آخر 10 مشاركات
[تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رَقـصــــة سَـــــمـا (2) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ودارتـــــــــ الأيـــــــــــــام .... " مكتملة " (الكاتـب : أناناسة - )           »          8-لا يا قلب- راشيل ليندساى -كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11596Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-22, 11:13 PM   #1961

نولا ٢٠٠٠

? العضوٌ??? » 382037
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 314
?  نُقآطِيْ » نولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond repute
افتراضي


حمدا لله على سلامتك ، سنكون بالانتظار لقلمك المبدع

نولا ٢٠٠٠ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 12:58 PM   #1962

جُمان عمر

? العضوٌ??? » 472854
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » جُمان عمر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lamees othman مشاهدة المشاركة


السلام عليكم.

وددت إخباركم باستئناف الفصول بدءا من الغد.
كل محبتي و ودي 💜💜


مستنيين بشوق 💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚


جُمان عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 09:13 PM   #1963

جولتا
 
الصورة الرمزية جولتا

? العضوٌ??? » 464323
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 538
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » جولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lamees othman مشاهدة المشاركة


السلام عليكم.

وددت إخباركم باستئناف الفصول بدءا من الغد.
كل محبتي و ودي 💜💜


يا ربي في اجمل من هيك خبر .... المهم يا عيني صحتك اهم من كل شي 🥰🥰🥰🥰 والله شتقنا يا لموس شتقنا وشتقنا الحمدالله على رجعتك الحلوة 😍😍😍 ..... انا انسانة بتعشق اللغة العربية بس للامانه هيك كان شكلي 🥲🤡وانا بكتب بالمعجم معنى كلمة استئناف .... يا حظي 🙂

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lamees othman مشاهدة المشاركة
تقريبا أنا ضحكت عن عمري والله😂😂😂🤝
بس خلاااااص أنت خطيبة ريبال رسميييا سمعوني الزغااااريد🤣🤣😍
يا رب دووووووم الصحكة والسعادة دوووم يا رب 😍 خلص يعني ارتاح البس الطرحة .... بروايتك البس الطرحة مشاني وفي رواية تانية بلبس فستان نيلي لعرس شخصين ما حدا من البنات بدهم اياهم يرتبطوا .. شو اعمل قلبي حنون 🤗 😅😂

shezo and Lamees othman like this.

جولتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 09:22 PM   #1964

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



موجودين يا حبايب، ننزل بالفصل .💜💜💜


طبعًا حاولت بجد يكون الفصل اليوم.
إحمم وبما إنه بكرة يوم ميلادي فالفصل هادئ ولطييييف ومليان عواطف ورومانسية😂😂💜

والتسخين للجاي ان شاءالله😂😂

بسم الله نبدأ



Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 09:40 PM   #1965

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




الفصل الخامس والعشرون الجزء (2)


"فارسَ الوقتِ القتيلْ
من جاءَ من موتٍ،
إلى موتٍ
إلى عينيكِ،
يعلنُ منهما الحلم البديلْ
وقتٌ لعينيك
وأعدتُ الصلاةَ على ميقاته"

رمقت سالي الثوب بمقتنياته التي افترشت السرير، نظر لها زيد متمعناً باسترخاء وسيجارته تحتل طرف شفتيه مع نظرة صامتة مبهمة بلا معنى يطوف بها حولها، يثيره صمت أمواجها وسكونها قبل الثورة والطوفان.. سألته بهدوء:
-هل سنذهب بشكل جدي؟
مج من تبغه يسأل بنبرة ساخرة:
-هل سبق وأن مزحت معك في شيءٍ يخصنا؟
لم تنظر إليه وبصرها معلق بالثوب، تنأى عنه وعن نظراته بتفحصها فصوصه اللامعة وزينتها، أطبقت أجفانها طويلًا كمن يجاهد وفتحتهما برعبٍ يستحكم الخلجات والجوارح.. لقد خطط لأخذها ولم يكن يمازحها تجلت كل مخاوفها بصورة مهيبة تقبض عليها وتخيفها من الأمسية التي سيقودها لها.. فشلت في تنحية خيالها عن حجم المواجهة الصعبة التي لم تخطط لها، وتبعات لقاء عائلته.. رباه!! ستقابل العائلة التي تقبلتها بصعوبة في ارتباطهما الأول، العائلة التي حارب فيها زيد لتكون له رغم رفض أهله ونظرة المجتمع لها "كماريونيت".. كانت دمية الماريونيت الخاصة لكل حفل يختال فيها والدها ويتبختر بها بين صفوة المجتمع، كفراشة تتهادى وتنثر عبيرها، فراشة لا يمكنك التغاضي أو صرف النظر عن وجودها، وربما هذا ما جذبها لعلاء سابقًا.. فراشة بألوان زاهية و طاووس مبهرج وكان ذلك أفضل تمازج لكائنين مغرورين!
مرت أنفاسها رتيبة رغم ترديدها لنفسها بأنها ستعود؛
ستعود إلى العائلة التي تقبلتها مجبرة.. والآن ستعود وستضطر لمواجهة هذا من جديد، بأي حال ستراهم؟! أي وجهٍ سترفعه إليهم؟! لم يكن إنصافًا ما يفعله زيد، بتقديمها للعالم مجددًا بعد انفصال ومشقة أثقلت قلبها وقلبه، بما في ذلك عودتها للمجتمعات التي كرهتها ونأت بنفسها عنها، أخرجها صوته من حربها الدائرة مع نفسها:
-لا تطيلي شرودك.. لدينا أشياء أهم!
التفتت له بنظرة كسيرة:
-كيف سأقابل عائلتك؟ لقد أجبرتني للعودة عليك وها أنت تجبرني لأن أقابلهم وأعود مجددًا لتلك العقبة التي توقفنا عندها فيما مضى..
حدق بها قليلا بلا معنى.. خالٍ من أي شيء، حتى صدح صوته بنبرة غليظة أرعبتها وخطواته تتقدم صوبها:
-من السخيف جدًا إسقاط نفسك في دائرة الضحية، لم تكوني مجبرة حين عقدت عليكِ
قاطعته صارخة:
-لقد حاصرتني وأطبقت أنفاسك حولي.
رد بهدوء والسيجارة في موقعها جانب شفته:
-كانت أفضل حجة تمسكتِ بها لتحاجيني فيها الآن.. اعترفي.. كوني صادقة مع نفسك واقرّي بأنّك أردتني وأن الزواج جاء ليريح كاهلك كالعادة!
وليصمت.. ليته يصمت لئلا تعترف أنه أدى دور الفارس بجدارة وحفظها من خالها وابنه اللذين ينهشانها ويحكمان حولها الخيوط للإيقاع بها وامتصاص ما تملكه وأخذته من "زيد"..
معه لا يسعها إلا أن تبتلع أمواج حقدها وتبًا لكبريائها إن انكسر.. هل ينحسر الموج برمية حجر؟ واجهته بتحدٍ وعينين صلبتين:
-حسنًا دعك من أسبابي.. هل كنت لتتركني مع آخر؟ أكون له امرأة كما كنت لك؟
ليتها تعلم أن حرائقه في هذه اللحظة لن تطفئها كل مياه الأرض، اشتعلت عيناه وأرضاها.. اشتدت خصلاته وهبطت النافرة على الدوام حتى وازت الحاجب المصاب بضربة سابقة.. إلا أنه لا يعطيها حق تفوقها ولا التقليل من سطوع شمسه، ناظرها بنظرة مميتة ورد بعنجهية:
-طبعًا وليس لحسنك.. ولا لقباحة قلبك، بل امرأة زيد الغياث لا تكون لسواه.. ولن تكون لغيره!
وبث لشفتيها عقد الامتلاك وسلمت صكوك التنازل، فغاب وغاب حتى احتل واستوطن، لكن قبل أن يطأ أرض الوصول ابتعد زافرًا باختناق:
-لا تتأخري.. سنخرج بعد المغرب!
راقبت خروجه وأناملها ترتفع لشفتيها تعاين الغزو وآثاره التي أعثت الخراب والدمار في أنحائها، هبطت دمعتها بذات الخزي ورددت بمواساة:
-هو زوجك.. زوجك يا سالي! لا تبكِ.. إياك!
قادتها خطواتها نحو حمام الغرفة، وأسفل مرش المياه سلمت أمرها وقبلت المواجهة ما دام أنها ستجتمع بعائلته..
قربهم وإن كانت بعيدة أميالاً
قربهم وليست جزءًا رغم دعم الكيان الذي تنتمي له!
لذا بكل رحابة صدر ستتلقى الحقد الماثل في أعينهم دون أدنى محاولة لمواراته ومع ذلك تلتمس كامل العذر لهم.
جففت جسدها دون أن تكيل لنفسها أي مثقال من ذنب أو ضمير يخزها.. حسنًا ستفعل لاحقًا.. هي ستفعل متأكدة، فقد قضت عمرها في الرثاء وإيذاء نفسها، بسذاجة وغباء شعرت أنها بحاجة لاحتضان نفسها.. أن تأوي بعضها إليها تهدهد لها معتذرة، هي الأولى والأحق بالاعتذار لكل ما جنت وستقترف لاحقًا.. يلزمها فقط أن تثبت لنفسها قوتها وأن تحكي لها كثيراً.. أنها إنسانة جيدة ليست بشعة كما ترى أو تحس هي.. هـي تحديدًا!
كانت مهمة ازدراد ريقها في هذه اللحظة أشق من حفر صخرة بمسلة، خرجت نحو بهو الغرفة ترمى بمنشفة الشعر عنها، والغريب أنها وبدون أدنى ضمير أخرجت مستحضرات الترطيب وأقنعة تجربها كلها على بشرتها التي لا تحتاج.. لا يعلم زيد حين مر بالصدفة أو بالأحرى حين تعثر بحظه ونسي حقيبته في غرفتها، أي سادية تمارسها عليه بمشقة حسنها الذي لا تنفك عن إظهاره.. أي تعذيب يعايشه وهو يشعر بانتفاضات جسده استجابة لهيئتها ومشاعره التي تتكوم داخله بشكل يثير نفوره منه؛ بكونه مأسورًا بفتنة! تنساب أنوثتها كماءٍ رقراق عذب فراته وهو خير من ارتوى منه، حين وقف عند وجهها المغطى بقناع للبشرة وجفنيها المطبقين اللذين أباحا له التجول بحرية حول معالمها اختلج قلبه و مجددًا عاد لعينيها المغلقتين ككل شيء فيها يطبق عنه بقسوة، كتم أنفاسه ونظراته تمر على الشريحتين الصفراويتين اللتين تكسوان جفنيها، في تلك اللحظة أيقن أن لا امرأة في هذا الكون بأسره تملأ رجولته، وتحكم وثاق قلبه كما تستحوذ عليه سواها!
يعزي نفسه وقلبه التعس الذي اختار دونًا عن كل النساء امرأة تختصر كل النساء بوجه بيضوي متخفٍ أسفل قناع أخضر اللون وأهداب مسدلة!
أحس بها تستنفر وكأنها شعرت بوجوده فهدر قائلاً
-هل سأنتظر كثيرًا؟
دائمًا لصوت زيد رهبة تغطيها من أسفلها لأعلاها إلا أنها نحت ذلك وقالت بهدوء:
-عليَّ أن أكون بأفضل مظهر الليلة.
ثم أزالت اللاصق الذي تضعه فوق عينها اليمنى وتبعته باليسرى وأجابته بتحدٍ:
-ألستُ عروسًا جديدة والأنظار كلها حولي؟! كما أن الحفل على شرفي.. لا يضر إن تمتعتُ بالقدر الكافي لأن أدلل نفسي..
ثم أكملت بقسوة تفوح منها الغصة رغمًا عن أنفها:
-العودة لزيد تستحق أكثر من ذلك!
-هذا الحديث لا يجدي معي؛ لا تطري نفسك سالي!
استحال وجهه للوحة محترقة فخافت وأنفاسه الهادرة لم تطمئنها، حاولت النهوض ببطءٍ تلملم الموقف:
-اخرج من فضلك أود تبديل ملابسي!
ومضت عيناه ببريق قاسٍ يجمع الرغبة والقبول في أوج اشتعالهما:
-لا أعبأ بكِ.. ولن تحركي مثقال ذرة بي!
خطت الخطوة بإهانة والدمعة حبيسة الجوى، كادت تنسف بغروره عرض الحائط وتكشف عن جزء بسيط لتراه كيف سيخر لها؛ إلا أنها لم تشأ أن تخوض في غمار "الرغبة والدعوة الصريحة منها التي سيتشدق بها لاحقًا".. بدلت ثوبها وتركت شعرها لبلله، خرجت لهُ وكان أمام المرآة ناظرته بتحدٍ وكلها تتجلى له في المرآة، لم يخفض بصره، بل أكمل معها اللعبة فتلاحمت نظراتهما طويلا فليس زيد من يحيد ببصره، هو ينظر ملء عينه دون أن يهتز طرفه. جاورته بجرأة تراقب المنظر الهزلي وكأنهما زوجان طبيعيان بلفتة حميمية تجمعهما مناسبة، استخدمت إحدى مقتنيات الشعر التي تحفظ لها تموج خصلاتها وبللها؛ ومن دون مقدمات بدأت بزينتها.
-لستِ سيئة.. هيئتك مقبولة للحفل، لم يذهب هباءً ما نظمته والدتي الليلة.
تصنم قلم الكحل في يدها فأكمل وهو يرش العطر على معصمه:
-أشيد لك بذكائك الذي يحفظ المكانة والهيئة، لا تنشزي عن قواعد المجتمع المخملي مهما حدث.
للحظة تفاقمت غصتها وهو يذكرها بماضيها وماضيه فلم يعبأ وهو يرمي بسهامه:
-مع كل ضرائب قلبك بالتواجد معي.. إلا أن فوائد ارتباطك بي تتجلى في حفاظك المستميت على هيئتك الذهبية.
خطت قلم الكحل بلا اكتراث فخرج قائلا:
-سأكون في السيارة.. لا تتأخري
-تبًا!
للمرة الثالثة على التوالي تُعيد رسم كحلها، وتفسده بدموعها.. دموع امرأة صعبة تكال إليها كل الأشياء الصعبة.. الصعبة للغاية لهذه الليلة. حين رأت أن دمعتها على مشارف الهطول تركت القلم واكتفت بالسواد الذي علق عند أهدابها السفلى فهو كفيل بجمالها، أكملت زينتها وتباطأت متعمدة في خطواتها نحوه، فتح لها السائق الباب الخلفي فزفرت لكثرة التعقيدات، من أين جاء بالسائق وهل ستحتمله طوال الطريق؟!
هبط قلبها حين وصلا، شعرت بالترنح لحظة ولاحظ لحسن حظها، فاستدار حول السيارة منحيًا السائق، فتح لها الباب وجذب كفها داعمًا رغمًا عن أنفها، سار بها صوب الباب الخلفي فاستغربت وقبل أن تتفوه بحرف وجدت "أغيد" راكضًا نحوها، اتسع قلبها وغمرتها الفرحة فتركت كف زيد واستقبلت طفلها:
-اشتقت إليك حبيبي.. اشتقت إليك.
غاب وجهه في صدرها:
-وأنا أمي أكثر بكثير.. من الجيد عودتكما.
ضمته لها بقوة أكبر تتنشق رأسه الصغيرة:
-ها أنا عدت ولن أتغيب عنك ثانيةً.
تركها في عهدة الصغير حتى جاء دوره فتلقفه بذات الشوق، كان مدركًا أن حالتها كلها ستتغير برؤيته وقد كان، عادت الحياة لعينيها، والشفق يسبح براحة فوق بحرها،
تولت المربية أمر الطفل وأخذته، صمتت ولم تعقب فالتفتت له وشبكت كفها بكفه قائلة بهدوء:
-جاهزة!
خطا بالممر نحو حديقة الاحتفال:
-لم أنتظر شكرًا على أي حال.
لم تجبه وقلبها يتخم بالامتنان ولم ينتظر حديثًا منها إلا أنه أسمع أذنها المتكبرة وهو يميل نحوها بحميمية عالية والأنظار تتوجه نحوهما بشيء يشبه الدهشة والحركة تسجل لصالح الغلاف العاطفي:
-أعلم بتأثيره عليكِ، فلولاه لدخلتِ مرتجفة.
التفتت إليه متصنعة الضجر:
-كم أنت مراعٍ.. عليّ تقدير ذلك لك.. لا تقلق ستحصل على امتناني بطريقتي.
التمعت عيناه بخطر يهمس بهدوء بطيء وجاءت كلمته الأخيرة أبطأ:
-بل أخذه أنا كما يجب...
ثم ضمها بنظرة تملكية خالصة:
-وبطريقتي!
-يبدو أن العريسين لا يرغبان بالدخول هنا والشوق على الأبواب يأخذهما منا.
اقترب زيد نحو شقيقه الذي حيّاه بمودة وتجاوز سالي متعمدًا إلا أنه التفت لهما قائلا بصدق:
-أتمنى لكما حياة طيبة خالية من المنغصات.
مر الباقي بإرهاق معنوي تحيّات مزيفة، أحضان خاوية، تهاني وتبريكات جوفاء بلا صدق، حتى تم افتتاح الحفل بموسيقى، انضمت الأزواج لحلبة الرقص كانت تجاوره وبداخلها ترجو رقصة تسحبها من تسليط المجهر عليها وإخضاعها للتحليلات النفسية والتنبؤات، تهرب لملجأ وقتي يأمنها من هذا الصراع
-ألن يشاركانا العروسان.. نحن هنا لأجلكما.
تملق بها أحد المدعوين فتهكم زيد لسماجته، ضامًا إياها نحوه أكثر قائلًا:
-زوجتي وأراقصها.. لكن في بيتنا! ليس أمام الملأ.. فهذه الرقصة تعنى بخصوصية لن أضيع قدسيتها في الاختلاط.
ازدردت ريقها ونظرات والدته نحوها تذيب عظامها كالهلام، تسيطر على الدوار الذي يكتنفها بمشقة وعزيمة تحسد عليها، فضحها تمايلها بين جسده، فقادها بهدوء نحو البوفيه المفتوح واختار لها صنوفًا من الحلوى تحسبًا لهبوط السكري عندها
-تناوليها.
أخذت الطبق منه بطاعة وتناولته على استيحاء غير مقصود جذب الأنظار، تركها ومضى بين الحضور، راقبته كيف يسير بشموخٍ، مهيبًا فارضًا سيطرته، أنيقًا في خطوته وكلمته، ببساطة كان رجلها.. كان رجلًا لامرأته.. ولم تكن هي امرأته يومًا.
تداخلت عليها ذكرياتها معه كيف جاء من العدم حين فارقها الخل والصاحب بخسارة والدها وفضيحته التي طالت كل ما يمتلك رغم براءته؛ للأسف كان ضحية لحيتان الأسواق الذين فخخوا له وأوقعوه بلا نهضة.
لم تكن تعلم أن علاء الذي قام بتوظيفها في شركة لم تهتم باسمها، كان قد ربطها بقدرها، كان زيد مالكها يعرفها ولا تعرفه أبدًا، وكان مرحبًا بها بصورة حارة؛ اندهشت في بادئ الأمر باهتمامه بها وقد عزت ذلك لوجهها الإعلاني سابقًا، إلا أن إصراره ومحاوطته إياها أوقظت مخاوفها بكونه يظنها فريسة مستعملة ملّها صيادها الأول الذي لم يكن سوى " علاء"..
لامرأة مثلها كانت في أكثر أحوالها من الهشاشة والضعف سلكت محاربته كأسلم الحلول؛ فحياتها المحطمة وقلبها المتناثرة شظاياه ليس بمقدورهما استقبال طوفان جديد لبحرٍ غادر!
استمرت محاولات تقربه لها وتوكيل الأعمال الكثيرة لها، وظهوره الغريب في مواقف ملغمة من مواقع حياتها، كانت تجده في التعرض للأزمات أو المشاكل وكان في ذلك رسالة واحدة مفادها "مراقبته إياها"
رغم نيله بجدارة لقب فارس الوقت!
لم تتوان بإشهار تهديدها له حين وصل به الحال لزيارة بيتها في حي معدم وفقير، طلب قربها ورفضت.. طلب علاقة منها ولم يتعنَ إخفاء وقاحته وهو يطالب بها، إلا أن الإجابة كانت صفعة منها لم تصل وجنته..
تجاوز تهديدها دون أن يمر عليه، واستمر بملاحقتها حتى زارها مجدداً وفعل بجنونه المعتاد الذي باتت تألفه.
كانت لتقتله كما يجب إلا أنه فاجأها بطلبه الزواج منها؛ والمصيبة كان جادًا.. جادًا وظنته قد يستهويها لرغبة إلى حين الملل.
فهي تعلم أنها مطمع جسدي يرضي الرغبات والنزوات، التي تصلها كل ليلة.
رغبات دنيئة لم يخفها شركاء والدها وبقايا وسطها الذين يلاحقونها، لقد فقدت الثقة في كل شيء، وعاشت أقصى مراحل الخوف وهي تغلق الأبواب برعشة من هجوم غير متوقع من دائني والدها وأصحابه الذين يريدونها.
قبلت طلب زيد ما دام يريده في العلن وأمام الملأ ليحفظها ويقيها شر البرد وعراء الروح، رغم شكها بنجاح زواجها.
ومع كامل صدمتها نجح زيد في زرع بذرته داخل رحمها سريعًا، وأنجبت أغيد قبل أن تكمل الحول عنده، عند هذا الخاطر ملست بطنها بشرود حزين وحدسها لا يخطئها فتمتمت:
-يبدو أنك وطدت بنيانك هذه المرة كما فعلت سابقًا؛ أي قدر يربطني بك!؟

-حين أتيتني وقبلت بك بعد جهد طلبت منك ألا تكسري قلبه؟ أتذكرين؟
انتفضت من ذكرياتها على صوت والدته التي جاءت لها ولم تنتبه، حدقت بإجفالها وقالت بهدوء مخيف لها:
-لا داعٍ لرعبك.. لم أؤذيكِ وأنا في عز نقمي عليكِ.. فلن أفعل الآن.
اضطربت ملامح سالي فسألت:
-كيف حالك مدام ليلى؟
أجابتها قسوة ملامحها:
-لستُ بخير.. وأنت السبب..
حاولت سالي تبرير موقفها إلا أن والدته بترت نيتها تؤنبها من بين أسنانها ونظراتها تتجه نحو ابنها الذي لأجله قبلت سالي رغم الفضائح التي طالتها من عائلتها؛ ومن علاقتها بعلاء التي انتهت بشكل صادم ومثير لوسطهم، كان من غير المعقول سباحة زيد خلف افتتانه بها، إصراره المجنون عليها، لقد ظنوها نزوة وفي الآخر أذنوا لهُ أن يفعل متأكدين من تركه لها لاحقاً إلا أنه لم يفعل، بل تشبث بها مستزيداً في ولهه رغم تشوه علاقتهما.
-لن أسامحكِ على كسر قلبه سالي.. كنت قد أوصيتكِ به فلم تحفظي ما طلبته.
أطرقت رأسها ثم رفعته وبررت في خفوت:
-أنا لا أطلب منكِ سماحًا هذا يعود لكِ .. لكن لا تنبذيني فالعلاقات والزواج ليس فيها كسر بقصد، هذه مقدرة لا نملك كلنا نفس السعة فيها!
ردت عليها ليلى بقسوة وصلف:
-لكنكِ تعمدت وتقصدت كل شيء!
اختار زيد الذي يقف في وسط مجموعة أن ينظر نحو طاولتها التي غفل عنها لحظات، استأذن بلطف وسار نحو الطاولة واضعًا كفه في جيبه، ضم المشهد بعين مدروسة فرأى الاضطراب واضحًا، اقترب بخفة ووصل والدته قائلاً لسالي:
-عليكِ شكر والدتي سالي، ما إن سمعت بعودتنا حتى أصرت على إعلاننا للملأ، لم تطق صبرًا من فرحتها.
رفعت رأسها نحوها ترد بمجاملة:
-السيدة ليلى دائمًا صاحبة مبادرة وتسعى لضم شمل الجميع بمحبة.
حدق زيد في والدته ولم تتكلف سالي عناء دراسة وضعهما حتى قالت ليلى بقصد:
-كل ما يهمني سعادة زيد.. أرضى لأجله بأي شيء وأفعل أي شيء لأجل أبنائي وإن تعارضت رغباتهم مع رغباتي..
نادى السيد بدر الغياث زيد فذهب له مجبراً، راقبت ليلى رحيل ابنها ثم التفتت لسالي بتهديد:
-في المرة الأولى اخترت عدم مسامحتك.. في المرة الثانية لن يوقفني شيء عنكِ إن حاولتِ مس قلبه بضرر أو كسره.. صدقيني لن أكتفي بتهديدٍ.. بل سأتعامل معك كما يجب ويليق بكِ.
بقي تهديدها معلقًا على جدار عقلها طوال طريق العودة، عادوا بأغيد والمربية التي جاءت مع السائق، وصلوا الشاطئ ورغبت بشدة الركض نحو البحر والارتماء بين أحضانه؛ دخلوا المنزل فكانت آمنة بجوار الطفل الذي غفا في الطريق وتناولته المربية نحو غرفته، لم يكن في وسعها أو بمقدورها أن تتحدث أو تدخل في جدال عقيم معه؛ لم تنظر إليه وهي تعتلي السلالم نحو حجرتها؛ أمسك بساعدها فشعرت بذبذبات خانقة تطبق عليها سحبها نحو غرفة بعينها:
-أنا متعبة ولست في وضع يسمــ..
-أريد رقصتنا!
وجهها كان بحاجة لصورة، فم متدلٍ بغباء وعينان زائغتان:
-ها؟
جذبها نحوه يغمرها في أحضانه دون أن يتوقف عن المشي وإدارة المذياع الكلاسيكي في الغرفة، انسابت الموسيقى وانساب صخب قلبها معه، كفها فوق نبضاته الرتيبة الهادئة، رقصة كاملة بلا حروف.. أو كلمات! لغة جسد متناغمة، تتوقف فيستدير حولها، يأخذ كفها تتقدم صوبه لحظات وخصرها بين كفيه، تميل حد وصولها الأرض تتعانق النظرات بصمت، يشدها نحوه بقوة، تجاريه بالخطوة.. والقوة.. ولا تيأس!
توليه ظهرها، ويأبى وجهها فتعود له مرغمة وتلتفت، يتلقفها ويبدأ جنون جديد لا أمل بوقوفه؛ حتى همست باستسلام:
- لا أستطيع الاستمرار.. لقد تعبت..
وذابت حروفها في فمه، حملها نحو حجرتها يكمل رقصه على حواف الجنون وجسدها، إلا أنها قالت ما إن هبط بها الأرض:
-أنا جاهزة إن كنت تود الحصول على شكرك..
ثارت ثائرته منها وشعر بغضبٍ لدلالة قولها وما يحمله، لا زالت في ظلالها القديمة كل ما تراه منه رغبة جسد وأمر غريزة مفروغ منه.. تقدمها له بامتنان:
-تستحقين أن أعاملك كرجل يأخذ امتنانًا وشكرًا.. لتعرفي بحق كيف تكون العلاقات بين الأزواج الطبيعيين.
ولم يمهلها حرف، وكل جيوشه حاضرة لغزوها، وكانت أرضها هشّة خائرة القوى فاستسلمت لاجتياحه وتحالفت معه ضدها.








soha, m!ss mryoma, shezo and 23 others like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 09:42 PM   #1966

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




منزل (حمد الغربي) ليلًا
بصبر راقبت والدة رونق ابنتها وهي تتنقل بين أروقة المنزل بأقنعة البشرة التي حفت بها وجهها، انتظرتها حتى اطمأنت لنوم صغيرها ودخلت إليها تخبرها:
-لقد أعددت لنا قهوة تعالي نحتسيها في الشرفة
توجست رونق لطلب والدتها فكتمت تعليقها هاتفة:
-حسنًا دقائق وآتي!
تنهدت بلا حيلة ترتدي حجابها وتلحق بوالدتها التي استقرت في الشرفة تعاين نبتة الصبّار الصغيرة، مرأى النبتة وهدهدة أنامل والدتها الحانية سخّر إدراكها وأعلمها كم كانت أمها صابرة.. صبرت على والدها وغيرت طباعه التي لا يحتملها أحد.. روت أيامها بدنو الفرج.. وأمنت وعورة طباعه بمسافة الثقة، ببساطة حمد الغربي وُلِدَ منقادًا مطيعًا بلا كلمة وألحق بأهله الأذى وإن طال وضاح منه المدى.. إلا أنه تغير؛ رغم كل شيء تغير قد لا يكون ذلك بصورة مطلقة إلا أن رجل اليوم يرى بعقله.. ورجل الأمس يمضي حسبما يسجل له (غيره).. يتوجه حسبما يقال ويوصى له!
لطالما كان الصبر حكاية (عواطف) والدتها، لها معه حكاوٍ لم ترو.. لكنها جنتها وهذا المهم، لم تتوقف يومًا عن استخدام عقلها معه، لم تتوان عن توجيهه.. تعويده أن يلجأ لها مشعرةً إياه بقيمة رأيه المهمش والمركون على الطرف في زاوية مهملات آل الغربي، لم تعانده في وضاح رغم أذيته لهُ؛ لأنها إن كسبت بغضته أحالت حياة ابنها فراغًا فهي تؤمن بالعزوة والسند وكلها يقين أن وضاح سيضيع أكثر لأنه أضاع ما بين يديه وما يملك في مشاريع والده وعمه الخاسرة!
التفتت عواطف بغتة كمن تنبهت لوجود رونق توًا وملامحها يهزها الحنين والتعاطف:
-لماذا لم تشعريني أنك هنا!
اقتربت رونق من الكرسي المزينة إطاراته بالقش:
-شعرت بانغماسك في خلوة خاصة مع نبتتك!
ضحكت عواطف ترد:
-هذه النبتة ابنتي، فرعها طيب.. مهما اقتلعنا جذورها تنبت..
ثم التفتت لرونق:
-لكنني كل حين أتفقدها.. لم أختل بها فعلاً كنت أردد مساء الخير عليها.. لذا لا داعٍ لمشاعرك الجياشة.. فأنت المطلوبة هنا بجلسة خاصة.
لنسمة الصيف الخجلة تبسمت رونق، فكت دبوس حجابها تمنح جسدها نعيم النسمات الحانية، قائلة بصوت رائق بعيدة هي عنه:
-كلي شوق يا غالية.. هات ما عندك!
كلها يقين أن أمها ستقوم بفتح موضوع علاء معها ولم تتأخر.. ارتشفت من مشروبها تحت إحساس رونق المترقب.. استسلمت رونق للرائحة وقررت خوض المذاق تناولت فنجانها، وقبل أن تتذوق، سمعت تنهيدة والدتها فتهربت بعينيها نحو أصص الزهور وعواطف تفتح باب التأنيب:
-إلى متى ستبقين هنا ابنتي؟
مع كامل تهيئتها النفسية للحديث إلا أنها بوغتت من باب العادات والتقاليد فهتفت متعجبة:
-ماذا! لم أفهم!؟
بصبر حدقت عواطف بها، تفند الحديث لها بمصارحة مكشوفة:
-كلتانا نفهم جيدًا ما أقصد.. حتى متى ستبقين هنا متهربة منه بعد كل مشكلة بينكما؟
ضاعت كل ملامح رونق وسيطرتها الواهية تختفي فبررت:
أنا وإياه لسنا على خلاف.. بل في الواقع هذه زياراتي المعتادة..
تنهدت والدتها هذه المرة متذمرة:
-ألا زلت تكذبين يا رونق؟ ألا تعلمين أنك ستبقين في نظري طفلة كابنك باسل أقرأ كل حرف تخفينه جيدًا بملامحك الشاحبة هذه ومعافرتك للانطلاق بحيوية أمامنا
وكانت أم.. أم ببساطة ينبض قلبها مع كل خلجة لوليدها، يتألم مرة.. الألم مرارًا.. يحزن.. يغص.. يفشل وربما، بل مؤكد يتجاوز وينسى.. ويحفر قلبها كل معاناته.. وهذه عواطف في تلك اللحظة فهتفت لها بذبول:
-سهل جدًا أن تتقني تمثيل سعادتك على الجميع.. إلاي يا ابنتي..
أذنب وجه رونق والشفقة تحط على قلبها فيما تكمل والدتها:
-لماذا تتركين له التفوق عليكِ كل مرة؟
تأهبت ملامحها برد غاضب:
-لم يتفوق عليّ.. بل ما بيننا لا يوجد فيه ربح أو خسارة
تأسفت عواطف بقلة حيلة فكل تواجد رونق هنا لا يرضيها أبدًا ليس (تثاقلاً) منها، بل (استهجانًا) لتصرفاتها الغبية، ضمتها بعينين حازمتين رغم لينهما تغمغم من بين أسنانها:
-لا تتركي له الساحة.. لا تعطيه حجة بفراغ وقته، هذا رجل وحين أقول رجل فأنا أقصد الرجل الواقعي في حياتنا بعيدًا عن تكتيكات المرأة وعاطفتها! تدركين ذلك صحيح؟
سألت رونق بصبر موشك على الانفجار وكأنها تنفي ما تحاول والدتها إيصاله:
-ما الذي تقصدينه؟
ردت بتلقائية لكن بحروف مصممة:
-الرجل قد يتأثر بغيابك، لن تجدينه يبكي ويتوسل كل حين لرضاكِ.. الرجل حاجاته مختلفة عنكِ كلك وعاطفته لا تقاس ولا تقارن، إياكِ..
ثم رفعت يدها الرنانة بأسوارها:
-إياكِ أن تفسحي لهوة فراغك أن تتسع.. أن تجعليه يعتاد غيابك.. تتشابه الأيام لديه بحضورك وعدم بقائك، أن تدعي طيف امرأة يتسلل له وأنت في غفلة راحتك هنا..
للحظة كادت رونق أن تحكي لها أن ما بينهما ظل امرأة أساسًا.. إلا أنها دافعت بخفوت:
-علاء ليس كذلك!
وضعت والدتها طبق الفنجان على الصينية:
-لا تراهني على أي رجل.. لا تعطِ ثقة مطلقة بإفراط ولا تزهدي فيه فتبخسيه حقه وتوهبيه خسارتها!
رق صوتها بعد حزمٍ:
-لكنني أقول لكِ كامرأة تناظر ابنتها التي طالت جلستها ومغيبها ورجلها في بيته.. ما الذي تريدينه؟ هل جئت هنا لمشكلة تحتاج حلا من الكبار الذين أسقطتِ وجودهم وتتعاملين معها بطريقتك؟
لم تفسح لها مجالاً للرد وأكملت:
- إن كان كذلك فأنا أقول لك ببساطة أنها طريقة فاشلة بامتياز وشقيقك كما والدك يلحظان عدم طبيعيتك ولن يصبرا طبعًا..
ولكيلا تفسر رونق الأمر بطريقة انفعالية شرحت لها:
-هما لا يتثاقلان من وجودك بالعكس بعينيهما أنت ولا أحب على قلوبنا من قربك.. لكنهما لن يمررا فكرة غيابك وزوجك في بيته!
أسبلت رونق أهدابها والخزي يتملكها فوالدتها تملك كل الحق فيما تقوله، إلا أن رحمة الأم غلبت تأنيبها فشملتها بحنانها فيما تعيد عليها قولًا لا تنفك عن ذكره:
-قوتك الحقيقية تكمن في مجابهته ندًا لندٍ تحت سقف واحدٍ لا تخضعي ولا تتنازلي.. تأخذين حقك كاملًا غير ناقص، تطبقين على نفسه وتفكيره.. الابتعاد ليس حلًا.. الراحة ليست طريقة للوصول إلى سبيل بينكما.. كوني معه وحققي كل ما تريدين وخذي انتقامك منه ضاحكةً ومستبشرة!
**
باتت ليلتها بخاطر متكدرٍ وجهها شاحباً وخط كحلها الشيء الحي في عينيها، رطبت شفتيها بمزاج قاتم بحت، استقلت المواصلات العامة بدلًا من سيارات الأجرة والطلبات الخاصة، ركبت جانب سيدة تحتضن صغيرًا شردت فيه وغصت متذكرة طفلها الذي كان ليكون في عمره، داعبته ببسمة حانية فرد عليها بمثلها وفمه أحمر ملتهب بفعل شقٍ صغير يعلن عن سنٍ يزحف للظهور، رقت عيناها شوقًا لصغيرٍ تعوض فيه حرمانها وتحيي فيه ذكرى الصغير الذي فقدته، التهت في أحوال الناس وقصصهم، أنستها الرفاهية هذه الطبقة من الناس الممتلئين بفيضٍ من مسؤوليات الحياة التي يتعاركون في سبلها، ودت لو طال الطريق في رحلة الاكتشاف والوقوف عند كل وجه، انخرطت في أحوال الناس وتوقفت عند الأب في جلسته الذي يناظر الساعة والأم التي تتصل بأطفالها لتأكيد نصائحها.. عاملٌ يحمل عدة وطالبة بيدها كتب.. الجميع يسعى.. يتقدم.. يعافر ويحاول بجد متعايشين لكل منهم حكاية، يلوذ بحلوها ليتعايش مع مرها.. في أقرب موقف للمصرف هبطت مضطرة، وأكملت سيرها بهدوء على الرصيف.. شاردة كل حيرة الدنيا تستلذ بتيهها، شعرت بتمهل سيارة قربها لم ترفع بصرها، بل ظلت بنظراتها إلى الأمام دون أن تلتفت
-أي خير سير إلي لألمح زوجتي العزيزة!
للحظة كادت أن تتوقف قدمها اليمنى لكنها حثتها
-ألن تردي عليّ التحية؟
شدت في خطواتها فتمهلت نظراته الحبيبة تعانق كل إنشٍ يعرفه كما خطوط يده، أنزل نظارته للأسفل يقول لها بعبثٍ سرى مع اشتعال نظراته:
-خسارة كبيرة لك أن لا تلتفتي لعلاء! لكن لا بأس ستلتفتين فيما بعد
نفخت بغضب والتفتت لهُ فحققت المراد لو تدري، بعيدًا عن أي تعاطف أو حنين.. بعيدًا عن وضعهما.. هذه النظرات والأسلوب الملاحق كان يتبعه معها لينالها.. تذكرت كم لاحقها.. هذه الذكريات التي استفاضت فيها رغمًا عنها بلمحة حنين من ماضٍ لن يعود أغضبتها:
-تصرف بما يليق في مكانتك سيد علاء العظيم
رد عليها بإصرار:
-تصرفي بما يليق بك كزوجتي واصعدي معي!
-لن أصعد
-ستصعدين
-لن أفعل..
-إذن أنا أفعل
وبحركة غير متوقعة ركن السيارة سريعًا جانب الرصيف وهبط بغطرسته المميزة.. كأناقته المحببة وخصلاته البنية تلتمع تحت شمس الصباح، لم تعره انتباهًا وحاولت تخطيه إلا أنه جذب معصمها بحدة دون أن يلتفت لها، بل تصرف وكأنه لا يحبس يدها يجاورها دون جلبة:
-انتبهي لتصرفاتك ولا تتخطيني
تلوت معصمها فشدها أكثر
-بل أتخطاك وكأنك لم تكن يومًا.
رد بهدوء كاتمًا كل انفعالاته:
-حسنًا.. أنا أعرف جيدًا كيف أعود.. كيف أكون لكِ كل شيء
رفعت رأسها بإباءٍ تزامنًا مع تخفيفه الشد على معصمها، والتفتت له متوقفة
-من أين تأتي بالثقة هذه كلها!
رد عليها بصفاءٍ حسدته عليه ولا تعلم كم يواجه نفسه فيها في هذه اللحظة:
-من قلبٌ عانى مرارة فقدك مرة!
تركت كفه واستعادت سيطرتها على نفسها تركته ومشت فيما ترد:
-كدت أصدقك
لحق بها فاتحًا زر سترته:
-لم أكن صادقًا بقدر هذه اللحظة.. التفكير بخواء حياتي دونك لا أجرؤ في السير فيه!
كتمت تنفسها وتوقفت مجددًا:
-هذا الكلام علة كل مشاكلنا.. لا يليق بنا الحديث عن العواطف.. تبدو الأحاديث عنها مريعة ومثيرة للنفور
أعاد كفها بدفء أكبر إلى كفه فتقبلتها على مضض نظرًا لشبه وصولهما المصرف
-أنت لا تعطني فرصة!
على حافة اليأس كان وصوته مشحون بعاطفة أمل مؤثرة.. شعرت بحرارة أنامله على باطن كفها تلسعها، وحركة جسده التي تعرف أوقاتها جيدًا مع دفئها المثقل بالحميمية.. كان عليها أن تتأهب.. تتأهب لأن هذه البوادر ليست طيبة:
-أعطني فرصة أثبت لكِ فيها أن الحب خُلِق لك.. وحروف غزلي لا تليق بسواكِ.. ومهما حدث بيننا من حماقتي إلا أن حبكِ هو الحقيقة الحيّة في عمري!
تشنجت أصابعها فحاول مسها بإبهامه لتخفيف ضغطه، همست له من بين أسنانها
-أكرهك
وللكلمة وجوه ومعانٍ كثيرة لن يفهمها، ولكنها تعانيها فما تكابده ليس هينًا
تكرهه لأن باسل يتموضع نصب عينيها والانفصال يقتلها لأجله!
تكرهه لأن والدها لن يتفهم مشكلتها معه وقد ينشب بين والدها وشقيقها مشكلة إضافية تكون سببها
تكرهه لأنها لم تبح للآن لعائلتها سبب خلافهما لكيلا يسقط من أعينهم كما سقط من عينها.. لكنها قد تتخطى من باب احترامها لابنها
تكرهه لأنه يوقفها على مفترقٍ قاسٍ وصعب تحارب فيه وحدها..
فكرت للحظة لماذا تعاني وحدها، لماذا عليها أن تعايش الصراعات الدائرة فيها وأولها ثقتها في نفسها..
أنها ليست كافية له، وسيقع في شرك أي أنثى رائعة ومع أنه لم يفعل مسبقًا إلا أن سقطته كفيلة بتأجيج كل مخاوفها، وعليها أن تعود لهُ لتحيل حياته جحيمًا كما تعاني هي!
هنا تذكرت كم تبدو "أكرهك" تستحق المعاني لأنها لم تشفِ غليلها منه بعد!
وصلا المصرف وقبل أن يدخل رمى بمفاتيحه إلى الحارس:
-اجلب سيارتي هنا من فضلك!
ثم دنا نحوه هامسا بخفوتٍ لم يصل أسماعها غير المهتمة به فصراعاتها في أوجها كما أفكارها المتضاربة، لقد تأخرا عن البصمة ودقائق فاتت على موعدهما بسبب مراهقته المتأخرة والمقيتة! لم تعلم أنها وصلت المصعد فدخلته بتنهيدة تمسح كل أثر للفوضى داخلها، نقرت على زر الطابق الذي يحتله مكتبها وقبل أن يُغلق الباب اختنق المصعد بعطر الطاووس واحتل المكان الفارغ بحضرته، لا تحتمله.. لا تحتمل إلحاحًا في غير موقعه، وغيظها منه يعطيه بطاقة تأثرها به.. للأسف هي ليست متأثرة.. ما يستحقه البرود.. البرود سلاح كل مختالٍ متفاخر مثله
ادّعت الهدوء ورفعت رأسها بأنفةٍ مشيحة بوجهها عنه، فتحت عينيها على وسعهما ترفع أجفانها وأهدابها استقامت بمنظر خلاب مترفع، أنفاسها بطيئة وكان كل شيءٍ على ما يرام، حتى باغتتها الدهشة حين وجدت نفسها بلحظة مدفوعة لمرآة المصعد وكلها محصورة بين يديه التي ارتفعتا فوق رأسها، كانت في رحاب أنفاسه المتلهفة والمتوعدة.. وقريبة قرب النبض له! وبعيدة بعد التوبة عنه
تعالت وتيرة تنفسها بغضبِ امرأة لم تكن في حصار زوجها الذي زهدت فيه ونأت به عنها طويلًا.. ولم تكن الحاقدة الناقمة عليه أيضًا!
جل ما توهج في خاطرها المكسور إحساسها كأنثى تلك اللحظة، ليس إحساسًا نابعًا من ضعفٍ تجاهه، ولا كرامة تراق بمجرد لمسة، الحاجة بأنها لم تحظ بهذه المشاعر المتناغمة منذ فترة حتى كادت تنساها
-ابتعد!
لم يتحرك.. فحاولت التملص برشاقة دون أن تحيد بعينيها عنه
-اشتقت لملامحك..
كزت على أسنانها بعنف:
-ابتعد
-دائمًا ما كانت ملامحك مرساي.. أحط فيها رحالي!
يا الله!! الحرارة التي لا تريدها!
الصوت المثقل بعواطف التوق
النظرة التي تفتت أي قلب سواها
والإحساس الخائن الذي تصارعه!
إحساس أنثوي بحت لا محل لوجود علاء فيه من الإعراب
-أكره تعبيراتــ..
وذابت الحروف بلمسته الأولى.. وتوقه الثاني.. وشغفه الثالث!
لم تستسلم.. ولم تدفعه إنما أبقته ليعرف مر التجربة بأن يذوب فيها ولا يحركها قربه!
والثبات في حضرة رجل شغوف جهاد، إلا أن لها قوة صمدت بها حتى آخر رمق، مال برأسه من حدود فكها الذي أشبعه تقبيلًا، ومسه بتنهيدة طويلة.. تنهيدة رجل يائس.. يئس عودتها.. ونيلها من جديد!
مس طابع الحسن برقة ومال نحو تجويف عنقها المغطى بحجابها
-الآن عرفت معنى الغرق بلا نجاة!
بسطت شفتيها الغاضبتين وردت:
-كم كان تقديرك في مادة اللغة العربية؟
فاجأه السؤال حد أن فتح فمه ببلاهة.. إلا أنه لن يسقط في فخ ابتعادها عن حصاره الذي تنشده، فقربها الغنيمة والمسعى الذي يود لو يموت فيه دون أن يبالي..
بعدها نار..
هجرها جنون
فراقها خسارة
وهو الذي لم يجرب الخسارة يومًا!
تتشابه المسميات.. وتتفاوت المرارة بمعطيات ما يشعره
تنهد وأجاب من بين شفتيه اللتين تحرقان جيدها:
-كنت فاشلاً فيها
حاولت إبعاده فضم خصرها، أكملت بذات السخرية:
-لا تبدو فاشلاً.. تذهلني قدرتك التعبيرية أكاد أشعر أنني في اختبار لمادة التعبير بجملك الغناء بالغزل المبتذل
تبسم هازئًا:
-تعلمته لأجلك!
-لا يهمني
التفت للائحة المصعد التي أوقفها، نقر زرًا خاطئًا فضحك لطول الرحلة، دار المصعد فارتجت للحظة فالخوف من المصاعد عادة لن تتخلص منها، دعمها بكفيه يهمس لشحوبها اللحظي:
-الطريق إليكِ معبدٌ بقصائد لا تنتهي لو تعلمين!
تأففت ومالت بسمتها بيأس، من دون أن يحرك يده عنها، مد بالأخرى ونقر زر الطابق المخصص
-مع كامل مقتي للخروج إلا أنني سأفعل مضطرًا
ردت بصوت غاضب:
-حمدا لله لاضطرارك.. بطريقك هلّا رفعت رأسك الكبير عن رقبتي فأنا أحتاجها
رفع رأسه باسمًا، خصلاته النافرة بلونها الجذاب تحط على حاجبيه الكثين الأنيقين بفعل عاصفته الهوجاء منذ لحظات.. كل شيء فيه مدقق بأناقة، حتى ضحكته المميزة، كل لمحة منه
تأسر..
تأوي..
تستحق ثناءً لن ينطلق من فيها الغبي مجددًا
-تتمعنين في استفزازي بكل ما لديك!
حدقت به بقسوة، والكحل في عينيها على شفا أن يسيح
-صدقني لا أستفزك.. هذه طاقتي المفعمة بالمشاعر نحوك!
فُتح المصعد وسارت صوب غرفتها بخطوات متزنة واثقة، دخلت الباب وهناك كانت في استقبالها صدمة حيوية متمثلة في أصيص لزرعة الريحان خاصتها.. من زرعتها وسقتها،
والزرعة ميتة
عارية من أوراقها
منكمشة كعود خاوٍ من حياته!
رق قلبها الذي تغاضى عن فعلة علاء واحتضنت الأصيص بلهفة أم على أبنائها، لمحت ورقة بيضاء مطوية في جوف الأصيص فتناولتها:
-إن لم تأخذك فيها رأفة أعيديها؛ كل زهورك ميتة بلا حياة، هلّا أتيتِ لتحييها؟
جعدت الورقة فيما تلقيها في القمامة:
-أكرهك علاء! أكرهك!
التفتت فتلقفتها أحضانه صرخت فيه وأصابعه تغلق الواجهة الزجاجية لمكتبها:
-ما الذي تفعله هنا؟
اقترب منها بشوقٍ مُسكِرٍ وأهدابه ترتخي بعاطفة مشتعلة:
-أعطيكِ سببًا لتكرهيني أكثر..
ومن دون مقدمات انحنى نحوها، يدير رأسها بقبلة تطيح بصواب أي أنثى إلاها، لا تعلم أي حقد نحوه تغلغل فيها لتشاركه العذوبة قاصدة.. أن تظمأ حواسه بعد ارتواءٍ غير مشبع.. وتعلمه الحرمان بعد التذوق!
وهكذا رونق تكتبه بحروف امرأة عاشقة؛ وتطوي صفحته كرجل حاقد، لم يستطع التوقف، وأنثاه بين يديه، أنثى تختصرها حروف الأبجدية وتختزل حبها كعنوان رئيسي يصفها
تمادى وأفسحت له
شكا واستقبلته بترحاب
عبّر عن شوقه.. وأنصتت!
مرت الدقائق بينهما طويلة، حتى أبعدته فرفع رأسه مكرهًا بتخمة مدوخة، ناظرها بفقدان سيطرة متمتمًا:
-عودي إليَّ رونق..
دار حول نفسه:
-لم أعد أحتمل فراقك.
شفتيها التي صكَّ خارطة عشقه فوقهما لا زالتا بتأثير ختمه وليأسه كانتا شامتتين:
-قل لي لماذا أعود؟
-لأنني بحاجتك..
-العودة إليّ يلزمها الكثير.. فكر بشيء خارج الصندوق؛ يُدهشني!
رمقها طويلاً بلا أي كلام، حتى استقام عن الطاولة يساوي سترته بعنجهية:
-سأفعل رونق؛ أعدك..
خرج من عندها ولذتها تغمرهُ وتفيض حتى تغرقه، قضى يومه بابتساماتٍ غبية، يتخبط في معاملاته ويخط توقيعه بعد جهدٍ جهيد من سلسلة الأخطاء والتعثر حتى المعاملات، رباه رونق أنسته اسمه كيف يُكتب، وكيف يحفظ تماسكه!





Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 09:45 PM   #1967

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




"حي نوارة"..
تغيب يومان، وتأتي يوم، حاضرة بجسدها وإن كانت روحها هائمة في فلك آخر، يستجديها أحيانًا بحواراتٍ فترد بعملية وآلية، يفشل جدًا جدًا في إضحاكها وإخراج أي شيء قابل للهضم والتسلية؛ عيبه أنه صامت وكتوم بشكل مزعج ويصعب عليه البوح والأصعب أنه؛ يريدها هـي؛ هي دونًا عن الجميع، بإشراقها وظلامها الذي يطغى عليها وعلى كل شيء..
-على الأغلب ستمر شركة () لتوريد طلبية أحتاج أن تكوني هنا
حدقت فيه بلا معنى وهزت رأسها:
-سأكون هنا
مط شفتيه حانقًا يخبرها:
-أنتِ لم تسألي في أي وقت ستكون.. ستكون هنا في التاسعة.
هزت كتفيها بلا معنى:
-حسنًا قلت لك سأكون هنا!
تعانقت نظراتهما للحظة، شعرت برنين مزعج يطن في كينونتها من تحديقه المهتم طوال الوقت بها؛ تقتلها نظرة شفقته لو يعلم! ..
يقتلها التفكير بأنها لم تكن محصنة من الخداع، بل ولج إليها بخندق محكم، أوقعها به ذلك الدنيء بعاطفة مسروقة!
والأسوأ كيف كانت تسلم راية عشقها له طواعية..
وتبقى المعضلة الأكبر
فكرة الجوع الذي اقتات على تعقلها، وعرضها لأبشع تجربة مرت بها..
هنا لم تحتمل التفكير فقالت سريعًا:
-سأخرج لأتنفس القليل من الهواء
رمقها بنظرة قلقة وحيرة خاصة تستحوذ عليه، هو لا يستطيع التقدم خطوة، ليس هناك ما يخول له القرب أساسًا.
دخل للمطبخ يعد الشاي الذي بات يشربه لأجلها، التقط النعناع الذي جلبته صباحًا ونكه الشاي به،
وقف أمام المرآة يعاين هيئته، باتت هذه عادته الكريهة من جديد، مرت نظراته نحو تصفيفة شعره الجديدة، لم تكن جديدة بشكل كلي، لكن لرجل منظم لا يهوى التغيير تبدو جديدة، لحظة.. من يصدق أن وضاح يقف أمام المرآة بشكل أطول من المعتاد يعاين مظهره؟
بل من كان يتوقع أن يذهب بشكل خاص لصالون الحلاقة يغير تصفيفته المعتادة، قطب بشكل أعمق يناظر النجوم المرصعة و الموقرة في شعره كما ذقنه و همس لنفسه موبخًا:
-لقد فقدت عقلك!
أخذ الصينية وخرج فوجدها قد عادت، لرؤية الشاي تغيرت سحنتها والتقطت الكأس بامتنان:
-شكرًا لك!
تبسم لها:
-لا داعٍ للشكر.. هذا المحلول الحار بات عادتي وجزءًا من يومي..
زمّت شفتيها مكشرة:
-الفضل يعود لي
رمقها بنظرة خاصة جدًا، وعيناه تناجيناها بلا لغة:
-أجل أعترف.. الفضل يعود لكِ في هذا
توقفت عيناها عند نقطة ما، تراقب كأس الشاي بيدها، وعقلها يعود لجملته السابقة:
-مع أن حرارة الصيف تسبب لي ضجرًا، إلا أن النعناع يرطب جوفي وأعصابي بشكل عجيب، رغم حرارته ولذوعته.
-تمامًا مثلك.
حدقت به:
-ماذا؟
لم يبدُ عليه التعثر، بل أجابها بثقة:
-أنا مثلك تمامًا يجلب لي هذا الشاي استرخاءً لا مثيل لهُ.
لم ترد عليه وهي تلمح شيئًا غريبًا لم تتبينه.. شيئاً مختلفاً بعكسها هي، مع وجود التقطيبة الأثيرة، إلا أن هناك شيء يحيا..يحبو على قيد الأمل لا تعرفه هي ..هي تحديدًا.
عادت لسعي خيالها اللحوح وشردت رغمًا عنها.
تتوه بين سراديب الأسابيع الماضية وتنغمس فتلتفت مجبرة لتطرد بذلك هاجسها، عادت تنظر لوجهه وهو يجري مكالمة هاتفية، رمقته مطولا هل تبدو قصة شعره مختلفة؟ تركت عنها دراستها وعادت كفها تملس الطاولة تستمع إليه وهو يقول بحيرة:
-في الواقع لا أنا محتار جدًا.. انقطاع منتجات هذه الشركة سيسبب لي مشكلة أنا لا أثق إلا بها.
رفع كفه يمسد جبينه:
-أجل هناك شركة () أثق فيها أيضًا، لكن لا أستطيع المغامرة بالتوريد، والمندوب لشركة () الأخرى يغريني، أنا في حيرة، سأرى وأرد لك الخبر.
ما أن أنهى المحادثة، حتى دخل في مكالمة أخرى، تحمست لحديثه واستمعت بجدٍ
وفور أن وضع الهاتف حتى عاجلته بملامح مشرقة ولم يستغرب، فتارة هي في ملكوت آخر ماثلة بجسدها، وتارة تصدح بضحكها المجنون
-تبدو في حيرة من أمرك هل أساعدك؟
رد عليها بمسايرة:
-للأسف.. تفضلي.
نهضت صوب إبريق الشاي:
-من وحي خبرتي وتجاربي سأمنحك الكثير، فكما تعرف أنا أمتلك شهادة ماجستير ودكتوراه في الانتقاءات المريعة والكارثية، أي خدمة أو مشورة سأقدمها لك بقلب رحب..
اقتربت بوجهٍ منفعلٍ متزاحمة فيه الحرارة، داكنة شذرات نجومها الغالية.. فلم تنطفئ في نظره، بل ترصعت متلألئة.. نمشاتها الحبيبة، عيناها متسعتان، وفمها منفرج بضحكة:
-هاجسٌ خطير لا ينفك عن جذبي لأي خازوق كارثي، تراني أهرع إليه دونًا عن الاختيارات الرائعة، يزن هذا الإحساس بضراوة وإلحاح واشيًا بمثالية الخازوق الملائم لي لكيلا أضيعه من يدي..
ضحكت ضحكة حلوة أتبعتها بشهقة.. ثم عادت بمثلها.. وثالثة.. الضحكات مرفقة بشهقات المتعة، متعة تجعله يضحك لها ويعطف أكثر، لكن ضحكها يطفو ويعود للعوم فيها.. فيضحك مستسلمًا كما قلبه بتصرفاتها وكأنها تؤكد الكارثية بإيماءات وجهها:
-أمتلك مغناطيس الكوارث.. أينما أحل وأتوجه أستقطبه، تخيل مثلاً هناك مجموعة دبابيس أمامي كلها مزركشة ومزينة ومعوجة، أتظنني سأميل للمستقيم الذي يناديني؟
ضحكت بخفوت تنفي:
-بالطبع لا.. كلّي سيتوجه للدبوس الأحمق المعوج الذي تعلوه زركشة رديئة لكنها للأسف تنادي حسّي الكارثي فأتناوله بسرعة ليجرحني.
صبت لنفسها الشاي الذي برد وقالت له:
-لذا أخبرني بأسماء المندوبين وشركاتهم، وأين ما يلتمع قلبي وأشير بسبابتي أعرف أن الاختيار الخطأ سيكون، وبالطبع ستأخذ الآخر.

**

خوض المعركة لا يشبه أبدًا نظم القصائد للعيش بها.
*جيداء*
غيبت مشاعرها واستسلمت لطوفان مشاعر أنساها اهتزاز كيانها كلها، كانت للتو تتعافى وتتقبل ذاتها وتتصالح معها، دخوله دائرة قلبها شتت الموازين وضيع هدفها، لا تنكر أنها الآن تنظر بعين الرضا لنفسها، لكن مخاوفها عادت للطفو وكل شيء ينهشها بضراوة أنها لا تليق به؛ مطلقًا لا تليق.
اليوم وهي تسير قربه في المشفى بهيئة منذر التي تستحوذ الأنظار والتنهدات، علمت كم من مقارنة تُعقد الآن، وعلمت أنها الطرف الخاسر في كل كيل.
أن يكون قربها بفارق الطول والوسامة والثراء والهيام، وأن تكون جواره بفارق القصر والعادية، والبساطة، والجشع!
لا تنفي حمايته ووجوده الذي يلبسها هالة الأمان، إلا أن التردد يقتلها، حاولت الحديث مع ثريا التي لم تهتم لأقوالها، وردت بجفاء.
-اقتلي مخاوفك في مهدها..
ولم تستشر ضحى التي استسلمت بشكل كلي وبدت زاهدة في كل شيء، هذا الضياع مميت، يتركها في صحراء التيه ووحوش الفشل تقترب منها بضراوة..
وصلتها تحية المساء منه قبل كل ليلة
(أصبح أنا على حبك؛ وتصبحين وأنت من أهلي)
هدرت أنفاسها ومضغتها تعطلت بعد حديثه فلجأت له، رفعت الهاتف قائلة:
-منذر!
وصوته الملهوف رد سريعًا:
-عيونه
ردت عليه بصوت مشتت:
-أنا.. أنا متعبة منذر
-ما بك.. هل هناك شيء؟
-لا أعلم ما بي أشعر وكأنني.. وكأنني..
اختنقت بحروفها لا تعرف كيف تشرح، وكله يتشنج بخوف الإدراك وعمق الإحساس بها..
-أنا عاجزة حتى عن شرح وضعي..
-قولي ما يجول بخاطرك.. بعثري الحروف كما تشائين أنا مهمتي ترتيب النقاط على خطوطك لا تقلقي
تنهدت وهذا الكلام يشتتها فانساب منها الكلام وقد نجحت خطته بالتأثير عليها:
-أشعر أنني على مفترق الحيرة والأنصاف.
تنفست عميقًا فوصلته أنفاسها، فزفر بتعب فيما يستمع لها:
-فيّ النصف من كل شيء لا أستطيع المضي قدمًا والمخاوف تنتابني وتحيط بي من كل صوب.. ولا أستطيع العودة للوراء ولو خطوة.. التحرك للأمام والخلف سيسقطني..
تعثرت وصوتها يضيع أكثر:
-أنا.. أنا ضائعة جدًا وخائفة.. خائفة جدًا
أغمض عينيه بإرهاق.. فبوحها الخافت غير المدروس يوشي إليه بأنها على وشك الهروب..
مخاوفها التي ثرثرت بها ببساطة ولحسن حظه "له" تشعره بأنه حاصرها.. وأنها قاب قوسين أو أدنى من "الندم" الندم الذي سيقضي عمره فيه إن لم يربط نفسه بها الآن وللتو.. دون أن يعبأ بكونه يحاصرها أكثر.. يقبض عليها مستغلاً كل عثراتها وحواجزها النفسية
-أنا بقربك.. كل هذا سيتلاشى سأكون معك تخطين وأركض بك.. تفزعين وأضمك.. تتحررين وأفتح ذراعيّ الحياة لك.. سأكون معك!
رفرفت بأهدابها تمسد عنقها باضطراب ليس وقت كلامه الذي ستطلب فيه الزفاف الآن.
-جيداء!
همس بها بصوت حار.. مشحون.. مرعوب وهي لا تساعده مطلقًا لا تفعل:
وبرجفة تعادل رجفة قلبه ردت:
-نعم!
-أنعم الله على قلبك..
تعثرت ببسمة مرتجفة وهو لم يستسلم لصمتها، بل أكمل:
-دعيني أكون معك بصورة أقرب أكثر.. مكانة تتيح لي موقعًا حيًا في حياتك.. لا ترضيني الفواصل من خلف الشاشات.. والمسافات الآمنة!
مسد جبينه باستنزاف:
-أنت في كل شيء بيننا.. وأنا الآن أطلب منكِ أن تمحي العوائق وأن أظهر بالصورة كما يجب!
هذا الزخم العاطفي والمنسكب كهطل كثيف من غيمة وافرة شاسعة المدى، ضيعها؛ ويعلم! شتتها عن الأرق كحقنة مسكنة تتخدر بها الآن وتعاود التخبط لاحقًا لأنها أمنت بالطمأنينة.. ويعلم، بل خطط جيدًا.. ولا تعرف كيف كانت في أوج حالاتها العاطفية مضطربة فسألت قلقة:
-كيف.. ألسنا معًا؟
رد بأعصاب على وشك الانفلات:
-لستِ معي.. أبدًا لم تكوني.
ثم تابع بانفعال عاطفي يصفعها بقسوة:
-بيننا أميال منكِ.. وشوارع من صدك.. وقبائل من اللا اقتراب خاصتك.. أريدك بمسمى شرعي ألج فيه إلى نوافذك المؤصدة.. القرب مطلوب!
انفعال تلو الآخر.. فقدت تنفسها.. تكاد تنقطع أنفاسها بالجري خلف كلماته، يعدو بالكلام بلا مسافات آمنة، عاد سعيه اللحوح فيها فأكمل:
-القرب منك مطلوب.. الخطوبة لمَ شرعت؟! لفتح سبل الألفة والود.. لدحض مخاوفنا وتحديد قدرتنا على الاستمرار.. أنت بتمسكك الغبي تمنعيني من كل شيء، وتحرمي نفسك أيضًا
كان دورها لتقتنع فكلامه كله رضا تنحني فيه طوعًا، كل قنواتها العقلية موقفة، كل شيء يدعوها بأن تومئ بالرضا دون أن تفكر بـ"لا"
-أريدك جيداء.. أنا لا أطيق صبرًا لتكوني معي!
حروفه تنساب من عقلها تنصب في قلبها، تتمدد في كل جزء حيٍّ نابضٍ.. ترتعد بالإثارة وصوته غير منصف البتة يؤرجح حبال أنوثتها على صخب هواه:
-لم تعد تكفيني الأحلام.. أريد قربك يقينًا.. واقعًا.. أحقق فيكِ كل ما هفت نفسي وعفّت عنه.. أريدك حلالًا و..
-اصمت!
-ماذا جيداء.. هل تستغربين؟! أنا رجل عاشق يريد حبيبته
-تأدب
-خيالاتي نحوك لم تكن بريئة أبدًا.. لا تنضمي في خيالي أو أحلامي بصورة مؤدبة عليك أن تدركي ذلك جيدًا.
هسيس أنفاسها كل ما يصله فيتمادى:
- سأشرح لكِ فيما بعد.. فالآن أنا مقدر جدًا لحيائك.
بأصابع مرتعشة أغلقت الهاتف في وجهه، وانهارت على السرير، لم تعد تحس بقدميها، ضربت وجنتها.. مجددًا كررت ضربها وتلميحه المعتاد يزداد جرأة! هو محق هي تلاحظ كل ما يصدر عنه وهي بقربه.. أنفاسه نظراته وحتى كلماته الجريئة، دست نفسها في السرير حانقة من تسيير الحديث كله إلى هوى منذر وهذا ما يرعبها، أن تكون له الكلمة العليا في كل شيء وأي شيء، عادت اتصالاته وصوته الحار يضرب قاصفًا كل قوتها الواهنة.. نحت عقلها الذي فقد آخر ذرات تعقله، جذبت الهاتف وسحبته، وبذات الرجفة استقبلت مكالمته فجاءها صوته الغاضب
-جيداء لا تقفلي في وجهي!
وكان ردها ما تمناه.. ولا تعلم أنها وافقت على أكثر شيء ستندم عليه لاحقًا:
-دعنا نعقد القران منذر!

**

في مضافة آل الغربي عقد سليمان اجتماعًا طارئًا بشأن خطبة وضاح من ابنة عمته "آرام" جهز المضيف، واستقر في كرسيه الذي لا يستحقه يستند بعصاه مفكرًا برفض وضاح وكيف سيتعامل معه، في داخل المضيف، جاءه اتصال من " ابنه" يخبره بزيارة إنصاف لبيت زوجته الأولى، استشاط غضبًا ونهض بغير هدى نحو الباب للانضمام لها لينتقم منها، وصل الباب واصطدم بزول يعرفه "ريبال القاضي" حفيد القاضي في دياره، يقف شامخًا مهيبًا كمن له الحق كله في بيته:
-حللت أهلاً ووطأت سهلاً يا حفيد القاضي..
-حياك الله يا عمّ
رمقه سليمان بنظرة غير راضية:
-هل لكم مطالب عندي تودون إرجاعها؟
نفى ريبال الذي لم يتحرك ولم تهتز ملامحه:
-بل بعثني إليك والدي "أحمد" بصفته محامي مأمون العزيز، فالقضية قد فتحت أوراقها من جديد، وأحتاج بعض المعلومات منك.


انــتـهــى .
مع ودي وقبلاتي💜





التعديل الأخير تم بواسطة Lamees othman ; 05-03-22 الساعة 10:04 PM
Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 10:46 PM   #1968

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 512
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

كل سنه وانتي طيبه العمر كله يارب 💚💚💚💚💚
shezo and جولتا like this.

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-22, 01:47 AM   #1969

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عودا حميدا يا لميس والف الف حمدلله على سلامتك حبيبتي ان شاء الله ماتشوفين شر تاني وكل عام وانت بخير عسى ايامك تمتلي سعادة وراحة بال وربي يعطيك الي يرضيك ❤️❤️❤️ happy birthday 🥳🥳🥳 الفصل جميل تسلم الادين الحلوة ❤️❤️❤️ من وين طلعتلنا آرام ما صدقنا ينقلع حمزة تجينا آرام 😟 بس الاسم مميز الصراحة لكن خليها تبعد عن وضاح احسن الها والنا 😉

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 06-03-22, 01:48 AM   #1970

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 44 ( الأعضاء 14 والزوار 30)

Maryam Tamim, ‏egmannou, ‏غزالا, ‏Loleabd, ‏taratata, ‏إيمان محمد مانو, ‏هدى هدهد, ‏زهراء يوسف علي, ‏عزيزات, ‏جولتا, ‏Lamees othman, ‏Seham elhenawy, ‏Sekasaso, ‏Rasha.r.h


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.