آخر 10 مشاركات
رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          فرصة أخيرة -ج 2حكايا القلوب-بقلم:سُلافه الشرقاوي[زائرة]كاملة &الروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          نبض فيض القلوب (الكاتـب : شروق منصور - )           »          لا اجيد العتاب (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          من أجل أمي (28) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          إفتقادّ *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          فقط.......دعيني احبك (الكاتـب : المســــافررر - )           »          من تكوني ...؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          لماذا الجفاء - آن ميثر ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11647Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-03-22, 02:57 PM   #2031

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 10-03-22, 09:19 PM   #2032

Nada fathy

? العضوٌ??? » 464238
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » Nada fathy is on a distinguished road
افتراضي

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

Nada fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-22, 01:17 AM   #2033

dal0o3ah

? العضوٌ??? » 457525
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 38
?  نُقآطِيْ » dal0o3ah is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة الله يعطيك العافية

dal0o3ah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-22, 03:25 PM   #2034

سلمى احمد احمد

? العضوٌ??? » 497672
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » سلمى احمد احمد is on a distinguished road
افتراضي

Gooood luck ☺☺☺☺☺☺☺

سلمى احمد احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 07:37 PM   #2035

زهوةفرحة

? العضوٌ??? » 484921
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » زهوةفرحة is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
تسجيل حضور بارت اليوم السبت 12مارس بإذن الله


زهوةفرحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 08:57 PM   #2036

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



السلام عليكم .
موعدنا بعد ساعة من الآن مع الفصل السادس والعشرون.💜




Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 09:46 PM   #2037

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



الفصل السادس والعشرون.


يبدأ الحب؛ لحظة ميلاد الاختلال.


أنهى سالم للتو مع أستاذه أحمد القاضي إحدى المرافعات في المحكمة، فقد أوكلها أحمد بالكامل معه وأبهره أداءه وعمله في الجلسة. خرجا بحقائبهما وأرواب العمل الخاصة بهما، زفر سالم نفسًا ثقيلاً بالتعب وعيناه الآن تطلبان غفوة مستحقة بعد الأتعاب
-أحسنت سالم.. تبلي جيدًا.. لقد أبهرتني!
قالها أحمد وهو يفتح زر سترته بعد انقضاء المحاكمة:
-الفضل يعود لك أستاذنا.. لولاك لما فعلنا!
ربت أحمد على كتف سالم بأبوية:
-وأنت التلميذ الذي تفوق على أستاذه؛ بوركت جهودك..
جاءهما ريبال الذي خرج توًا من إحدى القاعات لحضور جلسة تحقيق في قضية أخرى، تقاطعت خطواتهم فسأل:
-كانت كارثية التي حضرتها.. وماذا عنكم؟
ارتفع رأس سالم بأنفة ورد:
-عيب عليك أن تسأل!
ضم ريبال قبضته وضرب كتف سالم معلقًا:
-وحش!
انكمشت خلجات سالم بحياءٍ فطري يخص إنجازًا يستحق الفخر وريبال يكيل إليه المشاكسات بلا توقف، ضم المشهد أحمد بحسرة خالصة وحب يتدفق بين المسامات، فرؤية سالم وريبال ابنه الوحيد مجتمعان بألفة أوجعت قلبه الفقيد فسالم بعمر ابنه الأصغر الذي فقده بدون عودة، غيم الحزن على عينيه مرغمًا فأجلى صوته يخبر ريبال:
-ريبال بني لا تنسَ أن تذهب لسليمان الغربي!
أطرق سالم برأسه ولم يعلق فتفهم اللذان يجاورانه ويقدرانه، فسليمان الغربي عمه هو الآخر ولا يستسيغ فكرة أن يتم التحقيق معه أو يساق هو إلى السجن ومِن مَن؟! أحمد القاضي معلمه وقدوته.. برغم إيمانه بالحق وبشرّ عمه إلا أن هناك خاطر ينبض له رغماً عنه، سمع محاورة الابن ووالده وتدخل بصوت محايد:
-عمّي اليوم سيكون في مضيف الغربي.. هناك اجتماع لنا لذا ستجده هناك.
تنهد ريبال وناظر ساعته متفحصًا:
-إذن يجب أن أكون هناك بعد العصر أي قبل البدء.
أيده سالم بهزة رأس وافترقوا على نية اللقاء لاحقًا، وصل سيارته وفتح الباب يضع الحقيبة وروب المحكمة، استدار للباب الأمامي وأمسك بهاتفه يفتحه، تفاجأ من مكالمات والده فشعر بالخوف لوهلة، هاتفه على عجل وهو يستقل مقعد القيادة
-ماذا هناك والدي؟؟
سمع عجلة الخياطة الخاصة بوالده فعرف أنه في مشغله:
-لا شيء بني.. كنت أريدك في أمر هامٍ لكنه صار الآن ليس مهمًا لا تقلق..
سمع همهمة جانب والده جعلته يتعثر في حديثه مرتين فتوجس قلبه وقال حاسمًا أمره:
-حسنا أنا قادم على أي حال
نفى أبوه مرتين باستماتة:
-لا بني.. لا تأتي.. أخبرتك ألا شيء مهم.. صحيح أخبرني كيف جرت المحاكمة اليوم طمئنّي؟
أدار مقود القيادة فيما يرمي الهاتف جانبًا ويثبت سماعته:
-حالما أصل أخبرك بكل شيء..
الهمهمات مجددًا وصوت والده يغيب ويحضر جعلوه يشك بشيء غير محبذ إلا أنه تجاهله ببساطة
-أخبرتك ألا تتعب نفسك.. أنا بعد قليل سأكون في المنزل.
-جيد أمر عليك وأقلك..
أكمل سيره ووصل إلى شارع قديمٍ من شوارع البلد المعروفة تاريخيًا وصل قرب المشغل ورمق سيارة فضية حديثة مصفوفة بشكل خاطئ لا يفسح لأي سيارة أخرى أن تصطف في الشارع، تهكم في سرّه وتمتم:
-مؤكد هذه السيارة عائدة لسيدة.. يبدو ذلك واضحاً من الاصطفاف الكارثي
هبط من السيارة ولمح لائحة محل والده البسيطة {"الاتكال" لتصليح جميع أنواع الأحذية}، شعور يتضخم بالفخر كلما دخل المكان الذي نشأ وكبر فيه ولولاه ما درس القانون ولا أخذ لقب المحامي الذي هو عليه الآن، لم يخجل مرة أو ينكس رأسه مع سماع الهمزات والّلمزات، بل كان فخوراً بفقره مرة.. وبعمل والده مئة مرة.. وبوالده تحديدًا آلاف المرات، سمع صوت ضحكات فظنها عائدة لزبونة ما رغم رنة الضحكة المميزة التي تطرق ذاكرته كل حين، خطى للداخل وقرون الاستشعار تنهى إلا أنه فعل وبوغت برؤية "نجوى الفقيه" تقف عند حافة الباب مودعة.. كابوسه الأسود أمام عينيه شعر بفوران الدم بعروقه وتلك الرغبة المتوحشة التي تثيرها داخله لا سواها تطفو فردد من بين أسنانه:
-أهلاً وسهلاً بابنة الأكابر!
شهقت مجفلة وكأن وجوده آخر ما توقعته رغم أنها غادرت لعلمها بمجيئه، التفتت له بعينين زائغتين وفم لا يقوى على التفوه
-أهلاً بني تفضل!
قالها والده لتلافي الحرج مع حالة البنت المذهولة وكأنها ترى جسمًا فضائيًا
-تفضلي آنسة نجوى.. ما الذي جاء بك هنا.. ما الذي نستطيع خدمتك فيه؟!
استعصى عليها الكلام وعيناها تمشط كل خلية به ولم يعدها من ترحال التفقد الا إهانته الصريحة:
-إن كنت تريدين ذلك فمعذرة.. فوالدي اسكافي وأنا محامٍ لا نفقه في لعب الأطفال شيئاً، لذا احرصي على الاختيار جيداً في المرة القادمة.
-ما بك سالم؟ الفتاة جاءت للاطمئنان عليّ! ما شأنك بها!
دارت عيناها بينهما فابتلعت ريقها بمشقة وغمغمت:
-لم آت للعب سيد سالم، أنا هنا لأجل عمي حسن الطيب.. أساسا كنت مغادرة؛ بالإذن.
خرجت فتبعها دون نقاش
-توقفي
توقفت دون أن تلتفت فواجهها:
-ما الذي جئت تفعلينه هنا؟ هل لتصلحي حذاءك أو فردة كعب لك في محاولة دنيئة لإثبات فوارقك وترفعك؟!
هزت رأسها بنفي فلم يهتم وشياطينه كلها حاضرة:
-إياك أن أراك هنا
-لا تظلمني.. أرجوك لا تفعل.
-غادري ولا تعودي هنا.. أنا أحذرك.
نظرت له نظرة مستجدية تُقطّع نياط القلب وتوجهت نحو سيارتها بلا كلمة، دخل بخطوات تنهب الأرض وعاتب والده:
-كيف تسمح لها بالدخول هنا؟
رمقه والده بنظرة غير راضية يضغط بقدمه على محرك الآلة وقال:
-أنت تظلمها وأسلوبك غير الحضاري معها في وجودي وعدم احترامي لن أمرره لك.. ضيفتي أنا ولا شأن لك بها..
حلقت نظراته نحو كيس مغلف ومزين جذب أنظار سالم فلم ينتظر كثيرًا وأخبره
-هذه هديتي منها..
وشدد على ياء الملكية في ظل نظرات سالم الإجرامية التي ستقطع الهدية وتلك إشارته لكيلا يتمادى.
-تعال أخبرك لماذا استدعيتك..
حصل على هدوء سالم الذي مسح وجهه مستغفراً ومستعيذاً من الشياطين التي جلبتها رؤية نجوى وهمهم:
-أنا أسمعك.
-عمك سليمان أقنع عمك حمد بضرورة خطبة وضاح من ابنة عمتك آرام بسبب ما حدث لها
**
في منزل منتصر.
كان من الطبيعي جدًا على سلوان التي رمت الغالي والنفيس أن تحارب لبنى في رجلٍ لأجله تعلمت الغزو بغير نزاهة، في الواقع لا يعنيها فكل الأسلحة مباحة في حربها ولن تتوانى.. أول شيء رمته خلف ظهرها كرامتها التي لم تطعمها قربه.. ولم تروها حبه، بل بقيت طوال عمرها ظمآنة بلا سقيا، حين صمتت وجبُنت عن حقها فيه.. لذا لن يردعها شيء الآن وهي تراه أمامها قبل أي رجل.. يحيل في رؤيتها إلى أحد آخر.. بينها وبين طليقها سابقًا.. بينها وبين نفسها.
الآن وهي ترى نظراته نحو لبنى.. وهي ترى لبنى الطرف الأضعف والأغبى ومع ذلك منتصرة، شعرت بغضبٍ غير مفسر، وصفعة استفاقة متأخرة.
مع يقينها المطلق بإعجاب منتصر بها واعتماده عليها أكثر من نفسه، لأنه في قرارة نفسه يبغي امرأة شامخة كالمدن العتيقة.. كالقدس لا أحد يجرؤ على كسرها!
إلا أنها اختنقت واعتذرت بالرحيل مع ذبذبات حميمية لا تخطئها امرأة مثلها.. امرأة تزوجت وتعرف متى يتوتر الرجل في حضرة امرأتـ(ـه) وهنا المصيبة؛ إن كانت الهاء ضميرًا واضحًا عين الشموس، غير مستترٍ مثلها هذا إن وجدت عرضًا في سياق المشهد.
هبطت السلالم بشعور مذل ونفس كسيرة، فقابلتها سكينة التي كانت تنتظر في بهو الصالة بحماس
-قولي لي ماذا حدث؟
أسدلت سلوان انفعالاتها وطالعتها بنظرات مهتزة:
-كنت صورة زائدة عن الإطار.. لم أطق البقاء ولن أحتمل وجودها.
اشتدت ملامح سكينة وبثت أثر التجاعيد المخفاة بحقن النظارة والشباب:
-هل كانت معكما؟
تنهدت سلوان:
-بل اقتحمت علينا المكان وأفسدت جلستنا.
-وتركتِ لها إدارة المشهد.. صحيح؟
أغمضت سلوان عينها للحظة وكأن الحديث سيفقدها طاقتها المستنزفة:
-لم أحتج لترك الإدارة لها.. كان لها العرض كله.. كنت متفرجة فقط.
ثم نطقت بكل ما يعتريها الآن:
-أرجوك سكينة أنا مرهقة الآن ولا طاقة لي بالحديث.. فكل مرة يثبت لي ابنك أنني فشلت بأسوأ الطرق وخسرته
أنبتها سكينة والحديث لا يروقها، بل عزيمة نصيرتها سلوان المتخاذلة قد أغضبتها فليست هذه من اتفقت معها وجاءت لأجلها لطلاق لبنى.. مطلقا لم تكن وهذا ما يثير نقمتها وسخطها:
-هكذا تقرين بخسارتك وتتركين مكانك لها؟
سخرت سلوان بمرارة:
-هه.. مكاني؟
أومأت سكينة فقالت سلوان بإقرار:
-لم يكن مكاني من الأساس.. كفي عن إثارة شفقتي على نفسي.
اقتربت منها بملامح مفترسة:
-بل مكانك ولم يكن يومًا مكانها.. كان سيكون لكِ لو ما ابتعدتُ أنا واختلّت كل موازينه..
تقاذفت بينهما النظرات بوابل من أسى وسخرية:
-أعرف لماذا تزوجها هي تحديداً.. أي خاطر زرعت فيه رؤيتها وهيئتها تلك المتسولة الشحاذة الفارغة من الأصل والنسب.
وهذا ما تنجح فيه سُكينة بث اليقين بكل ما يفعله منتصر بخلاصة أمومتها، جاهلة أن الأم من تربي لا من تلد وتترك:
-أجل اختارها متعمدا لتشابههما لأنها كسيرة كما يصور له خياله المراهق بأنه طائر بلا أجنحة مثلها لهذا انضم إليها يأويها.
ثم هزأت:
-صفقة لترميم شروخ وتبادل احتياجات.
استمعت سلوان للقول بعتابٍ لم تستطع إلا أن تكشف عنه، فزواج سُكينة من حبيبها الذي أحبته قبل زواجها من والد منتصر، وارتباطها به بعد سنوات من وفاة زوجها وطلاقه هو الآخر من زوجته، ترك في منتصر كسراً لا يُجبر، ونصل بعمق المحيط ترك شرخًا في علاقته مع والدته لم يلتئم، لذا آوى لجده ركنه الشديد الذي ربّاه وكبره واستغنى عن والدته التي رحلت للجزء الآخر من الكرة الأرضية بلا أدنى ضمير؛ كل ما حصل من فقدانه لوالده ولوالدته وخيانتها له في صميم قلبه بتلبيتها نداء قلبها ما جعل منه تمثالاً غير مقروءٍ ولا مفهوم، أحبته سلوان بكل ما لديها وكانت تعلم بحبه الذي انحسر كينبوعٍ رُدمت عينه وفقد مصادر حياته حتى جف.. وترك بقعةً في قلب سلوان، كسرت القالب الذي ضم قلبيهما..
-لا تنظري إليّ هكذا.. لم يكن ذنبي أنني أخترت طريقي والرجل الذي أحب عوضاً عن ابن عمي الذي أجبروني عليه..
لم تستغرب سلوان فهي مثلها تركت زوجها لأجل من تحب:
-سيعتري الندم ابني وأعرفه إذا ما أكله الندم لكنه لن يعترف.. كل ما أرجوهُ منك أن تضغطي على مكابح سيطرته.
تفاقم الأمل مرغمًا.. فتباً للحب كيف يُشرّع المباح ويغوي بالقطاف المحرمة.
كيف يلغي مسافات الأمان وإشارات التعقل بمطبات وهم افتراضية:
-كيف؟
-اغويه
-لستُ ساقطة
-كفي عن خراقتك وغبائك.. سيصمد مرة.. اثنتين.. الثالثة لن ينجو والرابعة سيسقط دون عودة، هكذا هم الرجال.
حارت سلوان والفكرة رغم رفضها تستدعي المجازفة:
-غيرها؟
-انجحي بلفت انتباهه لكل ما يجعله يقف مطولاً عندك.. الأطفال أوراقك الرابحة، جوع ابني وحرمانه من الأبوة والعناية ظاهرة فيه بافتراس، قدمي طُعم رعايتك.. وسينهشك بدون تفكير.
-تقصدين أولاده؟
-أظهري الفوارق وأشعريه بقيمتك، كل ما يحتاجه القليل من الذكاء.
محت سُكينة كل ما قامت به سلوان من انفعال لحظي، وسخرت كل شرورها ودهاءها لتعمل طواحين سلوان المجتهدة للظفر وإن قادها الدوران إلى ما تخسر.. المهم أن تكسبه.
ما إن غادرت المنزل حتى سمعت سُكينة صوت سيارات وحركة لم تكن إلا لإنصاف التي جلبها ابن شقيقها لبيت ابنتها، فبعدما غادرت إلى منزل والدها بعد قضاء الطلاق، أقلها أحفاد القاضي الذي ضمن حمايتها بهم وزرعهم أمام المنزل، ارتأت لتخليص بعض المهام الخاصة بها فأخبرتهم بضرورة إجراء بعض الأوراق والتوكيلات التي تحتاج، غادرت البيادر دون أن يغادر قلبها، بل تركته بين طمي أرض مأمون.. بل أرضها هي!
وقبل أن تصل لبنى مرّت لضرتها شقيقة الوجع والشق الآخر من قصة لم تكتب بلسان صاحبها، بل روتها الأعين والأذان بما شاهدت وشهدت وويل لها مما كذبت.
قابلت عريفة وودعتها وداع الأخت لأختها أخذتها في عناق طويل واستكانت في حضنها مطولاً وذرفت دموع فقدها كما بكتها عريفة.
-كنت أختي التي لم تنجبها أمي يا عريفة.. لن أنسَ كل ما فعلته لأجلي، ولن أنسى معروفك معي.. أنت شهيدة ظلمه وترياق وجعي.. لم أجد سوى أحضانك ملاذاً منه.
أخذتها عريفة بين يديها:
-حين تزوجته أمسك عني الإنجاب لأكثر من عشر سنين ازدادت تسع شهور.. كنتُ سليمة معافاة ولم يكن خللاً مني كما صوّر وكما اتهمني إلا أن أهلي سكتوا عن حقي وصدّقوه عليّ وهم يعلمون ضعفه وعلته.
بللت شفتيها تمس عصاها التي تتوكأ عليها وأكملت:
-وحين أعاد الله علينا بفتحه وهبني أول بطن وكانت ناهد بعد ألف محاولة من حبوب التقوية والأعشاب..
رقت نظرتها ومنديل شعرها يتدلى فيكشف ضفائرها المنمقة:
- لذا حين أتيتني ضرة كانت ابنتي صبية، رأيتك مظلومة تعافك نفسه وتبكين ابنتك فقررت حينها أن أعتبرك ابنتي وأكسب فيكِ أجرًا
تعلقت عينا إنصاف بخصلاتها البيضاء تؤمن على أمومتها:
-تزوجك وهو يقرب والدك بالعمر.. ولم أكن ببعيدة عنهُ فلم يكبرني إلا بسنوات قليلة.. حين تعلقت عيني بكِ سألت الله أن يلقي عليّ محبتك ومحبتي وليصنع بيننا وداً
جذبت كف إنصاف وأخذته في كفها المليئة بالعروق البارزة:
-وشاء الله ما كان وكنت لي ابنة.. لم أغضب يوماً منك واجتنبتُ ظلمك وأنا التي عشته وأعرف طعمه.
قضت معها وقتاً محبباً وودعتها وبودها لو يودعها ذكر سليمان من الدنيا.
الآن وهي تخطو ممر حديقة ابنتها كانت مصممة على دحر المكائد التي تحاك حول ابنتها.
بقيت سكينة تناظر مشيتها بلي شفاهٍ وامتعاض من خلف الستارة، وتصنعت الدهشة حين فتحت الباب:
-إنصاف؟ عساهُ خيرًا.. ماذا هناك؟
وإنصاف امرأة مهما تمكن منها الزمان وأنساها كيدها.. فهي تستعيده، فكيد النساء لا يفنى، بل يستحدث:
-جئت لابنتي.. أنا هنا لأجل ابنتي كما أنت هنا لأجل ابنك.
ونطقت الكلمة الأخيرة بمعنى مقصود ومبطن بالبسمة.
-الصدف المفاجئة ما أروعها.
مطت إنصاف شفتيها:
-كانت مخططة.. أحببتُ أن أندهش مثلك فلم أقدر، فأنا تقصدت المجيء وأنت هنا..
وأضافت بضحكة مهددة:
-لنستمتع سوية ويحلو النغم.
-تفضلي إلى الداخل.. لمَ تقفين هنا؟!
قهقهت وهي تلج إلى البهو وتقترب من سكينة مقبلة وجنتيها:
-انتظرت إنهاء استجوابك.
ردت لها سكينة الضحكة وضربتها في كوعها:
-لا نهاية لظرافتك.
ردت إنصاف:
-الخفة بدمي.. لم أكن ثقيلة يومًا ولله الحمد.
كزت سكينة على أسنانها قائلة:
-سأخبر الأولاد بمجيئك.
-أتمنى.. فأنا مشتاقة.
-إنصاف هنا في المنزل.
لم تخطئ لبنى السمع وهي تسمع الصوت في ضبابية الشغف التي علقت بها، جزء منها لم يفقد ذاته كليًا في عاصفة هبوب اقتلعت كل ما شيده منتصر مقابلها، دفعته بعنف فاستجاب لصدمته هو الآخر الذي كان واعياً لما يجري:
-والدتك هنا؟
ردت عليه بعينين تماوجت فيهما خضرة العاطفة والصخب ودكنة المفاجأة فكررت بلا وعي:
-أمي هنا!
انسلت من بين يديه تحاول فتح باب الغرفة والركض إلى الأسفل إلا أنه قيد معصميها مجيباً والدته بصوت خشن:
-حسنا يا أمي نحن قادمان.
ثم وجه حديثه للبنى:
-إلى أين؟
-سأذهب لأمي
زفر بصبر وهو يرمق منظرها الكارثي موجهاً نظراته حول مواقع معينة منها:
-عدلي هيئتك.. فأصباغ عنقك الرديئة مكشوفة ومخجلة لك.
كسى الاحمرار وجنتيها فوق حمرتهما فغرق وجهها في شفقٍ آسر، أومأت بغير تركيز وركضت صوب غرفتها وتركته يقف عند شاطئ الفراغ دون السباحة في بحر زمردها والشفق يظلله، تنهد بعاطفة خاصة ورمق أثرها بتعليق حار:
-حمقاء تدير الصواب والتعقل.
ثم ضحك بيأس غير مسيطر.
هبط السلالم فلحقت به ترتدي مئزر الصلاة انتظرها لحظات ثم دخلا إلى الصالة فتوجهت لبنى نحو والدتها بعناق معنوي يخلص كل مفردات الاحتياج والاحتواء.. ضمة احتاجتها إنصاف وهي تجذبها نحوها أكثر، تَشّد فيها كسرة.. وتفتح جروحًا تقيحت بالاغتراب والعجز، ضمة أقوى وأشد سكبت لها دمعة.. ودمعة تلو الدمعة حتى غرقت في بحر من السكون خمد فيها كل شيء، ابتعدت دون ابتعاد! وبعد الابتعاد الأخير أخذتها بضمةٍ أكبر.
فكت أسر لبنى فتقدم منها منتصر يقبل كفها قائلا:
-أنرتِ خالتي.. حياك الله... حمداً لله على سلامتك وعلى خلاصك.
سألتها لبنى التي تتشبث بها:
-أنت بخير أمي صحيح؟ هل هناك شيء؟
-أنا بخير.. جئت ضيفة فقط
ثم التفتت لمنتصر:
-ولأستعمل منتصر فيما أحتاجه.
ورغم أن تواجد إنصاف شبه يومي مع ابنتها بفضل التكنولوجيا إلا أن رهبة الرؤيا تغسل من القلب أي أثر للتماسك، تنظر لأمها التي تطلقت، تشعر بمشاعر شتى أولها الكسر وهي جربت حياة أمها وما عايشته عند سليمان البغيض.. وثانيها الفرح لمبلغ الفرج.. وثالثها الرعب من المجهول!
عند هذه اللحظة نظرت لمنتصر الذي يحادث والدتها ورويداً رويداً انسكب الأمان كقطرات لكيانها، امتلأ الفراغ وأتخمت بسكناه. فهذا الرجل وإن خانتها الظروف وفقدت كل السبل.. لا يخون.. وهو السند!
أوصلت لبنى والدتها إلى الغرفة التي ستبيت بها، دخلتا تحمل لها حقيبتها الصغيرة وقبل أن تغلق الباب التفتت لها والدتها وهوت بكفها إلى وجنتها
-كنت تستحقينه منذ أول مرة فكرتِ في خيانة زوجك
شهقت لبنى وفرت دمعتها وأصابع والدتها تطبع أثراً لا يمحى إلا أنها صمتت وكبحت شهقة لقوة الألم.
سقطت دمعة إنصاف وهي تناظر اهتزاز بؤبؤي ابنتها:
-ولو أنه جاء متأخرًا فأنا أقر لكِ بأنك لم تتلقي التربية الكافية
وقبل أن تهوي بكفها على وجنتها الثانية تحت استسلامها لم تدرك أي منهما ما حدث، أحد ما خلص لبنى من يدي والدتها بقوة يخفيها خلف ظهره متسائلاً بلهاث:
-ما الذي يحدث هنا؟
حدقت إنصاف في منتصر وهي تراه يقف بينها وبين ابنتها حائلاً.. ولبنى تتشبث بقميصه بضعف كأنه أمانها وكل الخلاص، شيءٌ ما أثلج صدرها المكلوم على ابنتها، بل وأسكن مخاوفها وكل ما يقلقها، إلا أنها رغبت في كسب حمايته أكبر للبنى.
-كنت أحاول إصلاح ما فسد.. أبدأ بتربية ابنتي ولو بعد فوات الأوان.
توسعت عينا منتصر بإدراك فج فالتفت إلى لبنى مستفهما فبررت:
-أمي تعرف ماذا فعلت.. لقد أخبرتها بكل شيء
وإن كان ما فعلته إنصاف صابه بالدهشة فما نطقت به المبجلة صابه بالجنون:
-أيتها الحمقاء لماذا؟
سألته إنصاف بصوت كسير:
-هل تريدها أن تخفي عني ثانيةً؟! ألم يكف ما فعلته وكادت تخسر فيه كل شيء دون أن تعود لي لأحاول حمايتها أو على الأقل أحيطك بما تخفيه الغبية!
رد عليها وهو يقبض على طرف مئزر المرتجفة خلفه:
-أجل هي أخطأت وحسابي معها طويل، إلا أنها زوجتي وأعرف جيداً كيف أتعامل معها وأعلمها ألا تخفي عني أمراً ولا تخطط من خلف ظهري لمؤامرات جديدة، لكن ذلك في حدودٍ أصحابها اثنين فقط.
للعجب لم تكتم بسمتها وهي ترمقه بفخرٍ، رجلٌ شهمٌ وصاحب مروءة ينصر الكارثة ابنتها ومعها، لقد أحسن جده تربيته. وزعت نظراتها بينهما ثم قالت والبسمة تأخذ لونا من التهكم:
-لست مضطراً لتحملها ومسؤوليتها صدقني هي بحاجة لتقويم كبير وأنا على أتم استعداد لذلك.
رد من بين أسنانه بحزم وقبضته تتسلل من طرف المئزر إلى ذراع لبنى بضغط:
-كل ما عليك هو الراحة يا خالتي.. شأن لبنى معي وهي امرأتي تحت سقف بيتي مسؤوليتها مني وأنا لن أقصر مطلقًا لذا هدهدي ما يقلقك نحوها فأنا كفيلٌ بذلك.
ثم جذب لبنى خلفه لحجرتهما ولم ير بسمة إنصاف الراضية فكت حجابها تسترخي على السرير براحة لم تنلها منذ ليالٍ.. ليالٍ طويلة لو تعلم ابنتها.
ما إن صعدت لبنى برفقة منتصر إلى حجرتهما تحت صدمتها بدخوله حتى سألته بلهفة وهي تخلع مئزرها:
-هل عدت لغرفتنا منتصر؟! هل ستنام هنا مجدداً؟
-ليس من شأنك..
تقافزت من أمامه متناسية احمرار وجنتها المصفوعة:
-هل عدت؟ هل سامحتني فعلاً؟
شدها من معصمها واستلقى على السرير برفقتها واضعًا مسافة أمان فبدأت بثرثرتها غير المستحبة:
-أشكرك على موقفك أمام أمي
زم شفتيه بغير رضا:
-نامي يا لبنى.. نامي.. ورائي العديد من المصائب.. لستِ مصيبتي الوحيدة
تنهدت بنعومة ووجوده جانبها يبعث فيها كسلاً واسترخاء:
-تريدني أن أنام؟
تنهد فردت عليه من بين جفنين شبه مغلقين:
-حسناً.. حسناً سأفعل.
ثم فلتت منها تنهيدة مستسلمة:
-شكراً لأنك قربي.
ولم تكد تكمل عبارتها حتى سبحت في نومة هنيئة كان سببها وجوده، وكأن قربه يخمد فتيل أي اشتعال تخشاه، يذلل أي طريق صعبٍ تتوقعه، التفت لها بعد لحظات من سكون أنفاسها فزفر بضيق وهو يشعل سيجارته وعيناه تتذوقان لهفة تأملها برضا:
-نامي يا لبنى نامي نوم الظالمين... عبادة.
وتركته يسهر بين سجائره والأمور التي تشتد عليه من كل جانبٍ آخرها اتصال رجل كلفه لمراقبة والدة أيمن أخبره اليوم مساءً:
-سيدي المرأة عادت لاستقبال الرجال.. اليوم دخل على منزلها اثنان لم يخرجا للآن.
تفقد الحمقاء جانبه وعيناه تتعلقان بأثر أصباغها على عنقها، قائلاً بأسىً وصورة أيمن تلوح من بين أجفانه:
-إن الله إذا أراد أن يهلك عبداً.. سلّط عليه شهوته.
ومس بسبابته ملامحها الناعمة ولمسته تشبه السكينة الأولى بعد الفزع
-نوم الظالمين... عبادة
**
صبيحة اليوم التالي خرجت إنصاف لرائحة الورود في الحديقة التي نادتها على استحياء بعد استقرار الشمس في السماء، تفقدت الياسمينة التي تحتاج تقليماً وتسلّلت عيناها رغماً عنها إلى الغرفة الملحقة بالمنزل والتي يحتلها ابن مأمون، كساها الحنين لحاف البرد وأرجف قلبها لذكره، هدّأت من روع صخبها وملست بخفة على صدرها والتفتت مغادرة المكان وقبل أن تفعل شهقت لمرأى الشاب الذي غافلها وجوده
-من أنتِ؟
تجمّدت للحظات والحروف لا تسعفها أمام ما ترى.. عينان زمردتان كأنهما شعبٌ خضراء يانعة من مرجانٍ، وملامح حيّة أطارت تعقلها، الهيئة والوجه ينتميان لرجل عرفت معه الانتماء واستوطنها كما انتسبت له يوماً وزرع فيها ما أثمر لليوم، كانت رؤيته أكبر من تحمّلها وهي التي خطّطت للقائه وغزلت من شوقها حكايا، تلاحقت أنفاسها وشعرت بالوهن ونظرات الاتهام في عيني الولد تقضي على تماسكها.. رأته مأمون يعاتبها وكأن العمر توقف عند رؤيتها له وهي تزف لسليمان كطير حبيس التقت بعينيه اللتين لا تنسى سهامهما، شاركها الرقص على أنقاض الدمار وأشلاء المشاعر، ارتجفت شفتاها للحظة تطرد ذكرى ليلة مشؤومة عليها أن ترميها طي النسيان. أمالت برأسها ودعت أيمن لقربها فلم يفعل اقتربت منه بدموع:
-أنا آتيك يا أيمن.. يا ابن العزيز
رد عليها بحدة:
-من أنت وماذا تفعلين هنا؟
اقتربت فعلاً وزارت ملامحه.. وكأن العمر يهديها منحةً لعيش شباب مأمون والتمتع بما ضاع وفُقد مع السنين، نطقت بصوت مختنق:
-أنا والدة لبنى
-أنت أم لبنى.. أنت إنصاف؟
ردت عليه من بين دموعها وكفها تتجرأ على الارتفاع وزيارة ملامحه دون لمس:
-وأنت أيمن.. ابن العزيز الذي ورثت ملامحه بالنقش، لقد نجح مأمون في جعلك نسخة منه.. أراه فيكَ حيّاً.
تعجب الشاب منها ورحب بها وتحديقها أخجله فقال بضيق وفشل في حيادية نبرته:
-أهلاً بك بيننا.
-بل أهلاً بك في حياتي.
غادرها يقيم جنونها في نفسه وتركها ترمق أثره بتمتمة وكفها يجول حول خافقها:
-يا رب رحمتك بي.. يا رب رحمتك.
**



يتبع ...



Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 09:51 PM   #2038

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




منزل حمد الغربي (عصرًا)

أغلق وضاح الصيدلية وعاد للمنزل باكرًا على غير العادة، قرر أن يسلك الطريق صوب المصرف ويقل شقيقته فميعاد مغادرتها على وشك، وصل المصرف وبعث إليها برسالة وبالفعل دقائق وكانت معه، تجول معها في سيارته بلا هدى، يسبحان في أفق مبهم، توقف عند مطعم ما، وعاد لها بشطائر الدجاج المُتبَّلة مع عبوتين من المشروب الغازي

-سنكون اليوم أبناء بيادر أبٍ عن جد.
ضحكت لطرفته وتناولت الشطيرة التي تتراشق منها الزيوت
-أين المخلل؟ ألا يوجد معها؟
فتح العبوة الغازية بأسنانه يجيبها:
-كائن الدراكولا المفترس من فضلك ارضي بهذه دون حديث زائد!
عبست والتفتت لشطيرتها تأكلها حتى وجدته يميل لطرفه الآخر أحنت ظهرها للأمام متقدمة نحوه فأحس بحركتها التفت لها فيما تزجره:
-خيانة
ومدت كفها حيث العلبة شبه الفارغة من المخلل والثانية قد أخفاها
-أخذت حصتي هذا ليس عدلًا
التقط حبة خيار وتناولها فيما يشرح كذباً:
-هو ضار لكِ
كانت في حربها لنيل العلبة:
-وما شأنك بما يصح لي وما لا يصح
حاولت باستماتة وفشلت حتى أخذته شفقة فيها وتصدق عليها بحبتين، غصت في أول واحدة منهما حينما التهمتها:
-اترك عينك على ما تصدقت به..
ثم تهكمت:
-لأول مرة تحدث؛ صاحب الحق يعطونه ربع حقه صدقة.
رفع حاجبيه كردٍّ لها، وما إن أنهيا الشطائر حتى أخذها لوجهة ثانية حيث جبل القلعة في عمان، وقبل أن يهبط حرص عليها:
-الآن انزعي عنك لقب رونق الفقيه وتصرفي كشقيقة وضاح البلدي
ضحكت على قوله حتى ادمعت:
-دومًا كنت وضاح وأتصرف بناء على ذلك.
تجولا والتقطا الكثير من الصور تحت غضبه وعدم إعجابه، وانتهى بهما الحال كما بدأ تائهان وممتلئان بالأحاديث وصامتين، حين زاد صمته عن حده أقلقها قلبها وأسرتها في نفسها.. ورحمها حين تنحنح وأشعل سيجارته يخبرها:
-سأنهيها وأعود لكٍ
أخبرته ببساطة:
-لا داعٍ لأن تشعلها بعيداً عني، لن أتأثر..
لم يرد عليها أنهاها وعاد للسيارة استقل مقعده ولحظة حتى عاد للصمت كمن يحاور نفسه، رغم أنها حادثته بشأنٍ ما فأجاب برد لا يعلمه، استرخى في مقعده وأراح رأسه عليه أكثر حدق في سقف السيارة وصمت للمرة الألف.. تركت لهُ مساحة خاصة ولم يتأخر عليها إذ نادى باسمها:
-رونق!
همهمت بنعم فقال:
-رغم غضب قلبي عليكِ إلا أنني لا أفرط فيكِ تعلمين؟
أخذت نفسها ببطء وردت عليه:
-ولماذا يغضب قلبك مني!
رد وعيناه مركزتان على نقطة وهمية في مصباح سقف السيارة:
-ألا تعتقدين أنك قللتِ من شأني بما يكفي!
شهقت فلم يمنحها رفاهية الدفاع إذ أكمل ببساطة:
- لقد صبرت عليكِ وارتأيتُ لأن تكوني جاهزة في مرحلة ما لتتحدثي لي كأخ وصديق لكنك لم تفعلي!
لم تتوقع أن يحادثها بهذه الطريقة التي تأكل قلبها فطلبت منه:
-أرجوك وضاح
رد عليها بصوت واجم إلا أن نبرته لا زالت بنفس الخفوت:
-هل راق لك استغفالي؟ صفي لي منظري؟ أتشوق لرؤيتي بعينيكِ؟
احتشدت دموع العجز في عينيها تهز رأسها برفض، فمنحها لفتة من وجهه مكملاً عتابه:
-هل أبدو لكِ بهذه السذاجة المبهرة لألاحظ كل ما تمرين به وأصمت!؟
أغمضت عينيها تناديه بذات الخفوت مبررة:
-ليس كما تظن.. من فضلك لا تصدر أحكامًا..
حدق بها بغضب تشوبه خيبة آلمتها.. آلمتها حد الصميم:
-أنا لا أصدر أحكامًا.. أنا أصف لكِ ببساطة ما فعلته..
بقيت في مقعدها بوضع المذنبة وبصرها يزيغ بتيه:
-لا يا وضاح لا تظلمني من فضلك.. لقد كنت أبعدك عما يؤرقك.. لا ينقصك الكثير من مشاكلي السطحية والتي ستحل ببساطة وتبقى أنت ترفعها فوق كاهلك، حمايتك لي باتت أرق إضافي لي مما تكابده من أجلي.
نهرها بصوته المرتفع:
-مجددًا لا تقللي من شأني وأهميتك بالنسبة إليّ.. هل شكوتُ لكِ؟
لم تكن في موقع يتيح لها أن تقنعه فأنصتت له وكلها يؤيده:
-تدركين جيدًا أنني لو كنت أعاني من كل شيء فلن تثقلي عليّ.. بل سأحملك في عينيّ وأخذ حقك منه ظالمًا كان أو مظلومًا!
شرعت في أخذ أنفاسها بهدوء، ومعدل نبضاتها بدأ يخيفها، ورعايته وخوفه عليها يشعرانها بضعفٍ بغيض قاتل:
-كان الموضوع صعب البوح به.
تدخل بسخط:
-كان ليكون أسهل لو شاركتك إياه!
ازدردت ريقها تخبره:
-تعلم كنت متعبة ومجهدة، عانيت كثيرًا وأتلفت أعصابي بما يكفي.. لقد أهملت نفسي وكل شيء، وأهملت علاء الذي ببساطة..
رفعت عينيها له لحظة ثم أخفضتهما تعري الحقيقة وتجردها من أي زخرف:
-ببساطة أهملني!
رأته ينتفض في مكانه يزأر بها:
-أهملك في وضعك؟ على أي أساس يهملك؟ لماذا تزوجك أساسًا إن كان سيتركك في أزماتك
بمرارة خالصة وكأن جزء الاعتراف الصغير والذي لا يماثل الواقع بشيء فتح لها أبوابًا من فترة مُرّة.. لم تمر ولم تعبر:
-تطورت الأمور فيما بيننا لمراحل لا أطيق تذكرها.. كسهره خارج البيت طوال الوقت وعدم رؤيته حتى كدت أنساه.. وأنسى وجهه!
أهدابها ابتلت وعيناها قاسيتان لا تحرران دمعهما للوجنتين:
-الأمور زادت عن حدها بعد ولادتي ما بين تشتت وضياع وفقد مبين.. وما عدت أحتمل فواجهته ونشبت بيننا مشكلة كأي زوج وزوجته حاول مراضاتي والتصالح معي إلا أنني أبيت وشعرت بهواني عليه
-شعرتِ بهوانك عليه؟
أومأت بدموع فاقترب منها يأخذ كتفيها بين يديه ووجهها في صدره الذي ابتلع دموعها:
-لا تبكِ إياكِ
رفع رأسها يمسح دموعها يخبرها بين تنهداته:
-أخت وضاح لا تبكِ.. ما عاش من يبكيكِ وأنا أخوكِ.
ضمها لصدره فبكت بصوت مسموع آلمه، عاد كفه نحو رأسها يخبرها:
-أخبرتك ألا تبكي يا عين شقيقك.. وعدٌ عليّ أن أجعله يدفع ثمن دموعك غاليًا.. غاليًا يا رونق.
**
أوصل وضاح رونق التي جفت دموعها على مشارف وصولها، استمالها باللهو والضحك حتى أنساها لم بكيت، هاتف علاء الذي أخبره أنه في المشفى لمراجعة بعض الأمور المالية ولم يفكر وضاح مرتين بأن يتوجه نحوه، يعرف أين يمكث والطريق سهل جداً للوصول إلى مكتبه، خطا في الممر مستغفرًا لكيلا ينسف بتحضره، قرع الباب ودلف إلى الداخل، استقام علاء الذي كان خلف الحاسب وأزاح نظارته:
-أهلاً وضاح.. كيف حالك!
انتصفا المكان بخطواتهما والتقيا:
-لا أهلاً ولا ترحاب بمن حاول كسر شقيقتي..
ضيق علاء عينيه يستقبل المتبقي من وضاح الذي لم يتأخر أبداً
-حين زوجتك رونق.. كنت أظن أنني سلمتها لرجل يا علاء.. لن أقول أكثر من هذا
نفرت عروق رقبة الآخر واسودّ وجهه من الغضب فهمس من بين أسنانه:
-احترم نفسك وضاح ولا تتعد حدودك!
الغريب أنه استسلم لوضاح بشكل كلي لعلمه باستحقاق غضبه، والأغرب أنه لم يحاول مواجهته، بل ترك له حرية التفريغ لأنه في قرارة نفسه يعلم أن لو أحداً مس طرف نجوى بسوء لأحال حياته جحيماً:
-نجوم السماء أقرب لك من رونق
لهث وضاح بتعب ودار حول نفسه بغضب جذل:
-لا تفكر أن تحاول إعادتها.. أو التفكير بها..
التفت له يمد ذراعه مشوحًا بسؤال شرخ قلبه:
-أ تضام رونق معك وأنا معها في نفس المكان؟ أ تجور على رونق يا علاء؟ أ تعاني معك دون أن أعلم بها وهي تداري عنك؟
اشتد صوته وبمشقة يحجم نفسه لكيلا يحطم رأسه المترفع:
-إن لم تكن جديرًا بها.. كنت تركتها لنا فنحن سنحفظها بيننا كجوهرة كما تستحق
-لم أفرط فيها وضاح.. بل اتركها لتأخذ نفسها من الحياة لتعرف ماذا تريد أو تفك
مسد جبينه فيما يكمل لوضاح:
-لستُ قديسًا منزلاً.. لي من الأخطاء التي لا تعد ولا تحصى إلا أنني أحاول فيها وأكفر عنها بكل ما أوتيت من مقدرة..
واجه عيني وضاح بنظرة ثاقبة:
-ألا تخطئ؟ أ معصوم أنت عن أخطاء الدنيا؟ إن كنت أنت هكذا رغم شكّي، فأنا لستُ كذلك.. أُخطئ وأنوب.. وأعود لأنني لست منزهًا
هدر به وضاح غاضبًا:
-لا تقلب المواضيع لوعظ وإرشاد استفد بها أنت، فهي تلزمك..
استدار ينوي الرحيل وقبل أن يفعل رمق علاء بنظرة طويلة طالت وطالت.. بين دفاتر الرجولة وسطور الصداقة وميثاق الأخوة.. عبر بها ألبوم الصور خاصتهما ومحطات العمر كلها، بلل علاء شفتيه فيما سحق وضاح أسنانه وقال من بينهما بعتبٍ عرفه علاء وكسر هامته حد الصميم:
-هذه الأمانة التي سلمتها لك قبل سنوات.. لقد خنت الأمانة يا علاء ولن أستأمنك عليها مجددًا
**
ليلتها لم يعد علاء إلى منزله، بل إلى منزل حميه، استقبله حمد الغربي الذي عاد من صلاة العشاء:
-أهلاً.. أهلاً.
ورغم أن علاء لم ينقطع بالزيارة يومًا وكان تواجده عاديًا نظرًا لعادة رونق في المكوث لدى منزل عائلتها طويلاً فلم ينتبه والدها:
-حماتك تحبك.. الليلة ستطهو لنا المعاليق لم أشتهِ غيرك والله.
-أطال الله بعمرك وبعمرها.. خيركم سابق يا عمّ.
دلفا للحديقة وأثناء مرورهما سقطت بيضة من عش مبني أعلى
شجرة التين فهبط حمد لتبينها ثم غمغم بأسف:
-المسكينة كيف سقطت من عشها.
رفع علاء رأسه لأعلى فوجد غصنًا مائلاً هو السبب لم يفكر كثيراً وسأل:
-أين السلالم الخشبية
-دعك منها الآن سيأتي وضاح ويضبطها.
-لا عليك. أخبرني أين هو؟
أشار حمد نحو غرفة الزراعة الصغيرة المحصورة في حوش دائري للعدة، ذهب علاء وعاد بالسلالم وصعدها سريعًا يجبّر غُصن الشجرة لأجل الصغار الراقدين في البيض، نقرته الحمامة مرتين وخدشت وجهه وأصابعه، إلا أنه أتمّ تجبير الغصن ودعمه بداعم خشبي كان قد طلبه من عمه وهبط إليه ليأخذه، حين أتمّ المهمة الأخيرة كان قد عَلِق به بعض من فضلات الحمامة المنتقمة، هبط وكان باسل متمسكاً بكف جده يناظره كبطل أسطوري، ركض نحوه فأخذه بين أحضانه رغمًا عن أنف الإتيكيت ومظهره الكارثي، جعد باسل أنفه وهو يقف بين قدمي علاء الذي جلس القرفصاء :
-أبي.. ما هذا الذي يحتل كتفك؟
ثم عقب بقرف:
-رائحته كريهة!
ضحك علاء مع جده فأطلق علاء سراحه وحمد الغربي يشكره:
-لا داعٍ للشكر.. كل الداعي الآن تبديل المكرهة الصحية التي أرتدي!
ولجا للداخل ورائحة المعاليق تفوح في المنزل، نادى أهل البيت فحضرت عواطف والمنشفة بين كفيها، ورونق التي أنهت صلاة العشاء للتو
-علاء هنا يا بنيتي.. خذيه لغرفتك يغتسل ويبدل ثيابه.
زمّت شفتيها غاضبة وقالت بصوت مكتوم:
-كما تشاء.
مر علاء بعواطف قبّل يدها وجبينها وناوشها بمعسول حديثه فسلب الضحكة والدعوة من القلب بحلاوة، خطت رونق قبله فلحقها تخصرت تسأله منتصفة المكان:
-ما الذي تفعله هنا؟
لم يعرها انتباهاً، بل قال بصوت هادئ:
-أنتظر منكِ موقفاً أتصرف على أساسه.
رمقته بحدة وحاولت الحديث إلا أنه اقترب وأغلق سعي حديثها بسبابته:
-من دون أي كلام. حددي موقفك وأخبريني به
استعمل حمامها الخاص وأخرجت له ثياباً من صوانها بحكم تواجدهما المستمر هنا، لم يغب طويلاً، بل خرج منتعشًا باسترخاء كسول ٍاقترب من جلستها المتحفزة على طرف السرير فأشاحت بوجهها، اقترب أكثر ولثم جبينها:
-عقد قران منذر بعد أيام.
ردت عليه بصوت متوتر:
-أخبرني عمي
-جيد إذن
هم بالخروج وكل مرة توقفه تسأله ويرد بصبر لا يملكه، ضغط على شفتيه بأعصاب واهنة وسأل:
-هل نخرج أم تريدين احتجازي لأكبر قدر ممكن، إن كنت كذلك دعينا نعود واحتجزيني كما تشائين.
دفعته وخرجت معه بغير رضا مع ملاحظتها إرهاقه وخمول ملامحه، لم تكن تعلم أن مجيء وضاح قصم ظهره، كان وضاح على المائدة حيّاه ببساطة ورد الآخر التحية بحدة أكبر، تناولوا العشاء وتم إعداد النارجيلة لكل منهما وسط صخب مكتوم بانفعالات لو انفجرت لأشعلت الجو، جاء سالم وشاركهم السهرة، كل شيء حال دون رغبة وضاح في أن يجري حوارًا أو يفتح الموضوع برمته، جاء موعد مغادرته ورونق في غرفتها تؤرجح قلبها بين كفيها، ناداها والدها فقصف قلبها صوته جاءت بعد خطوات مترددة وسألت :
-ماذا هناك والدي؟
-زوجك يريد المغادرة.. ألن تذهبي معه؟ عيناه نحو باب غرفتك.. هيا هيا يا ابنتي غادري معه.
دارت عيناها بين وجوه الرجال الثلاثة وردت بارتباك:
-وددت.. وددت لو أبق هنا.. أريد أن أبقى هنا فترة.
تدخل وضاح من فوره:
-دعها يا أبي.. علاء لا يمانع تواجدها.. ولا رغبة لها بالرحيل فلماذا نصر عليها.
كادت تتنفس الصعداء ووالدها يقر بدون أدنى محاولة تفهم:
-أي رغبة التي تتشدق بها يا ولد.. يا ابنتي احزمي أمتعتك.. رضي الله عنك.
تنهد علاء ورفع رأسه يحسم الموقف:
-حسنًا كما تشائين رونق.. على راحتك ابقي هنا
-لا تستمع إليها يا علاء.. ما بالكم تبدون بهذه الطراوة؟
استقام علاء يمسك بهاتفه الذي رن واسم المتصل جلب له فكرةً لم تخطر بباله، لم يجب الاتصال وعاد لعمه ولوجه وضاح متقصداً ونظرة غريبة سكنت اليأس وأشعلت بذرة التحدي:
-أنا لن أضغط عليها.. براحتها.
خرج من الحديقة وعاد بنظره نحو رونق.. وشملها بضمة تحوي الوعود.. واليقين.. وغادر!
وصل سيارته وقبل أن يدير المقود ويحركها هاتف المتصل واستعجله:
-لي عندك حاجة.. هل تلبيها؟
والرد جاءه سريعًا:
-أبشر.. على عيني كل مطالبك يا (الـ) نشمي.
**
ساعة ونصف الفاصل الزمني لقدوم وجهاء عشيرة جنوبية كبيرة، توجهت حيث حي الغربي الذي يشق طرف المدينة، جاء الخبر للحاج حمد الذي هرع هو وابنه للمضيف لتجهيز المكان واستدعاء رجال العائلة..
-لماذا علاء يأتي بجاهة لكي يعود بامرأته لبيتها؟
تنفس وضاح بسخط فيما يرد:
-مؤكد نشب خلاف بينهما على إثره لم تعد معه.
أقر حمد بعد تفكير بسيط:
-لماذا لم تخبرنا إذن؟ هل يصح ما فعلت؟! لقدت كدت أرميها عليه قبل قليل.
نفض وضاح البساط وفرشه الأرض مغمغاً من بين أسنانه:
-سنوبخها لاحقًا عوضًا عما فعلته.
سكت لبرهة يخفي نزقه وطلب بهدوء:
-أبي هل تفقدت مراكيب القهوة؟ هل تكفي الدلال بهذه السرعة؟
ولج سالم للمضيف في نفس اللحظة، يرمق نظافته وترتيبه:
-لقد جلبت دلتين من منزلنا وربيع سيأتي بدلة أخرى أعدتها عمتي عريفة.
صف سالم دلال القهوة، وأشعل عودين من البخور.
-وضاح المضيف ليس بحاجة لترتيبك.. لقد أصبتني بالصداع، اليوم جهزه أبناء عمي لاجتماع كان مقدر لنا لكنه لم يحدث.. لذا كف عن وسوستك.
قطب وضاح وأثاره ما قاله سالم بثرثرته:
-اجتماع.. لماذا.. ماذا هناك؟
نفخ سالم واقترب منه يخبره بخفوت كيلا يسمع عمه حمد:
-هذا ما جئت لأجله مساء اليوم لكن وجود علاء منعني من الحديث بالأمر.
دلف أحد الصغار يجلب لسالم ووضاح ثيابًا يلبسانها عوضاً عن منامات النوم، فأخذ سالم الكيس شاكراً وسار نحو المطبخ بهدوء ما إن أغلق الباب حتى قال لوضاح:
-عمي سليمان اقترح على عمي حمد إقناعك بضرورة زواجك من آرام؟
كرر وضاح بصدمة:
-آرام؟
أومأ سالم فسأل وضاح ساخرًا:
-لماذا إن شاء الله؟ من طلب منه نخوة التزويج وتوفيق أمور الخطبة؟ هل ملّ وترك عنه شأن الأراضي ويود فتح مكتب للتزويج؟
ضغط سالم على شفتيه:
-أظن بعدما حصل لها.. يود لو أن تخطبها.
-يخطبها لأبنائه إذن.. يفكر فقط أن يفتح الموضوع معي، وأنا سأتصرف معه كما يليق.. هذا ما ينقصني آرام التي أكاد أقارب والدها بالسن!
-حجته ما فعلته بنفسها.. يلزمها تقويم على حد قوله.
-موكب السيارات جاء.. أين أنتم يا أولاد؟
تخلص وضاح من بلوزته وارتدى القميص قائلاً:
-جئنا.. جئنا.. نحن قادمون
حث ربيع بالإسراع لأعمامه ولحق به بعدما ترك سالم في الداخل الذي خجل التبديل في وجوده.
بتشعيث شعره استقبل وضاح الجاهة وأبقى كف علاء في يده ضاغطًا عليه فتبسم الآخر وتبع موكب الرجال الذين احتلوا مضيف آل الغربي الذي تم إعداده لطهو زيجة تخص وضاح لم تُعد والآن يستقبلون جاهة لرد رونق ، المجلس ممتلئ عن آخره بالوجوه والرجال، يتوسط المكان وجيههم وشيخهم وبعض من عشيرة علاء مع والده وأخيه.. صب القهوة كلاً من سالم وربيع بن سليمان الذي لم يحضر بسبب ألم قدمه الذي اشتد عليه ووضاح يسير في وسط المضيف يحيي الرجال ويوجه الشبان لصب القهوة والضيافة
-اجلب تمرًا هنا يا عمار.
قدم سالم فنجانًا لمنذر الذي اكتفى بفنجان واحد هزه ببسمة وقال:
-دائمة إن شاء الله.
-دام هَناك يا عريس.
رفع منذر حاجبيه بشقاوة وذكر عقد القران يكاد يجعله يرقص وسط المجلس:
-العقبى لك يا سالم.. افعلها ودعنا نحتفل بك.
تثاؤب لحوح يكاد يفلت من شفتي سالم الذي رد:
-ما الذي دها أخاك ليجلب الرجال في منتصف الليل؟
تذكر منذر أن علاء قاطع عليه مكالمة حارة مع جيداء فقال بحسرة:
-ابنتكم أفقدته صوابه.. جرجرته في منتصف الليالي يطلب قربها ويرد كرامتها.
جذب أسماعهما صوت همهمات قطعها الشيخ محمد الذي قال بعد الصلاة على رسول الله وبيتين من الشعر مدح فيهما (المعازيب):
-حيّ الله الوجوه الغانمة.. حيّ الله وجه معزبنا حمد.
رُد قوله من الرجال:
-تحيا وتدوم يا شيخنا!
استهل بخطبة قصيرة عن الحياة وتطرق في المواضيع حتى وصل مُبتغاه وافتتح سيرة الزواج ومشاكل المتزوجين والصلح بينهم عامداً السلاسة وسهولة التنقل بين الأحاديث:
- ما من غنيمة يكسبها المرء أكبر من غنيمة الألفة وبث المحبة بين المتخاصمين.
همهمات من هنا وهناك تؤيد وتشكر فحثه ذلك على الإكمال:
-وإن دعوانا أن يؤلف الله بين قلوبنا ويمنع عنا رجس الشياطين التي تعبث بالنفس وتخضع هوى المرء لأطماعها. فحال البشر بين كسر وجبرٍ.. ومن استعصى شمله فوجِبَ عليه البتر.
بين صحيح.. ومعك حق.. وبين هزات رأس كثيرة كانت الردود
-كلنا معرّضون لاختبارات الدنيا وزحام المواقف بين الناس ف والله ما رأت عيني قط من مقياس للعلاقات مثلها.
اتكأ بساعده على طرف المسند وأشار بسبابته والوسطى:
-إن تعثر السبيل فيها فليس لضعفها أو إشارة قطعها.. بل ربما سببًا قوياً لإدراك الذنب وإصلاح العطب، وما دامت الأطراف بين نية دؤوب ومسعى، فالله سيُيسّر ويقوم لليمنى.
مشط الرجال كلهم ورفع كفه بإشارة قاطعة:
-أما من استغنى.. فنحن عنه أغنى.. ومن رمى بالعشرة أمام أول بلية فلا مشقة عليه أو حسرة، ومعادن الناس تكشفها الأزمات.. فكم من خلٍّ فقد اسمه من خانة المواقف ومات!
ثم تمتم بآخر ما لديه:
-والدهر بين منحة وسلب.. والأقدار في لوحٍ قد كُتب.. فهون من العسر بنجدة.. يأتيك اليسر هيناً بلا حدة.
ثم ارتفع صوته:
-من عندي ومن عند الرجال الطامعين بكرمكم يا آل الغربي، فإننا جئنا بطلبٍ وكلنا نبغي جودكم وألا تردونا.
تبسم حمد الذي لم يفهم كل هذه الحفلة ورد عنه شقيقه حسن والد سالم:
-الجود من الموجود يا أبا الطيّب..وبإذن الله لن نفشل مسعاكم ..لكم ما جئتم به ولو على قطع أرقابنا..
أجاب الرجل الأقل سناً الذي يجاور الشيخ محمد:
-جئنا للوصل.. حاشا لله أن تكون في نيتنا قطع.
أشرقت عينا علاء.. والغيوم في مقلتي وضاح تتراقص على ألسنة من حرّ وشرور ورغماً عن أنفه أسعدته الجاهة التي جاءت لشقيقته وما فعله زوجها، قطع الحرب الدائرة بنظراتهما صوت الشيخ محمد أبو الطيب قائلاً:
-ما عهدناكم إلا لفعل الخير سابقين.. وهذا عشمنا، إلا أن لعلاء حاجة عندكم يريدها..
ولرنة منطوقه هيبة هزت أركان المجلس:
-امرأته رونق يريدها.. ولكم مني أن أكون كفيلها وأمره عندي أنا.
أقرن القول برفع سبابته نحوه
-لن تأتيكم مضامة.. ولا غاضبة. ولا مجار عليها.. وإن حصل فحينها الحديث معي أنا.. فأمره من الآن
وطرق بكفه على صدره:
-عندي أنا.. ومعي فأنا كفيله
أسبل جفنيه يحجب قراءة معانيها:
-والأمر بين أيديكم يا معشر الوجوه الطيبة.
أجاب والدها سريعًا:
-مثلك لا يُرد.. ولا يُقفل بابنا في وجهه ويُصَد.. اعتبرها جاءت عندك.. ولن تبيت اليوم إلا في بيت زوجها.
ورغم أن حسن كما حمد لا يفقهان سبب الضجة مع عدم بوح رونق إلا أنهما تصرفا كما تقتضي الأعراف ويتطلب الموقف.
أما عن وضاح فكان يغلي على مرجل التحدي الذي كسبه علاء ببساطة رغماً عن أنفه وتهديده له.
-وطالما أمرها عندك فلا قول لنا بعد قولك ونحن نشهد بحكمك وعدلك..
تبسم الشيخ محمد بالرضا وتناول بعض الأحاديث مع الرجال حتى استأذن بطلبها، وقبل أن يذهب ربيع كان قد ناوله عباءته يعطيها إياه
-هذه لها.. إن للحرائر عند الرجال كرامات، أخرجها من بيت والدها بها، سلمت يمين من رباها.
وكان له كما أراد، جاء وضاح لها وأنبأها في سرها سُرّت وركنت عنها الكسر إلى حين.. فالآن هي في حرب أول أسلحتها عدم ثقتها به، وهدفها ألا يفرح بنصره بعودتها فمعه أيام وليالٍ طويلة ليكسب ثقتها التي ذهبت أدراج الرياح.
تجهزت وخرجت لوضاح الذي اقترب منها وألبسها عباءة أبي الطيب قبّل جبينها:
-كوني كما أعرفك جبلاً شامخًا لا يشرخه صدع وتذكري أنني هنا ميلي بكتفك عليّ أعطيك روحي ولا أهتم..
ضرب أنفها الصغيرة ما إن رأى عاطفتها التي أودعتها عينيها:
-ماذا فعلتِ لعلاء الذي جلب مشايخ الجنوب لأجل عينيكِ!
تبسمت بمؤازرة وحب غير مشروط تغدقه عليه ويسعدها تلقيه:
-أنت كل ما أملك.. أنت وباسل كل دنياي.
ضرب بسبابته جبينها:
-وطاووسك ألا يستحق؟
تنهدت تجيبه بهزة رأس.
-اتركها على الله.
**

معازيب: "أهل البيت "

يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة Lamees othman ; 12-03-22 الساعة 10:29 PM
Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 09:54 PM   #2039

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



حيّ نوارة.

فستان من خامة الجينز الخفيف، حجاب أبيض دكّن لون بشرتها وأوضح حبيبات نمشها، ملمع شفاه منطفئ، ومزاج تحاول إسعاده فقد قررت صباحًا أن تُهدي اليوم لنفسها، لم تمر بالمدرسة إذ التحقت بالتربية لحضور دورة تدريبية للإسعافات الأولية، عادت بمزاج حار يشبه حرور أيار(مايو)، دخلت الصيدلية بعبوة ماء ثلجية ومكيف الهواء البارد أنعشها نفضت طرف حجابها وحجبت عن عينيه المستكشفتين عذوبتها بتهوية طرفه

-رباه.. الطقس حار لا يطاق.

-وعليكم السلام!
جذبت الكرسي وركزته أسفل المكيف تلوي شفتيها بامتعاض غافلة عن كونها أخذته على حين غرة من نفسه لهيئتها:
-انظروا.. انظروا من ينظّر عليّ ..السيد وضاح الذي لا يعرف المجاملات النزق على الدوام.
-التحية ليست من ضمن المجاملات..بل تحية الإسلام عدا كونها من أساسيات اللباقة.
اقتربت من الحاجز الزجاجي تسحب قطعة من الكرتون الطبّي، فلم تر الوميض الخطير الذي اشتعل فجأة وانطفأ:
-التي لا تملكها بالطبع.
مزاجها الهادئ لا يعني أنه سيغض النظر عن فوضويتها:
-دعي البطاقة.. وكفي عن فوضاكِ!
حركت البطاقة أمام وجهها المحترق:
-باللهِ عليك دعني من تنظيمك.. أكاد أحترق فقد أخذت الدورة التدريبية تحت الشمس الساطعة ولم يكلفوا أنفسهم عناء تشييد صيوان خفيف.
رمقت قدميها المكشوفتين بصندل مفتوحٍ فجذب نظره ما أولته اهتماماً ورغماً عنه غضب!
كيف تخرج بهكذا منظر!؟
كيف تكون قدميها مكشوفتين والفستان يكشف عن كعبها!
لو كانت شقيقته لما خرجت بهذا المنظر ولقطّع جلد الصندل أمام نظرها.
اشتعلت نظراته وصرف نظره عنها يتمتم باستغفار، فعادت تقول بتذمر:
-الله! ريقي جاف لم تروه كل عبوات المياه المثلجة.
خطت نحو المقعد متأففة:
-أريد عصيراً مثلجاً.. لكنني لم أجد أحداً أبعث به ليجلب لي من كشك عماد.. يصنع عصير فراولة لم أتذوق مثله في حياتي.
اهتز فمه ببسمة:
-ابحثي عن غيري.. لن أجلب لكِ.. محاولتك في استمالتي للعطف فاشلة
فتحت عينيها على وسعهما وقد عبست لفهمه مغزى حديثها:
-ومن قال أنني أنتظر منك سيد وضاح؟ لقد غسلت يدي منك بصراحة.
أجمل ما في العفوية أنها من مسلّمات شخصية صاحبها، الأشخاص العفويون لا يتمسكون بأحزانهم ولا يتشبثون بغضبهم، بساطة تركيبتهم سلسة، قطعها متوازنة بين أسود وأبيض حيث لا للرمادي موقعًا فيها أو قيمة، واضحة مثل الشموس وغامضة كغيمة يحجبها قمر. بساطتهم تتدفق من بين المسامات.. وهذه ثريا بسهولة يستطيع إشعالها أي موقف مضحك، أفكارها غير مقروءة لكن سهل التنبؤ بها، امرأة بين الضد من كشف أوراقها أو التستر خلف خطورة لا يمكنك توقعها، فيها من الخطر ما يجذب التحدي، وفيها من البساطة ما يجعلك تتساءل أي صعوبة مبطنة تخفي!؟
عاد لصوتها الذي ينظم خطبة عصماء:
-إياك أن تربط حديثي باستجداء معنوي منك، أو ابتزاز عاطفي، فأنا لا أفعل.
ابتلع ريقه وكاد يخبرها أنها حقًا آخر امرأة في الكون تجيد الابتزاز أو الاستجداء، بل هي لا تفعل، ولكن كل ما فيها يفعل، لها تأثير مغناطيسي يفرض أوامر لا مرئية تُلبّى بغرائبية عجيبة.. عجيبة لرجل مثله.
أمسكت هاتفها تطلب العصير الذي لن يأتي اليوم، وقبل أن تفعل دخلت مجموعة من النسوة، في الواقع لا تستغرب الزخم النسوي الذي تعانيه الصيدلية هذا الحين، فبكل أسف فشلت مساعي نساء الحي في استقطاب الأقاويل عن خطبتها وطلاقها فيأتين بشكل متعمد إلى الصيدلية علّهن تعثرن بنميمة أو معلومة طائشة ترضي حسّهن الفضولي.
تلاهت بترتيب رفوف المكان قاصدة منع أي حديث قد يفتح واكتفت بإشارة حاجبيها كتحية.
انشغل وضاح مع زبونة ضغطها غير مستقر فأعاد قياسه أكثر من مرّة.. وأخرى قامت بالكشف على كل عائلتها، وثالثة تتجول حتى تصلها وتدعي البحث عن منتجات، التفتت لها ثريا:
-تفضلي ما الذي أستطيع خدمتك فيه؟
الفضول؛ يُقال أنه امرأة غبية وقعت في حب رجلٍ ولم تتوانَ عن فضح نفسها.
لذا تحمست المرأة وطلّ بريق خطير في عينيها:
-كنت أبحث عن غسول للبشرة؟
أرشدتها نحو رف خاص:
-منتجات العناية بالبشرة في الجهة المقابلة لك.
-حسنًا..
استدارت صوب المكان وقبل أن تفعل افتعلت النسيان
-آه ثريا صحيح.. لم يتسنَ لي أن أكلمك بعد حادثة فسخ الخطبة.. ألف لا بأس عليكِ.. أتمنى لكِ العوض.
زفرت ثريا وردت بيقين:
-عوض الله آت لا محالة.. أنا بألف خير لا تقلقي.
اقتربت المرأة مما أثار نفور ثريا:
- أ هو صحيح ما تناقله الناس بشأن..
-لا أعلم ما تناقلته الألسن وصدقًا لا يهمني.. هذا نصيب وانقطع. الرجل ذهب في حال سبيله كما أنا وإن شاء الله نلاقي ما نستحق.
ثم قطعت دابر الحديث:
-لذا معذرة منكِ.. لا طاقة لي بفتح أحاديث عن صفحة مطوية.
قطبت المرأة وردت بمنطقها:
-لكنك كامرأة يجب أن تقولي ويكون لديكِ حجة تدافعي بها عن نفسك وتدرأي الشبهات التي تطالك.
انفعلت ثريا هذه المرة وارتفع صوتها:
-وأي شبهات تلك التي سأقوم بدرئها عن نفسي؟ من فضلك احترمي نفسك وأطبقي على فضولك الذي جلبك هنا بلا حاجة.. وإن كنت لا تودين شيء فأنت تعطليننا هنا
التفت وضاح للصوت وهتف بصوت عال:
-ما الذي يحدث هنا؟
-بل أنا التي جئت أسأل.. لماذا أقدمتِ على الطلاق؟ هل تودين خراب بيتي؟
أُجفلت ثريا على صوت ريّا زوجة سعد طليقها السابق التي اقتحمت المكان بصراخ فواجهتها ثريا بحزم:
-اخفضي صوتك من فضلك.. ثانيا أنت تعرفين أنني لا أفكر مرتين في رمي كل شيء لا يلائمني خلفي..
ثم تخصرت في وجه ريّا الإجرامي:
-والأهم أي خراب أود أن ألحقه ببيتك؟ لا حاجة لي بتخريب ما هو مهدوم وعاث فيه الخراب كبيتك مثلاً
اقترب وضاح بعد اعتذاره من المرأة صارخاً بالجميع:
-من فضلكِ.. احترمي المكان الذي أنت فيه، أو اخرجي من هنا.
ثبتت قدميها في المكان تتحدى وضاح:
-أرني ما أنت بفاعله!
وهنا وضاح صَمَت.. ليس عجزًا! لكنها امرأة عديمة الحياء وليس من شيمهِ أن يناطح امرأة لذا ترك أمرها لثريا وتدخله وقت أن يحين الأمر.
راقبها تلتفت إلى ثريا تشهر سبابتها في وجهها:
-وأنت ابتعدي عن زوجي وإلا أذيتك.
مطت ثريا شفتيها:
-بل وفري أذيتك لزوجك ودعيه أن يكف بلاءه عني ويتوقف عن ملاحقتي.
العرض كان أكثر من كافٍ لتجمهر البعض خارجًا مما عزز في ريّا شعور الهجوم والحريق في ثُريا:
-بل أنت كفّي عن العبث معه؟
اقتربت منها ثريا بشّر وما يقف عن صفعها ذرة تعقل واحدة فلن تخسر نفسها وتُجر لسوقية ريّا:
-ما الذي تقولينه أنتِ أيتها المجنونة؟ اخرجي بنباحك من هنا قبل أن أجرجرك مُرغمة.
مدت ريّا يدها في محاولة واضحة للضرب:
-ما من مجنونة فاسقة سواكِ، وإلا ما خطبك مع الرجال تخطبين وتنهين بكارثة بكل مرّة تجلبين فيها الحديث عن نفسك وتأكدين الشبهة عليكِ.
-أي شبهة أيتها الهابطة.
وكان آخر ذرات تعقل ثريا قد طار وحلّق.. حلّق!
أين ضبط النفس من شخيرها وهجومها على المرأة بلا مقدمات، أين نسيت نفسها وهي تشتبك في عراك حامي الوطيس عجز فيه وضاح.. فليس رجلاً يُقحم نفسه في نساءٍ قد يتهمنه لاحقًا، إلا أنه صرخ في النسوة
-تحركن وافضضن الاشتباك.. ما الذي تنتظرنه؟
لبّت إحداهن وتقدمت صوب ثريا تحاول فكها خوفاً من ريّا إلا أنها بسحبها ثريا أضعفت حلقتها فهجمت الأخرى بشراسة، ومن حيث لا يعلم وضاح جاءت النجدة متمثلة في امرأة عرف أنها والدة موسى طليق ضحى، تجرأت وسحبت ريّا بعيدًا مما أجبر وضاح على جذب معصم ثريا وجرها خلفه مقحما إياها غرفة الكشف ومغلقًا الباب خلفها، خرج للبهو وأمر الجميع بالخارج مهدداً ريّا:
-هذه المرة أخرجتك أنا.. المرة القادمة ستخرجك الشرطة.
غادر الجمع المكان وبقيت والدة موسى التي طلبت رؤية ثريا سمح لها وضاح فدخلت عليها الغرفة
-أنت بخير؟
تنفست ثريا بعنف:
-بخير.. بخير
-لماذا استجبتِ لاستفزازها؟
-لأنها تستحق
جاورتها وهدأتها قليلاً وما إن شعرت أنها في حال جيدٍ حتى خرجت من عندها، لم تستغرب ثريا من أمرها ودفاعها عنها فهي تؤمن بالجانب الآخر بكل شخصية منا
من خيرٍ أو شرٍ..
رمت عنها روب المهنة وسارت جيئةً وذهاباً بغير هدى تأكل عصبيتها وتفرغها في خطوات بدائرة مفرغة حتى جاء وضاح وفي يديه كأسين من العصير رمقته ثريا بزمة شفاه وعلقت:
-تأتي بالأشياء الصحيحة في الأوقات الخطأ.
كتم بسمة مُلحّة وسأل:
-ماذا عن العرض الشيق الذي شهده المكان؟!
اقترب منها حيث كانت تجلس على طرف السرير، ناولها كأس العصير وأخذ كأسه متكئا على جانب السرير الذي يقابلها عاقداً قدميه متحضراً لجلسة استجواب.
-هل جئت تستجوبني؟ أم تكيل إليّ التوبيخ.
رشفت من كأسها فرمقها برفعة حاجب:
-من أين تمتلكين هذه الجرأة؟
ردت بلا مبالاة بعد أن بللت شفتيها:
-بعد أن أيقنت أن ليس هناك ما بحوزتي قد أخسره.
ضغط على شفتيه وأسبل أهدابه يحجب عن عينيها محيطًا بعمق وجعها يحتوي؛ لو أَذِنت وبسطت مواجعها بين شطآنه.
-كم عمرك أنت!
كزت على أسنانها تبتلع إهانته:
-ليس من شأنك؟
لا زال بنظرته التي تحط على الأرض وبسمة متلوية تكشف خبث نواياه:
-قلت لكِ كم عمرك؟؟
تخصرت تكمش جسدها إليها مهاجمة:
-من الذوق ألا تسأل امرأة عن عمرها.
رفع عينيه لها وللحظة اختلت موازينها لوميض الإصرار في عينيه؛ بصورة أرهبتها:
-ستكون آخر مرة أسألك
تصنعت الشجاعة وقالت مستفيضة بشرحها:
-حسنا ثلاث وثلاثون سنة إلا شهراً. سيكون ميلادي الشهر القادم أي في رمضان. مما يعني أنني سأحتفل فيه بطقوس مميزة كجلب التمر الهندي والقطايف.
-إمم.. لست أصغر مني بكثير على.. أي حال.. ولهذا سيكون لك مني طبقًا يرضيكِ.
ثرثرت على غير العادة بانطلاق غير مسبوق في ظروفها الأخيرة:
-أجل أعلم ولهذا أستهلك كل صبغات الشعر في المكان، والآن لم تعد تهمني.
شتم نفسه لزلته التي أراد بها مناوشتها، زفر بهدوء مغيراً دفة حديثه:
-وهل يصح في اسمك وعمرك وحكمتك يا ثريا العظيمة أن تدخلي في عراك بالأيدي وتجعلي نفسك فريسة سهلة لصائدات النميمة؟
أشاحت في وجهها تمتم:
-لا يهمني!
زجرها:
-بل يهم!
-لا أعبأ صدقني.. كانت تتهمني وتكيل إليَّ الكلام المهين هل سأسكت لها؟
رد عليها بمنطقية:
-هذا طعم لكي تنفعلي.. ما بك؟ هل يليق بك مشاجرة في مكان محترم كهذا؟ هل يليق بمقامك واسمك أن تفعلي ذلك؟
التفتت له وقد ظهر أن الحديث عرّى جزءًا لا تود أن تكشفه:
-هي جاءت بشكل خاص لتتأكد من عدم نيتي للعودة لزوجها.
ابتلع ريقه بمشقة وبدأت تتماوج فيه الأفكار غير المفهومة رغم أنه أمسك بأول خيطٍ:
-هذه زوجة طليقي السابق
دق قلبه!
وتغيرت سحنته!
وعاد الاختلال اللذيذ لها.
لم يكن يريد سماع المزيد لكن حديث المرأة أشعل فضول (الرجل) داخله قبل (العاشق).. وهذا ما جعل طنين الكلمة ينسف جسر أحلامه المشيدة من سراب..
تنهدت تكمل وقد أدركت أنه لا يعلم بقصة حياتها المكشوفة ككتاب للجميع:
-يبدو أنني لم أخبرك من ملامحك هذه. سعد كان خطيبي السابق.
توقف عند كلمة (خطيبي).. وضرب بأول لبنة لاستكمال جسره؛ رغمًا عن أنف الواقع وما يبني من مستحيل.
-تم الطلاق بيننا قبل الزواج بأيام.. حدث ذلك قبل حوالي اثني عشرة عام، كنت صغيرة وقد كشف الله لي سوءة فعله وتخلصتُ منه.. وهذه الجاهلة لا زالت تخشى مني وتريد التخلص مني
أكملت ضاحكة:
-لكنها على ما يبدو ستبقى خائفة طوال عمرها.. فأنا سأبقى كشبح يتبعها..
لم يركز في قولها الأخير ولم يعره أهمية:
-هل يلاحقك ...هو؟
-أجل ولهذا نائل دائما له بالمرصاد
القهر فيه غلب فضوله فلم يود سماع الكثير من القصة وسيترك أمر خاطبها والتوصل له.. لضمان اطمئنان باله وراحة قلبه التي ذهبت منذ أن حلت كضيف غير مرحب به في حياته.
ارتكزت على الرافعة التي تسند السرير:
-أ تعلم لم يختلف سعد كثيراً عن حمزة كلاهما يشيان بسوء اختياراتي وفظاعة ارتباطاتي.. إلا أنني حين أفكر في أمرهما وأقارن أرى ما يثير دهشتي.
استسلم لغفوة اعتراف صغيرة تأخذهما من قيود المفروض والدهشة التي ستعتريها ما أن تكتشف ثرثرتها
-في خطبتي الأولى لم أكمل العشرين.. وكأن عمري الضائع بين الصغر والطيش سهل التئام جروحه، لقد تجاوزت الأمر ببساطة.. ولم أقف مطولا عنده، بل استطعت تخطيه بسهولة إلا أن هنا الأمر مختلف
شردت رغما عنها وعيناه تجولان بلا إذن حول طرف وجهها الداكن اليوم، وحركة شفتيها التي توقف عندها طويلاً:
-ظننت أن خذلاني منه أكسبني قدرة على المواجهة والتعامل بقوة؛ إلا أن ما حدث كان العكس كله، فقدرتي واهنة وهشّة وكأن هناك تناسبًا طرديًا بين حجم الألم والنضج، فكلما كبرنا اتسعت رقعة النضج بما يناسب مقياس الألم.
-كل تجربة تترك فيكِ ما تستطيعين على مواجهة الأقسى منها.. نحن صنع الخيبات والمآسي والضربات ثريا.
كان مستمعاً فاشلاً في المواساة.. وعاجزًا عن احتوائها
-أحيانا أتساءل هل هناك ما اقترفته في حياتي لأبتلى مرتين برجلين لا ينتميان للرجال
تبسمت مرغمة والتفتت له:
-لم يكونا من احترامي.. لك
عض باطن فمه من الجانب فاستمع لثرثرتها التي لن تنتهي إلا بطلوع قلبه وطلبه الزواج منها ليتصرف كما يجب.. أو يتيح الحلال لهُ:
-هل هذه رسالة من الله.. ألا نصيب لي في الزواج وعليّ أن أكف عن التأمل برجل
وعند هذه الكلمة شهقت وابتلعت سبة بذيئة لنفسها فتحركت بضيق ترمق كأس العصير الفارغ.. والكأس الآخر الفارغ مما يعني أنها ارتشفت كأسها وكأسه فالتفتت له بشهقة
-هل شربت كأسك؟
أومأ بضحكة فضحكت بعصبية:
-لم تنبهني!
-جلبتها لكِ أساسًا
ضحكت تخفي الخجل والارتباك:
-ارتشفتهما في غمار الثرثرة.
ثم أضافت له:
-أنت مستمع جيد.. ها قد بحت لك بكل أسراري.. تبدو مصدر خطر لي.. سأقتلك
ضحك على قولها كما ضحكت هي، تنحنح يرمقها بنظرة ذكورية خالصة خرجت مرغمة عنه مما أربكها وأخل بتوازنها للمرة التي نسيت عدها
-قدراتك في المشاجرات أبهرتني.. تبدين خصمًا غير سهلٍ.
وهنا غرقت في خجل أنثوي لم يسبق ولو لمرة.. أن رآها فيه مما جعل قلبه يخفق بعنف.. عنف خطير يعلم خطره!
تمتم لها قبل أن يخرج:
-أنتِ امرأة خطرة!
**
يوم عقد القران
على مائدة الطعام حضرت لبنى وجبة العشاء قبل الذهاب لعقد قران منذر، جلست على الطاولة رغم أن منتصر استعجلها لكنها أخبرته بحاجتها لتناول الطعام، جاورت زوجها تأكل بصمت، لا تشارك أحداً الحديث، تتناول بآلية وسرعة استغربها منتصر، عبأت طبقين ومدت يدها لطبقه تأخذ قطعة الروبيان التي تبقت في طبقه، رغم تذمرها مسبقًا من المأكولات البحرية وعدم حبها لها، إلا أن شراهتها الليلة فاقت كل توقع فهمس لها منتصر:
-أنت بخير؟ هل أضيف لك بعضاً من الروبيان؟
أيدته بهزة رأس وعيناه تلمح ارتفاعاً طفيفاً في وجنتيها بفعل امتلاء غير ملحوظ سوى لعينيه:
-أجل اجلب لي منها مع الصلصة.. مذاقها مبهر غير متوقع!
قطعت المعكرونة وتناولتها بشهية تركت أثراً على شفتيها وجانب وجهها رمقت منتصر الذي توقف عن تناول طبقه وبدأ بتقطيع المعكرونة لها
-ما بك؟ هل شبعت؟
حدق بها بصبر يحاول فك شيفرتها ويرد:
-لا لقد شبعت!
-الطعام لا يعوض؟ أ لم يعجبك الطهي؟
نفى وكله يفكر في استحالة حدوث حملها في هذه الفترة، وبطبعها الحالة النفسية تفقدها شهيتها، كانت في مرحلة الافتراس وسكينة ترمقها باشمئزاز أقرب للنفور..
-ما بها شهيتك لبنى؟ تبدين غير طبيعية.
للحظة توقفت أمام التعليق الفج إلا أنها لم تبال وأكملت تناول طعامها بلا ضمير:
-طعام أمي السبب؛ ماذا أفعل؟ يعز عليّ أن أترك الطعام.
بللت شفتيها ترتشف عصيراً وتقول بحماس:
-اقترحت على والدتي أن تصنع لنا المكمورة غداً
التفتت لمنتصر بكليتها:
-والدتي تصنعها بطريقة تجعلك تنسى كل مذاق تناولته قبلها.
-سلوان قامت بدعوتنا لحفلة شواء سمك في المزرعة.
زفرت لبنى تخبرها ببساطة:
-لن أذهب.. أود استغلال جدول أمي للطهو هذه المدة.
ثم استقامت من مكانها وقبل أن تصعد السلالم عادت للمائدة تسحب قطعة تلوكها متلذذة:
-أعشق الروبيان.. أعشقه!
صعدت تتجهز وقبل أن تُكمل زينتها جاء منتصر الذي جهزت له حلة رسمية بلا رابطة عنق كما يفضل؛ جاورها يغلق أزرار قميصه متعدياً عن أول زرين، أسرف في رش عطره، وقبل أن يصلا السيارة طلبت من أيمن الذي ذهب برفقتهما بطلب شخصي من منذر أن يقوم بالتقاط صور لهما في أكثر من وضعية، ولم تكتف إذ التصقت به والتقطت صورة شخصية نشرتها سريعًا مرفقة
(معك فقط أدركتُ كيف يمكن للانتماء أن يتجلى في لمسة يد، ونظرة تسكنني فيك وتأويني).
من دون أن تدرك أنها فتحت أبواب سقر على مصراعيها، وسلوان تنتهج آخر شيء فكرت أن تقوم به، فبعد دقائق من وصوله البيادر بانتظار عائلة منذر للتوجه إلى بيت عروسه؛ التي طلبت أن تتم أجواء الاحتفال في حدود ضيقة، وصلته مجموعة من الصور المرفقة ببضعة بصمات وأماكن لحادث تم فتح قضيته أُرسِلت برفقتهن صورة لها في وضعية إغرائية ببلوزة قطنية بكتف واحد يكشف عن مفاتنها بوضوحٍ فجّ وزينة كاملة غير ناقصة مع ميلان للأمام وزاوية تصوير تثبت مدى جودة المنحنيات.. والصورة جاءت من المرفقات بالخطأ.. ولتأكيد الزلل لم تفكر بمحيها!
ملست لبنى بطنها غير البارزة وعلقت بتذمر:
-لقد أكثرت من الطعام على ما يبدو.. هناك بروز في بطني مزعج.
تمعن منتصر في هيئتها بتركيز رجولي بحت ولم ير ما تدعيه إلا أنه علق بتهكم:
-لم تكثري الليلة.. بل هذه تراكمات عزيزتي!
شهقت غاضبة تلتفت له متهمة:
-ما الذي تعنيه؟
**
اكتفت ضحى بثوب بسيط زهدت فيه حفل الليلة ومن دون أي إضافات إلا من ملمع شفاه بسيط وكحل أجبرتها عليه ربيعة
-هذا حفل تزيني.. وزيني نفسيتك.
ثم كورت وجهها بين كفيها:
-لا تزهدي في كل شيء؛ أعطي الفرح حقه والحزن حقه لا تسرفي ولا تتطرفي في ردود أفعالك.
صعدت للسطح تشعر باختناق غير محبب لا تريد به إفساد وإثارة توتر جيداء المتوترة أساسًا، مشت حيث السور وقبل أن تفترش يديها طرفه وجدت الحمامة الزرقاء قد سارت صوبها أشرت لها بحنو:
-تعالي..
سارت الحمامة بخطوات مدروسة من أطراف أناملها إلى ظهر كفها متمشية على طول ذراعها حتى سكنت في نقطة ما، لفت فيها ضحى يدها الثانية واحتوتها تمشط ريشها الناعم وتهدهد روحها بقربها..
-ما أوفاكِ.. وما أصدقك!
بقيت في عش ضحى طويلاً غافلة عن عينٍ سجلت المشهد بأكمله آسفة.. لم يكن سوى موسى الذي استيأس منها وبحث سريعاً حتى استقرت نظراته على سطح الخباز:
-لماذا يردني قلبي إليكِ.. وأنا في أشد حالاتي زهداً في الدنيا!
هبطت ضحى إلى البهو المزين بزينة بسيطة وهناك وجدت فدوى بوجهٍ خجل ونظراتها تتراقص على إيقاع غزل تعرفه هي جيدًا حدق بها نائل وناداها له فتقدمت على استيحاء ضم كل من فدوى وإياها في حضنه قائلاً:
-أخشى عليكما من الظهور.. ماذا تركتما لأهل الحفل!
ضحكت كل منهما وبصورة عفوية غمرتا وجهيهما في صدره المتخم بالأسى لمَ سيقدم عليه بعد قليلٍ.
**
في غرفة الضيوف..
ولجت جيداء التي تم تحضيرها لعقد القران إلى غرفة الضيوف التي كان بانتظارها كل من نائل كوكيل لها.. وناظم الفقيه والد العريس، وعلاء شاهدًا بالإضافة لسند صديق منذر الذي تابع حالته الطبية كشاهدٍ لمعجزته الحيّة.
-جاءت العروس.
-قليلا من الثقل لا يضرك.. أيها المجنون
علق علاء ساخراً فرد عليه منذر
-جربنا ثقلك يا علاء الذي جرنا بعد منتصف الليل لبيت لرونق
استقبل خطواتها التي تهادت فوق بساط قلبه برجفة عنيفة لا يتعنَ إخفاءها خشي على خطوتها المترددة من عنف قبضته التي وصلت لها وأحسّت بها، جلست مقابلته بوجه مطرق غير قادرة على رفعه على يمينها فدوى ويسارها هدى والدة العريس.
تمسك بطرف الحجاب الموضوع وخفقات قلبها تدوي كقرعٍ عشوائي غير منظم إلا أنه مؤذٍ.. تتلقف أنفاسها بصعوبة وكأنها ستتلاشى بين لحظة وأخرى، يردد نائل ومنذر ما يقوله الرجل الذي جاء ليعقد لهما.
ولحظة واحدة استكان فيها الكون وانحسر كل شيء وبقت كنجمة وحيدة تضيء مجرةً بلا سكن والعبارة تصدح
(بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير!)
كف منذر المرتجفة في كف نائل المستمتع، نفضها بمشقة ورفعها يمسح تعرقها وكأنه في هذه اللحظة جندي أثبت وطنيته وحبه بتلقي السهام التي اخترقت كل شبرٍ منه وما عاد هناك ما يجعله يحيا.
ود لو يغمض عينيه.. ويراها كأحلامه.. بين حدود السراب، وعتبة المستحيل.
كان ليطفو بين النجمات أو يعوم بين الغيوم سابحًا بمهارة!
لكنه الآن عاجز.. ومستهلك.. ومتوتر!
هذه جيداء التي حلم بها مرات المرات قبل أن يلتقي بها؟
هذه التي اكتملت صورتها كزائرة ليلية لأحلامه بلقاء نسف كل تعقله؟
وهذه التي لأجلها ظن بنفسه الهوس.. والمرض! وعانى فيها..
وهذه التي نام لأجلها بألم وحسرة دون أن يعتري قلبه أو يمر بما يؤلمه..
حتى عَلِم وأدرك أنه عاش معها ما لم يظن أنه سيعيشه؛ تخاطر معها روحياً وتعانقت أرواحهما دون لقيا..
يمسها أذى ويصيب قلبه أضعافًا!
تفرح ويصاب بهلوسة فرط سعادة بلا سبب!
تلقى المصافحات وتبادل القبل بتشوش، الزغاريد تسبب له طنينًا أقلقه، زاره الصداع بشكلٍ مؤذٍ غير محبب...
وحين أصبحا في الصالة بين جمع النسوة رفع ذقنها، وميض عينيه غير منصف وتأثره المفضوح أوجع قلبها عليه..
الآن وهو يرفع ذقنها إليه يضيع برجفتها وتكاد تهوي وتُلتقط بقايا لملمس أنامله المرتعشة.. لم تكن شرارة انجذاب.. بل طنين العشق الصارخ فيه.
-كنت نجمة عاليةً.. وأنا فقير حيلتي الرؤيا!
تأملها مليًا يحفر ملامحها في تفاصيل الذاكرة، ينعطف بها في أروقة اكتظت بها وعاد ليزرعها من جديد.
دنى برأسه يترك شفتيه على جبينها، وتنهيدته التي علقت على مفترق شعرها فتطايرت شعيراتها الصغيرة، لم يقبلها، بل ترك نفسه العبق بعطره في خلاياها.. يغزوها دون أن تعلم..
-مباركة أنت يا جيداء.. مباركة لقلبي الذي هواكِ دون رؤيتك.
ضغط بكفيه على كتفيها:
-حين تأوين إلى صدري لأول مرة.. ستدركين أنك تنتمين لي، مقدرة لي قبل أن تأتي أنت.. وآتي أنا.. كنت لي من الأزل.. بشوقٍ عتيق ألفّ مغازله ونسيها في قلبي.
لم يترك لها الفهم وهو يضمها بشدّة فتحت لها أعاصير الشوق كله، فلم يكن ما فعله عناقًا، بل إعصاراً قذف قلبه من محله ورماه فيها يسكنها دون استئذان!


يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة Lamees othman ; 12-03-22 الساعة 10:37 PM
Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 09:58 PM   #2040

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



مع دقته اللا متناهية في المواعيد؛ جاء وضاح متأخرًا هذه المرة، وكأن الدخول إلى مملكة ثريا يستحق منه شحذاً لهممٍ هو فارغٌ منها الآن، صعد الخطوات بتوتر طفيف أحدثته نفسه، فالتهم السلالم يخمد كل هيبة تجعله يحاور نفسهُ مليًا ما الذي تحدثه ثريا فيه غير مشاعره كرجلٍ وكثيرٍ من ألفة!

دخل وجالس الشباب واستقر جانب منتصر الذي استقبله بكثيرٍ من اللهو، شعر بحاجة ماسّة للاطمئنان على رونق فخرج من الصالة الأرضية وبعث بباسل إلى والدته ليخبرها أنه يريدها.

صعد باسل ووجد ليّن تلعب أمام الباب فسألته وكأنها تعرفه منذ دهر:

-أين كنت... لم أرك؟
رد عليها بذكورية:
-أنا رجل أجلس مع الرجال.
رمقته بغير رضا وسألت:
-ماذا تريد الآن؟
-خالي يريد أن تأتي أمي لرؤيته.
شهقت تضع كفها على فمها:
-لقد نسيت... طلبني أبي أن أنادي عمتي ثريا له.
رد عليها بطفولية مضحكة:
-هيا نذهب ونناديهما
دخلت معه ونادت عمتها وعنه توقف عند عمه منذر الذي يقف أمام غرفة ما يشعل سجائره بعصبية فترك والدته وذهب لعمه.
-ماذا يريد نائل؟
تساءلت ثريا بحيرة وهي تهبط السلالم المؤدية إلى الصالة الأرضية، ذيل فستانها عرقل سرعتها لكيلا تقع به، فاستسلمت لهدوء خطواتها بتأني.
كان يمشي بحيرة في الرواق الصغير المنزوي أمام الصالة بانتظارها، سمع طرق خطواتها فمال برأسه مبتسمًا لاستقبالها، تعطلت أنفاسه لوهلة وتدفق سيلٌ محموم بين أوردته، للحظة عجز عن تفسيرها وخاطر ما يأسره بفكرة تشبه الامتلاك دون الأخذ، كانت ترفل بثوبٍ سُكّري، بشفتين مطليتين بحمرة صارخة تذكره بنجمات الستينات، حجاب متقن اللفة بطريقة عجيبة قريبة للعبث معه وأخيرًا توقفت خطواتها منتظرة، خرج إلى المشهد فأُخذت على حين غرّة، هيئة خشنة تنبض رجولة؛ وهي امرأة لم تجرب الرجال.. يومًا.
سترة مغلقة بزر واحد، قميص بلا رابطة عنق، زرين مفتوحين ولون رمادي ينفخ في كينونتها انجذابًا لما خلف النار.
سألت تقطع الدهشة بأنفاس مسلوبة:
-أين نائل
-أين رونق؟
-لا أعلم
-وأنا أيضًا لا أعلم!
ضحكت ملء فمها بارتباك، وشعور مبهم يرمش دون هوادة، أهو الاختلال.. طفو.. حالة من عدم الاتزان.
-جئت بطلب رونق ولا أعلم كيف تبديل طلبي؟
مطت شفتيها متهكمة:
-صدفة لم تكن في أحلامك
غمازتان ليستا بغمازتين يحفرا وجنتيه بصورة بالغة اليوم، خطوط إضافية، وطبقة غير ملساء تتكون قرب عينيه حينما يضحك، هذا الصخب كثيرًا على قلبها.
-لقد خصصتُ علبة مهلبية خاصة بك دون جوز هند ولا قرفة.
رفع حاجبه متسائلا:
-وكيف سأعرف أنا؟
ردت ببديهية:
-بالإحساس... توجه لها بالإحساس!
قهقه على قولها وحس أخرق غير جديد عليه بحضورها يلح في رسم أشياء غير مستحسنة.. هو في بيتها، هي تقف معه تهادنه بضحكة وخجل بات يظهر من جديد وكأن أنوثتها نبهتها عليه.
-عليّ أن أصعد كون نائل ليس هنا!
ود لو يأمر
ليته كان ينهي
أيجود العمر بفرض بقائها
هذه اللحظة حين تبسمت عبقت صدره بسحرها الذي لا يشبه سحر عصرنا!
كأغنية قديمة لُحنت على أوتار عود.
كصوت ريفي من جبال اليمن!
كرسالة بُثت حروفها بقلم مي زيادة!
كانت كل الأشياء التي لا تنتمي لجيلنا.
عبق عتيق مشبع بالأصالة..
كنغم حيٌّ يتضخم بالنوستاليجا قربها
استدارت تصعد وقبل أن تفعل أطلت رونق التي راقبت المشهد في آخره، ورغما عنها شعرت بضيق غير مفهوم، تبسمت لثريا وهبطت نحو وضاح الذي استقبلها بلهفة:
-كيف أنتِ؟ طمئنيني عليكِ؟ هل أمورك بخير..
أومأت في رضا تخبره:
-أنا بخير... ولا تخف عليّ... بألف رجل لو استدعى الأمر.
ضحك لها يخبرها من بين راحته التي غشت قلبه:
-المهم أنك بخير
رمقت السلالم من جديد وعادت له بعينين ضيقتين:
-هناك ما يدور هنا؟ شيءٌ ما يحدث صحيح
رد عليها بصراحة:
-غالبا نعم!
وأكملها بتكشيرة نزقة جعلتها تبتسم وتعلق:
-خيراً... عساه خيراً... اللهم أسمعنا الأخبار الطيبّة.
ومن داخلها لم تكن راضية.. أو ربما راضية... لكن بشكلٍ غير تام.. منقوص يفتقر الاقتناع.

**
سلك أيمن في الشارع بعدما أغضبته أجواء الحفل كلهم رجالا يكبرونه ولم يكن حديثهم أو مزاحهم يشبهه، رأى باسل قرب طفلة صغيرة يلهو بشكل مضحك وكأنه كائن فضائي الكل يرمقه بعجب ويستمع للهجته بصورة مضحكة، وعنه كان يلعب كمن تُرك في الأدغال اقترب الصغيران من دكانة فجذب نظره ظل يتخفى خلف الدكان تقدم نحو الظل وقبل أن يصل وجد لين توقفت أمام الفتاة
-كيف حالك حفصة... تعالي إلى منزلنا لدينا فرح أنا أرتدي ثوب زفاف وضحى حتى ثريا.
انزلقت دمعة حفصة مرغمة فثريا تركتها رغم أنها تعلقت بها وأحبّتها.. لكن عمها كان صادقًا حين أخبرها أنها تركته لأنها تحب زميلها في المكان.
-من أنت؟ وماذا تفعلين هنا.
خطت نحو إنارة عامود الكهرباء فبانت له سحنتها، فتاة بعمره أو أصغر نحيلة جدا بأنف طويل وعينين بكاءتين سمة أي امرأة في الدنيا
-أنا حفصة... ماذا تريد أنت
-أنا أسألك ماذا تفعلين هنا؟
-جئت أسأل عن خطبة الخباز اليوم، عمي حمزة كان خطيب ثريا... جئت أسأل هل تمّت خطبتها من ذلك الرجل الذي تركت عمي لأجله.
مسحت أنفها تكمل:
-لقد أحبّها عمي... لكنها تركته!
يا إلهي!
بئسا للنساء وما تصنع سيرتهن، رباه أ كثير عليه أن يرى امرأة ليست بخائنة.. نموذج جديد واسم مميز يضاف لقائمته المطولة، كره الحديث ودموع الفتاة البكاءة.
-لم تكن خطبة ثريا هذه...
وتركها بدموع أكبر وقد أدركت ما فعلته صباحًا حيث شيعت بين الطالبات أن الآنسة ثريا تطلقت من عمها لأجل زميلها في المكان الذي تعمل معه.
ورغم أن حمزة من حثها على القول إلا أنها شكت بحرقة لأن ثريا تركتها.
لم يكد يدخل في زقاق خاص حتى استوقفه شاب:
-ما الذي تفعله مع تلك الفتاة؟ عيبٌ عليك أن تجرها بين الزقاق وتعبث بسمعتها.. إياك أن تجرؤ على فعلها مجددا.
زفر أيمن من وجوه الحي واختلالاتهم العجيبة:
-كانت تتحدث مع أقربائي.. أنا لا أعرفها ولست مهتما بالحديث معها ولا مع غيرها
ربت الشاب على كتف أيمن
-أحسنت... نفع الله بك. أنا اسمي موسى تشرفت بك .
كاد يود أن يرد عليه إلا أن صوت صرير سيارة اصطدمت بحاوية الحي مع صراخ الأطفال أثار انتباههما فتوجها ببصرهما نحو المكان وصوت لين تصرخ:
-باسل... باسل أرجوك استيقظ!
التقطت رونق الاسم فركضت على السلالم بصراخ:

-ابني ..ابني

**
هرع منتصر نحو مع الجمع الراكض إلا أن رنين هاتفه أوقفه فتوقف يجيب وهناك جاءه الخبر:
-سيدي إن مأمون العزيز في المستشفى العسكري تم نقله بحالة صعبة؛ الكلى عنده متعطلة عن العمل.
جلب سيارته من المصف، وتوقف عند باب أهل العروس، رن هاتفه المخصص للعمل في حين أن هاتفه الشخصي على أذنه يرن به على وضاح للاطمئنان على الصغير، انتهت المكالمة بلا رد فرفع هاتف العمل الذي عاود الرنين وبنفس اللحظة رن هاتفه فناظر الهاتفين بين كفيه وخاطر يقبض على قلبه جعله يفتح أولهما فتلقى الخبر بأسى كما توقع، رفع بصره لمن معه مرددًا بأسف:
-إنا لله وإنا إليه راجعون.

**
طار بها على غيمة شغف، رغم مجريات الليلة الماضية بمصائبها، قرأت فدوى الوداع وأذعنت بصمتٍ لتحيا معه ليلة قبل الفراق.. استيقظت للفجر ولم تجده فآمنت بخذلانه لها للمرة الألف، توضأت للفجر وصلّت وحينما أتمّت التسليم رمقت حقيبة سفره، من دون فوضى استقبلت دخوله وقبل أن يقول حرفًا عاجلته:
-طلقني يا نائل.


انتهى الفصل.

.هذا الفصل أخذ مني إرهاقا لم يسبق أن جربته ..وتمت كتابته في ظروف خاصة لا يعلمها إلا الله
قراءة ماتعة.


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.