آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ☆باحثاً عن ظلي الذي اختفى في الظلام☆ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Ceil - )           »          أجمل الأسرار (8) للكاتبة: Melanie Milburne..*كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          شعر ثائر جزائري (6) *** لص ذكي سارق عجيب *** (الكاتـب : حكواتي - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11647Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-22, 09:55 PM   #1761

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي


حبيبتي لموسة الحلوة الرقيقة الف مبروووك ويارب دوم النجاح والتألق لانج فعلا تستحقين

كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-01-22, 09:56 PM   #1762

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 50 ( الأعضاء 10 والزوار 40)
‏كلبهار, ‏Maryam Tamim, ‏Lamees othman, ‏جُمان عمر, ‏سمسمه سيد, ‏سرى عبد, ‏ايمان ربيع, ‏gegeabaza, ‏egmannou, ‏wafaa hk



تسجيل حضور واني هم وياكم موجودة


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-01-22, 10:00 PM   #1763

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



مساء الخير يا أحبّتي ..
مساء التميز الذي أبهج قلبي💜

الليلة فصلان سيكونان بأمر الله ..

القبس الثاني والعشرون ..

مؤلمة هي الخيبة إن أطاحت بك من على سفح الثقة والأمل إلى أدنى حفر الخذلان!

**
كانت ماذا الطويلة الممطوطة بعجب واستهجان جواب منتصر المنطقي على سؤال لبنى العجيب!
فردت له سؤاله بـ:
-حقًا؟
وتلاها رعونة غريبة.. إصرار زاد العجب.. تشبث مستميت يشبه تعلق الغريزة الأولى، جذبت به يديه بكل ما تحمل من قوة ببنيتها الضعيفة وتسمح بها طاقتها التي ولدتها الغيرة، إلا أن استسلامه منحها التفوق، سامحًا لها بأن تسحبه ليرى سرّ التوحش والافتراس عقب انكسارٍ وشيك لم يدم إلا لحظات، إلا أنه يعلم بأنها غير طبيعية وأن جذوة حالتها بهذا الهوج، قادته حتى وقفا عند ذات الشرفة التي باتت تجمع همسهما الغاضب.. وبذات القوة نفضته تفجر المكبوت داخلها:
-تريد أن تتزوجها؟ هل تظنني أسمح لك بفعلها؟ هل تظن بذلك أنك ستحرق قلبي؟
وجهها أحمر.. عروق رقبتها نافرة، تتابع الحديث بلا فواصلها الطويلة فأجابها بصوت خفيض إلا أنه حازم وملامح لا تقل حزمًا:
-اخفضي صوتك وافهميني قليلاً.. دعك من الجنون هذا!
يقال جنون النساء بدأ بامرأة جنت بزوجها، حين سرّها مُبصر بالكف أن زوجها سيتزوج، فشعثت شعرها وضفرته بأنامل ممسوسة، حتى جنت وجننته!
وأول خبال لبنى؛ نواته مسٌّ من غيرةٍ ألبستها غير رداء، وفعلت بها الأعاجيب فأعادت عليه بذات الاستنفار:
-تتزوجها؟؟ أ تريد أن تتزوجها؟؟ لقد سمعت ورأيت، لست مجنونة ولا تتحدث معي هكذا! فأنا بكامل قواي العقلية.
زمّت شفتيها بقهر فلعن سيرة النساء ومكائدهن وجنونهن أكثر.. شقت دمعتها وجهها فيما تكمل وصورته مع سلوان تقتلها ..وتلقيها مهملة على حافة طريق عشقه:
-لقد سمعتهما.. سمعت بأذني مخططهما لزواجك من صائدة الرجال..
رفعت سبابتها حيث صدرها:
- أجلبتها يا منتصر لكي تحرق قلبي!؟
مسها غضب أعمى لم يره على ملامحها البلاستيكية التي ذابت واستحالت نارًا غير التي اعتاد :
-هل تريد أن تعاقبني بزواجك منها؟؟
طافت الغصة القلب واستقرت في حنجرتها فهتفت:
-أسمح لك أن تغضب مني.. تزجرني.. تأخذ حقك مني، معاقبًا في أي شيء لك الحرية فيه.. لكن أن تجمعني معها.. أن تحاول مس كرامتي بزواجك منها.. هذا ما لا أسمح لك به مطلقًا.. وإن كان به نهاية ما بيننا!
أغمض عينيه للحظة وكله مستنزف أساسًا، دنى منها قليلاً يخبرها بصبر:
-من الذي جاء بكرامتك.. وكيف تتهميني هكذا؟!
وجد صعوبة الأمر عليها وعسر فهمها فتابع:
-لا أحد يأتي على كرامتك.. لأن كرامتك من كرامتي يا لبنى المبجلة..
ثم أردف لعينيها البكّائتين اللتين ما عاد يريد رؤية تهديده بهما:
-أنت امرأتي، لا أحد يقدر على مسّك وأنا هنا.. هيا اصعدي لحجرتك سأرى ما الأمر..
توحشت ملامحها ونفت بجنون:
-أجل ليحلو لك الونس معهما.. وتقرر بأي قاعة تتزوج! وربما تسامرهما بالضحك عليّ وردة فعلي هذه اللحظة!
التمعت عيناها بسفك الدماء ونفسها يتسارع:
-هل ردة فعلي مضحكة؟ ستضحك معهما وتشاركهما مظهري؟
وللنقيض كانت على شفا حفرة من الانهيار.. والانهيار الأكبر خسارته:
-لماذا يا منتصر.. هنت عليك وأنا الحبيبة التي تتغنى بها!
زفرت النفس المختنق والوقفة طالت ومظهرها يكاد يخلع عنه وجهه الذي اختار معها، ويحملها للأعلى يرضيها ويطمئنها بأنها لن تهون.. لو بدلت غير جلده لن تهون! والمصيبة أنها لن.. ولن.. ولن للأبد!
-بالنظر كون عشرتي معك هانت عليكِ فلا تتحدثي عن تقدير الأمور.. وعن سلوان اتركيها لي فأنا أعرف كيف سأتصرف معها..
لم يبد عليها القناعة إذ همست:
-ربما أصعد وأجد صوركما على مواقع التواصل لمباركة الخطبة!
زجرها بالنظرة التي أعميت عنها فيما يهمس بهدوء ومسايرة:
-اصعدي.. وريحي عقلك الصغير وفكري في أشياء مهمة أكثر وتفيدنا.. بدلاً من زواجي الذي لا أعلم من أين أتيتِ به!
ثم رمقها بنظرة ذات معنى يعاين تفاصيل جسدها بوقاحة وإن شاء ليعدمها تظهر:
-ارتدي شيئًا ملائمًا سأحتاجك بعد قليل!
عاندته بمظهرها الجديد:
-لا لن أصعد ولن أتحرك خطوة من هنا هذا بيتي وأنا سيدته..
ضيقت عينيها نحوه تسأله بنصف عقل على وشك التلاشي:
-هل ستصورني معكم كنوع من تقبل المشاركة؟
استغفر الله بصوتٍ مسموع يراها تقترب منه أكثر:
-سمعتها.. سمعتها بأذني تخبرها؛ أسبوعان وترينها قد طارت بأعشاشها المعدمة!
كررت نحو نفسها بصدمة:
-أنا معدمة.. أنا متسولة! أنا؟؟
شهقت بإدراك متأخر:
-آه.. كيف قالت عني هذا!
وللحظة كانت تنطلق بغير وعي لتضربها، ومنتصر يقبض على خصرها بضمةٍ واحدة هادراً:
-اهدأي!
تلوت بين يديه بهستيريا:
-لا.. لا لن أفعل!
رفعها للسلالم صاعدا بها فهدأت خوفًا من وقوعها وعند بسطة السلالم الأولى أنزلها يهتف بملامح تعرفها لا تتغير ولا تحيد:
-اصعدي لحجرتك الآن.. الآن لبنى!
ناظرته بغلٍ فيما تدب الأرض بخطواتها العصية النافرة مبرطمة بالكثير، وصل صالة الاستقبال بوجهٍ لا يفسر، لغة جسده النافرة أوعزت سلوان باستشعار الخطر وتجاوز الحدود فهتف سريعًا لوجه والدته الآنس المستكين:
-ما الذي يحدث هنا يا أمي؟
استقامت سلوان تعتذر:
-معذرة منكما طابت ليلتكما..
حدق بها بنظرة نارية أرعدت أوصالها إلا أنها أجادت الثبات فيما يهتف:
-أسأل هنا ما الأمر؟ هل تمت الإساءة لامرأتي في وسط بيتي وعلى مسمع مني أم ماذا؟
نفت والدته بهدوء تغير حركة ساقها وترفعها نحو الساق الأخرى ترد بحنكة:
-من الذي يجرؤ على ذلك يا بني؟ من الذي يحاول تخطي حدوده!
رد عليها بخطورة:
-ما الذي دار منذ قليلٍ إذن؟
بهدوء أجابت سُكينة:
-ما الذي سمعته.. لقد كنت أتحاور مع سلوان المسكينة حول شقيقات طليقها اللواتي يفشلن مسعى عودتهما؟
هز رأسه مستهينًا يسأل سلوان:
-حقًا؟ هل ستعودين لزوجك؟
تبسمت سُكينة لسؤاله.. فسؤاله يعني اهتمامه فردت بفرحة عارمة، فرحة أنثى تمسك القلم ترسم الدائرة التي ستقع بها.. لا توقع فيها الطرف الذي تظن:
-أجل.. أجل يكاد يموت من حبه وشوقه لكنها تعاند.. تعال اقنعها معي يا بني!
أسبل أهدابه يخفي قراءة الملمح وإفلاس المعنى:
-فكرة طيبة.. لا وقت لدي الآن لإقناعك حكمي قلبك وعقلك وتذكري أطفالك ...المهم الآن لدي ما أقوله!
غزت الخيبة سلوان.. وسكينة تناور فأكمل منتصر:
-اجتماعاتكما بدأت تثير لي المشاكل في المنزل.. وعن حديثكما الأخير حول الأعشاش المتطايرة خلال فترة فأنا سأدعي عدم سماعي أو الإمضاء نحو شقيقات عاصم لأن لبنى يثير أعصابها ما تسمع ولن تمرر لي الأمر.. عدا أنني إذا سمعت فعلًا لن تكون الأمور مطمئنة!
شهقت والدته فيما كسا وجه سلوان الاحمرار فأكمل:
-أمي على عيني ورأسي.. لكنكما تضايقانها دون أن تقول لي.. أعلم بأنها غير مرغوبة.. لكنها سيدة المنزل ونحن كلنا هنا برضاها وكرمها.
كزت سُكينة على أسنانها ترد بدهاء مدروس:
-بني هي من لا تجالسني ولا تؤنس وحشتي في بيتك، أشعر أنني غريبة تعاملني كمنبوذة حتى الأطفال لا يقتربون مني..
تهدج صوتها توجه بصرها نحو سلوان:
-لو لم تكن سلوان هنا لكنت أحادث الجدران لا أجد من يعيرني نظرة!
تبسم لها بعصبية، فجانب منتصر الآخر الذي لم يظهر ويخفيه بجدارة محارب.. أنه لم يسامح والدته.. وغضبه منها بركان يغلي تحت وجهه السمح، ولا علم لأي كائن حدوده:
-أطفالي جربي محاسنتهم سيهرعون إليك.. وعن لبنى فأنت من تصرين على عدم خلق أحاديث معها.. لأنها لا تعجبك!
ثم أكمل بمغزى تعرفه:
-فقيرة معدمة حسب اصطلاحاتك!
ابتلعت الصدمة وجرأته التي جاوزت المدى تشيح بوجهها متمتمة ولم يعبأ بما تقوله بل أعاد رأسه للأمام يرتكز بساعديه على قدميه ومن دون أن ينظر لسلوان هتف بجرأة:
-هل أحادث حارسي لإيصالك سلوان؟ هناك مشكلة ما؟!
استقامت تبرر بغصة:
-لا داعٍ فسيارتي في الخارج.. إلى اللقاء!
خرجت سلوان بعد التحية فيما التفتت له سكينة تعاتبه:
-لماذا كنت فظًا معها.
رمى المفاتيح من يده على الطاولة:
-أمي.. أنت عزيزة ومقدارك عزيز دعك من زرع أفكار لن تحصد منها سلوان إلا الندم وضياع حياتها.. كما دعيها تخفف من المجيء هنا فتواجدها غير مرحب به!
تحركت بعصبية وشرار عينيها يتوهج:
-أنت تعلم أنني أنا التي آتي بها.. إلا إذا كنت لا تريدني أن أكون هنا! فمجيئها إليّ لأجلي أنا..
ودراما النساء المعتادة.. كثيرٌ من الدموع.. والآهات وما عاد بطاقته الاحتمال
لهذا العرض فانزوت شفته ببسمة هازئة فيما يقترب منها:
-وجودك عندي شيء.. وتواجدها في بيتي شيء ثانٍ.. ثم أنني أقصد في حديثي معنى أنت تعرفينه جيدًا.. فدعينا لا نخلط المسميات!
نهض من جانبها يخبرها:
-لقد جلبت لك مجموعة أفلام لجاكيشان كما تحبين!
تبسمت بفرح صبياني جلب له بسمة مريرة تلقاها قلبه كلكمة موجعة يكمل:
-وضعتها في غرفتك!
فركت أناملها بحماس:
-حقًا أشكرك بني لقد أسعدتني سأسهر عليها الليلة..
صعد إلى غرفته يائسًا من حرب والدته جازمًا أنها سُتفاجأ من اللبؤة الحبيسة في الأعلى والتي على ما يبدو ستلتهم الجميع وأولهم هو!
**
صعد إلى حجرة نومهما يعد عدة الحرب مع جنون زوجته، فتح الباب بغير تركيزٍ فاصطدم بها، وجدها على بابها ومن أسلوب فتحته سقطت إلا أنه دعمها بيديه هاتفًا:
-كفي عن تلصصك لبنى.. عيبٌ ما تفعلينه!
تحسست أسفل ظهرها بتغضن جبين وألم غير مخفى:
-هل جئت؟ سريعًا ما حللت القضية!
تهكم فيما يعاين وجهها ويدرس جدية تأذيها:
-لم أستطع الجلوس مع عروسي، فجئت للعروس الأولى غير قادر على البعد..
ابتعدت عنه توازن نفسها إلا أنها فشلت فكل شيء عاجزة عنه في هذه اللحظة إلا الثرثرة بلا جدوى فهي في أوج ازدهارها لديها:
-كنت أعرف أن قناع مثاليتك سيظهر على حقيقته!
اقترب يشمر عن ساعديه قائلًا بصوتٍ مهدد:
-لبنى
قفزت على إثر الصرخة فارتدت للخلف مرتجفة تهوي بكفيها على أذنيها، حين رأت الأمان هذرت:
-لماذا جئت هنا.. ألم تهجر مكاني واخترت مأوى غيري؟
قاطعها بنزق فيما يتناول أغراضه الخاصة:
-لماذا لم ترتدي ثيابك، عوضًا عن عرض الدراما خاصتك!
وصلته متسائلة بمسكنة حقيقية.. حقيقية حد سجوده على الأرض يرجو شفاءها فلا طاقة له لمزيدٍ من عذابها، أيبقى في فلك العذاب دون منتشل؟!
-لتصورني معكم؟ خلتك تمزح!
أطبق شفتيه على سبة وقحة وقاتلة، مغمضًا عينيه بصبر لا يمتلكه:
-سأعد للثلاثة إن لم تكوني قد تحضرتِ فيهما سأذهب وأتركك!
وقبل أن ينهي الكلام كانت في غرفة التبديل وقبل الثلاثة أن تنطق كانت جاهزة رمقها بنظرة رجل التمعت عيناه برضا وجذب كفها يتراكضان فيما يجرها خلفه على السلالم وقبل أن يخرج مرّ بالصالة يهتف لوالدته:
-اعتن بطفليّ أمي.. سأعود بعد وقتٍ..
كانت بنفس العجب ومع طلبه لوالدته قالت باندفاع:
-خالتي وضاح لا ينام دون حليبٍ.. ولعبته العسلية تكون بين يديه!
خرجا نحو الشارع فوجدا سلوان أمام سيارتها المعطلة نفخت لبنى بغضبٍ فيما توقف منتصر لحظة:
-هل هناك مشكلة!
ضربت مقدمة السيارة بغضب أكبر لرؤية لبنى معه وجولتها للمرة الألف تخسر دون نتيجة:
-لا تعمل!
رمق منتصر ساعته يخبرها فيما لبنى تستعجله الطريق في المقعد الأمامي متآكلة بغيرة والزمرد يتوهج بحرائق طالته دون أن تدري فهمست :
-حبيبي.. سنتأخر أرجوك هيا..
تصنعت الانتباه لوضع سلوان فسألت بمكرٍ:
-لحظة، لحظة ما الأمر؟
تنهد بتعب يلتفت فيه نحو سلوان قائلاً:
-سأبعث لك بسائقي.. اتركيها هنا..هو سيأتي ليحركها سلوان!
سار صوب سيارته يقودها ويتعدى فيما خلعت سلوان سترتها بقهر:
-اللعنة! اللعنة عليها وعلى حظها
طوال الطريق اضطر لإغلاق المذياع مرة.. وتشغيله مرات!
لا تصمت.. لا تهدأ تثرثر!
تثرثر!
وتتحدث بما هو مهم وغير مهم
-لبنى أرجوك عودي لتحديثك القديم الصامت.. تتحدثين كثيرًا وكثيرًا، وأنا متعب
التفتت لهُ لا تعبأ به فيما تتحرك بإغواء غير مقصود :
-أشتهي الفلافل منتصر.. أريد فلافل.. وأريد.. أريد ذرة مشوية.
توقف أمام مطعم مشهور في وسط البلد وهبط من سيارته فالتفت لها يراها تغمض عينيها للرائحة.. وترطب شفتيها بنشوة:
-اجلب لي الكثير.. الكثير منتصر.. أحب الفلافل.. يا الله كم أحبه!
عاد إليها بعد وقتٍ بكيس ممتلئ فأخذته بالأحضان تغمر حواسها في استنشاقه رفعت رأسها بخدر تلتقط حبة تلتهمها:
-أعشقه.. أعشق الفلافل!
حبة.. اثنتين.. عشرة ولا يعلم كم تناولت مدت له بحبة فأخذها فيما تهمس له بذات المس :
--تعجبك لبنى الهادئة.. النسخة المقيدة مني؟
تناولت حبتين لا يعرف كيف حشرتهما وحاجبيها يرتفعان بشقاوة لذيذة جعلتها في عينيه.. ألذ وأشهى:
-لكن لن أفعل.. عليك أن تتعايش مع هذه.
مالت عليه تحشر حبة في فمه:
-وستحبها حتى وهي دون كحل أسود..
على ذكره غضبت فتراجعت لحظة هاتفة بتهديد:
-لقد كان الكحل في عيني فاتنًا.. أنا أعرف فتنة عينيّ كيف تكسر بخاطري هكذا؟!
تنفست عميقًا تمتم:
-مؤكد لست الساحرة.. ماذا تحب فيها؟ آه أخبرني ألستُ أفضل منها؟ لماذا تود الزواج منها؟
مد رأسه للمقود يجيبها لكي يرتاح فليلته طويلة على ما يبدو:
-ارض غرورك يا زوجتي الغالية.. فأنا لن أتزوجها.. اطمئني كرامتك كزوجة وصورتك أمام الملأ لن تهتز لن يتزوج عليكِ زوجك الذي خنته! إذ أنه لا يعاقب المرأة بالمرأة!


يتبع....




Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-01-22, 10:07 PM   #1764

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


**
اضطجع علاء على الأريكة التي باتت تعد قديمة نوعًا ما في هذا المنزل، فبعد أن جاءت شاحنات الأثاث الجديدة التي غيرت ديكور ثلاث غرف وجد أن لا بد من الاستعانة بمهندس ديكور لترتيب ما أعثت به زوجته من فساد، بعد يومٍ مرهق طويل تم الاستغناء فيه عن أغلب قطعه الأثيرة والمميزة، توسطت مقتنيات رونق البيت بألوان تتدرج بين الأزرق والبنفسجي!

لمسة عصرية جريئة تحوي تفاصيلها تمردًا!

ذلك النوع من التمرد الذي لا يراه أي عابر، بل رجل يجيد قراءة التغيير ويمر بحدسه على تفاصيل الأشياء!

جرأة وكثيرٌ من الانطلاق.. بحس وألوان تشبه رونقها.. وسحرها

توقف عند زرعةٍ شبه ميتة رق قلبه لها بغياب صحبتها فسقاها وعاد يصور البيت.

أكمل تصوير المكان وأرسل إليها حروفًا مقصودة:
-لا ينقص البيت سواكِ.. كل شيء زاخر بالجمال دون الحياة، والنبض في قبضتك تعالي انثريه لنحيا..
كانت متمددة على السرير بعد إرهاق طويل في جلب كل العرائس المحتملات لوضاح مع والدتها، وصلتها الرسالة فنفضت خصلاتها القصيرة تجيبه بمطة شفاه:
-سأدخر النبض والحياة لي.. ألا تظن أنني الأحق؟! لقد كنت أمطر حبي لأيٍ كان.. وعرفت بأبشع الطرق والفضل يعود (لك) أنني الشخص الأولى بهذا..
جاءها الرد سريعًا فيما تعبث سيجارته بسبابته، أبعدها سريعًا ما إن مسّته:
-وجودك كفيل بأن يبعثني من الموت بك ألف مرة.. سأحيا فيكِ من جديد فلا يهم!
قرأت الرسالة فيما تعيد رأسها للوسادة تضبط وضعيته:
-ليلتك طيبة! تصبح على خير!
بعث إليها وصورتها تنقش خياله:
-ليلتي ممتلئة بك.. أصبح على وجهك يا رونقي!
قذفت الهاتف ما إن وصلتها الرسالة وذهبت في سباتها، رن هاتفه فظنها رونق تناول الهاتف فوجده المهرج منذر بمهاتفة مرئية فتح الهاتف بفظاظة
-ماذا عندك يا مهرج
أبصر الشاشة جيدًا فوجد نجوى تحتل صدر منذر بمشهد أبسم سنّه وأبهج قلبه، يضم كتفها النحيلة بيد، فيما ترتكز برأسها عليه بحنان تغطيهما لوحة باريس العريقة الضاجة بالعراقة والأضواء:
-أحبك علاء.. لقد اشتقت إليك يا أخي لماذا لم تأت إليَّ هنا عوضًا عن منذر لقد افتقدت صحبتك ودلالك أنت..
رق قلبه لصوتها فتبسم يائسًا لأذني منذر التي أطلقت الدخان:
-وأنا اشتقت إليكِ.. لكن المشاكل تغمرني!
تابع علاء حركة منذر بإبعادها عنه بفكاهة.. يصمت للحظة ويسأل بغيرة أخوية:
-انظر.. انظر الجاحدة بعد أن فعلت لها أشياء لم تحلم بها، وتجولت معها بكل مكان لم يرضها!
التفت لضحكة علاء فيما تزم نجوى شفتيها بغنجٍ:
-إلا أن منقارها الرفيع الشبيه بمنقارك حنَّ لك وأرادك.. صحيح أن المناقير تحن لبعضها يا سيدي!
كشرت في وجهه باشمئزاز فيما تقول لعلاء:
-دعك منه.. ليس وسيمًا مثلك وهذا ما يحرقه بغيرته!
أبعد علاء الهاتف عنه يكمل ضحكته فيما يسمع منذر يقول:
-شئت أم أبيتِ أنا الذي هنا.. دعي عنك علاء الذي يسوي أمور بيته المهدودة
ضرب علاء جبينه في يأس فمنذر يدور بين العائلة يفصح عن مشكلته مع رونق حتى أنه قصها للكلب لاسي من ضمن ثرثرته المعتادة
-أمور.. أي أمور مهدودة؟ علاء.. بالمناسبة جلبت لرونق وباسل شيئًا سيعجبهما
رد منذر ببالٍ رائق:
-قصة طويلة يا نجوى.. من أين أبدأ بها يا حبيبتي! رونق في بيت عائلتها تريد الطلاق.. ستتطلق قريبا وتتخلص من كبيرنا علاء.. آه لو تعلمين كم ينتظر أحد طلاقها لتكون له ..
توقف قليلا يتابع:
-الله.. الله أعلم أن الرجال يسجدون شكراً لله أن علاء تركها!
شهقت نجوى تضع كفها على فمها بصدمة وعلاء استقام من رقدته بعينين قاتلتين ونجوى تسأل ببكاء:
-ماذا.. ماذا هناك؟
أدمعت عيناها فيما يشتم علاء منذر:
- قص عليها قصة معذبتك بدلاً من أحاديثك عني!
أغلق المحادثة فيما بينهم، فعاود منذر الاتصال، أغلق علاء الهاتف كله في وجه اتصالاته يتمتم:
-تبًا لك ولأحاديثك!
وحروف منذر ترن في أذنه.. بل تقرع قرع الطبول وكله متيقن بالكثير الذي يتمنى امرأته!
تبًا لمنذر فرونق امرأته!
نفض الوسادة بغل وكل أمانيه بليلة هانئة طارت!
كان أمام المصرف قبل السابعة صباحًا بدقيقتين، يطرق المقود بأعصاب منفلتة، دقائق تمر ببطء مقيت ترقص فوق أنغام وتره المشدود حتى جاءت؛ أخذتها عيناه بالأحضان، واستقبلها قلبه برقصة، ردت تحيته باقتضاب، تحجب بنظارتها عينيها سر طمأنينة قلبه عاجلها:
-تأخرتِ..
ردت بتلقائية ووجه جامد ..نرجسي واثق:
-لم تغلق البصمة بعد..
-عليكِ أن تأتي قبلًا الثامنة إلا دقيقتين لا يصح وليس عدلًا.. أظهري بعضًا من التزامك..
بسطت شفتيها اللامعتين ترد بأعصاب رائقة فيما ترد التحيات هنا وهناك:
-لا أسمح لك التشكيك بمدى التزامي أعرف حدود الانضباط جيدًا
تمتمت بها بغضبٍ فيما تتقدمه وتسير صوب المصعد الخاص بهما، أعطته دعوة تفحصها بوقاحةٍ لا يخفيها، لحق بها يجاورها ويخنقها بحضوره فتأففت في سرها، مال عليها أكثر فابتعدت قليلًا تزجره اقترب يحتجز أنفاسها بعطره وأنفاسه يسرّها بسرّ خفيض وفمه يلتصق بحجابها:
-لا تشتكي تحرشي وأنتِ تضعين هذا العطر الخشبي..
رفعت كفيها تبعده دون اهتزاز جاهدت فيه:
-كف عن التصرف بصبيانية..
مط شفتيه يتابع وداخله يرتجف لحضورها:
-والله امرأتي وتضع عطرًا أحبه.. أ أخفي ولعي به لأنها لا تريد ذلك!
صمتت لا تريد الاحتكاك به فهما على وصول، لحظة ورن المصعد بوصولهما المكان المنشود فهمس بصوته الجذاب:
-حسنة أثاثك الجديد لا يحوي عطرك الذي أمقت وأغرقتِ فيه الوسائد
تبسمت رغمًا عنها بمكرٍ ومضت نحو مكتبها وليومٍ جديد برفقته سيجهدها فيه، فتحت مكتبها واستقبلتها وردة جافة على مكتبها:
-أريش العين يا من أسر الفؤاد وشردا
كالظبي.. حسنه معمورٌ متفردا
ما حسبتُ لوعة شوقهِ.. حتى أرهقني بُعدا
لله در هجره أضاع الود مستبدا
نفخت بعجب فيما ترمي البطاقة بوردتها في حاوية القمامة على مرأى عينه هاتفة:
-يتكلم عن الود والعشرة كصفقة من صفقاته!
دارت حول مكتبها بأناقة فيما تستقبل نديم لفتح البريد اليومي انكب علاء لبريده هو الآخر بزفرة خانقة تستقر في أعلى حنجرته..
طوال اليوم يراقبها ويزعجها بتسليط نظراته التي تربكها رفعت السماعة تهاتفه:
-علاء كف عن التحديق بي أنت توترني بهذه النظرات الفارغة تعرفني لا أستطيع العمل وأحد يناظرني كمترصد مهووس!
تنشق عطرها الذي علق في قلبه فرد بسماجة وسبابته تدور بالقلم على المكتب:
-وأنت توترين قلبي لو تعلمين!
أغلقت الهاتف في وجهه فتلقاه في قبلة، تنفخ بغيظ معتمدة سياسة جديدة له فقد سئمت حصاره!

**

أن يبدأ سالم صباحه بعراك ضحى وخديجة شيء يمكنه ابتلاعه فلينه سر قلبه والرفق فيه عادة فيحل قضاياهن، لكن ريبال لا يبتلع ولا يتقبل وصوت واحد منه كفيل بارتعادهن ولجم حروف ضحى التي لا تنتهي، وهذا الصباح المميز، بل الأكثر من مميز بدأ بعراك حامي الوطيس كانت فيه الغلبة لضحى
-يا عديمة الصدق يا فتنة.. أنا من قمت بمسح الممر هذا والعلامة معطر العنب الذي أضعه..
احتنق وجه خديجة المسكينة تأبى أن تصدق:
-لقد نظفته أنا أمس قبل الخروج.. لقد رششتِ المعطر لتثبتي قولك لي وتتهربين من المطبخ اليوم!
شهقت ضحى متخصرة:
-الله.. قصدك أنا أكذب؟ يا إلهي كل هذا حقد دفين في حقي لأن السيد ريبال يستأثرني في الطباعة وأنت لا..
زمجرت خديجة بقهر وقلة حيلة تنوي ضرب ضحى التي تأهب جسدها لوضع هجوم والسباب دائر بوصلة ردح غنية بالغل الأنثوي
-كفى...
سكنت الأصوات وبقي كف خديجة مرفوعًا بحضور سالم المباغت:
-إلى متى ستبقى أصواتكما نغمة الصباح لكل من في المجمع
-هي التي بدأت
-هي التي بدأت
والإجابة بذات الوقت جاءت منهما استغفر الله في سرّه يهتف بجدية:
-خديجة لا شأن لكِ بضحى.. هي في مكتب ريبال أي لا علاقة لنا بعملها
هزت ضحى كتفها بنصر فنسف احتفالها:
-وأنت مدعية الأشغال الكاذبة لم تقومي بتنظيف المكان، لقد رأيتك في الكاميرا!
شهقت فحرك كفه يمنع استرسالها:
-الآن وفي هذه اللحظة تتمين عملك على أكمل وجه...
ثم التفت لزهو ملامح خديجة بتنهيدة:
-أريد قهوتك يا خديجة... رأسي يؤلمني!
كزت ضحى على أسنانها فقهوتها غير مرغوبة كما شايها وإذا صنعت القهوة بآلتهم الغبية فلا يشربونها حتى..
دخلت بعاصفة نحو المطبخ التحضيري تجلب أدوات المسح والتنظيف:
-إن شاء الله تعبرين فوق الماء يا خديجة وتقعين وأشمت بكِ...
دارت بالمساحة دورة طويلة:
-ولا تجدين من ينقذك سواي والجميع يتضاحك عليك وأولهم أنا!
انحنت تنفض الفوطة وترطبها:
-حينها سأصورك وأملأُ قلبي المغتاظ منك أيتها الواشية المغيظة
رفعت كفيها إلى السماء تلهج بالدعاء:
-يا رب خلصني منها دعني أرتاح
-ومن سينظف عنك المكان ويقوم بمهامك التي لا تعملين بها؟
رمت الدلو والفوطة مرتعبة تضع كفها على وجهها:
-أرعبتني!
وعى إدراكها بقنواته الحسية متأخرًا رائحة كفها الممرغة بالفوطة فنفضتها سريعا وسالم هنا لم يتمالك نفسه.. مطلقًا لم يفعل فكتم بسمة تطفو على محياه:
-سامحك الله سيد سالم هل تتهمني بالإهمال وعدم العمل وترك مسؤولياتي؟
أومأ لخطبتها العصماء فخابت ملامحها:
-هل أبدو مهملة لهذا الحد؟
رمقها بشمولية يهز رأسه فهتفت بغيظ لا تتحكم فيه متخصرة
-لماذا تبقوني عندكم هنا إذن؟
تعلقت عيناه بيديها التي وضعتها أسفل خصرها يهتف ببطء:
-ارفعي يديكِ
تنبهت ليديها فرفعتهما بقرف فأخبرها:
-وددتُ تعليمك المشاركة والإحساس بالغير على أبسط الكلية، فوجدتك لا زلتِ بذات اللامبالاة والأنانية!
صفعها الكلام وانتشرت حرارة الغضب في وجهها فأكمل:
-خديجة سيدة منفصلة لديها مسؤوليات تتشاركها مع والدتها، ومع ذلك تأتي قبل موعد قدومك بوقت كبير
تقدم منها فيما ترمق ساعة كفه المميزة رأى مجرى نظراتها فهز رأسه بيأس فيما يكمل:
-تنجز أعمالك وأعمالها بصبرٍ إذ لا وقت لديها لقصصك ومشاكلك أساسًا لا تنتظرك.
تنفس عميقًا فيما تفصح كفه الأخرى بالذي تحويه:
-لذا تعلمي منها ولو قليلا، دعيها وشأنها فأنت تعتبرين عبئا عليها بمهاتراتك الطفولية التي لا تنتهي...
ابتلعت ريقها وإهاناته لا ترحمها.. بل سالم على الدوام يكشف عن جزئها الأناني بلا خجل.. والأسوأ أنها تتقبله برحاب
فلماذا تسمح له بالتطاول عليها؟
أين لسانها الطويل الذي لا يسمح لأحدٍ بالتجاوز
-ما أن تنتهي من عملك اتبعيني لمكتب ريبال...
سألته فيما تنكب على الفوطة تعصرها:
-هل جاء ريبال؟
-لا لم يأتي السيد ريبال...
أقل من خمسة دقائق وكان فضولها يحرك كل نشاطها فأنجزت أعمالها وساقها نحو مكتب ريبال الذي كان ينتظرها سالم فيه بصبر، دخلت من الباب فوجدته عاقدًا يديه خلف ظهره يراقب الشوارع تنحنحت تخرجه من محراب صمته:
-أنا هنا.
-ضجتك كفلت بأمر حضورك...
فغرت فمها لتعليقه وصمتت تتركه في خلوته حتى التفت لها فوجدها تحني رأسها متلاعبة بأناملها:
-حسنًا ضحى... لا طاقة لفضولك أكثر من ذلك
تبسمت بشقاوة محببة فاعتدل في كرسي ريبال يخبرها بجدية:
-الشارع التالي من مجمعنا يحوي مركزًا عريقًا يحمل اسم آفاق الريادة...
هزت رأسها له وكأنها تفهم فأكمل:
-هناك مدربون في المركز مختصون في تدريب الأشخاص غير الحاملين للشهادة الثانوية، دورات تدريبية لـ (السجلات الطبية والدواوين، طباعة، دورات للتعامل مع الحاسب بالإضافة لشهادة معتمدة من البورد...
ناظر عينيها الضيقتين غير المستوعبتين لشيء:
-سيكون هناك رسوم ستدفعينها حسنًا...
-أنا؟
مد إليها بملف كامل يخبرها:
-هذا ملف انتسابك للمركز... ستباشرين الدوام من الغد..ورسومك مدفوعة حسنًا..
حدقت بالملف غير مستوعبة فشرح لها:
-ريبال سيكون في جامعته على الأغلب هذه الفترة وأنت ستتلقين الدورات هناك..
-لماذا أين هو؟
حك أنفه يتمتم بخفوت:
-لديه مشاغل خاصة هذه الأيام!
عيناها شعّ منهما الفضول فأخبرها:
-إلى الخارج ضحى ساعدي خديجة هيا
خرجت بغير رضا تدك الأرض بعزيمة فلن تترك سالم قبل أن يتفوه لها بمشاغل ريبال!

يتبع....

soha, m!ss mryoma, shezo and 25 others like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-01-22, 10:12 PM   #1765

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


**
اشتعل رأسها قهرًا وعن قلبها فيكفيه من توالي مصائبها كمدًا تجاهله يستفزها ويجهز على آخر ذرات تعقلها، أنهت حافظة سجائرها الاحتياطية وتحتاج لواحدة تحرق فيها جام غضبها منه تسحبت على أطراف أصابعها نحو مكانه في الصالة فوجدته نائمًا فاستراح قلبها، تعمدت صوتًا بحركتها تختبر غفوته فاطمأنت لخشوعه، وصلته وشوحت بكفها تبسمت منتصرة وتقدمت بجسارة تدنو نحو رأسه ..مدت يدها من فوق الأريكة تسحب الحافظة التي تنام قربه، مالت حتى غطت بأنفاسها المتشبعة باليود وجهه وتقبضت أناملها على الحافظة، حُصرت مباغتة ويداه على خصرها الذي مال بفعل قبضته وأصبحت فوقه للحظة ظنت نفسها وقعت فحاولت الاتزان إلا أن جسدها المحصور وصوته المتهكم حسرا موجتها العاصفة وأغرقاها فيه :

-سارقة!

حاولت رفع نفسها بفشل فيما ترد بفظاظة وقربها منه يربكها:

-لست سارقة.. أريد سجائر
استرخى وشعورها قربه هدأ من نيرانه التي لا يطفئها ألف بحر منها:
-السرقة هي الصفة التي تنقص قائمتك الزاخرة بكل ما هو شائن!
يوجعها حديثه ويعلم!
يسنن حروفه بمبرد انتقام وتعلم!
-ألم تفعل المستحيل لتكون صاحبة الصفات الشائنة زوجتك؟ فلماذا تزوجتني إن كنت ستذكرني كل يومٍ بها..
غاصت عيناه في عمق بحر الموت خاصتها:
-لك عندي حياة.. عليّ أن أحييها!
أطبقت شفتيها تلوذ بأفكارها عنه، فأي حياة بينهما؟ أيعمّر الود بين أنقاض الكرامة؟
لقد أساءت له ولسنواته معها التي عيشها بها ملكة متوجة إلا أنها لم تثق به وأحالت حياته جحيمًا!
وليس ذنبها مطلقًا.. كانت أهشّ وأضعف من أن تكون!
لقد فقدت الإيمان في نفسها وفي الجميع.. بإغماضة عينٍ وجدت نفسها فارغة ..متوسلة وفاقدة كل شيء .. أغلقت شركات والدها وفقدته في أقل من شهر.. طالتها الفضائح وغدوا سيرة الصحف والجرائد، وأشقاؤها تركوها مغادرين!
حتى أقربائها ومن تحب، لم يبق لها أحد وعلاء الذي كانت على وشك خطبته تركها. لم تجد أحدًا.. وفقدت الثقة في الجميع حتى جاء هذا الزيد وتزوجها!
كان حبيبًا.. وكانت مسخًا!
كان زوجًا ...وكانت ماريونت..
كان فارسًا ...وكانت سبية!
هذه حياتهما كانت سيئة ومستحيلة ..لقد أغلقت كل سبل الوفاق بينهما.. يبني جسرًا تهدم معبد الوصول، حتى كان الخلاص الحل.. ورأت في انفصالها كومة عقدها المدعو علاء الذي صبت فوق رأسه كل هذا وكانت هي المحترقة ..والمنتقمة الخاسرة، ازدردت ريقها بتشوش متسائلة:
-أي حياة التي تقصدها؟
يبدو أنها آلفت وضعها قربه فلم تنفر فرد بنفسٍ مغتاظ:
-ألا ينتابك الندم فيما فعلتهِ برونق؟
ابتعدت عنه بغضب فاحتجزها بين يديه كلها:
-أجيبي دون هرب!
تهربت من عينيه بتمردٍ متأصل فيها:
-أريد سجائر
أجبرها النظر وهو يلقي بما يؤجج ثورتها:
-ستلغينها من حياتك ومعها أشياء كثيرة..
-لن تمنعني من شيء.. لم تتزوجني لتغير طباعي كما أن السجائر عادتي ولن أفعل ما تأمره..
-السجائر ليست عادتك وإنما إثارة غضبي عادتك لذلك تشربينها
أصاب كبد الحقيقة وتلوى فيها فزمجرت:
-تعطي نفسك أكثر مما تستحق.
جذبها إليه أكثر فباتت وجهها عند حدود فكه، أنفاسها تمتزج بأنفاسه، والشفتان على مفترق عناق وضمة، فبدأ العناق وسلب النفس والهوية حتى اختلطت عليها درجات الاستحقاق والمكانة، سكنت وتمادت في افتراش الألفة حتى أبعدها بخشونة يحكي:
-هل رأيتِ كيف أعطي نفسي قيمة؟
هدأت الخلجات وغاصت في دورق نجاةٍ لا تبغيه فأبعدها عنه باستقامةٍ ومضى نحو غرفته يهتف لها:
-تجهزي لحفل غدٍ.. سيعلن والدي عن عودتنا بحفلٍ ضخم..
رمت بنفسها إلى التهلكة بعودتها معه، فما عاد يعنيها رج الأرض من أسفلها ولا شحوب ملامحها حد التجمد، إلا أن صوتها الخائن ترجى بالرفض وإن لم تتوسل:
-لا.. لن أذهب!
التفت لها والشوق إليها في ضعفها يكويه أكثر من قوتها لكنه نوى الصيام عنها حتى ينضج طبقها بمذاقه المهلك:
-أنا لا أستشيرك.. أعطيكِ خبرًا!

**

-وضاح من فضلك هلّا قمت بقياس ضغطي؟
بطواعية استقام من مكانه نحو غرفة الفحص يتناول يدها بعملية:
-ما بك.. هل تعانين شيئًا ما؟
نفخت حزنها في وجهه تشكو له حال الجسد وتعبه:
-أشعر بتعب كبير.. وخمول يستنزف كل طاقتي، حتى أنني بت أجد بقع زرقاء في مواضع كثيرة في جسدي.. هل تعلم؟
ملامحها مرهقة وبشرتها المتوردة أقرب للصفرة حير بصره يراقب شحوبها وإرهاقها:
-أ تعانين من نقصٍ في فيتامين "د" هل فحصت؟
نفت تهز رأسها تهتف بعفوية:
-لا.. لم أفحص سوف أهاتف حمزة وأفعل!
مط شفتيه بغير رضا كابحًا تعليقًا دسمًا عن سبع البرومبا خاصتها:
-وافني بنتائجك ولا تسكتي عنها!
قرأ لوحة عرض النتيجة ورأى الهبوط واضحًا ولا يقتصر الهبوط منها، فمؤشراتها الروحية تكاد تلامس الحضيض!
تهذر على الدوام معه وتحكي بأشياء غير مفهومة وهي بطبعها لا تفعل!
-أعتقد أني أثقل على نفسي وأضغط عليها ما ضر الناس لو علموا أو دروا عن الحال.. هم أساسًا لا يعبؤون بشيء ولا فكرة لديهم عن حجم المعاناة التي تحدث، لهم قشور الظواهر من كل شيء..
استندت تكمل هذيانها غير المترابط:
-يا الله حمزة طلب مني أن أقوم بشحن بطاقة هاتفه لقد نسيت.. أووف!
تناولت هاتفها تضغط أزرارًا معينة أمام بصره المدهوش وتهاتف أحدا:
-آه سجلها على اسمي لا مال لدي الآن..
-أجل أخذت له الشهر الماضي.. متى؟ متى؟ لقد دفعت لك بطاقة الشهر الماضي ما إن استلمت راتبي..
وقفت تتخصر والليل يجثم أسفل عينيها، ومحياها يدكن ويذوي كنبتة ضل عنها راويها:
-آه.. آه شكك بأمانتي يا حازم لأقتلك مرة أخرى..
ما أن أنهت المحادثة حتى رمقها بعجب علمت فيه بمعرفته أمر بطاقات زوجها فبررت له:
-هذه المشاركة الزوجية ألا تعلم عنها؟
حدق بها لثوانٍ مستغربًا منها كيف تقبل ذلك على نفسها:
-مفهومك التشاركي مغلوط يا ثريا..
رمقته بعجزٍ فيما تقول:
-حين ترتبط ستغير كثيرًا من الآراء، بل ستدرك أن التشارك سيجعلك تتنازل عن الكثير!
بغضبٍ وقسوة أكبر رد عليها:
-أجل حين أرتبط لن أدعها تنفق عليّ.. من باب رجولتي التي تتداعى بتوليتي إياها أبسط متعلقاتي الشخصية..
فتحت عينيها على وسعها وضربات قلبها تؤلمها أكثر مما هي مؤلمة أساسًا:
-انتبهي ثريا.. إياكِ أن تنزلقي وتتنازلي.. أول مساعي الفشل والسيطرة تنازلك وتقديمك نفسك!
ازدردت ريقها بغصةٍ مثقلة، عيناها متعبتان وحمارهما يغطي البياض الذي تتميزان به فهتفت:
-أنت على الأغلب تظلم الوضع كونك طرف محايد.. ومتفرج من بعيد..
آلمته سحنتها التي تبدلت وشحبت شحوب الأموات:
-كما تشائين لن أتدخل أكثر.. ومعذرة لتدخلي أساسًا!
كان غاضبًا ومقهورًا منها أكثر.. ولم يكد يكمل عبارته إلا وأجراس باب الصيدلية تفصح عن قدوم حمزة الذي دخل بهوها، خرج وضاح فيما لحقته ثريا التي عدلت وضع كم قميصها، فالتقطت عينا حمزة المنظر بتفسير يشابه حجم الخبث ودناءة الماضي الذي استحكم حوله..
فحمزة مطلقاً لم يكن نظيفًا ولا يمتلك الماضي الذي يشرف!
تاريخه معبق بأسوأ القصص وأكثرها سوادًا
لذا جاء إلى الحي البسيط هذا يفتح صفحةً بيضاء،
يخط بسطورها حكاية.. أول حرف فيها امرأة تستحق أن يكتب لأجلها رواية، صفحاتها من نقاءٍ وأخلاق!
شككت عيناه وإن لم يتفوه بوضعهما، وقرأ وضاح النظرات بعين رجلٍ خبرته في سوق الرجال عتيقة وأصيلة
-ما الأمر لماذا أنتما في الداخل هكذا.. أقلقتموني!
تجاهله وضاح يأخذ مقعده خلف مكانه المخصص فيما تشرح هيئة ثريا المزرية ولسانها:
-ضغطي ليس مستقرًا حمزة.. أعاني من هبوطه الدائم..
حملت حقيبتها تودع وضاح الذي أولاها جل اهتمامه يحدثها:
-لا تنسي ثريا الفحوص التي أخبرتك بها..
أومأت له وحمزة يتساءل ويتدخل بشكل مزعج مقيت فشرحت له:
-سأخبرك في طريقنا كل شيء!
خرجا وأخذ صوته يعلو ويناقر:
-كيف تتجاهلينني كما هو أقف كتمثال غبي لا أحد يعيرني أي كلمة..
التفتت له متعبة:
-حمزة أنا لا أستطيع التحدث متعبة أساسًا وأجبتك.. أما عنه فذلك شأنه لا علاقة لي به..
شد عضدها بقسوة يجبرها أن تناظره:
-لا تكرريها أبدًا.. أبدًا لا تهمشيني مهما حدث!
وضعت كفها على خصرها تهمهم كلامًا غير مفهوم فهتف بعصبية :
-لم تأتني بطاقة الهاتف
ردت بإرهاق:
-اجلبها بنفسك لو صبرك نافذ ولا تحتمل التأجيل..
التفت لها بانفلات أعصاب:
-هل تعيريني؟
تبسمت متهكمة:
-افهمها كما تشاء..
سارا بين أروقة الحي ورأت تماضر صديقتها جذبتها بالأحضان والقبلات وكثيراً من الود عرفتها على حمزة الذي مشطته نظرات تماضر بحرص ولم يعجبها ..مطلقًا لم يدخل قلبها كان لها تجربة واحدة جعلتها تقرأ رائحة الخبث والاشمئزاز عن ألف بُعد
ولم يغرها المنظر الأنيق ولا الوسامة المفرطة ..التفتت تماضر لها بهدوء:
-ثريا اكذبي على من تشائين بسعادتك معه إلا عليّ.. لقد جربت هذه السعادة التمثيلية البغيضة لوقت طويل..
رفعت ثريا شفتها العليا بتأكيد:
-يبدو أنني سألحقه بالأول يا تماضر..
أومأت لها تماضر بضحكة ووجهها الجميل متورد.. حبوبه ممحية وكأنها ما وُجِدت:
-اهربي.. اهربي وانفذي بجلدك
قهقهتا سويةً وقبل أن تغادر قالت لثريا:
-من فضلك أخبري فدوى بأن المركز الذي أتدرب به يقدم دورات لإعداد الحلوى والمعجنات.. دعيها تأتي وتكتسب معي تعليمًا
التفتت ثريا لحمزة تشرح له:
-تماضر باتت تنتج خلطات بوصفات طبيعية مستخلصة من الأعشاب والطبيعة لأي شيء قد تحتاجه البشرة والجسم..
بارك لها ببسمة متلونة التقطت تماضر لون المكر والدهاء بها فودعتهما تدعو:
-يا ربِّ أنقذ ثريا منه..
ما إن تجاوزتهما تماضر حتى أكملا سيرهما المتباطئ فعلق متهكما:
-ما حاجتها للعمل هذه؟ ألا تبدو بعمرك فلماذا تتعلم وتدير أشغالا ألا يبدو بيتها أحق بها؟
كزت على أسنانها تجيبه:
-لا ليس بيتها أولى بها.. بل أحلامها المؤجلة وطموحها الذي يكبر كل يومٍ هو الأولى بتحقيقه..
-ستهمل عائلتها ..
-هي أم.. لن يقوى قلبها على أن يفعل.. لكنها سترعى أحلامها كما صغارها
-مكان المرأة بيتها ثريا لا نقاش!
التفتت له بشبه بسمة شاكرة لله بأن حقائقه بانت:
-مكان المرأة بيتها عبارة الأشخاص غير المؤمنين بقدرتها من يحصرونها في خانة الإنجاب والطاعة.. ومن لا يزالون يملكون دساتير القدامى ويسيرون الجهل كأسلوب حياة.. من فضلك لا أود سماع هذا الكلام منك لأنه يحرجني ..يخجلني بكونك زوجي وتتفوه به
حاول التبرير فلم تعطه المجال إلا أنها قالت:
-على الرجل أن يؤمن بأنه مأوى المرأة.. وبيتها مملكتها.. لكن يفعل المستحيل لتكون ملكةً فيه، وهي لن تحقق ذلك إلا بالرضا.. الرضا عن ذاتها فيما تفعله!
مشت معه بصمتٍ تسجل في عقلها ردة فعله عن انفصال تماضر.. وللحظة لحظة واحدة رأت فيه تشكيكًا بتلك المرأة!


**


وحدها صالات المطارات، من شهدت المواقف الإنسانية بتخمة، ووارت أسرارها بين طيات جدرانها!
لو سألتها كيف تستقبل تدفق مشاعر الوداع واللقاء بثبات تُحسد عليه، لأجابت أنها اكتنزت من مشاهد اللقاء ودموع المستحيل واللهفة ما يعطيها القوة أن تعين الأقدام الراحلة على السير نحو حلمها، تمدهم يقين العودة!
عادت نجوى، عادت معافاة من كل ألم وكأن رحلتها في العلاج كانت حلمًا في ليلة بلا قمر.. بقيتها تناجي السمّاء الشفاء وقد كان!
أخذتها والدتها بالأحضان فبكت من قلبها وروت بدموعها حكايتها على صدر والدها..
لم تخط عتبة صالة المطار قبل أن تبعث حروفا معينة لقلب معين كسرته وكسرها وتفننا في ذلك وكانت النهاية حطام وبقايا قلب مهشمة
-لقد عدتُ سالمة من أجلك سالم.
انتهى الفصل.


يتبع بالقبس الثالث والعشرون


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-01-22, 10:19 PM   #1766

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



القبس الثالث والعشرون

تطرق نافذة قلبي المغلقة، وأبوابي مُشرعة باستقامة؟

أيحلو لكَ التخفي ..والحلال يجهر بالحضور!

**

في دجنة الليل الغائب قمره، تتوشح السماء بسحبها وتظلل الأرض الثائرة، جلسة حب مكللة بالحب والدفء معمورة بحلوى هدى للسمر، ومخبوزات يدها، وكثيرٌ من حنانها الذي يبلسم قلوب عائلتها الصغيرة!
أنهى منذر تناول طبق الحلوى بتخمة الشوق لمهدٍ يضمه وإن عجز وشاخ
-صفيها لي يا أمي؟
تمدد في حجر هدى يطلب منها إعادة اللقاء الكارثي بجيداء قلبه فقالت:
-جميلة.. تدخل القلب دون استئذان!
ضحكت لحظة تتذكر حالتها المريعة وتدخل زميلاتها بسبب غصها بالتفاح:
-عفوية بشكل لذيذ ..نعومتها أسرتني بها يا بني..
رفع عينيه بأهدابهما الطويلة المميزة يزفر النفس الخشن الذي يؤذي نعومتها بتطرف تفكيره:
-شبيهة الغيم، سحابتي الأنقى يا أمي!
أتبعها بتنهيدة وعيناه تضم السمّاء بمشهد رق له قلب والدته فوكزته:
-ألا حدود لخجلك؟
قبّل كفها التي تعبث بخصلاته:
-بل لا حدود لصبري.. لقد ملّني الصبر وطول انتظاري والهجر..
ضحكت من قلبها ضحكات مستقطعة متواصلة:
-هجر! رباه كم أنت مبالغ.
مالت بكفها نحو أذنه تمسها بحنان وترتفع نحو جبينه بغير تركيز مدفوعة بعاطفة خالصة فهمس لها:
-الهجر يبدده الوصل.. أوصلوني قلبها بالحلال قبل أن يذهب شبابي سدى..
ردت عليه بوعد:
-بعيدًا عن دراميتك وقلة الحياء التي تملك ..جيداء بأمر الله لن تكون إلا لك!
لحظات ونجوى تكسر حاجز القوقعة وتدخل إلى الغرفة، لقد كسرت حدود المألوف وحطمت عائلتها قيود التأنيب بل ضموها بأحضان ثقة ودعم لا ينقطع، دعم يؤسفها ويذكرها بمرارة ما حدث لها ..
دخلت نجوى تحييهم وصورتهما سلبت نبضها، متسائلة عن الهمس والأسرار العائلية التي تحاك بعيداً عنها فاقتربت بشقاوة :
-ما الأمر.. لماذا تتهامسان هكذا؟
رفعت هدى بصرها ببسمة رضا .. تجذبها لها بإشارة كف لتنضم لهما:
-لا جديد.. شقيقك العاشق وهذره المخجل!
-أريد رؤيتها ..لقد حسدتها قبل أن أراها
رفع منذر حاجبه بقرف يهمس:
-أووف ..كفي عينك وحسدك عني وعنها
تخصرت تغيظه :
-كنت أجاملك ليس إلا ..كان الله في عونها من الآن
جرته هدى لها تكبح حركته القادمة فمزاحه غير لطيف ومزعج
فضحكت نجوى لفشله تنضم لرحاب صدر أمها مندسة فضمتهما بدفء شغوف لا تعرفه سوى الأم:
-لا قطع الله عني حسكم وأفرحني بكم على الدوام..


**
"حي نوارة"
يوم الثلاثاء يوم وصول خطوط مياه البلدية إلى الحيّ؛ والفرصة عظيمة.. بل أكبر من ذلك بأن تقترح فدوى على جيداء وضحى غسل السجاد في النهار، كان الشارع كعادته المكان المناسب إذ أن السطح يحوي قن دجاج ثريا وصيصانها الجدد؛ لذا المكان بات واحدًا وهذا ما أزعج ضحى التي برطمت:
-لا طبعًا لن أغسل؛ يدي تحوي كسرًا هنا
مشيرة إلى يدها ثم أشارت لموضع آخر:
-وهنا تمزق أربطة..
والتفتت نحو موضع ثالث:
-وهنا رضوضاً لم تشف أم عساكم نسيتم؟
شدتها فدوى من كم بلوزتها:
-ذات اليد التي تصنع الكوارث؛ وتسرق صواني المعجنات من رفوف المطبخ العليا لالتهامها بالسر مع جيداء ولين.. صحيح؟
فتحت ضحى عينيها على وسعهما:
-كيف علمت؟ من قال لكِ أنني من كنت أنزلهما؟
مطت فدوى شفتيها مستهزئة:
-بعيدًا عن رائحة مرطبك، وشت لين التي تطعمينها..
شهقت ضحى متخصرة:
-آه من تلك القطة بعدما أطعمتها وشت بي..
أمسكتها فدوى من ياقتها تدفعها للأمام:
-هيّا قبل أن تنقطع المياه
صرخت مستهجنة:
-ويدي؟
لم تعرها فدوى أي انتباه إذا بعثت مع لين المنظفات وأدوات الغسل، نزلت ضحى إلى الأسفل متذمرة تسب حظها وحياتها الشقية فوجدت جيداء تأخذ كرسيًا وتحمل طبقًا يحوي العدس تنظفه من الشوائب ضربتها في كتفها ضربةً مؤلمة خاصة بشرودها المثير للشفقة بحبات العدس:
-قومي.. سنمد السجاد لغسله.. هيّا!
تأوهت جيداء تسأل بغير تركيز:
-سجاد! لماذا؟ ما الأمر؟ لا أفهم شيئًا!
كانت المسكينة ضائعة بغياب منذر الذي فاجأها وقذفها على مفترق افتقاد ولهفة لا تزول ولا تندثر، شوقها إليه من أزل!
من أول الزمان وقبل بدايته.. وهذا ما يتعبها ويشقيها..
كيف له أن يستقل بهذه المكانة لديها!
تأففت ضحى بنزق فتكفلت زينة الآتية عبر السلالم:
-لا شيء سنقوم بغسل سجاد البيت ألا ترين أنه بحاجة للغسيل والتنظيف؟ أم تنتظرين زينة وطفلتها كالعادة ينظفن لكن المنزل وينوبن عمل كل الأشياء فيه..
تنفست جيداء بقلة حيلة فيما تمتمت ضحى لمسمع جيداء وحده:
-من يسمعها يصدق أنها تعمل لراحتنا.. ألا يعلم أهل الحي أنها تأتي لكي نخدم عليها؟!
تخصرت زينة تقول وتذم بالكثير، بعثت ابنتها لخالها الرابض في القهوة فجاء إلى المنزل يسحب السجاد ويطويه للغسيل، قطب متسائلاً ومستهجنًا الفكرة:
-السجاد نبعث به للمحطة.. لا داعٍ لغسيله هنا
رمقته فدوى بنصف نظرة:
-طوال عمرنا نغسله هنا.. ولا ضير إن فعلنا اليوم..
ساوى السجاد بأكمله ونزل به بمساعدة ضحى وجيداء، الحانقتين الساخطتين الغاضبتين وبسط واحدة للعمل بها.. شمرت كلّا منهما وزينة تتحكم بخرطوم الري بين تذمرهما غير المنقطع:
-ونعم الإجازة والله.. الجو ربيعي ومثالي للتنزه ونحن هنا نغسل سجادًا نظيفًا
ضربت ضحى الأرض بفرشاة التنظيف:
-وأنا التي سررت لدوام السيد ريبال في الجامعة.. لو بقيت في المكتب
أفتعل المشاكل مع خديجة لكان أفضل لي..


**

ما هي أول خطوة سيفعلها منذر فور وصوله البلد؛ البحث عن جيداء، وكأن كل خلية به استساغت جلده فيبقى في فلك الانتظار والخوف
توجه صوب المشفى فلم يجدها فعدل الخطة وسار على درب وصالها، والعاشق جدّ ونيلها وجد وبات قريبًا، هاتفه سالم يخبره بأنهم سيخرجون إلى حقول البيادر للنزهة، فلم يرفض منذر الذي اشتاق للبلاد ويود لعق ترابها الذي لم يغادره سوى أسبوعًا لذا تحجج بالمرور بحي نوارة لشراء الخبز المطعم بحبة البركة، سايره سالم والتقى به على مشارف الحي سأل عنه وأحواله فأجاب منذر:
-أنا بخير.. ازددت وسامة ليس إلا.. كنت أهرب من الفرنسيات وأتخفى بسبب ملاحقاتهن!
ضحك سالم وعلق يجاريه:
-أجل سمعت بالمظاهرات التي أُقيمت للمطالبة ببقائك هناك..
صفق منذر كفيه بجدية مصطنعة:
-أرأيت.. لهذا لا أحب الخروج من المنزل.. كنت أعلم بحصول ذلك!
ضربه سالم في كتفه:
-ربع ثقتك أنا صدقًا بحاجتها..
تبسم منذر بشقاوة:
-ولن تحصل.. لست بوسامتي ولا في جاذبيتي!
استند سالم على حافة سيارته، يخفض نظارته:
-اصمت.. اصمت.. كثيرًا ما أتساءل ما الذي توحمت به والدتك وهي حامل بك؟! أتراها أحبت الشامبانزي!
رمقه منذر بنصف عين يشد هامته ويتمتم:
-لا قرود هنا غيرك يا مقهور!
جاراه سالم في المزاح حتى توقف مرتين قبل أن يسأل بخفوت وملامح شحبت للحظة:
-كيف هي نجوى؟
التقط منذر ملامحه ولم يستغرب فرد بهدوء:
-هي بأفضل حال.. لقد تعافت كلياً لكنها تحتاج وقتًا للانخراط..
نكس سالم بصره يرد بشرود:
-الوقت يداوي.. الوقت كفيل بها..
سحبه منذر نحو المخبز يشتري الخبز وهناك وجد ضالة قلبه المفقودة تفترش الأرض تطوي السجاد برفقة ضحى وشقيقتها التي تدعى زينات أو زينب لا يعلم، المهم أنه ظل واقفًا يراقب استقامتها تنفض سروالها وتمسح العرق قبل أن تفاجأها ضحى بتوجيه خرطوم المياه نحوها وكفيها اللذين يصدان هجوم مياه ضحى، صدى الضحكات جلب مسمع سالم الذي ناظر ضحى تشمر سروالها لحد مناسب وتصوب خرطوم المياه نحو الفتيات، ضحك بيأس من خبالها لقد عطلها لكي تقوم بمهام محددة لا أن تغسل سجاد الحي..
-لا فائدة مرجوة منك ضحى أبدًا
وصل منذر الذي يفتح فمه ببلاهة يتمتم لنفسه بصبر وخيالاته حقيرة تحوم حول ضحكتها التي سلبت أنفاسه وقلبه:
-الصبر يا رب.. الصبر.. هانت!
التفت لضحكتها التي أدخلت نبضاته مارثونًا:
-اللهم أعفّني! اللهم أعفّني!
رفع قميصه يرطب على جوفه المتقد والحرارة التي تشب بين ضلوعه وتحيل جسده ناراً:
-والله التأخير منها.. لستُ أنا السبب!
وكزه سالم من كتفه يزجره:
-تأدب يا ولد.. احتشم لقد فلت منك الحياء كله!
التفت له منذر يشكو بلوعة من لا يهدأ قلبه:
-والله عيل صبري.. ولن أنتظر أكثر.. قل لأهلي عواقب الانتظار الوخيمة عليّ!
شده إلى السيارة متسائلًا:
-أين وضاح صحيح؟
أجابه منذر فيما يعرج بنظره نحو امرأة النجوم، لأجلها أجاد السباحة في عرض السحاب ليصل مرفأ وجهها فيهمس بسره:
-قريبًا يا وعدي!
ثم التفت لسالم:
-سيلحق بنا..
عاد منذ بنظره فوجد ثريا تجلس على كرسي ما فأشار بكفه لها فأعادت له الكف وانضم سريعًا لسالم في سيارته قبل أن يهبط نحو جيداء يركع عند قدميها يرجوها بـ" أحبيني".
راقبت ثريا حال منذر ببسمة متنهدة، فيما تجول نظراتها حول الهاتف انتظاراً لجابي التوصيل رفعت سماعة الهاتف لمحادثته وتقاطع رنينها مع رنين حمزة تجاهلته فيما تملي الموقع للجابي، أغلقت معه وهاتفت حمزة الذي استقبلها:
-من هو ذاك الأهم مني الذي تتجاهليني في حضرته؟
ردت عليه بصبر:
-جابي التوصيل للخدمة حبيبي..
اطمأن لإجابتها فيما يخبرها:
-رأيتك تؤشرين لرجلٍ ما؟ من هذا؟
رفعت بصرها فوجدته على سطح منزله زفرت الغضب وقلة الحظ الذي رماها عليه فيما تخبره:
-هذا منذر.. جاء من السفر أمس!
تبادل معها أطراف الحديث فيما غرق حذاؤها بالماء فسبت ضحى التي ترقرق الدمع من شدة الضحك فسألتها باهتمام:
-ماذا؟ ما بكِ؟
لن تخبرها ضحى أنها كانت ترش المياه بجنون كالمعتاد حتى سمعت هديل الحمام وصوت صفير إنسان تعرفه جيدًا، غاص قلبها والرعشة تلسعها من أخمص قدميها حتى أعلى جسدها لصوته.. صوته وهديل الطيور حلق فوق قلبها المكمود بفراقه فقالت:
-تذكرت حمام موسى!
والحمام طار فوق رؤوسهن فرمقت ثريا ضحى بشفقة:
-من رائحة المرحوم أقصد الحبيب.. لا بأس حبيبتي لا بأس!
أومأت لها ضحى بشهقة بكاء وسعدت للأعلى ترتمي على سريرها تشكوه موسى..

**

يتبع....

soha, m!ss mryoma, shezo and 20 others like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-01-22, 10:23 PM   #1767

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



قبل الفجر بقليلٍ..

استيقظت فدوى برعبٍ فالهاتف لم يصدر رنينًا وهذا يعني أن الطلبية ستلغى اليوم لأنها لن تستطيع تجهيزها، ركضت نحو المطبخ وهناك صدمت من نوره الخفيف، توجست للحظة.. وصوت تجويد القرآن أراح قلبها لقد نسيت أن نائل هنا، دخلت الباب وهناك تجلت صدمتها إذ أن نائل قام بصنع العجين عنها، وقد بات في مرحلة الإراحة والتقطيع:

-لقد أرعبتني.. لم أستطع أن أستيقظ الهاتف لم يعمل!

تبسم في وجهها يقترب منها ويجيب بحنان:
-أنا من أطفأته عامدًا..
تنفست قلقها والراحة تغشى محياها:
-لقد ظننتُ أن الطلبية طارت في خبر كان!
مد جذعه فبانت قامته المديدة:
-لقد رأيت أن راحتك أولى.. والعجن اختصاصي فقلت أريحها!
جذب كأسًا من الشاي صبّه لها فيما يهتف بهدوء:
-تناولي الشاي فيما أكمل عملي.. ثم صلّي وارتاحي إلا إذا أردت أن تجالسينني!
جذبت كرسيًا وشيئًا فشيئًا تهدهدها رائحة الونس فهمست:
-لا صلاة عليّ.. سأكون برفقتك!
كبح تعليقًا فظًّا فيما يناوشها:
-يبدو أن حرماني سيطول يا خجلة العينين!
شردت عيناها الكحيلتان فيما يجيش بلوعته:
-عذابك طال.. طال وأنا أتلظى به!
لم ترفع عينيها، بل تركته يكمل ما أفسد اللحظة:
-ألن تجودي على الفقير قبل السفر؟
وطار الغمام ورجعت للجرداء وحدها، اخشوشنت نظرتها:
-لا.. لن أكون معك كما كل مرة، أنا لن أكون جاهزة لطفل جديد أتلقى مسؤوليته وحدي!
جلست بوجوم ترتشف الشاي وبصرها يلتقط حركاته ورشاقته.. ما لا يعلمه أحد أنه من علمها سرّ العجن والخبز وكيف تكون مخبوزاتها بهذه الجودة، وظيفته طاهٍ ثانٍ جعلته ملمًا بالكثير، لم تستطع لجم الصورة التي شعّت بخيالها وهي تراه يساعدها هنا.. يفتتحان مطعمًا صغيرًا بخبراته وخبرتها ولم لا؟
مشروعٌ صغير يكبر نواته الحب والمشاركة، وحينها ستشعل قلبها شموعًا لكهف حيرته لو فقط يقول نعم ويكف عن الهجرة التي لم تفدهما بشيء!
في الخارج جاءت ثريا بعصبية هائجة نحو زينة التي تنام في الصالون مع أطفالها وكزتها في كتفها عدة مرات فنهضت زينة بهلع واجهتها ملامح ثريا الواجمة فسمت بالله خوفا:
-ماذا هناك.. ما الأمر؟
أجابتها ثريا:
-متى ستعودين إلى زوجك؟
تفتحت عينا زينة على وسعهما:
-ما شأنك في عودتي؟ ما الذي يهمك في ذلك؟
جلست ثريا تنزع رداء الصلاة تقول:
-لأنني أود الطلاق براحة.. وجودك مع الإشاعات التي تقول أنك مطلقة يحبط مسعاي!
هوت زينة بكفها على صدرها:
-طلاق من؟ لماذا تتطلقين؟
ثم شهقت متذكرة وعيناها تتوعد:
-من التي تقول عني مطلقة؟ من هي لأقتلع عينيها من محلها!
تنفست ثريا بقلة حيلة:
-سؤالك الأول فحمزة لا مستقبل لي معه إلا إذا ارتضيت المرض على ما يبدو!
-من عقلك؟
-من أصابعي يعني؟ أخبركِ أن الأمور ليست مبشرة.. في الواقع اليوم كاد يخرج لي من الهاتف مرة لأنني لم أرد عليه بذات اللحظة.. والثانية لأنني لم أغلق الخط في وجه محدثي.. والثالثة لأنني أغلقت الخط فلماذا استغنيت بسهولة عن محدثي لأجيبه!
اعتدلت زينة تتحدث معها بنصف عقل كحال ضحى:
-ثريا الطلاق ليس هينًا.. أنت لستِ صغيرة والعمر لا يرحم كما المجتمع إطلاقًا لا يرحم، من أين ستجدين عريسًا؟
تذكرت أمر طلاقها:
-وما هي سيرة طلاقي المشاعة؟؟
تنفست ثريا غاضبة:
-لا تقلقي سأنضم لبرنامج أنا عانسٌ أريد الزواج وأما عنك فمكوثك طوال هذه المدة جلب لنا الحديث، ناهيك عن شقيقك الذي يعد العجائن والمهدد هو الآخر بالطلاق
شهقت زينة شهقة طويلة:
-فدوى تريد الطلاق؟
أومأت ثريا بغم:
-إذا بقي شقيقك في الخارج.. أضيفي ضحى.. وأنا الثالثة عائلة مطلقين تبارك الله!
انتفضت زينة كمن لدغت:
-أعوذ بالله.. أعوذ بالله!
تنفست ثريا بغضب:
-لذا أعدي رحالك وغادري.. من فضلك!
أشارت زينة بسبابتها:
-تطردينني؟
استقامت ثريا بلا حديث متمتمة:
-عبث.. زينة عبث!
**
وضعت ثريا حبة طماطم في فمها لطهي -الطماطم المقلية- قرب منذر في المطبخ مستغلين غياب وضاح:
-حمدًا لله أن وضاح ليس هنا، تخيل لم أفعلها يومًا وهو موجود
أدمعت عينا منذر الذي قطع البصل:
-لو رآنا الآن لصبها فوق رؤوسنا
ضحكت ثريا بانطلاق تخبره:
-لو رأى الفلفل الحار هذا للسع به ألسنتنا
مط منذر شفتيه:
-من قال لك أنه يجرؤ.. فليذهب هو وتعقيده للجحيم..
-الجحيم جاء ليأخذك منذر
التفتا كمذنبين لوضاح الذي بدا بمزاج رائق رغم غضبه من الرائحة:
-ما هذا منذر؟ أي قلة مسؤولية هذه ورائحة البصل والزيت تغطي المكان
-هناك مرواح وفواحات
أكدّت ثريا له:
-أجل تذكر الفواحة التي وبختني عليها، ها قد وجدنا منفعة لها
-اطفئا قابس الغاز دون جدال
وخرج بحكمه التعسفي الذي ثار له منذر وأكمل طهوها رغم الممنوع فطرده وضاح من المكان بعد التنظيف وإزالة الروائح وثريا تكرر على مسمعه:
-سامحك الله.. سامحك الله كسرت بخاطره!


**
اليوم التالي
-دعيني أراها.. فقط اليوم يا ثريا
من غير المعقول أن يكون طبيعيًا بإصراره هذا لقد كاد يتوسل إليها رؤية جيداء فرضخت له بعد أن حنّ له قلبها فهاتفت جيداء سريعاً:
-جيداء وصفتي الخاصة للفيتامينات والمقويات نسيتها.. لا أريد صرفها أنا أخجل من وضاح تعالي أنتِ..
لم تتأخر جيداء التي ارتدت عباءة وحجابا يلائمها ووصلت المكان خطت بابها تحيي المكان نادت على ثريا ولم تجب، تذكرت أمر وزنها الذي ازداد بفعل منذر وركضت نحو حاجز الميزان تعاين وزنها، توقفت لحظات وقبل أن يظهر الرقم رُدت تحيتها بصوتٍ صعقها، للحظة فقدت توازنها وكادت تقع إلا أنها نحت خراقتها توازي ميلانها لصوته، التفتت ودارت الأحداق حتى استقرت بحدقتيه والمُهج تتقد بحرارة النظرة، فسحبت الورقة من الميزان ترمقها بغير تصديق وتهدده:
-أنت السبب؟ لقد ازداد وزني!
لمح شاشة العرض ورقم ثمان وسبعون الذي غص له، ما الذي تبقى منها إذن؟ ما الذي أبقته له ليتمتع بجمالها:
-ليس عدلاً كنتِ أربع وتسعون.. كيف وصلتِ هكذا!
جعدت الورقة ترميها تقول له بمصيبة:
-كنت تراقب وزني.. أين احترام خصوصية الزبائن!
للحظة كادت تبكي هرموناتها وشوقها الذي يصعقها له فقالت:
-كنت خمسة وسبعين، بسببك ازددت ثلاثة كيلو جرام
التفت لنفسه بصدمة ودموعها حقيقية:
-ما الذي فعلته.. ما شأني بوزنك.. آه ليته يزداد!
ناولها محرمة فأخذتها تمسح وجهها عاد يناولها كأس ماء فرفضته باحترام
-لا بأس الماء جيد لك..
أخذته بعد تردد تسأله:
-أين ثريا؟
رد عليها وقد أفسدت الرؤية لها كلها:
-طلبتُ منها أن أستفرد بكِ..
غضبت وتوحشت ملامحها:
-ثريا اللئيمة لقد باعتني لك..
التفتت له غاضبة دون أن تناظره:
-ما الذي تريده قل لي هيا؟؟
رمت الوصفة بوجهٍ محتقن، فتلقاها ببساطة مغيظة يهتف:
-أنا رجل واضح وصريح في قاموسي واحد زائد واحد يساوي اثنان، الثلاثة أنت من تصرين على اختلاقها!
حدقت به بمحاجر باهتة تكرر خلفه بصدمة وتسأل:
-ماذا يعني ذلك؟
كان دوره ليبتسم، يرد بتلقائية، معتقلًا فيها البصر، ضامًا الروح بسطوة، يمارس الشغف على إيقاع قلبها الصاخب، ويصدح بصوته الشادي بما هشّم ثباتها بعد تنهيدةٍ ساخرة:
-أُحبّكِ؛ تزوجي بي!



يتبع...

soha, m!ss mryoma, shezo and 20 others like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-01-22, 10:31 PM   #1768

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



وفي مساء الليلة ذاتها جاءت زيارة ناظم الفقيه لبيت الخباز لشرع بساط الألفة!

والزيارة الثانية كانت لنثر حبال الود واستقبلوا بالترحاب والرضا..

والثالثة كان فيها منذر.. ولم يطل والده بالكثير إذ قال:

-طلبنا الحب وفرشتموه لنا.. ولنا الآن مطلب.. جئنا نبغي القرب.. والقرب لا يكون إلا بالنسب..
تبسم نائل فيما يسبل أهدابه بالرضا فأكمل ناظم:
-جئنا نطلب يد كريمتكم جيداء لابننا منذر..
وفي الداخل أفسحت رونق التي جاءت معهم بطلبٍ من زوجها المكان للعرسان أن يتجالسا سويةً، دخلت جيداء الغرفة بدفعة ثريا وتصفيق ضحى الجزل فباتت في رحاب قلبه مترددة، كان رجلها!
أول شيء جال في خاطرها وهي تناظره ملكًا متوجًا يفرض حبه وقلبه عليها..
كان في حصنها يستبيح بالحلال مسعاه، دنت بخطوة متعثرة وجلست في أقرب أريكة للباب، رمقها مسحورًا وحسنها يخلب لبه بطقم رسمي سبق ورآه!
لكنه لم يتمتع به.. والآن هي لهُ
بادرها بأول شيءٍ جال في باله:
-المعذرة منك لقد تأخرت!
يهديها بأفعاله نقيض الجنون فرفعت حاجبًا مستهجنا:
-من قال أني كنت بانتظارك؟
تبسم لها بألق خاص، قلبه يخفق بوتيرة خارقة حد الفتك به:
-عيناكِ.. يكفل بريقهما بالوشاية عنكِ! إن كذب لسانك الغبي كعادته وصدني؛ فهما لا تفعلان، بل تناجياني.. تدعواني لأن تكوني لي.. في اللحظة هذه والآن!
اضطربت أنفاسها فأشاحت بوجهها تسأله:
-لماذا جئت
للحظات سمح لنفسه رمق أظافرها المطلية:
-لأني أريد الزواج منكِ.. وتحسبًا للسؤال الأغبى التالي سأختصر عليك لماذا أريد الزواج منكِ
تنفس بعمق يمشط لباسها بعبثِ من يحل له:
-ما الذي يريده رجل من امرأة يحبها؟
غصت حروفه للحظة ورجفة صاخبة تكتسح جسده:
-أن تأوي إليه ويسكن فيها، يلجم نبض قلبه الثائر ويقذفه بجليدها عل النيران أذابته، واحترقت بسعيره..
تلكأت عيناه الوقحة على ملامحها التي باتت حلاله.. حلاله.. نعيمٌ يتوقف على لفظة نعم منها، والنعم ليست بتلك الصعوبة التي تقف بينهما.. سيذللها.. أجل سيفعل.. يطوع النفي ويحيله رضا.. رضا تام..
استرخى في مقعده، يراقبها تهز قدمها، تفرك أناملها المفرودة على فخذها؛ توقفت أنفاسه عن العمل وهو يرى فمها الذي تضم طرفه للداخل، ومنحى نظراته بات خطيرًا وهي السبب من قال لها أن تضع أناملها على فخذها:
-أدللك.. أعيش معك حياتي التي أحب.. أحبك أكثر وأكثر؛ أكون أهدأ.. أهدأ.. تنطفئ ناري ببردك وسلامك؛ أستلذ بنعيمي فيكِ!
ارتجف فمها واللقاء بات صعبًا ويرهقه فهمس بثقل قبل أن يستقيم هارباً منها ومن نفسه:
-أ علمتِ لماذا أريد الزواج منك؟!
**
غادرت عائلة منذر الحي الذي ألفته رونق كما أحبت أهله، عرج بها علاء طريقا غير الذي تعرفه فخرج حدود عمّان سألته:
-إلى أين؟
لم يجبها، بل سار نحو مكانٍ يعرفانه.. يحبانه.. يقضيان فيه كل وقتهما، هبط قبلها وفتح لها باب السيارة فجاورته والكعب العالي يتعبها ويعثرها، غطى بكفها كفه وسار بها نحو السور القصير:
-قدمي تؤلمني.. ما الذي تريده؟ كما ترى الحذاء لا يناسب هذا المطل..
انحنى عندها بحركة ألجمتها يقول لها:
-حديث معلق.. طال تأجيله
أشاحت وجهها غاضبة:
-هل هذا مكان مناسب؟
أومأ فيما تتلكأ أنامله عند حذائها فعلمت نيته حاولت منعه إلا أنه قال لها بصوتٍ عميق:
-عودي إليِّ.. دعي الشمس تشرق، والحياة تدب أركانها في قلبي، فلا حياة لي من بعدك!
فك عقدة حذائها الملتف حتى أعلى ساقها وكفه اليمنى ترتفع نحو صدره:
-خاوٍ لا يصلح للعيش فيه ولا السُكنى..
جذب كفها المتصنمة فأرجعتها، عاندها بقوة وسحبها حيث نبضاته الهادرة تحت كفيها:
-انظري كيف يجن بحضورك.. كيف تتزاحم الحياة فيه!
كان ميتًا.. يجلدني بتباطئه في غيابك...
جذبت كفها بقوة فحررها فيما أكمل فك الحذاء الأول وأصابعه الرشيقة تفك عقدة الآخر، سحبه عنها على طرف وبقي منحنيًا عندها يضم أناملها:
-أنت تنتمين إليّ، جزئي الحي المفقود والمُقدّر لي..
الكمال به
جالت نظراته حول الحدقتين العاصفتين، وقرأتا لغة الجسد النافرة فتابع:
-أنت كل شيء بالنسبة لي وأنا دونك عدمٌ وفراغ!
نفر جسدها لسماع حروفه:
-لا.. لا أريد سماع هذا الكلام منك.. من فضلك لا تتفوه!
دنا رأسه للحظة.. ثم رفعه لها يهمس:
-أنت تعين قيمة الاعتذار لرجلٍ مثلي أنت أخبر الناس بغطرسته.. كم يبدو الاعتذار ثقيلاً على النفس.. فكيف برجل مثلي!
من عمق الفؤاد صدحت النبرة، فزارت الجوارح التي باركت الخطوة بيقين الصدق فثقل صوته:
-أعتذر عمّا فعلته!
عيناه بعينيها القاتلتين لا يحيد فكرر:
-أعتذر عما بدَر مني..
لم يرف رمشها ولم يؤثر فيه جمودها:
-أعتذر عن كل لحظة ألم سببتها هفوتي وغلطتي، وحماقتي وشركي بعقيدة الحب وما جمعنا للحظة اغتراب ونفي كلفتني قلبك..
توقف لحظة يمس سبابتها:
-وقلبي!
رق صوته فأغمضت عينيها بغصة الشعور:
-وأغضبتك..
وهن الصوت أكثر حد التلاشي:
-وأغضبتُ ربي قبلاً..
هتفت بعصبية تزجر عواطفها الرق له:
-علاء أنت تتحدث بالعواطف وأنا صدقًا لا أحتمل كل هذا.. صدقًا لا أحتمل علاقتك بربك شيء أهنئك عليه بأن اكتشفت عظم خطيئتك بحقه، لكنه الله وحده من تسع رحمته كل شيء ويتقبلنا كلنا في رحابه ..لكنني..
صمتت لا تعرف كيف تشرح أن موضوع مغفرتها صعب... صعب جدًا فتكفل لسانه:
-تقبليني هذه المرة.. هي مرة! مرة واحدة أعدكِ وعد الرجال ألا بعدها..
صارعت الشعور ومر المهانة في لقائهما الأخير:
-لا يمكن.. صعب!
ارتفع قليلاً رغم أنه ما زال في وضعية الانحناء:
-قولي صعب.. مرة أخرى في وجهي! ألهذا الحد تبدو فرصتي صعبة؟
حدقت فيه بثبات وقسوة لا يعرفهما، ولا عرفتها عيناها:
-أجل صعب.. ها أنا أقول لعينيك ولك بشكل مطلق؛ صعب تعني صعب!
تشرب الخيبة، وبُعد المنال، وجزعت أنفاسه لمذاق الهزيمة الكبرى فهتف بغصة:
-ما عهدتك بهذه القسوة، من أين جاءت بها عيناكِ؟
حاولت الاستقامة فأعادها بقوة وصبر.. صبر طويل سيسلك دربه فيها لينال نظرة الصفح:
-عودي إليّ.. دعيني أرضيكِ كما يجب، أعتذر كما يستحق ذنبي، أمحو الندوب بإصرار لا تعرفينه، جربّي جزئي الهين الذي لا يظهر لك.. من ينحني لك وهذبته أنتِ.. دعيني أكفّر عن خطيئة ميثاقنا بين يديك ومعكِ.. دعيني!
جذب كفها التي تتحرك فوق قدمها المهتزة بغضبٍ، نحوه يقبلها بجنون.. مستمرا في إقناعها وإلحاحه:
-أنا مخطئ وأستحق.. وتستحقين مني أن أتوجك على كل النساء لأنكِ ملكتهن.. وما من امرأة على وجه الكلية سبتني غيركِ، لرونقكِ سحر أخاذ استحكمني منذ زمن عتيق..
هزأت بسخرية:
-والرونق عبيره سريع التأثير، إذ أنك استنشقت غيره وهمت به..
أغمض عينيه يصر على أناملها:
-أقسم لم أفعل..
سألت بوجع:
-إلى أين كانت حدود علاقتك بها؟!
-لم ألمسها..
نفضت يده بسخطٍ وكره:
-لا تغضبي.. علينا أن نفتح أوراقنا ونراجعها.. سنبقى هنا مطولاً وتحتاجين مني الكثير من الكلام وسأكون فاتحًا قلبي للحديث كله..
استقامت وفعل مثلها، وجهتهما الأفق الشاسع، تعلقت عينها بالنجمة وأسر بصره القمر، حالت المواجهة في التمتع بصفاء الجو ومطل عمّان والسلط المميز بهذا العلو فقال:
-لم أنظر لها كرجل.. بل أنني ما خصصتها بنظرة رجل يشتهي، حتى وأنا محروم منكِ
التفتت له بعصبية:
-لا تكذب..
-لو كان في نيتي الكذب.. لاختصرت الحكاية ونفيت عن نفسي كل شيء ببساطة
التزمت الصمت واكتفت بعنف أنفاسها فبرر:
-سالي حالة خاصة..
تعالى تنفسها فأكمل بقوة:

-جزء منها يجلد ضميري رغم أنني أبرأت نفسي منها وحاولت مساعدتها.. حين تركتها لم يبق لها مكان في قلبي إذ أنك استوليت عليّ بكل ما فيكٍ وما عاد مني ما يتاح لأي امرأة..
الكلام يمسها رغما عن قلبها.. وعن كبريائها وعقابها فهي امرأة.. امرأة وإن أجادت التنكر بثوب اللامبالاة:
-لكنني كنت أشعر بكومة ذنب تتلبسني إزاء حالها.. كانت تمتلك كل شيء وفجأة فقدت كل شيء بلمحة بصر والدها وعائلتها.. والأصعب أنها حين وصلت لتلك الحالة كنت قد فرغت جعبتي منها.. لم يعد لها مكانا في قلبي من الحب..
تذكر الماضي وكيف كان:
-حينئذٍ وقفت معها مجبرًا بدافع العشرة وحاولت أن أساعدها.. لكنها فسرت ابتعادي ومشاعري الجديدة بكونها نذالة مني..
أكملت له رونق بهدوء:
-أنك تركتها لغياب السلطة والمال؟
أومأ في تفهم فأكملت:
-وبعد سنواتٍ عادت لك وأنت في أوج حرمانك بسبب تعبي الذي لا أنكر جزءًا من تقصيري فيه، وأنت فقير من الإطراء والتعميد كملك متوج فوق كل عرش.
فتحت يدها للهواء ترتفع درجةً حافية القدمين والمشاعر:

-وجاءت لك تغذي النقص وتسطرك مجيداً وغازيًا وبطل حكاياتها، وتجذبك رويدا رويدا عن قصتك الحقيقية، فوجدت نفسك منساقًا لها بحيل أنثوية رخيصة، وفجأة فرقعت في وجهك أنها كانت تضحك عليك..

الحديث يفوق الخزي بمراحل.. والخزي الأكبر نبرتها المحايدة والفارغة من أي عاطفة تذكر، لا حُبًّا فينتشي فيها أملًا.. ولا كرهًا بما يغذيه إصرارًا، بل كان في منطقة أكثر خطرًا منطقة اللاشيء.. تجاوز ذلك ببسمة مخزية:

-مع أن ذلك يهين رجولتي أكثر من اعتذاري لك الذي لن أتوانى عن إسباغه بكل طرقي، إلا أن تلك زلتي وأنا هنا تحت إمرتك أريد المغفرة..
-أتفعل.. وتُنسيني؟

رد عليها بعذاب:
-لم أجلبك هنا وفي نيتي غير ذلك.. هذه ليست تجربة تخضع لنجاح أو فشل.. أنا ظافر بذلك.. سأفعل. كل أسلحتي أخوضها لتفعلي..
فكت دبوس حجابها، أرخت العقدة حول عنقها تبتسم له بدمعة خرجت عن أنف الجمود:
-تبدو مصرًّا.. وقد تفعلها.. وستنجح والغريب جدا في هذه الحياة أن التجاوز والتغاضي رحمات الله علينا، أي أننا بدونهما قد نهلك! لكنني..
تنفست بعمق فيما ترمق سبابتها التي تنزف وتغطيها بلاصقة جروح:

-أتساءل.. ستنسيني مُرّ الخيانة.. وعلقم الشعور، لكن ماذا عن ندبة الخيانة التي لا تنسى؟ قد يلتئم جرحي منك لكن شعوري حيّ لا يموت يأتي على هيئة سكر مفاجئ.. ضغط عصبي.. خصلات بيضاء مبكرة.. دقات متسارعة..

طفرت دموعها أكثر:
-فقدان ثقة.. ووسواس..
جذبت كفه بعصبية تمسها:
-شكّ.. شكّ.. وكثير منه لأن يقتلني! كثير منه لكيلا نحيا بسلام.. قليل منه لأتأكد أن الفرصة استنزاف لكلينا وإرهاق لقلب طفلنا..

نزلت الدرجة فضمها سريعا لهُ لكيلا تطأ الأرض حافية، رفعها بين يديه وقادها نحو سيارته لكيلا تنهار فتمتمت له بإرهاق:

-أرجوك لا تضغط عليّ بالعودة معك على الأقل هذه الفترة، فأنا مستنزفة وبحاجة سلام.. لو عدت إليك في الوقت الراهن قد أؤذيك.. قلبي كان معطاءً سيرد خذلانه بطريقة موجعة!



يتبع...






Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-01-22, 10:34 PM   #1769

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


اليوم التالي بعد الظهر..

في غمرة وهم ابتلعها خيط الحقيقة، تجولت ثريا برفقة حمزة لابتياع النواقص اللازمة، أجل تعترف كثيرة هي الأشياء التي توقفت عندها ولم يشترها لها، وما عاد ذوقه المقبول يرضيها إذ أن اختيارها لمقتنى ما يفوق أو يدنو عن قدرته المادية لا يعني اختياره وتمرير رأيه.. فهما جاءا للمشاركة ليس إلا لكن المشاركة في قاموسه رأيه وهذا جعلها تتوقف كثيرًا تعاند أحيانًا، فركت أصابعها التي أدمتها الأكياس:

-حمزة.. سأمر على محلات الأحذية بحاجة لشراء حذاء جديد.

-الآن؟
أومأت بتعب غافلة عن نظرته الحارقة، أطبق فكه بغير رضا متمتمًا:
-حسنًا.. من فضلك ليكن مرة واحدة.. لا أحب كثرة التردد على الأماكن.. كما عليك أن تخبريني من البداية ما هي الأماكن التي تريدين الأشياء منها!
مطت شفتيها حانقة:
-حذائي بحاجة للتجديد.. هذه أشياء بديهية، تأتي مع عنصر المفاجأة وعدم التوقع فذهابنا هناك اضطراري
الغريب جدًا أنه ليس كالرجال لا يحب التسوق، لكنه لا يحب الخروج.. خروجها هي، يرغب بالإطباق عليها وعلى أنفاسها وهذا ما اكتشفته مؤخرًا..
لم يجب، بل قادها مسرعاً نحو قسم الألبسة ومقتنياته، لسوء حظها كان العمال رجالاً، وضعها خلفه.. ووجه حمزة حديثه كاملاً للعامل الذي استقبلهما دون مشورتها أو طلب رأيها.. حتى أنه كان يزجرها لو مرّت على رف بعيد عن مكان وقوفهما.. انحرجت في المكان بحركاته الفاضحة فعدت الموقف بكياسة.. بعد شرح مطول هتف العامل:
-المقاس من فضلكما؟ هل تريدينها طبية، للاستخدام اليومي؟ أم الدوام
فح صوت حمزة:
-حديثك معي من فضلك..
التفتت ثريا له بصبر:
-للدوام
نطق حمزة بإجابتها التي خنقتها فبحث الشاب وناول حمزة طلبه.. أخذتها تنزوي على مقعد الاستخدام، انحنت فوقف أمامها يغطيها استهدت بالله وجربت الحذاء فلم يكن ملائما ولم تستطع مناقشة طلبها فحتى المرور على الرفوف هو يمنعها منه وهذا ما لن تصمت عليه أو تمرره مهما كان، تفننت في تعذيبه وإملاء الاعتذرات عن كل زوج أحذية يقدمه لها، تذكر أنها انحنت لتجربة حذاء، وشاب مسكين انحنى قرب رف يخرج طقمًا لإحدى الزبونات.. وفجأة سُحب الشاب من ياقته بفعل يدي حمزة الصارخ:
-لماذا جئت إلى مكان امرأتي.. لماذا تتحرش بها!؟
بصعوبة حاول الشاب فك نفسه منه:
-لم آت لمكانها.. كنت أخرج لزبونة طلبها.. من فضلك احترم نفسك يا هذا
استقامت ثريا بهلع بقدميها العاريتين، سمعت عن الجنون وظنت أنها رأته لكنها واهمة.. أي جنون وذلك المدعو خطيبها يكاد يجهز على الشاب الذي يعمل هنا، لم تتدخل تسمع صراخه:
-بلا.. جئت عندها.. ما الذي تريده منها؟ ما الذي همسته لها؟ أتظنني لم أرك وأنت تغازلها؟! يا لوقاحتك وعدم أمانتك.. بئس الرجال..
ارتفع صوت العامل الذي حلف في بادئ الأمر بصدقه ثم تغيرت لهجته حين رأى اتهام الرجل ومسّه تدخل العاملون وصاحب المحل الذي فك بينهما هاتفًا بجدية:
-هذا مكان عام يا سيد.. محل للبيع والشراء الشاب جلب طلبا لزبونتهِ.. لذا من فضلك احترم نفسك أنت ولا تأت على ذكر عاملنا بأي كلمة..
نفر جلد حمزة على ذكر الشاب فهتف صارخًا مجددًا:
-ما الذي تقصده؟ عاملكم تلزمه التربية والأخلاق لأنه تعدى على امرأتي، ولن أمرر له هذا..
استغفر الرجل في سره وقال بعد وقت وجهاد:
-طلبكم مرفوض.. لا نريد أن نبيعكم، من فضلكما غادرا من هنا..
وهنا اندلعت غارة حمية وكرامة لم يسبق لثريا أن رأتها حتى تدخل أمن المكان وخرجا بخيبةٍ، فقادها نحو مكان آخر وابتاع لها الحذاء الذي لم تطلبه دون مشورة ولا قياس، تناولته بصمتٍ تفضل السكوت لئلا يفتك بها، فهي وبكل قوتها تؤمن أن الرجل غير طبيعي وعليها أن تتقي شرّه لتنجو..
وقبل أن تصل السيارة في الخارج حاولت استلطافه:
-حبيبي دعنا نذهب لمكان تستعيد فيه مزاجك، أرجوك لا تقد وأنت غاضب فأنا أخشى عليك..
وفي هذه اللحظة هي لا تخشى إلا على نفسها، والمشهد كله يفتت نياط قلبها، ومنظرهما كمطرودين من المحل يكوم الغصة أكثر وأكثر
-هل جننتِ كل همك مزاجك وطلباتك التي لا تنتهِي، بسببك طردنا من المحل.. كنت ستموتين دون أن تشتري، وقد جلبنا حذاء تافه ثمنه بخس بثلاثة أضعاف مضاعفة ثمنه..
(بخيل.. بخيل كنت أعلم)
رددتها بحزن على حالها، فيما تقول له بهدوء وحذر:
-لا بالطبع فمزاجي أكثر من رائع فأنا لم أضرب شابا كان يقوم بعمله.. ولم أتهمه فيما لم يفعله حمزة روحي.
-هل تقصديني بأنني تجنيتُ عليه؟؟
أومأت بحقيقة فاقترب منها هادرا بغضب:
-هل ترينني رجلاً بلا دم أو كرامة، أراه يحوم حولك وأسكت..
ردت عليه بغضبٍ مماثل:
-لأنه لم يفعل ولم يكن لتصرفك أي داعٍ..
-لأن ذلك أعجبك..
حكّمت عقلها.. فكل ما تحتاجه التعقل وقليل منه يكفي سلامتها التي تنشد فهذا غير طبيعي أبدًا، وبما أن الصحف أقلامها على وشك الجفاف فلن تنتظر أن تعبئ وتحبر بغير أقلام ما إن ركبت سيارته وسار قليلاً حتى سألته:
-أتعلم كثيرًا ما راودني السؤال لماذا تزوجت بي حبيبي؟
رد سريعًا وأنامله تؤدي دورانها حول المقعد:
-أنتِ المرأة التي تؤتمن على العرض!
لم تكن نارًا التي هبت في صدرها. مذاق الخيبة الثانية ليس إلا.. يبدو أن جرعة الخذلان كانت بغير مكيال فحطمت موازين الثبات كلها.. جاهدت عيناها الهدوء فيما تهتف بسخرية:
-جميل.. مبدأ يستحق البحث طويلًا..
التفت لها مبتسماً:
-بحثتك كثيرًا حتى وجدتك..
سايرته فيما تبتلع غصة كاوية:
-حقًا! معك حق فالارتباط بامرأة مثلي يلزم فيه الكثير من الجهاد والإقدام..
تنفس مرتاحًا فيما يرد:
-حمدًا لله أنك لي..
هزت رأسها بضحكة تراجيدية، العرض لا زال قائمًا وهي كمهرج تفانت في إضحاك جمهورها، ارتمت على أرضه تسأل:
-متى وجدتني؟
غاصت عيناه المريضة بنشوى الراحة:
-حين لم يتمكن شهاب منك..
هنا لم تتمالك نفسها فبكت دمعًا حارقًا ظنه تفاعلا مع الضحكة:
-أجل.. أجل الله عليك كنت هناك أذكر ولم تنقذني؟ صحيح لماذا لم تتدخل؟؟
التقت أعينهما بنجوى عشق يحتضر:
- كنت هناك لأرى كيف تدافعين عن نفسك كنت أراكِ.. أدرس قوتك وحفاظك عليها ببسالة، لم تخيبي ظني.. أبدًا منذ أن حدثتني حفصة عنكِ.
قوست شفتيها بانبهار:
-أنت مبهر يا زوجي العزيز.. لقد ألممت بمنهاجي السلوكي كله.. وحمدًا لله خضع كله لعلامات كاملة..
توقف عند الإشارة قليلاً يجيب بزهو:
-أجل من حقي معرفة سلوك امرأتي كيف يكون
مست أنامله بدراسة تسأله:
-ماذا عن حفصة.. حدثني عنها لقد صرت أعرف سلوكك وأظن أن التعامل بات معك سهلاً ماذا عنها، أراها تشبهك..
تجاوز الإشارة يشرح ورصيده تجاوز الصفر بمراحل وبات خاليًا من كل شيء:
-حفصة مثلي.. تربيتي يا ثريا انفصل والديها بسبب تحرر امرأته الزائد وغيرة أخي.. ولقد ربيناها على أخلاقنا ومخاوفنا.. بتقاليدنا المتحفظة وهي طوع بناني أنا ووالدها.. جدًا مهذبة وخلوقة..
لم تجبه، بل التفتت نحو النافذة تتركه يشرح أصول التربية والأخلاق التي يسبغها على تلك المسكينة همست من بين حديثها:
-حسنًا سأخبرك بأمر هام لقد حدثتني مرشدتها أن لها طابعًا فضوليًا واستكشافيًا، تسأل عن كل شيء وأي شيء، حتى أنها تتحدث بالأمور الشخصية للفتيات..
استحوذت على انتباهه فتلاعبت بأناملها:
-حتى أنها تخبرك بكل شيء، في الواقع هذا لا يصح هناك مساحة خاصة لها عليها أن تعيها وأن تحددها لها..
لن تحكي له ثريا عن أمورها الشخصية التي وصلت له وبناءً على أحكامه المميزة والمنتقاة فازت بتاج ارتباطه منها، ليته ما جاء وما عرفت دربه، تشعر بدوامات خانقة تحول بينها وبين أي خطوة ستخطوها، فالنجاة هنا صعبة وإن أفلتت من براثنه، فلن تنجو على ما يبدو لأن حجم الصدمات والخيبة يفقد قلبها البصر..
-أنتِ لا تعين العلاقة فيما بيننا، إنها دون أم توجهها، بل أنا لها كل شيء لذا عاطفتي نحوها مضاعفة..
ثم مد يده يجذب يدها، التي ترددت في مدها في بادئ الأمر يخبرها:
-ثم البركة بك.. ستكونين أنت لها كل شيء ومعها!
ناظرته بلا معنى تفكر في كفه التي تحتوي كفها، أكثر ما يقدمه بسخاءٍ في علاقتهما.. بل وكان يستهجن استجابتها العاطفية التي يراها انفتاحًا وتجارب عديدة
(استجابتك العاطفية.. تخيفني!)
وحين يرى احتدام ملامحها
(أنسى في كثير من الأحيان أنك كنت مخطوبة ولرجلٍ سابق)
حاججته في مرة
(استجابة الأنثى لرجلها دليل التأثر بهِ وباستحواذه كله عليها، عدا أنها تُظهر لهفتها المحللة له أي هذا ما يستحقه منها)
وقتئذٍ الراحة التي تشربت بها ملامحه تشبه ري ظمآن بعد طول انقطاع الغيث، لم تكن تعلم أنه يصارع في قولها مدى سهولتها ومنحها ذاتها لأي رجلٍ وهذا ما كان يقلقه رغم أن عاطفتها الساذجة سهلت عليه الولوج إلى قلبها من أدق مفاتيحه، لكن ما يرعبه الخوف.. الخوف من أي عاطفة قادمة تقدم بها نفسها بسهولة، والأكثر تقييدًا عدم تحرير مخاوفه من صدره لئلا يخسرها؛ فالبوح هنا بطاقة الخسارة التي ستشهرها في وجهه!
أخرجها من حوارهما الباذخ الحسرة قبل أمس سؤاله:
-سنخرج من حدود المدينة باتجاه الحي، هل تريدين شيء ما من قائمة طلباتك التي لا تنتهي؟
-لا..
ردت بغير نفسٍ والتفتت له فهمهم بحسنًا!
تجاهلته وعادت لصمته المريب ووخزة شديدة الحذر والحرص ضربت أعلى قلبها جعلتها تلتفت له فوجدته ما زال عالقًا في ازدحام المدينة، وجدته قد إذن لبعض المشاة العبور، توجست ريبة من نظراته الملاحقة لمشهد ما تبعت رحلة المحاجر حتى وجدت مشهدًا لأنثى أقرب ما تكون عادية بمظهر عادي إلا أن سروالها شديد الضيق والتحديد يكاد يشف عن تقاسيمها الأنثوية بتفانٍ، وقميص يناسب السروال، لم تستطع إخفاء دهشتها ليس من تحديقه فحسب، بل من حالته.. أصابعه مشتدة حول المقود برجفة عنيفة يلجمها بالضغط..
وعرق يتصبب من جبينه..
وأنفاس سريعة متلاحقة
وبشكل مفرط واضح صريح بعبارة مفادها أن حمزة العظيم يبدو متأثرًا بما رأى!
موجة عنيفة بالغثيان استعصت بعقدة معدتها، ورغبة ملحة بالقيء.. إفراغ جوفها وإلقاء مشاعرها نحو أقرب قمامة!
وشعور يتفاقم حد ابتلاعها بليتني ما ولدتُ وما شهدتُ ما أرى!
يطرق بعنف رأسها وعيناها الخائنتان المتآمرتان متابعتان نظراته الموجهة لمرآته الجانبية يتابع طيف الكتلة النارية التي أشعلته.. لمّا تلاشى الطيف وأثره لا زال حيًّا سبّها:
-الساقطة اللعينة.. بئسا لتربيتها وأخلاقها تستعرض نفسها للرجال..
مطت شفتيها بحنق.. الآن بات يسبها بعد أن التهمها بعينيه وتأثر بمنظرها الذي تفشل فيه هي حلاله وملكه:
-من فضلك لا تسب على الفتاة.. ما شأنك بها!
-أنها تخرج لإثارة الفتنة والرذيلة.. وإشاعة الحرام..
شهقت توقفه مستغفرة:
-دع عنك هذا الكلام.. لا يصح أن تقذفها بالباطل بعد أن استبحتها بنظراتك يا روحي!
سأل بصدمة مخادعة:
-هل نظرت إليها لكي تتهميني هكذا؟
ردت سريعًا والموجة تسحبها بدواماتٍ لا تنتهي:
-بل أخذت قياساتها كلها..
رفع سبابته مهددا:
-سأحاسبك على هذا.. سأحاسبك فيما بعد..
(أعلى خيلك اركبها)
إجابتها التي احتفظت بها لنفسها تدعو الله أن يمر الطريق على خير.. لينتهي كل شيء.. ستخط نهاية الحكاية فما عاد فيها قدرة لا لفواصلٍ ولا حشو، ليتها ما فتحت كتابه وما قرأت ببلاهتها المعتادة حروف إعجابه وتورطت في كتابته..
بقيت بسعير الأفكار ولم تنتبه أنه سلك طريق البيادر عن حي نوارة، فلم ترَ نفسها إلا وهما متوقفان على طرف الشارع:
-لماذا توقفنا هنا..
سمحت لعينيها أن تمر على سحنته فارتجفت من شدة الأعياء، حمزة لم يكن طبيعيًا، نظرته تتقد بأتون رغبة وقودها جسد أثاره وليس هي..
-أريد أن أقبلك..
هزت رأسها بنفي وكل ما فيها يرفض، ومن ملامحه عرفت أنه لن يتراجع فيه من الإصرار ما يقتلها.. ولا يقف الأمر على قبلة فقالت من بين أنفاسها:
-لا.. لن تقبلني هنا في سيارتك.. أنا لست ساقطة تأخذها لأطراف الطرقات تمطرها بقبلك المحمومة..
دنى منها هاتفًا:
-لكنني زوجك.. وحقي التمتع بك أينما كنا!
لفظ رأسها الكلمة بقهر وغبن فحاججته بآخر حجة متحايلة:
-لا أريد لقبلتنا الأولى أن تكون هنا.. أي أريد لها قدسية خاصة ومميزة.. ذكرى لا تُنسى يعني..
سمعا بوق سيارة فالتفت لها وجدها سيارة وضاح الذي يبغض ويمقت أكثر فجز على أسنانه:
-أنت من جئت به حقًا.. أنت من هاتفته لكي يلحق بنا
سألته بغير وعي وباب السيارة الأخرى يفتح:
-من.. من هو؟
مال عليها والمشهد للآخر يعتبر قبلة حميمية بين اثنين وربما أسوأ:
-كنت أعرف.. كنت أعرف أنك معه ولا أستنظف علاقتكما.. لكن أن تستغفليني وتشعلين معه قصة حب على مرأى عيني هذا ما لن أمرره لك..
مال نحوها أكثر فيما تبعده وصوت خطوات وضاح أبعده عنها فسمح لها التنفس إذ جثم بكله فوقها:
-سأقتلك.. سأقتلك
ترجل من السيارة يلاقي وضاح:
-أهلا يا وضاح ماذا تريد..
ابتلع وضاح زقوم حلقه وناره يجيب بصوت أجش:
-ظننتكما بحاجة للمساعدة.. حين
التفت للسيارة لمنظر ثريا المسروق وهيئتها المشعثة:
-حين رأيت السيارة على طرف الطريق!
أنزلت ثريا النافذة بغضب وأنفاس مسروقة بفعل ما حدث قبل قليل تخبر وضاح:
-وضاح كيف حالك؟؟ أ أنت بخير؟ هل تريد شيئًا ما؟
تبسم حمزة بثعلبية راداً بهدوء:
-لا شيء.. لقد استقطعنا من الوقت المكتظ فسحة راحة لكلينا..
حدق وضاح في وجهيهما بريبة ثم قال بهدوء:
-حسناً.. بما أن لا داعٍ لقلقي وأموركما بخيرٍ أستأذن..
هتف حمزة بأناقة:
-كما تشاء.. وداعًا
عاد وضاح إلى سيارته وقبل أن يصلها التفت إلى ثريا وألسنة اللهب في عينيهما تتعانق وتفور بنيرانٍ طالت المدى ولم تتجاوز القلوب والحناجر فركب سيارته وغادر دون أن تترك نظراته المترصدة المرآة الجانبية بغضب ناري فضرب المقود ورؤيته منحنٍ فوقها طارت بتعقله.. لكنه تذكر موقعه في حياتها فتحجم غضبه الذي قذفه في قلبه.. ألم يتعلم كيف يحتوي كل آلام الدنيا ويقبض عليه بمسكة من حديد؟!
عاد حمزة إلى سيارته فاستقبلته ثريا بوثبة نحوه صارخة:
-ما الذي اتهمتني به؟ هل يمكنك أن تعيده على مسامعي؟
أدار محرك السيارة رغمًا عنه فهو علم بأن وضاح في الأرجاء وقد يعود بأي لحظة مفسدًا عليه خطته فنزعها بعنف حتى تقهقهرت وارتطم رأسها بزجاج النافذة:
-ولا كلمة.. لقد عرفت بعلاقتكما جئت به هنا على مرأى عيني.. لماذا؟ أجيبِ لماذا؟
مست حجابها تكتم كلمتها التي يستحق تجيب بتعقل:
-لا أسمح لك المسّ بأخلاقي..
تجاوز بالسيارة أول الشارع ومضى نحو نوارة:
-أنا لا أمسّها، بل أقول لك ما رأيتُ والتمست خيانتك لي التي لا تحتاج أدلة فكله جرى أمامي..
انعطف يمينًا فيما يصل مشارف حي نوارة:
-وماذا عن رفضك لأن أقبلك؟
فح صوته واختلفت ملامحه المريضة:
-ألست زوجك ومن حقي أن أفعل بك ما يتمتع هو به
أغمضت عينيها ترجو دار أهلها لتفك نفسها منه، فهي عاقلة بما يكفي وتريد حياتها:
-يتمتع من؟
أجاب بنبرة أقرب للبكاء:
-هو.. هو ذاك الذي تصرين على البقاء معه رغم كل شيء!


انتهى القبس!❤






التعديل الأخير تم بواسطة Lamees othman ; 22-01-22 الساعة 11:01 PM
Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-01-22, 11:01 PM   #1770

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.