شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   شـرفـة الأعـضـاء (https://www.rewity.com/forum/f313/)
-   -   رسائل لن تصل .. (https://www.rewity.com/forum/t482909.html)

Lamees othman 27-05-21 12:23 PM

رسائل لن تصل ..
 



بسم الله ..
طيبّ الله أوقاتكم بكل خير ومودة !
في قارورة المشاعر، كنزت رسائل ..ذكريات..مواقف، بللت بالورق الكثير من دموع العجز وتوقفت عند الكثير ولم أستطع إكمالها ..
كانت رهن القارورة ولم تخرج من حدودها، وآن أوان النور أن يمحو بالشمس عتمتها ..

هنا زاوية عمدتها بث رسائل استحقها أهلها ولم تصلهم وستكون بين إيديكم ، متنفس لي ولكم، وإن طاب لكم ان تشاركوني بعضًا من بوحكم، فأسكون أكثر من سعيدة🤍




Lamees othman 27-05-21 02:44 PM



دائمًا ما ينأى الحزن عن الخلائق بي!
اسيرة لهيمنته أخطو، تغفو الجرأة فترقد في مسرح أفكاري ..
يتثاقل البوح وتتجمد الحروف على مفترق شفتي!
آهٍ كم كان ثقيلًا البوح، أفسدت في الصمت قلبي، غدا طفلًا يرهقه أي نصل!
أبكي لحظات العمر المسروقة على غفوة من لهفة وبعضًا من فرح ..
شعلة من حماس، حنين من ماضٍ كنت أنا سيدة بهجته، يصخب قلبي كثيرًا، أتلبس رداء القوة .
تعصف الحروف بأوردتي، تأتي مرتجلةً بلا همّ تنميق أو ترتيب ..
تنساب الحروف بزخم، تهطل بقوة !
كما مجرى العبرات من عيني، وأحكي ..

وحدهم الذين سرّوا بأحلامهم في سهوة ليل لغرباء اقتنصوا ما تمنوا من أفواه الحظ، يتحدثون عن النحس بجدارة!..

.

إنجى خالد أحمد 27-05-21 04:03 PM

وكأنَّكِ دفنتِ يدكِ فى ترابِ نفسي،
واستقيتي وصفًا دقيقًا لدخيلتي،
وما يساورني.....

عزيزتي لميس،
فكرةٌ ممتازةٌ،

أعجبتني بشدَّةٍ....

:elk: :elk: :elk:

Lamees othman 27-05-21 08:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنجى خالد أحمد (المشاركة 15503617)
وكأنَّكِ دفنتِ يدكِ فى ترابِ نفسي،
واستقيتي وصفًا دقيقًا لدخيلتي،
وما يساورني.....

عزيزتي لميس،
فكرةٌ ممتازةٌ،

أعجبتني بشدَّةٍ....

:elk: :elk: :elk:


سعيدة بك جميلتي، ممتنة لعذب كلماتك🤍🤍

Lamees othman 28-05-21 10:10 PM


-في ليلتنا الأخيرة تحت النجوم، أخبرتني ساهمًا أنك في أشد لحظاتك افتقادًا لي، تسألني في السماء وأسطع لك كنجم متوهج يواسي وحدتك، ليتك تعلم أن حديث النجوم عادتي، حتى غدا اسمي بين الأقران ممسوسة النجوم!


Lamees othman 29-05-21 10:36 PM




ويقودنا الحنين، لمآرب الذكريات بين أروقة الصمت المطبق ومواقف عتيقة نُفِضَ عنها غبار الزمن..
شريط الحياة بأوجه وألبوم صور لمحطات اجتزناها، وخلنا أننا مضينا ومضت معنا..
والحقيقة إنها بين ثنايا القلب وجنباته، لكّن لا طاقة معها..
أمّا بدونها أو لا نستمر..
ليتنا لا نعبث بها، بحلوها ومُرها تجلب أكداسًا من الألم ..

الأردن - المفرق-بلعما تحديدًا!

أكتب إليك بدافع الخواء أود الشعور بك من كل قلبي ، أكتب وأنا في أكثر اللحظات التي أتوق إليك فيها، أتوق عيناك العشبية الضيقة بفعل الزمن الذي عجز أن يقتصx من مقدار جمالها ذرة..

ولأنني أنفس أشواقي إليك بحروف متراصة تخفف عبء الثُقل الذي أحدثه فراقك.
ها أنا أفضي بما فاض قلبي فيه..
لكّن..

قبل أن أبدأ بأي شيء سأعيد إلى مسامعك ما يلي..

كما أخبرتك مرارًا أني أعشق لون عيناي الذي ورثتهما منك ،ومغرمة بعروق يديك البارزة في يديك المجعدتين التي تحكيان لنا حجم النعيم الذي نعيشه..
وأنك قارئي الوحيد الذي أخشع لصوته، وأنك أبهى الرجال وأحلاهم وسيدهم..
وأنك بطلي الوحيد، ورجلي الأوحد..

في حياتي كُلها كانت فكرة فقدك شيء حاول عقلي جاهدًا تنحيتها، كان وجودك ثابتًا ولم أتخيل فكرة رحيله..

لكّنك رحلت..
وآهٍ من فراقك..
والله لو كُلٌّ منا عَلِم مرارة الفقد، لطلب الله متضرعًا أن يكون أول الراحلين!!
في الفقد يكون النضج مؤلم، والمشاعر تصاب بداء الشيخوخة المهلك..

يَعزُّ علي أن أكتب بعد أن كانت يديك واحضانك وسادة لها مفعول السحر بمحو كل آلامي..

كيف لهذه اليد أن تكون سببًا لكل أحزاني في هذه اللحظة...
ببساطة لأنها لم تَعُد موجودة!..

بابا حبببي..
كيف حالك بين القبور؟
متأكدة أنك في النعيم، لإن الله حباك واختارك في أعظم أيامه..
في عيدّه المُبارك..
أختارك وأنت تصليّه وتعظمه..
أتذكر طقوسك في العيد؟؟ .. تهليلاتك وبقاؤك متيقظًا لا تنام؟؟

اشتقت لك بحجم كل دقة تضخمت بقلبي كمدًا لفكرة فراقك، أفتقدك بحجم كل الليالي التي قضيتها أبكي خوفًا لرحيلك..
بحجم كل فقاعات السعادة اللحظية التي أهرب من الواقع إليها في منامي حيث
تأخذني الأحلام إليك ،وفي خضم الانشغال تلوح صورتكx تدغدغ خلاياي ،وتصفعني لأمرر الحقيقة أمام عيناي، بأنك لست متواجدًا، وإنما خيالات تتراقص أمامي ..
فتسخر مني وتنسجك صورة حيّة تطبطب على قلبي وجعه، وتهديني طاقة أشحنها لقاء يوم كنت زائري فيه..

أوتدري..

كلما صفعني سوء البشر تستحضرك خلاياي، أتذكر حرصك غرس القيم بي..
فينشرح صدري أن أثرك ما زال حيًّا وأني سأحيي بذرة الخير ما دام نفسي يخرج مني إلى أن اجاورك المكان..x لطالما كنت الوحيد الذي أشعرني بأن الدنيا لا زالت بخير!!
تقضي وقتك مطولًا تعلمنا مقابلة الإساءة بالإحسان..
وبالأخلاق نهزم الغضب
أفتقد سجودك الذي يمتد دقائق تتجاوز نصف الساعة تنقطع قلوبنا خوفًا عليك؛ وتنقطع أنفاسك دعاءً لغيرك
النادر، الذي لم تشهد عيناي بطهرك ونقائك!!
أستكثرتك الدنيا علي!!

أتذكر في آخر عامٍ قضيناه برفقتك، الوقت الذي أشتدّ بك التعب.

في كل مرة اجتمعت العائلة بها، كنت تقيم طقوس العيد وتبدأ بمعايدتنا..
ولا ينتهي الأمر بذلك نقوم بتقبيلك وترديد عبارات العيد وتهم بإخراج عيدية لإعطائنا إياها وبإصرار مميت بأننا حقًا في العيد ولا مجال بغير ذلك..

وهكذا مضى الحال، كل اجتماع ينتهي بإننا في العيد حتى أصبح العيد شبه أسبوعي في منزلنا..

الغريب في الأمر أنك تُوفيت في العيد، في ثالث أيامه.

..

ويصرخ كل ما بي للسقوط، فأنهض!
وكلّي شظايا مُكسرّة، فأرمم
لأجل وعدٍ قطعته، بأن أحيي اسمه ولو بعد حين..
. ووعدي ديّن لمن رقد في ملكوت آخر، وأمله معلق بي..

بعدد المرات التي كنت تناديني بخلوة تسألني فيها ما آخر مستجداتك!؟
ما من مقابلات لعمل جديد؟
في أسوأ لحظاتك ما غفلت عنّي، وبلهفة الذي يود الاطمئنان قبل أن يغادر الدنيا..
كنت تحثني أن لا أيأس وأن اثق بالله وحده، وأنك تثق بي وبنجاحي..

أدركت أن علي أن أخرج من طور اليأس وأن أبدأ بروح جديدة.. لأجلك، وكان ذلك..

لا تستحق مني أن اطفئ روحي وان لا أحاول لأحقق حلمك..

مع كل عنادي ورفضي وتشبثي باللاوعي وركن الحقائق، كنت أنا المتضررة ولإنني أعلم أن هذا يؤلمك.. سعيت لأجلي..

لقد كافأني الله بوظيفة ما أن قررت خلع ثوب الحزن وأن أؤمن بكلامك..
لقد اجتزت امتحان التدريس، وأصبحت معلمة وأتوق اليوم الذي يأخذني أحدهم قدوة وأسبغ على طلابي لمحة مما زرعته بي، وأن حصاد الخمس والعشرين عامًا قد آن قطافه..

أقوم بمهمة تدريس أحدى عشر صف، بمادة توجيهية واحدة،x اندمجت مع الطالبات بسرعة وأحاول تطبيق كل نظريات منظومتك الاخلاقية فضلًا عن المحتوى التعليمي منها..
سعيدة بكوني أعيش دور المعطاءة لمرّة، تخيل قطتك بدأت تنضج.
بل نضجت وشاخت روحها كثيرًا..

كبرت يا حبيبيx للحد الذي يجعلني أوصد قفل البيت وأطفئ الأنوار بلا خوف أو هلع، أو من مخاوف أن هناك أشباح تتربص بي!!
وأنام أنا وأمي لوحدنا بلا حساب للظلام ووحدة قلبي..
كَبرت بما يكفي، وغدوت أخرى نسخة لا تُشبهني..

لم اعد ضحوكة وأثقل عليهم بشقاوتي، أنعزل كثيرًا أقصد زوايا البيت عامدة..
بت اخشى سريرك الذي أدمنته مذ يوم وفاتك كنت أبحث رائحتك فيه، أتنعم ملمس فراشٍ حظي بك ليالٍ طويلة..
لم أعد أقوى على الاقتراب منه..
أعذرني، لحظاتك الاخيرة عليه التي هربت منها بجبن خشية المحتوم تجلدني أني لم أتشرب صورة وجهك لآخر لحظة..
ليتني أمتلك عصا الوقت لأعيدها، أضمك بأحضاني رغم كل شيء..
بدلًا من الهروب لغرفة أخرى أتضرع أن لا تحين ساعتك..

ومع ذلك أتلحف ذات الغطاء لا تقلق، وارتدي كنزتك الصوفية ذات اللون البني وأدخل في معارك شتى مع أخوتي وأفوز بها.

كانت أنستي في ليالي الشتاء المظلمة، تخفف عن قلبي وحشته..
تدفئ قلبي البارد الذي عجزت عن تدفئته كل عبارات المواساة..
دعني اخبرك بأمر ما..
لقد احتفظت بخزانتي وصندوقي الخاص قميصك العنابي وبنطالك الأسود وشماغك، أخفيهم عن مرأى الجميع أخشى أن يسرقوهم مني لذا سيكون هذا - سرّنا الصغير -..

بل وأخبئ عمامتك البيضاء،. وجواربك الشتوية، وقبعتك الصوفية البنية..
بل وبحزمة أسوكة خاصة لك، ومع أنني نويت أن احتفظ بسبحاتك وجدتهم قد وزعوها لكّي يصل الأجر اليك من خلالها..
أتعلم يا أبي..
ما الأسوأ من انعدام الرغبة.. الفتور؛ نعم الفتور حين تمر حياتك رتيبة بلا حدث يلونها..
أن يتشابه الأسود والأبيض فلا يعد للرمادي قيمة بينهم أن تغدو الأمنيات والحديث عنها، ك نكات تجعلك تغرق في سيل من الضحك اليائس بلا فائدة..
أن يكون الصمت لحن الخاتمة السائد، فلا حديث يُجدي ولا بوح يُسعف..
والكتمان جريمة
ولله القلوب وما حوت.

حياتي فاترة، وباردة جدًا دونك.. بلا صوتك وأنت تقرأ القرآن الذي كان ينعش روحي..
بلا تهليلاتك الخاصة، ودون الحياة التي كنت تبثها فينا دون أن نشعر..
كان دعاؤك لنا كل صباح قبل خروجنا المنزل له قوة خفية بتسيير امورنا بإيجابية، لطالما أستغربت الحظ الذي ساعدني كثيرًا وكنت مغشوشة بحيلة الحظ وأنما بدعاك..

أشتقت للشاي المخمّر الثقيل من يديك، ولطبخاتك المميزة التي نأكلها بقلوبنا لا بأفواهنا..

أتذكر حين أمسكت بيدك أقودك نحو باب المنزل شعرت برجفتك أخبرتك ألا تقلق أني معك، أجبتني "الله معنا يا بُنيتي"..
اجل الله معنا وهذا عزائي الوحيد أنك في قبضته وأنه أرحم وأحن عليك منا جميعًا..
وأنه أختارك في أكثر الأوقات التي كانت ستؤلمك الحياة فيها..
لكن لا تلمني وما لي إلا الحنين، وحيلتي ذكرياتك.

ك ملمس قبلتي لجبينك الندي ستبقى حيّة بي إلى يوم يبعثون وكل تفاصيلك الوضاءةx بالنور تشع بين حناياي تمسح على قلبي فجيعة فقدك..

هنيئًا يا روحي لتراب يضمك بين يديه،x ولجوفx الأرض بما تملك، ميت أقرب من كُل الأحياء، ووالله أقرب إليّ من كل أهل الأرض..

بالمناسبة أعدّت أختي لنا كعكة الليمون ولفرط حُبّك لكل ما هو حلو أتمنى تواجدك هذه اللحظة، أتصوركx تأكل بتلذذ، تطلب إعادة الصحن مرة.. واثنتين.. وأكثر ربما.
أنت مغرم بكل ما يقطر سُكّر ولربما كانت روحك حلوة بشكل يخفف بشاعة العالم..

بابا حبيبي لا يسعني القول إلا..

شكرًا لوجودك، لكونك أبي، لكوني مدللتك ..
لكوني صغيرتك الشقية، قطتك الخضراء.
بسّة، بسبوسة.. كما يحلو لك أن تناديني.
ابنتك المشتاقة.

لميس.




Lamees othman 31-05-21 12:59 AM

على مفترق لهفة..
أضعت قنديل أمنياتي!

Lamees othman 31-05-21 11:42 PM

صديقي ذو القلب الأزرق..
تعلمتُ اليوم شيئًا أضاف لحزمة الطاقة عودًا متينًا.
إن الله يرمي بالابتلاء على قلب عبده الحبيب، يختبره في أغلى الأشياء وأقربها من نفسه.
تخيل عظيم كل مبتلى بحب الله أولًا، وإن كانت جذوة إيمانه أكبر من أي ضعف تسوقه نفسه بها إلى وهن عزيمة.

تخيل أن تكون محبوبًا مرة، وصابرًا على البلاء مرات؟

Lamees othman 31-05-21 11:47 PM

~
صديقي ذو القلب الأزرق..
أنا ممتنة لسماعك كل ثرثرتي الفارغة والتي هي بالمناسبة لا تضيف أي شيء!
لكن اليوم وللمرة الأولى جازفت بمغامرة تحت مسمى الجرأة!
تناولت جرعة ثقيلة من حبوب شجاعة زائفة، وسلكت دربًا أخشى عواقبه لكنني في الواقع أحتاج هذه المغامرة!..
لربما عادت إليَّ بنتائج!
تحت تشجيع" الحياة أما مغامرة جريئة أو لا شيء".

موضى و راكان 01-06-21 02:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lamees othman (المشاركة 15506871)



ويقودنا الحنين، لمآرب الذكريات بين أروقة الصمت المطبق ومواقف عتيقة نُفِضَ عنها غبار الزمن..
شريط الحياة بأوجه وألبوم صور لمحطات اجتزناها، وخلنا أننا مضينا ومضت معنا..
والحقيقة إنها بين ثنايا القلب وجنباته، لكّن لا طاقة معها..
أمّا بدونها أو لا نستمر..
ليتنا لا نعبث بها، بحلوها ومُرها تجلب أكداسًا من الألم ..

الأردن - المفرق-بلعما تحديدًا!

أكتب إليك بدافع الخواء أود الشعور بك من كل قلبي ، أكتب وأنا في أكثر اللحظات التي أتوق إليك فيها، أتوق عيناك العشبية الضيقة بفعل الزمن الذي عجز أن يقتصx من مقدار جمالها ذرة..

ولأنني أنفس أشواقي إليك بحروف متراصة تخفف عبء الثُقل الذي أحدثه فراقك.
ها أنا أفضي بما فاض قلبي فيه..
لكّن..

قبل أن أبدأ بأي شيء سأعيد إلى مسامعك ما يلي..

كما أخبرتك مرارًا أني أعشق لون عيناي الذي ورثتهما منك ،ومغرمة بعروق يديك البارزة في يديك المجعدتين التي تحكيان لنا حجم النعيم الذي نعيشه..
وأنك قارئي الوحيد الذي أخشع لصوته، وأنك أبهى الرجال وأحلاهم وسيدهم..
وأنك بطلي الوحيد، ورجلي الأوحد..

في حياتي كُلها كانت فكرة فقدك شيء حاول عقلي جاهدًا تنحيتها، كان وجودك ثابتًا ولم أتخيل فكرة رحيله..

لكّنك رحلت..
وآهٍ من فراقك..
والله لو كُلٌّ منا عَلِم مرارة الفقد، لطلب الله متضرعًا أن يكون أول الراحلين!!
في الفقد يكون النضج مؤلم، والمشاعر تصاب بداء الشيخوخة المهلك..

يَعزُّ علي أن أكتب بعد أن كانت يديك واحضانك وسادة لها مفعول السحر بمحو كل آلامي..

كيف لهذه اليد أن تكون سببًا لكل أحزاني في هذه اللحظة...
ببساطة لأنها لم تَعُد موجودة!..

بابا حبببي..
كيف حالك بين القبور؟
متأكدة أنك في النعيم، لإن الله حباك واختارك في أعظم أيامه..
في عيدّه المُبارك..
أختارك وأنت تصليّه وتعظمه..
أتذكر طقوسك في العيد؟؟ .. تهليلاتك وبقاؤك متيقظًا لا تنام؟؟

اشتقت لك بحجم كل دقة تضخمت بقلبي كمدًا لفكرة فراقك، أفتقدك بحجم كل الليالي التي قضيتها أبكي خوفًا لرحيلك..
بحجم كل فقاعات السعادة اللحظية التي أهرب من الواقع إليها في منامي حيث
تأخذني الأحلام إليك ،وفي خضم الانشغال تلوح صورتكx تدغدغ خلاياي ،وتصفعني لأمرر الحقيقة أمام عيناي، بأنك لست متواجدًا، وإنما خيالات تتراقص أمامي ..
فتسخر مني وتنسجك صورة حيّة تطبطب على قلبي وجعه، وتهديني طاقة أشحنها لقاء يوم كنت زائري فيه..

أوتدري..

كلما صفعني سوء البشر تستحضرك خلاياي، أتذكر حرصك غرس القيم بي..
فينشرح صدري أن أثرك ما زال حيًّا وأني سأحيي بذرة الخير ما دام نفسي يخرج مني إلى أن اجاورك المكان..x لطالما كنت الوحيد الذي أشعرني بأن الدنيا لا زالت بخير!!
تقضي وقتك مطولًا تعلمنا مقابلة الإساءة بالإحسان..
وبالأخلاق نهزم الغضب
أفتقد سجودك الذي يمتد دقائق تتجاوز نصف الساعة تنقطع قلوبنا خوفًا عليك؛ وتنقطع أنفاسك دعاءً لغيرك
النادر، الذي لم تشهد عيناي بطهرك ونقائك!!
أستكثرتك الدنيا علي!!

أتذكر في آخر عامٍ قضيناه برفقتك، الوقت الذي أشتدّ بك التعب.

في كل مرة اجتمعت العائلة بها، كنت تقيم طقوس العيد وتبدأ بمعايدتنا..
ولا ينتهي الأمر بذلك نقوم بتقبيلك وترديد عبارات العيد وتهم بإخراج عيدية لإعطائنا إياها وبإصرار مميت بأننا حقًا في العيد ولا مجال بغير ذلك..

وهكذا مضى الحال، كل اجتماع ينتهي بإننا في العيد حتى أصبح العيد شبه أسبوعي في منزلنا..

الغريب في الأمر أنك تُوفيت في العيد، في ثالث أيامه.

..

ويصرخ كل ما بي للسقوط، فأنهض!
وكلّي شظايا مُكسرّة، فأرمم
لأجل وعدٍ قطعته، بأن أحيي اسمه ولو بعد حين..
. ووعدي ديّن لمن رقد في ملكوت آخر، وأمله معلق بي..

بعدد المرات التي كنت تناديني بخلوة تسألني فيها ما آخر مستجداتك!؟
ما من مقابلات لعمل جديد؟
في أسوأ لحظاتك ما غفلت عنّي، وبلهفة الذي يود الاطمئنان قبل أن يغادر الدنيا..
كنت تحثني أن لا أيأس وأن اثق بالله وحده، وأنك تثق بي وبنجاحي..

أدركت أن علي أن أخرج من طور اليأس وأن أبدأ بروح جديدة.. لأجلك، وكان ذلك..

لا تستحق مني أن اطفئ روحي وان لا أحاول لأحقق حلمك..

مع كل عنادي ورفضي وتشبثي باللاوعي وركن الحقائق، كنت أنا المتضررة ولإنني أعلم أن هذا يؤلمك.. سعيت لأجلي..

لقد كافأني الله بوظيفة ما أن قررت خلع ثوب الحزن وأن أؤمن بكلامك..
لقد اجتزت امتحان التدريس، وأصبحت معلمة وأتوق اليوم الذي يأخذني أحدهم قدوة وأسبغ على طلابي لمحة مما زرعته بي، وأن حصاد الخمس والعشرين عامًا قد آن قطافه..

أقوم بمهمة تدريس أحدى عشر صف، بمادة توجيهية واحدة،x اندمجت مع الطالبات بسرعة وأحاول تطبيق كل نظريات منظومتك الاخلاقية فضلًا عن المحتوى التعليمي منها..
سعيدة بكوني أعيش دور المعطاءة لمرّة، تخيل قطتك بدأت تنضج.
بل نضجت وشاخت روحها كثيرًا..

كبرت يا حبيبيx للحد الذي يجعلني أوصد قفل البيت وأطفئ الأنوار بلا خوف أو هلع، أو من مخاوف أن هناك أشباح تتربص بي!!
وأنام أنا وأمي لوحدنا بلا حساب للظلام ووحدة قلبي..
كَبرت بما يكفي، وغدوت أخرى نسخة لا تُشبهني..

لم اعد ضحوكة وأثقل عليهم بشقاوتي، أنعزل كثيرًا أقصد زوايا البيت عامدة..
بت اخشى سريرك الذي أدمنته مذ يوم وفاتك كنت أبحث رائحتك فيه، أتنعم ملمس فراشٍ حظي بك ليالٍ طويلة..
لم أعد أقوى على الاقتراب منه..
أعذرني، لحظاتك الاخيرة عليه التي هربت منها بجبن خشية المحتوم تجلدني أني لم أتشرب صورة وجهك لآخر لحظة..
ليتني أمتلك عصا الوقت لأعيدها، أضمك بأحضاني رغم كل شيء..
بدلًا من الهروب لغرفة أخرى أتضرع أن لا تحين ساعتك..

ومع ذلك أتلحف ذات الغطاء لا تقلق، وارتدي كنزتك الصوفية ذات اللون البني وأدخل في معارك شتى مع أخوتي وأفوز بها.

كانت أنستي في ليالي الشتاء المظلمة، تخفف عن قلبي وحشته..
تدفئ قلبي البارد الذي عجزت عن تدفئته كل عبارات المواساة..
دعني اخبرك بأمر ما..
لقد احتفظت بخزانتي وصندوقي الخاص قميصك العنابي وبنطالك الأسود وشماغك، أخفيهم عن مرأى الجميع أخشى أن يسرقوهم مني لذا سيكون هذا - سرّنا الصغير -..

بل وأخبئ عمامتك البيضاء،. وجواربك الشتوية، وقبعتك الصوفية البنية..
بل وبحزمة أسوكة خاصة لك، ومع أنني نويت أن احتفظ بسبحاتك وجدتهم قد وزعوها لكّي يصل الأجر اليك من خلالها..
أتعلم يا أبي..
ما الأسوأ من انعدام الرغبة.. الفتور؛ نعم الفتور حين تمر حياتك رتيبة بلا حدث يلونها..
أن يتشابه الأسود والأبيض فلا يعد للرمادي قيمة بينهم أن تغدو الأمنيات والحديث عنها، ك نكات تجعلك تغرق في سيل من الضحك اليائس بلا فائدة..
أن يكون الصمت لحن الخاتمة السائد، فلا حديث يُجدي ولا بوح يُسعف..
والكتمان جريمة
ولله القلوب وما حوت.

حياتي فاترة، وباردة جدًا دونك.. بلا صوتك وأنت تقرأ القرآن الذي كان ينعش روحي..
بلا تهليلاتك الخاصة، ودون الحياة التي كنت تبثها فينا دون أن نشعر..
كان دعاؤك لنا كل صباح قبل خروجنا المنزل له قوة خفية بتسيير امورنا بإيجابية، لطالما أستغربت الحظ الذي ساعدني كثيرًا وكنت مغشوشة بحيلة الحظ وأنما بدعاك..

أشتقت للشاي المخمّر الثقيل من يديك، ولطبخاتك المميزة التي نأكلها بقلوبنا لا بأفواهنا..

أتذكر حين أمسكت بيدك أقودك نحو باب المنزل شعرت برجفتك أخبرتك ألا تقلق أني معك، أجبتني "الله معنا يا بُنيتي"..
اجل الله معنا وهذا عزائي الوحيد أنك في قبضته وأنه أرحم وأحن عليك منا جميعًا..
وأنه أختارك في أكثر الأوقات التي كانت ستؤلمك الحياة فيها..
لكن لا تلمني وما لي إلا الحنين، وحيلتي ذكرياتك.

ك ملمس قبلتي لجبينك الندي ستبقى حيّة بي إلى يوم يبعثون وكل تفاصيلك الوضاءةx بالنور تشع بين حناياي تمسح على قلبي فجيعة فقدك..

هنيئًا يا روحي لتراب يضمك بين يديه،x ولجوفx الأرض بما تملك، ميت أقرب من كُل الأحياء، ووالله أقرب إليّ من كل أهل الأرض..

بالمناسبة أعدّت أختي لنا كعكة الليمون ولفرط حُبّك لكل ما هو حلو أتمنى تواجدك هذه اللحظة، أتصوركx تأكل بتلذذ، تطلب إعادة الصحن مرة.. واثنتين.. وأكثر ربما.
أنت مغرم بكل ما يقطر سُكّر ولربما كانت روحك حلوة بشكل يخفف بشاعة العالم..

بابا حبيبي لا يسعني القول إلا..

شكرًا لوجودك، لكونك أبي، لكوني مدللتك ..
لكوني صغيرتك الشقية، قطتك الخضراء.
بسّة، بسبوسة.. كما يحلو لك أن تناديني.
ابنتك المشتاقة.

لميس.






من صدق كلماتك بكيت و كأننى أبكى أبى الذى رحل عنا

مشاعرك مرهفة و كلماتك نابعة من قلبك الذى أذابه الحنين و الأشتياق إلى حضن غيبه الموت


الساعة الآن 08:39 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.