آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          56 - لأنك السعادة - سالي ونثورت - ع.ج** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صفقات ملكية (58) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الثالث من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملهـ× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          56 - امرأة بلا وجه - ساره كرافن (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11647Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-22, 05:59 PM   #1591

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة randa duidar مشاهدة المشاركة
يا جماله 😍😍😍 وضاح وقع خلاص في حب ثريا
انا قولت ما دام ساب نفسه لتيار الحب كده فيبقى انفصلت عن حمزة
وحالتها البائسة تؤكد انفصالها بس يا ترى ليه ؟!!
وجودهم مع بعض بيعمل مزاج خاص حقيقي ❤️❤️❤️
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة randa duidar مشاهدة المشاركة
كل عام وانتي بخير حبيبتي وجميع أحبابك بخير
ويارب العام الجديد يكون عام سعيد ملئ بالفرح
وربنا يوفقك دايما 🌹🌹🌹
يا راندا يا عممممري💙💙💙💙
والله أنت من الناس اللي محظوظة فيهم لميس ..و الرواية؛ سعيييدة من قلبي يلي عجبك والله💙💙💙
وأنت بألف ألف هنا يا عمررري💙

جولتا likes this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 01-01-22, 06:02 PM   #1592

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nana96 مشاهدة المشاركة
يا الله يا لميس كم تعجبني كلماتك وصياغتك للمشاهد
تجعلني اندمج بها واكررها اكثر من مرة
سلمت يداك وكل عام وانت بألف خير
أسال الله ان يكون عاما مليء بالنجاح وكل ما تسعين اليه
وفقك الله ويسر امرك

نانا جميلتي💙
كل عام وأنتِ بألف خير وهنا ورضا ..
الله يسعد قلبك على كلامك الجميييل ومن قلبي أدعو الله لك أضعاف ما دعوتِ 💙💙

جولتا likes this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 01-01-22, 06:45 PM   #1593

رباب تطوانية
 
الصورة الرمزية رباب تطوانية

? العضوٌ??? » 481787
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » رباب تطوانية is on a distinguished road
افتراضي

مشهد راااااائع 💚💚💚
وأخيرا بشوف وضاح وقع وما حدا سمى عليه هههه
شكرا على الهدية تسلمي

جولتا likes this.

رباب تطوانية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-22, 06:52 PM   #1594

منو6

? العضوٌ??? » 404248
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » منو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond repute
افتراضي

حميله روايتك وكلماتك وهديتك وانت الاجمل
جولتا likes this.

منو6 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-22, 06:55 PM   #1595

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
Icon26


مساءكم ريحان وعنبر

كالعادة الفصل رائع لميس

جدًا اؤيد موقف رونق وعدم
مسامحتها لعلاء، هو آني لحد
هسة مقهورة من اشمئزازه
منها فَما بالها هي، بس
نوعًا ما آني متعاطفة مع
علاء لأنّي أحزن على الّي
يفيقون وينتبهون لخطأهم
بعد فوات الأوان

لبنى وبطبيعة شخصيتها
السلبية اختارت أسهل حل
وهو استسلامها لتهديد
سليمان لأنها تخاف مواجهة
منتصر وسليمان الله ياخذه
اصلًا ما انطاها فرصة تفكر
بحل ثاني ... منتصر يريد
يحرق قلبها وهالشي رجّع
تفكيري السيئ بسلوان
وإن راح يكون لها دور :|

ثريا من كل عقلها تاخذ
نصيحة من المعلمات الّي
وياها! هي صرت أحسها
نفس ضحى تشوف عيوب
شريكها بس تتغافل عنها
لسبب، ضحى كانت حتى
تثبت إن اختيارها صحيح
وثريا هسة خوفًا من إنها
تفشل بالارتباط مرة ثانية

نشكر حمزة على طلبه
إنها تترك عملها لأنه راح
يكون القشة الّي تخليها
تنفصل عنه ونخلص منه

جيداء مادامها تشوف منذر
أحسن منها بكثير فَما ممكن
إنها تصدق مشاعره

ضحى وسالم جدًا استمتع
بمشاهدهم وحابتهم سوا

ريبال ليش يشبه منتصر،
هل هذا شبه عادي او أكو
سر لهالشبه؟

المشهد جدًا جميل، ثريا
انفصلت عن حمزة بس
أعتقد إن صار شي قبل
الإنفصال وهذا الّي
قصدته بتطهير الصيدلية



جولتا likes this.

Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 01-01-22, 07:49 PM   #1596

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مساء الخير والعافية عليكم



تسجيل حضور





في انتظار الفصل


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 01-01-22, 09:34 PM   #1597

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



الفجر العشرون

الدروب المتعرجة، لا تحتج إشارات لإكمالها؛ وعورتها كفيلة بنفور قلبك..لكنك أنت من تمضي كل مرة..



-ماذا قلت؟

كررت سؤاله بغير وعي علها قد استمعت خطأً مثلا:

-لن تعملي في هذا المكان مجددًا، أنا زوجك وأطلب منك ذلك..
ضحكت بعصبية تهز رأسها:
-أنت تمزح مؤكد؟
كان ثائرًا بصورة غير طبيعية ملامحه غير التي يعرفها، عصبية يُخشى منها:
-لا ثريا.. أنا أقول حقيقةً لا مزاح هنا أبدًا
تخصرت بيدٍ تتنفس بغضب لم تستطع لجمه:
-هذا العمل حلم حياتي حمزة
وصلهم نائل الذي كان يحمل أكياس الدقيق ومعدات المخبوزات لزوجته فاستوقفهم:
-ما الأمر ثريا؟ لماذا تقفان هكذا في وسط الشارع!
تناول حمزة كيساً من يد نائل يرد بلباقة وحلاوة:
-لا شيء نائل.. خلافات عشاق كما يقولون
صابها الحياء من كلمته أمام شقيقها الذي احمرت أذناه فتمتم:
-الخلافات مكانها في البيوت يا حمزة هداك الله.
-يريدني أن أترك عملي في الصيدلية يا نائل، ألا يعلم أنني مت لأعمل بوظيفتي وأمارسها..
نطقتها بحزن وقهر على حلمها، فوظيفتها في المدرسة لا تعدو عن كونها تبتاع للفتيات المستلزمات الصحية، أو قياس ضغط الطالبات فقط إضافة لحل مشاكلهن العاطفية والنفسية، لكن العيادة برغم وظائفها المحصورة بها من حقن المرضى بالعضل، أو تضميد الجراحات وممارسة الإسعافات فهي تسعدها، جزء من عملها الذي تحب.. أيحرمها منه؟

-لحظة.. لماذا تترك عملها؟ ثريا تحب عملها جدًا!
آزرها بقوله نائل فاحتمت به غريزيا تقترب منه، ما أشعر حمزة بالغضب:
-ألا يحق لي أن أطلب منها؟! أليست زوجتي يا نائل؟! لا أريدها تعمل.. هل أخطأت هنا؟
رأى نائل أن الموقف سيطول ويتأزم فطلب منهما بهدوء:
-هلّا نصعد للبيت من فضلكما، لا يصح نقاش أموركما هنا.
تبعاه بصمت وعلى مائدة العشاء كانت الأجواء مشحونةً جدًا، ضحى وجيداء على السطوح فلم يشاركاهم الوجبة، فدوى عابسة وربيعة تكفلت بالتهريج طوال العشاء، بعد تناول الوجبة سحبها حمزة الذي أعاد حساباته مكتشفًا فداحة ما فعل، بهفوة غبية كاد ينسف ما جهز لأجله وقتا طويلا، ما إن دخلا حتى استأذنته العودة بعد قليل فانتظرها بصبر لن يفرط به؛ عادت له بذات النفور فالتقط كفها بحميمية صاخبة هزت داخلها، مرت أنامله بتؤدة وحسّية بالغة فأخبرته:
-حمزة أنا لن..
أوقفها بوضع أنامله على كفها:
-هششششش!
سحب أنامله وقبلهما بصورة فتحت لها عينيها وزحف الاحمرار كله إلى وجهها فانتشى:
-هنيئا لهما وطئا أرضك المقدسة وشهدك الذي أتوق له.
انتفضت بغريزية فابتسم بمكر يقترب منها فسألت:
-ألم تخبرني ألا أقترب منك؟
رد بصوت أجش:
-وأنا أريد قربك
-لكنني غاضبة منك!
-تبا لي..
-حمزة أرجوك لا تغير مسار حديثنا
حاوط كتفها فانكمشت:
-دعينا نستكين في قدسية اللحظة..
أسر البصر والفؤاد وصار عنهما مسؤولا:
-أنا أغار... أقسم بالله أغار
ضاع صوته في الاختناق:
-لا أستطيع تخيل وجودك معه بمفردك
سألته بخيبة:
-ألا تثق بي؟
زم شفتيه باختناق مفتعل:
-أنا أثق بك، لكن رجولتي تصفعني على تخاذلي وتركك بين نظرات الرجال عوضاً عن استحواذي عليكِ!
رددت خلفه:
-تستحوذ عليّ؟
-أجل.. أنت لي امرأتي من بين العالمين وتخصينني، لا أطيق نظرة يرميكِ بها أحدهم.. أعرفك كما أخلاقك التي شهدتها ولا أعرفهم.. لا أعرف مقدار الشرّ في نفوسهم وما يضمرونه؟ هذا في عقيدة الرجال عار كبير كبير..
تصلبت شفتاها للحظة ما بين تأثر وهواجس تدق في حيز إدراكها:
-أقدر شعورك الذي يغذي الأنثى داخلي، وأقدر حميتك وكل الأشياء التي تحس بها..
واجهت عينيه بثبات:
-بما أنك تثق بي عليك أن تعلم ألا رجلا على وجه البسيطة يجرؤ على التمادي معي، ثم هذا مكان عمل وأولئك رجالٌ مسؤولون عن أنفسهم وسمعتهم أمام الملأ؟ أي نظرات وشر ربما قد يضمرونه لي؟
أكملت حديثها تضع نقاط حياتها على حروفه وتضبط معناها المعوج:
-لم أعمل معهما دون دراسة أخلاقهما، هما ناضجان لم يجيئا هنا لاصطياد الفتيات، ولا يمتلكان أدنى رفاهية وفراغ في عملهما لتحقيق مخاوفك مثلا!
تنفست عميقًا:
-أتمنى ألا تخرج دائرة أفكارك عن هذا، حتى لا تتخبط عليّ المفاهيم وأظنك تشك بي، فبين الغيرة والشك خيط واحد؟
سأل مصدومًا بانفعال:
-هل غيرتي باتت شكًا؟
ردت عليه ببتر، تعطيه خيار تصحيح المسارات:
-ولو خيل إليّ بأنها شكّ لن أبقى معك لحظة!
سيطر على الوضع سريعًا بأن خضع لكلماتها التي ستدفع ثمنها فيما بعد، تبتسم عيناه الداكنتان، والظلمة فيهما تشتد، يهتز شعره الناعم بانفعاله فيهمس لها:
-معاذ الله أن أكون..
قبض على أناملها، مس عقدهن واحدة تلو الواحدة رفع السبابة:
-أحبك..
ضم الوسطى لها:
-وأذوب فيكِ..
وصل البنصر فقبل موضع خاتمه يضيف بمعنى:
-ولا أفرط بك!
وعند الأصبع الصغير رفع كفها إلى يسار صدره:
-هذا القلب يثق جدا بثريا.. مربوط بها ويخشى على غضبها، لذا لن أمنعكِ عن عملك؟ لحظة شيطان كانت تلك
ابتسمت له نصف ابتسامة، الخشية في محياها، وخز صدرها يسيطر عليها فتخشى أن يبتلعها، دنى منها فارتدت للخلف بغريزية، ضم أكتافها. يهمس بصوت مشحون غير مسيطر:
-اقتربي!
انصاعت بفعل المشاعر وحين حانت القبلة التي انتظرت همس لشفتيها وأنفاسه تضرب وجهها:
-ترضيني فكرة أن ما من رجلٍ قبلي لمسك!
لم يعطها مجالاً للتفكير فقطع فاصل النفس لكن الجملة أرجفتها، قبل حدوث التماس ووصول المنتهى دخلت لين وأخوتها بمداهمة صارخين فانتفضا بذعر وعنها ابتعدت لاهثة وجهها محمر
-خالتي ربيعة أعدّت شاي القرفة تعالوا لنشرب سويةً!
تبعها دخول ضحى التي تفاجأت بوجودهما والوضع غير المريح بهما فأحرجت لأول مرة لرؤية ثريا هكذا تمتمت فيما تضبط حجابها المتقن:
-معذرة لا أعرف بتواجدكما
-لا أبدا تعالي ضحى
نطقها حمزة بثبات وعدّل الموقف سريعًا، بعد وقتٍ طويل خرجوا ثلاثتهم بعد حديث حمزة المقنع لضحى ألا تقف عند خطوة الانفصال، يدعوها بجدية أن تفكر بذاتها وتمضي قدمًا، ارتشفوا منقوع القرفة الذي تخمر به الشّاي، وبعد وقتٍ طويل غادر المنزل متعذرًا بحفصة التي في المنزل وحدها، أوصلته حتى السلالم ثم غادر يتوعدها بوقاحة:
-لقد قطعت علينا الصغار أجمل لحظة، أعدك لن تفشل في مرتنا القادمة!
ودعته بخفرٍ شديد دخلت وجسدها يشع حرارة فخلعت الطاقية الخفيفة التي ارتدتها الليلة لأنها لاحظت خصلات بيضاء جديدة بحاجة للصبغة، وصلت غرفتها ترتمي على السرير متيقظة جدًا لما فعله في الأيام التي خلت وبدأت أفعالا كثيرة له تفضحه، انتبهت لحركة طفيفة في الغرفة فرفعت رأسها تبحث:
-من هنا؟
خرجت جيداء من خلف الستارة كمذنبة:
-أنا؟
قطبت ثريا حاجبيها:
-ما الذي تفعلينه هنا؟
أطرقت جيداء رأسها تخبرها:
-تعالي وانظري معي..
تقدمت ثريا بغباء ووقفت خلف جيداء ترى منذر الذي يقف مقابل بيتها..
-لقد بعث لي برسالة أنه كان هنا وود الدخول لو أنه لم ير حمزة فبتر النية..
ابتعدت ثريا تضرب جبهتها بكفها:
-هذا جُنّ..
أيدتها جيداء:
-وأنا أيضًا اقول ذلك منذ البداية!
عادت تنظر نحوه تتذمر:
-حتى لم يجعلني أحتفل بوصولي الخمسة والسبعين تبًا له!
قوست ثريا شفتيها ببلاهة، ثم سحبت جيداء من ياقة بلوزتها:
-وأنت تأتين لغرفتي تراقبينه لماذا؟
ردت جيداء وأنفاسها مختنقة بفعل شد الياقة:
-لكيلا يراني أراقبه من شرفتي!
حررت بلوزتها تتخصر:
-لا تمتلكين مشاكل في مراقبته، مشكلتك في مكان المراقبة، أهم شيء لا تظهري له اهتمامك
سألت جيداء:
-هل أنا مهتمة فعلاً؟
تنفست ثريا بصوتٍ عال:
-أجل جدا أيضا.. ما مشكلتك معه اعترفي!
نكست جيداء رأسها تعترف بخفوت:
-الطبقات يا ثريا.. نحن لا نناسب بعضنا
رفعت رأيها:
-هو غني.. غني جدًا لا يشبه من نراهم في المجلات وصفحات التواصل، بل هو منهم، لا تتخيلين الحجم المهول الذي يمتلكه من ثروة حتى بيته.. بيت عائلته لو ترين!
-هل بحثتِ خلفه؟
-أجل ثريا.. من منظره يبدو متواضعاً وبسيطاً لكن ما خلفه أكبر من ذلك، منذ لحظة أن عرفت أن المشفى لعائلته وأنا أشعر بتخبط كبير!
رغم أن الحديث تؤمن به ثريا جدًا فلا عواطف خادعة سوى في الروايات والقصص غير المنطقية إلا أنها همست فيما تعود للخلف على طرف السرير:
-أعطه فرصة!
عاودت جيداء النظر إلى النافذة فابتسمت ثريا بسخرية تقول:
-الفرصة هي الخطأ الأول الذي أرتكبه، رباه أتخيل نفسي في حفل وتسكب إحداهن عصيرا عليّ وأكون أضحوكة الحفل أو يعايرني أحدٌ ما بأصلي الذي أفتخر به كما يحدث ونشاهد
أغلقت النافذة وكأنه لم يراها لا بل رآها إذ صدح بوق السيارة فرفع كفه ملوحًا بالمغادرة، ابتلعت ريقها تضع كفها على قلبها وثريا تسأل:
-رآك؟
هزت رأسها تنفي
-لا.. لا طبعًا.. بل نعم على ما يبدو
ضحكت ثريا فأكملت جيداء مسلسلها
-حسنًا ثريا أو تخيلي أن يتزوجني لشهرين ويشبع هوسه بي ثم يطلقني ولا ينجح زواجنا!
علقت ثريا بانشداه:
-رباه أنت درامية زيادة عن اللزوم..
ضربت جيداء الأرض ساخطة تكتف يديها:
-يا ثريا نحن نأكل على طاولة أرضية فيما لهم خدم وحشم ألا يدعو ذلك التوجس!

يتبع.......


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 01-01-22, 09:39 PM   #1598

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



قضى نائل الوقت بعد خروج حمزة في مقهى الحي يتابع إحدى مباريات الدوري المحلي، ملّ سريعاً مشي ودار في الصالة بتردد كبير، حسم خطواته وطرق الباب، كانت قد وضعت الصغير في سريره بعد تعب مضن في نومه، تحركت بخفة وهدوء نحو الصوان تبدل ثيابها، أغلقت زر قميصها الأخير، وشمرت عن يديها الجافتين تأثراً بالربيع ودهنتهما بمرطبٍ، دخل عليها وجدها تفترش الأرض وساقيها مكشوفتين تدهنهما، غلت الدماء بأوردته وشوقه إليها يتفجر من بين شرايينه استقبلته ببرود تنهض من مكانها وتفترش السرير، أخذ هدنة مع أنفاسه الثائرة يقترب ويقبض على ساعدها:
-إلى أين؟
ردت بجمود:
-إلى سريري..
-لكنني أريدك!
هزأت وتركته يعبث بها كيفما شاء، يروي شوقه ويهطل بلهفته على صحرائها اليابسة، ابتعد عنها مغموراً للحظة وعاود الغرف منها فأوقفت هجومه التالي بكفيها:
-يكفي إلى هنا.. أنت تعلم أن جسدي لا تناسبه ممنوعات الحمل، لا أريد طفلاً بعد تسعة أشعر من اليوم يأتي وأنت غائب..
صعق بقولها فيما
أولته ظهرها تنزل البلوزة عن ساعدها وتتدثر بالغطاء جيدًا.


**
*منزل منتصر*
حدق أيمن في وجه اخته المذهولة فحكى نيابة عنها فيما يلكزها:
-أهلا وسهلا بكِ سلوان تفضلي..
تركت سلوان الحقيبة مكانها وتقدمت مع سُكينة والدة منتصر فاستعادت لبنى وجهها الذي سُرق للحظات من جرأتهن تجلي حنجرتها:
-تفضلا على العشاء.. سأنادي منتصر!
وصل منتصر الصالة توًا:
-لقد جئت فعلًا
التفتت له بنجدة فلم يعر عينيها أي تحية، يراقب بصدمة ابتلعها جيدًا وجود سلوان، سحب مقعده يجلس فهتفت سُكينة بمسكنة:
-سلوان وحدها يا منتصر قلت لن تبقى في المنزل وحدها وأطفالها ليسوا هنا يا حبيبي!
أسند كوعه على الطاولة يرد بمعنى وصل أمه التي ارتعدت لتجاوز حواجزها:
-البيت بيتك أماه لك الحرية في استضافة أي كان!
تحركت لبنى بعنف على أثر ما تفوه به، تبدأ بسكب الطعام في الأطباق تسأل منتصر فيما تنحني نحو طبقٍ معين:
-هل أضع لك من هذا؟
لم يجبها وعيناه التقطتا كفها الملسوعة والمنتفخة قليلاً فأجاب:
-لا.. لا أريد!
أتمّت إملاء الأطباق وصبّ كؤوس العصائر حسب رغبة كلٍ منهم جلست قرب أطفالها تشتري كرامتها مبتعدة عن نفور منتصر وبغضه
-اجلسي قرب زوجك يا غبية
ناظرت أيمن متسعة العينين تفغر فمها ببلاهة فأكمل:
-كفِّ عن تصرفاتك وبدلي مقعدك، طفلك لا يأكل أساسًا، ووتين تأكل عن عشرة وأنا سأتنبه لها..
صمتت تهتف بخفوت:
-سأفعل!
ادعت الانتباه لطعام وتين وعادت لمقعدها على يمين المائدة قرب مكان منتصر، تجول عيناها على الأطباق بغير رضا، حتى استقرت عند طبق منتصر الذي قارب الانتهاء فاستقامت تملأ لهُ:
-لا أريد..
هتف بها بصوت ثابت وملامح لا تُقرأ
ردت بخيبة:
-كما تشاء..
عادت بغصة تسحب صنفا من أنواع السلطة يتناولها منتصر لكونها صحية عوضًا عن تناول وجبة العشاء، تصلها همسات سلوان وسكينة المتضاحكتين فتكاد تجن وتصمت حيلتها الصمت لا سواه، ارتطمت بحافة الصينية الحارة كتمت صرخة حارقة فيما تناوله الطبق، وضعه بعنفٍ لم يخفه يلتقط كفها بعصبية:
-دع عنكِ ذلك
ثم التفت لوالدته وسلوان:
-اعتنيا بنفسيكما والأطفال..
سحبها خلفه يضع كفها تحت صنبور المياه الباردة يؤنبها:
-من طلب منك سكب الطعام في الداخل؟ أنتِ حتى لم تأكلي! تدورين بملء الصحون وفشلتِ في ذلك حتى
أغمضت عينيها فيما الحرق يؤلمها:
-كنت أود وضع السلطة لك
-هل طلبت..؟
ردت فيما ترمق وجهه الغاضب:
-كنت أظن!
-دعينا من ظنونك واجتهاداتك الشخصية فأنا لم أطلب منك أبدًا
أومأت بحشرجة فسحبها مجددًا نحو صيدلية المنزل، يجلسها على الأريكة يدهن الحرق ويغطيه تحت نظرات سُكينة التي مصمصت شفتيها بتهكم، وسلوان التي مطت فمها بقلة حظ، كل ذلك على مرأى أيمن الذي يشعر بكرهه للصنف النسوي كله يتفاقم يوماً بعد يومٍ بدءًا من أمه سيدة البغاء كله، والثانية التي جاءت بنية هدم بيت أخته سُكينة، والثالثة الحيّة الرقطاء سلوان الذي تلهث خلف رجلٍ متزوج، الأسوأ منهن لبنى التي يراها مثلهن بل أسوأ تلك التي خانت زوجها أمام نظره، قد حاول معها وسألها لكي ينقذها فنفت، كل ذلك يجعله يكره النساء عليهن اللعنة وللجحيم، انتبه لوتين التي مدت له لسانها تغامزه فهمس لها بيأس دون أن تفهم أو تسمع:
-استمتعي ببراءتك وتين.. ستخلعين ثوبها قريبًا!
أتمّ منتصر ضم اللاصق يتمتم لها وهو ينحني تبعًا للحجم فيما بينهما وفارق الطول:
-إن كنت عاجزة عن الطهو أخبريني كي أجلب طعامًا جاهزًا عوضًا عن كوارثك التي أخزتنا..
ترقرقت دموعها الغاليات التي توزعهن بالمجان فأمرها دون أن ينظر لها:
-امسحي دموعك لا أود رؤيتهن أبدًا وأكملي عشاءك
أطرقت رأسها في وهن تمسح دموعها وعادت للصالة تكمل عملها..
عاد منتصر إلى الصالة يفشل مسعى والدته ورفيقتها في سهرة جماعية، إذ قال معتذرًا:
-أنا سأخرج لدي عمل أقوم به!
ثم التفت إلى زوجته المبجلة:
-لا تؤخري الأطفال في السهر، نيميهم من الآن!
تبسم أيمن مستهزئًا لمراعاة زوج اخته فيما امتعض البقية، حملت سلوان بعض الأطباق معها تخبرها بتساؤل:
-هل أنت ومنتصر بخير؟ أحوالكما لا تعجبني، منتصر وجهه لا يفسر..
التفتت لها لبنى التي وضعت آخر طبق في غسالة الأطباق:
-نحن بخير جدًا وجهه طبيعي بفضل قضاياه التي لا تنتهي ويكرس نفسه لأجلها..
ثم أردفت بمعنى لوجه والدته التي دخلت:
-وزيارة والدته الطارئة قد فاجأته..
أطبقت شفتيها بمكر ورفرفت رموشها ببراءة:
-كلانا يعلم تشوش علاقاتهما.. لذا لا تشغلي بالك بنا.. هو مصدومٌ ليس إلا..
تجمدت سُكينة لجرأة القطة التي تغذت على الجشع فلم تشبع بعد وتوعدتها سرّا!
"حسنًا يا لبنى.. سنرى لسانك الذي تشهرينه في وجهي!"
عادت غاضبة فاصطدمت بأيمن الذي ستطرده برفقة أخته:
-اللعنة!
بقيت لبنى معهن تحت نكاتهن الغبية وقصصهن التي لا تستهويها، بعد أن طردها أيمن من غرفة الصغير مخبراً إياها:
-أطبقي على أنفاسهن هيّا
أجابته فيما ترفع الغطاء تهوي السرير:
-أنا لا أريد رؤيتهن، أمر منتصر أنقذني لو تعلم
-ابقِ في غبائك يا عزيزتي!
استغربت بقائهن في السهر والساعة قد تجاوزت الثانية عشر، لم تستوعب حتى دخل منتصر ورأت علامات النصر والمكر تزين وجوههن دخل عليهن يحييهن، جلس قليلاً، كان غاضبًا أكثر، وجهه متعب أكثر فارتجف قلبها من بين ضلوعها تمتمت فيما تستقيم كالملسوعة:
-أنا.. أنا متعبة وأود النوم حسنًا!
رمقها بنصف احتقار وربع يأس فيما الربع الآخر غل.. غل يميته فيها فأضافت بثبات جاهدت فيه لو يعلم:
-أنا خصصت لكما غرفتين متجاورتين في الطابق الأول..
طقطقت أصابعها تشير نحوهما:
-كل شيء فيهما لن تحتاجا شيء.. حسنا وداعاً أقصد ليلة طيبة
مضت بخطوات متلعثمة وما إن وصلت السلالم حتى ركضت بتعثر كاد أن يسقطها وصلت غرفتها تلتقط أنفاسها قلبها يصمها بنبضاته، تهوي بكفها على قلبها هبطت وظهرها على الباب حتى جلست تضع كفيها على وجنتيها:
-يا ربِّ استر عليِّ.. ولا ترفع غطاء سترك عني!
لطمت وجهها والخيالات ترعبها فماذا يحدث لو عرف؟ أين ستكون؟ وبين يدي من؟ مسّتها سكينة أرهبتها بقوتها فنهضت بتعثر تخلع حذاءها وتهبط ساجدة على الأرض تفض نجواها، لا تعلم ما حدث وكيف جاءت ربها محملة بثقل الكون تفترش ذنوبها بين يدي رحمته فعادت منه فارغة كأن ما صابها شيء، استغرقت بالبكاء وطلب المغفرة، خجلت أن تدعوه في أول لقاءٍ بينهما حقيقي بجوارحها، خاشعة في ملكوته وبين رحابه، غشتها رحمته فحط أمنه وسلامه على قلبها نهضت مطمئنة.. لأول مرة في حياتها، راقبت الساعة فوجدتها تجاوزت الثانية. أكانت في رحاب الله ساعتين دون أن تحس؟! قامت بهدوء تبحث عن منتصر فوجدتهم جميعا في جلستهم، اختضت بغضب ووجدت وجوههم محتدة فيما سُكينة تواجهها بملامحها اللئيمة، ظلت تتقافز تحاول التقاط الكلام حتى التقت بعيني منتصر فتقهقرت للخلف بخزي وخوف ركضت للغرفة تسب عدم حذرها.
-غبية.. حمقاء لقد فوتي على نفسك فهم ما يحدث!
ظلت خلف الباب تراقب خروجه، ولمّا سمعت صوت خطواته هربت نحو السرير تتدثر أسفله، انتظرت.. وانتظرت ولم يأت، جازفت برفع الغطاء عنها تبحثه في حيز الغرفة:
-أين هو؟
مضت نحو الباب تعاين الرواق حتى رأت نور مكتبه، زمّت شفتيها بقهر.. كل شيء يعجزها، على طرف قدميها سارت تبحث عن وجود أحدٍ في الصالة فلم تجد إلا ضوء خفيفا يشع في المكان، هبط قلبها والضوء المتسلل قادم من ركن سلوان أ تفعلها صائدة الرجال وتدخل غرفة مكتبه؟! سمعت طقطقة في الأسفل فساورتها الظنون وزارتها الهواجس، صوت باب المكتب أصدر صريرا فاختفت بسرعة خلف مزهرية كبيرة تشغل إحدى الممرات، ضاع تنفسها لأكثر من دقيقة، تقدمت بجذعها تطمئن إلى المكان فلم تجد أحداً، عادت للمشي صوب المكتب تكتم النفس وصوت الخطوة، وصلت الغرفة فمدت رأسها من طرف الباب تراقب ومن العدم قبضة حديدية تحكم وثاق خصرها:
-ما الذي جئت لتسترقينه مجددًا؟
همست بأنفاس متقطعة وعينين مفتوحتين رعبًا:
-جئت كي أبحث عنك؟
رد عليها بجفاء:
-ها قد وجدتني، ما الذي تريدينه؟
غاصت ملامحها بالمسكنة:
-هل ستنام هنا؟ ألن تأتي لغرفتنا؟
تلفت وجهه بقلة صبر ويأس:
-أنت بكافة قواكِ العقلية صحيح؟
أومأت له فجز على أسنانه يهتف من بينهما:
-اذهبي لغرفتك الآن.. الآن
انسحبت من يديه راكضة تلتفت نحوه:
-كما تشاء.. كما تشاء
**






يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 01-01-22, 09:44 PM   #1599

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


انتظرت إنصاف الساعة تدق نبضاتها العاشرة وطلبت من حميها طلال أن يوصلها إلى البيادر

حين صعدت السيارة عاجلها:

-ألم تكن خطوتك متأخرة؟

ردت عليه بقهر:

-قيده أدمى قلبي..
أدار المحرك هاتفًا:
-الحرّة لا تُكبّل ولا تأسر يا إنصاف..
ثبتت اللثام حول وجهها تهتف بغصة:
-أسرني في ابنتي؛ كان أقل ما يفعل لأجلها..
هز رأسه دون معنى فيما يقود الطريق يغني مواويل الحصاد التي عصفت بقلبها وأسقطته في قبضة الذكريات التي لم تخرج منها يومًا!
قاد بها الطريق بتروٍ بقيت هادئة ساكنةٌ خلجاتها، وكما حسبت حساب الدقائق والطريق كانت أمام بيت "طالب القاضي" بعد ساعتين!
هبطت من السيارة ترفع نفسها وتمسح دمعتها فهتف لها طلال مودعًا:
-كنت حرة طوال عمرك، حتى بعدما أجبرك، لم يحن لك رأس ولم ترف عينك في حضرته، كنت داءه لو تعلمين!؟
ناظرته بقوة فيما تقول مغادرة:
-أدع لي يا طلال!..
وصلت البوابة الضخمة طرقتها بقبضةٍ أمان الخلاص، دقائق مرت وشاب يفتح لها الباب غير متفاجئ من رؤية امرأة تدق بابهم في هذه اللحظة، فطالب مطلب النساء قبل الرجال لحل القضايا
أدخلها فسارت خلفه تطرق قدمها بهدوء على الممر الحجري تثبت طرف حجابها حول فمها أدخلها البيت ما أن عتبت بابه حتى ارتمت تستنجد:
-يا طالب.. يا طالب القاضي أنا في وجهك.. أنا دخيلتك.. أستجير بك يا طالب فلا تردني!
كررت قولها بنجدةٍ ورجاءٍ صائحة:
-أنا دخيلة بالله ثم بك..
اسامع طالب للصوت فنزل السلالم الدرجية مستندًا بعصاه المذهبة في كف، والأخرى تحمل سبحة ذهبية، رفع العصا في وجهها بمشهدٍ مهيب يحاكي سنون عمره الثمانين:
-وصلتِ يا بنت الأجاود..
أبصرت هيبته فاقشعرت ولسانها يلهج:
-أطال الله في عمرك يا طالب.. وجعلك دائما ناصرا للمظلومين والضعفاء
وصل إلى الصالةِ يجلس على كرسيه العتيق
-اجلسي على المقاعد يا ابنتي!
زحفت على ركبتيها حيث البساط اليدوي أمام دلات القهوة والمهباش
-أنا مرتاحة هكذا..
صبّ لها حفيده ريبال فنجان القهوة من الدلة فأعرضت عن الفنجان تهتف:
-لن أشرب قهوتك حتى تجب مطلبي يا شيخ طالب..
هتف ريبال في وجهها بقوة:
-قهوة الشيخ طالب لا ترد..
أجابته في ثبات:
-لي عنده حاجة يقضها لي وأنا أشربها..
حرك طالب عصاه بحركة فهمها ربيبه فالتزم الصمت فيما يستمع لأمره:
-نادي عمتك حسنا لكي تأخذها وغدا ننظر في قصتها.. لا يصح يا ابنة الأجاود أن تدخلي بيتي دون كرامتك وضيافتك
هزت رأسها بقوة وإصرار:
-كرامتي وكرامتك محفوظة، كل البلاد تشهد لك لكنني ظمآنة..
جف ريقها لذكر الظمأ فأكملت:
-حبيسة وأنتظر ري حريتي، لن أبرح مكاني دون أن تحقق مطلبي وأرتوي
مسته بحروفها فأزال طرف عباءته يهتف بوقار:
-قولي.. لك ما أردت وعلى قطع الأعناق يا أصيلة!
تشجعت بقوله فتنفست بعمق فيما تجيب:
-جعلني أموت قبل أن يقطع عنق.. كنت ثقيلة طوال عمري.. ولن أغضب لو خففت عبء وجودي!
هز رأسه:
-لن تكوني ثقيلة يا ابنتي لك وعد الرجال.. ما هي حاجتك؟
تربعت في جلستها تضم أطراف عباءتها:
-أنا إنصاف ابنة خليف مختار القرية
تلقى الاسم بإدراك فأكمل لها:
-والنعم يا ابنتي.. منك ومن أبيكِ
أزالت اللثام عن وجهها:
-ومن أصلك الطيّب!
صابها البكم لحظة ..ثم انهمر سيل شكواها
-يا شيخي أنا المرأة التي جار عليها رجلٌ أعثى بسمعتها الفساد وألحق بها الضرر فتداول الناس إلصاق الباطل بها.. حتى غدت سيرتي خرقة كل من يتناولها ويمسح بها كيفما شاء
ملست كفها على صدرها:
-وأنا التي طلقها زوجها مرغمًا ليس كما قيل لسمعتي الشائنة، وخطفت ابنتي على مرأى عيني ولم أرها لسنتين..
ازدحمت أنفاسها في حنجرتها:
-وأزفوني طبقًا دسمًا غير ناقص لمن حط بي وقلب حياتي جحيما، ليلة انتهاء عدتي وابنتي تدور في الشوارع حافية تبحث عني!
بكت ولم تحتمل:
-سنتين حرمت رؤية ضناي.. وحين رأيتها ابتلي والدها بقضية أبرئه منها براءة الذئب من دم يوسف!
صمتت لحظات تبكي وأكملت:
-يا شيخي لقد عشت مع زوجي مكرهة غير راضية، ومات والدي قبل ثلاث سنين، شبابي زال ولم أطلب الطلاق مجبرة
مسحت دموعها بطرف حجابها:
-وحين توفي والدي رأيت أن النجاة حانت وعليّ فك وثاق حياتي منه فهددني بابنتي التي حرمني منها وحرمها السعادة في حياتها..
دقت على صدرها:
-حرمني الضنا.. ولم أنجب منه، سرق شبابي وفرحة أيامي، صابرة لأجل ابنتي، لكنه مس طرفها وأنا التي ضحيت بحياتي لأجلها أراها على مفترق سعير..
ابتلت أهدابها وتشوشت رؤيتها:
-هذا ما طاف بحمولة قلبي، لقد جازفت بنفسي وزوجتها الرجل الذي ائتمنه عليها، وكان الرجل الذي تريده المرأة لابنتها، لكنه يود خراب دارها و لن أقف متفرجة الآن!
ابتسم بغموض لذكر زوج ابنتها كما فطن ريبال لبسمة جده ورد له مثلها، قاطع النظرات دخول حسنا التي جاورت الدخيلة تمد لها المحارم فنطقت إنصاف بصوت ثابت رغم تعبه.. وبكائه:
-طلقني منه.. لن يحل قضيتي معه سواك
حرك عصاه ورفعها قليلاً يجيب بصوته الرخيم المهيب:
-لكِ ما جئت به يا أصيلة
ابتسمت فأمر طالب ريبال:
-صب لها القهوة يا بني!
صبّ ريبال لها القهوة فتناولتها براحة فأكمل لها طالب:
-ستكونين في بيتي وحمايتي إلى أن أرى ورقة خلاصك بين يدي!
نهضت إنصاف من مجلسها إلى البساط:
-ما ظننت ُفيك غير ذلك يا شيخ المشايخ كلها

**

*ليلاً منزل علاء*
-اللعنة!
هتف علاء بغضب فيما يبدل الوسادة للمرة العشرين!
رائحة عطر ثقيلة خانقة لا تجعله ينام ولا يرتح مطلقًا
هذا العطر يتذكر أن رونق قد اشترته ولم يعجبه، الآن بلغ استغرابه كل شيء إذ أن رائحة العطر أغرقت كل الوسائد والشراشف به!
نهض من السرير يصنع النارجيلة ليخفف صداع الروائح الذي أصابه فوجد زجاجتها مكسورة تنهد بيأس وأشعل سيجارة يطفئ فيها غضبه من جنونها فرونق تنتقم منه وهو بكل أسف مجبر على ذلك؛ فقد استحق!
نام على الأريكة في الصالة الأرضية بعد أن غطى الوسادة بقميصين وبلوزة ليبعد الرائحة التي التصقت بالمنزل على ما يبدو أو أن جيوبه الأنفية من باتت تشم رائحة العطر في كل شيء!
نهض نحو الأعلى يعد نفسه فاستغفر
-العرض الصباحي الأفضل!
هتف بها بسخط حين رأى روب رونق بجانب أحد أثواب نومها المثيرة والتي يعرفه جيدًا يستقبلانه في الواجهة!
خرج نحو غرفة الثياب، فتح دفة ملابسه الخاصة ووجد ملابس رونق الخاصة تتلألأ بالأصفر والأحمر والزهري القاتم
نزع تشكيلة قوس قزح من أمامه:
-حسنًا يا رونق!
لم يتم جملته وقطعة أكثر سوءًا أكثر فتكًا وقتلاً لأعصابه ومشاعره مرصوفة بعناية جانب حلله الرسمية!
والمصيبة ليست هنا!
فموقع المراقب العام للمصرف يقبع قرب مكتب المدير!
والفاصل بينهما حاجز زجاجي!
وحرمه المصون لم تأتِ للمصرف بعد!
واليوم عودتها..
حضّر لها أزهار التوليب البيضاء كما تحب!
واللافندر
والكثير من الترحيب..
وجاءت في الثامنة إلا خمسة دقائق!
بمنظر لو كانت في منزله لمَ خرجت منه أبدًا!
حجاب حريري تلفه على الطريقة التركية بلون الأبيض والبنفسج!
سترة تصل مشارف ردفها!
وسروال أسود يحدد جسدها الذي فقد رشاقته واختزن بالخيرات هنا وهناك!
ولحظة.. هذا الطرق المزعج على الأرضية أم قلبه!
تابع رحلة المحاجر حتى التقط سبب الرجفة!
دومًا ما كان كعبها العالي نقطة ضعفه
والآن هذا
الحذاء الأسود العالي يطرق على مسرح نبضاته
والويل لها إن فكرت بهذا المنظر ثانية!
استقبلها في البهو بباقة لافندر قدمها لها بدرامية فالتقطتها تحت أعين المرحبين:
-البنفسج يليق بك!
ضحكت له وعبير اللافندر يخدرها:
-دومًا ما أعطي الأشياء بصمتي لتبدو لائقة
أسبل أهدابه فيما يجيبها بذكاء:
-أجل.. بصمتك سبب كمال كل شيء!
سارت بجانبه تكتم نفسها عن الصراخ في وجهه تبتلع شعورها في الصعود معه بمصعدٍ واحد ما إن دخلاه حتى أوقفه يسحبها نحو الزاوية:
-ما هذا الذي ترتدينه؟
أجابته بثقة:
-ما هذا السؤال الذي بلا معنى! ثياب بالطبع ما الذي تراه؟
حصرها أكثر حتى باتت أنفاسهما واحدة:
-لو لم ترتدي أفضل عوضًا عن المسمية عرضاً بثياب
شهقت تنوي الرد عليه فمال نحوها فيما ضمت فمها خوفا من تقبيله لها:
-دعيني من لسانك الطويل.. أنا بالكاد أمسك نفسي عنك رونق!
-لساني ليس طويلا وأعرف حدودي جيدًا
قيد يديها الاثنتين يهمس أمام شفتيها بغضب:
-حقك ستأخذينه مني كاملًا وعدتك بذلك، لكن لا تأتي على كرامتي واسمي رونق.. إياك أن تفعلينها
حاولت إبعاده عنها فيما تقول:
-وهل حفظت كرامتي حين كنت معها؟
-عدنا للسيرة مجددًا
-هل أنهيناها حتى نعود؟
طال الصمت فيما بينهما فأرخى يديه عامدًا فانسلت من بينهما تضغط زر المصعد فحشرها مجددا:
-إياك والعودة بهذه الثياب وإلا مزقتها أمام عينيك..
فتح باب المصعد فابتعد عنها فيما يهمس:
-لا تضعي ملابسك الداخلية في رفوف ثيابي!

يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 01-01-22, 09:50 PM   #1600

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



على رمال الشاطئ تمشى زيدٌ فيما ينغرس بأفكاره نحو الجحيم مع كل خطوة!

منذ أمس أخذه التساؤل الأهم ما الذي ستفعله عائلته حين يعلمون بعودتها؟

هل سيحاربونه مثلما فعلوا في المرة الأولى؟
والإجابة وصلت بريده المستعجل على الحاسب
(تنازل عن صفقة الميناء.. لن تنالها إلا على جثتي)
كان رد والده الأول.. فأرسل إيميلاً سريعًا يقر به التنازل عنها امتثالا لأمر والده ليس إلا.. إذ أنه ليس عاجزًا عن نيلها
خاطًا بذلك خسارة مليونية ضخمة!
رمى حافظة سجائرها الزرقاء في البحر و
استقر في خطواته حتى اهتدى يجلس القرفصاء يضم حفنة من رمل البحر وتتسرب من بين كفيه أفكار عقله الراجحة!
كلها انسابت مع سالي
معها ينسى نفسه فعقله يتركه خلفه ويمضي أهوجاً أحمقًا
لقد أطفأ هاتفه عامدا لتجنب اتصالات ذويه..
نهض للداخل والموج يشيع رحيله بصخب مهيب يليق بإقدامه..
في الداخل استيقظت تتمنى عدم تواجده ولحسن حظها لم يكن في الجوار. نهضت تركض للداخل تغتسل وتبدل ثيابها، خرجت بمئزرها تبحث ثياباً ولم تجد في الغرفة وقفت متخصرة بإدراك متأخر:
-لا ثياب معك يا حمقاء!
سارت نحو الغرفة الثانية علّها تجد شيئًا بما أنه جلبها فعليه أن يتكفل في ذلك.
دخلتها وشعرت بأنفاسها تُحبس في حنجرتها، لقد عرفت هذا المكان كانا يقضيان زيارتهما للبحر فيه، لم تنتبه أمس في خضم استسلامها المهين المذل أين كانت!
-يا إلهي!
همست بصدمة وستائر الغرفة تهفهف بهواء البحر المالح نحو وجهها، أغلقت سيل ذكرياتها وفتحت إحدى الخزائن وهناك بُهتت؛ أثوابها المميزة وتفاصيلها الخاصة والمميزة في صوانه عوضا عن صوانها!
متى جاء بهن؟ وكيف احتفظ بهن!
بخفة ورشاقة بحثت في الثياب كلها وشعورها يزداد ذهولاً وغصة متذكرةً كل شعور وحدث متعلق بأحد الأثواب والقلادات كما الإكسسوارات!
بإصرار اختارت الفيروزي وارتدته، ثوبٌ فصل على قدها، مظهره وتصميمه حتى أسلوب حياكته يشبه ستينات القرن الذي مضى!
وهذا ذوقها!
عقصت خصلاتها في ذيل حصان وارتدت حذاءً ملائمًا تخرج نحو البهو، لقد تعلمت أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم..
بعد ليلة أمس لن ينفع شيء، أذلها وقدمت نفسها ببساطة
لن يليق بها دور الخجل أو الحياء لا قدر الله..
لا خجل بينهما
تنهدت بثقل تبحث عنه وجدته يدخل البيت توًا
بقميص سماوي محلولة معظم أزراره، طلته بدائية رغم رقيه، وهذا ما لا تنكره..
التقت بعينيه فابتسم لها بمكر فيما يقترب منها ويدنو:
-كيف أصبحتِ!
ابتلعت قربه ونظراته المتوعدة فيما تجيب بمكر يشابهه:
-مفترض بي أن أسألك أنا؟ كيف تبدو الآن بعد مُناك وحلمك..
توهجت الشموس في عينيه، فارتفعت حرارتها على إثرها:
-تنازلت عن صفقة الميناء صباح اليوم!
تجمدت لوهلة أثر حديثه فأكمل بسخرية:
-وليتكِ تستحقين ما جازفتُ به!
طعنتها كلماته فردت له الصاع صاعين تنطق بشفاه مغوية وعينين داعيتين بإغراء:
-هل تريد أن أعوضك؟ أعرف جيدًا كيف أفعل!
ناظر ثوبها الفيروزي والعقيق في محاجرها مقهورٌ رغم كيده:
-لا.. لقد أدركت خسارتي منذ أمس، لم يكن هناك ما يستحق!
جذبت قميصه بقهر:
-كنت ميتًا لأكون لك، حتى لم تمهلني فكرة العودة إليك!
نفض قميصه بهدوء يرد من بين أنفاسه المتضاربة:
-كان قربًا عاديًا بين اثنين يحلان لبعضهما، احتياجات جسدية مشتركة لا تهولي الأمر أكثر من ذلك
اغرورقت عيناها بالدموع وارتدت للخلف تمتم:
-لم تكن كذلك أمس
مس فكها بأنامله:
-مشكلتك العواطف ودراستها، دعكِ منها فهي لم تطعمك الكرامة ولا سقتك الكبرياء سالي..
مضى للمطبخ يعد قهوته دون قهوتها وحين خرج أمرها:
-هيّا بنا سنتناول فطورنا في الفندق المجاور!


**

-تأخرت اليوم لماذا؟ لقد قلقتُ عليكِ؟
زفرت جيداء فهي باتت معتادة على اقتحامه المتكرر والمزعج كل يوم حتى بات روتينًا لها
-معذرة منك منذر سأحاول في المرات القادمة ألا أفعل وأقلقك
سخريتها لم تؤثر به.. بل ما يؤثر به قدرتها على هذا الثبات أمامه، أجل ربما تتأثر! .هو واثق بتأثيره عليها فمثله لا يقاوم..
لكن كيف تصد محاولاته المستميتة نحوها هذا ما يزعجه..
-يفضل ذلك جيداء.. كما أتمنى أن تسرعي في إجابتك فأنا أنتظر..
تركت القلم عنها تستجمع نفسها فيما تهتف له بهدوء وروية:
-منذر أنا أرفض..
هز رأسه يراقب أنفها الذي برز حجمه مع نحول وجهها والشق الواضح قرب فمها، نفخت فمها الذي تبدل كليًا أيضًا فيما ازداد حجمه:
-حسنًا ما الجديد.. قولي أرفض وتعال لا ضير أبدًا..
ابتسم بشقاوة تنافي رغبته بها:
-الموضوع بسيط فقط قومي بحله، كثيرة الأشياء التي نرفضها ونتقبلها!
-أنا لا أرفضك هذه المرة
ضحك بعصبية فيما يبدل عقدة ساقيه:
-الله!! لقد تطور الوضع.. ماذا بعد؟؟
استقامت عن مكتبها ووقفت تقابله تكتف يديها تحت صدرها:
-من فضلك لا تسخر مني، سأخبرك بصراحة أجل أنت شخص لا تعوض ومثالي لأي فتاة
قاطعها بقوة:
-هاتي الزبدة عوضًا عن محاضرتك عني فأنا أعرف ذاتي جيدًا
-غرورك لا يطاق!
رد عليها بعناد:
-وصبري تعدى الحدود
-مشاعرك لي وحدها لا تكفي، أنا وأنت لا ننفع لبعضنا، الحب الذي تكنه لي لن يلغي الفوارق بيننا، في غمر لهفتك وتوقك لن تحس بذلك.. لكن بعد خمد الفورة ستغشاك الحسرة وتندم.

بسطت شفتيها لا تناظره كي لا ترى ردة فعله:
-أنت كرجل لن تفرق عندك.. لكن هذا سيكسرني في مرحلة ما من حياتنا،
إذ تعلقت بك أو.. أو
سأل بمتعة لا محل لها دراميا:
-أو ماذا؟
تنفست عميقًا: -لا يهم.. ما يهمني أن هذه القصة غير ناجحة، ولدت وفي فمك ملعقة من ذهب أنا بعكسك تراني أتخبط هنا وهناك لأوفر لقمة عيشي، أغلى قطعة أرتديها لا تساوي أصغر شيء تنفقه، رأيت حياتي والحي الذي أحيا به.
رفعت له حدقتيها النجلاوتين:
-طبيعية على سجيتي، لا أحسب حساب كلمتي وآكل بالخبز ويدي، عوضا عن السكين والشوكة.. تفكيري غير تفكيرك ..أسلوبي نمط حياتي غير عنك ..لذا هذه قصة منتهية من فضلك لا تعاود فتحها معي!
-رباه!
انخلع قلبها حزنًا من دهشته فأكمل:
-أنتِ درامية.. درامية بشكل غير مصدق، أرجوك كفي عن هذا الأداء التمثيلي
اقترب منها خطوة:
-علينا أن نتحقق منكِ ومن مؤهلك الدراسي، أكان محاسبة أم تمثيل مسرحي
-ها قد عدت لسخريتك مجددًا أخبرتك أنني لا أسمح لك!
كسر حاجز القرب وصار عندها لا يفصل بينهما شيء:
-أنا لن أسمح لكِ بالغباء أكثر.. جئت أودعك لأنني مسافر هذا الأسبوع لكن أهلي سيكونون في منزلكم مساء الخميس والويل لكِ إن قلتِ لا..!
حدق بعينيها المرتجفة أهدابها يأمرها:
-حسنًا
-تتجاوز حدودك. وأبشرك بالرفض من الآن!
-بل أنت قد زدت عيار دلالك.. ستقولين نعم أو أظهر وجهي الآخر
طرقات الباب زادت الجو المشحون فابتعدت عنه بغضب:
-من؟
تركها يقترب من الباب فوجد سند بقرب فاتنة سمراء:
-معذرة منذر.. أود إعلام الآنسة جيداء أن سراب جاءت معي!



**


أكملت رونق ريّ المزروعات في الشرفة، تمر على الريحان فتتنشقه بُسكرٍ مخدر، ثم تمضي نحو الياسمين والأقحوان والقرنفل!
بيت والدها جنّة حقيقية بخضرته وألوان الزهور التي تنمو هنا وهناك
شدها وضاح يرميها على الأريكة فنفخت بغضب:
-ضغطي طبيعي يا وضاح كف عن دور الطبيب المزعج
شد الرباط على يدها فأوجعها:
-كفي عن تبرمك.. تبدين مُزعجة جدًا!
قرأ مؤشر الضغط
وانتقل لفحص السكر حاولت الهرب فشدها مجددا إليه
أخذ كفها ووخز سبابتها فأغمضت عينيها:
-لقد كنت غبية حين أخبرتك ببداية حدوث السُكر عندي!
كان من عواقب فقد طفلها إصابتها بالسكري الذي تم اكتشافه حديثًا ومن حينها ووضاح يرهقها ما إن لاحظ شحوبها
-السكري مرض العصر ولأنك أكبر مهملة عليّ أن أقوم بذلك!
قرأ الرقم فابتسم باطمئنان قالت له بجدية فيما تفرك سبابتها:
-وضعي طبيعي جدا لا تنس أن السكر وراثة في عائلتنا
حير عينيه متهكما:
-آه حقاً، جدة خالة عمة أمي كان لديها السكر وقد أورثته لكِ
ضحكت فضحك لمبسمها لاحظت الطي حول عينيه، والثلاث تجاعيد التي تشق كلتا وجنتيه:
-وضاح لقد كبرت..
نطقتها بمسكنة:
-الشيب غزا شعرك الفاحم يا شقيقي، ألم يئن الأوان بعد؟
اقتربت منه أكثر تقول بتهديد:
-هل تريد أن يراك طفلك وأنت أشيب كهل لا تستطيع حتى أن تلاعبه
رد بنزق ومحيا يشبه فاتنات الستينيات في القرن الماضي يحوم حوله:
-من قال لك أنني أريد
رفعت كفها تلاعب خصلاتها وتميل عليه:
-أنا من تريد تزويجك؟
دخلت والدته فاستقبلتها رونق تسحب الشاي بالنعناع مع ضيافة لهم:
-رد عليها يا بني.. منى قلبي زواجك، حلمي لو تدري، أتستكثره عليّ يا وحيدي!
دخل والدهم حمد برفقة باسل الذي يلعب بسبحته استقامت أمهم في وجهه تأخذ العباءة منه وتجلسه:
-كيف كانت الخطبة؟
رد حمد فيما يرمق وضاح بخيبة:
-أشياء يعجز اللسان عن التفوه بها!
جلس باسل قرب خاله يهمس له:
-متى ستتزوج يا خالي؟
تبسم وضاح لقوله:
-قريباً
سأله الطفل:
-حقًا؟؟
أومأ وضاح بضحكة فتحمس الصغير يخبره:
-جدي يقول لي سيصنع حفلاً لك أفضل من الذي كنا فيه، كل الرجال يقولون له العقبى لوضاح وجدي أدمعت عيناه وأنا أعطيته محرمة يمسح دموعه
غص وضاح بريقه:
-حقًا؟
همس الطفل ببراءة:
-أجل بكى.. لا تجعله يبكي مرة أخرى.. أمي تقول الابن الجيد لا يبكي أباه؟ هل أنت غير جيد خالي؟
سحبته رونق إذ أن طفلها فضولي وثرثار.. يتوقف عند كل شيء ويدقق عليه وسيصدعهم
-هيا ننام حبيبي حان وقت النوم!
أدخلته وبدلت ثيابه صعد إلى سريرها فقص عليها أحداث يومه وأخبرها بلعبة الضمير
(ذات مرة علمته أن الطفل الجميل لديه قلب حلو لطيف يتذكر كل ما فعله من جيد ويحزن على أخطائه التي ارتكبها فيؤنبه لكيلا يفعلها)
-لقد ضحكنا على صديقي!
نطقها بحزن رغم فكاهة الموقف، حاورته بالموقف كله واطمأنت بسلوكه إذ أنه نوى مراضاة صاحبه
-جيد.. انظر كيف ستنام الآن بحلاوة دون كدر!
لاعبت خصلاته حتى أطبقت جفونه قال في أول غفوته:
-أمي أنا أريد العودة لبيتنا، أشتاق لأبي كثيراً هذه الدقائق كل يوم لا تكفيني!
تنفست بهم فيما تخبره:
-سنعود قريبًا
منذ أن جاءت وأهلها يتعاملون معها بحذرٍ تام لقد أعلمتهم أنها آتية للنقاهة، والنقاهة معتادة كل فترة لكن هذه المرة جنونها نحو زوجها متلاشٍ، لا تهاتفه كما كانت ولا تصدع رؤوسهم بسيرته، رغم مجيئه لرؤيتهم إلا أن الوضع كله مختلف.. ووالدتها قررت مفاتحتها بالموضوع غدًا..
صوت جلبة وصراخ من منزل عمها جعلها تتوجس فيما تخرج نحو أهلها:
-ما الأمر.. ما الذي يحدث في بيت عمّي سليمان!

"في نفس الوقت منزل سليمان"

يدور سليمان بجنون في صدر بيته غير مستوعبٍ:
-كيف تتجرأ وتفعلها إنصاف
عيناه مشتعلتان وجسده نافرٌ كله يرتجف:
-أقسم لأقتلنّها.. سأقتلها حين أراها!
أجهز على أثاث المنزل وكسّر كل ما تطاله يده يصرخ بأبنائه من زوجته الأولى عريفة
-أين كنتن عنها يا نساء؟ كيف تركتموها تخرج وتغفل عيونكن عنها؟
رمى بالعصا تسيل دموعه بقهر وخوف الفقد هوى على الكرسي يرفع كوفيته وعقاله عن رأسه:
-سأقتلها.. عقاب الهاربة القتل.. ولن تأخذني فيها رأفة القلب
تقدم ابنه ربيع منه يرفعه ويخبره:
-أبي.. لقد.. لقد ذهبت مع عمي طلال
زمجر بجنون يجذب ربيع من مقدمة قميصه:
-مع المجنون رحلت.. مع المجنون!
أطرق ابنه في خزي ثم ما لبث أن رفع رأسه:
-ذهبت بعد صلاة العشاء
صفعه فشهقت عريفة والدته التي حضرت توا لجنونه
-ليتها للكسر يا سليمان.. ليت اليد التي رفعت على ابني بالكسر!
تقدم صوبها يضربها فواجهته:
-تعال فرّغ عليّ رجولتك، عشت ذليلاً لها طوال عمرك وذللتها، ليت قلبك يُكسر مثلما كسرت قلبي وقلبها يا ظالم!
نفض الحجاب عنها ونيته في شد شعرها قائمة حتى سمع طرقات البوابة وصوت شاب يصدح:
-أنا مرسل من طالب القاضي يا سليمان
كممت الأفواه ووليت الأبصار نحو الباب الذي فتحه ربيع فدخل شاب سمرته واضحة، وجهه ثابت:
-أنا شامخ القاضي بعثني إليك جدي طالب في قضية!
نطقها مع دلوف وضاح ووالده فتحجرت عيني سليمان فيما الشاب ينطق:
-بعد السلام فأن إنصاف في حمايته، قد استجارت به وأعطاها، لذا أنت تعرف ما يتوجب عليك وهي في رعايته؛ لن تعترض لها.. لن تؤذيها، ولن تقترب صوبها فهي دخيلته!
تنفس وضاح بهم وشامخ يكمل:
-كما يعلمك إن إنصاف قد طلبت الخلاص.. وعليك بفكها!
التفت مغادراً ولم يقبل الاستضافة إلا أنه استدار:
-أنت مدعو إلى مضافته غدًا في العاشرة صباحًا!
ثم دارت عيناه حول الوجوه حتى استقرت عند سليمان:
-كما يا عمّ زوجتك تخبرك أن الحياة بينكما انتهت بأذيتك ابنتها وهذا ما لم تسمح لك به!
وتلك الصاعقة لم تحل على أذني سليمان الذي ناوله ابنه سريعاً حبة تحت اللسان، بل على وضاح الذي مسح وجهه بكفيه هاتفًا:
-يا إلهي!
**




انتهى ..قراءة ممتعة!



Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.