آخر 10 مشاركات
16- انت وحدك - ناتالى فوكس . حصريا" (الكاتـب : فرح - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عروس راميريز(34)للكاتبة:Emma Darcy(الجزء الأول من سلسلة عرائس راميريز)*كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          سلاسل الروايات لكاردينيا73 (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          125 - الضوء الهارب - جينيث موراي (الكاتـب : حبة رمان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11647Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-21, 08:51 PM   #1371

زهراء يوسف علي

? العضوٌ??? » 483901
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 332
?  نُقآطِيْ » زهراء يوسف علي is on a distinguished road
افتراضي


سسسسسلام الله عليكم ورحمته
تسسسسسسجيل حضور

جولتا likes this.

زهراء يوسف علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 09:55 PM   #1372

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



الفجر الثامن عشر!

وأسدلت الحقائق أهدابها..

**
جثم الصوت فوق الجميع حتى بدده ريبال الذي تحرج:
-سأخرج الآن، ما أن تنتهوا سأعود
لا زال سالم محدقاً بضحى بريبة ثم التفت نحو ريبال:
-لا ابق هنا.. لا شيء سيكون سريا فنحن شركاء عمل في مكتب واحد!
ثم نظر لريبال المتجهم بين الملفات:
-ربما يأخذ القضية أيضاً!
تنقلت ضحى بينهما وبدا أنها غير مستوعبة تبرر لريبال بينما خرج سالم في هذه اللحظة يجري مكالمة:
-لا سيد ريبال القصة عادية وأنا أساساً أي واحد منكما سأوكله..
دخلت خديجة بقهوة سالم فامتعضت لرؤية ضحى وتمتمت:
-كنا مرتاحين.. من أين هبطتِ علينا؟
كشرت ضحى في وجهها:
-بنيزك يخصك وحدك يا قلبي!
شهقت خديجة:
-أعوذ بالله منك.. أعوذ بالله!
لم يحضر ريبال المشهد إذ كان غارقاً في البحث عن ملفات مهمة في الخزينة، رفع رأسه حين رأى الأصوات المعتادة ونظرة واحدة كانت كفيلة بإسكاتهما، عاد سالم من الخارج يسأل ريبال:
-هل وجدت شيئا؟
نفى ريبال الضائع بالبحث:
-لا..
أمر سالم خديجة:
-هل تستطيعين البحث في المخزن العلوي عن ملفات مدونة ب اسم "البيادر" في غرفة الأرشيف؟
أومأت خديجة بطاعة تتركهم وفضول ضحى أنساها قصتها وودت لو تسأل عما يبحثون عنه لكنها التفتت لسؤاله المهتم:
-خير ضحى ما الأمر؟ أي طلاق جئت به الآن!
حقا هو صادق وتجربة عملها معه أكدت له عدم اتزانها قد تطلب طلاقا الآن وتلغي الأمر بعد لحظات، أطرقت رأسها في حزن:
-لقد انتهى كل شيء بيننا، لم نعد نصلح لبعضنا أبدا!
رشف من قهوته يسألها باهتمام:
-أسمعك!
قصت عليهما القصة بأكملها ورغم أن ريبال لم يستمع بشكل كامل، وليس من النوع الذي يهتم ويتأثر قد اعتراه الذهول من حجم تهورها وغبائها، فالتفت نحوها وملفا معينا يقبع بين يديه متدخلا بأناقته المعهودة:
-كيف حاول الاعتداء عليكِ ونشب عراك في الحي دون أي إجراء قانوني أو حتى تدخل الشرطة؟!
رفعت رأسها بذات الحماس الذي يصيبها للحظات فتنسى نفسها، مع كل حدث مهم تتحمس وتنفعل وتنسى أن القصة الأساسية قصتها!
ضربت وجه كفها اليمنى براحتها اليسرى تشرح
-لقد ذهبوا إلى نائبنا في البرلمان "العيسوي" وهو بدوره دفع كفالة وأخرج موسى وأصدقاءه، ولم يناموا في السجن يومها!
سخر سالم:
-يبدو أنكم معتادون على ذلك.
أومأت له:
-والله كل قصة تحدث يحلها سريعاً
مجددا حدق ريبال بها للحظة وتساءل بتشوش:
-أنت من البيادر ضحى؟
هزت رأسها بانفعال:
-لا أنا من حي نوارة لكنه تابع إداريا للبيادر!
أمعن بها للحظات:
-للتو أعلم أنكِ من نوارة!
ضحكت بلا هدف فأشاح بوجهه يبحث بجهد مضن عن الملف الذي طلبهُ والده ضرورياً!
عادت تقص على سالم القصة:
-هل سأستعيد ذهبي لو تطلقت؟
بسط كوعيه على المكتب يجيب بعد بسمة يائسة:
-أجل كل شيء سيعود!
غشاها الحزن الذي يصيب أيا كان أمامها بالفصام:
-ليت يعود كل شيء، هيهات أن يعود
شرح لها الكثير وهي بين تأثر وحماس، انتهت المقابلة بظفر ريبال الذي وجد ملفا مختصاً بالأراضي والقواشين في البيادر، مع صرف سالم لضحى بلباقة:
-أستطيع العودة للعمل صحيح؟
هتف لها سالم بجدية مفتعلة:
-أجل استغلي مزاج ريبال وعاودي بقوة!



**
-أيمن حبيبي خذ هذه النقود معك
هتفت بها لبنى تخرج من محفظتها بطاقة:
-هذه بطاقتي تصرف بها كيفما شئت إن احتجت أمرًا ما... لا أريد أن ينقصك شيء

اعترض أيمن بخجل:
-لا لبنى لا أريد.. أستطيع تدبر أمري، منتصر لا يبخل عليّ.. ما معي يكفي!

منذ سمعت بنبأ أيمن الفرح أن أصدقاءه في حيه السابق بحثوا في أثره كثيرا حتى وجدوه في نادٍ رياضي يذهب إليه هو ومنتصر، هناك التقوه بمحض الصدفة وفرحوا به بعد عتب كبير لخوفهم عليه، منذ لحظتها وهي سعيدة بشكل لا يمكن تصوره، واليوم استغل حلاوة الجو المشرق لمقابلتهم، ما إن خرجا برفقة صغيرها حتى سألها مرتابا:

-لبنى هل خيل لي صوت حركة في الخارج وصوتك كان ظاهراً ما الذي أخرجك في الصباح الباكر؟
ترددت تنفي باستماتة:

-أنا.. لا حبيبي كنت نائمة في هذا الوقت!

أومأ بغير اقتناع إذ أنه راقب من النافذة أخته تدور في الحديقة بخوف أوصلته إلى بوابة الحي وعادت برفقة وضاح إلى رونق هاتفت منتصر الذي لم يحادثها منذ خرج إلى عمله لكنه لم يجب، رن هاتفها برسالة فظنتها من منتصر فتحتها وأغمضت عينيها بسخط وإشارة "تم" تصلها، تنفست عميقاً تسير وتسير إلى أن وصلت منزل رونق التي تأخرت عن موعدهما رنت الجرس وانتظرت طويلاً حتى شكت أنها ليست موجودة، عاودت أدراجها والبوابة تفتح ورونق تطل من الباب:
-معذرة كنت في المخزن الأرضي
دخلت لبنى تهتف لها بتوتر:
-لقد خفت رونق، تأخرتِ عن موعدنا
ناظرتها رونق بمنظرها الأنيق بتنورة قصيرة وحذاء بساقٍ عالٍ، وسترة جلدية أنيقة وأجمل ما في طلّتها الطاقية الفرنسية فوق الحجاب فتجاهلت كلماتها تصفر لها بجمال:
-أين منتصر عن هذا كله؟
تلعثمت تسألها ببلاهة:
-عن ماذا؟
-لو كنت زوجك لما جعلتك تخرجين بهذا!
تبسمت بلطف وارتباك كبيرين، ولا تعلم أن إطراء رونق المجامل خفف من توترها:
-شكرا رونق، هل هي جميلة حقاً؟
أومأت رونق بانفعال حقيقي:
-سحر الألوان فوق المعقول..
أدخلتها المنزل فسألت لبنى بإحباط:
-ألن نخرج للمركز!
خلعت رونق الشال الصوفي عن كتفيها -لا.. بدلت خطتي في آخر لحظة!
لم تمهل لبنى الاعتراض:
-كما أنني أريد مساعدتك، اخلعي حجابك وسترتك سنعمل بجد!
صعدتا الطابق العلوي حيث جناح رونق أدخلتها غرفة الثياب التي فرزت أغلبها، وأمرت لبنى:
-أعط الصغير أي شيء يلهو به وتعالي اطوي معي الثياب!
سألت لبنى المذهولة من كل الثياب؛
-لماذا هذا كله؟
-اخلعي حجابك لبنى وطاقيتك هذه أشعر أنني في مقابلة رسمية..
بتردد فكت الحجاب وخلعت الطاقية فكان شعرها مبتلاً شغلتها رونق عن حالها فهي من بعد مقابلة سالي وهي تشعر بأنها على صفيح ساخن وتود إفراغ طاقتها:
-سأرفع التدفئة فشعرك مبتل فالطقس بارد جداً.. كنت أتساءل لماذا لم ترد خلع حجابها هنا!
تبسمت لبنى بحياء ترد:
-رونق أنتِ لا تستحين، شعري مبتل لأنني أستخدم حمامات زيوت لا تنتهي!
ناوشتها رونق:
-لا يوجد أحد هنا سواكِ بلا حياء، نيتي بريئة في القول لكنك أنت من قمت بتأويله!
لم تجب رونق التي بدأت بطي الثياب فعادت لها رونق:
-عدا أن منتصر زوجك.. أي لا شيء مخجل في الموضوع!
رفعت لبنى بصرها لها وكأن حديث رونق راقها، فبترت التفاعل وكلها يتآكل لتبوح لرونق.. التي أسهبت في المزاح والحديث حتى صدمتها لبنى بتساؤل أخرق:
-رونق هل من الطبيعي أن أشعر باحتياجي الدائم لمنتصر
همهمت بصوت بالكاد يسمع:
-أقصد احتياجي له كامرأة تريد رجلها!
أطرقت رأسها بخزي مما تسأل عنه:
-أنا أشعر بكمال مشاعرنا الخاصة رغم أنني لم أكن أحبه، حتى الآن يصعب عليّ وصف مشاعري له، لكنني أستغرب التلقائية فيما بيننا!
تركت رونق القميص من يدها ترد عليها بجفاء لا تعلم كيف خرج منها، ربما لأن مشاعرها الخاصة مع زوجها استحضرتها في حديث لبنى:
-ما بينكما طبيعي جداً، هذه غريزة يا لبنى ربنا يجعلنا نحافظ على أنفسنا منها بالزواج، وربما بينكما كيمياء أي منجذبين لبعضكما جداً من هذه الناحية فلا بأس!
لا تعلم لبنى لم كرهت المصطلح؟ وشعرت بقدرٍ عال من الاشمئزاز هل ما بينها وبين منتصر مجرد انجذاب جسدي ليس إلا، وعن رونق ندمت على ما تفوهت به فلبنى شحيحة بوح وحينما باحت قامت بالحديث معها بهذه الطريقة
-معكِ حق رونق أنا لا أنكر حديثك، لكن..
صمتت قليلا تكمل:
-أشعر أن ما بيننا أكبر..
تلاعبت بأناملها: - وأشياء يمنعني حيائي عن الحديث بها، أو وصفها.
حدقت بها رونق بمراعاة هي تدرك تخبط لبنى وضياعها، استمعت لها ولبنى تشرح بصعوبة:
-لكنني أشعره ستري عن عراء الدنيا!
اقتربت منها رونق تربت على يدها وتشرح لها:
-ما بينكما مودته ورحمته حبيبتي، ليس انجذاباً ولا نداء جسد، هذه المودة التي ينشئها الله بين الأزواج بكمال علاقاتهم!
طالعتها لبنى باهتمام فأكملت:
-العلاقة بين الزوجين يا لبنى أهم من ألف قصة حب وعشق قد تخوضينها وتعيشينها، هنا الرباط أوثق وأمتن!
تنهدت تشرح:
-حاجتك رغبك كل ما تشعرين به نحوه هو طبيعي ومن حقك!
زحف الاحمرار إلى لبنى فتبسمت لها:
-لا زلت حيّية لكن اؤكد لك منتصر زوجك وحقك أنت أولى به!
**

يتبع....
**









soha, m!ss mryoma, Topaz. and 9 others like this.

Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 09:59 PM   #1373

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



تأخرت عودة نائل لإجراءات السلامة الاحترازية فحجز في الفندق لمدة أسبوعين، عادت ثريا بانتكاسة وقلق كبيرين ففدوى نسفت كل سكوتها وخرجت عن المألوف ولا تلومها، أنها امرأة بلا رجل.. تتخبط بين حاجتها ورغبتها وضياعها بين أحاديث النساء الدائرة حول
"كيف لا يعود لكِ"
"كيف بقدرته أن يمضي دون امرأة كل هذه السنوات"
"هناك ما يصبره هو رجل ولن يستطيع الصيام طوال هذا الوقت"
ناهيك عن وحدتها وعبء التربية الذي تتقاسمه مع الجميع، ومجيء زينة كان القشة الأخيرة فهي شحنتها بما يكفي لتكسر كل شيء
عادت ثريا للمنزل تقنع حمزة المستاء أن التأخير كله خير، وجدت فدوى فارغة لا تسأل ولا تنتظر، بل أعدت العدس غداءً للجميع حين دخلت ثريا عندها المطبخ تسألها عن حالها مسحت الرخام تلتفت نحوها:
-نريد فجلاً وليمونا مع العدس!
ضمت ثريا شفتيها:
-ألن تقولي أي شيء؟
صبت زيتا على القدر تجيب بهدوء: إنه هامش في حياتي وأنا عظمت شأنه!
اقتربت ثريا منها تملس على كتفيها بدعم حقيقي:
-أنا أحبك فقط. لا أريدك أن تغضبي أو تشعري بشعور سيء، المهم أنت لديك الوقت الكافي لتحسمي أمورك معه، أنا أثق به لكن..
صمتت ترى توحش نظرة فدوى:
-لكن لا يرضيني حالك، ومعك في أي قرار تريدينه، لا يصنع الراحة ولا سلامك النفسي، ولن يسدد احتياجك يا روحي!
نزلت دمعة فدوى تشكو:
-أنا سئمت الحال.. وأشعر بمقت كبير نحوي قبله.
ضمتها ثريا نحوها:
-لا عليكِ.. سيمر كل مر!
بعد وقت طويل هاتفتها جيداء تخبرها أنها ستأخذ ضحى لتناول الطعام في مطعم فاخر خطوة داعمة لنفسية ضحى المتعبة جداً والترفيه عنها لم تتردد ثريا وأعطتهما الموافقة..
في المساء وصلت الاثنتان مطعماً راقياً دخلتاه بصورة أكثر من مضحكة واختارتا زاوية لمراقبة الأجواء. هتفت ضحى لجيداء
-هل تعلمين أن الدخول هنا سيكلفنا الثروة.. هذا ما إذا قمنا بتنظيف الأطباق في المطبخ
ضحكت جيداء من قلبها:
-يا وجه الفقر دعينا ننعش نفسينا!
تحركت ضحى بضيق على الكرسي:
-لا أعلم لا أريد التجربة الآن سأنسحب!
تناولت جيداء القائمة توبخها:
- ألم تموتي لتأتي هنا، وقلتِ أود تجربة مطعم فاخر لا أريد أن تبقى تجربتها في نفسي!
تلجلجت ضحى بالنظرة هنا وهناك تمسك القائمة التي لم تفهم شيئا منها:
-انظري أليست هذه شطائر الدجاج المتبلة التي نشتريها من مطعم أول النفق؟ لماذا يسمونها هنا هكذا اسم يستعصي عليّ نطقه؟
دققت بالمأكولات البحرية التي لم تتناول سوى السمك منها في حياتها..
مطت شفتيها:
-يسمونها بلغة إنجليزية ويزيدونها نقودا إضافية.. مستغلون جشعون يضحكون علينا بهذه الزينة!
لم تعلق جيداء على ثرثرتها الفارغة
تحدق في القائمة بحسرة الأسعار خيالية، بل فوق الخيالية لكنها حسمت أمرها:
-الحياة مرة واحدة، لن أستسلم!
اختارت طبقاً متعارفاً عليه ولا تختر غيره، وضحى اختارت صنفاً لم تجربه في حياتها ونطقته بنصف صورة صحيحة، أشارت به بسبابتها ليعرفه، تلاعبت بقشة العصير أمامها بعد ذهابه تتنهد بعد مرور نظراتها على الناس في المكان:
-ما أحلى الدلال!
وألف صورة ووضعية وجيداء لا تقل عنها بذات الجنون، تخصرت ضحى ومطت جسدها بحركة وحين صوبت نظرها لكاميرة جيداء لمحت وجهاً انتظرت الصورة تُلتقط والتفتت لجيداء:
-جيداء أليس هذا الطبيب منذر؟
تقهقرت جيداء للخلف تتبدل سحنتها وتلتفت حولها بجنون:
-ماذا هل هو هنا أيضاً؟
وكزتها ضحى في خاصرتها:
-يا غبية لا تنظري مباشرة واضحة أنني من أخبرته عنك!
ابتلعت جيداء ريقها وهذه الغبية لا تعلم ما بها:
-أين هو بالضبط أخبريني؟
-عند النافذة برفقة امرأة جميلة جدا أظن أنها حبيبته.
من دون تمهل التفتت نحو النافذة الضخمة تشاهد ما تقوله ضحى اندفع الدم ساخنا في عروقها تناقض الشعور بداخلها ما بين احتقار وتوتر لكن شعورها بالمهانة طغى عليها فتمتمت تعود لطاولتها:
-دعينا نذهب من هنا
لملمت حاجياتها بغضب وضياع فتبعتها ضحى تعيد الحقيبة تهتف لها:
-لن أخرج لو تموتي، لقد دفعنا ثمن تذكرة الصالة هل سأخرج دونها، ما بك؟ لماذا حينما أخبرتك بوجود منذر قررت الرحيل؟
لم تجب جيداء، بل همهمت:
-لا تدرين ما الأمر.. لا تدرين، هيا اذهبي معي بسرعة
جلست ضحى معاندة تضع ساقا فوق آخر أخرى:
-لن أذهب قولي ما الأمر؟
زفرت جيداء نفساً مختنقا:
-هذا السيد المحترم تحرش بي!
شهقت ضحى:
-ماذا؟ حتى ابن الأكابر يتحرش؟
أومأت جيداء فمصمصت ضحى شفتيها:
-الوغد يظن أناقته كفيلة لأن نستجيب!
صححت لها جيداء:
-أستجيب
-لا يهم قولي القصة بسرعة، سأخبر ثريا قبل أن يتحرش بها هو الآخر وتقتله
-لقد ذهبت لأشتر مطعوم القمح والعسل "السيريلاك" الذي تناولناه أنا وأنت الأسبوع الماضي؟
هزت ضحى رأسها باهتمام:
-حينها سألني عن الجرعة لأي عمر فأخبرته بصراحة لعمر سبع وعشرين!
ضحكت ضحى فأكملت جيداء:
-يومها نظرته كانت مرتابة ولا أعلم لم ترحني.. ومازحني بما لا أفهمه!
نفخت ضحى بملل:
-حسنا متى تحرش بك؟ وكيف تحرش؟ هل لمسك؟ أو تعرض لك جسديا
شربت جيداء من كأس ضحى الذي لم ينتهِ تضع القشة فيه وتقول بريق جاف:
-لا.. أخبرني أنه يحبني!
سألت ضحى بتوجس:
-وبعد الحب حاول التحرش والإمساك بك؟
ضمت جيداء فمها تهتف بنفاذ صبر:
-تحرش بي لفظيا يا هانم!
مطت ضحى شفتيها:
-هذا ليس تحرشاً، بل غزلا يا غبية
جاءت الأطباق مع قولها فقطع حديثهما النادل.. ناظرت ضحى الأطباق بفيه مفتوح وأعين جاحظة كيف ستتناول الطبق بالأعواد هذه حاولت إمساكها والتقاط ثمرة حمراء تظنها كرزة تشرح وكأنها سيدة أعمال:
-يا غبية الرجل يعاكسك يخبرك بما يمتلئ به قلبه، اسأليني أنا!
طارت الحبة المسماة بكرزة للأعلى فاصطدمت بحجابها ضحكت جيداء مرغمة بعد نظرة سريعة لتتأكد ألا أحد لاحظ ما حدث، تتهكم:
-بالضبط هذه إجابة كافية لخبرتك!
سكتت ضحى ترفع أناملها تمسح أثر الصلصة الحمراء وتعيد بثقة لا تعلم جيداء أين امتلكتها:
-خذي مني وتعلمي.. المفترض أنك شعرت بسعادة، لماذا لا تفعلين أيتها الحمقاء! رجل يقول لك أحبك وتتهمينه بالتحرش
راقبتها جيداء تخرج قطعة وتفشل:
-لماذا لم تختاري طبقا آخر مثل البشر تعرفينه؟
تناولت ضحى قطعة بعد صعوبة لاكتها وتغضنت سحنتها لكنها ردت بعناد:
-لكيلا تبقى في نفسي، الحياة مرة واحدة، ثم الآن أجيبيني ما هراء التحرش الغبي الذي تقولينه؟! هذه مشاعر لو كنت مكانك لبادلته بنفس اللحظة!
مضغت جيداء من طبقها ورشفت مشروبها الغازي بعد حشو أصبعين من البطاطا:
-لقد قال لي أنه يحبني وأي نعم كنت لأبادله في اللحظة ذاتها لأنني أعرف نفسي لكنني لم أفعل!
ضيقت ضحى عينيها بشك فأكملت جيداء تغمس أصابع مجددة من البطاطا بالصلصة:
-بعيدا عن سذاجتي وضحكي فيما يتعلق أنني أريد حبا وما شابه، لم أقتنع ولم أره سلوكا حضاريا!
هذه المرة طارت الحبة البرتقالية من طبق ضحى نحو قميص النادل المار وعمت الفوضى، نهضت الاثنتان للاعتذار ويا فضيحة جيداء التي انتبه لوجودها منذر للتو.




**


بعد عدة أيام
تجلس فدوى باهتزاز على السرير تأتيها أصواتهم من الخارج المهنئة له بالسلامة لم تقم ولم تستقبله تركت الأطفال في الخارج، أرضعت الصغير ولما وجدته قد نام رفعته حيث سريره، تنازعت قواها في أن تأوي بين أحضانه لتشكو له منه، أو أن تشبعه قبلا حارة تشبه إحساس هوانها عنده. لا تريد رؤيته وتريد البكاء على صدره، خفتت الأصوات تدريجيا وسمعت وقع الخطوات صوب الباب هدهدت قلبها.. إنها قوية ولن تخضع له مهما فعل، طرق الباب وفتحه ظلت بجلستها دون أن يختلج فيها شيء سوى قلبها دخل وناداها:
-فدوى
ارتجفت شفتيها تأثرت بصوته فأكمل:
-ألن تستقبلينني؟
لم يأته رد فخطى نحوها أكثر يهمس لها:
-إن لم تأتيني أنا آتيك يا فدوى القلب!
جثا بركبتيه فصدت بوجهها:
-أفديكِ بروحي وأحتمل منك كل شيء ألا أن تصدي عني!
تشنج جسدها وكفيه يسرحان ويمرحان بقبله الحارة فقالت بعد صمت طويل:
-قلبي ممتلئ عليك، لقد فاض صبري وتأخر بوحي يا نائل.. تأخر!
رفع بصره لها:
-انظري لي فدوى، لا تحرميني نظرك!
دارت بوجهها للأمام لا تعطيه صفح النظرة ورؤيته في تألق عينيها النجلاوتين:
-دعنا من سخف العشق وأبجدياته التي أوصلتني لهنا، لن تجد نظرة فدوى البلهاء الساذجة من تصبر وتقنعها ككل مرة بمعسول كلامك.
انتفضت من مكانها بغضب تسير نحو السرير الصغير تأخذ الطفل وتريه إياه فتلقفه بحنان وحب:
-لم تره! لم تكن موجودا حين جاء إلى الدنيا! لم تخرجني من المشفى ولم أرتم بين أحضانك باكيةً ناجية من الموت وزوجي قربي، جاء بدون أن يؤدى الأذان في أذنه حتى جاء شيخ الجامع!
بكى الصغير فأخذته منه بغضب تسري حرارة غضب وشعور خانق بالبكاء يزداد مع كل كلمة:
-وأنت أين؟ تعمل وتعمل، حتى سرقك العمل منك ومنا ومن الأطفال وكل شيء؟
أرجعت الطفل نحو السرير تمسح دموعها بعصبية:
-لم أعد أحتمل هذه ليست حياة، لن أعيش مع رجل لا أراه إلا في أيامٍ معدودات ويذهب على أمل عودة لأيام معدودات أخرى!
تعالى طرق الباب فكان الصغير يبغي النوم عندها التفتت إليه تشير:
-أ رأيت الطفل معتاد على النوم معي على السرير، لم يتأثر بوجودك بالنسبة له أنت ضيف ككل مرة!
أخذت الصغير وذهبت به للسرير تنام وتعطيه ظهرها!
**


يتبع....




Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 10:04 PM   #1374

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



كثيرون منا ينغمسون باللهو الشاق يصرفون عن أذهانهم مواطئ شُغلها!

يومان كاملان ووضاح يرقد في المستودع الخاص بالصيدلية، أرهق ذاته حرفياً يخرج ما أن تطلبه ثريا لقدوم زبون ويعود منكبا على عمله، لم تأت اليوم لأنها الخطبة السعيدة أسعدها الله بالطبع وهنأها مسح جبينه بإرهاق يخرج لصوت طفلة، وهنا لا عجب الأطفال كل دقيقة وأخرى يأتون هنا!

خرج فوجدها فتاة صغيرة تحمل صندوقاً تتعارك معه بالثقل رآها فوبخته دون رؤيته:

-تعال احمله عني بدلا من المراقبة!

استعمل معقما وذهب نحوها يأخذه منها وعرفها:
-هذه عبوات الخلطة الخاصة بأمي، قل لثريا أن هناك علباً ملونة عليها أن تميزها ولا تخلطها بالعلب البيضاء لأن الملونة استخدمت فيها الجليسرين!
رفع حاجبه متهكما:
-ما شاء الله، جرأة ثريا تعدت كل وصف!
ركن صندوقا على الرف يرى كميته:
-بارعة في جلب الأعمال تنتخي وأنا أتكفل بها!
التفت للصغيرة فأشارت له بحزمة بيدها، تنفس غاضبا يستجلب صبراً فارغا منه
-هذه ألصقوها على الباب
أومأ برفق يستلم أوراق الطباعة التي بحوزة البنت عن فوائد الخلطات العظيمة
-أي أوامر أخرى قبل أن أنسى!
-لم يبق شيء
نقل بقية الأغراض يتبسم بسخرية لصناديق الخلطة العجيبة بمسحوقها الساحق الأبيض الذي سيبدل الجلد بجلدٍ ثان غيره وضعها وعاد لموقعه فوجد الفتاة واقفة حاول عصر لباقته وخرجت منه كلمة يتيمة:
-شكرا!
أبصرته الفتاة بغضب ولم يفهم:
-ماذا؟ هل هناك شيء؟
-لا.. لا أريد شيئا!
وبرغم محدودية فهمه في التكوين الأنثوي، إلا أن في قانون الأنثى إن قالت لا شيء مهم، فكل الأهمية هنا، وإن قالت لا أريد شيء، فهي تريد كل شيء.. سألها بقلة صبر والصغيرة لا تتجاوز ركبته:
-حقا؟
تحركت غاضبة تنوي المغادرة فناداها بعجز وغضب شديدين:
-هل هناك اي شيء أخبريني لكي أساعدك!
زمّت شفتيها:
-أنت رجل غير كريم وقليل الذوق لست كالطبيب منذر وخالتي ثريا!
حدق بدهشة فقالت بنبرة مكتومة:
-أريد بسكوتاً من الذي تعطيني إياه ثريا!
تباً لقلة ذوقه وما أدراه أن البسكويت الذي جاء به الأخرق منذر ينتظره الأطفال بلهفة، بكرم طائي سار نحو السلة المليئة به أعطاها كمية وأخذ من الحلوى الملونة يناولها إياها أخذتها بنفس غير راضية، فهتف من بين أسنانه:
-خذي حبيبتي هل هناك أي خدمة أخرى!؟
رفعت شعرها بتعالٍ:
-لا.
خبأت الحلوى بجيوبها ومعطفها ازداد وزنه بشكل مضحك، ومضت خارجة دون شكر حدق بدهشة ضاحكة يشيع هيئتها:
-إن فاتني رؤية ثريا في طفولتها، فالطفلة تكفلت بذلك!
ضحك بغير وعي يتناول وشاحه ويخرج من المكان مع أول زغرودة
شقت سكون الحي

.
**
تنهيدة حارة خرجت من فمها وهي تشعر بتخبط، فالتجربة الثانية دائماً ما تكون مرعبة خوفاً من فشلها، في مرتها الأولى سارت مغيبة بالمشاعر، ودهسها قطار الزمن لتتوج للثانية بخطوات متباطئة مغيبة بحساب إقدامها، ضمت شفتيها لينطبع اللون النبيذي عليهما، مدت يدها للخلف تضبط وضع فستانها الوردي، دخلت عليها الفتيات بأصباغ وألوان أكثر منها، زغردت زينة منبهرة تحمل بخوراً تُبخرها به اقتربت من شعرها المصفّف بنعومة تجول برائحته فوقه:
-كيف أبدو؟
ران الصمت للحظات فضحكت متوترة:
-أخبروني أني خارجة من إحدى الحكايات!
رفعت رأسها فضحكت ضحى التي طلت شفتيها بلون فاقع جدا:
-جمالك لا يقارن بجنيات الحكايات، أنت أحلى يا ثريا!
مطت زينة شفتيها:
-ها قد بدأنا..
تدخلت جيداء:
-هذه العبارات سنتركها لحمزة، نحن سندعو لكِ بالتوفيق يا عمري!
انتهى الحديث هنا بخروج الفتيات وزينة تنبه ضحى:
-تصرفي بحكمة ولا تكثري الرقص والحركة احتراما لكونك ستطلقين قريباً
تخصرت ضحى متسائلة:
-لن أفعل هذه خطبة شقيقتي سأرقص كما يحلو لي وأغني!
أغمضت ثريا عينيها فيما تدخلت ربيعة:
-يفضل أن تلتزم كلا منكما الصمت ولا كلمة، وأنت ضحى راعي وضعك وخففي من المساحيق على وجهك حسناً!
ضربت الأرض بقدمها:
-لماذا؟
هزت ربيعة رأسها بيأس:
-لأجلك يا غالية!
خرجن إلى الصالة ولما بدأ الجميع بالتوافد جاءت زينة بنبأها:
-العريس خرج للتو عقب أن جاءت عشيرته والجاهة.
قطبت ثريا متسائلة:
-لماذا؟
هزت زينة رأسها بالنفي تجيب:
-لا أعلم حتى لم يقرأ الفاتحة مع الرجال!
تكدر خاطر ثريا فانقبض قلبها وشعرت بشعور سيء بكونه لم يحضر الفاتحة لم تخبئ الأمر وأفصحت لربيعة التي استنكرت:
-ما بك سبق وقرأها في بيتنا!
ردت بمنطقها الغريب:
-لكنها هنا بحضور شقيقي نائل الذي لم يوافق على الأمر إلا بعد جهد مصني في البحث، عدم تواجده أغمّ قلبي
وكانت محقة ففي عرفها الفاتحة عهد التوفيق والرجال!
بدأت الأهازيج والغناء فانشغلت بمراقبة الجمع الراقص بالفرحة بذهن شاردٍ، ما أن خيم الليل وبدأ الرجال وشباب الحي بالتجمهر حتى خرجت الفتيات للسطح يشاهدن حفلتهم من رقص ودبكات شعبية، جاورت جيداء ضحى تشاهد معها الدبكات في خضم المشاهدة وتعليقات الفتيات سقطت عيناها عليه فتساءلت للوهلة الأولى ما الذي جاء به؟
تذكرت مؤكد ثريا من دعتهما للحفل، راقبت جيداء منذر ببصر مأخوذ يتوسط الساحة تارة يدبك ويقود الدبكة الشعبية، وتارة يرقص ويهز كتفيه بحلاوة ورشاقة لا تنكرها، صوب نظرة للأعلى بغير تركيز وسط هتافه وتصفيقه فوجدها..عقل بصرها في قبضته فلم تحد عنه
خفتت حركته وبان تأثره رغم الظلام وضوء الإنارة التعيس، ارتجفت لنظراته بخوف، واطمأن قلبها حين عاود الرقص والدبكة
شردت في كل الحفل وحاولت ألا تنظر إليه، ولعجبها فقدته، ارتاحت من التشتت الذي سببه لها حين وكزتها ضحى:
-انظري منذر يرقص ويدبك مثل شباب حينا، يا خسارة يبدو أنه سيغادر
تنقلت نحو نظرة ضحى فوجدته يرتدي سترة جلدية سوداء ويسير نحو دراجته التفت لها ينادي وجهها النظرة؛ فبخلت...
ارتدى خوذته وأعاد النظر فلم تجب.. شغل الدراجة ينطلق بها فالتفت لمكانه ولعجبه التفت في هذه اللحظة
وتبا له
**



يتبع....


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 10:06 PM   #1375

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



صباحاً

هبطت رونق من سيارة عمها صباحاً تجاه البنك شامخة كالجبال وكأن ريح الخيانة ما مرت على صخور هامتها، ولا مطر العشم قد غير لونها، انتابها الخوف للحظة فشد عمها على كفها وسار معها بثقة يؤازرها ويمحو ترددها وصلت الاستقبال فكلمها الموظف بهدوء:

-فعّلي بصمتك من فضلك

التفتت له تسأل بدهشة:
-أدخل كموظفة عمي؟
أومأ لها بحنان:
-ليس اليوم، منذ غداً يا ابنتي، وهذا إجراء روتيني كما تعرفين
هزت رأسها بتفهم تسأله بحماس فاتر:
-حسنا ندخل؟
رد عليها بغموض:
-أجل.. لكن أريدك أن تدخلي بثقة أعرفها بك كما عودتنا
رفعت هامتها ودخلت معه، استغربت خلو الأماكن إلا من موظفي النقدية، توجه معها صوب المصعد فدخلته اختار زر طابق الإدارة فظنت أنه يود المرور بابنه، على ذكره رفعت ذقنها وتصلبت محاجرها بالغضب، لن تشعره بوجوده، دق قلبها للمواجهة فعزمت أمرها وستدخل ، خرجا من المصعد ولعجبها ساقها نحو غرفة الاجتماعات دون التوجه لقسمها، رأت هدوءه ووجهه الستيني يتلون بالمكر فانقبض تنفسها للحظة، وصلت باب الاجتماعات فهوى قلبها توقع ما يدور بخلدها فشد على معصمها، يلف ذراعه حول كتفها فتح الباب وكانت الصدمة في تواجد جميع موظفي الفرع باستثناء موظفي النقدية، وعلاء يترأس طاولة الاجتماع، حدقت بالجميع بأنفة جاهدت ألا تفلت من سيطرتها، استقام الجميع تحيةً لناظم، إلا نديم ترك الطاولة وجاء إليهما برفقة علاء، سلم على ناظم والتفت لرونق:
-سيدة رونق أنرتِ المكان، كنت أنتظر هذا منذ زمن!
التفتت إليه بحلتها الأنيقة، أهدت له طلتها تغيرها، كانت جديدة كلها مختلفة وكأنهم في هذه الإجازة استبدلوها ابتعثت برونق أخرى، راقبها علاء بعينين داكنتين أظلمتا من وهجها الذي ضاعف عتمته، بينهما قبائل وشوارع من سماح، تتبع حركتها وهي تجيب نديم بكياسة:
-كم اشتقت للعمل معك نديم، اشتقت لكل شيء في المصرف.
قطع عليهما الحديث المشتاق الدائر:
-أنرت رونق، المكان كله يشتاقك
التفتت رونق له مرت بلمحة سريعة على عينيه المرهقتين رغم جمالهما، سحنته الوسيمة وأناقته التي لا ينافسه أحد بها، لن تكذب وتقول إنها لا تعرفه، بل ما أشعرها إياه أفقدها لذة النظر إلى وجهه، صفحة مليئة بالحسن تراه فقط ولا يعنيها.. ردت عليه بمعنى:
-بخير جداً وسعيدة بانتظار ورقة حريتي التي سينطق بها للتو المدير ناظم!
وصله المعنى فزفر مختنقاً راقب ناظم كل شيء بدراسة، وحين حانت
اللحظة توجه نحو الطاولة أخذ مقعده:
-أرجو أن تكونوا بخير..
أومأ لهمهمات الجميع يسبل أهدابه ويكمل بوقار:
-مجيئي اليوم كان ضروريا ولن أطيل عليكم.
صوب نظراته نحو الدكتور وليد ومضت عيناه بوعيد والآخر اضطرب فأكمل:
-سيتم ترقية السيدة رونق الغربي من مسؤولة قسم المحاسبة، إلى مراقبة قسم الاستثمار والتسهيلات، كما تم ترقية نديم من مشرف الودائع إلى رئيس قسم التسهيلات والاستثمار، تعيين رتبة الدكتور وليد إلى موظف مقاصة، والموظف عادل سيتم نقله لفرع البوابة!
أطرق الجميع بهول المفاجأة حتى رونق اختلت أنفاسها كيف ترتفع إلى مسمى أعلى، اعترض وليد فأوقفه ناظم بكفه:
-انتظروني واسمعوني إلى الآخر بلا مقاطعة.
تطلع بنظرة إلى علاء بمغزى فلم يتأخر علاء الذي أمر المراسل بجلب شيء ما من مكتبه:
-رونق تم تبرئتها من ضياع شيكات المقاصة، إذ أن المسؤول عن قسم المحاسبة كان عادل بإشراف الدكتور وليد..
تفتحت عينا رونق تستجمع الأمور وتربطها، جاء المراسل بعلبة صغيرة تحوي رقاقة أخذها علاء ووضعها في الحاسب الموضوع أمام والده لحظات والشاشة الضخمة التي تحتل الحائط تظهر علاء في قسم الديوان بمستودع المحاسبة، يحمل صندوقاً ضخما يثبته أمام الكاميرا المثبتة في سقف المكان يردد المكتوب والموقع على الصندوق:
-تم توقيعه وختمه من المحاسب عادل والدكتور وليد، الصندوق مدون على تاريخه قد حرر بشهر ثلاثة، حينها رونق كانت في إجازة سنوية لسفرها خارج البلاد مع زوجها..
أغمضت رونق عينيها تجبرها ألا تشق دمعة الفرج والنصر، تلاشت الفوضى في المكان وساد الهرج والمرج ولم تستمع سوى قول ناظم:
-رونق جاءت بصورة موظفة اليوم لاستئناف عملها الذي توقفت عنه سابقا بتهمة خاطئة، وعلاء كما رأيتم أوضح أن الإهمال والخطأ المتعمدين حصلا أثناء غيابها!
رمقت علاء الذي كان منهمكاً في الحديث عن الصدمة التي حلت، تشوشت عيناها بدموع أبية لقد ظنت غيابه عن البيت في الأيام السابقة للهو، ولكنه كان هنا غارقا في الملفات يبحث براءتها، سحبت دفقة من الهواء ترد على المهنئين الذي أخذوها في الأحضان، في خضم عناق ودي تعانقت عيناها بعينيه، وجدت دعما يطل منه، فأشاحت عنه بتجاهل، لن تغفر له وإن أنقذ سمعتها ورد حقها!



**
-وأسهل ما يمكن أن تقدمه لامرأة جائعة للعواطف، هو دفقات من اهتمام، وثرثرة عاطفية تطفو بها الغيم..
سرّحت خصلاتها، وأثنت على مظهرها، تخرس بخاتم الخطبة الذي أسكنته بنصرها، تمرد أي هاجس يخلق فيها التوجس وعدم الراحة، هناك ما يقلقها بحمزة، ولا تستسيغه لكنها تتقبل الأهم أن ابتاعت لقب الارتباط ورمت بكلمة عانس خلفها، دخلت إليه فوجدته في انتظارها كعادته أنيقا ساحرا وسيما وتنهيدة حالمة تنسج قصور الوهم والأحلام..
-مساء الخير..
-أهلاً ثريا، تعالي هنا!
حيّاها ببشاشة ونظره يتفحص هيئتها كاملة، لم تتورد ولم تخفض نظرها حياء، بل حركت حنجرتها تزيل كاهل التوجس الذي ترتابه فيه ولا يصرح لها عقلها مشت حيث ربتت كفه وجلست بادرها بأول عبارة مفصومة..
-تنقادين بسرعة يا ثريا!
قطبت ولم يبد عليها الفهم، فناوشها ضاحكًا بسماجة..
-أقصد أنك مطيعة، تستجيبين بسرعة!
نبضت تلك النبضة المخيفة التي تعرفها، لكنّها بعزم ألجمتها وضمتها للرتم المعتاد..
-حقًا بالطبع أنا وأنت ناضجين، ما رأيك لو نستبدل الطاعة، ونقول بأننا نتعاون فيما بيننا ولا ضير باستجابة كلٍ منا للآخر ما دامت الأمور بيننا بخير ولا تؤثر سلباً.
ضحك بتوتر، انتقل لها وشاكرة له على هذه الأمسية الغبية التي سرحت لها خصلاتها..
-الرجل الحار والغيور يستمتع بطاعة أنثاه، تستجيب له وترضي رجولته..
اقترب منها قرباً مدروسًا وانساب همسه الحار..
-وأنا أنتشي بما تفعلينه لأجلي، ولو كان بسيطًا..
حسنًا الجولة جاءت لصالحه، زاغت حدقاتها واحتدت الأنفاس فابتسم بتراخي ابتسامة تثني على اختياره الموفق، لتلك اللحظة كانت بائسة بشكل مؤسف..
-هل أمتلك تأثيرًا كهذا عليك؟
-تشكين بمكانتك؟
ابتسمت تنفي وتلك العقدة التي تأزمت بأحشائها تتشابك، قربه خطر وهي كأي أنثى تنتظر خطوة قادمة خططت لها لليالٍ منذ بات حلالها..
-لا.. لا أقصد ذلك..
ثم تنحنحت وردّت بمنطقية:
-أننا لم نعرف بعضنا إلا لفترة قصيرة هل بتُ بهذا السلطان؟
وأسهل ما يمكن أن تقدمه لامرأة جائعة للعواطف، هو دفقات من اهتمام، وثرثرة عاطفية تطفو بها إلى الغيم..
-لم أنتظر منك ردًّا كهذا!
غشاها اللوم لمرأى خيبته، فأسرعت تبرر..
-حسنًا أنا أصدقك، ولكن استغربت مشاعرك ليس إلا!
استل سيف التأثر البليغ، وطرح بتمثيله عقلها فصدقت الرؤيا الماثلة أمامها..
-أو لم يمر ببالك أن الله يطرح محبتنا في قلوب بعضنا، دون معرفتنا كيف ومتى!
ضج كونها بما فيه، غادرها الثبات، وغدت تعدو بمارثون النبضات، أخذ منها اعترافه رتابة الأنفاس، وأهدى لها غياب العقل فتشجّع أكثر..
-لا أعلم متى وكيف، لكنني أحببتك يا ثريا، أحببتك بصدق!
رجفت بقربه، فناظرته متوترة، التقط ضياعها واستغل الفرصة..
-ولأجل حبي لك، وكل ما أعانيه أود منك طلبا واحدا..
لم يسعفها صوتها ولأجله لا تلبي طلباً واحدًا وإنما طلبات، يأمر وطاعته كما يحب واجبة..
-إن طلبت منك أن تجلسي بقربي لا تفعلي، حسنًا؟
قطبت وتعذر عليها الفهم، فاستحضر كل أدواته الحسّية ليسبغ عبارته تأثرًا..
-لأنني أخشى عليك مني، فأنت ذات تأثير لا يمكن مقاومته!
لا هذا الرجل لا يعطي بأمر الحرب، بل يباغت به، كل أحلامها في هذه الأمسية تجلت بقبلة أو لمسة لكن ما أسمعه إياها قبّل مواطئ الروح ولمس المشاعر كلها
-قربك يزعزع ثباتي!
وها هي النظرة البلهاء والإيماءة الخجولة المعتادة، اقترب فخافت وابتعدت عنه فأرضاه فعلها..
-وشيء آخر..
-ها؟
-لا أود رؤيتك بزينة أبدًا لي أو لغيري..
يفوز حمزة بتأثيره واستخدام كلماته، توجست من طلبه فبرر أكثر..
-حسنك الباهي لي، أودك طبيعية بلا زينة، تشدينني أكثر يا ثريا!
ضحكت وضحك قلبها، توهجت حبيبات النمش، وطلّ البريق من عينيها فضحك قلبه وكل ما كان يخشاه قد تبخر!
**



يتبع.....


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 10:10 PM   #1376

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



بعد أسبوع

هاتف سالم وضاح مستفهماً:

-وضاح هل رونق بخير؟

رد وضاح بما يعلمه:

-على حد علمي بخير لكنها لا زالت متأثرة!
حار سالم حينها في إخباره لكنه حسم أمره:
-وضاح لا أريد إقلاقك.. لكن
سأله وضاح:
-ماذا هناك سالم؟
- ما حدث أن علاء هاتفني اليوم يسألني إن أمكن للمرأة المطلقة أن تخرج البلد مع طفلها، أشعرني وكأن هناك طارئا ما
ارتاب وضاح يقطب جبينه:
-وماذا بعد؟
-أخبرته لا يمكن دون موافقة والد الطفل، حين سألته ما الأمر ولماذا؟ أخبرني أنها استشارة لصديقه..
لا زال هاتف وضاح على أذنه يشاهد ثريا قادمة إلى
الصيدلية برفقة خطيبها التي يوصلها إلى بابها وأحيانا يرمي بسماجته للدخول قليلاً، لقد استغل العطلة الفصلية في القفز كل بضعة دقائق لها، تنفس وضاح بغضب من الخبر الذي جاءه للتو والزوج المغفل في الخارج، قطب وضاح أكثر يشاهده يقف قربها أمام الباب ويبدو منفعلاً، تركها ومضى ودخلت هي بمزاج نصف مغلق، حيته ورد عليها بكفه، أنهى المكالمة ووجدها تقف عند حواجز الصيدلية فسألها:
-ما الذي تفعلينه؟
رفعت له حاوية بلاستيكية تحمل مزهريات وأصص زهور صناعية، كاد يصفق على وجهه سخطاً فسأل متعجباً:
-أجل وما هذه الورود؟ هل تروجين لسيدة أخرى آنسة ثريا؟ آه صحيح بالمناسبة تماضر جلبت صناديق الخلطة الساحقة لكي ترتبيها!
تخصرت أمامه بغضب:
-أولاً هذه الورود زينة مني!
ثم أضافت متشدقة وكأنها سيدة المكان:
- هذا المكان ينقصه روح ولمسة أنثوية!
رد عليها سريعا:
-شكرا الصيدلية ليست بحاجة للمستك! كما أن هذا مكان طبي أي عملي ومنظره سيء بالزينة هذه!
وكأن ما ينقصها سلطة ذكورية أخرى لهذا الصباح فارتفع صوتها بذهول:
-هل تنتقص من أمر زينتي؟
لم يجبها فكررت السؤال:
-وأرى سخرية تلوح منك حول ترويجي لصديقاتي في هذه الصيدلية، أخبرني ماذا ينقصك ويزعجك في أنني أعرضها هنا؟ ألا يكفي أنك لم تكلف نفسك عناء ترتيبها وكأنني طلبتك؟
التفت لها يرفع حاجبيه فابتسمت تعدل الموقف:
-أقصد لماذا ترتبها اصلا؟ وما شأنك أنا أرتبها
لم يعر كل ثرثرتها أي اهتمام وبدأ بمحادثة رونق، قررت شحن كل غضبها الموجه لخطيبها النضوة نحوه، لذا بحثت عن صناديق الخلطة وراقبتها من دون اي استشارة اختارت رفاً فارغاً قرب المنتجات التجميلية المهمة والتي لا يشتريها أهل الحي لثقتهم بمنتوجات تماضر وشاكلتها أكثر من المستحضرات الطبية، كانت تثرثر تارة وتسب العلب بضجر تارة أخرى وإن كان لوضاح وحمزة النصيب الأكبر من السخط:
-ماذا تفعلين مجددا؟
رفعت بصرها له وجدته يقف متخصرا يثني قدمه ويسندها للحائط خلفه فردت بريق جاف:
-أرتب العلب كما ترى؟
كشر بابتسامة:
-نظري سليم آنسة ثريا
نظرت له بمعنى لماذا تسأل لكنه رد عليها:
-اختيارك لهذا المكان لا يصح؟ من فضلك خذيها من هنا وارفعيها للحاجز خلف الميزان وارفقي مطبوعاتكم حول الخلطة السحرية.
أجابت بعناد:
-هذا المكان فارغ ولن أضعها هناك لا أحد سينتبه لها، هذا ظلم والله
-عفوا؟
تلجلجت:
-أقصد أنا يعني
كبح بسمة وهي تكمل متذمرة:
-لقد ضربت على صدري وقلت لها سأروج لك تماضر، أنت لا تعلم أنها امرأة مسكينة معيلة لتسعة اطفال وزوجها حقير تركها وأنا أساعدها بهذا المشروع لأنها تستحق..
وللأسف وضع وضاح القطعة المعدنية في المسجل الآلي الخاطئ، فأسكتها:
-قلت ذلك سابقا ومع ذلك ضعي المنتوجات مكان ما أخبرتك بدلاً من حديثك غير المجدي.
تركها تبرطم وتدعي الظلم وقلة الحظ وبدأ يعد نفسه
ما إن رأى منذر يطل بوجه عابس حتى جاءه الفرج استقبله وخرج لأمرٍ طارئٍ، مشت ثريا تسأله:
-إلى أين ذهب؟
رد بصوتٍ خاو:
-أظنه لرونق شقيقته!
هزت رأسها فأكمل لها:
-رونق غالية عليه، غالية بشكل لا يصدق، لم أر نموذجاً مشابها لعلاقتهما
تبسمت بشجن تذكر محاولات نائل المستميتة معهم منذ عاد حتى ضحى ابتلع غضبه منها حين طلبت الطلاق ولم يعلق إلا بدعمه ومؤازرته علما أنه في غير وضع لضربها
عادت لمنذر الذي رأى تعاقب ألوان المشاعر على وجهها فسأل مشاكساً:
-هل أصنع الشاي لنا ثريا؟
ضحكت له:
-لا أنا التي ستصنعه، الشاي خاصتك خفيف!
تمسكن لها رغم أنه في أسوأ حالاته المزاجية:
-لا يهم أنا أو أنتِ، أريد شاياً كالذي تصنعينه.
دخلت تصنع الشاي دقائق وعادت له فوجدته في غير وجه تراه عليه سألته سريعا:
-أ أنت بخير؟
أجابها سريعاً:
-لست كذلك أبداً
رق قلبها له فسألته:
-هل أستطيع أن أساعدك؟
استغل تعاطفها ورد بصوت مشحون:
-فقط استمعي لي، لقد أقدمت على أمرٍ ما، لستُ نادما عليه أبدا، بل إذا مت لا قدر الله وليحفظ الله شبابي، سأكون ممتنا لما فعلت قبل أن أرتحل دون أن أفعله.
-أووه.. قل ما عندك لقد شوشتني!
-ثريا.. أنا أحب جيداء..
رفرفت ذاهلة تسأله:
-جيداء ..جيداء ما غيرها؟
أومأ بإرهاق:
-هي..لا سواها جيداء
تركت عنها كأس الشاي الذي لسعها:
-متى ..كيف!
خرج عن سياق دراميته ونطق لها بوجع.. بتعب وصوت مثقل بلوعته:
-أحبها جدا ثريا.. أحبها بشكل موجع.. لكن نيتي فيها واضحة، وليشهد الله أريدها في حلاله؛ لكن....
سألت بمؤازرة ومشاعره رغم صدمتها أثرت بها:
-ولكن؟
وقص عليها ما فعله غير نادمٍ لكنه يخشى أن تنفر أكثر!

**
لم يتردد وضاح لحظة وهاتف رونق يستعلمها عن أحوالها، بل لم يرض وذهب لها في مكتبها.. كانت باكية وبررت له:
-حنيني لذاتي يا وضاح..
وحين رأت عدم اقتناعه:
-أنا بخير يا حبيبي، لن يمر كل شيء بسهولة!
توتر من ادعائها:
-رونق هل هناك مشاكل بينك وبين زوجك؟
نفت بشكل مطلق.. كرر عليها:
-أنا لا أمزح أجيبي بصراحة؟
اقتربت منه متدللة تميل بكتفها نحوه:
-لا توجد أية مشاكل.. خلافات روتينية كتوابل يومية للأسرة العربية الأصلية
لم يبتسم، بل كان خائفا وكثرة التكلف في تصنع الوفاق تزعجه:
-أصدقيني رونق؟
تنفست عميقا، يميل ثغرها بابتسامة:
-لحد الآن لا.. هل تريد مشاكل لافتعلها؟
حين رأت جديته حكت بصراحة:
-صدقني أحوالنا روتينية وأنا قادرة على إدارة حياتي بشكل مثالي، لن ينجو مني علاء أبدا!
خرج من عندها وكل تصرفاتها إشارة لوضاح بعدم تمام الأحوال، خشي على شقيقته وطار بجنون نحو المصرف ليلا يقابل علاء وحين التقاه لم يصافحه، بل وقف دون سلامٍ ولا تحية:
-هما كلمتان يا علاء رونق أحوالها لا تعجبني، أقسم بالله إن عرفت أن لك يد في تبدل أحوالها، لأقيم القيامة فوق رأسك
تعذر وجه علاء وفضحه التوتر لكنه سيطر على ذاته:
-ما بك يا وضاح أ هكذا تدخل مكتبي؟
تحدث وضاح من بين أسنانه:
-لا يهمني مكتبك ولا مكانتك ولا أعترف بكل هذه البروتكولات التي تهتم بها أكثر من تنفسك، جئتك منذرا إن رأيت في رونق ما لم يطمئنني سيكون حسابي معك عسيراً

**
أغلقت جيداء الهاتف بمزاج غاضب بعد أن بحثت عن منذر في كافة وسائل التواصل الاجتماعي، ما آلمها أنه يبدو من غير عالم، في بادئ الأمر شكت بأن صور السيارات مؤجرة والأماكن جلسات تصوير ليس إلا كحال شباب اليوم، إلا أنها صدمت حين رأت بقية المواقع، هذا الرجل من غير حلة وثوب عنها، زفرت بضيق تعود لحاسبها لإعداد تقرير شهري، كتبت اسم الأعضاء المؤسسين وتوقفت عند اسم " ناظم ربعي الفقيه"
وقفت مطولاً تدقق وربطت اسمه باسم منذر ناظم!
بغير تفكير أسدلت لوائح كشوفات الحسابات ونقرت اسمه فظهر لها بخطٍ عريض
"منذر ناظم الفقيه"
استقامت غاضبة:
-تباً!
اندلع غضبها بجنون ملست جبينها والحقائق تتوالى عليها فالمشفى لعائلته وهو من قام بتوظيفها هنا، خرجت مسرعة حيث مكتبه تبحث وتبحث بلا طائل بعد عناء وجدته، فطرقت سريعا ولم يجب أحد، عاودت الكرة حتى صابها اليأس ومن العدم وجدته يهتف لها بمزاج عال:
-أهلا جيداء، عساه خيرا؟ كنت سآتي لمكتبك! من الجيد أنك أتيت!
لاحظ ملامحها الغاضبة فأشار للباب بهدوء:
-ندخل أولاً.. نحن في مكان عام
ما إن دخلا حتى قالت بصوت عال:
-لا تغلقه!
-وأنت لا ترفعي صوتك
لم تتحمل أمره إذ هتفت سريعا بملامح غاضبة وشعور طاغٍ بالمهانة وكأنها لعبة:
-هذا المشفى لعائلتك سيد منذر وأنت جلبتني هنا لتكمل عليّ مسلسلك الكاذب هل تظنني غرة لأصدق أفلامك؟ ما نواياك الدنيئة هذه؟
صمتت تأخذ أنفاسها لم يسبق لها أن وبخت أحداً وارتفع صوتها. بالنظر لملامحه وجهه المستكين لم يبد غاضباً إذ رد بهدوء أجج سخطها:
-مشفاي أو مشفى أي كان ما شأن توظيفك به؟ ثم أنا أسمح لك بكل شيء إلا أن تشككي بنواياي!
فتحت عينيها تؤشر له بسبابتها:
-غطرستك لن تمضي عليّ، تظنني فتاة سهلة تغرر بها وتستسلم لك
قاطعها بغضب:
-لا تتحدثي عن نفسك هكذا
ردت بجنون أطبق عليها لجامه، رجل من العدم يظهر أمامها يخبرها عن مشاعر وزخم عواطف يغلق أمامها كل وسائل التفكير:
-أنت من تضع أمامي الاحتمالات كيف تخدعني بشأن الوظيفة
رد عليها بوجه لا تعرفه، صرامة أذهلتها وخشونة غريبة، كان جامداً خصلاته مصففة بعناية، تنشز واحدة وترفرف حول حاجبه، صوته لا يتأثر مثلها مما أزعجها:
-لا تتهميني مجدداً، لا يوجد في أوراقك الرسمية ما يثبت الخديعة
اقترب منها فابتعدت بحذر، يضيف بخطورة أربكتها:
-ولن أتوانى عن فعل ما يقربني منك جيداء، صبري عيل وأنا أتعذب وحدي.. انتظرك من أيام طوال ثقيلة
ضربت فخذها بجنون:
-يا ربي ها قد عدنا.. أي حب وسنين الذي تهتف بها؟
رد بتساؤل أغضبها:
-ألا تذكرينني؟ حاولي ابحثي عني في أروقة عقلك، علّه اهتدى ودوّن جزءا من لقائنا!
حارت بهمسه فسألت بذات النبرة:
-أي لقاء؟
عيناه الواسعتان أطبقت أطراف أهدابها، فبدتا ناعستان تحت لحن حنين:
-في جامعة () قسم الاقتصاد أسفل كشك النسكافيه ألم تذكري؟
ابتلعت ريقها والصور ضبابية التي تحاول تذكرها، وصلها جزئيات من الماضي ورغن ذلك نفت عامدة وكاذبة تهز رأسها:
-حقا؟!
صابته الخيبة وإن توقعها فعذبها بحلو الوعد أم خوف الوعيد:
-لا يهم جيداء.. أعدك سأصنع لكِ ذكريات لن تنسينها.
**

soha, m!ss mryoma, Topaz. and 8 others like this.

Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 10:12 PM   #1377

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

[



هل جربت أن تتواجد في مكان مزدحم بالفوضى تكون فيه بخفة ريشة، والناس يجثمون فوقك بثقل فيلة!

دعوة لحفل تخرج ناهد ابنة سليمان الغربي التي لا تطيقها والشعور متبادل، أجبرها منتصر الذهاب، وترك الأطفال في رعايته لم ترغب بذلك لكنها مضت تحت مشيئته القاصدة، الحفل خانق كما أهله، حتى رونق لم تتواجد مما أجج رغبتها بالرحيل..

حيت الجميع وعند ناهد عانقتها ببغض لا تنكره:
-اشتقت إليكِ يا لولو!
ابتسمت لها بمجاملة:
-وأنا أيضًا اشتقت لكِ، مبارك لك التفوق!
حدقت فيها الأخرى بإمعان:
-أتعلمين لم أتعرف عليكِ أبدًا!
سألت لبنى بريبة:
-هل تغيرت كثيرًا؟
نفثت ناهد بتعجب:
-ليتك تتغيرين، صدقيني لم أميزك من مراهقات الحفل..
ثم أشارت بشكل مستفز لها:
- منظرك بهذا الثوب لا يختلف عن مراهقة، لما لا تسمنين ولو قليلاً..
كانت في وقفتها التي لوثت رسميتها بالتردد، بثوب ربيعي جسّد فتنتها، ورغم دقة ملامح جسدها التي لا تبدو مطلقًا أنها وُصِفت ردت:
-سآخذ من ملاحظتك الشق الإيجابي بأنني لا أكبر أبدًا، لدي مناعة ضد الهرم!
ثم ملست على ثوبها بمكر وردت:
-أما عن جسدي فهو مثالي كما يحب منتصر ويحرص عليّ ألا ازداد كيلو جراما واحدا
ثم قهقهت بدهاء مدروس:
-وأنا أحرص على رشاقته، بحيث لو ازددت قليلًا، تكون زيادتي في مكانها ولا تبدو نشازًا أبدًا!
حسنًا الهدف سدد بجسارة وناهد تبرر بلجلجة:
-معك حق، أنا بعد حملي الثاني لم أعد أسيطر على نفسي..
-ليس هناك ما يفر من تحت السيطرة، قليلًا من السياسة وكل شيء سيكون بإرادتك..
ردت ناهد بوجوم:
-سأحاول وأطلعك على النتائج
غمزت لها لبنى:
-بانتظارك!!
تركتها ناهد وذهبت للرقص، وعنها تركت الجميع وذهبت نحو والدتها..
تكره الاحتفالات والاجتماعات المكللة بالنفاق وتجد نفسها مضطرة لقبول الدعوة لرؤية والدتها التي ورغمًا عن أي شيء هي البقاء الوحيد الذي يُشعرها بضرورة وجودها على هذه الحياة، وربما..
هي الوحيدة التي تعرف بكل ما تضمره من علة
وتحبها!
جلست بقربها تتمسح بدفئها، تبتسم لها بدعم والأخرى تردها بأكبر..
-أين الاطفال لما لم تأت بهم؟
ردت عليها بابتسامة ممتنة:
-أجبرني منتصر أن أبقيهم معه وطلب مني أن أستمتع بوقتي معكم..
خيوط الشفقة التي تقبض على قلبها، هي ذاتها التي انطلقت من عيني والدتها..
- كم هو رائع، وكأنه دعوتي لك في ليلة ابتهلتُ فيها كثيرًا لأجلك..
ملست على كفها بحنو:
-محظوظة به يا بنيتي أرضاه الله، ويسر لكما حياتكما!
أمّنت على قولها فانبثق من فم والدتها ما تود السؤال عنه منذ رؤيتها:
-وكيف أحوالكما أنتما بعد المجيء هنا!
اهتزت أهدابها متأثرة، تتنهد تنهيدة لخّصت ثقل الجوف:
-صدقيني لا أعلم!
انتفض قلب والدتها هلعًا:
-ما الذي تقصدينه؟
زمّت شفتيها..
-مترافقين في درب متشعب كما أرى، كثيرًا ما ظننت فيه أنني القائدة وكل الأمور بيدي، لكنني اكتشف أنني التائهة وهو مشكاتي لأسير بالدرب الصحيح!
صمتت قليلًا:
-ويبدو أنني من أضله عن الطريق، ولولاي لاجتزنا عقبة الباب المسدود!
غطت عينيها طبقة دموع:
-أنا أتركه على صفيح مشتعل من التيه، ولا أعرف كيف يتحملني؟
سحبتها والدتها بعنف من الصالة وأخذتها حيث المطبخ، توقفت لبنى تمسح آثار سحبها ليدها ووالدتها تهمس بفحيح:
-ولماذا تصرين على هدم حياتك؟؟
لم تجب فسألت أمها بعتاب:
-لم يا بنيتي؟؟
ترددت بالإجابة، انتحبت ورفعت كفها ببطء موضع صدرها
-هنا.. هنا السبب!
أغرق والدتها الخوف.. لبنى ستظل عالقة في ظلالها القديم بلا قشة تنقذها:
-هل ما زلت تحبينه؟؟
نفت وصوتها ينتحب ضربت صدرها واهتزت بوجع:
-لا.. أقسم لا.. هناك ما يحول بيني وبين منتصر!
سارعت والدتها تسأل:
-ما الذي يحول بينك وبين رجلك!
شيّد الماضي ذكرياته بخزي فردت باختناق
- ضميري..
أسرعت لها والدتها تكمم كفها فنزعت كف والدتها:
-هناك ما يقتلني، عقدة الذنب التي تلازمني ولا تنفك عني مطلقًا، تصنع ألف حاجزٍ بيننا، أتوق لراحتي معه، فلا أجدها وتقتلني!
-هشششش.. هشششش!!
مسحت والدتها دموعها تنظر لعين ابنتها المشوشة والغبية، لقد تظن نفسها أخطأت بحب عذري ومشاعر صادقة مع وضاح.. لقد أجبرتها الزواج من منتصر وأيدت الفكرة لعلمها أنها هي ووضاح لا يناسبان بعضهما مطلقاً
-إياك والتفكير بذلك، ما حصل قد حصل قبل سنوات، مضيتِ في خيارك تعايشت معه، بينكما حياة!
ثم أشارت بالسبابة والوسطى:
-وأطفال اثنين، كيف تصنعين الحواجز أنتِ؟؟
جرتها حيث السلالم الصغيرة:
-الماضي صفحة وطويت لن تعيدي تقليبها بمشاعر لا تضيف إلا الوجع والألم، ما حدث كان مفترقًا سلكتم فيه طرائق، وضاح لم ينع إ
أطلالك، بل استمر، فلماذا تصرين الوقوف بلا حراك!
سكن بكاءها فحثتها والدتها باللين:
-انظري لنفسك لا تتركين مجالاً لها لأن تتنفس وترتاح، أنت تعيسة وتجرين زوجك لتعاسة لا ذنب له فيها..
اقتربت منها أكثر تضم وجنتيها وهدهدتها..
-حرري نفسك من الجلد، قضيتِ وقتًا طويلاً في جلدها، أنت مسؤولة عن كل ما تلحقينه بأذى بها وبزوجك وبأطفالك!
تفطنت لبنى بسؤالها:
-أطفالي؟؟
-أجل اطفالك الذين سيعيشون في مأساة لو استمر بك الحال هكذا، ستموتين بمشاعرك السلبية هذه، حرري عنها ما ألصقت بها، لن نمتلك عصا الوقت لتصحيح الماضي، لكن بيدينا ريشة المستقبل لتلوينها!
نادتها ناهد تراقصها، فسارعت تمسح دموعها بكفيها..
-سنذهب يبدو أنهم افتقدونا!
مضت معها فتوقفت عند الباب وسألتها:
-فهمت؟؟
تنهدت بعجز وردت.
-فهمت!
**
استعدت للرحيل وفاجأها رنين هاتفها الذي لم يكن سوى منتصر
-هل ستتأخرين؟
أجابته وهي تلقي تحية الوداع على أهل الحفل:
-لا أبدًا في غضون ساعة سأكون في المنزل!
أجابها وهو يطرد نحلة النعس التي تغريه بعسل النوم بعد شقائه المضني في جمع خيوط الحبكة المفقودة:
-أشعر بالتعب، قد تجدينني نائمًا، الحارس سيكون في انتظارك..
-حسنًا، اعتني بنفسك.
تجهزت وخرجت وعند الباب ودعت والدتها:
-سأشتاق إليك كثيرًا، لا تقطعي الاتصال
قبلتها لبنى:
-لن أفعل وعديني بزيارة قريبة
-قريبًا يا حبيبتي!
أوصلها السائق وفتح لها بوابة المنزل فشكرته وودعته، خطت الممر الحجري، وخطواتها كما حفيف عباءتها تتطفلان على السكون وخلوة الغزل بين نسائم الربيع، وبتلات الجوري والياسمين، التي دخلت أنفها فدغدغت مكنونها الحسّي، ابتسمت بصفاء، وخلعت عنها عباءتها، قطفت من بتلات الجوري، كما الياسمين، دارت نحو النافورة ونثرت الورود فوق سطحها، ضحكت والورود تأبى أن تستسلم لإغواء المياه، فطفت شامخة تسبغ عطرًا عليها، خلعت عنها حذاءها وركنته على حجرة النافورة كشفت عن ساقيها وغمرتهما بالماء شهقت لبرودتها في بادئ الأمر ثم ما لبثت أن اعتادتها..
كان غافيا ً فهاتفته سلوان التي سرقت الغفوة التي استسلم لها..
-يبدو صوتك ناعسًا، هل أيقظتك؟
رد بنصف عين، والأخرى يمسدها بكفه:
-لا أبدًا، أخذت غفوة قصيرة للسهرة على الملف، والتيقظ لحين عودة لبنى..
كظمت غيضها ولم تبده:
-أرحت قلبي، لن يؤنبني ضميري إذن، لقد هاتفتك لأنني اكتشفت وللتو مستجدات خطيرة!
تيقظت حواسّه
-ما الذي اكتشفته:
-لقد تردد سليمان على ثلاثة من رجالات الدولة، كما شيع مؤخراً خوضه الانتخابات البرلمانية..
نفض الغطاء عنه، وسار في الغرفة وصوت ضحكات وجلبة أوعزته بالتحرك نحوها..
تساءلت على الهاتف
- لقد قلت لنفسي أليس غريبًا تردده لأصحاب النفوذ وليس بالشأن المهم!
رد عليها:
-وماذا بعد؟
بدهاء ردت عليه:
-بالضبط هذا ما أود إيصاله هناك حلقة مفقودة علينا إيجادها فالمعطيات باتت بين يدينا قويةً جدًا، ولن نغفل عن أي حركة قادمة!
استمرت في ثرثرتها وعنه خطى نحو الشرفة، أزال الستار ورآها!
تملأ كفيها ببتلات الورد وترفعها حيث أنفها تستنشق مغمضة العينين وتأخذ "نفسهُ" عميقًا وتغوص بكفيها مجددًا مع ضحكة تسحبها من لجي لُبّه وتعاود الكرّة!
-سليمان بات مرعوباً وكل حركة تخيفه أنا متحمسة للقادم.
لم تجد منه ردّا فأكملت:
-أنا سأكون في المديرية قبل الثمانية، حاول أن تكون معي لكي نمر بالحي ونقابل بدر!
لم يكن بوسعه أن يكون معها فرد حين طال حديثها.
-حسنًا.. حسنًا!
لا نية لها في إنهاء الحديث على ما يبدو فهتفت له بخفوت:
-وبالنسبة لسعيد أنا من قمت بصرف إجازته، وأوكلت له مهمة حراسة بدر لذا لن يتواجد غدًا، أرجو ألا تغضب من خطوتي هذه..
ومجددًا كان مع التي تفترش المياه، لم تتعانق أجفانه للحظة، وصورتها سكنت لوحة عينيه، اهتزت حنجرته ببطء..
-كما تشائين!
ثرثرت كثيرًا فبتر الحديث:
-سأعاود الاتصال بك لاحقًا!
-ماذا.. ما بك هل حصل شيء ما؟؟
-أبدًا، وضاح يبكي على ما يبدو، سأذهب إليه..
ردت بخيبة:
-حسنًا، وداعًا!
كان في الظل متوارٍ، محتجزةً أنفاسه بين الصدر والحنجرة، فيتضخم قلبه، يدق كثيرًا يا الله كما لم يعبث من قبل، رؤيتها سرقته حيث العصور القديمة، كانت فيها أميرة، أسرت فيها فارس المملكة كما قلبها وأودعتهم قلبه، فيجهز على كل الحواجز، ويظفر بحروبها لنيلها!
لكن مهلاً؟
هل هو فارسها؟
لا لم يكن..
قصتهما فيما لو تفضلت اللغة والنحو بجمعهما بضمير لن تكون قصة أسطورية، ولا ملحمة يتحاكى بها!
ما يراه في لوحةٍ اختصرت جمال الكون ببتلات الجوري وريشة حمراء تعبث بهن، لا يليق بها إلا أن تكون زهرة تنمو بالريّ وقليلاً من الدفء ولا خير منه لأن يكون ساقيها!
تابعها تقف في منتصف النافورة تترنح ولا يمسكها الدوار عن الالتفاف، جزء من نشوة غذت جانباً تملكياً يحظى به أن هذه الزهرة تنتمي إليه!
لا يعرف كيف ومتى وصل إليها، كيف اختصر السلالم، وكيف سار بلا خف ينتعله، أكانت الرغبة بالشعور الحرّ ما يحركه!
الاستسلام للحظة اختيار مجردة من التكبيل تعريه بحاجته لها!
أم تفنيد ملكية يتجاهلان الخوض في صك بنودها..
وصلها وكانت في غمرة النشوة، شهقت باحتلاله المكان جانبها
-لم أحس بك، متى أتيت؟؟
مد كفّه يلاعب المياه:
-منذ أن توقفت عن الدوران والرقص!
شهقت تضع كفها على فمها، ورؤيته لها متلبسة أحرجتها:
-ظننتك نائمًا!
مط شفتيه يخبرها:
-أيقظني صوت ضحكاتك والضجة التي أحدثتها!
التفتت للمياه تلاعبها، وخرير الماء يطفو بمشاعرهما المركونة في آخر كهوف قلبيهما المغلقة فهتفت بصفاء:
-لم أستطع مقاومة المياه ولا المرور جانبها مرّ الكرام، جزء مني أحب أن يكون عنصرًا حيّا بها!
وبحماس قليلًا ما يتلبّسها أكملت:
-وجدت نفسي منساقة هنا بإرادة كاملة!
رد عليها ضاحكًا يرشقها بالمياه:
-وأنتِ لا تقاومي بهكذا منظر!
وبنبرة ودودة:
-ووجدتُ نفسي منساقًا أشاركك اللهو والعبث وكأنني غرّ لم أر النافورة والمياه من قبل!
بحب يمتطي صهوة سراجٍ وهاج تسلل بخجل ينير أروقة مظلمة في قلبها هتفت له حيية:
-كف عن ذلك أنت تحرجني!
توقف عن تحريك الماء ورد عليها بحكمة:
-كنصيحة لك، استغلي لحظات البوح الخاصة في أماكن لا يمكن فيها أن يخرج البوح ناقصًا أو كاذبًا..
"كحضرتك الآن مثلًا"
وبنبرة خفتت قليلًا أكمل لها:
-هنا نكون قد عُرينا من أي شيء، نكون ذواتنا المجردة من أي زيف وفقط..
لم تفطن لكلماته، أو فطنت ولم تسلب اللب والفحوى، علاقتهما منقوصة بأركان منقضة لو أقامت عليها لأشادا بنيانًا يزخر بالتفاهم والكثير من الدفء فهمست له:
-سأسرّك بشيء ما؟؟
كانت تنظر إلى المياه ويده بعروقها البارزة التي غمرت الماء بوروده تتلاعب به شوشتّها للحظة فأنبته:
-كف عن تشويشي!
نظر لها بصدمة:
-ما بك؟
لن تخبره بأن منظره قد فتنها، وأنها سهت عن الحديث بمنظره
-لا شيء كنت أخبرك عن سرّي الصغير الذي شاركني منذ سنواتي الرابعة العشر!
لم يكف عن اللعب، بعدما فهم من نظراتها الذي تقصده، كانت تجاهد في صرف النظر فأكملت:
-كان لي صديق أكتب له!
اخشوشنت نظرته:
-صديق؟
أومأت باسمة:
-صديق من صنع خيالي أسميته ذا القلب الأزرق!
سأل مستهجنًا:
-صديق ومررتها، قلبه أزرق لماذا؟؟
-لأن الأزرق لون العطاء إلى مدى العمر!
مط شفتيه:
-وأيضًا؟
اقتربت منه تضم بتلات جوري وبحركة حميمية جذبت بعضًا منها تتقاطر منها المياه تفرد كفيها أمام وجهيهما ليستنشقا تركت له الاستنشاق وكثيرًا من التيه وأردفت:
-أسرّه بأحلامي الضائعة، وتفاصيل حياتي المنقوصة، وآمال مؤجلة سأسعى إليها بالطبع!
لم تحرك فيه البتلة ولا وجودها قربه، قدر ما حركته كلماتها الشارخة لأي قلب يمتلك حسّا إنسانيا، كيف برجل هي امرأته!
-أخبرته أنني أود امتلاك مملكة خاصة بي!
سألها متوجسًا:
-وامتلكتِ؟
ضحكت تومئ تشير حيث الحديقة الخلابة:
-كنت أريدها من حياة، مملكة تتنفس بالورود والشجيرات، وخرير ماء!
تملكت من قلبه الخيبة مملكتها لا تشمله بأطفالهما بحياتهما وسنين جمعتهما..
-وأطفالك وبيتك، يقال بيت المرأة مملكتها!
نفت ببديهية:
-هناك أنتم من تمتلكوني، أمد لكم بساط قلبي، وكل ما أملك!
أرجحته بين مفترق، رفعته من سحيق الرثاء إلى عنان الوله..
يتوله في الحديث ولا يصدقه، هو أمّي في مدارس الهوى ومعسول الحديث!
يمر على سطور العشق ويتجاوزها بغشامة من لا يفقه، ولا تليق به القوافي!
قطبت بعدم ردّه فسألته:
-ما الأمر؟
-ما مفهومك لمملكتك التي تودين اعتلاء عرشها؟
حيرت بصرها حيث الحشائش وردت بعد صمت طويل:
- لا أود اعتلاء عرشٍ فيها، هي أبسط من ذلك!
تنهدت تضيف
- لم ولن تتغير مواصفاتها بالنسبة لي، كانت الأرواح فيها تستمع إليّ، وتشاركني النفس وتهبني صفاء الروح بعبقها، أسرّ لها مؤمنة لها، أعتني بها، تكبر أمام عيناي تذبل ويبهت قلبي، ويموت جزء منها، وأخسر أملًا شع لها، ما امتلكته في حياتي وكان لي نعم الصديق تلك البتلات التي وجدتها ونقلت جذورها في كل بيت سكنته إلى هنا..
أشارت نحو الياسمينة الفواحة:
-انظر كيف أثمر فيها صبري، وحبي!
وبنبرة هزت أركان عرش قلبه أردفت:
-كانت لي النباتات أكثر حبًا وجنيت ثماري فيها أكثر ممن كانوا حولي!
كان دوره ليخبرها ألن يجني ثماره منها أيضًا؟
لكنه ابتلع ذلك ورد:
-أنت عاطفية أكثر مما يبدو!
كشّرت:
-أقدّر قيمة الأشياء حولي..
عادت للدوران مجددًا فسألها:
-ما الذي تمتلكه مملكتك وتختلف فيه عن مملكتنا؟؟
لا زالت بدورانها ترفرف:
-أنني أستعين بمملكتي لشحن قلبي، وأغمر مملكتكم!
عاد المضمار له، صخب قلبه كثيرًا كثيرًا فسألها بصوت مشحون..
-ألا زلت تكتبين لذي القلب الأزرق؟
ردت له بسحر:
-اكتفيتُ من رسائلي له حتى الآن!
ذلك السحر نفسه الذي قاده نحوها مجددًا، قطف زهرة وثبتها بخصلاتها، أمسك بكفها فدارت بما يشبه الرقصة، متحررة أو أن تأثير الجو أسبغ نشوة لها
-ألن تعودي للكتابة له؟
نفت برأسها ويده في يدها تدور، وتعود إليه:
-قلبي ما عاد المخلوق الضعيف الذي يسر بكل ما يشتهيه ويتمناه!
جذبها بخشونة وسلك معها رقصة تحت ضوء القمر وخرير النافورة..
-القلب مهما شاخ سيبقى طفلًا يأمل ويتمنى..
مضت خطوتين ثم خطوة تجاريه وردت:
-لم أعد أمتلك أمنيات، صدقني وجودكم سدّ ثغرات قلبي كما ثقوب احتياجاتي!
رفع يده يسمح لها بالدوران، يلهث بما سمع، متجردين من الرسمية والقيود، عراةً حتى من نعالهما كان في الرقصة شيء من كسر مجاديف الغموض التي يغرقان بها بلا نجاة
-اكتبي لي!
ارتطمت بعينيه، وسؤاله يشتتها:
-أود سماع كل شيء منك، اكتبي لي بعينيكِ، سأقرؤك!
لو هجرك البوح، اكتبي لي بدفتر مثل ذلك الصديق ذو القلب الأزرق
ابتلعت ريقها تسأله:
-هل تغار؟
-كرجل تخبره زوجته أنها تكتب لرجل آخر مفترض بي أن أغار؟
-ذاك من صنع خيالي
ناوشها ضاحكًا:
-وأنا حقيقي، أولى منه!
في تلك اللحظة، تسلل خيط الفجر الأول على استحياءٍ منه، يوشي له بسرّ إن كانت مملكتها دون عرش، فمملكته مغايرة، من عرش وحاشية وقوافٍ، ولن يقبل له دون اعتلاء عرش قلبها!
ضحكت تضع كفيها على صدره تلهث:
-سأحاول!
أجابها بحملها بخشونة تعلقت بكتفيه تخبره من بين ضحكاتها وقبلاته:
-أنت تستغل عدم وجود أيمن هنا!
وصل بها إلى الأعلى، لا زالت في أحضانه وبين حدود ذراعيه، مست أنامله برقصة شغف، تتركها وتجذبها بنعومة، يهمس الدفء فيهما بتنهيدة شوق إلى وصال بلا فصام!
ابتلعت ريقها تترك لأناملها حريتها، حتى جذب فكها يرفعه إليه بكف واليد الأخرى تعتقل خصرها!
نادته والحروف بينهما خاشعة، أنصتت لعينيه تتلوان رسالة وداع، ضمته إليها بحرمان السنين وتوقها له، فماذا يحدث لو كانت قلوبهما بلا أبواب مؤصدة!؟
قرأت الوداع وتجاهلت ..استقبلت طرقه لبابها بلهفة المنتظر المحروم لأعوام، وأكرمت ضيافته
في تلك الليلة كانت له كما لم تكن من قبل، سرقت منه النفس والشعور وسطت على الحواس فباتت حتى لمسة كفها تنشر عشقاً صارخاً صامتا يتدفق بين عروقه، في غمر اللحظات تهيأت له دمعة من عينيها، أو غشت اللهفة عليهما همست له بصوت مكتوم:
-لا تتركني منتصر مهما يحدث!
في وسع الليل وإطباق الخلائق جفونها لم ينم ولم تغمض له عين أغلق حاسبه الذي أنهى منه للتو ما يريده وما أصابه في مقتل، عاد إليها فضمت نفسها إليه، ظل يراقبها ينهي حاويتين من السجائر، طالته الحقائق وما فعلته قبل أيام قد استطاع تدبير أمره.. وما فعلته لم يجد له حلاً!
ملس على شعرها بشرود.. سحب كفها المستريح على قلبه، والآخر عن ساعده، وذهب لغرفته الخاصة، سحب رفا بعينه اطمأن لوجود الحيثيات، وعاد لغرفته يخرج يستنشق هواءً يريح قلبه!


يتبع
]

soha, m!ss mryoma, Topaz. and 7 others like this.

Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 10:14 PM   #1378

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

[


كان وضاح يعرف المكان الذي سيبرح عنده، أخذ الطريق معه ساعتين ووجد نفسه في عرض الصحراء يتنفس برودتها، ترجل من السيارة يخرج من صندوقها عدته وأقل من ساعة وكان يرتشف قهوته المُرّة، يحرك النار وتموج ألسنتها بأفكاره، يشتد برد الصحراء ويتفاقم عناده فيضم دثاره الثقيل "فروته " نحوه أكثر مرددا:

-النار لا تحرق إلا قدم واطئها!

منذ هاتفه سالم يخبره بأمر استشارة علاء وهو يشعر بحاجته الوحشية للضرب أو إفراغ كمية عنف طاغية،

ثارت الرمال وهب الجو واغبرت الزاوية التي يقصدها في طرف الصحراء خلف صخرة كبيرة، من صوت المكابح عرف القادم، التفت نحو منتصر الذي جاء هو الآخر بعد منتصف الليل يستأنس بالصحراء، راقبه بهدوء يهبط من سيارته ويديه فارغتين سوى من دثار شبيه بدثاره، تقدم نحوه بلا كلام يجاوره ففسح وضاح له مكاناً على وسأل بنزق:
-ما الذي جاء بك هنا؟
ارتكى منتصر على المسند:
-ما جلبك أنت الآخر هنا!
تبسم وضاح يهز رأسه ويهتف:
-يبدو أن خسارتك كبيرة هذه المرة!
لم يجب منتصر الذي جاوره يتدثر بفروته يعدلها حول كتفيه يأخذ فنجان القهوة الذي صبّه وضاح له، شرب منتصر وعيناه ترنوان للنار فضاق صدره الممتلئ زفر يرتفع بصره وتطلع حيث الأفق الشاسع والصحراء تنافسه في وسع الفضاء يهتف:
-تعادل خسارتك وأكبر ربما..
نفث وضاح تبغ سيجارته تدور به همومه وبيته الذي عرضه للبيع لخططه العبقرية قد وجد مشترٍ له، لم يجب وضاح فطلبه منتصر بعد أن شعر بحاجته لنفث تبغ وحرقه:
-ناولني سيجارة!
رد عليه وضاح بفظاظة:
-أين سجائرك؟
رد منتصر بكسل:
-في السيارة ومتكاسلٌ عن جلبها!
سحب منتصر السيجارة التي أشعلها وضاح له فسأله وضاح بحذر فهو إن كان كتاباً مغلقاً لم يقرأه أحد فمنتصر كتاب لا يجرؤ أحدٌ لمسه!
-ألن تخبرني ما الأمر؟
رد منتصر وحبال الخيبة تسحب الغضب منه رويدا رويدا:
-لا شيء مهم!
تهكم ببسمة مريرة:
-لماذا تسأل أيها البائس الأكبر؟
رد وضاح بمزاح ثقيل يستقبله منتصر:
-كنت سأستمع إليك للأخير بأذن صاغية وأخبرك في نهاية الأمر " لا بأس" دون حلول
ابتسم له منتصر ابتسامة صفراء:
-قلها لنفسك، أنا رددتها بما يكفي عني وعنك أساساً!
ضحكا بلا روح ينفثان تبغ سجائرهما ومنتصر يسرح بكل ذكرى انزوى بها عن الكون في حدث أصابه في مقتل، ذكرياته كومة من سلسلة فقد وخيبات، يُتماً قبل أن يكمل السادسة من عمره، ويتما آخر ألحقته والدته به حين تزوجت الرجل الذي أحبّها قبل زواجها، اغترابها في الجزء الآخر من الكرة الأرضية، لقد فرضت عليه الحياة أن يرتدي ثوب الرجولة باكراً، ولم يتوان جده الذي احتواه من غرس كل طيب فيه لقد أحبّه ولم يرحل من الدنيا إلا حين علق النجمة الأولى على كتفه وغيبه الموت عن النجمة الثانية، لم يحب منتصر يوماً، لقد جرب الانتماء وعلم أنه أهم من ألف شعور وطفو..
حتى زواجه من لبنى لم يأت بدافع الحب.. بل بالانتماء منذ اللحظة الأولى التي رآها عرف أنها الأرض التي ينتمي إليها، ومجريات حياته أجبرته التعايش الذي شعر أنه ضحيته، لقد بات يشعر بالاشمئزاز من نفسه..
أخرجه وضاح من حديث النفس:
-تبدو بائساً بشكل مثير للشفقة يا منتصر، كفاك درامية، الآن تعود لمنزلك الممتلئ بالحياة وتنسى، فخسارتك التي بالكاد لا تعني شيئا أمام المغريات التي في استقبالك
ضحك منتصر يطلق سبة تليق بوضاح ويستحقها امتد الكلام الوقح الذي يغير أي جلسة بائسة تجمعهما فحكى منتصر بجدية:
-تزوج وضاح
ظل ينظر له بقوة:
-عيناك خاويتان بلا حياة، وروحك أيضاً، أنت بحاجة لامرأة تحييك، وجود المرأة مهما كان يفرق في حياتك ويشغل فراغها، المرأة روح.. حياة تشعل جليدك المتراكم، حين تضع النية في قلبك سيسخر الله لك الطريق ويهيئ لك من تستحقك.
تهرب وضاح من السيرة بتهكمه:
-حسنا جئت تصرف النظر عن خيباتنا بخطتك الإصلاحية للزواج، شكرا هات نصيحة أخرى
رمقه منتصر بتعال ثم التفت إلى النار يحركها ويهتف بجدية:
-وضاح تزوج.. يكفيك عناداً ووحدة، حسنا أريد حين تموت وريثا يذكرني بك، ظلمٌ أن تنقرض فصيلتك الحيوانية هذه!
والرد هذه المرة كان بلكمة جانبية لخاصرة منتصر قهقرته بالضحك، صمتا طويلا حتى هتف كليهما في الوقت ذاته:
-لقد وجدتُ مشترٍ للبيت!
-لقد وجدت الشاهد الذي فر من قضية مأمون!
التفت وضاح لمنتصر بدهشة:
-أين.. أين كان؟
**
انتظرته سالي أمام المحكمة بأمل بدأ يتلاشى كان الموعد في العاشرة ولم يأتِ فعلمت أنه سيفعل كما فعل في المرة الأولى.. على بعد منها كان علاء في سيارته وصل لأطراف المكان ثم فكر بعقلية أي شهامة تلك التي يلعبها، وأي جنون يقدم عليه؟
قصته مع سالي خاسرة.. بل خاطئة أسوأ وأفظع نزواته!
ولن تضيف له إلا الخسارة مجدداً
قبل أن تعترف له بنواياها كان قد صرف النظر عنها
لكنها استجارت به.. ورجته أن ينقذها من زيد!
لكنه لن يدخل نفسه ويلصق بنفسه لقب مروءة!
إن كانت علاقته الغبية بسالي جعلته يخسر رونق
فالزواج سيجعل منها حلماً!
رغم أنها باتت النجمة.. وهو الملفوظ في الأرض!
كانت رونق جنته، وجاءته التفاحة المسمومة بهيئة سالي!
ولا عزاء لغروره!
استغفر الله طويلاً ودار بأعقابه.. لقد تركها في الماضي لكيلا يظلمها وقلبه ليس ملكه.. ولن يظلمها ما دام هناك رجل يقف مقابله يريدها أكثر من حياته!
لا زالت محادثة زيد ترن في عقله
(دعها علاء ..سالي لي امرأتي)
(لن تقترب منها ..ولن تدعك تقترب)
(هي تفر مني ..تنسى أنها لي في كل مرة)
سيتركها لطليقها ..الأولى بها وبقلبها!
دار بأعقابه يغادر المكان.. متجها نحو وسط البلد حيث الجامع الحسيني خلع نعليه، دخله بالهموم يرتجي رحمة صلى تحية المسجد وخر ساجداً
-ربِّ اغفر لي خطيئتي بحقك، قبل حقها!
**
مرت الساعة الأولى فاستيأست بقدومه، جاء الشاهدان خالها وابن خالها اللذين طلبتهما لكي تكيدهما بزواجها من علاء وهما اللذان حطا من قدرها كثيراً، لحسن حظها لم تبح باسم الرجل الذي ستتزوجه لكي تتركها مفاجأةً لهما
غافلتها صدمة تواجدهما فاستقبلتهما بترحاب تبرر:
-دقائق ويأتي خالي!
هزأ خالها وابنه:
-ها نحن ننتظر
وحل صوت زيد من خلفها يقبض على كفها:
- لقد أتيت ..لم أتأخر على عروسي!
ابتلعت الدهشة والحسرة، ناظرته بعينين حارقتين تستسلم لأنامله التي اعتصرت كفها عرفت منه الخلاص وإليه الخلاص لقد وشمها به ولن ينته الأمر
حتى أنه جاء للملمة كرامتها المبعثرة..بعد التحية والصمت غمز لها:
-ألن ندخل!
أومأت له بضياع تصك بأناملها ملكيتها له!
خرجوا من المحكمة فتلقف خصرها بضمة شوق برعت بها يده يهمس لها:
-تتوجين بسحرك كل حروفي ..وتبقين أروع من كل قصصي الحالمة!
سألته بكلمة واحدة:
-لماذا؟
استجابت لعناق خالها المغتاظ ومباركة ابنه فعودة زيد أسوأ لهما وكانت آخر الاحتمالات إذ أنها لا تستحقه..
وصلا الشارع فجذب حقيبتها رمى بالمفاتيح نحو سائقه فسألته صارخة:
-مفاتيحي؟ سيارتي إلى أين؟
فتح لها باب سيارته يهتف بدرامية:
-إلى شهر عسلنا!
-وابني!
رد عليها بمعنى:
-أعلم أنه يهمك جدا جدا لذلك قد سبقنا ووصل قبلنا!
وطار بها إلى البحر!
**


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 10:16 PM   #1379

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



استيقظت مع خيط الفجر الأول، بحثت جسده ووجدت المكان فارغاً، فتشت عنه بعينيها ولم تره فظنته ذاهبا إلى المسجد يصلي فيه كالعادة، عاودت النوم مطمئنة، حين شاع النور، تحركت منزعجة بفعل حركة أنامل فضولية، تململت بانزعاج ظنته طفلها إذ تستيقظ كل صباح بتقطيعه شعرها وخدش وجهها، رفعت كفها تبعد كفه فاصطدمت بخشونتها، بثقل حركت أجفانها، حين عانقت هيئته ابتسمت من قلبها، دنى منها يزيح شعرها، أبعدته برفق تنهض نفسها وتعتدل.. نظرة زمردها يانعة مبهجة كورق الصفصاف إذ سبح في طبيعة النهر، ضل يرمقها دون حديث وبعد وقت هتف لها:

-هيا انهضي لقد أعددت لنا إفطاراً!

اقتربت منه مبتسمة تلثم وجنته وتسأل:

-أين كنت؟

تعلقت بعنقه بدلال وملامح حيّة غير تلك التي يعرف..في غير موضع لرحب بعناقها وأكرمه لكن ليس الآن، أبعدها بخشونة حاول تخفيفها يهتف:

-لا تؤخريني لبنى .. الأومليت ساخن كما تحبي!
قفزت سريعا فتعثرت بغطاء السرير أنهضها وعدل هيئتها فقالت له:
-لن أتأخر دقائق وآتي..
عادت له بهيئة أوجعت قلبه انتظرها بطول الغصة وقصر مسافات المواجهة، وجه متورد والشفتان بيتاً من الشعر نظمه بحروف العشق والشغف!
استقبل كفها يرى إشراقها وجرأتها تناولت الإفطار تحت صمته ارتابت لحظات وعادت لعينيه فضاعت برضا لا تكلف نفسها عناء البحث فيه. وضبت المائدة وعادت له بقهوته التي طلبها لكلٍ منهما، أعطته فنجانه وأخذت كوبها من القهوة المحلاة ..كان يقلب الهاتف بجلسته الأنيقة ككل شيء فيه، رن هاتفها فرن قلبها معه فلم تجبه، رشفت من كوبها ترنو بنظراتها بالخوف، تقبضت أنامله على الفنجان سألها بعدما وقفت صوبه لإيقافه :
-إلى أين؟
زحف لها التوجس من نبرته فهمست :
-سأذهب لإغلاقه!
رد عليها ببرود يرمق هيئتها المذنبة أمامه:
-لا داع لبنى هذا سليمان تراه يبعث لك برسائله كالمعتاد!
اعترتها الرجفة حتى أخمص قدميها تناظره مفتوحة العينين ويكمل:
- للأسف سيتهمكِ الآن بالخيانة لأنك أعطيته الملف الخاطئ!
عيناها بعينيه دون أن تطرف تقبض عليها الصدمة ويسطو عليها الانهيار ..كل أطرافها تتشنج فتقول برجفة:
-ماذ..ماذا
بخيبة وكثير من الخذلان صوب نظره نحوها يرتخي و يضع قدما فوق أخرى متسائلاً:
-والآن أخبريني لبنى ..ما الذي يمتلكه سليمان الغربي نحوك، لدرجة قيامك بخيانتي وسرقتي تحت تهديده!؟




**
عاد علاء إلى منزله بعد الثانية عشر ليلاً، دخل البهو فوجدها في انتظاره تجلس على كرسي تضع ساقا فوق أخرى حياها فردت بجفاء، أبصرها في كامل زينتها وفتنتها تتهكم:
-لم لم تدعوني لقد تزينت لأنير حفلك!؟
خلع ربطة عنقه يرد:
-دعك من هذا رونق.. أنا متعب!
اقترب منها فأشاحت وجهها:
-أشعر بثقل الكون فوق قلبي!
هزأت به:
-ألهذا الحد كان الزواج حافلاً واستنزف منك طاقتك!
جثا بركبته عندها يطالعها من أسفل كمسكين يتضرع العفو من غني:
-لم أتزوج!
ردت عليه ببساطة ومقلتاها تتحجران:
-كنت أعرف!
نكس رأسه يعترف:
- لم أستطع فعلها.. لم أتزوج رونق.. لم أقو على فعلها
استقامت فقبض على كفها تركته بقوة تسير نحو الحقائب التي أعدتها سألها مخبولا:
-إلى أين ما هذه الحقائب؟
أجابته بقوة:
-لك.. لن تبقى في هذا البيت ولا تنس أنه بيتي!



**
بعد يومٍ مجهد ثقيل عادت جيداء إلى الحي وصلت باب بيتها وأصوات ضحكة مألوفة تعرفها.. حار نبضها واختل توازنها فصعدت السلالم عند طرف الباب رأت الضيف وصعقت..
لقد كان منذر في بيت أهلها!


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 10:29 PM   #1380

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم ايدك
أيْكة and الديجور like this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.