آخر 10 مشاركات
مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          82 - من أجل نظرة - مارغريت مالكوم (الكاتـب : فرح - )           »          [ تحميل ] لو تعرفين وش يعني قهر الرجآل ما ابتسم ثغرك لـغيري رجل ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          35-كيف أحيا معك؟ - آن ميثر - عبير القديمة(كتابة /كاملة) (الكاتـب : جين اوستين333 - )           »          119 - بدر الأندلس - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          135- ضوء آخر النفق- روز ماري كارتر - عبير القديمة (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : أمل بيضون - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11647Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-05-22, 09:37 PM   #2321

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




الفصل الثلاثون..
-فجر يلوح بمشكاة- ..

كان في الحُب عبرة ..إن لا ننتظر المعجزات! ..بل نؤمن بقوة مشاعرنا!





قبل أن تنحرف دقات الساعة نحو السابعة والنصف، كانت إنصاف قد تجهزت وجلست في حديقة المنزل منتظرة بصبر طال أن تسير الثواني والدقائق حيث التاسعة.. كان موعدها مع منتصر أن تأتي للمشفى، لمقابلة مأمون قبل أن يجري عملية الغسل الدورية لكليتيه، لا زالت في جلستها وأناملها تُسبّح وتهذب تهورها الأخرق.. تشعر بقلبها وكأنه بساط لهذا الكون يرحب به كيفما كان، لم تنم بعد الفجر وكيف تنام وجلب الفكرة أعادها مراهقة تنتظر لقاءه كما كانت عند نهر البيادر، شاطرتها العصافير الفرح فضجت بتغريدها حتى النسائم مرت بصفاءٍ أسكنها.. سئمت المشي في أركان البيت بتوتر، فقررت مقاسمة العصافير البوح متحمسة:
-في أي حالٍ رأيتني يا طيور؟
رفعت نظراتها للأشجار التي استقرت في أغصانها العصافير فابتسمت عيناها:
-أراني مثلكم أطير وما أحلى الفضاء.. وقريبًا عشه يأويني.
صوت البوابة غيّر مسار نظراتها، بلهفة التفتت ترقب حضور الحارس، بهت حماسها حين لم تجده سوى أيمن الذي كان في الجامع القريب، عانقته نظراتها حتى ألقى التحية عليها، لم تشأ أن يذهب دون أن تشاطره سعادتها هي لو بودها أن تنشر للكون بأسره خبرها المفرح:
-إلى أين تعال جالسني.. لم أصدق وأنا أراك أهل المنزل كلهم في غيبوبة نوم.
مال بجسده بغير رضا ورد بامتعاض:
-وأنا أود اللحاق بهم
تحركت في مقعدها بضيق وأجابته بعبوس:
-لا.. ستجلس معي.. لدي أخبار تسعدك!
اقترب والفضول قد تملك منه:
-ماذا.. هل عاد منتصر!
رفعت حاجبها وأجابته:
-دع منتصر في راحته... هو بحاجة لها.
-بل قولي لبنى دفعته لها..
هزت رأسها نافية:
-ليس ذنب لبنى.. هي استراحة لكليهما، لا تقل عن لبنى أشياء لا تسر ثم أنني لم آت بك لأتناقش حول موضوعها.
تنهد بسأم وأجابها بفظاظة:
-لبنى أختي أولا.. ثانيًا عليها كل الذنب.. وثالثاً هي اتكالية بما يكفي وأفسدها دلال منتصر..
وللأسف هو محق، همست لنفسها بذلك، لكنها بالطبع لم تأتِ لمناقشة أحوال لبنى لذا أخبرته مباشرة:
-اليوم سأقابل والدك.
أخذته على غرة فارتبكت ملامحه واشتدت لكنه سأل بثبات:
-حقًا؟
أومأت فرحة بعينين تلتقطان الشعيرات الخفيفة لذقنه ووجهه معلنة رجولته الوليدة.. والتي أخفت اضطرابه بنجاح فأكملت له:
-سيأخذني منتصر للمشفى.. لديه جلسة اليوم.
غابت عيناه عن مجال رؤيتها:
-أجل أعلم موعده اليوم.. سأذهب معك.
استقامت بحركة جعلتها تبدو أصغر من عمرها بسنوات:
-لا طبعًا.. ستبقى برفقة أبناء أختك في غيابي!
شيع خطواتها بغيظ حقيقي وهو يراها تتهادى بخفة وشغف يشيع من خطوط ملامحها وضحكتها، هرولت عبر السلالم صوب غرفة لبنى، داخلها راضٍ وبشدة، لقد أمسكت منتصر مجددًا قبل فجر اليوم وقد جاء به قلقه للبنى وبقي عندها وقتًا أطول من قبل وغادر قبل الفجر.. وصلت الباب فتحته ومشت إليها كانت غارقة في نومها ولم تحس بها، اقتربت منها حتى جلست على طرف السرير معاينة حرارتها، اطمأنت لاعتدالها وهبطت شفتيها مجددًا تقبل جبينها المرتاح هامسة لها:
-لقد جحدتِ هواه حتى أغرقك!
ثم دثرتها جيدًا وغادرت من فورها.. لمأمون!
***
أقلتها السيارة حتى باب المشفى، كان منتصر في انتظارها كما كان دوماً المرافق لمأمون ولم يتخلف عنه في عياداته للمشفى، هبطت من السيارة واكتسحتها الرجفة حتى خلخلت موازينها وثبات الرؤيا بات يقينا، صرت على كفيها وشدت عودها تحتضن ساقيها اللتين تهاوتا، خطت الخطوة الأولى وسمّت بالله عليها وعلى قلبها.. وقلبه قبل أن تلقاه.
دخلت الباب الرئيس حيث توجيهات منتصر التي أخبرها بها حول القسم الذي كانا فيه، حين اقتربت ترك عمه وجاء بالفعل ليستقبلها مهونًا دخولها ومفاجأته.. أدهشته بتوردها ناهيك عن تأنقها ولمعة عينيها دون أن يغفل عن رجفتها.
-هل أنت مستعدة؟
انحنى خط شفتها فردت بجسارة:
-لعمري كله بقيت كذلك!
مشى جانبها ووجهه يعطي تساؤلاً غير منطوق، صلب هامته ووضع كفه في سترته يسألها:
-كيف أهل البيت؟
تنهدت تخبره وحسها كما نبضها يرمشان بلا هوادة:
-لبنى بألف خير وإن كان يهمك حالها فلا تتركها في النهار وتأتي إليها في الليل.
توتر جسده؛ وعاود التنفس براحة حين أخبرته:
-لم تنتبه لمجيئك أساسًا.
ثم أكملت دون أن تلتفت له:
-على الأقل إلى الآن!
تركها عند باب الغرفة التي استقر بها مأمون ورحل تاركًا لها كل حرية ممكنة، حطت كفها على باب الغرفة ثم انزلقت للجدار بارتخاءٍ غير مقصود لم يكن بتشبث (المتردد) وإنما بلمسة (الغريق) حلقت نظراتها على جسده المرتاح في كرسي، واستقرت عند شعيراته البيضاء التي غطت معظم رأسه، تسحبت بهدوء وانسلت أناملها عن الجدار فضمت الكف على الكف مما أصدر حركةً عن حقيبتها فالتفت وهمسها الناعم يلقي تحيته؛ حدق فيها للحظات كأنها الأبد ..شعرت بدفء احتضان عينيه اللتين مستّا داخلها ورستا في العمق، بلغتها الرجفة وشعرت بالتصاق أصابعها، سحبت نفسًا عميقًا للأعلى أعادها لواقعها بعد أن غابت وحضرت وانفصل شعورها وانبعث.
تمسكت بالحقيبة تسمع رد تحيته، جلست على أقرب كرسيٍ حريصة جدًا على ترك مسافة كافية بينهما، ترك عنه النظر ونكس رأسه كما كان فسألته عن حاله ورد:
-أنا في رعاية الله
أطبقت شفتيها متفهمة وأخبرته بجعبتها التي أملأتها لرؤيته:
-لقد طُلقت من سليمان.....
ثم تمّتها بـ..
-إرادتي!
رفع بصره ثانية وأجاب:
-أعرف.
كواها جوفها واُفتضحت دموعها فما من سبيل للثبات فأكملت بشبه هذيان:
-لم أعد زوجته..
هز رأسه وتحركت عضلة خفيفة في وجهه كشفت عن التجاعيد التي خلفتها سنوات شقائه، اشتدت غصتها واستحكم الألم حتى صوتها:
-أنا حرة يا مأمون.. أنا حرة.
لوقع الألم عاد لوجهها الذي تجنبه.. زار ملامحها التي نطقت بالشوق فرد من بين غرقه:
-أنت حرة طوال عمرك إنصاف..
آزرها قوله وإن ظنته قد يجاملها، أقرنت له بصوت متهدج فقد كل قوته:
-أجل أنا حرة.. حرة وإن جاروا عليّ.
سكت ولم يجب يشيد بصمته معابد من يأس، خنقتها الكآبة فوق مشاعرها أضعافًا فبدأت حديثًا جديداً:
-أيمن معي.. أقصد نحن في منزل منتصر.
-كنت أعلم بأنك لن تتركيه..
شرحت له بحماس حذر:
-بدأنا نبني علاقة جيدة.. في بادئ الأمر لم يطقني لكنني لم أستسلم وبقيتُ خلفه حتى بدأ يتقبلني وبدأنا عقدًا طيبًا
ضحك بيأس وقد بدت قصتها مع ابنه تشبه قصتها معـ(ـه) هو:
-سيستلم لك إنصاف.. لن ينفد من شباكك، من ذا الذي يفعل؟
وسؤاله أوثب قلبها الغافي على ستائر الأمل وخجلت!
ثم ماذا..
غدت سنين الفراق وكأنها نصًا تجاوز عنه كاتبه، قلبها بوجوده يكتب قصة تشبه أول الدهر.. بصفحة لم يُخدش طُهر عشقها بحبر المواجع.. ولم تكللها حواشي الفراق، لذا ما يحدث الآن كان فاصلة لاستئناف النص الأصلي.
-لا أحد يسلم من قلبي المُحب.. حبي كافٍ بإن يجلب القلوب العصية.. هذا قلبي الذي تفشلون معه.
قالتها بصدق وهو خير من يدركه سرقه من نفسه ودعاه يستمر بالحديث معها، ومضت الدقائق بين ودٍ وصفح ٍ وسلّمت القلوب بكفوفٍ الهوى، حتى جاء منتصر معتذرًا ومخبرًا إياهما بضرورة الإسراع لقرب جلسته، استقامت في وقفتها وحين رأت غياب منتصر عن الصورة سألته:
-متى ستعود إليّ؟
شك بإن هيأت له حواسه ما سمع.. فتأكد بسؤاله:
-مـ...ـاذا؟
-ألن تعدني إلى ذمتك!
-أنا مسجون ومريض.. لا أضمن عمري.
ردت بتهور:
-لا ضير في ذلك.. تموت وأنا زوجتك.
وضعت أناملها على شفتيها بشهقة فبررت ضاحكة:
-بعد عمر طويل..
-والسجن؟
صوتها متعبٌ.. بألم.. بتشبث:
-لا يهمني.. أريد أن أعود زوجتك.. كما كنت!
حاججها بمنطقه وقد عادت إنصاف لسيرتها الأولى:
-مدركة لم تقولينه؟ هذا سجنٌ.. ابحثي عن حياتك بعيدًا
-حياتي معك وأنت تعلم
لم تبال بما تفعل وأي حدود تجاوزت.. حتى دهشته تخطتها:
-هذا لا يصح..
-أخبرتك أن أكون زوجتك مجددًا ولا يعنيني..
أرهقه لقاءها فمسد على جانبيه بتعب
-اذهبي يا إنصاف.. لعل الله يكتب لنا لقاءً في رحابه حيث لا ألم ولا مرض ولا سجن..
احتد تنفسها بغضب ما تفوه به:
-الله يجمعنا في هذه اللحظة.. وكتب لنا اللقيا..
لم يجبها وبدا أن كلامها يحرك شبابه الذي دفنه، والأمل بحريته التي باتت قريبة يضغط عليه.. وصوتها المشحون بإصرار غريب:
-عُدْ إليَّ.. لأعلمّك كيف يمضي العمر بغمرة حرمان!
غزاه يأس تعقلها فنطق بصعوبة والبسمة تتشكل فوق قلبه.. عيناه وكله:
-لا زلتِ بجرأتك يا شقية.. ألم يهذبكِ العمر.. لقد أصبحت جدة؟
تنفست بغضب فيما تتخصر له بقلة صبر:
-هل سأنتظر صبرك الذي سيبقيني مطلقة في مكتب الأحوال المدنية إلى الأبد؟
تبسم فأشرق وجهها وطار حياؤها بين طيات شيب لحيته فغص فؤادها أكثر.. تبتلع وجعه متهكمة:
-تلك السنين علمتني كيف أحبك أكثر!
**
عصرًا
حركت جفناها وأفصحت عن عينيها.. استسلمت للحظات اللاوعي الأولى ثم بقيت محدقة في السقف زمناً طويلاً نسبيًا بالنسبة لصحوتها المعتادة خلال هذه الأيام وعودتها للنوم مجددًا!
تذكرت الحمى.. وأمها.. وما فعل منتصر!
عادت برأسها للخلف متنعمة بالهدوء بعيدة عن صراعات التفكير وما آلت إليه في حالتها.
تمطت بالسرير أكثر ونقلت رأسها من وسادة لأخرى.. قطبت منزعجة رائحته عالقة أم أنها تتوهم، حتى وإن بدت غير سليمة كلياً بأثر الحمى التي أصابتها، هي تدرك جيدا أن هناك حاسة ما بلغتها واندست فيها، لم يكن العطر ورائحته.. فعطره عالق ورائحته راكدة على الدوام في المكان، رفعت أناملها ومست جبينها، هل حادثها منتصر أم جاء إلى أحلامها ولمسته.. ما الذي يحدث معها حاسة طاغية بوجوده تمتلكها وتسيطر عليها.
زفرت بصوت مسموع ونهضت، تركت قدميها تغوص في الوبر الكريمي أسفلها.. للحظات طويلة بقيت جالسة بكسلٍ لا تمتلك أدنى طاقة لنفضه، بل أسرت نفسها في تفكيرها الطويل، مدركة كونها ليست مستقرة كليًا.. إلا أنها قادرة وهذا يكفي!
مشت بخطوات بطيئة ومتمهلة، وتعثرت في منديل منتصر الخاص، دنت نحوه والتقطته مقطبة بعجب بوجوده، وكيف سقط هنا!
مررت أناملها بحيرة في خصلاتها، جعدت أنفها ونفرت حين استشعرت رائحة شعرها الذي يحتاج حمامًا ..وفورًا، حتى فطنت لجسدها الذي رقد طويلا في الفراش، كل ذلك جعلها تترك المنديل والتفكير به كله، مشت صوب التقويم وعاينت اليوم والميقات، آلمها قلبها بقسوة حين خطى رمضان يومه الثالث فيما كانت هي طريحة الفراش، قضت وقتها في الاغتسال وخرجت لقضاء ما فاتها من الصلوات، شعرت بسلبية المكان فأزاحت الستائر وأدخلت النور لنفض الاختناق التي باتت تشعره يطبق على قلبها، خرجت تسير عبر الممر نحو طفليها، كان الصغير على عتبة السلالم بيده لعبة يفك محتوياتها بانغماس كامل، رفع رأسه بتلقائية وبنظرة صغيرة لمحها ..ضحك ببهجة تشبه براءته وترك عنه لعبته وركض لها فتحت له يديها فارتمى فيهما يضم يديه المكتنزتين حولها فاحتواها قبل أن تحتويه، وسكّن قلبها قبل أن ترضيه شاكيًا لها بلغته شوقها
-طفلي حبيبي.. اشتقت لك.
دس رأسه في تجويف عنقها فربتت بأناملها حول عنقه تطبع قبلاتها له، ثوانٍ وسمعت حركة عند الباب فرأت وتين متخصرة بغيرة:
-لماذا لم تخبريني أنك هنا؟
تقدمت بخطواتها ناقمة وغاضبة أحنت لبنى نفسها لها واحتضنتها بذات الشوق هي الأخرى وهبطت بهما، وجدت سُكينة قد صعدت بالفعل لتفقد الأطفال، ولم تحسب في مخيلتها رؤيتها فقد بان في دهشتها وصراحتها التي لم تخفها:
-لم أتوقع شفاءك العاجل.. حمداً لله على سلامتك.
تابعت لبنى السير بهدوء وردت بإرهاق لا زال عالقاً بحبالها الصوتية، أنزلت وضاح من حضنها إلى الأرض فاحتج بغضب مما أخرج تعليق سكينة المتهكم:
-دعيه يعوض غيابك.. لا أب ولا أم أعان الله أطفالكما.. لا أحد يعلم بحال الأولاد سواه
بسطت لبنى شفتيها بارتخاء كاتمة زفرة ملل، وردت بمعنى:
-الأطفال في عهدة أمي حماتي العزيزة ثم أنني لا أأتمنهم عند أحدٍ سواها.. لهذا ترينني أنام وأمرض براحة.. مدركة جيدًا أنهم في أيدٍ أمينة.
حدقت فيها سكينة بشرّ قادر على إحراقها، إلا أنها ابتلعت رداً مهيناً.. وأشاحت بكفها مستغنية:
-يقال أراح الله من أراحني.. تخففين عني لو تعلمين.. فلا طاقة لي بأطفال ليسوا من بطني!
"لم تسع طاقتك ابن بطنك فكيف بمن سواه"
الرد التلقائي البسيط الذي جال في داخل كل منهما، إلا أنهما أدارتا الانتباه عنه وكان خروج إنصاف في وقته بل أكثر من مناسب لتلك اللحظة، لقد كانت في المطبخ واستمعت لصوتها ولهف قلبها فأغلقت على القدور وجففت كفيها تخرج للصالة مستقبلة لبنى بحفاوة وعيناها تجولان عليها باطمئنان وتفحص مدروس
-لقد أشرقت وأنورت.. يا رب لكِ الحمد.. كيف أنت الآن؟ هل أنت بخير؟ طمئنيني؟
أدارت لبنى وجهها نحوها وقد سُرت بمداخلتها:
-أنا بخير أمي.. بألف خير.. ماذا صنعتِ لنا اليوم؟ أود أن أشاركك في المطبخ
أخبرتها إنصاف وعيناها ترنوان للساعة الضخمة التي تحتل نصف الحائط:
-ارتاحي أنتِ.. لا داعٍ لمجيئك..
ثم تبسمت لسُكينة:
-أنا وسُكينة نتكفل في كل شيء!
وللعجب أيمن استمع التعليق وكبح ضحكة، فهو شاهدٌ على المجازر اليومية التي تحدث كل يوم أثناء الطهو واستعراض كل امرأة بخبرتها وعدم التوافق على أي شيء..
كان ليدخل للبنى لكن سكينة أغلب الظن بلا حجاب مما سيضطره لتأجيل شوقه للبنى.. وإن أنكر.
في الداخل احتجت لبنى على أمر والدتها التي أمرت بصرامة:
-كوني مع أطفالك.. كل شيء بات جاهزًا أساسًا.
مدت كفها حول كتفها والراحة تنساب من بين قسماتها:
-المهم أنك بخير يا ابنتي!




يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-05-22, 09:38 PM   #2322

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



بمجرد الاطمئنان خرج وضاح من المشفى بحيوية؛ لم تكن حروقه بليغة، بل كانت بسيطة مما جعل الطبيب يخرجه بعد يومين مع تمنياته بالسلامة، قضى اليوم الأول بين نزق وتذمر.. فقد تم حجزه في السرير وحركته مقيدة، سالم مع عائلته في السعودية لأداء مناسك العمرة.. وقد مل من مكالماته المرئية حتى أخبره بصراحة:
-سالم أريد وجهًا غير وجهك.. وجهك يقطع الرزق ببساطة!
ومن حينها سالم يزعجه بضراوة وإلحاح مما استدعاه لإجراء حظر له..
جلس في حديقة المنزل يرتدي ثوبًا أبيض اللون، وطاقية تغطي أعلى رأسه الذي تضررت مقدمته بالحريق، وازى الطاقية ومدد نفسه على أريكة خصصها للتمدد، تأفف حين أزعجه أطفال الحي الذين يشعلون أعواد الكبريت في ألعاب الديناميت والأسلاك الحديدية جالبين الفوضى والإزعاج فوبخهم:
-اغربوا عن وجهي..
صرخ حين لم يعره أحدهم انتباه وعاودوا الكرة:
-بئسا لتربيتكم.. إن كان واحداً منكم قد عرفها أصلًا!
وحين فاض به الكل زجرهم بصوتٍ عالٍ ففروا جميعهم بخوف، مد رأسه يبحث تبغه، تذكر بحسرة أن عائلته سحبت منه كل حوافظ السجائر، والنارجيلة رفعها والده فوق سقف غرفة المؤن.. هون على أعصابه بقدوم منتصر الذي لن يتأخر وسيجلب له سيجارة على الأقل يفرغ كبته فيها، وثريا حسنًا لن توفيها كل عقابات الكون لعدم تقديرها الموقف ورأسها الذي قامت بتركيبه من جديد كندّ له.
عاد وفكر في منتصر قليلًا هو الآخر لم يكن على عادته حين أوصله ظهرًا مما أشعره بأمر يحدث معه.. من بين أفكاره جاء منتصر الذي صف سيارته ودخل البوابة، شرارة التبع تلتمع من بين أنامله رماها ودهسها وأكمل سيره للحديقة الجانبية وحينها وصله صوت وضاح:
-أنا هنا..
ماشيًا بخطى ليست مديدة على غير عادته.. قصيرة متمهلة ومُهِملة، خصلات شعره بغير جمودها المعتاد، بل مترامية أطرافها تصفع جبينه مع كل نسمة وعن زيّه فقد تخلى عن الكلاسيكي والرسمي، مكتفيًا بقميص وسروال من الجينز، وصل إليه وحيّاه آخذًا كرسيا مقابله متهكمًا:
-مبكرٌ جدا على خرف عقلك وعيشك دور العم وضاح المخبول الذي يوبخ الأطفال الذين يشعلون المتفجرات الصغيرة، لا تستبق المراحل من فضلك..
ثم دار الكرسي وعكس وجهته:
-أساسًا تبدو كعجوز.. كلها سنوات صغيرة، وستفعل من تلقاء نفسك.
تجاهله وضاح وضرب حشرة تحلق فوق رأسه وقال:
-صب لنفسك قهوة لا تنتظر مني!
بذكر القهوة شكت معدة منتصر:
-دعها لك.. لا مزاج لدي بقهوتك.
طارت الحشرة ولم يستطع وضاح الإمساك بها، عاد لمنتصر وأخبره بنزقه:
-من البداية دعنا متفقين تبدو كمن اكتشف زوجها ذهبها الذي خبأته عنه.. أي وجه هذا الذي أتيتني به، أنا أريد وجهًا صبوحًا!
بدل منتصر ساقه وعقدها فوق الأخرى يخبر وضاح بامتعاض.. ونزق أكبر:
-وجه من يراك عزيزي.. أي حال يبقى فيه؟ احمد الله ألف مرة وضاح أنك رجل.. لو كنت امرأة فسأضمن لك العنوسة بهذا الوجه!
تساءل وضاح بخيبة مصطنعة:
-ذات الرحمة التي صابتك بالفعل.. ثم كيف أكون عانس وأنت موجود! لم يكن العشم يا صحبة.
رد الآخر بتلقائية:
-لن أفني عمري معك.. أود وجهًا يحيي شبابي لا يميته.
بدا وكأن منتصر سأم دور الضحك بلا معنى والهزل الأكثر من غير جدوى فقال بعد أبدية صمت بالنسبة له، متابعًا ومن دون أن يعطي وضاح فرصة للرد:
-أنا سأسافر غدًا!
ظنها وضاح مزحة حتى التفت للجدية والضياع المبهم في وجه منتصر فسأل:
-قل إنها مزحة سخيفة؟
زفر منتصر بضيق وغمغم لوضاح المتذمر:
-هل تبدو ملامحي بهذا القدر من المرح.. لأطلق لك نكتة.
توجس وضاح وقلبه أنبأه بكارثة.. بل بحتمتيها:
-أي سفر ذلك الذي جاء فجأة!
ظلل الوجوم وجه صاحبه فنطق بعد شرود:
-أنا واقع في ورطة.. بل بأعقد المسائل الشائكة في حياتي وأكبر من مجال عملي..
تربع وضاح في جلسته مستدعيًا كل تركيزه معه:
-ما الأمر؟
سرد منتصر بإيجاز مختصر:
-عمتنا الميتة.. ليست بميتة، في واقع الأمر جاءتني سلوان بخبر وجودها حيّة.. الأمر صادم، بل ومربك إذ أنني وطوال حياتي لم أذكر أن مرّ اسمها..
صمت لوهلة ونفث تبغه الذي أشعله في بدء السيرة:
-أو ذكرها لسان جدي أو العائلة، لأكتشف بشكل مفاجئ أن هناك امرأة تدعى -ميسم العُمري- تجاوز عمرها العقد الخامس بدون أي إثباتات أو هوية تكون عمتي..
تابع بضحكة عصبية:
- وممن أعرف من سلوان ..والأمر الأكثر تعقيدًا هو عدم تأكدي من صحة الأقوال بما في ذلك أنني لم أخبر أي أحد أو حتى أسأل عماتي وأعمامي..
صمت وضاح يقلب هو الآخر الأمر الأكثر ريبة وحين اكتفى سأل:
-كيف خرجت من العدم؟!
رد منتصر بملامح مغلقة وصوت شديد الحياد لا يستشف منه أي شيء:
-هذا الذي سأرحل للبحث عنه وخلفه!
تقاطعت النظرات بحذر.. ورعب المجهول:
-وعائلتك..
زفرة اُبتلعت.. وحركة الحنجرة تباطأت فيما يرد:
-الموضوع بيني وبين سلوان، أي بمسمى آخر لا يوجد أحد غيرنا موكل بالبحث لسريته.. وبالطبع لن تكون سلوان هي التي تفعل..
دخلت عواطف بصينية الحلوى وطبق الفاكهة المقطع لكليهما تبادلت أطراف الحديث مع منتصر وأخبرته بتساؤلها:
-ألم تأتِ لبنى معك؟
ابتسم نافيًا ليعدي الموقف، ذكرها احتل حواسه.. وأنشز خشوعها، رباه كيف لحروف اسمها أن تفعل.
أنصت لشرح والدة وضاح:
-من المفترض أن تكون لبنى ووالدتها هنا بعد صلاة التراويح..
اختلجت ساقه المعقودة فوق الأخرى، واحتدمت مشاعره بغلظة عواصفها، لسعته السيجارة فحرك الخدر الذي انتابه ورفعها، ستأتي لبنى الآن وهو هنا.. ألف لا بأس ومشكلة.. وإن كان كل عصب خائن تواق لرؤيتها..
-دقائق وتكون هنا بأمر الله خالتي..
أومأت بضحكة والتفتت لوضاح ممتعضة:
-لقد قشرت لك ثمار الفاكهة وقطعتها ..أعرف أنها ستبقى على حالها إن لم يجهزها أحد لكما.
ضحك وضاح وهز منتصر رأسه ببسمة:
-سلمت يداكِ
غادرت عواطف بقدوم زوجها ودخول رونق معه.. أخرج منتصر من لجة أفكاره طرق وضاح بكفه على فخذه بعصبية، وما إن اطمأن لخصوصيتهما حتى عاجله:
-ألا توجد إثباتات تخصها أو ما شابه!
أجفله وضاح.. ومع ذلك رد بصوتٍ واضح:
-جدي أخبرني أنها ميتة.. أكثر من ذلك لم يفعل ولم أجد لها شهادة وفاة.
تحفز كل جزء من وضاح والموضوع أقلقه بصراحة.. وما زاد قلقه إرهاق صاحبه:
-من أين عرفت سلوان وكيف؟
جلس منتصر على الكرسي مقابله بعد أن تمشى قليلا متوترًا.. مضغوطًا.. وقلقًا أكبر يفرغ توتره على هيئة خطى:
-طليقها الذي جاء بالخبر.. تعرف هو وظيفته ضابط على الحدود.
واستنتج وضاح سريعًا:
-تعني أن المرأة لم تكن في البلد أساسًا
رد منتصر بغموض يحسم الأسئلة وحاجته لإجراء بعض الأمور التي بالفعل ملحة.. أكبر من أي شيء ملحة:
-هذا ضمن لائحة الشكوك!
وبهدوء أجاب وضاح الذي فتح تحقيقًا شاملاً له:
-كم ستكون مدة رحلتك!
نفث تبغ سيجارته الثالثة وأجاب بصدق:
-ليتني أعلم.. صدقني لا أعلم كيف ستكون الرحلة وكم تطول..
كشر وضاح بطفولية:
-وهكذا ستتأخر خطبتي!
حذره منتصر الذي استقام وهدد بكفه:
-إياك أن تفعلها في غيابي..
رفع حاجبًا.. وعدل الطاقية التي انزلقت قليلاً:
-وأنتظرك.. إلى متى إن شاء الله.. افرض ستأتي بعد سنة؟
رمقه منتصر بنظرة معناها فج ومهين وفظ وقال ببساطة:
-اجعلها غدًا.. رحيلي بعد غد على الأغلب!
تنهد وضاح بيأس:
-نائل شقيقها ما زال مسافرًا!
**
استقل منتصر سيارته وقام بتحريكها، موجة حمراء اللون شوشت نظره فأغمض عينه عن قوة الضوء الموجه من السيارة التي اصطفت مقابل سيارته، البوق المُحيي له كان عائدًا لسيارته الثانية رفع رأسه مع وخزة عنيفة ضربته على غفلة منه، هبط السائق من السيارة وجاء إليه، لم ينظر له وكل تركيزه مع القابعة في السيارة برفقة والدتها، شدّ على المقود وأخذ نفسه الذي نسيه في غفوة حضورها.. سيدة قلبه، وملكة الحضور!
-سيدي هل تود تمديد الحجز لهذه الليلة؟
أجابه وهو يرى سياسة لبنى في التعمد والتأخير من الخروج من السيارة:
-لا.. الليلة سأكون في بيتي!
سأل الحارس وعينه غفلت عن إنصاف التي أطفأت ضوء السيارة مما أفشل كل مساعيه في التقاط مشهد واحد..
-أي بيت فيهما سيدي!
فلت نفس منتصر الغاضب والتفت له موبخًا:
-أي بيت سيكون برأيك؟
نكس السائق رأسه بحرج:
-معذرة سيدي لم أقصد.
-لا بأس عليك.
عاد الرجل لسيارته بعد تلقيه من منتصر بعض الأوامر، كان منتصر قد قرر التوجه لهما، ما إن همّ بفتح الباب رأى إنصاف تخرج والباب الآخر يفتح بذات القوة، عيناه مسمّرتان بلا حراك حول هيئتها المنتصبة والواثقة.. والأهم وجهها الذي كان
مرفوعًا..
شامخًا..
صادًا النظر عن وجهه..
وحارمًا إياه.. رؤيته!
فتح باب السيارة بعنفٍ وألقى التحية، التفت لهُ إنصاف فيما تجاهلته لبنى.. حرص أن يفعل المثل ووجه قوله لإنصاف.
-كيف حالكم؟
-بألف خير كما ترى..
حامت نظراته بشبه رضا حول شكلها الذي يقاوم النظر إليه ومحاولتها تجاهله بطريقة أبيّة تُحسب لها، كبح تنهيدة شوق ترعدها وتميد الأرض من أسفلها لو سمعتها.. واكتفى بحس أنفاسها ...فهو على نعومتها بألف خير!
-هل كنتَ هنا.. لو نعلم كنا جئنا معك!
دبيب كعب لبنى أخبر والدتها أنها غير راضية عن قولها فاستغل منتصر ذلك:
-لو أخبرتموني.. أو أعطيتموني علمًا كنت سأفعل!
وهو كاذب.. يعلم ويعرف وكان أسهل شيء يتم تقديمه للبنى طبقًا من استفزاز وستخرج عن طور صمتها ..كما حدث وقالت بشر:
-أنت رفعت يدك عنا.. لذا لا تتوقع طاعة مستدامة!
لقد فعلت الشيء الذي تاق له منذ رؤيتها.. أن تلتفت له!
هذا الزمرد وقوده المُعَذِبُ.. والغياب عنه احتراق!
غاضبة وناقمة.. متحفزة.. ساخطة.. وكارهة!
سلطانة.. مُعَذِبة.. غبية..حمقاء وست النساء!
أهدته التسلية والضحكة بلا سبب :
-ما هذه الأشياء التي حصلت بغيابي.. يبدو أنني بحاجة إلى العودة للمنزل بأسرع وقتٍ ..
التفتت له بحدة ناقمة فتابع للعتب الصارخ منها:
-لأذكر لبنى بالأشياء التي يبدو أنها قد نسيتها سريعًا..
وأجابته سريعًا دون أن تنظر إليه وقد اكتفت من عينيه الخائنتين:
-هناك منزل أكثر دفئاً وراحة.. يحتاج دروسك أكثر!
قطب ولم يفهم، حتى جاء علاء الذي فض الجمع بتحية ودية، غادر منتصر معتذرًا بأموره الطارئة التي كوت قلب لبنى مدركة بغصة إن أموره لم تك سوى امرأته الجديدة.. غاص قلبها بألمه فقررت وعزمت بقرارها.. ستباغتهم الليلة.. وليحترق المرج بنارها!
بمجرد أن خرجت من بيت حمد الغربي طلبت بشكل مفاجئ:
-أمي سنمر بالحديقة لجلب سكينة
تجهم وجه إنصاف:
-لماذا.. هي تستطيع العودة وحدها
-سنذهب لسلوان.. أود أن نقضي بقية السهرة عندها.
-لماذا؟
-أحببتها بشكل مفاجئ.. ألا يحدث؟
صف السائق أمام الحديقة وجاءت سكينة التي خرجت لتغيير الأجواء، تساءلت عن سبب مجيء لبنى شخصيًا فأخبرتها .. علت الدهشة وجه سكينة.. لكنها بهدوء قررت امتصاصها وقالت:
-سلوان لم تجب على اتصالاتي منذ بدء رمضان.. حتى أنها غير متواجدة على مواقع الاتصال الاجتماعي لا يصح أن نذهب لها بشكل مفاجئ
مطت لبنى شفتيها.. وصفحاتها تتقلب على مرجل من غيرة ودنو السعير الحقيقي:
-هذه فرصة جيدة للاطمئنان عليها.. دعونا نذهب بدلا من التأخير!
صعدت سكينة بغير قناعة.. وتفاجؤ أكبر من كل حيرة حول ذهاب لبنى المفاجئ وإصرارها عليه، وصلت السيارة الحي.. وذات الشعور يعاد.. والخوف يتفاقم، ونفسها يزداد تباعًا لكن ما هون عليها تواجد والدتها.. ووالدته!
صفت السيارة وسبت السائق الذي أصدر بوقًا.. بهتت حين لم تجد سيارة منتصر لكنها ابتلعت الخيبة لربما جاء وحده دونها للخصوصية.. والربما الأكبر أن يأتي وهن عندها وهنا ستطبق على أنفاس سلوان لتخنق أي نية تواصل بينهما قبل أن يفعل ستمسك به متلبسًا
قبل أن تهبط رأت الستائر تزاح بشكل سريع من قبل ظل كان أسرع في الابتعاد، تنفست بخشونة وأمام الباب وقفن وقت طويل حتى جاءت سلوان لاهثة.. وبوجه محمر:
-آسفة كنت نائمة
عاتبتها سكينة التي أخذتها بالأحضان:
-أين يا خائنة تنسيني من أول رمضان
قبّلت سكينة وأدخلتها ثم حيت إنصاف وأخيراً لبنى التي احتجزت كفها بكفها وشدت عليها مما جعل سلوان تنتبه لقوة كف لبنى وتنقذ كفها بسلاسة:
-كيف حالك لبنى؟
ردت لبنى من بين أسنانها:
-اشتقنا لك.. قلنا نأتي لك إن لم تفعلي!
أدخلتها خلف المرأتين، دقائق وقامت سلوان بتحضير مشروب لضيفاتها.. تبعتها لبنى وأجرت معها محادثة مدروسة، فجأة طلبت استخدام المرحاض.. توترت سلوان وفضح تلعثمها الطبق الزجاجي الذي كُسر منها، لملمته بفوضى أكبر، وببراعة حاولت جمع الموقف وأخبرت لبنى:
-حسنًا.. على يدك اليمين آخر الممر!
خرجت لبنى من عندها بأنفاس مزدحمة، هل رأت أثر بلل في شعر سلوان أم يتهيأ لها.. هل يبدو لباس سلوان كثيرًا جدًا على امرأة من المفترض أن تكون وحدها.. ثوب قصير قصير جدًا بفتحة بحرية منخفضة، وماذا بعد؟
مسدت عنقها أسفل حجابها لئلا تفكر أكثر.. هذه الليلة حاسمة ونهائية!
استخدمت المرحاض الذي لم تستخدمه، لم تستفد شيء، منشفة واحدة بسيطة وإن كانت مبللة فهذا ليس دليلا كافيًا.
خرجت من الباب وخطت بهدوء بين الغرف ونيتها حاضرة في البحث عن إثر زوجها التقطت رائحة تشبهه لا تخطئها.. تخطت الغرفة الأولى الفارغة من أي رائحة عطر.. تتركه متلبسًا، سارت نحو الغرفة الأخرى ولم تجد شيئًا سمعت سعالاً قويًا من غرفة أخرى جعل قلبها يقف بالفعل ورائحة منتصر تفوح بقوة.. بقوة شديدة كلما اقتربت من الباب.. ركنت كل خوف ورعب وأدارت المقبض ولتستقبل عينيها رؤية منتصر.. فهي مرحبة وتهيأت لخيانته رغمًا عن ضلوعها المهتزة بين جنبات صدرها..
-يا رب.. أنت معي، تولى قلبي
راجفة نطقتها والباب يدار والحقيقة بانت كوهج الشموس وثبات القمر في ليلة بدرية.
**

يتبع...٠





التعديل الأخير تم بواسطة Lamees othman ; 22-05-22 الساعة 10:01 PM
Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-05-22, 09:40 PM   #2323

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



(بيننا لقاء مؤجل.. ووعد مع أفول الشمس وأنا أفي جدًا بوعودي)
اضطربت ثريا وغص حلقها.. سعلت كثيرًا وهي تعيد الرسالة مرارًا وتكرارًا
حتى بعث إليها ثانية:
(كوني بزينتك التي تجهزت بها تلك الليلة.. والويل لك إن لم تفعلي!)
كانت على سطح المنزل تنتظر غياب الشمس، لترفع كفوفها مبتهلة بالرجاء، لكن رنين رسائلها المتلاحقة ألهاها قليلاً.. رفعت وجهها صوب الأفق المصبوع بحمرة المغيب وتذكرت موعدهما الأول:
((موعدنا غروب الشمس أول الشفق.. وإن طال قدومي لا تطفئي الأنوار!))
استدارت تربت على مارثون قلبها المتصاعد، توردت منفعلة!
وتوهج وجهها بحمى الموقف!
لم ترد عليه للآن.. أطفأت بيانات الهاتف وقررت كتابة رسالة ناضجة تنم عن عمرها المتزن، قامت بتشغيل البيانات وقبل أن تُفعّل زر الإرسال باغتتها رسالته
(لا بأس إن تعسر لقائي بك الخميس الماضي.. الخميس هذا سأسخر نفسي لكي يتيسر)
ازدردت ريقها وغالب الظن بدأت مكبرات المساجد برفع صوت القرآن قبل الأذان، تركت الهاتف على الحائط واستندت بكفيها متنهدة مع كل رسالة، تبتسم غير مصدقة.. تطفو فوق بحيرة رقراقة خريرها مشاعرها.
للآن لا تصدق.. حتى أنها كثيرًا ما تفعّل زر التجاهل لئلا تفكر، كيف يبدو وضاح هكذا
هذه السعادة كثيرة على قلبها وتعلم، إصراره منذ تلك الليلة عليها ومهاتفته لها طوال الوقت جعلتها في حالة صدمة، حتى فاجأها بما هي مصدومة من نفسها فيه
-ثريا لا تعاقبي بدايتنا بخليط الإحباط.. أنت لستِ غاضبة مني، بل غاضبة على الأمسية نفسها.. فلا تدعي غضبك يوجهك للشخص الخطأ.
حينها زاد سخطها أكثر حين رأت مدى مرئيتها له.. حاولت التبرير لكنها أنضج وأكبر من أن تخبره بعكس ذلك ولو أن ذلك يوجع كرامتها!
-تطري نفسك زيادة.. وتعطيها أكثر مما يجب..
ضحكة خشنة دغدغت أطرافها أعقبها بـ:
-أنا أدرك نفسي من أكون!
ثم أكمل بجدية:
-لو كان عليّ لكنت الآن في عصمتي لكنها أقدار الله الممتن لها.. بدلاً من كونك غاضبة.. متدللة وجاحدة لا تطمئني حتى!
هذه الفوضى والإصرار المتمكن بلا قيود يقيدها، معه تشعر أنها مسلوبة من نفسها.. مطيعة بشكل أخرق.. وهادئة أكثر مما يجب.
أخرجها من فقاعتها الوردية صوت الأذان وآخر رسالة منه:
-سنكون بعد العشاء في منزلكم.. لا تصنعوا الحلوى، سنأتي بها نحن!
هبطت تكسر صيامها تناولت حبات التمر بشرود ودعت.. دعت من قلبها ألا يكون ذلك حلمًا
-هذا قلبي في ودائعك.. لا تكسره ولا تحزنه يا الله..
رشفت الماء تبلل جوفها:
-إن كان ما يحدث حلما.. أفقني!
تناولت الطعام بشهية فاترة، بصبر تنظر لتصرفات جيداء وضحى الصبيانية.. وفدوى التي لم تأكل شيئاً للأسف وهي تصب العصير لأطفالها وتطعمهم، استقامت وأخذت دورق العصير من كفها وقالت:
-أنا أصب لهم.. تناولي طعامك..
ثم ملأت طبقًا وغطته باللبن وأخذت الصغير من حضن فدوى تطعم أخوه وتأخذه هو الآخر في حضنها:
-تعال يا حلو.. أنا سأطعمك.
استقامت جيداء عن المائدة فأمرتها ثريا بأخذ الطفل الآخر:
-جيداء أطعميه من فضلك!
تذمرت جيداء وسلكت شفتها الشق الآخر من وجهها:
-سنذهب أنا ومنذر لاختيار الأثاث.. سيمر بي بعد قليل دعي ضحى فهي متفرغة..
أصدرت ضحى صوتًا مزعجًا بالملعقة فأمرت ثريا بهدوء:
-للأسف لن يطعمه غيرك.. ضحى ستغسل للكبار وتغسل الأطباق
-أنا غسلت القدور والأواني كلها قبل الفطور..
بررت جيداء لضحى التي ترمي بالغسل وتنظيف الصحون عليها:
-وأنا مسحت السلالم ورتبت الغرف كلها إن نسيتِ؟
تدخلت فدوى التي شعرت بثقل الطلبات على البنات:
-لا عليك ثريا أنا أطعمهم.. لقد شبعت أساسًا
-بل ستفعل جيداء وضحى.. عدا أنك لم تأكلي مشغولة مع الأطفال في حين غيرك مشغول بمناقرات سخيفة..
وصوتان برنة واحدة.. غاضبة ومستنكرة وغير مصدقة:
-هل تقصديني؟
-هل تقصديني؟
تجاهلتهما ونهضت بالصغير وسارت نحو فدوى:
-كملك الله بعقلك.. العقبى عند غيرك!
لم يختلف حال ضحى بفكها المتدلي عن جيداء التي بدت محمرة أكثر ومتبرمة بشكل أكبر، لذا نهضتا لتوضيب الطاولة وغسل الأطباق وتجهيز الشاي كمطيعتين وبخنوع تام.. تخلله صمت كبير مشحون انفجرتا فيه عند تنظيف الصالة مجددًا..
ولجت جيداء لتحضير نفسها، استفردت في نفسها أمام المرآة مُعجبَة؛ ببسمة تتشكل على المنحنيات كانت راضية، عقدت مقارنة بآخر مرة عاينت نفسها بيأس متى كانت؟ في الواقع هي نسيت.. والانشغال أنساها أنها مشغولة في دقة المنحنيات.. بفضول سحبت المتر لقياس خصرها، قبل أن تفعل وتضمه لرصد الرقم دخلت ضحى باحتفال صاخب.. شهقت وأرعبت جيداء:
-أرعبتني ضحى
دخلت ضحى بلا مبالاة وأخبرتها:
-ألم تطلبي مني أن ألف لك الحجاب بطريقتي!
تأففت جيداء وأخفت المتر خلفها وشرحت:
-أجل طلبت منك.. لكن لم أخبرك أن تباغتيني هكذا!
تخصرت ضحى بإدراك وقالت بمكر:
-أباغتك وأرى المتر بيدك لقياس محيط خصرك؛ ألم ننتهي من موضوع جسدك.. أنت بهيئة مذهلة
رمته جيداء بفظاظة وشعورها متلبسة أمام ضحى يزعجها:
-انتهيت منه بشكل أنني نسيت متى استخدمته آخر مرة.. لذلك أخذته لأرى وزني.
بنصف شك.. وكومة ظنون أجابتها ضحى وسألت بحالمية:
-هل كان منذر السبب في ذلك؟
نفت جيداء مطلقًا.. فكرت وإن أسكنها منذر النجمات بحبه وما يشعره إياها.. إلا أنها هي السبب.. متى تصالحت مع نفسها نسيت كل عوائقها ووصلت السمو
-لا.. لم يكن منذر ولا حبه.. لقد تعبت طويلاً لأكون ما عليه اليوم.. حب منذر وإن جاء وجعلني أرتدي الربيع في كل الفصول إلا أنه لن يغير من نظرتي لي.. كان حبي.. حبي من فعل لها
صمتت ضحى لوهلة وارتدت بإثر الذكرى الذي غزاها، لم تجب جيداء وبقيت في ملكوتها حتى قالت بعد ملاحظة استشعرتها
-لكن حب منذر غيرك..
قطبت جيداء التي بدأت برسم الخط الأسود السائل فوق جفنها:
-بالطبع سيغيرني.. لكن ليس بتلك الصورة!
تحجرت عينا ضحى نحو السترة الرسمية جدًا المتأنقة جدًا حول هيئة جيداء وأسلوبها في المأكل والمشرب وحتى الحديث
-بالنظر إلى لباسك المتأنق بشكل مبالغ فيه حتى في المنزل.. وطريقتك بالكلام حتى مخارج حروفك التي باتت مدنية بشكل خالص أراكِ تغيرتِ..
زفرت جيداء حين أخطأت الرسم وضحى تتكلم بشكل صدمها إلا أنها دافعت عن نفسها:
-تبالغين ضحى.. أنا أجد نفسي مضطرة أحيانًا للتأقلم ومع ذلك أرى أنك هولت الوضع كثيرًا..
تدخلت ضحى برسمة عين جيداء حتى أتمتها بصورة رائعة الجمال واللطف:
-الفضل للمساتي.. تبدين ساحرة!
حدقت جيداء برضا إلى وجهها.. لعظام وجنتيها البارزتين التي غطتهما
بمورد لونه عسلي.. للبثور المنطفئة والتي تركت علامات فيما مضى استخدمت لها خافي العيوب والآن راضية معها وإن أخفتها وقررت تاليًا إزالتها تجميليًا بالليزر..
ودعت العائلة وهبطت لمنذر الذي كان ينتظرها كتم غضبه واعترف لنفسه أن تأخرها كان يستحق..
-اثنان وأربعون دقيقة متأخرة.. لقد شككتُ بصحة الموعد!
ردت عليه بدلال وصوتها يتلوى بثقة العارف بمفاتيح أنوثتها..
فتحت حقيبتها لإخراج علبة كريم لترطيب يديها.. استسلمت أناملها وعيونه إلى رقة أصابعها والطريقة التي ينزلق فيها السائل من بينهن، تصافح الأنامل بالأنامل.. بنعومة تربت على كل أصبع وتمسده.. حتى شعر بضرورية رمي العلبة نكاية بخبثها غير المدروس:
-أحببتُ أن أبدو مميزة في عينك لهذه الليلة.. هل أخطأت؟
أومأ والوميض البارق في عينيه يتوعد:
-بل أخطأت الميقات والمكان.. ماذا أفعل فيكِ يا جيداء..
ضحكت بانطلاق مع تحريكه السيارة نحو الطيران:
-دللني.. كما أستحق..
أجابها وهو يرمي عقب سيجارته من النافذة:
-بل كما أحب.. أنا أحبك أكثر مما يقدر ويحكى.. ويستحق ..
عاد لوجهها أول الحلم ..وكل الحقيقة:
-الحب يا عزيزتي هبة ليس فيه استحقاق!
وصلا المكان وجالا فيه كثيراً في الحقيقية لا تعلم لمَ أخذها لانتقاء الأثاث وتجهيزات البيت.. للحظة كادت تسأله لكنها أحجمت النقاش إلى حين الوصول إلى البيت..
يقف متسائلًا
-هذه المرآة التي بيدي أم الأخرى..
وبتلقائية تخبره عن التي تعجبها.. ويختار التي بيده فعلًا..
مررت أول مقتنى لإن المرآة جميلة ومميزة، بل مميزة أكثر من التي اختارتها وأغلى ثمنًا..
تنهدت وسارت معه بكفين متشابكين لحظات ومرا حول الأرائك وبالطبع تم اختيار ما أراده منذر.. سيطرته مزعجة.. رغم تفانيه في إسعادها، رأيه هو المهم والذي يسري شاءت أم أبّت.. كانت تظن أن تحجيمها لاندفاعه يكفي.. لكن الآن تشعر بضرورة ترتيب إعداداتها!
خرجا من المجمع التجاري وقد سلك محلات أخرى للملابس.. ضربها قلبها بعنف خوفًا مما سيفعله.. وما فعله حقًا!
دخل بها إلى محلات تجهيزات العرائس وبدأ باقتناء كل ثوب خاص.. مردفاً إياه مع تعليق خاص وأمنية حارة!
-هذا النيلي مع لون بشرتك.. سيكون انفجاراً لا محالة في الكون وقلبي!
كانت تضحك.. وتستمع لتعليقاته حول الألوان والقياسات حتى انتهى بهما الحال في مقهى راقٍ في السلط.. على مرتفعات شارع ستين، يتناولون الكوكتيل اللبناني، كفه في كفها مشرفان على سحر المدينة.. وخاشعٌ هو في سحرها أكبر..
***
في ذات اللحظة التي انطلق بها منذر صفت سيارة وضاح برفقة والدته وشقيقته رونق، وعن والده فهو اعتذر لعدم راحته بعد فطور اليوم، كان ليعتذر وضاح لكن والده أجبره
-جاء التأخير من عند الله مرة.. لا تجعله أنت مرتين.
لم يشأ أن يذهب وذهنه عند والده فأقنعه الأخير بضرورة أن يفعل.. فله عمر طويل ينتظر ..ينتظر هذه اللحظة..
مشى أمام والدته التي تستند على كف رونق بصعود السلالم، كفاها مزينتان بنقش الحنة، ومنديلها جديد.. طرق الباب وذهبت ضحى لفتحه إذ ظنتها جيداء:
-ما الذي قد نسيتيه أيضًا؟؟
حدقت بوجه وضاح مصدومة ثم نطقت بتلعثم:
-معذرة منك.. أقصد أهلاً.. تفضل سيد وضاح
مست إسدال الصلاة والذي لحسن حظها ارتدته للصلاة:
-ادخل.. المضيف على يمينك..
أدخلته واكتشفت وجود والدته وشقيقته استقبلتهما ودخلت فدوى على الخط سريعًا بمجرد أن تركت الضيوف بعهدة فدوى حتى انطلقت لغرفة ثريا
-تخيلي من يوجد في مضافتنا..
ازدردت ثريا ريقها وسألت بورطة.. فهي لم تخبر أهل المنزل بقدومهم
-وضاح وعائلته.. انظري إلى المفاجأة
اصطنعت ثريا الدهشة والحرارة ترتكز في وجنتيها وجسدها يؤازر
-من.. ماذا.. حقًا ؟؟
-أجل أقول لك هم في الخارج.. هيا تفقدي يديكِ ووجهك بشكل سريع ..سامحهم الله لو أخبرونا فقط لنتحضر.
تذمرت ضحى وبدأت بطقطقة أصابعها بحيرة:
-لديك الثوب الأخضر العفني.. والأزرق السماوي.. وحسنًا ثوب زينة المنقوش بورود صغيرة.. ها ما رأيك..
جفلت ثريا التي كانت في جلستها دون اعتبار للحدث وقالت بلا مبالاة:
-أي شيء يناسب.. ليس مهمًا!
مشت ضحى أمام الصوان وعادت للاقتراح بالتنسيقات المعتمدة لكل ثوب بحماس عدا ملاحظاتها حول ما يصح أن ترتديه ثريا.. لإجابتها الباردة التفتت مضيقة عينيها بشك:
-ردة فعلك غير متوقعة!
أجادت ثريا اللامبالاة وتهكمت:
-أي رد تنتظريه مني.. أن أسجد شكرا لله أن تحقق الموعد الذي أُفسد الخميس الماضي..
ردت ضحى بصدق:
-لم تكوني متفاجئة!
قالتها ببساطة والتفت نحو الصوان تختار لها دون انتظار رد.. لم تعجبها الأثواب المعروضة حتى اقترحت:
-ما رأيك بثوب جيداء الأزرق؟
استقامت ثريا أخيرًا ورفضته:
-سيكون ضيقًا عليّ.. أنا أطول كما تعلمين..
وقفت جانب ضحى والتقطت ثوبًا كان لزينة.. بكل أسف وجدت نفسها منقادة لطلبه وتود تحقيقه، ما إن رأت ضحى الثوب حتى كشرت
-دعي هذا الثوب هو وفأله النحس هذا
أصرت عليه بقوة:
-دعي عنك التطير ضحى لا يصح ما تفعلينه!
تركت ضحى وانزوت في ركن خاص مغطى بستارة طويلة تحجب عن المتواجد الرؤيا.. دقائق وخرجت به كان ثوباً بلون أسود ياقته عالية أتاح لها أن ترتدي حجابا من الساتان وتلفه حول عنقها وتربطه.. اكتفت بالكحل تحت خط الهدب السفلي.. وحاولت إخفاء النمش قدر المستطاع.. غطت شفتيها بذات الحمرة التي صبغتها تحت ضوء الفتنة.. واكتفت بمكثف الرموش ليبرز طول أهدابها، غضبت منها ضحى كثيراً واحتجت لعدم ردها عليها ألا أنها تجاهلتها واكتفت بطلتها الآسرة وإن تمردت ضحى وقالت:
-الأسود نذير شؤم
-بل الأسود خاطف الألباب..
خرجت نحو الصالة وجدت فدوى قد أعدت الشاي وأمرتها بهدوء أن تدخله.. اعترضت في بادئ الأمر.. تمسكت برأيها في الثانية.. والثالثة تم قذفها غصبًا في المضافة!
ليس سهلاً أبدًا أن ينتظرها.. أن يخشع لكل دبيب وهسيس يصدر عن الأرض.. أن يبحث هدي خطواتها علّها تخرج من اللامكان!
كان فيها شيء يشعره بضخامة هالتها.. وضآلة كل شيء دونها..
تكلفك عزيمة لتجاهلها.. وتفشل!
تستدعي وقتًا أطول في الاقتراب.. وتخشى!
جهد أكبر لتخطو... والجسر يهددك!
متسلحاً بصبرٍ أطول لتنال.. ولا تأمل!
مزلزلاً عوالم لتقرع بابها.. راجيًا ألا يؤصد!
الآن وهو في بيتها تحديدًا على أريكة بسيطة تقبع تحت سقفٍ يجمعهما.. يشعر بقيمة التجربة، وكم كانت تستحق منه.. وإن كلفته قلبًا كاملاً ينبض بجنون على وقع خطواتها التي لم تأت!
الآن وهي تطل عليه من الباب، بثوب أسود اختارها لتتم هيبته وتختصر فيه كل النساء.. عرف إن مشواره الطويل الذي قطعه لأجلها يستحق..
وقلبه الذي نفخت على غبار أقفاله بعفويتها وفتحته.. يستحق أن يوهب لها..
وإن ترددها الذي التهمه بنظراته حتى رفعت نظراتها والتقت به متلبسة.. وضائعة بدوخة لذيذة يختص بها بكل عنجهية.. يستحق وألف مرة يستحق أن يكون في بيتها طالبًا قربها.. قبل قلبها!
حيتها والدته ببشاشة، قدمت الشاي بحماقة غريبة تشبه حماقتها في كل مرة.
كما قدمته لسعد وهي متخمة بالحب!
وقدمته لحمزة وهي متخمة بالأحلام!
وستقدمه لوضاح وهي ضائعة بدوخة عجيبة -لا مسمى لها-.. تتشابه مواقفها والأناس يتغيرون!
تجاوزت والدته.. ثم رونق.. وحين وصلته دعت الله مخلصة ألا تخونها حماقتها وتظهر.. حاولت الاتزان والتصرف بنضج ورفعت نظراتها له.. حين اهتزت الصينية أدركت خطأها وتعدت عنه سريعًا ..فالذي رأته لا يشبه وضاح ..لا يشبهه مطلقًا ..من ذا الذي لعب بإعداداته..
مضى الربع الأول من الجلسة بالكثير من التعارف الودي، هذا الزيارة لشرع الألفة بين العائلتين ولفسح المجال للتعرف أكثر بين العروسين.. وفرصة أكبر ليتوصلا لآفاقهما المشتركة، استمعت بذهن أقرب للشرود كالمغيبة تومئ على كل شيء وأي شيء.. حتى وجدت نفسها معه في المضافة والجميع خرج إلى الصالة.. لإتاحة التعارف فيما بينهما.. والصورة مربكة وموترة.. بغرفة مغلقة كأول مرة ومحرجة ومتوترة.. وتشعر بأشياء كثيرة، تذمرت سريعًا:
-يبدو الأمر جديًا أكثر مما ينبغي!
-إطلالتك تستحق عناء المجيء بنصف تعافٍ!
تلون وجهها وحاجة ملحة أمرتها برفع بصرها.. اقتلعها طوفان عجيب أوله رمد في عينيه وآخره سواد يحتل مقلتيه اعترفت بصدق:
-لم أظن للحظة.. أنني سأجدد الإطلالة..
تنهد وأجاب بدرامتيكية بعيدة عنه
-لا ألومك لم تجربيني وأنا أطلق وعودي.. أنا لا أترك نصاً فارغًا.. ولا جملة معلقة.. ولا أرمي بسؤالي دون إجابة..
ارتابت من جديته.. فأكمل لعينيها اللتين اتسعتا:
-وعدتك أن آتي وأخلفت الظروف.. وجئتك ملبيًا العتب في صوتك.. ولو كلفني ذلك السير على الجمر!
اختلجت في جلستها دهشة.. هي وبفضل تجاربها الكارثية اعتادت على حلو الكلام.. لكن المصيبة الحالية أن هذا الكلام صادر من آخر شخص توقعته أن يحكيه والوحيد الذي لم تعمل مخيلتها ورادراتها المعنية بالتقاط العرسان أن تضعه في صورتها.. لذا هذا التصميم وأشياء الرجولة التي لم تسمع بها من قبل تشوشها.. وهو لم يقصر أبدًا..
قالت بنصف شجاعة خائنة ..لكنها مصممة :
-كان عليك أن تقدر موقفي!
أجاب بسخط:
-كنت عاطفية أكثر مما يجب.. ومع ذلك أنا ألوم كل شيء ..لذا أستثنيكِ ولا ألومك بالطبع!
ردت بشفافية و توترها بدأ بالانحسار:
-إحساس الخيبة موجع.. يعز عليّ ما حدث أمام عائلتي..
وأقر بصدق لاحظه:
-ولذلك لم تخبريهم اليوم بمجيئي..
أومأت سلبًا:
-خشيت..
سألها بنعومة:
-والنتيجة
نطقت باستسلام وشيئاً فشيئاً خدر وجوده قد طغى عليها:
-أنك هنا في بيتي.
أكد في قوة:
-في بيتك.. وأريدك.
ازدردت ريقها وتحركت بضيق معترفة بأصدق ما لديها:
-ألا ترى أنهم بالغوا في وضعنا هنا.. نحن لسنا أغراب.. نعرف بعضنا لا داع لهذه التصرفات.
تفحص جسدها بدراسة وهمهم:
-نعرف بعضنا قبل أن نفعل.. لكننا هنا بشكل مغاير ..كبداية مختلفة.
سألت بعيدًا عن نواياه:
-كيف يعني..
أجابها:
-نبدأ من جديد، أنا وضاح الغربي..
تنحنحت بحرج تسأله:
-نتعارف كالجادين يعني؟
مرر كفه على ذقنه شبه المعافاة وقال ببال رائق جدًا.. بوجه متبسط جدًا.. ولو إن جبينه المتغضن لم يحل وثاق عقدته:
-كخاطبين يعني!
ضحكت بغير تصديق.. ضحكة عالية أراقت كل مظاهر تحضرها، جلبت بسمة مريحة له:
-وأنا ثريا الخباز.. عمري ثلاث وثلاثون سنة!
صحح لها سريعًا:
-بل ثلاث وثلاثون نجمة.
ضحكت بشكل أوسع:
-مساعدة ممرضة
سايرها برضا:
-وأنا طبيب صيدلي..
تحمست متسائلة:
-هل الهوايات ضمن التعارف؟؟
-قولي ما يحلو لكِ
-هوايتي الوقوع في الكوارث.. أحب الحياة وأسعى لها ..وأنت
-دعي الهوايات.. والحديث عما أحب في وقت لاحق ..هنا لا سني ولا هيبتي ولا أنت تسمحون لي!
**
يتبع...




Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-05-22, 09:49 PM   #2324

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



عادت رونق للمنزل قبل علاء بوقتٍ، أوصلتها مدربة القيادة أبكر من كل يوم، وجدت المنزل فارغًا فعلاء الذي أخذ الصغير إلى بيت أهله لم يعد بعد.
صعدت السلالم وذاكرتها تحتجز مشهد الأمسية لهذه الليلة، فهم وبعد أن تناولوا الإفطار وصعدت لغرفتها لأداء الصلاة، تبعها علاء وأخذها في جولة محمومة من الشغف، أدارت رأسها وفرغته من حموله، ولم يوقفه فيها إلا بقايا من تعقل وقرب أذان العشاء فكبح شغفه فيها وهمس لها بأكثر انفعالاته فقدانا للذات:
-أنا أنتظرك رونق.. برغم الشوق الذي قد يؤذيك ويؤجج كل عصب نافر بأن تكوني لي الآن وتوّاً!
أخذ أناملها وشد عليها بقسوة غير متعمدة:
-بحجم رغبتي التي لا حدود لها بك أنت وحدك!
صفعتها أنفاسه حين ارتفعت أنامله لمسّ مقدمة خصلات شعرها القصيرة:
-بقدر صبري الذي قد اختبرتهِ أنت.. ولا أعلم إلى متى يطول إلا أنني..
متابعًا بأعصاب على شفا حفرة من الانفجار لكنه يقبض عليها بسلطة من كبرياء ونبرة كاسحة صاخبة ومختنقة بالشوق:
-مشتاق لك.. مشتاق!
مررت أناملها على عنقها وهي تدخل الغرفة، للآن تشعر بذات القشعريرة حين همس لعنقها بتوقه.. وشغفه.. وصوته كعلاء زوجها عندما كان محبًا يرعد أوصالها:
-وكلي بانتظارك يا سيدة كل السُمر ومزاجي!
وهذه عبارة التدلل الخاصة به لها في كل أوقاته؛ لكنه أضاف (المزاج) كتتمة رقيقة للمعنى، ازدردت ريقها بإثارة خائنة تسللت لها، ورعب أكبر من الخطوة القادمة، خلعت طقمها الكلاسيكي أثناء سيرها ولم تنتظر غرفة الملابس، اغتسلت بعد مجهودها وقررت انتقاء ثوب صيفي يناسب الأجواء الحارة، ارتدته ووقفت أمام المرآة تتفحص هيئتها لنفسها، منذ وقت طويل تخطت أهمية زوجها في القائمة وعرجت لذاتها، فهي ترتدي بالمقام الأول (لها) وليس (له).. تتفنن في الابتياع وتغامر بكل الألوان لأجلها.. وليس لأجله.
بقيت أناملها على حدود عنقها حيث عظمة ترقوتها بسكون، بدلت لون أحمر الشفاه التوتي وهو اللون الخاص بزوجها والمفضل له في لياليهم، إلى لونٍ خوخي مخملي شديد النعومة، أتمّت رسم خطوط فمها وحين أطبقت شفتيها، سكنها خاطرٌ شديد الخبث والتلوي بث فيها تساؤلاً:
(ماذا لو وهبته نفسها الليلة في هذا الثوب!)
لكنه ليس بثوب يحمل الدعوة
(ثوب النوم في عرف الزواج، دعوة!)
اكتسحتها الرجفة حتى اهتزت أصغر خلجاتها، من العدم ظهرت تلك الليلة، ووجدت نفسها هي.. هي!
بخطوط البطن وترهلاته، بذقنها الذي امتلأ وإن خفّ!
بأحذيتها المسطحة التي ألزمت نفسها عهدا بعدم خلعها في وجوده.. وإن راق لها الكعب العالي وارتدته خارج المنزل .. تحديداً خارج هذه الغرفة.
-أنت.. أنت يا رونق!
نطقتها بتسليم متزن، مقرة الفرق الحقيقي في الجوهر!
باختلاف المظهر واللهفة، فيما سبق تسبقها نبضات التوق والشغف.. على بساط الرغبة والعشق!.
والآن متصنمة بخوف التجربة.. وحفرة الذكرى!
صورة هشة، تسخر منها ومن قوتها الزائفة من اهتزازها في عين نفسها واتساع رقعة النقص وتفشيه حد ابتلاعها، أخرست وسواسها.. وقهرت الرعب بقذف الخوف بعيدًا والتقدم أكثر حيث تقف مواجهة للمرآة بشكلٍ أكبر.. تبسمت وأعادت اللون الذي مسحته وإن رسمته بشكل أخف...وأقل حدة!..
أنهت زينتها وتلاعبت بخصلات شعرها بتوزيع المرطب حول أطرافها، تناولت الدواء وللأسف للمرة التي لا تعلم عددها وجدت نفسها تحدق في هيئتها أمام المرآة..
هذه المرة اكتشفت أن جذور شعرها عادت للون الأصلي، وعليها تلوينها.. لم تعلم أن مظهرها الأخير أوقف قلب علاء.. فقد بانت في عينيه وكأنها تخاطب ذاتها عبر المرآة..
دخل عليها بنعومة، بخطوات هادئة لا تفسد ضجيج أفكارها.. وقبل أن تعي وجوده قبض على خصرها بيديه وقابل عينيها في المرآة، للحظات كأنها الأبد تقاطعت نظراتهما، بصمت تسيد على الكلام.. هبطت كفه إلى جيبه، التقط منها سلسلة ناعمة تحوي اسمها منقوشًا بخطٍ عربي مزخرف يحمل عبارة
-سيدة كل السمر..
تشكيلها منظم ورقيق، مكانها حيث عظمة الترقوة؛ ألبسها إياها موقفًا أنفاسها ومعطلاً كل اللغات.. إلا لغة جسدها.
أكمل إغلاقها وعاد للمرآة راضيًا بالمظهر والصورة، شكرته بهمهمة خفيفة قدّرها، عاد لوجهيهما في المرآة وسأل:
-هل أنتِ راضية؟
ضم خصرها أكثر.. أطبق عليه بيديه اللتين احتوتاه بإحكام فأجابت:
-أحاول الرضا!
أسرها وقيدها.. أخذها إلى عينيه حيث لا فرار ولا منجى:
-متى سترضين عني؟
لم تكسر القيد.. بل جذبته إلى حدودها:
-ألا أفعل؟
غمغم في عنقها:
-ليتك تفعلين!
رفرفت بأهدابها فأتاحت لهُ التجول حول تفاصيلها؛ لمح اللون الهادئ.. بعكس الصخب الذي كان يثيره.. ووجد في نفسه إثارة ورغبة في القرب مدهشة، مكتشفًا أنه مجذوب للنعومة أكثر:
-ماذا تفعل حُلوتي!؟
كتمت تنفسها الضيق وشرحت له بتلقائية:
-أجرب ألواناً لصبغ شفتيّ.. كما أنني أرى شعري بحاجة إلى صبغة جديدة..
رمق خصلاتها ووجهها.. حتى حدود فكها ووجنتيها المرتفعتين بتميز، بإعجاب لا يواريه.. بل يصرح فيه:
-هيئة شعرك.. تشع سحرًا يفتك بأعصابي..
تبسمت بدلال وأمالت برأسها:
-هي مميزة فعلًا..
قبض على كتفها وتجول بتفقد حول وجهها.. هناك معنى ضائع.. كلمة مفقودة.. أو حتى مفتاح يجهله:
-المميز لا يظهر سحره إلا في مكانه الصحيح..
رفعت عينيها له.. بصفائها من التجميل.. كانتا عينان طبيعيتين، بمشاعر حيّة.. متماوجة فيها شتى المشاعر التي يعرفها.. حتى خط الإثارة مستنير زمّت شفتيها بحنق ونطقت بتسلية:
-ستجعلني مغرورة.. أبدو ساحرةً هكذا!!
مالت حمالة ثوبها العريضة لتراخيها عن كتفها فابتسم لوجهها دون أن يحيد بصره قالت بشقاوة وتفحصه بات يزعجها.. رباه ألا يعلم أي جحيم تكابد:
-تبحث عن شيء ما في وجهي.. قل لي ما هو كي أساعدك؟
رد ببساطة:
-أبحث عن الوصف الصحيح.. ليتني أعرفه سريعًا.
ضحكت بنعومة وحاولت التقدم للأمام أخذها مجددًا وأدارها له.. حيث لا لقاء في المرايا، ضيق عينيه واستسلم للإجابة:
-أتعرفين سحرك يشبه من؟
نفت بذات البسمة المتدللة:
-إمم...لا.. لا أعرف!
ضاع في وصف المعنى.. في تصوير المكان.. نظر لها طويلًا وكأنه ينظم الصورة منها ويستمد:
-تشبهين المدن العتيقة، كجراسا.. جرش الأردن، مدينة لا تنفك عن اكتشافها ..تملك كل سحر المجهول وتبعث فيك الجنون..
لم تحد بنظراتها.. كانت تدرس صدقه، تتشرب حواسها الصورة وأنامله تتجول حول خصلاتها:
-كل تغيير يطرأ حولك.. كل إضافة وتعديل تبعث في نفسي اكتشافك من جديد.. أنبهر.. أضيع وأتوه وأبقى بقناعة واحدة.. أنني مهما ظننت نفسي قد وجدتُ فيك أبقى أُميّا!
تجرأت أنامله حول جسدها دون التمادي بمواقعها الأكثر خصوصية:
-مهما حاولت قراءتك ستبقين كتابًا.. مَعلماً سرمدية صفحاته بلا نهاية ومهما قطعت فيه أشواطًا أجهل..
أبعدت يديه بحزمٍ عنها.. كل ما يدور حولها حاجته وغريزته ومواطن قوته لهزيمتها، كل أفكارها تصب في فعاليته لقيادتها نحو السرير.. وإن كانت تعرف بتناقضٍ حقيقي ظلمها والإجحاف بنيته.. أغضبتها حيرتها فسألت باحتجاج:
-ألا تبالغ قليلًا.
أجاب بربع هزيمة.. ونصف خيبة.. والربع الباقي تركه لقلبها:
-ما إن تكسري الخيوط بيننا.. ستصدقين.
صدقه أوهن عظامها.. كشفه للحقيقة أصمتها فتابع لضعفها:
-هناك حاجز.. لن نتقدم دون أن تهشميه..
تنفست سريعًا وعرقها النابض يضرب بجنون؛ أخذته شفقته عليها فهذب اندفاعه.. آخذاً إياها بحنو مكوراً وجهها بين كفيه ومطلقًا تساؤلاً أمام شفتيها:
-أما زال بيننا الكثير من الأشياء العالقة؟
أومأت بسلب:
-بيني وبينك تلك الليلة!
كان في عرض الموج معها.. أقرب إليها من هبوب يقتلعهما، وأبعد من ضخ الأمل لها.. لكنه يحاول ولن يخسرها.. على حواف الخسارة لا خيارات!
مال وأسر بوحها، آخذاً شهيقها وحارماً إياها الزفير، مستوليًا على النبضات حتى انجرفت معه في طوفان الشوق، بدد الخوف وكسر مجاديف التردد، حتى أرساها على شاطئ ميثاقه الشديد.. ابتعد للحظة دون أن يبتعد حاصراً إياها في مركبه:
-وقد بدأ عهدي معك منذ الليلة..
كان الرد صعبًا والحياة تُبث إليها بأكثر الطرق ضراوة وإلحاحاً، هجومًا غير مسبوق، والهزيمة صعبة، والخيانة أصعب..
أسدلت جفنيها تبتعد عن عينيه التي لا تود رؤيتهما، تؤلف حاجزًا عنها وعنه.. بينها وبينه..
تركته مع جسدها دون أن تحضر، وهمست من بين غاراته نحوها:
-أطفئ النور لطفًا!
لم يفعل فأمرت مجددًا بإصرار كبير، جعله يغضب ويأمر بإحباط:
-لا تفعلي!
إلا أنها لم تفعل واندست في الظلام صامدة أمام ما يفعله، غزا خريطتها بأكثر الطرق تنظيمًا، متحالفًا بغير نزاهة ومتآمراً يعرف الثغرات.. بسط السيطرة، يطأ كل شبر ويحفر بحروفه غزلًا.. وينقش حبًا.. حتى غطى ربيعه صحراءها، وامتد معمّرا حتى خلّف رحيله جنّة.. ستؤتي ثمارها بعد تسعة أشهر!
يراها في غفوتها عنه، تصر على عينيها بقسوة، فأخذها برقةٍ يداوي ..ويربت على ما جنى
صعد بها حيث شراع المراكب، وأخذها منارةً.. وإن خفت نورها وشحب، اهتدى!
ما إن هبطا مرفأ الأنفاس حتى أخذها ضامًا إياها بحنين الشهور.. وعتب الزلة.. وسخط هوى نفسه عليها، أخبرها بتوق العالمين وإن انتهج لغة ترنم بها صوته:
-البعد عنكِ نار.. والآن وطأت نعيمك!
**

يتبع...



Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-05-22, 09:50 PM   #2325

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




قدرها مع الرجال المتجبرين، لم تعرف رجلاً هينًا!
صرحت بها سالي بضعف، وأناملها تصنع بحب كبير وجبة لطفلها، دون مساعدة المرأة التي جلبها زيد زاد الله خيره الكثير..
كان قد سافر لمهمة عاجلة امتدت لأسبوعين.. والأسبوعان أنتجا أسابيع أكثر..
يهاتفها متحججًا بأغيد.. وربما لا يتحجج هو نقطة التلاقي فيما بينهما..لكن لا بأس هي لا تهتم ..منذ متى تهتم؟
ناولت أغيد الطبق :
-خذ.. ستحبها كثيرًا أضفت لها الجبن السائل..
سال لعابها لمنظر الوجبة.. لكنها صائمة رغم سوء تغذيتها وضعف طعامها.. وعدم تواجد بشر ليشاركوها الوجبة.. فالعاملة هنا من جنسية أسيوية وبديانة غريبة لم تتعرف عليها للآن..
تابعت طعام أغيد منتظره ثناءه الذي لم يتأخر لصنعها ..شعرت بفخر يتسلل لها:
-أعجبتك.. كلها حبيبي!
بسعادة ناظرته وهو يأكلها.. وبعد كل لقمة يرفع رأسه لها بحب كل الكون...ينظر لها وكأنها الكون.. والمرأة الوحيدة في العالم..
-لو أحصل كل يوم على نظرتك هذه.. سأفعل لك الأعاجيب..
ضحك لها من دون فهم.. هذا الطفل هذب جموحها دون أن تعلم.. ما إن أدارت قلبها له وجدته قد شغلها عن البكاء على الإطلال.. بل وشُكر زيد الذي استباح جسدها ليكون هو.. مسدت بطنها بشرود مفكرة لقد استباح زيد جسدها مئات المرات.. بل آلاف المرات وهي الآن تحمل طفله الثاني.. دون أن يعلم.. دون أن تتابع طبيب.. وهي أعلم الناس بصعوبة حملها مع داء السكري الذي يستقر في جسدها..
-أنهيت أمي.. خذي.
أخذت الطبق منه ورائحة الطعام التي اشتهت قبل قليل أثارت معدتها.. فخرجت لتفريغها.. رغم أنها فارغة أصلًا
اغتسلت وخرجت مع الصغير صوب البحر.. هي لولا البحر لجنت
-متى يأتي أبي؟
-قال هذا الأسبوع
بسخط رغمًا عنها قالتها... لا يحق له رميها.. نفيها واحتجازها ومن ثم يخرج.. لا يحق له أن يحاصرها بموقع تفند فيه صلحاً مع إنسانيتها..
-لا يحق له.. أبداً لا يحق!
ركلت حصى مما استرعى انتباه الصغير:
-هل هناك شيء..
-لا حبيبي.. أحب أن أركل الحصى!
أخذها الوقت وعادت قبل الأذان بقليل، حين دخلت وجدت المرأة تشاهد التلفاز وطبق ما بيدها.. كشرت بتقزز لفكرة تناول الطعام من يديها، تذكرت ورطتها بعدم وجود شيء تأكله فذهبت للمطبخ مسرعة وارتشفت الماء لكسر صيامها.. مكتفية بثمرة فواكه، صعدت للأعلى وصلّت مع طفلها الذي وقف جانبها يقلد حركاتها، استرخت في السرير وجاء قربها استسلم للنوم قبلها ولم تصح إلا على صوتٍ خشنٍ:
-تصرفي كامرأة ناضجة ولو مرة..
حركت أهدابها وناظرت زيد الذي يرقد فوق رأسها:
-من الذي ينام بعد المغرب.. غيرك سالي؟
همست بتثاقل له.. ومشاعر متخدرة بفعل النوم:
-متى أتيت؟
-منذ أن غرقتِ في نومك..
ثم سأل بهمس وظلال التعب ترسو فوق جفونه:
-كيف تنامين بدون إفطار؟ هل أنت مفطرة؟
نفت برأسها مرتين وحاولت رفعه:
-لا.. أنا صائمة والله..
لم يحدث وأن أفطرت رغم التزامها الخفيف والذي يعترف به
-قومي.. لقد قمت بتوصية إفطار لنا..
هاجت معدتها المتألمة بحموضتها
-لا أريد.. دعني أنم لطفًا..
-من التي تنام وزوجها عاد تواً من سفره.. أي نوع من النساء المستبدة أنت؟
تثاءبت:
-صنع يديك المميزة..
مال نحوها وارتعبت من أي تواصل يؤدي للجنون الذي يعتريها.. قطف من ثغرها حلال صيامه وقال بتسلية:
-نوعك ممتاز.. سنجرب فعاليتك فيما بعد!..
استقام عن السرير وخطى للخارج.. عاد لها ووجدها نائمة فزجرها
-هيا انهضي الطلبية على وصول..
تلفتت حولها وسألت:
-أين أغيد..
أجاب ممتعضاً:
-حمداً لله أنك تذكرت..
ثم أضاف بسخط:
-حيث يكون مكانه في فراشه.. إياك أن تضعيه في مكاني!
قالت له بلهجة ناعسة لكنها معاتبة دون أن تعي، بأكثر الردود الدفاعية غرابة.. وأكثرها صدقا حين خرجت من اللا وعي:
-أنت تركت المكان له فلا تتذمر..
تقدم وقد صابه الكلام في مسعى.. طاف له كثيراً
-هل تعاتبينني؟
أجابت باندفاع:
-لم أفعل..
أجاب في تطلب وقوة :
-بل فعلتِ.. هل افتقدتني؟
أجابت متردة وهيئته أفقدتها توازنها المفقود أصلا:
-لا.. لم أفعل..
نبض قلبه بصخب خائن:
-كاذبة.. بل فعلتِ.. وأنا أكثر أضعافًا..
خرج من عندها وانتظر الفطور الذي أوصى به تأخر مما أغضبه حتى هاتفه عميل الخدمة وشرح له:
-نحن أخطأنا المنزل.. العنوان يعاني خللاً ما تأكد منه سيدي.
سب الهاتف والتكنولوجيا والموقع الذي علق عند نقطة معينة، خرج ليستقبل الطلب هو.. واضطر أن يبتعد مسافةً ..في تلك الأثناء نهضت سالي مغتاضة من نفسها وتذكرت بقدومه مجموعة الأدوية خاصتها ..دار عقلها وتذكرت أن الدواء الخاص والمفترض تناوله عند السحور لم تأخذه ..ولا الدواء الخاص بالليلة الماضية وحتى الآن لم تفعل ..هذا سبب خمولها وإرهاقها ..مشت صوب المطبخ وحاجة الجوع توازيها حاجة الغثيان والإرهاق ..هبطت السلالم الخفيفة ..وقبل أن توازي نفسها لهبوط الدرجة الثانية فقدت التوازن ..والرؤية ..وارتجف جسدها على وزن غير ملحوظ ..تخبطت في وقفتها ولم تسعفها كفوفها الراجفة في قبض الإطار المعدني فانزلقت كفها كما قدمها وجسدها يتدحرج بانسكاب فوق السلالم..
**






انتهى الفصل ..💜🙈
لقد تركت شيئا من قلبي فيه ..💜💜






التعديل الأخير تم بواسطة Lamees othman ; 22-05-22 الساعة 10:19 PM
Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-05-22, 10:05 PM   #2326

جولتا
 
الصورة الرمزية جولتا

? العضوٌ??? » 464323
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 540
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » جولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 47 ( الأعضاء 13 والزوار 34)
‏جولتا, ‏دانه عبد, ‏Msamo, ‏بيكهيون, ‏عاليا محمد, ‏Elafksh, ‏زهراء يوسف علي, ‏Miral jood, ‏سرى عبد, ‏raniea, ‏الجوزاء●°, ‏raniz, ‏فديت الشامة



هلااا وميت هلاا😍🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰😍😍😍😍😍😍😍😍😍


جولتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-22, 10:41 PM   #2327

بلقيـس سبـأ
 
الصورة الرمزية بلقيـس سبـأ

? العضوٌ??? » 474257
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 277
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » بلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond reputeبلقيـس سبـأ has a reputation beyond repute
افتراضي

【الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 88 ( الأعضاء 26 والزوار 62)
‏بلقيـس سبـأ, ‏نسمه حسني, ‏رولا سكر, ‏منة ابو شرمة, ‏Lamees othman, ‏زهراء يوسف علي, ‏Miral jood, ‏رباب تطوانية, ‏هدى هدهد, ‏ام عبد الله 2, ‏رودينا رونى, ‏عزة عبد الحليم, ‏أميرةالدموع, ‏زهرة الاقحو, ‏Shadwa.Dy, ‏Msamo, ‏جولتا+, ‏دانه عبد, ‏بيكهيون, ‏عاليا محمد, ‏Elafksh, ‏سرى عبد, ‏raniea, ‏الجوزاء●°, ‏raniz, ‏فديت الشامة】


دخلت بالصدفة وانلجمت من الفرحة 😍😍😍😍😍😍😍

توقعت السبب والله 💔😂


سمعتي وشفتي ست جولييت 😂😂😂😂 أنــــــــــــ😜ــــــــــ? ? مش نــــحــــس 😝😆😍


بلقيـس سبـأ غير متواجد حالياً  
التوقيع
كيف أذبل وأنا الورد والحديقة والساقي...!🤭♥️
رد مع اقتباس
قديم 22-05-22, 10:42 PM   #2328

جولتا
 
الصورة الرمزية جولتا

? العضوٌ??? » 464323
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 540
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » جولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 91 ( الأعضاء 26 والزوار 65)
‏جولتا, ‏ملكه باخلاقي, ‏بدره م, ‏بلقيـس سبـأ+, ‏نسمه حسني, ‏رولا سكر, ‏منة ابو شرمة, ‏زهراء يوسف علي, ‏Miral jood, ‏رباب تطوانية, ‏هدى هدهد, ‏ام عبد الله 2, ‏رودينا رونى, ‏عزة عبد الحليم, ‏أميرةالدموع, ‏زهرة الاقحو, ‏Shadwa.Dy, ‏Msamo, ‏دانه عبد, ‏بيكهيون, ‏عاليا محمد, ‏Elafksh, ‏سرى عبد, ‏raniea, ‏الجوزاء●°, ‏raniz



والله يا لمووس انا مكيفه اكتر منك على عدد البنات 😂😂😂
بلقيس صباح الخير 😂


جولتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-22, 10:45 PM   #2329

جولتا
 
الصورة الرمزية جولتا

? العضوٌ??? » 464323
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 540
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » جولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلقيـس سبـأ مشاهدة المشاركة
【الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 88 ( الأعضاء 26 والزوار 62)
‏بلقيـس سبـأ, ‏نسمه حسني, ‏رولا سكر, ‏منة ابو شرمة, ‏lamees othman, ‏زهراء يوسف علي, ‏miral jood, ‏رباب تطوانية, ‏هدى هدهد, ‏ام عبد الله 2, ‏رودينا رونى, ‏عزة عبد الحليم, ‏أميرةالدموع, ‏زهرة الاقحو, ‏shadwa.dy, ‏msamo, ‏جولتا+, ‏دانه عبد, ‏بيكهيون, ‏عاليا محمد, ‏elafksh, ‏سرى عبد, ‏raniea, ‏الجوزاء●°, ‏raniz, ‏فديت الشامة】


دخلت بالصدفة وانلجمت من الفرحة 😍😍😍😍😍😍😍

توقعت السبب والله 💔😂


سمعتي وشفتي ست جولييت 😂😂😂😂 أنــــــــــــ😜ــــــــــ? ? مش نــــحــــس 😝😆😍

احمدي الله اني اكتشفت انك مش نحس لكنت حذفتك من جروب فجر 😂😂😂
وبس تخلص واضمن انها اكتملت برجعك على المنتدى 😂😂





حبيبة قلبي بلبل والله انك مشجعة بتجنننننن وصديقة عسللل 😍😍😍😍😍😍😍😍❤❤❤❤


جولتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-22, 11:06 PM   #2330

زهراء يوسف علي

? العضوٌ??? » 483901
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » زهراء يوسف علي is on a distinguished road
افتراضي

سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمت أناملك أنت كاتبة فذة ماشاء لله الرحمن وهذه هي استنتاجاتي :
خطة سلوان هي أن توهم منتصر بوجود عمة خرجت من باطن الارض, قد تكون أقنعته بالزواج والسفر بحثا عنها ومن ثمة اختطافه🤣🔥🔥🔥🥴🥴 ففي الفصل الثامن والعشرون قالت ما معناه لن تصبر طويلا وستاخذه رغما عنه🧐🤨 .كشف لبنى لزواجهما في دائرة الأحوال الشخصية قد يكون رحمة الله به قبل أن يتطور الموضوع وضبطه في منزلها معناه انهيار زواجه من لبنى وتعطيل سفره
جبارة أنت يا سلوان ماهذا الذكاء الشيطاني ماهذا التخطيط ،😈😈😈😈👹
كيف سيخرج منتصر من هذا الفخ وبداية هدم معبده قد بدأ
مجرمة أنت يا لميس ما شاء الله تعالى عليك


زهراء يوسف علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.