آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          حصريا .. رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام .. النسخة الكاملة للكاتبة أثير عبدالله (الكاتـب : مختلف - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-21, 09:30 PM   #41

هاشمية الولاء
 
الصورة الرمزية هاشمية الولاء

? العضوٌ??? » 487517
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » هاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


الفصـــــل # 12 ..





ستطيبُ لنا الدُنيا يومًا .. وسننسى مُرهــــــــا ..



اليــــــــوم ، نعيشهُ ولن يدوم ..




قد إختاروا لهُم منزل إيجار الدفع شهريًا 70 دينار أردني ..
مبلغ مقبــــــــول ..
ستتشارك بهِ مع أخوتها وراتب والدها المتوفي الذي تستلمهُ والدتها ..
المنزل كان عباره عن طابقين ..
الطابق الأول تشاركت بهِ مع والدتها وأبنائها ..
والطابق الثاني منقسم لقسمين القسم الأول لأخيها وزوجته ، واللدين أحد اللذين قتلوا الرجل ..
تضع نصفًا من اللوم عليهما لإنهما أعطوا إبنائهُم المساحه الكامله ليفعلوا ما يُريدوا دون أدنى رفضٍ ..
هي تُعطي عُمر ما يُريد ، ولكنها لها رأي عليه ..
وإن كان ما سيفعله خاطئ تقف بوجهه وتمنعهُ ..
أما القسم الثاني فكان لأخيها والد الشاب الأخر الذي قتل الرجل ،
و 4 فتيات صغيرات أكبرهن بلغت الـ حادي عشر من عُمرها ..
ولكن والدتهُن تمنعهُن من اللعب واللهو مع آيات ..
ولا تعلم ما السبب لفعلتها تلك ..
هل هي غيرة نساء ، أم حقدٌ لا سببَ لهُ ..
وزوجات أخيها منذُ رحيلهُن من المدينه وأخذ أبنائهُن للشرطه ، وهُن ينوحن وينعتن حظهن بالسوء ..
وزوجة الأكبر تلوم جدتهم التي رأتهم خرجوا ولم تمنعهم ، وكإن الجده بإستطاعتها أن تمنعهم أو تقف بوجههم ..
لا تعلم ما الذي يجعل زوجات أخيها يعاملنها بهذا الشكل السيء ..
هي ليست بهذا السوء كي يحقدنَ عليها ..
ولا تعلم ما الذي يُثير غيرتهُن منها ! ..
طرقات على الباب تقطع تسألها ..
تأففت بملل منذُ أن دخلوا لم تستطع أن تأخذ قسطًا من الراحه ..
بسبب إزعاج بنات أخيها ، فوالدهُن يبعدهُن عن والدتهُن كي لا ترى إحداهُن بكائها ..
أذنت لمن خلف الباب بالدخول ..
فدخلت الصغيره تحمل بيديها حقيبه حمراء صغيره جدًا ..
تقدمت بخجل لتقول : عمتو خالده ماما بتهاوش على عُمر .. هيكا بتصعك "تصرخ" عليه ..
وقفت بفزع : بتصعك عليه !! ..
إتجهت لصالة المنزل حيثُ تقف زوجة أخيها وأمامها عُمر الذي يحني رأسهُ للأرض ..
خالده بإنفعال : بتصعكيييي على إبني يا رنا .. انا نفسي افهم شو عملتلك عشان تحقدي علي كل هالحقد ..
اي ما عمري تعرضت إلك أو لـ أبنك وبناتك ..
وانتي جايه بتصعكـــــــي على أبني !! ..
واللهي يا رنا لو ما بتحترميش حالك لتشوفي شي ما بيعجبك ..
ترا كلياتنا بهالبيت مش عاجنا الوضع وبزكرك "أذكرك" لو كنتي ناسيه .. إبنك وإبن هالملعونه سلفتك هما السبب بإلي إحنا فيه هسا .. ف احترمي نفسك أحسن لك ..
بدأت تلهث بتعب كـ الذي ركض مسافه طويله ..
من شدة غضبها وغيضها ..
عُمر الواقف بتشنج ، لم يكن الأمر يستحق الإنفعال هذا ..
بل هو لا يلوم زوجة خالهُ ..
لقد سجنوا إبنها والرجل توفى ف اللهُ أعلم ما هو الحكم الذي سيُصدر عليهم ..
صفعه لم تكُن بالحسبان على وجنتها الورديه من شدة الغضب ..
وزادت إحمرار من قوة الصفعه ..
_ : يا قليلة الأدب يالي مش مربيه بتحكي عن مرتي "زوجتي" ملعونه .. واللهي إنك مش مربيه وما بتعرفيش الأدب .. أكمل كلامه بصيحه مُرعبه بصوتهُ الرجولي : على غرفتككككك يالله وجهك ما بدي أشوفو ..
ركضت نحوَ غُرفتها بعد أن أرمقتهُ بنظرتها المُعتاده ..
مُخطئ من يقول إن لنظرتها معنى واحدٌ فقط ،
لنظراتها معاني كثيره ،
ونظرتها تلك لم تكُن تملك سوى معنى واحد .. النظره المتوعده !! ..


__________




أخر ما كان ينقصها هو ألم معدتها مع مزاجها السيء ..
إضطراب معدتها يزداد وألم أسفل ظهرها يجعلها تتقلب بضجر ..
هل ألم المعده مع المزاج السيء يأتي بألم مُضاعف عن الألم المُعتاد !! ..
وقفت بطولها الذي يزيد عن 163 سم ..
إرتدت جوارب كي تُدفئ قدميها من برودت الأرض .. مع إن الجو حار جدًا ورطب ..
فتحت باب الغرفه المُطله على صاله طويله وبأخرها من جهة اليمين المطبخ ..
إتجهت نحوهُ ، كي تصنعُ لنفسها شرابًا دافئًا ..
بعد أن جهزتهُ ، كان دافئ جدًا ..
وضعتهُ بين يديها تستشعر دفئهُ ..
وعادت للغرفه .. التي تنام بها خوله فوق السرير ..
ودانا ترتمي بجسدها النحيل فوق الأريكه ..
طريقة نومهُن تشرحُ شدة الحراره ..
مع وجود مروحتان كهربائيتان ..
شعرت بإن المروحه الكهربائيه الثانيه لا داعي لها ..
فأغلقتها .. ووجهت الأخرى على جهة خوله ..
تمددت فوق سريرها .. وبدأت تشرب من الشراب ..
فجأه ؛ زارت عقلها والدة ذياب ..
التي رأتها ما إن خرجت من غرفة الضيوف الخاصه بالرجال فتوجهت لغرفة الضيوف الخاصه بالنساء ورانيا كانت تجلسُ بمنتصفها ..
ليست من اللذين يستطيعون أن يُفسرون ملامح البشر ..
ويُميزون رضاهم من عدم رضاهم ..
ولكن تلك المرأه كانت نظراتها تبعثُ شُهُب نيزكيه ..
شعرت بإنها ستحرقها بـ أي لحضه .. تمامًا كنظرات إبنها الحارقه ..
إن قبلوا هُم بيومٍ من الأيام بهذا الزواج ..
لا تظنُ بإن الأطراف الغير راضيه سيقبلون ..
كـ والدة ذياب ، وأختيها أريج وخوله .. أما الباقيات فلا علم لديهُن حسب توصيات فاطمه ..
صرخه ضجت بأرجاء المنزل ، تعرفُ صاحبتها جيدًا ..
من غيرها إبنة أريج بنبرة صوتها المُرتفعه .. لا لوم على غيداء عندما شبهتها بـ خوله ..
دخلت أريج الغرفه : خوخه خووووخه ، خوله زفففت قومي ..
غدير بهدوء : توه نامت خليه .. شو ودتس به ..
لم ترد عليها فهي غاضبه منها وجدًا .. بسبب رضاها على هذا الزواج ..
سالم كان سيجلس بالسجن أقل من 9 أشهر .. لإن فهاد لم يتوفــــــــى فقد أضرار بسيطه ..
ولكن هي ستتزوج عُمرًا كاملا مع رجل لم ترغب بهِ !! ..
لاحظت عدم ردها عليها ، ولم تلاحظ هذا الشيء اليوم ..
لا بل منذُ أن وافقت على الزواج من ذياب ..
أريج أكملت ندائها ل خوله النائمه بعُمق : خوله زفتتته ، كل هذا نوووم قومي يالله .. وفوق هيك غُرفتكن تغلي غليان ..
خوله لا رد .. نومها عَـميــــــــــــــق ..
إلتفتت لجهة النافذه التي بجانبها سرير غدير المتمدده فوقه وتظاهرت بإنها لا تنظر لجهتها : خلي بنتي عندتس .. ماكله وشبعانه بس نوميه ، ومو هان بغرفتكن .. حطيه بغرفة القعده "غرفة الجلوس" عند الكونديشن ..
غدير بتعجُب : أه عند مصلحتس عرفتيني .. لا والله ما لي دخل ..
أريج التي خرجت للصاله : أقول خلي بنتي عندتس وانتي ساكته ، فوق الشين قواة عين ..



__________



عزّام الجالس فوق طاولة المطبخ : يُمه مين العيله إلي ساكنين جديد بالقريه ؟ ..
رد عبدالإله : هذول جايين من عمان مدري شو جايبهم ..
عزّام يلتفت لجهته : حكيت معك أنا !! .. اسأل أمي ، وأعاد السؤال لوالدتهُ : يمه مين العيله الي سكنوا جديد عندنا ..
عبدالإله الذي وقف ليخرج من المطبخ : يصحلك واحد بجمالي يرد عليك ، مالت على هالوجه .. يمه لو إنتس نايمه عليه وهو صغير ومات كان إفتكينا منه ..
عزّام بتهكم : يا ابوووي يا الجمال ، وجهك المُربع إلي كإنه علبة سردين صاير جمال !! ..
نجود بإنزعاج وهي تصنع كيكة بالشوكولاته لإبنتها رؤى كي تساعدها بالدراسه جيدًا : بس عاااد .. وأنا شو عرفني مين العيله إلي ساكنين جديد ..
كان كلامها هذا مع دخول ماجد بعد غيابه يومين ،
شعر بالحرج بعد أن علم الجميع بخطبته لـ نسرين إبنة قريتهم ..
ووالدتها هي التي فضحت الأمر ، لم تجعل امرأه بالقريه إلا وقالت لها ..
حتى وصل الأمر لزوجته .. ولم تصالحهُ إلا بطلب من صقّار إبن عم والدهُ ..
فعندما ذهب لهُ يشكو من زوجته الغاضبه منهُ ، قال لهُ إنه سيحل الأمر بطريقته الخاصه ..
وأوعدهُ أن لا يعيد غلطهُ مرةً أخرى ..
الزواج من أخرى ليس أمرًا خاطئ ، بل هو شرعًا حلله الله ..
ولكنهُ غاضب لإمرأه ضحت بالكثير ،
وعانت بالعيش مع زوجها ، عاشت معه على الحديده كما يُقال ولم تشكو همًا أو تعبًا ..
حتى وصلا سويًا لحالهم المادي الجيد جدًا ..
وبالأخر يتزوج بفتاه بعمر إبنهُ بدمٍ بارد !! ..
قالَ بمزاجه السيء بعد أن قابل عبدالإله عند مخرج المنزل وكانت نظرات ذاك عاتبةً وغاضبه : العيله هذول جلّوا "أي رحلوا وتركوا منطقتهم" عندنا .. يقولون عيال بأول عمرهم ذابحين جارهم بدون سبب ..
نجود المنشغله بصنع الكيكه : بدون سبب !! .. وين صارت هذي يذبحون زلمه بدون سبب ..
ماجد : الله أعلم شو بينهم .. بس انا سمعت السالفه من زلم القريه يقولون بدون سبب .. لعب عيال يعني ..
نجود وقد وضعت الكيكه بالفُرن : الله يهديهم جَميعًا ..
عزّام الجالس بصمت همس بـ "أمين" وخرج ..
عند وصوله للطابق الثاني من المنزل ..
وصلهُ صوت والدتهُ تُناديه ..
عاد إليها ليجد والدهُ قد خرج لغرفته كي ينام ..
نجود تقترب منهُ ..
وتمسك كفهُ بحنان هذا إبنها الأصغر الهادئ المُلبي لكل طلباتها والاحب لقلبها ف عبدالإله يُشابه والدهُ جدًا ،
وعبدالله لا يُرى سوى بساعات الليل المُتأخره : عزام حبيبي ، ودي تودي كيك هسا دسويه وتاخذ مقلوبه من غدانا لـ الناس إلي سكنوا جديد .. عيب يسكنون عندنا وما نرحب بهم ..
عزّام وهو لا يُريد أن يرفض ولكن لا تُعجبه الفكره : يمه ليه ما تروحين إنتي العصر .. وتودين لهم وترحبين بهم ..
نجود : لا والله ما أقدر ، بكرا أختك عنده إمتحان فيزياء وودي أقريه كويس .. ما اقدر اطلع ..
عزّام برجاء مع إنه لم يرفض أي طلب لوالدته من قبل ولكن هذا الطلب مُزعج بعض الشيء : يمممه كله ربع ساعه ودي لهم ورحبي بالمره "الامرأه" ..
فلتت يدهُ بإنفعال : تروووح ولا شلوووون ! ..
عندما رأها وصلت للغضب لم يستطيع أن يرفض أكثر : طيب طيب خلص .. أعطيني الأغراض خليني أروح هسا ..
نجود : لا مش هسا الدنيا نار برا ، تعال بعد ساعه أكون مسويه صينية كيك ثانيه ..
رد عليها : طيب ماشي .. بس تخلصين اطلعي صحيني دروح أنام ..


__________





يهزُ بكتفيه كـ فتاه راقصه ..
وذاك ينظر لحركاته الجنونيه بإبتسامه ..
يالا سخافتهُ .. ويالا ظرافتهُ .. تجتمع به الصفات السخيفه والظريفه في آنٍ واحد ..
مُعتز وما زال يهزُ كتفيه : ما تجي هنا خُد فكره ، دنا بالنسبه لك بكرا ،
إستازه بالدنيا مزاكره كمل روحك دنا نُصك ..
أكمل بتلحين : دا غرامنا ما بينا واخده بالي .. دنا مُش ننه ..
ينال بإبتسامه : استغفر الله بس .. والله لو تسمع نانسي لا تعتزل الدنيا كله .. على القبر دُغري ..
صاح بهِ عندما رأه يُكمل الغناء بصوته المُزعج : بسسس خلصصص .. سكر المسجل .. راسي صدع من صوتك ..
معتز بتأفف : يا هادم اللذات ..
أغلق المُسجل : خليني أفره عن نفسي شوي .. أفف منك نكد ..
ينال أقرب أُذنيه لهُ : شو تسوي عن نفسك .. سمعني بالله سمعني ..
مُعتز ضحك ضحكتهُ المُعتاده .. وهو حقًا لا يعلم ماذا قال ..
ينال : أسمه أرفه عن نفسي .. أفره هذي بمصطلحاتك الغريبه ..
معتز بضحكه : كله نفس الشي .. خوات خوات ..
ينال ضحك معهُ : يو ار كريزي " أنت مجنون باللغه الإنجليزيه" ..
مُعتز يتظاهر الغضب ولكنه حقًا لا يلعم معنى الكلمه : والله إنت كريزي .. وووجع يمصع رقبتك لا تسب .. إحترم فارق العُمر إلي بيننا ..
ينال : يادي هالفارق إلي أوجعت مخنا به .. ترا كله سنتين بس .. انت خليته عشرين ألف سنه ..
مُعتز : حتى ولو .. إلي أكبر منك بيوم أفهم منك بسنين ..
ينال يهز رأسه : صح كلامك صح .. كل شي إنت تقوله صح .. بس والله لو تسكت لحد ما نصل للدار يكون أحسن بكثييييير ..


مُعتز الذي تأخر بالجامعه ، ولم يتخرج للآن ..
فقط صرف أموال والده دون نفع أو فائده ..
كم قالوا لهُ بإنه سيصنع لهُ تاريخٌ مُشرف بالجامعه ..
بسبب بقائه بها أكثر من 5 سنوات ..
وكل من يتخصص بتخصصهُ يتخرج بأقل من 3 سنوات ونصف ..
ولكن هو أخر ما يهمه الجامعه والدراسه .. عدوه اللدود كما يقول ..
بعد جلوسه بمنزل عمته ليومين .. لم يعجبه المكوث أكثر ..
فهم لديهم أنظمه وقوانين ، ممنوع التأخر عن المنزل لبعد الساعه العاشره مساءً ..
والفطور على الساعه ال 8 صباحًا ،
الغداء على الساعه الحاديه عشر ظهرًا .. والعشاء على السادسه مساءً ..
ويتعجب من ينال الذي يقبل بتلك القوانين بكل حُبٍ وإحترام ..
علمَ لمَ ينال جسده نحيل ورياضي .. ووالد ينال كذلك ..
وعمتهُ زهور أيضا جسدها نحيل وصحي ..
لإن أخر وجية لهم على الساعه ال 6 مساءً !! ..
وهو لم يعتاد على هذه القوانين .. ف عواصف لوحدها .. عندما تشعر بالجوع .. تعصفُ الأرض ومن عليهــــــا ..
ها هُم يدخلون للقريه بعد أن أخذ الطريق منهم أكثر من نصف ساعه ..
ينال زياراته لقرية خواله قليله جدًا ..
يحبهم جميعهم دون إستثناء .. ويحترمهم ..
ولكنه لا يتقبل قرية الربّابه بجوها الحار جدًا والرطب ..
صحراءها لا تنال على إعجابه ..
ليست هادئه ومليئه بالحياه والأشجار والأعشاب الخضراء والورود الحمراء الفاتنه ..
كـ قريتهُ التي يعيـــــــــشُ بها ..


____________




يُغني بمزاج رائق .. فتوبخهُ والدتهُ قائله : صلي على النبي أحسن لك ..
ذياب ينطق الكلمات ببطئ : اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
رائد يضحك على طريقتهُ باللفظ البطيء : ذكرتني ايام المدرسه لما يفوت الإستاذ ويسلم .. واحنا نرد عليه ببطئ .. مدري ليش .. كنا هبايل والله ..
ينظر له كالذي ينتظر شيء ..
راشد : علامك ليه تبحر "تنظر" هاللون "هكذا" ..
ذياب بنبره غير مفهومه : ما ودك تفارق "أي تخرج وتدعنا لوحدنا " ..
إبتسم راشد ووقف : وهيني مفارقكم ، يمه ودتس شي ..
رانيا : لا سلامتك ..
بعد أن خرج راشد ..
وجعل لهُ مجال كي يسألها عما يدور بباله : يُمه شو رايتس بمرتي "زوجتي" ..
رانيا بملل : ماشاءالله عليه ..
ذياب : يمه شو رايتس به ، حلوه مهي حلوه ..
رانيا : حشمه "أي مملوحه وجميله بالشكل المعقول" ..
ذياب يلعب بشعره الذي طال قليلًا .. يُعيده للأمام ثُم للخلف : طيب يمه متى الخطبه ؟ ..
رانيا وما زالت تتحدث بملل : ابوك يقول بعد بكره .. والعرس رابع أيام العيد ..
ذياب بفزع وتعجُب حقيقي : شنهو إلي رابع ايام العيد ، لا ابوي ماخذ الدور عنجد .. منهو الي وده يتجوز أنا ولا هو !! .. انا دار "منزل" لسا ما عمرت ..
أما إذا هو فداره جاهزه يجيبه عنده ..

رانيا ونبرة الملل قد إنمحت لتحل محلها نبره غاضبه جدًا : أقول بلا هبل .. وشو يعني العرس رابع ايام العيد .. عادي ترا .. ومن الأول ابوك قال لي ول راشد إنه وده يسكنك إنت ومرتك العله .. بدار عمك القديمه بعد ما يزبطه شوي هي أصلا فخمه ومهي محتاجه تزبيط ..
ويالله إقلب وجهك من عندي وكلامك الاخير لو اسمعه أقطع لسانك ..
خرج من عند والدتهُ .. وصعد بسيارته بغضب ..
يقررون دون أخذ رأيهُ حتى ..
ألا يستحق أن يتعرف عليها أكثر !! ..


___________




بوقت العصر الأقرب للمغرب ..
والشمسُ أربعون دقيقه وتغيب بالكامل ..
يسير ببطئ مُتجهًا لمنزل جيرانهم الجُدد ..
يحمل بيديه الإثنتين أكياس الطعام التي وضعتهُ والدتهُ بترتيبٍ عميق ..
بداخله رساله مُرحبه بهم وبوجودهم ..
رأها بوجهها البيضوي الذي يميل لـ اللون الأسمر ..
عيناها الصغيرتان اللتان أختفيتا بسبب إبتسامتها الواسعه ..
وشاب بطول متوسط يضحكُ معها ..
وصوت ضحكاتهم تتعالى كلما إقتربوا من المكان الذي يقف بهِ ..
كانا يضحكان بعلوٍ وفرح ..
حتى رأى الشاب يرمقها بنظره .. وبعدها صمتت ولكن ما زالت مُبتسمه ..
أنزل نظراتهُ للأرض وقد إقترب لمنزل الجيران الجُدد ..
شعر بخطواتهم تتبعهُ ، فـ علِمَ بإنهم أتوا للجيران الجُدد كما أتى هو ..
شعرَ بهِ خلفه تمامًا بصوته الرجولي البالغ : شلونك يا ابو ماجد ؟ ..
إلتفت عليه ليقول : الله حيّه .. وأكمل وهو يمسك بـ يدهُ اليُمنى ليُسلم عليه .. بخير الله يسلمك انت شلونك ؟ ..
ينال بأدب : البقى "كلمه تُقال ردًا على الله حيّه" .. الحمدلله بأفضل حال ..
بعد أن أنتهى من السلام على ينال ، وكان قد درس ملامحها التي ترتسم عليها إبتسامه ..
أو بمعني آخر ضحكه مكتومه ، نعم فهيَ تبدو تكتمُ ضحكتها لسببٍ يجهلهُ ..
إتجه نحوَ باب منزل خالده ووالدتها وأخوتها اللذين لم يكونوا متواجدين في المنزل ، فقد ذهبوا لشراء بعضًا من الحاجيات للمنزل ..
طرق الباب بهدوء وأدب ، وينال بجانبه وخوله خلفهُ تبعد عنهم بمسافه قصيره ..
فُتح الباب بعد أن طرق للمره الثالثه ..
خرجت فتاه بلون عيناها العسليتان ومع إنعكاس الشمس التي توشك على المغيب كانتا قريبتان من اللون الذهبي ..
اللون الذي أخفتهُ لغرضٍ بنفسها .. ولكنها مع بكاءها بسبب مُشكلة والدتها مع خالها ..
لم تحتمل العدسات الطبيه .. فـ أظهرت لون عيناها الحقيقي ..
شعرها الذي كان ينسدل على كتفيها بشكل كيرلي ..
وفستانها الذي لم يكن بذاك الطول ، بل تحت ركبتها بـ سم ..
آلاء ردت السلام على عزّام ، بصوت تملئهُ البحه بسبب بكاءها لمده طويله : وعليكم السلام .. حياكم الله .. صمتت لثواني لتُكمل حديثها بخجل : بس خوالي واخوي مش موجودين بعتذر منكم ..
نظر إليها لثواني ما المقصد من حديثها هذا أكُنا سندخل للمنزل !! .. : الله يحيّك .. لا بس حنا جينا بأغراض من الوالده وهذول هُم .. وصلي سلامنا لأخوتس وخوالتس وللوالده ..
آلاء بأدب مُماثل وعينها على الآخر الذي يُمسك هاتفه ويوليها ظهرهُ : الله يسلمك ، يصل إن شاءالله .. وشكرًا كثير ..
أخذت الأغراض التي جلبها عزّام وينال وخوله .. ودخلت للداخل حيثُ تجلس جدتها ..
وعزّام كذلك ودع ينال وعاد لمنزله ..
من جهة ينال ما إن رأى الفتاه حتى أمسك بهاتفه وأعطاهم ظهرهُ وكان قد سلم الأغراض ل عزّام ليعطيها للفتاه ،
الأغراض التي جلبها بطلبٍ من فاطمه زوجة جدهُ ..
المنظر الذي رأوها به لم يكن بتلك الغرابه عليهم ..
فلقد رأوا الكثير من فتيات القريه يخرجن لهم دون حجابٍ يسترهُن أو لباس طويل ومُحتشم ..


آلاء لم يضغط عليها أحد من تلك الناحيه ..
فلقد أخذت كامل حُريتها بإرتداء ما تُريد ..
ولم تواجه أي رفضٍ من والدتها ..
ولكن خاليها رفضوا لباسها هذا وخروجها للخارج بذلك اللباس ولكنها لم تُبدي أي إهتمام لرأيهم ..
وهي عندما تخرج لمكان بعيد ، للتسوق مثلا ترتدي حجابًا لا يُغطي مُقدمة شعرها .. وملابس قصيره من يراها يقول إنها لا تليق بفتاه مُحجبه ..


~~~~



من جهة خوله .. التي لبت طلب والدتها بالذهاب للجيران الجُدد وإعطائهم الحلوى الترحيبيه .. برفقة ينال الذي أتى هو ومُعتز ..
رأتهُ كما رأها من بعيد ،
وكانت تضحك على تعليقات ينال عن مُعتز .. وعندما رأت ذاك يقترب أصمتها ينال ..
قبل أن تُشتت نظراتها لمحتهُ عاقدٌ حاجبيه ..
فـ تذكرت بيتين رأتهم بتغريده على التويتر :

يا عاقد الحاجبين على الجبين اللُجين
إن كنت تقصد قتلي قتلتني مرتينِ


إبتسمت على البيتين .. هُن لا يُمثلنَ عزّام بنظرها ..
ولكنها تذكرتهُن ما إن رأت تعقيدة حاجبيه ..
تكادُ تجزم بإنهُ ينام وهو عاقدٌ حاجبيه ..
فمنذُ صغرهم ولعبهم مع بعض برفقة مُعتز كانت تراهُ دائمًا يعقدُ حاجبيه ..

شعرت بقهر طفيف .. لإنهُ أتى بنفس وقتهم ولم تستطيع التعرُف على الجاره الجديده ..
التي أعجبها نبرة صوتها الهادئه .. وجمال عينيها ..
أكيد ستكون ذات عينين ملونتين .. فتلك لم تأتي من بيئه صحراويه ..



__________





قالت لوالدتها عن زيارة شابان من القريه لهم برفقة فتاه لم تتعرف عليها ..
وجلبوا معهم حلوى وكيك هش .. وطبق مقلوبه لذيذ جدًا ..
قلبت الورقه المكتوب بها كلام مُرحب بهم ، كان الكلام بمشاعر لطيفه ، وبخط جميل ..
يعكس رُقي ولطافة صاحبتهُ ..
بعثَ هذا الموقف الطمأنينه في روحها ..
بعد أن تزعزعت بشجارها مع أخيها ..
وقررت أن تشكرهُن ، ولكن بعد إستقرار أوضاعهم ..


بعد دقائقٍ معدوده ..
يدخل بعيناه العسليتان الغاضبتان من أمرٍ ما ..
أمسكها من عُضدها .. ليرميها بكامل قوتهُ على الباب الحديدي ..
ولو نطق الحديد لصرخَ بدلا عنها ..




__________






تمَّ بحمد الله ..


طبتُم حيثُ كُنتم ..
هاشميـــــة الولاء ..




هاشمية الولاء غير متواجد حالياً  
قديم 04-07-21, 05:08 PM   #42

هاشمية الولاء
 
الصورة الرمزية هاشمية الولاء

? العضوٌ??? » 487517
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » هاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


الفصـــــــل الـ #13 ..





وما ضرّني غريبٌ يجهلني
وإنما أوجعنــــــــــــــي قريبٌ يعرفُني ..



الأمـــــــــس ؛ عشناهُ ولن يعود ..



تعرضت للكثير من الأذى ..
وصبرت صبرًا لم تصبرهُ امرأها بعمرها ..
الأذى يحمل معاني كثيره :
أذى نفسي ، وجسدي ..
والأسوء إنها تعرضت للإثنين ..
من الرجل الذي من المُفترض أن يكون لها عونٌ وسند ..
ويحلُ مشاكلهم دون إستخدام يدهُ التي أظهرت معالم كثيره على مُختلف أنحاء جسدها ..

على سبيل المثال ، في يومٍ ماطر ..
دخل وملابسهُ مُبتله .. فـ قالت لهُ بـ أدب : حبيبي رتبت إلك أواعيك "ملابسك" .. إزا بدك تلبسهم هسا ف هيهم بالغرفه فوء "فوق" جاهزين مرتبين ..
ليصيح بها بصيحه مُفزعه : فيه حدا طلب منك ترتبي الأواعي .. جلس على الأريكه المُقابله لها : قومي قومي من وجهي بسرعه هاتي الغدا خلينا ناكل هاللقمه وننام ..
وقفت بعد صيحته التي أفزعتها لتجلب لهُ الغداء ..


لاحقًــــــــــا ..
على طاولة الطعام تجلس هي بالجهه اليُمنى من الطاوله ..
وأبنتها صاحبة ال 4 أعوام بجانبها .. أما إبنها فـ بالجهه الأخرى من الطاوله ..
عندما أنهى طعامه سألها بطريقه غير مُهذبه : هدول شو جايبهم عندنا ؟ ..
نظرت إليه بإستغراب : مين هدول !! .. بتقصد ولادي ..
رد عليها بغضب : لا بقصد الحيطا "الحائط" والبيبان"الأبواب" ..
خالده بهدوء بعكس غضبهُ : حبيبي مش قدام الولاد .. وبعدين ولادي كل خميس بييجوا عندي شو إلي تغير هسا ! ..
لفت إنتباههُ إبنها صاحب ال 5 أعوام .. الذي يصدر أصواتًا أثناء تناوله للطعام : إنتَ بتعرفش توكل مثل الناس .. بدون هالأصوات .. وأكمل يُقلدُ طريقة تناولهُ ..
_ : وانتي بلاش الحكي "الكلام" الفاضي .. وهاد اخر يوم بشوفهم عندي بالبيت فهمتي ولا بعيد حكيي ..
هزت رأسها بتفهُم ، أما هو فقد وقف ليذهب لغرفته ..
ألقت نظره على إبنها الذي يظهر على ملامحه التكدر ..
والخجل من كلام زوج والدته .. الذي جرحهُ بتقيلدهُ لهُ ..
نظر لوالدته .. ليقف بسرعه ويركض نحو الباب ويخرج ..
لحقت بهِ أخته آلاء .. وهي أيضا لحقت بهِ ..
وجدتهُ يبكي خلف الشجره ..
وبعد أن هدأ بحضنها .. أخبرها إنهُ لن يعود لهذا المكان مرةً أخرى ..
لتوافقه آلاء الرأي وإنهم إذ إشتاقوا لها تأتي إليهم بمنزل جدتهم ..

بعد أن مرت الأيام ، ومنعها من الذهاب لمنزل والدتها بحجة إنهُ على خلافٍ مع إخوتها ..
هي تعلم إن إخوتها يعاملونهُ مُعامله سيئه ..
هُم منذُ البدايه رفضوا زواجها به ..
ولكنها هي من أصرت على هذا الزواج .. لإنها كانت تعرفه من أيام دراستها بالجامعه ..
كان رجل خلوق ومؤدب .. ولكن ما الذي غيرهُ عليها لا تعلم ..
وإن كانوا إخوتها يعاملونهُ معامله سيئه ..
هي لا شأن لها بأخوتها وبمعاملتهم ..
يكفي إنها هي تحترمهُ وتحبه وتقدره جدًا ..
وهو تزوجها هي وليس أخوتها !! ..

في ذات يومٍ مُشابه لليوم الماطر ..
وبعد عودتها من المدرسه ..
جهزت الغداء بأكمل وجه ..
ولم يبقى شيء في المنزل إلا وقد قامت بترتيبهُ ..
ف أنهت جميع أعمالها المنزليه ..
قررت أن تذهب لرؤية أبنائها ووالدتها لمدة نصف ساعه فقط ..
رأتهم وأروت شوقها لهم .. وخلو حضنها منهم لمده لا تقل عن شهر كامل ..

عادت للمنزل بإبتسامه واسعه ..
وكانت قد أرسلت لهُ بإنها ستذهب لوالدتها ..
إستقبلها بصفعه تسببت بموت خلايا وجهها ..
من قوة الصفعه بقت لساعاتٍ طويله لا تشعر بخدها الأيمن ..
تتحسسهُ بإصبعها وتشعر به مُخدرٌ ..
والأدهــــــــى إنهُ بعد أن هدأ ..
قرر أن يقتل كل ذرة حُب بداخلها بقوله هذا : بتكذبي علي أه .. بتفكريني هبيله مثل جوزك الأولاني .. لا يا حبيبتي انا شايف وعارف بتروحي عند حبيب الدراسه وإبن الجيران .. وبعدين بتييجي طلقني وطلقني عشان بتوخذي واحد منهم ..
لم تحتمل كلامه ومع طريقة لفظه للكلمات ..
ركضت نحو دوراة المياه ..
وتقيأت كل ما بداخلها .. كإنها تتقيأ سنين حبهُ ..

بعد ذلك الموقف بأشهر قليله ..
تشاجر مع أخوتها وأوصل لها ورقة الطلاق ..

كانت تجلس بجانب والدتها تبكي سنين حُبهم ..
هو الذي شعرت بإنهُ العوض الرباني ..
كانت تقول هذا العوض الجميــــــــل ..
ولكن للأسف كان التجربه الأخيره التي أقسمت يمين أن لا تُعيدها بتاتًا ..
وضعت ورقة الطلاق بجانب ورقة صورة الجنين الصغير الذي يتكون الآن بداخل رحمها ..
تقول من بين دموعها : بعرف يا ماما وصلك صوت الكف "الصفعه" .. بعرف واللهي بعرف .. يا ماما شو ظل إشي ما عملته .. انت ببطني جوا ما عشت إلي انا عشته .. سامحني يا ماما رح تطلع على الدنيا بدون أب .. بس والله ما بقدر أرجع بعد كل هالعزاب "العذاب" إلي عشته .. سامحني يا ماما سامحني ..

كان الفُراق الأبدي ..
وبداخلها تصبيره ربانيه تقول بإنها هي العوض الجميل ..
الأخت الأصغر لأخوتها ..
وحقًا هذا ما حصل .. أتت إلى الدُنيا كملاكٍ صغير ..
كانت تُريد أن تسميها ملاك .. ولكن طليقها رفض ..
فأسمتها جدتها والدة خالده "آيـــــــات" ..


_________






اليــــــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..



بعد دقائقٍ معدوده ..
يدخل بعيناه العسليتان الغاضبتان من أمرٍ ما ..
أمسكها من عُضدها .. ليرميها بكامل قوتهُ على الباب الحديدي ..
ولو نطق الحديد لصرخَ بدلا عنها ..
كانت تصرخ بعدم فهم للذي يحصل ..
فهي كانت تجلس على الأركيه معطيةً ظهرها للباب ..
وعندما سمعت صوت الباب يُفتح بسرعه ظنت بإنه أحد أخوتها أو زوجاتهم ..
ف بالأونه الأخيره أصبحوا سريعين الغضب والإشتعال ..
ولكن حدث الذي لم يكُن بالحُسبان سُحبت بأكمل جسدها لناحية الباب ..
شعرت بالصداع يفتكُ رأسها ..
وجسدها مُخدرٌ بالكامل بسبب رميهُ على الحديد القاسي ..
تسمع طنين بأذنها .. شتائم مُتعدده .. ولكنها لا تسمع حرفًا منها ..
ما الذي فعلتهُ بُبعدي لـ إثنا عشر عامًا !! ..
ما الغلط الذي إرتكبتهُ ! ..
لِمَ تعود لُتعيد ذكرى الأذى الذي عشتهُ بحياتي معك ! ..
لِمَ العوده بعد الغياب تكون قاسيه بهذا الشكل !! ..
هل إشتقت ؟! .. كما إشتقتُ أنا بعد فُراقنا ..
هل الذي يشتاق يؤذي ! .. يضرب بجنون !! ..
أم إشتاقت عيناي لترى أثار يديك القاسيه على جسدي !! ..
لم أجد تفسيرًا للذي يحصل الآن .. سوى إنهُ وصل لآخر مرحله من الجنون ! ..

صرخه أوقفتهُ بمكانه ..
صاحبة الصرخه تركض بإتجاه التي وقعت بيديه كجثه هامده ..
تصرخُ بهستيريه وتضرب يدهُ التي شوهت والدتها : يا حقييير يا عديم الإنسانيه ..
والله ل اشتكي عليك عند الشرطه .. وبتشوووف يا حيوان ..
_ : بتحترمي نفسك ولا بلحقك أمك ..
آلاء ودموعها تهطلُ : حققققير والله إنك حقققير .. ماما يا ماما إصحي مشان الله إصحي ..
دخل من الباب بهدوء .. ولم يكن يظن إن بإنتظاره كارثه ..
ركض نحوَ والدته ..
فهم الامر بسرعه عندما رأى وجه ذاك ..
أخذ يضربهُ بهستيريه وجنون وأخيرًا سيخرج غضبهُ وحقدهُ عليه ..
وذاك جسدهُ مُتصلب .. إعتاد على الضرب والقسوه ..


_________



هدأت معدتها بعد الشراب الدافئ ..
والآن تجلس أمام منزلهم ..
وبرفقتها خوله ودانا وأريج ولجين الصغيره وينال الذي سيرحل بعد نصف ساعه ..
أريج بعد أن أغلقت هاتفها : أقول يا عروسة الجشل "كلمه تُقال وتعني اللا شيء" .. شو سويتي ببنتي من جيت والعيل مبسوطه .. دايما لما اخليه عند دانا او خوله اجيه تصيح ونفسيته تعبانه ..
إلتفتت لجهتها غدير : ما سويت شي بس حممته وعطرته وحطيت له مكياج .. ووالله اخر مره تخلينه عندي .. طلباته كثيره وأوجعت مخي ..
خوله : لجين اذا زهقت تقضيه تتطلب .. ودي مي ودي عصير وودي ألعب ومدري إيش .. توجع الراس ..
دانا تؤيد : اه والله .. اصلا هي إلي تتعب نفسيتنا من كثرة طلباته وصياحه "بكائها" ..
يقاطعهُن ينال بسؤاله الموجه لغدير : اقول خاله متى عرستس إذا الخطبه بعد بُكرا ..
غدير بإبتسامه وهميه : مدري والله .. بس على كلام أمي تقول رابع ايام عيد الأضحى ..
ينال : اه وخوالي هيك يقولون .. أكمل كلامه بإبتسامه : الله يكتب إلي فيه الخير ويوفقكم ..
إبتسمت بمجامله : امين ..
لتقول خوله مُمازحه : وعُقبالك بوحده نوريه طول نهاره صوته يرقع "أي يضجُ بالمكان" ..
ضحكوا جميعهم على كلامها ليقول هو : وعقبالتس بواحد يصبحتس بكف ويمسيتس بكفوف ..
ضحك الجميع أيضًا .. لتقول خوله : ووجع فال الله ولا فالك ..

أريج التي تضع إبنتها الوحيده بحضنها .. وقد ذهبت للفحص اليوم لتكتشف إنها حامل .. فرحت جدًا بهذا الخبر وأخيرًا ستجلب أخا أو اختًا لـ لجين ..
تعكر مزاجها بعد سماع خبر زواج غدير ..
القريب جدًا .. كيف ستُنهي جميع مُشترياتها بهذه الفتره القصيره ! ..
وبنفس اللحضه إبتسمت بفرح ورضا .. بسبب عودة ينال لشخصيته القديمه قبل وفاة صديقه المُقرب ..
أصبح يتحدث بعكس الأيام السابقه التي كان لا يتحدث بها أبدًا .. ومجيئه لهم قليل جدًا ..

الأفكار أخذتهم جميعًا لمناطق أخرى ..
كـ غدير التي أصبحت تُفكر بحفلة خطوبتها بعد الغد والزواج بموعدهُ القريب ..
تُريد أن تجلس مع نفسها لمده لا تقل عن 10 أشهر كي يستوعب عقلها إنها ستتزوج ذياب !! ..

أما ينال الذي رحلَ بسيارته ..
كان يُفكر بحالهُ الجديد .. هو لم يعود لشخصيته الاولى تمامًا ..
بالتفسير الصحيح .. أصبح يُشابه نفسهُ القديمه ..
بهذه الفتره يخرج مع مُعتز ويتحدث مع أبناء قريته ..
ولكنهُ قرر أن لا يكون صداقات أو أي علاقه أخرى ..
فـ كُل شيء بهذه الحياه نهايته الفُراق بلا عوده ! ..
فلن يسمح بإن يفقد نفسهُ مرةً أخرى ..


___________





* يوم خطوبة ذيـــــاب وغديــــــر *



جهزت بالكامل لهذا اليوم ..
بفستانها البسيط .. بلونه البنفسجي ..
وشعرها الذي جعلتهُ ينسدل على كتفيها بنعومته الحريريه ..
دون أن يلمسه أي جهاز كهربائي ..
وضعت مساحيق تجميل خفيفه ..
مع أحمر شفاه باللون الأحمر ..
رسمت شفتيها رسمه مُتقنه تُصغرهن ، وتُعطيهن إمتلاء مُناسب ..
مع أيلاينر العيون .. والكحله التي برزت عينيها .. ومسكارا أطالت رموشها القصيره ..
هي الوحيده ، والعروسه .. التي تجهزت بالمنزل ..
بينما باقي أخواتها ذهبن لصالون التجميل ..
ومنذُ الامس وهُن يُقنعن بها أن تذهب ..
ولكنهن لم يستطعن أن يُقنعنَ رأسها اليابس كما قالن ..
دخلت عليها غيداء ليدخُلن جميعهُن ورائها ..
ونظرات الإنبهار بفستانها ومكياجها البسيط ..
كانت واضحه بأعينهُن ..
كلام المديح .. لم يتوقف بالإنهمار عليها ..
ودعاء التوفيق لازمها من جميع أخواتها .. وبنات أخيها عواصف ورنيم ..
دخلت فاطمه لتزيد على كلامهن : ماشاءالله طالعه حلوه .. الله يحفظتس يا قلبي ..
قبلت يد والدتها .. وإتجهت لخوله الواقفه بقرب الباب ..
قالت بصوتٍ هامس : خوله ترا انا مني زعلانه كثرتس .. خلص إنسي الموضوع .. ووين العطر إلي اشتريناه إمبارح ..
خوله بإنفعال : يختي انا ودي أزعل انا حُره .. والعطر هسا أجيبه ..
كانت فعلا ترى بإن خوله تُبالغ بحزنها ..
فأرادت منها أن لا تحزن أبدا .. فهذا هو حال الدنيا ..
فكما يُقال :
تأتي الرياحُ عكسَ ما تشتهي السُفن ..


_________


تمشي بغرفتها بقهر واضح من ملامح وجهها ..
سوار وهي تُراقب خطواتها : نونه أمانه ما تعبتي ؟ ..
نسرين وما زالت تمشي وتقضم أظافرها بقهر : انا نفسي أعرف شو مسويه بحياته حتى تصير أحسن مني .. عنجد نفسي أعرف ..
سوار بتعجُب من كلامها : قصدتش غدير !! .. ترا حرام عليتش أتمني للناس الخير دايما .. وبعدين هذا النصيب شو نسوي يعني ..
وقفت نسرين لتقول بغيض : إنتي شكل أمي مأثره عليتش .. لا تتفلسفين على راسي ولو تنقلعي برا أحسن ..
سوار : خير تقلعيني ترا هذي غرفتي كمان .. ورح أظل قاعده فوق قلبتش وبطلي حسد وغيره ..
نظرت لها بغضب ..
وهي فعلا تحسد غدير ..
فـ هُن إشتركتا بنفس العمر ..
ولكن ليس بنفس الحظ ..
فتلك أكملت دراستها وتخرجت واليوم ها هي تتجهز لحفلة خطوبتها ..
والأسوء إنها ستتزوج من الذي أُعجبت به ! ..
كلما تتذكر ذياب .. يتفاقم شعور الكُره والحقد والقهر ..
تمنت الجامعه .. فدرستها غدير ..
تمنت ذياب فـ أخذتهُ غدير ..
حقًا ، ماذا تفعل بحياتها كي يكون حظها دائمًا جميـــــل ..



________




أنتهى من إرتداء بدلته الرسميه ..
التي إشتراها لهُ والده في الأمس ..
مازال غاضبًا من والدهُ لإنه حدد موعد الزواج وأخبرهم به دون أن يأخذ رأيهُ ..
وقف أمام المرآه بملل ..
أخذ يدرس ملامحه .. الواضح بها الملل من كل شيء ..
وكإنها تتحدث عنهُ : إنهوا الأمر بسرعه ، فـ أنا حقًا مللتُ من الموضوع بأكمله ..
دخل عليه فايز : الله الله .. شو هالحلاوه والأناقه ..
شيخ ولدي شيخ طالع على أبوه ..
لتدخل ورائه رانيا : مصدق حالك .. قال طالع على أبوه .. ألينه طالع لي من وهو صغير .. بالشكل .. ولا الهبال والعجله ف طالع لك ..
رد عليها : إذا تعرفين التبن كليه "تناوليه" .. ولدي طالع لي أنا ..
فهد الذي وقف بجانب ذياب وهو يرتدي بدله رسميه : وانا طالع ل ذياب شوفوا لابس زيه "نفسهُ" ..
ضحكوا فايز ورانيا .. أما هو فينظر لهم بملل : خلصتوا حكيكم ! .. نظروا إليه بعدم فهم ليُكمل : إذا أه فارقوني ودي ألبس كندرتي والحقكم ..
خرجت رانيا وأخذت معها فهد ..
أما فايز فلقد بقى عنده : فارقوني !! .. هذي كلمه تنقال لأمك وأبوك .. وليه قالب الخلقه .. لا يكون مو عاجبك ..
أكمل بتهديد وهو يرفع إصبع السبابه بوجهه : والله يا ذياب لو ما تعقل وتصير مثل هالأوادم ل أطردك من الدار كله ودشوف مين يصرف عليك ..
ذياب بداخله .. حسنًا عرفت من أين تُمسكني ..
من يدي التي تؤلمني .. تعلم إنني لا أملك شهاده لأعمل ..
وتهددنــــــــــــــي بذلك ..
أكمل فايز : وعلى مزاجك إلي منقلب هذا .. والله إنك ما تشوف السياره إلا بيوم عرسك .. رابع أيام عيد الأضحى وهالموعد مارح يتغير .. لو تنطبق السما على الأرض ..



~~~~~~




وصلوا لمنزل صقّار ..
إستقبلهم ببيت شَعَر .. وقد جلبوا معهم حلوى الخطوبه ..
وهي عباره عُن كُنافه ..
فـ من العادات والتقاليد المُتعارف عليها إن حفلة الخطوبه تكون بمنزل أهل العروس ..
وبيت الشعر أو الخيمه الكبيره المُخصصه للمُناسبات .. تكون لإستقبال الرجال وللعشاء ..
أما المنزل وبغرفة الضيوف الكبيره المُخصصه للرجال ..
يكون بها حفلة النساء فقط ..
دخلت على أنشوده بمؤثؤات صوتيه عاليه تقشعرُ لها الأبدان ، وورائها أخواتها ال 7 الشقيقات .. وأخواتها ال4 غير الشقيقات ..
كانت تسير ببطئ وتنظر للأريكه البيضاء المُزينه بـ ورود ..
والأنشوده تلك تضجُ بالمكان مع أصوات تصفيق النساء وزغاريت الفرح التي تصدرها والدتها وزوجة أبيها "ربيعه" ..




اللهُم صلِ على سيدنا مُحمد النبي الأميّ
وعلى آله وصحبه وسلـــــــــــم ..
اللهُم صلِ على سيدنا مُحمد النبي الأميّ
وعلى باريه وصحبهِ وسلــــــــــم ..
يــــــا الله ..
اللهُمَ صلِ على سيدنا مُحمد النبي الأميّ ..

ومن ثُمَ يُكمل المُنشد الأنشوده باللغه التركيه ..




بعد أو وصلت للأريكه البيضاء جلست وعيناها على الحضور الكثير بعض الشيء ..
والدتها لم تدعو سوى عمتها عائشه وهند زوجة خالد وزوجة سعود ، وخالاتها الـ 6 فقط ..
ولكن يبدو إن والدة ذياب لم تدع أحدًا من جهتها إلا وقامت بدعوته ..
ولكنها لا تعلم إن جميع الحضور من جهة ذياب كانوا زوجة عمه فهد ..
وخالاته ال 4 وبناتهم وزوجات أخوانها ال 7 وبناتهم ..

..


بنبرة رجاء : خوله أمانه أمانه إطلعي انتي صبي القهوه للنسوان .. والله أستحي .. منتي شايفيتهن هذا كثرهن ..
خوله بتوتر : لا والله مني طالعه .. قلنا لأمي تجيب مره تشتغل وتوزع بس ما ترد أبلشتنا إحنا ..
عواصف وقد رحمة حال دانا : خلص أنا أصب القهوه .. بس أنتن و رنيم تجيبن الكنافه والعصير ..
هزت رأسها دانا بموافقه ..
أما خوله فقالت : لا والله انا ما لي دخل .. دروح أرقص ..

وفعلا هذا ما حدث ذهبت لساحة الرقص ..
لتجد فتيات بأشكالٍ مُختلفه .. تلك سمراء والأخرى بيضاء والأصغر شقراء ..
تنوع غريب .. يبدو إن خوالهُ يتزوجون من أماكن مُختلفه ..
شاركتهُن الرقص برفقة رنيم ، وواحده تدبك والأخرى ترقص على هذه الإغنيه :



ردي شعراتك رده عا رده
خلي شعراتك لراسي مخده

ردي شعراتك رده عا رده
خلي شعراتك لراسي مخده

ردي شعراتك شعرك المنثر
نظره من عيونك ترفع السكر

ردي شعراتك شعرك المنثر
نظره من عيونك ترفع السكر

عالبيدر يللي عالبيدر يللي
وانت نعنوعة و بيك متغلي

عالبيدر يللي عالبيدر يللي
وانت نعنوعة و بيك متغلي

لادفع صياغك ذهب عصملي
كله عشان يا ام العيونِ

لادفع صياغك ذهب عصملي
كله عشانك يا ام العيونِ

ردي شعراتك رده عا رده
خلي شعراتك لراسي مخده

ردي شعراتك رده عا رده
خلي شعراتك لراسي مخده





________


عرفتهُ منذُ أن وقعت عينها عليه يدخل من الباب المفتوح دون إستأذان ..
ويُمسك بوالدتها ليرميها على الباب الحديدي ..
تعلم كم كانت ضرباتهُ قاسيه وقويه ..
ولكن ما بوسعها أن تفعل شيءٍ !! ..
سوى أن تصرُخ وتستنجد كما فعلت ..
غريب جدًا ذاك الرجل فعندما ضربهُ عُمر لم يتأثر ..
بل كان بقوه حديديه لا تعلم من أين جلبها ..
تكرههُ أكثر من كُل شيءٍ في الدنيا ..
فـ كم تساءلت لِمَ عيناي تُشابه لون عيناه ..
وسألت والدتها ذات يوم ..
لتقول لها : الوشكا مش عاجبك لون عيونك .. ياحبيبتي إنتي طالعه على تيتا "جدتي" أم أمي ..
ومع ذلك لم تقتنع حتى كبر بعقلها إن عيناها تُشابه عيناه فأصبحت تكرهُ حتى لون عيناها المُميز والذي يتمناهُ الكثير من البشر ..
فـ بقيت تضع العدسات الطبيه كي لا ترى عيناها بلونهُن ذاك أبدًا ..
تُريد أن تدخل بعقله وتقرأ أفكاره .. أو طريقة تفكيره ..
ضرب والدتها لإنها رحلت وأخذت آيات معها دون أن تُخبره !! ..
هل كانوا يملكون وقتًا ليخبرون جميع أقاربهم بإنهم رحلوا ..
فـ غير الرحيل المشاكل التي حصلت مع أخوتها ..
ووضعهم الذي لم يستقر .. وبقي شهر على المدرسه أين سيدرسون ..
وخالده مُعلمه بمدرسه قريبه من منطقتهم القديمه ..
وبعيده عن قرية الربّابه !! ..
آيات وألف آهٍ من آيات .. أخذها معهُ .. ليأخذَ قلب خالده ..
وأخوتها اللذين قالوا إنه من حقهُ ما فعلهُ ! ..
فهي إبنته ولم يُخبره أحد بإنها رحلت ..
حسنًا ، من حقهُ أن يغضب ..
لكن هل من حقهُ ضربها !! ..
سؤال يستحق التمعُن به ..



________



أغلقن المُسجل لتجلب سميّه طبله صغيره وتُعطيها لـ فاطمه ..
لم يُعجب بنات فاطمه التصرف ..
ففي الماضي قامن بمُعايرت فاطمه بإنها تتقنُ الأيقاع على الطبله جيدًا ..
وكإنها مُغنيه شعبيه ! ..
ولكن فاطمه لم تكترث أبدًا بل ثبتتها بين قدميها جيدًا ..
وربيعه تُغني والفتيات يُعدن ورائها ..
ربيعه : وميلي يا غدير ميلي ، وميلي منتي قليله وإن ملتي على ليث سالم يسوى قبيله ..
الحاضرات قامن بالإعاده ورائها .. ومن ثُمَّ صدحت الزغاريت ..
نصف ساعه ، وأشغلت خالة ذياب أغنيه بكلماتٍ تخصُ قبيلة ذياب ..
ليدخل ذياب وبجانبهُ والدهُ فايز وعمهُ فهد أما فهاد لم يسمح لهُ فهد بإن يدخل معهم ..
وورائهم راشد وناصر .. وفهد كان عند والدته ..

إقتربت رانيا من الأريكه البيضاء التي تجلس عليها غدير وبجانبها فاطمه وأختها نجوى ..
وقفت غدير ومن شدة الخجل لم تستطيع أن ترفع رأسها لهُم ..
وصل للمكان الذي تقف بهِ ودرس بعيناهُ ملامحها منذُ أن دخل ..
لا يستطيع أن يقول عنها جميله كما رأى الجمال باللواتي عرفهُن ..
ولكنها تملُكُ شيئًا لا يعرفهُ ..
شيئًا يجعل من يراها لا يستطيع أن يتوقف عن النظر ! ..
جذابه !! .. لا ، ولكن ناعمه .. بملامح بدويه أصيله ..
من يراها سيُخمن إنها من عشيره بدويه قبل أن تتكلم ..
(عشيره : قبيله أو عائله ) ..
إقترب منها ليقبل رأسها .. ومن ثم قبلَ رأس والدتهُ ووالدتها ..
أما هي فحتى عند تقبيلهُ لرأسها لم ترفع عيناها لهُ أبدًا ..
ولكنها إنتبهت لشيء أزعجها .. وهو دخول عمهُ فهد الذي لا يحلُ لها ..
خرجوا ليدخلوا بعدهم مُباشرةً صقّار وأخوة غدير الـ 5 ..
تصوروا جميعًا .. ومن ثم خرجوا ..
لتبدأ مراسم تلبيسُ الذهب ..
لم يستطيع أن يُلبسها الأقراط .. فـ أتت غيداء لتلبسها ..
ويبدو إنها شعرت بإلم لإنها همست لغيداء بصوتٍ وصل لهُ : أيييي شوي شوي ..
لترد تلك : خزق إذنتس زغران "صغير" شو أسويلتس ..
بعد أن أنهت .. ألبسها هو السلسال ..
كانت تُغمضُ عيناها من إقترابهُ الشديد لها ..
تمنت لو إنها الآن تحت التُراب أفضل من الموقف هذا ..
عندما إبتعد لُيلبسها خاتم الخطوبه ..
لمحت فتاه ترفع هاتفها من بعيد وواضحٌ إنها تقوم بتصويرهم ..
فـ أشارت لخوله بعيناها .. كي تنتبه لها ..

..


من جهة خوله التي أزعجها الامر بأكمله ..
خصوصًا الإغنية التي تُشيدُ بقبيلتهم ..
كم كانت تكرههم .. واليوم يناسبونهم !! ..
لم يكذبوا عندما قالوا بإنهم يأخذون ما يريدون إن شاء الذي أمامهم أو أبى ..
خوله بإنزعاج : يعع يا شوفة الحال على ولا شي ..
لتوبخها عواصف بإنزعاج مُشابه : بس عاد تراك أوجعتي مخي .. خلص شو ودك بهم .. أكملت وهي قد إنتبهت بإنهم بدأوا فقرة الذهب : تعالي نقرب منهم عشان نصور ..
لحقت بها بملل وإنزعاج ..
ليلفت إنتباهها تأشير غدير بعيناها على شيءٍ ورائها ..
وهُنا الصدمه عندما إلتفتت ..
لترى فتاه تجلس بين النساء وتصورهم بكل وقاحه ..
وتعلم إنهُ لا يجوز وهذا الواضح من إختبائها وراء النساء ..
فـ ماذا ستسفيد من تصويرها لفتاه لا تعرفها !! ..
ودون أخذ رأيها حتى ! ..
إتجهت لها لتصيح بها أمام النساء الجالسات بالقُرب منها ..
أما اللذين يقفون حول غدير وذياب لم ينتبهوا لشيء ..
خوله بفحيحٍ غاضب : اقسم بالله إذا ما تعطيني التلفون هسا وامسح الفيديو بنفسي والله ل يصير شي ما يعجبتس ..
لترد تلك : شو بدك تساوي يعني ..
مع إقتراب هديل ل للمكان الذي تقف بهِ خوله وتخاطب الفتاه سمعت كلامها الاخير وفهمت الأمر : أنا أعلمتس شو نسوي .. أمسكتها من مقدمة شعرها لتسحب خوله الهاتف بسرعه وكانت فعلا تصور جميع الحضور ، حذفت الفيديو ورمت الهاتف بحضن تلك ..
لتذهب وهي تُعطيها نظره حارقه وهديل كذلك ..


_______




_ : والله إنه ساقطه ما عزمتنا .. من أيام المدرسه وانا اقول غدير ساقطه ومهي وجه صحبه ابدا ..
_ : لا تظلمين البنت .. انا سمعت إنهم عازمين أهل العريس والعروس بس ..
_ : حتى ولو ليه ما تعزمني محنا صاحبات ..
_ : مني خابركن صاحبات .. اتذكر غدير مع هناء بس .. أما انتي كنتي مصاحبه الشله الهمل ..
لم ترد عليها .. وبنفسها تقول إنها ستُعاتبها ..
_ : هييييه وين رحتي ..
_ : موجوده .. بس أفكر بغدير الي رح تزيد شوفة حال ..
مهي أخذت ذياب مش حيَ الله ..
لم تظُن للحضه بإن التي تكسب ذياب هي الرابحه !! ..
ولم تظن أيضًا بإن الأمر سيقهرها لهذه الدرجه ! ..
ولكن الوعد بالأيام القادمه ..


_______






تمَّ بحمد الله ..



طبتُم حيثُ كُنتم ..
هاشميــــة الولاء ..


هاشمية الولاء غير متواجد حالياً  
قديم 05-07-21, 05:06 PM   #43

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 776
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

واااااو رواية روعة تسلم ايدياتك
اول مرة اشوف الهجة الاردنة كذا كنت مفكرتها مثل السورية
والله في اول البارتات مرة تلخبطت لانها كوكتيل مابين الهجات الخليجية والعراقية والسورية بس مع شرحك لكل مسطلح غريب شوي فهمت المعاني
وكمان فيها كثير شخصيات يادوب حفصت الشخصيات الرئيسية بس ما علينا رح نحفضهم في البارتات الجاية
بس عن جد رواية رائعة ورح اكون من متابعينك للختام باذن الله
مزيد من الابداع ان شاء الله


ام جواد غير متواجد حالياً  
قديم 05-07-21, 08:26 PM   #44

هاشمية الولاء
 
الصورة الرمزية هاشمية الولاء

? العضوٌ??? » 487517
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » هاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام جواد مشاهدة المشاركة
واااااو رواية روعة تسلم ايدياتك
اول مرة اشوف الهجة الاردنة كذا كنت مفكرتها مثل السورية
والله في اول البارتات مرة تلخبطت لانها كوكتيل مابين الهجات الخليجية والعراقية والسورية بس مع شرحك لكل مسطلح غريب شوي فهمت المعاني
وكمان فيها كثير شخصيات يادوب حفصت الشخصيات الرئيسية بس ما علينا رح نحفضهم في البارتات الجاية
بس عن جد رواية رائعة ورح اكون من متابعينك للختام باذن الله
مزيد من الابداع ان شاء الله



أهلًا عزيزتي .. مرورك أروع بكثير ..

صحيح عزيزتي كما ذكرتي اللهجه الأردنيه .. تشبه اللهجه السوريه والخليجيه والعراقيه ..
وبالأردن إختلاف لهجات كثير كـ جميع البلدان العربيه ..

تشرفيني بمتابعتك لي ياجميله ..


هاشمية الولاء غير متواجد حالياً  
قديم 11-07-21, 08:02 PM   #45

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 776
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

حبيبتي طولتي الغيبة وينك
ان شاء الله المانع خير


ام جواد غير متواجد حالياً  
قديم 29-07-21, 04:46 PM   #46

هاشمية الولاء
 
الصورة الرمزية هاشمية الولاء

? العضوٌ??? » 487517
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » هاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


الفصــــــــــل #14 ..






الصابرون طويلا على الأذى .. إن إنتهـــــــى صبرهم سيهربون ولا يعودون .. لا يعـــــــودون أبدًا ..






اليــــــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..



ذهبَ بعد أن اعطاهُم خبر بإنهُ قربَ موعد الزواج ..
لبعد عيد الأضحى بشهر ..
راقبتهُ وهو يبتعد ..
أن تكون رجُلًا يعنــــــــي أن كل شيء في يدك ، لا قرار بعد قرارك ولا سُلطه فوق سُلطتك ..
عكس أن تكون إمرأه .. يفرضون عليها ما يريدون شائت أم أبت ..
( ليث الذي خطبَ إبنة خالهُ ..
واليوم أتمموا عامًا ونصف من الخطوبه ..
وأخيرًا إستطاع أن يُحدد موعد الزواج بعد أن حصل على المبلغ الكافي لإتمام منزلهُ وزواجهُ ) ..

رقم تعرفهُ جيدًا يتراقص على شاشة هاتفها ..
لم ترد للمره العاشره كما حسبت ..
ولن ترد عليه لو يتصل لمئة عام ..
مئة عــــــــــــــــام !! ..
وأنتِ برابع أيام العيد ستصبحين زوجته ! ..
سيراكِ كل يوم ولن يحتاج للإتصال بكِ ..
توقفت عن التفكير ..
كم تمنت أن تصفعُ رأسها بالحائط ..
أكثر ما يُتعبها أفكارها الكثيره .. المُشابهه لتفكيرها السابق ..
دخلت بطريقه أزعجتها ،
لتوبخها قائله : خوله ووجع .. ما تعرفين تفوتين بهدوء ..
جلست تلك : دريتي ؟؟ ليث حدد موعد عرسه تقريبًا بعد عرستس بشهر ..
غدير تهزُ رأسها بملل : أه أعرف ، توه قال لي أنا وأمي ..
إلتفتت للجهه الثانيه من غرفة الجلوس حيثُ كانت تجلسُ والدتها ..
لا تعلم كيف لم تنبته على خروجها ..
لم تكُن تعلم بإن تفكيرها يأخذها لعالم ثاني ..
لدرجه إنها لا تنتبه على خروج والدتها !! ..
هاتفها يُصدر صوتًا ، مُعلنًا وصول رساله على تطبيق الواتس آب ..
_ مرحبا ، كيفك ..
ردت عليها : هلا ، بخير الحمدلله .. إنتِ كيفك ؟ ..
_ أنا تمام ، بس زعلانه منك ..
_ ليش ؟؟
_ ما عزمتيني على خطبتك ..
يالا سخافتك ، ألن أنتهي من إلتصاقك المُفرط بي ؟! ..
هكذا كانت تقول لنفسها ولكنها ردت عليها : حبيبتي هبوش ، ترددت قبل أن تُرسلها ولكنها بالآخر حذفتها .. فـ لن تُصبــــــــــح مُنافقه ..
_ هبه إنتِ تدرين إن الخطبه كانت للأهل بس .. فـ ليش الزعل ..
تعلم إن الغضب واضح من كلماتها ، ولكن لن تُبالــــــــــــــــــي ..
فـ إن كانت تلك وقحه فهي ستُصبح أشد وقاحةً ..
هبه : مش مشكله حبيبتي ، وأنا أمزح معك ..
وألف مُبارك ياقلبي تتهنين ..
آلان تذكرتي المُباركه !! ..
غدير : يبارك بعمرك ، وعُقبالك ..
هبه : يالله رح نصير جارات .. عاد شو وده يفكك مني ..
لم تستوعب الرساله بالبدايه ،
ولكنها أخيرًا تذكرت بإن هبه منزلها بجوار منزل عائلة ذياب ..
يالا الورطه ، الإلتصاق الآن سيصبح بالزيارات وليس فقط بالرسائل والإتصالات ..
لم ترد عليها بل خرجت من التطبيق بأكمله ..
تُريد أن تجد شيئًا وأحدًا يجعلها تتمسك به ! ..
شيء واحد فقط ، يجعلها تكفٌ عن الخوف والوسواس والتفكير المُفرط به ..
وترتاح من كل هذا وتشعر بالأمان لإنها سترتبط به ..
ولكن للأســـــــف .. كل شيء يدعو لعدم الإرتباط وعدم الخوض بهذه المعركه أكثر ..
الشخص نفسهُ لا تقبل به !! ..
ولا والدته ذات النظرات الحارقه .. حتى والدتها قالت بإنها يظهر عليها القوه والكيد ..
ولا عائلتهُ بأكملها .. منذُ أن دخلت المدرسه وهي تكره بناتهم ..
نظرة الإحتقار التي تراها بأعينهُن تكرهها جدًا ..
يحبون أنفسهم كثيرًا والتباهــــــــــــــــي من أهم صفاتهم ..
والآن زميلة الدراسه سابقًا .. والتي لا تُحبها لأفعالها وأسلوبها .. ستُصبح جارةً لها ..
أنتِ تُضحي يا غدير ،
وانتِ تعلمين جيدًا إن التضحيه لن تُبدي نفعًا ..
لا بل ستخسرين .. ستخسرين الكثير والكثير جـــــــــدًا ..




_________






إكتفت بهذا القدر من الشتائم والمشاكل ..
حقًا يكفي .. يبدو إن دعوات أهل الرجل الذي قُتل ..
دعوا الله كثيرًا .. وتحسبوا عليهم ليلًا ونهارًا ..
لإنهم منذُ الحادثه وهم من مُشكله لـ أخرى ..
نامت ليله كامله بالمُستشفى .. أتوا الشرطه وسألوها من المُسبب ؟؟ ..
كانت ترتجف خوفًا وذعرًا ..
فحاجبي أخيها لا يتوقفن عن الإرتفاع بمعنى _ لا تقولي ، لا تتحدثي ، أصمتي _
هي قويه لا تخشى أحد .. وما تُريده تفعله ..
ولكن عندما يصل الأمر لطليقها والد آيات ، يختلف الأمر ..
تشعر بإنها ستُضرب بـ اي لحضه ..
ستموت على يدهُ دون أدنى رحمه ..
عدم دفاع أحد عنها ..
وجعلهُ يتمادى حتى وهي ليست على ذمته ..
هو ما يجعلها تخشاهُ جدًا ..
_ أنا وقعت (سقطت) من على الدرج ، والدرج كثير عالي لإنه بيتنا طابقين ..
قالت هذه الكذبه ، بصوت خافت وببطئ شديد ..
ليهز رأسه الشرطي ويخرج من حيثُ أتى ..
بعدما سألها هل ضُرب رأسك بـ باب المنزل الحديدي ..
فـ أجابتهُ بـ نعم ..
فـ إطمئن وصدق كذبها وخرج ..
كانت تنتظر منهُ أن لا يُصدق ويجبرها على الإعتراف ..
ولكن للأسف .. حتى المُحقق ذو الخبره الواسعه أصبح يُريد إنهاء العمل بسرعه
والتخلص من كل شيء يخصُها .. !!


_________





الزواج خُرافه ، أم إكمال نصف الدين ؟
الحُب لُعبه للتسليه ، إم إكمال نصف القلب ؟ ..
ذاك الشعور الذي يأتي عند رؤية شخصٍ ما ..
كـ نبضات القلب مثلًا ،
أو تدفق الدماء بسرعه كمثال أخر ..
هل هو إكمال الحياه ؟! هل تكتمل الحياه عند هذا الشعور ؟! ..
الإبتهاج ، الإبتسامه دون سبب ، لمعة العينين ..
هل هن أشياء تُكمل الحياه ؟ ..
حياتها ناقصه .. بلا معنــــــــــى أو طعم أو فائده ..
فليُجيبها أحد ، هل الأشياء التي ذكرتها سابقًا تُكمل حياتها ؟؟ ..
لِمَ الملل يسيطر عليها بتلك الطريقه ؟ ..
لِمَ يزورها شعور بإن الحُب هو كُل شيء ؟ .. ودونهُ لا شيءٌ يكتمل بتاتًا ..
كم جربت بإن تحب ، خُدعت ، تُركت ، لم تجذبُ أحدًا إليها ..
جميع تلك الأشياء تشعرها بالخيبه ..
وإنها لا نصيب لها بالحُب الذي يتحدثون عنهُ ..
سـتجعل هذه العباره أساسيه بحياتها ولا تُكمل طريق للحب بدونها _ تُحبني أُحبك ، تُعجب بي أُعجب بك _
غير ذلك لن تُكمل أي طريقٍ تبدأهُ ..
تأمُل أن تلتزم بهذه العباره ..
ولا تنزلق قدميها بطريق الحُب من أول إبتسامه أو نظره من شاب ..
_ نونه يا نونه بشو عم تفكري ؟
تلتفت لجهتها حيثُ الباب : سوار يا سوار إنقلعي عن وجهي ..
سوار : مش عاوز أنقلع يختي ، دنا عواز أنام .. إنتي مش شايفه الساعه كم دلوقتي ..
دخلت سديل لتقول : اللهجه المصريه تصيح "تبكي" بالزاويه ..
تتمدد على سريرها : اطلعي برا لأخليتش إنتي إلي تصيحين ..
سديل : مني جايه عشان سواد عيونتش .. أكملت بتساءل : بنات تعرفن عزّام ماجد ؟ ياربي حلو حلو حلو .. يجنن أقسم بالله ..
تنهض سوار لتسئل بحماس : وين شُفتيه ؟ ..
سديل وهي تجلس على الأريكه المجاوره لخزانة الملابس : لما رحت عند العيله إلي ساكنين جديد بالقريه .. شفته طالع بسيارته .. إنصدمت أول مره أشوف ولد حلو بقريتنا ..
أكملن حديثهن وسديل تصفُ عزّام بالتفصيل ..
ولا كإنها رأته بأقل من الدقيقه ..
ومن جهتها تود أو ترجوهُن بإن لا يقعن بخطئها هي ..
حيثُ كانت تقف بوجه الذاهب والأتي ..
وتحبُ ذاك وتقع بغرام الأخر ..
حتى وصلت لمرحله لا تستطيع الإكتفاء بنفسها وعائلتها ..
هل فقد الأب يوصل لهذه المرحله أم عدم وجود الأخ ؟
ولكن ، هل وجود 5 أخوات وأم لا يفــــــــي بالغرض ؟! ..




_________







لم يجد شي يشعرهُ بالملل بقدر الذهاب مع الأخت للتسوق ..
فـ هي لا تُعجب بشيء أبدًا ..
وما إن تختار قطعه حتى تُغير رأيها وتقول بإن هُناك قطعه أخرى أجمل وأفضل ..
_ يُمه وبعدين يعني مطولين وحنّا بالسوق ؟ الساعه صارت 10 ..
نجود : عزام خلص عاد .. طول بالك شوي .. أختك توه مخلصه إمتحانات خله تاخذ راحته بالمشترى ..
عزام بقلة صبر : خمس دقايق بس .. وإلا ما أوديكن على المطعم ..
وأكمل يُحدث نفسهُ : ماصارت هذي .. من الخمسه العصر للعشره بالليل أففف بس ..
بفترة إنتظاره إنتهاء الـ 5 دقائق ..
لمحها .. نعم هي لا يُخطئ بملامحها ..
والإبتسامه الواسعه لا تُفارق شفتيها .. حتى إن عيناها أختفيتا تمامًا ..
قميصها الطويل بلونه "الخمري" وبنطالها الأبيض وحجابها الأسود ..
قُصر قامتها مُقارنةً بأختها التي تمشي بجانبها مُتجهتان للصيدليه ..
هي ليست قصيرة القامه ولكن إذا قارنها بأختها تبدو قصيره ..
بقى يُراقبها بعيناه .. ولا يعلم لِمَ يُراقبها ..
ما الذي بها يلفت الإنتباه .. لا يُنكر إنها ذات ملامح جميله ..
ولكنها لو تحدثت بنبرتها العاليه سيفرُ هاربًا ..
تلوح بيديها أمام عينيه حتى إنتبه لوجودها : خيييير بشو صافن ..
عزّام يرد على رؤى : قدامي يالله على السياره ..
رؤى تجلس بالمقعد الخلفي : عزووم جاي على بالي برقر ..
رد عليها : خليه ببالتس ..
رؤى برجاء : لا عزوووم بليييز ودي برقر .. يمه إحكي لك كلمه ..
عزّام : لا كلمه ولا كلمتين مكفي متحملتس من العصر .. أخذ معي شاورما وتاكلينه بالدار ..
رؤى تأففت بإنزعاج .. ونجود لم تُناقش فـ عزّام إذا غضب من الأفضل أن يلتزموا الصمت ..


_________







أخذت عصير "سلاش" بنكهة الليمون مع إنها لا تُحبها ولكن إضطرت أن تأخذها ..
بعد أن أخذت غدير نكهة الفراوله ..
لا تستطيع وصف فرحتها فـ الجامعه بعد أسبوع من عيد الأضحى ..
فقد ملّت من المنزل وأجوائه .. وتُريد الخروج للجامعه ورؤية صديقتها ..
بعد الغد يوم عرفه .. واليوم الذي يليه عيد الأضحى ..
ورابع أيامه زواج غديــــــــــــــر ..
وهاهُن يُجهزن لزواجها ..
أما هي فلقد إشترت ملابس جديده للجامعه ..
ولم تهتم لملابس زواج غدير ..
فلقد إشترت لها غيداء على ذوقها فستان باللون الأزرق سماوي ..
إتجهنَ للصيدليه لشراء علاج للحبوب ..
فـ بشرة غدير عندما علمت بإن العيد إقترب وزواجها أيضًا أصبحت مليئه بالحبوب ..
مع إنها ذات بشره خاليه من الشوائب ..
ولكن يبدو إن مزاجها السيء أصبح يظهر على شكل حبوب حمراء تملئ وجنتيها ..



_________





















تمَّ بحمد الله ..


طبتُم حيثُ كُنتم ..
هاشميـــــة الولاء ..


هاشمية الولاء غير متواجد حالياً  
قديم 08-08-21, 03:40 PM   #47

هاشمية الولاء
 
الصورة الرمزية هاشمية الولاء

? العضوٌ??? » 487517
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » هاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصـــــــــــل #15 ..








إن مقدار الدقة والضبط في التعامل مع الواقع والآخرين يدل على مدى السيطرة على الوجود.






الغــــــــد ؛ لا ندري أين سنكون ..



أخذَ يتمعنُ بملامحها ..
كم تبدو خجوله ذات صفات هادئه ..
بعكس ما فعلتهُ سابقًأ ..
كل ما أراده هو أن يعيش فتره زمنيه لوحده فقط ..
دون أن يُشاركه أحد تلك الفتره ..
ولكن ليسَ كل ما يتمناهُ المرء يُدركه ..
كل ما حدث معهُ كان بمثابة عاصفة سببت الخراب بدولةٍ كامله ..
وأخذَ حُكامها وسُكانها يرممون بها .. ولكنها لن تعود كما كانت أبدًا !
إن كان الخراب يسكنُ عقلهُ سابقًا ..
اليوم بات يسكنُ جميع أجزاء جسده ..

تأتي لتجلس أمام التلفاز تثني قدمًا والأخرى ممتده على الأريكه ..
أرمقتهُ بنظره لا معنى لها ..
ثُمَّ عادت تُقلب القنوات دون مللٍ أو كلل ..
لا يعلم إن كان يوجد أحد في هذه الدنيا ..
لديه هواية تقليب قنوات التلفاز !



_________









اليــــــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..



ثاني أيام عيد الأضحــــــــــــــــى ..
تدور حول نفسها كي ترى أختها الفستان ..
خوله : الله الله .. شو هالأناقه والذرابه ..
دانا تُقهقه بخجلٍ مُصطنع ..
تطرقُ الباب لتدخل بتوتر واضح على حركتها السريعه .. منذُ أن أشرقت شمس أول أيام عيد الأضحى وهي تتصرف بـ لا وعـــــــي ! ..
ولا كإنها تلك التي تحسب خطواتها خطوةً خطوة ..
نعم ، فلقد إقترب ذاك اليوم المشؤوم !
أصبحت تتصرف بطريقه غريبه .. لا تحسبُ خطواتها التي أصبحت بطيئه جدًا ..
لن تُبالي .. وستدعها تأتــــــــــي كما كتبها الله لها ..
خرجت وعينين صغيرتان _ مرسومٌ فوقهن أيلاينر بطريقه إحترافيه _ يحسبن خطواتها منذُ أن دخلت
والتغير واضح والقلق أوضـــــــــــح ..
دانا بحيره : خوخه شو البس هذا أو هذا ..
نظرت إليها خوله ورأتها تُمسك بـ حذاءان إحداهم باللون الأصفر والأخر باللون الأبيض : الأبيض أحلــــى ويلبق على لون الفستان .. وقفت فجأه لتتلفت حولها بحثًا عن هاتفها ..
وجدتهُ أخيرًا بين الوسادتان الكبيرتان وكإنه مُختبـــــــــــــــئ ..
أردفت موجهةً حديثها لدانا التي إنشغلت بإرتداء الحذاء : يالله دندون البسي بسرعه قبل ما يجي حدا ..



___________




يسمع كلام والدتهُ الذي أصبحت تُكررهُ في الأونه الأخيره كثيرًا ..
_ اسمع مني واخطبه قبل ما يسبقك حدا ..
طلال يتمالك أعصابه كي لا يرتفع صوته على والدته : يُمه من زينه يعني ..
والدته : والله على الزين فهي حشمه ماشاءالله عليه .. تسألهُ بعد صمت : هااه شو قلت ؟
طلال : يمه أنا من الاول قايل ما ودي إياه لو إنه على طبق من ذهب .. أكمل حديثهُ بجديه : معليش يعني أنا ودي بنت خلوقه مؤدبه مهو حسه ( صوتها ) يسمعه الرايح والجاي .. بعدين يُمه انتي شايفه لبسهن (ملابسهن) بالمره يمصـــــــخ ..
( يمصخ بمعنى مُخجِل ) ..

والدته للتو تنتبه إنها لا تعلم عن أي واحده يتحدث : إنت عن أي وحده تحكي " تتحدث" ؟
إلتفت لجهتها ليقول بعفويــــــــــــه : نسرين ..
قهقهة بعلوٍ : لا يا الهبيله انا ما احكي لك عن نسرين .. انا ودي اخطب لك سديل .. صحيح إنه لبسه لك عليه بس والله هاديه وبحاله .. واذا تجوزته على خير تتغير مع الأيام ..
صمت صمتًا طويـــــــــــل الأمد ..
لم يكن يتوقع إن حديث والدتهُ طيلة الفتره الماضيه عن أن تخطب لهُ إحدى بنات عمهُ .. والمقصوده سديل ! .. ووالدتهُ قالت إنها تحدثت مع والدتها عن هذا الأمر! ..
لا يُنكر إنهُ بسنه من السنوات الماضيه غرقَ بحُب نسرين ..
كان يرى بها كل شـــــــــــيء! .. كل شيء بلا مُبالغه .. الأخت والحبيبه والزوجه .. ولكن مع الأيام إنطفئت ملامحها ليرى ظلامًا بدلًا من الـ كُل شيء! .. لم يعتقد للحضه بإنهُ سيأتي يومًا ويُنهي كل شعور تجاهها ..
لهُ أسبابهُ .. التي أخفاها حتى عن نفســــــه ..

أفزعهُ صوت إرتطام على النافذه التي يجلس بجانبها ..
فتح السِتاره بغضب .. ليجدها تُعيد الكره مرةً وأخرى ..
خرج مُسرعًا فتلك الفتاه لن تكفُ عن جنونها أبدًا ..
طلال بغضب : وجع إي والله وجع .. انتي ما تستحين .. شايفه حالتش عيل "طفل" تلعبين مع العقب " الأطفال" ..
ترفع حاجبها الأيمــــــــن .. وتصدُ بنظرها عنه .. لتُكمل اللعب دون أي إهتمامٍ لوجوده ..
لتأتــــــــــي الأخرى راكضةً .. لتصيح بصوتٍ عالي جدًا : قوووووووول ..
طلال وما زال الغضب يتلبسهُ : ترا والله إن ما رجعتن للدار .. لأجيب قول بنص عيونتش ..
تنظر لعينيه بتمعُن .. تلك العيون التي تشاركا شكلها معًـــــــــا .. بوسعها وكثافة رموشها .. لتقول بإعتذارٍ كاذب : غلطنا ومنك السماح .. اوعدك هذي اخر مره نضرب الفطبول علـــــــى شباككم ..
أكملت الحديث سوار الجالسه على حافة الحجاره الكبيره : ايوه خلص نوعدك .. يالله فارقنا ..
نظر إليهُن .. لا فائده مهما فعل .. مهما حاول أن يكون لهُن الأخ كما كان سابقًا .. وله كلمه عليهُن .. إن قال لا فـ لا .. ولكن الآن لن يعود شيئًا كما كان ..
صعد بسيارته .. وهو يشعر بعينيها يُراقبنَ رحيلهُ ..
بعد أن تحركت السياره قليلًا توقفت فجأه! ..
ليُنبههُ أحدهُم بإن المسامير تحت العجل ..
نزل من السياره ليجدها فعلًا كما قال ذاك الرجل ..
لا يملك مِنفاخ لينفخ العجل .. فتركها مركونه بجانب الطريــــــــــــــق ..


~~~


يعبرُ الطريق بجانبهُن .. ورائحة عطره الآســـــــره جعلتها ترفع رأسها لجهتهِ دون شعورٍ ..
يمشي وبرفقتهِ يوسف .. أصبحت خطواتهُ بطيئه بسبب يوسف الذي يمشي أمامهُ ..
تراجعــــــــــــــــت للخلف ..
بينما سوار بقت تُحدق بهم كي تحفظ أشكالهم ولباسهم لتنقل كل تفاصيلهم لـ سديل التي ذهبت مع والدتها لطبيب الأسنان ..
يوسف يُكمل طريقهُ دون إهتمام لوجودهُـــــــــــن ..
بينما هو ألقى نظره على سوار الجالسه على حافة الحجاره ..
وعندما رأتهُ ينظر لها إبتسمت كعادتها ..
إبتســــــــــــــم هو مُجاملًا ..
لتقول بجرئتها المُعتاده : ألف ألف مُبارك .. منك المال ومنها العيال إن شاءالله ..
إلتفت يوسف لجهتها كم يكره جرئتها مع الرجال الغُرباء يجزمُ إنها مُجرده تمامًا من الحيــــــــاء ..
أما ذياب فلقد رد بإبتسامه : يبارك بعمرتــــــــــــــــــــ ـس ..
أتاهُم صوتها المُرتفع بِجُرئه كسبتها من والدتها : أه صحيح .. نسينا نبارك لك .. يالله مُبارك ..
رد عليها بإبتسامه مُشابهه : الله يبارك بعمرتس ..
نسرين أكملت حديثها بخبث ونواياها سيئه : عاد باركت لغدير بس مدري علامه ما ردت .. تعرف عنه شي ؟ .. صراحه صارلي زمان عنه ..
لم يكُن يعلم ما مقصدها من السؤال .. فتلَ يديه دلاله على عدم المعرفــــــــه .. ورد بعفويه : مشغوله فينــــــــــــي ..
شاركتهُ الضحك سوار .. ويوسف الذي كان يُصبر نفسهُ بالقوه سحبهُ من يدهُ وذهب ..
بعد أن رحلوا .. وتلك تغلـــــــــي من شدة غيضها .. كان ردهُ لاذع .. وصدقتهُ فعلًا لإنه لم يصمت طويلًا ليُفكر بجواب .. لا بل رد بسرعه وبعفويه ..
سوار تضربُ رأسها : يا الله يا الغباء نسيت أعايد عليهم .. تُكمل حديثها بضحكه : ياربي لو إني صورته وهو يسولف عشان أورجي سديل .. ظلت تقول نفسي اشوفه يحكي ..
أرمقتها بنظره غاضبه .. لتدخل للداخل ..

من جهتهُ يُراقب ما حدث من بعيد ..
ونسرين تضع الحجاب على رأسها وكإنها مُكلفه بذلك ..
فخصلات شعرها مُتطايره من خلف الحجاب ..
أما سوار فـ لا تُبالي .. تضعهُ على عُنقها فقط ..
كم تسائــــــــــــــــــل ..
أيقبلُ أحدًا بزوجه مثل بنات عمه! ..
لا يظُــــــــــــنُ ذلك ..
وبقائهُن دون زوج للآن يدلُ على إن لا يوجد أحد بكامل عقله يتزوج فتاه مثلهُن ..
فـ لِمَ هو يُجازف! .. سيُبلغ والدته إن لا نيه لهُ بالزواج من سديل أو غيرها ..




_________




ودع يوسف .. وإتجه نحو منزلهُ ..
فوجد والدته وعمته يرتبنَ الأرائك التي جلبها فايز في الأمس ..
اللون لم يُعجبه .. فهو طلب لون رمادي داكن .. ووالده جلب ارائك بلون أرزق سمـــــاوي ..
فكما قال إن اللون الرمادي يجلب الإكتئاب .. أتريد أن تكتئب الفتاه وتكره المكان بأكمله!
رانيا بتوبيخ : ذياااااب لا تفوت ببوتك .. تونا شطفنا الأرض!
هز رأسه بملل .. وأعاد خطواته للخلف بقى يُراقبهن من الباب .. وهُن يعملن بحماس .. ووالدته لم تجعل زاويه في المنزل إلا وقامت بتلميعها ..

عندما أصبحت السماء بلون أشبه بالبُرتقالـــــــــــــي المُحمر ..
والشمس أوشكت على المغيــــــــــــب ..
رحلت رانيا وبرفقتها عمة ذياب ..
ليدخل هو بعد أن خلع حذائه كما طلبت منهُ والدتــــــــــــه ..
ألقى نظره على منزل عمه القديم ..
الذي قام فايز بترميمهُ وطلاء جدرانه وشراء أثاث جديد بأقل من أسبوع! ..
كل هذا كي لا يقوم أحد بتأجيل موعد الزواج! ..
بينما هو يتلفت بإرجاء المنزل ..
سمع صوت الباب يُفتح مُعلنًا مجـــــــــــــيء أحدهم ..
يُناديه بعلوٍ : ذيااااب وينك ..
رد عليه : يبه هينـــــــي بالجهه الثانيه من الصاله ..
مشى لجهته ليقول بحماسٍ وفرح : هاااه شو رايك .. كيف ذوقي بالله مهو نااار .. ليتبع كلامه ذاك بضحكه رنّانــــــــه ..
هز رأسه بنعم .. ليسألهُ فايز : اقول انت ما رنيت على البنت بالمرّه ..
ذياب : لا والله رنيت .. وكنت ودي اسأله محتاجه مصاري مثل ما قلت لي بس ما ردت علي ..
فايز : اذا انك ران لخمس ثواني بس اكيد ما رح ترد ..
ذياب بإنفعال : رنيت فوق العشر مرات .. اذا مو أكثر .. وهي ما ردت شو اسوي ..
فايز بتعكر مزاج : خلص خلص .. صدقتك .. على العموم العرس بعد بكرا .. وباتسر "غدًا" تروح تشتري بدله مثل المؤدبين ..
ذياب وقد إنشغل بهاتفه : طيب ماشي ..
رحل فايز .. ليبقى هو وحدهُ .. متمدد على الأريكه ..
يُدندن ما يُحب من أغاني .. وبداخله شعور غير مُريــــــــــــــح ..
شعور يُنذرهُ بإن القادم ســـــــــــــــــــــيء!


_________



قبل ذلك بـ ما يُقارب الـ 6 ساعات ..
بعد أن أنهت إستحمام .. وذهبت لتصلـــــــــــــي صلاة الظهر ..
وجدت أخواتها الشقيقات وغير الشقيقات وبنات أخيها مُلتمات حول شنتة ملابسها التي سترسلها غدًا لمنزلها ..
سألتهُن بإستنكار : خير شو فيه ..
عواصف بحماس : قاعدات نشوف جهازك ( جهازك : أي ما جهزت لزواجها من ملابس ومُستحضرات التجميل والعنايه) ..
غدير وقد إرتدت لباس الصلاه : والله جد .. هسا كل هاللّمه عشان تشوفن هدومي وأغراضي الشخصيه!
هديل : خُفي علينا بس .. يالله دندون جيبـــــي الشنته الثانيه خنشوف الأغراض ..
وقفت دانا مُلبيةٍ لطلب هديل ..
وأعطتها الشنته .. وهديل تجلس أمامهُن تعرض جميع الملابس والمُستحضرات .. ومن أين جلبنَ كل قطعه ..

من جهتها مُتمدده فوق السرير ..
ولم يفوتُها نظرات الإستنكار والدهشه على ملامح اخواتها غير الشقيقات وبنات أخيها .. عندما تذكرُ هديل من أين جلبت الملابس ومستحضرات التجميــــــــــــل ..
تكره تلك الفقره .. وتوعدتهُن إن تزوجت لن تجعل أحد يرى أغراضها .. فما الذي يُحمسهُن لرؤية ملابس شخصيه وأدوات تجميل وعنايه خاصه!
صاحبة الفكره كانت هديل .. وهي من جعلتهُن يلتمن لرؤية (جهاز العروس) ..
تطلب منها نجوى : خوله بالله جيبي تلفوني خليني اورجيهن أدوات المطبخ إلي جبناهن ..
لبّت طلب نجــــــــــــــوى ..
( من عادات العائله المُتعارف عليها أن يُجهزُ أهل العروس أدوات مطبخ بيت إبنتهم من أواني وأجهزه كهربائيه ) ..
كلهُ كان من مهر غديــــــــــــــــــر ..
على غير العاده .. فلقد كان صقّار يُجهز مطبخ بناته من أموالهُ الخاصه وبمساعدة أبنائه .. ويكلفهُ ذلك الكثير ..
ويستدعي ذلك أن يطلب الأقارب والأصدقاء مالًا ..
ولكن مهر غدير العباره عن 6 آلاف و5 مئة دينار .. ما يُقارب الـ 5 مئة دينار لتجهيز أدوات المطبخ .. وألف ومئتان وخمسون أخذتهُن فاطمه لدفع دينًا أرهقها منذُ زمن كما قالت .. ( في بداية دراسة بناتها الكبيرات في الجامعه حيثُ كانت حالة صقّار الماديه من تدهور إلى تدهور أشد .. طلبت من إحدى أخواتها _ التي كانت بحاله ماديه جيده جدًا _ ذاك المبلغ ولم تستطيع أن تردهُ لأختها .. إلا الآن .. )
لم تكترث غدير بهذا الأمر .. فهي تُضحي وتُضحــــــــــــي وستبقى تمشي بطريق التضيحه .. لن تُبالي بـ أي شيء من حقها ويؤخذُ منهُ .. بغض النظر إن كانت والدتها أو غيرها ..
أما خوله وهديل فلقد وضحن إنزعاجهن من هذا الأمر .. فـ غدير فقدت من مهرها ألف و7 مئه وخمسون ..
كانت بإستطاعتها شراء ذهب أكثر .. فـ الذهب في هذه الأيام سعرهُ باهـــــــظ جدًا ..
وإن ليث وسالم كان بإمكانهم توفير المبلغ في السنوات الماضيه! .. ولكن هكذا هيَ الإستيلاء على الضعيف والمُضحــــــــــــــي دائمًا من أسهل الأشياء وأبسطها ..
رد فاطمه ماكان سوا : إن الذهب سيضطروا لبيعيه ولو بعد حين .. فما الداعي إلى أن تشتري منهُ الكثير!

أذان العصر حان موعدهُ لصالحها كي لا تُجامل الجالسات أكثر ..
فذهبت لتُصلــــــــــــي العصر وهي على وضوء من صلاة الظهر ..
أنهتها لتقرأ بعدها سورة ( الرحمن ) ..
تلمست جبينها الذي شعرت بألم فيه ما إن رفعت رأسها من السجود .. فلقد قضت وقت طويل في سجودها تدعي ربها وتتوسل كعادتها ..
مرّت ثمانية عشـــــــــــــــــر دقيقه ..
توجهت لطاولة خشبيه صغيره في صالة المنزل .. حيثُ تضع هاتفها فوقها ..
أصوات ضحكات أخواتها يتعالى .. أزعجها هذا اللقاء كثيرًا .. كم تكره التجمعات التي أصبحت محورها التبهـــــــرج والكذب والنفاق ..
خرجت للساحه الخلفيه من المنزل .. حيثُ تضع والدتها 4 كراسي خشبيه بوسطهن طاوله خشبيه أيضًا .. جلست على الكُرسي الذي موقعهُ أمام الباب الخارجي .. لتستطيع رؤية من يأتي للمكان الذي تجلس فيه من داخل المنزل ..
فـ فكره فكرت بها في الأمس تشعرُ إن هذا وقتها المُناســـــــــــب ..
بعادتها تُفكر قبل أن تفعل ما يدور بذهنها .. وتحسب أتباعه وما الذي سيحصل بعدهُ .. ولكنَ الأفكار المجنونه إن أتت للعقل لا يستطيع أن يغلبها ويبقــــــــــى يُفكر بها حتى يُنفذها .. ويتعلم منها درسًا قاسيًا! ..




__________



تنهد بعُمق .. عُمق الذكرى التي إسترجعها قبل لحضات ..
عندما كان يمشي بجانب الطريق الذي صارَ الحادث به ..
هُناك في تلك الهاويه إنقلبت سيارة صديقه الأقرب حيثُ كان هو بجانبه مُتشبث بيده وكإنه يستشعر تلك اللحضه قبل الفُراق! ..
لحضة الإمساك بيد الصديق أو إلتفافها حول عنقهُ .. دلاله على الصداقـــــــه العميقه!
تلك اللحضات التي تشاركاها معًا .. وضحكاتهُم تتعالى ..
والآن لا يُشاركه أحد تلك اللحضات .. هو بالأساس لا يحتاج لأحد يشاركه تلك اللحضات لإنهُ لا يضحك!
صوت مصدرهُ الهاتف .. مُعلنًا وصول رساله على تطبيق الواتس آب ..
أخرجه هاتفه من جيب بنطالهُ الخلفي ..
الرساله كانت من مُعتز .. الذي أصبح يُخالطهُ هذه الأيام كثيرًا ..
لم يخجل منهُ لا بل سألهُ .. أين عزّام عنكَ أتشاجرتم؟
ولكنهُ قال إن عزّام مشغول جدًا هذه الفتره فلذلك هو لا يتواصل معهُ ..
لم يُصـــــــــــــــــدق ذلك ..
فيبدو إن عزّام قد ملَّ من الوضع وقرر أن يضع عذرًا كي لا يتواصل معهُ مرةً أخرى ..
فـ حتى هو يظن إنهُ سيفعل ذلك قريبًا .. فـ مُعتز لم يجد شيئًا يقوله ويمازحهُ به إلا ألم بطنه! .. وهو ينصحهُ بالذهاب إلى الطبيب ولكن ذاك لا يرُد ويحاول تغيير الموضوع .. فـ شك للحضه بإنهُ يخشى الذهاب للطبيب ..
فـ نصحهُ بإن الأعمار بيد الله ولن يصيبك إلا ما كتبهُ الله لك .. ولكنهُ ما زال مُستمر بالشكـــــــــــوى دون الذهاب لطبيب!
وإن لم يحاول تغيير الموضوع .. يقول مثل كبار السن .. إن الاطبه يخترعون لك مرضًا ليس بكَ فقط كي يأخذوا مالًا ..
وأغلبهم يحاول التخلُص منك .. دون أن يفحصك مثلًا ليلعم ما بك ..



___________



إرتدت فستانها الأصفر المُزين بورود بيضاء صغيره ..
وحذائها الأبيض .. والقليل من مستحضرات التجميل ..
وشعرها أبقتهُ كما هو بخصلات مُتطايره ..
صديقات والدتها هُن من يُردنَ المجيء ..
فـ ما ذنبها هي وعُمر ليستيقظون منذُ الفجر!
والدتها مُنشغله بتصفيف شعرها ..
وعندما خرجبت لصالة المنزل .. وجدتها تجلس على طاولة المطبخ بجديلتها الفرنسيه التي تصل لأخر ظهرها .. والمزينه بورود حمراء .. وبفستانها الأحمر الذي لا يكادُ يصل لركبتيها ..
كم تمنت أن تُشابه والدتها .. فـ كل ما ترتديه وتفعلهُ يليـــــــقُ بها ..
آيات هي من أخذت نصيبًا كافيًا من والدتها .. إن كان بالملامح أو بطريقة الحديث ..

بعد أقل من نصف ساعه .. وصلت الصديقه الاولى ثُم الأخرى فـ الأخرى ..
سملت عليهُن بمجامله .. وعادت لغرفتها ..
لم تكُن تقضي وقتًا مع آيات _ بسبب فارق العُمر والتفكير _ ولكنها تفتقدها جدًا .. فوالدها يُمانع من أن تزورهم .. وأخوالها يمنعون زيارتها في منزل والدها ..
تفتقدُ غرفتها في عمّان .. كم كانت أكبر وأجمل .. يكفي إنها هي من قامت بتصميمها على ذوقها
أما هُنا لا شيء على ذوقها .. ولا تعرف أحدًا .. لم تخرج إلا مرةً واحده .. عندما أتوا الرجُلان وبرفقتهم الفتاه ..
لا تعلم لِمَ فكرت بهم كثيرًا ..
يبدو إن الذي أعطاها ظهرهُ مُرتبـــــــــط! فإن لم يكُن كذلك فـ لن يُمانع بالنظر لـ أي فتاه ..
فالمرتبطين عادةً لا ينظرون للفتيات بوجود زوجاتهم ..
نعم ، فيبدو إن تلك الفتاه خطيبه أو زوجه لهُ!
هذا ما فكرت بهِ .. كانت مُتحمسه للذهاب إلى منازل أمهاتهم لتشكرهم والدتها ..
ولكن بعد ما حدث مع والدتها لم تذهب لشكر أحدًا .. سيظنون إنهم لم يفرحوا بتلك الأشياء ..
لا يعلمون إن الأشياء حتى لو كانت رساله ورقيه أو طعام ذهب لمعدتهم .. يبقى الأثر بقولبهم لمده طويله .. هُم ليسوا من اللذين ينســــــــــــونَ إحسان الأخرين وودّهُم ..





__________




بقت تُحدق بالهاتف لساعات .. حتى إن صوت أخواتها قد إختفى تمامًا ..
والشمس أوشكت على المغيب ..
إذًا قد حان الوقت للتنفيذ ..
دخلت على تطبيق الإنستقرام ..
وتحديدًا على حسابه df_194 ..
حسابه عام لحسن حظها ..
بدأت يداها تخطُ الكلمات دون أي تفكيرٍ أو تردد ..
_ مرحبا ، مُمكن سؤال ؟ ..
إستغرق ردهُ 3 دقائق كما حسبت ..
_ هلا .. عفوًا مين إنتِ ؟؟
لم تُجيب على سؤاله .. مع إنها فكرت أن تقول أي إسم يخطر على بالها .. ولكنها خشيت أن يبحث ورائها ..
_ اسألي ..
_ إنت تحب غدير ؟!
أجابها بطريقه مُلغمه : مين غدير ؟
_ غدير إلي اتوقع إنها زوجتك ..
أجابها بتهكُم : لا ما أتوقع ..
_ يعني ما تتوقع إنك تحبها ..
_ لا مين قال ؟ أنا اقصد إني ما اتوقع إنها زوجتي ..
_ إنت تتهبّل علي ؟ كيف يعني ما تتوقع إنها زوجتك ..
_ لسا ظايل يوم وليله وتصير زوجتي .. أما هسا لا ..
_ تتمصخر صح ؟! ..
_ لا ما أتمصخر ..
_ طيب .. لسا ما جاوبت على سؤالي ..
_ مستحيل أقول مشاعـــــــري لشخص ما اعرفه .. قولي مين انتي عشان اقول لك ..
_ ما رح اقول مين أنا .. إنت بس جاوب .. تحب غدير ؟
أجابهاا بخبث : لا .. احبك انتِ ..
نرفزها جوابه : تتزوج إنسانه ما تحبها عادي عندك .. اتوقع انك ما عندك شخصيه ولا رأي .. تمشي على رأي البابا .. لو يقول لك تموت تروح تموت ..
بقى يقرأ كلامها مره وأخرى .. كيف علمت إن والده هو صاحب الفكره ولكنه رد : أكيد أروح أموت .. ابوي طلباته أوامر ..
وهذا الرد أيضًا إستفزها وعلمت إنها لن تستفيد من تهورها هذا شيء ..
ولكنها تجرأت قليلًا لترد عليه : انا والله أكثر شي اتوقعه ومتأكده منه كمان إنك إنسان بلا كرامه وراضي تتزوج وحده ما ودها إياك ..
هو شك بإنها هي وأتته من حساب وهمــــي كما رأى ..
ولكنه لم يكُن يظن بإنه بتلك الجرأه! ..
لم يسمع بإسمها في قريتهم أبدًا .. كما سمع أخبار من هُن بنفس عمرها .. كـ نسرين مثلًا وجرئتها المُعتاده ..
إكتفــــــــــى بإن يغلق هاتفهُ ..
فـ لن يجرحها بكلامه ويقول بإنها هي من كانت مجبوره على الزواج بهِ! ..
هو من الأساس مُكتفي بسيارته التي سينالها بعد الغد في يوم زواجه ..
اما هي فسيركنها بزاويه يُسميها ( مكتب الخدم ) متى ما أرادها يذهب ليستأجرها ..
مهما فكر أن يُغير تفكيرهُ لا يستطيع ويقف عند نُقطه معينه .. وهي إنهُ غير راضي بها .. أو بمعنى أخر لا يُريدها .. ليس ببالهِ أخرى ويريد الزواج بها ..
ولكنه لا يُحب أن يضطر أن يفعل شيء دون رضاه هو أولًا .. وهي أتت دون رضاه ودن تخطيط!



~~~~


من جهتها أيضًا أغلقت الهاتف ووضعته بجيبها ..
وسمعت صوت أخيها خالد _ غير الشقيق _ ينُاديها
خالد يمد إبريق الشاي لها : بالله سوي شاي .. وبس يخلص ابعثي لي اجي أخذه ..
هزت رأسها بموافقه .. وذهبت للمطبخ .. تُفكر بما فعلت ..
لو تعلم غدير ستغضب أكيد ..
وهو من المؤكد إنهُ ظن بإنها غدير من تُراسلهُ! .. ماذا لو سألها بعد زواجهم! ..
أبعدت تلك الأفكار عن عقلها ..
وإن حصل ستكون غدير مُتفهمه لإن هي أختها وكانت تُحاول إصلاح ما أفسدته الأيام ..
وهي حقًا كانت تُريد أن تعلم إذا كان يُفكر بغدير كحبيبه أو زوجه أم لا .. وهي من اللواتي يعلمن عن أفعاله مع فتيات القريه أو الفتيات الأخريات ..
فهل سيتغير بيوم وليله ويكتفـــــــــــي بـ غدير! .. هذا حقًا أكثر ما تخشاه!
لم تنتبه على إبريق الشاي إلا وهو يغلــــــــي وقد أفسد الغاز بأكمله ..
وكان ذلك مع دخول خالد ليوبخها : الله يهديتس ياخوله كل هذا ومنتي منتبهه ..
لم ترد عليه بل خرجت من المطبخ بأكمله وتوجهت لغرفتها كي تُكمل تجهيز أغراض غدير التي سيبعثونها لمنزلها غدًا ..



_________








تمَّ بحمد الله ..


طبتم حيثُ كُنتم ..
هاشميـــــة الولاء ..


هاشمية الولاء غير متواجد حالياً  
قديم 13-08-21, 03:43 PM   #48

هاشمية الولاء
 
الصورة الرمزية هاشمية الولاء

? العضوٌ??? » 487517
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » هاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الفصــــــــــــــل #16 ..







في الروح شقٌ هائل ..
وليسَ في يدي خيطٌ ولا إبره ..





اليــــــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..





ثمة أشياءٍ لا يستطيع الإنسانُ البوح بها .. تبقى مدفونه في أعماق صدره .. تقتلهُ أفضل من أن تخرج فـ تفضحهُ!
وإبقائها بتلك النُقطه دون البوح بها .. مُتعب جدًا ، ومُهلك للنفس البشريه ..
وهذا ما يحدثُ معها .. ثمة أمورٍ بداخلها أن تبوح بها يعني أن تُتعب نفسها أكثر .. دون فائده!
تنتبه لـ اختها التي تُحدثها : أه يا غيداء ما قلتي لي شو صار بينك انتي وجوزك ..
أخذت الشاي الذي قدمتهُ لها أختها الأصغر : ولا شي .. على حطت إيدتس ..
نجوى : شلون يعني على حطت إيدي .. كيف وضعكم هسا تفاهمتوا ولا بعدكم ؟
غيداء تُنهي الحديث : تفاهمنا وماشاءالله علينا .. تُنادي على أختها : غدير صاحبة الصالون ترن علي تعالي ردي ..
غدير التي دخلت للمنزل من أجل ان تنام جيدًا قبل ليلة زفافها : ردي أنتي .. انا دروح أنام ..
ردت غيداء عليها .. وأكدت لها صاحبة مركز التجميل بإن تأتي على العاشره صباحًا ..

لاحقًــــــــا .. وقد إنتصف الليل ..
جلست وحيده أمام المنزل .. وبيدها كاسة شاي بالنعناع ..
لم تعتاد على أن تتحدث بأمورها العامه لـ أي أحد ..
فـ كيف لو كان أمرًا كهذا شخصــــــــــــي وخاص إلى هذا الحد! ..
هي هكذا لا تتحدث عمّا بداخلها أبدًا .. مهما كان الأمر .. جيد أو سيء ..
حتى إن أخواتها قد قالن كثيرًا بإن من الصعب نيل الأخبار من غيداء فـ هي لا تتحدث إلا بأمورٍ عامه
عن الأزياء والمكياج مثلًا أم غير ذلك فـ لا ..
واجهت صعوبه من الحديث عن علاقتها مع زوجها الآن ..
بقائها عند تلك النُقطه دون تقدُم أو تراجع .. يُزعجها .. تشعرُ وكإنها تحت رحمتهِ ..
فاشله! لا تستطيع التخلـــــــي .. وحتى البقاء معهُ بـ نفس المنزل يخنقهُا جدًا ..
هي تعلم بإنها لو تحدثت لعائلتها عن الأمور التي حدثت معها .. لن يجعلوها تبقى معهُ ولا دقيقه واحده ..
ولكنها خائفه! .. خائفه من كل شيء ولا شيء! في آنٍ واحد ..
تعلمُ إنهُ أضعف من أن يُفشي بـ سرهم .. وهو تواصلهم مع بعض قبل الزواج بعلاقة حُب جمعتهم بالجامعه ..
هو لا يستطيع القول لـ أحد لإنهُ يخشى وصولهُ لوالديه ..
فـ والدهُ إمام مسجد .. وسمعتهُ هي أغلى ما يملك ..
ولكنها مُحاصرةٌ بزاوية .. حاولت مِرارًا أن تتحرر من تلك الزاويه ، ولكن دون جدوى ..
سـ تكتفي بـ شرف المحاوله!




_________





إلى أي حدٍ قد يصلُ الإنسان من قلة الأخلاق ..
لا ليست قلة أخلاق .. بل هذا ما يُسمى التجرُّد من الأخلاق ..
من يفتعل شيءً كهذا مُجرّد تمامًا من الأخلاق ..
الإنتماء لتلك العائله يعني إن لا شيء مُستحيل!
ولا شيء غريب! .. كل شيء عندهم مُمكن وقد يحدُث ..
أب يبحث عن زوجات! .. أم غريبة أطوار ..
ترى تصرفاتها بالأعراس التي حضرتها بوجودها ..
كـ التي تبحث عن زوجه لأبنائها .. ولا تكفُ عن النظر للفتيات ومقارنتهُن بإبنتها ..
إبنتها تلك الفتاه التي لا تدع فتاه إلا وتتعرف عليها ..
يطولُ حديثها يطولُ كثيرًا .. يبدو إن حبلهُ لا ينقطع! ..
وأبنائها الأول رؤيته قليله في القريه يبدو غائب عن العالم أجمع! ..
تائه ليس بالمعنى الحقيقي .. تائه بمعنى إنهُ يذهب لأكثر من مكان يدخل بـ اكثر من علاقه ..
والأخر ..
الأخر هو نفسهُ الذي تجرّد تمامًا من الأخلاق! ..
ومن الحياء .. وعدم خوفه من سُنة الحياه ( يوم لك ويوم عليك، الدنيا دواره ) ..
كل تلك الأشياء لا يُعيرها إهتمام!
الخبر وصل لإحدى نساء القريه فنقلتهٌ لـ إمرأه ومن الإمرأه تلك لأخرى فالأخرى حتى وصل الخبر لوالدتها لتقول لهُن ما حدث ..
هو ومجموعه من الأصدقاء يتتبعون سيارة فتاه وصولًا بمنطقه سكنها ..
حتى رأهم أبناء عمومتها وضربوهم ضربًا مُبرحًا .. ضربًا أدماهم لحد النزيف!
لا تعلم ما الذي يوصل المرء إلى هذا الحد من السذاجه والدناءه! .. ليفتعل فعلةً كهذه ..
لم يكتفوا بنشر الريبه والخوف بقلب الفتاه .. لا بل قاموا بتشويه سمعتها ..
فـ من سيُصدق بإنهم لحقوا بها لمنزلها رغبةً منهم .. وليس هي التي طلبت منهم ذلك .. أو إنهم يعرفونها ليفعلوا ذلك!
والأخير .. ذاك الأخير الذي لا يُذكر بأمورٍ كـ تلك .. ولكن من المُستحيل أن يكون مُختلفًا عن هذه العائله ..
بتقطيبة حاجبيه تستطيع أن تكتشف الكثير .. ما وراء غضب شابًا بعمره سوا فقده للمحرمات ( كالمخدرات مثلًا ) ..
تضربها بأسفل عُنقها : خييير وين وصلتي ..
خوله بإلم من ضربة تلك : وجععع أوجعتيني ..
غيداء التي دخلت قبل دقائق لتُشاركهن النوم بنفس الغرفه ..
وتحديدًا بجانب دانا .. أما يزن فلقد نام بجانب غدير : شو إلي شاغل بالتس من غير شر ..
خوله بتضييع حديث كي لا تظهر بإنها كانت تفكر بالحادثه التي حصلت مع الفتاه : افكر بمستقبلي .. المُهم ما قالت لتس امي عن البنت إلي لاحقينه على داره ..
أجابت غيداء وهي تتمدد فوق سرير دانا : اه قالت لي .. هو الموضوع عادي .. يعني طيش شباب .. والدنيا والله صايره تخوف ..
تلك العباره التي تكررها غيداء دائمًا .. ( إنتبهي خوخه والله الدنيا صايره تخوف ) عندما دخلت للمدرسه .. وعندما أنهت إثنا عشر عامًا من الدراسه وتفوقت لتدخل الجامعه وقد قالت لها نفس العباره ..
عندما تسمع أي شي يحدث بالعالم تقول تلك العباره ..
العباره المُخيفه إلى حدٍ ما .. العباره التي تدفعكَ لتصديق كل مُستحيل قد يفعلهُ البشر ..
الدنيا يا أختي ليست مُخيفه .. البشر هُم اللذين صنعوا كل تلك الحكايا التي جعلت الدنيا بأعيننا مُخيفه!
الدنيا أرض سلامٍ خلقنا الله بها لنعمرها ذكورًا وإناثًا .. ولا ندوم بها! ..
أتصدقين ذلك .. تعيشين بها بـ سلام تنشرين سلامًا حُبًا ورضا .. تُعمرينها بـ الخير ..
ثُمَّ ترحلين منها لجنةٍ أفضل وأجمل! .. هذه هي العداله الربانيه! .. هذا هو العوض الجَميل ..
تصنع جَميلًا تلقى الأجمل .. عند الله وحدهُ تكون تلك العداله!
_ هااه!
غيداء بغضب لإنها أعادت قولها أكثر من مره وخوله ما زالت تقول لها " هاااه! " : طررررش .. صارلي ساعه اعيد السؤال ..
خوله : ما كنت منتبهه .. شو قلتي ..
غيداء : فيه واحد من عيال ماجد كاين معاهم صح ..
خوله : اه .. امي تقول إنه عبدالإله ..
نعم ، هذه العائله التي تحدثت عنها .. عائلة اللا مُستحيـــــل ..



~~~~



تسمع حديثهُن بذهنٍ غائب .. تحاول النوم .. لا تستطيع ..
يغلبها النُعاس .. ثُم تفزُ وكإنها سقطت من أعلى قمة الجبل ..
ذهبتا والدتها ونجوى عصر اليوم ..
إلى منزلها كي يرتبن ملابسها واغراضها .. هي عاده عند الأكثريه ..
يذهبن والدة العروس وأخواتها ومعهُن شنتة ملابسها وكل ما جهزت لمنزلها ..
يكون المنزل مُرتب ونظيف .. فقط عليهُن ترتيب الملابس والأغراض الخاصه بالعروس ..
أهل العريس يكونوا قد جهزوا غداءً ( منسف بلحمة مثلًا ) غداء يليقُ بأهل العروس ..
مدحت والدتها أهل ذياب .. والدته وعمتاه الإثنتين ..
إستقبلنها بـ حُب وإحترام .. على غير عادتهم .. يبدو إنهم قد رضوا بهذا النسب! ..
ومنزلها بتفاصيل جميله .. تتضح الفخامه عليه .. والأجمل به موقعه .. كان واسع جدًا بصالة إستقبال الضيوف وغرفة معيشه وديوان كبير بإثاث فخم لإستقبال الضيوف " الرجال " ..
3 غُرف نوم .. إثنتان بأثاث والثالثه مُغلقه .. الأولى غرفة الزوجين ..
والثانيه قالوا إنها للأبناء ..
بمطبخ بأخر الصاله كبير .. باللون الأسود والرمادي ..
وحمامان .. من غير الثالث بموقعهُ بين غرفة النوم الأولى والثانيه ..
أغرقن كل التفاصيل بالمديح التي تظن بإنهُ مُبالغ بهِ ..
أغلقت عينيها بإصرار .. ستنام! .. هي مُرهقه بما يكفي .. فإذا لم تنام لا تستبعد وفاتها ..
تحت كل ذلك الضغط الذي تشعر بهِ .. يفتكُ رأسها .. يُفتت خلاياها خليه تلوَ الأخرى ..
يبدو الأمر بظاهرهُ سهلًا .. ولكنه صعب جدًا .. لإنسانه ضحت دون رِضا يُذكر!



________




يتحدث فوق رأسهِ دون ملل ..
كإنه يخشى عدم لقياه مرةً أخرى ..
هل الذي يتزوج يموت؟ لا أمل لرؤيته مرةً أخرى ..
هكذا سألهُ بصريح العباره .. ورد يوسف كان نعم ..
تقتلهُ الحياه .. أو بمعنى أخر ينشغل بحياته الجديده ..
تصبح رؤيتك صعبه .. وأنا بداخلي الكثر أريد قولهُ ..
بداخلي إضطرابات ، تشتت ، ضياع .. كل شيء بدا مجهول ..
إندهش من وضع صديقه .. للمره الثانيه كما حسب ..
يأتيه يوسف وهو بهذا الحال .. بهذا الضياع المُخيف!
يوسف إنسانٌ لا يُقرأ .. ولا يُرى بالعين المُجرده ..
بداخله تفاصيل كثيره تحتاج لمجهر كي تُرى!
يقول يوسف " أنت تُشابهني " لذلك أصبحنا صديقين مُقربين إلى هذا الحد .. أنت تلهو بأمور دنيويه عمّا بداخلك ..
أما أنا فـ لا .. لا شيء يُلهيني .. أبدو دائمًا مُعكر المزاج ..
لإنني لا أنشغل بأشياء سوا التفكير ..
تفكير يأخذني لقارات لم يذكرها التاريخ .. أو تجاهلها بمعنى أخر ..
فـ لدى الإنسان قارات يذهب إليها .. عند كل شعور ..
للسعاده قاره .. للحزن قاره .. وللتشتت قاره وللضياع كذلك ..
تجد بـ قارة السعاده من يُشاركك الحياه السعيده والهنيه ..
وبقارة الحزن يحدثُ نفس الأمر .. ولكن بصوره أخرى ..
فلقد تجد من هو نفس حالك! .. قارة الحُزن هي عباره عن بحر ..
بحر عميـــق جدًا .. وأنا يا صديقـــــــــــــي وصلت لحد الغرق!
يراقب تفاصيل يوسف عند حديثهُ .. والأمر لا يخلو من وصفهِ الشاعري ، الروائي ..
لا يصف الحُب .. بكمله واحده .. يتعمق بالامر لـ أخر حد ..
لا يقول بإنهُ شعور أقرب لنفخ الروح .. يُعطيكً وصفًا دقيقًا للحُب بإيجابياته وسلبياته ..
إلى أين قد يوصل المرء ..
لم يذكر بإنهُ قد حدثه عن مشاعر الحُب بداخله ..
دائمًا يتحدث عن الأخرين .. فُلان يحب فُلانه وها هُم اليوم يعقدون قِرانهم ..
وينهي حديثهُ بـ ( الله يجلعها نهاية كل حبيبين ) .. وأنت ياصديقي متى ستجعل نهايتك كهذه!
يوسف بأدق وصف .. يمتلك عائله من أب وأم أختين وأخوين ، أقارب ..
ذو نسبٍ معروف .. ولكنهُ مجهول!
والأقرب وصفًا " ضائع " ..
وهو الصوره المعاكسه لهُ .. ولكنهُ يختبـــــــــــئ بإحترافيه تحت قناع اللا مُبالاه ..

بقيَ على هذا الحال حتى أذان الفجر ..
وما زالا مُستمرين بأحاديثهُم ويوسف ما زال يصف بـ دقه مُبالغٌ بها ..



__________



كيف للحياه أن تكون أفضل وأنت ســـــــــــيء ..
سيء من الداخل .. ومن الأعماق ..
ما فعلتهُ بسيط حسب قولك .. فغيرك فعلوا ما هو أشدُ بشاعةً! ..
ما كان عليك فعل ما فعلت .. هكذا هي مُعادله بسيطه ..
لا تُبرر خطأك لنفسك .. بل قُل ما كان علي فعل ما فعلت .. صغيرًا أم كبيرًا ..
ما الإستفاده من اللحاق بفتاه إلى باب منزلها ..
الفائده هي التي تظهر الآن عليك من ندباتٍ وكدمات ..
الدماء التي تتجمع بجانب فمك .. هي الفائده ..
والدتك التي تُبكيك منذُ الأمس! ..
والدك الغاضب الذي يتوعدك .. لم يستطيع أن يرفع رأسهُ للناس بعدما فعلت ..
وأنت تقول ( تستاهل الأكثر من هيك .. وسمعتك خلقه بالأرض ) ..
أكلُ هذا حقدٌ لإنه جعلك تفقد حبيبة الهاتف ..
نعم! نسرين حبيبة الهاتف .. هاتفك يحبُ الإتصال عليها والحديثُ معها بأواخر ساعة الليل ..
ذاك الوقت الذي تملُ به .. فلا تجد ما تفعل سوا الإتصال بـ نسرين ..
ولا غير ذلك فـ لا يوجد أي مشاعر إتجاهها .. الحُب أرقى من ما تفعلهُ يا أخي .. أرقــى بكثير ..
منذُ أن وصلني الخبر بفعتلك .. وأنا موقنًا بإنك فعلت ذلك من أجل أن يصل الأمر لوالدنا ويغضب ويشعرُ بالخزي .. فما فعله كان كفيل بإن يجعلنا جميعنا نشعرُ بالخجل ..
ولكن هل طريقتك بالإنتقام صحيحه! .. ستمّرُ السنوات ياأخي ويبقى ذكركَ مُرتبط بما فعلت .. ستغضب إن رفضك أحد الرجال إذ طلبت إبنته .. ولكنهُ لا يُلام! ..
عزّام الواقف بحيره بين والدهُ وأخيه المُمدد على الأريكه بصالة المنزل ..
ووالدهُ الذي يرمقُ عبدالإله بنظراتٍ غاضبةً ، حارقه ..
حتى هَدَمَ جدار الصمت بقولهِ : انت فصخت الحيا مره وحده ..
شلون تلحق ببنت الناس عند دار أهله .. قووول إنطق ..
عبدالإله يُجيبهُ ببرود يحرقهُ : على الأقل أنا واضح مش من تحت لتحت .. وشو ما سويت أظل أحسن منك ..
قاطعهم هوَ : عبدالإله بسس .. خلص إسكت ..
ماجد ينتفض بغضب : لا يا عزام .. خليه يكمل .. كمل كمل .. قسم إنك قليل حيا وما تستحي على وجهك ..
عبدالإله ما زال يتحدث ببرود يحرق والدهُ : من شابه أباهُ فما ظلم ..
سكبَ الشاي على الأرض .. والكاسه الزجاجيه إصتدمت بحافة الأريكه التي يتمدد عليها عبدالإله ..
قهقه عبدالإله كي يستفزهُ أكثر ..
عزّام وقد إحمّر وجهه من شدة الغضب وقطب حاجبيه ..
كان يتمنى الصراخ ونهيهُ عن الضحك .. ولكنه لم يستطيع ..
شيءٌ ما ألجمهُ .. نحرهُ نحرًا ..
الدنيا مُخيفه لدرجه إنها قد تجعل إبنك الذي سهرت الليالي تليها الليالي كي تُلبي طلباته .. تعيشهُ عيشةً هنيه .. يكون راضيًا وليسَ ساخطًا .. يُصبح وقحًا معكَ .. يُحدثك وكإنما يحدثُ صديقهُ! .. صوتهُ يرتفع ، يتجاهلكَ .. لا يُعيركَ إهتمامًا بينما هو كان محورُ إهتمامك ..
الدنيا حقًا مُخيفه!

دخلت وبين يديها المٌرتجفتان صينيه صغيره بوسطها كاسة ماء ..
قدمتها لأخيها ونظرها بالأرض .. أخذَ الماء شاكرًا .. لتخرج هي بخطواتٍ سريعه ..
لقد وعدها والدها بإن يأخذها لمدينة الألعاب برفقة صديقتها الأقرب " رنيم " .. ولكنه لم يفي بوعده بسبب ما حدث مع عبدالإله ..
كان يجب أن تخرج برفقة أهلها مثلًا .. فلقد جلست بالمنزل لمده طويله ، تدرس وتدرس ..
كان يجب أن يراعوا مشاعرها .. فكل شيء يُتعبها من شدة التفكير بالنتيجه .. كان يجب وكان يجب ..
كان يجب الكثير .. ولكن لم يحدث أيًا مما يجـــــــــــــب حدوثهُ!



________






قبل كُل حدثٍ مضـــــــــى بِـما يُقارب الـ 8 ساعات ..


_ ياحبيبي يا إبني .. واللهي ما كان إله داعي تجيبلي كُل هالهدايا .. بس يالله ربنا يجيب لك الخير .. رفعت صوتها أكثر كي يصل لمسامع زوجات أخويها : ويرزقك من حيثُ لا تحتسب .. ويبعد عنك العيون الحقوده والحاسده .. وقد شدّت على أخر كلمتين ..
عُمر بإبتسامه فخوره : قليل بحقك يا أحلى أم ..
خالده تُبعد الأكياس لتحتضن يديه ، وهذه المره لم تُعير إهتمامًا لنظرات زوجات أخويها الحارقه : انا ما بدي منكم إشي .. غير انكم تكونوا بخير وحواليني ..
اغرورقت عيناها .. ليجد الدمع طريقًا لهٌ ليعبر على وجنتيها المحمرتان : الله يجمعنا بـايوشتي قريب إن شاءالله ..
عُمر بتأثر : إن شاءالله .. لا توكلي هم يَمّه .. انا لساتني بحاول أرجعها .. وصدقيني رح ترجع بحضنك قريب ..
قريب! .. إلى أي حدٍ من القُرب .. باتَ كل شيءٍ مُستحيلًا مع ذاك الرجل ذو القلب الحديدي .. الخالي تمامًا من المشاعر والأحاسيس ..
لم تكتشف خلوّه من الإحساس اليوم ، لا بل منذُ أن غرقتهُ بمشاعر الحُب الصادقه .. وبإهتمامها المُفرط .. وهو لا يهتم!
لم تستطيع الصمت أكثر : ماما ليش ما تروحي للمحكمه .. إنتي الأحق بآيات .. لإنك وبكل بساطه أمها .. ومش متزوجه كمان .. صح ولا لأ ..
حديثًا هذا في صالة المنزل المُشتركه مع ساكنيه .. لا يمر مرور الكِرام .. ولا يعبرُ أذنًا دون تدخل!
_ لا يا روح أمك ما ظلش عليكم غير المحاكم .. البنت مش طايره .. وقريب بترجع ..
قريب مرةً أخرى .. القُرب البعيد! ..
طرقات على الباب .. لتقف زوجة أخيها بطولها الفارع مع إنحناء كتفيها .. لتفتح الباب ..
سمعت صوت إمرأه كبيره بالسن : السلام عليكم ..
لترد زوجة أخيها : وعليكم السلام .. حياكي الله تفضلي ..
وأخيرًا عرفت بإنها إحدى نساء القريه .. ويبدو إنها ممن بعثت لها طعامًا ترحيبيًا ..
وقفت مُرحبةً : يا أهلًا وسهلًا .. أشارت لها بإن تجلس على الأريكه الصفراء : تفضلي حبيبتي ارتاحي ..
المرأه مع كل خطوه تمسك بركبتيها يتضح عليها التعب من ألم الرُكبه ..
_ حبيت أمر عليكم .. كيفكم مع السكنه الجديده .. كيف الوضع معكم تعودتوا ولا لسا ..
تتأخرُ بالرد ، لترد زوجة أخيها : واللهي لسا الوضع متأزم شوي .. بتعرفي عمان وكل شي بجنب الدار .. والي بدك اياه بيوصلك لباب بيتك .. أما هون .. ما فيش إشي متوفر ..
هذا ما يهمُك توفر كل شيء دون عناءِ!
هذا ما قالتهُ بداخها أما ردها : معليش هذي هي الحياه .. مافيش إشي بييجي على الكيف .. بس مصيرنا بنتعود على إلي الله كتبه إلنا ..
زوجة أخيها بإنفعال : لا مش متعودين ولا إشي .. إن شاءالله إنها كم اسبوع وبنرجع لبيتنا وأهلنا ..
ردت المرأه : هي الغُربه والبُعد عن الأهل أكيد صعبه .. والواحد ما يقدر يتعود عليه .. إن شاءالله إنها مثل ما قلتي كم اسبوع وترجعون لأهلكم ..
إبتسمت لها : إن شاءالله ..
زوجة أخيها تهزُ قدمها بتوتر .. يبدو إنها تٌفكر .. ماذا سيحدث بها لو بقت هُنا أكثر! لن تحتمل فالوضع بالنسبةِ لها لا يُطاق ..
تسألها بعد أن جلبت آلاء العصير : شو اسمك ياخاله .. انتي جارتنا ..
الخاله بإحراج لإنها نست أن تعرف عن نفسها : أنا فاطمه أم ليث .. يعني تقدري تقولي جيران تقريبُا بينا وينكم شارع ..
تلك الخاله مُريحه جدًا .. تشعرها بالأمان : والنعم والله ..كويس يعني قراب ..
تُنادي على آلاء : الوش روحي نادي تيتا ( جده ) ..
تُلبي آلاء طلبها فتصعد للأعلى حيثُ تنام الجده .. بعيدًا عن إزعاج الأطفال ..

من جهة فاطمه التي طلبت من نجوى الذهاب معها لزيارة الجيران الجُدد والإطمئنان على حالهم .. قبل أن يذهبن لمنزل غدير ويرتبن أغراضها ..
ولكن نجوى رفضت .. فـ على حسب قولها .. بإنها لا تعرف أطباعهُن وكيف يُفسرنَ الأمر .. مُمكن يظنوا إن سبب زيارتهم معرفة أسباب رحيلهم وقتلهم للرجل ..
لا تلومها ، فـ غالبًا يخشى الإنسان ردة فعل الأخرين .. إن قدم لهم خيرًا مُمكن أن يظنوهُ شرًا حسب تفسيرهم البشري!
ذهبت لوحدها .. لا تكذب بإن السبب الرئيسي لذهابها هو رؤية المرأه التي يتحدثنَ عنها نساء القريه .. جمالها وجمال إبنتها .. قد قالت لها إحدى الجارات ( روحي إخطبي بنته لولدتس سالم ) .. الأم أجمل من الإبنه ..
فـ الإبنه يبدو إنها مُتأثره بفتيات مواقع التواصل الإجتماعي .. ذاك الذي يُسمى الإنستقرام! .. شعرُ مُجعد أحمر شفاه باللون الاحمر الصارخ .. فستان بالكادِ يُغطي ركبتيها .. أظافر طويله كـ ساحره شريره ..
كل تلك التفاصيل تثبتُ لـ فاطمه بإنها مُتأثره بالفتيات المشهورات ..
سمعت تعليقات النساء على لباسها الذي تخرج بهِ .. فلقد رأنها مرتان تقفُ على شُرفة المنزل ..
بفستان قصير ، أو بيجامة نوم! ..
تلك الفتاه تظنُ إنها بـ عمّان لا أحد يهتم لطريقة لباسها .. ولكنها بقرية صغيره .. يهتمون سُكانها بـ أدق التفاصيل ..
ذكرنَ النساء إنها بلا حياء .. وإعتادت على حياة عمّان .. ويبدو إنها ستُعاني هُنا .. فـ إبن الجاره لا يُفارق برندة المنزل .. منذُ أن رأها تخرج على الشرفه بتلك الملابس!

تأخرت المرأه التي صعدت الفتاه لإيقاظها .. وفاطمه لا تستطيع التأخر أكثر فـ بعد نصف ساعه سيذهبون لمنزل غدير ..
إعتذرت من المرأه التي لم تتعرف على إسمها منها .. ولكنها تعرفهُ من نساء القريه .. وعلى زوجة أخيها كما قالن الجارات ..
خالده تودعها : الله معك حبيبتي .. شرفتينا .. أوعدينا بزياره ثانيه ..
فاطمه : الشرف لي والله .. اعذريني هالفتره مشغوله بعرس بنتي .. إن شاءالله بس أفضى أزوركن ..
خالده : ماشاءالله مُبارك.. إحنا بإنتظارك حبيبتي ..
ذهبت فاطمه .. وهي صعدت لغرفتها كي تنام مُرهقه من شدة التفكير بـ آيات .. ووضعها مع والدها ..




_________



صباح رابع أيام عيد الأضحـــــــــــى


الساعه التاسعه والنصف صباحًا ..
تجهزت بالكامل .. وغيداء تُمسك بفستانها ..
خرجتا برفقة سالم إلى صالون التجميل ..
إضطراب معدتها ، ألم يفتكُ رأسها ، فراغ في بطنها ..
فراغ لا تعلم سببًا لهُ .. سوا إنها متوتره وقلقه جدًا ..
تنظر لمرآة السياره ، لتجد غيداء تنظر لها بـ حنان ..
تُطمنها بنظراتها .. وبإبتسامتها ..
شغلت نفسها بالهاتف .. فإن بقيت تُفكر سـ ينفجر رأسها ..


~~~~

شطّفت أرضية المنزل .. بدت الأرضُ لامعةً مُبتهجه .. فـ اليوم ستمرُ فوقها عروسٌ!
سمعت زامور السياره .. يبدو إن ليث غاضبٌ من تأخرها هي ودانا ..
ركضت للداخل ولبست بسرعه .. شعرت بإنها ستنسى شيء ..
حتى إقتربوا من الوصول لصالون التجميل .. تذكرت بإنها نسيت اساورها ..
وهذا الأمر كفيل بإن يجعلها بمزاج سيء ..
ودانا لا تتوقف عن الحديث مع إنها نهرتها أكثر من مره : بس يا دانا بسسس .. اسكتي مشان الله ..
دانا بإنزعاج : اففف عاد .. ما تخلون الواحد يسولف .. قالبين الخلقه من الصبح ..
سألتها : دانا جبتي اساورك ..
تهز دانا رأسها بمعنى " نعـــم " ..
أصمتت الإنزعاج الذي بداخلها .. ويخالطهُ قلق .. بإنها ستشتري أساور أخرى عندما تصل لصالون التجميل ..
وفعلًا هذا ما حدث .. فور وصولها جعلت أخيها يُنزل دانا .. ويأخذها هي لأقرب محل يبيعُ الأساور والأقراط .. فـ إشترت أساور كارتير والخواتم .. وسلسال فانكليف لـ دانا ..
اما هي فـ سلسالها لم تنساه .. سلسال بشكل فراشه رقيقه .. يُعجبها هذا النوع جدًا ويرتقي لذائقتها ..



____________


أخذه والدهُ معهُ لصالون تجميل الرجال .. حدد لحيتهُ ..
ووضع لهُ ماسكًا للبشره .. وهو بالكادِ يفتح عينيه .. سهرته في الأمس مع يوسف لم تنفعهُ أبدًا ..
فهذه المره الثالثه التي يوقظهُ بها فايز ..
ويهدده بعدم إعطائه سياره ..
تمنى لو إنه يستيطع أن يفعل كـ جيري ..
يضع ملاقط تمنعُ إنغلاق أهدابهُ رُغمًا عنهُ ..


~~~~

مشى الوقت بسرعه على غير العاده ..
حتى وجدا أنفسهم بوسط صالة منزل فايز ..
أمامهم أريكه بيضاء أكثر فخامةً من التي كانت بخطوبتهم ..
من جهتها فكانت تنظرُ للحضور القليل بعكس يوم الخطوبه ..
عماتهُ لم تراهُن بيوم الخطوبه .. فـ كما قالت نجوى إنهُ كانن في السعوديه .. وعادن من أجل زواج ذياب ..
الكبيره تُشبه ذياب وكإنها والدتهُ وليست عمته!
أما الأخرى فـ لا تشبههُ أبدًا .. تشبه أخيه ناصر أكثر ..
والدتهُ بثوبها باللون " النيلـــي " تبدو كـ ملكه شريره .. بعينيها الحادتان .. الممطوتان أقرب لعينين الآسيويين ..
أروى تُشيرُ لها بإن تبتسم .. فـ تبتسم إبتسامه غير نابعه من قلب .. تصطنعها بكل ما تعنيه الكلمه ..

أما هو .. فما زالت أمنية أن يفعل كـ جيري ..
تدور برأسهِ .. لا يرى سوى أشياء ملونه تتحرك!
وألم بمعدتهِ بسبب النُعاس الشديد ..
يتمنى أن يطير الوقت يصبحُ أسرع من الفهد!
فهو الآن لا يرى سوى النوم ، الأحلام ..

وأخيرًا .. إستطاعت أن تنظر لهُ يجلس بجانبها ..
واضعًا يدهُ تحت ذقنه .. وكإنهُ يصبر نفسهُ بالقوه ..
يبدو إنهُ لم يستطيع إخفاء عدم رضاهُ أكثر ..
لا تُفسري يا غدير على حسب هواكِ .. أرجوكِ لا تُفسري ..
ستُتعبين نفسكِ أكثر .. لِمَ لا تقولي بإنهُ مُتعب .. أو يخجل .. مع إنها بعيده جدًا عن ذياب .. ولكن لا بُد من الخجل في ليلة الزواج ..
قولي أي شيء .. ولكن لا تُفسري .. هكذا هي تمنعُ نفسها من تفسير تصرفات البشر .. وكإنها تُخففُ عن نفسها ..
وبداخلها يقين تام بتفسيراتها ..


~~~~

لحُسن حظهِ إن الوقت مرَّ بسرعه ..
وهاهو يقود السياره ذاهبًا برفقة زوجتهِ إلى منزلهم ..
حتى دخلا .. إنتبه إنها تُعاني مع فستانها الكبير ..
تمسكهُ من جهه حتى يفلت منها من الجهه الأخرى فتـتعثرُ بهِ .. تنوي السقوط .. فيمسكها من عضدها .. تتشبثُ بهِ ..
حتى تصل لغرفة النوم .. يدخل هو مُسرعًا للحمام .. يخرج ببيجامة نومهِ .. يستلقي على طرف السرير ..
وهي تخلعُ حذائها .. وتسريحتها لا تتطلب منها إلا أن تخلعُ التاج وتغسلهُ بماء دافئ يُذهب ذاك الصُداع ..
دخلت للحمام ومعها بيجامة نومها .. خلعت الفستان بعد مُعاناه .. فيديها لا يصلن لظهرها حيثُ الربطات اللواتي يُثبتنَ الفُستان ..
دخلت تحت الماء الدافئ .. إستشعرت دفئه يسري إلى أعماقها .. حيثُ الألم الحقيقي ..
كانت ليله هادئه ، مرّت بـ سلام .. مع إن كل شيء بداخلها يقول العكس!
خرجت لتجده يتقلب بضجر .. يبدو إنهُ من شدة التعب يستصعبُ النوم ..
وهو كذلك لم يشعر بحركتها المُزعجه بالغرفه .. لم يستطيع النوم ..
تقلبَ مِرارًا وتكرارًا .. يمينًا وشمالًا .. ولكن دون جدوى ..
يبدو إنَ ملاقط جيري ظهرَ مفعولهُن الآن!
طلب منها بخفوت : ممكن تجيبين لي مي ..
لم تقول شيء .. خرجت من الغرفه مُتجهتًا للمطبخ ..
لم تكذبا والدتها ونجوى .. فـ تفاصيل منزلها تُعجبها ..
ملئت الكاسه بماء بارده جدًا ..
وهي بطريقها للغرفه إستشعرت برودتها تسري بعروقها واصلةً لـ جوفها .. شعرت بظمأ غريب .. فـ شربت القليل منها ..
والباقي أعطتهُ إياه ..
مد يديه بالهواء كي يأخذ الكاسه لم يكن يعلم إنهُ كان يُمسك طرف بيجامتها ..
أمسكت يدهُ ووضعتها على الكاسه .. ليأخذها شاكرًا ..
غلبهُ النوم .. وكإن دواءه كان بـ كاسة الماء!
تنظرُ لهُ واضحٌ إنه لم ينام منذُ الأمس ..
بقت لأذان الفجر .. صلت الفرض فالنعاس غلبها .. ودخلت بدوامة الأحلام ..




__________


قبل الحدث الماضـــــــــــي بـ ساعه ..

بحثت عنهُ بـ كل مكان يخطرُ على بالها ..
غرف النوم بإستثناء غرفتين .. غرفة المعيشه ..
وغرفة الضيوف .. المطبخ .. الحمام ..
لم تجدهُ .. تصاعد القلق بداخلها ..
لتقرر أن تخرج للخارج وتبحث عنهُ ..
لم تكن تعلم بإنها تمشي بالطريق المُعاكس ..
أي من خلف منزل فايز ..
استمرت بمشيها وهي تنادي بصوتٍ مُنخفض : يزن .. يزونه وينك ..
ستغضبُ غيداء بلا شك .. فهي أعطتها إياه وأمنتها عليه ..
وكان ذلك أثناء إنشغالها بمساعدة ذياب لتلبيس غدير الذهب ..
لم تشعر بنفسها إلا وهي تصتدم بإحدهم .. ليلتفت لها ..
_ خير اختي فيه شي ..
خوله بخوف : لا لا ولا شي ..
اوقفها بقوله : اذا صاير شي قولي لي .. يمكن اقدر اساعدك ..
كان يقول ذلك وعيناهُ تنظر لكل شي إلا لها ..
خوله من شدة ذعرها لم تنتبه إنها خرجت بفستانها الأزرق الذي يكشفُ ساقيها : شفت عيل صغير .. هيك لابس بدله سودا ..
هز رأسهُ : أه شفته مع سالم صقّار ..
وهو فعلًا رأى سالم يحملُ طفلًا يرتدي بدلةً سوداء ..
همست هي ( مع سالم! ) ..
عادت من حيثُ أتت .. وهو أكمل طريقهُ ..
وشيء بداخلهُ مُضطرب .. ليس من الضياع كالعاده ..
من شيء أخر يجهل أسبابهُ ..
إصتدم بـ راشد : يا عيب العيب .. مني خابر الحبايب يتقابلون قدام الرايح والجاي ..
يوسف يدفعهُ عن طريقه .. ليضحك ذاك بعلوِ إستفزهُ ..


ــــــــــــــــــــ










تمَّ بحمد الله ..

طبتم حيثُ كنتم ..
هاشميــــة الولاء ..


هاشمية الولاء غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-21, 08:26 AM   #49

قــــلــــم
 
الصورة الرمزية قــــلــــم

? العضوٌ??? » 491808
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,346
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » قــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» اشجع ahli
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




من الاراضي المصريه
ارسل السلام وكل التحيه
الى اديبة كبيرة / أردنيه
صاحبة فكر أسطوريه
ولديها أدوات أدبيه قويه






الاديبه الراقيه أ /














لك فكر متميز
وباسلوب انيق
ومعك قلم قوي





لا اجد الا ان اقول لك
راقيه
ورائعه
ومتميزه





اشكرك لكل ما هنا من عطاء ادبي جميل
وانتظر الجديد والمزيد



رجاءا
تقبلي حضوري وتوقيعي






كان هنا


قلم



تحياتي وودي واحترامي



قــــلــــم غير متواجد حالياً  
قديم 13-09-21, 07:02 PM   #50

هاشمية الولاء
 
الصورة الرمزية هاشمية الولاء

? العضوٌ??? » 487517
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » هاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond reputeهاشمية الولاء has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصــــــــــــل #17 ..






‏ـ ‏سلامًا على من مَرَّ على مُرَّنا فحَلاه ♥️





اليــــــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..



أكرهُني عندما أبكي .. أكرهُني جدًا ..
شيءٌ بداخلـــي أشعر بهِ عندما أبكي أكبر من مشاعر الكُره بكثير ..
لدرجة أن أضرب نفسي بقسوه .. لماذا تبكين!!
ومن أجل من يا أنا ؟ .. ما الذي يدعوكِ للبكاء!
حقًا لماذا أبكــــــي!
كُنتُ على يقين تام .. بإنني أبكي على نفسي ..
قهرًا وحسرةً .. كيف وصلت إلى ما أنا عليه الآن؟
كيف أعطيتُ وبذلت .. تعبتُ كثيرًا من كوني ضحيه دائمًا وأبدًا ..
كوني ضحيه على الدوام .. يجب أن أُقتلُ فورًا ..
يجب أن يتصدقون بلحمي للحيوانات الجائعه والأكله للحوم! ..
توارد بذهني سؤال .. هل ستشعرُ الحيوانات بإنها تأكلُ إنسانًا دون فائده! ..
لا فائده من وراء أكل لحمهِ!! .. إنسانًا قد قُتل لإنهُ لا منفعه لهُ بين الناس ..
كُل تلكَ الأفكار دارت بذهنها أثناء إنشغالها بمسح أثار المكياج الذي وضعتهُ في وقت الصباح وتحديدًا عند زيارة أهلها لها في ما يُسمى بـ ( صباحية العروس ) ..
أثناء غسل وجهها بالماء شعرت بسائل دافئ يسري على وجنتيها ..
لم تُصدق للحضه بإن تكون أمطارًا مالحه! .. ملأت وجنتيها لحد الفيضان! ..
خرجت من دورة المياه .. لتُمسك بـ هاتفها .. ترى ما جديد الناس .. ولكن كالعاده لا جديـــــد! ..
خرجت منها تنهيدة ما بعد البُكاء .. تنهيده لم تكُن طويله ..
ولكنها ذات معنــــــى عميق ..
هو لم يكُن موجود .. فقدتهُ منذُ الظهيره وكان ذلك بعد رحيل أهلها بساعاتِ كثيره ..
والآن وقت العصر وقد سمعت صوت الأذان تسمعهُ جيدًا بسبب قُرب المسجد من منزلها ..
ذهبت لتصلـــــــي .. وتدعوا الله كثيرًا بإن تكون الفتره القادمه أكثر هدوئًا وسلامًا من الآن ..




_____________





هذه المره الثانيه التي ترفضُ بها رجلًا من القريه يطلبُ يد إبنتها ..
تسألها والدتها مُعاتبةً : طيب ليش بترفضي .. ماشفتش عليهم إشي .. زلام " رجال " والنعم منهم ..
خالده : طيب ياماما واللهي عارفه زلام والنعم وماشاءالله عليهم .. بس ياأمي كبار بالعُمر وبنتي لساتها صغيره ووراها مشوار طويل مدرسه وجامعه ..
تُقطاعها بعد أن نزلت من السلالم : تيتا انتي من كُل عقلك انا بوخذ من هدول .. يا تيتا هدول مستقرين هون وانا مستحيل اتجوز واحد من هون واسكن بهالقريه الي من العصر الحجري!
خالده : أه والله .. يعني لو ماكانوش من هون بتقبلي عادي! وولا همتك الدراسه ابدا ..
آلاء شعرت بإنها زلّت .. وكان يجب ان تقول عكس ما بداخلها .. وتُبدي رفضها من أجل الدراسه ولكنها للأسف قد تحدثت دونَ تفكير : لا ياماما مش هيك .. بس انا بحكي لتيتا انه مستحيل اتجوز واحد من هون! .. يعني اذا فكرت بالزواج .. تصمت لثواني بسبب نظرات والدتها لتقول بسرعه : بعد الجامعه أكيد ..
جدتها التي وقفت لتذهب للصلاه : خلصنا عاد فضيها سيره ..
بعد أن ذهبت الجده سألت والدتها : ماما شو رح يصير بمدارسنا .. شهقت فجأه وقد أفزعت والدتها : ماما بليز تحكيش إنّا حَندرُس هون ..
وبختها قائله : مزع الي يمزعك .. خرعتيني ..
انتي الي حَتدرسي هون بس .. اوكي ياروح الماما ..
آلاء وقد نسيت بإن عُمر لا يدرس بعد رسوبه بإمتحانات التوجيهي .. أما هي فـ ستدرس بمدرسة القريه الحكوميه! ..
تصدمها والدتها بقولها هذا : اه صحيح نسيت احكي لك .. ترا خالك راح يجيب ملفاتكم انتي وبناته مشان ينقلكم هون ..
كان الأمر كالصاعقه بأدق وصف .. قفزت من مكانها لتذهب لغرفتها .. وتُغلق الباب ..
وتصفُ جميع أدوات التجميل أمامها .. فهي عاده بها منذُ الطفوله .. عندما تغضب تضع المكياج على وجهها ..
وتتزين وكإنها ستخرج لحفلةٍ صاخبه .. وبالأخر تمسح كل ما وضعتهُ وتنام!
حُبها المُفرط للمكياج تصاعد إلى أن يُصبح طريقةً تُخرجُ بها كل ما بداخلها من غضبٍ ..



____________



يتقلب منذُ الأمس .. لم ينم سوا ساعتان!
وما زال مُستيقظ للآن والساعه الرابعه والنصف عصرًا ..
لم يجد شيءً يفلعهُ سوا الإتصال بـ ذياب .. يعلم إنهُ لن يردهُ خائبًا وسيأتي لهُ فورًا ..
تردد للحضات .. شعر بإنهُ أناني .. ويطلب صديقه بأكثر أيامهُ إنشغالًا ..
ولكن ذاك التردد تلاشى .. ما إن أمسك الهاتف ..
إتصل عليه .. للمرةِ الأولى لا رد! وللمرةِ الثانيه كذلك .. والثالثه فالرابعه .. أما الخامسه فكان قد أغلق هاتفهُ ..
ليكون الرد بإن الهاتف مُغلق يُرجى الإتصال مرةً أخرى!!
للمرةِ الأولى .. لا يرد عليه ذياب .. كان من الثانيةِ الأولى يصلهُ صوتهُ ناعسًا .. لإن بوقت العصر يكون وقت قيلولتهُ ..
ولكن هذه المره 4 مرات إتصال والخامسه يُغلَق الهاتف!
من يلومهُ عندما يقول بإن الشخص عندما يتزوج ينشغل عن أحبابهُ كثيرًا .. هذا شيء من حقهُ ..
ولكن بالنسبه ليوسف يكرههُ جدًا .. هو حقًا لا يملك صديقًا أو أخًا سوا ذياب ..
مرّت ساعه بكُل دقائقها الستون .. ليسمع طرقات مُتتاليه على الباب ..
كذب نفسهُ بإن يكون ذياب .. مع إنهُ يحفظ طرقاتهُ جيدًا ..
تلك النغمه التي يصدرها بأصابعهُ يحفظها عن ظهرِ الغيب ..
ولم يكُن سواه .. يقف أمامهُ بقميصهُ الخمري ..
ردَّ عليه السلام ليدخل للداخل ..
مرّت رُبع ساعه وهو يرد بكلماتٍ مُختصره ويحاول الأنشغال بـ أيًا كان إلا الحديث مع ذياب!
يشعر بشيء بداخلهِ يمنعهُ من الحديث معه ..
شيءٌ أشبهُ بالغضب مُمكن ..
لم يُكمل أفكارهُ لإن صوت ذياب قد صدحَ بالمكان : علامك ما ترد علي؟ .. إنت زعلان مني ..
نظر يوسف للمكان من حوله ، وأخذ تنهيده عميقه وكإنهُ يمحي ذاك الغضب الذي بداخله : مني زعلان .. بس متضايق كثير ..
ذياب بإهتمام وهو يتقدم بجلسته : ما عاش ولا إنخلق إلي يضايقك ..
قاطعهُ : لا والله إنخلق وعاش وهيُّه قاعد قبّالي " أمامي" ..
صمت ذياب للحضات .. لم يستوعب بإنه هو المقصود إلا عندما نظر لهُ ليقرأ عتبًا بعينيه .. : متضايق منّي؟ شو سويت أنا ..
يوسف بصراحه : أرن عليك ما ترد .. وإنت تدري إني ما ارن عليك إلا لما أكون فعلًا محتاجك .. وتدري كمان إني ما عندي حدا أشكي له .. وأنا أنخنق إذا ما حكيت إلي بيّا ..
ذياب بإنفعال : بالله عليك زعلان عليّ عشاني ما رديت عليك! .. أقسم الله إن عقلك صغير .. إنشغلت يعني شو أسوي لك ..
كان يوسف سَيّرد ولكنه منعهُ : كِل تِبن وإنطم ..
شعرَ يوسف إن لا داعي للغضب من ذياب .. وهو يتضح من مجيئهُ لهُ إنهُ بداخلهُ الكثير يوّد قولهُ ..
أرسلت لهُ أخته إنها أنهت الشاي .. ذهب ليجلبهُ ..
إستغرقهُ ذلك 3 دقائق .. وهو يُجهز صينية الشاي والكاسات ..
عادَ لجلسة الرجال ليجدها فارغه! لا وجود لذياب بها ..
عقدَ حاجبيه بإستغراب .. لتتضح لهُ الرؤيه بإن ذياب قد غادر المكان بإكمله ..
أحزنهُ هذا الأمر جدًا .. وشعر بقيمة الوقت .. كان بإمكانهم الحديث عمّا بداخلهم بكل هذا الوقت الذي تشاجرا فيه .. لعل وعسى يجدون حلًا لما هُم به!
وعَلِمَ إنهم الإثنين كانوا مُثقلّين بالأحزان والهموم ،
ولو أخفوا ذلك .. الملامح تكشف كل المستور ..

_____________


عادَ لمنزلهُ ليراها تقف بالقُرب من الغاز الكهربائي ،
يبدو إنها تصنع الشاي لنفسها ..
صوت رنين هاتفهُ أمسك الهاتف وصعد لغرفته ..
المُتصل يوسف .. كان بمزاج سيء فقرر عدم الرد عليه ..
وضع الهاتف على الشاحن فوق الطاوله التي بجانب السرير ..
لفتَ نظرهُ خاتمها الذهبي تضعهُ على طرف الطاوله ..
تذكر بإن هذه الجهه من السرير كانت لها .. فغير الخاتم يوجد كريم يبدو إنهُ يقيها من أشعة الشمس الحارقه!
تمدد فوق السرير من جهتها وكان ينوي النوم ولم يستغرقهُ ذلك طويلًا ..


وأخيرًا وجدت فيلم أجنبي رومانسي للحد اللا معقول ..
هي هكذا بعادتها المعروفه لنفسها فقط ، وبأوقات إضطرابها النفسي تبحثُ عن أفلام رمانسيه جدًا تنتشلها من العالم البائس ..
فجأه شهقت لتتلفت حولها بحثًا عنهُ ..
خافت من أن يأتي وهي تُتابع لقطةً كهذه!
فذلك سيوقعها بحرجٍ هي بغنى عنهُ ..
لحُسن الحظ إنها لم تجدهُ وهو لم يخرج من الغُرفه ..
لم تُنهي الفيلم فلقد ملّت ..
توجهت للمطبخ لتسكُب لنفسها كوب شاي دافئ من الذي صنعتهُ قبل قليل ..
وخبزة توست مُحمصه فوقها القليل من الجُبن السائل ..
وضعتهم على صينيه صغيره ..
وصعدت للأعلى .. جلست على الأريكه الرماديه الوحيده بموقعها بزاوية الصالة العلويه من المنزل ..
أمامها 3 طاولات صغيرات مُتداخلات ببعضهُم البعض بلونهُن الأبيض ..
أكلت بتلذذ وإستمتاع .. لتشعر بخمول مُفاجئ وشيءٌ ما يدعوها للنوم .. مع إنها ليست من عادتها النوم بوقت العصر ..
ولكنها لم تنم منذُ الأمس سِوا القليل جدًا ..
جعلت كل شيء على الطاوله بمكانه وتوجهت لغرفة النوم ..
لتجدهُ مُستلقي على ظهره ويدهُ اليمين أسفلَ رأسه ..
نائم بهدوء ملائكي عكس ما بداخلهُ من خُبثٍ بشري!
أزعجها بإنهُ ينام بجهتها .. ذلك أكثر ما تكره ..
هي إذا حدّدت لنفسها مكان لا تُحب أن يقوم أحد بالإستيلاء عليه دون أخذ رأيها حتى!
رنين هاتفهُ يُعلن وصول رساله جديده ..
لم تستطيع كبح فضولها .. فتوجهت حيثُ يضع هاتفهُ ..
أخذتهُ مع كريم الواقي الشمسي .. فإذا إستيقظ فجأه يظن إنها أخذت الكريم .. ولحسن حظها إنهُ لم يستيقظ أو يُحرك ساكن ..
فتحت الهاتف لتقرأ رساله مصدرها " يوفس " ..
بقت لثواني تُحدق بشاشة الهاتف من " يوفس؟؟ " ..
إستطاعت الفهم أخيرًا .. وإن المقصود يوسف وذاك يقلب أحرف إسمهُ ..
نعم يوسف تعرفهُ جيدًا الصديق الأقرب منذُ الطفوله ..
من لا يعرف ذياب ويوسف؟ .. كُل فتاه مرّت بالمدرسه تعرفهم جيدًا ..
الرساله كانت عِباره عن : " زفتان رح أجيك على الساعه 8 بالليل ونطلع على المكان إلي ودك إياه ، المُهم تراني ودي اقول لك شي مهم جدًا .. شي كنت تستناني اقوله من زمان ..
رساله أخرى : " لا تتأخر كل دقيقه تنحسب من السالفه " ..
لا تُنكر بإن فضولها قد يقتلها .. تود أن تعرف ما هي الحكايه ؟ ماذا يُريد أن يقول لهُ ..
وموضوع ذاك ينتظرهُ منذُ زمن!
عادت للغرفه وهي تمشي على رأس أصابعها وببطء شديد ..
الحظ اليوم يُحالفها .. فلقد وجدتهُ نائم كما كان ..
أعادت الهاتف لمكانه ..
ونزلت السلالم لتجد الأريكه تدعوها للنوم ولم تستطيع المقاومه أكثر ..
بأيامها الأخيره أصبح روتينها عِباره عن الكثير من النوم دون أي جديدٍ يُذكر ..



_____________



مرّت الأيام بطيئه على البعض ،
وعلى البعض الاخر سعيده جدًا خصوصًا لإنها وصلت لليوم الذي تنتظرهُ بلهفه ..
تنزلُ دموعها من شدة الضحك : أخخخ بططططننني الله ياخذك ياميس والله بطني صار يوجعني ..
ميس التي تمشي ورائهُن ببطئ بسبب وزنها الذي يزيد عن الـ 100 : اسكتي انتي لو تشوفيه شو تعملي .. بقولك شكلو متل القرد ..
خوله بعد أن تمالكت نفسها : خلص عاد حرام نحكي هيك ..
تضربها بالكتاب على رأسها : شو رأيكو بنات نروح نتغدا شاورما .. اخخخ قلبيي إشتقت للشاورما ..
خوله برفض : لا بنااات .. جاي على بالي برغر والله مشتهيته ..
صديقه أخرى : اسمعي بروح انا وانتي والبنات نوكل هم برغر والدوبا ميس بتورح توكل شاورما ..
ميس بغضب مُصطنع : بفرجيكم ياحيوانات بتخلوني لحالي ..
خوله وقد حزنت عليها : خلص انتي روحي اطلبي شاورما واحنا نطلب هم برغر ونروح كلنا نقعد بالمقاعد إلي على الطريق ..
ميس : لا والله بستحي أكُل قُدام الرايح والجاي ..
خوله وهي تسحب يد صديقتها : أقول ما حدا شايفك .. يالله إستنينا هناك طيب ..




_________



تتصفح هاتفها بملل ..
لتجد كل صديقه تضع مقطعًا رومانسيًا كيدين متشابكتين مثلًا ..
أو أجساد تحتضنُ بعضها ! .. والكثير من المقاطع المُشابهه ..
أثارَ ذلك بداخلها غيره خفيّه .. كل فتاه بعمرها لديها من يُحبها وتُحبه .. لو إنها ما زالت بعمّان ستقبل أن تكون حبيبه لأحمد إبن الجاره المُزعج ..
من المؤكد إنها لن تتزوجه فقط تشعر بالأشياء التي يشعرونَ بها من هُم بعلاقة حُب!
أغلقت الهاتف لإن الملل بدأ يتصاعد بداخلها ويأخذها لأماكن مُغلقه .. أو بالمعنى الأصح أماكن قد يُغلق عليها بها وتكون تلك النهايه!
كل يوم تزداد رغبتها بالتعارف على فتيات القريه ..
اللواتي أصبحت ترى بعضهُن عندما تخرج بشرفة المنزل ..
إحداهُن كانت تمرُ من أمام منزلهُم وصوتها عالي جدًا وضحكاتها تتطاير مع الهواء لتصل لأذنيها تكادُ تُفقدها سمعها ..
حتى إن والدتها قالت من تلك النوريّه؟ .. ليرد عُمر ممازحًا : والله يَمه هالبنت حلوه بتوخذ العقل .. ما بتعرفيها ؟ هذي بنت الست إلي إجتنا من فتره ..
لم تفهم كلامهم ..
ومضى كل شيء كما هو .. ولم ترى تلك الفتاه مرّةً أخرى ..
مع إنها تمنت لو إنها ترى وجهها فـ فضولها يريد أن يرى من صاحبة نبرة الصوت العاليه إلى هذا الحد ..



______________


وصلت قبل الفتيات .. لتجد التي تخجل من الأكل أمام المارّه مُنسجمه بالأكل بشكلٍ غير مُهذب ..
تجلس خوله بجانبها وتضع الأكياس أمامها .. منتظره وصول باقي الصديقات اللواتي ذهبنَ لشراء المشروبات الغازيه ..
ميس وهي تضع الشاورما بفمها : بحس لو أكلنا بمطعم أحسن صح ..
خوله وهي لم تفهم كلاممها بسبب إمتلاء فمها أجابتها : صح صح أحسن ..
تمدُ لها ميس من الشاورما : بتوكلي ؟ ..
خوله : لا ما ودي شُكرًا ..
تضحك ميس بشكلٍ مُفاجئ وتُشير بعينيها على شابين يقفان بجانب الطريق : شوفي شوفي .. أما شعره قُصه تانيه ..
نظرت خوله للمكان الذي تُشير لهُ ميس .. لترى أحدهم يعطيهُن ظهرهُ والأخر ينظرُ لهُن بكل وقاحه .. ويقطبُ حاجبيه .. ضحكت هي بعلوٍ وكادت أن تشرق بلُقمتها الصغيره ..
لا تعلم لِمَ أثار إستفزازها قطبّت حاجبيه! تراها لا تليقُ إلا بشخصٍ واحد ..
لم تستطيع الاحتمال فـ مع مجيء الصديقات حتى الاخر أصبح ينظر إليهُن ويرفع حاجبه الأيمن ثُم ينزلهُ : لا لا خلص انا ما اقدر اتحمل لو أظل شوي رح استفرغ ..
ميس : لا خوخه خلينا نضحك شوي ..
خوله : خلص ضحكنا كثير .. خلينا نقوم نتمشى .. نحرق الأكل إلي أكلناه ..
ميس بضحكه : شو بدي أحرق لأحرق .. ولك ما خليت إشي إلا وأكلته ..
أمانه أمانه خوخه شبعتي ولا اشتري لك وجبه تانيه ..
خوله تضحكُ على كلامها ، فلقد طلبت ميس منها أن تأكل معها وسمحت لها بذلك .. وهي قد شبعت ولكن تلك ما زالت مُصره إنها لم تشبع : والله ياميسو شبعت .. قومي نمشي بس ..


___________


منذُ ذلك اليوم الذي خرجَ فيه مُسرعًا
ليلتقي بصديقه يوسف .. وه الفضول يشتد بها أكثر فأكثر ..
وقبل فتره ليست بالبسيطه حيثُ كانت هي تصنع لنفسها الشاي بالنعناع .. أتى هوَ إلى المطبخ ليُفاجئها بكلامه : ودي أروح أنام ..
نظرت إليه بإستغراب وهو مُنشغل بسكب الماء لنفسه ، شعرَ بنظراتها المصوبه نحوه .. ليلتفت لها .. : ورح أغلق تلفوني لا تحاولين تفتحينه .. ولحقَ كلامهُ بإبتسامه بسيطه ..
للوهلةِ الأولى لم تفهم مقصدهُ ولكنها تذكرت ذاك اليوم الذي سرقت بهِ الهاتف لترى من يُراسلهُ ..
لا تعلم كيفَ عَرِفَ بذلك!
ولم تكُن تعلم إنه كان مُستيقظ ولم ينام من شدة الأرق ..
في البدايه تصاعد بداخلهُ غضبٌ طفيف .. ولكنهُ سرعان ما إنمحى .. فهي فتاه كـ باقي الفتيات ستحاول تفتيش هاتف زوجها بشتّى الطُرق ..
أنهت صُنع الشاي بالنعناع .. الذي أصبح عادةً مسائيه لا تستطيع الإستغناء عنها ..
صعدت للأعلى حيثُ غرفتهم وبيدها كاسة الشاي ..
تدعثرت بحافة الباب وكادت أن تسقط ولكنها تمالكت نفسها باللحضه الأخيره .. ولكن الشاي قد تتطاير من الكاسه إلى قدميها ليلسعها لسعاةٍ حارقه ..
أغمضت عينيها بألم .. وتقدمت للداخل ..
جلست على حافة السرير .. لتلتفت للوراء وتجدهُ مُتمدد فوق السرير يثني قدمهُ اليُمنى ..
بادرها بالسؤال : علامتس ؟
ردت بعد تردد : لا ولاشي بس إنكب شوي من الشاي على رجلي ..
صمت لمده ليست بالقصيره ..
ليقول بضحكه حاول أن يخفيها : اقول غدير ..
إلتفتت لجهتهِ لتصبح عيناها بعيناه مُباشرةً .. : اختس خوله تقرا بجامعه ؟
أثار إستغرابها السؤال .. ولم تُجيب .. كان كل تفكيرها نظراته تذكرت كم كانت تُفكر بها من قبل .. عندما أحرقها بتلك النظرات بفترة الخطوبه ..
شتت نظراتها لتُجيبهُ : أه .. ليش تسأل ..
تردد قليلًا ثُم قال : ولا شي .. بس خويي " صديقي " وده يتجوز قلت ممكن أدله على اختس ..
غدير : مين صاحبك .. يوسف ؟ ..
أجابها : لأ .. واحد ما تعرفينه ومهو من هان ..
غدير : اختي لسا تقرا ما رح تتجوز فلا تدله ولا على بالك ..
وقفت منهيتًا الحديث .. خرجت من الغرفه بأكملها ..
للتو إنتبهت لكاسة الشاي التي بقيت بيدها ولم تشرب منها سوى القليل .. وقد بردت كثيرًا بسبب التكييف .. توجهت للمطبخ فـ لديها القليل من الأعمال المنزليه تود إنهائها قبل الصباح ..


_______




















تمَّ بحمد الله

طبتم حيثُ كنتم
هاشميـــــــة الولاء


هاشمية الولاء غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.