آخر 10 مشاركات
لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          بعد النهاية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          96 - آخر الغرباء - جانيت دايلى - أصلية (الكاتـب : حنا - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثَأري..فَغُفْراَنَك (الكاتـب : حور الحسيني - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11647Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-22, 09:15 PM   #2241

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جولتا مشاهدة المشاركة
ولك بلقييييييييس متتتتتتتتتتت 😂😂😂😂😂😂😂 فضحتيني مسحوب التلفون مره وحده 😂😂😂


شو اعمل قلبي بحب يزوج المتزوجين
اسمعي انا لميس وعدتني تزوجني ريبال والله ...
انا بحبه كتييير وبحب وضاح ومصنع الكيك منتصر وسالم وعلاء بحبه
قلبي حباب شو اعمل



بلبل انا بحب بننات عةن بحب ثريا وبحب لبنى متخيله 😂😂😂😂😂😂


بنات اشهدوا لميس بدها تزوجني ريبال
جولتا م بتكسر خاطر أبطالي..😂😂
الله يجبر بخااطرك ..وبناء عليه جوزتها ابني ريباااال💜💜😌


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 14-05-22, 09:20 PM   #2242

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلقيـس سبـأ مشاهدة المشاركة
نسيتي موسى 🤤💃🏻 تغيراته تأهله لان يكون افضل من الكل واشوفك ماذكرتي منذر الغرقان ولا مافي امل منه 🤣 ??

لااااااا جد جد كيف حصل وحبيتي ثريا 😲 اذا فهمنا حبك واعجابك بثريا الاصل والفصل 🤏🏽😎 كيف حبيتي لبنى ?? توقعتك شانة عليها حرب البسوس لانها مزعلة مصنع الكيك منتصر 🤣🔥🎉


جولي 🥺😍 اليوم سبت 🤤😆💃🏻


طيب يا اللي منشنة على ريبال ليش اخترتيه دوناً عن غيره يمكن لانه للان اعزب 😂
لان ظهوره للان كان مش واضح وقوي مثل الباقين


ريبال بطل العمل القادم الأول ..جولتا قلبها دليلها اختيارها بمكانه😌😂💜


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 14-05-22, 09:21 PM   #2243

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جولتا مشاهدة المشاركة
😂😂😂😂😂 موسى مو جاي على مزاجي
ومنذر عسل على القلب بس انا انسانه بحب احافظ على ما تبقى من كرامتي وما ازت حالي على واحد مش شايف غير وحده بس بالدنيا 😂😂😅😅


شوفي هااي المره غير صحيح مزعله حبيبي بس للامانه شخصيتها عاجبيتني مش مملله زي وحده ما يدها تسمع وبارده زي الثلج بالعكس عامله حمااااس مو طبيعي معتوهة متلي وبتجيب العيد كمان متلي بالمختصر (( حابيتها لانه شخصيتها الجديدة حماس ))

ثريا بحبها لانه من اول ما وضح وضاح عن حبه ما زهقته بالعكس قالتله شيخ الشباب بنستناك بالبيت ..بس حظها للاسف زي حظي الخطير 😂😅

انا هسا حماسي الفففففففففففففففف اعرف اذا حبي اتزوج ؟ وحبي وضاح شو رح يعمل مع كسرة خاطر ثريا (( حزنت من قلبي ))


حمااااااس 😂 والله يا لميس عرفتي تمسكي قلب كل واحد بقرأ الك 😂😍😍😍😍😍😍😍😍

ريبال علق قلبي فيه من موقف 😍
خلص خلص يا بلبل النصييييييب
لتكوني حاطه عينيك على زوجي ست بلبل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟🪓🔨🪓🪓🪓🪓🪓🪓🪓🪓

يا قلبي يا شيخة فرطتيني ضحك💜💜💜😂


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 14-05-22, 09:29 PM   #2244

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



مساؤكم ورد❤
رديت على التعليقات بأكملها ..وآسفة لو نسيت حد ..علما إني حرصت ما أترك تعليق.

ممنونة لكل كلامكم الجميييل ..

الفصل بعد ساعة إن شاءالله ..
الفصل محوري محوري ومهم ويكاد يكون من أهم فصول الرواااااية ...
قراءة ماتعة ..💜



Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 14-05-22, 09:49 PM   #2245

بلقيـس سبـأ
 
الصورة الرمزية بلقيـس سبـأ

? العضوٌ??? » 474257
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 277
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » بلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond repute
افتراضي

اولا انا سعيدة جدا لوجودك بيننا الان 🤤😍💃🏻
وثانيا سعيدة كمان الفصل نازل ومافي اي علامة على نحس يعني طلعت اشاعات سوداء يا جولتا 🤣

ثالثا لاني ماقدرت اقرأ كل التعليقات الجميلة من البنات وشفتها في ردودك يا لموســـ🤤💃🏻ـــــــة العــســـل تحمست ارجع اكتب تعليقي مرة ثانية
اصلا محسوبتك☻ تكتب تعليقات طويلة وغمض عين ... فتح عين ... التعليق راح فين ☹💔

ايه صح وانا ان شاء الله بعيد قراءة الرواية من الاول 🤤💃🏻😍 عشان اطفي الشوق اللي متأكدة انه هيولع الليلة دي 🔥 ومنها استمتع دبل 🤭😘😍


بلقيـس سبـأ غير متواجد حالياً  
التوقيع
كيف أذبل وأنا الورد والحديقة والساقي...!🤭♥️
رد مع اقتباس
قديم 14-05-22, 09:52 PM   #2246

بلقيـس سبـأ
 
الصورة الرمزية بلقيـس سبـأ

? العضوٌ??? » 474257
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 277
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » بلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond repute
افتراضي

【الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 14 والزوار 12)
‏Lamees othman,‏ بلقيـس سبـأ , ‏جولتا+, ‏Fadwa Touqan, ‏هديل الجسمي, ‏Iraqi1989, ‏رىرى45, ‏Kokinouna, ‏raniz, ‏اكيداناغير, ‏ريحانة ابي, ‏الياسمين14, ‏سرى عبد, ‏Alaa96】








منوريييييييين 🤤💃🏻
يا محلا اسمي بين الاسمين الحلوين دول 🙈


بلقيـس سبـأ غير متواجد حالياً  
التوقيع
كيف أذبل وأنا الورد والحديقة والساقي...!🤭♥️
رد مع اقتباس
قديم 14-05-22, 10:20 PM   #2247

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



الفصل التاسع والعشرون.🌟
ألف نجمة مضاءة ..ووردة حب .


...............................

لا شيء ينسينا مُر الشعور ..وإن دثر العسل مهد الذكرى!

**

استراحة من الزمن، في كوخ الأحوال والجوازات!
نفس عميق سحبته لبنى وغابت فيه..
الدفتر الازرق!
وضحكة مبتهجة في مبنى الأحوال المدنية.. علامتان كافيتان للإشارة حول معنى واحد، لا تفسير آخر يظهر كمبرر وفيض السرور ينهمر من ملامح سلوان.. حتى منتصر زوجها نافسها في الاسترخاء والسعادة..
الظنون صعبة وكاوية قبل أن تتحول لحقائق؛ والحقائق بيقينها تذر الملح فوق الكي.. والاحتراق الحقيقي خوفها من مواجهتهما وتعرية الصدمة أمامها.. فلا تدري بأي حال تكون وإلى أي حد ستشمت سلوان بها.. أو هل ستصمد هي أمام سلوان؟
بخنوع.. تجمدت قدماها عن الحركة والإقدام على التقاطع معهما، بل حرصت أن تختفي.. الأفكار كثيرة وعشوائية أنستها والدتها التي تنتظرها.. والفكرة الأصعب التي احتلتها كيف فعلها منتصر؟!
لا تكمن المشكلة أبدًا في جرأته وكيف فعل؟
بل أن منتصر دوناً عن العالمين لا يخون!
كيف فعل.. ولا تدري كيف خان.. ولا كونها كامرأة هانت، هانت عليه ..تحديدًا
حتى وإن تتابعت أخطاؤها ووصلت عنان السماء فهي لا تستحق الغدر
ولو رد عليها بمثل ما فعلت حين خانته فعظم خيانته لا يغتفر، وأشد وطأة من مجموعة ملفات.. ببساطة منتصر لم يناورها بعدلٍ، بل لكمته التي سددها لها كانت قاضية بما يكفي وأنهت آخر ذرات تماسكها.
بغيرة شطرتها شاهدت بقسوة المشهد الأخير متوجاً بكل الحقائق ومذيلاً ثقتها بتوقيع ملكية سلوان لمنتصر.. زوجها.
حيث صعدت سلوان سيارة منتصر الشخصية التي قادها بسرعة طارئة، حتى غابت الصورة عن مجال رؤيتها وتعلقت خيبتها بإثر طعنته.
أعادت رشدها إليها تلملم ما حصل لها، فصعدت نحو طابق والدتها تسحب سترتها وتخبرها بلهجة قاطعة رغم التلعثم:
-أمي هذا دورك..
ومدت لها ببطاقة دورها متابعة:
-تابعي الشاشات المثبتة.. حصل لدي حدث طارئ.. سأعود بعد قليل
مشت خطوتين ثم التفتت بإنهاك تشرح بحركات خرقاء:
-السائق في الأسفل سيكون معك!
حاولت والدتها الاستفهام فتوقفت وقاطعت سيرها:
-ماذا هناك ..ما الذي حصل؟
أشارت بكفها بشكل باتر دون أن تجيب، سارت بين الحشود بلا تركيز وحين وصلت السلالم هبطتها بسرعة تقارب الطيران وصلت الشارع وفقدت في غمار تأخرها تتبع مسارهما.. سعت خلف إحساسها وأوقفت سيارة أجرة.. بوق سيارة السائق الذي خصصه منتصر لها منع حركتها من التقدم نحو الباب .. جاء إليها الرجل باستغراب:
-إلى أين سيدة لبنى.. لماذا تودين استخدام سيارة أجرة!
احتدت معه بلا سبب والتفت له بنظرة حارقة:
-لا شأن لك أنت.. ولا حتى مديرك الذي أرسلك لتتبع أثري.. لدي مشواري الخاص
تركته بصدمته واستقلت سيارة الأجرة مملية على سائقها عنوان منزل سلوان، أغلقت الباب واخبرته برجاء :
-بسرعة من فضلك ..بأقصى ما لديك أرجوك .
طقطقت أصابعها بنفاذ صبر لقد كان الوقت بطيئاً لا يرحم.. بدت فيه الدقائق طويلة طويلة جدًا..
متوترة..
بأطراف باردة وراجفة..
ومرعوبة أكثر!
-أجل هذا الحي ..
أجابت الرجل بصحة الموقع وما إن شقت السيارة حي سلوان حتى غرقت في الخوف.. استوعبت في تلك اللحظة كل مسافة تقربها من المصير الذي لم يتأخر وسيارة زوجها مصفوفة أمام بيت سلوان.
-هنا.. عندك.
اقتربت من النافذة تراقب المنزل حتى سأل السائق بعد أن عيل صبره:
-هل ترغبين بالمكوث هنا طويلاً.. أختي أنا سائق يبحث رزقه لا تعطليني!
زاغت نظراتها وجف ريقها ..أجفلها لوهلة وجعلها تدرك حالها فرددت:
-حسنًا..
وفتحت الباب دون أن تحاسبه.. هرولت عبر الممر الحجري القصير مقررة مهاجمته والقبض عليه متلبسًا..
-في الليلة الأولى لرمضان! قبل رمضان بيوم يا زوجي الخائن!
تجمعت قطرات عرقها بدنوها من الباب.. بأنامل مرتعشة رفعت كفها وحاولت مسحه من تعرقه ..أبقت أناملها على السترة وتشوشت أكثر بصوت السائق الذي لحقها مطالبًا بحقه ومع ذلك لم يهمها.. أطبقت فمها على رجفة عنيفة في حين ما أهمها وما استمعت إليه صوت الضحكات الرنانة لسلوان في الداخل.. كبحت التردد و ارتقت عتبة السلالم، خانتها شجاعتها وجمدها الكون كمكعب ثلجي يراقب دون حراك.. وسلوان المتسائلة بمرح له صدى وصلها:
-والآن ماذا بعد؟؟ ما الذي سنفعله؟
صورة حية لزوجها مع سلوان كافية لأن تدير عقلها عن العمل وتوقف قلبها فارتجلت لرهبة الحوار واستدارت عائدة للسيارة تجر حبل الهزيمة وتدفنه في قلبها الذي تعشم ..وصلت السائق ورفعت له وجهها الغارق في نكبته مطمئنة إياه بعد أن سبها واحتسب إهمالها له عند الله
-خذني إلى ضاحية المدينة.. هناك منزلي!
كان ليعترض.. لكن هيئة المرأة منعته وهي تصعد السيارة دون التفكير باعتراضه.. حوقل بقلة حيلة وخياله يصورها بهيئة أقرب لكوب هش يتمايل دون كسور!
وأسنان مصطكة ببعضها يصله صوتها؛ قادها وأمره إلى الله داعياً ربه ألا يبليه بها.. فليوصلها بسلام..
هزت رأسها تمنع دموعها ترفض صورتهما:
-سلوان ومنتصر.. وماذا بعد.. ما الذي سيفعلانه!
كلمات بسيطة فتاكة.. ناحرة كل إحساس أنثوي.. وحتى الصورة تعجز عن جلبها تبخل عليها ولا تتهيأ أمامها..
زوجها وهي.. يفعلان ما يفعله.. الأزواج!
مسحت وجهها تبعد أفكارها.. تبًا لها ولاختبار ظنونها.. ليتها ما لحقت به ولا رأته.. أي قدر ساقها لرؤيتهما.. وأي حظ رمى بها لرجلٍ عرف كيف يحرق قلبها.
وصلت المنزل وهبطت بذات الرعشة لحق بها سائق التاكسي الذي أوصلها فالتفتت نحو السائق الآخر الجالس أمام كوخ الحراسة وطلبت منه بأعصاب أوشكت الانهيار:
-أعطه أجرته.
لاحظها الرجل الذي ناول الرجل المال باستغراب وحاول سؤاله عن وجهته التي ذهبت إليها فرفض الآخر ..لذا من فوره هاتف مديره:
-عادت سيدي منتصر.. لكن بحال أسوأ مما ذهبت به.
دخلت المنزل وجدت والدتها في انتظارها حيتها وصعدت السلالم فهتفت إنصاف بقلق:
-إلى أين.. أين كنتِ؟
ردت عليها متجاوزة إياها:
-ليس الآن أمي..
تبعتها وقبل أن تغلق الباب وجدت لبنى قد ركضت بلا وجهة تدور بضياع وتمسح وجهها بكفيها ..ومن ثم تحركت صوب السرير فسألت والرعب يحتلها:
-ماذا هناك.. لقد أخفتني لبنى
رمت نفسها على سريرها متدثرة باللحاف دون التفكير بخلع حذائها:
-سأخبرك بكل شيء.. ليس الآن من فضلك.
استدارت إنصاف حول السرير وخلعت عنها حذائها، اقتربت وفكت حجابها وسألت بقلق:
-ألن تطمئني قلبي؟
ردت بأنفاس مقطوعة:
-لقد انتهينا.. أنا ومنتصر!
قطبت إنصاف ولم تسمح لها لبنى بأي تدخل متوسلة إليها:
-ليس الآن.. اتركيني أتوسل إليكِ!
**
ما إن خرجت والدتها حتى استفردت فيها وحشة الشكوك ونيران التهيؤات، فزعت من فراشها وفتحت تطبيق المراسلات الذي يجمع رقمي كلاً من منتصر وسلوان، تربعت ورمت الهاتف بين قدميها تراقب آخر ظهور له.. في بادئ الأمر كانا باتصالين مختلفين.. وبعد ساعة بات الظهور الأخير موحداً لهما، أخذت نفساً عميقًا وأطبقت شفتيها مستندة بوجهها على كفيها آمرة نفسها:
-لن تبكي لبنى.. إياكِ أن تفعلي!
ازدردت ريقها بصعوبة:
-لن.. لن يفعلا أي شيء..
هبطت دمعة مسحتها بوجه كفها مهددة:
-والله لن أبق على ذمته..
دمعة حارة.. من طرف العين إلى العنق:
-ولن أمنحه شرف الطلاق سأخلعه.. أقسم يا منتصر لأريق بسمعتك ومكانتك وأرفع قضية خلع.
انفجر سد غيرتها حتى أغرقها ورحل بنعشها:
-مهما يكن أنا لا أستحق..
ارتدت برأسها إلى الخلف مناجية:
-صبرني.. صبرني يا الله!
أطبقت ما بين جفنيها وهمست بضعف فيما يهتز رأسها:
-كيف.. كيف فعلها بي يا الله؟
الغرفة خانقة تضيق على أنفاسها، رائحته وأثره مختومان فوق كل الأشياء.. كل ما يتعلق بهِ موشومُ بقلبها وجسدها.. لم يتركها منتصر دون ثغرة تهرب فيها منه.. بل ختمها به.. حتى صار المهرب منه إليه.
-حتى وإن كان.. سأبدل جلدي وأتحرر منه.
ذاكرتها غير منصفة.. منطقها وعقلها يمهدان صفحات الماضي دون زخرف.. بأنها لم تكن زوجة جيدة، بل كانت أسوأ ما يمكن تخيله.. ومع ذلك لو أراد أن يتزوج لتزوج وقهرها حين كان لا شيء بالنسبة لها.. لكن الآن!
الآن وبعد مرور السنوات، وبصرف النظر عن كل شيء لا تستحق الزواج عليها ولا خيانتها؛ اشتدت عليها الحرارة وشعرت بانهيار جسدها، فانغلقت أهدابها بتراخٍ مستسلمة بطواعية فلا بأس سترحب بالحُمّى وتسقط.. هي بحاجة لإن تسقط.. لن تنهض دون سقوط ولن تحاربه بعزائم خائرة
-صبرًا منتصر سأحاربك وأفضحك!
جاءها صغيرها وضاح وقبلها مداعباً لتصحو لكنها لم تفعل فغادر باكياً نحو جدته التي اعتنت به وأطعمته؛ حتى وتين جاءت إليها تخبرها عن يومها في الروضة:
-أمي.. لم يأت باسل أيضاً اليوم.
خرجت متبرمة بعد أن وضعت أحمر شفاه وهبطت لخالها أيمن تطلب منه شراء المثلجات..
كانت واعية لطفليها لكنها مستنزفة من إجابتهما والرد عليهما، دخلت عليها والدتها فوجدتها مرتجفة وغارقة في حرور جسدها، سمّت الله وبقيت طوال اليوم تحاول خفض حرارتها ولم تغادرها إلا حين همّت بالنهوض لإعداد السحور الأول لأول أيام الشهر..



يتبع....




Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 14-05-22, 10:30 PM   #2248

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




البيادر -عصرًا)
يقال أن القاتل يعود إلى مسرح الجريمة دائمًا؛ وهذا ما يفعله سليمان الغربي حين يجد نفسه قد ساقته للمكان الذي بدأ منه كل شيء، اليوم ضاقت نفسه والماضي الذي لم يُنسَ جلبه إلى البيادر، قبل أفول الشمس صف سيارته أمام حقول القمح إلى خطيئته الثانية، ترجل من السيارة ودفع السَبل الذهبي شاقاً إياه ليصل نقطة محددة، لم يشعر بأنه تجاوز البقعة الذهبية الشاسعة ..الشاسعة جدًا من القمح حتى وصل إلى صَفاة ملساء، وقف كما يفعل كل مرة عندها يتوسطها بأقدامه وكله يستشهد بما حدث هنا، حيث تمت جريمة قتل يُعتبر مسؤولها الأول وإن لم يكن الفاعل بشكل أساسي إلا أنه من خطط وسعى وهيأ للأطراف الأجواء ولم يكن يتخيل أن( المغدور به) حسب خطته سيغدو هو (القاتل).
فك زر ثوبه بثقل وطرح كوفيته على الأرض تمسك بالعقال في كفه اليسرى واليمنى تجذب علبة التبغ اليدوية ليلف سيجارته بيده، أشعلها مُسّرحا بصره حول الأرض، طاف النظر حتى سعى إلى الصخرة وتذكر.. ما لم ينسه طوال حياته.. والشيء الذي لم يندم عليه أبدًا.. مطلقًا لم يفعلها سليمان وندم على أي شيء فعله.
قبل سنواتٍ حين امتلك إنصاف وأخذها رغمًا عن أنوف الجميع وأولهم هي.. كان يعرف أن امتلاكه لها كذبة لفقها دماغه وأوهمها به ليصدقها.. لم يكن يوماً ليمتلكها.. لم تكن له يوماً.. ولم تكن زوجة.
كان يعرف علته التي نشأت بوقوعه عن ظهر الفرس مسببة له عرجًا وتأثيرات حول ذكورته التي تمحورت في ضعفٍ تام عايشه مع زوجته الأولى التي هددها إن حاولت فضح سرّه الذي أخفاه عن الجميع وتبجح بعقمها ونسب إليها علته وصدق كذبته حتى أنه جال فيها الأرجاء يعرضها على مشايخ طب العرب مستغلاً ذلك أشد الاستغلال ليثبت العلة منها ويلحق الضرر فيها، جرح زوجته بما فعله وأسكن قلبها المرارة وحطم أنوثتها، لم تكن لتسكت أكثر من ذلك حتى انفجرت فيه ثائرة و مهددة إياه بلهجة شديدة البأس إن لم يتوقف عن إهانتها ستفضحه وتذهب للمدينة بكشف سلامتها وعرضها للجميع ..لصدمتها لمحت خوفه والخوف يفعل الكثير وبالفعل أُذعن لها
ورغم أنه وفي هذه اللحظة لم يكن في وسعه إلا تخويفها ووضع تهديدها بالحسبان. إلا أن عريفة لم تدرك أنه طرق أبواب الأطباء في كل البلد، وزار كل ما يمكن أن يساعده في المدينة سراً عنها، وعلى أهون الأسباب جاءت النجاة باستجابة جسده بعلاجٍ اقترحه طبيب جديد، التزم فيه بإخلاص أعاد إليه رجولته المفقودة.. وحين تيقن بصحة بدنه خالصة عاد يومها لزوجته عريفة منتصرًا ومحققاً أول رايات ذكوريته على جسدها الذي شاخ على عجزه.. وفشله لكنه الآن ضامنًا نصره فاستخدمه بشكلٍ أسوأ من قبل.. أوجع من قبل حين كان شبه رجلاً.
أنجبت له من الصبية اثنين وابنة واحدة بعد أن غطى المشيب سواد شعرها.. أخذته عزته بنفسه ظانًا فيها خرق الجبال والوجاهة، فقد جاءه الولد وأكمل نقصه فأول شيء صحيح وواجب عليه فعله أن يهجر امرأته.. وترك علاجه.. حتى وصل به الحال وغادر أهل بيته، غارقاً في ملذاته ومنتقلاً من امرأة لامرأة.. حتى عُرف بغرامياته المخزية.. والمخزية أكثر بكونه يختار النساء المتزوجات..
وهكذا دأب في التنقل من وجه امرأة حسن.. لامرأة أخرى أكثر حسناً ولم يمر في أدنى توقعاته حين أراد إنصاف زوجة أن العمر مضى به حقًا، وإن للكبر عليه حق.. وإنه بات عاجزًا بشكل كلي.
وظن بسذاجة المغتر والمعتز أن امتلاكه لإنصاف في عقر بيته يكفي.. لكن غريزته لم تقتنع؛ وحقده لم يخبُ، بل يستعر بجحيم نقصه وهشاشته..
فهو ليس شاباً مثل مأمون.. وليس حبيبًا مثل مأمون.. ولم يكن رجلاً كمأمون... والأهم جدًا ليس زوجًا كمأمون.
فكانت أهم أهدافه هو التخلص من مأمون التي لا زالت تبكي عليه إنصاف.. وحرق ذكراه بموته وإخفاء وجوده كما سيرته كليًا.. لذا تعنى كثيراً وبحث كثيرا حول المرأة التي تزوجها مؤخرًا بظروف غامضة وعرف أنها من قرية مجاورة نائية.. ما لم يتوقعه استفاضة المخبرين عنها حتى حصل على أكثر مما يجب.. وما فاده كثيرا من سمعة سيئة تلتصق بها لتورطها مع شاب من أهل القرية، كانت لتهرب معه لكنهم ألقوا القبض عليها..
ولم يكن العثور على الشاب سهلاً أبدًا.. لكنه فعل وتوصل إليه مثيراً غيرته وناره بوجود حبيبته في قبضة رجل يسمى مأمون.. وضربه بالقاصمة وأخبره بحملها الذي عرفه ممن استأجرهم لجلب معلومات عن غريمه "مأمون"
لم يكن سليمان قوياً يومًا، كان ضعيفًا أكثر مما ينبغي وهشّ بشكل لا حد له.. فالضعف أن تلتقط الشظايا الحادة وتلملمها بأنامل الخديعة والحيل وترمي بها لمن تراه سليمًا.. كاملاً!
وأسهل ما يمكن تقديمه لشاب غر.. هو أن تغوي اندفاعه وتحثه بكل الوسائل أن يستعيد حبه، وترمي فيه شك الأبوة بما تحمل حبيبتك في بطنها..
ورغم أن زوجة مأمون صدقت في فترة مكوثها عنده ولم تخرج الباب.. وأخلصت له رغم سمعتها وحافظت على ابنه جيدًا متشبثة بفرصة الستر والأمن التي وهبها لها مأمون.. إلا أن سليمان دبر لها اللقاء بحبيبها في طريقها من دون علمها .
إلا أن ما فعله لم يرضها، بل أرهبها وقذف فيها الرعب.. فتوسلت إليه أن يتركها وشأنها فهي تبحث عن الحياة والنسيان في بيت زوجها وتحمل طفله ولا نية لها لإحياء ما كان.
وهنا حصل سليمان على ما أراد؛ لقد هاج وماج حبيبها وشكك بنسب الجنين (أيمن) له ..
رماها على حافة الرعب فحلفت صادقة له أنه ليس ابنه.. بل ابنها وابن زوجها بالحلال.. وكان هذا أسوأ ما عايشته رضوة في حياتها مع مأمون التي لم تتعد شهوراً.
فقد قدم لها حبيبها أطباق الإغراء مغلفة بأغلال من حرير و ذلل لها كل حيل العشق لتعود له، وأغواها به.. لكنها تغلبت على نفسها ورفضت ما جاء به..وانتصرت على هواها
في ذلك اللقاء أيقن الشاب نفاذ فرصه مع رضوة ورضي برأي سليمان في التخلص من مأمون.. وقد خططا وكان لهما ما أرادا.
حين ضيقت إنصاف الحلول على زوجها وتمارضت في فراشها.. وفقدت كل سبل الحياة لأجل ابنتها وزوجها.. فلا هي التي تقبلته.. ولا هي التي أحبته.. ولا هو الذي امتلكها.. أو حاز على شفقتها..
فجلبها للبيادر بعدما غيبها عنها لسنتين وأبقاها في منزل عائلتها وقد بدأ بتنفيذ خطته المحكمة، سيلقي الخصمين ببعضهما، مشعلاً بينهما فتيل الشك ومطالبة الشاب بابنه الذي تحمله رضوى.. وهو متأكد من دم مأمون ورجولته التي لن تسمح له بهذا الكلام وبالتالي ستنشب معركة حامية الوطيس بين الرجلين سيكون فيها الغلبة للشاب الأقوى من مأمون.. وبهذا سيتم التخلص من مأمون وإحراق ذكراه كلها.
إلا أن ما حدث فاق التوقعات.. فالمواجهة كانت قاتلة ودموية ومخيبة للآمال ومأمون كان حازمًا كظم غيظه واستدار متجاهلاً الشاب وما هتف به وتحجج .. لكن حين استدار غير عابئٍ لهم هجم عليه الشاب المندفع أكثر مما يجب بحجر استطاع مأمون بغير تخطيط أن يتجنبه، ولم يكن في وسعه إلا الدفاع عن نفسه حينما بدأ الشاب بالعراك معه.. فاستخدم ذات الحجر التي قضت على الشاب وأفقدته حياته.
كل ما حدث لم يشهد عليه سوى سليمان.. ومزارع آخر كان يعمل لإمرة خليف والد إنصاف..
زوّر سليمان الحقائق ودعمه هروب الشاهد الآخر بمدية الشاب الذي قُتل، وحرص خليف والد إنصاف وسليمان على إخفائه من الوجود.. ومن غير المنصف أن يحضر خليف في اللحظات الأخيرة لما حدث ليكون شاهدًا إضافيًا.. وهنا ليس عجبًا مطلقًا أن تتزيف الحقائق على مسرح الحياة ويغدو الجاني مجنيًا عليه!
**
خرج سليمان من الذكرى بأنفاس مشتعلة والتبغ يحرق جوفه كما كل ما فيه.. ليس نادمًا.. لكنه غير منتصر؛ لقد خاض الحروب كلها ليظفر بإنصاف واستعصت عليه ..اجتهد في كل شيء ولم ينجح؛
ولمرة أولى ..فشل مع امرأة ألقى لها الدروب ولم يعثر عليها..
ومن الغريب جدًا أنه لم يحضر المكان ليتذكرها ولم يكن يفكر بها فكيف جاءت على باله وخياله.. صدى ضحكته الساخرة طنت في أذنيه معاتبة:
- كيف تنسى أنها بذرة كل الحكايا؟
عاد تنفسه عالياً وكلمات منتصر شديدة البأس التي ألقاها عليه اليوم واستخدمها لإخضاعه تشحنه لقتله.. وليته يفعل
(لم يبق في عمرك أكثر مما ذهب.. مأمون سيخرج بجميع الأحوال لذا أدلِ بشهادتك الحقيقية على الأقل.. وليس بدورك الأصلي الذي استطعت بدوري معرفته)..
وأبدًا لن ينحني سليمان الغربي فتشدق مهدداً رغم لعثمته الواضحة:
(وهل تراني بهذه السذاجة لأفعل؟؟)
وإجابته كانت متوقعة لمنتصر
(هل تظنني سآتي إليك محاولاً مع ضميرك.. لا يا عزيزي لدي ما يكفي من تجاوزاتك القانونية واستخدامك غير الشرعي لعدة أراضٍ من البيادر ستسوء سمعتك لأجلها)
وتحت التهديد خضع سليمان مجبراً.. غير مرحبٍ بفكرة حرية مأمون.. أن يعود مأمون حراً يعني أن تكون له إنصاف مجددًا.. أن يكملا ما اقتصه من فصول حياتهما.. أن ينجبا ربما.. وربما القاتلة طفلاً عوضاً عن الذي أفقدها إياه ذات مرة في مطاردته لها...فإنصاف لم تتجاوز العقد الخامس من عمرها.
وأن.. أن... أن يسكب رجولته ببذخ لأقداح أنوثتها المحفوظة بصبغ الطهارة لديه دون أي مساس.. لم تُمس إنصاف في عهدته.. لأكثر من اثنتي عشرة سنة أي ما يعادل عقداً وأكثر بقيت إنصاف محفوظة حتى عنه هو.. وببساطة ستكون لمأمون كما كانت دائماً.. حيث لم تكون له (هو) يومًا.
رمى بتبغ السيجارة محتجًا.. غاضبًا.. ساخطاً وكل فضاء الكون لا يرضيه احترق داخله ولن تطفئ نسائم البيادر كل ما يشتعل في قلبه.. لقد خسر رهان الحياة.. وانهارت كل جسور قوته؛ لقد دق وضاح مسمار نعش زعامته الأخير في لقائهم قبل أيام في مجلس العائلة.. حتى أنه طالب بفرز الأراضي المشتركة بين سليمان ووالده حمد.
"وضاح عاد ليحرق كل سفنه"
كان يعلم بأن هذا اليوم آتٍ لا محالة.. لقد عرف وضاح منذ أن شَبّ إن مثله خُلق قائداً بفطرته لذا لم يتوان عن زرع كل السبل لكسر مجاديفه؛ حطم أحلامه في الثانوية وأجبر حمد لإدخاله السلك العسكري.. نكبه في ماله وحصيلته من العمل مدركًا ضعف وضاح فيما يتعلق بأبيه وخضوعه التام لكل ما يأمر به والده.. حرمه من لبنى التي أحب وأحبت.. وهيأ له كل المصائب لكيلا يجتمع بها وفعل.. نكبات المواسم الخسرانة.. والمزروعات المضروبة بالقحط.. وتجارب السماد التي يكد فيها وضاح ويستخدمها حمد والده.. كان حريصا ألا يجمعهما سوية.. واستغل سفره لتوطيد العلاقة مع منتصر ودعوته في أيام تواجد لبنى عند أمها ولم يتأخر منتصر الذي أرادها في زيارته الثالثة ..كان أشد حرصاً على حرق قلبه بالطريقة المثلى.. وحريصاً على حرق قلب لبنى لأنها ابنة غريمه ..وحرق قلب إنصاف التي تناولت ألم لبنى مضاعفًا..
ولقد نجح في ذلك كله.. مهتما جداً بنزع كل ما يمكنه أن يؤهل وضاح للزعامة.. ومع ذلك فإن وضاح تحداه وبات زعيمهم.
-آه
أهة بحجم النيران التي باتت تسري بين السبلات الشامخات التي لم يدر عنها في خضم حديث نفسه وجهادها لتخمد لهيب جوفه.. الآن عاد خالي الوفاض كما خاف لإيامٍ.. منبوذًا وداخله أجوف.. بلا معين أو سند..
وامرأة.. أحبها من بين العالمين لم تحبه!
قواه تضيع وتتسربل مغادرة على غفلة منه
حيله وجهده حتى قوته تلاشت.. انهارت وسقط عرشه والعصا تتدحرج من بين كفيه..
وآه أقوى..
أقوى حين تلامست بعض السنابل المحترقة بباطن قدمه.. جفل لملمس النار وألقى ببصره حوله.. فجزع
والمرج الأصفر يشتعل باللهب.. ركض بلا وجهة تجري خطواته فتحتضنه حلة قمح عالية تنافس الجبال طولاً.. خطواته عثرة وألم النار يبطئ عزيمة القدم العرجاء.. ولكن التشبث بالحياة أقوى.. و "آه".. عن كل دمعة لعريفة.. و"ويلي "عن كل إهانة
النار تجري.. تتقدم..
-نار
صارخاً بنجدة
- نار..نار
هتف بها عالياً ودموع ناهد ابنته على أمها تشعله أكثر مما تفعل نيران البيادر..
-النجدة أنجدوني..
يخونه الصوت.. والملأ.. وفراغ المكان من الأرواح.
تشهد جريمته الأولى ودماء الشاب الذي غرر به.. وروح ابن إنصاف الذي يرى ذله واستحقاق حقه يناظرانه من بعيد شامتين وساخرين
-يا ناس.. أغيثوني.. أليس من أحد هنا!!
رمى بكوفيته يدرأ النار عن نفسه.. أشعث أغبر وبياض ثوبه تلطخ بالنار.. خلع نعليه ووقف محاصرًا حيث لا توجد في هذه البقعة نقطة لانطلاق يحقق فيه نجاة.. ولا عودة يحفظ فيها نفسه.. وجد نفسه يدور في حلقة مفرغة.. سعيه جاء بطواف حول مكان يحفظه.. ذاكرته حيّة بشكل صعب والروح غالية والعقل يقدر حجم الضرر فهبط بصره نحو البقعة.. ورغما عنه وجد جسد الشاب أمامه.. لم تكن قدميه ما تغطي الأرض.. مدى بصره لا يحط على أنامل قدميه المتقرحة، بل يرى جثة أخرى تستنجد الحياة وجسد آخر جاثم فوقها مذهولًا بما فعل وجنت يداه..
لم ير حريقه هو ودب النار في جسده، بل رأى مأمون والشاب الذي قتله..
ضرب بكفيه على وجهه المحمر والحرارة تشعله يبعد صورتهما.. ليس في وضعٍ لاستقبال خيالاته.. حاول النجدة لكنه يستنجد نفسه حتى العصافير تحلق بخوف عن مرمى النار فزعة كحال كل الكلاب التي صمت الوجود بنباحها.. عاد نحيبه له وصوته ثقيل.. استعان بآخر صرخة علّ صداها يسمع المكان.. لكنها عادت له.. ويله ثم ويله.. صوته لا يسمع والسهل طويل لا نهاية له.. والحريق يمشي حتى وصله.
**
في تلك الأثناء هاتف منتصر ريبال القاضي مخرجاً إياه من وضعه الجديد الذي وجد نفسه متورطًا فيه بعد قراره الأهوج الناحر للبنى، لم يجد في نفسه إلا الموافقة على اللقاء به وموافاته في البيادر.. رغم ضيقه وانزعاجه من نفسه ومن ريبال (تحديدًا) وصله وهناك لم يتأخر ريبال بالحديث:
-سنمر بمنزل الشاهد.. بعد يومين أول جلسة؛ أخشى عليه من ضعف نفسه!
للحظة سمح منتصر لنظراته أن تدقق في وجه ريبال.. وجده يشبهه، يشبهه بشكل لا يمكن تخطيه، منذ اللحظة الأولى التي رآه أدرك ألفةً وشبهًا.. لكن الشبه الآن يظهر بصورة موجعة .ومظهرة كل الحقائق التي وردت على السطح متأخرًا.. تجاهل كل خواطره ورد بثبات:
-أجل.. هيا لنفعل.. هذا يحتاج تهديدًا مكثفًا..
في حين تواجد منتصر بمنزل الرجل.. لم يدرك أن وضاح ووالده وصلا النيران وهناك افتدى وضاح أباه ومنعه من إلقاء نفسه فيها للبحث عن أخيه متوسلاً إياه:
-أستحلفك بالله ألا تطأ الحقول.. أستحلفك بالله! دعني أنا أفعل.
انضم للرعاة ومجموعة الفلاحين الذين كانوا يحصدون بالقرب من المكان بحلته المفترضة لمقابلة عروسه..
حين خرج منتصر وريبال من منزل الرجل بأمان شاهدا سحابة الدخان التي غطت البيادر فذهبا للمكان.. هناك وجدا والد وضاح مستنجداً مع الرجال بنجدة توجه له ففهم ما حصل وحمد يشرح باستفاضة:
-الدفاع المدني أخطأ الوجهة.. يا رب احفظه لي.. يا رب احفظ لي ابني..
كان دور منتصر ليرمي نفسه باحثًا عنه وريبال هو الآخر لم يتردد كحال من تواجد هنا لإطفاء النيران، إلا أن قدوم سيارات الدفاع المدني وهبوط الآليات الفوري أبطأ مساعيهم:
-من فضلكم عاودوا أماكنكم.. حفاظًا للأرواح!
والانتظار شمعة تذوب وتذوب على نيران الأمل.. جاءهم وضاح محملاً بنصف وعي وحروق قد طالته، أصر منتصر على مرافقته في سيارة الإسعاف والبقاء معه حتى المبيت؛ وعن والده أوصله ريبال للمستشفى!
**




يتبع...





Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 14-05-22, 10:31 PM   #2249

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي





اليوم التالي
تململت ضحى في فراشها بنعاس، فقد أيقظها الطرق على الباب.. فشتمت الطارق بعنف:
-ألف لا أهلاً ولا سهلاً.. من ذا الذي يزور الناس في صباح رمضان.
دست رأسها بالوسادة في محاولة لجلب النوم فهي لم تنم كحال العائلة أمس، تقلبت على الجنب الآخر بضجر وشعورها بالعطش شديد وكأن ريقها ابتلع منشفة كاملة أنبت نفسها بشبه بكاء:
-من طلب منك أن تشربي خزان ماء كامل أيتها البقرة .. تستحقين.
كل مرة تعد نفسها بإن لا تفرط في شرب المياه عند السحور لإنها بلا فائدة لكنها تفعل كل مرة ما تفعله وتستيقظ مبكرة والعطش يقتلها.. استقامت من السرير متثائبة وقررت الخروج لأهل المنزل شبه المسكون بما أن النوم حلق من عينيها والعطش يفقدها النعاس..
خرجت للصالة تجر قدميها مررت أناملها في شعرها المشعث، وتثاءبت للمرة العشرين بعين مغمضة وأخرى تحارب دموع النعاس، وجدت فدوى على الأريكة بجانبها مغلف.. ملامحها مغلفة بالوجوم وعينيها تحدق في نقطة بتركيز شديد يكبح ...دمعة.
مشت حتى وصلتها وبدا أن فدوى لم تنتبه لها حتى سألت ضحى:
-لمن مراسم التأبين هذه؟
استدارت فدوى لضحى التي ترتدي بنطالاً صيفياً قد ارتفع في نومها وكشف عن قدمها اليسرى لما فوق الركبة واليمنى ملتفة ببعضها دون أدنى محاولة لتعديله..
-أبدًا ليس وقت مزاحك ضحى!
مرت أنامل ضحى مجددًا على وجهها وأكملت بسخرية:
-هل يستحق المرحوم دموعي ..من فضلك قولي أجل.. فعينيّ بحاجة لدموع لطرد النعاس..
تثاءبت مجدداً فأمرتها فدوى:
-فرصة سعيدة لو أغلقتِ فمك..
غطت ضحى فمها وردت:
-فرصة أسعد لو أجبتني بدلاً عن هيئة الأرملة السوداء خاصتك.
تكتفت فدوى وفمها شديد الإغلاق.. ملامحها شديدة الحزن وأضافت بعد صمتٍ بدا دهراً:
-نائل طلقني.. ها ما رأيك يستحق ذلك أم لا؟
ثم أشارت للمغلف الذي بجانبها.. حسناً لقد دُهشت ضحى ولن تنفي ملامح الصدمة التي حلت على وجهها بدءًا من عينها المغمضة التي تفتحت على وسعها وخصلات شعرها التي ضمتها سريعًا.. راقبت انفعالاتها فدوى بالكامل وغمغمت:
-أ رأيت حتى أنتِ صُدمتِ..
ثم أكملت بصوت شديد الاختناق:
-لا أعلم لمَ كل مرة ندّعي الغضب والصدمة والكثير من العشم حول نائل.. لماذا نرفع سقف توقعاتنا نحوه ونحن أعلم الناس به!
تحركت ضحى ورمت نفسها على الأريكة مجاورة فدوى التي تهكمت بحسرة:
-هدية مثالية لشهر الصوم.
تجاهلت كلام فدوى.. ومدت يدها نحو المغلف طالبة إياه:
-أعطني إياه من فضلك! يبدو أنه مغلق ولم يتم فتحه أساساً
أجابتها فدوى:
-لستُ متشوقة لرؤية طلاقي صدقيني.
ضحى تعلم محتوى المغلف وساعدت في إنجازه لكنها لم تتوقع ردود الأفعال هذه.. تشعر وكأنها بوغتت.. ما إن التقطت المغلف بين يديها حتى قالت بصوت مسترخٍ:
-أحسدك على ثباتك.. أنا فضولي سيجعلني أفتحه بأسناني والرجل يسلمه لي!
ثم ضحكت بلا نفس وأضافت:
-سأخبرك بأمر ما..
-من فضلك إن كان كأحاديثك القيمة كالعادة فاحتفظي به.
شوحت ضحى كفها بلا مبالاة وبرشاقة كانت تحاول فتح المغلف:
-أ وتعلمين.. كثيراً ما راودني سؤال بعينه لماذا لم تحاول خالتي ربيعة الاستفادة من موهبتك الدرامية أنت وجيداء وتقديمكما للتلفاز.. حسناً سأعترف لكما بتحطيم المقاييس.
-ضحى.. الزمي حدودك.
رمقت فدوى بنظرة قصيرة معاتبة.. لكنها خائبة ثم من دون إي إضافات استقامت ورمقت الورق الذي تتحرق فدوى شوقًا لرؤيته ورمته في حجرها:
-عايني أوراق طلاقك فدوى!
وتركت فدوى في صدمتها الكلية.. دون أن تفكر أو تسجل ردة فعلها حول تقديم عقد ملكية محل كامل في المدينة المجاورة باسم فدوى.
**
رمقت فدوى الأوراق للمرة التي لم تعلم عددها.. تطالع رسالة ورقية أُرفقت مع حزمة الاثباتات:
(لا أعلم متى ستصلك.. لقد بدأت إجراءاتها منذ إن وصلت البلد.. والمفترض أن تصلك بعد سفري بعدة أيام..
لقد استخدمت توقيعك حين أخبرتك بحاجتي لإن تكفليني في المصرف.. لم تكن كفالة وإنما إجراءات التملك..
عذرًا منك أنا لم أهرب كعادتي كنت خائباً على الدوام ألا أنني.. لم أنوِ ذلك مطلقًا بجدية هذه المرة على الأقل.. إلا أنك كما تعلمين أنني عامل ومرتبط بعقد عمل لا أستطيع خرق قوانينه.. كوني بخير لأجلي فدوى.. أرجو أن تسدد هديتي ولو جزءًا من ديونك لي ..ابدأي مشروعك واصنعي أحلامك ..قريبا سأصنع أحلامي معك).
دمعة..
اثنتان..
الكثير من الدموع..
شهقت وكبحت صوتها ثم قفزت بجنون يوازي جنون ما تحمل.. لا يمكن أن يفعلها نائل لقد قضى على كل ما ادخره وتحمله لتحقيق حلمها الذي اشتعل منذ شهور! متجاهلاً هو استقراره وكدّه..
جرت عبر الرواق بصرخات فرحة طرقت غرفة والدتها فتحت بابها عليها دون رد.. وجدتها شبه راقدة والسبحة في يديها أشارت لها بالمغلف وركضت صوب سريرها ترمي بثقلها عليها:
-انظري.. انظري أمي نائل ماذا فعل.
**
في الغرفة المجاورة
سمعت ثريا صراخاً وهستيريا غير معتادة من فدوى فظنت أن نائل وعدها وعداً جديدًا وهي ستصدقه كالبلهاء.. إذن تستحق كل ما يأتيها.
لم تنم حتى هذه اللحظة.. عيناها مفتوحتان على وسعهما كحال كل شعور مغلق وفُتح على سهوة من أمل جارف.. بالرغم من معرفتها بما حدث وأي حال كان يصارع فيه وضاح أمس.. لكنها لم تستطع التعاطف أبدًا هي ببساطة تتعاطف مع قلبها وشعورها وفقط!
عز عليها قلبها ولهفتها.. كومة أحلامها التي رمتها قبل أن تتجاهل رنين هاتفها حين أنارت باسم والدته.. وتستلقي دون نوم!
النوم صعب.. والاستيقاظ أصعب وعن الإدراك وذكر كل تفاصيل الأمس فالصعوبة هينة فما تشعر به يحتاج معجزةً لمحوه!
طرقات خفيفة على باب غرفتها تجاهلتها.. أغلقت الباب ولا حاجة لها برؤية أحد.. بالكاد باتت تتحمل عائلتها في الآونة الأخيرة..
لا طاقة لديها بأن تتحمل شفقة ودعماً هي بغنى عنهما.. حظها لن يتعدل ويكفيها مقاومة انهيارها الأخير بما اكتشفته..
كيف فعلت.. تبًا لقلبها الهيّن الذي ربتّه على اللين.. وحين تمرد وأعلن عصيانه ذاب بشكل مفجع.. مفجع لها هي!
تبًا لها ولما صنعت.. كيف أحبّت وضاح.. كيف أحبّته؟
وكأن عرضه الزواج منها جاء كربتة خفيفة لغفواتٍ تدثرت في مهد حبه دون أن تعلم.. متى وكيف وأين.. أين أحبّته؟
شدّت على عينيها لتغلقهما.. فهي وإن تعافى وعاد إليها مجددًا لن توافق؛ ليس من أجله، ولكن لأجلها هي!
ألا يكفيها.. لقد اكتفت وطاف كيلها من الفشل.. ما بها لا ترضى وتقنع.. أ بهذه الصعوبة تكون القناعة؟
ومض هاتفها برنين أخير.. فنهضت بصعوبة تشاهد لحظاته الأخيرة قبل فراغ الشحن.. بصبر انتظرت نفاذ بطاريته.. وعادت إلى سريرها براحة متجاهلة صوت ضحى هي الأخرى:
-ثريا افتحي لي أرجوك..
طرقت ضحى ثانية:
-لأجلي افتحي الباب.. أنا أعلم أنك مستيقظة!
لم تيأس ضحى وحاولت مجددًا؛ مرت جيداء قربها توقفت قليلاً:
-اتركيها ضحى.. بعد قليل ستخرج هي لا تضغطي عليها
زمّت ضحى شفتيها تراقب جيداء المتأنقة جداً وكثيراً على مظهر يوم الجمعة الصباحي
-ما شأنك أنت.. أنا أعرفها ستغلق على نفسها طيلة اليوم.
أجابت جيداء بهدوء:
-نحن صائمون.. لن تبقى طويلاً في الداخل.
جيداء كانت أول من نقل الخبر من منذر.. حين هاتفها وأخبرها أن أراضي عائلة وضاح قد اندلعت فيها الحرائق ولتطرفها بعيدًا عن القرية كان من الصعوبة ملاحظتها مما أخر الاستغاثة.. لذا لم يكن في اعتذار وضاح وعدم قدومه أي نية متعمدة.. إلا أنها مشيئة وقدر!
قطع عليهما دخول فدوى الباسمة:
-ضحى المنزل بحاجة لخضار.. خذي معك لين لتساعدك في حمل الأكياس
حدقت ضحى فيها بغضب وأشاحت برأسها:
-تبدين ضاحكة.. ليس وجه امرأة تلقت نبأ طلاقها غيابياً
غرق وجه فدوى بحمرة قانية فسألت :
-كنت تعلمين؟
التفتت ضحى لها بحدة:
-أجل.. في الحقيقة، وحتى لو لم أعلم.. لم أكن سأظن في نائل هكذا
سألت جيداء غير المستوعبة:
-ما الأمر أخبروني..
خطت ضحى نحو غرفتها:
-دعي فدوى تخبرك.. ستدهشك بصراحة لتفوقها عليك.. آه صحيح فدوى اكتبي لي ما تريدين.
**

يتبع




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 15-05-22 الساعة 12:41 AM
Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 14-05-22, 10:37 PM   #2250

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




بعد صلاة الظهر في السوق الشعبي
تجولت ضحى بين البسطات لانتقاء الخيار الجيد والذي لم تجده للآن.. مرت ببسطة لشاب صغير وأغراها منظر الخيار المصفوف بقرب حبات الطماطم.. نسيت صيامها وأخذتها عادتها لقضم حبة من الخضار حين الشراء.. لكنها وقبل أن تفعل هالتها صدمة الشاب.. فأصدرت ضحكة خشنة ومحرجة لفتت أنظارالسوق الشعبي كله:
-إنها العادة.. ماذا أفعل؟
قهقه لها الشاب بتفهم فارتأت للتخلص من إحراجها بوزن الخضار للتخلص من النظرات
-زن لي خياراً وطماطم.. وقبضة بقدونس وفجل وكزبرة..
بدأ الشاب بالوزن مع رمي بعض التعليقات المحببة في رمضان مع انسجامها الكلي معه غافلة عن نظرة جانبية حطت عليها.. حملت رياح الغيرة إليها.. نبض قلبها سريعاً وتلفتت تبحث وجود موسى بين الناس لكنها لم تلتقط وجهه بين الحشود.. أخذت الأكياس وقسمتها بينها وبين لين من باب العدل وكون لين غير صائمة مثلها..
مرت ببسطة أخرى واشترت مخللات أعجبتها.. فاحت رائحة القطايف قربها فاستنشقت بشهية صائم وقررت شراءها جرت نحو البسطة سريعًا ...وهناك التقت به.. بمن ...بموسى.
كوخ من المظليات الملونة.. واقفاً في وسطه منهك من العمل متعرقاً والشمس مصوبة كل حرارتها نحو وجهه..
بسروال من الجينز القديم.. وقميص سماوي يكشف عن نصف ذراعه.. شعره مغطى بطاقية معكوسة وكفه تعمل برشاقة في صب مخلوط القطايف بالوعاء المخروطي وعلى يمينه طفل صغير يغلف القطع الناضجة ..كيف نست أن موسى كل رمضان يبيع القطايف ولقمة القاضي بنكهة مميزة تجلب له زبائن معتمدين ..يصلون طابورًا كالذي يمتد أمامها الآن؛ رمقته من بعيد ..ببعد المستحيل وثباته بينهما وقرب نبضاتها من عقلها ..هذا الشاب اللامبالي أحبته مرة في قلبها ومرات في عقلها ولا يُسأل المحب كيف أحبّ.. كيف أحبّته طفلة شقية.. ومراهقة متهورة.. وشابة تبحث نفسها ووقعت فيه.. انتبهت لصوت لين:
-الطابور طويل.. أريد عوامة!
للصوت المألوف رفع وجهه والتقى بها.. ككل مرة تتعاقد نظراتهما شبّ قلبها.. استغفرت لحرمة ما شعرت به ومسها صاعق حين رأت نظراته الغاضبة.. أشار لها برأسه لتتحرك ولم تفهم حتى نادى بصوت خشن:
-تعالي هنا على طرف.
فهمت موقعها بين الرجال في الطابور الطويل.. تعثرت مبتهجة بخاطر أخرق يمس غيرته وانسلت متوجهة المكان الذي أمرها به.
-سيكون دور البنت أولى منكم.. من بعد إذنكم!
أمر الطابور بقضاء طلبها أولاً وقفت بإذعان تخفض بصرها عنه.. سامحة له بتقليب صفحات مظهرها بلمحة خاطفة.. هي هي إلا أنها سمنت؛ لاحظته لين أخيرا فركضت صوبه تعانقه وتسلم عليه:
-موسى كيف حالك.. اشتقنا لك.
-وأنا أكثر بكثير
غمغم بها بعد أن زرع قبلة على جبينها وناولها طبقًا من لقمة القاضي..
أخذته بفرحة غامرة وسألت بجهلها:
-لماذا لا تأتي إلينا؟
رمق ضحى التي تجاهلت الحديث وأجاب بسعة:
-أنا مشغول كما ترين.
شقت تغليف الطبق وأكلت قطعة من الحلوى وتذمرت:
-تعال وخذ عمتي ضحى لقد عادت لغرفتها.. وتنام على السرير تاركة إياي أنا وشقيقي ننام في الصالون.
اهتز كتفه بضحكة أفصحت عن غمازة ذقنه التي باتت لا تظهر إلا بصعوبة مع امتلاء وجهه باللحية.. تابعت بشكوى:
-خذها معك أرجوك.. نريد العودة للسرير.
نهرتها ضحى لراحتها الزائدة مع موسى ..لو استمرت ستخبره بأنها تتناول العشاء خمس مرات على الأقل حين تكون غير جائعة:
-تعالي هنا لين.
لمس الحدة وقدر الموقف فأخبر الفتاة بنعومة:
-اذهبي لعمتك..
عطلته لين عن عمله للحظات فعاد إليه مسرعًا وقفت ضحى لتناول طلبها فهمس لها:
-كل عام وأنت بخير..
همهمت بردها عليه فسأل بسكون بعيد عن ضوضاء البسطات والأصوات:
-أعتقد أنك تعملين صحيح؟
ردت بخفوت متابعة عمله وشرحت:
-أخذت شهادة سجلات مكتبية..
-أحسنتِ.. مباركٌ عليك.
-شكراً لك.. الفضل يعود للسيد سالم..
ابتلع اسمه بصعوبة.. وتذكر أنه من قادها إليه ذات مرة..
أنهى الولد رص الأطباق وناولها إياها نقدته ثمنها فرفض بناءً على أمر موسى، فاحتجت :
-لا يصح.. عليّ أن أدفع
أجابها بحسم مر كقطرة مثلجة لحلقها الجاف من العطش ..والذي عطش أكثر لرؤيته:
-رمضان كريم.. ضحى!
حاولت ضحى عيش مغامرة بمعيار كبرياء عالي المقاييس إلا أنه صد عليها محاولاتها ببتر.. وهو يناولها آمراً إياها بصوتٍ أجش:
-لا تقفي بين الرجال..
سألت بصدمة:
-ماذا؟؟
فأضاف بخشونة وملامح نارية:
-وإن ابتعت منهم لا تضحكي في وجوههم..
تركته بأنفاس مسلوبة وتأخرت في السوق رغمًا عنها عادت بحدود الساعة السادسة مساءً، وضعت الأكياس في المطبخ وركضت لغرفة ثريا للاطمئنان عليها.
في الداخل وبعد أن سئمت الطرقات؛ نهضت لقضاء الصلوات التي فاتتها مستاءة جداً لكونها قصرت في الطاعات واستقبلت الشهر بقنوط ويأس
-آسفة رب سامحني..
رددتها كثيراً في طريقها لفتح باب غرفتها ومشيها ناحية الحمام وجدت ضحى عند الباب:
-أود الصلاة.. أنا بخير ضحى
تركتها ودخلت المرحاض بنية الوضوء.. أقل من دقيقة خرج صوتها العصبي الذي أفزع ضحى
-ليس وقتك أبداً.. ما الذي أتى بك؟
-حسبي الله ونعم الوكيل فيك أيتها الحقيرة.. لماذا جئت.. لماذا..
طرقت ضحى على الباب منادية.. وكل مخاوفها بمس ثريا قد تحققت.. لم تجبها ثريا التي بقيت في سبابها حتى وجدت الباب يفتح عليها وضحى تردد:
-اخرج.. اخرج يا عدو الله!
كانت ثريا أمام المرآة تسب وتنعى حظها فتقدمت ضحى منها تؤشر بكفيها وجزع
-سكنهم مساكنهم.. اخرج اخرج يا عدو الله.
استدارت نحو عصا المقشة الذهبية لطرد الوسواس من ثريا:
-اذهب اذهب!
لهيئة ضحى المرعوبة صدمت ثريا وأمسكت بمعصمها موقفة إياها:
-انتظري ..
حدقت ضحى بها برعب ..فضحكت ثريا من قلبها ضحكة طويلة استندت فيها على المرآة لكيلا تقع، غرقت ضحى في رعبها مما استدعى تبرير ثريا من بين ضحكاتها أثناء قدوم جيداء التي جاءت بفزع أكبر:
-ضحى أنا بخير.. لكن عادتي الشهرية جاءت في غير موعد!
صمتت ضحى للحظة ثم استسلمت ضحى لضحكة قصيرة أعربت عن طمأنينتها الناقصة فسألت:
-حقًا
أومأت ثريا المحمرة من الضحك فيما أمرتها بالمغادرة:
-ضحى غادري حالاً قبل أن تأتي الشياطين حقًا!



**
-سنذهب له قبل صلاة التراويح..
قالها علاء لرونق التي تجاوره فيما يمضي محركًا سيارته لتناول الفطور من اليوم الأول لدى عائلته، تنفست بصوت مسموع جلب انتباهه فالتفت إليها يخبرها بهدوء ووميض الحنو يسطع من عينيه:
-سيكون كل شيء بخير!
نظرت له بغير استقرار وشكت له:
-وضاح يحرك كل عواطفي علاء !..
نكست وجهها وحدقت بلا معنى:
-لا حظ له مع أنه لا يستحق كل ما يحصل له..
هزت رأسها وتحدثت بحشرجة:
-وضاح لا يستحق أبدًا ما حدث ويحدث له
التفتت إليه تخبره بصوت يقطر مرارة وتشرح بعدم تصديق:
-تخيل كان ذاهباً لرؤية خطيبته لأول مرة.. يا للفأل الذي تلقاه.. أكاد أتخيل حالته وشعوره ..
ثم أضافت بحدة طفيفة :
-وعيبه أنه صامت وكتوم!
مد كفه يضم كفها:
-لا تقولي حظ وما شابه.. هذا نصيبه.. سيعود بخير وأقوى من ذي قبل لا تقلقي..
حرك المقود بسلاسة:
-هذه الأحاديث السلبية مادة دسمة للاكتئاب ..أنا أريدك بخير ...دائمًا
لمسته حركت قشعريرتها، وأصابتها بحساسية لا تحبها، لقد قررت ليلة أمس أن تستجيب لنداء عينيه الراغبة.. وتمنحه نفسها لأول مرة بعد عودتها.
ربما كبرياؤه منعه من فرض نفسه.. أو التذلل لها لكنها ليست غافلة عن شوقه ورغبته التي تكاد تصدر حتى عن أنفاسه.. ولن تتجاهل كونها زوجة له لخمس سنواتٍ وتعلم رغبات الرجل التي لا يمكن التغاضي عنها لوقت طويل، ليست صغيرة.. والحل الأفضل لرتق الصدع أن تبدأ معه من جديد.. لكنها لا زالت معقودة بتلك الليلة برباط غير مرئي يجعل البداية أصعب لمن جرب.. لا تبالغ، ولكن داخلها يستعصي عليه وهذا ما يقلقها بتركيبتها الأنثوية.. لذا عليها التغلب على مخاوفها التي دعمها حادث الصغير الذي قلب عالمهم وأصبح التفكير بأنفسهم آخر شيء. لكنها أمس بالفعل قد هيأت نفسها معنوياً لكن حادث وضاح أفقدها كل شيء.. ولا تعلم صبر علاء إلى أين يقوده؟
-رونق وصلنا.. ألا تودين النزول؟
ردت عليه بإجفال والصفعة الكبيرة بقاء أناملها بين يديه يداعب كفها، بلطف سحبت كفها:
-سرحت رغماً عني!
استدار للباب الخلفي يحمل طفله وانتظرها ليدخلوا سوية، دخلت برفقته وبصدق اشتاقت لونس عائلته ولشملهم الحلو الذي تحرص هدى على إعطائه حقه، تناولوا الإفطار وغادروا سوية نحو المشفى فيما بقي منذر يحادث جيداء وفي كفه يقبع كوب بحجم عائلي يحوي سائل الشاي المنقوع بالقرفة ..هاتفها يطمئن على ثريا فردت عليه بقلق:
-ليست بخير.. أشفق عليها جداً
رشف مجددًا من كوبه وعينه على الساعة يراقب وقت الصلاة ليصليها في المسجد:
-لم يحصل شيء يا جيداء.. هل كان بيده ما حدث.. كوني منطقية..
تنهدت شارحة له:
-ليس كذلك.. الشعور ذاته صعب!
تناولا موضوع ثريا طويلاً حتى وصلا لفقرة الأحلام المعتادة والحبيبة لكليهما
-العام القادم سنتناول الإفطار وأنت في حضني
تغلبت على خجلها وردت عليه بدلال:
-وهل تظنني سأرد عليك.. أحب تناول الإفطار بأريحية دون ضغط من أحد
سأل بجدية:
-ما شاء الله! متى طال لسانك؟
تبرمت تجيبه :
-لساني طويل لكن ملاحظتك متأخرة.. حسنًا قل لي ماذا كان فطوركم اليوم؟
شرحت له بشهية لذيذة عن أطباق فدوى رغم فقدان الجميع شهيته فاستوقفها بتعليق غريب
-في الواقع كل الأطباق المرصوصة أمامي اليوم لم تثر شهيتي.. لم أرتشف سوى العصير.
قطبت على الطرف الآخر وسألته بجدية:
-ألم يخصصوا لك طبقا معينا تحبه؟
تأوه بحسرة مجيبًا:
-أبدًا هدى لم تعتن بي.. رغم علمها أنك وجبتي الأشهى ومع ذلك لم أجدك اليوم على مائدة الإفطار.
للحظة لم تستوعب ما قاله وحين فهمت انفجرت بالضحك تواري خجلها ودهشتها، من اللحظة الأولى التي عقد رباطها به وهو لا ينفك عن إبهارها بجرأته وخرطها جيدًا لتهيئة الجو الحميمي وقفز حواجز الخجل.. لذا لا تستغرب ما يصدر عنه أبدًا.. مرت لحظات شاركها فيها ضحكها فعلقت:
-أنت لا تصدق.. رباه ألا حدود لجنونك؟
تنهد بعمق مؤكداً:
-أدرك ذلك جيدًا.. أبدو خياليًا بشكل مستفز.. ما شأني إن كان برجي الحوت.. ولقاء والديّ حين قررا إنجابي مجنونًا ألحق بي الضرر!
**


يتبع...

على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t483083-226.html




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 15-05-22 الساعة 12:41 AM
Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.