آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11596Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-03-22, 03:09 PM   #2121

الضوءالناعم

? العضوٌ??? » 396986
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 378
?  نُقآطِيْ » الضوءالناعم is on a distinguished road
افتراضي


🌹السلام عليكم ورحمة الله وبركاته🌹
روايه جميله حكت عن أُناس مكافحه وربما أكثر قد يجتمع الفقر والمجتمع والتفكير لتأطيرهم في حلقه ،انفصال ثريا الأول وبطريقه مؤلمه كسرت الحلقه ورأت أبعدمن الإطار الموقف اخرجها من عجلة التكرار اكملت تعليمها بشق الأنفس ووضعت لحياتها لبنه صغيره ارتفعت هذه اللبنه بعد الانفصال المرير من حمزه وهنا خرجت من معتقد (اقتنصي زوج وارتاحي فربما يكون ضبعاً لا رجلاً )
الكل هنا توقف في محطه. ولايعني التوقف الوصول فربما يكون كل رصيف منطقة عبور حتى نصل للوجهه الصحيحه.


الضوءالناعم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-22, 12:46 PM   #2122

ghofrane ekvl

? العضوٌ??? » 407311
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 131
?  نُقآطِيْ » ghofrane ekvl is on a distinguished road
افتراضي

شكرااأااااااااااااااااا

ghofrane ekvl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-22, 06:49 PM   #2123

جولتا
 
الصورة الرمزية جولتا

? العضوٌ??? » 464323
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 538
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » جولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond repute
افتراضي

احم احم 💃🏻💃🏻
تسجيل حضور انتظار للحبيب ريبو ووضاحو ومنتصرو وسالمو

shezo, Safa2017, raniz and 2 others like this.

جولتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-22, 08:35 PM   #2124

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 512
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚
shezo, Safa2017, raniz and 2 others like this.

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-22, 09:28 PM   #2125

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



الفصل الثامن والعشرون

عبرة الختام بوصلة الصابرين، وهو رجل حاك للصبر مَغازلا، حيلة قلبه النهاية ؛ سحرها في لذة البداية..
سردها الغازي ..
وخلدها العاشق ملحمة في تاريخه..

استشارة طبية: د .ألاء سعودي.

عرج منذر من باب الطوارئ وسلك الطابق الخاص بالمستلزمات، وصل وجهته حيث سطح المشفى، انتشى من مراقبة العالم من علو، الأضواء تبعث فيه متعة التحليق فيعرج خطوة.. فقفزة إلى سماء أحلامه، هاتفه على أذنه ينتظر أن تتكرم ست الصون والعفاف أن تجيب.. فلم تجب.
هو محسود.. عين حاسد صبت سخطها عليه فأفسدت سعادته لا يمكن سوى ذلك.. ليلة عقد القران يُدهس باسل.. وثانيها أخذه والده لتعزية ابنة خالة زوجة عمه، واليوم ماذا.. ماذا؟ لديه مناوبة ليلية لزميل بدل به لأمر طارئ، وهي عديمة الإحساس تنعم بنومها بلا مبالاة، وهو هنا يكاد يشد شعره بدلا من قضاء سهرته برفقتها. زفر والهاتف لا يرد وخطيبته المذهلة مؤكد في تاسع حلم هو ليس من ضمنها طبعًا، خطى نحو السور وبرشاقة قفز عليه يؤرجح قدميه بتلاعب.. حتى جاء الفرج برنين قبض عليه بلهفة.. فجاءه صوتها ناعسًا:
-منذر.. ماذا هناك أقلقتني.. هل ما زلت مستيقظاً إلى هذا الوقت..
للحظة كبح شتيمة لطيفة تشبه صوتها الناعس جدًا ومنطقها التقليدي جدًا.. فأحيانًا ترى أن الحادية عشرة هي مرحلة ربع الليل الأخيرة.
-حسنًا سأخبرك بشيء.. ثاني شيء سوف أفعله بدءًا من هذه اللحظة، هو خلع ساعتك البيولوجية وإعادة برمجتها، وأول شيء بالطبع هو أن تتكلمي بصوت طبيعي بعيداً عن تأثيراتك الغنجة التي تصب في إغوائي.
طار نعسها فمررت أناملها في خصلاتها وسألته:
-أنا أغويك يا منذر.. بل أنت من تختار مواقيت غير مناسبة في عز نومي.
أجاب تحفزها الضاحك:
-ولماذا تنامين من الأساس؟ أي ضمير تمتلكينه وأنت ترينني مناوباً ولا أستطيع حتى التواصل معك ...
تثاءبت وأجابته والصوت مختفٍ بين التثاؤب:
-لقد انتظرتك والله.. حتى حل عليّ النعاس.. أنت تعرف اللبن والليمون يثيران شهيتي للنوم.. ما إن شربتهما وجدت نفسي في غيبوبة نوم.
-ألم أقل لك.. لا داع لوصفاتك المضرة بالمعدة.
خجلت من تثاؤبها للمرة السادسة.. فأضافت بحميمية سلسة:
-لا يوجد مثل هذه الوصفة لإذابة مناطق البطن.
رد سريعًا بصوته الأجش المميز:
-لكنني أخبرتك أنني أحبك هكذا!
رفرف بلطفه على مشاعرها فحكت له ببساطة كما هي في الواقع تعجبه:
-رأيك يسعدني.. بل أكثر من ذلك يفعل بي لكنني في الواقع أنا لا أحب نفسي هكذا..
وهنا إشارة لوجباته المليئة بالأجبان الذائبة التي يمطرها بها.. بشرائح اللحم المتبل والتي لا تقاومها مما أكسبها رقمًا يفرق معها كثيرًا.. ومضت مكالمتهما بين أحاديث تحترف الحفر على جدران القلوب.. وما يفوق درجات الأحلام واختلاطها بالخيال، ونامت كعادتها لليلة الثالثة وتركته يتنهد ...تنهيدة مثقلة بأنفاسها وحبها.
أكمل مناوبته في العاشرة صباحًا أخذها من مكتبها وخرج بها إلى كافتيريا المشفى.. لا تنكر أبدًا أنها لا زالت تُرهب من توريطها بمجهر النظرات.. ورؤيتها ككائن خيالي.. لكن ما يخفف عليها ذلك.. ضمة كفه لأناملها حين يذهبان إلى أي مكانٍ.. ضمة تحمل فيها من الحماية ما تحمل من الأمان.. غازلها.. ورشف من قهوتها المحلاة قائلاً بوقاحة:
-أي شيء يحمل رائحتك وريقك.. عسل على قلبي.. عسل يا جيداء..
بعكسها منطلق.. يستمع لأحلامها الساذجة باهتمام ويصر أكثر على سرد أمنياتها، واختتم يومها في أمره لها أن تأتي إلى زيارة باسل الذي تم إخراجه أمس، بعد الاطمئنان على وضعه الصحي إذ أن رقوده في المشفى بلا فائدة.
في المساء وقبل أن تأتي جيداء بصحبة ثريا وفدوى كان منذر في استقبالهن.. إلا أن علاء أفسد مخططاته:
-منذ أن خرج الولد لم تأتِ.. والآن لإن خطيبتك هنا جئت مع شروق الشمس.
زفر منذر ورد عليه بسماجة:
-ابنك قرد.. ألا يكفي أنه أفسد عليّ ليلة عمري.. ثم لماذا آتي لأتفقد مدى جودة الريش خاصتك.. أو قياس أنفك الدقيق إن تقلص حجمه..
أنف علاء نقطة الخلاف والغيرة فيما بينهما.. يحشره منذر في كل شيء.. رغم أنه دقيق ورفيع وللأسف ..للأسف جدا يثير غيرة منذر..
قهقه علاء وأجابه:
-هذا اجتماع نساء.. أي لا يوجد لك مكان هنا.
-أنا جئت بها هنا لأجالسها
انخرط علاء في ضحكة جنونية هذه المرة معلقاً:
-أنت لا تصدق.. اثقل يا ولد لا تفضحنا أمامها.
جعد منذر وجهه وأشعل تبغه:
-لا.. أنا راضٍ بنفسي ذلك.. للآن أدائي يعجبني إن انحدرت أكثر من ذلك.. بلغني!
صفق علاء بيديه وأكد:
-في الواقع أنت مصيبة.. سأحرص على ألا تجتمع بها في منزلي وتجلب لي الفضيحة
-واللهِ أنا من سيتسبب بفضيحة لو لم أرها..
في الداخل كانت جلسة نسوية بامتياز حاولت ثريا فرض شخصيتها بضحكات وتعليقات لطيفة إلا أن هناك طابع يفرض عليك الأناقة رغمًا.. تنظر إلى السيدات هي وجيداء بشعور واحد.. أناقة هؤلاء النسوة فطرية.. في المأكل والمشرب والجلوس ...رباه حتى الضحكة أنيقة هنا.. كان من الغريب معرفة جيداء بخلفية رونق التي رغم بساطة نشأتها وظروف حياتها إلا أنها تبدو كسيدة أعمال تشبه اللواتي يغطين المجلات وصدمتها الأكبر أنها في عمر ثريا.. ولو أن الثراء والترف والدلال قلص الفرق بينهما لسنوات.. للحظات ضاع تفكيرها في أنها ستكون كنة مثل رونق.. وستتصرف مثلها ما جعلها تنكمش في مقعدها غريزياً.. والمقارنة بينهما مجحفة في الواقع.. والواقع الحقيقي جيداء لا تود أن تكون سوى نفسها.. نفسها هي بعيدًا عن أي بهرج.
حين آن أوان المغادرة.. دخلت والدة رونق التي ستبيت هناك.. بالصدفة تم اللقاء النسوي وهدى على الباب تودع الكنة التي لم تتركها للحظة.. وقريباتها.
-أمي هذه جيداء.. عروس منذر وتلك شقيقتها فدوى..
رحبت فيهن المرأة بحبور:
-أهلا حبيبتي.. ألف مبارك لكِ.. أسعدكما الله.
ثم حان دور ثريا وهنا التفتت رونق لأمها بمغزى:
-وهذه ثريا.. زميلة ابنك في المكان..
ارتفع حاجب عواطف رغم تحفظ ملامحها وأخذتها في عناق ودي خاص.. فهي ورغمًا عن أي شيء من رائحة الحبيب.. الذي وبقدرة خاصة وضع الله حل معضلة قلبه فيها.. واهتدى سرّه إليها.. رغماً عن عمرها الواضح.. وسنواتها الأكثر وضوحًا.. وخوفها من ألا يرزق أطفالاً كما تريد ويهفو قلبها
ضحكت عواطف واقتربت:
-لا.. سيكون لك سلام خاص إذن ما دمت زميلة ابني..
تبسمت ثريا وبانت تجاعيدها المخططة بوضوح قرب عينيها
-أهلا بك خالتي..
-ليتني جئت مبكراً لرؤيتكن..
علقت رونق بمعنى:
-الخير في الجمعات القادمة..
خرجن برفقة نجوى التي التقطت مجموعة صور شخصية برفقتهن ونشرتها في حسابها الخاص..
-سعيدة بكن.. ستكون الأيام القادمة أكثر حماسًا ومتعة.
كان علاء برفقة منذر عند سيارته لكي يقلهن، حيّا جيداء بتهذيب وعاد مع نجوى إلى الداخل أخبرته شقيقته بحالمية:
-يعشقها علاء.. رباه كم يعشقها.
ابتسم علاء وأخبرها:
-شقيقك بقي أن تتحدث عنه العصافير والطيور.. لقد فضحنا..
وكأن قول علاء ذلك ذكرّها بغيرتها:
-لكن أ تتذكر شقيقك الذي كان يعاقبني ما أن يزداد وزني كيلو جرام.. والآن خطيبته ممتلئة جداً ويتركها على راحتها.. هذا ليس عدلاً
أخذها علاء يحيط بكتفيها هامسا لها:
-ألم تقولي أنه عاشق.
أومأت بحنق فتابع:
-إذن لا تستغربي ما يصدر عنه وما يرغبه ..
ثم أكمل في اذنيها:
-خُلِق العشق لفرض الشواذ ..وغياب المنطق.
*****
هبط منذر بدعوة خالته ربيعة التي أصرت على رؤيته في صعوده إلى المنزل التصق بجيداء على السلالم :
-أ تذكرين ثوب الخطبة البائس الذي لم أره عليكِ.. أريده الآن.
نفت متحججة:
-الآن.. لا يصح..
رد عليها بصوت خطير:
-حالاً أريده..
ثم اقترب منها قرباً مدروساً:
-لا تتأخري.. لأخبرك بالتحديد.. ماذا يصح هنا.
تركته لوالدتها بغيظ من سيطرته وفرض رأيه، أدخلته ربيعة وحضرت لهُ طبقًا من الحلوى وتبادلت معه الأحاديث حتى جاءت الشكوى من المفاصل وباطن القدمين.. مما أشعل حماس منذر:
-حلها عندي.. أوجاعكن أنتن النساء بعد عمر معين واحدة.
غمزها بشقاوة:
- تشتركن في الجمال والتعب هذا ليس عدلاً .. أنا كل ليلة أعطيه لوالدتي..
هبط لسيارته وجلب الدواء سريعًا وعيناه تخونانه للغرفة الصغيرة قرب المطبخ، مدد الخالة ربيعة، راوغها بالمزاح وأنامله عملت برشاقة على دهن قدميها بمرطب بعد أن ناولها قرصاً مسكناً..
-ستعودين شباباً.. أعدك بذلك.
دعت له فيما تسترخي أكثر من تدليكه الذي خفف عنها ألم أمشاط قدميها:
-رضي الله عنك يا بني وأرضاك..
أمن على دعواتها وهو يدس جوارها كيسا مملوءًا بالأدوية والمراهم، أخذته بشكر وسرّت له:
-استغل الهدوء وجالس خطيبتك هنا.. عوضاً عن الفوضى في منزل نائل..
خالته ربيعة سيدة النساء.. أقرها داخله وبسمة ماكرة متشفية ارتسمت حول شفتيه، لن يفوت العرض على نفسه.. لقد حلم بهذه اللحظة التي أراد طويلاً.. ومن هو ليجرؤ على كسر كلمة سيدة النساء ويحظى بالفساد المحتم لمشاريعه إن خرج لصالة نائل، خرج للرواق الصغير وحشر نفسه في الأريكة الصغيرة ينتظرها.
في الداخل تخطو خطوة وتؤخر عشرًا، طلب منها ارتداء ثوب الخطبة المميز، كان بلونٍ قطني كقطعة داخلية، تعلوه شيفونة كاملة ممسوحة من النقوش بلون أزرق شاحب.. في الواقع الثوب يشبه لون الغيمات السابحات في زرقة صافية.. دون أي تفاصيل.. بلا أي ميزة!
تركت وجهها بلا زينة واكتفت بجليسرين مخلوط بصبغة الكركديه أكسب شفتيها توردا محموداً لا يُكتشف وإن تذوقه!
وهنا شهقت لمدى جاهزيتها لأي انحراف.. بل انحرافها هي أساساً.. ضربت وجنتيها كفوفاً استحقتها لقلة حيائها.. وسمّت بالله تاركة خصلاتها الخفيفة على قوله مفرودة وخرجت..بعد رمي حجابها
استنزفته الدقائق.. وراوغ الوقت علها تظهر.. وترحم أحلامه.. لحظات وستظهر ساحرته، تنهد وصحّح الكارثة، جيداء كارثة ستودي بقلبه، دقيقة وثمانٍ وخمسين ثانية.. تسع وخمسين ثانية.. وقبل الدقيقة.. وجاءت معذبته تغطي بحضورها كل حضور!
نهض واستقبلها يعاين الثوب الذي طلب، زم شفتيه بخيبة فالثوب أوسع مما ظن بعد حميتها المتخلفة، ظنّه بغباء سيكون أكثر إثارة من هذا ويخلع قلبه، بقلق استقبلت نظراته تتمسك بالوشاح وكأنه ثبات الكون، قبل أن يصلها هتف بألم لا يخفيه:
-مؤلمة أنت.. بشكل أخطر من كل توقعاتي

حدقت به لثانية مضطربة فعاد:
-رباه!
جذب كفها ودار حولها
- أنت قاتلة.. قاتلة حد الموت بلا رحمة.
فتحت عينيها فأشار لذاته وأغلق المسافة مطبقًا على قلبها وجسدها:
-مؤلمة لقلبي الذي يراكِ دون أن ينالك، وقاتلة لعقلي الذي ستقضين مضجع أفكاره بتخيلك لا سواك، أي حالٍ ستتركيني له بعد هيئتك!؟
مسّت الحجاب متوترة فشدّه بعيدًا.. لم ينبض قلبها، بل هطل بغزارة.. بغزارة، ورعد نظراته جمد ربيعها، اقشعرت لسعير الرغبة في عينيه فهتف لحدقتيها التي عانقها وشدد عليها العناق:
-لن تصلي ربع حبي، ولو بلغتِ بحبكِ قدر ما أحبَّ أهل الأرض وتحاكى عنهم حتى وصلنا!
همست لنفسها بما لا يسمعه، فأعاد عليها:
-منذ اللحظة الأولى التي سقطت حواسي لدغدغة رائك، وأنتٍ تتموضعين موضع النجوم، كنتِ في السمّاء صعبة عالية، وشقية.. رباه كم أنت شقية!
دنى يلمس بشفتيه نجمته التي أحبّ من وجنتها الأولى، ومرّ بالنجمة الثانية الذي سرّها شكواه في الوجنة الثانية.. وقف ووقفت نبضاتها مع إضافته بعاطفة قاتلة وحروفه ترج الكون كما العالم وثباتها المزعزع:
-وأنا طائرك؛ حدودي بين باحات وجنتيكِ!
سألته بصوت راجفٍ بتأثير الموقف فكانت حروفها ثقيلة ثقيلة:
-متى ألتقيتَ بي يا منذ..
للعجب سؤالها محفوف برغبة مكتومة.. وكأنها تدعوه وتناجيه.. فقاطعها مختطفًا راءَه الأحق بها، يروي لشفتيها مئة قصة من ألف ليلة وليلة لوقع راءٍ أجهدت قلبه وكله، خطّ الحكاية كما خطط فتوسدت مهد قلبه تغفو تحت روايته، تركها بأجفان مطبقة، وجسدٍ واهن غير متزن لم يستوعب ما حدث.. تهاوت لولا أنه أسندها ولعثمها أكثر، كان مخيفًا.. عاشقًا.. كان منذر الذي يحبها وهذا يكفي..
ملامحه أوجعت قلبها بما تراه، أين هي من حبه، من هي أصلاً؟
أنهى حيرتها ببسمته التي ارتجفت لها يهمس لوجهها: المضاء كبدر، وأهدابها المسبلة بتخمة سحره الحكاء:
-دعي الراء لي.. هذه حكايتنا! سرقتِها منذ سبعة سنوات بحثت فيها حتى أضعتني، وها أنا أستردها.
لعجبها احبّت لدغتها بحرف الراء وإن كانت أكثر ما يحرجها فيها ولا تحبه.
غادرها بعد لحظاتٍ سُرقت من فم الحياة، مختطفاً من ملامحها شهيّات القبل.. وهمسات غزلية، أخذ منه الطريق أكثر مما يجب.. واضطر للمرور على منزل علاء وأخذ نجوى.. والحديث مع والديه بشكل أكد له أنه لن يحظ بليلة مشتعلة بالغرام كما يتمنى.. وبالفعل وصل لغرفته وهاتفها والإجابة بلا رد.. قليلة الحسّ كيف لها قلب ينام بعدما استيقظ فيه ما لن يغفو للأبد.
أمره على الله.. فاتكل ورمى بنفسه على السرير.. يستعيد لذة مذاقها.. وهو رجل يدرك جيدًا لذة النكهة الأولى
*****





التعديل الأخير تم بواسطة Lamees othman ; 29-03-22 الساعة 09:45 PM
Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 29-03-22, 09:32 PM   #2126

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



بعد أسبوعين..

القاعدة الأولى من كل شيء أن رمضان طُهر العام.. ما تعيثه الشهور بقلوبنا.. نتركه له فهو كفيل بغسله منها.

قُرب رمضان هو ما جعل جدران منزل منتصر الضخم تضخ بالروح بعد غياب.. برغم الصخب.. والحياة.. والأطفال كل الأحوال فيه بلا نكهة، فعلت إنصاف الكثير بإشغال أيمن في تعليق الفوانيس والمصابيح وأسلاك الإنارة حول فروع الشجر.. وشجيرات الزينة.. تبدو حديقته كجنة مزدانة بالأنوار.. وأكثر ومع ذلك حرصت أن يكون عمل أيمن كله.. لتفرغ به غضبه.. وألمه.. وتهيئ نفسيته بالبهجة لاستقبال أيام هي أكيدة بفضلها على قلبه، اليوم أخرجته لسوق الخضار المركزي لشراء الخضرة الخاصة للتخليل.. ما أضحكها هو تحميله الأكياس والتوقف عند باعة التوابل ودخول أسواق العطارة لشراء الخردل ..كانت سعيدة ومنطلقة معه ..وسعيدة أكثر كونه لا يخفي حنقه وغضبه ..وسخطه منها.

عادت للمنزل محملة بمؤن تكفي شهورًا، بسطتها في المطبخ وأمرت أيمن الذي يبدو بشكل ما راضٍ بهذا النوع من الإشغال.. أخذت الأغراض للحديقة لتقوم بتفريزها وهناك جلبت السيدة لبنى، لتقطيع الفاصولياء التي تفرز في منزل منتصر لأول مرة ..والباميا والكثير من الخضراوات ..

وحين جاء وقت التخليل أخذت لبنى

-أنتِ ستقومين بغلي المياه والباقي عليّ..
دخلت لبنى تعد المياه المغلية وعادت بالفلفل الحار والسكر فوجدت والدتها قد أمرت أيمن بالحفر حول أشجار الورد
-أمي.. هناك عمار الجنائني هو من يهتم بذلك
شوحت إنصاف غير عابئة بحديث لبنى:
-دعيه يحفر هو.. لا بأس بقدراته
أُذعنت لبنى لوالدتها وشرعت بتجهيز الحوافظ الخاصة للخيار واللفت والجزر الذي ستصنعه والدتها استقبالاً للشهر..
نقلت لبنى نظراتها بين أمها وأيمن الذي رفض بصراحة مطلقة كل ود ممكن.. بل عاد بصورة مفاجئة للجميع عقب شبه انهياره بين يدي إنصاف..
-أمي..
همهمت والدتها بنعم فأكملت لبنى وقد شعرت بحاجة ماسة لتصحيح حقيقة ما حول أيمن ..بدت متعثرة:
-هل... هل للحظة راودتكِ الشكوك التي تناقلها الناس فيما مضى حول أخي أيمن ونسبه..
كان سؤالها حذرًا وخائفاً فردت والدتها بصراحة مطلقة:
-أبدًا لم أشكك بأخلاق والدك.. وكنت أعلم أنه طفل أتى من زواج طبيعي..
للحظة رق قلب لبنى.. وشعرت بغصة متعاطفة مع والدتها فسألت:
-هل تثقين به إلى هذا الحد؟
كانت إنصاف تشق طرف الخضروات بمهارة ولن تغفل عن نبرة الشجن.. وحنين الطفولة الذي خرج من فم ابنتها:
-أثق به أكثر من نفسي.. لذا حين حطوا به.. وبسمعته لم أصدق.. ولم أبال بما سمعت..
التمعت عينا إنصاف بدمعات أبيّات وفضول لبنى يشعلها لم لا تمتلك ثقة والدتها بوالدها ..لمَ تكون بهذا القدر المثير للشفقة من الاهتزاز:
-من أين أتت ثقتك؟ كيف تكونين بهذا القدر منها؟
أتمت مخلل الجزر وأصابعها تغلق عبوته مجيبة بنبرة شديدة الثقة.. عميقة المعنى:
-والدك كان يخاف عليّ أكثر مني..
وأطردت بخزي معترفة:
-حين رفضه والدي.. جئته بعنفوان شابة أقترح عليه رحيلنا.. فأبّى..
والدمعة انزلقت رغمًا عن أنف الحنين وشاكرة لقرن الفلفل الحار الذي شجعها
-أخبرني حينئذ أنه يحبني.. قالها صراحة وبصرامة كانت تحجم جموحي أن أحبك يعني أن أخاف عليكِ من نفسي وهواها التي ترحب بما تطلبينه.. لكنكِ أمانة قلبي التي لا أفرط بها... لذا عودي إلى بيتك يا إنصاف ولا تأتني مجدداً وأذعني لأمر والدك..
شاركتها لبنى السلوى بدموعها:
-لذا كنت أعرف الرجل الذي يخشى الله في أعراض الناس.. لن يفعل ويقدم على سوءةٍ كما ادعى الجميع.
ثم أضافت بنبرة غير مفهومة لبنى:
-لكنهم هم مرتكبي الفواحش.. من يشيعون بين الناس ويتهمون الأبرياء منها.. ليتكِ تعلمين أن زوجة والدك هي السبب في سجنه.. لعله حين يخرج يخبرك بها..
-ماذا؟
-المرأة بين يدي رحمته ..لن نتكلم عنها
حاولت لبنى الاستفهام إلا أن قدوم منتصر من المشفى توًا أسكتها.. فبعد أن تمت استجابة كلى والدها وعودتها للعمل صار إلزامًا على مأمون أن يجري عمليات الغسل لكليتيه أسبوعيًا.. عاد لمحبسه وحين يأتي للمشفى يهرع ولداه لرؤيته.. يفضلون فعلها صباحًا فهو في أوج زهوته وحين يخرج يكون في أسوأ حالاته مشقة وإرهاقًا لذا لم تحتمل لبنى رؤيته وباتت تفضل رؤيته صباحاً منتعشًا يضحك في وجهها ويلاطفها.. وعن منتصر يبقى حتى توصيله سجنه.
حياهما منتصر فردتا له التحية، جالسهما قليلاً وشعر في حاجته للنوم.. لم تتبعه لبنى وبقيت مع والدتها التي وكزتها.. لحقته وعادت بعد دقائق بوجهٍ غاضب ومتجهم سألتها سريعًا:
-لماذا عدت بهذه السرعة..
ردت واجمة:
-أخبرني بحاجته للنوم.. والراحة.
ضيقت عينيها بشك:
-هل هذا فقط؟! ألم تمارسي طقوس النكد خاصتك عليه؟!
نفت لبنى باستماتة فشجعتها والدتها أم أخافتها لا تعلم:
-لا تزرعي سلوان بداخل منتصر يا لبنى.. شكوكك حولها واتهامه بها.. سيزرعها فيه لا محالة
لم تكن إنصاف غرة ولا ساذجة ترى تخبط ابنتها وتشكيلها جبهة ضغط على زوجها الذي يحارب أضداداً، وهي في واقعها باتت متأكدة بأن جذوة انفجار منتصر قد لاحت لها أول شراراتها.. لن يخفَ عليها إرهاقه ولا تعبه ولا ثقلهم هم كعائلة إضافية عليه.. ناهيك عن والدته والحرب الدائرة هنا.. ببساطة ما يجري هنا حرب نسوية بحتة ..لا طاقة للرجال بدخولها فمنتصر لن يطرد أمه ..ولن يظلم زوجته ..الخصوم ملتقية بسجال غير عادل لرجولة نزيهة!..
وهذه حروب النساء دومًا
سمعت صرير النافذة الخاصة بسكينة فتهكمت إنصاف متذكرة شكوى لبنى من رائحة منفرة لفراشها.. ما استدعى حكمتها وأمرها للبنى أن تغادر الغرفة، مكتفية بدخولها ورش الملح في زواياها، وسلب كسوة الفراش قبل نقعها بمحلول ملحي.. لم تشأ تخويف ابنتها فأخبرتها ربما لرطوبة خانقة هذه الرائحة وصدقت لبنى.. لم تشأ أن تدخلها في دوامات باطلة ومكذوبة اكتفت بحرقها دون علم ابنتها.. في حين أن سكينة تحفل بانتصارها وتبشر سلوان النادمة على الأذية بطرق شعوذة .. دون تنازلها عن الحصول على غايتها بوسائل مشروعة:
-أحوالهما في تردٍ مستمر.. لقد بات كل شيء وشيكاً.
ردت سلوان وهي ترمي بهاتف العمل بلا جدوى من رد منتصر:
-أنا في الانتظار ..
وهي في الواقع لن تنتظر؛ ستأخذه رغمًا
*****
تمددت سالي قرب أغيد في حديقة المنزل الخلفية، تصنع معه قلعة مميزة من مكعبات ملونة يحبها، انشغلت معه بالضحكات والأصوات الحارة التي تخرج من القلب إلى القلب.. هذا الطفل الذي يشعرها بآدميتها التي فقدتها ويعزز داخلها زيد تجردها منها، اقشعرت لذكره ونسمة بحر غادرة تضربها ببرد رحيله.. ليس هنا في أسفاره المتعددة والتي طالت هذه المرة!..
آخر مرة.. بآخر قرب عاطفي اكتسح فيه كلها.. كان كلها مخزياً منها، لم يكن عنيفًا.. لم يعودها على الأخذ رغمًا لكنها بكت نفسها كمن أخذت غصبًا وانهالت عليه بالنحيب والشكوى، لم تنس منظره وهو يهب عن الفراش يبحث عن ولاعة لسيجارته التي قبعت بين شفتيه بلا نار تحرقها وتحرقه وجدها وعاد إليها يهزها بعنف:
-كفي عن أنانيتك.. كفي عن تجبرك برؤية الكون يدور حولك.. حولك وفقط
صنمتها كلماته التي لم تستغربها إلا أن أثرها كان قاسياً:
-أنت الوحيدة التي تعاني.. أنت المجروحة البائسة والضحية التي تآمر الكون ببشره حولها..
أحرقتها أنفاسه فهزت رأسها تنفي ما يقوله فيما يتابع بقسوة
-أمي التي تركتِ داخلها جرحاً لا يبرأ ألم تفكري بأنك أذيتها بشظاياكِ الحادة.. ألم تزعزعي ثقة عائلة بأكملها تبعاً لظروفٍ تعنى بكينونتك النفسية..
حاولت نفضه إلا أنها فشلت:
-زعزعتك النفسية وحروبك التي لا يعلم بها أحد..ليس من شأن الناس أن تُعنى بها .
أسند جبينه على جبينها هامسًا:
-تبكين تضحيتك المزعومة.. وتشهرين كل ما تمتلكين في سبيل قهري كرجل.. ثم تبكين حالك؟!
تصفد العرق فوق جبينها
-أنت نسخة منفردة في الأذية.. تؤذين نفسك ومن هم حولك بفروض نفسية تلغي كل منطق وعاطفة تمتلكينها.. أنت عدوة نفسك سالي قبل أن تكوني عدوة أي أحدٍ..
ابتعد عنها إنشات بسيطة:
-حتى وأنا ألاحقك لم أجبرك.. وأنا رجلك وأنت كلك حلالي لم أجبرك ولم أفرض نفسي عليكِ ..
ثم أضاف بغرور:
-ولا أحتاج إثبات ذلك ..حفاظًا على هيئتك .
هطلت دموعها بأسى فتابع :
- تقبلي تناقضاتك وتصالحي مع رغباتك.. لننجو!
ثم أدار ظهره لها وأخبرها
-أو للنجاة بنفسك على الأقل...
ليلتها ظلت تتوعده وتفكر بكل ما ستفعله له.. رغماً عن أنف تسليمها لما قاله وسيقوله.. زيد لم يؤذها إلا بعدما تطلقت وأهانت رجولته.. ومع أنها تنتظر الانتقام الذي يليق بجبروته.. فلم يفعل.. وصمتها عن سموم كلماته ما يجعلها تندهش!
لم يبق في الغرفة وغادرها صباحاً بلا عودة لتعلم أنه في سفر عمل طويل.. وللآن لم يعد لا تشتاقه ولكنها تشعر بوحشة منفرة لها.. ابتعاده بها حيث البحر أفادها.. تتسوق مع طفلها من المتاجر.. تلاعبه في سلام وانطلاق.. جزء من شخصيتها السابقة يعود.. وهذا ما يقلقها.. وهي التي اعتادت الوساوس والحقد لأيام طويلة لا تنسى.
*****


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 29-03-22, 09:33 PM   #2127

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



مرّ وضاح بمنزل رونق واطمأن لحال باسل ثم خرج باتجاه منتصر الذي أبلغه أنه خرج إلى الصحراء فتبعه ومن دون أي مقدمات تفقد صندوق سيارته الذي يحوي بندقية صيد فهو يعرف ماذا يعني التصويب والصيد لمنتصر وبأي حالٍ هو ليُقدم على تفريغ كل ما يشعر به أو يخالجه، لطالما كانت هذه أسوأ صفة في صحبتهما، أنهما الاثنان كتومان كصندوق أُحكم إقفاله وحرص صاحبه ألا يكون هناك مفتاحٌ لهُ ولم يكن هذا شيء بمحض إرادتهما بل هما ببساطة.. عاجزان.. كل سرائرهما لداخلهما، لا يعرفان البوح، وربما -في مرحلة ما- قد حدث ما حدث وتناول وضاح وجبة الوجع كاملة وإن ناصفته لبنى بشكلٍ آخر، ومنتصر لملم أطباق حبهما دون أن يعلم.

أسفر فمه عن تنهيدة عالمًا أنه يحتاج لقوة بدنية مضاعفة اليوم لمحاربة صديقه قبل وحوشه، وصل المكان وسار نحو صخرة كبيرة، كان منتصر متربعًا عليها بيده بندقيته منصوبة بشكلٍ عامودي، راقبه قليلاً رغم معرفة منتصر بأن الآخر قد وصل، هبّ من تربيعته فجأة برؤية غنيمة قادمة فاستقام يثبت البندقية على طول ذراعه أحكم وضعيتها ودرس قوة إدراك فريسته.. وحين اطمأن لها، بدأ بإطلاق رصاصاته التي لا تخطئ!

تضخم صدره وهو يجده كأسدٍ حبيس يُقْبل بكل قيوده ناهشًا الصحراء لتردُ إليه صلابته، كأي بدويٍ مهما ابتعد عن رمالها أعادته إليها تسبغ عليه بعضًا من أمومتها، وهكذا يعود منها كمن لم يتعثر!

تسلق الصخور حتى وصل إليه بمشقّة ثبت قدميه خلفه وهبط إلى الحقيبة الموضوعة أرضًا أخذ منها وضاح سترة كتانية خضراء مخصصة للصيد، ارتداها وثبت بندقيته متفقداً إياها ومن أي مقدمات قد بدأ مضمار التصويب!
*****
عاد وضاح منهكًا وقد استهلكه صمت منتصر حتى آخر رمق، وأذاه بشدّة أن يعجز أمامه؛ دخل المنزل بحمولة صيده وصيد منتصر التي لم يأخذها، وضعها في قدرٍ كبير، ودخل غرفته، رمق الهاتف ووجد مكالمة طارئة من والده بضرورة المرور على المضيف، لم يفكر كثيرًا إذ كان مشوشًا جداً.. مفكراً إن كان هناك ما هو مهم.. فالمهم يتعلق بقضية مأمون العزيز التي تم فعلاً العمل بها والمحكمة أرسلت إشعارًا بخصوصها وهذا ما أشعل فتيل عمه (سليمان)، اغتسل ونفض آثار يومه منسلخًا عن كل ما تعلق به، وعند المرآة لاحظ مكالمات سالم فتجاهلها ولم يعاود الاتصال به، تكدر مزاجه المكدر مسبقاً وفكر في الاجتماع المعد في غير توقيته مطلقًا فكل لقاءات العائلة كارثية بما تحمل الكلمة من معنى!
خرج فوجد والدته تذرع الصالة مشيًا بتوتر، جاءته بلهفة وسألت:
-هل ستذهب إلى اجتماع العائلة؟
أومأ برأسه ففركت أصابعها وردت بنبرة مشدودة:
-لا.. لا أريدك أن تذهب، أرجوك تحجج بأي شيء، لا تصل ذلك الاجتماع!
لا زال مذهولاً ودهشته لم تبرح عقله وحديثها أقلقه فسأل:
-هل تخلفت مرة عن اجتماع الرجال، لتطلبي مني ذلك؟؟
-الأمر ليس كذلك.. وإنما..
-ماذا هناك يا والدتي؟
فاضطربت أحداقها، ورقت نظراتها بدموع مكتومة:
-شيءٌ أخاف أن تجرك شهامتك إليه!
قطب جبينه، ورعشة حاجبه المستنكر زادت:
-ما الأمر الذي تخشين شهامتي أن تزجني فيه؟
ردت مباشرة:
-وكر عمك الأفعى الذي يسعى بالفساد!
في هذه اللحظة لو أخبرته أمه صراحة لن يستوعب فما بالك بألغاز وسراديب لسطور جديدة، نفض عنه ما قالت وقلّب الصفحة بردًّ متراخٍ:
-هل يضير الصقور الحوم فوق أوكار الأفاعي؟
شلّها خوفها عليه، وخطط عمّه التي ستصدره الواجهة:
-لا تثق بقدرتها كثيرًا، لأنها تتلون، تتبدل وتخرج من جلدها، وقد تدر نخوتك نحوها!
قهقه بمزاج رائق ووالدته تصف رأس الأفعى عمّه سليمان الغربي بتفانٍ:
-الصقور تلتقط المكمن، لا يثير فيها المظهر كثيرًا!
خرج من عندها، وقلبها يتآكل رغمًا عنها إذا كان ما سمعته صحيحًا ستجن، لن ترضى ولو أطبقت السماء على أرضها، ابنها لن يرضى ما يبتغونه، آرام ابنة عمته أنهت خطبتها قبل أسابيع من ابن عمها وطالتها الشائعات التي قذفت بسمعتها، وعلى إثرها دخل والدها المشفى، وعمه سليمان أقنع والده فقرروا جميعًا إسكات أفواه الناس بتزويجها لواحدٍ منهم، بقيت في حسرتها عليه ولم يهدئ قلقها إلا رنين هاتفها باسم رونق تبادلتا الاطمئنان والأحوال وسريعًا ما فرغت بحملها لابنتها:
-هل سمعتِ عن آرام؟
تنفست رونق بضيق لأجلها رغم أن الخبر ليس بجديد ولم تفهم ما قصدته والدتها:
-أجل، أحزنني الخبر.. سيعوضها الله.
لم تستطع إخفاء الغل في صوتها:
-ولمَ تحزنين عليها، لقد لفقت لخاطبها قصة اتهمته بها وعلى إثرها تم الانفصال.. والآن يودون أن يلصقوها بوضاح.
قطبت رونق هذه المرة بحديثها:
-لا يا أمي، لا تصدقي ما ينشر عنها، ثم ما شأن وضاح بالأمر؟

ردت عليها بانفعال:
-لقد فضحته وقطعت علاقات العائلة بسببها.. والآن عمك سليمان زرع الفكرة برأس والدك وأقنعه بها.
تكمل والدتها بحرقة غريبة عنها، بمنطق يكذبها:
- لن يحدث ذلك على جثتي.
سألت رونق ذاهلة:
-وهو! أ يجبرون وضاح؟! لا لن يفعلوا.. ثم هذا ليس عدلاً من شأنها أن تختار من تريد ولا تُجبر على أحد.
استمعت لأمها:
-تختار من تريد المهم بعيداً عنا
استنكرت ما يخرج عن والدتها الحنون:
-وضاح سوف يرفض أنا متأكدة.. لكنها هي من أُشفق عليها، إن رفض وضاح سيخططون لآخر ببساطة
ردت والدتها بلجلجة:
-أووف لا تصدعي رأسي بالكثير عنها.. هي تستحق وفقط لم تصن نعيم ابن عمها، وأضاعت علاقات العائلة.
احتد صوت رونق، وصدرها يعلو ويهبط بغضب:
-هل تضحي بسعادتها وراحة قلبها مع رجل لأجل العائلة، في سبيل تماسك الأسرة والرهيب؟ هل تدوس على كرامتها ونفسها لذلك؟؟
غضب رونق أعلمها أنها تتلاعب بأعصاب ابنتها المشدودة التي أكملت:
-أرجوك أمي أنت لست كذلك.. أحمدُ الله أن موضوعها عند وضاح لينهِ الأمر.
تناقض الشعور في قلب والدتها، بين مطحنة الرقة على الفتاة أو الضرب بعاطفتها فيما يخطط له عمه وأمّن عليه أبوه فنهتها:
-كفي عن الدفاع، هي مخطئة ووالدها الآن خرج من المشفى أمس بسببها، تناقلت الناس سيرتها واتهمتها بالكثير.
ثقل قلب رونق وتضخمت وتيرة الرأفة بها:
-الناس.. مجددًا الناس!
نحن نعيش فقط من أجلهم، نعلق مصائرنا ونستمر بما لا نرضاه لكي نرضيهم، فليذهبوا للجحيم بأفواههم القاتلة..
تلمست عصبية ابنتها المرفوضة في وقتها الراهن:
-حسنًا حسنًا.. لنغير السيرة أفضل.. أخبريني كيف وضعك الآن.. باسل أفضل صحيح؟ هل ما زال الضيوف يأتون كما قبل؟
نجحت في سلب عصبيتها، رفرفت أناملها فوق رأس الصغير ترد بصوتٍ أسبغته راحة يفتقدها:
-بخير، هو بخير بإذن الله.. الضيوف يتوافدون الآن لكن بشكل أقل.
انسابت السكينة من صوت رونق فاطمأن قلب والدتها تحكي بصدق:
-يا ربي لك الحمد.. من فضلك دعي عنك عبوسك وليشرق وجهك وتنعمي بعز زوجك!
ضحكت بنعومة وظل علاء يحوم فوقها، رافقها في الكرسي المريح ويده تتجول عليها بدفء رغبة خجولة، كتمت غصتها من قربه المفاجئ نحوها فتدللت بصوتها لأمها متقصدة:
-يفعل علاء كثيرًا لأجلي، يرضيني كما يسعدني، مدللته يا حبيبتي أنا مدللته!
أنهت المكالمة مع والدتها وعادت إليه مشرقة برونق خاص يظلل ملامحها بنورٍ جاء مع شفاء ابنها، ارتدت فستانًا بلون البنفسج مناسبًا لاستقبال الضيوف، خصلاتها قصيرة تهفهف حول وجهها، والتبريد في المنزل أعطى وجنتيها قرمزية شفق آسر، نام بعد الظهر فلم ينم لثلاثة ليالٍ متتابعة ساهراً على باسل وعليها، وفي الظهيرة استسلم بإجهاد قاتل خدّره ومع ذلك لم يمر على نومه أكثر من أربع ساعات، والآن جاورها بهندام بيتي تفوح منه رائحة التعب، والكثير من الجهاد مررت سبابتها على وجنته في أول لمسة -لها بعد عودتها- حانية ومتعاطفة:
-كان عليك أن تنام أكثر.. تبدو مجهدًا؟
جفنان ناعسان بحدقتين حمراوين، وأهداب متشابكة بتشعث، ذقنه مترامية هنا وهناك عن رسمها الطبيعي، وهالات داكنة أسفل عينيه، مما أشفق قلبها عليه فهي تنام تحت إجباره ويسهر هو مع أنين الصغير وخدمته
-لا يهم..المهم باسل بخير!
سحبت أصبعها فضمه بتشديد جامعاً معه أخوته في كفه.
قربها.. لقد استيقظ لقربها باحثًا عن الأمان واللجوء في حضنها، لقد انزلق في حرمان طويل... طويل، وهو يحتاجها ببساطة رجل يريد امرأته.
لم يخفَ عنها اضطرابه.. وتمنعها منذ عادت إلى أن جاء حادث الطفل وانخرطا في عنايته كل ذلك قوّى ما بينهما.. حين تغفو على كتفه دون وعي أو يسقط رأسه في حجرها أثناء تماسكه للصحوة.
عانق كفيها ضائعاً بلمستها وتجرأت كفه للصعود أعلى مروراً بساعدها عضدها كتفها الذي انكمش، حتى وجد نفسه على مرفأ أمان يتمثل في وجنتها يضمها بأنامله بشدّة متطلبة، سارت أنامله بتؤدة ماحيًا بؤسًا سكن وجنتها، ويأسًا توسط ذقنها، وحين وصل الارتفاع المميز لوجنتيها حطت شفتيه هناك.. عند هذا الحد كان يعرف أن مكابح سيطرته على وشك النفاد ولم يعبأ، بل ورد من بئر عاطفتها بما يناسب وضعهما وخصوصيتهما جارًا إياها بمنأى عن نظرات الطفل لو استيقظ، منهياً سيل احتياجه بقبلة ويبتعد دون ابتعاد هاتفاً:
-لا أود أن أتمادى.. أنا أمسك نفسي عنك بصعوبة.
صمتت وابتلعت تنهيدة تخص آخر لقاءٍ حميميٍ جمع بينهما، مررت أناملها بتأثر على خصلاته المميزة المشعثة، وجزءًا من ضميرها يخزها بأنه متعب بسببها:
-عد للنوم علاء أنت لستَ بوعيك، لا زلت نائمًا.
لم يرفع رأسه عن كتفها يستريح فيها، ويستكين قلبه عن ألمه!
-أنا بكامل وعيي.. في الواقع أكاد لا أصدق وجودكما في المنزل.
تنفست بضيق معترفة بأن جزءًا منها يعتاد ولم ينسَ.. مطلقًا لم تتجاوز:
-ما تفعله قد يؤثر عليك.. هيا صلِّ العشاء ونمْ.. لم يبقَ شيء لفعله.
غصت وأسرّتها في نفسها، بثبات كفها يستريح على وجنته، تمر على شعيراتها المبعثرة على غير عادتها تهمس:
-أريدك بطاقة كاملة كي أحاربك كما يستحق
ابتعد منفعلاً وسأل مستنكرًا..
-ظننتنا تصافينا
نفت وقد عاد جزء من غرورها إليها:
-ليس بعد.. هناك ديون أريد سدادها.
رفع رأسه إليها بإصرار:
-وأنا رجل لا أترك التزاماتي.

رونق..
بهاء رغيدته، ضلعه ورقعته الناقصة!
امرأة أسقطتها السماء على سهوةٍ منها!
كالسحاب لها موقع بين الأرض وسمائها، مترفعة عن النواقص، وأدنى من كمال..
ابتسم له بسحره الذي لا ينضب بل تتوهج تعاويذه، واقترب مسرفًا في ضياعه فيها، كان في العطاء منه ما يستنزفه وهو يعي الآن أنه (بعكسها) حين كانت تعطي بلا وجهة، له لكنها تعطي.. وتعطي ولا تعلم إلى متى سينفد بئر عطائها.. الذي نفذ بأقسى الطرق وجفت ينابيعه.
بعد وقت سألها وهو يجاور الصغير الذي يصحو طوال الليل وينام في نهاره:
-تناولتِ طعامك؟
أجابته:
- خالتي بعثت إلينا بطعام اليوم كعادتها، لكنني لم أتناوله..
ابتسم بحب لوالدته الحنون ونقر على أنفها:
-كان عليك أن تأكلي لأجل صحتك..
-لا تقلق عليّ، أنسام لا تبخل علي بالعصائر والفواكه الباردة، أشعر بضيق من الطعام المطهو وأستثقله!
وكان من ضمن التفاصيل التي فوجئت بها وجود مدبرة منزل وظيفتها ألا تسمح لرونق بأن ترفع كأساً، وتدير شؤون المنزل عنها، نوعاً ما رضيت رونق لئلا تقطع برزق الفتاة وإلا فكانت ترفض.. ترفض بشدّة.. فهي ملكة بيتها.
مط شفتيه بحزن:
-لكنك ستتناولين معي العشاء مجبرة، لأن والدتي صنعته باهتمام لأجلك..
أومأت له:
-سأحاول.
أنزلها معه إلى الصالة، فجلست على أريكة مخصصة للجلوس أمام البيانو خلفها مكتبة جدارية ضخمة يمكنك القراءة عليها، عاد بعد وقت أخذ فيه حمامًا أنعشه، اقترب منها:
-أريكتك مغرية
تثاءبت:
-لي حق في اعتكافي بها
نظر لها عابثًا:
-يبدو أنني سأعتكف فيها معك!
قبل أن تجب بتهكمها الجديد وجدت أنسام تناديهما لتناول الطعام في الحديقة قرب النافورة، فسحب كفها ومضى.
*****


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 29-03-22, 09:36 PM   #2128

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




وصل وضاح المجلس وحيّاهم بهدوء، تحرك بسعادة ما إن لمح عمّه طلال.. طلال المجنون فاقد الأهلية والعقل، ومع ذلك هو الذي لو وزع يسيراً من فهمه لأتخمت العقول بحكمته، لكن نصيبه من الدنيا أن شاع بين الناس ما هو بريءٌ منه.. جنون أذيع عنه ووثقه الطب بضمور العقل، فصدقها الجميع إلا وضاح.. وضاح لم يصدق.
فسليمان اتهمه بالجنون لأخذ كرسي المشيخة منه، وإقصائه عن رفض خسارات البيادر التي كانت تستنزف أموالهم وجهدهم في خسائر لا طائل لها وكان أكبر المتضررين منها وضاح.
قبل أي شيء.. كان من سوء حظ وضاح أن أرض والده ليست مفروزة بحصصها ومنفصلة عن عمه سليمان، وكان أبعد بكثير من أين يقنع والده بضرورة الفرز تحت عبارة مهينة يرددها والده
-يا للعار أقوم بفرز الأرض وأقطع النخوة بيني وبين أخي
والنتيجة مذهلة.. بل أكثر من مذهلة متمثلة بقروض من صندوق الائتمان العسكري لوضاح لزراعة بصل أو قرنبيط أو حتى فلفل أخضر في أراضٍ كانت كلها كروم وقمح.. تارة يُضرب المحصول بالقحط.. وتارة لا تنجح الزراعة.. وتارة تخسر رغم بيعها!
وتارة تجارة بالسماد والأعلاف فيفسد المخزون
كل عام هناك مجازفة جديدة غير منطقية يتكفلها راتب وضاح.. وقروض وضاح غير المنتهية التي بالفعل هي السبب ...بتأخر ارتباطه من لبنى.
كان عمه طلال الأجرأ ومن يقف ندا لند لسليمان ويطالب بضرورة التوقف عن جنون البقر الذي يحدث!
إلا أنه خرج من القصة بسمعة تمت دراستها.. ورافقته طوال عمره.. بالجنون.
-تعال بجانبي يا الحبيب!
اقترب وضاح من المقعد الذي ربت عليه عمه طلال، دنا نحوه وضمه
-كيف حالك.
جنّ قلب عمّه أجل.. افتري عقله عليه بالتيه، أو أنقذه من ورطة سرمدية تشكلت في ظل امرأة، لم تمحها السنين، ولا كل نساء الكون!
لا يهم
ما يهم أن تهمة الجنون لا تتوافق مع ما ينساب من فمه، وتوثقه مجريات الأمور..
مصافحة وعناق صادق.. وفرحة يخصها به:
-لا تتصور مقدار فرحتي بتواجدك يا طلال..
بحنو عينيه الضيقتين قبّله:
-وأنا أسعد برؤيتك يا وضاح..
صب له قهوة وسأله.. فهو استغرب من تواجده:
-أي ريحٍ سخرتك لنا؟
-ريح الظلم يا ولدي، شكتكم إليّ!
-جيد أن المظالم شكت لك، الأمور غدت لا تطاق أبدًا، في ابتعادك.
تجول بصره على الحاضرين وسقط عند المقعد الرئيس في الديوان، حيث يتوسطه عمه سليمان، للحظة تساءل أي جبروت يملكه وهو مهدد بخروج غريمه من السجن؟
وكأن عمه لاحظ بحديث نفسه فالتقى معه بنظرة طويلة حاوطته بقصد علم فيها وضاح أنه مقصد الجلسة فتنفس بضيق والتفت لعمّه سائلاً بعتب ينقل بصره بين المقعد الكبير وعمه!
-كان الكرسي ليكون لك، أنت كبير الغربي، حكيمهم ومن وجاهات رجالاتهم، لم استسلمت وتركت عنك ما كان حقًا لك؟
يسأله كيف فرّط بالجاه، والمنصب، وترك عنه الدنيا وأهلها..
-لأنني لم أرد من الدنيا ملذاتها!
-لو كنت في مكانك الصحيح، لما آلت الأمور إلى هنا!
ابتسم في وجهه، بسمة ملؤها يقين، ونصفها حسرة.
- لم أطلبه يا وضاح، ما كان لي ولم يكن، ولم يقدّر لي أيضًا!
غطّت نظرة وضاح الشفقة:
-ما الذي قُدّر لك يا عم، أخبرني؟؟
من جب حبها المظلم صرخ قلبه وهمس لسانه:
-قُدّر لي حبها، والعيش في نكبة فراقها، لا أنا الذي يترفق بي الموت فأرتاح، ولا أنا الذي سرت في ركب الأحياء!
نكس رأسه بضيق وعمه يغني ليلاه، ليت بيده عصا الوقت السحرية، لا عاجزًا عن عودة الماضي، يأمل أن يرجع محبوبة عمّه الذي ماتت منذ حين، أو تعود الأمور لنصابها فيكون عمه في كرسي المشيخة لا سليمان الذي أعثى بالعائلة فسادًا:
-بلوة الحب يا عمّي، تجنبتها لأجلك، قضيت عمري أنأى بي عنه، وأستجدي خصامه، حتى أرداني هاويته، بلا فكاك!
استعاذ بالله أن تحضر، أو يحوم وجودها أروقة خياله وهو مشغولٌ الآن.. وعقله علم بسرعة لماذا جاؤوا به
يفهم وفي تصنع العدم نجاته فنفى باستماتة:
-ليس بلاءً يا بني، إنه نعمة، نعمة تجود بك إلى قمة أحلامك التي لم يعرفها أحد هنا
تفتحت عيناه بصدمة:
-ما الذي تقصده؟
-سمعتُ بأمر الصيدلية!
قهقه وضاح بصدمة وأخبره
-أخبرني من صابه الجنون هنا؟؟
عاد لسبحته ضاحكًا تاركًا وضاح بذهوله، يراقب الجمع بعين مشفقة، متخبطين بين الخنوع والنقمة للإذعان الذي يقدمونه!
اكتملت العائلة، وجاء سالم الأخير وأخذ كُلٍّ منهم مقعده، طلب والد وضاح أن يجلس بجانبه فترك عنه عمه وأودعه برفقة ابنه وصل أبوه الذي سأله:
-ما الذي قاله له عمك؟
رد عليه ببسمة:
-يسلم عليك، ويسأل الله أن ينير لك دربك!
-هل تسخر مني يا ولد!
فضرب كتف والده بمشهد حميمي عائلي دافئ جدًا وسأل باستنكار:
-من قال؟؟
ضربه والده برأس عصاه، فتقبلها وضاح بشقاوة أظهرت إطاراً رائعاً كان ليصدق إطاره أي عابر لكن السرائر لا يعلم بها إلا المُطّلع..
-حشاك يا والدي، من يسخر منك أجز له عنقه، ثم أخبرني ما الذي يريده منا عمي؟
قدّم وضاح في هذه الأثناء فنجان قهوة لوالده فتلقفه قائلًا:
-ستعلم ما الذي يريده منا بعد قليل..
استهل عمه الحديث فصرف نظره، وتابع حشرة تحلق في جو الغرفة راقت له متابعتها، تخيلها تستهزئ بعمه وأقواله، ثم تخيلها تحط على وجه عمه وحسنًا.. انتهى التخيل بضحكة غير مناسبة للجو نهره عليها والده
-اصمت يا ولد..
-أساسًا أنا صامت، وهذا بلائي الدنيوي..
سكتوا مع ارتفاع صوت عمه الذي بشرهم بدخول زوج عمته المشفى وخروجه
-سنقوم بزيارتهم وتقديم واجبنا كاملًا..
وافقوا على أمره الأول، ودوى انفجار قنبلته الثانية
-آرام ابنة عمتكم انفصلت عن ابن عمها وطالتها الشائعات بسمعتها وأخلاقها..
وطال الهرج والمرج في المجلس حتى همس لسالم الذي جاوره
-ها قد بدأنا!
علق سالم بخفوت:
-عرض مجاني وممتع لادعاء الفضيلة والأخلاق لا بأس، الجميع سيعريها من ثوب عفتها، راقب واستمتع..
تثاءب وضاح:
-لا حول ولا قوة الا بالله، لو كنت أعلم مضمون الاجتماع لنمت.. فأنا بحاجة للنوم! منتصر اليوم أفقدني طاقتي في الصحراء.
سأله سالم باهتمام:
-هل ذهبتما اليوم؟
-أجل فعلنا..
ثم أضاف بشرود:
-منتصر ليس بخير.
تحمس سالم بمزاح:
-سندعوه إلى مزرعته ونُحضّر سهرة ترفيهية له من العيار الثقيل بأجساد حية، لا صور مرئية هذه المرة!
رد وضاح بوقاحة:
-فكرة جيدة.. بل أكثر من ذلك سيودع منتصر تعبه.
ثم سأل:
-وأنت أيها الوقح لماذا تريد ذلك؟
-محروم.. نطقها بصوت متعب وطويل طويل أكثر مما يجب، جعل الوجوه ترمقهما بوجوم، عادا للانتباه برؤوس منكسة يستمعان بأفواه تتحكم في ضحكة ملحة..
-لقد أخطأت كيف تفعلها وتنفصل عن ابن عمها؟
لفت نظرهما تدخل ابن عمهما الحار جدًا جدًا وأخوه يجيبه..
-هناك من يقول أن شاباً غرر بها فصدقته وتركت ابن عمها.
ورأي ثالث يسقط كنيزك تمنى وضاح لحظتها أن يفجرهما:
-تحتاج تربية
صدح صوت سليمان:
-لم أجمعكم لإطلاق التهم عليها، ما جمعتكم لأجله أهم.
تلفت بين الوجوه وتابع:
-والدها دخل المشفى على إثر الانفصال، وأنا أرى أن أفضل حل لبتر الألسنة حولها أن يتزوج بها أحدكم..
لم يصمت وضاح حينها وسأل بسخرية:
-تتخلصون من الكلام عنها بتزويجها؟؟
رد عمه بتسلط:
-أجل وأنت المختار لأن تكون العريس؟
رمقه بنظرة، جاء فيها من الحقد ما يغطي السخرية التي رشقه بها:
-متى قررتم عني.. وأعطيتموني شرف إسكات الأفواه؟
وهنا قرر والده أن يخرج بصوته لكيلا يظن الجميع أنه في سباته الدائم:
-تحشم يا ولد أنا من قررت عنك، وستتزوج بآرام
أجاب وضاح ببساطة:
-لن أفعل
-كيف تجرؤ؟
سلّ سيف الحق، وأخرجه من غمده، فكان لسانه بتارًا لكل جورٍ أحمق يُعقد هنا:
-الفتاة طلبت الانفصال ما الضير في ذلك؟؟
سنن كلماته وقذف بها نحو كبيرهم الذي يؤمن على كل كلمة باطلة
- حقها في بتر حياة مع رجل لا تستطيع الاستمرار معه!
لم يكن يرى في نظرتهم سوى التخلف ودونية النظرة التي سحبتهم إلى القاع الذي تقلب فيه المرأة على جمر الأعراف المختلقة.
- مهما كان السبب.. لا يحق فيه لأي أحد أن يتحاكى به.
قاطعة ابن عمه طلال فأشار له عمه بالصمت فالتزم به:
-هذا نصيب، حياة كاملة وأنا لا أرى في أمرها من الفضيحة ما يستدعي أن تتستروا به على ما فعلت!
سأله عمه بصدمة:
-أيها الحقير ما الذي تقصده؟
وهنا رد ببساطة، نال فيها من النشوة ما يهبه الرد بجسارة:
-أنكم لا تختلفون عنهم أبدًا، أولئك الذين ألصقوا الشائعات بها!
استنكر الجميع، وسالم يستغفر ويقلب عينيه يأسًا من لسان وضاح، حتى جاء صوت سليمان مكبوتًا، متلظٍ بالغيظ ومراجل القهر، قهره وضاح في صميم بأسه وعزته بنفسه:
-هذه تربيتك يا حمد، بئس التربية، هذا رجلك الذي تتباهى به!؟
ردّ عن والده الذي خشع في حضرة الحق:
-أجل هذا أنا.. ولن أمضِ معكم في درب جائر بلا نور!
استرخى في جلسته يراقب عمه:
-وأما عنها أسأل الله أن يبدلها بخيرٍ من ذلك الذي لطخ بسمعتها الدنس، ويعوضها خيرًا!
أمره عمه:
-اخرج من المجلس أيها الوغد!
-لقد فعلتها مرتين يا عم، والثالثة انتبه لها.
ثم برشاقة قفز وضاح عن مقعده وتوسط المضيف:
-الآن قبل أن أخرج.. سأخبركم أنني كنت اليوم في رحلة صيد.. وجئت به هنا..
ثم التفت وأشار بكفه:
-دعوا الشباب الصغار يجهزونه للشي.
استدار من مكانه وحدق في الجمع بقوة:
-قبل أن أخرج يا عمي وأنتم تعلمون ماذا يعني خروجي.... جئت بخبر سيسعد الجميع.
أذن له عمه والد سالم:
-أبدأ يا بني.. وجهك مبشر إن شاء الله..
-البشرى في وجهك.
ومن دون مقدمات ألقى بقنبلته:
-سأخرج اليوم لأنني بحاجة للنوم، لكن المهم الخميس القادم من موقعكم هذا ستكونون في جاهتي.
سقطت الصدمة وابتلعها الحضور فتابع بغرور:
-لقد قررتُ الزواج.. وأنتم عزوتي من ستقومون بخطبتها.
ومن دون أية كلمة إضافية خرج بتباطؤ، متخماً بوجبة أرضته، تنبثق في خطواته شعلة فتيل أنارت هيئته، فخرج بهالة وضاءة بالنور لا يغشاها ظلال قاتمة ولا خيوط مظلمة..
كان طلال صامتًا، يراقب بزهوة غيمة بللت قلبًا عاش ظمآنًا باليأس وارتوى بالأمل حد الجشع بما هو أكثر، ولسان حاله يردد..
-فعلتها يا وضاح.. يا سعدي بك وضاح.
*****
اليوم التالي.. (حي نوارة)
خط وضاح بشرود على السجل أمامه وهو يراقب دخول رجل ثلاثيني من الحي هنا إلى المكان، أطبق شفتيه بسعة صبر لا يملكه وهو يرى تلكؤه بالطلبات السخيفة اللائقة بمراهق لا أكثر!
هذا الأحمق زار المكان ثلاث مرات خلال أسبوع، نظراته التهمت ثريا وأوقعتها في بطنه الممتلئة، ازدرد ريقه وابتهل الله أن يخرج هذا الغبي قبل أن يتهور ويتصرف بشكل لا يليق به ولا بالمكان.
-لا يمكنني التعامل مع اللون الأزرق أشعر وكأنني طفل!
"هه.. تبدو طفلاً بغبائك.. وتوقفك عند وجهها".
-حقًا سأنتقي لك لوناً أفضل..
أنفاس ساخنة خرجت من فتحة أنفه وهو يرى رقتها المبالغ بها.. هل حدثته بهذا الخفوت ولو لمرة، ولعجبه ضحكت للرجل الذي ناغشها:
-أدام الله على سنك مبسمه
"ما شاء الله!"..
"قتله وقتلها حلال والتمثيل بجثتهما أكثر فكرة مغرية الآن تلتمع في مخيلته"
فك ساعة يده بغضب وهو يرمق ضحكاتها مع الرجل؛ الرجل قاب قوسين أو أدنى من احتضانها.
"بنظره على الأقل طبعًا!"
توردت ولا يعلم انفعالاً بسذاجته أم تفاعلاً بمشاعرها!
هل هو خاطب جديد؟
مشروع خطبة يغرس بذوره على عين ومرأى منه!
لا يعقل أُتراها تُسرق منه للمرة الثانية؟
والأصعب له كرجل أخرق تلمس قلبه حد الاحتراق..
أ سيبقى عمره ينتظرها تنتقل من رجلٍ إلى رجلٍ وهو يتوسد رداء الغباء بتفرج سخيف!
هي.. هي تحديدًا لن يسمح لها أبدًا
نهض من مكانه يفسد العرض السخيف للبلهاء الضاحكة وكأنها لم ترَ رجلاً في حياتها يضاحكها، لم يحدث أن ضحكت معه وهو من تباسط لأجلها..
وأسقط عن نفسه الكثير دون أن تقدّر!
خطواته هادئة وكأنه لم يقذف نفسه أسفل كومة رمد لكيلا يحرق بهما.
حين وصلها لاحظ كيف توهج وجهها بالانفعال الضاحك، المبالغ فيه.. مبالغ فيه في الواقع فسأل بأسنان كز عليها:
-ما الأمر؟
نظرته إجرامية بحتة، والرجل لم يرحب بقدومه بل انحسرت بسمته الغرامية، مما جعل المهرج ثريا تجيبه بلطف:
-أراد أن يشتري فرشاة أسنان لكن الألوان لا تعجبه!
رأى كيف تدلى فك الرجل أمامه بحديثها ونظرها للفراشي فرد بوجوم:
-هذا الموجود فقط.. لونان ازرق وأخضر بكل أسف، والخيار لك بالطبع، لن نخترع ألوانًا في هذه اللحظة..
ثم أضاف بوقاحة:
-أرى أن التوقف عند الألوان عادة تخص الأطفال.
اندهشت ثريا لفظاظته فآثرت صمتها وحاولت تلطيف الأجواء إلا أنه أمرها:
-فرغي محلول اليود في العبوات لقد وجدتها فارغة اليوم.
عاتبته بنظرها فالتفت بعنجهية للرجل الذي اعتذر وخرج مكسورًا إلا أنه التفت يناظرها فرمقته بنظرة معتذر مقدرة فيها شعوره -رهيفة الحسّ- ومضت بلا حروف، فغادر الرجل الغبي ومع ألف لا عودة إن شاء الله.
*****
يومها غادر عصرًا مغلقا المكان دون الحديث مع ثريا التي خاصمته وأخذت مكانًا نائيًا عنه ثم أخبرها بلا مقدمات:
-سأغلق المكان لأمرٍ طارئ!
ضمت شفتيها تكبح تعليقًا متسائلاً وردت:
-كما تشاء!
ومن فورها خرجت دون كلمة إضافية، شيّع خروجها بأسف ليس كاملًا.. فهو لم يحتمل ما رأى وما يمكن رؤيته أو كتابة سيناريوهاته غدًا، قاد بهدوءٍ حذر بين طرقات البيادر غير المعبدة بشكل يؤذي عجلات سيارته الحبيبة، شق بين الشوارع ووصل إلى السوق الشعبي الخاص بها تعرج في طريقه حتى وصل سوق العطارة، وعند اسم "الآغا" للعطارة مالت بسمته وصف سيارته عند المكان المنشود، رفع نظارته وهبط يضبط حواف قميصه، عشر خطوات ووصل المكان حيّا صاحب المكان زوج عمته نجيب الآغا . والد" آرام" المتسبب الرئيسي بالكوارث العائلية حاليًا
-من الجيد رؤيتك يا عماه هنا.
ابتسم نجيب وأحضر لهُ كرسيًا يجلسه:
-نحن أولاد السوق نمرض إن غبنا عنه.. حياتنا معه كما ترى.
أومأ وضاح وجالت نظرته حول الزقاق الشعبي الذي يعج بالمحال القديمة بين أقمشة وعطارة وتوابل..
-ما دامت صحة بدنك جيدة وعودك بخير لا تحرم نفسك من شيئاً
وكان كلام وضاح مفهومًا ووصل الرجل الذي غاب لدخوله المشفى ثم عاد بقوته يخرس الأفواه جميعها
-لن يغلق المحل.. إلا واسع الرزق وفاتحه
وأقرن قوله برفع سبابته إلى السماء مما أرضى وضاح الذي قال
-بارك الله بك عماه.. أرجو الله أن يؤلف بين قلوبكم.. هذه أرزاق ولن يأكل أحد غير لقمته المكتوبة له.
جلب عامل نجيب صينية مذهبة خاصة بمحلات السوق عليها كأسين شاي بعروتين ذهبيتين وطبق مليء بالحلوى مدها لوضاح وقال:
-إن القلوب إذا صفت رأت.. وأنا تركتها على الله.
رشف وضاح من كأسه بعدما تناول معه أحاديث حول زوبعة طلاق آرام ثم بدّل السيرة بعدما رأى امتقاع وجه الرجل.
-لقد جئتك بشكل خاص لأنني أدرك جودة منتوجاتك
ضيق نجيب عينيه:
-أبشر.. قل لي ماذا تريد؟
أملاه وضاح ما أراد وغادر من عنده وابتسامته الغامضة ترسم حدود شفتيه بحلاوة..
دخل المنزل دون أن يجد والده الذي اعتذر منه مراراً عقب عدم احترامه له في المجلس.. ثم سلك دربه نحو المطبخ وهناك وجد والدته خلف موقد النار تشرف على القدور، اقترب منها محيطاً إياها يسألها:
-ماذا طهوتِ لنا!
ارتدت للخلف بفزع ومعلقتها الخشبية تهوي على جانبها فيما توبخه ورأسها بنصف استدارة:
-أخفتني وضاح.. أصدر صوتاً يا ولد
التهم فاصل المسافة وغطى الموقد بجسده فيما يقبل كفها العبقة برائحة الثوم والبصل:
-كنت أفاجئك بعناق أمومي.. لكنكِ أفسدته بدراميتك
أبعدته عن الموقد بأمر:
-ابتعد.. فقاعات الحساء ستلوث قميصك وربما تحرقنا بوقوفك هذا..
سحبها من كفها ووصل بها طاولة المطبخ فسألت:
-تتصرف بغرابة.. أخبرني ما بك!
من دون إجابة رقت بسمته فيما يرفع كيسًا بيده المخبئة خلف ظهره:
-هذا لكِ..
تناولت الكيس بعجب وفتحته بصدمة سيطرت على أعصابها وفجرت قنواتها الدمعية بتكذيب..
لقد كان الكيس يحوي
مغلف حناء كبير.. ووريقات الكركديه لعجن الحناء.. بالإضافة لزيت جوز الهند..
سألته غير مصدقة ودمعتها على باب العين.. تأذن بالخروج
-ماذا يعني ذلك؟
رد عليها بحنو وعيناه تلتهمان مدمعها.. وحمرة وجنتيها.. ورجفة أناملها
-لقد آن أوانها..
وهنا إشارة حتمية لوعد مقطوع حفظ في عرف عواطف التي أبت صبغ شيبات شعرها والحفاظ على بياضهن طول العمر إن بقي وضاح عازبًا..
فك حجابها.. ثم اقترب منها يحاول أن يبث لها الخبر بأكثر الطرق التي تستحق عاطفتها، قبل مفرق الضفائر شبه البيضاء
-هل ستستقبلين المهنئات بهذه الشيبات يا عواطف؟
شدت على يديه بقوة تسأله بصوت متهدج:
-أستحلفك بالله هل أنت جاد؟
-للأسف جاد جداً في أكثر قرار سأندم عليه ملء قلبي
ضربته بضحك وقالت:
-من.. من هي؟ كيف هان عليك أن تخبئ عني كل هذا الوقت؟!
ورغم أن قلبها قد أوعزها..
أو تحديداً وشاية رونق أعطتها نصف القصة إلا أنها لن ترفض.. وكيف ترفض بعد يأسها من زواجه
-ثريا.. زميلتي في العمل يا أمي!
جذبت رأسه إلى صدرها مما جعله يحني قامته لها:
-حظها وسعد عينها يا حبيبي.. يا بختها من كانت من نصيبك.
إن بقيت أمه على وضعها ودموعها ستحرق القدور والمطبخ والبيت ولن يتزوج ولن يأتي بأحفاد، لذا انسل من بين يديها بضحك ليكمل ما جاء لأجله، لذا خرج من عندها إلى زاوية والده الخاصة المليئة بالسبحات والمصاحف وكتب التفسير، وترك عند مجلسه ثوباً وكوفية بعقال للرأس جديد.. وفوق القطع كان قد وضع عصاً جديدة.. مع دهن العود الذي جلبه اليوم من سوق البيادر الشعبي!
وبها ترك لوالده الخبر كما يجب.
*****




Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 29-03-22, 09:38 PM   #2129

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



الأربعاء..

كان يوم ضحى المحبب والآن تراه رعبها العالمي.. الخوف يسيطر عليها بقرب الاختبار النهائي لدورتها التدريبية التي أمر بها سالم.. سالم الرجل الطيب، الذي كان يوجهها عند كل خطأ ومصيبة، حفظت النصوص النظرية عن جدارة وسمعتها لها فدوى كاملة.. والآن حان وقت التطبيق! لا يوجد هنا أي حاسب في المنزل لذا اتفقت مع إحدى صديقاتها أن تأتي مساءً لتقوم بتطبيق الجانب العملي، في وضع آخر لاهتمت بنفسها ورتبت مظهرها إلا أن خوف الاختبار جعلها تخرج بقطعة إسدال الصلاة العلوية مع سروال جينز قديم.. لن يهمها التصاق بيت رؤى بمنزل طليقها موسى.. العلم والعلم أولاً..

-معذرة لتأخيري.. لقد أخذت مني الكتب أكثر مما يجب

ثم نفخت في كفيها
-أشعر بالتوتر رؤى.. أنا خائفة.
أدخلتها رؤى إلى غرفتها وأخرجت الحاسب لها، مدت ضحى يدها لكيس يحوي حلوى وسكاكر ملونة.. تجمع الحلاوة والحموضة معاً..
-هذا لكِ..
أخذته رؤى على استحياء ولو أن ضحى هي من التهمته في ظل توترها واضطراب أناملها على مفاتيح الحاسب.. رغم مهارتها إلا أن للخوف قبضة عنيفة تبعثر كل ما هو في حيز التماسك..
-أنا آسفة أكلت الحلوى خاصتك
تفهمتها رؤى التي جلبت لها معجنات مالحة وبترحاب تناولتها ضحى مع الفتاة التي أُصيبت بجوع مماثل وشاركتها الأكل.. حدثتها ضحى فيما تطبق دروسها عن المدينة وجمالها وأقنعتها بضرورة التعليم.. وفجأة صوتٌ أصمت لسان الثرثارة ضحى.. وابتلع مخاوفها التي تمثلت بخشوعٍ تام منصت للصوت المُرتّل للقرآن.. السكينة لا يمكن أن تجعلها تُخطئ رنة الصوت ووقعه في قلبها.. هذا الصوت رنم مشاعرها الفتية وأطربها بصوت وائل كفوري كثيرًا.. أتراها توهمته..
تبرعت رؤى التي شرحت ببساطة وبحرج:
-هذا موسى.. يقوم يحفظ القرآن وبدأ بختم أجزاءه تدريجياً..
توقفت حنجرة ضحى للحظة.. مع أنفاسها.. وتركت الصدمة تستبيح كل جزء منها
-حقا!! متى فعل؟! أقصد خيراً فعل..
اكتفت بصمتها وعادت لتطبيق دروسها متجاهلة ما سمعته.. إلا أن صوته عاد يؤرق عملها بذكر محددٍ
(وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ)
بصوته.. بتجويده!
الذي لم تظنه يومًا.. صوته الذي احتكره عشقهما في الأغاني وقصائد نزار!
ونغماته الحيّة في حياكة أنوثتها..
كان عبثاً كل ما تحاوله في تصفية ذهنها.. لذا استسلمت لقراءته.. وتركته يهدهد كل مخاوفها للغد..
اختفى صوته وقبعت في هالته مرغمة.. استأذنت بالرحيل وعلى باب منزل رؤى.. أخذهما اللقاء الثاني على سهوة.. قدر!
هو وهي.. بحلتين لا تشبه ماضيهما!
هي في لون يشبه كل شيء إلا العبث..
وهو في منطقة رمادية.. حيث لا ضوء.. ولا عتمة.
أولاها ظهره.. حينما أشاحت بعينيها عن ود صفحته!
وغادرته بنفس مبعثر على شفا ظلالٍ قديمة من عشق.
*****
في منزل الخباز لم تنم ثريا وهي تتوعد وضاح أشد الوعيد وتقف أمام المرآة تتلو الخطابات التي يستحقها من تجرؤ كامل لإهانتها وعدم احترام وجودها..
أكثر من خمس خطبات عقدتها وفي كل مرة تنسى جزءًا فتعيد الحوار والمشهد كاملًا بتعابير حازمة حتى فاجأتها ضحى التي رفعت رأسها من تحت الغطاء:
-ثريا أخبريني عن تجربة الأداء التمثيلي التي تقومين بها لصالح من؟
التفتت ثريا بشرارات وخصلاتها تقف بصدمة:
-أنتِ.. ماذا تفعلين في سريري؟
تثاءبت ضحى ولم تجبها.. أو في الواقع لن تخبرها أنها فرت من أحلامها
وحديث ليلها الذي تجسد في صورة موسى بعد رؤيتها له اليوم وسماعها ترتيله..
وتلك الآية التي توقفت عندها تخل كل موازينها، وهي لا تريد أكثر من أن تكون ساكنة فاختبارها النهائي بعد عدة ساعات لا أكثر!
حاولت الاتصال بنائل واستغلال فرق الوقت وبكل أسف أخبرها أنه في المطبخ وليس بقادرٍ على الحديث معها على أن يعاود الاتصال بها.. فكرت في استخدام زينة التي تعذرت بميلاد زوجها واحتفالها به.. ثم أخيرًا جيداء التي حاولت الولوج لها ولكن سمعت صوت همسها على الهاتف فعرفت أنها مع منذر!
لاذت بثريا رغم أنها الأخيرة باتت مريبة وغريبة بشكلٍ كبير، والأكبر منه نفضها من كل مسؤوليات البيت ومشاعر أهله، حين دخلت غرفتها لم تجدها فحشرت نفسها في سريرها حتى جاءت ثريا تقوم بتجارب تمثيلية أمام المرآة وتفسد نومتها بإلقائها توبيخًا فاشلاً.... للسيد وضاح.
-ثريا يا قلبي أطفئي النور أولاً.. ثانيًا لا داعٍ لما تفعلين في الواقع ستكونين أميّة وتنسين كل ما خططتِ لأجله أمام السيد وضاح.
تخصرت ثريا وردت بغل متغاضية عن فضحها أمام ضحى بشكل خاص:
-اصمتي أنتِ.. ما الذي تعرفينه عني لكي تظنيني سأصمت أمامه.. هه وكأنه يخيفني!
ارتمت ضحى للخلف مرتاحة على الوسادة:
-أعرف عنه ما يكفي ليقهقر ما تودين إشهاره في وجهه.. حاجبان معقودان وهيبة فطرية تقزم المرأة القوية التي ترتدينها
-اصمتي!
بمد الميم والياء طويلاً.. طويلاً جدا
*****
في اليوم التالي دخلت للصيدلية بوجه اختصر كل شر العالم وملامح واجمة، لم ترد التحية ولا أهلاً ولا مرحبًا.. فقد أعلنت الحرب هي.
حين لم تفعل.. فعل هو ببسمة لطيفة كادت تنسف بها كل ما فكرت به، وكمثال حيّ للمرأة القوية صاحبة الكرامة التي لا تشرخ رمت حقيبتها بطريقة تُنبئ بخطر قادم، حسنًا وقعت الحقيبة أرضًا مما أفسد رداء القوة ونسل أول خيوطه
-اسمعني جيدًا لدي ما أقوله لك..
رد ببسمة متلاعبة تمتلك ثغره وترسم ملامحه مما أغضبها بتوزيعه البسمات غير اللائقة أبدًا
-تفضلي!
ضمت يديها أسفل صدرها كما فعلت كأول خطوة أمام المرآة، وثبتت وضعية جسدها الحمائية وقالت بكلمات حفظتها:
-ما حدث قبل أمس لا أقبل بهِ أبدًا.. تحت أي ظرف.. أنت لا تعرف قيمة اسمي ووزنه في هذا الحي قبل المكان.. لذا أي تصرف قادم يشابهه، غير مقبول وسيكون فيه قولاً آخر
تحكم بضحكة منفلتة أكثر إلحاحًا من ملامحها التي تستحق التخليد في لحظات حنقها.
لن تنكمش مع صوته إطلاقًا.. مهما حدث لم تجلس ساعات تنظم الخطابات لتخاف
-مبدئيًا لا أرَ لتحفزك أي داعٍ.. ثم اعلميني ما التصرفات المشينة التي حدثت وأذت اسمك.
ردت باندفاع:
-موقفك مع مسلم.. أنت لم تحاول أن تحترمني وأهنتني!
أجاب ببراءة كاذبة ...كاذبة:
-من يجرؤ على إهانتك يا ثريا.. يبدو أن المشاهد اختلطت عليكِ.
ردت متحفزة وحاجبيها يتعانقان بصورة دموية:
-ما الذي تقصده؟
-قصدي واضح هذا الرجل يكاد يلتهمك بعينيه.. لا ترين نظراته أو مغيبة لا أعلم.. ما أعلمه أنه يتصرف بطريقة غير لائقة.. إن كانت له أي نوايا أخرى فبيتكم مفتوح.. أكثر من ذلك لن أقول ولا أسمح أن يحدث في مكاني
انفلتت أعصابها وأجابت بصوت مرتفع:
-ومن قال لك أنني أهتم به أو بنظراته كنت أسدي خدمة له في نطاق عملي.. ولم تتخط خيالاتي ما ترمي به أنت أو يدور بخياله هو!
رد بصوت رائق وكأنه لم يتسبب في رفع ضغطها:
-أنا في الواقع أستثنيك من ميزان خطئه.. في الواقع هو من يفعل ولستِ أنت..
رق صوته أكثر بنبرة ستخزنها في صندوقها الخاص به..
-أنت لا تعلمين بنواياه حولك.. أو نوايا أي رجل آخر بوجودك..
وبصوت أجش.. خاص جدًا قال:
-أنت لا زلتٍ مطمعًا ومكسبًا لأي رجل.. أي رجل في هذا الكون!
كان دورها لتشعر بضربات عنيفة غير عادلة في يسار صدرها كادت تقلع قلبها من مكانه فردت بصوت متعثر إلا أنه حازم:
-لقد أخرجتُ موضوع الزواج من عقلي.. لا أريد رجلاً في حياتي.
شوحت كفها بلا مبالاة:
-كفاني الله.. ما عُدت أريد.
يرسمها بين خطوط المستقبل، يُعمّر حياته بين حبيبات نمشها، يتوقف عند عينيها يرسو بحكاياته التي كتب ويتخطى الشفتين الثرثارتين فلا حاجة لهُ أن يتمادى دون حق!
-وإن كنتُ أنا.... أريد مثلاً!
سألته متوجسة بحاجبين معقودين:
-تريد ماذا؟!
لمح أناملها المنقبضة فلم يتأخر وحروفه شديدة التلوي.. شديدة التأثير، فيجرف كل استرخائها:
-أريد موقعًا في حياتك.. فأنا لا أكتفي بذاتي...
وأردف بنبرة تخص قدسية اللحظة.. وهالتها:
-مثلك!
ردت عليه بصوت خشن عبر عن اختضاض مشاعرها العنيفة التي غلفتها بمزاح:
-لم تعد هناك كراسٍ شاغرة؟
وبتصميم غريب عليه أجاب:
-قلبك طيب ستفرغينها لأجلي..
صمتت ببلاهة والمباغتة في الواقع.. غير عادلة مفتقرة إنصاف الكون كله فتبسمت بمزاح لا محل له في عرض القرب غير العادي.. في ظروف غير عادية وهمهمت بلا معنى.
رماد عينيه عاصف.. ليس خامدًا فيطمئنها:
-ما هو رأيك؟
ارتدت للخلف بضحكة غير مصدقة وردت تسايره:
-لاااا ...إن كنت أنت فسوف يتم إعادة النظر في الموضوع!
أجاب بهيمنة مسيطرة، وحروف لا تقبل التأويل:
- حين أكون أنا ...الموضوع يغلق وتطوى صفحته تحت بند الموافقة!
تحاشته ما إن دخل مريضٌ يصرف وصفة طبية وتجاهلته متحدثة مع كل أفراد العائلة من خاصمتهم ومن لا تطيق الحديث معهم، جاءها يجاور وقفتها أمام الواجهة الزجاجية للشارع.
-ماذا لديكم هذا المساء؟
أجابت بغير حماس.. أفكارها تنطفئ أسفل العجب:
-إمم لا أعلم.. لا شيء مميز ستجرب فدوى كعكة جديدة، لأن ضحى على الأغلب ستجتاز اختبارها.. ونحتفل مساءً.
برق الشغب في عينيه، وجذوة شغفه تشعل العبث.. والكثير من المباح:
-إذن سآتي ليكون الاحتفال عن احتفالين..
قطبت متسائلة:
-أهلاً بك بالطبع.. لكن ماذا؟ هل هناك أخبار جديدة لا أعرف بها.
ضم كفيه مشبكًا أنامله:
-كل خير يا عزيزتي.. أظن أنني سآتي لكم بخطوة رسمية مناسبة لكي أستأذن طلب موقعك المميز بكراسيه.. وآخذه لي كاملًا!
تفتحت عيناها.. ومطرقة غباء تضرب الطبل الكبير المجوف به رأسها:
-خطوة ورسمية.. ألا تظن أننا تجاوزنا الرسميات أم تريدني أقول لك أستاذ وآنسة ...لا لا كبرنا عن هذا دعنا هكذا أفضل
ضحكت بعصبية وكل جسدها يستنفر مع نظراته:
-الغِ الفكرة.. لقد أخذت مني الكثير لتكون شخصًا طبيعيًا معي!
ضحك مرغمًا تلك الضحكة التي تجلب قلبها من خصلاته وترميه في سعير مترقب غير مفهوم إلا أنه يصفعها بسوط الإعجاب الميؤوس منه:
-أنت لا تصدقين.. اطمئني أنا أود تعزيز هذه العلاقة الطيبة..
ازدردت ريقها وتساءلت ببلاهة:
-كيف يعني؟
-تخيلي أنني أريد الزواج منكِ..
-والله؟؟
صعبت حالتها وشعرت بأن الأرض غير ذي الأرض، والناس ليسوا بأناس وحالتها صعبة.. عسيرٌ فهمها كأنها فارغة عقل..
واللهِ تعلم أنها فارغة عقل وإلا كيف أعادت دورة الثانوية العامة تسع مرات..
-أجل والله.. أريدك..
رفعت سبابة مهددة مرتجفة.. وضعيفة:
-أنت تمزح معي.. لا أحب هذا النوع من المزاح، دعنا منه، عد وضاح البغيض الذي أعرفه..
ثم همست بصوت متقطع ذاهل:
-هذه النسخة غير لطيفة منك أبدًا!
اقترب منها ساكبًا عاطفته في قدح قلبها الفارغ، كاد أن يخفيها فيه كمكعب سكره في شايها الثقيل:
-والله حتى أنا أريد أن أعود وضاح القديم عوضًا عن وضاح الذي استبدلته بغر يراوغك على الزواج منه!
ثم ماذا؟ تشعر بأن النفس انحسر وغادر بلا عودة وستموت الآن.. إذا بقي قلبها يخفق بهذه الطريقة القاتلة والسريعة والمثيرة للشفقة فنطقت بأول شيء منطقي رأته:
-لماذا تقترب؟؟
ابتسم بحلاوة وشل لسانها عن التفوه بحماقة أخرى إذ إن الكون كله انحصر بغمازات ليست غمازات حول وجنتيه:
-أنا لا أقترب في الواقع.. أنتِ التي في وقفتك يا عزيزتي..
رفعت كفها تشوح أمام وجهها تهتف بغير تركيز:
-آه.. ظننتك اقتربت كنت سوف أوبخك!
عانق ترددها، وغرق في مكنون قلبها الدري فود أن يبقى طوال عمره فيها ولا ينقذه أحد:
-لا أحد يستطيع أن يقترب منك ثريا.. محصنة من كل استباحة بغير وجه..
أومأت بغير تركيز فيما تراجعت خطوة للخلف فالتصقت بالحائط تهذر بالقول:
-في الواقع ليست لدي أدنى طاقة.. أنت تقول كلاماً كثيراً وكبيراً وأنا لن أستطيع مجاراته.. لماذا؟
سأل بخفة وضحكة تدغدغ أعماقه:
-لماذا؟
رفعت سبابتها المفرودة على صدرها بجانب أناملها، وأشارت نحو جهة معينة:
- لماذا.. لإن كل طاقتي مع تماضر.. سوف تعمل بروتين لشعري.. أجل شعري
أغمضت عينها لوهلة ثم فتحتها مكملة:
-مكوناتها طبيعية ورائعة، لكن المكوى الحراري.. آه المكوى سوف يكون حارًّا على شعري!
-أنت متعبة ثريا.. اذهبي لبيتك وتحضري لتستقبليني؟
فركت جبينها بتعب، ونبضات قلبها سوف تقتلها، إذا كان النبض المتسارع خطر.. فكيف بحال قلبها الذي ستتفجر نبضاته
-أنا أظن أنني سوف أموت.. آه أظن أنت السبب؛ عليّ أن أخرج.. لن أسامحك على كل حال لو مُت أنا.. حسنًا؟
*****
ذهبت إلى تماضر وتجاهلت كل ما قاله لها شعرها مفرود بين يدي تماضر الخبيرة تضع المساحيق الغريبة عليه وتكبسه في المكبس الحراري الخاص بالشعر، حتى رن هاتفها.. فجفلت وركضت صوبه توقف تماضر عن العمل ككل مرة يبعث لها برسالة..
وصلتها وقرأت شغبه الجديد عليها:
-موعدنا غروب الشمس أول الشفق.. وإن طال قدومي لا تطفئي الأنوار!
عادت للمنزل تحتفل مع ضحى التي حصلت على شهادة سجلات بيانات مساندة.. وأخبرتهم بلا مقدمات
-وضاح سوف يأتي اليوم لخطبتي!
ثم صححت ما قالت للصدمة الحالة على وجوه الجميع..
- أقصد يود أن يأتي مع عائلته هنا.
ومن حيث العدم بدأت أهازيج ضحى وجيداء ورقصهما المفاجئ ودخول فدوى منعطف الجنون على العائلة، تم ترتيب البيت بنفس راضية من قبل ضحى التي تطوعت وقامت بتنظيف سلالم البيت ورشق موسى المار بالصدفة بمياه الغسيل.. وليته لم يفعل!
خرجت للذي رشقت عليه بخوف..
وحين علمت هويته انفجرت ضاحكة وكفها على فمها ينفي صدقها:
-والله لم أعلم بمرور أحد..
ضحى الحمقاء
هي.. هي!
وكأنها التي أحب يومًا أحبّ
وببساطة كل الأشياء القاتلة؛ ما زال يحب
وإن قذف كل ما بقلبه ومشاعره عنها حجب!
ناظرها بغير رضا وكل هيئته الجميلة طارت.. وفي الواقع لم تحزن فهذا الجمال اليوسفي لا يجب أن يراه أحد
-لا عليكِ.. لكن من فضلك انتبهي مرة أخرى
أومأت بضحكات مكتومة وتركته يغادر
سار وحدقت في ظهره بحزن لا يعلم كيف يغلبها فرددت بتنهيدة:
-ربِّ اجعله قبيحًا في عين غيري من الإناث!
أنهت مسح السلالم وصعدت بصدمة أكبر متمتمة بالأدعية وما حفظت تمسح عنها وزر ما دعت.. وسؤال صعب يراودها
(ما الذي بينها وبين موسى لتدعو بكل هذه الحرقة!؟)
مع أول خيطٍ أرسلته الشمس بانحسار وهجها.. تضخم قلب ثريا وارتدت ثوبًا تركته زينة.. وهنا يذكر لزينة حسنة واحدة يزين سجلها التاريخي المفعم بالأنانية.
صبغت شفتيها بحمرة آسرة.. تشبه حمرة السمّاء وحسب ما نُص، بدأ موعدهما.. تحضرت ببقايا أنوثة التحمت وكونت مثالاً للفتنة؛ دارت جيداء بالبخور والقرآن يصدح في الأجواء لبركة الأمور..
رحل الشفق وزحف الظلام وبرزت النجوم في السماء، وإنارة المصابيح الخاصة برمضان الذي بات على وصول في الشوارع بات تركيزها واضحًا، سكنت الأصوات في الحي، وحلّ العشاء وصلاته حانت.. صلّى الجميع عداها هي جلست متحفزة تهز قدمًا وتؤرجح أخرى، لم تهاتفه ولن تفعل.. للحظة عزت عليها صورتها!
وخشيت للمرة الألف أن تضاف هذه الأمسية لخيباتها التي ضفرتها تحت نور الأمل، هاتفها صامت وفكرة السؤال تغريها، لكن أن تبدو بمظهر المخدوعة نسف خطوتها الأخيرة ووأدها..
لا أصوات.. ولا سيارات.. الوقت تجاوز ميقات الزيارات، لم تطفئ أنوار المنزل بل تركتها للوعد وإن كانت ستبكيه لاحقًا..
-سيأتي.. سيأتي.. لن يخذلني!
رقد أهل المنزل وقررت أن ترحم نفسها وترقد بخيبتها تدثرها بلحاف العشم الأخير قبل أن تحرقه..
بقيت في كرسيها أمام نافذتها حتى غفت برقبة متشنجة..
لم تكن تعلم أن حصاد البيادر بأكمله بات هشيمًا تذروه الرياح والنار أكلت كل حقولها، والخاطب المنتظر فزع بحلة الزيارة ينقذ والده الذي رمى نفسه بصياحٍ.. لأن أخاه سليمان في منتصفها!
فرمى بنفسه هو الآخر يحاول اللحاق بآخر حقلٍ لعائلته امتداده شاسع والنيران تلتهمه حتى اللحظة.. ومع كامل أسف الجميع لم يعلم أحد ما هي أحوال من هبّوا للحقول مطفئين نيرانها!
بين صراخٍ.. ونجدة لمن لم يخرجوا
وبين أسفٍ على المحصول أمام سلامة أرواح أهلها
*****


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 29-03-22, 09:40 PM   #2130

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




منذ أن أغلقت فدوى هاتفها لم تعد تعلم بأحوال زوجها، صفحته طوتها بإحكام ولم تلتفت لثني عاطفة أو اعوجاج مشاعرها، تأكدت أنها ليست حاملا وهذا ما أسعدها عقب آخر لقاء غدر به بعدها؛ استيقظت ولم يكن في رغبتها أن تفعل إلا أنها فعلت لنداء معدة الصغير، أرضعته وناولته وجبته غيرت ثيابه بعد فيضان ليلة كئيبة، رنين الباب المفاجئ أفزعها، تركت الطفل وسارت بخطوات رتيبة نحوه، تواجد أياً كان قبل الثامنة مخيف جداً جداً ومرعب مهما كان ..انقبض قلبها ..وصدقت حدسه فلم يكذب فؤادها قط، فتحت الباب ورأت خلفه رجلًا يحمل مغلفًا بلون عسلي يسأل:
-هذا مغلف باسم فدوى الخليلي.. هل هي هنا؟
أجلت حنجرتها تجيبه:
-أنا المقصودة تفضل.
مد إليها بالمغلف الذي رأت على طبعته ممن مُرسل ورجفة قلبها تزداد عنفًا.. لقد فعلها نائل.. لقد فعلها وبعث بورقة طلاقها التي طلبتها مرارا وفك نفسه من قيدها.
-من فضلك وقعي هنا
هوى قلبها فيما تلتقط القلم بأنامل راجفة وتوقع على الاستلام، غادر الرجل تاركاً إياها تحمل مغلف خيبتها من الرجل الذي أحبت.. وليتها ما فعلت.

*****

كان عدّاء مضمار الحياة الأول، فارسًا منتصرًا على الدوام، بوصلته منطقية، بندول نبضاتها تم طيّه وركنه في زاويتها، عمليًا في مشواره وإن كان الزواج أكبر العقبات في طريقه؛ تورط حين تعثرت مشاعره وأسقطت كل منطق يعرفه.. إلزامًا عليه أن يضبط متجهاته وللمرة الأولى تفشل بوصلته في وجهتها.. وخضع لقلبه بكل رضا.
كان من العادي جدًا أن يلين قلبه وينخرط في دوامة وجود امرأة في حياة خالية من كل تاء تأنيث.. نشاز وجودها جعله يتأقلم على التهام أي طارئ مفاجئ!
لكنها هي أول من باغتته بكل الحواجز غير المرئية بينهما.. في بادئ الأمر رحب بكل ذلك.. منسلّا من أي واجبات عاطفية أو مشاعر لا يستطيع تقديمها في حلة الرجل الفارس العاشق.. وما ساعده أسفاره الكثيرة كضابط في سلك الأمن وغيابه لأيام واجتماعه بها يومين كحد أقصى!
إلا أن للتعايش وجوه أخرى جعلته يقرأها جميعًا وشيئًا فشيئًا تهب إليه من كل نسمة دفء.. وتنهيدة تتسلل من نوافذ قلبها المشرعة بعد ليلة مرصعة بنجوم العواطف المشتعلة.. مع كل الجفاف.. صخبهما الحميمي لم يخفت ولو في لقاءٍ واحد.. مع ضرورة التأكيد بكون الدفء هنا ميتًا بلا روح.. على الأقل من جهتها هي!
سنواته معها حافلة بنكبات تاريخية تخص ماضيها.. ماضي عائلتها
مما جعله في كل مرة ممتطياً صهوة الفروسية برداء النبل، مثاليًا على الدوام.. خارقًا للعادة، الظروف حوله تجعله حامٍ لأي هجمة.. محتوٍ كل شيء، جامعاً كل الخيوط بيده، كان قائدًا بفطرته مسيطرًا ويترك كل شيء له..
الآن بعدما غادر المركز الأمني بإجازة سنوية طويلة، فكّر أن تكون له وحده، الأحداث الأخيرة وجود أمه.. سلوان ومحاولتها التي أسقطتها إلى حدود الدونية والابتذال، ناهيك عن زوجته التي سيتغاضى عنها هذه المرة متعمدًا.. وعائلة زوجته التي يحاول بوسعه أن يؤمن لهما كل ما يحتاجوه.. أحيانًا تختلط مسميات لبنى حوله من " واجبه" تجاههم إلى "نُبله" معهم!
والآن القاصمة تمثلت في كون والدها كان القاتل الفعلي وكل شكوكه السابقة انحسرت في مهد أملها، كل هذا فوق طاقته ..احتاج ذاته التي وقعت بين هذا وذاك..
والاصعب جدًا أنه كرجل لم ينس ..وللآن لم يتخط ما فعلته مع سليمان الغربي؛ قادته خبرته لعرض كل الرسائل التي حُذفت باستخدام وسائله ..والأسوأ لم تكن الأولى بل هناك سابقات لها من صندوق بيته ..ورجولته؛ توقف مرغما لأنه لا يود التمادي والوصول لشيء قد ينسف كل سفنها معه ..لا يود أن يمزق قلبه الذي يطن فيه بشكٍ قاتل والشك بذرة إن نماها بفضوله ومرضه ستقتل كل شيء ..للآن لم يأخذ نفسه جاءت والدته وأطبقت على سلوكه معها..وهو رجلٌ لن ينسَ ومن العار جدًا تغاضيه .
جاب في المدينة الواسعة واستقر عند جبلها بعد جلسة خاصة قرر وما بقي واجب التنفيذ، وصل منزله القابع في ظلامه، دخل غرفته السابحة في سكونها وظلال شجيراتها بحفيفها تكسر حدة صمتها، وقف عند السرير الضخم الذي احتلت لبنى جانبه ..وجهها هادئ وعلى صدرها كتاب يخص التنمية البشرية، على جانبها طبق ممتلئ بالمكسرات التي باتت تحب مؤخراً كالكتب العلمية، دنا منها أكثر يستكشف حشرة ظنها على وجنتها ولم تكن سوى قشرة بندق غفت عند شامتها المليحة أعلى خدها، تنهد بعمق واستل سيجارته يشعلها، تململ جسدها نفورًا من الرائحة ..فخرج إلى الشرفة يعانق بتبغه الغالي الظلام الموحش، عاد بعدما استنفذ العدد الذي جعله يكتفي، وبدل ثيابه فيما دخل سريره ويأخذ مكانه، رمى برأسه التي تتوسد يده أسفله وحاول إغماض عينيه، قبل أن تتعانق جفونه شعر بحركة جسدها البض نحوه، فقلص المسافة بينهما دست نفسها في حضنه ويداها تشددتا حول وسطه ..ونفس مليء بالراحة الخبيثة يخرج عنها..
لم ينم وأنفاسها تموج بحرارة حول عنقه وجسده، استيقظ قبلها وحضر عدته حينما نهضت من فراشها استنشقت حواسها وجوده، فنهضت عن سريرها وجدته في الشرفة بيده كوب قهوته وسيجارته تأخذ مكانا بين شفتيه، كان بهيئة لا تمت لدوامه بصلة، سروال من الجينز السماوي بقميص أغمق درجة بضربات بيضاء عشوائية وحذاء عسكري بساق مرتفعٍ لونه عسلي، ضمت مئزرها ورمت حجابها تمشي نحوه إلا أنه التفت لها.. رمقت الحقيبة قربه فأشارت لها متسائلة ..وألم غريب تسلل لها حتى طرق قلبها وولج:
-لماذا هذه هنا.. هل أنت ذاهب إلى مكان ما.
أومأ لها فاقتربت منه ولامسته دون تماس فعلي:
-أجل أنا سأخرج في رحلة ...خاصة بي وحدي.
قطبت مشرئبة بعنقها والعتب في عينيها لا تخفيه:
-ما المناسبة الطارئة؟ لماذا الآن؟
قبل جبينها بعمق بعدما قربها منه وقال بإقرار:
-أنا بحاجة لذلك جدًا.. أعتقد حان وقتها..الفترة الماضية أستنزفتني وحاجتي للابتعاد زادت
عيناه محجوبتان عنها.. داكنتان حلّ ظلامهما حتى وصل أسفل جفنيه.. ذقنه الخفيفة النامية.. كان مرهقًا بملامح وإن أغلقت عنها.. فهي متعبة، انتفضت بعيدة عنه وصفاء الخضرة في عينيها توحش وبات كحشائش في ليلة قمرية:
-كيف.. كيف تفعل ذلك وتتركني في هذا الحال والوضع.
أغمض عينيه لحظة وفتحهما باستنزاف:
-أنا أترك نفسي بعيداً عني وأعطيها راحة مستقطعة من زوابع ظروف لن تهدأ..
نطق بصوت مشحون:
-أنا لستُ بخير
سقطت دمعتها بوجع التهم قلبه وسألت:
-هل أشقيك؟
-قلبي من يفعل؟
شددت عليه ترجوه:
-لا تفعلها ...وتتركني.
زفر بعمق :
-سأفعل لبنى ..لأجلنا سأفعل.
اقترب منها فلم تر في قربه هيمنة ...بل شظايا حادة لصورة النبل المهشمة:
-كل الأمور ستكون على ما يرام.. لن أترككم على أي حال السائق هنا ليقلك ويقوم بكل ما يحتاجه المنزل.. والدتك هنا.. ووالدتي لن تؤذيكِ..
أطبق فمه للحظة وتابع فيما يضغط على جبينه:
-سلوان لن تطأ عتبة هذا البيت.. المهم الآن أيمن سيتواجد قريباً مني.. سأكون قريباً.. إلا أنني لن أستطيع التواجد هذه الفترة.
احتشدت دموعها ترفع راية الانهزام فنطقت خمسة حروف تحوي خذلانها وخيبتها منه.. هو تحديدا..
-لماذا..
وكل حرفٍ يهجوه.. يقسو عليه ولا يملك إجابة..
فاللام.. لتركها في عرض طوفان الرهان عليه مع مخاوفها
والميم.. تحكي مرارة فراقه.. قبل أن يغيب
والألف.. عن ألف صورة لعرشه تهشمت في عينيها
والذال.. تشكوه ذلها اللحظة بهوانها عليه..
والألف الأخيرة كررتها وهي تشيع خروجه من عندها متأسفًا، ترى جواده الأصيل سقطت عنه فروسيته، وفارسها الشهم تدحرج رداء نبله ورحب به القاع.
*****
مر يومان اعتادت فيهما غيابه خرجت مع والدتها التي أنهت عدتها قبل أيام لقضاء بعد الأمور والتوكيلات في المحكمة، خرجت من ختم الأراضي وسارت صوب مكتب الأحوال والزواج لأجل دفتر العائلة الخاص بإنصاف، استبقت أمها لحجز دور بين صفوف القابعين للنظام، ارتدت لبغتة بشهقة مفاجئة حين لمحت الجسدان الماثلان أمامها، المتمثلان بمنتصر زوجها.. قربه سلوان من المكتب تلوح بدفتر عائلة أزرق اللون بكفها اليمين بضحكة واسعة!
المشهد لا يحتج أي تفسيرات ..لقد فعلها فارسها.. وحقق أسوأ كوابيسها.
لا يمكن تأويل الدفتر القابع بكفها إلا بكون سلوان تقاسمها ذات الدفتر الخاص بالزواج.



٠
انتهى الفصل.



قرائي ..
في الحقيقة أشعر برضا كامل غير منقوص عن الفصل ..لرحلتي بثماني وعشرين فصلاً ممتلئات بصخب نفسي ..مع لغة أدرك أن بعضا يستثقلها وبعضا لا تروقه في زحام يومه والبحث عن راحة ..

بودي وكامل حبي لكم ..أنا شاكرة وممتنة لتواجدكم في صفوف متابعيني؛ وسعيدة ..صدقا سعيدة ومكتفية بكم كعائلة تفرحني عقب كل فصل ..
بتعليقاتكم التي أفتقد اصحابها ..والقراء وإن لم يشاركوا أفتقد وجودهم ..وكل شخص ترك بصمته ولو بقراءة صامتة ..فأنا سعيدة به وممتنة ..حتى اولئك الذين يتابعون بلا أدنى حاسة شغف وإجبار.

في الواقع لن أدعي مثالية مطلقة فانا وبكل أسف قد أنخرط أحيانا بانفعالات عاطفية حين ارى قرائي الصامتين مصادفة عند غيري كمتفاعلين غير مقصرين ..إلا انني سرعان ما أخرج نفسي من ورطة اليأس ..
فأنا لم اتصور يومًا انني سأكتب ..*سأتغاضى عن خواطري الركيكة المحفوظة* ..
ولم أتوقع في اجمح أحلامي أن أنشر على نطاق واسع المدى ..يقرأ لي الكثير..
ويحفظ لي بعضًا من ترنم لغتي ..ونثري ..
هذا القبول الذي أكرمني الله به ..لن أقضيه أبدًا في تحسر بل سأمتن لكل لحظة غمرني فيها بلطفه ..
ثم أنني اؤمن أن الكتابة فن محسوس وملموس وانا مكتفية بإن أمس شغاف قلوبكم وان تقضون معي متعتكم ..واشارككم فني وبوحي ..


هذه المشاعر اللطيفة أخبرتكم بها كلغة سمحة قبل بدء شهر الرحمة والسماح ..آملة أن يطهر الله قلوبنا ويغسل عنا كل ما راكمته الشهور فيه ..وأنا اكيدة من طهرنا عقبه .

إجازة مليئة بالروحانية ..وأن يكتب الله فيها القبول من قول وعمل .

ألقاكم على حب.
وكل عام وأنتم بخير







التعديل الأخير تم بواسطة Lamees othman ; 29-03-22 الساعة 10:11 PM
Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.