آخر 10 مشاركات
هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سيدة قلبه (35) للكاتبة: Deborah Hale .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11596Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-01-22, 05:38 PM   #1661

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي











أجواء فصلنا في المضيف العربي "المجلس" ..
المنيعة في قاموس البدو "أسيرة"💙

قراءة ممتعة من قلبي💙


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 08-01-22, 07:43 PM   #1662

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 512
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

بانتظارك يا لميس 💚💚💚💚

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-22, 08:53 PM   #1663

amani*taha

? العضوٌ??? » 450106
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » amani*taha is on a distinguished road
افتراضي

بانتظارك أن شاءالله 💟💟💟💟

amani*taha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-22, 10:10 PM   #1664

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


القبس الحادي والعشرون

ما كنتُ فظًّا ولا بائع ود ..
سلكت معك الهجر أبغي البُعد..
فقلبي عزيزٌ وأعياني الصّد..


صباحًا
يتوسد طالب القاضي المسند الوسيط في المضيف الواسع المشيد على بلاط أرض بيته، يدق عصاه بتفكير وإقدار فيما الكف اليسرى تقبع فوق الكف اليمنى فتتدلى سبحته وترتطم بالعصا مع كل دقة مصدرة لحنًا يكسر الهدوء، العباءة المذهبة حول كتفيه، النار موقدة جمرها يلتهب ورائحة القهوة تفوح في المكان مع مسك البخور الذي دار به حفيده الصغير شهم حول البُسط التي غزلت يدويًا باللونين الأحمر والأسود.
أنهى تطيب الفراش، وعاد للقهوة فوجدها قد جهزت، بدأ بملء الدلال المصفوفة على طاولة عريقة بدوية النكهة واللمحة، شرب فنجانًا وارتاح لمذاقها، فاستقام نحو جده يمد له بالقهوة يهتف بفخر يافع:
-هذه القهوة، أنا من حمصت بُنّها يا جدي!
التقط طالب الفنجان يرتشف وصوت حفيده عون الشقي يتدخل:
-لقد كاد يحرقها يا جدّي لولا أن تدخلت عمتي حسنا وأصلحتها..
تبسم الجد بغموض يناظر شهم الذي ارتبك للحظة وعون الظافر بزلة ابن عمه:
-لكنه أجاد صنعها يا عون!
تبرم عون وطفق يعد الحيل لجده الذي قال:
-في قانون العرب.. الحُب قهوة، تبدو لي محبّا يا شهم، قهوتك مُعدة بقلب محب..
التمعت الشقاوة في عيني عون، فيما شهم يرد بصوت منطلق:
-أحُب القهوة.. والبرّ. وصوتك إذ ناجيت الله قبل السحر!
ابتسم طالب حتى بانت أسنانه:
-لقد استحققت الأصيل يا شاعر..
احتج عون:
-وأنا؟
رد طالب:
-لشهمٍ تسع جولات على "الأصيل" وأنت لك ستة أيها الواشي الصغير..
تهللت أسارير شهم بعطية جده بامتطاء فرس الأصيل فالتفت لعون الذي طأطأ رأسه بحزن يهتف بتباهٍ:
-لي تسع ولك ست!
تراكضا بلهفة نحو الإصطبل القريب من المنزل فدخلت ابنته حسنا بأقداح الشاي..
-طاب نهارك أبا السلطان!
أشار بكفه فاقتربت بحامل البخور تدور به حوله وتدعو:
-لا قطع الله عنا نور وجهك الصبوح ولا حسّك العزيز يا والدي!
وضعت الحامل أرضًا فيما تنحني نحوه تقبل وجنته وكفه فتمتم لها فيما يمسح على رأسها:
-رضي الله عنكِ يا بُنيتي!
جلست بجانبه فصبّ لها بيده القهوة تناولتها ترشفها بهدوء:
-كيف أصبحت ضيفتك؟
رفعت رأسها تشمخ بذقنها وترد:
-تدعو لك بالفرج كما فرجتها عنها
زفر نفسًا وأخبرها فيما يرتكز بنظراته نحو العصا:
-فليعني الله ولا أقصّر معها!
ثم رفع رأسه للسماء مبتهلاً:
-اللهم بياض الوجه..
اللهم بياض الوجه!
ابتسمت له حسنا فيما تقول له بثقة:
-وجهك أبيض يا أبا سلطان.. وجهك أبيض
استأذنت منه حسنا بالعودة إلى إنصاف، غابت لمدة اقتربت من الساعة وأكثر، ما إن بدأت الشمس بتغيير مسارها حتى سُمعت أصوات السيارات.. فخرج كبير أولاده سلطان يتبعه إخوته وأبناؤهم يستقبلون آل الغربي الذين جاؤوا لأجل إنصاف مع أحد وجهاء العشائر الثانية، تمت مراسم الاستقبال على قدم وساق، لم يحتج طالب لطلب العزوة، فأولاده وأحفاده يشكلون مملكة معتزة معتدة بنفسها..
افتتح الحديث حمد الغربي بعد التحايا والقهوة:
-لقد بعثت إلينا بالمجيء يا طالب، وها قد جئناك بعشيرة الغربي كلها..
أجابه طالب بوقار:
-حيِّ الله ممشاكم وملقاكم يا وجوه الخير
أجابه والد سالم:
-الخير في وجهك يا طالب..
عاد طالب يستحوذ على أسماع وأبصار الجميع سمّى بالله وصلى على النبي، ففعل الحاضرين فيما يكمل:
-جئت بكم اليوم، لأن امرأة ابنكم سليمان في بيتي، إنصاف بنت خليف دخيلتي وأنا قبلت دخالتها!
أذعنت الوجوه في خشية، وأُطرقت الأسماع بوجل فتابع بصوت رخيم وقور
-هي في حمايتي ومن يحاول الاقتراب منها من على بعد ميل، فهو يقف في وجهي أنا..
ثم التفت للحاضرين بنظرة مخيفة:
-حينئذٍ أنا ندّه، من يتعدى على حرمة بيتي يستحق ما سيتلقاه.. فللدخلاء كراماتٌ وأنتم تعلمون!
رد عليه جميع في المجلس باحترام واقتدار:
-لا أحد يتعدى على كرامتك يا شيخنا
هز رأسه يعي الكلمة ويقدر ثقلها ووزنها:
-إنصاف استجارت بي في خلاصها من سليمان
صدمة حلت الوجوه فيما يضرب بكفه على صدره يقرن كلمة الرجال ومعناها:
-وأنا قلت لها عندي..
تدخل حمد:
-سليمان لا يريد أن يطلقها..
رد سلطان ابن طالب:
-لكن طالب بَتّ في أمرها
-هذا ظلمٌ والدي يريد زوجته
اندفع شامخ نحو زاهر بن سليمان، فيما ريبال يمنعه برجاحة عقل يتمتم له:
-اهدأ هذه مضافة طالب يا شامخ..
أعاد ريبال شامخ فيما يلتفت نحو زاهر بقوة يلجمه بثبات ملامحه وهيبته الفطرية:
-احترم نفسك يا هذا.. مجلس طالب العمري الذي تجلس به سيقعدك للحق لو تماديت.. هنا العدل أساس الشريعة، عد لمكانك دون حرف!
تدور الأحاديث وسليمان يتصبب رأسه عرقاً، ترتجف ضلوعه فيرتعد بخوف فقدها، ليت الرجال ما وجدوا هنا لرمى بنفسه بين قدمي طالب يتوسله ألّا يطلب منه ما هو ثقيل على قلبه ويتمنى الموت دونه.. لكنه لا يستطيع أن يقول لطالب لا.. من الذي يجرؤ على قول لا في وجهه!
عاد صوت طالب في المجلس آمرًا سليمان:
-قم يا سليمان امرأتك في بيتي تنتظر كلمتها!
استقام سليمان بوجه لا يفسر يقول بصوت مهتز:
-لكنني أريد امرأتي
نهره حمد والد وضاح:
-امرأتك تستنجد الخلاص منك، لم تتردد في ذكر الطلاق ولو لمرة.. لقد هربت منك تستجير بالخلائق ليتك ما نطقت ولا تفوهت بحرفٍ أخير لك يا أرعن!
اقترب طلال شقيقهما الأكبر المدعو بنصف عقل:
-اشتر كرامتك وغادر بها سليمان.. إنصاف مرغت سمعتك في الوحل
امتدت يد سليمان يسحب العصا نحو طلال:
-كنت أنت.. كنت أنت من أوصلتها له
اندفع أحمد بن طالب نحوهم هاتفًا بقوة:
-الزم حدك يا سليمان.. لا تنس أنك في مجلس طالب!
مضى سليمان خلف ريبال الذي أوصله حد الباب ومن خلفه كانت إنصاف تنتظر
ابتعد ريبال خطوتين يعطي الأمن ويحذر من الحرية:
-هنا.. يا سليمان
حاول سليمان الولوج للداخل فأوقفه صوت ريبال
-إلى هنا من فضلك!
التفت سليمان بصدمة:
-ألن أراها؟
نفى ريبال بصرامة:
-هي لا تريد رؤيتك..
جاءه صوت إنصاف الحبيب:
-أنا التي طلبت عدم رؤيتك..
اشتدت يده على العصا فيما يسألها بصوت مشحون:
-كيف.. كيف تجرؤين على فعلها يا إنصاف؟
ردت بحسرة فيما ينساب شعرها من عقدته بفعل يديها:
-بل تأخرت في فعلها يا سليمان.. تأخرت كثيرًا
لجلج صوته بالوعيد فأخرسته:
-لا ترفع حسّك.. لست في مكانٍ تسمعني به صوتك الذي أمقت.
ضاع في وحشية حاجته لها.. وبين غضبه المجنون منها:
-لن أفعل لو أموت..
-مُتْ.. فنهاية هذه المأساة موتك أو موتي الذي طال وأنا أرجوه كل يومٍ وليلة.. ما غابت الشمس إلا ودعيتُ ألا أحضر شروقها ثانيةً.. وكنت أحيا أشاهدها لسوء البلية..
رفع العصا يشهرها في وجه الباب المغلق في وجهه:
-ستندمين.. سأجعلك تندمين وتبكين المتبقي من عمرك كل لحظة!
ردت بثبات:
-جف الدمع في المآقي.. لقد بكيت عمراً بأكمله في قبضتك..
بدأ يهذر بالقول فأصمتته بقوة وخصلاتها السوداء الطويلة التي تعدت الفخذ تتصلب بانفعالها:
-لقد نقضت العهد، ونكثت الوعد، الهدنة بيننا لبنى لكنك جرت عليها يا ظالم.. واللهِ..
اختنق صوتها فيما تضرب تصدرها:
-والله لن أبق عندك دقيقة..
فتح عيناه على وسعهما:
-لبنى.. ما الذي فعلته لها ألم آويها يا جاحدة حين تركها الجميع؟!
ردت متهكمة:
-كنت تعلم أني حُرّة.. والحرة منيعة في حرب الضنا.. لقد أسرتني بها. أعددت خطتك بخسّة.. وإلى هنا يكفي سأدفع عمري لها.. فما عاد قيدك يحكمني!
وقع شالها على الأرض فأكملت بقسوة:
-طلق امرأة لا تريدك.. تعافك نفسها ولا تتقبلك.. السجن عليها أهون من رؤيتك..
هذرت وفضحت صفحات الماضي المطوية:
-هددتها لتحقق مآربك.. أتستغل ضعفها بشناعة حيلك؟ أتجور على يتيمة ما حست بدفء أم ولا أب؟
زأرت بجنون اللحظة، وطيات القلب تغلي على مرجل الانتظار والهوان ففار بركانها وصوتها الذبيح يستنجد:
-طلقني.. أحلّني منك... طلقني!
سقطت على الأرض فيما تجذب خصلاتها التي ما انفردت يومًا:
-كن رجلاً لمرة واحدة وافعلها..
سبعة حروف انتظرتها رجّت الأرض من تحتها وفوقها، اختل الكون وما عاد أحدٌ هناك سواها تحارب الغصة وشموع اليأس أن تنير كهفها المحكوم عليه بظلمةً أبدية:
-أنتِ طالق..
طالق..
طالق..
أربعة حروف جعلتها ترتمي ساجدة، شعرها يفترش الأرض يماثل شعر ابنتها كثافة ويتعداه طولاً، شعرٌ احتفظت به في كعكة أعلى رأسها، كانت الكعكة حلمها المعقود بالخلاص.. ما إن يأتيها فتتحرر منه ستضفره؛ والوعد جاء..
بكت بصوت مسموع يلهج لسانها بالكثير فيما تروي دموعها الأرض رفعت رأسها منتحبة فيما تنوح:
(أحرقت قلبي فبات كالرمد، حرمتني الحياة والولد، ضاع عمري أقضيه بالدموع والوجد، لا خل يصاحبني ولا يربت على قلبي أحد..)
تصلب ريبال في وقفته، يتنفس بعمق ويطن قلبه فيصمه عن كل شيء، ازدرد ريق التأثر الذي صابه حد الصميم، فنطق بصوت شديد:
-دموع الحرائر في حضرة الرجال عار.. كفكفي دموعك ما عاش الذي يبكيكِ وأنتِ في حماية طالب.
**


يتبع....



Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 08-01-22, 10:16 PM   #1665

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



صوت الصغير وضاح أفزع لبنى فنهضت عن سجادة الصلاة بعدما صلت الضحى، لم تنم ليلة أمس وعقب الفجر بقيت بأسدالها تنتظر شروق الشمس لتصلّها.
جزؤها النابض بالروح أبقاها متيقظة بذات الطهر؛ فبعد حلاوة اللقيا والقرب من الله، خشيت أن تفرط وتفوتها لحظة قربه.
أغلقت باب غرفتها فيما ترنو ببصرها نحو غرفة المكتب تبحث أثر الذي لم يأتِ حتى هذه اللحظة ليبدل ثيابه، مضت بخيبة نحو الصغير بالغرفة المجاورة فاستقبلها ببكاء. هبطت تضمه:
-أنا هنا حبيبي!
استكان في حضنها يطوق بأنامله الصغيرة كتفيها وبكاؤه لا ينقطع وإن خفت:
-هشششش، سأحضر لك الحليب الذي تحب
لحقها بخطواته المتعثرة في كل مكان تمشيه في غرفته الواسعة طال وقتها معه فيما تترقب الباب المقابل
حضّرت له حليبه وبدلت له ملابسه، لاعبته وبقيت معه أطول وقتٍ ممكن فيما يستكين بوجودها ويثرثر، تنبهت لحركة في الخارج وصوت فهبّت من مكانها تجري نحو الباب تفتعل مصادفة، فُتح باب غرفته ما إن أغلقت الباب خلفها ووضاح يجري معها، التقت الأعين فأشاح بوجهه سريعًا وجدته قد بدّل ثيابه وتحضر فتساءلت للحظة متى جاء ببذلته هنا؛ انطلق الصغير نحوه فأخذه بين ذراعيه وللحظة تمنت لو أخذها معه يخبرها كعادته
(كل شيء بخير)..
استغلت لعب الصغير، فاقتربت منه تسأله بنبرة هادئة ولهجة بطيئة مترددة كعادتها:
-ألن تعود لغرفتنا؟
تجاهلها فيما يخلص الوسام المعلق على صدره من أنامل طفله متمتمًا:
-لو أمتلك ربع جرأتك لبنى..
ناولها الطفل فوضعته أرضا توجهه نحو غرفته وتعطه ألعابًا، ركضت خلف منتصر منفعلة:
-أنت لا تفتح مجالا للحديث بيننا ولا تسمع مني أبداً
فتح الباب فدخلت خلفه:
-لا تعاملني كأنني غير موجودة؛ منتصر..
أغلق غرفة الملابس في وجهها، وتركها تتآكل لن تسمح له بهذا الانقلاب والتغيير.. يحتاج مبررا وسيسمعه؛ لن تترك الأمور بينهما هكذا خرج بعد لحظات، يرتدي ساعته وقف أمام المرآة فبقيت في وقفتها تناظره بقهرٍ، عليه ألا يبقى هكذا أمامها غضبه يذويها ويرجفها ببرد الانتظار من العقاب، هي لم تخطئ، لو تكرر الزمن لجازفت بكل شيء يبقيه معها.. همست باسمه:
-منتصر..
التفت صوبها يكز على أسنانه فيما يقترب بخطواتٍ التهمت حزنها وأحالته ترقبًا
-ماذا أفعل فيك؟ حقًا ماذا أفعل؟ دعيني وشأني لأفكر ما الشيء المناسب فعله معك
ردت بغباء:
-لا تفعل شيء، أنا حقًا أتساءل لماذا كل هذا الغضب، ماذا فعلت؟
هزأ باسمًا:
-حتى أنا أسأل وأود المعرفة ماذا فعلتِ؟ ولماذا اخترت أسوأ الطرق لتعدمي الثقة فيما بيننا، وتحيلينها شكًا ودمارًا، ألم تحسبي حساب الخطوات قبل ركضك؟!
تماوج وجهها بانفعالاتٍ كان أهونها البكاء فتجمعت الدموع فيهما:
-ألن تسامحني؟ كنت مجبرة، كان يساومني على الشرف؟ ألم تبدو المجازفة تستحق؟
-كنت أنا الذي استحق لجوؤك إليه لبنى!
تاهت بغصة مسننة:
-استغل ضعفي!
رد بخيبة فيما يرمق إسدال الصلاة والسجادة المفترشة على الأرض:
-وفتحتِ له أبوابك مشرعة، كنت لأكون القفل في وجهه لكنك اخترتِ الريح التي اقتلعت كل شيء معها..
جذبت كفه فنفضها:
-لا أريد أن أنقض وضوءك، تقبل الله يا عزيزتي!
مشت خلفه تنزع رداء الصلاة ركضت وعرقلت هبطه للسلالم إذ وقفت على عتبتها:
-ماذا أفعل لتصدقني؟ أنت لا تعلم معنى أن يمتلك الانسان نقطة سوداء يحاجونه بها الناس أو يلغونه لأجلها؛ لا صورة لديك عما عانيته!
والصدق في عينيها يقهر الكون بأكمله، والحزن فيهما يشق رجولته بنصل الهوان، والحجة تقتله وإن كانت حقيقة!
فالحقيقية الأكثر سوءًا أنها ما لاذت بحصنها الذي ظنه هو!
أبعد يدها:
-تبدو كل التبريرات سخيفة وبلا معنى، إن طال الأذى المدى!
هبطت السلالم معه وركضت صوب آلة القهوة تعدها فأزاحها جانبًا:
-أنا أصنعها..
أطلت سلوان بهيئة شريرة الحكايات وزيها الأسود القاتم كقتامة روحها البشعة، يزدها سوادا في نظر لبنى على الأقل؛ غردت بتحية الصباح فالتفت لبنى لعينيها السوداوين المكحلتين، جفنها العلوي مرسوم بأطنان من الظلال السوداء، ردت تحيتها بفتور فيما تراقبها تستريح حول حاجز المطبخ تطلب بتهذيب:
-هلّا صنعتِ لي قدحًا من القهوة!
أومأت في هدوء والتفتت نحو حامل الأكواب:
-الخدمة ذاتية هنا سلوان؛ لبنى تعاني من يدها
رفع كوب قهوته يشرح لها:
-لقد صنعت قهوتي بيدي، سأصنعها لكِ إن أردت؟ أما لبنى فعذرًا ستأخذ من خدمتها لي في مرضها ممسكًا لا فكاك منه!
انحسر الرونق وتلاشى النور الذي طلّت به سحنتها، لم تخفِ حنقها ولا تكشيرة فمها من تصرفه غير المهذب ولا اللطيف، ابتسمت ببلاستيكية ودخلت فيما يتحرق داخلها على مرجل الصبر لبلوغ الأمر:
-أنا من تصنعها ولا يهمك أبدًا، لستُ غريبة
أرفقتها بحركة حيوية متسائلة لوجهيهما:
-أليس كذلك؟
أولاها منتصر ظهره؛ فيما ردت لبنى بمجاملة:
-أجل أنتِ صديقتنا الغالية، معذرة منك يدي لا أستطيع لمس أي شيء حار بها..
-أتفهمك حبيبتي!
هزت لبنى رأسها بذكاء؛ اللعبة على ما يبدو باتت مكشوفة ومنتصر بات متفرجًا للعرض ولا عزاء لغبائها فيما جنى..
لم تستيقظ سكينة إذ أن فرق التوقيت تحتاج وقتًا للتأقلم معه، دخل أيمن وجاورهم المكان هبت سلوان تصنع له ما يشربه متهكمة:
-سأصنع لك الحليب، لبنى متعبة ولن تستطع خدمتك!
اعتذر بلباقة:
-شكرا لك لا أشرب شيئا في الصباح.. لا يناسب معدتي الحليب وكبرت عليه كما ترين
احمرت أذناه، فيما زفر منتصر بقلة صبر مالت عليه لبنى متسائلة:
-هل ستوصل سلوان معك؟
هز رأسه بلا معنى فاقتربت مضطربة الحلق:
-ألا تمتلك سيارة؟ بصفتها من لتوصلها؟
مال عليها أكثر مستخفًا بغيرة ليست في موقعها:
-ألا تعتقدين أنها ضيفتي؟ وطريقنا واحد؟
اقتربت بمسّ جديد صابها فليلة الأمس ظلت تفكر بأن الملف الذي أُرسل كان خاطئًا أي أن والدها لن يطاله أذى وإن كانت بغباء ستودي به إلى داهية؛ ثم الأهم أنها للآن لم تُكشف وإن كشفت ستواجهه بقوة حقيقية ستصدمه، لا يحق له السؤال عن صفحات مضت وطويت؛ كما لا شأن له بماضيها أليس كذلك؟
عند هذا الخاطر احتدت نظراتها والملابس الزرقاء التي ترتدي تواءمت مع خضرة عينيها فشعّت بحدة خطيرة لم يعهدها:
-وبصفتي زوجتك لا أقبل أبدًا أن تقلها وأن تأخذ مكاني في سيارتك
استقرت نظراته الخاوية عند العقيق الأزرق فرفع حاجبه:
-يبدو تهديدًا على ما أظن..
اقتربت من أذنه فتنحنح أيمن بحرج فأخته ستفقد عقلها على ما يبدو بتصرفاتها:
-لا أهدد.. لكن لا أسمح لها بالتمادي وتجاوز حدودها.. كيف تنام في بيتنا؟ وتأتي بكل جرأة تذهب معك للدوام!
لم تعلم أنه أمر والدته بصرف الضيوف واحترام أهله، لكنه مستمتعٌ بأتون غيرتها المستعر إن كانت تحرقها، من باب إنصاف المشاعر أن يمسها لهيب ناره؛ ألم يحترق فيها مرات المرات؟
ألم ينم ضائقًا صدره والظنون تتلاحم فتحيل قلبه عقدة مكومة من وساوس النفس أنها لن تكون له وإن كانت!
سحبها معتذراً:
-لحظات ونوافيكم!
مضى بها حد الشرفة الكبيرة التي تتوسط الصالة:
-ما الذي أسمعه في الداخل؟
وضعت كفيها تحت صدرها تشيح بوجهها فمد أنامله بهدوء يدير وجهها إليه:
-حين أتحدث معكِ لا تشيحي بوجهك عني!
زمّت شفتيها بقهرٍ لا تخفه:
-ليس عدلاً ما تفعله معي...!
-بل من غير العدل أن أبقى هادئًا حتى الآن وأحسد نفسي على صبري معك رغم أنني لا أطيق رؤيتك!
عاتبته عينيها:
-أليس كثيرًا؟ كثيرًا ما رددتَ هذه العبارة!
-لن أذكرها مجددًا، تيقني منها كلما رأيتني..
كزت على أسنانها تغير السيرة:
-حسنًا لك الحق فيما تقول، لكن سلوان سلوكها لا يعجبني بالبقاء هنا كامرأة عازبة
أشاح بوجهه وعيناه تحدقان بثبات عبر الجهة الأخرى من الحديقة
-لستِ في موقع يفند ما يصح أولا.. حتى فرض السلوكيات المقبولة إذ أنك لا تمتلكين ربع منظومة الأخلاق التي تشهرينها فيما يتعلق بسلوان
-سلوان.. سلوان.. لا تضعني معها في جملة واحدة مهما بلغ غضبك مني!
بقهرٍ وفقر حيلة هطلت كلماتها المغبونة فمنعه الرد عليها رنين هاتفه الذي أنقذها أجابه وفي لحظات حديثه قررت تصنع حجة لتفسد لقاء الود.. أُيسرق منها على مرأى عينها وتقف متفرجة؟
أنهى الاتصال وخرج بثورةٍ
تبعته سلوان كما أيمن الذي اختض لحالته فمشى بغير هدى ثم التفت للبنى:
-لا تطهِ اليوم على الغداء، سيمر بكم سائقي لتتناولوه في المطعم..
رفع كفه بعجلة:
-أنا مضطر للخروج الآن!
لم يعطه طالب خبر عقد الجاهة اليوم، فطار نحو دوامه ينجز أعماله ويتوجه للبيادر لرؤية ما حدث غضب بشدّة لعدم تواجده إذ كان له حسابا طويلا مع سليمان وإنصاف إن كانت تريد الطلاق فلمَ لم تخبره..
هاتف وضاح فلم يجب.. مرة واثنتين فرمى بالهاتف أعلى ما بيده!
لم تسعفه آلة الزمن فأخذ مشواره للمديرية أكثر مما ظن وحين وصل البيادر وجد أن الاجتماع قد حل وإنصاف تحررت..
أخذه طالب بالأحضان وأجلسه صدر مجلسه فلم يأسرها منتصر في نفسه وسأل بعتبٍ لين:
-لم لم تخبرني يا شيخ طالب؟ كيف أفوّت مجلسًا مثل هذا يخصني؟
مسّ طالب كتفه بشيء من أبوة ورد بحكمة:
-أنت رجل دولة أ أعطلك عن عملك وأشغل بالك في قضية منهيّة؟
أجاب منتصر باحترام رغم غضبه:
-كان يستحق ذلك فهي تخصني!
نفى طالب ببسمة غامضة:
-لم يستحق يا بني.. ثم أن والدة زوجتك تحافظ على كرامتها وابنتها، لجوؤها إليّ دلالة الكبرياء الذي يمنعها بسبب ابنتها؛ فقدره!
صب له من يده القهوة وأضاف:
-رأيتك ثائرًا وغاضبًا منه، خشيت عليه منك!
راضاه طالب بالإقناع وقوة الحجة والبرهان فاستأذن مرغمًا وسار متوجهًا نحو المدينة، في سيره لمح زولاً يلتحف بالسواد ضئيل يعرفه يهرول بين الحقول فتحركت أهدابه بالرضا لمرأى إنصاف حرةً طليقةً وإن كان يتساءل كثيرًا لمَ بقيت مع رجل ٍ مثل سليمان للآن!
فاليوم عرف وأخبره طالب أنها بقيت لدرء الخطر عن ابنتها فيما شيع عنها بزمن ولّى ويستخدمه سليمان ضدهما!
ولأنه فارغ من شعور التضحية ولم يضح لأجله أحد كبرت إنصاف في عينه وإن كان جزءًا منه يبغضها لحال لبنى المشتتة بلا وطن؛ وظن بجسارة فارسٍ أحمق أنه وطنها!
حتى رأى أن الأوطان تباع وتستبدل لمنافع ومقاصد!
اشتدت سلامياته على المقود دون شعور منه فأذاها رفع كفه يملسها وشغل المحرك بعد أن تنبه لاستطالته في مراقبة إنصاف، زفر عميقًا ورفع بصره فوجد سيارة سليمان البغيض تتوجه صوب الحقل المقابل له بما يعني تتبعه لإنصاف، زمجر بحدة وقاد بأسرع ما يكون مدفوعا بقهره وجرحه الغائر الذي سببه ذلك المعدم؛ بثقته التي هزها كرجل وإن أنكرها، سبقه وأغلق عليه الطريق بالمحاصرة، مد يده من السيارة لكيلا يتعدى سليمان حدوده وفهم الأخرق الحركة، لم يجرؤ سليمان على كسر كلمته فهبط من سيارته يستند بعصاه وعرجه واضح لا ريب فيه
قبل أن يصل فتح منتصر سيارته يدعو بتعقل قبضته ألا تقتله؛ يموج غضبه ويتروى بقوله هذا عاجزٌ حقير لا تتجبر عليه بتفوقك الجسدي، بل أمته برعبك!
ترجل من سيارته خطوتين وكان يشدّه من تلابيب جلبابه هاتفًا:
-ألن تكف عن دناءتك؟ ألا تستحي على شيبتك يا عجوز الخسّة!
شلّ سليمان الرعب فسأل:
-ما بك يا بني؟ ما الذي فعلته؟ أنت تظلمني في قولك!
أطبق منتصر فكيه في قسوة وهتف من بينهما:
-لست ابنك.. ولا يشرفني، أما عن كذبك فقد وصلتني رسائلك وكشف المستور الذي تتغطى عليه بنذالة!
رفعه وآلمه بحركة يعي تأثيرها على الجسد وصرخ بجنون:
-إن حاولت مس امرأتي من بعيدٍ بنظرة، أو الاقتراب منها فسأنهيك عن وجه الأرض يا سليمان!
نفضه بقرف فطارت كوفيته وعصاه:
-إن سوّلت لك نفسك أن تؤذي لبنى فيما تحب فسأحرق قلبك دون أن أبالي وأجردك مما تتجبر فيه!
جرّه مجددًا حتى كاد يغمى على سليمان وفقد سيطرته على مؤشرات جسده
-هذه الأرض التي يفصلنا عنها ثلاثة حقول من القمح والعدس أتراها؟
أومأ سليمان بانهزام فتابع منتصر:
-أرض مأمون الذي تداولتموها بينكم وأنتم لا تستحقونها ستعود لإنصاف غدًا غير ذي بعد!
توسعت محاجر سليمان:
-هذه أرضي!
صرخ منتصر:
-المغتصب لا يملك ما سرق!
أخسر إنصاف ويخسر الأرض فوقها؟ أُيجرد مما كان كله في إغماضة كابوس علّه يستيقظ منه؟
-دفعتها بعرق جبيني يا منتصر
كز منتصر على أسنانه والتفت بجنون له فتقهقر سليمان للخلف حتى كاد يبلل سرواله:
-بل بأموال وضاح وأبوه يا عجوز الخسة، اسمعني لقد طالت وقفتنا، وأنا قلت مرة واحدة.. الثانية عندي ستكون في السجن وأحقق لك مخاوفك..
تخصر منتصر في تعبٍ:
-يكفي للآن.. سأحتاجك لاحقًا
وصل إلى السيارة يفتح بابها:
-ما يجري على لبنى يجري على إنصاف، راقب خطواتك فأنت في قبضة رجالي..
لا زال سليمان واقفًا بارتعادة وجبروته الذي تلاشى فنطق منتصر قبل أن يغلق الباب:
-حافظ على آخر ما تبقى من رجولتك المنقوصة قبل أن أنهِ رمقها الأخير
غمزه بمعنى وأسنانه تتوهج بضحكة قاسية، فيما تعثر سليمان بباب سيارته وبحركات خرقاء دار المقود ومشي هاربًا فيما بقي منتصر في سيارته يراقب خروج سليمان من حدود البيادر إلى الأبد!
**


يتبع

soha, m!ss mryoma, basama and 9 others like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 08-01-22, 10:19 PM   #1666

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



*قبل مجيء منتصر بوقت*

في حجرة حسنا

ضفرت إنصاف خصلاتها بضفيرتين طويلتين وصلتا أسفل خصرها،

شاركتها الدموع حسنا تمشط لها وتخبرها:
-ما رأت عيني في حسنك، ولا بفتنة شعرك.. سبحان من صورك
جمعت إنصاف الضفيرتين وثبتتهما أعلى عنقها بقليل:
-ليتني خلقت قبيحة.. ليتني ولدت منفرة لا أجذب عيناً ولا يلتفت لحسني أحد، لقد جنيتُ من عواقبه ما أفقدني كل عزيز.. حتى العزيز سلبه منّي!
جاشت مشاعر حسنا بالكثير، فهي امرأة عاشقة وحُرمت الزواج لأنها عقيم، دنت من إنصاف لفارق الطول بينهما ومست كتفها:
-هل لكِ أن تخبريني عن قصتك مع مأمون!
رمشت إنصاف فيما بررت حسنا:
-أحب سماع قصص الحب.. لقد سمعتُ عنكما لكن أود سردها منك..فسرد العاشق مذاق حروفه من لهفة ووجد!
فكت إنصاف شعرها فتأففت حسنا تقول:
-لقد تعبنا في تضفيره.. لماذا حللتها
-لم أضفره من سبعة عشر عامًا، سأضفره فيما أقص لكِ حكايتنا..
بدأت أناملها بحل الشعر فيما حسنا تساعدها وتتلو عليها القصة، حتى أتمّت الضفيرة الأولى.. وبدأت بالثانية فأتمّت إنصاف الحكاية وسألت:
-وابنتك؟!
ردت إنصاف:
-في قبضة رجل يبسط أنامل قلبه لها ويحكم عليها، فأنام قريرة العين لأنها معه..
غامت عيناها بسنواتٍ ليست بعيدة:
-لقد جاهدتُ لكي تكون معه فمثله يؤتمن، وسليمان أمسك عليها زلةً في ماضيها جعلته يحكم الوثاق حوالينا بدناءته.
بان على عين حسنا الفضول لكنها لجمته بأدب فابتسمت إنصاف:
-لقد التمعت عيناك بشقاوة المعرفة، لقد أحبت ابنتي رجلاً في صغرها، كانت مشاعرها نقية وطيبة، ولم يكن ذلك الشاب يختلف عنها، كانا كأي عاشقين يسرقان من العمر لحظات لقاء ومقابلات شوق، حتى أمسك بهما سليمان مرّة.
سألت حسنا بحزن فليس هناك أسوأ ما على قلبها أكثر من قصص الحب الحزينة:
-ماذا فعل؟
تنهدت إنصاف:
-جاهد ليبعدهما عن بعضهما.
-لماذا؟
-كان يريد الشاب لابنته هو!
-وماذا حصل بعد؟
-كان الشاب منضما في الجيش، التحق بكتيبة لحفظ السلام فغادر لسنتين كاملتين، حدث فيهما الكثير ومنه زواج ابنتي بغير رجل..ولو أنني تمنيته لابنتي لكن سليمان لن يتركهما وشأنهما
اغرورقت عينا حسنا:
-لقد استطاعا المضي في حياتهما والتجاوز لا تقلقي، أساساً قبل سفره كانت الأمور بينهما على شفا الاحتضار.
تمتمت حسنا:
-مساكين!
أعادت إنصاف على أذنيها:
-كلنا مساكين يا حسنا.. كلنا!
ثرثرتا كثيراً حتى استأذنت حسنا على استحياء:
-هل أستطيع الخروج للحقول من فضلك!
سألت حسنا ببسمة:
-هل اشتقتِ للمراعي والحقول هنا ونسف الحنين بكل أشواقك؟
ثبتت إنصاف:
-بل اشتقتُ للبيادر.. وتنشق هواءها وأنا حرّة..
أخبرت حسنا والدها أنها خارجة مع إنصاف، لكنها للحظة ترددت وطلبت من والدها:
-دع أحدًا يمضِ خلفها.. أنا لن أخرج معها، تبدو مثقلة بالكثير وتحتاج أن تكون وحدها.
أومأ والدها فخرجت إنصاف لوحدها عبرت البوابة وخطت قدمها الشارع فشعرت برجفة احتلت قدميها وصولاً لقلبها وطافت حول الرأس فنفضت أفكارها:
-يبدو أنك اعتدتِ الذل يا إنصاف ومسيرك كامرأة حرة طليقة بات يرهبك!
مشت بالشارع تلتقطها الأعين وتحفها النظرات فالكل عَلِمَ بقصتها، وربما ينسجون حولها قصصًا جديدة لم تعد تُهمها، عرجت نحو أول أرضٍ مزروعة ومضت تمشي بين الحقول فالمراعي تحبو نحو الحياة والسنابل الخضراء تغمرها طولاً، سالت دمعتها وكفها يطرق على قلبها بانتفاضات موجعة، داست أرض والدها ودموعها تنهمر أكثر فأكثر:
-هنت عليكِ.. كسرتني يا والدي ولم أسامحك.. لن أسامحك على جحيمي معه..
غاصت قدميها بالتراب فيما تهمس بقسوة:
-لن أسامحك على كل ضربة تلقاها جسدي منه، ولا على الهوان الذي عشته..
جالت في البساتين وخطواتها تركض ركضاً تشق كروم العنب، وجداول الزيتون وصلت مشارف البيادر فانتحبت وكفها تنحدر نحو بطنها الفارغة في هذه البقعة فقدت جنينها الذي أكمل شهره السادس في رحمها، فقدته هنا إثر مطاردة سليمان الذي اختلى بها في السيارة التي كان يقل الطالبات فيها استغل عدم تواجدهن وبدأت نذالته تطفو على السطح، راودها عن نفسها فأبت بمقاومة باسلة، حاولت الفرار منه ولحقها باستماتة، مست الصخور الشامخات حتى هذه اللحظة، اللواتي تعثرت بهن وسقط جنينها للأبد.
-لقد حرمني منك.. لقد حرمني أن أكون أمًّا مرةً أخرى..
مسحت دموعها بقسوة:
-لن أبكي.. فزمن الدموع ولّى.
استقامت تسير نحو آخر مكانٍ هنا، أرض مأمون التي دفعها مهرًا وأخذها خليف جبرًا واستلمها سليمان قهرًا..
وصلتها بخطوات متعثرة فيما يخبو نفسها والشوق يقودها نحو الآثار وكل ما جمعهما، تجاوزت في مشيها المدى، عرقها يتصبب على الجبين وحرارتها ترتفع رغم مغيب الشمس، وصلت دارها التي سكنتها في آخر أرضهما شهقت حين رأت آثارها فسقطت على الأرض تبكي:
-آهٍ يا عزيز النفس، لقد كان السجن إليَّ أحب مما أدعوه بي..
أرخت حجابها فيما تقسو أنفاسها:
-وأحبّ إليَّ مما دعاني إليه..
نكست رأسها تأخذ حفنةً من التراب وتهيل بها فوق رأسها:
-لم أكن امرأةً لسواك..
تحجرت عيناها فيما تهمس للأرض الميتة:
-ما كنت امرأته يومًا..
شكلت كرة طينية تضمها بين أناملها بقسوة:
-كان ذليلاً يا مأمون.. عاش معي ذليلاً رغم ما فعله..
مست عنقها بكفها المرتجفة:
-أُهنت على يده.. وأمطرني بوابل غضبه.. لكنه لم يجرؤ على أكثر من ذلك..
نكست مجددا فيما تقر بوجع:
-سلاحه عقله الداهية ولسان الأفعى خاصته..
دنت للتراب تقبله ففيهِ رائحة مأمون التي لم تدنس، وخصوبة يده التي امتلأت ندوباً إلى اليوم:
-لقد حافظت على لبنى.. لم أستطع فعلها إلى اليوم لكنني فعلت..
أغمضت عينيها فيما تبوح:
-لقد هددني بها حين مات والدي الذي لم أسامحه، لبنى على مشارف الزواج وحين رآني أجهز العدة للرحيل أخبرني أنني إن فعلتها سيفشل الزواج الوشيك بفضح ابنتي الخائنة التي تسكعت مع صديق عريسها المزعوم..
طفرت دموعها وابتل حجابها:
-سامحني.. لم أكن معه بملء إرادتي وليشهد الله أنني فعلت المستحيل لأتخلص منه، تحملته في سبيل ابنتي التي آواها حينًا، لكنني..
حارت في الكلام ودمع عينها لا ينضب وكفيها تكرمش التراب:
-لم أفعل ذلك سوى لأجلها.. فأنا لا حياة لي بعدك، وحياة ابنتي أهم مني..
رفعت رأسها عن الأرض المخضبة مسحت وجهها فيما تردد بهسترة:
-لم أكن امرأته.. لم أكن.. لم يستحوذ على روحي
استدارت على عقبيها تكمل بصوت خفيض لئلا تسمعها الأرض:
-ولا جسدي..
مرّت على أركان بيتها التي تعرفها وإن طُمست، مضت لآخر الأرض وصلت ضفة النهر الواسع الذي صبغه الشفق بحمرته، فيما يتمايل الصفصاف بغنج حوله مدت كفها تغترف منه وتشرب، عادت بكفها لتغسل وجهها فيما أصواتُ حوافر للخيل خلفها وصوت شابين يتمازحان دون رؤيتها التفتت فوجدت ريبال حفيد طالب على ظهر خيلٍ برفقته شابٌ آخر يمتطي فرساً هو الآخر سمعتهما يتحاوران فيما الشاب الآخر يهتف:
-ألا ترى أن النهر يعاند حجة الوهم عندي، معيدا صورتها إليَّ في صفحته كل مرة مبرهنًا لي بأن حب السراب ليس سرابًا. ألا تجود يا نهرُ بحقيقةٍ أفضل!
اشرأبت بعنقها ليتنبها لها، استقامت تمشي تمر من جانبهما متمتمة:
-لن يخبرك النهر سُر حبك.. ابحث في معضلة قلبك ستجيب!

**


يتبع...


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 08-01-22, 10:20 PM   #1667

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



بعد أسبوع

"حي نوارة"

-الله كم هو لذيذ!

أنهت ثريا طبق الكيك المغطس بالكراميل والكاكاو الذي جلبته براءة لها كهدية على إنجازها وتجاوزها عقب نفسية بفضل التجربة النفسية التي خاضتها:
-لا توصف حلاوته بلذة الشعور الذي غمرني حد النشوة وأنا أنتصر على نفسي!
جذبتها ثريا لأحضانها:
-هل وصلتِ مرادك حقًا!
أومأت براءة بدموع حبيسة بالفرح:
-للحظات كنت أشمئز من تفكيري أن أكون خاضعة كلعبة بين يدي الوساوس، حتى وصلني علاجك!
ابتلعت ريقها بصعوبة وهزت رأسها:
-نسيتُ التوكيدات في كل محاولة، وفي كل مرة كنت أعيدها، حتى اكتشفت الحيلة في التكرار غرس الهدف حتى نضجه وتلقائيًا الممارسة غيرت قناعاتي..
شعت شمس ثريا ووجهها يتورد بالفخر تنفست والراحة تنسكب منها تقول:
-أجل هذا هو ما أردت إيصاله، التجربة والتكرار في تلقين الذات ما تريدين!
تناولت ثريا قطعة أخرى فيما تشرح براءة عن التجربة:
-لقد أوجدت أسلوبًا جديدًا مع عائلتي!
تنبهت ثريا:
-وخالتك ذات الشعر الملون!
تبسمت ضاحكة من قولها:
-حتى هي!
تحمست ثريا وتحركت دون راحة بفضول:
-كيف.. ماذا فعلتِ؟
بإيماءات تناسب همّ العمر وثقله أردفت:
-لن أكذب وأقول عن نفسي خارقة لكنني أوجدت في سوء المعاملة جذوة نار تصر على خلق إنسانة مغايرة مني..
توجست ثريا فيما تكمل براءة:
-اسألي المعلمات ستعرفين مقدار تقدمي في المستويات والامتحانات..
أطرقت في حياء وخجل من ذاتها:
-اختلاق شاب يكون قارب النجاة يحسسني بأنوثتي وملجأي طريقة خاطئة، أستطيع أن أكون ملجأ ومصدر احتواء بتكوين الصداقات والعلاقات
رفعت رأسها بمودة تنضح منها
-وجودك مثلاً عوضني، حفصة.. حتى حفصة التي تزعجني في تدقيقها وأسئلتها إلا أنها خير عون لي..
دق قلبها بذكر حفصة فغمرت يد براءة في يدها متلحفتين بغطاء المحبة:
-أنتِ أيضًا خير عون لي يا براءة لو تعلمين، تستطيعين الاكتفاء بذاتك أولاً وصنع هالة لك للتعامل مع الآخرين، الإنسان يتيم دون صداقة وحب.
أنهت الحديث بعد نصائح طويلة وقررت أخذ المتبقي من الكيك إلى الصيدلية لا تعلم لمَ خطر وضاح على بالها وودت مقاسمته حلاوة الكعكة مؤكد ستعجبه!
وصلت غرفة المعلمات:
-أنا جئت ماذا لديكن
تناولنها المعلمات بالأحضان؛ وكعادة الغرف الصفية تكون ساخنة بالأحداث العاطفية المذيبة للأعصاب، كل معلمة لها حصة لا يستهان بها في وصف الصخب العاطفي الذي تحياه ودرجة ذوبان رجلها، من جهة فثريا باتت سعيدة كونها حملت وسام الارتباط وما عادت تهتم لمراعاة تواجدها؛ ومن جهة فالغصة تتفاقم من شدة ما تشعر بالفقر العاطفي مقارنة بالثراء الفاحش الذي ترتديه كل معلمة؛ حين يسألنها ماذا تجيب؟
أنه يغار إذا وجد هاتفها مشغولًا بمكالمة أخرى!
ويعيش حالة صعبة في اختلاط المسميات عنده
كما يعاني فصامًا حادًا في تفسير النوايا
وهي.. ماذا؟
تمسك حسابه ويؤلمها تناقص رصيده إذ رجحت كفة الخلاص على البقاء!
-ثريا ماذا عنكِ؟ حان دورك؟ هيا أخبرينا فنهلة لم تخف عنا شيئًا أثناء خطبتها!
غصت بكأس الشاي ففسرنه حرجًا كبرت عليه، استعادت توازنها:
-أموري الخاصة أخجل أن أحكي عنها!
وكزة في الكوع هنا.. ورمية دفتر من هناك.. وصفعة خفيفة على كتفها فباح لسانها بما تأمل في رجلها...
الرجل الذي رسمت يومًا في دفاتر أنوثتها!
ولم تجده..
-يحبني.. يدللني؛ ولا ينتهي سيل عاطفته حتى أكاد أشعر أنه سيبتلعني في طوفان حمايته ورجولته!
خمدت أصوات الفوضى وأكملت ثريا:
-صلبٌ شكيمته قوية كما أحب يُعتمد عليه..
وهنا سالت التعليقات والتدخلات حتى سحبت مرشدة المدرسة النفسية والاجتماعية على جنبٍ تسألها:
-كيف أخبار الطالبات معك، بالذات الأول ثانوي أعرفهن متعبات وشقيات!
حكت لها المرشدة عن الكثير ومع كل اسم تحبط إن لم يكن حفصة، حتى أنقذتها المرشدة وذكرتها فسألت ثريا سريعًا:
-ما بها؟ هل هي بخير؟؟
لم تبخل زميلتها إذ سرعان ما شرحت لها:
-منذ أن جاءت قبل سنة وأنا أدرس سلوكها جيدًا، كما تعلمين تعيش مع عمها حمزة ووالدها؛ لكنني أشعر بتأثير الحضور الذكوري عليها!
ألحّ ناقوس الخطر بمطارقه:
-ما الذي تقصدينه!
حيرت المرشدة بصرها ونقلته بهدوء ثم عادت ليستقر فوق وجه ثريا تكمل بصوت خفيض:
-تبدو لي غير متزنة؛ تهتم بالجميع وتصاحب الجميع، تمتلك المعلومات وتستقصي في البحث حول كل فتاة، حتى أنها أحيانًا تخبرني بأسرار الطالبات!
امتقع وجه ثريا فنفخت المرشدة بقلة حيلة:
-والمشكلة لا تتصرف بتلك الطريقة بدافع سيء أو نية خبيثة، بل ما يؤلمني أنها تتصرف بتلقائية مفطورة عليها؛ وكأن هناك من يعزز فيها هذه الأسلوب..
تذكرت ثريا مواقف جمعتها بحفصة، كمجيئها مع الطالبات مرّة للتسكع، ومرةً أخرى حين بثت لها هموم براءة، وأشياء كثيرة باحت لها فيها؛ خاطرٌ ما سرى عبر شرايينها وكاد يفتت ضلوع قلبها كمدًا على هذه الصغيرة، أن زوجها المغوار من بث فيها هذه العادة الذميمة..
تنهدت بحزن الشعور لفتاةٍ بات يفقدها طمأنينتها، ويسلبها أمانها بظنونه الذي يبدو أنه سيخسرها هي بها!
**
فتحت باب الصيدلية وشيئًا فشيئًا تهدهد نبضاتها الألفة في هذا المكان رغمًا عن أنف عقدة وضاح ووحشة ملامحه التي باتت كجدران بيتها تألفها وتشعر بها
-لن أؤخرك، أساسًا لا دوام لي اليوم سأذهب مع حمزة لاختيار الأثاث!
بعفويتها حكت، والدماء تمركزت في الوجنتين بحياءٍ قلة من تمتلكه عن الخجل:
-لقد بدأنا بالمراسم، العقبى لك!
اعتاد تغيبها وعدم تواجدها، لكن ما لا يظنه في نفسه التعايش مع فكرة فقدانها؛ أن يخسر المكان جزءًا من شرايين الحياة التي تضخها هنا
-بالتوفيق ثريا.. لا عليكِ الأهم أن تكملي أمورك على خير..
أمنت له ثم انحنت يدها نحو حقيبتها التي على كتفها تخبره:
-في الواقع لقد جئت لأمرٍ آخر
أمال برأسه ورفع يده التي شمر عن كمها يسحب ورقة:
-ما الأمر؟
كانت تتعارك مع سحاب الحقيبة:
-ليتني أتخلص منها، رديئة رغم أنني دفعت ثمنا وقدره بها
ثم ضحكت ضحكة خفيفة:
-لا في الواقع ثمنها زهيد اشتريتها من محل شهاب الله لا يذكره بالخير!
انشق السحاب فشهقت معه لكنها لم تبال، فنصرها بإخراج الطبق كان أولى
-إلى الجحيم أيها السحاب الأخرق
استدارت نحو الحاجز وصلت وضاح فيما تمد له الطبق:
-أعتقد أنك تحب هذا النوع من الحلوى، خصتك رونق بطبق شبيه له على ما يبدو حين جاءت هنا..
وضعته على الطاولة فيما تدخل إلى الغرفة الخاصة تجلب شوكة:
-لقد أبقيتها في الثلاجة لا تقلق على صحتك!
ناولته الشوكة فيما تهذر دون مراعاة لما يجيش بداخله:
-لقد خطرت على بالي وأنا أتناولها، وقلت هذا النوع يحبه وضاح فلم أر نفسي إلا وأنا أجلبها لك لتتذوقها..
لم يتفوه بكلمة حتى لم يوبخها كعادته على وضع الطبق فوق الأوراق والمعدات المكتبية، أمسك بالشوكة بيد مترددة من لمس كفها، سريعًا ما تجاوز المشهد بتعليق تهكمي:
-ألا تروجين لأحدٍ كعادتك؟ لك أسبقيات في هذا النوع!
شهقت متخصرة:
-أنا ماذا فعلت وروجت؟
رفع حاجبه بمعنى -حارتنا ضيقة ونعرف بعضنا-
فضحكت حين تتوتر وقالت:
-سامحك الله لأول مرّة تظلمني، لقد جئت إليك بها لأنها ستعجبك!
لم تقاوم منظر الكعكة فدخلت سريعًا وخرجت بشوكة تسحب قطعة وتبرر بحرج فعلتها:
-طعمها فوق الوصف.. لقد أحببتها جدًا
همهم بنعم يترك لها الطبق الذي أجهزت عليه ولم يأكل منه سوى لقيمتين:
-أجل تستحق إجهازك عليها
رفعت كفها بورطة ومررته على فمها بحرج:
-ألم أتذكرك؟ يا لك من ناكرٍ للمعروف
تقفز حواجز الحوار وما يمنعه وما يفرضه، معه تحارب جبهة الضد فتسحبها برشاقة طوعا وتهذيبا
تسلك معه دروبًا لا يخطو بها أحدٌ سواها، دون مشورة ولا استئذان، فلها قانون تخضعه هو تحته، ويمضي أمرها فوق كل شيء..
تناولت الطبق تغسله والشوكتين:
-لكيلا تقول صنعت الفوضى ورحلت.. ليتها ما جاءت بالطبق ولا أطعمتني!
رد عليها:
-أنت فعليًا ...جئت هنا لتطعمي نفسك.. لا سواكِ.. مجيئك لأجلي حجة!
خرجت والنية فيها حاضرة لإلقاء محاضرة إلا أن رنين حمزة عطّلها:
-أنا في الصيدلية مرّ بي!
تنهدت تستند إلى الحاجز:
-ورائي يوم طويل سنمر بمعرض للأثاث، ثم سنتجول في مجمعات تجارية قاصدين الأدوات المنزلية، ومن ثم سنعود إلى اقتناء المفروشات..
سأل مقطبًا:
-أليس كثيرًا؟
أومأت في تنهيدة:
-حمزة لا يريد أن نكرر زيارتنا، فمرة واحدة تكفي..
ناظرت قدميها بحزن:
-من الآن أشعر بسخونتهما، ماذا سيحدث لي بعد قليل؟
سمعا بوق سيارة حمزة، وبغير وعي مسدت الحجاب، طاف بوجهها وهج لقاء المرأة برجلها؛ لم يحدث أن تابعها وضاح أو تفحص وجهها حين تلتقي بخاطبها، بطريقة عجيبة لقلبه الذي بات يدخل في أي معادلة بشكل ساذج لم يستسغ فكرة التطابق والتوافق فيما بينهما، قطب يستل سيجارته ويشعلها دون أن يرد على تحيتها إذ انغمس في تأنيب التمرد الذي يتمادى على رتم حياته الذي اعتاد..
-وضاح
همسة خافتة بلهاث ناعم رفع رأسه لها:
-جئتِ مجددًا؟
حدق بها بعينين تحملان سحب المطر في ليلة ظلماء دون قمر، لماذا جاءت بعد وقت طويل بهذه الهيئة؟
-أريد منك أمرًا ما!
تلفتت في حرج فتذكر أن نوبة سرحانه أوقفت المبلغ الذي كان سيعطيها إياه قبل وقتٍ فتلمسه بلا وعي فيما يسمعها:
-هل أستطيع أن آخذ جزءا من راتبي اليوم؟
هز رأسه فيما يعطها المغلف:
-أنا بالفعل جهزته لك، لكنني انشغلت أثناء خروجك!
ابتهج قلبها بفرحٍ غامرٍ ولن تخبره أن بطاقة حمزة للأسف موقفة فطلب جزءًا من أموالها لدفع الاستحقاق الجزئي للمقتنيات التي سيشتريان، تناولتها بلا تكلف تمنع الحواجز التي تكاد تذيبها خجلًا وخرجت بسرعة حد الطيران!
وعن الخروج الأول لهما، فليته لا يحسب ضمن نزهات العشاق والأحباء، دار بها في أماكن محدودة وكأنه يحفظها، اقتنى من الأشياء الأقل ثمنًا وإن كانت لا تنكر أناقتها، لكنها شعرت بتحفظ مادي كاد يرعبها!
-حمزة دعنا نرى هذا المعرض..
قادت كفه بعفوية فشد عليها فيما يُكمل:
-تبدو قطعهم غير مريحة ولا تناسب المنزل كما الحي الذي نقطنه!
وحسنًا فرغم ثراء حمزة الذي ينزوي بحيّهم لم تجد في اختيار الأثاث أي مشكلة، إذ سبق ورأت البيت فعلًا، طرازه حديث بشكل يفوق المعقول
-أعتقد أن لا مشكلة أبدًا في مواءمة البيئة إذ أن البيت بيتنا ولا ينتصف شارع الحي مثلاً
وشت لها وسوسة صغيرة أن أقرئي السعر ورغم أنها تتجنب الخوض في هذه التفاصيل إلا أنها وجدت تكلفته باهظة؛ بالنسبة لما اختاروه..
رجعت بخفي أحلامها الفارغة، ترتدي نعل الحقيقة وإن خدش الحصى نعومة أمنياتها!
*




يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 08-01-22, 10:23 PM   #1668

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


قبل هذا الوقت بأسبوعين..

بمقص ضخم اعتلى منذر جذع شجيرات الزينة يقصقصها بين تأنيب وتوجيه والده:

-هذا الطرف أحدثت اعوجاجا فيه

-أمرك يا كبير!

بخفة ورشاقة ورغم أنه لم يستطع رؤية الانحراف ولا استخدام الأدوات الهندسية لخلق المثلثات والمخاريط التي يرغب والده:
-منذر لقد قضيت على مستقبل الشجرة..
رد منذر بتساؤل أخرق:
-حقًا؟
-اهبط.. اهبط قبل أن أصعد إليك وأستخدم المقص على لسانك الذي تبرع العمل بما لا يفهمه!
هبط منذر بخفة القرود واستند على حافة الفرن الحجري المزروع في قلب الحديقة الواسعة يعاين فظاعة الشجرة ويعلق:
-ما هذه الإعاقة الذي أحدثتها، تستحق القتل حقًا
ناظره والده فيما ينادي "عامل الحديقة" الذي تولى منذر عمله يعتذر له:
-معذرة منك صالح؛ منذر أبهرنا وقضى على تميز طولها..
تكفل الرجل ببسمة واسعة:
-أمرها بسيط، في الواقع لقد أهداني شكلاً سأتفنن في صنعه!
شكره ناظم كما منذر الذي انحنى نحو ريحانة يستنشقها، نفاذ الرائحة زكّى حواسه، فتفاعل معها بتناغم فتّاك يخبر والده:
-أبي أريد الزواج
توقف والده للحظة مباغتًا من رعونة الطلب:
-من الذي منعك عنه؟
-أنتم
زالت تقطيبة والده، وشعت أوردته بالمكر هانئًا بحنق ابنه:
-اسكت يا ولد
غزاه شيب اليأس، وحل القنوط قلبه، فخرج بمظلة الأمل علّ رأفة والده تهطل عليه زخات المباركة:
-أمي لا تريدني أن أتزوج حتى يحل علاء مشكلته!
أغاظه:
-معها حق
نفض مظلة الشفقة وهتف بجسارة عاشق يهدم الحصون ظافرًا بعرش ملكته:
-والتي أريدها تعلم يا والدي، ليس لي سوى الحلال معها سبيلاً
-ألهذه الدرجة صعبة؟
-وأصعب بكثير!
تمايلت هدى بخطواتها المغناج رغم خطوط العمر، وسعة العقل:
-ليست صعبة، لكن ابنك فضحنا وكأنه صائم عن النساء ووجد فيها طبق المنسف الذي يحب..
كتم ناظم ضحكة:
-هل تجاوز حدوده في غير ما نعرف؟
شوحت هدى بكفها مغتاظة:
-لا.. ناهيك عن وجوده كفزاعة ترافقها كظلها، يقف أمامها كمهووس يقر ويعترف بما يحمله من عشقٍ كملاحق مضطرب نفسيًا!
اعترت منذر الدهشة فيما هدى تكمل سجل محاضرتها بعد رصد عينيها له فمنذر عاشق وقد رأت أن حان وقت التدخل:
-هل ترى ذلك يجذبها أيها الأخرق؟ أنت تزيد من مخاوفها وتؤجج رفضها الذي تستحقه ببساطة..
أجابها عذابه..ولوعته تتمرد على الجنون فهتف:
-أمي أنت لا تعلمين ما أعانيه، ليس وكأنك لم تعايشي ما مررت به!
أتنسى عذابه؟ وشكّه النفسي؟ لولا ثبات إيمانه لفقد عقله!
اعترف لها بحقيقة:
-لست نادمًا لو عاد بي الزمن لكررتُ ما فعلت!
شهقت والدته تشير لناظم:
-انظر.. عبثًا تحاول مع منذر!
استولى ناظم الجلسة الدائرة:
-ستنقطع عن زيارتها لفترة، كما سأوكلك لجلب نجوى فأظن أن رحلة علاجها طالت وعودتها حانت..
التفت إليه قاطعًا كل قول:
-لن تعترض لها.. دعها تفتقد وجودك وتدرس مشاعرها جيدًا بعيدًا عنك!
-مشكلتها الفوارق الاجتماعية التي كادت تصدعني بها..
ابتسمت هدى بسمتها الأرستقراطية، تجيبه كسيدة كسبت تأييد الجميع والجمعيات كما المنظمات بدهائها:
-اترك لي هذه المهمة، لا تصعب على هدى رغم أنها محقة..
عززت قولها فيما تلتفت لزوجها:
-وباجتهاد ابنك عزز كل هواجسها..
لا يعلم كيف قضى منذر ليلته يعرج سلالم توقه نحو النجوم يطأ السحب ويمس بأنامله صفحة السماء فتعبر سبابته وجهها الحبيب بوهج النجوم، ورقتها التي تنافس هشاشة الغمام!
-قريبًا يا أخت الغيم.. نجمتي الصغيرة التي تجذبني عن القمر
*الوقت الحالي*
حجب وجهها الحبيب عن مرأى نظراته، شاكراً ذاكرته الحديدية التي تدرك مواقع الشامات في وجنتها اليمنى، نفخ بضيقٍ فيما يدور بمكتب صديقه طبيب الباطنة، راقب المارة من علو لارتفاع المكتب، الواجهة الزجاجية تجعله عضوًا حيّا في المجتمع الحيوي، ضرب بقبضته الزجاج
أتظن جيداء أن العيش في واقعهم صعب؟! بصحة توقعاتها هو يستطيع أن يتكيف ويهيئها لكيلا تشعر بالغربة أو المنفى فقد تربوا على التواضع وقبول الأطياف كلها، أمه صاحبة يد بيضاء بالمعنى الحرفي ورغم أن حياتهم مهمة ولا تساوي شيئًا أمامها هي.. إن لم تخرج من قوقعة حساب الفروقات فلا أمل، إذ أنها متعلمة وموظفة.. ناهيك عن أنها عملت في أماكن لها وزنها فلماذا التعقيد!
استمع لصوت الباب، فنفث تبغه بهدوء يأمر الطارق بالدخول:
-تفضل..
ارتعدت أوصال الطارقة للحظة، فهل هيئ إليها أن كل البشر يمتلكون نبرة صوته التي تخلع قفل قلبها بسهولة متوسطة رحاب الوتين، ابتلعت ريقها في وجل تتقدم بجسارة ستندم عليها لكن ليس الآن، فيما بعد بالطبع:
-هذه أنا أود ختم الطبيب غيث لصرف الوصفة!
لم يجبها ولم يعلق، بل تفحصها ببطء دون معنى ولا إيحاء:
-هذه الاضبارة لوالدتي أريد الطبيب أن يختمها؟ أين هو؟ لا أراه!
الصمت خانقٌ لا يساعد!
معه تعتاد وقوف مسارح الغرام
يغني لعينيها ألف قصيدة ونثر!
أمسك بالختم يشير إليها ما زلزل هامتها عمّا اعتادته فمدت الملف الأول الذي عاين فيه تاريخ والدتها الطبي دون معنى أو صوتٍ، بسلاسة مرّت أنامله التي انتبهت لها توًّا، رشيقة بخشونة فطرية وإن لم يقاس الخشونة؛ ناولها الملف والتقت نظراتهما لأقل من لحظة أشاحها هو سريعًا، خرجت من عنده بغير اتزان ونبضها يفقد سكنه الذي قض مضجعه منذر!

*ليلاً*
كعادته التي يتسابق عليها وشقيقه منذر، حتى أباه، مسد علاء قدمي والدته مستغلا غياب منذر ليسبقه بها، صنع لها مساجًا كما تحب، بين كل تمسيدة وتمسيدة يدنو بوجهه نحو مشطي قدميها يقبلهما ببرّ وحنو:
-أطال الله في عمرك يا هدهد أيامنا، وجعلني عند قدميكِ طيعًا مرضيًا لا أغضبك!
ارتخت والدته تحت لمسات يديه تؤمن على دعائه:
-لا حرمني الله منك ولا من أخويك.. أنت مطيع لولا غطرستك الأخيرة وهفوتك التي لا أعلم كيف سقطت بها!
غص داخله وإن صمت؛ دهن لها مرهمًا كلمسة أخيرة ورفع قدميها عن الكرسي الذي تستريح عليه:
-ها قد أنهينا!
نطقها مع دلوف منذر الذي اغتاظ لأنه جاء بشكل خاص ليتولى مهمة تمسيد قدمي والدته:
-من المفترض أن تكون في منزلك ما الذي تفعله هنا؟ وتسرق مني مهمة هدى الأحب لقلبي!
استقام علاء يضبط وضعية رقبة والدته يجيب بغطرسته وثقته المعهودتين:
-كشخص سيطير غدًا ما الذي تفعله الآن في غرفة والدتي عوضًا عن تفقد حاجياتك؟
تأفف منذر بنزق:
-مكاني هنا إن نسيت، أجول براحتي؛ أما حضرتك الذي يتطفل علينا وتترك بيتك.. الذي يفترض بك أن تعود إليه إن كان أهله هناك أو تمسد على بعض العلل علّها خفت قليلاً..
ارتاح علاء على كرسيه:
-بيتي وأمره شأني وحدي فقط؛ أي شيء آخر يحق لك التدخل فيه ما دونه لن تفعل حسنًا!
صمت منذر مفضلا السكون وحلاوة الوداع فغداً سيسافر لشقيقته نجوى التي استقرت حالتها بعد إدمان ورحلة علاج طويلة كادوا يفقدونها بها مرّات، يؤمن جيداً أن علاء تعلم درسه بأبشع الطرق لأنه قدم اختباره بأكثر الوسائل ضررًا وإساءة، لذلك لن يتنازل عن رونقه يعرف جانبه التملكي فيها والعاشق لها حد النخاع وإن خضع جبروته لريح مغوية عاتية..
حل الصبح وطار منذر أوصلته هدى برفقة علاء الذي انحرف بها نحو أحد المطاعم فطلبت منه بهدوء:
-أوصلني إلى المشفى!
قطب متسائلاً:
-لماذا؟ ما بك؟ هل تعانين شيئًا ما؟
-أبدًا لدّي زيارة سريعة أود أن أقضيها
عرج بطريقه نحو المدخل الرئيسي فهتفت سريعًا:
-خذني إلى البوابة الثانية!
قاد بصمتٍ نحو البوابة وهناك استقبلها الأمن بعد أن طلبت من علاء ألا يرافقها، دخلت قسمًا بعينه وأمرت بهدوء:
-أين قسم المحاسبة، خذوني إليه!
قادتها ثلاث موظفات فيما تتوسط هيئتها الثلاثة كانت أنيقة بحلة كلاسيكية وجهها رغم تخطيه الخمسين مشرق، حيّ، منطلق للحياة فلا شيخوخة تراها!
أدخلتها إحدى الموظفات إلى القسم فسقطت عينها على الهدف لكنها أسدلت أهدابها بذكاء وسارت إلى الداخل حتى وصلتها، كانت منهمكة في طباعة الكشوفات، تضم الحزم الورقية لثلاث مجموعات، رفعت رأسها لصوت الجلبة فتغضن جبينها لحظة لبطء الإدراك، عادت تكمل عملها على الطابعة، تسحب الدرج الأمامي تتناول شريحة تفاح وتعاود الكرّة مع الأوراق، شعرت بظل فابتلعت شريحة التفاح دون أن تلوكها توقفت الشريحة في سقف حلقها فيما تستقيم مرحبة وتتبرع أخرى:
-السيدة هدى فقيه في زيارتنا!
صعبت مهمة الرّد والنفس فشهقت بقوة فيما الحبة في مكانها فزعت هدى مع كل من بالغرفة نحوها
-جيداء ..جيداء ما بك!
**



يتبع


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 08-01-22, 10:27 PM   #1669

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


"لو مال قلبي عن هواك نزعته

وشريت قلبا في هواك يذوب"

طوت رونق البطاقة التي زُفت مع باقة اليوم، فيما إبهامها يعمل على إدخال الرمز السري لبطاقة علاء في سلة المشتريات من موقع تسوق شهير!
"آيات حبك في فؤادي أحكمت
من قال إني في هواك أتوب"
تمتمت العبارة بغصة، ورصيد البطاقة الثانية يعطيها رنين فراغها من الرصيد، شحذت همتها في إدخال رمز البطاقة الثالثة، تفانت في الابتياع بأرقام مهولة وخيالية حتى أصدر هاتفها رسالة جديدة!
"بيني وبينك في الهوى ميثاق
والشاهدان العيون والأحداق"
من أسفل أهدابها التقت بعينيه فأرسل لها سريعًا رقمًا من سبع خانات يحوي الرمز الجديد وصلها فأدخلته فيما تشيح بوجهها، تحت رضاه التام..
راقب نفاذ ثلاث بطاقات له، ويعلم بغضبها بسعيرها الذي تود إلقاؤه فيه!
-مجنونة!
وتعجبه سياستها للآن، زفر بثقل ونديم يدخل إليها..
يعتبر نديم أخاه الصغير؛ بل يثق فيه بصورة لا يمكن تخيلها
ويثق برونق كامرأة منيعة عن كل غزو رغم وفرة الطامعين!
لكنه لا يخفي عن نفسه صدق الشعور والغيرة التي يلتمس فيها وفاقهما.
لإدراكه أن رونق في قرارة نفسها كانت تأمل رجلاً مثل نديم..
وكم يعجبها على صعيد شخصي رغم أنها تكبره!
شعوره في كون هناك آخر يفضله داخلها وإن أحكمت عليه بأخلاقها؛ يقتله..
خرج نديم ودخل إليه، بين كل جملة يتحاورها مع نديم يصله إشعار مشترياتها
-معذرة منك سيد علاء هلّا ركزت معي قليلًا.. تبدو مشغولا في الهاتف!
رد ببسمة لطيفة فيما كله بمن يفصله عنها جدار زجاجي تتوهج بالأرجواني
-لا أستطيع التركيز هل تعود بعد قليل؟
خرج نديم بهدوء فاستغل علاء خروجه ونهض يضبط سترته وصل إليها وجد الهاتف على أذنها:
-لبنى أيتها الغبية، زوجك هذا لا يعوض تمسكي به بأسنانك ويديكِ فمعجزة صبره عليكِ تكاد تسرد بين الأجيال للعبرة!
دون علمها بتواجده سمعها، وبعيدًا عن الدرامية هو لن يرتدي رداء الضحية الذي لا يلائمه، فمقياس الكلمات بعيد عنه.. استدارت تواجهه تغلق الهاتف وتسأله بهدوء دون أن تتأثر:
-أي خدمة؟ قل لي كيف أساعدك؟
أدخل كفه في جيب بنطاله، العسل في عينيه يذوب وينصهر في شمس توهجها، نورها يغذي ناره، لا يهدأ.. لا يبرد.. كل جوارحه ملتهبة في فكرة واحدة؛ خسارتها
لذا راضيًا بالسعير فيها على أن يلفظ في جنة غيرها!
-ستقومين بإفراز جميع المقترضين والمستفيدين من تمويلات المصرف، مع تحديد نسبة الربح لكل من نقابة المعلمين والأطباء كما المحاميين..
تنفس بعمق فيما يشغل عينيه عن أظافرها يبتلع ريقه يكمل باستقامة:
-وجلب عقود المرابحة أيضًا!
لعبت بالقلم متحدية وطلباته تحتاج شهرًا:
-ستكون في الرابعة على مكتبي!
ردت بمنطقية:
-لن يحدث.. مستحيل!
رد عليها باستخفاف:
-بلا يحدث وإن بقينا لمنتصف الليل..
وغادر علاء كما أمر ونفذت له الطلب كاملاً بلا أدنى نقصٍ، خرجا وأوصلها لبيت أهلها كما يجب، استقبله وضاح بغضب لا ينكره، عقب ما دخلت رونق وأتى الصغير إليه:
-علاء أنا لا أفهم ما الذي يحدث بينك وبين رونق؛ مجملاً لا يرضيني.. بل أبدًا لا يرضيني!
ارتخى علاء في جلسته أكثر:
-ما يحدث بينني وبين رونق شأن يخصنا، خلافاتنا ومشاكلنا ستكون بيننا ولها مني كل ما يحق لها وأستحق أن أفعله، لكن من فضلك لا تتدخل بيننا..
-لا تتجاوز حدودك علاء
-صدقني لقد سمحت لك المرة الماضية التهجم عليّ لأنني أقدر ثورتك وحمائيتك لشقيقتك، لكن ما قدرته المرة الماضية لن يحدث اليوم، إن جاءت إليك تشكو مني، فخذ حقها وحقك كاملاً
ختم كلامه بهدوء وعناية فلا مزاح في شأن وضاح مطلقًا:
-دعني أسوي خلافاتنا سوية، أو على الأقل اترك لي فرصة أن أصحح الخطأ الذي حصل..
تنفس وضاح بغضب يجذبه من مقدمة قميصه:
-هناك خطأ يعني؟
فكه علاء:
- لا أود العنف.. لن يحل بيننا شيء أبدًا
امتدت يد وضاح للكمه فأزالها علاء بغضبٍ:
-أخبرتك أن تهدأ...!
فتح وضاح زر قميصه بغضب أعمى:
-كيف أهدأ وأنا أرى غضبها.. ورغم ذلك لا تفعل وتخبرني وترح قلبي لأخذ حقها منك
وبنفس الغضب المجنون هجم على علاء ففكهما سالم الذي وصل توًّا:
-ماذا يحدث ...ما بينكما؟
ما إن وصل علاء منزله حتى استغرب شاحنة تصف أمام بوابته، أبصرها بدهشةٍ فيما هبط منها أحد راكبيها يسأله:
-علاء فقيه؟
أومأ علاء بغضب مكتوم فمد إليه الشاب مفكرة:
-هذا مستند توصيل نريد إمضاءك عليه؛ هذه الطلبية للسيدة رونق ستستلمها أنت


*الشعر مقتبس.
يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 08-01-22, 10:30 PM   #1670

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



لم يتبق أي ثوب نومٍ فاضح لم تجربه؛ حتى مقتنياته الخاصة والفتاكة التي يطلب تجربتها ارتدتها، هل بقي شيء في محاولة استمالته يجب أن تفعله ولم تفعل!

ببطء وتجربة صعبة مررت الكحل الأسود الثقيل في عينيها، لم تذكر أنها قد وضعته مرّة، تكتفي بسائل أسودٍ فوق جفنها العلوي يكفي بفتنة عينيها، تحاملت على ألم جفنها السفلي فيما تفكر بعينين سوداويتين أشد وسعًا من عينيها، أكثر بروزًا من عينيها، والمعضلة لونهما أسود.. لونهما أسود ويكفي!

طالعت الثوب الحريري الذي ترتديه بفتحة واسعة تتعدى الفخذ من كلتا الطرفين، الشقان محبوكان ومزينان بعملات وزينة للزركشة، ثوب رقص على ما يبدو ولا تعلم لماذا ارتدته، الجو الحار الربيعي الذي تعاظمت سحبه هو السبب، كانت تسترجع مهاتفتها لرونق التي أعلمتها أن والدتها في ضيافة طالب ثم أخبرتها:

-سلوان هنا يا رونق.. أشعر وكأنها تريد منتصر يا رونق؟ تخيلي أنها تبيت في منزلنا..
توقفت رونق عند سماع هذه الملاحظة:
-لا حبيبتي لا تشعري، بل تأكدي أنها تريد زوجك.. الكل بحمد الله يعرف عداكِ لأنكِ مشغولة بغيبوبة شفاك الله منها
توترت أنفاسها وعرق صاخب ينبض في حنجرتها:
-هل كانت مكشوفة إلى هذا الحد.. والله لن يحدث لها ما أرادت وعلى قطع رقبتي..
استبشرت رونق خيراً فيما تكمل:
- لبنى أيتها الغبية، زوجك هذا لا يعوض تمسكي به بأسنانك ويديكِ فمعجزة صبره عليكِ تكاد تسرد بين الأجيال للعبرة!
أتمّت تطيبها والآن سيأتي فهي تعرف موعد عودته الليلي، على ميعاد نبضتها الناشزة طلت هيئته، والرجفة الكاسحة تموضعت بالعشق رغم حصون الخسارة الفادحة، تثبتت في مكانها عند المرآة وعنه خلع ساعته ومحفظة نظارته، ابتلعت ريقها تراقب زيه الفوتيك المخصص للصيف بلونه الأسود بانقباضة أذهبت ما تبقى بعقلها
-أين الأطفال؟
ناظرته ببلاهة وفكها كله متدلٍ:
-ما الأمر أسألك أين الأطفال؟
برتابة تناولت الساعة والنظارة تجيبه بهدوء:
-ذهبا مع أيمن يشتري لهم من المول القريب هنا..
رفعت بصرها إليه ولاحظ الظلال السوداء والكحل الذي تتفنن في رسمه حول عينيها، عيناها فاتنة لا ينكر.. تنضح فتنة والله يشهد كونه يغض الطرف عن عروضها التي تنسف برجولته.. لكن عينيها في هذه اللحظة تبدو مريعة.. أينكر؟ لا.. وألف لا..
استدارت توليه ظهرها تعيد مقتنياته إلى مكانها، ورغمًا عن أنف النظر هبطت نظراته لهيئتها.. ولسيقانها.. وتبًا له إن تأثر وتبع هوى غريزته!
تلاحقت أنفاسه فأخرسها بتحييد بصره، فيما يتوجه لغرفة الملابس للتبديل، كانت تود وضع الساعة في مكانها ودخلت معه ظنها محاولة إغواء مرتبة.. وكانت بريئة بالدخول هنا ليس بشكلٍ كلي!
وضاق الكون إلا بهما
-إلى أين؟
اقترب بخطواته الواسعة، يراقب اسمه الذي يزين جيدها بسلسلة:
-جئت أضع الساعة على الرفّ..
ترك لها حرية وضع الساعة، وترتيب ما أفسدته بحركاتها الخرقاء، لم تكد تثبت وضع المحفظة حتى احتواها بين ذراعيه دون لمسها، وصل تنفسها عنان السمّاء وهدير نبضها يصم أذنيها، ويعمي رؤيتها عن وجهه، هي هنا بين يديه وكفى.. همس لها بصوت مبحوح:
-أول مرة أرى الكحل في عينيكِ..
ونبرته ملتهبة إذن تبدو فاتنة.. وحسنها أنقذها:
-أجل.. لم أضعه في حياتي!
ببطء.. وأنفاس مسلوبة.. ومشاعر مخدرة هتفت بها فدنى منها أكثر يمسح بطرف إبهامه جزءًا ساح منها:
-إذن لا تعيدي الكرة..
سألت مأخوذة بقربه:
-لماذا؟
رد بذات الصوت:
-تبدين مريعة..
ورد الطبيعة أمام سحره يتوهج..
والكحل في عينيها جرم لا يغتفر!
ازدردت ريقها بخيبة فيما يكمل باختناق:
-جدًا..
ابتعد لاعنًا تأثيرها عليه ولاستجابته نداء عينيها كل مرة...!
-جدًا..
خرجت بخيبة تمسح أثر الكحل وتخلع الثوب الحقير ترتدي لباسًا يليق بها عن عروض الإغراء غير المجدية؛ وصلت الأسفل تستمع لمجيء سلوان الذي غادرت بأمر منتصر وجاءت في سهرة كالمعتاد
اختبأت خلف الباب حين جذبها حديث سكينة لسلوان الشاكية:
-أعطيني أسبوعين.. والوعد لك إن ما طارت بأعشاشها تلك المعدمة المتسولة!
دار عنقها كطيرٍ ذبيح لهمسه باسمها فالتفتت لغضبه من تنصتها فيما تسأله:
-ستتزوجها؟





انتهى القبس!❤
قرااااااءة ممتعة من لب قلبي أرجوها لكم
هذا الفصل أخذ مني ثلاثةأسابيع
دمتم بحب جدًا جدًا جدًا ❤


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:22 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.