آخر 10 مشاركات
127 - الدموع البيضاء - ربيكا ستراتون (الكاتـب : PEPOO - )           »          بركة الدار - (96)نوفيلا- بين جنون العشق وجبروت القدر - سما صافية*مميزة*كاملة&الرابط* (الكاتـب : سما صافية - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          "هي.. كغثاء السيل" *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ام شیماء - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جراح تنبض بالحب (85) للكاتبة الرائعة: nahia gh { مكتملة } *مميزة * (الكاتـب : ROSES LEAVES - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          [تحميل] لعبة في يده ، للكاتبة/ يسرا مسعد ، مصرية (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          جراح على صفحات الماضي (88) للكاتبة المبدعة: nahia gh *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : ROSES LEAVES - )           »          صمت الفضة (35) - قلوب شرقية - للكاتبة المبدعة: emanaa *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Omima Hisham - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree55Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-21, 03:09 PM   #21

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-21, 10:51 PM   #22

دانه السبيعي

? العضوٌ??? » 476867
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » دانه السبيعي is on a distinguished road
افتراضي

روعه الله يعطيك العافيه ❤


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 22-01-22 الساعة 01:37 AM
دانه السبيعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-21, 11:18 PM   #23

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير.
ورجعت أكلم مثل ما وعدتكم.. بالرغم من اني ما ختمت الرواية لسه.
إلا إني ما حبيت أطول أكثر.
مثل العادة كل أربعاء راح أنزل فصل واحد.
وهذا الفصل راح أعتبره تجربة.. إذا شفت تفاعل طيب راح أكمل بإذن الله


MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-21, 11:37 PM   #24

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق.
لا تلهيكم روايتي عن الصلاة وذكر الله.
لا إله إلا الله.

_____



نَظَرتُ بِبِشرٍ نَظرَةً ظَلتُ أَمتَري
بِها عَبرَةً وَالعَينُ بِالدَمعِ تُكحَلُ
إِذا ما كَرَرتُ الطَرفَ نَحوَكِ رَدَّهُ
مِنَ البُعدِ فَيّاضٌ مِنَ الدَمعِ يَهمِلُ
فَيا قَلبُ دَع ذِكرى بُثَينَةَ إِنَّها
وَإِن كُنتَ تَهواها تَضِنُّ وَتَبخَلُ
— جميل بثينة


_____


( الفصل الثامن )

_____

رفع راسه لما تكلمت بصوت هاديء، مختنق من الغصة:
- ليش تسوي فيني كذا ألماس؟
كملت وهي تبتسم بألم وسخرية:
- كأنه من حقي أسأل هالسؤال وأنا اللي وصلت الأمور لهالحد.
ردّ بعد صمت قصير:
- لا تلومين نفسك، كنتِ تتمنين لهالخير.
- الخير؟ هذا الخير؟ لما سلمتها لواحد مثل سلطان؟ عديم الرجولة والمسؤولية.
- اللي صار صار يا صفية، كلامك هذا ولومك لنفسك ما راح يغير شيء.
صفية بغضب:
- بس ألماس ما كان لازم تسوي كذا، ما كان لازم توافق تتزوجه بعد اللي صار، أنا لما تركتها هناك غصبا عني تركت لها الخيار، لو قالت انها تبي الطلاق كنت بوقف معاها وأسوي أي شيء.. بس هي عقلها كله بالدراسة، والحين شوف.. بتتزوجه وترجع، لا هي اللي بتكمل حياتها مع واحد يستحقها ولا هي اللي حققت اللي عشانه صارت كل هالمصايب.
- حتى لو هالشيء مو عاجبك لا تنكري انه للأفضل، الناس راح تسكت الحين ولا تتكلم عنها أكثر.
زفرت أنفاسها بضيق وهي تقول:
- أتمنى انها تكون ذكية وقوية بما فيه الكفاية عشان تتطلق منه لو ما حست انها مرتاحة وترجع البيت.
ظل ساكت لبعض الوقت قبل لا يقول:
- هذا اللي راح يصير، من البداية ما كانت مرتاحة لسلطان.. وأنا متأكد انها وافقت على العرس عشان مصلحتها، وبعد الطلاق يا صفية كل اللي أبيه منك انك تتركيها على راحتها، خليها تسوي اللي تبيه لا توقفي بوجهها، أنا مو مستعد أخسرها.. مو مستعد أخسر أكثر.
ناظرته صفية بصدمة واستغراب من نبرته الغريبة، قبل لا تسأل:
- لا تقول لي انك كنت تدعمها وتشجعها على الدراسة من البداية يا إبراهيم.
التزم إبراهيم الصمت وهو يكمل قراءة اللي بيده.
ارتفع صوت ضحكتها الساخرة وهي توقف:
- لا والله هذا اللي كان ناقصني! وأنا أقول من وين جايبة ألماس كل هالثقة عشان تتحداني؟ طلعت انت وراها يا إبراهيم!
وقفت قدامه ووجهها محمر من الغضب، قبل لا ترفع صوتها بتهديد:
- أنا بعد يا إبراهيم، أنا بعد ما أبي أخسر أكثر، صدقني.. هالمرة لو صار شيء، لو جا شيء لألماس اني ما راح أسامحك ولا راح أنسى، والله العظيم راح تدفع الثمن غالي، ما عندي قلب يقدر يسامح كل مرة تخيب فيها ظني وتخليني أتوجع هالقد.. ما راح أسامح لا نفسي ولا انت.
خرجت من الغرفة وقفلت الباب وراها بقوة حتى دوى صداه أنحاء البيت.
وابتعدت عن الجناح وصدرها يعلو ويهبط من الانفعال.

جلست على أقرب كنبة لها في الصالة حتى تهدأ أعصابها، غمضت عيونها بوجع وهي تتكتف وتريح راسها على الكنبة.
رفعت راسها متفاجئة لما سمعت صوت الباب وهو ينفتح بقوة، ثم يتقفل.. قبل لا تبصر آلاء اللي دخلت بحالة غريبة.
سألتها وهي بمكانها:
- من وين جاية؟ ما دريت انك طلعتِ.
تفاجأت هي الثانية لما سمعت صوت أمها من وراها، ردت وهي تناظرها بارتباك:
- ما رحت بعيد ولا طلعت من زمان، بروح أنام حاسة بتعب.
- بتموتين لو قلتِ لي وين كنتِ لوحدك؟
ردّت آلاء بعصبية:
- ماني صغيرة عشان تستجوبيني وتعرفين وين رحت ومع مين.
دخلت غرفتها وقفلت الباب بقوة ثم قفلته بالمفتاح تحت أنظار صفية المتعجبة والمصدومة.
كان ودها تلحقها وتسأل إيش اللي صار.. واضح انها منزعجة، وكثير.
عشان كذا سألتها حتى تتطمن وتتأكد انه ما في مصيبة حلّت عليهم غير اللي معذبتهم أساسا.
إلا انها آثرت الجلوس في مكانها.
غمضت عيونها وريحت راسها على طرف الكنبة.
ما فيها حيل ولا قوة حتى تقوم وترجع تسأل، المكتوب راح يصير.
هي تعبت، تعبت كثير من تربية هالأولاد.
كل واحد فيهم ذوقها من مرارة الحياة، وبمختلف أنواعها.
في البداية تربيتها الصعبة لآلاء مع كل اللي مرت فيه، ثم مساعد والمصايب اللي كان يجيبها لهم ويعور روسهم بسبب أصحاب السوء.. والحين ألماس، غير الحادثة اللي أفقدتهم شيء عزيز جدا، وغير حياتهم.. قلب راسهم على عقب.
المصيبة العظمى، اللي مو قادرين ينسونها، يتجاوزنها ويتخطونها حتى الآن!
اغلطة اللي اركتبته هي وزوجها وإلى الآن العواقب تلحقهم مثل ظلهم.
ببساطة، حياتها من بعد الزواج مليانة مصايب ومشاكل.
ويلومونها لو فكرت تربي أولادها مثل ما تبي، وتحدد لهم طريقة حياتهم بدون ما تقيدهم تماما.. ولا تحسسهم انه أجنحتهم مقصوصة.
أي شخص جرب وضعها وعاش نص اللي عاشته راح يسوي مثلها وأكثر.

`°°°°
يشرب من كوبه بذهن شارد، كانه غائب عن اللي حوله تماما ولا حاس بأي شيء.
لدرجة انه ما حس بمساعد لما جلس قدامه.
كان عقله منشغل بحالته مع آلاء، وماضيه مع نجمة اللي مو راضي يتركه.. ظل يلحقه مثل ظله.
ألف مرة قرر ينسى ويكمل حياته، يرضى بالواقع.. يرضى باختيار أهله ولو انه مو راضي من البداية.. ولو يحس انه راح يرضى.
لكنه مجبور نوعا.. آلاء ما لها ذنب، ما تستحق يظلمها أو يعاملها بطريقة سيئة فقط لأنه زعلان من اللي سووه أهله فيه، ولأنه كان يحب غيرها، لأنه كان يحب صديقتها.
لكن بنفس الوقت، يحس انه على وشك الانهيار.. لما تحيره آلاء بتصرفاتها الغريبة، والمثيرة للشك.
احيانا.. أو في كثير من الأحيان، يحس انها تخبي عنه شيء كبير، أو على الأقل تعرف قصته هو نجمة.
وأحيانا يؤمن بالعكس.. يحس انها غافلة، بريئة.. نقية ما تعرف شيء.
بس اللي صار أمس بالليل ما كان شيء عادي، ما كان شيء يخليه يحتار ويفكر إذا كانت تعرف ولا لا..
بالعكس، صار شبه متأكد انه نجمة قالت لها كل شيء، أفصحت عن القصة بأكملها.
لذلك عصبت عليه واتهمته.
مع ذلك كل شيء حولها غريب.
كيف تطلب منه يظل معاها ولا يتركها بعد ما عرفت؟ أي قلب هذا اللي عندها!

انتبه من شروده لما شاف اليد اللي تلّوح له.
ابتسم بارتباك:
- آسف ما انتبهت لك، متى جيت.
- توي، عسى ماشر.. باين من وجهك انك مهموم ومتضايق، صاير شيء؟
هز راسه بالنفي ثم قال:
- قلت عندك موضوع مهم وضروري.
أومأ مساعد براسه، سأل بتردد:
- بخصوص اللي صار قبل 10 سنين، أقصد.. تركي وسعد.
عقد حازم حواجبه وقطب جبينه بتعجب وصدمة، تركي وسعد! من متى ما سمع هالإسمين!
بعد ما كان الكل يتكلم عنهم سنين طويلة، حتى قلّ ذكرهم مع الأيام، قبل لا يصيروا في طيّ النسيان:
- إيش فيهم؟ إيش اللي ذكرك فيهم بعد كل هالسنين؟ ليش تسأل؟
- ما في أي جديد؟
هز حازم راسه بالنفي قبل لا يشرب شيء من مشروبه، بعد ما داهمه هالشعور الموجع بالفقد، الفقد الغريب جدا:
- من جدك مساعد؟ إيش الجديد اللي ممكن تعرفه عنهم بعد 10 سنين؟ أصلا ايش اللي خلاك تذكرهم فجأة؟ توقعت الكل نسى.
أخفض مساعد أنظاره وهو يرد بهدوء:
- ما نسيت يا حازم، ما نسيت طول هالعشرة سنين.. متوقع رجعتهم بأي وقت.
ابتسم حازم بألم:
- راح تنبسط أمي لو درت انه في أحد ثاني عنده أمل غيرها هي، إلى الآن تظل تنتظر رجعته كل صباح.. تقعد عند باب البيت بس تسمع صوت خطوات تفز واقفة تناديه، لدرجة صرنا كل ما دخلنا البيت نفسخ نعولنا عشان ما نعطيها مثل هالأمل الموجع.
عضّ مساعد شفته بحزن، ثم سأل:
- كيف صحتها الحين؟
- نفس ما هي، ما في أمل يرجع لها بصرها على كلام الدكاترة.. ولا في أمل نفسيتها تتحسن، لكن لو الدكاترة فقدوا الأمل احنا ما فقدناه، اللي رجع بصر يعقوب بعد رجعة يوسف قادر يرجع بصرها كمان.
ضحك وهو يقول:
- سبحان الله قد إيش هالقصة تشبه قصة يوسف.
ابتسم مساعد وهو يهز راسه ثم يقول بتردد:
- هالسؤال قاعد يدور في بالي من وقت طويل، بس ما لقيت الشخص المناسب عشان أسأله.. أهل سعد! ما دوروا عليه؟ ما أذكر شفت أحد من أهله وقت التحقيق.
- إلا، دوروا عليه بس بسرعة فقدوا الأمل، سمعت انه جده أكثر واحد كان مصر يلقاه وبأي طريقة، وكان يجي ويروح طول 4 سنين لين جاه زهايمر وتوفى.

كان مساعد يسمع بكل تركيز، آلمه قلبه لما سمع هالشيء.. يتذكر هالشيء كويس، يتذكر الوقت اللي توفى فيه هالجد!
سأل:
- طيب وباقي أهله؟ ما اهتموا؟
- ما عنده أخوان ولا أب، أعمامه مشغولين بأهاليهم.. متخيل مرة راح لهم أبوي يتعاونون حتى يرجعوا يحققوا في الموضوع، قالوا انهم متقبلين الموضوع، وانه سعد هرب لأنه ما يبي يعيش هنا.
كان ألم قلبه يزيد، مع انه يعرف كل هالأشياء.. الا انه سماعه من شخص ثاني غير نسمة وقعه موجع ومختلف أكثر.
رفع كاسة المويا اللي قدامه وشربها دفعة وحدة حتى يخفف هالشعور، قبل لا يسأل:
- مين كان المسؤول عن رحلتنا؟ تتذكر؟
ضحك حازم وهو يتذكر:
- طبعا أتذكر، المدرب اللي اختفى هو الثاني معاهم بس رجع بعد يومين يقول ما يدري عن شيء، وانه كان مسافر لمنطقة قريبة.
- تعرف عنوانه؟
هز راسه حازم، ثم سأل بفضول:
- ليش صرت مهتم قد كذا فجأة؟ أذكر انك كنت أكثر واحد تحاول تتجنب الموضوع؟ كنت تتضايق كل ما جو يحققون، و.........
سكت فجأة كأنه استوعب شيء، واتسعت عيونه وهو يحاول يربط هالأمور الغريبة ببعضها.
غمض عيونه وأسند ظهره على الكرسي وهو يشد شعره تحت أنظار مساعد المستغربة:
- إيش فيك؟
وقف حازم وأخذ أغراضه بسرعة:
- نكمل الكلام بعدين مساعد، عندي موعد مهم نسيته.. عن اذنك.
ابتعد عن المكان بخطوات سريعة، حتى خرج من المقهى ومساعد يراقبه مستغرب.

خرج هو الثاني بعد ما أنهى مشروبه، وركب سيارته وهو مهموم ومتضايق.
كان حازم صادق لما قال انه كان أكثر واحد يحاول يتجنب التحقيق.
كان جدا مقرب من تركي أخ حازم، لذلك كان مصدوم تماما.. كانوا مقربين من الطفولة، حتى صارت أعمارهم 17 سنة.
لذلك ما قدر يستوعب الموضوع.
وكل ما حاول يستجمع شجاعته يتخاذل حتى من قبل لا يبدأ.
اتصالات نسمة، رجاءها في انه يكون هو اخوها.. كانت المحفز حتى يبدأ يبحث عن الحقائق.
لكن كون تركي ابن واحد من كبار القرية، وله صلات كثيرة مع الجهات الحكومية.. التحقيق ما كان عادي أبدا.
مع ذلك كل هالتحقيقات راحت في مهب الريح.
اختفوا الاثنين بطريقة غريبة جدا، كأن الأرض انشقت وابتلعتهم!
إذا الشرطة والمحققين الكبار ما قدروا يعرفوا شيء إيش كان يقدر يسوي! خاصة وانهم قرروا يقفلوا القضية تماما بعد مرور قرابة الـ 5 سنين.
لكن الحين، حتى وهو متأكد انه سعيه ما راح يجيب أي فايدة.. يبي يحاول على الأقل.
ما يبي ينهي علاقته بنسمة ويتركها بدون ما يفرحها برجعة أخوها، أو على الأقل يشيل هالحيرة عن عقلها.. ويعطيها جواب، شيء معقول يبرر غياب سعد!

حازم..
ركب سيارته وصار يسوقها بلا هدى.
مو عارف وين يروح أو إيش هي وجهته.
كان مصدوم جدا، مو قادر يصدق انه هالشيء ممكن يكون صحيح!
وين غابت عنه هالحقيقة في السنتين الماضية؟ كيف ما قدر يعرف سبب الخلاف بين أهله وأهل نجمة؟ وهو واضح وضوح الشمس!

`°°°°

- ما تناسبني حياة العوائل هذي، لا خلاص ما اقدر أتحمل أكثر.
ضحكت غزل وهي تقفل الباب بعد ما دخلت بنت عمها نارا:
- عاد من كبر هالعائلة يعني! ولدين وبنتين وانتِ وعمتي مشاعل، ايش اللي متعبك؟
- ما اعرف، تعودت انام واصحى وآكل بكيفي ومتى ما أبغى، تعبت نفسيا من عمتك.
ضربتها غزل على ظهرها بمزح، الا انه الضربة كانت قوية بغير قصد، تأوهت نارا وهي تناظر غزل بصدمة، ضحكت الثانية وهي تبتعد:
- آسفة مو قصدي، بس تستاهلين.. كيف تقولين هالكلام وانتِ توك تعيشين مع أهلك بعد ٢٦ سنة!
مسكت نارا كفها برجاء:
- خلّك من هالكلام غزل، اسمحي لي أعيش معك، متأكدة تحتاجين احد يعيش معك.
سكتت لما حسّت انه في زوجين من العيون غير عيون غزل، ابتسمت بارتباك وهي تشوف هالوجيه الغريبة عنها، قرصت ذراع غزل بخفة:
- ما قلتِ لي انه عندك ضيوف.
- مو ضيوف، هذولا اللي يعيشون معي ما أحتاجك.
رفعت نارا حواجبها بتعجب، ثم ابتسمت لهم وسلمت عليهم.
جلست بعد ما عرفتها غزل على البنات،وعرفت البنات عليها.
كانت مرتبكة ومتوترة نوعا، كونها حتى الآن ما اعتادت على التجمعات ولا على الناس الغريبة عنها.
مع ذلك تحاول انها تنسجم، وتتفاعل مع أي أحد.. وتحاول تعوض نفسها عن السنين الماضية.
سألت بفضول بعد ما شافت نسمة تعبانة:
- فيكم شيء؟
ردت غزل بهم:
- في بنت ثالثة معانا، تخيلي خرجت من الصباح وإلى الآن ما ترد على جوالها!
تنهدت نسمة بضيق وخوف، كانت خايفة صدق.
وين ممكن تكون كل هالوقت؟
غزل وألماس تعبوا وهم ينتظرون معاها، والثنتين اخذوا قيلولة بعد الغدا.. وهي لا زالت جالسة في مكانها بدون ما تتوقف عن الاتصال.
تحس انه في شيء غريب.
كيف تخرج بهالطريقة بدون ما تطمنها.
رفعت راسها على سؤال نارا:
- طيب ما تعرفون وين ممكن تكون، اقصد وين متعودة تروح، او مع مين؟ حاولوا تتصلوا في أي شخص قريب منها.. ممكن تكون رجعت لأهلها!
ردت نسمة وهي تهز راسها بالنفي:
- ما عندها أهل، امها توفت قبل يومين.. وللأسف ما عندي رقم أي شخص ولا اعرف مع مين ممكن تكون.
تأففت تلوم نفسها:
- لو خليت عيوني عليها اول ما جينا ما كنت بخليها تخرج وهي تعبانة، لو على الأقل طلبت منها تخلي الموقع مفتوح.
شهقت فجأة واتسعت عيونها والبنات يناظرونها بفضول، تسارعت دقات قلبها من الخوف وهي تسمع صوت رجال، بعد كل هالانتظار مو هذا اللي كانت تبيه، شخص غريب يرد عليها بعصبية:
- نعم ايش تبغين اقلقتيني كل شوي تتصلين، ما تفقدين الأمل انتِ؟
بلعت ريقها بصعوبة وسألت بتلعثم:
- مين انت؟ هذا مو جوال مرام؟ وينها؟
- ما اعرف، دوري عليها بنفسك لا عاد تتصلين هنا.
قفل الخط بوجهها، ونزلت هي الجوال عن اذنها مفجوعة وخايفة.
قبل لا ترجع تتصل ويدها ترتجف، لكن الصدمة انه الجوال كان مقفل هالمرة!
طاح الجوال من يدها وصارت تبكي وترتجف بشكل غريب أفجع البنات، وخلتهم يتعجبون من ردة فعلها.
اللي يشوفها يقول مرام اختها مو مجرد جارة!

صاروا البنات يناظرونها بتوتر مو عارفين إيش يسوون او كيف يتصرفون.
كل اللي فهموه وعرفوه انه في رجال غريب رد على نسمة.
كانت ألماس أول من تحرك.
جلست جنب نسمة ومسكت كتوفها بقوة، هزتها حتى تهدأ وتقدر تفهمهم إيش اللي صاير:
- اهدئي نسمة، البكا ما راح يفيدك الحين قولي لنا ايش اللي صار وخلينا نفكر.
ردّت نسمة بصوت مرتجف من شهقاتها:
- رد عليّ رجال غريب، كان معصب وصوته يخوف.. مستحيل يكون أحد معارف مرام، هي أساسا ما عندها لا اقارب ولا أحد تعرفه بهالدنيا غيري أنا وأهالي الأطفال اللي تدرسهم.
نارا:
- يمكن تكون تاركة الجوال بمكان وناسيته؟ ولا احد من اهالي الأطفال اللي تتكلمين عنهم رد!
هزت راسها بالنفي:
- مستحيل، يقول اني ازعجته وما فقدت الأمل، معناته الجوال معاه من الصباح.
ألماس:
- غريبة! حتى مو معقول تكون راحت تدرس من الصباح مثلا، خصوصا اليوم خميس.
ناظروا ناحية غزل لما سألتها نارا:
- وش فيك؟
بلعت غزل ريقها بصعوبة ورفعت عيونها، وهي تشد على ثوبها ثم تقول بتردد:
- ممكن تكون انخطفت؟
اتسعت عيون نسمة اللي جا في بالها هذا الاحتمال أول ما سمعت صوت الرجال، إلا انها ابعدته فورا من خوفها الشديد.
- مستحيل، وين عايشين.
غزل وانظارها على نارا، كأنها تذكرها باللي سوته في الماضي، لما خطفت اختها رزان:
- في مكان فيه ناس ما يخافون ربهم حتى بالمرضى.
ناظرتها نارا بصدمة وضربتها بخفة:
- حتى انا كنت ضحية اخوك، وما في داعي تذكريني بهالشيء لأن الموضوع منتهي، المهم.. حاولي تفكري يا نسمة، بأي شيء.. اي مكان ممكن تروح له.
- توقعت انها تكون راحت للعمارة، اقصد المكان اللي كنا ساكنين فيه.. عشان كذا اتصلت بعمتي وخليتها تروح تشوف، لكن ما في أحد هناك.. سألت الجيران وكل شخص اعرفه، بدون فايدة.
مسحت دموعها بقوة وهي تاخذ جوالها من جديد:
- بتصل على الشرطة، ممكن تكون فعلا مخطوفة مين يدري!
سحبت نارا الجوال من يدها:
- لا تتعبين نفسك، الشرطة ما راح تدور على بنت بالغة وعاقلة طلعت من البيت برضاها ولسه ما مرت ٢٤ ساعة، والدنيا لسه ما صارت ليل.
نسمة بصدمة:
- بس.. شفتِ انه في رجال غريب رد عليّ.
- بتقولين لهم صديقتي مضيعة جوالها دوروا عليها! بدال ما نضيع وقت عندي حل، بحاول اتتبع موقع الجوال واشوف وينه.
- بس الجوال مقفل.
- أدري، وأعرف كيف ادور على الجوال حتى لو كان مقفل وما كانت مشغلة الموقع، هاتي جهازك غزل.

بعد لحظات.
كانت نارا تشتغل على جهاز غزل بكل سرعة واحترافية، والبنات من حولها يترقبون ويدعون انها تعرف الموقع.
سألتها غزل بتعجب:
- كيف تعرفين هالأشياء؟
ابتسمت نارا وهي تناظرها وتقول بصوت خافت:
- نسيتِ اني كنت رئيسة عصابة في ايطاليا؟
ضحكت غزل وهي تضرب كتفها، ورجعت نارا تكمل.
حتى لقت الموقع أخيرا، استغربت:
- وش وداها في ذا المكان البعيد؟ مسافة ٣ ساعات!
قربت نسمة تناظر الشاشة حتى تشوف العنوان، وزاد خوفها لأنه غير مألوف.
وقفت نارا وعدّلت عبايتها:
- بروح هناك أشوف، في أحد يبي يروح؟
فزّت نسمة واقفة:
- طبعا.

خلال دقائق كانوا كلهم بسيارة زيد اللي جابتها نارا، غزل تجلس جنبها.. وألماس ساعدت نسمة حتى تستلقي وتحط راسها بحجرها.
كان هي بالها مشغول، وخوفها على مرام يزيد.
قبل 10 سنين اختفى اخوها الوحيد سعد، لكن جواله ظل مع شخص غريب.. حتى عاشت على أمل كاذب طول هذي السنين.
ما تبى هالشيء يتكرر، تختفي مرام فجأة وجوالها مع شخص غريب.
وبدون ما تحس، نامت في الطريق.. وما انتبهت إلا لما توقفت السيارة بعد 3 ساعات بالضبط.
فزّت جالسة وصارت تتلفت تناظر المكان.
كان مكان مظلم وهادئ، البيوت فيه قليلة.. واضح انه منطقة سكنية قيد الإنشاء.
الشيء اللي خلى قلبها يرتعد من الخوف.
- وين هذا المكان؟
ردّت نارا بعد ما مررت أنظارها على المنطقة:
- احساسي يقول انها نست الجوال بسيارة أجرة، شوفي لوحة هذا المكتب.
سألت غزل بقلق:
- حتى لو كذا شلون راح نعرف أي سيارة!
نارا وهي تفك حزامها:
- خلينا ننزل قبل ونستفسر.
نزلت نارا بثقة بما انها متعودة أساسا على مثل هالأشياء، ونزلوا البنات وراها وهم خايفين.
ألماس الوحيدة اللي بعد نارا كان خوفها أقل.
تقدمتهم نارا حتى دخلوا للمكتب، اللي كان خالي إلا من شخص واحد كان يشتغل على جهازه الكمبيوتر بكل تركيز.
رفع راسه لما حسّ بأحد يتحرك عند الباب، وتفاجأ وهو يشوف 4 بنات بهالمكان الغريب.
ناظرهم بتساؤل، ظلوا البنات واقفين عند الباب.. ودخلت نارا، حطت جوالها قدامه بعد ما فتحت إحداثيات المكان اللي تتبعتها من جوال مرام:
- اتصلنا على جوال شخص نعرفه، لكن في شخص غريب ووقح وما يخاف ربه رد ثم قفل بوجيهنا قبل لا يقفل الجوال تماما، بدون ما يقول لنا وين صاحبة الجوال.
أخذ الجوال بيده ثم رجعه:
- قصدك جوال البنت اللي اسمها مرام؟ كلمتنا قبل شوي وقالت انها بالطريق جاية تاخذه.. نسته بسيارة واحد من العمال عندي.
تنهدت نسمة براحة، أخيرا.. قدرت تعرف انها بخير!
والموضوع تقريبا انتهى بعد كل هذا القلق والخوف، إلا انه نارا كان عندها خيار ثاني لما ضربت الطاولة بيدها وهي تقول بعصبية:
- ومين اللي رد علينا وما عطانا أي جواب ممكن يريحنا؟ هذي البنت طلعت من الصباح وكنا نتصل فيها.. كل اللي كنا نبيه نعرف وين أراضيها وإذا كانت بخير ولا لا.. إيش كنتوا بتخسرون لو رديتوا علينا كويس وقلتوا انه صاحبة الجوال نسته بالتاكسي؟
كان الرجال مصدوم من ردة فعلها، إلا انه ابتسم بسخرية ولا مبالاة وهو يتكتف:
- لأنه صاحبة الجوال كلمتنا من بدري وقالت راح تجي تاخذه بس تكون فاضية، واحنا ما يهمنا غير عميلنا.. ما احنا مسؤولين عن غيرها عشان نرد على باقي الاتصالات ونطمن كل واحد يتصل.
اتسعت عيون البنات بصدمة من رده، ارتفع ضغطهم.. بعد كل اللي مروا فيه يسمعون مثل هالرد البارد.

هالمرة تكلمت ألماس:
- حتى لو مو مسؤوليتكم إيش كنتوا بتخسرون لو رديتوا وتكلمتوا كويس؟ ممكن أحد من أهلها قلقان عليها ولا داري انها نسَت الجوال، ممكن آلاف الأفكار تدور في عقلهم.. تعرف قد إيش كنا خايفين؟
- ما أظن انكم أهلها، لأنه لو يهمها أمركم اتصلت فيكم بنفسها وطمنتكم، والحين لو سمحتوا اخرجوا برة لا تشغلوني أكثر، ما دام صاحبة الجوال كلمتنا وقالت راح تجي تاخذه بنفسها ما لي كلام معاكم!
نارا بحدة وهي تضرب الطاولة مرة ثانية:
- ما عندك لا إحساس ولا ضمير صحيح؟ لو وحدة من خواتك بمكانها وما قدرت توصل لها بسبب ناس حقيرة وعديمة ضمير مثلك كيف راح يكون موقفك.
- ما عندي خوات.
كانت نبرته باردة ومستفزة جدا، ما قدرت نارا تمسك أعصابها.. أخذت قارورة العصير اللي قدامه بسرعة خاطفة وسكبت كل اللي فيها عليه:
- أجل إن شاء الله تشوف يوم في بناتك يا حقير.
شهقوا البنات بصدمة من اللي سوته نارا، والظاهر انها نست نفسها من الغضب وظنّت انها لا زالت رئيسة عصابة.
ما حسّت إلا بيد غزل تسحبها، لما شافت تعابير وجه الرجال تتغير ولونه يتغير، وعلى وشك انه ينفجر:
- إيش تسوين يلا مشينا.
سحبتها بقوة حتى خرجوا من المكان، وهم يمشون بسرعة.. والرجال يصرخ بعصبية.. يسب ويشتم.

قبل لا تفاجئهم سيارة وقفت قدامهم فجأة.
كان الموقف بأكمله غريب ومربك، خلاهم يوقفون بمكانهم مرعوبين.
حتى نزلوا اللي كانوا بداخل السيارة.. السائق والبنت اللي كانت راكبة ورى، واللي ما كانت غير مرام.
سألهم السائق بخوف وقلق:
- انتوا بخير؟ صدمتكم السيارة تعورتوا؟
هزوا رؤوسهم بالنفي، قبل لا تشهق مرام وتقرب منهم بعد ما سمعت صوت نسمة:
- ما فينا شيء، يلا بنات مشينا.
نطقت مرام اسمها بصدمة:
- نسمة!
التفتت نسمة تناظرها بصدمة وغير تصديق، ادمعت عيونها اللي كانت مليانة دموع أساسا من فرحتها لما درَت انها بخير.
قربت منها مرام حتى وقفت قدامها وسألتها بقلق:
- إنتوا ليش هنا؟ إيش جابكم؟
رفعت نسمة عيونها لها بزعل وعتاب، ثم أبعدتها عنها وهي تقول بصوت مخنوق:
- ما أعني لك شيء صح مرام؟ ما تفكرين إلا بنفسك صح؟ أبي أعرف أنا إيش أعني لك بالضبط؟ تعتبريني أختك مثل ما أعتبرك ولا مجرد عابرة في حياتك؟
كانت مرام تناظرها بتعجب وصدمة، ولا عارفة ايش سبب انفعالها وزعلها.
حتى بعدتها نسمة عن طريقها وابتعدت بخطوات سريعة وغاضبة.
بلعت مرام ريقها بصعوبة وهي تناظرها، حتى ركبت السيارة اللي فتحت نارا زرها أول ما قربت، وقفلت الباب وراها بقوة.
رجعت مرام تناظر البنات وهي مو فاهمة شيء، سألت بضياع:
- إيش صاير؟
ألقت عليها ألماس نظرة معاتبة ثم ابتعدت هي الثانية بدون ما تقول شيء.

ارتبكت نارا من الموقف، قررت تتدارك الموقف لكن للأسف ما تعرف مرام لذلك ما عرفت كيف تتصرف، التفتت لغزل واستغربت وهي تشوفها مصنمة بمكانها وعيونها على الشخص الغريب اللي كان واقف جنب السيارة، وعيونه عليها!
إيش اللي قاعد يصير!
ابتسمت بتوتر وهي تقرب من مرام وتربت على كفها:
- ما عليك، روحي خذي جوالك وتعالي.. خلينا نرجع البيت بسرعة تأخر الوقت.
فهمت مرام وعرفت سبب زعل نسمة لما قالت لها هالبنت الغريبة ( تأخر الوقت ).
أومأت براسها واتجهت ناحية المكتب.
أما غزل فلا زالت واقفة وبنفس وضعها، حتى وكزتها نارا المستغربة منها:
- إيش فيك؟ يلا مشينا؟
استغربت أكثر لما تكلمت غزل وسألت الشخص الغريب، بنبرة تعبر عن صدمة حقيقة:
- إيش قاعد تسوي هنا استاذ عزيز؟ كيف تعرف مرام؟
عزيز اللي كان واقف مصدوم من الموقف، ثم من البنت اللي عيونها مألوفة عنده.. كان يحاول يتعرف عليها ويتذكر وين شافها بالضبط.. حتى تكلمت وعرفها من صوتها، ابتسم:
- إنتِ كيف تعرفيها؟
صارت نارا تنقل أنظارها بينهم تحاول تفهم السالفة، حتى جات مرام من وراهم:
- يلا؟
مسكت نارا يد غزل ومشت معاها، تبعتهم مرام بعد ما شكرت عزيز.. ووعود اللي كانت في السيارة.


______


يتبع..



التعديل الأخير تم بواسطة MeEm.M ; 13-10-21 الساعة 11:55 PM
MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-21, 11:57 PM   #25

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي

`°°°°°
صباح اليوم الثاني..

أول ما قام من النوم، توجه للشركة فورا.
بعد ما عيونه حرمته من النوم طول الليل، وظل يتقلب في سريره بإرهاق وتعب، والأفكار تدور براسه طول اليوم.
سؤال أبوه.. كان أول شيء قرر يسويه، لكن لما شافه جالس مع أمه قرر يسأل نجمة قبل.
لازم يعرف حتى لو شيء بسيط، لازم يتأكد.
دخل لغرفة الاجتماعات أول ما وصل وجلس ينتظرها، يعرف انها اول ما تجي تدخل هناك تشرب قهوتها.
لكن اليوم بالذات، قررت ما تجي؟
انتظرها قرابة الساعتين، يجلس شوي ويمشي شوي، وينشغل بجواله شوي.
حتى تعب وملّ من الانتظار.
خرج من الغرفة وهو ماسك نفسه بالقوة، حتى مرّ بغرفة سلطان.. اللي كان بابها مفتوح، وكان يتكلم مع أحد ويضحك بالرغم من انه مشغول بشيء على جهازه الكمبيوتر.
رفع حواجبه باستغراب وتعجب من هالمنظر.
حسّ بشيء في قلبه، حسّ بشيء مثل السكين يجرحه.. تضحك؟ تضحك الحين؟ وماخذة راحتها تماما مع هالشخص؟
تمالك نفسه بصعوبة وغمض عيونه ثم سحب نفس عميق، مو من صالحه يظهر انفعاله الحين، ولا من صالحه يبين لنجمة إنه إلى الآن عالق بالفترة اللي اوجعتهم اثنينهم!
اتجه للغرفة بخطوات سريعة نوعا ما، واللي تباطأت اول ما قرب من الباب ورفع سلطان عيونه وشافه.

تظاهر بالهدوء وهو يدخل ويبتسم، وبسخرية مبطنة
وهو ينقل انظاره بينهم:
- كنت اظن انك راح تكون منشغل بالتجهيزات يا عريس، بس الظاهر انك جدا متفاني في عملك وتحب شغلك كثير.
ناظر نجمة اللي حتى ما كلفت نفسها وناظرته، ظلّت على وضعها.. متكتفة وحاطة رجل على رجل.
ردّ سلطان وهو يكمل شغله على الجهاز:
- طبعا، بس ما يهمني كثر حياتي الشخصية، وعشان ما يعيقني شيء يخص الشغل أثناء إجازتي قاعد انهي بعض الأمور واجهز الباقي لك، راح تكون قدها يا حازم.
ناظره حازم باستغراب:
- ليش المفروض أكون المسؤول في اجازتك وانت عندك مساعد؟
- ما اثق فيه.
قالها ببساطة ثم كمّل وهو يناظره، ثم يناظر نجمة:
- الإعلامية الأولى في شركتنا عندها مشروع مهم راح يبدأ من الأسبوع الجاي، وانت تعرف قد إيش انا منشغل ولازم اهتم بأمور خاصة انت ادرى بها، بنفس الوقت ما نقدر نأجل حتى ما نضيع هالفرصة الكبيرة اللي راح تفيدنا كثير، ما نبيها تروح لشخص ثاني.. انت الوحيد اللي أقدر اثق فيه وأوكلك لهالمهمة حتى تتعامل معاها بدالي.

كانت نجمة تسمعه وهي مصدومة وعيونها متسعة تماما، ما كان عندها أي خبر أو علم مسبق بهذا اللي قاعد يقوله.
ايش ناوي عليه سلطان بالضبط؟ ليش يحطها بهالموقف؟
الحيرة اللي فيها، والضياع اللي تحس فيه أكثر من كافي بالنسبة لها، مو ناقصة هالشيء كمان.
كانت تبي تتكلم وتسأل وتعترض، لكن مستحيل تضيع مثل هالفرصة.. او تخلي نفسها وسلطان أضحوكة قدام حازم!
مو بعد ما عرفت انه لقى وضعها مع سلطان مشكوك فيه، والغيرة بانت في نبرته!
أما حازم فكان ينقل انظاره بينهم بغير تصديق قبل لا يقرب ويحط يدينه على الطاولة بقوة:
- انا شغلي عندك مثلي مثلها، ما تقدر تجبرني وتخليني مديرها بس لأنك منشغل بحياتك الخاصة، انا بعد عندي حياة خاصة مو فاضي لهالتفاهات، بعدين ايش المشروع العظيم اللي ما تقدر تثق في مساعدك عشانه؟
- برنامج واقعي.
اتسعت عيون حازم أكثر، وكذلك نجمة اللي كانت على وشك انها تصيح من الصدمة، لكن حركة بسيطة بيد سلطان وقفتها وخلتها تبلع ريقها بصعوبة.
غمض حازم عيونه بقلة صبر ثم قال:
- ماني موافق، هذا الشغل السخيف ما هو موجود بعقدي.
ظلّ سلطان ساكت يناظره بغموض ثم يناظر نجمة وتعابير وجهها الغريبة.
والحقيقة انه سكوتها طول هالوقت اثارت شكوكه أكثر.
رفع حاجبه بتعجب لما قال حازم بنبرة صارمة:
- ممكن نتكلم نجمة؟
ما حرّك سلطان عيونه من عليها، لما لاحظ تجهم وجهها وتغيير لونه.
قبل لا يخرج حازم بخطوات سريعة غاضبة، وتبعته نجمة بعد لحظات قصيرة... وهو يراقبهم بصمت.

دخلت نجمة لغرفة الاجتماعات بعد ما ظلت واقفة عند الباب للحظات بحيرة وشيء من القلق.
عرفت من لما دخل على سلطان انه هالمرة كمان معصب، إيش السبب؟
ممكن تكون آلاء قايلة له شيء؟
دخلت بعصبية ووقفت عند مقدمة الطاولة وضربتها بكفها وهي تقول:
- صدقني حازم لو جاي تكلمني عن آلاء انك راح تندم، تحسبني فاضية ولا ما عندي شيء ثاني في حياتي غيركم؟ لو جيتني مرة ثانية و......
توقفت عن تكملة كلامها لما استدار ناحيتها فجأة بتعابير غريبة جدا، نظرات مختلفة تماما.. ما قد شافتها عليه!
قرّب منها كم خطوة ثم سأل:
- المدرب منصور، وينه؟
عقدت حواجبها بتعجب واستغراب من هالسؤال الغير متوقع وفي لحظة غير متوقعة!

`°°°°

ركب سلطان سيارته بعد ما خلص أشغاله وخرج من الشركة.
لا زالت أمه غاضبة عليه وغير راضية، تبيه ينهي هالزواج بأسرع وقت وبأي طريقة.
إلا انه مستحيل يتخلى عن ألماس هالمرة.
مو بعد ما رضخت بنفسها أخيرا، ووافقت انه العرس يتم.. حتى لو كان هالقرار نتيجة الفوضى اللي صارت مو أكثر.
مع ذلك هو راضي، أكثر من راضي..
يقدر يعتبرها مجرد خطوة، وفرصة ذهبية بنفس الوقت.. وراح يستغلها بأفضل طريقة ممكنة.
ألماس فعلا ألماس، راح يكون غبي لو يضيعها من يده ويفرط فيها!
صحيح إنها ذلّته كثير وأهانتـه.. استخفت فيه وفي حبه العميق لها.. إلا انه ولا مرة فكر يتركها ويلملم كبريائه!
كان مستسلم تماما، راضي.. يكفيه انه يقدر يشوفها بكل راحة وحرية، يكفيه انها حلاله!
ما ينسى اللي صار قبل 6 سنين.
بعد فترة طويلة جاهد فيها نفسه حتى يقدر يكتم حبها، يكتم مشاعره الجياشة تجاهها.. حتى تعب، تعب حرفيا ولا قدر يصبر ويتحمل أكثر.
لذلك قرر يخطبها فورا.
إلا انه انصدم من رفض أمه المباشر، لدرجة انها ما أعطته فرصة يتكلم أكثر.. كل اللي قالته انها مستحيل ترضى بألماس زوجة لولدها!
والسبب؟ بدون سبب! فقط لمجرد انها ما تعجبها، وشخصيتها ما تتناسب مع شخصية ولدها الهاديء على قولتها!
وانها متمردة، بدال لا زوجها يسيطر عليها ويمشي عليها كلامه، راح تسيطر هي عليه وتكون لها الكلمة الأولى في البيت!
كان يعرف كل هالأشياء، كان يعرف ألماس أكثر من أي أحد.
تفكير أمه كان مجرد ترهات بالنسبة له.
يعرف انه ألماس قوية، وتقدر تكون مسؤولة عن أي شيء.
حتى لو كانت هي المسيطرة على قولة أمه، وين الغلط في انه المرأة تكون لها كلمة في البيت؟ فكرة انه الرجل لازم يكون مسيطر تماما ولا يعطي فرصة لزوجته تعبر عن رايها في أي شيء يخص حياتهم خشية انها تكون المسيطرة متى راح تنمحي من الوجود؟
فكرة انه المرأة لازم تكون مستعبدة، وكل اللي تقوله ( سمعا وطاعة )، حتى لو في طاعتها ظلم لها واجحاف لحق من حقوقها.. متى راح تنقرض!
على هذا الأساس، أصرّ على رغبته.. وما استمع لأمه، لما أخذ أبوه وجده وراحوا يخطبونها.
في السنة اللي تخرجت فيها من الجامعة.
كان متوقع، وشبه متأكد إنه ألماس راح توافق على طول.
كانوا أصدقاء أثناء المراهقة، بحكم انه بيوتهم قريبة.. يروحون ويجون لبيوت بعض دايم.. قبل لا تتغطى عنه تماما مثل باقي بنات العائلة.
وما عاد صار يشوفها مثل قبل.

صدمته ألماس برفضها، بعد ما طلبت مهلة للتفكير.. مدتها أسبوع واحد.
والظاهر انها طلبت هالمهلة فقط للمجاملة مو لأنه كان في احتمال توافق، تأكد من هالشيء لما رجع خطبها للمرة الثانية.. ثم ثالثة ورابعة، حتى وافقت أخيرا في المرة الخامسة!
بالرغم من شعوره بالقهر، ومن صدمته من رفضها المتكرر.. كان جدا سعيد.
والغريب انه أمه كمان كانت مبسوطة لما وافقت بعد كل هالمحاولات، أو هذا اللي أظهرته!
أي أم ممكن تنبسط أو تكون راضية بمثل هالشيء؟ انه ولدها ينرفض 4 مرات، ومن بنت أقل منه علم؟
ولدها البكر المحبوب، الوسيم اللي كل بنت تتمناه، واللي تعب حتى قدر ينجز شيء عظيم مثل اللي سواه، شلون ترفضه وحدة مثل ألماس؟
واللي غبنها أكثر انها اشترطت شرط أفقدها أعصابها، هي اللي تحدد موعد العرس! تتزوج على حسب رغبتها، في الوقت والمكان اللي هي تبيه، حتى لو أخّرت 10 سنين ماحد له حق يجبرها!
والظاهر انها بشرطها هذا كانت تبي تقول لهم انها لا زالت رافضة، لكن هو.. ظلّ مصر، وما غيّر رايه أبدا.

الآن..
حرّك سيارته بعد ما اتصل عليها وثبت الجوال قدامه، تقفل الخط بعد ما رن.. للمرة الأولى.
رجع اتصل مرة ثانية، ابتسم لما ردّت:
- إيوا سلطان.
- صباح الخير، مشغولة؟
كان واضح من صوتها انها مشغولة فعلا، لما قالت:
- إيه مشغولة مرة، بغيت شيء؟
- توي خلصت كم شغلة، وأبي أمر عليك نروح السوق سوى.
- ما في داعي.
رفع حاجبه باستغراب:
- ليش؟
ردّت ببساطة:
- أنا طلبت منك هالأسبوعين عشان أصفي ذهني مو بس عشان أروح السوق، ما أقدر أقابلك إلا يوم العرس.
تغضّن جبينه بتعجب وغضب:
- ألماس وش هالكلام، إنتِ هناك لوحدك.
- أدري، أقدر أتصرف لوحدي.. أرجوك سلطان لا تجادلني، هذي رغبتي.. ما أبي أشوف أحد.
ظلّ صامت للحظات حتى يتمالك أعصابه، قبل لا يسأل بهدوء:
- إيش قاعدة تسوين بالضبط يا ألماس؟ إيش ناوية عليه بهالفترة؟ كنت عارف إنه عندك نية ثانية، ولا ما كنتِ توافقين بهالسرعة.
ألماس بنبرة صادمة:
- مستحيل، تشك فيني سلطان؟ ليش قاعد تظلمني! من حقي أجهز لعرسي مثلي مثل أي بنت، وانت عارف إيش اللي مريت فيه، وانه ما كان هيّن أبدا.. عشان كذا مزاجي ما يسمح لي أقابل أحد.. لا عاد تفكر بهالطريقة سلطان.

ميّل فمه بسخرية من نبرتها ومن كلامها اللي عرف انه مبطن بسخرية وخبث، كأنها تأكد له انها فعلا ناوية على شيء.. كأنها تبي توضح له انه ما له أي سلطة ولا تأثير عليها، ردّ بهدوء:
- أكيد وصلك المقطع اللي نشرته، سمعتِ وش قلت للناس، قلت لهم انك بالمستشفى.. تتوقعين هالشيء راح يمشي عليهم لو ظليتِ هناك أسبوعين كاملين لوحدك؟ وماحد من أهلك معاك؟
ضحكت ألماس بتعجب:
- إيش قصدك؟ لا يكون تبغاني أرجع لبيت أهلي؟
- هذا الصحيح أصلا.
صرخت ألماس بعصبية:
- سلطان! ما راح أسمح لك تسوي فيني كذا، بعد ما أعطيتني موافقتك وقلت عادي أقعد الحين تحاول تغير كلامك؟ لا تحلم حتى.
كملت بعد ما ضحكت بصوت عالي:
- مو معقولة يا سلطان قد إيش انت متقلب وكل شوي لك راي، الظاهر انك انت اللي كان عندك نية ثانية.. ظنيت لو خليت الناس توقف كلام عني راح تجبرني أرجع، تحلم يا سلطان.
زفر أنفاسه بضيق وهو يحاول يركز على الطريق قبل لا يقول:
- هالشيء لمصلحتك يا ألماس، انتِ وأهلك.. تعرفين الناس كيف هنا، لو تبي تتأكد من شيء ما تتردد حتى تطلع الحقيقة، راح يرجعوا يتكلموا ويشكوا لو ما شافوك في بيت أهلك.
- لا تشيل هم، أبوي معاي هنا.
اتسعت عيونه بصدمة، قبل لا تقفل ألماس الخط.. أنهت المكالمة بـ:
- يلا بقفل أنا مشغولة.
وقّف السيارة على جنبه وهو يقبض على المقود بقوة حتى اتضحت عروق يده وبرزت بشكل مخيف.
`°°°°°
عند ألماس..

رمَت الجوال على الفراش بقوة بعد هالمكالمة اللي أفسدت صباحها.
رفعت شعرها وشدّته من قدام حتى لا تفقد أعصابها وهي بين ناس غريبة.
كملت تجهيز نفسها وهي تتعوذ من الشيطان وتستغفر ربها.. ما في وقت للعصبية الحين!
ضروري تتحرك بسرعة وتنهي الأمور قبل فوات الأوان.
التفتت ناحية الباب لما سمعت صوت طرقات خفيفة:
- مفتوح.
فتحت غزل الباب وطلّت براسها بابتسامة هادئة:
- الفطور جاهز، تعالي كلي معانا قبل لا تخرجي.
ابتسمت على طيبة هالبنت ولطافتها، وقفت وأخذت شنطتها والعباية:
- والله ما كان في داعي تحسبين حسابي، بس ما راح أردك.
أومأت غزل راسها برضى ثم اتجهت للأسفل وألماس جنبها، تقول بنبرة آسفة:
- صدقا مثل ما قلت لك ما عندي مانع أقعد بغرفتي طول اليوم أو أطلع أكمل أشغالي برة حتى لا أزعجكم.
ربتت غزل على كتفها وهي تقول:
- ما في داعي، ما أجرتكم هالغرف عشان تحبسون نفسكم وأظل وحيدة مثل قبل، خذي راحتك واطلعي متى تبي.. تصرفي كأنك في بيتك.
ابتسمت لها ألماس بامتنان.

دخلوا للمطبخ اللي كان جوه غريب، مربك وموتّر بعد اللي صار أمس.
ناظرت غزل، وحركت هي كتوفها بدون ما تقول شيء.
جلست على واحد من الكراسي الفاضية وهي تتأمل وجيههم.
نسمة اللي كان وجهها منتفخ من البكاء، ومرام اللي تاكل بدون ما ترفع عيونها عن صحنها.
إلا انها كانت بين الثانية والأخرى تناظر نسمة ثم ترجع تنزل عيونها.
تكلمت ألماس بعد لحظات لما حسّت بالجو المربك يزيد:
- اسمك مرام صح؟
رفعت مرام راسها مستغربة ثم أومأت بإيجاب، سألت ألماس بعد تردد:
- ممكن أعرف أمس إيش اللي صار؟
ناظروها البنات بتعجب من نبرتها، أما مرام فكانت نظراتها حادة وهي تسأل:
- وبأي حق تسألين؟

كانت ألماس متوقعة مثل هالرد، من بنت واضح العناد بعيونها وضوح الشمس.. لذلك ابتسمت ببرود وتكتفت وهي تلتفت لها:
- بحق انك عايشة معانا بنفس السكن، واللي سويتيه أمس مو مقبول.
انصدموا البنات وصاروا يناظرون بعض.
اتسعت عيون مرام بغير تصديق:
- وليش مو مقبول؟ أنا ماني صغيرة ولا مراهقة ولا انتم أهلي، وهذا مجرد سكن مثله مثل أي سكن وماحد له دخل فيني، متى ما بغيت أخرج راح أخرج ومتى ما بغيت رجعت.
- غلطانة، لما يكون السكن مشترك وانتِ ماخذة غرفة بداخل بيت لا تتوقعي انك حرة، وتقدرين تخرجين وترجعين بأي وقت.. لازم تكونين مسؤولة عن تصرفاتك.
احمرّ وجه مرام من الغيظ، ميّلت فمها بسخرية:
- اسمعيني.. ما لك دخل فيني، لا تتوقعي اني بسمع موعظة غبية من وحدة ما أعرفها، وأنا مسؤولة عن تصرفاتي لذلك ماني بحاجة لكلامك.
ناظرتها ألماس وهي رافعة حاجبها:
- بالله! ولأنك مسؤولة ما كلفتِ نفسك ورفعتِ جوالك تطمني المسكينة اللي بغت تموت من خوفها عليك؟ غبتِ بدون أي خبر لمدة 10 ساعات! هذي هي المسؤولية اللي تتكلمي عنها؟
ارتبكت مرام من نبرتها الغريبة، ثم من كلامها عن نسمة.. ناظرتها بطرف عيونها وهي تبلع ريقها ثم ترد بقوة:
- برضوا ما لك دخل، ما في أي شيء يمنعني من الخروج والرجعة بأي وقت.
فزّت في مكانها وارتجفت بخوف هي والبنات لما ضربت ألماس الطاولة بيدها فجأة وهي ترفع صوتها الحاد:
- لما تكونين في سكن مشترك في مليون شيء يمنعك، لو تعرضتِ للخطر مين راح يتحمل المسؤولية وقتها؟ البيت كله بنات لا تفكرين بنفسك بس!
التفتت لغزل اللي ارتجفت مرة ثانية وهي تشوف نظرات ألماس القوية المصوبة عليها:
- وانتِ يا غزل! إيش هذي الفوضى؟ لما فكرتِ تأجرين الغرف للغريبات ما فكرتِ زين؟ مو المفروض تحطين قوانين وشروط في العقد؟ كل اللي كان مكتوب الإيجار بس! لهالدرجة تثقين بالناس؟ ولا أبدا ما فكرتِ تشغلين مخك شوي وتحطين شروط ثانية وقوانين تحميك وتحمي باقي المستأجرات؟

بلعت غزل ريقها وهي تناظر ألماس بارتباك ثم ترجع تنزل أنظارها على يدها.
وقفت مرام قدام ألماس بعصبية:
- مين تحسبين نفسك؟ إذا صاحبة البيت ما قالت شيء ولا حطت قوانين لأنها ما تبي إنتِ إيش دخلك؟ هذي المرة الأولى والأخيرة اللي توقفين فيها بوجهي وتحاولين توعظيني بكلامك الفارغ، انقلعي بس.
رمقتها بنظرة مليانة غيظ وقهر، قبل لا تخرج من المطبخ بخطوات سريعة غاضبة.. ثم تصعد لغرفتها.
عضّت ألماس شفتها ثم زفرت أنفاسها.
تكلمت بهدوء وعينها على غزل اللي لسه ما رفعت عيونها:
- آسفة غزل، ما كان قصدي أكلمك بهالطريقة، بس....
قاطعتها نسمة بهدوء:
- لا تعتذري كلامك صحيح، غزل لازم تحطين قوانين.. خاصة اللي تتعلق بالأوقات المسموحة للخروج، تمام؟
زمّت غزل شفايفها ثم هزت راسها:
- تمام.
وقفت ألماس وكوبها بيدها ترتشف منه آخر رشفة:
- أنا مضطرة أطلع الحين، حددي وقت غزل.. كلنا نكون فاضيين فيه عشان نجلس نحط القوانين سوى، أعتذر لو خوفتك.
هزت غزل راسها وهي تبتسم بالرغم من انها لا زالت مرتبكة.
خرجت ألماس، والتفتت نسمة تناظر غزل وهي تضحك.
ضحكت معاها غزل وهي تحط يدها على صدرها:
- خوفتني صدق، بس أظنها مثّلت عشان تأدب مرام.. ولا هذا تصرف وحدة ودها تحبس نفسها عشان ما تزعجنا؟
وقت وهي تنفض ثوبها من الأكل:
- بروح أصحي هالبلوة اللي قعدت تترجاني وتزعجني طول الليل عشان أخليها تقعد هنا وبلبس عبايتي، راح نطلع بعد شوي تجهزي.

`°°°°

تسند راسها على الشباك وهي متكتفة، تتأمل الشارع بكل هدوء.
مع انها بداخلها متوترة جدا وخايفة، خايفة من هالمواجهة.. اللي ودها لو تقدر تتجنبها، لكن لا بد منها.. سواء الحين ولا بعدين، لازم تواجهها!
التفتت لأبوها لما ربت على فخذها وهو مبتسم:
- لا تفكرين كثير ألماس، انتِ قدها.
ابتسمت وهي تتنهد:
- قدها! تتوقع؟ تعتقد اني فعلا قدها؟
- طبعا، انتِ بنتي، انتِ ألماس.
اكتفت بابتسامة وهي ترجع تتكتف.
قبل لا تسأل بفضول:
- آلاء! شخبارها؟ أمي ودريت انها معصبة مني، آلاء كيفها؟
ظلّ ساكت لثواني قبل لا يقول:
- لا تشيلي همها ولا تفكري كثير، واضح انها تتفاهم زين مع حازم.. لكن برضو لازم تتصلي فيها يا ألماس، تعرفين أختك أكثر من أي أحد، راح تسمح لنفسها انها تقتلها من داخل ولا تجي تقول لنا شيء، انتِ الوحيدة اللي تقدري تتصرفي معاها، أكيد غيابك المفاجيء مو هين عليها، حتى لو ما عاتبت ولا قالت شيء أكيد تعرفين انها زعلانة.
- أعرف، وهذا اللي ذابحني.. فكرت أتصل فيها بس أدري انها ما راح ترد، ودي أقابلها وجه لوجه.. وإذا صار هالشيء راح أرجع للديرة حافية.
ضحك أبوها وهو يوقف السيارة ثم يسأل:
- هذا هو العنوان صح؟

رفعت ألماس عيونها تناظر الواجهة، اللوحة الموجودة فوق البوابة الكبيرة.
تسارعت دقات قلبها وحسّت بأنفاسها تختنق، حتى غمضت عيونها بضعف وهي تهز راسها بإيجاب.
شيء من الراحة سرى بجسدها لما حسّت بيد أبوها تضغط على كتفها بتشجيع.
ناظرته، وهز هو راسها وعلى فمه ابتسامة مشجعة.
غمضت عيونها من جديد تحاول تستجمع شجاعتها، قبل لا تمد يدها وتفتح الباب بهاليد المرتجفة.
وقفت عند البوابة للحظات، قبل لا تتقدم وتدخل بكل ثقة وشجاعة وأبوها من وراها يناظرها بكل حزن وحسرة.

اتجهت للمدخل الخاص بالنساء وهي ترفع جوالها لأذنها، وصلها الرد من الطرف الآخر:
- أنتظرك في أول طاولة على يمينك.
قفلت منها واتجهت للمكان المقصود وهي تنزل نقابها وتدخلها في شنطتها.
زاد ارتباكها وقلقها لما قربت من الطاولة، ولمحت الجازي اللي ناظرتها هي الثانية بغموض.. ثم نقلت أنظارها للي جالسة قدامها.
ابتسمت لها ثم قالت:
- ترف حبيبتي، زي ما قلت لك.. هذا السر تاخذيه معك للقبر، جدك وجدتك لا يدرون.. تمام؟
ابتسمت لها ألماس بامتنان.
ثم قربت أكثر حتى وقفت جنب الطفلة ترف بعد ما أشرت لها الجازي حتى تدخل.
استدارت ترف ورفعت عينها لما حسّت بأحد يوقف جنبها، شهقت بصدمة وهي تغطي فمها بكفها.
قبل لا توقف بسرعة وتحاوط عنق ألماس اللي انحنت والتقطتها في حضنها ثم ضمتها بقوة، غمضت عيونها حتى نزلت الدموع اللي كانت محبوسة من لما سمعت صوتها.
ترف كمان ضمتها بقوة ودفنت وجهها في كتف ألماس، وهي تقول بنبرة توضح انها على وشك البكاء:
- اشتقت لماما.

`°°°°


انتهى الفصل الثامن.



اللهم ارحم مارية وأعمامي وأجدادي وجميع أموات المسلمين، اغفر لهم وعافهم واعفُ عنهم، برد قبورهم وأرِهم مقاعدهم في الجنة يارب العالمين، اللهم آمين.
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-21, 01:00 AM   #26

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا مروة منورة المنتدى سعيدة برجوعك لتنزيل الرواية

شكرا جزيلا لعودتك و إن شاء الله سأحرص على تواجدى وقت تنزيل الفصل الجديد

كل عام و أنت و الأسرة و الأمة الأسلامية و العربية بخير و سعادة



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 22-01-22 الساعة 01:52 AM
موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 06:57 PM   #27

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-21, 05:24 AM   #28

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طال غيابك يا كاتبتي العزيزة عساك بخير و في أحسن حال
في انتظارك


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-21, 12:17 PM   #29

نورة502

? العضوٌ??? » 441759
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » نورة502 has a reputation beyond reputeنورة502 has a reputation beyond reputeنورة502 has a reputation beyond reputeنورة502 has a reputation beyond reputeنورة502 has a reputation beyond reputeنورة502 has a reputation beyond reputeنورة502 has a reputation beyond reputeنورة502 has a reputation beyond reputeنورة502 has a reputation beyond reputeنورة502 has a reputation beyond reputeنورة502 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عَليكم ورحمة الله وبركاته.. ‏
مرحبا فيك مروى منورتنا في روايتي يا جميلة…
في انتظار اكتمال رائعتك اللي متأكدة إنها متميزة كعادتك..
‏لا تبطين علينا.


نورة502 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-21, 06:21 PM   #30

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر عن التأخير، انشغلت جدا بالإمتحانات..
راح أنزل بارت بعد العشاء بإذن الله.
كونوا بالقرب، وأتمنى أشوف تفاعل أفضل.. اللي تقرأ لا تبخل علينا حتى لو بتعليق بسيط.
الله يحفظكم ويسعدكم
❤❤



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 22-01-22 الساعة 01:59 AM
MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.