آخر 10 مشاركات
471 - فرصة العمر الأخيرة - جاكي براون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          روزان (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          490 - رقصة تحت ضوء القمر - روبين دونالد (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          ابرياء حتى تثبت ادانتهم ، للكاتبة الرائعة حلم يعانق السماء ، عراقيـة (مميزة) (مكتملة) (الكاتـب : *انفاس المطر* - )           »          312-الطرف الثالث -روايات دار الحسام (الكاتـب : Just Faith - )           »          353 - رياح الجمر - ريبيكا ونترز (الكاتـب : حنا - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11647Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-21, 07:53 PM   #1111

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
:jded:


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى عامر خطاب مشاهدة المشاركة
اعشق منتصر وهدوئه اعشق تفهمه وصبره وحلمه مشاهده مع لبنى ابداع ابداع..
والسرد وهم وهم ما اروعه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى عامر خطاب مشاهدة المشاركة
أعشق ثريا اعشقها مبدعة يالميس بتصوير المشاهد
الله يسعدك ..والله سعيدة جدا جددا برأيك تسلميلي حبيبتي🍁❤

جولتا likes this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 06-11-21, 07:45 AM   #1112

Safa2017

? العضوٌ??? » 392118
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 213
?  نُقآطِيْ » Safa2017 is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل جدا طبعا السرد اكتر من رائع ثريا دائما بطلتي المفضله بشخصيتها العفويه والمتكررة في مجتمعاتنا
نسبه كبيره فن فتياتنا تاخر عندهم سن الزواج ومن هنا تاتي المعاناه بسبب نظره المجتمع
ثريا انسانه مناضله خسرت احلامها في سن صغير بسبب سعد وفعلته
ثم مضت السنون بدون شعور وسط معاناتها ومسؤولياتها الكبيره من اخ غائب واخوات هي مسؤوله عنهم
بتمنى انها تلاقي حياتها اخيرا

جولتا likes this.

Safa2017 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-21, 09:32 PM   #1113

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مساء الخير والعافية على الجميع



تسجيل حضوووور



❤️❤️❤️




في انتظار نزول الفصل

جولتا and الديجور like this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 06-11-21, 10:46 PM   #1114

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



الفجر الرابع عشر ..
-حين هلّ القبس-

قدم أطباق القصاص باردةً، دع عنك توابل الانفعالات، اطرق كؤوس الخسارة بمناضد الكبرياء، كن عزيزاً واكتفِ بالملح لتخليل حقك واحرص جيداً على تناوله كاملاً!





ترك عنه شوكته يجيبها بسيطرة واهنة:
-ليس صحيحاً ما تقولينه، أنا لم أفعل!
للعجب تبسمت.. تسأل بسخرية:
-حقاً؟
لا زال يرمقها بنفس النظرة المطعونة، راقبها تتصرف بهدوء تسحب مقعدها تسأل باسل:
-هل أنهيت طعامك حبيبي!
أومأ الطفل يمسح فمه فأخذته ليغسل يديه توجهه نحو غرفته، فتحت له حقيبة الرسم:
-سنرسم حبيبي ونلون الآن سأنهي توضيب المائدة وأعود لك، اصنع لي كثيرا من الرسوم حسناً!!
قبلته وخرجت بنار تجاهد ابتلاعها، تتنفس بصعوبة وتطلب من الله أزراً، رغما عن كفها المرتجفة ارتفعت يدها لقلبها ودعت:
-اربط على قلبي يا الله!
عادت لعلاء بملامح منغلقة وجدته في مقعده محمراً وجهه بانفعال فسألت بمزاج رائق تشير ببراءة نحو المائدة:
-ما رأيك أن نتناقش بعد أن أنهي غسل الأطباق!
ضرب الطاولة بانفعال:
-رونق.. لا تفعلي!؟ ما الذي تهذين به من فضلك!؟
تصنعت الدهشة تشوح بكفها:
-أنا لا أهذي، ولا ألقي خبراً يحتمل تصديقاً أو تكذيباً، أعلم بعلاقتك مع سالي وخيانتك لي، أنا فقط أحببتُ إشراكك معرفتي ليس إلا يا عزيزي.
-لم أخنكِ!
ردت بغضب:
-بلا فعلت.. وخنت!
رمقته بخيبة نصلت أثرها داخله ولن ينسها:
-لقد خنت ربك بي، وخنت نفسك، مبادئك التي تملك قبل أن تخونني!
تقدم نحوها بغضب:
-أخبرتك أنني لم أخنك ولن أفعل!
ردت عليه بجمود طوت فيه مرارة الشعور تكز على أسنانها وتشدد بكفيها المفرودتين:
-لا أريد أن أنفعل..
هزت رأسها مجدداً:
-لا أريد أن أغضب، أدرك جيداً أن صحتي أهم بكثير من أن أفرطها في تصديق أو تكذيب أو حتى الغضب على خيانتك وأن أدمي نفسي بما لا يستحق
همس بتهديد:
-رونق!
-أنت خنتني وأنا في أسوأ حالاتي وأكثرها دماراً، لذا لن أجادلك ولننتهي هنا، لا شيء يستحق..
ابتسمت بذات بأسها:
- أبدا لا تستحق مني ذرة غضب يا زوجي العزيز الخائن!
شد عضدها بقسوة.. يثأر لضعفه الذي مكنها منه:
-تنهي ماذا؟؟ ما الذي سوف تنهينه أخبريني؟ ولماذا تنهيه؟؟
بقسوة لا تعرفها كفه على هذا الجسد المقدس كانت لمسته يكمل لها بجمود:
- ألا تعتقدين أن المشهد بات درامياً أكثر من اللازم؟
توسعت محاجرها تهم بالرد عليه فأكمل:
-ألستِ أنت ِ من تركتني لشهور أتخبط هنا وهناك؟!
هزها بقسوة:
-لأكثر من خمسة أشهر وأنا رجل بلا امرأة، على الرف المغبر أهملتني والطفل كما البيت، لا أراكِ.. لا أسمع حسّك، ولا وجود لك في حياتي!
ارتفع تنفسها الذي حاولت إراحته تسمع ما يلقي به:
-حملتني مسؤولية الشيك وذنب ما حصل، فقدنا الطفل وشيعت الطقوس وكأنني لا أخصه أو أقربه، كنت في أكثر حالاتي حوجاً لكِ!
يدور جنون اللحظة بحلقاتٍ ويفرغ طاقاته فوقهما:
-وأنتِ.. أنت أين كنتِ بغرفة باسل!
كانت لا تعرفه في هذه اللحظة ..شعرت وكأنه غريب يعبرها وتلتقيه لأول مرة:
-بعد موت الطفل صنعتِ الحواجز بيننا، أناديك فلا تأتين.. أسألك فلا تجيبين، نأيتِ عني ولذتِ بباسل تتركينني، لقد رميتني في عرض الموج أتوه هنا مع كل جزر ومد، وعاصفة هجرك لي كانت القاصمة!
حررت يدها تبتعد لاهثة وغير مصدقة:
-يا إلهي!
كتفت يديها تحت صدرها تسأله بصوت مهتز:
-هل انتهيت؟
تنفس بغضب ولم يجب فسألت مجدداً:
- هل أنهيت؟ حسنٌ.. أهذا مبررٌ لأن تخون؟
تلاقت أعينهما بنزال قاتل كانت نظراتها خالية من السلاح وتحمل شرارات بدء الثورات وعيناه خاسرتان رغم راية النصر فيهما:
-كل ما قلته وأنا قصرتُ كما تدّعي، أجل وأهملتك كما سببت فساد نظامك الحي الذي تدور حوله الأفلاك والمجرات والأكوان صحيح؟؟
-لست أدّعي وأنت تعلمين!!!
صرخت به:
-وهل هذا مبرر؟؟
-لستُ قديساً كما تعلمين! أجل رجل بلا امرأة! كنت كذلك!!
ضربته بغل:
-أتسمى الذي فعلته إهمالاً وتقصيراً بحقك؟؟
تصدى لضرباتها التي لم تؤثر به:
-أين كان دورك واهتمامك بطفلك الذي يعاني ورآني منهارة بالمشفى وصابته صدمة فجن وظنني مجنونة؟
-لم أتركه بقيت معه
صححت له:
-بل كنت تمارس عدم رهبنتك مع سالي، وتفرغ أعباء قلبك في جعبتها المتسعة لهمومك وأنا أشحن نفسي بقرب باسل الذي نفعني أكثر منك!
فك زر قميصه فأشاحت بوجهها تغمض عينيها وتحكي له:
-أنا وإياه فقدنا اهتمامك الذي يعتبر حقاً لنا عليك وواجباً منك بدلاً من إسباغه للحلوة الشقراء خاصتك!
-أنت من دفعتني لأفعل؟
أجابته بأعصاب منفلتة:
-ولماذا حالتي لم تدفعك أنت لتهتم بي حين تراني بغرفة باسل، متعبة ومنهكة ولا تشاركني به، لكن كيف يفعل المبجل علاء! علينا جميعا أن نهتم وندلي بأنفسنا ليرضى!
أمسك معصمها بقسوة فنفضت يدها بعين بارقة:
-ستسمعني للنهاية، أنا لم أعاتبك حينها، وحاولت أن أرضيكما!
اقترب منها يسطو بهامته على كل شي عدا روحها التي تحررت من طوقه الذي برعت في لفه حول نفسها فقيدت نفسها به وبما يريد:
-تتحدثين وكأنني طرف ثالث لم أكن معكما غريباً أو من أرضٍ ثانية.
-لأنك كنت فعلاً!
أغمضت عينيها بهدوء:
-جسدي.. جسدي الذي لم تفته نظرات اشمئزازك!
أغلق حديثها سريعا فنفضت كفه التي منعتها:
-توقفي
صرخت بوجع:
-لا.. لن أتوقف الزيادة التي حدثت وجعلتني بهذا الحجم لأنها من صحتي التي كنت أعطيها لطفلي الذي مات، طفلك الذي كان يحمل اسمك وأنت تحمل قصصاً ومغامرات لا تنسى!
-رونق لا تستفزيني وإياك أن تكملي!
-ما الذي سيحدث مثلاً؟؟ أخبرني؟
أخذت نفساً عميقاً، تشرق بوهج حروفها الختام وتسيد النهاية التي تليق بشموخها:
- أنا لا أعاتبك ولا ألومك مطلقاً، لكن أرى أنها غير لائقة بحقك، أن أكون أنا التي تهتم وأدير أمورك كلها بما يفوق طاقتي، وأنت تخون ربك وتأخذ من خيانتك شماعة التقصير والإهمال مني.
التفتت للمائدة تحمل أول طبق تخبره:
-بالمناسبة إن لم أعد أعجبك وترى فاتنتك التي تقضي برفقتها أوقاتك المميزة أجمل وأفضل؛ تزوجها!
حملت طبقاً آخر:
-سأكون أول من تبارك لك!
ومضت للداخل تتركه بقهر
لتنازلها عنه بسهولة
وكأنه لم يفرق معها..
حتى انفعالاً لم تؤتِ به..
وكأنه لا يعنيها!
**










يتبع....






Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 06-11-21, 10:52 PM   #1115

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



أهلت الصدمة مضارب سالم، حد أن الكوب الورقي الذي يمسك فرقعت قهوته، من أين جاءته ضحى؟

ولماذا جاءت؟

كان متعثراً وجلوسها أمام مكتبه أثار فيه بعثرةً غير محبذة كصورة متشردة، رغم كرهه لما جال بخاطره حينها..
مضى نحوها ممتطياً صهوة الثبات بارعاً في إتقان الانفعال:
-تفضلي ضحى.. ادخلي
دلفت للداخل تلتقط بفضولها المعتاد كل شيء حتى جاءها وأخذ مقعده خلف مكتبه يسأل:
-تفضلي كيف يمكنني أن أساعدك؟
حماسها يضرب المنطق والعادة فردت بوداعة:
-أريدك أن تساعدني وتعطيني عملاً، حين كنا في المشفى أخبرتني أنني إن احتجت شيئا ما آتي إليك لتساعدني، أنا في الواقع بحاجة ماسة لعمل!
ورغم أنه استشف بلجوئها أن لا أحد يعرف.. خصوصاً بهيئتها هذه حاول مجاراتها؛ تبسطت شفتيه تنعى الورطة التي وقع بها:
-أتحبين شرب شيء ما!
ثنت طرف شفتها الأيمن تهتف:
-شاي.. يفضل بالنعناع!
أومأ لها يطلب موظفة خدمة مجمع المحامين، وعاد لوجهها الذي يراقب ويتفحص أدوات مكتبه.. افترس هيئتها بنظرة الدراسة، يخضعها لاختباراتٍ، ينأى بلين قلبه نحو جحيم العقل، وفشل! يفشل ببساطة لأنه عاجز أمام وداعة ملامحها والتي تنبئ بشر دفين سربته الشقاوة المتوارية
شبك أنامله يكسي وجهه الجدية ويلفت نظرها الفضولي له:
-ما العمل الذي ترغبين أن أساعدك فيه، أو كيف يمكنني مساعدتك؟
ردت بأمل:
-أي عمل عندك بالطبع.
ثم التفتت حول المكان:
-هنا مثلاً، أي شيء سأفعله بالطبع! أنا أستطيع أن أنجز أي شيء يطلب مني!
ثنى شفته بانبهار زائف يجيبها:
-لكن لدّي سكرتيرة بالفعل..
لم يتوقع ذبول وجهها سريعاً، لكنها لم تمهله فرصة التعقيب إلا وفاجأته:
-من فضلك.. أي شيء.. أرجوك أي شيء!
وصل الشاي بالنعناع كما طلبت ارتشفته سريعاً فلسع لسانها كشرت:
-سكره خفيف.. لا يطاق!
ويبدو أنها لن تبتلعه بسكره الخفيف بملامحها المتغضنة فطلبت:
-أريد سكراً!
استدعى موظفة الخدمة وجاء ت مكعبات السكر الخمسة والتي لا يعلم كيف وضعتها في الكأس ارتشفت الكأس بثلاث رشفات إن لم يخب ظنه، وتصور السكر في الكأس أصابه بالغثيان فترك قهوته يسأل:
-ما تحصيلك الدراسي؟؟
ضحكت.. وعرف بحرجها:
-ثاني ثانوي غير مكتمل قانونياً!
مال برأسه ينتظر التكملة وعينيه تتابع أناملها التي توقفت أمام فمها كمن يهمس سرّاً:
-لكنني عملياً لا زلت بالصف التاسع!
أسبل أهدابه يتحكم في بسمة طارئة ففسرت أكثر:
-العاشر والأول ثانوي والثاني ثانوي.. لا أعلم محتواهم!
أومأ برأسه:
-فهمت عليكِ، والآن أخبريني كيف يمكن أن أوظفك هنا وأنت لا تملكين أية شهادة؟
أجابت بضياع لتفاصيله المنغلقة التعابير بانهزام..
لقد فقدت نورها، والله لن يحدث لو جمعته شظايا من أرضية المكان لتوشحت به.. لن يفلت منها الأمل ستتشبث به:
-أي شيء، أنا جئت فعلا لأنني بحاجة لعمل.. كنت أول من خطر على بالي يستحيل أن تأتي في مخيلتي دون أن يضعك الله نصب بصيرتي إلا وقد سخرك لي.
تأثر.. فقد كانت صادقة.. والصدق لا يحتاج لإشارة لنقنع به، حدسه فطري وتملكه:
-حسنا لك ذلك ضحى، ستكونين موظفة خدمة هنا لإنجاز الأرشفة التي ستعلمكِ عليها السكرتيرة، وتنظمين أمور المكاتب جانب السيدة التي جلبت لكِ الشاي، ستخضعين للتدريب على أمور البيانات، ومن بعدها تؤهلين لذلك!
تبسمت.. فأضاءت السماء وانزاحت السحب التي تظللها، سطع الضحى وانتشر الصبح طقساً لليوم كله وإن حل الظلام
**









يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 06-11-21, 10:54 PM   #1116

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



كانت النكسة قوية!

أجفلتها على حينٍ سهوة..

لم تك إلا طائرًا بنى عشًا حوله وأوصده، وبرفة ريحٍ طار العش وطار قيده!

حديث منتصر كناقوس يدق في عقلها وسؤاله المتعجب حينها:
-سنعود ما بكِ.. ألم تكن تلك رغبتك!
-أجل.. لكن لم أتوقع لقد فاجأني الأمر ليس إلا
نسيت أنها من ألحت بطلب العودة، لقد كانت تحيا.. تجرب شعور الحبو برفرفة جناحين
لكنها ارتطمت بالسقوط!
والضربة جاءت على هيئة عودة مستعجلة إلى البلد!
مواجهة.. ورجلٌ ستراه!
هي امرأة أجادت التنكر ومارست الهروب، طمست الثغرات بأقلام الكمال، ومن تلوذ بحبره جرّها لإملاء صحفٍ مشوهة بأخطاء الماضي!
راقبته يضع آخر حقيبة في السيارة من خلف النافذة متشبثة بطرف الستارة برفقة طفليها والسائق، أسنانها تلتهم داخل فمها بضراوة، لم ترتجف.. لكن شعور الخوف يهز أركان قلبها يجرفها نحو الصفر
إلى اللا عودة!
منفى الروح
اغتراب الذهن
وثقل الضمير..
كان يضحك لتعليق السائق وحانت منه التفاتة نحو نافذتها فعانقت نظرته عينيها الضائعتين!
ولها تسقط قوانين الجذب.. والكون.. والفيزياء
وتبقى لبنى.. معادلة لا شيفرات ولا رموز لها
انحسرت بسمته، والتفت للحارس يناوشه، ثم عاد لها
أشار بكفه.. وردت بهزة رأس وحروف قرأتها عينيه!
-سآتي!
بعد وقتٍ طويل هبطت له، تتهادى بخطوات بطيئة وكل المسافات تتلاشى ابتسامات مهتزة، شرودها يزداد في محاربتها لأشباح تظنها غير مرئية له لكنها يصارعها معها، جاءته تسأل:
-تأخرت عليك؟
هز رأسه يضبط وضع المرآة الأمامية يجيبها برسمية:
-أبدًا، نمشي؟
ابتسمت له ابتسامة تحتاجها أكثر منه، تسبغها قوة وأمل بدأ يضمحل:
-هيّا بنا!
تنفست بعمق، تزامنًا مع قفز وتين، تصفق بكفيها متحمسة:
-سنعود لديارنا وأخيرًا!
ارتفع حاجبه يراقب حركاتها وشقيقها ينضم إليها مهللاً بحروف متعثرة:
-لو كنا جلسنا يومًا إضافيًا لكلتم إليّ تهمة نفيكم!
ضحكت هي بصخب هذه المرة، ضحكة تنعش روحه وتحييها، ظاهرها حماس وجوفها كابوس:
-بالمناسبة هم محقون جدًا، سنعود إلى عشنا الأول..
ملست على كفه فالتفت إليها إذ كان يولي القيادة تركيزه فوجدها بنفس الابتسامة المترددة التي يلمحها وتخنقه:
-ذكرى كل جميل بيننا، بفراخنا الحبيبة، تكبر معنا، ونكبر بحبهم!
ناوشت قلبه تلميحاتها المبطنة التي فهمها، تنفس عميقًا ورد برد أعمق:
-الارتحال كان لأجلك، والعودة أيضًا لأجلك وإن تأخرت بسبب ظروفي، تعلمين راحتي متعلقة بكم!
والضمير المتصل الذي ضمه لها يوصل قلبها برباط تجهل تأثيره عليها تظن بعقلها الصغير أنها صلة ديمومة وسكن:
-أعلم ولهذا لو قضيت عمري أشكرك لن أوفيك حقك!
تسللت نبرتها لنبراس يضيء في ظلمات قلبه، احتفظ في صدقها ولهفتها للأبد، وصوته خرج متأثرًا مشحونًا بشكل تعرفه في أوقات خاصة بينهما:
- لا أود شكرًا منكِ، تعلمين جيدًا ما أريد!
ازدردت ريق المجهول تومئ له، ونبرته تؤرجحها على أنقاض لا تدري أتسحق تحتها أم ترديها:
-سأكون.. أعدك منتصر!
عادت للأمام فيما انشغل هو بالقيادة والصمت ثالثهما كما اعتادا، لا يخفف وطأة ترددها، ويقينه يشمله كاملًا أنه سيبقى عاجزًا عن فهمها،
وحلوله استنفدت، ولا يعلم عن طاقته أبدًا!
***
لم يمضِ على رحيله سوى ساعاتٍ وجاءه نبأ انقلاب سيارة الحارس التي تتبعه!
السائق بخير.. وإنما كانت قرصة أذن هو المقصود بها، وتلقفها المسكين!
عاد للبلد يترك ذويه في عهدة أيمن الذي أسكنه منتصر في منزله، ورونق التي جاءت للبنى، وذهب..
وعلى مشارف الساحل تسلل نبأ احتراق معارض العمري للأجهزة الكهربائية والمفروشات لكن تم السيطرة عليها وما تضرر إلا القليل
والمحاولة.. باتت محاولتين!
والتهديد نفذ.. والقادم على ما يبدو هو!
عاد بعد يومين برفقة سلوان التي أوصلته وبقيت معه طوال الأزمة التي حلّت تهمس له:
-كتاب النقل خاصتي قد أرفق اليوم!
سألها بغير تركيز يضغط بأنامله بين حاجبيه:
-أي كتاب؟
ردت عليه ببسمة:
-لقد أُصدر كتاب نقلي هنا، أبقى هناك وحدي لا يصح مع من سأتحرى إذا لم يكن ابن خالي على رأس عملي!
هز رأسه:
-لا يصح معك حق!
وصل البيت وخبر سلوان أشعل نيران غضبه، لكن عزاءه الوحيد أنه سيحرص على نقلها بعيدا عن مركزه، فحدود المدينة هنا أوسع وسيحبط مساعيها جيداً..
ولم يكن حاله في منزلهما أفضل، عادت تنوء المبجلة بنفسها عنه، والطامة حين قدم وضاح للمنزل يطمئن عليه وجدها نائمة ولم تستيقظ وحين غادر سألها:
-ما بك هل أنتِ مريضة، آخذك للمشفى!
يعلم أنها تعاني التكيف مع الأماكن الجديدة، والعودة تحيي الركام وتنقب مسلات النخر فردت عليه:
-أنا بخير.. أظن تقلب الجو هو ما يؤثر بي..
قبل جبينها يدثرها جيداً وخرج للطفلين يعتني بهما عاد لها مكتشفاً تصنعها النوم زفر عميقاً وجاورها:
-أعلم أنك مستيقظة
لم تجب فدنى نحوها يبعد الغطاء:
-كفاكِ هروباً مما تهربين أنتِ؟ هيا قفي على قدميك وتفاعلي جيدا مع المكان
تحركت جفونها فبلجت واحات الزمرد التائقة بشجنٍ حزين لهُ وترد:
-لنقل من نفسي ومن الكون بأكمله!
أمسكها من خصرها يُسندها بخوفٍ عليها أججته الرسائل والأفعال التي تصله:
-تعالي إلى صدري آويكِ، إن نفذت منك الحلول قلبي دائما يمتلك الحل!
ذات الوهم المسيطر.. يسحبه.. يخضعه، لقد بات تحت سطوة زمردها والضياع خط حكايتها فذاب مع الحقيقة وصوتها المتعب أتعبه:
-أشعر أنني لستُ بخير، أو شيئا ما سيحصل لي هذا الشعور ما انفك عن مفارقتي!
جذبها لأحضانه العاصفة التي سحقتها.. انتقم لغرقه بهجومٍ متفرد يخوضه بالظفر ككل مرة، يدميها بهولِ ثورات عشقه التي تكتسحها وتأمل نقصاً أو دوناً عن ذلك وسراب وحده ما تجنيه بعد كل انتظار
قبلته لها عنيفة.. العاطفة فيه مشتعلة دون إرادة من عقل يسأله الحذر.. وقلبٌ ملتاعٌ يغريه بالغرق بين ثنايا الجسد والروح..
قبلته انتهت وأنفاسه لا تهدأ حدتها ولن تهدأ؛ كيف تهدأ وهي تتملكه أكثر فأكثر؟
لاحظت احتدامه فهمست:
-منتصر.. ترفق بي قليلاً
همسها ضائع..
مشتت..
حائر..
همستها من قلب متقلب بسعير العاطفة وثورتها والعقل غائب في حضرته..
هتف بخشونة وذراعيه تلتفان حولها بهيمنة:
-كرري الطلب لبنى كرريه!
-ترفق بي يا منتصر..
ومنتصر لم يجد منفذ للرفق؛ الرفق معها في تلك اللحظة محال..
جوابه كان قبلة أخرى أشد تطلبا.. قبلته يائسة خوف تسربها من بين يديه..






يتبع.....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 06-11-21, 10:59 PM   #1117

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



بعضُ الأكاذيب رفع الإسدال عنها نجاة!

نسائم الشتاء بطيئة.. متمهلة ترتشف أنفاس الحياة لتشهق الحب والذكرى لقلوبنا.. وهما عاشقان على متن الشتاء.. وإن كذب البحر هطل المطر!

عملت ثريا في الصيدلية رغم التردد، لكن حماسها هلل لممارسة مهنتها الحقيقية التي لم تعمل بها، لقد امتهنت بها كما تمنت وإن رافقتها تعليقات جيداء المضحكة:
-ارتقيت من بيع المستلزمات النسائية إلى الحقن في العضل، ونعم ممارسة التمريض!
لا تعبأ بسخريتها وترد:
-أهم شيء عندي أن أمارس مهنتي وأرتدي روب التمريض كما كنت أحلم.
طلب منها الطبيب منذر الطيّب إملاء استمارة بعد مضي وقتٍ لضمها قانونياً، حين أملتها توجست خيفةً، زادتها صدمة وضاح وغضبه.. لكنها تجاهلتها!
اعتذرت عن القدوم باكراً لهذا اليوم لطوارئ أهلها المعتادة وتترك وضاح في صدمته يهذي:
-غير متزوجة!
بزغت الشهب وشهقت الصواعق وبصورة سيئة لكم البَرد جوفه؛ ألم تخبره بأول زيارة أنها متزوجة!
لحظة هل طُلقت؟
ليس أعمى ونظره صحيح عاد للاستبانة يقرأ الحالة الاجتماعية لنسائية وتوليد، ولكنها عازبة فعلاً ليست مطلقة ولا أرملة، ركن الاستبانة ووهج عيناه يكفي لضي السماء الباردة التي لم تعتبها شمس، يثني أنفاسه في الحشا لكّي لا يفضح توتره وغضبه...، كاذب.. وكاذب.. صدمته الفرحة قتلت غضبه في مهده ولا يود فضح نجمٍ هوى يضيء عتمته!
أدخل بياناتها على الحاسب المحمول ينتظر مجيئها، جاءت بعد الظهر وفي حضورها جلاء همّ يستبد به.. عودة الغائبين من منفى الضمير!
أخذت الروب الذي ترتديه قبل السلام وتغلق أزراره:
-هل تأخرت عليك؟ معذرة لقد ذهبت للبيت ينقصهم بعض الخضار وعبوة الغاز اختارت هذا اليوم لُتفرغ، وساعة كاملة أهاتف سلامة علّه يجيبني ولم يفعل!
هزّ رأسه مجاملاً:
-لا عليكِ يعطيك العافية..
شكرته بجفاء ولم تتوقع رده هذا، مستفز بكليته شحيح الكلام سخي الصمت، عابس السحنة مهللاً للنكد رباه لماذا هو ليس كمنذر؟
-هل تود مساعدة ما؟
حروفها دافئة وصادقة أشعلت الضيق في نفسه بكون خيرها أسلوب حياة تنهجه وتفرضه حق لمن تتعامل معه!
أخطأ في إدخال كلمة وبعث النموذج خاطئا بفضل ثرثرتها في أي شيء وكل شيء مهما كان أو لم يكن:
-لا أبداً ارتاحي.
تهكمت من ملامحه لا ينقصه إلا ضربها والله، حسنا عنادا به ستجلس في المكان فوق قلبه.
انزوت خلف مقعدها مطولاً، فكرت في مسح الأرضية لكنه منعها مسبقاً انبثق في رأسها تنظيف رفوف الزجاج كما تحب، ومن حيث لا يدري خرجت بالمنظف تجلس القرفصاء تهم بمسح حاجز زجاجي، وعنه غابت عن بصره.. افتقدتها حواسه فرفع بصره يبحث عنها وكاد يلطم من الذي انتخى بها لتمسح رفوف الصيدلية:
-من فضلك هلا تركت عنك تنظيف الرفوف..
ببسمة عصبية أكمل:
-لا يصح أن تقومي بتنظيفها أنت هنا مساعدة طبيب لا علاقة لكِ بشؤون النظافة أبداً
وقفت تبرر بحرج:
-وما الضير في ذلك أنا موظفة هنا وعادي لو نظفت لن ينقص من مقامي شيء.
رد عليها بقلة صبر:
-كما أخبرتك اتركي عنك.. هناك مسؤولة نظافة تأتي وتتكفل بهذا.
تمتمت ساخطة تضرب الأرض:
-جعل رفوفك تتعفن يا رب.. ويقول الناس انظروا كم هم قميئين!
تذكرت أنها موظفة وسيعيبها أهل الحي فهتفت بصوت مسموع تفتح كفيها عجزاً:
-سأخبرهم هذه مشكلته.. ليست مشكلتي أنا أحب النظافة.
دخل في هذا الوقت الأستاذ حمزة وكان في موعده ككل يوم، لقد فعلها أكثر من مرة هذا الأسبوع:
-كيف حالك آنسة ثريا؟
ردت عليه ببسمة لطيفة، تلتقط نظراته بحزم رغم توردها:
-بخيرٍ، ماذا عنك؟ كيف أصبحت حفصة هل هي بخير؟
أجابها بنظرة من مارس الغواية وسقطت الفرائس له، مسبلا أهدابه بدراسة:
-بأفضل حال وتود زيارتك؟
ابتسمت له تجيب:
-على الرحب والسعة، بانتظارها.
مضى نحو الصيدلي الذي لا يطيق وجوده، تناول منه العلاج ومضى خارجاً.
..
جلست بملل سئمت كثيرا والمزاج يسأل الشاي لم تتردد ودخلت للمطبخ، غابت فزفر نفساً ثقيلاً لأسبوعين لم يرف لهُ جفنٌ، عودة منتصر تنهشه وتذوي به لقاع الخوف من كشف المستور
استنفذ حلول عقله وسراج أخير أنار ليله بسهوة يأس
سيمضي به وإن كان فتيل السراج لا يلائمه..
سيستنير!
كل ما احتاجه ثوانٍ لتفوح رائحة الشاي الذي يمقت.. والنكهة التي يكره أكثر الميرمية، كل نظامه أخلت به، عبوة شاي عادية جانب آلة القهوة خاصته، علب مستهلكة للمواد التموينية خصصتها لوضع المؤنة وكأنهم في غزو، خبز طابون قرب مغلف التويست ومقتنياته البسيطة، سيجن ماذا يفعل بها؟؟
منذ بدأت العمل هنا وتفاصيلها تسبغ عليه حميميةً مزعجة تؤثر في اعتكافه
-هل تشرب شاي؟
أجفلته بكوب كبير في يدها فرد بهدوء:
-شكرا.. لا أفضله سأصنع قهوتي بنفسي..
مضت لمقعدها تعد الدقائق كالعادة، حلّ الشفق بقدوم رجل غابت الشمس لحضوره، يكفي إقبال خطوته لتنحسر الأنفاس له انبهاراً، وشيءٌ كالهيبة يغشاها إذا مرّ جوارها، هذا الرائد منتصر كما عرفت..
-لم أتأخر في موعدي تماماً
نهض وضاح له بانفتاح لا تعرفه تعابيره المغلقة، حياها
فتبسمت له ترد التحية، طالت جلسته وجاء منذر الذي سامرها وألقى بطلب مُغرض لها أن تشارك منشورا بعينه على صفحتها فسألت:
-حقا هذا المشفى طلب موظفة، لدّي قريبة تبحث عملاً هي محاسبة بالمناسبة، ولها خبرة وظيفية غير هينة أبدا
افتعل الدهشة وأجادها:
-حقاً فرصة لكي تخبريها.. المشفى بحاجة ولديها نقص.
تحمست أكثر تهاتفها ولأجل الصدفة جاءت جيداء بعد يوم طويل مضنٍ في البحث بين الشركات، دخلت وأهملت الجميع تنتظر ثريا لتغادر معها ولسوء حظها شاهدت منتصر على مرأى عيني منذر فانذهلت، فضحتها نظراتها ومنذر ينسحب ببساطة من جلستهم يعاين مريضاً ويخرج بخطوات شر بطيئة.. يراها بذات الاختلاسات الغبية، من يلومه لو طرد منتصر الذي يجلس كملك زمانه والغبية الساذجة لا تقدر النظر جيداً تنظر له ببلاهة، استند على الحاجز الأساسي بنظرات مشحونة يوجهها لجيداء التي تجلس قرب ثريا وإن ما خاب ظنه تناولت أربع حبات تويكس حتى التويكس سيحرمها منه، ولو أنه يجلبه لذكرها.
-يا ربي لما لا نمتلك مثل ذلك الرجل، انظري انظري لهيبته
انحنت ثريا أكثر نحوها تضم أناملها للأعلى وتهزها بشرح:
-أقول لكِ يا حمقاء متزوج.. متزوج ويقولون له أبو وضاح
دنت جيداء بنظراتها من خلف الزجاج تهمس بحالمية:
-هنيئا لها به.. هكذا الرجال!
نفخت كفيها الباردتين:
- انظري كيف يجلس فقط يا ثريا تتقاطر منه الهيبة تماما...
رمقته ثريا بلمحة خاطفة يعقد ساقاً فوق الأخرى وبمنظر مهيب لا يُنكر رغم بساطة جلسته مع زميلها وضاح.. وضاح فقط!
لوت ثريا شفتيها:
-استح يا بنت.. أخشى أن يتنبه لنظراتك!
-أتعلمين لو امرأته جميلة سينجبان مصنعا من كب الكيك والدونات، رجل مجلات هذا حاشا أن يكون غير ذلك!
قهقهت ثريا غصباً عن استغرابها من جيداء التي لا تلتفت لأحدٍ مطلقاً:
-هل نذهب جيدو؟
تنهدت جيداء بحسرة:
-أجل.. أجل يا رب ارزقنا!
لم يحتمل منذر الوقوف فخرج إليهن مبتسماً بكياسة مدعيا البراءة:
-ثريا قبل أن تخرجي، أخبري قريبتك أن تأتي غدا إلى المشفى الساعة الثامنة إن ناسبها بالطبع
قطبت جيداء في حين تذكرت ثريا تضرب جبينها:
-يا الله لقد نسيت، جيداء الطبيب منذر أخبرني أن المشفى الذي يعمل به طلب محاسبين
هللت جيداء:
-حقاً، ما اسمه؟
ذكرته ثريا فتبسمت جيداء أكثر:
-هذا المشفى كنت مؤمنة له طبياً في عملي السابق
ما شاء الله.. سيبقى الحديث دائراً بعيدا عنه وهو متفرج تارة لنظراتها البلهاء لمنتصر البشع وتارة للعمل الذي كاد يموت في سبيل تحقيقه:
-حقاً، فرصة أكثر من سعيدة أن تتواجدي في العمل به!
وبرفعة أكبر أكمل:
-غدا المقابلة إن وددتِ أي مساعدة أو خدمة هذه بطاقتي!
شكرته ثريا ودعت له أدعية أهل الكون، في حين تبسمت له جيداء بامتنان.. ابتسامة خصتها لهُ وحده، عقب تلك الابتسامة الأولى وسيحرص أن تكون ابتساماتها كلها له. يا رب طبعاً.. يا رب.
مشيتا في الشارع وقبل أن تصلا ابتاعتا بذور عباد الشمس، جلستا على السلالم، والشارع مكتظً بأطفال الحي بين "لعبة حجلة وطميمة"..
أصوات الرجال من القهوة ومباراة كلاسيكو رغم الشتاء حضروا لأجلها، جلب لها أحد الأطفال كأسين من الشاي فقبلاهما بسعادة بالغة هتفت ثريا:
-يا الله منذر رائع.. كم يهون عليّ المكان هناك، ظله خفيف يمازحني ولا يشعرني بأي ثقل
-إمم أعتقد معك حق في أول مرة ذهبت كان لطيفاً وتحمل سماجتي وكذبتي!
تناولت جيداء بذرة تقصمها بين أسنانها المتقدمة تجيب ثريا التي سألت:
-متى ذهبتِ أول مرة؟؟
تحمست جيداء وابتدرت الحديث:
-سمعت منكما عنها وحين عدت مرة تذكرت مقتنيات طفل فدوى وذهبت، وللصدفة كانت تحوي جهازاً إلكترونياً لقياس الوزن؟
-وأكيد ذهبتي لتستخدميه كالممسوسة!
ناظرت جيداء جسدها:
-كنت أود أن أرى نتائج الحمية..
مطت ثريا شفتيها:
-وما الذي حصل؟
-رأيتُ الطبيب الطيب حقاً لقد تحملني تخيلي نوعاً ما ولا أدري كيف خرجت مني إهانته!!
-اهنتهِ وتحملكِ؟؟ والله لو كان وضاح لطردك بلا عودة!
ضحكت جيداء:
-هل طردك أنتِ التي فتحتِ من الصيدلية عيادة نسائية!؟؟
ارتدّت ثريا نحو الجدار، تترك عنها بذور عبّاد الشمس، وتهتف بتنهيدة ضاحكة:
-يا إلهي.. أقسم أنني للآن أخجل من تكرار زيارتي لهم في مدة حمل فدوى، تخيلي أنني زرتها في أول افتتاحها حين جلبتُ لضحى جهاز الحمل!
سألت جيداء غير مصدقة:
-حقاً
أومأت ثريا بنعم:
-والأدهى كانت مبعثرة وغير منظمة البتة كانوا لا يزالون يوظبون حاجياتها، وأنا مضطرة ليقين حمل ضحى!
توسعت حدقتا جيداء متخيلة المنظر:
-وما الذي حدث بعدها؟
-غاص في الصناديق ليخرجها لي!
لم تمتلك جيداء سوى الضحك بصخب هذه المرة
-يا ليت انتهى الأمر هنا بدأت سلسلة حاجيات فدوى وضحى وللحظ هو بذاته وضاح كم يبدو الأمر محرجاً، والأدهى أخبرته أنني متزوجة ليعطوني إياه، وحينما أمليت استمارة الوظيفة كتبت عزباء
غطت جيداء كفيها:
-يا للإحراج الحقيقي هذه المرة ماذا فعلا لكِ؟؟
-في الواقع وضاح استنكر بشدّة ورفع حاجباً دون تعليق، ومنذر لم يول الأمر أية أهمية!
لم ترد جيداء إذ ضحكت كثيراً تضع كفها على بطنها وثريا تلكزها:
-لن تحاولي معي.. صدقيني لن أتأثر أبداً تصنعتُ أمامهما بأنني لم أكذب مطلقاً منذر سلّك لي أما وضاح أظنه كان مغتاظاً
تهكمت جيداء:
-تظنينه مغتاظاً أي لم يكن أصلا مغتاظاً وبوده طردك؟؟
شمخت ثريا:
-هم بحاجتي أصلاً، وفي موضع حرج لا يستغنيان عني أبدا لا تنكري جيداء!
رشفت جيداء آخر ما تبقى من الشاي سريعاً لكيلا تسعل به:
-القليل من التواضع حبيبتي، أشعرتني وكأنك الممرضة الأولى في الكوكب التي لا يستغنى عنها بأبسط إعلان!
تذكرت ثريا:
-على سيرة الإعلان الصيدلية نشرت إعلان المشفى أكثر من مرة كيف لم تريه؟
-لا أعلم.. جيد ذكرتني تعالي معي لننتقي لباساً للغد!
نزلت زينة نحو الأصوات بثوب ثريا الجديد الذي لم ترتديه للآن تهتف لثريا:
-يا حمقاء هناك رجل في المضافة يقول أنه يعرفك معه ابنة أخيه وطالبة عندك أيضاً.
ذهلت ثريا هل جاء كما قال لها فأكملت زينة بحسد:
-رباه جماله أخاذ.. وطلته بهية!

**







يتبع.....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 06-11-21, 11:02 PM   #1118

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




يجلس في سيارته مترقبا قدومها، عاقبها بافتنان نظراتها لمنتصر بمجيئها باكراً والذي جرى أنه من عاقب نفسه التي جاءت قبل السابعة بهذا البلل الوفير!

في كل مرة يخطو نحوها يعود خلفها ألفًا، على شفا حفرةٍ من اليأس بها، فتح صيدليةً قربها ولم تجمعهما خططه الساذجة، أعلن عن الوظيفة وشاركها بدلاً من المرة عشرة، لكنها لم ترَ.

محاولاته البائسة تشعره بأنه مهما خطط وحاك خيوطاً للدروب لن يرتبط خيطاهما إن لم يكتب لهُ، وبفضل الله خمسين دقيقة بعد السابعة وكانت تخط البوابة الرئيسية للمشفى، هيئة رسمية بعيدة عن السبورات المعتادة!

ويعترف بالرغم من امتلائها لها طلة بهية تلائمها ولله قدرة عجيبة في إتقان القوالب.

نزل سريعاً مفتعلا صدفة لقائها رأته وحيته بخجل:
-موظفة مثابرة، أ نستبشر خيراً يعني أم أن هذا حماس البدايات!
لهثت أنفاسها المتوترة تخبره بخفوت:
-لا أستطيع الجلوس دون عمل.. العمل بدمي لو كان عليّ لوصلت المكان قبل السابعة.. الحماس بلغ مني مبلغه!
-أتمنى أن تقبلي هنا.. صدقي ليس لأنني موظف في المكان.. لكنه ممتاز ومريح جدا!
رفعت رأسها تؤمن على كلامه.. كانت نظرة من أفق البال الوضاء و قذفت بها لحيرة الظنون الواهمة .. أرأت نفسها أم توهمت؟؟
تلعثمت تجيبه:
-تثير حماسي أكثر مما يفعل بي!
وبسحر يتميز به.. لا تعرف كيف انبثت منها الأريحية رغم ما توجست به:
-إن لم أُقبل بها.. ستتحمل كسر خاطري وحزني حسناً، أنت من زرعت هذا الحماس بي وبثريا؟
آه لو تدري أنه مستعد أن يتقبل كل ما يلم بها ولا يطرق قلبها مطرقة حزن وليته هو إن شاء الله!
-أتحمل ولمَ لا.. أنا أساسا جئت لأتكبد كل هذا!
تمتم بها بصوت خفيض لم تسمعه تململت في وقفتها تضيق عينيها قبل أن تغادره:
-ماذا؟؟
لم يجب.. صمته أقبض حسّها؛ مستبيحاً بذكائه خوالج الشعور وغاصاً نحو العمق، لقد وصل، لم تكُ سوى نظرة درسها وأبلغتها توتر الخَطب الأول من الإعجاب ..سرت قطرة مطر بللت جوفاء قلبها المتعطشة، انغلقت صفحة وجهها وحيته مغادرة بهدوء، ومضت غيمته المتفردة تتركه حزينا بلا ظلٍ أو مطر!
كانت أسهل وأخف مقابلة تمر عليها بحياتها كلها، انتظرت القبول وغادرت يشيع خطواتها بأمل يحيا.. راضٍ بقربها بعيدة متيقناً أن الدرب أمامها ليس سهلاً أبداً، ويرضيه لأجل الغالية ألا يتواجد بقسمها.. لا بقربها.. يكفيه مشاركة نفسها وعلى نبض ذلك هو يعيش!
**
في الانتقام مرارة الارتطام من سفح الكبرياء إلى قاع الذل، خاسرون أولئك الذين يشنون غارات هزائمهم بجيوش ميتة ليظفروا.. متناسيين بترهم الأطراف في كل غزوة!

شعر مبعثر لم يرقها أن تملس خصلاته، ثوب يتقن الإغواء وإبداع الطلة، أحمر شفاه لاهب كرمد قلبها، خرجت بغية رؤية علاء الذي جافاها ليومين ولا تعلم السبب ستباغته في مكتبه، وصلت الباب تفتحه وارتطمت مباغتة بكرتي نار متجسدة في وجهٍ تمقته، سيطرت على ارتجافها المتأثر تهتف:
-لماذا جئت؟
أسبل أهدابه ببسمة وألق طفيف يتسع مع تمشيط نظراته لها من أسفل إلى أعلى ببطء مغيظ لها:
-جئت أرى ابني!
ردت بقوة:
-اليوم ليس الاثنين لكي تأتي أم أنك جئت متحججا به لرؤيتي!
أبعدها بهدوء يدخل ويتركها متخصرة بغليان ذاتي:
-بل أدرك جيدا في أي يومٍ نحن، ولذلك جئت أعوض ابني الرعاية التي يفتقد في ظل لهاث والدته خلف رجل آخر وقضاء أوقاتها معه!
صرخت به مقهورة:
-اخرس لا أسمح لك.. لا تتعدى حدودك معي!
اقترب وسعير أنفاسها يصب حمماً لوجهه، رفعت يده فأرجعها ببساطة يثنيها خلف ظهرها:
-هشششش..
دوي خفقات قلبها يفرقع الوجود الصامت حولهما:
-صوتك لا يرتفع في حضرتي إياك أن تفعلي وإلا سيحصل ما لا يحمد عقباه!
كانت تتلوى تحاول فك يدها التي لم يؤذيها رغم سيطرته عليها:
- أستغرب جداً من حجم رخصك!
صرخت بصوت عال:
-اصمت
تملك وجهها بعنف.. هامساً بصوتٍ مكبوت يشي ببراكينه واندلاع ثوراته الخامدة:
- أي وجه تمتلكينه لترفعي نظرك كما صوتك، أي امرأة أنتِ عدمت كرامتها... وباعت ضميرها بشكل مقزز.

ارتفع صوته تزامناً مع عرق رقبته النافر بشدة:

-مقزز حد إثارة الاشمئزاز والقرف...
تصلبت عروق جسدها، يهوي بالثلج ويذوي نباتات الانتقام التي روت:
-أيها الحقير!
جذبها أكثر يؤلم يدها هذه المرة:
-لسانك لا يطول.. لا يطول حذاري أن أجعلك تنعين طوله كل حياتك..

تبسمت هازئة.. تلكم قلبه المصطدم بأبواب قلبها المؤصدة في وجهه:
-أنا راضية جدا بحجم الاشمئزاز الذي وصلك طالما يدنس واحات الطهر خاصتك، فدعك مني واتركني وشأني بلا تعقبي!
تحركت حنجرته سخطاً والغبية تتمادى.. تتمادى وتئد نوايا الترفق التي تحبو:
-أنا متصالحة جداً مع نفسي، مثابرة في نيل درجات الكرامة المتدنية طالما ذلك سيبعدني عنك!
هزها بعصبية، يدلي بشظاياه الحادة لكل فراغاتها المعطوبة.. غير الصالحة حتى للترميم.. والفارغة:
-وضيعة.. كريهة.. مريضة بشكل مؤسف يجعل شفاءك في ترقب الأنقاض التي برعتِ في هدمها..
ضربته في ركبته فشهقت حين ارتفعت بفعل قبضتيه لتصل مستواه يكمل لها بفحيح:
-أمثالك مختصون في تنقيب الحيوات الموشكة على الانهيار، يبثون سمومهم ليهدموها وبكل أسف الكون الذي ليس موجها لكِ، بل لنفسي لن تنجي مني ..أبدا لن تفعلي!
فارت دموعها والوعيد على أعتاب شفتيه:
-أعتذر لنفسي التي ستخفض من مقامها وتبقى خلفك وتتصدى لكِ!
أغمضت عينيها وعجزها في قبضته يبلغ مبلغه:
-ليس لأجلك المريضة، بل لأن طفلي الأهم منك ومن رخصك مقرونة بكونك والدته.. ولن أدعك تلوثين اسمه أو اسمي بالدنو أكثر من ذلك!

ضربته في صدره ضرباتٍ بحجم إهانتها:
-لن أدعكِ تكملين أمجادك.. يكفي ما فعلتي مع ذاك
ولن ينطق اسمه.. تتحجر حروفه التي خطها بمسلة كره تأبى أن تنطق:

- يتجاوزك.. بل يتعدى في دناءته المدلل والأحقر منكِ، أتعلمين تساءلت كثيراً لا أدري كيف لمثله أن يمتلك رونق.. كان ليكون لكِ متشابهان حد التطابق في الخسة والخيانة، لكنني لن أحقق لكِ هذه اللوحة الزاخرة!
أقهرها.. وأسال دمعها الذي تجبر على ذاتها الشامخة:
-لا تتمادي.. وإلا تزوجتك ثانية مكرهةً أو مرضية أو أخذت منك من أرفق لك شرف الأمومة مع عدم استحقاقك.

تركها تتدحرج بين أروقة الانتقام التي شيدت، شواهق العلياء التي ظنت أنها ترأسها انسلت بين يديها تناظر الشواهد بغبن.. وقلة حيلة!
رمقته يصعد للأعلى حيث طفله، يتركها متهاوية ببطء على أقرب أريكة يتملكها الجنون وتهاتف علاء:
-دعنا نتزوج يا علاء.. علينا أن نفعل في أسرع وقت!








قراءة ممتعة جدا جدا ...موعدنا السبت القادم مع فصلين متتالين .



إلى الملتقى، بإمان الله❤




Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 06-11-21, 11:44 PM   #1119

Ssuunndduuss

? العضوٌ??? » 392712
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » Ssuunndduuss is on a distinguished road
افتراضي

يعطيك الف عافيةةة العافية ☺
جولتا and الديجور like this.

Ssuunndduuss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-21, 01:03 AM   #1120

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 75 ( الأعضاء 23 والزوار 52)

Maryam Tamim, ‏ريجينا فلانجي, ‏Lamees othman, ‏meeth__22, ‏Nahla71, ‏randa duidar, ‏Ryhana77, ‏الدعسوقة, ‏Moon roro, ‏جولتا, ‏pearla, ‏yara nanita, ‏asmaaasma, ‏نفوسا, ‏leria255, ‏Time Out, ‏بلس, ‏Noipooo, ‏نوني2030, ‏أسيوش, ‏فديت الشامة, ‏حنين مريم, ‏Ssuunndduuss

جولتا and الديجور like this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.