البنات.. ومالمحته أصلا..
تدرين بالي مهوب مشغول في متعب.. اللي باله مشغول فيه كان في البيت..

مها بتأفف: يا الله ارزقني الصبر على ملاغة أختي وسخافتها وثقل دمها..

الجازي هزت كتفيها: والله ثقل الدم اللي مهوب طبيعي هو تفكير العايلة الكريمة كلها..
أنتي مخلية بيتش صار لش أكثر من شهر.. ولا أعرف أسبابش..
وأخيش مصر على احتجازش عندنا كرهينة ولا أعرف أسبابه..
ومتعب بصراحة مسكين.. انتي وأخيش تتهمونه إنه بيتزوج..
وهو كل يوم مرتز عندنا ويطلب بناته يشوفهم
وأنا أعرف إنه مسكين يتحجج يبي يلمح الزول..

مها بذات التأفف: ترا مهيب ناقصتش يا جوجو هانم.. تلايطي أحسن..

ابتسمت الجازي : مارح اسمح لش تخربين سعادتي الاستثنائية اليوم..
أول شيء الصبح.. طلعت النتيجة والحمدالله مطابقة في كل الفحوص مع عمي..
وماعاد باقي إلا فحص واحد بس.. خلاص بسويه بكرة أنا ومزنة..
وعقبها المساء استقبلت صيوت..
وكان يوم كله سعيد..



***************************************




"وطلعت نتيجة البنات الحمدلله
كلهم مطابقين
وباقي فحص واحد .. هانت"

سعود يشد على يد دانة ويهتف بسعادة لا تخلو من التوتر: الحمدالله.. ما تتخيلين وش كثر كنت أنتظر النتيجة..
وأنا خلاص بديت أجهز للسفر وترتيب المستشفى.. تقريبا كل شيء شبه جاهز..
عشان أول ما تطلع نتيجة الفحص الأخير فورا نسافر..

دانة بحزم: يمكن اللي تطابق مزنة موب الجازي.. وقتها خالد اللي بيسافر..
وحتى لو طابقت الجازي تظن إن خالد ممكن يقعد في الدوحة وإبي يسوي عملية؟؟
سعود الحين أرجوك تكلم خالد..

ينظر سعود لساعته ويهتف بحزم: الساعة الحين عنده حوالي 5 الفجر.. ننتظر لين بكرة؟؟

دانة بحزم: الحين مناسب الوقت.. أنا متأكدة إنه قايم يصلي الفجر.. ومارح ينام عقب الصلاة..
وعشان يخلص شغله من أول النهار..
لأني متأكدة إنه أول مايعرف بيرجع فورا..

سعود تناول هاتفه بثقة وهو يبحث في قائمة الاتصالات عن رقم خالد الصيني..




****************************************




" صيتة تبين مني شيء قبل أروح أنام؟؟"

صيتة التفتت بحنو عميق للهنوف:
أبي سلامتش يا روحي.
وش أبي بعد وأنتي مرتبة لي الغرفة كنها غرفة عروس..

ابتسمت الهنوف بشفافية: أبيش تنبسطين أنتي وفهدة..

نظرت صيتة للسرير المزدوج خلفها حيث تنام فهدة وهمست بحنان: نامت مابعد قعدت معها...

الهنوف بمودة: عندكم عمر تقعدون مع بعض..
تدرين بكرة عندها مدرسة. واليوم كان عندها مدرسة.. غصبا عنها مرهقة..
ترى أغراضها وشنطتها حقت المدرسة موجودة في الزاوية..
وبكرة الصبح عمي عبدالمحسن بيوديها المدرسة..

ثم أردفت بتردد باسم: أعرف إنه يمكن يضايقش تدخل الكل في تربية فهدة..
بس سامحينا وسامحيهم.
فهدة كانت بنتنا كلنا.. وغلاها من غلاش..
وكنا حاسين بالمسؤولية عنها في غيابش..
لكن الحين أنتي جيتي.. وهذي مسؤوليتش أنتي.. بس عطينا فترة انتقالية

تنهدت صيتة بمودة: متفهمة كل شيء جعل عين تركي ما تشوف غيرش...

الهنوف ابتسمت بخجل وهي تغلق باب غرفة صيتة وتغادر..
مع إغلاقها الباب رن هاتفها برقمه.. تأففت في داخلها..

(أوف وهو داري إن أخته جايبة سيرته يوم نط يتصل..
وش ذكره فيني وهو له وش كثر ناسيني؟!!
عشر أيام راحة .. راحمني من غثاه)

منذ يوم الحادثة قبل حوالي ١٠ أيام..
لم يتصل بها مطلقا ولم يراسلها حتى..
لا تنكر أنها في داخلها شعرت بضيق مفهوم وغير مفهوم..

أن تخرج من المستشفى ولا يتصل بها حتى ليقول لها (الحمدلله على السلامة)
ثم تمر كل هذه الأيام دون يتصل..
وهو من كان يخترع الأسباب ليتصل.. فكيف والسبب موجود ولا يتصل؟!

لا تعلم لماذا خطر في بالها خاطر غريب.. غريب..
خاطر يقول: أنه حين رآها لم تعجبه..

فهو طيلة الفترة الماضية كان سيجن ليراها بأي صورة أو شكل..
وحين حدث.. ورآهــــــا.. لم يعلق أبدا على رؤيته لها.. ثم لم يعاود التواصل معها..

من يومها وهي تنظر لنفسها في المرآة..
(صحيح ماني ب موت.. بس حلوة.. ماشي حالي.. وتفاصيلي ناعمة..
طيب يمكن هذا النوع من الجمال ما يعجبه!!

طيب وعنه ماعجبه.. المهم أنا عاجبة نفسي..
وهو بالطقاق دبل الدبل)

كانت هذه الأفكار المضحكة حينا ... العميقة حينا تلتهم خيالاتها محاولة إيجاد تفسير مقنع لتوقفه عن الاتصال بها..
لأنها لم تجد تفسيرا غير ذلك..

(أو يمكن عشاني قلت له لا عاد تحرجني بتصرفاتك؟؟
بس أنا تكلمت عن التصرفات..
ماقلت له لا تكلمني)

تأففت الهنوف..
(أنا شكلي استخفيت... كله منك يا تركي خبلت بي من خبالك..
عنك ما كلمتني..
وعني ماعجبتك..
بالطقاق بالطقاق بالطقاق
أبركها من ساعة)

وبعد مرور عشرة أيام وهذه الأفكار تلتهم روحها المثقلة أصلا وابتداء بالحزن واليأس.. كان اتصاله الليلة اتصالا غير متوقع..

لم تعلم طبعا ماذا يدور في تفكير تركي الغامض العاشق.. الذي لا يستطيع أن يصارحها بمشاعره..
لذلك كان يكتفي دائما بالتلميح عن مكانتها وتقديره لها..دون أن يصرح..
كان يخشى من سوء فهمها للتصريح..
أو عدم تصديقها له..
فهل يعقل أن رجلا ما يتجاهل وجود زوجة في حياته لثمان سنوات متطاولة..
ثم يعشقها ويذوب غراما في ثلاثة أشهر أعاد اكتشافها فيها؟

هو نفسه كان يصعب عليه التصديق؟
وفي ذات الوقت يصعب عليه التعبير.. لأن التعبير عن تغول مشاعره قد يحتاج مجلدات لا تتسع لها مكالماتهما القصيرة..

كان ينتظر اللحظة التي سيجتمعان فيها فعليا.. ترى عينيه وهو يخبرها..
ترى تصرفاته وهي تخبرها..
تشعر بلمساته وهي تخبرها..

كان ينفّس عن هذه المشاعر تنفيسا مكتوما في مكالماتهما.. ومع ذلك كانت تتهمه أنه يبالغ.. تتهمه أنه يبالغ وهو مازال لم يعبر لها عن أي شيء إطلاقا..
فكيف لو بدأ يعبر.. ويفرج عن مشاعره.. كان يخشى عليها من وطأة هذه المشاعر.. ثقلها.. أشفق بها وعليها..

بعد الموقف الأخير بينهما الذي حدث بعد غرقها.. زيارته لها في المستشفى فتحت له بابا مختلفا شديد التعقيد..
بابا اطلع فيه على بعض خفايا روحها ويأسها وحزنها وظنونها فيه..
قرر أنه لابد أن يترك لها وله مساحة التفكير..
قرر أن يبتعد لتغيير الاستراتيجية..
والليلة يتصل بعد تفكير استمر لعشرة أيام.. خطط فيها لهذه المكالمة كأنها يخطط لمعركة حياته كلها..

وكما بات يعرفها جيدا..
لن ترد عليه إطلاقا من المرة الأولى.. وكأنها تستمتع بتعذيبه ولهفته وانتظاره..
ردت بعد الاتصال الثالث وهي تهمس ببرود:

نـــــــعــــــم يا دكتور تركي..!!




************************************




"قرت عينش بشوفة صيتة"

ابتسمت الجليلة وهي تجلس جوار شهاب الذي كان يقرأ كتابا: بشوفة نبيك ياقلب أختك..

شهاب بمودة: اشلونها صيتة؟؟ واشلون بنيتها وولدها؟؟

الجليلة بمودة أعمق: كلهم طيبين.. الحمد لله اللي عقلها علينا..
حسيت برضى ربي علي يوم رجعكم لي كلكم في نفس الوقت.. اللهم لك الحمد والشكر..

شهاب بنبرة مقصودة: وش عندكم اجتماع قمة مغلق أنتي ومساعد؟؟

ابتسمت الجليلة: ترا اللي يسأل عن شيء وهو عارفه يكون لئيم ..أنت عارف قبل أكلمه عن ويش بكلمه..

ابتسم شهاب نصف ابتسامته: طيب وش رد عليش؟؟

هزت الجليلة كتفيها: يقول لي موافق.. وكلميها أول.. إذا هي موافقة.. كلمت شهاب وعمي عبدالمحسن.. ورحنا لجابر آل جبران..

شهاب بتساؤل: وانتي فعلا ماكلمتيها ولا حتى لمحتي لها؟؟

الجليلة بمنطقيتها المعتادة: أول شيء ما أقدر أكلم البنت وأنا مابعد كلمت مساعد وأشوف إذا هو مقتنع أو لا؟؟

شهاب باستغراب: وليه ما يكون مقتنع؟؟.. بنت حشيم وبنت عرب أجواد وتمدحينها...

تنهدت الجليلة: أنت عارف.. ممكن فيه أسباب أشوفها أنا وأنت مهيب عائق.. بس ممكن هو يشوف..
مثل ما إني عرضتها عليك أول وأنت رفضت عشان فرق العمر بينكم..
ثم أنت اللي أصريت إني أقول لمساعد عنها..
وخفت إنه ممكن يكون عند مساعد تحفظ عشان فرق العمر بعد..

ابتسم شهاب: عشانها أكبر من مساعد بثلاث سنين؟؟.. هذا الفرق بسيط ومافيه مشكلة..
لكن أنا أكبر منها ب 13 سنة.. بالنسبة لي أنا هذا الفرق مشكلة..
ثم أردف باهتمام: ومتى بتكلمينها؟؟

ابتسمت الجليلة: بكرة إن شاء الله..

تنهد شهاب وهو يضع كتابه جواره.. ويلتفت للجليلة التي تجلس جواره بكامل جسمه:
بانشدش من شيء.. وحلفتش بالله ماتدسين علي شيء..

ابتسمت الجليلة: بدون حلايف.. أنت عارف إني مستحيل أدس عليك شيء..
ثم أردفت بحزم: إلا إذا هو سر أنا مؤتمنة عليه..

شهاب بثقة: ما أعتقد إنه سر.. أنا بس أبي أسألش إذا بثينة وزوجها سووا فحوص عشان الانجاب؟؟





************************************




كانت رحلة مرهقة طويلة في تنقلاتها وضغطها النفسي ..
وهاهو ختاما يصل إلى مستشفى بون الجامعي في حرم فينوسبرغ في العاصمة الألمانية بون..
حيث يرقد حامد..
بعد أن تواصل مع رئيس بعثة فريق حامد..
وأخذ منه كل التفاصيل..
ولم يتصل بحامد إطلاقا.. فهو كان غاضب منه.. غاضب فعلا..
فهو كان يتصل به يوميا..
ويرد عليه حامد مازحا حينا.. مستعجلا حينا.. صوته خافت حينا..
ولم يخطر في باله في خضم هذه المكالمات أن يخبره بأمر كهذا!!
فيقول له مثلا:
( يا ولد أخي العزيز.. تراني كعادتي السيئة عصبت وكسرت لي واحد وكسرني
ومتهم في قضية ومحجوز .. وبس!!)

لا يجد عذرا لحامد.. ولا يعلم ماقد تكون أسبابه..
لا يعلم ماهو العذر القوي الذي لدى حامد حتى يخفي عنه أمرا كهذا؟!
لطالما كان يتعبه في حامد استقلال حامد الكبير برأيه ونفسه..

وفرات لا يرفض هذا الاستقلال.. بل على العكس يسعده.. لأنه يعلم أنه سيكون دائما في ظهره سند قوي..
لكن استقلال حامد بنفسه كان من النوع المخيف.. الذي يجعله يقلق من نتائجه..
فمازال حامد شابا مندفعا عنيدا وخبرته في الحياة أقل منه..
لذا كان فرات يحب أن يكون معه في الصورة.. ولديه معرفة بما يحدث له ومعه.. وماهو مقدم عليه..
حتى يسانده في الوقت المناسب بالفعل أو القول..
ولكن حامد كان كثيرا ما يحتفظ بالكثير لنفسه.. اعتدادا واعتزازا وعنادا.... وغضبا من الحياة ربما..

وصل فرات للمستشفى..
وبعد دقائق وعدة استفسارات كان يقف أمام غرفة حامد التي عرفها من وجود ضابط أمن أمامها..



#أنفاس_قطر#
.
.
.

Noruh 96, anvas, Waf4sa and 9 others like this.

#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً  
التوقيع

.
فتحتُ لك (بعد الغياب) بابا ، ففتحت لي (أسى الهجران) أبوابا، وهأنا أقف حائرة (بين الأمس واليوم ) ، مصلوبة في (فضاءات اليأس والأمل)
.
.
قديم 14-08-21, 11:07 AM   #6763

هوس الماضي

نجم روايتي وعضوة بفريق الكتابة للروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية هوس الماضي

? العضوٌ??? » 330678
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,193
?  نُقآطِيْ » هوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الانوار... في الانتظار

هوس الماضي غير متواجد حالياً  
التوقيع












قديم 14-08-21, 11:08 AM   #6764

عبَق الخُزامى
 
الصورة الرمزية عبَق الخُزامى

? العضوٌ??? » 488958
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,112
?  نُقآطِيْ » عبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond repute
Icon26

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 441 ( الأعضاء 81 والزوار 360)

‏عبَق الخُزامى, ‏تفاحة فواحة, ‏ارض اللبان, ‏عاشقة الاوركيد, ‏فضيلة الروح, ‏..swan.., ‏مرام.!, ‏أم بثينه, ‏عز ومهابة, ‏ملكةالقمر, ‏وراقة, ‏سناشب, ‏سمووووو, ‏rewerrewe, ‏يمااان, ‏دُجى., ‏آمال موضي, ‏وكان, ‏سبيتان, ‏توته الاموره, ‏سلوى مقلد, ‏سرى النجود, ‏بيادر مطرجي, ‏عروس الشرق, ‏هبوش المحمد, ‏3mflowers, ‏كاردي, ‏#أنفاس_قطر#, ‏عهد العمر, ‏396396, ‏أنثى متمردة, ‏zaina94+, ‏دمشقية, ‏التنكه, ‏yasser20, ‏منـال مختار, ‏قلب الشرقية, ‏Light dream, ‏لجين97, ‏سلمى الأمين, ‏Um-ali, ‏nonog, ‏ايماننننن, ‏ريمويلا, ‏nooon20, ‏ام شوجي2009, ‏هبه سمير, ‏أهداب الحربي, ‏ليل سرمدي, ‏زيـنـبٌ, ‏هالة فاطمة, ‏قيثارة الزمان, ‏meryamaaa, ‏عيوش ...., ‏ام حاتم الطائي, ‏نوران~, ‏ام هشومي, ‏Miimi, ‏asma12, ‏نفحات النسيم, ‏ح.ع.خ, ‏روحي حرة, ‏جنى., ‏توتى على, ‏ملكة سبإ, ‏رفوف الذكريات, ‏زرقاء اليمامة25, ‏الظبي الشرود, ‏Lama9, ‏hind_mohad, ‏عزة الحكيم, ‏douja-star, ‏هوس الماضي, ‏لبنى أحمد, ‏M91, ‏حروف حنو, ‏طووووط, ‏شووك, ‏حبيب عيني, ‏بسمة قلبي, ‏كاراولا

حيّاك الله أنفاسنا الغالية 💛💛
ننتظر إبداعك بكل شوق 🌸


عبَق الخُزامى غير متواجد حالياً  
قديم 14-08-21, 11:16 AM   #6765

منال ر

? العضوٌ??? » 486853
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » منال ر is on a distinguished road
افتراضي

صباح الخير على اميرات مملكة الانفاس ❤️🥰

منال ر غير متواجد حالياً  
قديم 14-08-21, 11:19 AM   #6766

عبَق الخُزامى
 
الصورة الرمزية عبَق الخُزامى

? العضوٌ??? » 488958
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,112
?  نُقآطِيْ » عبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond repute
Icon26

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 441 ( الأعضاء 81 والزوار 360)

‏عبَق الخُزامى, ‏تفاحة فواحة, ‏ارض اللبان, ‏عاشقة الاوركيد, ‏فضيلة الروح, ‏..swan.., ‏مرام.!, ‏أم بثينه, ‏عز ومهابة, ‏ملكةالقمر, ‏وراقة, ‏سناشب, ‏سمووووو, ‏rewerrewe, ‏يمااان, ‏دُجى., ‏آمال موضي, ‏وكان, ‏سبيتان, ‏توته الاموره, ‏سلوى مقلد, ‏سرى النجود, ‏بيادر مطرجي, ‏عروس الشرق, ‏هبوش المحمد, ‏3mflowers, ‏كاردي, ‏#أنفاس_قطر#, ‏عهد العمر, ‏396396, ‏أنثى متمردة, ‏zaina94+, ‏دمشقية, ‏التنكه, ‏yasser20, ‏منـال مختار, ‏قلب الشرقية, ‏Light dream, ‏لجين97, ‏سلمى الأمين, ‏Um-ali, ‏nonog, ‏ايماننننن, ‏ريمويلا, ‏nooon20, ‏ام شوجي2009, ‏هبه سمير, ‏أهداب الحربي, ‏ليل سرمدي, ‏زيـنـبٌ, ‏هالة فاطمة, ‏قيثارة الزمان, ‏meryamaaa, ‏عيوش ...., ‏ام حاتم الطائي, ‏نوران~, ‏ام هشومي, ‏Miimi, ‏asma12, ‏نفحات النسيم, ‏ح.ع.خ, ‏روحي حرة, ‏جنى., ‏توتى على, ‏ملكة سبإ, ‏رفوف الذكريات, ‏زرقاء اليمامة25, ‏الظبي الشرود, ‏Lama9, ‏hind_mohad, ‏عزة الحكيم, ‏douja-star, ‏هوس الماضي, ‏لبنى أحمد, ‏M91, ‏حروف حنو, ‏طووووط, ‏شووك, ‏حبيب عيني, ‏بسمة قلبي, ‏كاراولا

حيّاك الله أنفاسنا الغالية 💛💛
ننتظر إبداعك بكل شوق 🌸


عبَق الخُزامى غير متواجد حالياً  
قديم 14-08-21, 11:25 AM   #6767

السدين
 
الصورة الرمزية السدين

? العضوٌ??? » 137234
?  التسِجيلٌ » Aug 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,463
?  نُقآطِيْ » السدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond reputeالسدين has a reputation beyond repute
افتراضي

صباحكم خير وسعادة وراحه بال ❤❤

السدين غير متواجد حالياً  
قديم 14-08-21, 11:45 AM   #6768

حريرَ
 
الصورة الرمزية حريرَ

? العضوٌ??? » 488137
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » حريرَ is on a distinguished road
افتراضي

يالله القفلااااااااااااااااات تقهههههر😭😭😭
الله يصبرنا ليوم الخميس ان شاءالله 😔😔😔


حريرَ غير متواجد حالياً  
قديم 14-08-21, 11:46 AM   #6769

Maha bint saad

? العضوٌ??? » 437412
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 4,265
?  نُقآطِيْ » Maha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1271 ( الأعضاء 172 والزوار 1099)
‏Maha bint saad+, ‏حريرَ, ‏Umani, ‏عمة_البدر, ‏Meera4l, ‏amon.mq, ‏sangnoir, ‏ظل الشمس, ‏رهوفة الحلوة, ‏شاكره لله, ‏marokina, ‏مشتاقه لكـ, ‏rasha2001, ‏عاشقة الحرف, ‏فووز, ‏S_roona, ‏ام الانصاري, ‏أهداب الحربي, ‏اخت عمر, ‏روح طرياك, ‏جنون امراه, ‏تفاحة فواحة, ‏الجوزاء●°, ‏3mflowers, ‏ام شوجي2009, ‏أنثى متمردة, ‏الشهيده, ‏سلوى مقلد, ‏Shadob, ‏ميكب, ‏basma2003, ‏نجمة مساء, ‏هالة فاطمة, ‏Tuta Al3fifi, ‏ليل سرمدي, ‏shaza12, ‏بسمة قلبي, ‏أم آرام العصيمي, ‏هبة بشار, ‏نور علي عبد, ‏Her Majesty, ‏زموردة, ‏صرخات مستغيثة, ‏نوره ام عبدالمجيد, ‏sa469450, ‏أبها, ‏كسيرت زماني, ‏مزوووووون, ‏فاتن مصيلحى, ‏amana 98, ‏رونى تامر, ‏رفوف الذكريات, ‏طلع القمر, ‏دنيتي دونكـ ظلام !!, ‏Manal_m7, ‏عز ومهابة, ‏اميرةالنهار, ‏ابتسم للحياة*, ‏ثمرة الخاء, ‏أم نسيم, ‏حلا فيفا, ‏Norah khalid, ‏آلجآزي, ‏nonog, ‏BIGKITE, ‏رِزق, ‏زرقاء اليمامة25, ‏Monya05, ‏*جارة القمر*, ‏هامة المجد, ‏جلاديوس, ‏رفيقه غيم, ‏..swan.., ‏سحايب~`., ‏سوزان سول, ‏السدين+, ‏ستلا, ‏ام هشومي, ‏فاطمه حدادي, ‏جمميلة, ‏أصداف_, ‏(ميرال), ‏شذاء, ‏توته الاموره, ‏ماادري بعد, ‏مكاوية و الخطوة ملكية, ‏عاليا محمد, ‏رؤى الرؤى, ‏ابتهاله, ‏Elafksh, ‏ويبقى الأثر2002, ‏zaak, ‏douja-star, ‏عبَق الخُزامى+, ‏منال ر, ‏مجد22, ‏دُجى., ‏Light dream, ‏بيادر مطرجي, ‏لبنى أحمد, ‏غيمة عطرر, ‏هبه سمير, ‏عزتي في عفتي, ‏Ria, ‏نورسسين, ‏ساكورا الشتاء, ‏شرق?, ‏فضيلة الروح, ‏fah, ‏yasser20, ‏حلوه الحلوين, ‏أم بثينه, ‏Batol210, ‏ليلو لولا, ‏عاشقة الاوركيد, ‏Shimaa1996, ‏رحبى, ‏fofolamia, ‏اطلانتس, ‏فوفونان, ‏مـريـومـ?..., ‏آمال موضي, ‏Yolo123, ‏rewerrewe, ‏رسيل رسيل, ‏قيثارة الزمان, ‏fadwanihad, ‏مَشاعل.., ‏عز وفخر, ‏kholod1, ‏ليلوسا, ‏سمووووو, ‏ابتسام عبدالله, ‏ملكةالقمر, ‏سبيتان, ‏كاردي, ‏وكان, ‏يمااان, ‏هبوش المحمد, ‏وايت تاج, ‏سرى النجود, ‏هوس الماضي, ‏نفحات النسيم, ‏منـال مختار, ‏الميان, ‏#أنفاس_قطر#, ‏ارض اللبان, ‏Lama9, ‏وراقة, ‏عروس الشرق, ‏عهد العمر, ‏396396, ‏zaina94+, ‏دمشقية, ‏قلب الشرقية, ‏لجين97, ‏Um-ali, ‏ايماننننن, ‏ريمويلا, ‏nooon20, ‏زيـنـبٌ, ‏meryamaaa, ‏عيوش ...., ‏ام حاتم الطائي, ‏نوران~, ‏Miimi, ‏asma12, ‏ح.ع.خ, ‏روحي حرة, ‏جنى., ‏توتى على

صباح الخير على انفاسنا ومتابعاتها …


Maha bint saad غير متواجد حالياً  
قديم 14-08-21, 11:49 AM   #6770

ام الانصاري

? العضوٌ??? » 450165
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 143
?  نُقآطِيْ » ام الانصاري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة #أنفاس_قطر# مشاهدة المشاركة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير والمودة والمحبة
مازلت أعتذر عن ضعف تواصلي مع رسائلكم
الظروف ضاغطة جدا جدا جدا..
💔💔💔💔💔💔

والسموحة منكم يا نبضات قلبي..
.
.
مازال بعض نبضات قلبي يسألون سؤالا يتكرر من وقت لآخر:
كيف محمد صديق خالد مع اللي سواه في أخته؟؟
يا نبضات قلبي بقول لكم شيء عام يخص الرواية كلها.. وشيء يخص علاقة خالد بعيال عمه ومحمد خصوصا..
بشكل عام أنا لا أضع أي شيء في الرواية عبثا.. كل شيء له سبب.. حتى لو ماظهر قريبا سيظهر يوما ما.. ويمكن يكون هذا الشيء ورد في الجزء الأول
لكن تفسيره لا يظهر إلا في الجزء الأخير مثلا..
عشان كذا لا تستعجلون..وتستعجلونني 😥
أنا أحب أن أكتب رواياتي بشكل عام بروية كي أصنع حياة أمامكم..
وإلا الأحداث كلها في رأسي وأستطيع أخلص لكم الرواية في جزئين..
فلان صار له كذا.. وفلانة صار لها كذا.. وانتهينا..
لكني لا أفسد ما أكتبه بالاستعجال أبدا.. لابد أن تنتهي الأحداث تماما كما قررت لها ورسمتها..
لأن المتعة هي في الوصف والحوار ورسم الحدث وليس في الحدث نفسه كحدث..
.
فيما يخص علاقة محمد وخالد.. مازال الحديث فيها قادم.. ويمكن عطيتكم بعض التفاصيل في الأجزاء الأولى..
أردت أن أبين لكم قوة العلاقة بينهم.. ولاحظوا إنه الأحداث بدأت بعد مرور خمس سنوات من الحدث..
لأنه السنوات كفيلة بتخفيف حدة الحدث.. وإن كانت أثار الحدث ستبقى..
طيب ليه قوة العلاقة؟؟.. عشان لما يجي مرض أبو خالد.. رح يكونون محمد وسعود كأنهم أبناء أبوخالد... ومستحيل هذا الشيء يكون وهم يكرهون خالد ومقاطعينه..
الرحم ليست أمرا هينا.. الرحم متعلقة بالعرش.. وخالد مع خطئه الكبير لكنه بقي أخيهم..
لا يستطيعون لفظه من حياتهم.. وخصوصا وهو يودهم.. ويحرص عليهم..
.
وننتقل من هذه النقطة للنقطة التي لم يتوقف الجدل فيها يوما.. هل سيكون خالد مع الجازي يوما؟؟ او انتهى دورهما معا؟؟🤔🤔
سواء حدث هذا أو هذا فسيكون لأني رأيت إنه الحدث الأفضل لسير الرواية وليس لأي سبب ثاني..
لأني أؤمن إني وضعت الأرضية المناسبة للعودة بينهما ولعدم العودة..
أنا لا أرى خالد معنفا للمرأة ولا ممتهنا لها.. هو مجرد شاب عصبي.. وعصبيته قضت عليه
وهذا ما أردت أن أبينه: أن الغضب الشديد قد يأخذ منا أجمل الأشياء..
وضربه للجازي ليس تعنيفا مقصودا من ذكر تجاه أنثى وممارسة لجبروته..
لكن هو فقدان لعقله نتيجة للغضب جعله يخسر أكثر ما يحبه في الكون..
وترك أثرا مرعبا في نفس أكثر مايحبه أيضا..

وفي حال عدم العودة لأنه لابد أن يؤمن الجميع أن الحياة قد لا تمنحنا الفرصة مرتين..
لذا يجب أن ننتبه لأفعالنا ولردات أفعالنا.. لأننا محاسبون عليها وستبقى النتائج معنا ما حيينا..
.
وشكرا جد على كل تعليقاتكم.. أنا والله أقرأ قد ما أقدر.

💖💖💖
ولو فاتني شيء.. أكيد غير مقصود..
ولامارا الغالية مستحيل أفوت تعليقك وجماله وحماسه..
🥰🥰
.
.
نجمتنا اليوم لزينة 94 على توقع هي الوحيدة الوحيدة اللي جابته..
قربي كتفك زينة
🤩🤩
.
ويالله مع جزء اليوم..
قراءة ممتعة
.
استسمحكم إنه البارت يكون الخميس مو الاثنين.. لأنه أنا فعلا مشغولة جدا
والظروف مش مساعدة أبدا..
وإن شاء الله أعوضكم عن بارت الاثنين..
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.


فضاءات اليأس والأمل/ الجزء السادس والعشرون




"يبه.. ممكن أدخل.."

كان فرات ينهي تعديل غترته أمام المرآة ويتعطر استعدادا للخروج لعشاء أبي متعب استجابة لدعوة تركي وشهاب حين سمع طرقات الباب..
وأطل حمد ابنه عبر الباب.. يحمل في يده جهاز اللابتوب الخاص به..

هتف فرات بحزم: أكيد يا أبيك.. تعال
وش سويتوا في اجتماعكم؟؟

تعلو وجه حمد نظرة غريبة جدا وهو يهتف بنبرة غريبة خليط من التأثر والترقب والقلق:
زين إن شاء الله
بس أنا أبيك في موضوع ثاني أهم بواجد..

فرات التفت إليه وهتف بقلق: وش فيه حمد؟؟

يدير حمد شاشة حاسوبه إلى والده وهو يهتف بذات النبرة الغريبة المغرقة في التأثر والتوتر والقلق:
فيه هذا؟؟

نظر فرات معه الشاشة.. كان موقع جريدة ألمانية..
وفي الخبر كانت صورة أرشيفية لحامد في زي فريقه.. ويقابلها صورة للاعب من فريق آخر من دولة أخرى..
ولأن الخبر بالألمانية لم يعرف فرات المضمون..
هتف لحمد بثقة رغم قلقه المتصاعد: وش فيه؟؟ مافهمت..

تنهد حمد وهو يقول لوالده بنبرة تهدئة: خلنا نقعد أول عشان أشرح لك..

ثم توجها الاثنان للجلوس على الأريكة الأقرب منهما.. وحمد يهتف بتأثر وقلق:
اليوم في الاجتماع يسألني واحد من ربعي.. عمك حامد أشلونه؟ عسى انحلت مشكلته؟؟ وإصابته أحسن؟؟

فرات قفز واقفا بصدمة كاسحة: نعم إصابة؟؟

حمد شد والده وهو يهتف بنبرة التهدئة المتخوفة:
عمي حامد زين.. أرجوك اقعد يبه خلني أشرح لك..
لأنه الموقف يحتاج أكيد إن واحد منا يسافر فورا لعمي حامد..

المهم رفيقي ذا يعرف ألماني زين.. ومعظم وقته يفرفر في الجرايد الألمانية..
عشان كذا عرف الخبر أول ماصار..
لكن عندنا ماوصل الخبر لأن بعثة الفريق تكتموا على الخبر.. عشان ما يأثر على مشاركة الفريق..
وكان يحسب إن عمي حامد أكيد علمنا..

صرخ فرات بغضب عارم: حمد وش ذا المقدمات ؟؟ ... علمني حامد وش فيه..

تنهد حمد: عمي حامد تهاد مع لاعب ثاني.. وكل واحد فيهم كسّر الثاني.. بس والله وضعه زين..
والحين هم في المستشفى وتحت الحراسة المشددة.. وينتظرون تتحسن حالتهم عشان المحاكمة..
وأنا كلمته وأنا في الطريق.. وطمني على نفسه.. قال لي فيه كسور متفرقة.. بس إجمالا وضعه ممتاز..

فرات وقف وهو ينفجر: والحادث ذا كم صار له؟؟

انكمش حمد قليلا: حوالي أسبوع..

اتسعت عينا فرات ذهولا: ولا حتى بلغني..
متى كان ناوي يبلغني يعني؟؟

حمد بتهدئة: أكيد عمي حامد عنده أسبابه.. انتظر يبه أرجوك لين تسمع منه..
انا كنت افكر إني أنا اللي أروح.. وكنت أدور حجز وأنا جاي في الطريق مالقيت..
بعدين قلت لازم أقول لك أول.. أنت أعرف مني..

فرات ألقى هاتفه على حمد وهتف له بأمر مباشر صارم: دق على مدير مكتبي..
قله إني طالع المطار..
أبي أوصل المطار ألقى لي حجز على بون.. حتى لو مالقى حجز مباشر.. يدبرني بطريقته..
المهم الليلة أكون في ألمانيا..

فرات استخرج من الدولاب حقيبة صغيرة مجهزة للسفر دائما.. رغم أنه نادرا جدا ماسافر بشكل مفاجئ لظروف والده وابنته..
هتف لحمد باستعجال:
خذ الشنطة للسيارة.. عشان توصلني للمطار.. وخل تلفوني معك أنا جايك الحين..

وانتزع له طقم رسمي من الدولاب.. وأخذه معه لغرفة ملابسه..
بعد دقائق كان يخرج وهو يعقد ربطة عنقه..
ويجمع بعض الأغراض والأوراق المهمة ويضعها في حقيبة جهازه المحمول..

خرج ليطل في غرفة والده أولا.. لم يجده فيها..
مر بغرفة مي.. كانت تدرس.. حين رأت هيئته.. وقفت وهي تهمس بقلق:
يبه أنت مسافر؟؟

فرات احتضنها بحنو: مسافر يومين بس.. شغل مستعجل..
الله الله في نفسش وجدش وإخيش..
الجامعة لا تروحين إلا مع إخيش أو جدش..
وانتبهي لجدش مي.. أرجوش يا حبيبتي..

مي بقلق متصاعد: يبه وش ذا الوصايا الغريبة.. يعني مهيب أول مرة تسافر؟؟

فرات بقلق: بس دايما أخذش معي.. أو أكون مضبط كل شيء قبل أسافر..
بس الحين السفر المفاجئ ذا موترني..

تنهدت مي بحزن لا تعرف سببه: لا تحاتي يبه.. بانتبه لهم كلهم.. وهم بينتبهون لي..

تنهد فرات وهو يحتضنها مرة أخرى: إذا بغيتي تروحين للبندري.. عادي روحي..
بس خلي جدش اللي يوديش ويرجعش.. وما تتأخرين عن الساعة 10..
وحاولوا قد ماتقدرون ما تخلون جدكم بروحه في البيت ويكون واحد منكم موجود...
ووصوا عليه الصبي الممرض مايخليه كلش..

مي تجدد قلقها: يبه ترا كل السالفة يومين..

زفر فرات وهو يعدل وضع الحقيبة على كتفه.. لا يعرف تحديدا وضع حامد لا صحيا ولا قانونيا..
ولا مدى تعقيده ولا كم سيستغرق حله.. فتوتر حمد وهو يخبره الخبر بدا له غير مريح..
وأكثر ما يشغله أن تتأثر حالة والده إذا كانت حالة حامد معقدة..

نزل فرات مستعجلا إلى مرسم والده في الأسفل.. حيث يعلم أنه لابد سيكون..

أبوفرات حين رأى فرات وهيئته المسافرة.. وضع الفرش والألوان جانبا.. وهو ينظف يديه بفوطة جواره..

فرات مال ليقبل رأس والده وكتفه وهو يهتف بمودة عميقة : يبه أنا مسافر يومين وراجع..
الله الله في بنتك مي..
توصي شيء؟؟

أبوفرات باستغراب عميق: وش ذا السفرة المفاجئة؟؟ مهيب عوايدك يا أبيك..

ابتسم فرات بمودة وثقة: شغل مستعجل فديتك..

سأله أبوفرات باهتمام: وين؟؟

فرات لم يكن يريد أن يخبره.. فوالده أذكى من أن يفوته الربط.. لكنه لايستطيع أن يكذب عليه.. هتف بثقة: ألمانيا..

حينها رفع أبوفرات حاجبه وهتف بنبرة مقصودة: نفس الديرة اللي فيها حامد؟؟ مهيب غريبة؟؟

تنهد فرات بذات الثقة رغم إحساسه بقلة الحيلة: مافيه شيء يبه.. مشكلة بسيطة صارت على حامد..
تعرفه دمه حار.. وتهاد مع لاعب.. بأروح أشوف سالفته..

جلس أبو فرات بانهدام على المقعد القريب ونظر ليديه بيأس: والله إن قلبي ناغزني قد لي كم يوم.. غير كان مطمني إني أكلمه ويرد علي..

فرات بثقة: يبه ماعليه شر.. موضوعه بسيط.. وأول ما أوصل بكلمه أنا وإياك..
ثم أردف برجاء عميق: طالبك يبه ما تضايق.. طالبك..

تنهد أبوفرات بعمق: الضيقة مهيب في يدي يا أبيك..

ودع فرات والده بحرارة وخرج إلى سيارة ابنه في الخارج.. تحركت السيارة متجهة للمطار وهو يخبر حمد بما أخبر به مي ووالده..
ثم يشد على معصمه وكفه مثبت على المقود وهو يهتف له بأمر حان:
حمد يا أبيك.. الله الله في جدك وأختك.. حط بالك عليهم..
ومافيه داعي للشحانية ذا الأيام..
أساسا أنت مسافر عقب 10 أيام.. اعتبر إن ذا الأيام من أيام السفر..

حمد بمودة وتوقير: إن شاء الله يبه .. أبشر...
ثم أردف باهتمام: بس يبه على قولتك.. دامني مسافر عقب 10 أيام..هل بترجع إن شاء الله قبل أسافر؟؟
ثم أردف بتردد: وإلا تبيني أكنسل السفرة كلها؟؟

فرات برفض قاطع صارم: لا طبعا ما تكنسل سفرتك..
هذي مهيب سفرة..هذا مشروع تخرجك..
ولو مارحت بتتأخر سنة كاملة.. غير تأثيرها على معدلك.. وأنت من الأوائل على الدفعة..
وموضوع حامد بسيط وأنا بحله إن شاء الله...
واسمعني يا حمد زين... بكرة عندي توقيع عقد مهم...
الوكالة اللي أنا مسويها لك موجودة في خزنة مكتبي.. وأنت عارف رقمها..
خذ منها صورة ..
بيمر عليك مدير مكتبي عشان توقع العقد..وقع وعطه الصورة يخليها معه..

فرات قام بعمل وكالة لحمد تحديدا.. قبل عدة أشهر لأنه كان يحتاج أحيانا أن يرسل من يوقع عنه خارج الدولة وأحيانا داخلها.. في وقت انشغاله..
او يسحب له مبالغ مالية كبيرة دون أن يضطر هو لسحبها بنفسه..
وأراد أن يغرس فيه من ناحية أخرى حس المسؤولية المبكر..
وبالفعل قام حمد بهذه المهمة عدة مرات على أكمل وجه...

فرات أنهى عبارته وهو يتناول هاتفه ويتصل برقم معين كان على رأس أكثر الأرقام اتصالا في الفترة الأخيرة.. حين رد عليه الطرف الآخر .. هتف بحزم ومودة:
شهاب اسمعني..
أنا مسافر الحين ألمانيا.. وعادني بكلمك وأعلمك بكل شيء...
بس أبي منك يا أخيك تمر إبي كل يوم مرة وإلا مرتين قد ماتقدر.. ولا عليك أمر..




********************************




"يا أمش ما كلتي شيء"

صيتة تقبل كتف والدتها ثم تضع رأسها عليه وتهمس بمودة غامرة:
يمه مابقى شيء ماسويتيه.. وأنا اتخمت.. عطيني بس شوي وقت أهضم..

مدت أم متعب كفها وهي تربت على خد صيتة وتهمس بشجن: ضاعفة يأمش جدا..كم كيلو ضعفتي من عقب آخر مرة شفتش؟؟

هزت صيتة كتفيها وهمست بابتسامة: يمكن 12 كيلو..

تنهدت أم متعب.. في داخلها حزن غريب لا تستطيع وصفه...
لأنها تستشعر كم الحزن الهائل في داخل صيتة.. وتعرف أنها ساهمت في صنع هذا الحزن وتدعيمه وترسيخه..
وهي في أفكارها رن هاتفها برقم غريب.. تناولته وردت عليه بترحيب كبير في الوقت الذي انشغلت فيه صيتة مع بقية المتواجدات..
ولم تنتبه لحديث والدتها ومن تحادثه.. كان شخصا لا ريب يهنئها بعودتها..

لم تنتبه حتى همست لها أمها بحنو: يا أمش سند يبيش..

صيتة تناولت الهاتف بخجل رقيق وهي تقوم لتدخل إلى غرفة والدتها..ردت بهذا الخجل الذي لا تعرف له سببا: هلا سند ..

ابتسم سند: من لقى أحبابه نسى أصحابه..

صيتة بحرج: لا والله فديتك.. بس ما عرفت على أي رقم أكلمك.. وأنا ما معي تلفون..
وإلا بأموت أنشد من عبود.. أشوف وش علومه وأتطمن عليه..

سند بذات الابتسامة الراقية: أنا جبت لش خط.. بيعطيش إياه تركي..
وعبود أبشرش طيب وبخير.. ووضعه مستقر..
وقدنا في غرفتنا في المستشفى..

صيتة باهتمام : ومؤشراته الحيوية؟؟

سند بثقة: كلها ممتازة..
أنا الحين ميت تعب.. بنام..
وبكرة لا صحيتي من النوم.. دقي علي.. بأمرش نروح البيت.. تشوفينه..

صيتة بقلق: وعبود؟؟

سند بعفوية : خال عبود مصمم يقعد عنده بكرة... وكان مصمم ينام الليلة.. بس أنا مارضيت..
قلت له عبود توه واصل مكان جديد.. وأنتم وجيه جديدة عليه..

صيتة بتوتر أخفته خلف نبرة طبيعية واهتمام: عط عبود وقته يتعود على وجيههم.. لا تستعجل تخليه معهم وهو مايعرفهم..
وأنا عطني بس كم يوم ياسند.. أقعد مع هلي.. وأرتب وضعي..
وأشوف وضع عبود.. والبيت لاحقين عليه..

رغم عدم رضا سند عن مقترحها لأنه كان سيغيب عن عبود لساعات فقط.. لكنه لم يستطع إلا أن يقول بسماحته المعتادة:
أنتي تأمرين على رقبة سند أمر..
اللي تبينه تم..


صيتة أنهت مكالمتها وعادت للمتواجدات في المجلس وأعادت هاتف أمها لها التي كانت مشغولة بالحديث مع فهدة الكبرى...
لذا توجهت وجلست بجوار الجليلة.. همست الجليلة في إذنها بنبرة مقصودة:
صحيح إحنا نبيش تقعدين معنا.. بس الصح إنش تروحين بيتش في أقرب فرصة..
لا تبطين على سند وترتيب بيته.. اللي هو بيتش..
مسكين.. سنين وبيته مقفل.. مهوب أنا اللي أعلمش السنع..

تنهدت صيتة بابتسامة باهتة: أنا أبي أعرف كيف عرفتي كنت إني كنت أكلمه يا السكنية؟!!

ابتسمت الجليلة: حاسة سادسة ربما..

صيتة بخفوت موجوع: الجليلة أنتي أكثر حد عارف طبيعة الحياة بيني وبين سند..
لكن الكل يحسبنا زوجين طبيعين.. لدرجة إنه أمي وخالتي ومهاوي كانوا يسألوني في كثير مكالمات..
أنتي ليه لين الحين ماحملتي؟؟
وهل كشفتي؟؟
وهل أنتي مأجلة الحمل عشان وضع عبود؟؟
تخيلي أمي الليلة توني ما بعد خذت نفسي من الطيارة.. تقول لي خلاص مالش عذر.. احملي..
وأنتي الحين تبين أفتح بيت سند وأسنعه..

أردفت بحسرة وحرقة : أنا مالي كم ساعة في الدوحة ..
وكلكم بديتوا ترسمون ملامح حياتي المقبلة..
ارحموني الله يرحمكم..
أنا حاليا مخي مافيه إلا شيئين.. فهدة أولا.. وعبود ثانيا..
خلني أحل وضعهم قبل وضعي أنا وسند.. وقبل سند وبيته..

الجليلة بنبرة مقصودة: خلش من اللف والدوران.. ترا مهوب عليّ ذا الخطبة العصماء يا صيوت..
وحركات (خذوهم بالصوت لا يغلبوكم)..
ترا موضوع فهدة وعبود يمكن يأخذ سنين.. مو موضوع تحلينه في يوم ويومين أو شهر وشهرين..
ومايمنع إنه ترتيب حياتش يبدأ من ترتيب وضعش مع سند..
لأنش وقتها بتكون مستقرة.. ومرتاحة.. وأنتي عارفة زين إنه سند صبر على شيء مايصبر عليه رجال..
حقه الحين تقدرينه التقدير اللي هو يستحقه..
وتسمحين لنفسش تعيشين معه السعادة اللي تستحقينها..
وتبدون حياة زوجية صدق مثل العالم والناس.. إلى متى وأنتم مناضلين في العالم المثالي؟؟

تنهدت صيتة بحزم غريب: مهوب لازم أكون مقتنعة بهذه الحياة أولا.. عشان أكمل فيها..




***************************



"غريبة خليتي البنات في بيت عمي
وجيتي تدورين لي"

بثينة ابتسمت وهي تميل على رأس شهاب الذي كان يجلس في الصالة العلوية.. يتابع الأخبار:
وأنا استغربت يوم كلمتك أقول وينك.. قلت لي في البيت
غريبة منت في المجلس مع مساعد وعيال عمي!!

شهاب بتلقائية: اليوم أول يوم دوام لي في الشغل.. ومرهق شوي..
عدا إنه يوم كلمني رفيقي وقال إنه مسافر فجأة..
انشغل بالي.. فتعشيت ورجعت بعد العشاء على طول..
ثم أردف باهتمام: قولي وش تبين؟؟

ضحكت بثينة: يعني مايصير إني أبي أشوفك..

شهاب بحنو: يصير ونص.. بس أنتي تبين شيء.. علميني يا أخيش..
محمد قايل لش شيء؟؟

ضخكت بثينة مرة أخرى: يا ذا المحمد المسكين اللي حاط دوبك دوبه..
كل ماشفتني سألتني محمد زين معش؟؟

ابتسم شهاب: بعلمش ليه ناشب في حلقش أنتي ومحمد.. بس قولي أول وش تبين؟؟

تنهدت بثينة : شهاب تكفى خف ضغط على الجليلة عشان موضوع أميرة.. تكفى يا أختك..
ترا الجليلة حتى لو تضايقت مستحيل تشتكي..
وهي والله مهيب متضايقة ولا اشتكت... بس أحسها حزينة والموضوع مأثر عليها..
أنت محسسها إنها مقصرة في حق أميرة.. وإنها السبب في شخصيتها..

شهاب بثقة: أنا ما أقول إنها السبب.. لكن هي سبب من الأسباب.. مهما كانت نيتها زينة..
وأنا والجليلة علاقتنا فريدة.. ومستحيل أتهمها.. أنا بس أحط النقط على الحروف..

بثينة بثقة مشابهة: شهاب فديتك.. ترا أنت ماكنت موجود.. ماشفت كيف الجليلة حاولت وحاولت وحاولت..
خلتها تشارك في أندية ودورات في كل شيء وأنا كنت معها..
أنا تعلمت أشغال يدوية وحياكة وخياطة وصنع مجوهرات وديكوباج.. وكل شيء يخطر على بالك..
وأميرة بعد تعلمت.. بس ماكنت متقبلة شيء يبعدها عن جليلة.. وتتوتر وتبكي وتخاف..
حاولت الجليلة تدمجها مع صديقاتها في المدرسة.. وكانت تدعيهم عندنا في البيت مع أمهاتهم..
ماكانت أميرة تختلط معهم...
حتى البندري بنت عمي.. أميرة ما توالفت معها.. لأنها كانت تحس إن الجليلة تبي تفرضها عليها كبديل لوجودها معها..
الجليلة في داخلها ناحية أميرة عندها مشاعر شفقة وحنان كبيرة.. كانت تتأثر منها.. وفي النهاية هي يتيمة وأصغرنا..
واللي صار مهوب في يد أحد.. ولا أحد يقدر بشكل كامل إنه يشكل شخصيته ولا شخصية الناس اللي يحبهم هذا توفيق من رب العالمين في جزء كبير منه..

شهاب بحزم: لا تهتمين.. أوعدش ما أضغط على الجليلة مثل ما تقولين.. لكن أنا بعد بحاول جهدي أحل مشكلة أميرة..
لأنه أميرة كذا مارح تمشي في الحياة..

ثم أردف بنبرة مقصودة: وخلصنا من أميرة .. خلينا فيش..

ابتسمت بثينة وهمست بتقدير ومودة: شهاب ورب الكعبة إنه محمد نعمة من رب العالمين..
الحين داخلين السنة الخامسة من زواجنا.. إنها كلها من أسعد سنوات عمري..
وأقسم لك بالله العلي العظيم إنه عمره ماضايقني حتى بربع كلمة..
ومهوب باقي إلا يشيلني على رأسه..

شهاب بذات النبرة المقصودة: طيب واللي ذي حياتهم مع بعض.. مهوب مفروض إنه يكون في حياتهم أطفال؟؟
وإذا كان فيه مشكلة في الانجاب.. مهوب مفترض إنهم في مرحلة علاج..





*********************************






" تأخرتوا علي وأنا بروحي في البيت..
حتى بناتي رقدوا بدري عقب مارجعوا من المطار"

الجازي تخلع عباءتها وهي تهمس بإرهاق وسعادة:
كانت قعدة من الآخر... زمان عن قعدة كذا.. أمي وخالتي والبنات كلهم..

ثم أردفت بحماس :ياربي.. صيوت صارت كأنها باربي.. من قد ما ضعفت..

مها تتأفف: أنتي تبين تحريني من الصوبين..
أول شيء تحريني عشان القعدة فاتتني
ولا حتى قدرت استقبل صيتة معكم..
وثاني شيء تحريني عشان صيتة صارت رشيقة وأنا عادني دبة..

ضحكت الجازي: أول شيء أنتي اللي مسوية فيها بتموتين ..
وماخذة وضعية الميتة اللي تزحف في الرمق الأخيرة..
مع إنه لش أكثر من أسبوع من سويتي العملية.. كان ممكن تستقبلين صيتة في بيت خالتي..
وتنتظرين مع خالتي والهنوف..
ترا مافيش إلا العافية..
وكلها كم شهر وتصيرين أنتي بعد باربي..

تنهدت مها وهي تجلس بإرهاق: الجازي تدرين مافيني حيل.. حتى المشي خطوتين يتعبني..
مارح أروح بيت خالتي عشان أنسدح عندهم وسط الناس..

ابتسمت الجازي وهي تربت على كتفها: كلها كم يوم وتبدأ الفيتامينات تعطي مفعولها بعد..
أهم شيء فيتاميناتش.. عشان مايصير عندش نقص..

تساءلت مها بخفوت وهي تنظر ليديها : شفتي متعب في المطار؟؟

الجازي بابتسامة خبيثة: لا والله ماشفت مسيو متعب.. جيت على طول مكان تجمع البنات.. ومالمحته أصلا..
تدرين بالي مهوب مشغول في متعب.. اللي باله مشغول فيه كان في البيت..

مها بتأفف: يا الله ارزقني الصبر على ملاغة أختي وسخافتها وثقل دمها..

الجازي هزت كتفيها: والله ثقل الدم اللي مهوب طبيعي هو تفكير العايلة الكريمة كلها..
أنتي مخلية بيتش صار لش أكثر من شهر.. ولا أعرف أسبابش..
وأخيش مصر على احتجازش عندنا كرهينة ولا أعرف أسبابه..
ومتعب بصراحة مسكين.. انتي وأخيش تتهمونه إنه بيتزوج..
وهو كل يوم مرتز عندنا ويطلب بناته يشوفهم
وأنا أعرف إنه مسكين يتحجج يبي يلمح الزول..

مها بذات التأفف: ترا مهيب ناقصتش يا جوجو هانم.. تلايطي أحسن..

ابتسمت الجازي : مارح اسمح لش تخربين سعادتي الاستثنائية اليوم..
أول شيء الصبح.. طلعت النتيجة والحمدالله مطابقة في كل الفحوص مع عمي..
وماعاد باقي إلا فحص واحد بس.. خلاص بسويه بكرة أنا ومزنة..
وعقبها المساء استقبلت صيوت..
وكان يوم كله سعيد..



***************************************




"وطلعت نتيجة البنات الحمدلله
كلهم مطابقين
وباقي فحص واحد .. هانت"

سعود يشد على يد دانة ويهتف بسعادة لا تخلو من التوتر: الحمدالله.. ما تتخيلين وش كثر كنت أنتظر النتيجة..
وأنا خلاص بديت أجهز للسفر وترتيب المستشفى.. تقريبا كل شيء شبه جاهز..
عشان أول ما تطلع نتيجة الفحص الأخير فورا نسافر..

دانة بحزم: يمكن اللي تطابق مزنة موب الجازي.. وقتها خالد اللي بيسافر..
وحتى لو طابقت الجازي تظن إن خالد ممكن يقعد في الدوحة وإبي يسوي عملية؟؟
سعود الحين أرجوك تكلم خالد..

ينظر سعود لساعته ويهتف بحزم: الساعة الحين عنده حوالي 5 الفجر.. ننتظر لين بكرة؟؟

دانة بحزم: الحين مناسب الوقت.. أنا متأكدة إنه قايم يصلي الفجر.. ومارح ينام عقب الصلاة..
وعشان يخلص شغله من أول النهار..
لأني متأكدة إنه أول مايعرف بيرجع فورا..

سعود تناول هاتفه بثقة وهو يبحث في قائمة الاتصالات عن رقم خالد الصيني..




****************************************




" صيتة تبين مني شيء قبل أروح أنام؟؟"

صيتة التفتت بحنو عميق للهنوف:
أبي سلامتش يا روحي.
وش أبي بعد وأنتي مرتبة لي الغرفة كنها غرفة عروس..

ابتسمت الهنوف بشفافية: أبيش تنبسطين أنتي وفهدة..

نظرت صيتة للسرير المزدوج خلفها حيث تنام فهدة وهمست بحنان: نامت مابعد قعدت معها...

الهنوف بمودة: عندكم عمر تقعدون مع بعض..
تدرين بكرة عندها مدرسة. واليوم كان عندها مدرسة.. غصبا عنها مرهقة..
ترى أغراضها وشنطتها حقت المدرسة موجودة في الزاوية..
وبكرة الصبح عمي عبدالمحسن بيوديها المدرسة..

ثم أردفت بتردد باسم: أعرف إنه يمكن يضايقش تدخل الكل في تربية فهدة..
بس سامحينا وسامحيهم.
فهدة كانت بنتنا كلنا.. وغلاها من غلاش..
وكنا حاسين بالمسؤولية عنها في غيابش..
لكن الحين أنتي جيتي.. وهذي مسؤوليتش أنتي.. بس عطينا فترة انتقالية

تنهدت صيتة بمودة: متفهمة كل شيء جعل عين تركي ما تشوف غيرش...

الهنوف ابتسمت بخجل وهي تغلق باب غرفة صيتة وتغادر..
مع إغلاقها الباب رن هاتفها برقمه.. تأففت في داخلها..

(أوف وهو داري إن أخته جايبة سيرته يوم نط يتصل..
وش ذكره فيني وهو له وش كثر ناسيني؟!!
عشر أيام راحة .. راحمني من غثاه)

منذ يوم الحادثة قبل حوالي ١٠ أيام..
لم يتصل بها مطلقا ولم يراسلها حتى..
لا تنكر أنها في داخلها شعرت بضيق مفهوم وغير مفهوم..

أن تخرج من المستشفى ولا يتصل بها حتى ليقول لها (الحمدلله على السلامة)
ثم تمر كل هذه الأيام دون يتصل..
وهو من كان يخترع الأسباب ليتصل.. فكيف والسبب موجود ولا يتصل؟!

لا تعلم لماذا خطر في بالها خاطر غريب.. غريب..
خاطر يقول: أنه حين رآها لم تعجبه..

فهو طيلة الفترة الماضية كان سيجن ليراها بأي صورة أو شكل..
وحين حدث.. ورآهــــــا.. لم يعلق أبدا على رؤيته لها.. ثم لم يعاود التواصل معها..

من يومها وهي تنظر لنفسها في المرآة..
(صحيح ماني ب موت.. بس حلوة.. ماشي حالي.. وتفاصيلي ناعمة..
طيب يمكن هذا النوع من الجمال ما يعجبه!!

طيب وعنه ماعجبه.. المهم أنا عاجبة نفسي..
وهو بالطقاق دبل الدبل)

كانت هذه الأفكار المضحكة حينا ... العميقة حينا تلتهم خيالاتها محاولة إيجاد تفسير مقنع لتوقفه عن الاتصال بها..
لأنها لم تجد تفسيرا غير ذلك..

(أو يمكن عشاني قلت له لا عاد تحرجني بتصرفاتك؟؟
بس أنا تكلمت عن التصرفات..
ماقلت له لا تكلمني)

تأففت الهنوف..
(أنا شكلي استخفيت... كله منك يا تركي خبلت بي من خبالك..
عنك ما كلمتني..
وعني ماعجبتك..
بالطقاق بالطقاق بالطقاق
أبركها من ساعة)

وبعد مرور عشرة أيام وهذه الأفكار تلتهم روحها المثقلة أصلا وابتداء بالحزن واليأس.. كان اتصاله الليلة اتصالا غير متوقع..

لم تعلم طبعا ماذا يدور في تفكير تركي الغامض العاشق.. الذي لا يستطيع أن يصارحها بمشاعره..
لذلك كان يكتفي دائما بالتلميح عن مكانتها وتقديره لها..دون أن يصرح..
كان يخشى من سوء فهمها للتصريح..
أو عدم تصديقها له..
فهل يعقل أن رجلا ما يتجاهل وجود زوجة في حياته لثمان سنوات متطاولة..
ثم يعشقها ويذوب غراما في ثلاثة أشهر أعاد اكتشافها فيها؟

هو نفسه كان يصعب عليه التصديق؟
وفي ذات الوقت يصعب عليه التعبير.. لأن التعبير عن تغول مشاعره قد يحتاج مجلدات لا تتسع لها مكالماتهما القصيرة..

كان ينتظر اللحظة التي سيجتمعان فيها فعليا.. ترى عينيه وهو يخبرها..
ترى تصرفاته وهي تخبرها..
تشعر بلمساته وهي تخبرها..

كان ينفّس عن هذه المشاعر تنفيسا مكتوما في مكالماتهما.. ومع ذلك كانت تتهمه أنه يبالغ.. تتهمه أنه يبالغ وهو مازال لم يعبر لها عن أي شيء إطلاقا..
فكيف لو بدأ يعبر.. ويفرج عن مشاعره.. كان يخشى عليها من وطأة هذه المشاعر.. ثقلها.. أشفق بها وعليها..

بعد الموقف الأخير بينهما الذي حدث بعد غرقها.. زيارته لها في المستشفى فتحت له بابا مختلفا شديد التعقيد..
بابا اطلع فيه على بعض خفايا روحها ويأسها وحزنها وظنونها فيه..
قرر أنه لابد أن يترك لها وله مساحة التفكير..
قرر أن يبتعد لتغيير الاستراتيجية..
والليلة يتصل بعد تفكير استمر لعشرة أيام.. خطط فيها لهذه المكالمة كأنها يخطط لمعركة حياته كلها..

وكما بات يعرفها جيدا..
لن ترد عليه إطلاقا من المرة الأولى.. وكأنها تستمتع بتعذيبه ولهفته وانتظاره..
ردت بعد الاتصال الثالث وهي تهمس ببرود:

نـــــــعــــــم يا دكتور تركي..!!




************************************




"قرت عينش بشوفة صيتة"

ابتسمت الجليلة وهي تجلس جوار شهاب الذي كان يقرأ كتابا: بشوفة نبيك ياقلب أختك..

شهاب بمودة: اشلونها صيتة؟؟ واشلون بنيتها وولدها؟؟

الجليلة بمودة أعمق: كلهم طيبين.. الحمد لله اللي عقلها علينا..
حسيت برضى ربي علي يوم رجعكم لي كلكم في نفس الوقت.. اللهم لك الحمد والشكر..

شهاب بنبرة مقصودة: وش عندكم اجتماع قمة مغلق أنتي ومساعد؟؟

ابتسمت الجليلة: ترا اللي يسأل عن شيء وهو عارفه يكون لئيم ..أنت عارف قبل أكلمه عن ويش بكلمه..

ابتسم شهاب نصف ابتسامته: طيب وش رد عليش؟؟

هزت الجليلة كتفيها: يقول لي موافق.. وكلميها أول.. إذا هي موافقة.. كلمت شهاب وعمي عبدالمحسن.. ورحنا لجابر آل جبران..

شهاب بتساؤل: وانتي فعلا ماكلمتيها ولا حتى لمحتي لها؟؟

الجليلة بمنطقيتها المعتادة: أول شيء ما أقدر أكلم البنت وأنا مابعد كلمت مساعد وأشوف إذا هو مقتنع أو لا؟؟

شهاب باستغراب: وليه ما يكون مقتنع؟؟.. بنت حشيم وبنت عرب أجواد وتمدحينها...

تنهدت الجليلة: أنت عارف.. ممكن فيه أسباب أشوفها أنا وأنت مهيب عائق.. بس ممكن هو يشوف..
مثل ما إني عرضتها عليك أول وأنت رفضت عشان فرق العمر بينكم..
ثم أنت اللي أصريت إني أقول لمساعد عنها..
وخفت إنه ممكن يكون عند مساعد تحفظ عشان فرق العمر بعد..

ابتسم شهاب: عشانها أكبر من مساعد بثلاث سنين؟؟.. هذا الفرق بسيط ومافيه مشكلة..
لكن أنا أكبر منها ب 13 سنة.. بالنسبة لي أنا هذا الفرق مشكلة..
ثم أردف باهتمام: ومتى بتكلمينها؟؟

ابتسمت الجليلة: بكرة إن شاء الله..

تنهد شهاب وهو يضع كتابه جواره.. ويلتفت للجليلة التي تجلس جواره بكامل جسمه:
بانشدش من شيء.. وحلفتش بالله ماتدسين علي شيء..

ابتسمت الجليلة: بدون حلايف.. أنت عارف إني مستحيل أدس عليك شيء..
ثم أردفت بحزم: إلا إذا هو سر أنا مؤتمنة عليه..

شهاب بثقة: ما أعتقد إنه سر.. أنا بس أبي أسألش إذا بثينة وزوجها سووا فحوص عشان الانجاب؟؟





************************************




كانت رحلة مرهقة طويلة في تنقلاتها وضغطها النفسي ..
وهاهو ختاما يصل إلى مستشفى بون الجامعي في حرم فينوسبرغ في العاصمة الألمانية بون..
حيث يرقد حامد..
بعد أن تواصل مع رئيس بعثة فريق حامد..
وأخذ منه كل التفاصيل..
ولم يتصل بحامد إطلاقا.. فهو كان غاضب منه.. غاضب فعلا..
فهو كان يتصل به يوميا..
ويرد عليه حامد مازحا حينا.. مستعجلا حينا.. صوته خافت حينا..
ولم يخطر في باله في خضم هذه المكالمات أن يخبره بأمر كهذا!!
فيقول له مثلا:
( يا ولد أخي العزيز.. تراني كعادتي السيئة عصبت وكسرت لي واحد وكسرني
ومتهم في قضية ومحجوز .. وبس!!)

لا يجد عذرا لحامد.. ولا يعلم ماقد تكون أسبابه..
لا يعلم ماهو العذر القوي الذي لدى حامد حتى يخفي عنه أمرا كهذا؟!
لطالما كان يتعبه في حامد استقلال حامد الكبير برأيه ونفسه..

وفرات لا يرفض هذا الاستقلال.. بل على العكس يسعده.. لأنه يعلم أنه سيكون دائما في ظهره سند قوي..
لكن استقلال حامد بنفسه كان من النوع المخيف.. الذي يجعله يقلق من نتائجه..
فمازال حامد شابا مندفعا عنيدا وخبرته في الحياة أقل منه..
لذا كان فرات يحب أن يكون معه في الصورة.. ولديه معرفة بما يحدث له ومعه.. وماهو مقدم عليه..
حتى يسانده في الوقت المناسب بالفعل أو القول..
ولكن حامد كان كثيرا ما يحتفظ بالكثير لنفسه.. اعتدادا واعتزازا وعنادا.... وغضبا من الحياة ربما..

وصل فرات للمستشفى..
وبعد دقائق وعدة استفسارات كان يقف أمام غرفة حامد التي عرفها من وجود ضابط أمن أمامها..



#أنفاس_قطر#
.
.
.



تسلم ايدك انفاس قطر على البارت الجميل و المشوف و الذي سميته فصل القفلات بإمتياز 😂

بداية من ردة فعل خالد
و الى مَن مِن البنات ستطابق نتيجتها مع ابو خالد
و ردة فعل بثينة بعد سؤال شهاب و جواب الجليلة لشهاب
و خطة تركي مع الهنوف و ردة فعلها معه

و في النهاية الضابط الي واقف عند غرفة حامد يبدو ان الموضوع اكبر من هوشة عادية
قد يكون الشخص الاخر في العناية و لم يصحو بعد
او قد يكون حامد تعرض لمحاولة قتل

و سامحيني اذا نسيت قفلة
و الله يصبرنا للخميس 😅😅


ام الانصاري غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.