شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة (https://www.rewity.com/forum/f524/)
-   -   ألحان الربّابـــــه (https://www.rewity.com/forum/t482721.html)

هاشمية الولاء 15-05-21 11:33 PM

ألحان الربّابـــــه
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تقبل الله طاعتكم، وأتمَّ بالعيد فرحتكم، وأقرَّ عينيكم بنصر أمتكم ..

يسرُني أن أقدم لكم .. روايتي الأولى : ألحان الربّابه ..
بقلمي : هاشميــة الولاء ..



ملاحظه * إن كان هُنا أي تشابه في الواقع "اسم ، شخصيه ، موقف ..." فهذا محض صُدفه فقط لا غير ..



الرواية حصرية لمنتدى روايتي


https://upload.rewity.com/do.php?img=169644


****


البدايــــه ..
أفتحوا الصفحه الأولى .. إكتبوا على بعض السطور .. وإتركوا بعض السطور ..
السؤال الأول كالتالي .. فسّر ما يلي : الربّابه إرث أردني ..
السؤال الثاني كالآتي : أكملِ ما يلي : وهي الآلة الأصل التي تطوّرت عنها نماذج شبيهة أدّت في القرن الخامس عشر وما بعده إلى ظهور.......
السؤال الثالث : عرفِ ما يلي : الوَتَر :
المفتاح (العصفور أو المفراك) :
إنتهت الأسئله ..
سلمنا أوراق الإمتحان للمعلمه .. حان وقت معرفة النتيجه .. لم أجد إسمي بين أسماء الناجحين .. ولا بين أسماء الراسبين .. فـ قلتوا لـ أبي دعنا نذهب للمدير ونرى ما المشكله .. فهل نُسيت ؟؟ .. عندما دخلنا وجدنا المعلمه تجلس بغضبٍ واضح .. وعندما رأتني صاحت بي : أيها الوغد الكبير .. أهذه إجابات تُكتب؟؟
وأكملت الحديث وهي توجهه لي : إجاباتك الحمقاء إن دلت على شيء فلن تدل سوى على إنك لم تفتح الكتاب أبدا .. وفـ والله لو فتحت الصفحة 85 ستجد بعضًا من الأجوبه في السطر الرابع .. ولكن الأحمق أحمق وخطأكَ لن يُغفر .. هل لديك ما تقوله بعد كل هذا ؟؟ ..
أجبتُ وأنا انظر لوالدي : نعم .. أنا وجدتُ في مكتبة أبي كتاب تحت عنوان ( الزمن القديم ونشأة القُرى) وفتحت الصفحه 85 وقرأت السطر الرابع لأجد أجوبةً تليق بأسألتك ..أكملتُ بصوتٍ غليظ كاللذين ينقلون لنا الأخبار في المحطات التلفزيونيه : الربّابه هي قريه أُسست منذ 90 عامًا يحتاجون سُكانها للوصول للعاصمة عمّان ما يُقارب الـ ساعه والنصف تقريبًا .. فما الإرث بالموضوع .. قرية صغيرة المساحه كثيرة السُكان .. صحراءٌ قاحله لا زرع فيها سوى ما زرعَ أهلها من أشجار وما نبتت الأرض من أعشاب .. أما السؤال الثاني .. فهل القُرى تُنسخ وتُلصق ؟؟ .. أي الآلات الحديثه التي ستصبح نموذج شبيهٌ من قريتنا .. أكملتُ حديثي بفلسفه : أما سؤالك الثالث بصراحه وكما رأيتي فأنا لم أجد جواب لتعريف الوتر .. لم أسمع به من قبل .. أما المفتاح قُلتُ وأنا أنظر لـ أبي : أظن إنه عند دخولك للقريه فهم مفتاحٌ لنا نبتدأ منهم وننتهي عند مسجد القريه ..
قاطعتني المعلمه قائلةً : خاب ظني فيكم يا طلبه ..
أتساءل هل أحدٌ منكم يعلمُ سبب قولها هذا ؟؟ ..
______


الأمــــــــس ؛ عشناهُ ولن يعـود ..

هُناك حيثُ مُنتصف القريه .. تسكُن عائلةٌ فقيرة الأخلاق .. والإحترام .. نواياهم تنعكس على أعمالهم ..
يجلسون حول مائدة طعام .. مليئه بما لذَ وطاب .. فهذه العائله أغنياء أموال فقط لا غير ..
يوجه حديثه لوالدته .. بنبرة رجاء : يا يمممه يا يمممه والله بس هالمره ..
والدته بحزم : لأ يعني لأ .. تروح مع صحابك للدكانه بالقريه أه .. أما تهيت معاهم برا القريه لأ ..
قال وهو يستعد للهروب : رح أرووووح ورجلكم فوق راسكم ..
وهو يتجه نحو الباب الخارجي بخطوات شبه راكضه .. شعر بشيء يسقط فوق رأسه مما جعله يُغمض عينيه بألم .. للحضه ظن بإن مصدرهُ السماء ساخطة عليه لإنه رفع صوته على أمه(تفكير طفولي) .. ولكن ما كانت إلا حذاء أحد أخوته قد رمته عليه أمه ..
بعد دقائق قليله .. يدخل الطَفره الجينيه بهذه العائله .. وهو يُمسك بشعر أخيه يسحبه نحو جهة أمه .. : يممه شو مسويلتس هالحيوان ..
أمه وهي ما زالت تحت تأثير الغضب .. فهي تُعاني من تربية أبنائها الذكور .. ووالدهم الذي يغيب عن المنزل أكثر من حضوره إليه .. وإن فعل إحدى الأبناء أي مشكله يضع كُل اللوم عليهاا .. : بالله يا راشد إنك تقلعه عن وجهي ..
راشد وما زال متمسك بشعر أخيه الذي يحاول الفرار من قبضة يديه : طيب قولي شو مسويلتس وشوفي شو أسوي به ..
رانيا وهي تُخفي نبرة الإستياء : خلص أنا رح أعلم ابوه عليه .. وخليه يدابر هو وولده ..
راشد الذي لديه علمٌ كافي لسبب نبرة الإستياء بصوت أمه : ما عليتس يمه والله غير أربيه واخليه يعرف إن الله حق .. أكمل وهو يوجه حديثه لأخيه الذي يصغره بعام وقد ترك شعره : الحقني على الغرفه ..
ذياب وهو يُمسج فروة رأسه بأصابعه العشره : أقوول حل عنيي .. فاضي لك أنا .. وجه حديثهُ لأمه : تقولين لأبوي ولا ما تقولين له أنا رح أروح يعني رح أروووح ..
ما إن لف بجسده نحو الباب .. حتى سُحب جسده بأكمله بسرعة البرق وما وعى على نفسه إلا والباب يُطبق عليه هو وأخيه الغاضب ..
راشد : الله ياخذك ويفكنا منك .. بصيحه مرعبه : قوووول أمييين .. صمت لثواني وأكمل بهدوء : ياخي إنت ما تخاف ربك بأمي .. ما تشوفه متحمله كل شي لحاله ..
أمسك بكتفي ذياب وأردف : يا ذياب أمي تعبت معانا كثييير والله العظيم .. تحملت أبوي وإستهتاره .. إنت ما تشوف أبوي كيف معيشنا على المصاري وبس .. دسألك سؤال بس سؤال واحد وبعديه روح سوي إلي ودك إياه .. عمرك حسيت بوجود أبوي ؟؟ .. ما فيه غير مصاريه حاضره معانا ولا هوو وينه ؟؟ ..
لم يتسطع الإكمال .. فكم يخنقه حالهم هذا .. وأخوته الإثنين يمحورون إهتمامهم حول المال فقط .. لا وجود أب يعنيهم .. ولا تعب أم يُلينهُم ..
من جهة الأخر إنسحب من الغرفه بهدوء .. كما إعتاد .. فكم مرةٍ رأى أخيه يختنق من حالهم ويحاول إكمال الحديث ولكن العبره تخنقهُ .. أأستطيع أن اقول لك يا أخي إن المال يُبهجنا .. بينما أبيك غائب .. المال يُلبي طلباتنا .. بينما أبيك غائب .. المال يذهب ويأتي .. بينما أبيك لا يأتي أبدًا .. حتى مرور الكِرام لا يمرهُ .. الشعور الذي خلقه أبي فينا .. شيّدَ بُنيانه فيني ..
نحنُ لا نمشي على صراطٍ مستقيم .. نحنُ نتقوس بخُطانا ثم نستقيم .. ومن ثم نعاود الكره وهكذا .. كالقوس الذي يَعزفُ أنغامه على وتر الربابّه .. فـ ما الطريق إلى الإستقامةَ دُلني ..


اليــــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..

كم هو ضيفهم عجول .. فـ في الأمس شرعوا لهُ الأبواب وأدخل السرور لكل من زار .. واليوم هاهو يوضب حقائبه كي يرحل بعد ثلاثون ليله من الروحانيه ..
تقف كي تصلي صلاة الوتر .. وها هي تُكبر ومن ثم سورة الفاتحه .. وما تيسرَ من سور القرأن الكريم القصيره .. ركوع ومن ثم قيام فترفع يديها ودعت رب العالمين .. بهمسٍ مسموع : اللهم أعده علينا أعوامًا كثيره ونحن لا نشكو همًا ولا تعبًا ياالله ياكريم.. وأكملت أدعيتها الروتينيه من طلب الرحمه والمغفره والعفو والعافيه ..
..
تستعدُ للإستحمام وأختها تُصلي .. ألقت عليها نظره وقالت : وين الكريم .. ردت تلك بعد أن سلمت عن يمينها وشمالها : بجرار الخزانه ..
جهزت بيجامة وجوارب وصففت عطورها وما تستخدم للعنايه بعد الإستحمام على الطاوله .. طرقات فجه على الباب أزعجتها : ميييييين ..
ليأتيها الجواب : أناا ..
غدير وهي تضع على الطاوله بالجهه الأخرى .. المكياج وهو عباره عن أحمر شفاه باللون العنابي وأيلاينر ومسكارا وبعضًا من أساسيات المكياج : ثوووواني بسس ..
فتحت الباب بعد 30 ثانيه بالضبط : خييير ..
سالم : وين العطر إلي أعطيتس إياه تخبينه عن ليث ..
غدير تتجه نحو الدُرج وتفتحه لتُخرجَ منه العطر وتمده ل أخيها سالم : هذا صحح ؟ ..
سالم يهز رأسه بنعم : أه ..
بعد ذهابه .. ذهبت للإستحمام إستعدادًا لليوم الأول من عيد الفطر السعيد ..
بعد دقائق : تدخل على والدتها والأخ الأكبر وأختها التي تصغرها ب 8 أعوام .. وعند جلوسها يدخل أخيها سالم قالت لتغيضهُ : يا هلاا بسلمى ..
سالم يتظاهر الغضب : أنا سلمى ..
خوله بقوه مُزيفه : أه إنت لعاد أنا .. وتُكمل وهي توجه حديثها لـ أخيها الأكبر ليث : وإنت لين .. كيف بس وأنا أسميكم أسماء حلوووه ..
ليث : شعنده خالد ..
سالم يوجه حديثه للأخت الأصغر دانا : أقوم أصفقه ..
هزت رأسها تلك بنعم .. خوله بجزع : لااااا لاا خلص خلص والله اخر مره .. أنا سلمى أناااا ..
عاد سالم لمكانه وقال : أيووووه من الأوللل ..
تضحك دانا بصوت مرتفع على وجه أختها الخائف ..
لتقول تلك : ضحكتي من سرتس بلااا .. حيووووانه ..
تضحك بصوتٍ أعلى كي تغيضها .. لتوبخها أمها : وطييي صوتس يا زفته .. أبوتس عنده زلم (رجال) ..
ليث بعد أن وقف ليخرج : أه صحيح .. مين الي عند أبوي ؟؟ .. كأني سمعت صوت مره (أمرأه) ..
فاطمه : أنداري .. صمتت لثواني لتقول للجالسين سالم وخوله ودانا : يمكن عمتكم جايه تشكي من عياله لإنه أخر مره هند مرة خالد قالت لي إنهم ما يجونه ..
سالم : لا ما ظنيت .. توني جيت من عندهم ..
خوله : أه يمه مستحيل عمتي لإنه بنته مريم حاطه حاله كاسات نسكافيه وبسكوتات ومبين من الأثاث انه دار عمتي .. فمستحيل بناته يخلنه تجي وهن عنده ..
دانا المنشغله بالهاتف : ولا تنسين بنتس شو قالت ل مريم ..
خوله بتأييد : أه صحح .. ووالله أروى ما تنلام به يعني حنا شو دخلنا بمشاكلهم من دور الدنيا وهي تتشكون من عياله .. إذا ما عرفت تربيهم لا تزت بلاهم علينا ..
______
بجهه أخرى من قرية الربّابه وتحديدًا ببدايتها بعيدًا عن ضجيج أهلها .. تجلس مع والدتها وأخواتها وهي سادستهن ومحور حديثهن هو الرجل الذي يكبرها بأعوامٍ كثيره وقد طلب يدهاا : الله ياخذه هالشايب العايب .. أكملت بقهر : هسا أنا أصيم وأصيم وأفطر على بصل الله يسلط عليك عجوز منتهي ووده يتجوز .. ييييمممممه بالله قولي لبناته خليه يجهز لأخرته بدل ما يحبحب ويتجوز قرف إلي يقرفه ..
أمها بغضب يلازمها مُنذ وفاة زوجها قبل ما يُقارب ال 5 أعوام : خلصصص عااااد أوجعتي مخي ... أكملت بتهديد : كلمه زياده يا نسرين والله غير أنا أجوزتش اياه غصبن عنتش ..
كانت تُريد أن ترد على والدتها ولكنها لم تُعطيها فرصه للحديث لإنها وقفت لتذهب لغرفة النوم لتنام ..
نادين بمحاوله لتغيير الحديث : يا بنات مين تعرف ياسمين صبري
نسرين بميزاج سيء لإنها هي التي طُلبت يدها من ذاك الرجل العجوز : نادين إنطمي احنا وين وانتي وين
نادين بغضب : فيه حدا حكا معاتش انتي .. روحي لاقيلتش حل مع العجوز إلي خاطبتش ..
نسرين بنرفزه : أخرسيييي
سوار تقف بينهن : خلصصص يا بنات ماله داعي الهواش ..
نسرين وقفت لتذهب : أقوم أحسن لي من مقابلكن خوات من القِله ...
نادين : قَلعه تقلع هالوجه .. أه انتي وياه ما قلتن لي تعرفن ياسمين صبري ..
سديل : ومين ما يعرفه .. أكملت بتساؤل : إلي مثلت بفيلم أبو شنب صح
نادين بتهكم : لا واضح إنتش تعرفينه .. ياحماره هذيك ياسمين عبدالعزيز .. ياسمين صبري ممثله مصريه حلوووه تهبّل .. مثلت برمضان إلي مضى مسلل فرصه ثانيه ..
سوار بحماس : أه تذكرته .. عنجد تجنن .. سديل علامتش إلي ظلينا مكيفات عليه ..
سديل عقدت حاجبيها : والله ناسسسييي .. أنا قريت اسماء ابطال فيلم ابو شنب وشفت اسم ياسمين فكرته هي ..
نادين : من يوم يومتش حماره .. فجأه وقفت وقالت : دروح أكوي هدومي (ملابسي) عشان بكرا ..
سديل وهي تلحق بها : ما حدا متحمس للعيد قدتش يا نادين ..
نادين : عظموا شعائر الله .. أنا احب افرح بالأعياد لعاد مثلكن اذا كان عيد الأم على قولتكن ما خليتن شي ما سويتنه أما عيد الفطر ما تصحن غير الظهر حتى القهوه ما تتنازلن وتسونه ..
ليان الأخت السادسه والأصغر : أنا متحمسه عشان أكل كل الحلوووو ..
نادين بضحكه : يمه منتش أم بطنين .. وعلى طاري الحلو أمي أي نوع جابت ؟ ..
رزان الأخت الخامسه : امي اعطت طلال عشر دنانير عشان يجيب حلو قلكسي (جلكسي) جواهر ..
ليان بحماس : يا سلاااممم هذا الحلوو اموت علييه .. دروح أنام عشان اصحى قبلكن واكله كله ..
دخلت عليهُن نسرين ووصل لأذنيها كلام ليان : إحلمي يا حبيبتي والله غير أخبيه بخزانتي .. ويا ويله إلي تمد إيده ..
ليان بغضب طفولي : مو على كيفتش .. هو مسجل بإسمتش يعني ..
نسرين أمسكت بشعر روان القصير : أم لسانين .. إطولين لسانتش مره ثانيه اقص لتش إياه طييييب ..
صاحت ليان بصوت أفزع والدتهن : أيييييييي إتركيني يا كلبه ..
أمهن من غرفتها موبخه : يا زفففت إنتي وهي أقسم بالله إذا ما تنطمن لأحرمتشن من العشا إلي رح يجيبه طلاااال ..
نادين بصوت منخفض : كل شي ولا العشا من السبعه وأنا استناه .. خلص إنخرسن ..
بعد ثلاثون دقيقه .. طرقاتٌ متتاليه على الباب .. ركضت ليان صاحبة الـ 5 سنوات نحو الباب .. وهي الوحيده بين اخواتها التي لم تكُن مشغوله .. فـ كل واحده منشغله أما بكي الملابس أو بتصفيف شعرها .. فتحت الباب ببطئ بسبب جسدها النحيل أمام ثقل الباب .. وكان يطلُ من خلفه طلال إبن عمهن المتوفي ويعيش هو ووالدته عند جدته أم أبيه لإن والدته لا تملُك سِوى أخ واحد وهو مستقرٌ في كندا .. طلال وهو يمدُ الأكياس ل ليان : السلام عليكم .. شلونتش يا العنز الرقطاا ..
ليان تتحدث ببطـــئ ونبرتها الطفوليه طاغيه : شُكرًا على الشاورمــــا والحلو .. وانت العنز الرقطااا ..
قهقه طلال بصوتٍ مُرتفع .. حتى أتاهم صوت مصدرهُ غرفة الجلوس : التيس الأربد وانتي الصادقه ..
ضحكة ليان ساخرةً من طلال .. ليقول هو : هه هه يا سخافة بعض الناس .. طالع له لسان ..
قاطعته ليان لتشتكي من أختها الكُبرى ونبرتها الطفوليه تطغو في كل مره تتحدث بها : طلوول نسرين البقره تقول رح تخبي الحلو عندها وما رح تعطيني ..
طلال الذي أمسك بيديها الصغيرتان : على قولتش بقررره شو نسوي به .. أكمل بتساءل : ودتش أذبحه ؟
ليان بحماس طفولي : أه نرميها من الشُباك (النافذه) زي إلي بالفيلم ..
طلال يؤشر لعينيه الواسعتان : خلص من عيووني بس خليه تجي بكرا لدار جده وأوريتش شو اسوي به .. طيييب ..
ليان : أووكيي ..
لوح طلال بيديه مودعًا .. وغمز لها : مع السلامه ياقمــــر ..
فلوحت ليان بيديها الصغيرتان : بااااي ..
ما إن وصلَ للشارع الذي يفصل منزل جدته عن منزل عمهُ المتوفي "أبو نسرين" حتى سمع صوت خطواتٍ سريعه تتجه نحوهُ ..
______

تنهلُ عليها رسائل الواتس آب المهنئه بحلول عيد الفطر السعيد .. لا تعلم ترد على من وتترك من .. فهي مُعلمة وتملك نصف أرقام نساء المملكه .. نسخت رساله واحده وأرسلتها للجميع .. بعد أن أنهت من إرسال الرساله .. وضعت هاتفها على الطاوله ووقفت لتنادي بصوت مرتفع : يا آلاااااء آلااااااء ..
آلاء التي أنهت للتو عمل المطبخ دون مساعده من أختها آيات فكل يومٍ العمل على واحده : شو يا ماما
خالده تقف بنص الصاله المُقابله للمطبخ : تعالي أكوي اواعي(ملابس) عمر ..
آلاء بإنزعاج من الطلبات الكثيره : والله لو إني سرلنكيه مش هيييك ..
خالده بحزم : آلاء لا تخليني اخليكي تشطفي الدرج .. روحي بتُم (فم) ساكت اكوي اواعي اخوكي ..
آيات التي وصلت لأذنيها كلمة(سرلنكيه) : ماما شو يعني سرلنكيه ..
خالده : سريلانكيه هيك تُلفظ يا ماما .. تصيريش مثل اختك الهبلا .. أكملت وهي تشد على أحرف الكلمه فهي معلمة اللغه العربيه والأهم عندها هو لفظ الكلمات باللفظ الصحيح : سريلانكا هي دوله مثل كل هالدول وبعض الخادمات يكونوا من الجنسيه السريلانكيه .. صمتت لثواني : ياماما سالفه طويله خلص شو بدك فيهم .. روحي نامي لك ساعتين قبل الخمسه عشان اصحيكي واسحبلك شعراتك .. يالله ماما روحي نامي ..
آيات بأدب : حاضر ماما .. بس ماما بدي تعمليلي شعراتي ويفي متل آلاء بالعيد إلي مضى ..
آلاء وهي تُصفط ملابس اخيها التي كوتها للتو : خلص أنا بعملك شعراتك ويفي .. بس روحي نامي مش لما بصحيكي بتقعدي ساعه حتى بتقومي ..
_______
يُمسك بهاتفه بتركيز شديد .. من يراهُ يظن بإن الأمر الذي بالهاتف مصيري .. أو مسألة حياة أو موت .. ولا يعلم بإنه يلعب لُعبة "ببجي" .. خسر باللعبة للأسف وخرج منها بغضب وكاد يغلق الهاتف حتى وصلته رساله يقول المُرسل فيها : إقنع أمك تروح معانا ..
وضع هاتفه بجيبه .. وقال بثقه : أنا بكرا رايح مع صاحبي وابوه على عمان ..
والدته التي تتابع فيلمًا أمريكي قصته شيّقه ومثيره للإهتمام : أقول إقضب أرضك وسد حلقك ..
ناصر بإنفعال : لو إني ذياب ما كنتي رح تقولين لي هيك (هكذا) ..
رانيا بنرفزه من محاولة إبنها ناصر لنسخ أقوال وأفعال أخيه ذياب ولصقها بعقله : قلت سد حلقك .. وخلينا نتابع هالفيلم على رواق
ناصر بهدوء : طيب دروح
رانيا وما زالت تشاهد الفيلم بإندماج : طيب سد حلقك ..
ناصر بحماس : يعني موافقه ..
صمتت لدقائق .. حتى أصبحت القناه تعرضُ فاصل إعلاني : شدك (شو ودك "ماذا تريد ") إنت ؟
ناصر : دروح مع صاحبي (صديقي)وأبوه على عمان ..
رانيا بملل : وليه من غير شر ابوك وموجود نخليه يودينا كلنا على عمان والبوليفارد كمان ..
ناصر بعد أن وقف ليخرج : لا رح أروح مع صاحبي وابوه .. وانتم تروحون تموتون سووا (إفعلوا) الي ودكم تسوونه أنا رح اروووح مع صاحبي ..
رانيا صاحت به بصوت أفزع حتى المجاورين لهم : وققققفففف .. وقفَ ناصر وإلتفت لجهتها .. : روحه مع زفتك وابوه مافيييه تفهم شو يعني مااافيييه والله لو تطلع براسك شجره مافيه روحه ..
أكملَ خطواته نحوَ الباب وهو الذي لا يخشى غضب أم أبدًا ..
من جهة رانيا التي عادت لتتابع تكملة الفيلم همست لنفسها : عيال أخر زمن .. أنا اورجيك يا مصدي والله لا اعلم ابوك عليك اخليه يربيك من اول وجديد ..
دخل عليها ولدها البِكر وقد أنتهى الفيلم بنهايه غيّرت مجرى الأحداث التي كانت ببداية الفيلم وأدهشتها دقة الوصف والفكره الرائعه والمميزه ..
راشد : السلام عليكم
رانيا بفرحه من نهاية الفيلم : هلا والله .. وعليكم السلام ..
راشد وقد جلس على الأريكه مقابلا لوالدته : ياهلا بتس .. علامتس يمه صوتس واصل لاخر الدنيا وانا قاعد بالسياره برا احكي مع خويي (صديقي) صوتس واصلن ..
رانيا بإستياء : ناصر المصدي قال وده يروح مع صاحبه وابوه على عمان .. محسسني اننا ما نطلع على عمان بالعيد ..
راشد : أه وشو قال ..
رانيا : شو ما قال .. وده قص اللسان هالمعفن .. انا اورجيه والله لأعلم أبوه عليه اخليه يعلقه من رقبته"وأشارت إلى الباب " على هالباب ..
إنسحب راشد بهدوء فهو ما زال الطفره الجينيه بالعائله ولكنه لم يبقى كما كان .. بل أصبح ينسحب من كُل مشكله في منزلهم ولا يخوض أي نقاش مع إحدى الطرفين بالمشكله .. فهو قليل الخروج من المنزل وقليل الكلام .. حتى القريه لا يخرج إليها إلا لتلبية طلبات والدته فكم رأى التعجُب على وجه من يسأله " من أهل القريه" إبن من أنت .. فيجيب : أنا ولد فايز .. فالجميع يطنون إن إبن فايز البكر هو ذياب المُسمى على إسم جده "أبو والده" .. فكم سمعهم ينادون أبيه بـ "أبو ذياب" .. نعم تغيّر .. أصبح أكثر هدوئًا وإلتزامًا بما يعنيه فقط .. وأصبح أكثر بُعدًا .. فالذي كان يُشغل باله في الأمس لم يعُد يُشغلهُ اليـــــوم ..
______
بجهه أخرى من نفس المنزل .. يجلس فوق الأريكه بغرفة الجلوس .. واضعًا سماعة الأذن على أذنيه ويتابع مقاطع فيديو منوعه على تطبيق الإنستقرام .. توقف عن ذلك بعدما وردته رساله من الصديق الأقرب لروحه يقول فيها : شلونك يالقاطع .. تروح معانا بكرا ؟
رد عليه برساله نصيه على تطبيق الواتس آب : هلا .. والله مدري مين القاطع .. إنت الهايت عند خوالك صارلك اسبوع .. مين إنتم ؟ ووين ؟؟ ..
رد ذاك : إحنا .. أنا وعيال خالتي سامر ورامي وصحابنا .. على المكان إلي ودك إياه عجلون عمان جرش إربد المفرق ..
ذياب : طيب إن شاء الله ..
يوسف : يا حماار .. وين ودك نروح ؟
ذياب : أيووه أفكرك تتهبل يوم إنك تسألني .. نروح على إربد
يوسف : مُمتاز .. جهز حالك على الثمنيه ..
رد ذياب عليه بـ " إن شاء الله " وخرج من تطبيق الواتس آب .. وإنتقل لتطبيق الإنستقرام لينشُر منشورًا جديدًا وكان عباره عن صوره لطفل يرتدي "ثوب" بطول قامته وينظر للأبل .. وكانت باللون الرمادي ومن يراها يظن إنها من الزمن القديم .. كتب عندها أبيات نسخها بعقله قبل أن ينسخها على تطبيق "المُفكره" .. لإنه يشعر بإن الأبيات تمثلهُ .. وتعجبهُ جدًا .. بدأ بِخط الكلمات بميزاجٍ رائق :
اكرمت نفسي لو كسرني زماني
وسرقت من مر الليالي حلاهاا !!
وخذيت في صدر المكارم مكاني ..
وابعدت عن ضعوف النفوس وغثاهاا !!

ما إن نشر منشوره .. حتى وصله إشعار بإن منشوره نال على إعجاب أحدهم .. دخل إلى خانة "اللايكات" ليرى من الذي نال منشوره على إعجابه بهذه السرعه .. الإسم كان كالتالي : hboosh_23
من جهة ناصر الذي دخل لغرفة أخيه ذياب .. بعد أن كان عند جدته أم والده .. يتظاهر بإنه يختبئ من بطش أمه ولكنه بالحقيقه لا يخشاها أبدًا .. وذلك ليحنن قلب جدته كي تقنع والده بإن يخرج مع صديقه .. يحب أن يُعاند والدته بكل الطُرق .. ومن يراهُم لا يعتقد للحضه بإنها من صبرت تسعة أشهر .. ومن ثم أنجبته .. وسهرت عليه الليالي .. وضحت بالكثير من الأشياء من أجله .. وهو الأن لا يُتعب نفسهُ بكلمة شكر لها .. ولا قبله على جبينها تدلُ على إحترامه وتقديره لها ..
ما إن وضع قدمه بالغرفه حتى سمع صوت أخيه هامسًا يقرأ إسم إحداهُن ..
ذياب ما إن قرأ الإسم وهو عاقد حاجبيه .. حتى سُحبَ منه هاتفه بسرعة البرق .. وما كان الفاعل سِوى أخاه صاحب الـ 14 عامًا .. صاح بهِ : ناااااصر يا زففففت هات التليفون جاي لأقوم أصفقك .. لم يُكلف نفسه بإن يقوم ويأخذ هاتفه بنفسه فقط صوتهُ يلجُ بإرجاء المنزل .. صاح به مره أخرى : ناااااصر أقولك هات التليفون ..
من جهة ناصر الذي دخل لحساب الفتاه وأخذ لفه سريعه فيه .. وما فعل ذلك إلا ليتأكد من شكوكه : أيووووه والله كنت عارف إنه هي .. رفع نظره لأخيه المتمدد فوق الأريكه : هذي هبه .. وأكمل متساءلا : تعرف علي ولد صفي (زميلي بالصف الدراسي) .. هذي تكون أخته .. وتراهم جيراننا ما بيننا وبينهم غير دارين (منزلين) او ثلاثه ..
ذياب بملل : والمطلوب .. هات التليفون يالله ..
ناصر وهو يمدُ لهُ الهاتف : ولا شي بس دقولك انه مهي حلوه .. أكمل بضحكه رنّت بالأرجاء : ذكرني بكرا اذا شفت علي اورجيك إياه تراه نسخة كربون منه ..
_______

ركب بسيارته الحديثه التي إشتراها قبل أسبوعين .. وتوجه إلى منزل إبنَ عم جده .. وردهُ إتصال من إبن خالته رد عليه : هلا وعليكم السلام .. هيني بالطريق دروح لدار ولد عم جدي .... أيووه بالضبط يا خال أبوي حك ظهري .. أه إن شاءالله .. يالله مع السلامه .... إنشغل بهاتفه وكان يريد إرسال رساله لـ إبن عمته بإنهم سيذهبون غدًا مع أصدقائهم إلى إحدى المولات في عمّان .. ما وعى على نفسه إلا عند سماعه لصراخ بصوت أنثوي : لجججييييين ... لااااااااا لجيييييين ......
_______
تمَ بحمــــــــــــد الله ..
المُتبقي بالطريق ..

الشخصيات التي ظهرت في هذا الجُزء :
غدير : مُتخرجه من الجامعه بتخصص إدارة أعمال .. 26 عامًا ..
خوله : أخر سنه جامعه بتخصص علوم الأرض والبيئه .. 22عامًا ..
دانا : الأخت الأصغر في العائله ..14عامًا ..
ليث : الأخ الأكبر في العائله .. 33 عامًا ..
سالم : الأخ الثاني والوحيد .. 27 عامًا ..
والدتهم "فاطمه" : ربة منزل .. 58 عامًا ..
أروى : .. 39 عامًا ..
..
والدة نسرين " رحمه " : تعمل بالأعمال الحُره من بعد وفاة زوجها .. 46 عامًا ..
نسرين : الأخت الأكبر .. لم تُكمل دراستها .. 26عامًا ..
نادين : متخرجه من الجامعه .. 24 عامًا ..
سديل : طالبة جامعيه .. 20 عامًا ..
سوار : طالبة مدرسه .. 17 عامًا ..
رزان: طالبة مدرسه 13 عامًا ..
ليان: 5 سنوات ..
طلال: مُتخرج من الجامعه بتخصص إقتصاد ومصارف إسلاميه .. 28 عامًا ..
..
خالده : معلمة اللغه العربيه .. 39 عامًا ..
آلاء : طالبة مدرسه .. 16 عامًا ..
عمر : الأخ الأكبر "أخ آلاء من أمها وأبيها " .. 19 عامًا ..
آيات " أخت عمر وآلاء من الأم " : طالبة مدرسه .. 12 عامًا ..
..
رانيا "أم راشد" : ربة منزل .. 45 عامًا ..
فايز "أبو راشد" : يتاجر بمواد البناء بإحدى الشركات المُصنِعه لمواد البناء .. 47 عامًا ..
راشد : عسكري .. 27عامًا ..
ذياب : مُنفصل من الجامعه يعمل مع والدهُ مُنظم لأعماله .. 26 عامًا ..
ناصر : طالب مدرسه .. 14 عامًا ..
..
عزّام : مُتخرج من كلية العلوم العسكريه .. 24 عامًا ..

* الأمس ؛عشناهُ ولن يعود >> الماضـــــي ..
*اليوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم >> الحاضـــــر ..
*الغد ؛ لا ندري أين سنكون >> المستقبل ..



طبتم .. حيثُ كُنتم ..
هاشميـــة الولاء ..



***

روابط الفصول
الفصل 1 .. اعلاه
الفصول 2, 3, 4, 5 .. اسفل الصفحة
الفصل 6
الفصل 7, 8, 9 نفس الصفحة
الفصل 10, 11 نفس الصفحة
الفصل 12, 13, 14, 15, 16, نفس الصفحة
الفصل17



قصص من وحي الاعضاء 16-05-21 12:43 AM




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء


هاشمية الولاء 16-05-21 06:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصص من وحي الاعضاء (المشاركة 15486580)



اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء






أهلا بك .. وشاكره لك طيب أخلاقك .. حصريـــه ..

هاشمية الولاء 16-05-21 03:01 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الجزء الـ #2 ..

يُطفئ الموت ما تضيء الحياة ووراء انطفائه ظُلمات ..


الأمـــــس ؛ عشناهُ ولن يعود ..


قبل ما يُقارب الـ 5 أعوام ..

هذبت شعرها بطريقه تُناسب عُمرها .. وضعت القليل من مستحضرات التجميل كـ أحمر شفاه باللون الأحمر وخففت من حدته بالمنديل وأصبح خفيف جدًا فلقد وضعتهُ لتغيير لون شفتيها .. وعلى وجهها بالكامل وضعت "واقي شمس" أيضًا لتغيير لون بشرتها المائله للون الأصفر .. والقليل من الماسكارا .. فهي تشعر بإنها في عمرٍ لا يسمح لوضع مساحيق التجميل الجديده والكثيره .. إنتهت من تزيين نفسها ووضعت عطرًا برائحة الورد .. إتجهت نحوَ المطبخ لتجهز كل ما ستقدمهُ لضيوفها خالات زوجها وبناتهم .. عندما إنتهت من صُنع الشاي نادت بصوتٍ مُرتفع على إبنتها الكُبرى : نسرررريييين يا نسسسسرين ..
نسرين بخطواتٍ مُتباهيه بفستانها الجديد باللون الأحمر الداكن : شو يمممه ..
رحمه وهي تصفف الكاسات على الصينيه : تعالي حطي كاسات الميه بالصينيه هيهن بالثلاجه .. خليني اخلص الي بإيدي قبل ما يجن خالات ابوتش ..
نسرين نفذت ما طلبته أمها بحذرٍ كي لا يتسخ فُستانها الذي إبتاعهُ لها أبيها ..
رحمه تُلقي نظره على إبنتها : بسرررعه يا نسرررين بسرعه ..
بعدُ خمسةَ عشر دقيقه .. جعلت إبنتها نادين تفتح للضيوف الباب .. ودخلت عليهُن بخطواتٍ مُتبختره وبين يديها صينية تصطفُ بها كاسات الشاي المُزخرفه .. بعد ما ضيفتهُن وسلمت عليهُن : نسرييين روحي جيبي الميه لخالاتش ..
بعد قليل .. تجلس وبين يديها طفلتها الرضيعه التي لا تكفُ عن البُكاء أبدًا : ياخواتي بنتي ما تسكت مدري علامه وديناه على الدكتور وما خلينا شي ما سويناه ومع ذلك ما تخلينا ننام الليل ..
خالة زوجها الكبيره في السن : إسقيه ميه وسكر بلكي تسكت ..
رحمه وقد وضعت طفلتها على قدميها كي تهزها وتنام : والله يا خاله إني أسقيته مي وسكر بس مدري علامه ما تسكت طول نهاره فاتحه ثمه وتصيييح ..
كانت تريد إكمال حديثها ولكن لفت إنتباهها كما لفت إنتباه جميع الحاضرين نشيج خالة زوجها الصغيره وهي التي كانت تتحدث بالهاتف بصوتٍ هامس ..
رحمه مُنذهله من منظر تلكَ الباكي : يا بنت الحلال علامتش ..
الخاله الأخرى : زينب علامتش عيالتش بهم بلا ..
هزت زينب رأسها بـ لأ .. ووقفت راكضه بإتجاه الباب وهي تشعر بإنها ستسقط في أي لحضه .. لحقن بها اخواتها وبناتهم .. إبنة أختها التي شاركتها البكاء وهي لا تعلم ما السبب الذي يبكيها : خاله علامتششش والله خوفتينا عليتش ..
زينب وشعرت إنها فعلا ستسقط طريحة الأرض فقالت بكلمات متقطعه : ماات .... ما ادري كيف .. والله ما مااات ..
أختها الكبيره بتوتر : لا إله إلا الله منهو الي مات يا بنت إنطقي ..
زينب وقد جلست على ركبتيها وقالت بأحرف متقطعه : أأأ .. حح .. مدد.. ماا .. ممم .. ماااتتت ..
وأكملت بصيحه أفزعت الأطفال وكأنها تُريد إقناع عقلها بإن إبن أختها الأصغر ماتَ حقًا : أحممممممد ممممااااتتتتتت ..
..
بجهه أخرى حيثُ حملت إبنتها .. وبقيت بعيده ترى الموقف عن بُعد فهي لا تريد التدخُل بشؤون الأخرين .. ولكن أن يتدخل الأمر بها رُغمًا عنها هذا ما لم تكُن تتوقعه .. وغرز سكاكينه بنصف قلبها .. زوجها شريك الـ إحدى وعشرون عامًا .. توفى دون سابق إنذار ..
في اليوم الثالث من العزاء يقيلون إبنتها صاحبة ال 21 عامًا إلى المستفى بعدما غابت عن وعيها من شدة البكاء .. خرجت آه من أعماق قلبها .. آآآآه يا أحمد لم يكن التخلي من طبعك ولكنك لم تُخيّر .. هي هكذا دائمًا تتلقى المصائب بدمٍ بارد وتُخطط للأيام والسنوات التي تلي المُصيبه .. وما وصلت لهُ إنها ستحملُ ستةُ أحمال ثقيله كثقل الحجاره الضخمه فوق ظهرها وما هُن سوى بناتها السته وأصغرهن رضيعه لم تتعرف على وجه أبيها بعد ..
______


اليـــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..


ما مرَّ ذكرُكَ إلّا وابتسمتُ له .. كأنكَ العيدُ والباقون أيامُ ..
ـ جلال الدين الرومي



إلتفت للخطوات المُتجهه نحوهُ .. وتعجب مما يرى ما الذي يجعلها تلحق به في هذا الوقت المُتأخر من الليل : خيييير يا عجوز قريح ..
من جهة نسرين التي إستغلت نوم والدتها وذهبت وراء طلال تشكو لهُ من أعمامها والرجل الذي طلبها للزواج : أه يعني ما نسيييت إني قلت عنك التيس الأربد ..
طلال : محسسيتني إنه مر عشرين ساعه ترا ماصار لي عندكم .. وبعدين انا واختش قاعدين نخطط نذبحتش ..
نسرين بنبرة عاليه : لا والله .. مجرمييين ..
طلال بغضب من نبرة صوتها : ووجع يقطع هالحس .. وطي صوتش .. إنتي شايفه الساعه كم ؟ ..
نسرين أخفضت من نبرة صوتها حتى اصبحت اشبه بالهمس : إسمع طلال أنا ودي احكي معك بموضوع مهم .. ترا والله مسألة حياة او موت لا تتهبل ..
طلال بتهكم : أووووف لهالدرجه !!
نسرين بغضب وما زالت نبرة صوتها لم ترتفع : لهالدرجه وأكثر .. وبطل تهبل واسمعني .. هذا فيه واحد عجوز مخرّف خاطبني وعمامي يقنعون بأمي توافق قال زلمه عنده خير ورح ينفعني ويخفف عن امي واحس انه امي إلا شحطه وتوافق ..
طلال يتظاهر عدم الفهم : والمطلوب !! ..
نسرين وقد ملّت من صوتها الهامس فرفعت نبرة صوتها أكثر : طلااال لا تطلعني من طوري .. او اقولك بإختصار ودي إياك تقنع جده تقول لأمي ما توافق .. أمانه يا طلاال ..
طلال وقد نوى الرحيل فهو قبل ذهابه لشراء الطعام والحلوى سمع جدته تتحدت مع والدة نسرين حول هذا الموضوع وقد قالت جدته إن أم نسرين لن تسمح لهم بإن يزوجوها لذلك الرجل وجدته شاركتها نفس الرأي .. قال ليغيضها : رح تتزوجينه وخشمتش فوق راستش .. ويالله ورجيني عرض إكتافتش .. وأكمل وهو يلوح بيديه : أو اقولتش انا اورجيتش عرض اكتافي .. مع السلااامه ..
نسرين بغيض : حيوووان أقسم بالله .. مع القلععععه ..
عادت نسرين للمنزل وهي غاضبه من ردة فعل طلال .. فلقد أرادته عون فأصبح فرعون .. ما إن فتحت الباب حتى إستقبلها ظلامٌ حالك وهذا يدل على نوم أخواتها فلحقت بهن لغرفة النوم .. ونامت بعد تفكيرٍ طالت مدته .. حتى أوشكت الشمس على الشروق ..
_____

أكمل بطريقهُ نحوَ منزل إبن عم جده .. وتلك التي كانت تصيحُ بصوتٍ مرتفع على فتاه إسمها لجين قد إختفى صوتها .. نزل من السياره وأخذ هاتفه ووضعه بجيب بنطاله .. وألقى نظره على الطفله الواقفه بجانب الحائط والبعيده عن الشارع جدًا تنظر إليه بإستغراب .. إبتسم بوجهها وأكمل بخطواته .. طرق الباب بهدوء يُلازمه منذُ صِغره .. ففتح له سالم إبن العم صقّار .. سلمَ على الجميع بتحية الإسلام وردهم عليه كان متفاوت رأى سالم يجلس بجانب أبيه فجلس هو بجانب أبيه .. وجميعهم إلتزموا الصمت لعدة ثواني حتى وقف العم صقّار ليقول : أستأذنكم شوي ..
فرد أبيه عليه : خُذ راحتك ياعم ..
بقى هو ينظر لأبيه بإستغراب فلقد أرسلَ له بإن يأتي لمنزل العم صقّار ليأخذه ويعودون لمنزلهم فـ لماذا يجلس إلى الآن .. أكان ينتظر منه أن يقول هيا يا أبي نرحل .. قطع حبل أفكاره صوتها يلجُ بالأرجاء فقط صوت مرتفع ولا يفهم السامع ماذا تقول .. يُميز صوتها من بين ألاف الأصوات فعندما يسمع صوت بنبره عاليه جدًا تضجُ بأرجاء قريتهم يعلم إنها هي .. يكادُ يجزم بإنها لا تتحدث إلا بهذه النبره المرتفعه .. دخل عليهم صقّار وبيديه مئه وخمسون دينارًا مدهُن ل ماجد والد عزام : خذهن يا ماجد هذول عيديه مني ..
مناوشات بين والده وإبن عم جده فوالده لا يقبل المال ويعيده لصقّار وذاك يصرُ على إعطائه المال وبقوا على هذا الحال ما يُقارب ال 3 دقائق .. حتى سالم ظهر على وجهه الملل وكاد يقول ل ماجد :خُذهن وإلا أنا أخذهن .. ولكنه بالتأكيد لم يقول .. أخذ ماجد المال بعد إصرارٍ من صقّار .. وذهب هو وولده عزام إلى البيت ..
عزام بوجهٍ مُتعب : يبببه دروح أنام ودك شي ..
ماجد : لا سلامتك .. روح إنخمد انتم شو عندكم غير النوم ..
عزام بملل من إسطوانة أبيه التي يعيدها كلما قال له سيذهب إلى النوم : طيب تصبح على خير .. وسحب قدميه ببطئ بإتجاه غرفة النوم فهو حقًا مُتعب ولا يحلُم إلا بالنوم ..
_____

من جهة خوله وقبل ثلث ساعه من كل الأحداث التي مرّت في السابق .. كانت تقف عند الباب الخارجي تنظر لـ إبنة أختها الصغيره وتنادي عليها كي تأتي وتنام .. لمحت ضوء سياره يتجه نحو منزلهم فخشية من أن تغير لجين مكانها فتصبح أمام السياره .. هي مُجرد خيالات أما الواقع يختلف فـ لجين منشغله باللعب قُرب الحائط ولم تفكر بتغيير مكانها .. ما إن رأت السياره تقترب حتى صاحت بصوت يُفزع كل من سمعهُ : لجججيييييين .. لااااااااااا لجيييييين ..
وكانت في هذا الوقت خلف الباب كي لا يراها صاحب السياره الذي لا تعرف من هو .. تنفست الصُعداء عندما لمحت السياره تتوقف بعيدًا عن المكان المتواجده به لجين إبنة أختها أريج التي أتتهم بوقتٍ متأخر من الليل كي تنام عندهم وتشاركهم اليوم الأول من أيام عيد الفطر السعيد .. شعرت بـ باب غرفة الجلوس الخاصه بالرجال يُطبق فنادت بصوت مُنخفض كي لا يصل للجالسين بالداخل : لجيين يا زفتته تعالي بسررعه يالله ..
أتتها لجين راكضه .. ودخلتا للداخل فجلست على هاتفها بعد أن جهزت ملابس العيد ومستحضرات التجميل والعطور ومستحضرات العنايه .. حتى خاطبتها أختها أريج قائله : ترا لجين تلعب بالغرفه روحي شوفي شو تسوي ..
قامت بخطواتٍ بطيئه بإتجاه غرفتها التي تشاركها بها أخواتها غدير ودانا .. ورأت لجين تلعب بمستحضرات التجميل خاصتها فصاحت بصيحه مُرعبه : لججييييييين يا تبببببن قووومي .. قووومي يا حيوانه والله لو تلعبين بأغراضي مره ثانيه غير أذبحتس وأقطع شعرتس تقطيييع .. كلبببببه بنت أمه انقلعي عند أمتس يالله .. وأكملت بصيحه أكثر رُعبًا : إنقلعيييييييي
وبقيت تلملم أغراضها التي لعبت بهن لجين وهي تتحسر على إنجاب أختها لهذه الفتاه فهي تعبثُ بأغراضهن دائمًا ولا تخشاهُن أبدًا ..
______

أشرقت شمس صباح العيد .. معلنةً عن أول أيامهُ جمالا .. هي لم تنام بقيت مُستيقظه للصباح بعد أن غسلت وجهها بالماء وغسول الوجه الخاص بها .. ذهبت للخزانه التي تضع بها ملابسها أخرجت ملابس العيد الجديده التي كانت عباره عن فُستان باللون "الكموني" بكسراتٍ لا نهايه لها ومن فوق يأخذ شكل ال 7 دون أكمام .. المعاناه التي لم تُعانيها من قبل هي إيقاظ أختها الأصغر آيات .. فهي لا تسيقظ بسهوله ويعود ذلك لنومها في وقتٍ متأخر جدًا ..
آلاء بتهديد : آيات شوفي إذا بتصحيش هسا واللهي ل أخرب شعراتك إلي عملتهم .. يالله إصحي ..
آيات تمتمت بكلمات غير مفهومه ..
آلاء : ولك شو بتحكي .. قوووومي يالله والله مظلش وقت هسا بييجي عمر من المسجد وبننزل على بيت تيته ..
.. بعد دقائق وقد إستيقظت آيات بعد مُعاناه .. وبدأت والدتها بتصفيف شعرها من أول وجديد فلم يُعجبها الويفي الذي فعلته لها آلاء : هالبنت بتعرفش تعمل إشي بس فالحه في النوم .. أسحب شعراتك يا ماما بصيروا ناعمين وحلوين احسن من الويفي .. طيب يا ماما ..
آيات : طيب ..
بعد أن أنهت من شعر آيات ذهبت مُسرعةً للغرفه كي تتأكد من مظهرها وتضع الكثير من أحمر الشفاه باللون " الأحمر الداكن" .. لحقت بها آلاء ورأتها تضع من هذا اللون : يييي علينا يعني ما لقيتيش غير هذا اللون ما أنا حاطه زيه ..
خالده وهي تنظر لوجهها بالمرآه وكيف أصبحت أكثر جمالا مع بياض لون بشرتها ولون أحمر الشفاه : إقلبي وجهك يالله .. وشو يعني لو حطيت زيك ما أنا لو شو ما بسوي بظل أحلى منك ..
آلاء بتهكم : يالله شو واااسقههه "واثقه"..
خالده وقد إلتفتت لجهة آلاء : لا يكون مش عاجبيتك .. أحكي أه مشان بحرمك من الطلعه ..
آلاء : لا يا ماما مين حكى إنك مش عاجبيتني بالعكس انتي ما فيه أحلى منك بتجنني إنتي .. أمسكت بخديها وأكملت : يختييي مزكاكي بتجنني ..
خالده : يمه منك شو مصلحجيه ..
خرجنَ للصاله حيث تجلس آيات واضعةً بين يديها "الآيباد" ودخل عمر بعد ثواني وسلمنَ عليه .. وأعطتهم خالده 10 دنانير لكل واحدٍ منهم ..
آلاء بسخريه : بيصيروش عشرين ..
خالده : إحمدي ربك على هالعشره ولاانتي على علاماتك بالمدرسه بتستاهليش الشلن .. يالله بس قُدامي على بيت تيته بنسلم عليها وبنطلع على المطعم ..
_____

قبل شروق الشمس بدقائق معدوده .. كانت تقف خلف النافذه تنظر للأحمرار الذي ظهر في السماء من جهة الشرق هو كان ما بين اللون الأحمر والبُرتقالي لون جميل يأخذُ من يراهُ إلى عالم بعيد جدًا .. وهذا ما جعلها تسرحُ بخيالها .. تفكير بزمنٍ بعيد لم يأتي بعد .. أين ستكون وفي أي جهه من الدنيا .. هل ستبقى خالية البال كما هي الآن .. التفكير في المُستقبل مُتعب جدًا .. فالذي لم يأتي بعد يُخيف ، يُقلق ، يُريب ..
يقطعُ تفكيرها الذي لا نهايه لهُ .. دندنة أختها بصوتها الهادئ : حيااك يا العيد حيااك .. ياحي نورك وملفاك .. أمييين وكل حول نلقاك .. تُكمل وهي تُميل بأكتافها إلى اليمين تارةً وإلى اليسار تارةً أخرى : وحنا بصحه وسعاده ونعمه عساها بزياده .. وحياااك يا العيييد حياااك .. شعرت بنظراتٍ تتصوب نحوها فإلتفتت لجهة تلكَ التي تنظُر إليها وإستنتجت من نظراتها السخريه من صوتها : أدري صوتي حلو ما احتاج لشهادتس ..
خوله بعد أن جلست على حافة السرير : أه كثييير حلو .. والله يجيب المرض .. أقول خلصينا لأني حتى انا ودي المرايه عشان احط مكياجي وأتفنن على وجهي ..
غدير : اقول اقلبي وجهتس فيه مية مرايه بالدار حبكة غير هالمرايه ..
خوله وقد تمددت على السرير وبين يديها هاتفها تشاهد حالات الواتس آب المليئه بالتهاني بمناسبة اليوم الأول من عيد الفطر السعيد : يعني اروح اتمكيج بالصالون (الصاله)مثلا .. خلصينا يالله لا اصحي لجين اخليه تخرب اغراضتس مثل ما خربت اغراضي امبارح .. نوريه بنت امه .. أكملت وهي تعاود ذكرى الأمس عندما رأت إبنة أختها تعبثُ بأغراضها : تقهههر حيواانه والله لو تلعب باغراضي مره ثانيه لأذبحه ..
غدير أنهت من وضع مستحضرات التجميل على وجهها وهن عباره عن أحمر شفاه باللون "العنابي العتيق" وبعضًا من "المسكارا" تزيد بها كثافة رموشها فتصبح عينها أكثر وضوحًا فعيناها صغيرتان لوزيتان .. وضعت ما ذُكر دون أساسيات المكياج .. فقط مُرطب للوجه .. فبشرتها حنطيه أقرب للبيضاء وخاليه من الشوائب ..
خوله بإبتسامه واسعه : يا قلبي ميوسه حطيته غيداء حاله تجنن .. ألقت نظره سريعه على وجه غدير ضيقت عيناها للتمعُن بوجهها وكي ترى هل وضعت غير احمر الشفاه والمسكارا : هذا مكياج بالله ؟ ..
غدير بدلع مُصطنع : أه حبيبتي أنا جمالي تبيعي (طبيعي) ..
خوله بصوتها المُرتفع وبسخريه : حبيبطي (حبيبتي) الحومره اوفر لونها فاااقع .. وده مكياج عيون وكريم اساس مهو هيك شكلتس غلط ..
غدير بثقه : أنا عاجبني .. أكملت حديثها بسخريه : قومي يالله حطي كل شي على الطاوله على وجهتس وفيه مكياج بشنتة اريج خذيه وحطيه كمان زيادة الخير خيرين ..
خوله : أه لعاد هسا غير اروح واجيب المكياج الي بشنتة اريج مسكارته احسن من مسكارتس .. ما حضرت كل فيديوهات التتوريال إلي باليوتيوب على الفاضي ..
غدير : قومي بس قووومي يالله .. وانا دروح اصحي امي واريج ودانا ..
خوله برجاء : لا امانه لا تصحين اريج اخاف بنته الغوله تصحى ..
غدير وقد خرجت من الغرفه متجهه نحو غرفة امها واختها اريج : لا رح اصحيه خليه تشنع بتس ..
أيقظت غدير أمها "فاطمه" وأختها أريج .. وقد وبخنها على عدم إيقاظها لهن بوقت مُبكر ليصنعنَ القهوه قبل مجيء رجال المنزل من المسجد ..
بعد دقائق قليله جدًا .. إرتدت خوله بنطال واسع بأغمق درجات الأبيض يميلُ للون "الطحيني" بربطه طويله حول الخصر وقد ربطتها بترتيب .. وقميص أسود بيدين ملاصقات لليد وبأخرهن يمسك الرسغ بمطاط بشكل الـ "إسواره".. والقميص بداخل البنطال يعطيها ذلك النوع من الملابس طولا .. وقد وضعت القليل من مستحضرات التجميل فلم يُسعفها الوقت وكانت قد صففت شعرها "إستريت" .. ولكنها لم تستطيع تهذيبهُ بالشكل المطلوب ..
أما غدير فكانت قد إرتدت بنطال " بوي فريند" واسع بعض الشي ويشعرها بالراحه .. وفوقه تيشيرت باللون الأبيض وينتصفهُ صورة فتاه بشعر طويل ترتدي نظاره .. وفوق التيشيرت جاكيت باللون "الفُستقي" كان الجاكيت "رسمي" ويعطيها شكلا مُناسبًا لعمرها ولطول قامتها .. وشعرها جعلته بأمواجٍ بطول شعرها الذي يصل لكتفيها ..
وقد أيقظت لجين إبنة أختها .. وألبستها فُستان باللون الأحمر يليقُ ببياض بشرتها .. ووضعت لها احمر شفاه باللون الأحمر زادها جمالا طفولي ..
خوله بعد أن أن وضعت دلة القهوه على غاز الطهي .. : لجين يا قرده اعطيني حلوو ..
لجين بفم ممتلئ من الحلوى التي أعطتها إياها خالتها غدير : نوو نوو نوو ..
إلتفتت خوله لجهة لجين وما إن رأتها حتى صاحت بأعلى نبرة صوت : يمممممه تجننيييييين يا عيّل (طفله) ..
وركضت لجهتها وداعبت خديها الممتلئتين : محلاااك طالعه حلووه بزيااااده .. صايره احلى من ميّاسه "إبنة أختها أروى".. يمممه يممه محلاااك ..
أريج التي دخلت للمطبخ للتو وسمعت كلام أختها : والله يا حبيبتي بنتي من زمان احلى من ميّاسه تهبّل بنيتي من يوم يومه ..
خوله وقفت وقالت بتهكُم : أه كثيير .. وأنتي أمه أعووذ بالله ..
بعدَ رُبع ساعه من الأحداث الماضيه .. يدخل صقّار "أبو خالد" والد غدير وخوله .. وبعده بدقائق قليله يدخلون أخوة غدير وخوله "ليث ، سالم " .. سلمت كل من غدير وخوله ودانا التي إستيقظت بعد مُعاناه ولم تتجهز للعيد كأخواتها فقد بقيت ببيجامة النوم ورتبت شعرها ووضعت بعضًا من عطر برائحه فواحه وزكيه ..
خوله كانت تُسلم على والدها وأخوتها بحياء ممتزج ببعضًا من الطرافه .. وغدير ودانا كذلك .. لا يعلمن مالذي يُخجلهُن بالسلام على أفراد العائله فـ في الأمس كانوا يلتمون حول مائدة الطعام .. ولكن في كُل مره يزورهن نفس الشعور في كل صباح عيدٍ جديد ..
توجهت غدير نحو المطبخ تحمل بين يديها لجين .. ودانا وخوله بقيتا يحسبن المال الذي أعطاهُن إياه والدهُن .. ويخخطنَ ما سيفعلنَ بهِ ..
وأريج وفاطمه وليث وسالم يجلسون بغرفة الجلوس ويتجاذبون أطراف الحديث .. وبوسطهم الحلوى والقهوه ..
_____
يعود من المسجد برفقة والده وأخويه "راشد ، ناصر" .. يستقبلهم أخيه الأصغر " فهد " .. فأعطاهُ ذياب ضربه أدارة رأسهُ .. وذلك كان يضحك ليُثبت بإنه لم يتألم فتفكيره الطفولي يقول إن الرجال لا يتألمون أبدًا ..
فايز يوبخ ذياب : ووجع لويه ضربته ..
ذياب بسخريه : عشان يصحصح ..
وإتجه نحو غرفته كي يرتدي ملابس غير الثوب الذي إرتداه من أجل الصلاه فقط .. إتجهَ نحو الخزانه وأخرج ملابسه وبدأ بإرتداء بنطالهُ باللونين " الأسود والرمادي " ومن ثم قميصهُ باللون "الأسود" ومن ثُمَ إتجه نحو المرآه ليصفف شعرهُ الناعم جدًا وضع بعضًا من مُثبت الشعر على شعره وبدأ برفعه للأعلى فأصبح أكثرَ تهذيبًا ويليقُ بشخصيته .. إرتدى حذائه وهو عباره عن "بوت رياضي" .. أخذ حاجياته من هاتفه وعلبة السجائر وولاعة السجائر .. وقد إرتدى ساعة اليد بيدهُ اليُسرى .. أمسكَ بهاتفه كي يرى الساعه وكانت الثامنه والرُبع صباحًا .. وجدَ رساله وإتصال هاتفي من صديقهُ يوسف .. والرساله كانت كالتالي : أنا برى إطلع ..
رد عليه برساله نصيه كانت نيتهُ أن يُغيضهُ : مين إنت ..
رد يوسف ويظهُر من كلماته الغضب : زفت .. عرفتني ؟ ..
ذياب : والنعم والله .. تشرفنا ..
يوسف بحُلم : إطلع يا ذياب .. وبعد ثواني أرسل مُهددًا : اقسم بالله لو ما تطلع والله لا أروح ودشوف مين يجيبك ..
ذياب بمزاجٍ رائِق جدًا : الله معك ..
ما صدقَ أذنيه عندما سمعَ صوت سياره ترحل من مكانها بصوت أفزع سكان المنزل ..
رانيا بجزع : يا ويلييي مين هذا ..
رد ذياب عليها وهو ينظر للنافذه وغُبار السياره الذي عجَ بالمنطقه : ما عليتس يمه هذا يوسف ..
رانيا : أشوووا .. وهو علامه خابرته هادي ما يسوي هالحركات ..
لم يرد ذياب عليها .. وذهب إلى غُرفة الجلوس حيثُ يجلس أبيه برفقة أخويه راشد وفهد ..
ذياب موجهًا حديثهُ ل راشد : راشد تروح معاي على إربد ..
راشد بعد تفكير لمدة قصيره جدًا : يالله ليش لأ .. ويا روح أمك انت إلي تروح معي وبسيارتي خابر حالك ما عندك سياره ..
ذياب بملل : أيوه بالضبط عشان سيارتك .. ولا لو عندي سياره ما طليت بوجهك ..
راشد : يالله يالله بس ..
فايز بعد أن وقف ووضع هاتفه بجيب ثوبه الأبيض وقال بصوت مُرتفع كي يصل لذياب الذي خرج : إحترم أخوك الكبير .. وبس تعقل أجيب لك أفخم سياره ..
وقف معهُ ناصر وخرجوا هُم برفقة رانيا إلى السياره ليذهبوا إلى إحدى المولات في عمّان كما وعد إبنهُ ناصر .. بعد أن قالت له رانيا عن مُخططاته للذهاب مع صديقه وأبيه ..
من جهة ذياب كان يُرسل لصديقهُ : أنتم رايحين على إربد صح ؟ ..
أجابه ذاك بنعم وأين أنت ألن تأتي معنا ..
ذياب : هيني بالطريق أنا واخوي .. بشر يوسف طيب ..
رد ذاك قائلا : يوسف يقولك إنقلع ويا ويلك لو يشوف وجهك ..
ذياب بضحكه : على كيف أمه ..
راشد : علامك تتهنوص (تقهقه) ..
ذياب بعد أن أغلقَ هاتفه ووضعهُ على فخذهُ : يوسف المهبول كنت امزح معاه وراح وخلاني .. وهسا يقول يا ويلك لو أشوف وجهك .. على أساس اني خايف منه ..
راشد بتركيز على طريقهُ : والله ما ألومه .. خابرك يوم إنك تثقل دمك ..
ذياب وضع يديه خلف رأسهُ : والله يهددن وانا ما إنخلق إلي يهددني .. وأكمل بعد أن أوصل الهاتف بالوصله التي تصل الهاتف براديو السياره وأشغل "شيله" : خلينا ننطرب بصباح هالعيد ..
ضجت السياره بصوت الـ "شيله" وذياب مُنسجم مع كل كلمه : ياللي هجرت القلب من دون سبه
ترا الجفا مخلوق للي يجافيك .. إنت الحيا اللي فالمحاني مصبه .. حرام تتركني وانا خاطري فيك ..
أشوف طيفك وأحسب اني مشبه .. أثر الطواري كل أبوها طواريك ..
وصلوا إلى "عروس الشمال" بعد أن طلبَ من صديقه أن يُرسل لهُ الموقع .. ها هي إربد بطبيعتها الخلابه .. الأشجار على حواف الطريق تُعطي منظرًا جميلا جدًا للمنطقه .. حتى إن صديقهم الذي شاركهم الرحله وهو من إحدى الدول المجاوره تعجّب من جمال المنطقه وقال إن ذلك المنظر لا يُرى سِوى بـ الدول الأوروبيه ..
ذياب بعد أن جلسَ على الأريكه الموجوده في المطعم .. همس ل يوسف الذي يجلس بجانبه : هالمره عديتلك إياه المره الجايه قسم لو تروح وتخليني لأذبحك ..
يوسف وهو يلعب بعلبة الماء الموضوعه على الطاوله يُرميها للأعلى حتى تقف مرةً أخرى ولم تضبط معهُ أبدًا ولكنهُ ما زال مُصر : هيك جيييت ما بك بلاا .. وأكمل وقد إقترب من أذن ذياب كي لا يسمعهُ أحد : ولا مهي عاجبتك الجيه مع راشد .. بدري على الدشره وقلة الحيا توناا طالعين من رمضان خليه يعدي شهر على الأقل ..
ذياب بنظره جانبيه : والله مدري مين المستعجل .. أمس ارن عليك مشغول ورنيت عليك ثلاث مرات وكل وقتك مشغول عاااد الله وأعلم مع ميين ..
يوسف بنرفزه: أقول كل تبن كنت احكي مع أمي وانا عند خوالي عندنا مشكله عائليه ..
ذياب بتهكم : أه سبحان الله دحاول أصدق ..
يوسف : إن شاء الله عمرك ما صدقت ..
أكملوا يومهم بسعاده فالجو كان جميل وجمال المنطقه يبعثُ الراحه والطمأنينه في نفوسهم ..
_____

تُغلق الباب بهدوء .. تتجه نحو المرآة تنظر للون وجهها القريب للون الأصفر .. مُتعبةٌ هي .. من الوحده والضياع .. لم تطمئن نفسها مُنذُ وفاة زوجها .. فهي من ذاك الوقت وهي تقول لنفسها إن لا راحةً بعد اليوم تحملُ أطنانًا من الحجاره فوق ظهرها .. قبل وفاة زوجها كانت أكثر عطفًا وحنانًا على بناتها أما اليوم هي قاسيه ، تغضبُ كثيرًا .. لا تتمالك أعصابها أبدًا .. فـ بناتها لا يُريحن قلبها .. تشعرُ بإنهن سيبقينَ حملا فوق ظهرها حتى الممات .. ما التعاسه الدنيويه التي كُتبة عليها منذُ وفاة زوجهاا .. زوجها الذي بمثل هذا التاريخ من قبل 5 سنوات .. رحل من الحياة الدُنيا .. فأصبحت تشعُر بإنها أخذت كل همومه وتعاسته ووضعتها فوق همومها وتعاستها .. وهاهي تعيش تعاسه لا نهايه لها .. وهمومها وأحزانها تتراكم فوق رأسها تشعر بإنها ستنفجر في أي لحضه لو بقيت على هذا الحال ..
طرقاتٌ على الباب ويتبعها بسرعه خارقه صوت الباب يُفتح ورحمه تُعطي للباب ظهرها وتمسحُ دموعها كي لا تراها أي واحده من بناتها تبكي !! ..
نادين بعد أن دخلت وإتجهة نحو أمها وقبلت رأسها : كل عام وأنتِ بخير يممه ..
رحمه بهدوء عكس العواصف التي بداخلها : وأنتي بألف خير .. الله يحفظكن لي .. وأكملت وهي تقف : وين خواتش ليه ما يجن يسلمن ..
رحمه تُخفي أسفها من الحياه على بناتها أفكارها ومعتقداتها التي ذُكرت من لسان عقلها لم تظهرها لبناتها فهي دائمًا تُظهر لهُن قوتها وراحتها بالحياه وإنها تستطيع أن تُلبي كل ما يحتاجن .. لا تشعُر في الأمان بالرُغم من وجود بناتها حولها وأخواتها ما إن تطلب واحده حتي يأتنها جميع أخواتها مُلبيات لجميع طلباتها دون تفكير .. وأخوانها كذلك .. هي هكذا مُتردده ، خائفه ، ضائعه .. ولكن تُعاني من عدم شعور أحد بها .. وإن كان يوجد سبب لكل ذلك الشعور فهو عدم إفصاحها عما بداخلها .. فهي دائمًا تُشعِرُ من حولها بإنها راضيه وهي عكس ذلك تمامًا ..
بجهه أخرى من المنزل تتشاجر مع الهواء الذي يُحركُ شعرها .. وكل ذلك من أجل أن تُبعد ذكرى رحيل أبيها بنفس هذا التاريخ من اليوم .. تُريد أن تعيش فرحة العيد بعيدًا عن كل أحزان الدنيا ..
رأت أختها سوار ترتدي فُستان العيد باللون الأحمر فقالت بسخريه : لبس الأسمر أحمر وأضحك عليه ..
سوار : خُفي علينا يا الشقرا ..
نسرين : مني شقرا بس بيضاء .. أما انتي مع حروق الشمس صايره سودا مش بس سمرا ..
سديل التي دخلت لغرفة الجلوس للتو : نسرين هذا اسمه تنمر .. وروحي إنقلعي ردي على أمي ..
قبل وصولها للمطبخ سمعت صوت طرقات على الباب .. وضعت "حجاب الرأس" الخاص بوالدتها على رأسها لتُغطي شعرها الذي هذبتهُ بجديلة السُنبُله .. بعد أن فتحت الباب .. وطلت برأسها .. : هلاا .. فوتي هي سوار جوا ..
دانا وبيدها صحنٌ ممتلئ بمعمول العيد الذي جلبتهُ معها أختها الأكبر نجوى ، قالت بخجل : كل عام وانتي بخير ..
نسرين النقيض من شخصية دانا فهي فتاه جريئه جدًا : وأنت بخير حبيبتي .. أخذت الصحن من يد دانا : يسلمووا .. فووتي فووتي (أدخُلي) ..
دانا : العفو .. لا أنا مستعجله بس جيت أعطيكم المعمول .. لم تُكمل حديثها بسبب مجيء سوار : دانااا هلااا والله .. كل عام وانتي بخير ..
دانا بخجل .. ولسان عقلها يقول ما هذه الورطه فهي تعلم بإن سوار لن تجعلها تعود للمنزل : وانت بخير .. يالله مع السلامه ..
سوار بعد أن تشبثت بيد دانا : لااااا خليتش عندنا .. خنسولف وناكل حلوو ..
دانا ولو إستطاعت الركض لفعلت : والله عندنا شغل بالدار وامي قالت لي روحي بسرعه وتعالي ..
سوار تتظاهر الحُزن : خلص مع السلامه ..
عادت دانا للمنزل .. وسوار دخلت للداخل ..

نادين تجلس بجانب والدتها : يمه خنروح على خاله عيوووش ..
سديل تُأيد : أه يمه بالله خنروح ..
سوار تُعارض : لا يمه خنرووح على خالي سعد صارلنا زمان ما رحنا عليه .. إشتقت ل مجد "إبنة خالها" ..
نسرين : بالله جد هسا الناس تعيّد بعمّان بالمولات وانت ودكن تروحن على خالتي وخالي .. والله إننا عفناهم .. يمه رني على طلال خليه يودينا على غاليري مول ..
سوار وقد غيرت فكرتها الأولى : أه والله خليه يودينا على غاليري مول ..
سديل : يمه منتش قبل شوي وانتي مشتاقه لمجد ..
سوار : ترا حتى بكرا عيد ونروح على دار خالي ..
رحمه التي كانت تأكل من المعمول بتلذذ : أقول إنطمن .. وما فيه طلعه لا لدار خالتكن ولا خالكن .. وبعد شوي نروح على دار جدتكن نسلم عليه وبعدين انا ورزان وليان بس .. نروح على دور عمامتشن وعماتشن نعيّد عليهم .. وبكرا نروح على دار خالتكن ضحى ..
سديل : يمه ليه تقولين عماتشن وما قلتي خالتشن .. ليه التفريق ..
أعطتها أمها نظره ألجمتها .. لتقول نادين : يا سخافتش ترا ماله دخل .. دروح ألبس شالتي وأسبقكن على دار جده ..
سوار : لااا يا يمه دروح معاتش على دار عماتي أتهاوش معاهن ومع بناتهن ..
رحمه بتهديد : والله يا سوار لو تلحقيني لأذبحتش .. تفهميييين ..
هزت تلك رأسها بنعم .. بعد دقائق قليله .. تطرُق على الباب بطرقاتٍ متتاليه مُصدرةً صوت موسيقي .. لتوبخها والدتها : نسريييين وجععع ..
توقفت عن ما كانت تفعل .. فتحت لهُن نادين الباب فهي سبقتهن إلى منزل الجده ..
دخلت رحمه أولا وسلمت على أم زوجها وزوجة أخ زوجها المتوفي ومن ثم سلمت من بعيد على طلال الذي يجلس على الأريكه المُقابله رد السلام على زوجة عمه ومن ثمَ خرج من الباب الخلفي للمنزل .. دخلت نسرين ومن ثمَ سديل وسوار ورزان وليان .. بعد أن أنهت سوار من السلام على جدتها .. ورأت والدتها مُنسجمه بالحديث مع الجده إنسحبت من المكان كعادتها وذهبت لإحدى صديقاتها في القريه ..
_____

تضحك بصوتٍ مرتفع على حديث أختها .. دانا : أنا ماصدقت على الله وهي تقول خلص مع السلامه وإلا لو أصرت إني أظل كنت رح أركض والله ..
خوله وما زالت تضحك وهي تتذكر حديث دانا عن سوار : عااد سوار لزقه ما تحل ..قالت بعد أن قضمت قضمه من معمول العيد الذي جلبته أختها : لذيييييييذ عنجد نجوى فنانه .. غدير ترا يجنن ذوقيه ..
غدير التي كانت تعبثُ بهاتفها : ذقته زاكي أعجبني ..
أريج بعد أن أنهت من تصوير إبنتها لتضعها حاله على الواتس آب : أه والله زاكي .. تسلم إيدينتس يا نجوى ..
نجوى : عاد والله سويته بسرعه حتى رنيت على غيداء تعطيني طريقته على السريع ماتوقعته يزبط معي ..
والدتهُن "فاطمه" : لا والله زاكي ماعليه كلام .. حتى خليت دانا تودي لدار أم نسرين وأم علي ولهند .. وعلى طاري غيداء هي ما وده تجي ..
غيداء الأخت الأكبر من غدير بـ سنتين وتزوجت منذُ سنه ونصف .. نجوى : تقول يمكن بكرا .. وهديل وأروى هيهن بالطريق ..
خوله تُقاطع حديثهُن : يمه ودي اروح على عواصف طيب ..
نجوى : ليش هي ما تجي ..
خوله : لا هي قالت لي أجي اشوف الهدايا إلي وده تاخذهن لصحباته بكرا .. وبعدين اجي انا وياه ورنيم ويسلمن عليكن .. يالله بااي ..
تمشي بهدوء متجهه نحوَ منزل أخيها من زوجة أبيها المتوفيه .. ما إن وصلت إلى ساحة منزل أخيها حتى سمعت صوت من ورائها يقول : بالله نادي معتز ..
إلتفتت بسرعه للصوت .. ومن ثمَ فتحت الباب بسرعة البرق وأغلقته خلفها بقوه هزت أرجاء المنزل .. حتى إن عواصف ورنيم الجالسات بغرفتهن ظننَ بإن الذي جاء هو والدهُن .. من جهة عزام الواقف بالخارج همس لنفسه : الله لا يبلانا .. وإقترب نحو الباب ليطرقهُ ..
نعود لخوله التي جلست على أول أريكه متواجده في صالة المنزل .. خرجت رنيم ورأت خوله وإندهشت مما ترى فلم يعتادوا على خوله تدخل لمنزلهم بوقاحه ودون أن تطرق الباب وتستأذن للدخول: بسم الله الرحمن الرحيم .. إنتي متى جيتي ..
خوله بخجل من الموقف الذي وضعت نفسها بهِ : جيت قبل شوي .. "حدقت بالزاويه بسرحان فهي حقًا نست لماذا أتت وماذا تفعلُ هُنا" .. إقتربت رنيم منها كي تُسلم عليها بمناسبة حلول العيد ولكن خوله كانت واقفه كالصنم وتتساءل لما هذه تُسلمُ عليها .. إحتاجت لبعض الثواني كي تستوعب بإن اليوم هو اليوم الأول من عيد الفطر السعيد .. خوله بإبتسامه : وانتي بخير إن شاء الله الأعياد الجايه وانتي بالجامعه ..
رنيم : أمييين يارب ..
خرجت عواصف من الغرفه .. نظرت للباب وصغرت عيناها فلقد رأت ظِل شخص .. فقالت بعدم تركيز : بسم الله شو هاض (هذا) ..
إلتفتت رنيم لجهة الباب أما خوله فهي كانت أمام الباب فلم تحتاج لإن تلتفت .. وبعد ذلك طرقات هادئه على الباب .. وعواصف يبدو إنها إستوعبت للتو بإن الذي خلف الباب رجل فذهبت مُسرعه لغرفة أخيها معتز .. عواصف تطرق الباب طرقه واحده ومن ثم دخلت دون أن يأذن لها بالدخول .. : معتزززز فيه واحد بر ..
معتز : طيب .. إنقلعي يالله ..
عواصف : هيييييه ووجع أنا اكبر منك احترمني .. ووين رايح من غير شر ..
معتز : مو شغلتس انقلعي ..
عواصف وهي تغلق الباب ورائها : طيييييب بس والله لأعلم أبوي ..
إتجهت عواصف إلى غرفتها لتجد رنيم وخوله تجلسان
على السرير وتتحدثان عن أمور مُختلفه .. عواصف : يوووه خوخه وربي نسيت أسلم عليك ..
خوله وهي تقف كي تُسلم عليها : لا عاادي .. كل عام وأنتي بخير يارب ..
عواصف : حبيبتي وانتي بخير .. استنيني شوي بالله بس أسويلنا كابتشينو واجي أورجيك الهدايا ..
..
بجهه أخرى يخرج من غرفته وقد تجهز بالكامل .. ما إن فتح الباب حتى رأى ذاك قد وصل لنصف الطريق ليرحل .. فنادى بصوته الجهوري : عزاااااام هيييييه .. تعااال تعاااال وين رايح ..
عزام بعد أن وقف وإلتفت لجهة الصوت الذي يناديه : بدرررري .. كان تأخرت كمان ساعه .. صارلي ساعه استناك برا ..
معتز وقد وصل للمكان الذي يقف به عزام : والله راحت علي نومه .. أكمل وهو يضربه على كتفه : كل عام وأنت بخير وأكثر بروووود من كل السنوات إلي مضن ..
عزام بملل : وأنت بخير .. وإن شاء الله تعقل شوي بسس ..
معتز بسخريه : إنت تصير أكثر برود أه أما انا أعقل فهذا مستحييييييل .. وتبع كلامه بضحكه رنّت بالأرجاء ..
بعد أن خرجت من المنزل لمحتهم يقفان مُتقابلان ومعتز يضحك بصوت مرتفع جدًا .. مرت خوله من جانبهم كي تعود للمنزل فعواصف ورنيم قالن لها بإنهن سيأتين غدًا لمعاايدة عماتهن وما ذلك إلا عذرًا بسبب وجود أختها أريج فـ هند زوجة خالد أخ خوله ووالدة عواصف ورنيم أكثر ما تكرهه في الحياه هي أريج ويعود ذلك لمشاكلهن الكثيره ..
مُعتز وقد إنتبه على مرور خوله من جانبهم : جدي هااان ..
خوله إحتاجت لثواني كي تفهم سؤاله : أه بالدار ..
معتز موجهًا حديثه ل عزام : إستناني شوي بس اروح أعايد على جدي ..
عزام هز رأسهُ بتفهُم .. خوله وقفت فلقد ظنت بإنهُ يُحدثها ولكنها إستوعبت بإن الحديث ليس موجهٌ لها .. فأكملت طريقها للمنزل ..
_____

ثاني أيام العيد ..
إستيقظ قبل صلاة الظهر بدقائق .. كما واعد صديقه بإن يذهبوا لمُعايدة صديقهم الأخر .. صلى الظهر وإرتدى ملابسه على عجل ..
لمح أمه تجلس وحولها أخواته ال 7 نجوى وأروى وأريج وهديل وغدير وخوله ودانا .. وتنقصهن واحده فقط وهي غيداء التي قالت بإنها ستأتي بوقت العصر .. سالم موجهًا حديثه لوالدته : يمه ودي أروح بسيارة أبوي إذا سأل عنه قوليله انه معي وإن شاء الله إني ما رح أتأخر ..
هديل : وين رايح ..
سالم وقد أعطاهم ظهرهُ كي يرحل : مشووووار ..
هديل لحقتهُ وأوقفته : طيب بالله خليني أعطيك مصاري وجيب حلو كوالتي ستريت ..
سالم : ما رح أقدر ومالي خلق أنزل على محلات وسوق ..
هديل برجاء : فوتلك على أول سوبر ماركت بطريقك .. بالله عليك والله مشتهيته ..
فاطمه وهي تجلس بغرفة الجلوس وقد وصل لمسامعها حديثهُم : خلص يا هدييل أنا اقول لليث يجيبلتس ..
سالم وقد خرج : خلص لعاد هي ليث يجيب ..
هديل عادت للغرفه وجلست بمكانها .. خوله المُنشغله بالهاتف : ما ادري على شو تحبين هالحلو .. والله مهو زاكي ..
هديل : عاد الناس أذواق وانا أحبه ..
خوله : أه مهو ذوقتس مقرف مثل وجهتس ..
أروى تُقاطعهن : بالله يا دندون جيبي رضاعة ميّاسه خليني أرضعه عشان تنام .. قبل ما تجي عمتي تعايد علينا ..
خوله : الله لا يجيبه عجوز النار ..
فاطمه موبخه : خوووله لا يسمعتس ابوتس والله ليقص لسانتـــــس ..
تمتمت خوله بكلمات لم يفهمها الجالسون .. ومن ثم صمتت ..
..
خرج بسيارته بسرعه متوسطه .. يُمسك بهاتفه تارةً وتاره أخرى يُغلقه .. ولكنهُ الآن يضعه بين يديه بتركيز شديد كي يستطيع إرسال تلك الرساله لصديقه .. هي ثواني مرّت بسرعه خارقه لا يتوقعها أحد .. وكأنها تقول إن الحال لا يدوم وليسَ بكُل مرةٍ تمرُ من نفس الطريق مثل المره السابقه .. شعر بخوف ، ذعر ، توتر ، فهل يهــــرُب أو يُنقـــــذ !! ..



هناك نوعان من الخوف ، خوف يدفعك للفرار ، وخوف آخر يعمل على شل التفكير والحركة. - عمرو الجندي ..

____________




تمَ بحمد الله ..
شخصيات هذا الفصل :

صقّار : أب لـ 17 إبن وإبنه متزوج من 3 نساء والأولى توفت مُنذ سنوات قديمه جدًا .. 74 عامًا ..
نجوى " الأخت الأكبر لغدير وخوله وإبنة العم صقّار من الزوجه الثالثه" .. 42 عامًا ..
أريج : 36 عامًا ..
هديل : 32عامًا ..
غيداء :28 عامًا ..
لجين إبنة أريج : 3 سنوات ..
..
عواصف : 26 عامًا ..
رنيم : 18 عامًا ..
مُعتز الأخ الوحيد : 24عامًا ..
هند والدتهم : 41 عامًا ..
خالد والدهم : 41 عامًا ..
..
ماجد : 45 عامًا ..
____


طبتُم حيثُ كُنتم ..
هاشميـــة الولاء ..

هاشمية الولاء 18-05-21 03:53 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الفصل الـ #3 ..


الغـــد ؛ لا ندري أين سنكون ..

تُحلِقُ بأفكارها كحمامةٍ في سماء زرقاء .. شعرت وكأنها تسبحُ في الفضاء وتحديدًا بين النجوم والكواكب ..
فلو خُيرت بين كوكب بلوتو وكوكب عطارد .. فأي واحدٍ ستختار ؟ ..
لابُد من إنها ستختار كوكب بلوتو فهي مثله بعيده ، هادئه ، حزينه ، وحيده ..
ولكن كوكب عُطارد خَيارٌ جميل .. لعلَ عقلها يحترق وتنتهي من أفكارها الكثيره والمُتعبه .. وصلت إلى نُقطه من التفكير جعلتها تنهض وتنظر لأختها التي تتابع إحدى مشاهير اليوتيوب وتبتسم تارةً وتارة أخرى تشدد تركيزها على ما تتابع .. أختها كانت غائبة الذهن فلم تنتبه ل نظراتها المصوبه نحوهــــــــا ..
شعـــــرت بغيوم عيناها يتجمع بها المطر المالح .. إلتفتت للجهه الأخرى ومسحت دموعها بكف يدها .. وتساءلت هل ستبقى تلك الإبتسامه مرسومةٌ على وجه أختها .. أم ستتحول لتقوس شفتين كما يفعل الأطفال عند البكاء .. فإنها تكادُ تجزُم بإن النبأ الذي سيصل لأختها بعد يومين أو أكثر سيقلب حالها رأسًا على عقــــــب ..


اليـــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..

ربما عجزت روحي ان تلقاك
وعجزت عيني ان تراك ولكن لم يعجز قلبي ان ينساك.

اذا العين لم تراك فالقلب لن ينساك .

احبك موت .... لا تسألني ما الدليل
ارايت رصاصه تسأل القتيل .

ربما يبيع الانسان شيئا قد شراه
لكن لا يبيع قلباً قد هواه .

لا تسألني عن الندى فلن يكون ارق من صوتك
ولا تسألني عن وطني فقد اقمته بين يديك
ولا تسألني عن اسمي فقد نسيته عندما احببتك.

كنت انوي ان احفر اسمك على قلبي
ولكنني خشيت ان تزعجك دقات قلبي.

أن يأست يوما من حبك وفكرت في الانتحار
فلن اشنق نفسي او اطلق على نفسي النار ولن القي نفسي من ناطحة
سحاب لاني اعرف وباختصار ان عينيك اسرع وسيله للانتحار.

لا ثقه لدي الا عينيك فعيناك ارض لا تخون
فدعني انظر اليهما دعني اعرف من اكون.

لماذا لماذا طريقنا طويل مليء بالاشواك
لماذا بين يدي ويديك سرب من الاسلاك
لماذا حين اكون انا هنا تكون انت هناك.

لو كان لي قلبان لعشت بواحد وابقيت قلبا في
هواك يتعذب.

انا احبك حاول ان تساعدني
فإن من بدأ المأسا ينهيها
وإن من فتح الابواب يغلقها
وإن من اشعل النيران يطفيها

"منقـــول"


ثاني أيام العيد وفي الساعه الـ رابعه عصرًا ..
تجلسُ بوسط أخواتها الإثنتين.. وأختها الأصغر ليان لم تدع نوع من الحلوى إلا وأكلتهُ ..
نسرين توبخها : ليااان يا زفتتته ما خليتي لنا حلوو .. هاتي العُلبه جااي يالله ..
ليان وفمها مُمتلئ بحلوى "التوفه" : نووو .. والله إذا اخذتيه مني غير أعلم طلال ونزتش من فوق السطح ..
نسرين التي لم تفهم ولا كلمه واحده : أقول إنطمي وكولي زي الخلق لا تغصين .. وخلص هذي اخر حبه هاتي العلبه يالله .. وعندما لم ترد عليها صاحت بها بصيحه أرعبتها : ليااااان هاااااتي العلبه ..
ليان وصوت تلك قد هز كل خليه بها : خوووذي الحلوو وأكملت بصوت يوشك على البكاء : والله لأعلم طلااال عليتش ..
سديل وهي تجزم بإن حبال نسرين الصوتيه قد تقطعت إربًا إربًا : بسم الله الرحمن الرحيم إذا انا إنهبلت من صعكتش .. إنتي متأكده انه انتي الي صعكتي ولا لا يكون فيه جني لابستش "لحقت كلامها هذا بالبسمله"
نسرين بضحكه وقد إستوعبت بإنها صرخت بصوت مُرعب وأكبر دليل إن ليان ذهبت راكضه للغرفه وهي تبكي بطريقه تؤلم القلب ولحسن حظ نسرين بإن والدتها ذهبت لمنزل خالتهم هي وسوار ورزان : كله من ليان الزفته خلتني اطلع جعفر الي فيني .. قهرتني يا بنت الحلال انتي شفتي سنونه سووود مسوسات من كثر ما تاكل حلو .. وامس باليل ما خلت امي تنام وهي تبتشي "تبكي" من وجع بطنه واسنانه ومع انه امي نبهته ما تاكل حلو مع ذلك مهي راده على حدا وما خلت حلوه إلا واكلته ..
وقفت وهي تقول : دروح أسكته لا تجي امي وهي تبتشي .. واعطيه كل الحلو عشان ما تعلم أمي بعدين امي تنهبل وما تخليني اروح بكرا على صاحبتي ..
سديل وتضع يدًا فوق الأخرى : لووويه من غير شر ودتش تروحين على صاحبتش إلي ساكنه باخر الدنيا ..
نسرين بثقه : أه يا حبيبتي رح أروح .. نطلع على العشره وودنا ساعتين ونص تقريبا حتى نصل للعقبه واقعد عنده كم ساعه وارجع عند وقت المغرب .. عاادي مابه شي ..
سديل : ماشاءالله وواثقه .. ومع مين رح تروحي ..
نسرين : مع طلال ووحده منكن اتوقع رح اخذ سوسو "سوار"هي الي مثلي وتفهمني ..
سديل : اقول روحي راضي اختش وانتي منخرسه .. ودتش عمامي وخوالي كمان يدرون انتش رح تروحي مع طلال ويخلونتش .. او ليش نروح بعييد امي ما رح تخليتش .. ف اقضبي ارضتش احسنلتش ..
نسرين وهي تتجه لغرفة ليان : أولا انتي الي انخرسي تمام حبيبتي .. وإذا على الروحه انا رايحه شئتوا ام أبيتوا .. ثانيا روحي صحي اختش السلقه تسوي القهوه ..
رد سديل كان الصمت ومن ثم إتجهت لغرفة نادين كي توقظها .. أما نسرين فوصلت للغرفه التي تبكي بها ليان ..
نسرين بملل فقد إعتادات على بكاء ليان الذي لا ينقطع إلا بهديه أو الخروج للألعاب وهذا ما عودتها عليه أمهن فهي أكثر من إنها أصغرهُن .. لم ترى وجه أبيها أبدا ولم تعيش معه كباقي الفتيات اللواتي في عُمرهاا : ليونه حبيبتي خلص لا تبتشين والله غير اعطيتش من كل الحلوو ..
ليان وصوت بكائها يزداد شيئًا فشيئًا .. فهي تستغلُ ذلك كي تطلب كل شيء تحلُم به كما إعتادت من والدتها ..
نسرين : يقطع هالدلع بس كله من أمي .. ليوونه يا حلوه يا قمر قولي شو ودتش وتبطلين بتشا وصياح ونواح ..
ليان وقد رفعت رأسها : أبطل أبتشي بس تعطيني من هذاك الحلو الشقلاطه الزاكي الي مخبيته بالخزانه ..
نسرين بغضب : لاوالله اقلبي وجهتش .. وشلون عرفتي اني مخبيته بخزانتي يمه منتش سوسه ..
ليان عادت للبكاء وبصوتٍ أعلى : لعاد والله غير اعلم امي ..
نسرين بحُلم : خلص اعطيتش .. بس ليونه هذا رح اخذه لصاحبتي ما اقدر اعطيتش منه نقي اي شي ثاني ..
ليان : نووو .. ودي من هذا الحلو بس ..
نسرين : طيييب قومي يالله قدامي .. أففف منتش بسسس ..
لحقت بها ليان إلى غرفة الجلوس حيثُ تلك تخبئ الحلوى بداخل خزانة طاولة التلفاز ..
نسرين بعد أن أخرجت الحلوى وقدمتها لليان : ليونه حبيبتي وما تعلمين امي إني صيحتش اوكيه ..
أشارت ليان بإصبعها الإبهام بإشارة"لايك" : أوووكيه ..

_____


يفتح الباب بسرعه خارقه ويمسك ذاك من ياقة قميصهُ : حوووول (إنزل) أقولك حووول ..
سالم يهز برأسه : طيب طيييب ..
فايز الغاضب لإن سالم دهس أخيه ويظن إنه حاول الفِرار : أه هذا انتم يا عيال صقار تقتلون القتيل وتمشون بجنازته .. متعمد صححح قول انك متعمد .. والله يا ولد صقار لأخليك تعفن بالسجوون ..
سالم وجبينه يتصبب بالعرق .. متوتر وضائع يريد أن يرى أبيه كي يطمئن فكلهم هجموا عليه بعد أن أخذ ذياب عمهُ فهاد إلى المستشفى : يا ابن الحلال والله اني ما ودي أفل (أهرب) حتى إسال ولدك ذياب انا وياه حطينا عمه بالسياره ..
يُقاطعهُ فايز بفحيح غاضب : والله لو يصير بأخوي شي لأذبح أهلك كلهم تفهممممممم ..
سالم وقد إستوعب الموقف وإن ذاك يُهدد : تراني محترمك عشان عمرك بس والله لو تقرب لأهلي غير ألحقك بأخوك .. إقترب منهُ أكثر : يعني هسا لو مات بسبب إلي بالي بالك كنت رح تذبحهن "والمقصود هُنا المُحرمات لإن فهاد أخ فايز يتعاطى المُحرمات" ..
فايز يتظاهر بإنه لم يفهم مقصد سالم بكلامه الأخير : شفت شلووون .. والله قايل انك متعمد تدعس اخوي وهسا تقول انك ودك تلحقن به ..
سالم وهو يرى بإن فايز أصبح يأخذ المواضيع لمناطق ثانيه ولعداوات .. وهم ليس بينهم شيء سوى الكُره لسمعتهم الغير جيده : تراني اعطيتك وجه .. حل عني يارجل ..
فايز وهو يرى سالم يصعد بسيارته : تشووف ياولد صقااار والله لأعلمك الصحيح وشنهو ..
فايز ما يُفكر به حاليًا إن كُره أهل قريتهم لهم تعدى النطاق وأصبحوا يهددونهم بالقتل .. صعد بسيارته متجهًا للمستشفى الذي اخذوا فهاد إليه .. وبداخله يتوعد صقّار وأبنائه ..
..
عاد للمنزل بيد ترتجف خوفًا من إن ذاك حالته سيئه ومن المُحتمل أن يتوفى .. يكره أن يكون مُسببًا ل أي مُشكله فكيف إن أصبح قاتل لروح بريئه .. ظلَ يُهدئ نفسه بإنه لم يتعمد ذلك أبدًا .. وإن ذلك قدر وإن توفى فهاد فهذا يومهُ .. وحتى لو وضعوه في السجن وحكموا عليه لسنوات طويله فهو سيرضى بذلك لإن هذا نصيبه من الحياه وهذا ما كتبه الله له ولا يوجد أحد أرحم به من الله جلا في عُلاه ..
وصل للمنزل دخل بخطوات سريعه .. فهو يريد أن يرى أبيه فقط لا غير .. كي يطمئن ويُريح نفسهُ .. ولكن شائت الاقدار بإن أول من يسقط نظرهُ عليه هم والدته وأخواته ال 8 مُجتمعات بحُب وأطمئنان .. هل يقول الوداع ؟ .. أو إلى لقاء قريب ؟ ..
أخر ما فكر به هو وجود دماء على ملابسه .. ما شعر على نفسه إلا وأخواته ووالدته مُلتمات حولهُ .. والأسئله تتكرر فوق رأسه .. كيف ؟ من ؟ متى وأين ؟ ..
ما إلاجابه .. قتلت .. دهست .. أنا قاتل .. أنا مظلوم .. ماذا يُجيب ..
أغمض عيناهُ بألم ويُريد لو يفتحهما ويرى والدهُ أمامه يربت على كتفهُ ويقول كما إعتاد " إطمئن " ..
لو يراهُ أحد سيقول إنه يهول الموضوع ..
ولكنه يرى نفسهُ بإنه يجب أن يقتل نفسه ..
ولو رأينا ما يدور بعقله فسنتعجب من الأفكار التي يُفكر بها .. فحتى الإنتحـــــار رأى بإنه حلا مُناسبًا ..
مع إنه مؤمن بالله عز وجل وباليوم الآخر وإن المُنتحر عمدًا .. لهُ عذابًا أليم .. فهل سيخسر أخرته كما فعل الكثير من المسلمين ؟ ..
هزت كتفهُ بأقوى ما عندها وكأنها تقول إستقيظ وقُل ما نوع المصيبه ؟ : سااالم شو صااير .. الله يخليك قول ..تهاوشت ولا سويت حادث ولا دعست حداا .. أجهشت بالبكاء على منظرهُ المؤلم : الله يخلييك قوووول وريحنا ..
مرت ثواني حتى دخل صقّار وورائه ليث وأبناء صقّار من الزوجه الأولى والمتوفيه .. خالد وسعود وسامر ..
غدير وهي التي كانت تسألهُ وتنتظر الجواب لم تحتمل هول الموقف فدخلت إلى الغرفه ولحقنَ بها أروى وهديل وغيداء وخوله ودانا ..
أما نجوى وأريج لم يدخلن للداخل فهن كوالدتهن ينتظرنَ الجواب ..
سعود الجالس بجانب زوجة أبيه ويطمنُها : ما عليتس يا أم ليث إن شاء الله مهو صاير إلا كل خيير ..
سامر الذي يقف بجانب أبيه : إن شاء الله انتن بس إدعن له .. وإن شاء الله تعدي هالسالفه على خير ..
أما خالد الذي كان يوبخ سالم قائلا : لو تفكونا من هالتلفونات ما كان صار إلي صار .. ومني خابرك راعي سرعه بهالسياره يعني ما انتبهت عليه زلمه طول وعرض ما شفته ...
نجوى المُنهاره على حال أخيها فقد شرح لهُن والدهن مالذي حصل معهُ وكلام خالد أغضبها جدًا وكإن بكلامه هذا سيتغير شيء فهذا الموقف كُتب على جبين سالم منذ ولادته ولن يغيرهُ شيء أبدًا : قل خيرًا أو إصمممت .. ليث إذا بعض الناس عندهم كلام زي العالم خلهم يقولونه أو يبلعون العافيه ويسكتون ..
صقّار بأعصاب مشدوده يقطع الحديث : بسس خلصص .. أم ليث خذي البنات وفوتي جوا يالله ..

من جهة اللواتي يجلسن بالغرفه وكل واحده مُنهاره أكثر من الأخرى ودانا الخائفه تضم أروى .. هديل الواقفه على الباب كي تسمع ماذا يقولون : إسكتن يا خواتي خن نسمع ..
أروى ودموعها تهطلُ كالمطر : شوو قالوا بالله ريحينا يا هديييل ..
هديل : والله يا اروى مني سامع شي بس صوت بربره "أي همس بصوت منخفض" ..
غيداء التي أتت لمنزل والدها للتو ولم تهتنئ أبدًا .. فما إن وصلت حتى دخل سالم عليهن بمنظره ذاك : الوكاد إنه داعس له حدا .. بس مين الله واعلم ..
أروى تضم دانا أكثر كي تطمنها وتطمنُ نفسها : الله يستر بس الله يستر ..
خوله الجالسه على حافة السرير تستمع لحديثهن وتصوب نظراتها نحوَ غدير التي تجلس بجانبها بهدوء ودموعها تنزل بصمت .. هدووء يعكس العواصف ولكن هي هكذا تتظاهر بشيء ليس بها .. وذلك أكثر ما يُخيفها على أختها فهي تشعر بإن صمام الأمان سينفجر بأي لحضه ..
يقطع تفكيرهن صوت هديل : يممه بالله قولي شو صاير ..
فاطمه المُتعبه بصمت فغدير كأمها تمامًا فكل العواصف التي بداخلهن تنعكس على وجوههن بصمت .. ردت أريج المُشابهه لحالة والدتها وغدير : سالم داعس واحد من القريه .. والله يستر إدعن له ..
دانا المتشبثه برقبة أروى أصبحت تبكي بصوت مُرتفع ولا تستطيع إفلات أختها فهُنا تشعرُ بالأمان وتشعر بإنها لو تركت أختها لحضه ستموت فورًا .. فهكذا شعور الأمان مع أي شخص تشعر بإنك لو إبتعدت عنه ستجلب لنفسك المصائب ومن المُحتمل ان تموت .. ولكن كل هذا خُرافات وتعلقك بشخص ماهو إلا شعور بالأمان يُلازمك عند القرب منه ..
أروى تشدُ على كتفيها : بسس يا قلبي بس إن شاء الله إنه مو صاير إلا كل خير ..


_____


يجلس على كُرسي الإنتظار في إحدى المستشفيات .. واضعن رأسه بين كفيه ويعيد شعره للأمام ثمَ للخلف .. شعرَ بيدين تُلامس كتفيه وعندما رفع رأسهُ رأى والده يقف بالقُرب منهُ .. فوقف هو : يببه يقولون حالته خطيره .. يبه معقول يمموت .. لاا لاا استغفر الله استغفر الله ..
فايز يُجلسهُ : إهدى وانا ابوك ان شاء الله انه مهو صاير الا الي ربي كاتبه .. وولد صقار والله لأورجيه نجوم الليل بعز الظهر خلهم يصبرون بس ويشوفون والله لأخليه يعفن بهالسجون ..
يقاطع والده وهو حقًا بمزاج غير رائق لهذا الكلام الفارغ : يبه شدخل صقار وزفتان وعيال زفتان .. خلينا بعمي الي بين الحياه والموت .. يبه والله عمي حالته مهي زينه .. ولم يستطيع الإكمال ويود لو يقتلع عقلهُ من مكانه ويكُف عن التفكير .. الأفكار التي تزورهُ الآن تتعبهُ جدًا ..
ولكن هناك من لم يقتنع بكلام أخيه : وابوي صادق والله كله من تحت راسه هالمصدي هو وعياله والله ما رح اخلي عمي يتنازل ..
ذياب صاح به : عمييي خليه يعيش بالاول عشان تسجنون الي دعسه .. اقولكم حالته خطيره شو هالتفكير المعاق ..
فايز يؤشر لراشد بإن يصمت : خلصص خلصص محنا حاكيين واذا على عمك إن شاء الله انه رح يقوم مثل الحصان .. قول ان شاء الله وانا ابوك قوول ..
من يسمع كلام راشد وهو يعرفهُ جيدًا لا يُصدق بإنه يتفوه بهذا الكلام ويفكر بنفس تفكير والده ..
ولكنه يحمل نفس الفكره بإن أهل القريه يكرهونهم وهذا ما زرعهُ أبيهم بعقلهم وإنهم يستغلون الفُرص كي يؤذونهــــم ..
وهذا الذي جعله بلا عقل بإنهم وصلوا لمرحلة أن يترصدوا لهم ويتعمدوا قتلهـــــم ..
ولكن الذي لا يعرف الصقـــــر يشويه .. فقط لو إنهم يعرفون سالم جيدًا سيعرفون إنه لم يتعمد ذلك ولن يتعمدهُ مهما حصل .. ف سالم صاحب ضميــر يأنبه عند أصغر المشاكل والأخطاء فكيف مع هذه المصيبه ..

_____


بعد أن هدأ الجميع .. وذهبوا لغرفة الضيوف وأتوا بعض الأقارب من أهل القريه ومن أخوة صقّار وزوج أخت صقّار .. ومن جهة النساء أتن أخوات سالم من أبيه ومن الزوجه المُتوفيه "صالحه" أما بناته "خلود ، زهور ، سميّه ، ساميه " زوجة صقّار الثالثه التي لا تُنجب أطفالا أتت مع عمتهم وبعضًا من بنات عمتهم وزوجات أبنائها مع إنهم على خلاف بسيط ..
تجلس زوجة صقّار الأولى "ربيعه"بالقُرب من فاطمه : يا الله يارب انك تعدي هالسالفه على خير .. يا بنياتي ادعن لأخوتسن عسى ربنا يلطف بحاله ..
خلود وبيدها السبحه تذكر ربها كثيرًا : يارب يا يمه الله يسمع منتس .. " ربيعه هي أخت صالحه المتوفيه وتزوجها صقّار كي تُربي بنات أختها "
غيداء : وخالتي صادقه إدعن بدل تحليلاتكن الي اوجعت قلوبنا "وكان هذا الكلام موجه لبنات عمتها وزجات أبناء عمتها فهُن يُحللنَ ويزدنَ الوضع صعوبه .. ويسألنَ عن كل كبيره وصغيره .. فبعض النساء لا يحترمن وضع غيرهن ويبدأن بطرح الأسئله التي لا نهايه لها " ..
كان الجميع بداخلهُ يعلم بإن الأمر مُعقد جدًا .. وإنه لن يمر مرور الكِرام أبدًا .. فبعد دقائق من كلام غيداء سمع الجميع صوت سيارة الشرطه يضجُ وعلم الجميع بإن سالم هو المقصود .. وسيؤخذ لطريقٍ نهايته غير معروفه .. بعد صمت لمدة دقيقه .. الأصوات أصبحت تتعالى .. والخوف سيد الموقف عند النساء .. أما الرجال فمنهم ينظر للموقف من بعيد بصمت .. أما ليث فرفض أن يأخذوا سالم إلى مركز الشرطه حتى إنه قال لهم : خوذوني انا مكانه .. ولكنهم رفضوا فالشكوى مُقدمه بإسم سالم صقّار ..
أبعدَ أخيه ووالده ومدَ يديه لهم كي يقيدوا يديه .. وظاهره رضا تام .. وداخله تخبُط وتوتر ومحاولات لا تنتهي لإقناع النفس بإن الذي حصل مُقدر ومكتوب ..
..
قبل كل الأحداث الماضيه بـ 38 دقيقه ..
تتنقل بنظراتها من تلك والأخرى ..
هذه أتت شامتةً بهم وتود لو تصرخ بها : لا تشمتين بنا فـ والله كل ذلك سيعود لك بهذا الشكل أو بأخــــــر ..
وبعض اخواتها يتوجهن لله تعالى للدعاء والإستغفار .. ووالدتها صمت طالة مُدته وتخشـــى أن يحدث بها ما لا يتوقعونه .. وغدير وأريج لسن بعيدات عن حال والدتها .. دانا تظهر خوفها وتوترها ببحثها عن الأمان وهذا الواضح من تعلقها بأروى وبكائها الهستيري .. أما غيداء فهي تشابهها تمامًا تُخفي مشاعرها بقناع اللامُبالاه ..
تقف خوله وتتجه للنافذه بعد ما حللت شخصيات كل الحاضرات حتى نفسهاا ..
فاطمه بعد صمت طويل : مين السياره يا خوله ..
خوله ببحه بسبب طول صمتها : أبو عبدالله "ماجد" ..


_____


بعد 38 دقيقه .. وتحديدًا في العاصمه "عمّان" ..
تقف بغضب : أفف بتخلووش الواحد بيتهنى بهالعيد .. إلي بيسمعكوا بيحكي إنا كل يوم عيد .. ياماما مشاان الله خلينا نطلع والله إنخنئنا من البيييت ..
خالده بنظره جانبيه : أقعدي يا آلاء وإلا واللهِ وهي بكسر الهاء .. لأخليكي بتشطفي البرندا كلياتها ..
عمر الذي كان يجلس بصمت :بالله يا يَمه هذا عقاب .. هسا بخليها بتجيب كل طرود الميه من برا بعز الشمس ..
آلاء : أسكت انتا اسكت .. اصلا كله من تحت راسك انت وولاد خوالك غير بتتهاوشوا مع ولاد الجيران .. إيه ما خليتووش حدا بحالوو .. الله يوخذكو ويخلصنا منكوو ..
خالده بفحيحٍ غاضب : آلاااء روووحي على غرفتك بدييش أشوف وجهك ..
ذهبت آلاء لغرفتها بخطوات سريعه جدًا ..
فوضع أمها متأزم وذلك بسبب خلافها مع زوجة أخيها وعمر أكمل ذلك بمشكلته هو وأبناء أخواله مع أبناء الجيران .. وهذا المُسبب لمشكلتها مع زوجة أخيها فتلكَ تقول إن عمر هو المُخطئ والذي أخذ جميع أبناء اخواله ليفتعلوا المشاكل ..
أمسكت بفرشة المكياج ووضعت بعضًا من "الهايلايتر" على خدها ورأس أنفها ..
ضحكت على نفسها بصوت مُرتفع فلقد وضعت الكثير على رأس أنفها وأصبح يلمع بشكل مُلفت .. أخذت جوله على ملامح وجهها جميله بملامح ناعمه ..
عينان صغيرتان أشبه بشكل الدائره أنفها صغير وأخره عريض بعض الشيء ولكنه مُتناسق مع ملامحها الباقيه وفمها صغير وكبير بنفس الوقت وشفتيها السُفلى والعُليا مُمتلئتان بنفس الإمتلاء ووجها الدائري الصغيــــــــر ..
لو وصفت ملامحها على أحد لن يقول إنها ناعمه ولكن ملامحها المُتناسقه مع بعضها البعض تعطيها هذا المظهر الناعم والرقيق ..
وشعرها بأمواج لا نهايه لها أشبه بالـ "كيرلي" وباللون البني القاتم وقد صبغتهُ قبل العيد بليله .. وقفت وإتجهت للخزانه أخرجت منها بنطال واسع بعض الشيء وبلوزه بتصميم جميل .. إرتدتهم ووضعت الكثير والكثير جدًا من العطر ..
آيات المذهوله من كمية العطر الذي وضعته آلاء : ولك تحممتي بالعطر ... والله ماما لو بتعرف ما بتشتريلك عطر جديد ..
آلاء تنظر لها وتعود لتنظر لملابسها : لا حبيبتي ماما ماحتعرف بس اذا بعض الناس راحوا وفسدوا أكيد حتعرف ولااا يا حلووه ..
هزت رأسها آيات بفهم لكلام تلكَ ..
..

بجهه أخرى من نفس المنزل ..
خالده بفقد أعصاب فإبنها البكر عمر يقول كلام لا يعرف ما نتائجهُ : عمرر والله لو بسمعك بتحكي هالكلام مره تانيه لأذبحك وبزتك لكلاب الشوارع .. بتفهممم ..
ولك حيوان انتا حيووان طالع لأبوك الله يوخذو ..
عُمر : يَمه هسا شو جااب طاري أبوي .. ترا والله كلامي صح وحتمر الأيام وبتعرفي .. ولاد خوالي مش ناويين على خيير أبدًا ..
خالده : حتى لو كان احنا مالناش خص فيهم .. لا تدخلش فيهم يا عمر بكفي إطاوشت مع مرة خالك عشانكم .. أكملت بمحاوله لإقناعهُ لعل وعسى يقتنع ولا يتدخل بمشاكلهم : يا ماما مشاني ومشان خواتك ولك إحنا ما إلنا غيرك إبني واخويا وسندي واللهي يا عمر لو بيصير فيك إشي بتعرفش شو بيصير فيني يمكن بمووت والله إني ما بكزب ..
عمر الذي إقتنع من كلام والدته فهو يعلم إنها هي وأختيه وحيدات فأمه تزوجت أبيهم وأنجبتهُ هو وآلاء ومن ثم تطلقت وأخذت والد آيات وأيضًا تطلقت .. والد عمر وآلاء ووالد آيات تزوجوا بعد خالده وجعلوا أبناء خالده يعيشون معها حتى إن والد عمر وآلاء لا يراهم كثيرًا أما والد آيات فكل شهر يأتي ليراها مرتين أو ثلاثه وهُم يعيشون في الطابق الثاني من منزل جدتهم أم والدتهم .. وأمهم وحيدة جدتهم وعندها أخوين فقط ..

_____


في اليوم التالي وقد علم بإن والده وأخيه رفعوا شكوى على الذي دهس عمهُ وهو سالم إبن قريتهم ..هو لا يُحبهم أكثر من عمه ولكنهُ واقعي جدًا فسالم دهس عمه بغفلةٍ منه وهذا يحدث كثيرًا ..
فلمَ راشد ووالدهُ يستغلان الفرصه ليخرجان كُرههم وحقدهم .. خرج من غرفة عمه ورأى أمامه والده وأخيه راشد فبدأ بحوار شديد اللهجه معهم .. وبمنتصف الحـــــوار ..
ذياب بقلة صبر : يعني هذا وقته تروحون تشكون على عيال خلق الله .. إقسم بالله يا يبه إن سالم حط عمي معي بالسياره وانا قلت له خلص رووح ..
يقاطعه بغضب :يروووح !! .. يرووح وين يذبح عمك ويروح ..
ذياب : يبه إتقي الله يذبح مره وحده .. بالغلط والله بالغلط انا شفته بعيوني ترا الحادث صار قدام عيووني والله ..
فايز وما زال يقنعهم إنهم متعمدون : طيب الحادث بالغلط .. بس ترا سالم قالي والله لألحقك بأخوك ولا كمان يقول لي وإذا مات بإلي بالي بالك كنت رح تذبحه ويقصد المخدرات الي عمك يتعاطاهن ..
راشد مُقاطعًا لحديث والده : وهو صادق لو صار به شي من هالمخدرات أو ماات شو كنتم رح تسوون ..
ذياب ينظر لهُ بصدمه فيبدو إنه عاد لعقله لإنه قبل دقائق كان بصف والدهُ ..
خرج من المستشفى بخطوات هادئه يُفكر بحالة عمه التي تسوء أكثر من إنها تتحسن .. يُقاطع أفكاره رنين الهاتف بصوت مُزعج ..
ذياب بإنزعاج : أفف عااااد .. ظن إنهُ يوسف يطمئن على حال عمه .. ولكن المُتصل كان برقم غريب على الأرقام المُسجله بأسماء ..
صمت حتى سمع الصوت : السلام عليكم ..
صوت إمرأه !! .. ذياب بتساءل : وعليكم السلام .. مين معي ؟ ..
على الطرف الأخر بنبره باكيه : بالله مو حرام عليكم .. والله قلبي يتقطع على ولدي خافوا الله بيا .. أكملت بعدم إنقطاع ونفسها يعلو صوتهُ وينخفض : والله اني ما عرفت النوم من إمبارح بالله عليك خلهم يتنازلون عن الشكوى الله يخليك لأمك وأبوك ..
ذياب يقاطعها فيبدو إنها لن تنتهي من الحديث حتى الغد : يا خاله مين انتي ..
فاطمه التي طلبت من معتز إبن خالد أن يجلب لها رقم إحدى أبناء فايز دون أن يُخبر أحدًا .. ومعتز جلبهُ لها بعد أن إسغرق ذلك منهُ وقتًا طويلا فهو طلب من جميع اصدقائه أن يعطوه رقم أحد ابناء فايز ولم يُعطيه إلا أخر من أرسل لهُ وهو زميل الدراسه .. : أنا أم ليث وصمتت لثواني : وأم سالم ..
صوب ذياب نظره نحو مدخل المستشفى .. وصمت صمتًا طويلا حتى سمع صوت أنثوي ليس كصوت الخاله مصدره الهاتف : خلص يمه إفصلي (أي أقطعي الإتصال) ..
ذياب بتردد : خاااااله ....
____
تم بحمد الله ..
الشخصيات في هذا الفصل :
فهّاد : أخ فايز .. 36عامًا ..
..
خلود : 47عامًا ..
زهور : 40 عامًا ..
سميّه : 39 عامًا ..
ساميه : 35 عامًا ..
سعود : 36 عامًا ..
سامر : 33 عامًا ..
ربيعه : 61 عامًا ..
العمه " عائشه" : 71 عامًا
______


طبتُم حيثُ كُنتم ..
هاشميــــة الولاء ..

هاشمية الولاء 19-05-21 05:08 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الفصــــــل الـ #4 ..


اليــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..


لا ضاق فيك الدرب لا ترجع ورى
إصبر وغامر والعمر حظ ونصيب
أحدِ لقى في مقبل أيامه ذرى
وأحدِ رمى لكن عيا لا يصيب

..


تدخل بخطوات هادئه .. فهُنا أرواحًا تبغضُها وتكرهها كُرهًا أعماها عن إن الدنيا زائله والتسامح من شيم المُؤمنين ..
هند تمد يدها مصافحةً ل أريج ..
أريج ترفع رأسها حيثُ تلك تقف فوقهُ ولسان عقلها يقول إن كُنتِ أنت وقحه فأنا أشدُ وقاحة منكِ فمدت لها أطراف أصابعها دون أن تقف .. وسحبتهم بسرعه وأنزلت نظرها للقرآن الذي تضعهُ بين يديها وتقرأ من آياته ..
من جهة هند التي فار الدم بعقلها فالبعض يرضا بوقاحته وقلة إحترامه لغيره أما أن لا يُحترم أو يُقدر فهذا يُغضبهُ وهند من هاؤلاء البعض ..
جلست بجانب إبنتها رنيم وقدمها تهتز من شدة غيضها ..
رنيم بعد أن رأت قدم والدتها التي تهتز بسرعه كبيره : ماما ماله داعي هالحركات ترا عمامي بمصيبه ومستغنين عن أي مصيبه جديده أنتي رح تكوني سببه ..
عواصف مُقاطعه لحديث رنيم : لا حبيبتي .. ماما الي ما يحترمك لا تحترميه ..
هند : بس خلصص .. وين مرة جدكن ..
رنيم التي وقفت لتجلس بجانب دانا : يقولون نايمه ..
عواصف : وين رايحه ..
رنيم : اقعد عند دانا .. حرام شوفيه كيف متأثره أكثر من خوله البارده ..
وقفت هند لتعود لمنزلها فهي أتت للإطمئنان على حالة فاطمه فإن كانت نائمه فما الذي يُجلسها : لعاد انا دروح شو مقعدني اذا عمتي فاطمه نايمه ..
عواصف برجاء : لا يممه بس شوي ..
هند وقد إرتدت حجابها : وصمممه .. ماما ماما خليكي راقيه مش مثل عماتك إتس وبتس ..
عواصف لإرضاء والدتها : طيب .. ماما لا تروحي خلينا شووي بس ..
هند بغضب : ووجع هو أنا قاضبتس خلتس قاعده .. رفعت نبرة صوتها وكإنها تذكرت طريقتها بالحديث كيف تحولت : حبيبتي عصوفه أنا رايحه يالله بيباي إنتبهي على اختك وخليها شوي وتروح عشان تدرس تمام ماما ..
عواصف مُنزعجه : يعني فوق مني كارهه إسمي ودلعيني عصوفه .. يالله باي باي ..
وبداخلها تُفكر كم هي أمها مُحبه للمظاهر والتظاهُر ..
فكم مره نسيت نفسها وتحدثت بطريقتها الأولى ..
لو يبقى الإنسان على طبيعته لكُنا في خير دائمًا ..
ولكن أن يتطبع بغير طبعه ويتحدث بلسان لا يشبههُ هُنا الكارثه ..

______


تبكي بصوت يُزعج الجالسين .. ووالدتها لا تُعطيها بالا تدعها تفعل ما تُريد دون رفضٍ .. وهذا ما يُزعج أخواتها ..
غيداء بنرفزه : أرييج قومي سكتي بنتس ..
أريج دون إهتمام لكلام غيداء : أما هالكلبه أخ بس لو تشوفن كيف سلمت عليه مديت اصابعي له وسحبتهن بسرعه .. والله قامت تغلي وتهز ..
نجوى بغضب : فكينا من هالسالفه عااد .. أفف اقسم بالله منتن لاقيات سالفه ..
خوله التي تُنادي على والدتها .. فلمدة لا تقل عن ثلث ساعه وهي تبحث عنها .. : يا بنات وين امي ..
هديل : قلنا نايمه نايمه .. خلص خلنه ترتاح .. أقول هو الزلمه صحى ولا بعده .. وشلون وضعه ؟ ..
غيداء : والله علمنا علمتس .. أريييييج قومي سكتيه صورت أذاني ..
خوله بعد أن جلست وهي تنظر ل لجين الباكيه بطريقه هستيريه ويبدو إنها لن تصمت أبدًا: يا ويلي هالعيل إن افتحت ثمه ما تسكره لو إيشش ..
صمتت لثواني وبعدها أردفت : طيب غدير وين ..
أروى بهدوء : خوخه حبيبتي يا تقومين اتدورين عليه يا تسكتين ترا محنا ناقصين وجعة راس ..
خوله بتفهُم : طيب خلص .. بس عنجد شو صار على سالم ..
غيداء بإنزعاج من كثرة الاسئله حول هذا الموضوع : ياخواتي كم مره قلنا علمنا علمكن .. خلص خلنا نقرا أذكارنا على رواق ..
دخلت عليهن غدير وردت السلام ورد البعض والبعض الأخر مشغول البال : مين كان هان ؟ ..
خوله : .. هند وعواصف ورنيم قعدن شوي وروحن .. وين كاينه ؟ ..
أروى : لا رنيم ما روحت هيه قاعده مع دانا بغرفة القعده ..
خوله مُقاطعه : لا انا دورت على امي بغرفة القعده وما شفتهن هناك ..
أروى : لعاد طلعن برا ..
غدير جلست على أول أريكه موجوده بالغرفه وقد تجاهلت سؤال خوله الأخير دون أي سبب يُذكر : مين مروحه منكن اليوم ..
غيداء : مي "me : أنا " ..
هديل : لا والله مافيه ترويحه غير لما نطمن على سالم ..
غيداء وقد أغلقت الهاتف : إن شاء الله إنه مو صاير إلا كل خير .. وانا مروحه اليوم المغرب ..
أروى : وأنا كمان المغرب مروحه ..
نجوى تعقدُ حاجبيها : جد والله .. وانا اقول رح اروح وانتن تظلن عند أمي ..
هديل بغيض : شفتي بالله قامن يتسحبن ..
غدير وقد تمددت على الأريكه وتنظر للتلفاز : لا يا حبيبتي ما ودنا حدا يقعد عندنا خلص أزعجتنا ..كلكن اليوم من غير مطرود ..
هديل : والله أنا جوزي "زوجي" قال انه اليوم العصر جاي ..
أروى : ايوه قولي من الاول ودتس تنسحبين وتخلينا احنا .. قبل شوي وانتي تقولين مافيه ترويحه إلا لما نتطمن على سالم ..
هديل بصراحه : أه والله قلت اروح وتظلن انتن مهو يوم جيت دروح كلكن تسحبتن ..
غدير : قلناا ما له داعي تقعدن خصوصا اريج مشان الله خذي بنتس وانقلعي تراه سوت قلق بمخنا ..
أريج تنظر لها بنظره جانبيه أي بلا كذب .. ولكن غدير لم تكن تكذب فلقد حاولت النوم ولكنها لم تستطع من صوت لجين الباكيه ليلا ونهارًا ..

______


قبل كُل حدثٍ مَضـــــــــى ..


: خااااله إستني شوي ..
نطقت بسرعه قبل أن تاخذ غدير الهاتف : هلا يمه هلاا ..
ذياب بنبره مُريبه : خاله شو مستنيه مني بالله ..
فاطمه بمحاوله لكسب تعاطف ذياب : تنازلوا عن ولدي إعتبروه ولدكم اخوكم .. الله يخليك يا ...
قاطعها : ذيااب ..
فاطمه ومحاولاتها مازالت مُستمره : كنت دقول يا ولدي والله اني ما اعتبرك غير ولد لي ..
ذياب وقد صمت لإن الطبيب أتى ليبشرهُ بإن عمه إستيقظ .. والطبيب كان يركض لجهته فهو رأه مُتعلق بعمه فحبَ أن يُبشرهُ بنفسه .. ذياب بعد أن أنزل الهاتف : الله يبشرك بالخير مع انهم قالوا لي ان حالته مهي زينه ..
الطبيب : لا الحمدلله هو بأحسن حال .. وتقدر تفوت عنده ..
مد يدهُ مُصافحًا للطبيب وشاكرًا له : شكرًا .. يعطيك العافيه ..
تذكر هاتفه ومن ينتظرهُ بالهاتف فرفعهُ لأذنه اليُمنى ..
وسمع نفس الصوت المختلف عن صوت الخاله فيبدو إنها فتاه ببداية عُمرها وليست كصوت الخاله الذي يظهر بهِ سنها الكبير : يممه قلت خلص سكري وسحبت منها الهاتف كي تُنهي الإتصال الذي ترى إن لانفع من ورائهُ ..
ولكنها سمعت صوتهُ يقول : تراتس ابلشتينا إفصلي وسكري أعطيني امتس خن احكي معه ..
حدقت بالهاتف بذهول فما هذه الوقاحه أكان يوجه حديثهُ لها أم يتهيأ لها ذلك ..
أنهت الإتصال ووقفت لترحل من المكان ولكن رنين الهاتف مره أخرى أوقفها فجعلتهُ يتصل حتى إنتهـــــــى ..
ومن ثم أرسلت رساله نصيه : إنســـى إني حكيت معك ويعطيك العافيه ..
أتاها صوت خوله : إن شاء الله تذوقون نفس إلي ذقناه .. حدقت بها بغير فهم لتقول خوله : اكتبي اكتبــــي ..
فأكملت الرساله بطريقه أكثر لباقه : والذي لا يرحم من في الأرض لا يرحمهُ من في السماء ..
خوله قالت قبل أن تُرسل : احس ما له دخل صح .. شو دخل الرحمه بالموضوع ..
غدير بفلسفه : لا لازم يرحمونا ويرحمون أمي ويرحمون سالم كمان .. يعني ما تكون قلوبهم قاسيه فهمتي ياهبله .. أقول ودي ابعث وخلصص ..
رد ساخرًا وهو على علم بإن التي تراسله ليست الخاله : ما شاءالله حكيمه ياخاله ..
قهقهة خوله على رده ولم تُفكر بإنه يسخر منهن ويعلم إنهن لسنَ الخاله : ابعثي اعجبك ..
غدير : لاوالله خليه يقلب وجهه ..
أغلق هاتفه ووضعه بجيبه ..
وبطريقهُ لغرفة عمه كان يفكر بتلك الخاله والتي كان يظهر من كلامها إنها تحاول كسب إستعطافه وهذا لم يُعجبه ..
فإبنها ليس مُخطئ عمدًا فقط لو شرحت بطريقه أفضل من الرجاء لكان فعل كل ما بوسعهِ لمساعدتهم فهو أكثر ما يكره الرجاء والشكوى لغير الله .. أخرج هاتفه ودخل للرسائل النصيه وأرسل : لو بيدي شي اسويه كان سويته .. والشكوى لغير الله مذله ياخاله أدعي له دعاء الأم بإذن الله مُستجاب ..
لا تُنكر إنها تشاركه نفس الرأي .. فهي قالت لأمها هذا الكلام وأمها لم تستجيب لها .. لم ترد عليه وإكتفت بإن تقرأ وتمحو الرساله والرقم من هاتف والدتهاا ..

_____


بعد مُده ليست قصيره ..

تجلس على سريرها متكتفت الأيدي ..
بعد أن أغلقت الباب بمفتاح كي لا يدخل أحد ..
فأحداث حدثت لم تكُن تتوقعها ..
طرقات على الباب جعلتها تمحو دموعها بعُنف : مييين ..
نادين بنبره حنونه : نوسا انا ندووش ..
نسرين ومازالت تجلس بنفس الوضعيه : نععم ..
نادين : نسرين خلص عاد والله مافيه شي يستاهل كل هالزعل ..
نسرين صمت !! .. نادين : نسرين بليييز افتحي الباب ..
نسريـــــن لا رد !! ..
عندما شعرت إن لا أمل من أن تفتح لها الباب ذهبت إلى غرفة الجلوس ..
نسرين تُغطــي فمها بباطن يدها ودموعها تنزل ببطئ ..
دون مُبالغه أكثر ما تكرهه هو تدخل أعمامها بحياتهم وكل هذا بسبب والدتها فهي دائمًا تقول إن أعمامهم هم أولياء أمرهم بعد أبيهم ..
ولكن تدخلهـــــم بكل كبيره وصغيره هذا ما يزعجها ويُثير غضبها ..
فقبل يومين قالت لوالدتها بإنها ستذهب لصديقتها التي تسكُن في مدينة العقبه وطلبت منها أن تذهب معها برفقة سوار وطلال ولكنها رفضت ومن جهة نسرين كانت راضيه فشعرت إن والدتها تتجنب المشاكل مع أعمامها فلن تزيد عليها ولكن أن تتصل بعمها الأكبر وتشكو لهُ ..
والموضوع كبر أكثر من اللازم وحتى إنه وصل لأخوالها وأصبح الجميع يتحدث عنها بطريقه سيئه وإنها تعصي أمها دائمًا .. هي لاتُنكر إنها تُعاند والدتها أحيانًا ولكن أن تعصي أمرها فهذا لم تفعلهُ مهما حيـــــت ..

تشعر بالدماء في عروقها ستتبخر حالا من شدة غليانها .. فوالدتها قالت أمورًا ليست بها ولا من طبعهــــا ..
فلقد رضت بإن لا تذهب ولم تُعاند إذًا لماذا فعلت ذلك ؟؟ ..
ولمَ تُدخل أعمامها وهي الأشدُ كُرهًا لهـــــم ..
..
_ والله وأروحلتش على أبو رعد وأقوله وهو يجي ويهزئه وعرفوا عمامه كلهم حتى اخوي ابو مجد درا بالسالفه والأكيد انه ابو رعد هو الي ران عليه ..
ضُحى أختها الأكبر : انداري عنتش احس لو عقلتيه انتي وفهمتيه انه مايصير الطلعه لحاله والدشره كان فهمت احسن من انتش تعلمين عمامه عليه ومني خابرهم زينين لتشن ..
رحمه المتمدده على السرير بعد عمل بالمطبخ لمدة ساعتين : اهخخ ياظهري ذابحن بالوجع والله بديت على الثنتين وخلصت على الاربعه ..
المهم اكمل لتــــش السالفه مهو انا قلت اعلم اخواني بعدين قلت لأ ما تخاف منهم كثر عمامه فقلت اعلم عمامه عشان تاخذ درس منهم ماتنساه ..
ضُحــــى : والله مني معتش بهالنقطه لانه عمامه يستنون الزله عليتش وعلى بناتش .. اصر انتش تقولين انه ما قالت شي لما قلتي له ما تروح ..
رحمه : لا والله زعلت وقعدت بغرفته عشان هيك قررت اعلم عليه وما اسكت مثل كل مره .. يختي دطلع من خطيتهن وما اندم بعدين .. يالله مع السلامه ودي اروح اصلي الظهر وانام تعباان ومسطل ..
ودعت اختها وهي مُرتاحة البال فهي راضيه تمام الرِضا على كل شيء فعلته فقررت ألا تجعل بناتها يتمادن بعد اليوم وبالأخص نسرين فلقد كبرت ولم تتزوج حتى الآن وإن بقت على طبعها هذا لن تتزوج .. وهي لوحدها لن تستطيع إيقافها عند حدها فاليوم طلبت الذهاب لصديقتها بمنطقه بعيده عنهم غدًا ستطلب أشياء ستصعقها ..
وهي دائمًا تُفكر أن تخرج من خطيئتهُن وتودع أمرهُــــن لله تعالى ومن ثم أعمامهن وأخوالهن ..
وبنظرها ترى إن للرجال كلمه أقوى من كلمـــة النســـــــاء ..
وأن تُربي بناتها وهي إمرأه وحيده لن تتوفق بذلك أبدًا ..

______


بعد أن خرج من غرفة عمه الذي عاد لصحته منذ يومين فقط القليل من الكسور في القفص الصدري وتشوه بسيط في ملامح وجهه .. صعد الحافله التي ستقيلهُ لمنزله لإنه لا يملك سياره "فبعد أن صدم بسيارته منزل صديقه الذي تشاجر معه .. والدهُ أقسم إنه لن يشتري له سياره إلا عندما يقرر الزواج "
جلس على ثالث مقعد وهو مُشترك مع شخـــص آخر لم ينتبه للذي يشاركه المقعد .. لإنه كان يُفكر بالحوار الأخير مع والده وعمه وكان بوقتها يطلب من عمه أن يتنازل عن سالم لوجه الله ولكنهُ رفض رفضًا تامًا ..
ليـــسَ في كل مره يكون المُخطـــــئ هو السائق الذي يلهو على هاتفه فسالم كان يسوق بسرعه متوسطه ويُرسل الرساله لصديقه وبنفس الوقت ينظر لطريقه ولكن كما ذكرت ..
هي ثواني حتى خرج ذاك بوجهه وصدمهُ بسرعة البرق .. فهاد قبل الحادثه بيوم كان قد شرب الكثير من مُذهبات العقل ونام لوقتٍ طويل وعندما إستيقظ الصداع كان يفتك رأسهُ .. يشعر بدوار ويرى الأرض بالمقلوب .. وهو الذي خرج بوجه سيارة سالم فلقد كان بحاله من اللاوعي .. وذياب على علم بكل هذه الأمور .. ولكنه بعد حواره الأخير مع عمه وقد أبدى ذلك إصراره على عدم التنازل قرر الإنسحاب وعدم الخوض بهذا الموضوع أكثر ..
صوت بجانبه يقول بنبره مُنزعجه : لو سمحت قوم من هان بسرعه ..
ألقى نظره جانبيه على التي تشاركه المقعد وكانت فتاه ترتدي الحجاب من نصف الرأس وشعرها الأمامي ظاهر للأعين .. عاد بنظرهُ للأمام : تحكين معاي ..
_ أه هو فيه حدا قليل أدب قاعد بجنب بنت غريبه غيرك ..
ألقى نظره على مقعده : ما اشوف اسمتس مكتوب على الكرسي ..
قالت بحزم : لو سمحت قووم .. او اقولك انا اقوم ..
ذياب مُتنرفز من طريقة حديثهـــا : اقول اركدي ترا الباص مليان ولو فيه مكان ثاني ما كنت قعدت عند حظرت جنابتس ..
إبتعد حتى أصبح يجلس على حافة المقعد .. فلقد شعر إنها مُحقه فهو لم ينتبه على وجودها فكان يجلس على المقعد براحه مُبالغ بها ..

_____


يُشاهد الماره بذهنٍ غائب .. الحياه تغدر بكَ بطريقه بشعه جدًا وأكثر ما لاتتوقعهُ يحدث فما بالك بالذي تتوقع حدوثهُ .. كل شيء يتعوض إلا نفسك .. فكيف تعوضها عن جرح وألم وحزن وكسر .. أن تخسر نفسك كارثه !! .. أن تصبح لا تشعر بنفسك الكارثه الأكبر .. لم يصل لدرجة كُره نفسهُ ولكنه سيصل لهذه الحاله إن لم يتدارك نفسه بأسرع وقتٍ ممكن .. وصل لمرحله عُمريه أصبح مٌقتنع بها إن رحيل أحدهم يُحزنك ويشتتك لفتره زمنيه طويله أو قصيره .. ولكن رحيل نفسكَ دون قدرتك أن تتمسك بها فقط تجلس وتنظر لها من بعيــــــد .. هذا هو الفقد الصعب تعويضهُ ..
بعد تفكير طالت مُدته .. قرر الذهاب لقرية "الربابّه" حيثُ يسكنوا خوالهُ .. ففي الأيام الأخيره يشعر بإنه سيكتئب في أي لحضــــه ..
______


ليت قلبي قد عصاني
يوم حكاني وجاني ..
الحسايف في حناني
والوفاا فينـــي وذوقي ..
..

تُعيد هذا المقطع للمره الألف .. مُعجبةٌ جدًا بصوت المُنشد وتحديدًا بهذا المقطع من الـ "شيله" .. يُقاطع صوت الشيله الذي يصدح في السياره صوت رنين هاتفها : طارق بالله وطي .. ردت على المُتصل وماكانت إلا والدتها : هلا يممه .. لا لسا .. رايحين على عمّان نشتري لنا كم من شغله للدار .. وين يجي هذا ؟ .. طيب مااشيي اشوف طارق .. هلا هلا الله معك ..
طارق الذي يُعيد ظهره للمقعد : شو وده عمتي ..
غيداء وقد أعادت صوت الشيله : تقول فيه مول فاتح جديد وده اجيب له عبايه من عنده تقول النسوان مادحات العبي (العباءه) الي عندهم .. وأكملت بدندنه : الله عليك يا غريييب .. ليت قلبي قد عصاني يوووم حكاني وجاني .. الله الله ..
طارق وقد أخفض صوت المُسجل : شو صار مع سالم ..
غيداء بقهر : حسبي الله عليهم الله لا يهنيهم ولا يريحهم دامهم ما ريحوا قلب امي ولا طمنوه على ولده .. ماهم راضيين يتنازلوا حسبي الله بسس ..
طارق : والله ما ينلامون ولو انا مكانهم كان سويت نفس الشي .. الواحد لازم ينتبه على طريقه اكيد انه مفنش بهالتليفون واخر همه ارواح الناس ..
غيداء بإنفعال : والله هذا شارع مخصص للسيارات مهو للماره ... صح ولا لا ..
طارق : لا والله .. يعني الواحد مايقدر يقطع الشارع للجهه الثانيه تتخوثين انتي .. وضع هاتفهُ بدلا من هاتفها وأشغل اغنيه " أنا بعترفلك" ..
وصلت الأغنيه للمقطع التالي وغيداء تتمايل عليها " لا تروحي خليكي معايا .. دانا سبت كول الي ورايا .. ماانا في الجمال شايفك آيه .." ..
إتصال على هاتفه يُقاطع الأغنيه ويُقاطع إطمئنانه مع زوجته فبدا الإرتباك واضحًا على ملامح وجهه ..
غيداء بعد أن ألقت نظره شك عليه : مين الي يرن ..
قال بسرعه كي يُغير الموضوع : مين يعني .. واحد من الدوام ..
صمتت غيداء ..ولقد صممت على أن تُفتش هاتفه فهي في أيامهم الأخيره بدأت تلاحظ أمورًا غريبه جدًا ..

_______



وصل للمكان الذي يبحث عن نفسهُ بهِ .. فلعلَ وعســــى أن يجد نفسهُ بقبله على رأس جدهُ وبين كفي جدته وأحاديث خواله وخالاته التي لا يملُ منها وتبعث في روحه الطمأنينه ..
الجو العائلي يشعرهُ بالكثير من الأُلفه والمحبه .. يتوجه نحو منزل جده دخل للمنزل الثالث الذي يحتاج لقطع الشارع كي يصل لمنزل جدهُ الأول .. كان على علم بالأمر الذي حدث مع خالهُ سالم وقد إتصل عليه يطمئن على أحواله ..
ولم يُقرر الزياره إلا عندما هدأت الأوضاع فهو لا يُحب أن يرى الحزن على وجه أحبابه وأخواله هم أعز الناس على قلبه .. دخل للمنزل دون أن يطرق الباب ..
أراد أن يُفاجئهم بدخوله عليهم ..
خوله الجالسه على كُرسي في صالة المنزل وتعبثُ بهاتفها ..
رفعت رأسها للخطوات البطيئه ويبدو إنها حذره ظنت إنه والدها ولم تعتقد أن يكون إبن أختها زهور ..
وقفت لهُ بحُب وسلمت عليه بشوق فلقد مر الكثير ولم يزورهم ..
لا تُنكر ولن تُنكر بإنه الأقرب لقلبها وأعز أبناء اخوتها وأخواتها ..
وجههُ السمح .. حديثهُ الصامت .. يتحدث بطريقه لا تستطيع وصفها .. ما تتمنى إلا أن يأخذ من إسمهُ نصيب ..
فـ ينال من الأقدار أجملها ومن السعاده أكملها .. وأن يُعطيه الله حتى يُرضيه فينال كل ما يُحب ويتمنــــــــى ..

______


تمَّ بحمــــد الله ..



طُبتم حيثُ كُنتم ..
هاشميــــــة الولاء ..

هاشمية الولاء 25-05-21 03:14 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


الفصــــــل الـ #5 ..



الغــــــــد ؛ لا ندري أين سنكون ..



لا تتفوه بالكلام إلا وقد صففته بعقلها عشرات المرات ..
ولا تكتُب الكلمه وإلا وقد رسمتها بعقلها بأجمل الرسومات ..
مُتردده ، مُنعزله ، طموحه ، فقط في مُخيلتها ..
فهي لا تخطو خطوةً واحده إلى الأمام دون تخطيطٍ مُسبق ..
فكيفَ الأن ستسيرُ بطريقٍ لم تفكر بهِ حتى ..

..


رأى طيف إبتسامه .. للوهلةِ الأولى ظنَ إنها أرتسمت
على محياها بدافع الخجل .. ولكنها كانت إبتسامه خبيثه
نتيجة أفكارها الشريره .. فهي عندما تُفكر ..
تُصبح أروغَ من الثعلــــب ..

..


سيضعوننا بين طيّات الكُتب ..
على إحدى الرفوف في مكتبةٍ عتيقه ..
تتراكم علينا الأتربه حتى نكادُ نختنق ..
ولا يمروننا إلا مرةً كُل إثنا عشر عامًا ..
سنعيشُ جميع تفاصيل الحياة لوحدنا ..
فإن كانت البدايه خاطئـــــه ..
لن نجد طريقًا سعيـــــــــدًا للنهايه ..




اليـــــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..

هي مُطمئنه ، أمنه ، مُستقره .. ولكن أرواحًا تُحبها تختلف عنها تمامًا .. تلك الأرواح كشفت أسرار .. قتلت كُل بذرة فرح وسعاده في روحهاا ..
تشعرُ بالأرق والنوم بعيد جدًا عن عيناها الصغيرتان .. وأختها كذلك لا نوم يزور عينيها ولا راحه .. فقط دموع مالحه .. تشعر بطعمها عندما تصل لشفتيهاا .. لا عذوبةً في الدموع .. وإنسكابها لا نهاية لهُ ..

إتصال يبدو إنهُ طارئ .. نجوى ترفع الهاتف لأذنهاا : ألوو ..
صوت أرهقهُ البكاء : نجووووى والله مني قادره أتحمللل .. رح أموووت من القهر والله ..
نجوى تنهض بسرعه .. وتضع يدهاا على خدها : غيداء إستهدي بالله .. والصباح ربااح ..
غيداء بصوت مُتقطع : والله مني قااااادره والله .. نجوووى الله يخليك تعااااالي خُذيني ..
نجوى بحُلم : غيداء والله ما ينفع .. ما اقدر اطلع من الدار وأبو ياسر مداوم .. وكمان ماأقدر اتصرف من مخي .. خلصص نامي ومثل ما قلت الصباح رباااح ..
غيداء تُخفض صوتها كي لا يصل لزوجهاا النائم والذي لا يعلم عن كل ما يدور ببال غيداء : يا نجوووى والله مني قادره أتحمل ..
نجوى بقلة صبر : غيداااء خلص .. اسمعي مني وروحي نامي وبكرا يصير خييير .. وياويلك ترني على اريج أو هديل .. وعد مني غير بكرا اطلعك من عنده واجيبك عندي كمااان .. وأخليك على راحتك وصدقيني ما حدا رح يغصبك على شي ما ودك إياه ..
غيداء وقد نبهتها تلك على أخواتها هديل وأريج اللواتي يمتلكنَ سيارات : طيب مااشي ..
نجوى قبل أن تُنهي الإتصال : غدوو خليك عااقله وروحي نامي عند ولدك .. لا تتهوري وتضيعي ولدك معااك ..
ويالله مع السلامه أشوفك بكرا ..
غيداء بقت تُمسك الهاتف بعد أن أنهت تلك الإتصال .. تحدق بهِ بذهنٍ غائب ..
أكثر ما ستندم عليه هو بقائها بنفس المكان المتواجد بهِ ذلك الجرذ ..
بحثت بقائمة الإتصالات عن إسم أريج .. لإنها ستقف معها أكيد .. غير إنها تملك سياره .. هي تستطيع الخروج في هذا الوقت المتأخر من الليل .. لإن زوجها ذهب برحلة عمل مع زملائهُ ..
غيداء تظغط على زر الإتصال بعد تردد لمده قصيره بعض الشيء : ألوو مرحباا ..
أريج بصوت يملئه النُعاس : غيدااء ووجع .. فكرتس عبدالمجيد "زوجهاا" ..
غيداء : أروووجه يا قلبي ركزي معي ..
أريج بقلق من نبرة صوت غيداء : خيير شو فييه .. صاير شي .. يزووون فيه شي ..
غيداء : يوووه أريج شوي شوي علي .. يزن نايم ما به بلااا ..
اسمعي أريج أنا بورطه .. تهاوشت مع خوات طارق وتوعدني إنهن يكتلني .. وانا خايفه والله .. الله يخليك تعاالي خُذيني ..
أريج بغضب ومن نبرة صوتها المرتفعه أيقظت إبنتهاا : غيدااااء الله يااخذتس قولي أمين .. رانه علي تالي الليل عشان تقولي هالكلام الفاضي .. إمشي إقلبي وجهتس يالله ..
وأنهت الإتصال ..
غيداء تُحدق بالهاتف بعد إنقطاع الإتصال .. لا تُنكر إنها قررت الكذب .. أن تعلم نجوى عن أفعال زوجها المُخزيه .. هذا بالمعقول .. أما أن تُخبر أريج وتُنقل الخبر لباقي أخواتها هذا سيقهرها فوق القهر الذي تشعر بهِ الآن ..
يبدو إنها رساله ربانيه ..
بإن تعود للنوم بجانب إبنها الصغير ..
وفي الغد تُقرر المواجهه ..
أو الرحيــــــــــــل ..

________


يضرب الهاتف على الطاوله بغضب .. دون مُبالغه لو يحرق الأرض بسكانها في هذه اللحضه لن يندم أبدًا .. ولن يخفف ذلك من شعور الغضب الذي ينتابه الآن ..
الإبن الذي ظنهُ أصبح أكثر تعقُلا .. وإلتزامًا بعمله ..
أصبح يذهب للبارات أو الـ "حانه" .. أسماء تختلف ولكن جميعها مُتشابهه بزوارهاا .. تجمع نساء مع الرجال .. ومشروبات مُذهبه للعقل ..
أكان ينقصهُ ذلك !! .. يكفيه أخيه فهاد .. الذي جعل سمعتهم بالوحل .. ويأتي إبنه ذياب ليُكمل الفساد ..
ما هذا السخط الذي يعيشهُ الآن .. ولكن لا بُد من أن يُلقن ذياب درسًا لا ينساهُ أبدًا ..
ويبدو إن موعد الزواج قد حـــــــــــــــــان ..


________


الأسلوب اللطيف هو أكثر الأشياء التي تجذبها بمن يُحدثهاا ..
وذاك لا يكُفُ عن لطافتهِ ..
مما أثار فيهاا شعورًا غريبًا ..
يبدو إن الحُب يطرُق الأبواب ..
يصلها صوته متساءلا : عفوا أختي فيه شي بوجهي ..
نسرين تبتسم وتهز رأسها بخجل : لا لاا ما فيه شي .. بس صفنت شووي ..
ذياب بهدوء : هذي داركم صح ..
ترد نادين : أه هذي .. يعطيك العافيه ..
نسرين تنظر لنادين بقهر .. فيبدو إنها تُريد إنهاء الحديث بسرعه .. لِمَ والدتها وأختها يُرِدنَ أن يقطعن كل شعور بالحُب والطمأنينه فيهاا ..
نسرين بخجل بعد أن سبقنها اخواتها إلى المنزل : شكرا .. يعطيك العافيه ..
ذياب بعد أن إلتفت ليرحل فتلك لن تكُف عن الحديث : الله يعافيتس .. مع السلامه ..
نسرين : الله معك ..

..


ذياب قد رحلَ فعلا .. وهو يتذمر من طلب والدته بإن يوصل بنات قريتهم لمنزلهُن .. أأصبح وسيلة نقل في هذه القريه ..
بعد أن وصل لباب منزلهُ .. سمع أصواتًا تتعالى بطريقه مُلفته لكل من جاورهم .. حتى إن جارتهم العجوز تجلس أمام منزلها مع حفيداتها .. ونظراتهُن متصوبه نحو منزلهُ ..
همس لنفسه : ما يقدرون يحلون مشاكلهم بهدوء ..
دخل بخطوات سريعه .. وبداخله يتوعد والديه .. فيبدو إنهم تشاجروا ..
ذياب بهدوء يعكس غضبهُ من صوت والدته الذي سمعهُ كل من في الخارج : وبعدييين معاكم يعنني .. أصواتكم وصلت لسابع جاااار ..
صفعه على أعلى خدهُ بالقُرب من عينه أصمتته .. لا بل ألجمتهُ ..




ينظر لوالدته بملل .. وهي توضب حقائبهاا معلنةً الرحيل بِلا عوده ..
عزام : يمه محسسيتني أنتس مارح ترجعييين .. ما خليتي شي إلا وحطيتيه بهالشنته ..
نجود "والدة عزام" : ومين قال لك إني رح أرجع .. والله إني ما لي رجعه غير لما أبوك يبطل سوالفه .. رجل بالدنيا ورجل بالقبر ولسا يركض ورا النسوان ..
عزام وبداخله يقول "هذا الذي كان ينقصنا .. ترحلين بعدما كبرناا .. تشتتينا بعدما إجتمعناا .. ما لا يتوقعهُ أحد هو ظُلم الوالدين لأولادهم .. وهذا الذي يعيشونه عزام وأخوته عبدالله وعبدالإله وأختهم رؤى " .. : يا يمممه إستهدي بالله .. والله مافيه شي يستاااهل ..
دخل والده على كلامه هذا وبدأ يقول بإستهزاء : شو إلي ما يستاهل .. لا والله يستاهل .. أنا زلمه ما ينقصني شي وودي أتجوز "أتزوج" وين الغلط بالموضوع ..
عزام يُقاطعه بقهر فهذا ليس الوقت المُناسب لمثل هذا القول : يبببه مو وقته هالكلام ..
ماجد بفحيحٍ غاضب : لا وقته ونص .. وقول لأمك أنا متجوز يعني متجوز رضت ولا ما رضت .. ووده تطلع قلعته ..
نجود وهي تُكمل وضع حاجياتها بالحقيبه ودون أن تنظر لهُ : أنا طالعه يا عزام .. وما لي رجعه غير لما بعض الناس يصيروا زُلُم وقد حالهم ..
ماجد كقنبله موقوته .. وحان إنفجارها .. يقترب من نجود ويبدأ بضربها ضربًا هستيريًا ..
عزام يُراقب الموقف بهلع .. ضرب بالأيدي قبلناهاا .. أما أن يصل الموضوع للأقدام .. فهذا لم يتوقعه أبدًا .. فوالده يركُل والدته بقدميه الإثنتين .. ولو لم يعي على نفسه الآن سيقتلها لا شك في ذلك ..
بعد أن إستوعب الموقف .. ركض بسرعه جنونيه لغرفة أخيه عبدالله كي يقول له ما جرى .. ويحاول إبعاد والده عن والدته .. فلقد حصل مثل هذا الموقف أمامه قبل ما يُقارب الشهرين .. وعندما حاول إبعاد والده لم يستطيع أبدًا .. فوالدهُ ذو جسد ضخم .. وعندما يفقد وعيهُ .. لا يستطيع أحد منعهُ عن ما يفعل ..
فقرر الذهاب لأخيه الأكبر فـ لا بُد أن يكون أكثر إستطاعةً منهُ بإبعاد والده الغاضب عن والدتهُ .. التي يجزم بإن ملامحها تشوهت ..

عزام يركله بقدمه : عبدالله يااا زففففت قوووووم .. وأكمل وهو يهزه من كتفيه : أقولك أبوي قاعد يضرب أمي .. قووووم قوووووم أخاف يذبحه ..
ولكن لا رد .. فعبدالله نائم بسباتٍ عميـــــــــــــق جدًا ..
عزام : عاارف انك ما منك فاااايده .. حيواااان الله ياخذك ..
نزل السلالم وإتجه نحو غرفة والديه حيثُ كانوا يتشاجروا .. والصوت قد إختفى .. أكمل خطواته بحذر .. وطل برأسه من الباب المفتوح بالكامل .. فرأى والدهُ يجلس فوق رأس والدته المتمدده على الأرض .. ويضع ثلجًا على عينها .. يبدو إنه قد هدأ .. وشعر بغلطهُ .. وقرر إصلاح ما أفسد ..
ولكن من يُصلح ؟ .. شعور التوتر والهلع الذي يمر بهِ كلما رأهم على هذا الحال .. لا أحد بهذه العائله يُعاني من مشاكلهم الكثيره إلا هو وأخته رؤى التي ذهبت قبل يومين لمنزل خالتها .. دون رضا أخوتها .. ولكن خالتهم أقنعهتم بإن يجلبوها عندهاا وتبقى لمدة أربعة أيام فقط .. وقد وافقوا .. كي تبتعد عن جو العائله الممتلئ بالمشاكل .. وتستطيع الدراسه جيدًا .. فهذه سنتها الأخيره في المدرسه ..
أعطاهم نظرة عتب .. يجزمُ إنهم لم ولن يفهموهاا ..
وخرج من الباب الرئيسي وإتجه نحو منزل إبن عمتهُ "مُعتز" ..


_______


هُناك أحدٌ ما .. كان ينظر للموقف من بعيد ..
إبنة عمهُ تلك .. تعدت النطاق بإفعالها ..
تمشي وراء إحدى أبناء القريه ذو السمعه ال ليست جيده ..
وعيناها الواسعتان بطريقه مُلفته .. لا يبتعدان عنهُ أبدا ..
أهذا إعجابٌ .. أم شعور بالإمتنان لإنه أوصلها هي وأخواتها ..
صوت مُرتفع جدًا مصدرهُ منزل ذو السمعه الـ ليست جيده ..
قهقه بصوت مُنخفض فيبدو إن الجيران تشاجروا ..
يتمنى أن لا يكون هكذا عندما يتزوج .. وأن لا يتزوج فتاه بصوت مُرتفع كُلما تشاجروا سمعهم كل من جاورهم ..
سيكون ذلك مُحرجًا جدًا ..

_______


أوقفت سيارتها أمام منزل أختها الحمقاء ..
دائما تفتعل المشاكل مع أخوات زوجها ..
ومن ثم يهددن بها ..
وتأتي لمنزل والدتهن شاكيةً باكيه ..

..


ألقت نظره من النافذه لصوت زامور السياره .. وعلمت إنها أختها أريج ..
أخذت حقيبتها الصغيره التي وضعت بها ملابسها المُهمه ..
وبعض الأشياء التي تحتاجها وتستعملها بكثره ..
قبلت رأس إبنها "يزن" النائم بهدوء .. وجهه الملائكي يدعوهاا للبقاء .. ولكن وجه ذاك الحقير يدعوهاا للرحيل بلا عوده ..

مشت بخطوات هادئه جدًا .. تاركةً ورائها إبنها الصغير ..
فتحت الباب ببطئ كي لا يُصدر صوتا يوقظ النائمون ..
فتنكشف خُطتهاا ..
خرجت مُسرعةً نحو السياره وركبت بجانب السائق .. وأغلقت الباب وهي تلهث .. وشعور بالخوف يُلازمهاا ..
مُنذ أن قررت الخروج دون علمهُ وترك إبنها عندهُ ..
وأكثر ما تفكر بهِ هُم أهلها .. ماذا ستقول لهم ؟؟ ..
والدها هل سيمرر الموضوع ؟ ..
أخوتها ماذا سيفعلون ..
ستكذب بقدر المُستطاع ..
كي لا تجلب لنفسها الحديث الغير جيــــــــد ..

_______

نجود : ربة منزل .. 41 ..
عبدالله : 28
عبدالإله:26
رؤى: 18




تمَّ بحمد الله ..


طبتُم حيثُ كُنتم ..
هاشميــــة الولاء ..

هاشمية الولاء 25-05-21 11:48 PM

أشكركم عزيزاتي على التصميم الأكثر من جميل .. يعطيكم العافيه 💚 ..

ولا عليكم أمر يا جميلات .. إذا إستطعتن التعديل
أرجو كتابة النص التالي بدلا من الكلام الذي كتبته في بداية الروايه ..
لإني كتبته توضيحًا بإن الربّابه قريه .. والنص لا يبث للروايه بصله ..

* أرجو كتابة النص التالي :
سيضعوننا بين طيّات الكُتب ..
على إحدى الرفوف في مكتبةٍ عتيقه ..
تتراكم علينا الأتربه حتى نكادُ نختنق ..
ولا يمروننا إلا مرةً كُل إثنا عشر عامًا ..
سنعيشُ جميع تفاصيل الحياة لوحدنا ..
فإن كانت البدايه خاطئه ..
لن نجد طريقًا سعيـــــــــدًا للنهايه ..

لإن هذا النص يتحدث عن أبطال روايتي
اللذين يتصوب نحوهم الضوء ..
والبطل يصف نفسه هو وبطلته بالربّابه العتيقه
التي من الممكن ان توضع في مكتبة عتيقه وبين طيات الكتب
الكبيره جدًا ..
أتننى إن الفكره وصلت .. وأتمنى إنني لم أزعجكن بطلباتي ..
وشكرا مُقدمًا ..


Maryam Tamim 27-05-21 12:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم ايدك غاليتي .. لازلت في الفصل الثالث لكني أود أن أسألك هل الحوار بالعامية الخليجية أم الاردنية فقد اختلطت عليه ولا أستطيع تميز اللهجة؟

هاشمية الولاء 27-05-21 01:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim (المشاركة 15503429)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم ايدك غاليتي .. لازلت في الفصل الثالث لكني أود أن أسألك هل الحوار بالعامية الخليجية أم الاردنية فقد اختلطت عليه ولا أستطيع تميز اللهجة؟





وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ويسلّم قلبك يا جميله ..
الحوار بين أبناء قرية الربّابه باللهجه الأردنيه "البدويه" .. أما خالده وعائلتها سُكان العاصمه عمّان فـ باللهجه الأردنيه "الحضريه" ..

Maryam Tamim 27-05-21 04:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشمية الولاء (المشاركة 15503462)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ويسلّم قلبك يا جميله ..
الحوار بين أبناء قرية الربّابه باللهجه الأردنيه "البدويه" .. أما خالده وعائلتها سُكان العاصمه عمّان فـ باللهجه الأردنيه "الحضريه" ..






ممنونة عزيزتي لردك وتوضيحك.. الحقيقة انا ميزت لهجة اهل عمان لكن كنت غير واثقة من لهجة ذياب وراشد واهل القرية لأول مرة تمر عليه ..

اكرر شكري الك وان شاء الله متابعة معك

كاردينيا الغوازي 27-05-21 06:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشمية الولاء (المشاركة 15501191)
أشكركم عزيزاتي على التصميم الأكثر من جميل .. يعطيكم العافيه 💚 ..

ولا عليكم أمر يا جميلات .. إذا إستطعتن التعديل
أرجو كتابة النص التالي بدلا من الكلام الذي كتبته في بداية الروايه ..
لإني كتبته توضيحًا بإن الربّابه قريه .. والنص لا يبث للروايه بصله ..

* أرجو كتابة النص التالي :
سيضعوننا بين طيّات الكُتب ..
على إحدى الرفوف في مكتبةٍ عتيقه ..
تتراكم علينا الأتربه حتى نكادُ نختنق ..
ولا يمروننا إلا مرةً كُل إثنا عشر عامًا ..
سنعيشُ جميع تفاصيل الحياة لوحدنا ..
فإن كانت البدايه خاطئه ..
لن نجد طريقًا سعيـــــــــدًا للنهايه ..

لإن هذا النص يتحدث عن أبطال روايتي
اللذين يتصوب نحوهم الضوء ..
والبطل يصف نفسه هو وبطلته بالربّابه العتيقه
التي من الممكن ان توضع في مكتبة عتيقه وبين طيات الكتب
الكبيره جدًا ..
أتننى إن الفكره وصلت .. وأتمنى إنني لم أزعجكن بطلباتي ..
وشكرا مُقدمًا ..





تم التعديل غاليتي
بالتوفيق يا رب


Maryam Tamim 28-05-21 02:55 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للتو اكملت الفصول الخمسة وفي انتظار نزول الفصل الجديد ان شاء الله

متى موعد التنزيل الاسبوع؟
تسلم ايدك والله يوفقك عزيزتي

هاشمية الولاء 28-05-21 01:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim (المشاركة 15503631)
ممنونة عزيزتي لردك وتوضيحك.. الحقيقة انا ميزت لهجة اهل عمان لكن كنت غير واثقة من لهجة ذياب وراشد واهل القرية لأول مرة تمر عليه ..

اكرر شكري الك وان شاء الله متابعة معك




وضعت كامل تركيزي على هذه اللهجه بالذات .. لتوضيح بإن الأردن يشمل الكثير من اللهجات .. البدويه والحضريه ..
ومن الممكن أن لا يصدق أحد قولي هذا ..
ولكن أؤكد لكِ بإنها لهجه أردنيه ومتواجده بِكثره ..

هاشمية الولاء 28-05-21 01:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim (المشاركة 15504390)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للتو اكملت الفصول الخمسة وفي انتظار نزول الفصل الجديد ان شاء الله

متى موعد التنزيل الاسبوع؟
تسلم ايدك والله يوفقك عزيزتي





وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
يوجد بعض التعديلات للأخطاء الإملائيه بالفصل الخامس ..
إن شاء الله بس أعدلهم .. يتم تنزيل الفصل السادس ..
يعني إحتمال ينزل يوم الإثنين ..
وأنا تعمدت أن لا أضع موعدًا مُحدد للروايه ..
كي لا أجبر نفسي على تنزيل الفصل وأنا لستُ راضيه عما كتبت ..
طبتِ حيثُ كُنتِ💚💚 ..

Maryam Tamim 28-05-21 03:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشمية الولاء (المشاركة 15504851)
وضعت كامل تركيزي على هذه اللهجه بالذات .. لتوضيح بإن الأردن يشمل الكثير من اللهجات .. البدويه والحضريه ..
ومن الممكن أن لا يصدق أحد قولي هذا ..
ولكن أؤكد لكِ بإنها لهجه أردنيه ومتواجده بِكثره ..




بالعكس عزيزتي سعيدة بالتعرف على هذه اللهجة حتى اني سأحاول البحث عن مسلسلات بدوية اردنية لعلي اكون محظوظة واتمكن من سماعها، سأكون اكثر استمتاعا وفهما عند قراءتها .. وبطبيعة الحال كل بلد فيه عدة لهجات حسب القوميات والبيئة

Maryam Tamim 28-05-21 03:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشمية الولاء (المشاركة 15504856)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
يوجد بعض التعديلات للأخطاء الإملائيه بالفصل الخامس ..
إن شاء الله بس أعدلهم .. يتم تنزيل الفصل السادس ..
يعني إحتمال ينزل يوم الإثنين ..
وأنا تعمدت أن لا أضع موعدًا مُحدد للروايه ..
كي لا أجبر نفسي على تنزيل الفصل وأنا لستُ راضيه عما كتبت ..
طبتِ حيثُ كُنتِ💚💚 ..






ولا يهمك عزيزتي انا في الانتظار ان شاء الله في أي يوم :eh_s(7)::eh_s(7)::eh_s(7):
دمت بخير وعافية

هاشمية الولاء 31-05-21 05:01 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


الفصــــل الـ #6 ..



الأمــــــــس ؛ عشناهُ ولن يعود ..


عاد للقريه بعد أن فُصلَ من الجامعه .. بسبب غيابه الذي طالت مُدته .. ورسوبهُ بالكثير من المواد ..
لا ينكُر إنه قد شعر ببعضًا من الندم ..
ولكن بعد ماذا ؟ ..
قرر المبيت بمنزل صديقه الاقرب لروحه "يوسف" ..
لإنه يعلم إذا عاد للمنزل .. سيواجههُ هجومًا هو بغنى عنهُ ..

~~~~~

في الأمس قضى وقتًا ليس بالسيء .. مع يوسف ..
مع إنه أعطاهُ درسًا طويلا عن الخطأ الذي إرتكبهُ ..
وإنهُ يستطيع الدراسه مُجددًا .. ولكنهُ يحتاج لوعيٍ أكثر ..
وإصرار وعزيمه .. وإن مُستقبله هو الأهم على الإطلاق ..
سمع من هُنا وأخرجه من الجهه الأخرى ..
فبعد دقائق من شعور الندم الذي إنتابه ..
شعر بسعاده لا توصــــــــــــــف ..
لإنهُ وأخيرًا تخلص من الجامعه ..
وأقنع نفسهُ بإن الشهاده ليست بالأهميه التي يتحدثون عنها والديــــــــه ..

..
لاحقًـــــــــا ..
وصل لمنزله .. وما لم يتوقعهُ .. هو إنتظار والديه لهُ في صالة المنزل ..
أدخل أصابعه الـ خمسه بشعرهُ البٌني الفاتح .. والتوتر بان على ملامحه ..
لإن الغضب واضحًا على ملامح والده ..
هي ثواني تُعد على أصابع اليد الواحده ..
حتى خرج والدهُ من المنزل .. مُغلقًا الباب ورائه بقوه نفضت خلايا جســـــــــده ..

ووالدته يتضح من ملامحها إنها تكتم الغيض بداخلها .. ولكن الذي لم يكن يعرفهُ بإنها غاضبه وجدًا .. ليس منهُ بل من والده .. لإنه غضب من فعلته وقرر أن لا يُعطيه مالا بعد اليوم ..
قالت بنبره تملأها الحنيه : يعني كم مره قلت لك .. روح يا ذياب على الجامعه داوم ياذياب .. إقرا .. بس انت ما تسمع الكلام الله يسامحك بـــــــس ..
ذياب وشعور الندم عاد له مرةً أخرى بعد كلامها : يممه ما له داعي هالكلام .. خلص إلي صار صار .. وانا مني وجه قرايه وحتى مني ناوي أرجع على الجامعه لو شو ما يصير ..
يقطع حديثه دخول أخيه الأكبر راشد : يا هلااا بالمفصوول .. ولحق كلامه هذا بضحكه طويله ..
وأكمل : يا حليلتس يمه عيالتس إلي عسكري وإلي مفصول .. مافيه دكتور ولا مهندس .. يالله العوض ب ناصر .. مع إني ما ظنيت يطلع منه شي هالدب ..
ذياب إبتسم ف راشد حسنَ من مزاجه ومزاج والدتهُ التي لم تُفارقها الإبتسامه : ناااصر تف بوجهي إذا وصل لصف خامس ..
ضحكوا جميعًا على قولهُ .. وناصر الذي يُراقب المشهد بوجههُ المُمتلــــــــــــئ الغاضب ..

~~~~~

في المساء ..
بعد أن دعاهُم جميعا على طاولة الطعام وبداخله قرارات جديده ..
يلتمون حول المائده .. ومشاعرهم مُبعثره منهم المتوتر والمُترقب وأصغرهم ناصر الذي يأكل بشهيه مفتوحه وأخر همهُ السبب الذي دعاهم والدهُم من أجله ..
فايز عندما رأى إبنهُ ناصر يأكل ويبدو إنهُ لا يعلم عن شيء ..
فـ من المؤكد أن يكون يجهل الأمور الحاصله .. بسبب صغر سنهُ ..
إنتظرهُ حتى إنتهى من طعامهُ ورحل ..
فقال للجالسين المُترقبين : لإنك كبير وعارف مصلحتك .. ما رح أعصب وأعاقب وأسويه قصه ..
بعد تفكير طويل قررت أشغلك معي مُنظم لاعمالــــــــــي ..
يعني الناس إلي ودهم يشترون من مواد البناء إلي أنا اتاجر بهن يتواصلون معاك .. وانت تعطيهم السعر والجوده وكل شي عليــــــك ..
أنا بس علي أبيع .. ويا ويلك لو تغلط على واحد بكلمه .. أقسم بالله غير أبيع سيارتك وأخليك بدون سياره وتلفون كمان .. مفهووووم ولا أعيد ..
ذياب بهدوء : مفهووم ..
رانيا بتردد : شغل ببلاش ..
ذياب ينظر لها بنظره معناها "أصمتي لإن والدهُ يبدو إنهُ يكتم غضبهُ" ..
فايز بعد صمت : ما فهمت شو يعني ببلاش ..
رانيا وهي ترفع حاجبيها لذياب "أي أنني لن أصمت وسأتحدث" : الراتب كممم ..
فايز : أيوووه قولي الراتب من الأول .. أكمل وهو ينظر ل ذياب : لا أكيد رح أعطيه راتب .. حسب معاملته مع العميل ..
هز ذياب رأسه .. ليقول راشد : لو دريت انه هذي السالفه كان سويت نفس ذياب ..
قهقه فايز : إنت تدافع عن بلادك بالحروب ..
رانيا : بسم الله الله لا يجيب الحروب .. والحمدلله على نعمة الأمن والأمان ..

بعد أن ذهبوا جميعهم لغرفهم كي يناموا ..
تجلس لوحدها وتفكر بقرار فايز .. وأخيرًا قرر شيءً ما عنهاا ..
مع إنهُ وضع اللوم عليها كالعاده .. ولكنهُ هذه المره أثبت وجودهُ بعكس المرات السابقه ..
فعندما قرر راشد الإلتحاق بالعسكريه .. هي التي ساندتهُ ..
وأعطتهُ رأيها .. وكانت لهُ الأم والأب .. وهو لم يتدخل أبدًأ ..
إلا بالمباركه لإبنه عندما قبلوا به ..


~~~~

بعد الأحداث الماضيه بسنتين ..
تشاجر ذياب مع إحدى أصدقائه .. ولحق بهِ لمنزلهُ ..
وعندما خرج من ساحة المنزل .. ضربة السياره بحافة السور ..
فتضررت سيارته كثيرًا ..
هو ليس من اللذين يفتعلون المشاكل .. ولكنهُ ذو دمٍ حار جدًا ..
فعندما قال لهُ صديقه وهو ينوي الرحيل : أما خالتك علييييه جمااااال .. صاروووخ أرض جووو ..
فـ لم يستطع الإحتمال .. فلحق بهِ لمنزلهُ .. وضربهُ ضربًا مُبرحًا ..
بعد أن علم والدهُ عن أمر السياره .. أخذها منهُ .. وقرر أن يبيعها .. وأن لا يشتري له سياره إلا عندماا يقرر الزواج ..

__________



اليــــــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..

لا تغرس في قلب أحدٍ شعورًا لست أهلاً له ،
ثم لا تملك المقدرة على مواصلة الركض فيه ..
لدى كل إنسان صراعات بينه وبين نفسه ،
لا توهم أحدًا بشيءٍ قد تجعله يخسرك ،
ويخسر الكثير من الوقت لاسترداد توازنه ومشاعره ،
لا يريد أيًا منا أن يقع ضحية لإفتراس الفراغ المُهلك ، وقلَّة الوعي ..




ينظر لوالده بصدمه .. ويريد أن يرى إشاره واحده تؤكد بإنه هو الذي صفعهُ ..
فايز بوجهه المُحمر من شدة الغيض : الييييووووم رح اروح انا وعمك فهد على دار أبو خالد نطلب بنته لك ..
ذياب بعدم فهم : ليييه طيبب .. شو سويت ..
فايز وغضبه يزداد شيئًا فشيئًا : ولك عين تسأل .. والله غير تاخذه ورجلك فوق راسك ..
رانيا الباكيه .. بعد حوار خرجت منهُ هي المخطئه وهي التي أوصلت إبنها لهذا الحال .. وهي مهما كانت تبقى إمرأه ضعيفه لا سُلطه لها على أبنائها وفايز غائب عنهم غائب كثيرًا .. وإن أراد أن يُصلح .. فيُصلح بتلك الطُرق التي بنظرها ترى إنها لا تُبدي نفعًا : يا أبو راشد مو هيك تنحل الأمور .. شوي شوي على الولد ..
يُقاطعها بفحيحٍ غاضب : أقووول إنطمي .. مين الي قبل شوي تقول ربيه ..
رانيا : أه قلت ربيه بس مو بهالطريقه .. على طول تروح تجوزه "تزوجهُ" ..
ذياب الذي ينقل بنظره بينهم ولم يفهم حرف واحد : طيب فهمووووني شو السالفه .. شو سويت أنا ..
فايز وبدأ يصرخ بهستيريه : إنططططم إنططم ما ودي أسمع حسك "صوتك" ..
وخرج من المنزل مُتجهًا لسيارته .. وينوي الذهاب لأخيه الأكبر فهد كي يتفقوا مع صقّار .. ويزورونهُ اليوم ليطلبوا يد إبنته ..
جلست على الأريكه بتعب واضح على ملامح وجهها ..
بعد أن وصلتها رساله من أختها الأصغر .. تقول فيها :
شوفي ولدك شو يحط على الإنستقرام ..
كان عباره عن فيديو وصوت أغنيه لم تفهم كلماتها .. وسجائر وأرجيله أو "الشيشه" .. وفتيات يُعطن الفيديو ظهرهُن فملامحهُن ليست واضحه .. ويبدو من المكان إنه كالديسكو ..
بعد أن رأت الفيديو .. علمت إن المصائب قريبه والفضائح أقرب .. هي إعتادت على إبنها يضع مقاطع على تطبيق الإنستقرام مُخله للأداب .. ولكن أن يصل الموضوع إلى الذهاب لمثل تلك الأماكن .. هذا لم تستطع إحتمالهُ ..
فقررت الإتصال على فايز كي يحلُ الموضوع بطريقته كـ أب .. فهي ستخجل من مواجهة إبنها بعد أن رأت هذا المقطع والواضح إنهُ من تصويره ..
يقطع تفكيرها .. صوتهُ المتساءل : يمه قولي لي أنا شو سويت ..
لا تُنكر إنها نست وجوده .. وهو كان يقف بجانب الباب واضعًا يدهُ على أعلى وجنتهُ : مصدوم صح ..
ذيااب بعدم فهم لنبرتها ولكلامها هذا : أه مصدوم إنه ضربني شو سويت أنا ..
ترى بهِ عفويه ليست بإحد .. وعقلها يقول إنهُ أُخِذَ لمثل هذه الأماكن قصرًا وليس بإرادته فأصدقاء السوء كثيرون جدًا : يعني خلصن الأماكن الي تنبسطون بهن .. صرت تروح لهالأماكن المُقرفه ..
ذياب وقد فهم مقصدها : هسا ابوي ضاربني عشاان هيك .. على أساس انه ما يدري إني انا وعمي فهاد نروح للمطاعم هذول .. أكمل بعد أن جلس بجانبها على الأريكه فلقد إرتاح بعض الشيء لإنه ظن بإن الأمر أكبر من ذلك : ترا عادي يمه هذا مطعم زي كل المطاعم بس انه به أغاني وأرقيله "أرجيله" ودخان .. عااادي صح ..
رانيا وتاكدُ تجنُ من قولهُ الغير مُكترث : لا والله مهو عادي وهسا هذا صار اسمه مطعم .. والبنات .. وكانت ستُكمل بشتيمه ولكنها إستغفرت الله بدلا من الشتائم .. عااادي عندك تشوف هالبنات ما تخاف ربك إنت ..
قاطعها ذياب : يمممه تراهن موجودات بكل مكان مو بس الأماكن الي يروح لهن ذياب ..
رانيا : طيب والتصوير .. ليش تصور أه .. إنت ناوي تفضحنا .. يالله روح دبر حالك ابوك ووده يجوزك ..
ذياب بضحكه : وأخيرًا .. أنا من زمان ودي إياه يجوزن .. عشان يشتريلي سياره بعدين أسحب عليكم وعلى الي جوزتوني إياه .. والتصوير ترا عاا .. كان سيُكمل ولكن رانيا أصمتته ف ناصر دخل وهي لا تُريد ناصر يسمع هذا الحديث فهو الأكثر تقليدًا لذياب .. ونسخه واحده من ذياب أتعبتها فكيف لو أصبح ناصر مثلهُ ..

ذياب مُتعِب وجدًا .. عنيد وما أراده يفعلهُ براضهُم ودون رضاهُم ..
وهو الآن يُحادثهم ويأخذ رأيهم .. لإنه لا يُريد أن يُغضب والده ف يقطع عنهُ المال .. لإنه تحت أمرهُ ويعمل معهُ ..
وقد رضا على أمرا الزواج فكما قال .. هو ينتظر هذه اللحضه من أجل السياره فقط لا غير ..


_________


عادَ لحيثُ يسكُن مع والدته ووالدهُ وأختهُ الصغيره التي أتت بعده بـ خمسة عشرَ عامًا ..
تركض لجهتهُ .. فحملها وغمرها بقبلاته .. يُحبها أكثر من كل شيء في العالم .. يشعر بإنها التصبيره الربانيه ..
يُعاملها كـ أب وليس كـ أخ ..
في الأمس كان حالهُ يصعُب على الجميع .. ففي تاريخ الأمس فقد صديقهُ الأقرب لروحهُ .. بحادث سير تشاركاهُ معًا .. ولكن هوَ خرج منها سالمًا وصديقه تضرر كثيرًا مما أدى لوفاتهُ .. أي رحيــــــــل دونَ عوده ..
منذُ ذلك الوقت وهو يفتقد نفسهُ كثيرًا .. فمهما فقدَ بعد اليوم لن يؤثر بهِ لإنه وبكل صراحه فقدَ نفسهُ .. أيوجد أصعب من هذا الفقد ؟ .. سِنهُ صغير .. ولكنهُ عاش حياة تفوقه بسنوات كثيره .. مرَ بظروف كبرتهُ أعوامًا كثيره ..
يؤخذُ رأيه دائمًا .. ويصدر قراراتٍ صارمه .. لإنهُ مر بإيامٍ أنضجتهُ كثيرًا .. يختلف عن الجميع .. وإحتلافه حببَ كُل من يعرفهُ به ..
هو دائمًا مشغول البال ..
فـ للمره الألف تقطعُ تفكيرهُ : ينال حبيبي نزل زوزو وتعال تغدى ..
ينال بإبتسامه واسعه : يالله بس شوي ..

حاولت مِرارًا وتِكرارًا بإن تُحسن من حال إبنها الوحيد .. ولكنها لم تستطيع أبدًا ..
وبنفس الوقت هي مُرتاحه بعض الشيء لإنهُ تحسن كثيرًا .. فقبل عام وبعد الحادثه بأشهر وصل لمرحله لا يتحدث بها إلا قليلا .. هو هكذا هادئ جدًا .. ولكن الحادثه جعلته أكثر هدوءً .. مما أقلقها عليه كثيرًا ..


__________


وصلت لمنزل أختها ودقات قلبها تزداد كلما دقت xxxxب الساعه ..
أريج بصدمه : والله ما أصدق انتس خليتي العيل "الطفل" عند ابوووه .. طيب جبتيه معاتس .. كيف لتس قلب تخلينه ..
غيداء وبداخلها تقول "أرجوكِ أصمتي فأنتِ لا تعلمين ما الذي حدث .. كارثه يا أختي كااارثه تفوق إحتمالي وصبري" : عاادي عااادي مابه شي .. اصلا يزن ما يتخلا عن أبوه .. وما يفرق معاه انا موجوده أو لأ ..
أريج وما زالت مصدومه من فعلة أختها : والله انتس منتي صاحيه .. فيه وحده عاقله تخليه ولده صغير ما يفهم عند أبوه .. مين يغير له ويطعميه .. تلاقين العيل هسا صاحي يدور عليتس ..
غيداء إكتفت بالصمت ..

~~~~

لاحقًا .. جهزت الفطور لأختها .. وها هُن يجلسن حول المائده وغيداء تضع لُجين الصغيره بحجرها ..
أريج تنظر لغيداء التي تُطعم لجين من الأكل : حنونه على بنتي بس ولدتس لأ ..
غيداء بملل : أريج خلص تراك سويتي قلق بمخي .. قلنا العيل ما يرضا يقعد غير عند أبوه شو اسوي يعني ..
أريج وقد عادت لنفس الإسطوانه : عييييل ياناااس عيييل ما يفهم .. أتحداتس اذا إنه يفرق بينتس انتي وابوه .. وحتى لو يفرق وفعلا متعلق بأبوه .. شو ما كان يظل عيّل ومحتاجتس انتي أمه ..
صمتت لثواني ومن ثُمَّ أردفت : دروح أجيبه ..
أمسكتها غيداء من عضدها بعد أن أنزلت لجين على الأرض كي تلعب : أقول إقعدي .. أعوذ بالله منتس يوم تقومين تزنين ..
أريج : مني قاعده والله غير اروح أجيب العيل .. أمهات أخر زمن .. أصلا انتن حرام تكونن امهات مخليه العيل عند ابوه هو يغير له ويسوي له رضاعه .. وأكملت بتساءل : علامتس انتي منهبله بتس بلا .. مني خابرتس مهبوله ..
غيداء تدفع لجين بيدها : لجوون حبيبتي روحي العبي جوا .. أكملت بعد أن تأكدت من إن الطفله دخلت للداخل : أريج أنا بمصيبه تعرفين شو يعني مصيبه .. إمبارح لقيت صور ورسائل على تلفون جوز "زوج" العله الله ياخذه ولا يوفقه ..
أريج الغير فاهمه : رسائل شوو وصور شوو .. مني فاهمه ..
غيداء بعد أن قررت تدلو بدلوها : شو أقول وشو أخلي .. الأخ يراسل نسوان وصورهن على تلفونه .. قصصصه طويله .. أختس ما عرفت تنام الليل وإنتن مرتاحات ..
أريج شهقة بصدمه : بالله عليتس هالحكي صحيح ..
غيداء : والله العظيم .. وليش أكذب عليتس ..

_________


بعد أسبوعين من الأحداث الماضيه ..
يتجهزنَ للرحله ..
بعدما إتفقنَ مع الفتيات بإن يذهبن رحله إلى الأماكن الترفيهيه في الأردن
من الساعه التاسعه صباحًا للساعه العاشره مساءً ..
جميعهُن مُستعدات لهذه الرحله ..
فجميعهُن بـ أمَس الحاجه للخروج وتغيير الأجواء ..
بعد أن تطمنَ على أخيهُنَ سالم وإنهُ سيخرج قريب جدًا ..
ولكن بشروط وُضِعت وهُن يجهلنها ..

_________



يجلس مع إبن عمته .. أصبح بهذه الأيام يزورهُ كثيرًا ..
حتى إن ذاك وضحَ إستغرابهُ من الوضع .. أما هو يحاول الفِرار من الجو العائلي الذي كَتمَ على أنفاسهم جميعًا ..
وأصبح كل واحدٍ يهرُب بطُرُقٍ مختلفه ..
فوالدهُ طلب يد إحدى فتيات القريه للزواج ..
والأدهـــــــى إن هذه الفتاه كانت على علاقة حُب مع أخيه عبدالإله ..
وقد أبدا ذاك قهرهُ وغضبهُ ..
والفتاه إنقطعت عن التواصل معهُ بعدما علمت بإن والدهُ هو الذي طلب يدهاا ..
أما والدتهُ .. فتجلس بالمنزل فلا ملجأ لها سوى منزلها ..
فبعد وفاة والديها أصبحت قليلة الخروج والزياره لإخوتها الرجال وحتى اخواتها جميعهم منشغلون بحياتهم الخاصه وهموهم كافيه ..

مُعتز يضع القهوه بين يديه : شو رأيك نروح على السلط .. الأجواء عندهم رهيبه ..
عزّام بعد أن قطع تفكيره ذاك : ليش لأ .. بس مو اليوم بكرا ..
مُعتز يهز رأسه بموافقه : طيب على كيفك ..

_________


ها هو يرتدي ثوبهُ الأسود وواضعًا شماغهُ على رأسه بطريقه إحترافيه .. ووالدهُ كذلك .. أما عمهُ فهد يرتدي ثوبًا ناصع البياض ..
فهد العم الأكبر : يالله مشينا ..
ذياب بتردد : طيب يا عم هم موافقين ..
فايز بإنفعال : غصبًا عنهم مهو بكيفهم ..

..

بعد دقائق معدوده ..
يجلسون والصمت سيد الموقف ..
بعد السلام والسؤال عن الأحوال ..
يعتدل فايز بجلستهُ واضعًا يدهُ على فخذهُ : والله يا أبو خالد حنا جايين نطلب إيد بنتك لولدنا .. وتم لكل شروطكم .. وبإذن الله إن ولدكم بكرا يكون معاكم وبينكم ..
صمت صقّار صمتًا طالة مُدته فـ أيهُنَ سيختـــــــــار ..

________

ينال : طالب جامعي .. تخصص هندسه نوويه .. 22 عامًا ..
أزهار" أخت ينال" : 7 سنوات ..


تمَّ بحمد الله ..

* جميع العبارات منقوله ..


طبتُم حيثُ كُنتم ..
هاشميــــــة الولاء ..

Maryam Tamim 01-06-21 05:11 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم ايدك على الفصل
في انتظار الفصل القادم لنعرف ايهن ستصبح من نصيب ذياب

هاشمية الولاء 01-06-21 05:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim (المشاركة 15510570)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم ايدك على الفصل
في انتظار الفصل القادم لنعرف ايهن ستصبح من نصيب ذياب




أهلا يا جميله ..
كوني بالقُرب .. فإن لم يكُن غدًا ..
سيكون بعد الغد بإذن الله ..
أتحفيني برأيك .. أيهُن تليق بذياب أكثر ..

Maryam Tamim 01-06-21 06:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشمية الولاء (المشاركة 15511257)
أهلا يا جميله ..
كوني بالقُرب .. فإن لم يكُن غدًا ..
سيكون بعد الغد بإذن الله ..
أتحفيني برأيك .. أيهُن تليق بذياب أكثر ..






في انتظار الفصل القادم ان شاء الله .. أما عن التوقع لا احبذه فأنا احب ان اصدم بالأحداث ..

احتمال خولة وقبلها كنت مفكرة بنسرين .... لا أعرف الصراحة

كاردينيا الغوازي 02-06-21 09:11 PM

تم التعديل المطلوب غاليتي للفصل الخامس
بالتوفيق

هاشمية الولاء 03-06-21 06:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا الغوازي (المشاركة 15513249)
تم التعديل المطلوب غاليتي للفصل الخامس
بالتوفيق




أشكرك يا جميله ..

هاشمية الولاء 03-06-21 06:33 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


الفصـــــــــل الـ #7 ..



اليــــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..


نحن الذين نمنح الطمأنينه للأخرين بينما كل ذره فينا ترتجف . .
We are the ones who give reassurance to others while every bit within us trembles



بعد أن تجهزنَ جميعهُن للرحله .. أتاهُنَ خبر من المنظمه للرحله وهي من إحدى فتيات القريه .. تقول بإن الرحله أُلغيت بسبب إنسحاب مُعظم البنات ..
ومن المُنسحبات أختهُن نجوى المنشغله بإختبارات أبنائها وغيداء التي تعذرت بمرض إبنها الصغير يزن ..
هي دقائق معدوده حتى إتصلت أريج تبشرهُن بإن المرزعه التي حجزتها قبل إسبوع أتصل بها صاحبها ويقول بإنها جاهزه اليوم ..
غدير بعد أن أنهت الإتصال مع أريج : الحمدلله ما راحت كشختي على الفاضي ..
دانا التي كانت بمزاج سيء بسبب إلغاء الرحله التي إنتظرنها طويلا : والله كنت رح أنجلط لو ما طلعنا اليوم ..

..

خرجنَ جميعهُن بسيارتين السياره الأولى تقودها عواصف وبرفقتها أختها رنيم وخوله وغدير ودانا .. أما السياره الثانيه فتقودُها أريج وبرفقتها أروى وهديل وزهور وفاطمه "والدتهُن" ..
وصلن بعدَ نصف ساعه للمزرعه التي لم تكُن بذلك البُعد ..
مزرعه بتصميم جَميل ويظهر عليها البذخ .. وكانت مُبهره وساحره لكل من يزورُها .. وهي أشبه بالـ "شاليه" ينتصفها مسبح بُعمق متران ..
الأجواء جميله وتبعث الطمأنينه بأنفسهُن ..
مع ساعات الليل المتأخره والمسبح المُضـــــــــــيء ..
عواصف وهي تريد أن تُغير من جوهُن الكئيب كما قالت : اسمعن هالنكته .. تتوقعون سُكان القمر إذا شافوا واحد حلو يقولون : ماشاءالله أرض ! .. لحقت كلامها بضحكه رنت بأرجاء المزرعه بينما بقيت الجالسات منهُن من قالت عنها "سخيفه وتافهه" ومنهُن لم تفهم ..
عواصف : دانا أتحداك اذا فهمتي ..
دانا بعدم فهم : لا والله مافهمت ..
أروى وهي تحتضن إبنتها ميّاسه : اقول بلا سخافه وقومن جيبن القهوه خن نتقهوى قبل إنام ..
فاطمه المتكأه على الوساده : والله انا ذبحني النعس كمان نص ساعه دقوم أنام ..

..

لاحقًــــــــا ..
قد إبتعدن عن الجالسات .. وجلسن "مُتربعات" حول المسبح المُضيء .. وكل واحده بداخلها أسرار تودُ أن تقولها للأخرى ..
عواصف أكثرهُن جُرأه : يا بنات ما تحسن إنه رح تصير سالفه بعد طلعت عمي سالم ..
خوله التي تُشاركها نفس الرأي : أه والله أحس الموضوع ما رح يمر عادي لإن هذول عيله نجسين وحقودين ما يمررون شي عادي ..
غدير المُنزعجه من حديثهُن عن هذه العائله وقالت لتغيير الحديث: المزرعه حلوه وهاديه .. التصميم حلو عاجبني ..
نظرت لها خوله وقالت بضحكه : عااد انتي يا حُبتس للتصميم والله لازم درستي تصميم بالجامعه ..
غدير : والله كنت ودي بس هذا إلي طلع لي ..
خوله : سُبحان الله مو كل شي ودنا إياه يصير .. يا الله كنت أتمنى لو اصير دكتوره عيون بس للأسف ما صرت ..
غدير بفلسفه : كل شي ربي كاتبه خيره .. وصدقيني لو يرجع بتس الزمن غير تختارين نفس التخصص ..
عواصف التي لم يُعجبُها تغيير الحديث فهي كانت تريد منهُن أن يتحدثن عن تلك العائله أكثر فهي وصلها حديث من والدها فتريد تأكيده : والله مني مرتاحه من طلعت عمي ..
لم تُكمل حديثها بسبب رنيم التي تحدثت بعد صمت : اقول انطمي منتي لاقيتلك سالفه ..
نظرت لها بتكشيره فلقد قطعت الحديث مره أخرى .. فهي أرادت تأكيد ما سمعت وإيصالهُ لوالدتها ..
..
الجميع أكمل الليله بحُب وشوق لمثل هذه اللمّه ..

توضع هذه الليله برف الليالـــــــــــــي السَعيده ..
ولكن هُنا روحٌ تنظرُ لبناتها بشفقه .. مهما حاولت إسعادهُن تبقى الهموم تتكاثر على أرواحهُن .. وصغيرتها ينتظرها خبرًا ليسَ سارًا أبدًا ..

__________



هُناك بزاوية المنزل ..
تتكور حول نفسها بعد أن نام إبنها ..
ودموعها لا تكُفُ عن الهطول ..
الأجواء عندُها كـ ليلةٍ ماطره ورعديه ..
مُخيفه هذه الأجواء جدًا تمامًا كأجوائها ..
تعذرت بمرض إبنها كي لا تخرُج مع أخواتها ووالدتها فمهما حاولت لن تستطيع أن تُخفي الحُزن واليأس اللذان يظهُران على ملامح وجهها ..
عاودت الذكرى المشئومه .. يوم ذهابها لأختها ..

..

أريج شهقة بصدمه : بالله عليتس هالحكي صحيح ..
غيداء : والله العظيم .. وليش أكذب عليتس ..
طرقات على الباب يبدو إنها غاضبه ..
ذهبت أريج بخطواتٍ سريعه وفتحت الباب .. وهُنا كانت الصدمه فزوجها عبدالمجيد هو الذي كان يطرُق الباب بغضب ..
عبدالمجيد : أريج عندتس حدا ..
أريج تهز رأسها بنعم .. وهي غير فاهمه سبب وجوده ألم يكُن برحله مع أصدقائه ! ..
عبدالمجيد : خليه تطلع جوزه "زوجها" يستناه برا ..
أريج وهي مازالت غير فاهمه .. ذهبت لغيداء وقالت لها ما قال زوجها ..
خرجت غيداء مُجبره بسبب عبدالمجيد الغاضب .. ووجدت طارق ينتظرها ولا يبدو عليه الغضب ..
وصولوا للمنزل دون أي حديثٍ يُذكر .. وعندما إتجهت لغرفتها وجدت إبنها وبرفقته عمتهُ الصغيره .. شكرت العمه وأعطتها من الحلوى ودعتها تعود لمنزلها ..
بعد ذلك بقليل وصلتها رساله موبخه من أريج ..
"هذي اخر مره تجيني حلي مشاكلك مع جوزك لحالك أو قولي لابوي واخواني .. لإن عبدالمجيد ما خلا علي لإني جايبتك وجوزك ما يدري .. وتأكدي من موضوع البنات والرسايل يمكن انك غلطانه " ..
حسنًا ستنسحبين كما فعلت نجوى .. فنجوى ايضًا وبختها بعد أن علمت إنها ذهبت مع أريج وقالت إنها لن تتدخل أبدا وإن أرادت أن تحلُ الموضوع فتذهب لوالدها وأخوتها ..
ولكنها لا تُريد أن تشكو لهم ف سيحاولون الإصلاح بينها وبين ذلك الوغد .. وهي لن تسمح بالبقاء معهُ بعد أن رأت صور لبنات مُختلفات على هاتفه وليس ذلك فقط بل رسائل وجميعها مُثيره للإشمئزاز ..
إحتضنت إبنها كي ينام .. وأثناء ذلك قررت أن تواجهه فيبدو إن الرحيــــــل دون عوده لا نفعَ منهُ .. وهي لا تودُ أن تقول لغير نجوى وأريج ما رأت بهاتف زوجها وقد أكدنَ لها بإنهُن لن يتحدثن بهذا الموضوع أبدا .. فهي غير مُحبه للفضائح والحديث الذي يكثُر ولا نفعَ منهُ ..

..

عادت للواقع المُر .. ونشيجها يزداد كلما تذكرت تلك الذكرى .. فما إن واجهة زوجها حتى هددها بإنهُ سيقول لإهلها عن علاقتهم قبل الزواج .. فقبل زواجها به كانت تُحادثهُ بالهاتف وغير المُحادثات كانوا يتقابلون سِرًا .. والموضوع لا يخلو من الصور .. وهاهي تجني ثِمار معصيتها لله .. فليسَ بيدها سوى الصبر وتجرُع الألم .. حتى يحين موعد رحيلها من الحياة الدُنيا ..

_______


بطريقهُم للسلط .. وهذهُ الأغنيه تصدحُ بالسياره :


على طَريِق السَّلـط يامـــا مِشينا
وان تِعبَت الرِّجلين نِمشِي ع ايدِيـنا
لا جَبَــل ولا وَاد ... سَلطــيِّـة
لا حَارَة و لا اكراد ... سَلطــيِّـة
ابِيش احلَى من السَّلط مَهمـــا لفِّينا

هاي السَّلط الها قِيشَان بِالقَلب مدقدَق
مِن السِرو لَسِيحان ويوشَع والخَنـدَق
مِن جَلعَد والجَــادور ... سلطـيِّة
وام جُوزَة ونَقبِ الدَّبور ... سلطـيِّة
وابِيش احلَى مـــن السَّلِط مَهما لفِّينا

يا ربُوع الهَوى نَسِّـــم عَالعِيزَريِّة
والدُّور تلزِق بالدُّور للكَمَـــــاليِّة
من السَّلالِم للمِيـــدان ... سَلـطيِّة
من الطَّف وزَي وعَلان ... سَلطــيِّة
وابِيش احلَى من السَّلِط مَهمَــــا لفِّيـنا

يا طَايِح عَوادِي شعِيب وعَعِيرا و يَرقَا
وعَالجَـدعَة وعَالمَغَارِيب والبَلقا تَلقَى
مِن الحُمَّر للمَيَامِيـــــن ... سَلطيِّة
شُفُر هُودَة و رمِيمِيــــن ... سَلطيِّة
ابِيش احلَــــى من السَّلِط مَهما لفِّينا

يا لاَبِسات الخَلْقَــــة عَالدَّرب اتْنِنِي
شَان بِدشِن يـا بَنَــات لاظَل اغنِـي
والبَس شِبِـــــر وعقَال ... سَلطيِّة
واحلِف يَمِيــــن رجَال ... سَلطيِّة
ابِيش احلَـــى من السَّلِط مَهمـا لفِّينا



عزّام سعيد جدًا فمهما إختلف مع إبن عمته يبقى هو الوحيد الذي يُغير مزاجهُ 360 درجه .. قال بتهكُم : زغرت يا معتز ..
مُعتز بمزاج رائق : لولولويشششش .. ضحك ضحكه طويله كما يفعل دائمًا "يكثرُ ضحكهُ مُخفيًا أطنانًا من الأحزان ليسَ لسبب مُعين بل لإنهُ بشر ولا يخلو من الهم والحُزن" ..
عزام أيضًا ضحك ولكن بأكثر لباقه فهدوئهُ يفرض عليه الهدوء بكل شيء حتى بالضحك ..
تلقى مُعتز إتصالا أغلبه شتيمه للطرف الآخر ..
فساءلهُ بإستغراب : مين الي كل حكيك معاه مسبات "شتائم" ..
معتز يتظاهر الغضب من سؤاله وعدم الخوض بالموضوع أكثر : عمتي ..
عزّام ظنَ بإنهُ غضب من سؤالهُ فهو مُحق عمتهُ من محارمهُ ولا يحق لهُ السؤال عنها .. فإلتزم الصمت ..
حتى ضحك ذاك بضحكته الرنانه .. التي بنظر عزّام يراها مُزعجه .. : علامك سكتت .. ترا امزح معك .. هذي عمتي خوله أم لسانين اكيد انك خابره .. لسانه أطول منه ..
إبتسم عزّام لا إرادي .. وأدار وجهه نحو النافذه كي لا يراه مُعتز .. هذا اللقب الأنسب لها ولنبرة صوتها المُرتفعه .. "أم لسانين" .. فهي حقًا تملك لسانين وأكثر أيضًا ..


________



لماذا كل تصرف يبدرُ منهُ يُفهم بطريقه خاطئه ..
لِمَ هو يفهم من حولهُ وغيرهُ لا يفهمهُ جيدًا ..
جميعهم لديهم نظره بإنه الإنسان الغير مُكترث ..
وجميعهم يوجهونهُ حسب رغبتهم ولا أحد يكترث لقراراتهُ وإرادتهُ بالشيء ..
قبل أيام الفتاه التي كانت تُشاركهُ نفس المقعد فهمت تصرفهُ خطأ وإنهُ يريد الجلوس بجانبها والتعرُف عليها وهذا الظاهر من غضبها .. ولكنهُ لم ينتبه لوجودها حتى ! ..
واليوم والدهُ يُقرر الزواج عنهُ ..
يخطب لهُ فتاه لا يُريدها ..
حرفيًا لا يُريدها .. هو لم يُفكر بها حتى ..
لا يعرفها سوى بالإسم ..
حتى الإسم كادَ أن ينساه ..
لا يذكر منها سوى ملامح وجهها الطفوليه
عندما كانوا في الخامسه من عمرهُم ..
ودرست معه بروضة الأطفال "أي تنشئة الطفل قبل المدرسه" ..
فقط هذا ما يذكرهُ .. وبالآخر يتزوجها ! ..
هو لم يُفكر يومًا بالزواج التقليدي أبدا ..
كان يُخطط للحُب قبل الزواج .. وأقل إحتمال يكون يعرفها !! ..

~~~~

بنفس ليلة غضب فايز .. ذهب برفقة أخيه فهّاد إلى منزل صقّار كي يطلبوا يد إحدى بناته ..
وكان ردهُم الرفض القاطع .. ليس لدينا بنات للزواج ..
وقد غضب هو وأخيه من ردة فعلهم وتوعدهم كثيرًا .. ولكن أخيه فهد أشارَ عليه بإن يقولون بإنهم سيتنازلون عن سالم بمقابل أن يقبلوا بذياب زوج لإحدى بناتهم ..
وفعلا هذا الذي حدث .. وقبلوا بذياب زوج لـ غدير ..



________



تنظر للتلفاز بذهنٍ غائب .. والفراغ يملئ حياتها ..
تحدثت مع عبدالإله إبن قريتها ..
لتملئ هذا الفراغ .. ولكن ذلك الأحمق تعلق بها لدرجه إنهُ في كل دقيقه يتصل ..
حتى إنها غيرت رقم هاتفها .. كي يكُفُ عن الإتصال ..
وقد تعذرت بإنها لن تستطيع الإكمال معهُ بعد أن علمت بإن والدهُ العجوز قد طلبها للزواج ..
هو ذلك الرجل العجوز الذي طلب يدها من أعمامها قبل العيد بليله ..
وغضبت ليلتها كثيرًا ولم تكن تعلم بإنهُ هو .. هي فقط علمت كم عُمرهُ ..
ولكنها تركت عبدالإله لسبب واحد ..
وهو ذياب اللطيف بتعاملهُ .. بنت عليه آمالًا كثيره لا تنتهي ..
وخططت وكادتُ تجنُ من شدة الفرح .. وظنت إنها قد نالت على إعجابهُ كما نال على إعجابها ..
ودون سابق إنذار .. يصلها خبر من أختها سوار إنه ذهب برفقة والدهُ وعمهُ لطلب يد غدير إبنة صقّار ..
ذهبَ منها قبل أن يأتي حتـــــــــى ! ..
لِمَ هي التي تركُض ورائهم ! .. لِمَ لا يطرق بابها أحدًا إلا مره كل سنه .. ليست قليلة جمال بل تملك ما لا يملكنهُ فتيات القريه اللواتي تزوجنَ .. عيناها اللتان يُطلق عليهُن عيني الغزال ..
ألم يُحركن مشاعر أحد !! ..


_______


تمنعهُ من الخروج .. وهو غضبهُ يزداد كلما حالت بينهُ وبين الباب ..
لم تفقد عقلها بعد .. كي تجعلهُ يخرُج ويشاركهُم الجريمه !! ..


________


تمَّ بحمد الله ..


طبتُم حيثُ كُنتُم ..
هاشميـــــة الولاء ..

Maryam Tamim 05-06-21 03:25 AM

تسلم ايدك
في انتظار القادم ورد الفعل على الخطبة

هاشمية الولاء 08-06-21 04:17 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الفصــــــل الـ #8 ..



- نحنُ الذينَ لا نعرف معنى الفضفضة نبتلع الغصة تلو الأخرى ثُمَ نمضي مُمتلئين مُتضخمين قابلين للأنفجار




اليـــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..




إنتهى يومهُن الثاني بالمزرعه .. وحان موعد الرحيل والعوده إلى المنزل
.. بعد ليله أكثر من سعيده ..
في طريقهُن إلى المنزل وبعد أن أوصلت أريج اخواتها كل واحده لمنزلها ..
وأوصلت والدتها لمنزلها وبقت عندها كي تنام لليله واحده فقط ..
في الجهه الأخرى ومع عواصف التي تأخرت لإنها ذهبت برفقة رنيم وخوله وغدير ودانا إلى السوبر ماركت ..
بعد أن إنتهن من الشراء .. عادن للمنزل وبطريقهُن رأن سياره تصطفُ أمام المنزل وتبدو غريبه لهُن ..
لم يكترثنَ بغرابة السياره ..
السياره كانت فعلا غريبه .. بسبب البذخ الظاهر عليها ولا تبدو لشخص عادي أبدا ..
حتى إعتقدن إن الزائر ليس من أهل القريه ..
دخلت غدير وورائها خوله ودانا اللواتي لا تنتهي مشاكلهُن ..
فاطمه الجالسه بصالة المنزل وأمامها وجبة شاورما إشترتها لها أريج : يازفت أنتي وياه .. فيه زُلُم "رجال" عند ابوكن لا أسمع حسكن ..
دانا بصوت باكي : يمه شوفيه انا الي اشتريت هذي البسكوته ووده تاخذه مني ..
خوله بشهقة صدمه : كذووووب "كاذبه" يمممه والله إنه لي .. وهي الي سرقته مني ..
فاطمه بحزم : قلت خلصصص ..
منذُ دخولها لاحظت نظرات والدتها المصوبه نحوها وقد إستغربت الوضع حتى سألتها : يمه وجهي به شي .. علامتس تبحرين"تنظرين" علي بهالطريقه ..
فاطمه وقد تداركت الوضع : صايره كنتس باندا المسكارا نازله تحت عيونتس ..
غدير وقد إتجهت للمرآه التي بمنتصف صالة المنزل : يمه علامتس انا مني حاطه مسكارا أصلا .. صمتت وهي تنظر لنفسها وقد رأت الهالات إزدادت بعض الشيء تحت عينيها بسبب السهر في الليله الماضيه : أه يمكن من الهالات بس خليتيني باندا مره وحده ..
صوت أريج يعلو ويبدو إنها غاضبه .. وثواني حتى خرجت دانا بوجه عابس ..
غدير التي لاحظت ملامح دانا العابسه : دندون علامتس .. أريج كانت تصعك "تصرخ" عليتس ؟ ..
دانا بقهر : كل ما افوت على غرفه يطردني يعني وين أقعد"أجلس"..
فاطمه : ما تنلام بتس .. وده تنام من أمس ما نامت واكيد انتي حستس يرقع عنده ..
دانا : خله تنقلع .. أحنا جوزناه عشان تجي عندنا ..
فاطمه توبخها : ووجع إستحي على وجهتس .. اقعدي هان الصاله من شو تشكي ..


_________




ينظر لوالدهُ ومن ثم لذلك الرجل الوقور الذي يظهر عليه إنه ذهب لعالمٍ ثاني ..
عالم بعيد عنهُم .. يبدو إنه يتساءل ما نوع الذنب الذي إرتكبهُ كي يبليهُ الله بهذه المُصيبه ..
..
من جهة صقّار كان مُترقب لمجيء ليث وبرفقته سالم ..
كي يتأكد بإن شروطهُم تمت ..
وإنهم فعلا أخرجوا إبنهُ مُقابل إعطاء إبنته لإبنهم ..
لا ينكُر إنه إحتقر نفسه ..
على هذه الفعله .. وكأنهُ باعَ إبنتهُ والمهر إبنهُ ..
ولكنهم قالوا لهُ بإن المهر جاهز والذي يطلبهُ سوف يتم ..
فطلبهم مهر لا يقل عن 6 آلاف دينار ..
فظنَ بإنه إذا طلبهم هذا المهر العالي سيُرضي إبنتهُ بإنهُ ميزها عن جميع أخواتها بمهرها العالي ..
يقطع أفكاره صوت السياره ..
وقف بسرعه وإتجه للنافذه ..
رؤية وجه إبنهُ سيُنسيه كل تلك الأفكار السوداويه ..
وتأنيب الضمير الذي إنتابهُ ما إن وافق على إعطاء إبنتهُ ..
دخل سالم وألقى السلام ويظهُر على ملامحه التعب والعتب في أنٍ واحد ..
فلقد وصلهُ خبر إعطاء إخته لذلك الرجل بمقابل أن يخرج هو من السجن .. لم يرفض أو يُبدي أي ردة فعل فلقد كان مُترقبًا للحضة خروجهُ ودعا الله كثيرًا بإن يخرج من هذا المكان الذي كتم على أنفاسه عاجلا ليس آجلا .. وإستجاب الله لدعائه ..
مع إنهُ يعلم ان الموضوع ليس بتلك السهوله وإنه قاسي .. قاسي جدًا .. خصوصًا على أخته التي سيفرضون عليها هذا الأمر المصيري ..

~~~~


بنفس المكان ولكن بجهه أخرى بعد أن كان ينظر لملامح والدهُ ونسيبهُ والد الفتاه التي سيتزوجها .. دقائق معدوده حتى دخل سالم .. وما إن رأى وجهه حتى إبتسم إبتسامه خبيثه فسالم يظهر على وجهه العتب والضجر من وجودهم ..
هو إبتسم كي يخمد النيران التي بداخله .. فمن وجهة نظرهُ يرى إن سالم السبب .. وقد نسيَ إن والدهُ فرض عليه الزواج بسبب فعلتهُ المُخزيه ..
فايز يعتدل بجلسته وبعد أن خرجَ سالم : يا ابو ليث حنا يوم ناسبناكم ما ودنا الزعل والهواش ودنا القُرب والصلح ونصير أهل وحبايب صح ولا لا ..
صقّار يهز برأسه وذهنه شارد : صح صح يا ابو راشد .. إن شاء الله إننا من هاليوم أهل وحبايب وقرايب كمان ..
إبتسم فايز إبتسامة نصر ..
يتلذذ بالعجز الذي يظهُر على ملامحهُم ..
فهد الوحيد الذي لا يعجبهُ هذا الحال مع إنه هو الذي إقترح عليهم أن يزوجوا ذياب لإحدى بنات صقار مقابل خروج سالم ..
لكن فايز تظهُر عليه الشماته وشعور النصر ينتابهُ كلما رأهم متكدرين ..
وهو يشعر بإن الوضع ليس مُريح وسيزداد تعقُدًا لو بقى فايز يزورهم كل يوم منذُ أن قبلوا بغدير زوجه لذياب فقال كي يعجلوا الزواج : اقول يا ابو ليث البنت درت ولا بعده ..
صقّار وكإن هذا السؤال زعزع أمانهُ وإستقراره حتى ظهر على وجهه التوتر : والله لسا .. لساتنا حكي ما صار شي .. إن شاء الله إذا حددنا موعد قراية الفاتحه أقوله ..
فهد الذي إنزعج فيبدو إنهم لم يُخبروا الفتاه بهذا الأمر للآن : مني خابرك يا ابو ليث غشيم وتتفق معانا على الزواج والمهر والبنت ماعنده علم .. لا بكرا بإذن ربي نجي عليكم نقرا الفاتحه والاسبوع الجاي كتب الكتاب وخطبه وحفله صغيره .. وطبعا بكرا الولد وده يشوف البنت ..
ذياب الصامت .. نظر لعمه بإنزعاج فمتى طلب أن يراها هو حتى لم يُفكر بها كزوجه كي يُفكر أن يراها ..
هو بحساباتهُ قرر أن يجعلها كخادمه يستأجرونها من مكتب الخـــــــدم ..
صقّار بنبرة حزينه فكيف سُيخبر إبنتهُ بذلك الخبر وهم قد إتفقوا على كل شيء وهي آخر من يعلم : من حقه ذياب يشوف مرته ما حدا قايل شي .. حياكم الله بكرا .. وبالنسبه لكتب الكتاب والخطبه خليهن الاسبوع مو الجاي إلي بعــــــــده ..
فايز تدخل اخيرا بعد أن كان مصدوم من كلام فهد فلقد إتفق معه إنه هو الذي يصدر القرارات وليس فهد : صادق اخوي ابو موسى خير البر عاجلهُ .. وحنا جيناكم على اساس البنت تعرف .. فبكرا ودي اسمع موافقته بإذني ..
وما قال كلامه الآخير إلا ليزيد غبنتهم فهو يعلم كما هم يعلمون إنهم مجبرون على إعطاء إبنتهم .. والدليل رفضهم القاطع لهذا الزواج ..
قبل أن يقدم لهم هذا العرض "خروج سالم مُقابل إعطاء إبنتكم لإبننا" ..



_________



تمنعهُ من الخروج .. وهو غضبهُ يزداد كلما حالت بينهُ وبين الباب ..
لم تفقد عقلها بعد .. كي تجعلهُ يخرُج ويشاركهُم الجريمه !! ..
تنظر لإبنتيها اللتان تضمان بعضهما بذعر وخوف ..
فصوت طلقات النار بالخارج يُثير الرُعب ..
دقائق معدوده .. حتى سمعوا جميعهم صوت صُراخ نساء .. وأصوات سيارات كثيره ..
أرخت قبضتها التي كانت تُقيد بها كتفيه ..
وهو أسرع للخارج كي يرى ما الذي حدث .. ومن الذي إنصاب وتوعدهم بداخله لو كان إحدى المُصابين هو من أبناء خواله ..
لحقت بهِ وهي تُنادي : عمرر ولك يا عممر لا تروحش .. بدك يذبحوك معاهم ..
عُمر وهو يُهرول كي يصل للخارج فهم فالطابق الثاني من العماره : تحكيش معي يَمه .. فوق ما خليتنيش اطلع وانقض ولاد خوالي .. وصل للباب الخارجي وهو يُكمل : بدك ياني اصير مثل النسوان وبتخبى بالبيت .. الله يسامحك يَمه الله يسامحك ..
لحضة وصولهم لمكان العِراك ..
بنفسة لحضة وصول سيارة الشرطه التي صوتها يضجُ بالمكان ..
يخرج رجل الشرطه من السياره ويُلقي القبض على أبناء اخ خالده ..
والرجل الذي تشاجروا معهُ طريح الأرض والدماء تُغطي ملامحهُ ..
ورجال الإسعاف أسرعوا كي ينقلونه للمستشفى لإن حالتهُ صعبه جدًا ..
في الوقت التي كانت هي تنظر لذلك الرجل بخوف وذعر من منظرهُ والدماء التي تُحيط بهِ .. كان عُمر يُصفر بفرحه وصوت ضحكتهُ يتعالى ..
نظرة لهُ بغضب شديد .. ورأت ولد بالثامنة عشر من عمرهُ يبدو إنهُ إبن الرجل ..
وقفت بوجه ذلك الولد وقالت بصوتها الباكي وكانت ترتدي رداء الصلاه : امنتك بالله ما بتقربش عليه ..
رد الولد : خليه يُسكت وإلا برجع الشرطه وبخليهم ياخذوه إبنك هالحيوان .. ماعرفتيش تربيه .. ولم يُكمل كلامه بسبب دموعه التي خانتهُ وخرجت حتى بدأ يبكي بطريقه تؤلم القلب .. يبكي على والدهُ الذي ضربوه لحد الموت دون سببٍ يُذكر .. فقط تحدي مُراهقين من يضرب أكثر هو البطل الحقيقي ..
أدهشها منظرهُ الباكي ..
والنساء قريباتهُ إقتربن منهُ وهن أيضا بكائهُن يؤلم القلب ..
يالا سخافة البشر ..
قتل روح بريئه من أجل تحــــــــدي ..
لا تعلم ما الذي أوصلهم لهذا الحـــــــال ..
الدنيا أصبحت مأساويه ومُخيفه .. مُخيفه جدًا ..
ولا أحد يؤتمـــــــــــــن بهِ ..


_________




في ساعات المساء المتأخره ..


تُراقب إبنة أختها والنوم يسرقها لعالمهُ الغامض .. إنتظرتها حتى نامت فبدت بريئه .. وملامحها النائمه تأسر القلوب ..
إبنة أختها لوحه .. لوحه من الزمن القديم مُعلقه على الحائط ..
مُميزه جدًا وجَميله .. مكتوب تحتُها "لوحه جَميله تستحق التأمل" ..
هذه هي أفكارها وهي ترى تلك الصغيره التي تنام بجانبها ..
أخذت هاتفها .. ودخلت على إحدى مشاهير اليوتيوب .. اللذين تُحب مُحتواهُم العائلي واللطيف .. دون تصنُع ..

بنفس اللحضه وبجهه أخرى من الغرفه ..

تُحلِقُ بأفكارها كحمامةٍ في سماء زرقاء ..
شعرت وكأنها تسبحُ في الفضاء وتحديدًا بين النجوم والكواكب ..
فلو خُيرت بين كوكب بلوتو وكوكب عطارد .. فأي واحدٍ ستختار ؟ ..
لابُد من إنها ستختار كوكب بلوتو فهي مثله بعيده ، هادئه ، حزينه ، وحيده ..
ولكن كوكب عُطارد خَيارٌ جميل .. لعلَ عقلها يحترق وتنتهي من أفكارها الكثيره والمُتعبه .. وصلت إلى نُقطه من التفكير جعلتها تنهض وتنظر لأختها التي تتابع إحدى مشاهير اليوتيوب وتبتسم تارةً وتارة أخرى تشدد تركيزها على ما تتابع .. أختها كانت غائبة الذهن فلم تنتبه ل نظراتها المصوبه نحوهــــــــا ..
شعـــــرت بغيوم عيناها يتجمع بها المطر المالح ..
إلتفتت للجهه الأخرى ومسحت دموعها بكف يدها .. وتساءلت هل ستبقى تلك الإبتسامه مرسومةٌ على وجه أختها .. أم ستتحول لتقوس شفتين كما يفعل الأطفال عند البكاء .. فإنها تكادُ تجزُم بإن النبأ الذي سيصل لأختها بعد يومين أو أكثر سيقلب حالها رأسًا على عقــــــب ..
دانا التي سرقها النوم ولكنها إستيقظت بسبب وقوف خوله فوق رأسها فقالت بإنزعاج : خوله يا زفتتته قوم إنقعلي من فوقي .. يعني منتي شايفيتني نايمه ..
غدير لم تلتفت فلقد إعتادت على مُشاجراتهُن ..
خوله التي عادت لفراشها وهي تكتمُ بكائها ..
وكإن توبيخ دانا لها أكمل مشاعرها المُبعثره ..
وشعرت بإن ذلك التوبيخ أتاها من والدها بلحضة غضب ..
وليس من دانا الغاضبه من وقوفها فوق رأسها ..


~~~~

بجهه أخرى من المنزل جافاها النوم ..
فقبل ساعات كانت تجلس مع إبنتيها خوله وأريج ..
وتقول لهُن الأخبار الجديده ..
التي ستقلب حالهُم ..
وتشاورهُن متى تُخبر غدير بهذا الخبر ..
وهل ستوافق ؟ .. ستبكي ؟ .. ستهرب ؟ .. ستفكر بالإنتحار ؟ .. ما هي ردة فعلها ..
تخشاها جدًا هذه الإبنه فمهما بدت هادئه وصبوره ..
هي تكتم والكتمان يولد الإنفجار ..
فيبدو إن موعد الإنفجار قد حان ..
كانت تشعر بتأنيب الضمير ..
وكل دقيقه تُفكر بإن تذهب لصقار كي تقول له بإن يرفض ..
ولكن كل هذه الأفكار ذهبت ما إن رأت إبنها سالم يدخل عليها بلحيتهُ الكثيفه ..
هي دائما كثيفه ولكن هذه المره قد إزدادت كثافةً ..
أظهرَ لها ملله من السجن .. وإنهُ دعا الله كثيرًا بإن يخرج ..
وهذا الذي جلعها تُفكر بموضوع زواج غدير من ذياب وستقنعها به ..



_________



بجهه أخرى من قرية الربّابه ..
وهذه الأم أيضًا مُثقله بالهموم ..
بسبب بناتها اللواتي يُكثر كلامهُن فقط ..
ولكن الحظ واقف .. لا زواج ولا وظيفه ..
حتى علامات اللواتي يدرسن بالمدرسه .. لا تُبشر بالخير أبدا ..
إلى متى وهُن على هذا الحال ! ..
تبدأ من كبيرتهُن نسرين التي طبقت السادسه والعشرون من عُمرها ولم تتزوج بعد ..
والأخرى كذلك .. فليست بعمر صغير على الزواج ..
تُفكر بإن لا أحد يطرق بابهن إلا القليل ..
بسبب إنهن فتيات دون رجال عاشن حياتهُن وحيدات مع والدتهُن ..
فمن الممكن إن أخلاقهُن ليست جيده ! ..
هذا العذر الذي وضعتهُ وقد أقنعت نفسها به ..
حتى كثرت عليها الهموم وندمت إنها لم تتزوج ..
أو لم تعيش مع أهلها بعيدا عن هذه القريه المشؤمه ..


_________






تمَّ بحمد الله ..


طبتُم حيثُ كُنتُم ..
هاشميـــــة الولاء ..

Maryam Tamim 12-06-21 04:03 AM

تسلم ايدك عزيزتي الفصل جميل لكن حزنت جدا على نصيب غدير .. ما ذنبها لتتحمل نتائج حادث هي لم تكن احد مسببيه؟! هل في سبيل إنقاذ حياة ومستقبل سالم تتدمر حياتها ومستقبلهاهي !! مجتمع ظالم جدا والمرأة دائما هي الضحية .. دائما هي القربان لاخطاء الرجل .. وحدها من تدفع ثمن اهماله ولا مبالاته .. الاهل ايضا ظالمين يفرقون بين البنات والأولاد في المنزلة والمكان ... بالنسبة لفاطمة وصقار كانت رؤية سالم كفيلة بأسكات صوت ضميرهما . ..
نية ذياب في اهانة واذلال غدير من قبل أن يراها او ان يتعرف عليها مؤسفة فأنا أعقد عليه امال اتمنى ان تتحول لحقيقة ..تسلم ايدك

هاشمية الولاء 16-06-21 06:14 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


الفصــــــــــل الـ #9 ..




إياك أن تظن يومًا بأنك تعرف شخصًا مآ تمام المعرفة،
وتتوهّم بأنك مُلِمّ بجوانب شخصيته، ودوافعه، وأفكاره،
فتُفسِّر أفعاله وتصرفاته من منطلق تصوّرك لا من منطلق حقيقته،
وكُن على يقين بأن: (في كل إنسانٍ تعرفه إنسانٌ لا تعرفه) ..




الأمــــــــس ؛ عشناهُ ولن يعود ..



يقف بجانب إبن خالته وبيده هاتفه الذي اشترتهُ لهُ والدته ..
ووعدها أن يرفع علاماتهُ بالمدرسه ..
لمح إبنة خالهُ تقف بجانب باب منزلهم ..
إتجهَ نحوها وخطه رسمها منذُ شهر يريد أن يُنفذها اليوم ..
ذياب بعد أن وصل للمكان الذي تقف به الفتاه : رايه اعطيني تلفونتس ..
رايه ترددت من أن تسألهُ لماذا ولكنها تشجعت وسألت : ليش ؟ ..
ذياب : ودي ألعب لعبه معيه تفتح على تلفوني ..
رايه هزت رأسها بموافقه وأعطتهُ الهاتف ..



بعد ذلك بقليل ..

يجلس على الأريكه وبين يديه هاتف إبنة خالهُ ..
إستغرقَ منهُ تنفيذ الخطه ما يُقارب ال 9 ساعات ..
وبعدها أعطى الهاتف ل رايه وإعتذر منها على التأخير ..

مرت الأيام اليوم يليه الآخر ..

حتى لاحظت رايه تغير ملحوظ بهاتفها .. رسائل الواتساب والإنستقرام تُقرأ قبل أن تفتحها .. إستغربت جدًا من الوضع .. كيف تُفتح الرسائل قبل أن تقرأها هي ! ..
ف تواصلت مع إبنة عمها وسألتها عن هذا الأمر ..
إبنة عمها كانت أحرص منها وأوعى ..
فسألتها مُباشرةً : رايه اعطيتي تليفونك لحدا ؟ ..
رايه ترددت للحضه ومن ثم قالت : أه قبل يومين او ثلاثه اخذ تليفوني ولد عمتي عشان يلعب عليه ..
وبختها تلك بسرعه : بالله جد .. انتي بنت وتعطين تليفونك لولد ! .. يا ماما ترا المواقع عندك مهكره .. شكله الاخ مهكر حساباتك ..
شهقة تلك بصدمه : معقووووله!! .. مُستحيل هو اخذ تليفوني عشان يلعب بس ..
أكملت توبيخها : لا والله مو عشان يلعب يا حماره .. كاين مهكر حساباتك ..
رايه بنبره باكيه : يا يممممه .. طيب شو اسوي ..
_ : شو تسوي يعني .. روحي قولي لعمي عشان يربيه وما يسوي هالحركات مره ثانيه .. قليل الأدب ..

وفعلا هذا ما حصل ..
أخبرت رايه والدها عن كل ما جرى .. وغضب جدًا .. وأوصل الخبر ل رانيا وفايز ..
وردة فعلهم كانت النكران .. أنكروا بإن إبنهم يفعل شيءً كهذا ! ..
ولكن والد رايه أقسمَ يمينًا بإنه لن يسمح ل ذياب بدخول منزلهم بعد اليوم ..
أما فايز كعادتهُ لم يكترث ..
ولم يُبدي أي ردة فعل .. بالنسبة لهُ تجارتهُ أهم وأولى من تربية أبنائه والحرص على أخلاقهم ..
ورانيا لم تستطيع أن تُعاقب إبنها عقابًا يجعلهُ لا يُعاود فعل شيءٍ كهذا ..
مهما حصل تبقى هي الأم والأم إمرأه والحلقه الأضعف بالعائله ولا سُلطة لها على إبنها ..
ف رد ذياب كان كالتالي : إذا ابوي ما قال شي انتي ليه منقهره !! ..
ذياب إنسان لا يكترث بإحد .. وأخر ما يخشاه هو العقوبات ..
والأحب لقلبهِ التسليه واللعب على حساب الآخرين ..
نشأ بهذه العائله لا سُلطةَ عليـــــــــه ..



اليـــــــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..



تضع الهاتف أمامها وصوت تلك الفتاه المشهوره يصدح بغرفتها ..
تُفكر كم هي سخيفه هذه الفتاه ..
ولكنها ذات حظ جيد جدًا ..
حتى إنها إشتهرت بتلك السرعه وتملك مالا كثيرًا وتزوجت ! ..
كل هذه الأشياء تدل على حظها الجيد .. بعكسها هي ..
سوار المنزعجه من صوت الفتاه المشهوره : نسرين يازفت ترا ازعجتينا بهالبنت .. مدري على شو مكيفه عليه ..
نسرين تتظاهر بإنها لم تسمعها فإن أعطتها مجال لن تصمت ..
نادين المنزعجه أيضا : عنجد يعني ترا ازعجتينا .. ما ودنا نسمع معتش .. حطي سماعات ..
هذه لن تستطيع أن لا ترد عليها : هذي غرفتي انا وسوار انتي اقلبي وجهتش برا ..
نادين : والله ياحبيبتي امي قالت لي روحي عند خواتش وده تزبط غرفتي انا وسديل عشان لما يجن خالاتي يشوفنه حلوه وتلق لق ..
نسرين إلتفت فهذا خبر جديد : نعععم مين وده يجي ؟ ..
نادين : خالاتي .. ضحى وعيوشه ..
سوار بفرحه مُبالغ بها : ياااي ياييييي يا سلاااااام .. واخيرا قررن يجن رح اطير من الفرحه .. نزلت من السرير بعد أن كانت تقفز فوقهُ : دروح أزبط حالي من هسا ..
نسرين التي تكدرت جدا من هذا الخبر ..
ليسَ لإنها تكره مجيء خالاتها بل لإنها بمزاج سيء جدًا : اففف يعني ما قررن يجن غير اليوم ..

~~~~

بعد 3 ساعات ونصف ..
طرقات على الباب .. ركضت سوار بأسرع ماعندها ..
كي تفتح الباب لخالاتها .. إستقبلتهُن بفرحه ..
من جهة نسرين فلقد كانت تقف أمام باب غرفتها بملل ..
ولم تتوقع مجيء إبن خالتها ضحى الذي يكبرها بعامين .. هُن إعتدنَ عليه ولم يكترثنَ بوجودهُن أمامه دون سترٍ ..
نادين تتقدم للسلام على خالتها ضُحى بفرحه ممزوجه بخجل ..
منظرُها الخجول شد إنتباه والدتها ..
ولن تكُن رحمه إن لم تحرجها : نادين علامتش مستحيه سلمي على خالاتش وشهم ..
كلام والدتها زادَ من شعور الإحراج ..
حتى إنها لم تُلقي السلام على شهم إبن خالتها وتوجهت للمطبخ مُباشرةً ..
أما نسرين وسديل وسوار فلقد إعتدنَ على إبن خالتهن .. ف إقتربنَ وسلمنَ عليهم جميعًا ..

وتوجهوا لغرفة الجلوس ..
رحمه توجهت للمطبخ ووجدت إن نسرين هي التي ستجلب كاسات الشاي : لا لا خلي نادين هي الي تودي الشاي .. انتي تعالي ساعديني بالطبخ ..
نادين بصوت باكي : يا يمممه استحي والله استحي ..
قاطعتها بغضب : قلت انقعلي ودي الشاي .. قال إيش قال استحي ..
بعد أن ذهبت نادين وقدمت الشاي للجالسين ..
نسرين بصوت هامس : يمه ليش مُصره ان نادين هي الي تودي الشاي ..
رحمه : ما شُفتي كيف شهم يبحر "ينظر" عليه .. بلكي يتجوزه ويفكنا منه ..
نسرين شعرت بضيقه تكتم على قلبها ..
فإذا والدتها اصبحت تريد التخلص من نادين وهي الأقرب لقلبها .. فماذا عنها هي ! ..
رحمه وقد إنتبهت على سرحان تلك : يالله يارب إنه تتجوز وتفك هالمسبحه وتلحقينه انتي وسديل اما سوار بدري عليه ..
سوار بإنزعاج : لا يمه انا ودي اتجوز ..
نسرين ضحكت على كلامها .. أما رحمه إلتفتت عليها بغضب : وجععع يا بنت استحي ..


________



اليوم الموعود .. لدى البعض ..
والمشؤوم لدى البعض الآخر ..
إرتدى ثوبه بملل .. ووالده يُضبط الشماغ له بإحترافيه ..
ينظر لعيني والدهُ .. لما كل هذه اللمعه والبهجه ..
أ كُلُ هذا فرحًا لي ؟ .. أم شعورًا بالإنتصار ؟ ..
ذياب بملل : ترا زهقت ما لي سالفه غير ألبس واطلع ..
خلص اليوم اخر يوم ..
فايز يوبخهُ : هسا طول نهارك لابس وطالع وهايت بالشوارع .. ويوم جينا دنخطب لك زهقت من الطلعه ..
ذياب : أطلع انبسط .. مهو ينكتم على قلبي ..
فايز : اقول اسكت اسكت بس .. ويالله الحقني ..
حرص على تزيين إبنهُ كي يخرج بأجمل صوره ..
واثق بإنها ستُعجب بهِ جدًا ..
ف لدى ذياب ملامح ليست عند أي رجل بالقريه ..
ملامح الرجل الشرقي الوسيم ..
وبشره بلون القمح ..
وشعرٌ بُني فاتح كثيف وناعم ..
يرى إنها ملامح مثاليه ألن يُعجبها ذلك إبنة صقّار ! ..
التي يُريد أن يسمعَ الموافقه من فمها اليوم ..

إبتسم على أفكاره ..
ونظر لإبنه وأردف : سولف مثل الأوادم لا تصير ملول وسوالفك ماصخه .. وعيونك خلهن بالأرض ..
ذياب وملله يزداد من هذا الأمر : على أساس شوفه شرعيه عيوني بالأرض لويه ؟ ..
فايز وقد تذكر شيئًا فإلتفت لرانيا التي تجلس بالمقعد الخلفي فلقد جلعت ذياب يجلس بالأمام : رانيا هسا بقراية الفاتحه وحنا لسا ما عقدنا قرانهم وكتبنا الكتاب ينفع يشوفه بدون حجاب "ستر" ..
رانيا التي كانت تسرح بخيالها : لا ما ينفع حرام .. اما تفوت بشيلته "حجابها" او بلاش .. مع انه بنات هالأيام عادي عندهن بالشوفه الشرعيه الزلمه يشوفهن بدون لا حجاب وولا ستر ..

_______



رتبت غرفة الضيوف كما طلبتها والدتها ..
وحرصت على أن تخرج نظيفه مُرتبه جدًا ..
فتلك العائله منزلهم باذخ ويهتمون بالمظاهر ..
مع إنها تشعر بإنها ستنفجر بـ اي لحضه من شدة الكمد ..
ف اختها وافقت بسرعه على طلب الزواج .. دون أدنى رفضٍ ..
لا يستحقها !! ..
ولا يليــــــــقُ بها أبدًا ..
فـ من لا يعرف ذياب بهذه القريه ..
ذياب الساذج ذو الأخلاق الفاسده ..
لا تعلم من الذي أقنع اختها بإن توافق ..
أيعقل إنها وافقت من أجل المال ! ..
مُستحيل غدير لن تفكر بتلك الطريقه أبدا ..
إذًا لماذا ضحت ! .. من أجل من ! ..
مقهوره جدًا .. تتمنى أن لا يتم شيءً اليوم ..
الضعف الذي رأتهُ بوجه أختها .. يزيدها قهرًا .. وحسرةً ..
لمَ إنقلبت الأحوال هكذا ! .. هي ظنت بإن اختها سترفض ..
ستنوح وتبكي .. ف والدها عندما يراها هكذا لن يسمح بإن يزوجها لهُ ..
ولكنها وافقــــــــــــت ! .. دونَ إصرارٍ من أحد ..

هاشمية الولاء 16-06-21 06:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim (المشاركة 15527626)
تسلم ايدك عزيزتي الفصل جميل لكن حزنت جدا على نصيب غدير .. ما ذنبها لتتحمل نتائج حادث هي لم تكن احد مسببيه؟! هل في سبيل إنقاذ حياة ومستقبل سالم تتدمر حياتها ومستقبلهاهي !! مجتمع ظالم جدا والمرأة دائما هي الضحية .. دائما هي القربان لاخطاء الرجل .. وحدها من تدفع ثمن اهماله ولا مبالاته .. الاهل ايضا ظالمين يفرقون بين البنات والأولاد في المنزلة والمكان ... بالنسبة لفاطمة وصقار كانت رؤية سالم كفيلة بأسكات صوت ضميرهما . ..
نية ذياب في اهانة واذلال غدير من قبل أن يراها او ان يتعرف عليها مؤسفة فأنا أعقد عليه امال اتمنى ان تتحول لحقيقة ..تسلم ايدك




أهلا يا جميله ..
أحيانًا كثيره يتحمل المرء ذنوبًا لم يرتكبها ..
بنظر المجتمع ياعزيزتي الزواج ليس تدمير مُستقبل .. بل بدء حياه جديده مُستقله ..
إن كانت الفتاه راضيه أو رافضه ..
أمالك التي وضعتيها ل ذياب لا أظن إنها في البدايه ستتحول لحقيقه ..
أشكرك على حُسن المُتابعه .. وأعتذر على الإنقطاع ف ظروف قاسيه حالت بيني وبين الكتابه ..
كوني دائمًا وأبدًا بخير ..

Maryam Tamim 16-06-21 09:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشمية الولاء (المشاركة 15534267)
أهلا يا جميله ..
أحيانًا كثيره يتحمل المرء ذنوبًا لم يرتكبها ..
بنظر المجتمع ياعزيزتي الزواج ليس تدمير مُستقبل .. بل بدء حياه جديده مُستقله ..
إن كانت الفتاه راضيه أو رافضه ..
أمالك التي وضعتيها ل ذياب لا أظن إنها في البدايه ستتحول لحقيقه ..
أشكرك على حُسن المُتابعه .. وأعتذر على الإنقطاع ف ظروف قاسيه حالت بيني وبين الكتابه ..
كوني دائمًا وأبدًا بخير ..






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير والعافية
تسلم ايدك على الفصل و ربي ييسر امورك ويصلحلك الحال ولا يهمك عزيزتي انا في انتظارك دائما ..
أدرك اني اعلق امال كبيرة على شخصية دياب رغم كل ما يظهره من لامبالة ولا مراعاة او اي ذوق او التزام لكني أمل ان يد التغير سوف تطاله يوما ما ... تسلم ايدك ودمتِ بخير:amwa7:


هاشمية الولاء 20-06-21 03:33 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


الفصــــــــل الـ #10 ..





ستدركُ في نهايةِ الأمر و بعد التجرُّد من كل شيء ، أن أكثر ما تتمناه هو أن تمرّ الأيام سالمةً ، هانئةً ، وادعةً ، مغمورةً بالصحة عليك و على أهلك و أحبابك.






اليــــــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..






هل يتراجع بهذه اللحضه ..
بعد أن فات الأوان بكل ما تعنيه الكلمه ..
نعم .. فات الأوان .. هاهُم يجلسون بمنزل صقّار ..
وبعد دقائقٍ سيقرأون الفاتحه .. ويرتبط بها ..
في الليل لم ينام وهو يتساءل ..
هل حقًا أخذوا رأيها ! .. سألوها !! .. هل وافقت فعلا ! .. أخبروها من ستتزوج ! ..
عند هذه النقطه ..
لا يظن إنهم أخبروها .. فلو أخبروها يجزم إنها لن توافق ..
ولكنهم بشروهم بموافقتها التامه ..
هو يعرفُ نفسهُ .. ويعرف سمعتهُ التي شوهها في القريه ..
مكالماته مع فتيات القريه .. اللعب بمشاعرهُن ! ..
يعلم إن الجميع لديه علمٌ بتلك الأمور ..
هل حقًا وافقت عليه بكامل رضاها ! ..
هل هذا عقابٌ من الله لهُ ..
لكنه لا يرى أي عقابٍ بذلك .. بل هو الرابح الوحيد ..
زواج وسيـــــــــــاره ..
ولكنهُ يشعر بـ قلقٍ الشديد الآن ..
هذا زواج وليس مكالمه هاتفيه مع إحداهُن بأي لحضه يُغير رقم هاتفه وينسحب من الأمر كالشعرةِ من العجين ..
والدهُ كان دائمًا غائب عنهم وإهتمامهُ بهم قليل .. قليل جدًا ..
الآن أصبح يهتم لأمرهم .. وقرر أن يزوجهُ ..
هكذا دون سابق إنذار .. بالغصب وبالقوه ! ..
يخرج من أفكاره على صوت صقّار ..
أفكارهُ التي إنغمس بها لفتره طويله ..
حتى إنه صوب نظراتهُ نحو الباب ولم يلتفت ل أي جهه ثانيه ..
صقّار بصوت الشيخ الكبير الذي أهلكهُ الزمان وأمر زواج إبنته زادهُ هلاك خصوصُا بعد موافقتها التي يظهر بها التضحيه : قم يا سالم قهوي ضيوفنا ..
وقف سالم بصعوبه فحتى هو لم يكن الأمر هينٌ عليه وخصوصًا إنهٌ هو السبب بكل ذلك ..
بعد أن جلسَ سالم ..
فهد : قهوه وتقهوينا وكثر الله خيركم .. ودنا نسمع موافقة البنت على طلب أبو راشد ..
صقّار يضع فنجال القهوه على الطاوله ويقف بطولهُ الفارع : دقايق وأجي ..
فهد : خذ راحتك ..

~~~~

أنهت من وضع مساحيق التجميل لأختها ..
والإبتسامه لا تُفارق شفتيها ..
هذه أختها التي تصغرها بعامين ..
هي الأقرب لها من أخواتها ..
وأخيرًا ستراها عروس ! .. كم تمنت مجيء هذه اللحضه ..
غيداء بإبتسامه صفراء يظهر عليها الأسا من أمرٍ يجهله البعض : شو رأيك بلون الحومرا ؟ ..
غدير بإبتسامة شُكر : حلووه .. فيه شي إنتي تسويه يطع مش حلو ..
دمعة عيناها .. شعرت بإن مشاعرها هي وغدير شفافه ..
شفافه جدًا على غير العاده .. ف دائمًا كانتا تكتمان مشاعرهن بداخلهن ..
تساءلت .. هل قالت أريج لها عن مُشكلتها .. أو نجوى قالت لها ! ..
هي لها أسبابها .. غير فرحتها بإنها ستراها عروس ..
حُزنها من ظروفها .. والأحداث التي مرّت بها ..
أما غدير لِمَ بدت شفافه وواضحه بمشاعرها لهذه الدرجه ! ..
هل من شدة الفرحه ! ..
هزت رأسها كي تُبعد تلك الأفكار ..
وأقنعت نفسها بإن غرابة غدير ناتجه من فرحها فقط لا غير ..
إتجهت للمطبخ كي تساعد خوله ودانا بتقديم الضيافه لوالدة ذياب ..

بداخل غرفة الجلوس "المُخصصه للنساء" ..

آرائك باللون التركوزاي .. بمنتصف الغرفه سجاده صغيره باللوني الأبيض والتركوازي وفوقها طاوله طويله بعض الشي إطارها باللون الأبيض .. لون الحائط off white "أَبْيَضُ مَائِلٌ إِلَى الصُّفْرَةِ " ..
وشاشة التلفاز عريضه ومُغلقه ..
تبدو قريبه من الأرض جدًا .. دون طاوله أو أي منظر بجانبها يُزينها ..
الباب باللون البُني ..
تضارب ألوان ! .. يجب أن يكون الباب باللون الأبيض ! ..
والتلفاز مفتوحٌ وعليه موسيقى هادئه ..
أو موضوعٌ على قناه تعرض القرآن الكريم ! .. كما تفعل هي فاليوم الجمعه ..
أبقيَ أحدٌ يجلبُ آرائك بهذا اللون ؟! .. تركوزاي ! .. أزرق فاتح جدًا غير مُريح للنظر .. الطاوله زجاجيه غير مُنظفه جيدًا ..
فهاهي ترى بُقع ماء يبدو إنها مُنسكبه على الطاوله للتو ! ..
ستارات النوافذ هُن أجمل شي بالغرفه .. بلونهن الأبيض ..
هذهِ هي أفكارها وهي تنقل نظرها بغرفة الجلوس بمنزل زوجة إبنها المُستقبليه والتي لم تراها للآن ! ..
هل من الممكن أن تكون غير راضيه ! .. كما قال فايز ..
فلتحمد ربها على هذا النصيب ..
تتوعدها بداخلها .. فلترى نظره منها يظهر بها عدم الرضا ..
وستريها عندما تتزوج إبنها وتأتي لمنزلها ..
ستعايرها كما فعلت بها أم زوجها "أم فايز" ..
في بداية زواجها من فايز ..
كانت لا تكُفُ عن معايرتها بأهلها ومنزلهم غير الباذخ وذوقهم الدنيء ..
مُقارنةً بمنزل أهل فايز ..

_______



قبل كُل حدثٍ مضــــــــــــى ..



بعد مُعاناه لساعاتٍ طويله ..
وأخيرًا إستسلمَ للنوم ..
لقد مرضَ مرضًا قويًا جدًا على مناعته الصغيره ..
لا يكُفُ عن البكاء مما أثار الصداع في رأسها ..
إتجهت للطاوله حيثُ تضع فوقها أقراص الداوء ..
تململ بعدم إرتياح ليفتح عيناه عليها وهي تأكل الدواء ..
فزَ بسرعه هو يمسكها من عضدها ويهزها بقوه ..
لتصيح به : علامك إنت إنهبلت !! ..
طارق وما زال يظن إنها تنوي الإنتحار : تفي إلي أكلتيه بسرعه .. ودتس تبلشيني بتس .. أقولتس تفي بسرررررعه ..
غيداء بعدم فهم : راسي يوجعني وقاعده أكل مُسكن .. ليش أتفه ! .. صمتت لثواني وهو كذلك ومن ثم أردفت : عنجد العقل زينه .. الله يكملك بعقلك بس ..
خرجت للصاله ودموعها بدأت بالإنسكاب بعد أن كانت حياتها مع زوجها شبه مثاليه ..
أنجبو طفلا كالملاك ..
ومن ثمَّ تكتشف بإنه يخونها بأبشع الصور وأقذرها ..
لم يُنفي ! ..
لم يُصلح أخطائه حتى ! ..
لا بل هددها بماضيهم .. بدمٍ بارد ..
تعلم إنها مُخطئه وعاصيةٌ لله ..
فقط لو تستطيع أن تمحو ذلك الماضي ..
ومعهُ هوَ بالذات ..
أصبحت حياتهم بارده .. بارده جدًا ..
روتين صباحي مع إبنها وروتين مسائي مُشابه .. لا يتغير ..
تشعر بإنها هي السبب ..
في كل لحضة حُب بينهم ..
كانت تتساءل .. وماذا بعد ذلك !! ..
هل سنبقى .. هل ستكبر عائلتنا أكثر ..
هل سنُحب بعضنا أكثر فأكثر ..
هل سيتزايد ذلك الشعور مع الأيام ..
شعور الحب والطمأنينه !! ..
ولكن للأسف .. بات كل شيء ولا كإنهُ كان ..
يا ليتَ الذي كان لم يكُـــــــــن ..

بعد دقائق ..
عادت إليه بملامحها الناعمه .. غير المفسره ..
لا يستطيع أحد قرأت تلك الملامح الواضحه بعد اليوم ..
لن تعود كتابًا مفتوحًأ ..
بل أوراقًا مُمزقه مكتوبٌ بها معلوماتٌ مُهمه ومن يُهمه تلك المعلومات يحاول جمع تلك الأوراق ..
ولكن للآن يبدو إن لا أحد يهمه المعلومات التي بداخلها ! ..
غيداء بهدوء بعكس إنفجارها قبل قليل : اليوم قراية فاتحة أختي وودي أروح .. واخذ يزن معي ..
في الآونه الأخيره وتحديدًا بعد إنكشاف سره ..
أصبح لا يجعلها تأخذ يزن معها .. وكإنهُ يخشى أن تأخذهُ ولا تُعيده ..
هز رأسه بموافقه .. وناداها بصوته الجهوري الذي أصبح يسخدمه بكثره هذه الأيام عكس أيامهم الأولى كان لطيفٌ جدًا : الله يجعلني أسمع إنتس شاكيه لأهلتس .. والله غير افضحتس عند خلق الله كلهم ..
إبتسمت إبتسامه مُتعبه من كل هذا الكلام : لا تخاف ما رح أقول لحدا .. أهم شي عندي سُمعتي .. ورح أظل محافظه عليه لاخر يوم بعمري .. والدنيا دواره يا ابو يزن ويجيك يوم وتعرف وتتذكر كلامي هذا ..
إلتفتت وهذه المره لم تنسكب دمعه واحده ..
شعرت بإن هُناك قوه أتتها من حيثُ لاتحتسب ..
هي هادئه مُتقبله للتفاهم .. ولكنهُ هو حدد المصير ..
أنتي خادمه .. ستبقين لأجل إبني فقط ..
أي إنهُ إعترف بإنهُ فعلا لا يُريدها زوجه بعد اليوم ..
بعد أن تجردت من الحياه الزوجيه الهنيه ..
أصبحت لا تتمنــــــــــــى شيء سوى
أن تعيش مع إبنها بهدوء وحُب وإستقرار ..
تُربيه تربيه حسنه .. وتحافظ على أخلاقه من الفساد ..
وبعد ذلك ، تنهيده عَميقه ومن ثُم اللهُم مـــــــــــــوت ..


_________



منذُ ثلث ساعه وهو ينتظر إبن خاله يخرج من المنزل ..
هذا الولد يتقن التأخير إتقانًا جيدًا ..
ما كان سينتظره أو يأخذهُ معه ..
هوَ لبى طلب والدته .. بإن يجلب إبن خاله معهُ ..
لقد ملَ الإنتظار .. إلى متى يا مُعتز ..
مُستهتر وغير لبق يختلف عنه كثيرًا ..
يستغرب علاقة عزّام به .. عزّام يشبهه هادئ ..
لطالما أعجبتهُ شخصيته ..
يطرق الباب بطريقه بعيده عن الباقه ..
ينال بإنزعاج : بس يا مُزعج .. إركب خلصني صار لي ثلث ساعه واقف برا .. طبخة مُخي الشمس ..
ركب مُعتز بجانبه : شفتك سارح .. بمين تفكر .. أكمل بتهكم : لا يكون بي ! ..
ينال بملل : أكيد بك .. أفكر خالي شو سوا بحياته عشان ربي يبليه بولد واحد وهو إنت بس .. والله لو اني منه غير اجيب لي ولد ثاني لعل وعسى يطلع ناجم مهو مثلك ..
معتز يضحك بضحكته المُعتاده المثيره للإزعاج : لا الحمدلله بس أنا الولد الوحيد الدلوع ..
ينال وبداخله قرر أن لا يُعطيه وجه : اقول استحي على وجهك .. وسد حلقك لا اسمع نفس ..
معتز بجديه كاذبه : تراني أكبر منك أحترمني ! ..
أعطاهُ نظره جعلتهُ يضحك حتى إنهُ تساءل ما الذي يُضحك بنظرتي !! .. ولكن هذا هو مُعتز يضحك دائمًا على الاشياء التي تُضحك والتي لا تُضحك ..
عند آخر القريه وبالقرب من الشارع الرئيسي ..
يوجد بعض المنازل المُتقاربه ..
وفتاه بشعر يصل لأخر ظهرها بلونه الأسود الداكن ..
ترتدي بلوزه قصيره جدًا وبنطال ضيق ..
مما أثار إشمئزاز ينال إستغفر الله على هذا المنظر والفتاه ليست صغيره!! .. هو يسكن بقريه مُشابهه لقرية الربّابه لم يرى مثل تلك المناظر ! ..
مُعتز : يع والله لو إننا بعمان مو هيك !! ..
إلتفت ينال لجهته : إستغفر ربك ولا تتشمت .. وعيونك خلهن قدام يوم إنك مو عاجبك منظره ..
مُعتز بضحكه : أكيد ما رح يعجبني .. إنت تعرف مين هذي ..
ينال يُقاطعهُ يكره الحديث عن الفتيات .. يكرهه جدًا مهما كان هو لديه أخت ولا يُحب أن يتحدث عنها أي أحد بأي شكلٍ من الأشكال ومعتز كذلك لديه أختان ولطالما تحدث مُعتز عن فتيات القريه وعن أخلاقهن وطريقة لباسهُن : لا ما أعرفه ولا ودي أعرفه ..
مُعتز أكمل حديثهُ مع إنهُ يعلم إن ينال لا يطيق الحديث عن الفتيات : هذي بنت شسمه .. صمت لثواني يحاول أن يتذكر إسم والدتها .. بنت مين ياربي .. شسمه "ما أسمها" ..
أيووووه بنت رحمه ال **** "عائلتها" .. هذي نوريه ما خلت حدا بحاله .. "وكان يقصد سوار إبنة رحمه" ..
ينال بحلُم : انا ما قلت ما ودي أعرف .. أنا إلي نفسي أعرفه امي شو وده بك .. ليه خلتن أجيبك مني داري ! ..
مُعتز : انا اقولك ليه .. لإن امي مشتريه حرامات من عند مره تبيع عندكم .. وأنا جيت معك أخذهن وترجع تروحني ..
ينال بإنفعال : تخسى والله تخسى وتعقب .. مني مروحك .. فكرت امي جايبتك عندنا عشان جامعتك عشانه قريبه مننا ..
مُعتز بإنزعاج من طاري الجامعه : أففف وتقول إنك منت داري ليه جيت عندكم .. يا الكذوووب "الكاذب" ..
ينال بضحكه : لا والله إني ما أعرف .. يعني ودك تكذب علي وتروح أه .. لا ياروح امك والله غير انا اصحيك بنفسي بكرا ..
معتز : ما كذبت .. إلي قلته بالأول عنجد .. وكمان عشان الجامعه .. أهلي جابونا ورا بعض وبلشوا بنا ..
ضحك ينال على كلامهُ هذا ..
ف خالد والد معتز .. طلب من زهور أن تأخذ معتز عندها اليوم فقط كي يذهب مع ينال للجامعه .. بدلا من وسائل النقل .. وسيارتهم حاليًا بالتصليح .. وجامعة معتز قريبه جدًا من منزل زهور ..
ف مصاريف جامعته أصبحت كثيره ..
مع مصاريف دراسة رنيم لآخر سنه مدرسه .. مع المراكز الخاصه .. "لكل ماده مركز وإستاذ خاص" ..
ومصاريف عواصف كثيره جدًا .. لا ترحم حالهم أبدًا ..

_________



رأها تقف بملابسها تلك .. وكل من يمر يراها ..
يستغرب زوجة عمه .. شديده وقاسيه على بناتها بكل شيء إلا الملابس تدعهن يرتدن ما يشئنَ ! ..
وبخها بقوله : سوااااار فوتي جوا .. منتي شايفه الناس رايحه جايه ..
ندم للحضه بإنهُ وبخها .. ما الذي سيفكهُ من لسانها اللاذع ..
إلتفتت سوار للصوت : ليه من غير شر أفوت جوا .. ودي أتنفس الهواء العليل ..
أتاها صوت من خلفها : يا ملا العله اي والله .. صار لي ساعه انادي عليتش ما تردين .. منطرشه انتي منطرشه ! ..
لمحت طلال إبن عمها يدخل لمنزل جدتهُن فأكملت كلامها : ولا مقابله طلال العله تتعللين انتي وياه ..
سوار : لا يهاوش علي اني طالعه برا .. على اساس هذي اول مره ..
صرخت بأقوى ما عندها فلقد إنتبهت على شيءٍ ما : يا الحيوانه لابسه بلوزتي !! .. كلبه وحيوانه فوتي جوا واشلحيه بسرعه .. بسرعه يالله ..
سوار بتأفف : وجع صرعتيني .. من زينه بلوزتش يا دوب خشت بي ..
نسرين : إنتي صايره دوبه قومي إشلحيه يالله ..
وهُن يدخلن للداخل : هذي اخر مره تلبسين شي لي فاهمه ..
هزت رأسها تلك بتفهم ..
وبداخلها تتوعدها سترتدي جميع ملابسها الجديده حتى الفتسان الذي إشترته من الموقع الإلكتروني ..

_________


قبل الأحداث الماضيه ..

دخل عليها ورأى وجهها المشرق العابس ..
مُشرقٌ منذُ ولادتها بصفاء بشرتها .. وعبوسه لهُ أسبابهُ ..
فحتى بشرتها بدت توضح مدى العجز الذي تشعر بهِ ..
مسح على رأسها بحنية العالم أجمع : قومي وانا ابوتس زلمتس "زوجك" وده يشوفتس ..
هزت رأسها .. وضيق غريب صعد لحنجرتها .. ضيق يونبأ بدمعه عالقه ستنسكب بأي لحضه ..

لاحقًـــــــــــا ..
بدا التوتر ظاهرًا على ملامحهُ على غير العاده ..
بالعاده هو يوترهم ويبقى صامدًا قويًا شامخًا ..
لديه شموخ بقامته يجعل كل من يراه يظن إنه يُعانق السماء بكبريائه وعزة نفسه ..
كان يُثير غيرة أصدقائه وزملائهُ ..
ولكنهُ اليوم شعر بتوتر غريب بعد إن ظنَ بإن هذا الأمر سهلٌ وسيمُّر بسرعة البرق ..


بعكسها هي .. عكست كل الإضطرابات التي بداخلها ..
بخطواتها الواثقـــــــــــه ..
فستانها الأزرق السماوي تزينهُ ورود بيضاء ..
وحجابها الذي يُغطي جميع تفاصيل شعرها ..
بين يديها صينية تصطفُ بها كاسات العصير المُزخرفه ..
قدمت العصير بخجل .. وجلست بجانب والدها ..
كادت أن تلتصق بهِ .. فنظرات ذاك الحارقه وترتها قليلا ..
كانت ضد الرؤيه الشرعيه ..
هي ليست بضاعه .. عندما تُرى ويعجب بها تؤخذ ..
وعندما لا يُعجب بها لا تؤخذ ! ..
ولكن هذا شرع الله ومن حقه أن يراها ..
فهي بالنهايه زوجةً لهُ .. أبى أو شاء ..
فهو الذي طلبها للزواج .. وقد أنهوا الأمور على قول والدها ..
صوته الغليظ يقطع أفكارها : ودي أسمع الموافقه منتس يا بنتي .. لا تستحين وأجهري بصوتس "أي إرفعيه " ..
وترها صوت فايز والد ذياب .. يبدو حنون بظراته الأبويه ..
سيكون لها كالأخ مثل أخيها خالد ..
هذه هي أفكارها وهي تنظر لوجههُ ..
أنزلت نظراتها للأرض ..
وأردفت وهي تشعر بعينان ذاك تدخل بعيناها مُباشرةً : ....

______




تمَّ بحمد الله ..



طبتُم حيثُ كُنتم ..
هاشميــــــة الولاء ..

Maryam Tamim 20-06-21 05:38 PM

تسلم ايدك عزيزتي يعطيك الف عافية
الفصل جميل لكن اعتقد ان الأحداث تسير ببطئ قليلا
في انتظار الفصل القادم

هاشمية الولاء 21-06-21 03:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maryam Tamim (المشاركة 15539930)
تسلم ايدك عزيزتي يعطيك الف عافية
الفصل جميل لكن اعتقد ان الأحداث تسير ببطئ قليلا
في انتظار الفصل القادم




أهلا أهلا ..
الأحداث الحقيقيه لأبطالي ستبدأ من الفصل القادم بإذن الله ..
كوني بالقُرب :eh_s(7): ..

Maryam Tamim 22-06-21 01:04 AM

كل التوفيق عزيزتي .. انا في الانتظار ان شاء الله 🌹🌹🌹

Maryam Tamim 27-06-21 01:35 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير والعافية
طالت غيبتك عزيزتي هاشمية الولاء عسى المانع يكون خير ان شاء الله
في انتظار عودتك 🌹

هاشمية الولاء 28-06-21 09:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim (المشاركة 15550761)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير والعافية
طالت غيبتك عزيزتي هاشمية الولاء عسى المانع يكون خير ان شاء الله
في انتظار عودتك 🌹




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أعتذر يا عزيزتي .. وكما ذكرت ظروفي حاليًا تقف عائق بيني وبين الكتابه ..
ولكن إنتظريني بالغد أو بعده بجزء جديد ، بإذن الله ..
طبتِ حيثُ كُنتِ ..

Maryam Tamim 29-06-21 04:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشمية الولاء (المشاركة 15553011)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أعتذر يا عزيزتي .. وكما ذكرت ظروفي حاليًا تقف عائق بيني وبين الكتابه ..
ولكن إنتظريني بالغد أو بعده بجزء جديد ، بإذن الله ..
طبتِ حيثُ كُنتِ ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله انك بخير وهذا هو كل ما يهم ..
خذي كل وقتك واكملي على راحتك لا تضغطي على نفسك
وان شاء الله تتحسن ظروفك للأفضل
دمتِ بخير 🌹

هاشمية الولاء 30-06-21 03:19 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


الفصــــــــل الـ #11 ..






اليــــــــوم ؛ نعيشهُ ولن يدوم ..




وصلهم خبر وفاة الرجل ،
الذي ضُرب ضربًا مُميتًا دون سببٍ يُذكر ..
تمسح دموعها بعنف ،
لاتعلم تبكي على الرجل ذو الأربعين عامًا أم على حالهم الذي سيتغير بعد ساعاتٍ قليله ..
فبعد وفاة الرجل صدر أمرًا بأخلاء المنطقه من كل آل أبناء اخوتها ..
اللذين تعرضوا للرجل وكانوا السبب الرئيسي في وفاته ..
وهُنا صدر حُكم إخراجهم من المنطقه ..
"كلمة الجلوة في اللغة مشتقة من الجلاء ،
والجلاء يعني الرحيل او ترك المكان او الابتعاد عنه الى موقع آخر .
أي أن الجلوة العشائرية تعني ترك الموقع والرحيل عنه الى موقع آخر .
والجلوة العشائرية متلازمة في العادات والأعراف والتقاليد مع جرائم القتل العمد او جرائم العرض ، لان هاتين الجريمتين تعتبران من اكبر واهم واخطر القضايا التي تهز المجتمع وتؤثر فيه لاسيما في مجتمع عشائري محافظ مترابط متماسك . ولما كانت جريمة القتل العمد التي تقع على شخص او مجموعة أشخاص من قبل شخص آخر او مجموعه أخرى جريمة كبرى صاعقة مؤثرة ومؤلمة ونتائجها وخيمه سيئه فقد تلازمت الجلوة العشائرية معها وكذلك مع جرائم الاعتداء على أعراض الناس .
وهي تعني رحيل جماعة القاتل او الجاني فوراً عن جماعة المقتول او المعتدى عليه لان الوضع يكون متوتراً والناس أعصابهم مشدودة ومتأثرين لذلك يجب إبعاد الناس عن بعضهم خوفاً من تطور المشاكل وحصول المضاعفات اذ لا يعقل ان يقتل شخص من عشيرة معينه ويبقى أقاربه في موقعهم أمام جماعة المقتول وهذا ما يسمــى ( فورة الدم ) والتي ربما ترتكب بها جرائم اخرى كبرى بسبب الجريمة الاولى ."


وضّبوا أغراضهم للوداع ، والحزن سيد الموقف ..
ليس من السهل ترك مدينتك التي نشأة بها منذُ الصغر ..
والذهاب لمنطقه أخرى لا تعلم عنها وعن أهلها شيئًا ..
شيوخ العشيره التي قُتل منها الرجل .. بإتفاق جماعي قرروا أن يجعلوهم يذهبون لقريةٍ بمنتصف العاصمة عمّان ..
وهُنا كانت الجلّوه الجماعيه ..

عند إقترابهم من شارع القريه وسيارة الشرطه تحيط بهم ..
كي يتأكدوا من وصولهم بأمان .. ودون أن يتعرض لهم أحد من أهل المتوفي ..
تضغط بيديها على مقود السياره والقهر يتفاقم كلما تذكرت أبناء اخوتها اللذين قتلوا الرجل دون أي سببٍ ..
يقطع أفكارها صوت آلاء الهامس : ماما شو اسم القريه إلي رح نسكن فيها ..
لم ترد عليها .. لإن عُمر أشار على القائمه الكبيره المكتوب بها إسم القريه ..
آيات بصوتها الناعس فعند خروجهم للقريه أيقضوها من نومها .. تتهجأ الأحرف حرفًا حرفًا : ال وراء الر وباء الرب وا الربا وباء الرباب وهاء .. الربه شو هالإسم يا ماما ..
آلاء وتلك قد أثارت غضبها من نطقها للأحرف وبالآخر قرأت الإسم غلط : ربو راسك المدور يا هبله .. الربّابه الربّابه مش الربه ..
آيات بغضب طفولي : راسي مش مدور .. وجهي دائري زي القمر ..
آلاء بتهكم : يع وبتسبل بعيونها كمان شو هالقرف ..
عُمر الضاحك من نقاشهن : بس خلص إنتي وياها هسا أمي بتشن عليكن الحرب العالميه ..
أكمل وهو يعتدل بجلسته وقد دخلوا للقريه : يَمّه عنجد شو يعني الربّابه .. شو هالقريه حتى إسمها من العصر الحجري ..
إلتفتت عليه وهي كانت غائبة الذهن لم تنتبه لحديثهم : كنت بدك تذبح الزلمه معاهم أه ، هيكوا إرتحتوا طلعتونا من بيتنا إلي ربينا فيه سنين وجبتونا لهالقريه البعيده .. كيف حنتعود .. لم تُكمل حديثها شعرت بحجره صغيره تنتصف حنجرتها لا تدعها تُكمل الحديث .. هي لا تُبالغ ولكنها مقهوره جدًا من المُسببين لهذه الحادثه دون سببٍ ! ..
عُمر : يَمه إحنا مالناش خص .. هُما بإجتماعهم العشائري إختاروا إلنا هالقريه ..
إلفتت عليه للمره الثانيه بنظرتها الحاده التي لا تملك سوى معنى واحد "أصمت !! " ..


___________



صوته الغليظ يقطع أفكارها : ودي أسمع الموافقه منتس يا بنتي .. لا تستحين وأجهري بصوتس "أي إرفعيه " ..
وترها صوت فايز والد ذياب .. يبدو حنون بنظراته الأبويه ..
سيكون لها كالأخ مثل أخيها خالد ..
هذه هي أفكارها وهي تنظر لوجههُ ..
أنزلت نظراتها للأرض ..
وأردفت وهي تشعر بعينان ذاك تدخل بعيناها مُباشرةً : أنا موافقه ، بس عندي شرط صغير ..
بان التوتر على ملامح صقّار .. فلقد سألها قبل أن يدخلوا ..
هل لديك شروط أجابته بـ لا ..
نظرت لملامح والدها وتوترت جدًا ..
وقفت بسرعه وإتجهت نحو صينية العصير لتأخذها معها وتخرج ..
ولكن ، أوقفها صوت رجولي يبدو إن صاحبه كبيرٌ بالسن : وين رايحه يا بنتي .. قولي شنهو شرطتس ؟ ..
أكمل وهو يشير لها بالجلوس بجانبه : تعالي وأنا ابوتس إقعدي بجنبي وإجهري بصوتس وقولي شنهو شرطتس ..
أنزلت الصينيه بمكانها ..
وإتجهت لمكان يبعد عن المكان الذي أشار لها بالجلوس بجانبه ..
فلقد أبقت مسافه بينها وبين العم فهد ..
فهد بحنان : يالله قولي شرطتس الصغير على قولتس ..
شعرت بـ الـ 8 أعين تراقبها بصمت .. مما أثار التوتر بداخلها ..
رفعت عينيها وسقطتا على فايز ، ومن ثُم أردفت : ما ودي عرس كبير .. حفله عائليه صغيره ..
فايز عندما رأها تنظر له ..
بادلها النظرات الأبويه الحنونه .. وأردف : أبشري ما طلبتي شي .. بس ودنا بحفلة خطبه عشان يلبستس ذهبتس ..
هزت رأسها بإبتسامه ..
صقّار بعد صمتٍ : الله يتمم على خير ..
تفاوتت الأصوات بـ "إن شاء الله " ..
خرجت بعد أن شعرت بشعور التوتر يتفاقم شيئًا ف شيئًا ..

ّ
~~~~~

بجهه أخرى من نفس المكان ..

كان يجلس بصمت .. وعند جلوسها ذهب كل شعورٍ بالتوتر والقلق ..
ملامحها ناعمه تميل للجمال البدوي ..
لا شك بإنها ستنال على إعجاب والدته ..
بلباسها المُحتشم .. فستانها الطويل وحجابها الذي يُغطي شعرها بأكمله ..
أ هكذا النظره الشرعيه .. لم يتعرف عليها حتى ! ..
تخصصها ، وأمور كثيره .. أما عُمرها فهو يعلم إنها تُشاركه نفس العُمر ..
كان ينظر إليها بذهنٍ غائب .. لم ينتبه على أدق تفاصيلها ..
فقط ملامحها التي درسها منذُ دخولها ..
تبدو جريئه بطلبها .. لم تخجل من وجوده ..
لا بل أصدرت شرطًا .. وهو زواجٌ حضورهُ من العائله فقط ..
ستنصدم بليلة زواجهم .. فهي لا تعلم إن خوالهُ عن جميع الحضور بكثرتهم ..
وعند قول والدهُ : ابشري ما طلبتي شي ..
رأى طيف إبتسامه .. للوهلةِ الأولى ظنَ إنها أرتسمت
على محياها بدافع الخجل .. ولكنها كانت إبتسامه خبيثه
نتيجة أفكارها الشريره .. فهي عندما تُفكر ..
تُصبح أروغَ من الثعلــــب ..


~~~~


فور خروجها من غرفة الضيوف أو "الديوان" ..
الإبتسامه تلك إنمحت ..
وإنقلبت لدمعه عالقه .. ها هي تنزل ُ ببطئ ..
لم تكن تتخيل يومًا كهذا ! ..
زواج لم يُخطط لهُ ..
لا تؤمن بالحُب قبل الزواج .. ولم تُفكر بهِ حتى ..
ولكن زواج ليسَ بطريقةٍ كهذه ..
دون ذنبٍ إرتكبته تتزوج من رجل لم ترغب به لذاته ..
لأفعاله .. لأخلاقه .. جميع صفاتهُ غير مرغوبٌ بها !! ..
لم توافق بإجبارٍ من أحد .. لا بل ضحت !! ..
نعم ضحت للمره الألف من أجل أن تبقى عائلتها سعيده آمنه مُستقره ..
كما ضحت من قبل .. بالكثير من الأشياء ..
أما هي ، فستجد ضالتها بيومٍ من الأيام ..

..

إبتسمت بعد كلام فايز لسبب يجهله الجميع ..
إبتسمت لإنها ستنتصر بيوم من الأيام ..
ضحت بالكثير ولم تنتصر أو تجد ما يستحق التضحيه !! ..
ولكنها اليوم .. ضحت لتجد نصرها يرسم نفسه بين السطور ..
تنتصر على من ؟! ..
على الذي سترى حُبها بعينيه ..
لاتعلم ما الثقه التي تمتلكها الآن ..
ولكنها تشعر بإنها ستدخل لقلبه من أوسع أبوابه ..
هي ليست أفكار شريره .. ولكنها أحلام العصر كما يُقال ..
خجلت من أفكارها .. لا تُريدينهُ .. وتفكرين به بتلك الطريقه !! ..


_________









تمَّ بحمد الله ..



* هُنا بداية الأحــــــداث ..


طبتُم حيثُ كُنتُم ..
هاشميـــــة الولاء ..

Maryam Tamim 30-06-21 03:44 PM

تسلم ايدك عزيزتي
خالدة وأبنائه عمر وآيات والاء اضطروا للانتقال لقرية الربابة .. اعتقد ان تواجدهم هناك سيضيف للأحداث بعد آخر ..
اما ذياب فلا زلت مستبشرة فيه خيرا ولا اعرف لماذا؟!

تسلم ايدك ودمتِ بخير

هاشمية الولاء 01-07-21 12:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maryam Tamim (المشاركة 15555726)
تسلم ايدك عزيزتي
خالدة وأبنائه عمر وآيات والاء اضطروا للانتقال لقرية الربابة .. اعتقد ان تواجدهم هناك سيضيف للأحداث بعد آخر ..
اما ذياب فلا زلت مستبشرة فيه خيرا ولا اعرف لماذا؟!

تسلم ايدك ودمتِ بخير




أهلا جميلتي ،
أشكرك على تواجدك اللطيف ..
الأكيد إنهم سيضيفون أحداثًا كثيره بتواجدهم ،
أتمنى أن لا يخيب أملك به ..
كوني بالقرب :girly[1]:


الساعة الآن 01:27 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.