آخر 10 مشاركات
العشيقة البريئة(82)للكاتبة كارول موتيمور(الجزء الثالث من سلسلة لعنة جامبرلي) كاملـــه (الكاتـب : *ايمي* - )           »          بروحي أشمُّ عطرك(81)(مميزة) _حصرياً_قلوب نوفيلا_للرائعة(bambolina) كاملة+الروابط (الكاتـب : bambolina - )           »          أهلاً بكِ في جحيمي للكاتبة الفاتنة: عبير قائد (بيـــرو) *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          قيدك الماسي (7) -رواية غربية- للكاتبة المبدعة: Shekinia [مميزة]*كاملة &الروابط* (الكاتـب : shekinia - )           »          321- سهام من حرير - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          91- بين ضفتي الحب -كيت والكر -عبير كتاب عربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          A Walk to Remember - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11647Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-01-22, 06:27 PM   #1841

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي


💖💖💖💖
💖💖💖💖
💖💖💖💖
💖💖💖💖
💖💖💖💖
💖💖💖💖
💖💖💖💖
💖💖💖💖
💖💖💖💖
💖💖💖💖
💖💖💖💖
💖💖💖💖

shezo, Safa2017 and جولتا like this.

نوارة البيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-22, 10:37 PM   #1842

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


القبس الرابع والعشرون!






الاستمرار مع رجل شكاك، يشبه المضي في حقل مزروع بالألغام، هلاكك محتم بالموت النفسي، واستعدي لأي لحظة لينفجر بك لغم شكّه، فيسحقك بظنونه المريضة!


صمتت تبغي السلام كحمامة طليقة كبّلها قفص المجتمع ونفسها المريضة التي أخضعتها، توقف بها أمام منزلها فمد يده بحركة عنيفة يسحب هاتفها بسهولة، الحركة المباغتة لم تسمح لتأهبها والتفاتها للنزول بأن ترصد حركته فالتفتت محدقة فيه بشر تسأله:
-أعد هاتفي.. ما الذي تريده منه؟
أمسك الهاتف يمسح بإبهامه الشاشة فاستعصت عليه لوجود رمز حماية ناولها إياه من كل عقله هاتفًا:
-افتحيه لي
ردت بلا مبالاة:
-لن يحدث أبدًا.. ما شأنك بهاتفي!
افترّ ثغره عن بسمة شيطانية تستوجب منها أن تردها صفعة لكنها لن تحدث في السيارة فأولاً عن آخر هي تعي خطره كشخص غير طبيعي:
-أفتش في هاتفك.. بصفتي زوجك أود استعماله لمراقبته والبحث فيه!
دنت منه بحركة مدروسة أطاحت بغريزته التي لا زالت ثائرة لعرضٍ ليس لها، لكنه تحت أنياب افتراسها وهذا ما أرضاها سحبت الهاتف من يده تناظر التفاحة المقضوم نصفها على غلافه هدية نائل لها التي جلبها من سفره:
-لو كان آخر شيء يحدث قبل موتي لن تفعل، لن تصل تحكماتك المريضة ونواياك العفنة أن تفتح هاتفي وتفتش فيه بحثًا عن زلة لن تجدها..
شحب للحظة وبدا أنه بوغت بوصلة اتهاماتها فأكمل له عقله المريض:
-جلبتُ لكِ هاتفًا غير حديث وتقليدي أثق به عن الذي معك كما يحمل شريحةً جديدة تبدأين فيها على نظافة..
ردت عليه بغموض فيما تهبط من السيارة وملمس الأرض كادت أن تسجد له بأنها تخلصت منه:
-لا داعٍ له.. لن أحتاجه، وفره لنفسك لبداية جديدة تكون بعيدة عن النظافة التي لم تعتد عليها وتستسغها مني، فأنت عالق بالقذارة.. القذارة فقط
ثم اقتربت بسلاسة:
-من فضلك اصعد معي لدينا حديث معلق علينا أن ننهيه...!
توجس للحظة وشعر بأنها غير طبيعية وربما تغدر به وتتركه بعدما وسد قلبه بين كفيها وأدلى بسريرته لها، صعدت أمامه بصبر أنفاسها تعلو وتهبط بخوفٍ وعمقٍ يوازي الخلاص والراحة التي تخطو على عتباتها، فتحت الباب تنادي على أحدٍ ولم تجد في المنزل، ناجاها قلبها بالخوف للحظة لكنها دهست طارق الخوف فهي في حيّها وبين أهلها ولن يجرؤ وعليه أن يدفع ثمن كل كلمة قيلت وأطاح بها فيما يخص شرفها
انتهى بهما الحال في رواق منزلهما، حافظت على انفعالها وعدم الانفجار به بعد إهانته لها والتشكيك به، تنفست نفسًا عميقًا والتفتت إليه ترفع سبابتها في وجهه:
-عرضك القذر الرخيص الذي أجبرتني عليه لا أسمح لك فيه.. أو لأي شخص كان على شاكلتك أن يتهمني به..
صرخ بها بانفعال وأصابعه تشتد برجفة:
-أتحدثيني هكذا؟
ردت له بصراخ مماثل والقيد يكسر.. يبدده مفتاح الانطلاق:
-لستُ مريضة مثلك.. أنا إنسانة محترمة وسوية، أتظنني أشابهك مليئة بعقدك التي أدليت بها!؟
تنفسها يزداد.. يزداد حتى بدت فاقدة للسيطرة:
-ما عاش الذي يسيء لثريا.. ما عاش الذي يشكك في أخلاقها وهو من يمتلك كل الصفات القميئة والدنيئة..
تلفت حوله يراقب الوضع خشية أن يسمعها أحد أو تفصح صفحته الأخرى المريضة للملأ فيفضح فيما تكمل ثريا بإنهاك:
-تثيرك فتاة عادية وتوقظ غرائزك فتود إطفائها بالمسماة عرضًا زوجتك ولا تأبه لو كنا على أطراف الطرقات وأعين الخلق ترانا.. فرغبتك أولى!
أشار لكفه بصدمة متسائلاً فأغمضت عينيها بأسى لا تكبته ولا تكلف نفسها عناء إخفاءه:
-أشعر بالاشمئزاز.. القرف والدونية حين أفكر فيما فعلته! رباه حالتك لا تزدني إلا إحساسًا متزايدًا بالغثيان..
اقترب منها بشر فتثبتت أركانها وأطرافها بالقوة والبأس فليس بعد.. صمتت تبغي سلامتها قبلاً ولن يرضيها إلا أن تأخذ حقها كاملاً منه الآن:
-أتظنني مثلك؟ أحمل ماضيًا قذرًا مارست فيه كل المجون وألوان القرف؟ أتراك كنت هابطًا لأي حدٍ لتبلي الحرائر وطيبات الأصل بلوثتك!؟
هنا فعلاً اقترب بجنون يماثل جنون قولها، فهمست له فيما ترفع سبابتها بتهديد تدور بها الأرجاء:
-صوت واحد.. أجلب فيه الحي كله عليك.. وتسعدني رؤيتك..
أكملت بتشفٍ:
-تعجبني رؤيتك وأنت مضروب!
تردد ووازى حكمته واختار تعقله فتبسمت بشر والأدوار تقلب.. عادت سبابتها تشير نحو صدرها تقول:
-أنا ثريا؟؟
اقتربت تشد ياقته وتكيل له اللكمات:
-أنا.. أنا أطرد من محل بسبب همجيتك؟ أنا التي لا تستنظفها؟ أنا التي تظن فيها ظن السوء؟ أنا.. أنا التي تدرس أخلاقها؟
تابعت بصوت أعلى:
-من عقلك؟ أي سادية مريضة تشككية تخضعك لها وتتجرأ على بنات الناس الطبيعيات؟ إن كنت غير طبيعي فلمَ تورط الفتيات معك؟
هزأ منها:
-لستِ فتاة صغيرة، بل ثلاثينية كبيرة وناضجة جدًا حتى لا تلفتي أي زبون.. تتكلمين وكأنك صبية يافعة!
-ولستَ رجلًا أنت.. لست كذلك!
جذب فكها فأعادت له مسمعه بقوة:
-سبق وأن أخبرتك بصوتٍ واحدٍ وتكون دمية الحي المناسبة لتفريغ طاقات الشبان المتفجرة ويقضون عليك كما أحب!
رباه المكان يضيق.. يضيق ونائل لا يأتي، أين هو؟ فليخلصها منه الليلة قبل أن تجن ضربت فخذها بعصبية تسأله:
-أتزوجتني لأنني أؤتمن على العرض؟
ضحكت بسخرية:
-لكنك لا تؤتمن!
علم أنه خسرها وعليه أن يهرب منها قبل أن تبتليه فيها فكل ما يراه رغبته الوحشية في قتلها سيعود للمنزل ويأتي بجاهة تراضيها.. لن تفضحه ولن يخسرها! لن يستطيع أن يعيش دون امرأة فهتف بغضبٍ:
-أجل أم هل تزوجتك لسواد عينيكِ؟ أخبرتك بغايتي منك..
قاطعته مقهورة:
-كانت غايتي رجلاً.. لا شبيهاً به
ارتجف عرق رقبته وحالت عيناه سعيرًا فأكملت:
- أقسم يا حمزة.. قسم أنثى ترعرعت على مكارم الأخلاق.. أن تثأر لعزتها وكرامتها منك بعد ما فعلته!
هبط كفها نحو صدرها تقرن اليمين بالحرقة:
-عهدي على نفسي أن أجعلك تقعد مقاعد الحق لقذفي وأرى حكم العرب نافذًا عليك لما فعلته بي! والحكم بيننا الشيخ طالب أو عثمان يا حمزة..
كانت تتسحب بهدوء نحو باب المنزل الذي لم تغلقه أصلًا تسمعه يقول:
-لن تجرؤي.. لن تفعلي يا ثريا..
-أفعل ما هو أكثر من ذلك يا عديم الكرامة..
تسبه ويصمت.. تهينه ويعتدل بخضوع؟
كيف؟ كيف؟
وتنهي الحديث بأنفاسٍ هادرةٍ:
-أنت لا تناسبني يا حمزة لأنك غير سوي، الحياة مستحيلة فيما بيننا لذا ستلقي كلمتك اليوم لأتخلص منك للأبد!
يغرد الكسر في صوتها الحاسم بعد استحالة ديمومة علاقتهما، ونضوب طاقتها وتقلص عافيتها حد التلاشي..
-دعنا ننهي ما نحن بصدد إكماله، وفشله يلوح لنا من الآن فالحرة لا تأسر، ولا تجبر ولن يجبرني شيء معك يا حمزة!
لم يأت برد فعل، سوى من ملامح مذهولة، كانت تحلل الكلام بتشوش!
وفي لحظة الاستيعاب جن جنون المغوار، حامي الحمى الذي تعاقبت على أمارات وجهه الوحشية والسخط، يهتز كرشه الصغير منفعلًا، وعرقه يتصبب بضراوة
-أنا الحياة معي لا تطاق يا عجوز الحي؟
تساؤله أصاب الوجع فلجم بوحها، فيكمل بتأثير علّها تعدل فتنهال كلماته بما يشدد بنيانا توطّد رأيها:
-بدلًا من رفضك إتمام الزيجة، صلّي لله شكرًا أن قبلتُ بكِ!
يرمى بالشذرة جاهلًا أن أرضها تلسع بشواظ، استعر الجحيم في عينيها، طافت نيرانها واللهيب في عينيها أحرقه:
-اصمت!
تكبت انفعالًا حارقًا، هي حرة ابنة حرة لم تُربّى على ضيم، تقدمت منه والخطوة أغفلته عن لاحقتها فكان كفها يوشم بجحيمه خدّه:
-أفضل أن أكون عجوزاً وأموت عجوزاً بائسة على أن أقترن بك، وأهدي نفسي بطاقة موت على قيد الحياة!
مبهوتًا ولم يؤت بفعل، فأهداها إعادة الكرة، رفعت الكف تهدي وجنته الأخرى فقابلتها كفه الغليظة التي احتجزت كفها وقيدّته..
-أكسرها لو تماديت
ردت بلهاث:
-اكسرها ولا تتردد، شاكلتك لا تمتلك من شيم الرجال شيئا إلا اسمها!
العين بالعين والحق يوهبها التفوق، فتكمل:
-ولو أن النوع ذكر في بطاقتك الشخصية خلاصة تجربتك مع معرفته!
زمجر بها وكفه تتسارع، سرق منها القوة للحظة فاستسلمت لتفوقه الجسدي نغزتها كرامتها بمواقفه المهينة فارتدت بأسها ولكمته في منتصف معدته فخر راكعًا أمامها، انتشت بركوعه جاثمًا تشرف عليه من علو، تركت عنها ألم يدها وردت عليه:
-اليتيمة الموظفة التي اجتمعت عليها وأهلك تزج بها في قفصك، تسلب رحيقها وأموالها، خانعة فيما يتعلق بشكوكك المريضة، حلقت!
تعانقت نظراتهما تحكي وابلاً من عذاب خالصٍ عايشته برفقته، لا تنسى شكّه الذي جعلها تشك بسلامتها العقلية ناهيك عن سلام قلبها:
-ماضيك خير برهان بأنك غير مستقيم، تشك في ذرة الهواء التي تحلق حولك، وأنا لستُ حقل تجاربك في مرضك وخبثك..
وبقدر كل الجدران التي شيدتها وهدمها بمرضه نطقت بإنهاك:
- طريقنا بات مسدودًا
اقتربت منه بذات عليائها تبصر كفه التي تملس بطنه، يتوعدها بالنظرات ولا تأبه فأكملت بجنون اللحظة:
-تواصل مع نائل الذي جلبته ليكون هنا ولم يكن بكل أسف.. للتواصل معه فيما يخص إجراءات الانفصال..
وأضافت بعد تشفيها بنظرته المصدومة:
- لا أود تعاملاً مباشراً معك فنائل هو من سيحرر الوكالة ويطلقني منك!
انبثق فجرها الأول، تسلل الشعاع يؤازرها، فمال بجسده يثبته قبل النهوض بزئير أسد فلتت منه الغابة:
-أنا تحدثينني هكذا؟
كانت النهاية ساخرة بتراجيديا مستهلكة وهي تمقت الدرامية كما لم تمقت شيئاً مثلها، مؤشراتها الحيوية تخونها ومع ذلك تصمد.. ويحًا لها إن تداعت قوتها وهي الطود طوال عمرها ما نكسها ريحٌ ولا جُرف.. فردت بثبات يتنازع:
-أجل أنت، كما أنه حديثنا الأخير!
لم ترمقه.. حتى النظرة جردته منها، استرد قوته وعلم أنه خسر ثريا للأبد:
-حسنًا يا ثريا، أعدك أن تتوسلي الرجوع إليَّ ولا تنالين ما ستبكين لأجله.
تواطأت دقات قلبها، انتهكها الألم وغمامة الحزن تمطرها بالأسى فأشارت نحو الباب:
-اخرج فورًا، وحاول أن تكون زيارتك الأخيرة لبيتنا.. لن نستقبل مريضاً ونضمه إلى جنباتنا ليتفشى المرض بيننا!
نهض فأشارت بكفها نحو الباب وملامحها تتغضن باشمئزاز..
-لا أريد رؤيتك أبدًا بعد اليوم!
خطى يتقبض على أعصابه ومتحاملًا ألا يعود إليها ويطبق على حنجرتها التي أهانته ويزهقها بيديه؟ لكن كيف؟ ثم ألف كيف استطاع أن يصمد؟ حسنًا صمت لئلا يخسرها والآن.. الآن التهم الخطوات التي خطاها صوب الباب وما هي إلا لحظة عاد بها إليها وجدت نفسها معصورة حرفيًا وأنفاسها تُنتزع منها، تحارب لتخرج.
كفاه حول عنقها وجسدها يتقهقر للخلف بجنون حركته التي شلتها وباغتتها، أوقعها على رأسها وجثم فوقها ينتزع حق الحياة الأبدي منها، قاومت في بادئ الأمر وعيناها تحاربان بجنون حصار عينيه المحمرتين وفمه الذي يتمتم بالسباب ويقذف بأبشع الألفاظ التي ما عادت تسمعها، ترتخي يداها رغمًا ..ورغمًا عن طفو اليأس وقلة النجاة كانت تحاربه، ابيضت شفتاها وازرق وجهها بشكل شاحبٍ يعلن عن نضوب ميقات الحياة وقرع الأجراس لخروج الروح، ببطء برتابة أهدابها كانت ترمش مع كل رمشة تُجلد ..تُقتل ألف مرة لاستسلامها رجلٍ مثله ..ألبوم الصور الذي تناول حياتها مرّ على ذاكرتها مع كل صورة تومض حياتها بعلقمها وملح النوائب الذي كان يكوي كل مواقفها كم خاب أملها مرّة؟ كم بكت مرة؟ كم كانت تحارب تعافر وبائسة جدًا لتلتقم السعادة من حوت الظروف وطوفان القهر! لحظاتها البسيطة تشع فتضخ دم المقاومة.. وخذلانها يطفو، يطفو حتى بدا وكأنه منتشٍ بخضوعها لترتاح، بين كل إغماضة وإغماضة كانت تحارب تشحن بطاقة الجهاد لكن ثقله أكبر وأكبر وكانت أضعف وترياق الحياة ينسل منها، كانت تلك اللحظة أسوأ من كل شيء مرت به.. عيناها في هذه اللحظة شُخصتا بالفعل، يداها الخائنتان ثقلتا كأن الدم ما عاد يجري فيهما، الخدر استحكم جسدها حتى أن يديها تهدلتا بجانبها وعرفت أن حمزة قد انتصر!
**
من اللاعدم ومحاربة أشباح الظلال وقتال اليأس سمعت عراكً.. عراكًا وصراخًا على إثره نهض شبح الموت فوقها وهي قذفت بطريقة أسوأ إلا أنها كانت تسعل.. تسعل وتشهق باختناق وعيناها الضبابيتان تلمحان جسدين متلاحمين بعراكٍ، تشبثها بالحياة وفورة اللحظات بالبقاء والاستنجاد جعلتها تزحف للخلف حتى وصلت الحائط بزحفها، التصقت به والأنفاس واهنة.. شهيق بطيء زفير أبطأ، شخرت وحاولت ابتلاع ريقها بصعوبة فلم تفلح أعادت الكرة مرة أخرى حتى نجحت، تسارعت أنفاسها عن البطيء قليلًا وملست كفها على عنقها فيما كفها الآخر تلمس الأرض وقعت يدها على حذاء مسنن رمقته بتشوش وعاد وعيها البطيء نحو الصراخ وهناك رأت من!
موسى!
من؟ موسى!
قبل هذا الوقت بدقائق، علقت حمامة موسى الربش ذات الريش الأزرق بكل غباء كما يوصَف هذا النوع من الطيور على سطح الخباز، خشي عليها إذ أن حنجرته شبه اُستنفذت وهو يصفر لهذه الغبية الجميلة شبيهة حمامته الأغبى ضحى بأن تعود فلم تفعل، توجع قلبه وكأن الحمامة حنّت لأطلال ما عاد، حاول بكل ما يقدر أن تعود فلم تفعل تتمشى ببخترة غبية على سور السطح تارة، وعلى أسلاك الكهرباء تارة أخرى، يراقب ريشها الأزرق الغبي ويسبها، استغل جلب خبز من الدوار، وقرر أن يعرج على بيتهم داعيًا الله أن لا يلمح حمامته الأصلية التي علم بعملها بمكتب ما!
ابتاع الاحتياجات وما إن مرّ بالبيت حتى سمع صوت عراك فقرر العودة مرة أخرى فيما يصفر للمستفزة التي تنقر حبوبًا في فمها، اشتد الصراخ وكان صوت ثريا الذي يعرفه.. فحرك الصوت حميته.. تراجع خطوة يستهدي الله فما الذي يقدم عليه، اشتد الصوت فجأة واختفى.. اختفى حتى بات كتأوهات مكتومة وأنين مستقطع امتد طويلا حتى تلاشى، دق قلبه بالخطر وقرر التهام درجات السلالم والباب كان مفتوحًا فلم يخف عليه المظهر بثريا المرمية على الأرض وآخر يعلوها يحاول خنقها، أٌغلق عقله كله فرمى أكياس الخبز والخضار وطار بكل ما يملك نحو الجسد الحقير:
-ما الذي تفعله أيها الحقير..
-جئت للموت بقدميك أيها "..."
سحبه من قميصه واستخدم قوته داعيا ألا تخونه للحظة امتدت يداه بزلزال واستطاع جذب جسد الرجل يرفعه فيما يشاهد شهيق الحياة الذي غزا زرقة وجه ثريا، اهتاج المجنون القاتل يضربه:
-من أنت.. من أنت لتسحبني من فوق هذه الحقيرة زوجتي!
رد عليه موسى فيما يتشبث بجسده ويعض كتفه:
-أنا الرجل الذي استغللت حادثة طلاق أختها منه لتتزوجها
رفع موسى ساقه يدفعه بها فارتطم حمزة بالحائط تركه يوازي جسده وانحنى نحو ثريا يصفعها كفا ويشدها لكي تصحو، أحس بلكمة قاتلة صوبت نحو ظهره فتحامل على ألمه، واستدار ببطء صارخًا:
-أتتعدى على حرمات البيوت بشهادة زواج يا حقير!
استقام بشراسة يلكمه نحو معدته المتألمة أصلا بضربة ثريا فتنرح حمزة للحظاتٍ من الألم فيما استسلم لضربات موسى العشوائية التي طالت جسده ورجولته:
-أتتعدى على امرأة؟ أتتعدى على زوجتك؟ أتود قتلها يا ظالم يا عديم الرجولة والنخوة؟
ورغم أنه في غمرة الضرب لم ينسَ امرأته التي ضربها وهو تحت تأثير المخدر.. فانتقم من نفسه ولها.. ومن حمزة وكل ظروف الكون القاهرة مزمجرًا بوحشية:
-سيكون آخر يومٍ لك يا ساقط.. خسئت رجولتك يا مخنث.
ودارت المعركة الطاحنة التي كان طرفاها متكافئين ومتناطحين بوحشية وحشية لم ترها ثريا!
على طرف الحدث كانت ثريا بصدمتها وألمها متسائلة أهذا موسى..
موسى الذي يشتبك مع شبه الرجل المسمى عرضًا زوجها، والغلبة لمن؟ له؟ لطليق شقيقتها الذي كان يصارع بجنون وهياج، أكان منقذها موسى؟
مسحت وجهها بكفيها ولم تفكر للحظة في جذب الحذاء ذا الكعب المسنن والمرمي عرضًا قرب خزانة الأحذية التي ارتطمت بها عند هذا الخاطر تذكرت رأسها الذي نسيته في خضم الصدمة فملست عليه وعادت لأناملها فوجدتها مصبوغة بالدماء، ارتكزت بيدها على الأرض ونهضت واقفة نحو موسى تشاركه ضرب حمزة
-ابتعدي ثريا.. ابتعدي!
ثم سأل دون أن ينظر لها وكله مجذوب بمعركة حامية الوطيس إن جفل فيها سيطرحه خصمه أرضًا
-أنت بخير.. هل أصبحت كذلك؟
تحامت به ومن خلفه مدت بالحذاء نحو حمزة فأصاب كعبه المسنن جبهته
-أنا بخير يا موسى.. ولن أبتعد.. عليّ أن انتقم منه لن يهنأ قلبي قبل أن أفعل
ارتد حمزة بإثر الضربة التي ذكّرتها بضربها لسعدٍ قبل سنواتٍ فيما مضى.. عاد الشعور وغل تجربتها البائسة بما جعلها تجن وأفكارها المسمومة تموج فتدخلت تضرب حمزة بقهر أكبر وتسبه:
-يا قذر يا نتن.. أ تود قتلي؟
بدأت تعيق موسى عن القتال لأنه بات يخشى عليها ووجودها يهددها ويهدده فجذبها بعيدًا عن طريقه:
-ابتعدي يا غبية لئلا تؤذي نفسك!
كانت دفعته عنيفة فسقطت على الأرض متأوهة، التفت لها يسألها:
-أرأيتِ.. قلت لك ابتعدي هل أنت بخير؟
استغل حمزة هلع موسى على ثريا وباغته بلكمة قهقرته للخلف:
-لا تعبث معي أيها السكير المتعاطي!
كانت ثريا تشكو الأمرين باختلال رأسها النازف أصلاً وأسفل ظهرها يئن والأصوات علت والضجيج يتفاقم جلب مسمع الجيران، وموسى لا زال يحارب ببسالة حتى طرح حمزة أرضًا وأعاد حركته مع ثريا ليزهق أنفاسه فصرخت ثريا التي فزعت وطارت صوبه:
-ابتعد عنه يا موسى.. ابتعد أرجوك ولا تلوث يديك به!
لم يكن موسى يسمعها وكله منكب على الآخر فبكت فيما تحاول جذبه بصعوبة:
-لأجل خاطري ابتعد ولا تخسر عمرك به.. مثله لا يستحق أن تخسر شبابك لأجله..
دفعة ثالثة وهذا كان كثيرًا على جسدها الذي يعاني من نقوصات في كل شيء، لم تستطع أن تقف لأن قدمها آلمتها، زحفت على ركبتيها تصرخ بخبال:
-دعك منه يا موسى.. هذا عديم الرجولة كثيرٌ عليه بصقة منك في وجهه، وصدقني لا يستحقها حتى!
شعرت بخذلان كل شيء ودموعها تعانق وجهها الشاحب والمرعوب والسباب يتعالى من موسى بشكل هستيري، على شفا حفرة من إزهاق روحه تنظر لوجه لحمزة ويذهلها إن كان وجهها قبل دقائق هكذا، هل كانت تقاتل للحياة مثله؟
والنجدة جاءت.. جاءت بأصوات حركة على السلالم فحاولت الزحف على ركبتيها ونائل يأتي وحده
وبلمحته السلام حل رغم الفزع، والطمأنينة غشتها رغمًا عن أنف مسرح القتال الدائم فاستنجدته:
-نائل.. تعال أنقذ حمزة القذر من يدي موسى
ركض نائل لمنظرها وقبل أن يركع عندها قالت له بين دموع النجاة وأول خيوط الهذيان:
-أنقذه.. أرجوك لا تدع موسى يبتلى به.. افعل شيئًا!
من دون رد كان يقع بصره على المنظر فاندفع بغليان الدم بعروقه ووقوف شعره، وبكل قواه الجسدية التي يملك جاهد واستبسل لينزع جسد موسى الراقد فوق حمزة مكبلاً إياه بكلا ساقيه حول خصره، وكفيه تؤديان جنونهما، تعالى لهاث نائل وعرقه يتصبب بجهده فيما يفصل موسى المتعرق والمرتجف بوجه يتصبب قهرًا كما الماء تسيل منه، رماه على جنبٍ فيما يمد بسلك الحياة لحمزة الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الموت ساعده على النفس صارخا بموسى:
-ما الذي تفعله في بيتنا؟ ما الذي جاء بك لتقتل صهرنا!
صفع حمزة صفعات متتالية يلتفت نحو ثريا التي بدت للحظة وكأن المشهد لا يعنيها:
-تعالي يا حضرة الممرضة لتتفقديه.. تعالي.
نهض عن حمزة يتوجه نحو موسى لإفراغ غضبه وعصبيته فيه، فهتفت ثريا بهدوء بينما تمسد عنقها دون شعور وحجابها قد ابتل بالدماء:
-لقد أنقذني موسى من زوجي المفترض
كان نائل قد لكم موسى في وجهه فعلاً وحمزة مرتمٍ على الأرض:
-ماذا؟؟
دخلت لغرفتها وكأن العرض لا يخصها:
-لقد حاول حمزة قتلي وخنقي بكلتا يديه عقب تشكيكه بأخلاقي وشرفي مع وضاح، ولأنني لم أجب نداءه حين حاول أن يعريني من شرفي.
تركت المذهول ومشت نحو الباب تعود له فيما تغلقه في وجه الجميع تاركة الحمل كله لنائل
خطت داخل الغرفة ودوار الكون يسحبها لدوامته فتدور وتدور دون مغزى، ألم رأسها من الثلاث ضربات استحكمها، حاولت بسط جسدها على الأرض فلم تفعل لكدماته تأوهت وارتمت على السرير تأخذ من جسدها جنبًا واحداً وإن تأذى فخذها بضربة موسى الأخيرة، سمحت لنفسها بالطفو بين دموعها وكل قهرها، تاركة صوت الجيران وتدخل الجميع بشهقاتهم وتكالبهم على حمزة انتصارًا ما بعده انتصار!
عزت عليها نفسها التي ارتمت للسكون، فبعد أن هدأت الأصوات وكثرت الاتهامات رأت باب الغرفة يفتح وربيعة تدخل منه بقلق ولهفة عانقتها بأمومية وحنان تسأل عنها ارتاعت لرؤية البقعة الحمراء التي خضبت الحجاب فشهقت:
-هل آذاكِ؟
ردت ثريا بهدوء:
-أين كنتِ؟
تفقدتها ربيعة فيما تفك حجابها وتشهق:
-علينا أن نعالجه.. الخسيس الجبان ما الذي فعله!؟
-قتل كل ضوء كنت أجاهد لأستنير به!
دعت عليه ربيعة بكل ما تحمله من لوعة على ربيبتها وثريا تسأل سؤالاً واحداً:
-أين كنتِ؟ حين استنجدت بك أول اسم!
ضربت ربيعة وجهها تبرر بدموع:
-كنت عند عبلة التي أجرت عملية قلب مفتوح!
صمتت ثريا دون كلامٍ وربيعة تستفسر وتسأل:
-لا تصمتي.. قولي أي شيء يا حبيبتي؟ إلا صمتك أرجوكِ..
نظرت لها بخواءٍ ابتلع سُبل الحياة وسرقها لظلمة الوحشة الأبدية، ثم من دون أي كلمة أمسكت بالحجاب ترميه حول رأسها وأناملها تتلمس أثر التشوه الروحي مما استرعى انتباه ربيعة التي لطمت في هذه اللحظة خوفًا ورهبة، تراها تخرج دون وعيٍ فتتمسك بكفها تسألها:
-إلى أين؟
امتزج الوقت والألم واستوت صفحات الجليد عليها:
-أفعل ما يستوجبه الختام
وبعرج خفيف سيطرت عليه!
وطنين رأسٍ يكاد ينفجر!
ودموع تأبى أن تخرج
تحاملت في السير على السلالم تصل الشارع المليء بالكثير، الكثير الكثير الذي كان من ضمنهم وضاح الذي جاء للجلبة ولم يفهم ما الأمر حتى رآها وطار صوابه وانخلع قلبه لبابٍ يستجديه أن يأويها في قعره، بصبر وحكمة الرجال وازى تهوره اقترب حتى جاور نائل وموسى وبضعة رجال يكبلون حمزة ويضربونه، لم يسعه إلا المشاركة من باب الأقربون أولى بالمعروف ونائل يتوعده:
-أتشكك بشقيقتي؟ كدت تقتلها يا نذل!
-دماؤك التي تجمدت بخوفك سأسيلها أضعاف ما نزف منها!
اقشعر جسد وضاح للحظات.. وقلبه تعطل عن الضخ كان بصمته ويداه في لحظة فكت حزام بنطاله واللحظة التالية سقط نحو حمزة!
وصلت الشارع فلحقتها ربيعة وفي أحضانها كانت تنادي باسم نائل الذي توقف لأجلها
-لقد نسيتُ شيئًا يا نائل!
استقامت في مشيتها المعوجة بفعل العرج ألمًا بقوة لا تفنى، بل تستحدث في حرةٍ مثلها، وصلت حمزة وبصقت في وجهه أولًا فشكرها بعض الرجال لأنه يستحق، والتالية سحبت الخاتم الضيق من أصبعها ورمته تحت حذائها الذي ابتاعه منذ ساعة:
-كان خاتمك ضيقًا منذ البداية وعاندت كل شيء فيك علك تعتدل وتصبح على مقاسي!
ثم التمع برق الجنون في عينيها:
-لقد انتهينا.. القِ عليّ كلمتي، حررني منك فلا طاقة لي بالنوم وأنا على ذمتك!
ركله نائل في معدته فألقى اليمين بذلٍ استحقه، فيما مضت للأمام ثم التفتت للعرض الذي يتابعه الجميع:
-لن أسامحك.. ليت ذنبي يقيد رقبتك إلى يوم الدين!
تذكرت أفراحها المكسورة وأحلامها المشطورة فأكملت:
-لن تتخطاني، سيرافقك ظلّي في كل طريق تخطوه، وتصافحك سحنتي كلّما مشطت عيناك الأفق، ستعبر ملامحي أي وجه تلقاه دون أن تلقاني، سيتوهج وجعي وهج الشموس بعد ليلة مطيرة؛ ولن تنجو مني، أبدًا لن تفعل!
وانسحبت تترك الهرج والمرج ولم تنسَ أن تلقي عليه نظرة الرفعة التي تستحق وتحجمه كسيرًا أمامها كما ينبغي!
وصعدت للمنزل.. تنتظر أفراد عائلتها الذين لا تود رؤيتهم مطلقًا!

**

جذب نائل حمزة من مقدمة قميصه يهتف فيه بقسوة:
-الطلاق غدًا سيتم رغمًا عن أنفك وستأتي حقوقها كاملة غير ناقصة!
التفت حول الرجال يخبرهم:
-اشهدوا يا جيراننا وأهلنا بأنه استباح حرمة بيتنا وحاول الاعتداء عليها حد قتلها لولا أن جاء الله بموسى صدفة وانقذها منه..
ضاع حديثه بين سخط الرجال وسبابهم الذي طال حمزة فأردف قائلًا:
-أخبرتكم بذلك لئلا يأتي أحد بسيرة شقيقتي وإلا...
رفع كفه بتحدٍ يواجه به الجميع:
-سأكون غريم الذي يؤذيها ولو بحرف، هذه شقيقتي الحرة وهذا زوجها قليل الرجولة والنخوة..
هدأه البعض فيما تولى موسى وآخر رفع حمزة المطروح وأخذه عن الأرض لبيته غير ناسين شتمه وركله بين خطوة وأخرى
-هيا يا رجال تفضلوا كل واحد إلى بيته، كان كلبًا يعاني الجرب وتخلصنا منه..
انفض الجمع ورغمًا عن أنوف الرجال الطيبين الذين لم يغادروه طلب منهم بهدوء وتفهم:
-شكرًا لكم يا عزوة لكن شقيقتي متضررة سأرى ما بها وأعود إليكم فلا مهرب من وجوهكم الطيبة!
غادروه وبقي وضاح الذي تململ ليعتذر ويغادر.. وهو لا يود الاعتذار بل الاطمئنان وقلبه مشغول مُذ رآها في السيارة برفقته على حدود البيادر أحرقه مرآها وكان عاجزًا وفارغًا من أي تسمية تعطيه موقعًا لفكها منه، رأى انحناءة البغيض نحوها ورأى ردة فعلها وهو ليس رجلًا غرًا أخذته الصدمة في بادئ الأمر وألجمت نداء عينيها المناجي، تنفس عاليًا عند هذا الخاطر فيما التفت له نائل شاكرًا:
-شكرًا لوقفتك معنا يا وضاح.. نردها لك بمناسباتك المفرحة.
رد عليه بوجه غير مقروء إلا أن نبرته الرجولية كانت كافية:
-نحن أهل يا نائل.. ثريا زميلتنا ومنا!
أومأ نائل له شاكرًا مرة أخرى مما دفع موسى الذي وصل توّا يقول:
-كف عن الشكر وترديد العبارات الرسمية، فنحن أهل هنا!
للحظة تجمد وضاح من نبرة المنقذ حسب ما أدلى الراوي لكنه كبح الصدمة مؤمناً على كلام موسى مما دفع نائل أن يقول بحرج:
-هل منذر متواجد في عيادته هنا؟ على ما يبدو أن ثريا تضررت وسنمر بالعيادة!
كاد يرد بـ اجلبوها أنا أداويها.. لكنه احترم قدره ورفع ساعته يرمقها فوجدها على وشك:
-بعد دقائق.. اصعد لها الآن وأنا سأكون هنا فإن لم يأت أنا سأفعل!
استدار وضاح ولهفته تتسابق برؤيتها، فيما تنحنح موسى يعتذر للذهاب إلا أن نائل شده من كتفه وجذبه إليه في عناق رجولي يهتف بحرقة الرجال:
-بيض الله وجهك.. كما أنقذتها!
-هي مثل أختي!
-حياتها بين يدي الله وعلى يديك.. لقد سخرك لها لكي تحمها!
رفع موسى نظره نحو طائر الربش التي كانت تنظر في عينيه وصمت فيما يكمل نائل:
-قل لي بماذا أكافئك؟
-مرآها بخير مكافأتي.. اصعد لها هي بحاجتك.
مضى موسى وقبل أن يتعدى الشارع الأول التفت للوراء ووجد نائل لا يزال يراقبه حين رآه ابتسم ورد له البسمة بمثلها لكنها أكبر ومختلفة، بسمة امتنان!

**

صعد للأعلى فوجد زينة قد جاءت بأطفالها وأطفال نائل حتى الرضيع كان بحوزتها كون والدته في الأكاديمية، رمقها بانتحابها وولولتها المعتادة فصدر صوته هادرًا:
-اصمتي كلمة واحدة لا أريد سماعها!
كممت فمها ودموعها تجري على وجنتيها:
-ثريا حيّة ولم يحصل شيء سيئ، ادخلي إليها وادعميها فهي ليست بحاجة دموعك
أومأت له فيما توجه صوب غرفتها وقف يطرق الباب وهناك سمع صوت ربيعة الهادئ:
-حمدًا لله أن انتهيتِ منه وتخلصتِ من قذارته للأبد!
سمع صوت ثريا الميت:
-لقد أنهاني هو.. لم أنهِ شيئًا معه!
تكورت يداه بغضبٍ حارق.. وغيرة تقلبه بجمر الضمير فلا يكاد يسمع سوى برد وسلام ربيعة:
-لا يا بنيتي.. لقد تركته ذليلاً كسيرًا وجرحه غائر لن يضمد لكي يتعلم كيف يلعب ببنات الناس..
لم يصله صوتها.. صوت ربيعة من يغرد فقط:
-دائمًا تبهرني قوتك، كيف لك أن لا تستسلمي وتقاومي كان بإمكانك الرضوخ تحت مسمى الارتباط وعته العمر، لكنك لم تفعلي!
فهم من كلام ربيعة أن ثريا قصت لها كل شيء فاستمع بصبرٍ:
-لقد جن جنونه وما يرضيني أنه فعل ذلك بعد طردك له من حياتك!
هنا لم يحتمل وقرر طرق الباب أذنت له ربيعة فدخل بصدر محمومٍ وعينين يتقاطر منهما عِظم الغصة لمرآها ترتكز على جنبٍ من الألم اقترب منها حتى جثا على ركبتيه فحاولت النهوض احترامًا له إلا أنه مد يديه يحبط نيتها، وكفه تدنو نحو رأسها يسألها:
-أنتِ بخير؟
أومأت بإنهاك عاطفي ورؤيتها له أسقطت حصون الكبرياء ودكت أرض ضعفها فسقطت دمعةً من عينها اليمنى تلتها أخرى من عينها الثانية وكفاها يمتدان له فاحتوى كفيها بمؤازرة ودعم وحماية يرجو الله ألا تخونه دموعه؛ التي فعلت!
فبكى معها بكاء رجلٍ يقدر قيمة الفقد.. وأي فقد لشقيقة كانت لهُ كل شيءٍ في حياته، دمعته ارتطمت بكفيه القابضتين عليها يهتف بحرقة:
-المهم أنتِ.. المهم أنتٍ يا ثريا!
أطلقت صوتًا فجلس على سريرها يضمها إليه بأبوة يفتقدونها، أسبغ دفء أحضانه حنانًا لم تعرفه، حنانًا لم يمّر عليها إلا بغيمته التي لقت رجفة روحها حد الأعماق، بقيت في أحضانه حتى همست بتقطع:
-كان أسوأ رجل عرفت.. وأكثر ارتباط علمني أنني كنت طوال حياتي أتحايل على نصيبي الذي لم يكتب ولم يأت، حتى تعلمت بأكثر الدروس صعوبة أنه لو قدر لي السكن مع رجل لفعلت ورزقني الله منذ زمن.. وأخيرًا بعدما رأيت.. لن أكون لرجلٍ مهما كان، فما عايشته يكفي.
كان يستمع لها وعيناه تحطان على الدم شبه الجاف الذي امتلأت به كفه، لم يستطع سماع هذرها، وكله ينبض بالغبن والعار وأشياء تمسه بكونه تركها طوال عمرها حتى حين تعرضت لاعتداء وحشي لم يكن موجودًا، أتراها استغاثت به ولم يلبّ النداء، تطاحنت فيه كل علله بغير رحمة وكان منهكًا عن افتراس الذنب ولهب الضمير الذي يكويه، رفع يداه عنها يأمر ربيعة الجالسة على طرف السرير:
-جهزيها يا خالتي سآخذها إلى العيادة
-لا.. لا أريد!
تأوهت حين وازنت نفسها الرافضة فخرج بلا كلمة ورأى فدوى التي وصلت توًّا تقف عند الباب من ملامحها قرأ الغضب والسخط وكل الرفض حاول أن يمر ويتعداها إلا أنها أمسكت بساعده تخبره:
-إلى أين؟
تقدمت خطوتان إلى الأمام حتى أصبحت تواجهه:
-هل ستحمل حقيبة سفرك وتغادر تاركًا خلفك مصائب الكون كعادتك؟
حدقت به بعينين دامعتين:
-حسنًا سأخبرك بأمر مهم فالحقير ذلك الذي علمت بما فعله، استغل حادثة شهاب وما فعله من اعتداء لشقيقتك نجت منه لأنها قوية ومن ذلك الحين وهو يحوم حولها.. إذ لا رجل هناك في بيتها..
ازدردت ريق الوجع مكملة:
-وحين تزوجت شقيقتك الصغيرة الجامحة بكل ما فيها أن تتزوج بموسى ولم تكن هنا كعادتك وجئت لترمي بالنقود والحلي، كانت هي التي في الداخل تؤخر باستماتة إتمامه
شوحت بكفها غير عابئة بما يكابده:
-وحين حدثت لها حادثة الطلاق الأخيرة بفضيحة مجلجلة، ونشب عراك تحادثت به الألسن وغدت ضحى سيرة الحي الساخنة، استغل الظروف كلها وأقنعها بضرورة إسكات الحي عن ضحى بخطبته..
زمّت شفتيها حانقة والصور تتسارع ومقاطع تلك الفترة التي آووا فيها إلى ركن حمزة المتخاذل تطعنها.. فالتي في الداخل ليست ثريا شقيقة زوجها، بل نصفها الآخر الذي جاء من غير رحم، اقتربت بغير منه تهزه بحقد:
-وأنت أين؟ مكتفِ بمكالمات مرئية ونقود؟ أين حياتك منا؟ أين دورك منا؟
لقد خذلتنا جميعًا وضحى كانت أكثر من تحتاجك لتكبح لجامها، ولكنك سرحته لنا.. مطمئنًا وبالك خالٍ!
كل هذا كان أمام ضحى التي وصلت الآن مستغربة أجواء الحي كله، وصلت البيت وارتطمت بأكياس الطماطم والخبز والخضروات استغربت وجودها ورفعتها بيديها، اقتربت من الباب تستمع إلى حديث فدوى وانهيارها بين أرجاء المنزل.. صمتت لحظات تنقل نظراتها بينهما تستمع لفدوى:
-لو تمكن منها وقتلها... لن أسامحك على ما فعلته ولو كان ولوجك الجنة متوقفًا على مسامحتي لن أفعل...
دارت لحظات بين خبالٍ من القاتل والمقتول حتى سمعت صراخ فدوى الهستيري:
-رباه... لقد كاد الحقير يقتلها! رباه أي جنون يحدث!
حاولت الالتفاف والهبوط هاربة إلى أي مكان فلا يعطها عقلها التعاطي مع الوضع ولا الفهم، لاذت بعقلها الصغير نحو الاختباء وهناك وجدت زينة على السلالم أمسكتها زينة:
-لو تعلمين ماذا حدث!
ملامحها وجهها كل ما بزينة غير طبيعي، هزت ضحى رأسها نافية فلم تستجب زينة وارتطمت بذنبها وقلبها يتهشم بمطارق الضمير الذي ثأر أخيرًا!
رأت انسحاب زينة نحو المنزل وعنها رمت الأكياس من يدها وصعدت نحو سطح المنزل تشهق بدموعها.. وقهرها وكل ما حدث يكاد يفقدها عقلها، أكادت تفقد أمها ..ثريا أمها وإن لم تأت من رحمها بل ابنة قلبها ونبتة صبرها التي خذلتها طوال عمرها، ظلت بدموعها وغصتها تتفاقم وتتكوم، ارتكزت على قدميها توازي جلستها وكفها يرتفع يحدد وجهها بأناملها التي انغرزت بوجنتيها ثلاثة خطوط دامية ولسان حالها يقول:
-كنت سببًا في مقتلها... لقد كادت تموت بسببي!
خرجت من حنجرتها آهة حارقة وكاوية ودموعها تهطل بدون تمهل فتصفق وجهها بكلا كفيها:
-أكرهني... ليتني ما خلقت ورأيت خيبتها بي، ليتني ما جئت لهذه الحياة
يزداد شعورها مرارةً وطائر صغير يحوم حولها ظنتها دجاجة ثريا حتى استقر الطائر بين ساقيها فنكست ببصرها لمرآه، وجدتها "دُرّة" ذات الريش الأزرق حمامة موسى التي كانت تلاعبها وتطعهما دونًا عن الطيور فشهقت مجددًا فيما تأخذها بين كفيها والحمامة مستسلمة لصاحبتها فيما تنوح ضحى:
-كنت جاحدة... ابنة ضالة ودنيئة ..لم أقدر أحدًا ولم أتضرر.. بل هي من تضررت!
ضمت "دُرّة" إلى صدرها فيما تكرر:
-لمَ الطيبون هم من ينالون الضربة كاملة ويدفعون أخطاء غيرهم؟! لماذا هي التي أخذت نصيبي من الوجع دون أن تستحقه!
رفعت كفها عن درة فيما تمسح دموعها:
-أنا التي تستحق أن تؤذى... أنا التي تستحق
بكت مجددًا:
-لقد التهمت هي وجعي كاملًا... وخطاياي كلها... متى سأكف عن الأذى ؟


(قبل هذا الوقت بساعة)


توقفت جيداء أمام المرآة تعاين شكلها قبل الخروج، دخلت مخزن الملفات وقبل أن تعدل لفة الحجاب سمعت إغلاق الباب خلفها، لوهلة ظنتها إحدى زميلات المكتب إلا أن
العطر الذي غزا خلاياها
وتخدرت حواسها به
أعلمها أن الذي هنا رجل..
وليس أي رجل.. بل منذر وحده المتطفل!
التفتت له بشرٍّ وعيناها تستحيلان كرتين من نار:
-ما الذي تظن بنفسك فاعله؟ ما الذي تفعله هنا في هذا المكان معي لوحدنا!
تبسم ببلاهة مستفزة يقول لها:
-وأخيرًا ضممتِ "نا" التي تخصنا!
فتحت عيناها على وسعهما تجري نحو الباب تفتحه وتخرج إلا أنه أوقفها فقالت له:
-لا تعبث بسمعتي يا منذر... اسمي أهم منك ومني ومما يحدث، لا زلنا على البر وهذه الحركات التي تطيح بي لا أقبل بها وسأرمي بكل شيء لم يبدأ أساسا بيننا...
تخصر ويده تمنع فتح الباب يلهو بقربها منه.. حتى أحست هي الأخرى بخطر القرب أصلاً فابتعدت لتلون سحنته ومجرى نظراته كما أنفاسه:
-أوف... أوف... أوف ما هذا الخطاب آنسة جيداء
كرر لعينيها الغبيتين الجميلتين جدًا حد الوجع له:
-لا تنسي أننا على وشك الخطوبة... كما قرأنا فاتحة جمعنا بما يعني أنك تخصينني، ولي من دون الكون كله...
لم تتأثر بقوله، بل همست بنارية:
-لكنهم لا يعلمون
كرر خلفها بلهفة وملامح تذوب بين طيات الوله:
-لا... أبدًا لا يعلمون كم عانيت فيكِ...
نفخت بغل وبأعصاب على شفا الاحتراق ووجهها رغمًا عنه يتورد
رغمًا عن ترددها يتوهج
رغمًا عن قلة إيمانها بخوضها المضمار معه يُزهر ويروي بوروده قحط أيامه
-كف عن تلك الأحاديث ودعني أخرج!
-لا والله... لن أفوت حمرة وجنتيكِ هذه اللحظة ..
أكمل بمبسم ضاحكٍ غير مستوعب أبدًا أنساها للحظاتٍ أين هي:
-تخيلي هذه أول مرة تحمرين خجلًا لا غضبًا مني.. أرأيت كيف يتقد أملي فيكِ.. ليس مستحيلًا أراني فيك كطيف يحبو.. وقليلًا سيتسنير..
اقترب منها وعيناه تعانقان الألق في عينيها الذي رآه وخصه به وحده:
-ستحبينني... أنتِ على الطريق الصحيح لا تعاندي ولا تهتدي بغير قلبي مشكاة... أنا ضوؤك حبيبتي!
كان كثيرًا.. كثيرًا ما تسمعه فنهرته سريعًا:
-لقد أخرتنا بما يكفي ليتم تأويل الأحاديث الشائنة عني!
نفى ببسمة واسعة يهتف مشددًا
-الجميع يعلم بعلاقتنا الرسمية والتي تصرين على وضعها الحالي دون توثيقها بما يصح
للحظةٍ شتم نفسه لانحسار التورد وانفعالها المتوتر إذ هتفت بلا تفكير:
-أجل لا زلت مصرة على عدم عقد القران الآن!
تبسم لها بمشاكسة:
-بعكس هدهد التي تريد عقد قران حالاً والآن!
مط شفتيه بدرامية يردف بملامح لعوبة شقية وعيناه تتلكآن على وجهها بحلاوة:
-بخلاف تضارب رغباتك أنت وإياها في شأن عقد القران، إلا أنها تريده سريعًا لذات مخاوفكِ!
ومنذر ليس هينًا، بل يجيد قراءتها وتقليب صفحات روحها البيضاء غير الملوثة، ويعرف إصرارها على تأجيله خوفًا من أن يأخذ غايته منها ويتركها قبل الزواج.. وأما عن والدته فهي تخشى عليها منه ومن بلاهته وخوفًا من أن يفضحها فالفتاة تريد عقد قران وهو يعترف أنه يريده أيضًا لتسمح له الطفو في لجة غرامها كما يتمنى؛ ويحب؛ وتاقت نفسه!
-رؤيتي كم أبدو دنيئًا في عينيك تقتلني!
خرج دون كلمة مما جعلها تسب ذاتها والموقف كله.. تناولت حقيبتها تلحقه تعتذر ولذات الصدمة وجدته قد عاد بكوبين من النسكافيه المثلج لم يسمح لدهشتها الكثير من الوقوف إذ قال:
-هل تظنين أنني سأفوت على نفسي لحظات كنت أرجو عيشها قربك وادعها تفلت مني بسبب غبائك ولسانك الأهوج
مد الكأس فأخذته منه ببلاهة تخبره بضبابية خانقة فهي تشعر بحبها له.. لكنه حباً ليس وليدًا من أيام أو شهور، بل حب جاء مع انبثاقة الميلاد الأولى لها.. حبٌّ جاء به تاريخها.. وحيت به دون أن تدري
-هل يمكنك أن تراعي أنني لست آلة تتلقى كل هذه المشاعر منك؟! أخبرتك قبلا بشأن نظرتي نحوك كمهووس!
رد عليها بجرأة وانطلاق كبيرين:
-بل كاذبة تخشين على كبريائك الشمعي الذي يكاد يذوب أمامي معترفاً بمشاعرك وتعجيل زواجنا
رشفت من كأسها بغير اكتراث:
-أنت ميؤوس منك منذر
وصلت الرصيف الفرعي قرب مصف السيارات:
-أراك غدًا
رد بريق جاف:
-ألن تصعدي معي؟
أجابته بهدوء:
-بالطبع لا...
-والله يا جيداء يا بنت خطاب إن لم توافقي على عقد القران لأفعل دون مشورتك وآخر ما يهمني رأيك لقد دللتك زيادة عن اللازم!
-وداعًا
-بل إلى اللقاء
نطقها بقهر فيما يلوم نفسه:
-أنا الغبي الذي رمى بنفسه... ومسح وجوده كليًا
ضرب مقدمة سيارته يناظر وقوفها حتى صعدت في حافلة أبصرها بامتعاض:
-تستحقين.. ليتك تختنقين في المواصلات المزدحمة تأتين إليَّ أداويكِ
تنهد وصعد في سيارته يجاري الباص البطيء في قيادته حتى تمايل قرب نافذتها ورأته فزفرت بعجب.. عجب لذيذ لو تعلم
قاطع صوت الأغاني الشيقة هاتفه الذي أوقف المقطوعة ففتح الاتصال الذي لم يكن سوى من وضاح:
-أين أنت منذر؟
-قرب المشفى... لماذا؟
-مناوبتك بعد التاسعة فما الذي تفعله في هذا الوقت
ضربه الإدراك فجأة فيما يهمس بغضب:
-آه... عند خطيبتك أي عار وقعت فيه أنا لأسألك أين أنت!
-صوتك غير طبيعي... ما الأمر؟
-هناك حالة بحاجة لتدخلك... أعجز عنها في الواقع وفي هذا الوقت تحديداً
-كيف... كيف واحدة واحدة ما أمرها ولماذا تعجز، أخبرني تفاصيلها لأملي عليك التصرف الملائم
تشنج صوته أكثر:
-الحالة ليست بتلك الصعوبة... بل بشخصها... ثريا المصابة فتعال بسرعة قبل أن أقطع لسان امرؤ القيس خاصتك
كاد منذر أن يفتعل حادثًا فأصدرت فرامل سيارته صريرًا عاليًا:
-ما بها؟ ما الذي جرى معها؟
-تعال وستفهم!

**

وصل منذر في لحظة وصول نائل بها إذ أخذ سيارة لتوصيلها وجرى بها نحو العيادة، كانت مرهقة ومحرجة.. محرجة من تواجدهم هم تحديدًا، أدخلوها غرفة الفحص ومنذر تلقفها بعملية بحتة لم يدخل وضاح عامدًا وقلبه يفور بقلقه حتى ما عاد يعرف أهذا الذي يرج أركان صدره نبض خوفٍ أم لهفة!
دخل مُرغمًا حين احتاجه منذر بشيءٍ ما وحين وصل وجد نائل يفك حجابها بخزيٍ إلا أنها قالت بحرج:
-جرح رأسي أنا أتكفل فيه!
تخصر منذر الذي قلق من حالتها ومؤشراتها الحيوية:
-أرني قدراتك الخارقة
خرج وضاح الذي أتى لجلب حقنة المغذي سريعاً، أشعل سيجارةً وبدأ بنفخ تبغها.
خرجت ربيعة فأطفأها احترامًا لها وتبسم في وجهها بسمة داعمة ولطفاً كبيراً لا يعرفه:
-ستكون بخير لا تقلقي... هي قوية جدًا
مسحت بطرف حجابها دمعة انزلقت هاتفة بنبرة أمومية:
-كسر الله قلبه... لم تك تستحق ما فعله
حرك ثقل الجمرات في حلقه:
-المهم أنها ستتخلص منه!
ثرثرت له بانفعال:
-الحقير تهجم عليها عقب طلبها الطلاق منه، لم يحتمل أن تهتف في وجهه صراحة أنها تود الخلاص منه.
وكأن شلالاً من بردٍ وسلام أثلج سعيرًا كان يلتهمه، أهي من طلبت الطلاق؟ أهي من أرادت التخلص منه؟ كيف؟ والذي رآه؟
توتر فمه بصمتٍ غير مستحب فيما تشكو ربيعة بلا رادع، حاول هدهدة قلبها وتجاذب أطراف الحديث معها حتى جاءت النجدة بخروج نائل وموسى بعد وقتٍ ليس طويل لكنه مميت وسيء.. سيء جدًا لمن يذوي بصفحة رمد أول جذوتها انتظار، وصلهم منذر الذي هتف بعصبية لنائل:
-هل هناك عظمٌ صالح أتكفل بعطبه لذلك المقيت
أجابه نائل بابتسامة كلها شر:
-حرصتُ ألا يبقى فعلًا
-خيرًا فعلت.. أقل شي يستحقه
نطق بها منذر الذي تنهد بثقلٍ يستل قلمًا يدون فيه شيئاً ما:
-أريد نموذجاً للإجازة لأصرفها لها من فضلك، حبذا لو تكون غدًا سأمنحها أسبوعًا على أقل تقدير هل هذا جيد؟
أجابه بامتنان:
-جيدة.. بل أكثر من جيدة هي غداً أو بعد غدٍ وستكون شقيقتي التي أعرفها
ضم منذر شفتيه يكبح تعليقًا سيئًا فقد اتفق هو ووضاح على خسته ودناءته في جلسة رجولية خاصة وشككا بتاريخه إذ أنه غير طبيعي أجاب بشرودٍ وعيناه ترنوان لوضاح الجالس معهم بجسده وذهنه نحو غرفة الكشف
-لا تعلم أي خير أراده الله لها في ترك هذه الزيجة!
أيده وضاح بهمس خافت:
-الخير يكمن كله في الشر
أومأ نائل لهما بتعب، فتلفتت ربيعة لتسأل:
-هل ستطول جلستها في الداخل؟
-لا ستنهي المصل وتأخذونها!
قالها منذر ودخل نحو الغرفة ودقائق قليلة ثم خرج يأمرهم بإنهاء أمورها فدخل نائل يجذبها بين يديه وربيعة من خلفه تدعو لهما بالخير، لم يستطع وضاح إلا أن يجذب سيجارة يمجها فيما يسحبها منه منذر قائلًا بغيظ:
-كنت أعلم أن هذه نهاية ارتباطهما.. لكنني أتساءل لمَ صبرت لهذا الحد؟
أشعل وضاح سيجارة أخرى يجيبه:
-لا تعلم أي ظروفٍ كانت تعيشها!
-لقد كانت تذوي قربنا.. نحن الرجال الذين لا نخصها عرفنا فما بالك بها هي؟ لكنها بقيت!
أجابه وضاح بهدوء.. وملامح مغلقة كشف منذر خدعتها من تشعيث شعره الذي غاصت به أنامله من التوتر:
-ها قد قلتها.. نحن رجال أي كان الأمر سهلاً بالنسبة لنا معرفته، لكنه بالنسبة لها مختلف، لا تنسَ أنها تعيش في بؤرة مغلقة بظروف مغايرة عن الانفتاح الحالي!
تنهد منذر يقول بتصميم:
-لم تبد لي ممن يرضخ بسهولة، بل ما يميزها أنها قوية وتفرض كل شيء..
رد وضاح بسأم وعقله يكاد ينفجر من نظرتها الكسيرة له! لماذا نظرت نحوه بنظرة ضعفٍ مقيتة
-بعيدًا عن كوننا نتناقش أمر امرأة وهذا شيء لا يخصنا.. فهي أنثى ومن حقها الحفاظ على علاقتها كأي بشري طبيعي!

**

دخلوا المنزل وهناك تلقفها الجميع بين حضن تعاطف وضمة دعم، وربتة حنان وهي كانت تود النوم، سألت جيداء عن ضحى فلم يجبها أحد، للحظة خانت نائل قواه واستسلم لرجفة ضلوع مؤلمة، حارت بها دموعه التي على وشك السكب مرةً أخرى، صعد نحو السطح وهناك جن لمرأى ضحى الباكية والمستندة على الحائط ببكاءٍ يقطع نياط القلب، هرع لها يجاورها فاستسلمت لعناقه بشهقات أقوى:
-آه.. نائل
أخذها في رحابه فأمنت الراحة أكثر
-أنا السبب يا نائل.. ثريا تزوجته لتسكت أفواه الناس عني، لقد كنت سيئة معها ولم أكن الفتاة التي كانت تطمحها
تشبثت في قميصه تشكو له منها (هي)
-لقد أفسدتني بدلالها الذي ظنته رعاية وتحقيقًا لمطالبي فكافأتها بوقاحتي وما فعلته فيما مضى
تذكرت ثريا التي تضفر لها جديلتها ...وثريا التي تشتري لها كل ما تطلبه نفسها وإن فاق ما بيدها، ثريا التي تنام في حضنها، والأم التي عرفتها
-كم يبدو مؤلمًا الاعتراف باقتراف هوى النفس وزلتها، لكنني أشعر بانسلاخ عظيم يشطر قلبي نصفين يا نائل، قلبي
رفعت له وجهها الذي بان مع إنارة المصابيح وثلاثة خطوط دامية تشقه وكفها يمسد قلبها:
-هذا يؤلمني جدًا.
-عليه أن يؤلمك لتتعافي.. لا شفاء بلا ألم، الألم وجلد ضميرك ترياقك لو تعلمين يا حبيبتي
أخذها في حضنه مجددًا يهمس أعلى رأسها:
-أنا المذنب يا ضحى.. وأنا الذي أشعر بانفجار الكون يفرقع في قلبي.

**

(في الأسفل)
-أين الغبية ضحى لم أرها للآن؟
تمتمت بها ثريا بإرهاق تمد صينية الحساء على جنب وترفع أصبعها يمر على اللاصق الطبي الذي يغطي رأسها مع الشاش فأجابت جيداء:
-مذ جئت وأنا أسأل عنها أين هي لا أعلم أهاتفها فلا تجب..
وحارت الأسئلة وضاعت الإجابة إذ لم يعرف أحد أين ذهبت، تفتحت عينا ثريا بعصبية:
-كيف لا أحد يعلم؟ هل جننتم؟ أين ذهبت وأين ستكون؟
دخلت زينة بدورق مياه:
-لقد عادت من عملها فأخبرتها بما جرى لكِ واختفت بعدها لا أعلم أين، لو أنها مع موسى لقلت ذهبت إلى خربة سمور!
رمقتها جيداء بغيظ وربيعة تهز رأسها بيأس
التفتت جيداء نحو ثريا وكأنها عرفت أين ستكون فهتفت ثريا بأمر غير قابل للنقاش:
-خذيني للسطح الآن!
-لكنك غير قادرة ومتعبة.. جسدك يئن كله بالله عليكِ كفي عن عنادك

-منذر أعطاني حقنة تسكين وضعي فوق الجيد.. خذيني للمعتوهة الأخرى قبل أن أجن!
أخذتها جيداء وسارت معها تجذب كفها وتدعمها، سارت على السلالم متحاملة ومستندة بسياجها حتى وصلت بعد جهد عتبة السطح ولم يخب ظنهما.. الاثنتان حين لمحتا جسدًا يتكور قرب قن الدجاج وطائرًا أزرق يحوم عنده، لكن الصدمة ليست هنا، بل بالجسد الذي يحاوطه بدفء العالم بأسره، قطعت ثريا خلوتهما قائلة:
-الدجاجة المذعورة ما الذي تفعله هنا؟
وهنا مأوى ضحى في الحزن والفرح وذكرى كل شعور خاص، استقامت هلعة تسألها:
-كيف جئتِ هنا.. لماذا جئت!؟
-رأيت حضرتك لم تفعلي فقلت آتي لها وأجذبها من أذنها الكبيرة
تقدمت ضحى فأوقفتها ثريا قائلة بحزم:
-ابق مكانك أنا أود مجالستكما.. اشتقت للسطح
تأففت جيداء:
-ليس بحالتك هذه
-حالتي تأمرك أن توصليني للغبية تلك
أُذعنت لطلبها ووصلتهما فأخذتها ضحى بالأحضان باكية بانهيار.. انهيار انفجر بوجودها:
-ألا حدود لفيضان دموعك؟ أنا بحاجتها يا ضحى.. انظري.. لقد عشت ذلك كله بلا دمعة تُذكر
تمرغت ضحى في صدرها الموجوع فآلمته:
-أنا آسفة.. آسفة كل ذلك بسببي لولاي ما تزوجته.. لقد ضحيتِ بنفسك لدرء الحديث عني!
ملست أعلى رأسها بشفتيها تجيبها:
-سأسامحك إن ابتعدت عن صدري الذي أشك بتحطمه يا ضحى
ابتعدت ضحى كمجذوبة:
-أوه.. آسفة.. هل يؤلمك إلى هذا الحد
ودعوة أخرى لفتح قنوات ضحى الدمعية تأففت ثريا بحق:
-ثانيًا أنت لم تكوني سببًا لأنني كنت مدلهة به وواقعة فيه حد السقوط ليتني سقطت في حفرة برجس الطينية على هذه الوقعة المشؤومة
ضحكت ضحى فيما عادت تحكي وتسب نفسها بما أكل قلب ثريا عليها، ضمتها لها تخبرها:
-أنت ابنتي يا غبية.. هل أغضب منك؟ أغضب من نفسي ولا أفعل معك

**

حتى وإن استنزفك الخلاص ووصلت النهاية على مشارف موت، لا تحزن!
يكفيك نصرًا وفخرًا أنك اجتزتها رغم العوائق والحروب والرفض والمجتمع وأنت!
مرّ يوم كانت فيه إجراءات التوكيل تتم على قدمٍ وساق، أُصدرت الإجازة القانونية التي توهب نائل أن يكون نائبًا عنها في انفصالها من حمزة حسب رغبتها التي قالت فيها صراحة:
-لا أريد تعاطيًا معه.. لقد جنيتُ منه ما يكفي بأن يمنعني من رؤيته تقززًا واشمئزازًا!
في خضم الدوائر وتعقيد الأمور لم يتردد نائل وطلب وساطة منذر الذي تدخل باتصالٍ صغير وأنجزها، لم يطق نائل صبرًا أكثر من ذلك وداخله يعتمل بقيح رجولته النازفة، تواصل مع شقيق حمزة وأعلمه بضرورة مجيئهم إلى المحكمة فالطلاق سيتم، جاءوا بعد وقتٍ ليس بهينٍ!
والصدمة من عدم وجودها كانت من نصيبهما
والخلاص كان بيدها ترمقه بعجب!
والذهول يرتسم فوق شفتيها، والخواء يعمّر داره فوق قلبها
كانت فارغة من كل شيء تطالع قسيمة الطلاق بنفسٍ جامدة، تتوقف عند "مطلقة" ونبضة من سحيق الفؤاد ترن بعجبٍ وسخرية، دهشة فارغة تمامًا كدهشة الغبطة والسرور حين أمسكت قبل ثلاثة شهور قسيمة "متزوجة"
ارتمت على سريرها وعائلتها من خلف الباب تبتهل الدعوات وتلهج بالكثير بأن يجبر الله كسر فؤادها..
وصلتها همساتهم فأشفقت على نفسها وعليهم أكثر، أفلتت العنان للشعور فشقت دمعتها سكون الغرفة رفعت كفها عن القسيمة وربتت على قلبها الخاوي متمتمة:
-تسعون يومًا.. بتسعين خيبة، ما بينهما ليالٍ من الغصات وصباحات لم ترَ النور.. وطعناتٍ لم تشفَ بعد!
تهدج صوتها فدلكت موضع الألم والنبض الكسير الذي تهيج فجأة:
-يا الله! عليك بقلبي، هو في ودائعك وبين يديك اجبره لي كأنه لم يكسر يومًا!
ظلت في هالة السكنى.. الهاتف يصدح بسورة النمل لقارئ تحب سماع القرآن بصوته يُدعى" إسلام صبحي" تردد خلفه تارة وتبكي تارة أخرى بصمت، لمحت من بين دموعها خيالاً أُضيف للأجساد المترقبة خلف الباب فقالت بقوة:
-هلّا تركتموني لوحدي من فضلكم، وتركتم عنكم دور الأشباح؟

**

في مكان غير بعيد عن منزل الخباز في عش الآفات، خربة سمور دار الخطيئة الأولى
خربة فيها من الخراب ما يهدم بلدًا آمناً عُمّر بالخيرات!
عثت بنفوس زائريها وأحالتهم أجسادًا بلا أرواح..
مخزن لأنواع المخدر.. ومأوى للمشردين الذين لا مأوى لهم
تملأها صنوف الغواية كلها أشكالاً وألوانًا تبدأ من حبة ملونة، لكل لون مذاق وجودة للطيران والطفو إلى غير عالم وتنتهي بحقنٍ من الهيروين،
جميعهم مراهقين تولاهم ثعلب يجيد انتقاء الفرائس
وفرائسه شاردة بضياعٍ ما سهّل عليه متعة الجني فلم يجتهد كثيرًا لجلبهم إذ كان أغلبهم ضحايا حالات انفصال الوالدين والتفكك الأسري أو يتامى بلا مأوى أو صغاراً ودوا الطيش فكافأهم بما يستحقون
كل رعاياه الثمينة سهلة غير صعبة ومهمتها هيّنة لا كبير يسأل عنهم ولا يجدون من ينتظرهم فكان هو أبوهم الروحي عزز فيهم رجولة لم تولد بعد وغذّى فيهم نقصاً لم يعبأ.. دعم الخطأ وأيّد التمرد فكان لهم كما يكونون.. وطريق الخطأ لا يحتاج إلا نفسًا أمارة بالسوء وغواية مدروسة، والنتيجة شباب مرميين هنا مجذوبين منفصلين عن العالم بغير مكانٍ
هنا النشوة، وغمر اللذة والنعيم
وهنا الكسرة.. وعقر جهنم والسعير
وصلهم موسى بإرهاقٍ وملامح باهتة.. لم يكن ليأتي إلا أن اتصالا مُلحّا جاء به، جاور أصدقاءه وعرض عليه أحدهم لفافة حديثة الوجود بجودة لا تنسى إلا أنه رفض، تمنع قليلًا.. لم يصعب إقناعه إذ بسهولة تناول محتوىً يعرفه جيدًا كان في مضمار النشوة الأول والفائز والجثث من حوله أحياء وإن كانت رؤياهم كالأموات، انفصل عن العالم وغاب برحلة طويلة.. طويلة جدًا لم يدرك فيها أن صوتًا شق أرجاء الحي صارخًا بوجيعة:
-هناك جثة في خربة سمور لشابٍ من الحي وسبب الوفاة جرعة مكثفة من الهيروين.







انتهى الفصل



Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 29-01-22, 11:32 PM   #1843

مريم احمدو

? العضوٌ??? » 470557
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 191
?  نُقآطِيْ » مريم احمدو is on a distinguished road
افتراضي

فصل جمممميييل جدااا جدااا ورغم انه حزين لكن حبيت المشاهد بين الاخوة وحبيت كلام ثريا وعن عوض الله القريب لها 💜💜💜يسلمووو لميسووو

مريم احمدو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 12:26 AM   #1844

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 12:35 AM   #1845

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

فصل مش قادرة ولا عارفة اوصف جماله يالميس

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 12:36 AM   #1846

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

مبدعة مبدعة..
مشهد ثريا ابدااااع انا مش لاقية كلام اوصف بيه جمال المشهد ولا تفاصيله ولا مفرداته مبدعة بجد


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 12:37 AM   #1847

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

موسى والله فرحت حاسة انه ممكن يرجع بضحى ولا ايه..
الفصل كان فيه نبذة وبداية للتغير ليهم هما الاتنين..
موسى اصله انسان طيب وضحى مدللة بدأت تعقل


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 12:38 AM   #1848

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

منذر وجيداء العالم يحترق ومنذر ابغي اتجوز الحين 😂😂😂😂 مشهدهم لطيف اووي

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 12:39 AM   #1849

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

القفلة🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂😘

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 02:43 AM   #1850

زهراء يوسف علي

? العضوٌ??? » 483901
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » زهراء يوسف علي is on a distinguished road
افتراضي

سلام الله عليكم ورحمة الله
أسعدك الله يا لميس مثلما أسعدتنا واخيرا ثريا تركل حمزة خارج حياتها .بمثلها مجتمعاتنا بخير وستكون بخير طالما هناك شبيهات لثريا الحرة الابية ذكرتني بقصة تموت الحرة و لا تاكل بثدييها أبدعت كعادتك ماشاء الله تبارك الله


زهراء يوسف علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.