آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          منحتني السعادة (2) للكاتبة: Alison Roberts .. [إعادة تنزيل] *كاملة* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          رواية نبــض خـافت * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11647Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-22, 09:36 PM   #2411

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



الفجر الحادي والثلاثون


راعوا الفراق بينكم، وكفوا عن اعتناق الأسود، فاللون شريعة العشق؛ والعين صريعة هواه!

**
قبل هذا الوقت بدقائق
بمجرد استئذان سلوان لصنع العصير لضيفاتها تبعتها لبنى ودخلت المطبخ خلفها، كان يلزمها الكثير من الثبات والجهاد الطويل لئلا تنحرف نظراتها نحوها، تتكبد بقاءها كامرأة متاحة لرجلها.. وأن تشترك معها نفسًا والأكثر تحديدًا.. أن تتقبل تواجدها معها في حيز صغير دون الفتك بها.
توسطت المطبخ وارتكزت على كرسي المائدة، داخلها يجيش بالأنفاس المزدحمة، والخوف لديها سلاح الآن، أنفاس من عمر المغامرة وانساقت تنتهج التلوي رغم أنها لا تملكه، فأخذت بمد الجسور معها كخطوة أولى.. فركت إبهامها بسبابتها الملتصقة بطرف ثوبها، اشرأبت بعنقها تقرأ تفاصيل المكان لتشغل نفسها، أخذ منها الصمت وقتاً طويلاً فحثت نفسها وشجعتها، عادت لظهر سلوان وتنفست ببطء مرفرفة أهدابها بنعومة:
-أخبريني كيف كانت أحوالك.. ماذا صنعت أيام رمضان فيكِ؟!
لاحظت كيف تأنت في إجابتها؛ وكأنها تملك الوقت كله، رائقة كأنها لم تتسبب بهجر راحتها لها.. عانت وهي تراقب انحناء سلوان لجلب الكؤوس وصوتها الذي جاء بعد برهة صمت أخرى:
-منذ متى ونحن بهذا الجو من الود يا لبنى؟
عضت لبنى باطن شفتها، وانتظرت حتى النفس الخامس والذي جاءت معه الإجابة بغارة تمرد غزت كيانها:
-اعتبري ذلك منذ اليوم..
تبسمت سلوان بذكاء ورشقتها بسخرية مشككة:
-بوادرك تثير ريبتي!
ردت لبنى بلا حذر، ودفاعية مطلقة؛ وسبابتها تعمل بضغطٍ أكبر على إبهامها حد الألم:
-ككل ما فيكِ بالضبط
قهقهت سلوان بصوتٍ عالٍ لم تحاول أن تخفضه، ضحكة واسعة لم تتكلف عناء إسكاتها، أغاظت لبنى أكثر..
-أمتعتني جدًا لو تعلمين.. تبدين مثالية في صورتك الحية عوضاً عن مجسمك المتكلف والذي يصطنع الابتسامات والود غير الحقيقي.
ليس سهلاً سماع الحقيقة التي كانت عليها هي، وليس عيبًا لو لكمتها بوجهها الحي جدًا والحقيقي جدًا والذي يثير كل شهيتها للبكاء بكون سلوان تفوز وإن أنكرت قيمتها كامرأة لدى منتصر.. قبل أن تدخل ابتهلت كثيرًا أن تكون قوية وأن تجيب سلوان كما تستحق.. ولا يحدث معها ككل مرة حين تتذكر الإجابات التي يستحقها أهلها بعد حين.. لذا لا تعرف كيف انسكبت منها الحروف إلا أنها تعرف كونها مدفوعة بالقهر أكثر من كل شيء:
-أنا حقيقية جدًا.. طبيعية أكثر مع من هم مثلي، أما من لا يرتاح قلبي لهم، فلا يتسللون لداخلي أبدًا وأعطيهم الوجه الذي يستحقه كل غريب!
توقفت سلوان للحظة عن غسل الكؤوس وظهر أثر كلمات لبنى ناضجًا باستواءٍ كاملٍ، فوجهت لها بحقيقة فجة:
-فرصة سعيدة ألا نلتقي.. ولا تتقاطع طرقنا.. أنا لا أستسيغك لبنى، بل لا أطيق وجودك والشيء الذي أراحني..
صمتت لوهلة ثم التفتت للبنى متابعة بقوة كبيرة اخشوشن لها صوتها العاكس لدواخلها:
-أن أعترف لك دون أن أشعر بضيق نحو مشاعرك الهشّة جدًا أن شعورنا متبادل.
أجفلت لوهلة.. مستوى الحديث المتدني يسحبها نحوه مرغمة وإن ترفعت وتحاشت واشمأزت.. كزّت على أسنانها وأخبرتها بصراحة:
-متبادل وبقوة اطمئني على مشاعرك!
تحرك في وجه سلوان شيء لا يُلمح إلا أنها لمحته وتجاهلته بنشوة تستمع إليها تتحدث:
-أحب اللعب على المكشوف!
استدارت سلوان وطفقت في سكب العصير في كؤوسه شارحة مما أثار استغراب لبنى:
-أما عن سؤالك الأول، لا شيء مميز في رمضان روتيني اليومي الذي لم يتغير، تعرفين أنا امرأة عاملة أقضي نهاري خارج البيت وأعود منهكة..
أكملت صب الكؤوس في صينية مذهبة وأخرجت طبقاً لإضافة الحلوى فسألت لبنى بحرقة تسكب زيوت غيرتها فوق قلبها الملتهب:
-أين أطفالك؟
غمغمت شارحة بتلقائية:
-عند أبيهم أخذهم لقضاء الأسبوع الأول من الإجازة الصيفية عنده.. وصدقاً أراحني فيما فعله.. الأولاد مرهقون!
الأطفال ليسوا هنا لخلاء البال وصفاء الجو بلا فوضى؛ غصت واحتاجت سعالاً يطير أثرها؛ نبرتها تغيرت واستغلت انفعالها لتظهر بمسكنة حين أضافت بلا توازن:
-تعالي إلينا عوضاً عن تناولك الطعام وحدك.. عدم تواجد العائلة على مائدة الطعام يعزز الوحدة..
قوست فمها تشرح أكثر:
-أنت بحاجة جدًا لوَنَس، سنكون مرحبين بك، بعيداً عن مشاعرنا المتبادلة.. لا أحب أن أرى إنساناً يعيش وحيداً.
ارتكزت أناملها على المائدة تلمس غطاءها وتابعت بأنفاس تجاوزت العنان:
-سنتجاوز جزئية قدرتك على التكيف بالمنزل بلا أطفالك بسعادة.. دون أي ذرة ضمير أو لهفة تستدعيك لجلبهم سريعًا.
لم تدعها سلوان تحفل بنصرها إذ تركت عبوة العصير والتفتت إليها مستندة على الرخام خلفها:
-أتعلمين لبنى.. أنت تثيرين شفقتي!
صُعقت لبنى وتفتحت عيناها على وسعهما فتابعت بقسوة تعرفها امرأة مثلها وجهتها القاع وقبلتها الأولى:
-أنتِ امرأة بلا طموح أو مسعى، صدقي لا أتذكر مسماكِ التعليمي..
أطلقتها بوجه مرتاح لتباين ردود الفعل على وجه لبنى النافذ لكل دواخلها، دُهشت لتأثرها مع أنها لم تتعمد السخرية وإن كانت الكلمات تفعل:
-ومع ذلك أنا أدرك جيدًا أنك لا تفعلين شيئًا سوى التشبث ببيتك وعائلتك وكأنهم كل الكون.. دون أن تفكري بنفسك أبدًا ولا بتطويرها، ولا حتى تعرفي في أي حلقة ضعيفة أنت تتمركزين.
ازداد تنفسها وهي تستمع لوقاحة سلوان لذا لم تتردد حين أرسلت قنبلتها دون ضمان ثقتها:
-أنا راضية جدًا عن نفسي.. لا أعرف مفهومك عن السعي الذي لخصته أحداهن لي بكونها امرأة تسعى خلف رجلٍ متزوج هي خير من يوقن كم يحب امرأته.
آذاها ما تفوهت به.. منذ متى وكانت تحط من قدرها بحديث مريض كهذا.
رشفت سلوان من كأس العصير ضامة شفتيها بقوة، ووضعت الكأس بقوة أكبر وقالت بوقاحة:
-لكنها تسعى.. والسعي الدؤوب آخر مطافه النيل.. بغض النظر عن أي شيء!
رفعت لبنى كفها مشوٍّحة تمنع حركة جسدها من فضحها:
-هذا السعي لا يناسبني.. يناسب معدومي الكرامة.. أنا سعيدة مع طفليّ وزوجي الحبيب.. طبيعتي امرأة تحب منزلها ولا تطيق العمل ولا أرى نفسي فيه..
رفعت سلوان حاجبها وسحقت فكيها ببعضهما، عيناها تتابعان بلا رفة شرح لبنى:
-بعكسك تمامًا.. لا أرتضي أن أعمل في السلك الأمني ولدي ثلاثة أطفال هم بحاجة لرعايتي ووجودي الدائم معهم..
أشارت بسبابتها نحو صدرها:
- وإن اخترت عملاً لي، بالطبع سأختار الوظيفة التي تعزز أنوثتي وتزيدها دلالاً.. أرأيت الفرق بيننا؟
مطت سلوان شفتيها:
-كلام فارغ.. وحجج واهية لمن لا يقدر ويعجز.. منتصر طمس شخصيتك كليًا.
بذكره تنفست بخشونة.. نفسا ساخنًا غيوراً
-منتصر فعل كل ما بوسعه ليتوجني ملكة بيته، إلا أن هذه أفكاري.
هزأت سلوان مما عزز نار الأخرى:
-مختومة ختم كامل لذا كما تشائين عزيزتي!
رفعت لبنى حاجبًا وتبسمت بذكاء:
-هذه أمور زوجية بين زوجين محبين، لا أظن أنك تعرفين ما أقصد.. حب منتصر يأتي دائمًا في صالحه.. للأسف أنت بحاجة لإعادة المفاهيم ولا ألومك.. فالوحدة تغير أشياء كثيرة!
تجاهلتها سلوان بكل ما تحمل من ضغينة وقهر وللحظة سقط عنها قناع الهزل وتلبسها وجه ساخر يوجز الحقائق التي وإن طمست كثيرًا فمصيرها النور..
حركت الصينية وتجاوزت بها للخارج تبعتها لبنى وتوقفت مسيرة بحكم البصيرة حين رأت نفاذ فرصتها في البحث وطلبت مستأذنة:
-أود استخدام الحمام
أخذت سلوان على غفلة، فاستدارت بإجفال مفضوحة، وانزلق منها الطبق الذي يحوي الحلوى
-لا تقولي بأن مشادتنا عززت فورة جسمك وأنك بحاجة لتفريغ غضبك
نفت اهتزازها وقلة ثقتها، وأبعدت الارتباك الفاضح لصوتها:
-لا بالطبع..
انحنت لمساعدتها في تجميع الطبق المنثور فأمرتها سلوان:
-اذهبي بالصينية للداخل أنا سأتدبر أمر الطبق...
تحججت لبنى:
-الوضع لا ينتظر!
استسلمت سلوان ودلتها بالمكان بقلب راجف على حافة الخطر:
-حسنًا.. على اليمين آخر الممر!
..
(الوقت الحالي)
كيف تصف؟ لا شعور بالكون ينصف ما مرت به ويسرده، لم تتذوق خوفًا كما ذاقت، ولا اختبرت اختبارًا أصعب مما تعيشه.. كل لحظات حياتها المأساوية بما فيها زواجها وسرها الذي حرمها النوم حائمًا حولها بتهديد استقرارها وما تخشاه هذه اللحظة يقذف بماضيها فيحتل كلتا الكفتين بميزان المقارنة
الوقت لا يسعفها، ونبضات قلبها لا ترحمها، حرارة.. حرارة احتلتها لدرجة الغليان، ضغط عالٍ يتفجر في داخلها، دوار عنيف يغزوها ومع ذلك تابعت مدفوعة بقوة تخيفها.. عليها أن تقاوم لا تعرف كيف لكنها ستفعل هي لا تملك أي خيار آخر، لم تتعن هذا العناء لتعود خالية الوفاض.. وإن عادت مكسورة لن تهتم.. ستندم لاحقًا المهم أن تعرف..
شدّت على مقبض الباب بأنامل راجفة متعثرة؛ أغمضت عينيها وقلبها يرقص رقصته الأخيرة على حافة الخطر، اكتسحها الوهن وتهاوت قدماها فألحت بإدارة المقبض لئلا تنزلق وتتكوم أسفلها، عصرت جفنيها بقوة وانسلت للداخل بقوة جبارة لا تعلم كيف امتلكتها، فرقت ما بين جفنيها وشهقت مرتدة بالرعب خطوة للخلف فارتطمت بالباب وهمست:
-يا الله!
توسعت عيناها بقوة ودارت نظراتها بالمكان بذعر قبل أن تستقر على الجسد الماثل أمامها على الأريكة، خطت للأمام ودارت دورة حول نفسها بصدمة العطر الذي تركزت رائحته بشكل أثقل.. وأقوى!
تقدمت خطوة للأمام بجهد استثنائي وحدقت بالجسد بتمعن.
عينان غائرتان تحتلان نصف الوجه الذي أطبق على بعضه لنحافته الشديدة، جسد هزيل كورقة مطوية ألف طي عبرها الزمن، ممدد في وضعية جنين، خصلات رمادية بحتة بتموج دخاني لخصلات سوداء خفيفة، ثم كان الصوت خشنًا مصحوباً بسعال حاد وسؤال:
-من أنتِ!
تخدرت لبنى برائحة العطر التي باتت تستقر في جيوبها الأنفية، حدقت بشكل أقرب للذعر في المرأة ولاحظت بلل شعرها والمنشفة التي ترقد خلف الأريكة وأجابت بشبه جنون:
-أنا لبنى زوجة منتصر.. من أنتِ
بقي السؤال معلقًا بلا إجابة، احتفظت في وجه المرأة التي أنستها لماذا جاءت ولاحظت كيف تجاهلتها وأطبقت كفيها أسفل رأسها بتجاهل تام
ازداد تنفسها ودارت مجددًا تبحث أثر منتصر العالق.. رباه رائحة عطره غافية في المكان كيف تنكر!؟
خطت للأمام وحاولت الاستنجاد بأي شيء، ولكن الغرفة خالية بمعالم معدومة، مشت صوب طاولة الزينة بلا هدى وهناك لمحت قنينة عطر ومتعلقات زينة، تجاهلت همهمة المرأة الآن ووصلت الطاولة.
بسرعة تجاوزت الضوء قبضت على القنينة، اشتمتها وبقيت في يدها مما أتاح لها قراءة تفاصيلها، ازدردت ريقها بإدراك نجدة؛ قد تبدو رائحة عطر منتصر الخاصة وشكل القنينة ذاته حتى باللون.. لكنها ليست هي!
بتفاصيل اسم الشركة والعلامة التجارية الخاصة والمفضلة لمنتصر لم تكن هي، فماذا تفعل هنا!
بسرعة ولإدراك الوقت قررت العودة للمرأة قبل أن تفعل لمحت طرف دفتر أزرق، ارتفع الضغط مجددًا بداخلها وشعرت بالترنح ففتحت الدرج بأسرع ما لديها، جذبت الدفتر فتحته بخوف وقابلتها الصفحة الأولى فأخذتها الصدمة مما جعلها تعيد القراءة مجدداً فكررت بصوت مسموع
-ميسم أحمد *** العمري
مواليد ألف وتسعمئة وسبعين
الأب: أحمد
الأم: وداد
والطامة ليست هنا، بل في تاريخ الإصدار الذي صادف يوم الخميس قبل رمضان بيوم!
ضربت جبينها بعنف منذ متى كانت دفاتر العائلة للرجل في الدولة متعددة؛ كيف غاب عنها ما غاب، عادت للدفتر ونطقت الاسم
(ميسم العمري)
نعم متحشرجة من المرأة الممددة مقابلتها التي بدا وكأنها تنبهت لنفسها تواً تخبطت لبنى وتقدمت بخراقة تسألها:
-أنتِ ميسم
أجابت المرأة بلمحة من السخرية المتجهمة:
-أنت امرأة حمقاء!
ما يحدث جنون ليس إلا سألتها لبنى مجددًا:
-أنت عمة منتصر؟
لم تجبها المرأة، بل مسدت شعرها وقالت بضعف:
-سلوان غسلت لي شعري.. شعري رائحته منفرة!
توتر بصرها ونقلته في كل مكان، لقد أخذت وقتًا أكثر من المفترض هنا، سحبت الهاتف من جيبها وهاتفت أيمن الذي أجاب بعد المكالمة الثالثة؛ رصيد وقتها قارب على الانتهاء، فأخذت تطرق الأرض وتأكل أناملها حتى جاءها صوته:
-أين أنت لبنى؟
-أيمن أرجوك.. أرجوك أنقذني.. أحتاجك جدًا
قطب على الطرف الآخر وقال بقلق:
-ماذا هناك؟!
-اصعد لحجرة نومي.. وادخل لغرفة ملابسي الخاصة وهناك سوف تجد.
قاطعها مستهجناً:
-هل جننتِ كيف أدخل حجرتكما الخاصة!
صرخت فيه بانهيار:
-ليس وقت خجلك.. من فضلك ما من داع له.. هناك شيء أهم مني ومنك..
وكلماتها الأخيرة باكية.. مختنقة فقلق قلبه وكله
-حسنًا ماذا تريدين
أملته ما طلبت وأبقت الاتصال مفتوحاً، صعد لحجرتها ومنها سلك صوب غرفة الملابس دخل بحيرة متأففاً ووصل لمتعلقاتها الشخصية؛ استغرب من تناثر الأشياء وقصقصتها بشكل غريب، ترك عنه فضوله وسحب دفتراً أزرق اللون وفتحه
-ها هو بيدي.. ماذا بعد
طعنه أمرها الراجف:
-افتح الصفحة الأولى واقرأ لي ما فيها
رفع حاجبا مستنكرًا.. هو منذ زمن يشك بقدرات لبنى العقلية الآن بات مقتنعًا بأنها فارغة ومستهلكة
-لماذا؟؟
-أجب من فضلك أيمن..
قرأ عليها ما كتب وحين وصلت للمهم:
-من الزوجة الأولى؟
كرر خلفها السؤال بذهول فهتفت فيه منفعلة فرد بشبه ضحكة مكتومة:
-لبنى!
قبضت على الهاتف بقوة وساقيها فقدتا المقاومة فثقل المعركة الدائرة يستند عليهما:
-هل هناك أخرى.. أقصد ثانية؟
للحظة تصلب وجهه فأطبق فمه بخط رفيع ورد بهدوء يحتوي الانفجار الذي يدوي عبر الهاتف
-لا لبنى.. لا يوجد..
تمسكت بطرف الأريكة تمنع سقوطها والرجفة نثرتها لشظايا:
-تأكد.. هل هناك زوجة ثانية.. أرجوك.. تأكد!
كان قد لمح الظل الذي غطى الباب، فتجمد بطوله والدفتر بين يديه فأجاب:
-لا.. لا يوجد سواكِ لبنى!
تهاوت على الأريكة خلفها مترنحة وقبل أن تتزن أجفلتها المرأة:
-من أنتِ.. هل تبحثين خلف زوجك؟
التفتت لها وغطت وجهها بكفيها، كل شيء بات واضحًا وهي بغبائها جمعت الأقطاب وعامدتها، الدفتر الذي وجدته هو الذي كان بكف سلوان لا تفسير آخر يحتمل معناه.. لكن هذه المرأة من.. ومن أين خرجت وكيف تكون عمة منتصر لا تعرف وهذا ما يقتلها.. أجابت بعد هدنة صمت وجلد ذاتي لا يغفر.
-أنا لبنى.. هل تعرفين منتصر.. أكون زوجته!
-لا أعرفه.. ولا أعرفك
ثم تجاهلتها بشكل تام وأردفت:
-دثريني بهذا الغطاء.. سأصاب بالبرد إن لم تفعلي.
دثرتها كما يجب وتوجهت صوب الباب للخروج، ستأخذ والدتها وتغادر لن تبقى أبدًا
لم تفتح الباب لإنه فُتَح من قبل سلوان التي أدارته وهاجمتها:
-كنت أعلم أن مجيئك لهنا لم يكن لسبب بريء!
بقت صامتة ولم تجب فصرخت سلوان بغل:
-من غير المعقول أن يخبرك منتصر بوجودها.. كيف عرفتِ أيها الداهية؟
بسطت لبنى شفتيها وأناملها تشتبك مجددا:
-كان ليخبرني من دون أكتشف هو لن يخبئ عني..
جذبتها سلوان بعنف للداخل وأغلقت الباب خلفهما:
-لا تفسدي الأمر.. وجودها سرّي هنا.. لا تفضحيه
نفضت لبنى كفها منها:
-إن لم تخفضي صوتك لن يبقى سرّاً..
-لا تتحديني.. ما الذي جاء بك إلى هنا؟
تكتفت لبنى وشرحت ببساطة:
-لماذا تحاولين تضخيم حجمك.. لم آت لشيء سوى دراسة خطوتك القادمة
تركتها لبنى على صفحة عراك.. خطوة غير مقروءة وغير مخطط لها، إلا أن الحرب قامت، لا تراجع ولا تقدم، والجسارة لمن أعد أكثر
-ماذا لو أخبرتك أن منتصر يقضي كل لياليه هنا.. إجازته التي أخذها استجم فيها بين حدود منزلي..
الضغط عاد.. الضغط مجددًا سوف تبتلعها هذه المشاعر التي تلسعها، لحسن حظها كانت في بيت حمد الغربي الليلة وإلا لانسحبت خاسرة
-أوه.. هل كانت هناك نسخة من منتصر تقضي لياليها لديكم، فما أعرفه أنه كان ملازمًا لوضاح في المشفى، وحتى عندما خرج لم يتركه!
انتشت للحظة بوجه سلوان، لقد زودتها عواطف بما يجب حول منتصر الذي لم يترك عائلة وضاح وكان بيديه يجلب لهم ما يحتاجه البيت لأن شباب العائلة غير متواجدين..
لم تنحسر ابتسامة سلوان لكنها تلونت في الحال، وكان معناها أشد خطورة
-منتصر يجيد تقسيم أوقاته
الأنامل المعقودة بالخوف رفعت بتدفق مد غزير من قوة انتشرت في أوردتها
-أعرف زوجي جيدًا
تندرت سلوان:
-ليس بما يكفي حول ما يخطط وما يخبئه أو حتى ينويه!
نجحت في رمي الشك في قلبها ولم تعلم أن قلبها هوى السقوط فله ألف مرة من الشعور بالهبوط داخل جسدها
-ومؤكد لن يأتمنكِ أنتِ
شمخت سلوان بذقنها، اعتزت واغترت بعشقها على الدوام كان قلبها ملهمها الأول ودليلها.. تثق بحبها بما يكفي ليحقق معجزتها بمنتصر، وإن كانت تعد حبه لها.. معجزة
التفتت نحو ميسم الراقدة على الفراش وتوعدت:
-انظري.. هنا يوجد شيء مشترك بيننا.. وسيبقى بيننا.. ولا تعلمين ما الذي يمكن أن يؤول إليه سرّنا!
تقدمت لبنى منها وقد نوت بالفعل الانسحاب من هذا النقاش المميت، التحدث مع امرأة مهووسة لهذا الحد يعتبر محضاً من جنون واستهلاكاً للعقل والقلب والجهد
-أياً كان ما سيؤول له السر من طموحات معلقة تبغينها.. أبشرك لن تحققي ما تصبين إليه!
-لا تراهني!
-أعرف جوادي جيدًا
-لكل جواد كبوة..
-قد يلسع الجواد مرة.. لكنه يبقى أصيلاً
والمعنى وصل كاملاً غير ناقص.. حاولت سلوان رمي بذرة الشك:
-تؤسفني ثقتك به..
رفعت لبنى أصبعاً تمسح شيئاً وهمياً عن قميص سلوان الفاضح وفحت بوجهها:
-كما يؤسفني حُبّك الميؤوس منه!
استدارت تغادر وتفتح الباب فجذبها صوت سلوان المقهور:
-حبي الميؤوس منه سيجلبه لقضاء الليلة عندي!
فتحت الباب ولم تستدر بوجهها لها:
-لا أعلم لمَ ترخصين نفسك بهذا القدر.. بأي صفة يكون في بيتك؟ هل تقبلينها على نفسك؟
استشاطت سلوان وفقدت كل تعقل ممكن كبحت نفسها عن جذبها وضربها، همهمة ميسم ذكرتهما بوجودها فاستمعتا لها بتوتر مشحون:
-أين منتصر.. هات لي منتصر يا سلوان أريدكما جانبي.
تمعنت في وجهها منتصرة برفعة حاجبها المستفز:
-هل رأيتِ أنت الطرف الدخيل في هذا العرض، أنا ومنتصر المعنيين في الأمر، بمجرد خروجك من هنا ستجدينه قد عاد إليّ!
شحبت لبنى للحظة، تشابكت أطرافها فيما تجيب بقوة لا تعرفها:
-هل أنت واثقة إلى هذا الحد؟
أومأت سلوان قبل أن تسترخي في الأريكة التي مشت نحوها راقبتها لبنى بجسد وشيك انفجاره، وقالت بضحكة يشوبها التوتر إلا أنها عازمة.. راغبة والمرأة إن رغبت؛ حققت.
- بعيداً عن ثقتك التي لا تعنيني! منتصر لن يغادر سريري الليلة.. وسنرى!



يتبع..



Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 04-06-22, 09:47 PM   #2412

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




**
(في المشفى)
بنظراتٍ قلقة تمعن الدراسة حد الغوص، راقب زيد بعينين ترصدان كل خلجة بجفنيها المطبقين بقوة حد الرص؛ وكأنها تنعم بغفوة إجبارية عقب زوال مفعول المنوم واستيقاظها. هي تهرب وتحارب وتظن بعشم الساذج أن لها مفراً تنسجه أوهامها الغبية، كانت قد استقرت حالتها هي والجنين بعد عدة ساعات طويلة بقائمة مطولة من العناية والتوجيهات والكثير من المثبتات للجنين، نسي فيها بقاؤه بلا زاد حتى تذكره أخوه رشاد الذي أشفق عليه وجلب له عبوة ماء عوضًا عن السجائر التي أحرقت جوفه الفارغ، ما إن اطمأن لاستيقاظها حتى استبق الغرفة ودخلها، بحالها كما رآها مغمضة أجفانها؛ تسدل عنه رؤيتها، بصبرٍ لا يعرفه ولكنه ألزمه فيه ..انتظر ..وانتظر حتى فرقت ما بين جفنيها واصطدمت نظراتها بالسقف الأبيض الشاحب مثلها، للحظات طويلة عاشتها بين الوهم وصراع الحقيقة، ظنت نفسها لم تنجُ.. أدهشتها الغريزة التي استنجدت البقاء وابتهلت أن يكون ما مرّ حلماً.. وأن الواقع متمثل بوجودها حية تتنفس، بين اللاوعي والوعي، حط كفها على بطنها يملسه ربما لم يتحرك.. لم تستمع نبضاته الحية إلى الآن.. لكن كان يكفي وجوده لتتألم وبقوة إن فُقِد.. أخيرًا تنفست بموجة الحياة التي صارعت البقاء، وغاصت بصوتٍ مُعذّب سائلة الذي نثر برذاذ وجوده وعي وجودها:
-هل هو بخير؟
لم تلتفت له ولم يهتم كثيرًا، بل رد عليها بما يهم هذه اللحظة:
-أنتما الاثنان بخير!
لم يرتفع صدرها بزفير راحة، ولم يتحرك ما هو مرئي بالنسبة لهُ حتى أصدرت حنجرتها صوتًا مختنقًا:
-الحمد لله!
رمق المصل المعقود في كفها، ورداءها الأزرق الذي يجسد صورتها كامرأة خرجت من لُبّ البحر بلا حلول:
-منذ متى وأنتِ تعلمين بأمره؟
أغمضت عينيها سابحة في ملوكتها الخاص وبعد برهة صمت تكرمت:
-منذ فترة ليست بكافية لأن أخبرك.
وكانت كاذبة وكلاهما يعرف، لقاءاتهما محدودة منذ أن عادت له.. حدث مرة أو مرتين لم ينسهما، جردهما الضعف وعرّتهما الحاجة في انعكاس مرايا الرغبة، فحدث كما يحدث كل مرة؛ يأويان لبعضهما بحثًا عن الملاذ والسُكنى.. ولعجب كل ما تفعله وتشنه مرة عقب مرة، تسكن ثوراتها فيه ولا تتمرد، حتى ترتطم بالواقع وتشهر كل ضعفها في وجهه، لذا كان يعلم بأن ضعفها منعها من إخباره خوفًا من تشبثه بركيزة جديدة تدعم ارتباطهما الميؤوس منه.
-لكنها كافية لأعلم وأحيطك بحماية تستحقينها.
ازدردت ريقها متذكرة غيابه الذي أرهق قواها:
-لا يهم.. أستطيع تدبر نفسي!
أزعجتها السخرية في ضحكته القصيرة المتبعة بالقول الغليظ:
-أجل.. أنا خير من يعلم.
التفتت له في ذات اللحظة التي ضحك بها، ورأت كيف انحسر قناع الهزل واستحوذت على وجهه عاطفة حقيقية بما يكفي لأن تضطرب؛ ليس تأثرًا.. ولكنها لا تؤمن بكل هذا ولا تملك حقيقة ما قد يعطيه أمل..
-أين أغيد؟
اقترب بخطواته حتى جلس على طرف السرير، مهيمناً حتى على نفسها:
-في المنزل برفقة أخي رشاد!
تفاجأت وسألت بشك:
-رشاد هنا؟
أومأ بوجه طبيعي:
-أجل رشاد هنا منذ أن سمع بحالتك.. وأمي أيضًا لكنني أعدتها إلى المنزل لحاجتها للراحة..
اغتم وجهها وازداد شحوبه فنطقت:
-حقًا!
تمسك بكفها البارد كحال قلبها وكل ما فيها:
-عائلتي لا تملك أي شيء ضدك؛ لديهم ما يكفي من الإنسانية والحب ما يجعلهم يحومون حول غرفتك قلقين عليكِ قبل ابني!
احتارت في الرد، لم تجرب الخجل لتفعل وليست بتلك الصورة الحسنة من الأخلاق، ليخزها ضميرها وتتعذب إلا أنها شعرت بامتنان سيتراكم كعبء إضافي لها، همست له من بين شفتين جافتين:
-شكرًا لكم!
ثم عادت برأسها للخلف تستريح وتغوص في عمق وسادتها أكبر فأخبرها وهو يستقيم متوجهاً للخارج لإشعال سيجارة جديدة:
-ستأتي والدتي بعد قليل!
تركها ممددة تحصد قطاف ما زرعت، طفلها حي يستقر في أحشائها بدعوة نجاة أخيرة ينتشلها فيها من الغرق المحتم، وماذا بعد طفلين وربما يتبعهما ثالث ورابع وهي تجدف في عرض طوفان سيبتلعها قبل أن يفعل بهم، ربما ظنت أن خروجها من هذا الزواج بأغيد سيكون أهون.. رغم أنه ليس بهين فلا انفصال سيكون سهلاً بالنسبة لطفل..
فكيف لطفلين!!
ستشوه صغارها وتلحقهم بالتبعية بها، ستظلم الجميع في المعادلة وإن فضلت أن تنحني بعد المساواة فلا عدل إن قارنت.. لا يستحق أغيد ولا حتى الصغير القادم أن يعيشا في بيئة مفككة وهشة نفسياً تقضي عليهما مستقبلاً كما فعلت بها سابقًا.. لا يستحق أي طفل أن يعيش رهاباً بسبب أبويه أو حتى أن ينام على سرير يرجه القلق ولا تلحقه الطمأنينة!
طرقة خفيفة، تلاها دخول السيدة ليلى والدة زيد بلا أي مرافق، صوت الكعب ألزمها بالاستدارة، التقت نظراتهما فشحبت لوهلة ثم من بين الشحوب تسللت بسمة خائنة ومرهقة معانقة بالشوق.. شوق من نوع آخر لخاطر مفقود بلا جهد أو وعي كفيلة ببث السلوى لليلى التي فسرتها بأمومة لا تحتاج توضيح.. هذه المرأة بحاجة شديدة وماسة لامرأة.. وصلتها متهكمة غاضة النظر عن هيئتها المزرية:
-ظننتكِ بسبعة أرواح إلا أنك أثبتِ لي وجود روح إضافية لك!
انحسر امتداد البسمة للشق الآخر من الوجه دون الآخر فهمست بتهكم:
-لا أعرف كيف أنجو كل مرة.. إلا أنني أفعل ولا أعلم هل هذا عقاب دنيوي لي!؟
تجهم وجه ليلى المغلقة تعابيره على الدوام بهيئة ارستقراطية مصححة لها:
-بل رحمة لك في كل مرة.. وفرصة لتنجي بحق.
جلست على الأريكة، ساقيها معقودتان بأناقة، فمها جاف إثر صيامها فشرحت:
-كل فرصة للنجاة.. هي رحمة محتمة للبدء من جديد، أنت أكثر إنسانة واتتها الفرص والأبرع على الدوام في تضييعها.
استكانت ترفرف أهدابها برتابة:
-أعرف أخطائي بما يكفي مدام ليلى..
بصرامة ووجه جليدي أنّبتها ليلى:
-لست هنا لتذكيرك بأخطاء الماضي ولا حتى محاسبتك التي ليست من شأني؛ كلنا خطاؤون وخيرنا من أصلح وتاب.
رمد ذكرياتها المتعلق بكل ما أزهرها يومًا قد نفخت عليه بنيران هوجاء حاقدة!
أفقدتها كل المعاني وما هو جميل، منذ متى لم تتلق توبيخاً أو تأنيباً أبوياً حانياً، جعبتها مليئة بالمآسي التي حرمتها الالتفات للأشياء السعيدة!
وهذا ما فعلته ليلى.. ارتأت أن آخر الحلول هو التحدث إليها كامرأة:
-هذه المرة أنت نجوتِ.. لا أعلم إن كانت هناك نجاة أو لا.. اغتنمي فرصك فالعمر يمضي.
تعاقدت النظرات طويلاً:
-اعتن بنفسك سالي.. لن يعتني بك أحد إن لم تفعلي؛ أنت الشخص الأول الذي يعنى بذلك.
أغلقت رنين هاتفها الذي استمر بالاتصال وحدقت في الشاشة لثوانٍ:
-صدقي إن حصل لك شيء سيئ؛ فمصيرك النسيان، كل ما في هذه الحياة قابل للعبور والمرور بسهولة أيا كانت قيمته..
استقامت وقد شارفت شمس الأصيل على غيابها:
-فكري بكلامي جيدًا.. حمداً لله على سلامتك.
ثم مدت كفها لجيب حقيبتها وأخرجت بطاقة ناولتها إياها فتلقتها بدهشة:
-هذه بطاقة تلزمك زودني بها رشاد يعرفه بشكل شخصي.
ثم أردفت بهدوء:
-راجعيه فالجميع يمتدح به.
تجلت الصدمة في وجه الشاحبة القابلة أمامها فزفرت بهدوء:
-لا تنصدمي.. كلنا معرضون لذلك وبحاجة له.. الخطأ إن لم نعترف ونتعافى!
وغادرتها ليلى بخطوات هادئة تاركة البطاقة عالقة بتأرجح في كفها محدقة بها في ذهول الكون وما حوى؛ واسم الطبيب المعالج المعنون عليها أغراها بالفضول:
-سند الغنام.
كيف تحاشدت مشاعرها المُهيئة والحاثة بالاستقرار تزامنًا مع السيدة ليلى؛ كيف تحالف كل هذا مع وضعها الراهن
والأهم
هل حان الوقت لترسو مراكبها!
شهيق عميق تلته زفرة أكبر، وهي ترفع السرير لتستند بقرارها الذي تأخر كثيرًا ستتنازل عن ميولها الأنانية، فأمومتها أخضعتها وقلبت دفتي الميزان عليها.
**
يتبع...








Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 04-06-22, 09:53 PM   #2413

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




**
بطقوس حارة جدًا وبجو أشدّ حرارة؛ انعزلت ثريا وجيداء في الغرفة التي لا تحوي أية وسيلة للتهوية لممارسة تمارين الكارديو الفعالة في نحت الأجساد وإزالة الوزن، اختارتا ثلث الساعة الأخير قبل الأذان مستغلتان طاقة الجسم المفقود لحرق الدهون المتراكمة بشكل أكبر
-هيا جيداء هيا..
بصوت لاهث تعزز ثريا جيداء التي انزوت متسطحة على الأرض قائلة بإجهاد:
-لا أستطيع قلبي توقف.. لا أحتمل أكثر
قفزت ثريا بجهد تكابده وتجبر نفسها عليه، فهي لو لبت هواها لرمت بنفسها قرب جيداء:
-جيداء.. تذكري الوزن المطلوب والرقم.. ضعي ثوب زفافك نصب عينيك وانهضي بلا تكاسل
مسدت جيداء عنقها شاعرة بظمأ رهيب جفف أوردتها:
-للجحيم الثوب ومقاسه.. أشعر أنني سأقع لو بقيت أكثر!
تشابكت يدا ثريا بتمرين جديد؛ وحين عاودت الكرة شعرت بفروغ جسدها من أي مقاومة فجاورت جيداء تمسح العرق المتشكل فوق جبينها:
-وأنا لم أعد أحتمل.. رباه لماذا لا نمنع أنفسنا من تناول الطعام بل نجد نفسنا هرعنا إليه كالمحرومين!
انقلبت جيداء على بطنها وضربت جبينها في الأرض المسطحة أسفلها:
-لا تنفثي فوق جروحي من فضلك.
-لم يتبق كثيرا للأذان بالمناسبة، تعاليا الآن.
زعيق ضحى الغاضبة لإعدادها وتحضيرها الأطباق في ظل تملص ثريا وجيداء من العمل بنظرها يغضبها؛ هي أيضا بحاجة لشد جسدها ستنضم لهما غدًا؛ أصدرت صوتًا حاداً بوضع الأطباق وجرت نحو غرفة الرياضة شاهقة بضربة على الصدر:
-واضحة الألعاب ما شاء الله! كل واحدة تدعي ممارستها الرياضة وفي الواقع تتبادلان الأحاديث والنكات
تجاهلها ثريا ومسدت على عضلات فخذها المتشنجة فيما همست جيداء بثقل:
-قولي آمين ضحى..
سألت متشككة بمطة شفاه:
-لماذا!
رمت جيداء وجهها ولفت ذراعها حول رأسها مجدداً مكررة:
-قولي بلا سؤال
فضولها الغبي جعلها تنطق ما أمرتها به جيداء:
-آمين!
والدعوة انطلقت مباشرة مع تزامن الله أكبر:
-اجعلني أراها مثلي تشكو السمنة وتعاني!
هجمت عليها ضحى للعراك فأوقفت ثريا هجومها التي يئست من تعقلهن وسايرت ضحى التي أصابتها الدعوة بالخوف:
-لا تقلقي فبُنيتك رفيعة أساسًا؛ ولن تصبحي سمينة أبدًا
حاججتها بالمنطق بقهر:
-دعت مع الأذان.. ربما اُستجيبت من يعلم؟
استغفرت ثريا في سرّها وقالت بهدوء:
-ربنا لا يستجيب إلا بالخير لو سمنتِ فيه خير لك.. وإن حصل ستتابعين التمارين الرياضية بمشقتها وتعرفين بأننا لم نتسامر حينها، بل كنا نجتهد.
..
بعد وقت
تحضرت جيداء للذهاب إلى تحلية في بيت عم منذر؛ صوانها الخاص بالإضافة لصوان ضحى والاستعانة بصوان ثريا من الغرفة المجاورة معروض على الأسرة وعلى وبر الأرضية عدا عن المُعلّق على أطراف النوافذ والأبواب
-والآن ما الحل.. لا شيء يناسب!
معضلة كونية حتى ربيعة حضرتها؛ الكثير من القلق والتوتر وأعصاب مشدودة لجيداء التي لم تعرف الاسترخاء يومًا؛ نفخت بضيق ونزعت عنها القناع الذي وضعته لبشرتها
-ساعدوني.. ألا ترونني في ورطة!
أول مقابلة باندماج حقيقي في عالم منذر الذي يبعد عنها أميالاً اقترحت ثريا بهدوء مقتربة من وجهها بتفرس يلج إلى نوافذها المشرعة:
-طقمك الجديد.. خيارك ومناسب جدًا لا ورطات ما دام الحل موجودًا
أطلقت نفساً مكبوتاً واشيًا بتخبطها:
-هل يليق؟
ربيعة ليس لها في صنوف الأناقة فللعمر عليها حقٌ وإن كان داخلها مؤمن بأن هذه الترتيبات تكلفاً ليس إلا؛ اقتربت منها تضم يديها نحو صدرها كأنما تهدهد مخاوفها وتربت على قلقها المفضوح:
-بل أنتِ من تليقين به!
استكان نفسها وحارت نظراتها باللا ثقة فرفعت ربيعة كفها إلى وجنتها مبسطة إياه في أوثق الصلات قربًا منها وتأثيراً عليها:
-هذه القطعة لا تحدد قيمتك ولا مكانتك؛ فخطوتك لها وزن؛ وقولك لهُ ثقل.. وابتسامتك تطير الألباب كلها.. أنا أثق بأسلوبك ولباقتك التي أعتمد عليهم.
هي تعرف كل ذلك.. بالطبع تعرفه، لكن هيئتها تهمها والجميع يمتدحها بما لا تمتلكه هذه اللحظة.. على الأقل تحديداً.
أسهبت في تمليس مؤخرة عنقها عقب أن أطلقت ربيعة سراح كفيها؛ ورمشت عينيها بنصف ثقة واقتناع:
-حسنًا أمي.
تبسمت في وجهها بسمة مشجعة؛ واستقامت تترك المكان بهدوء لإتاحة الوقت بإعدادها:
-فتاتي الشجاعة.. اكسري خوفك طالما تملكين كل شيء!
اهتدت إلى الطقم الذي اشترته بنصف دخلها الشهري وارتدته بغير اقتناع، اعتدلت للتجهيز شاعرة بمواجهة عنيفة تحتدم داخلها وتهيج صراعاتها، عائلة منذر هم طيبون، بسيطون والمفاهيم التي قد تشكل حاجزاً ما بينهما كانت ملغية، لا تعرف هؤلاء كيف سيتقبلونها مع إطلالتها الأولى معه وتقديمها لعالمه.
تحضرت وكانت في كامل الزينة والأناقة وإن رأت فدوى أنها بالغت قليلاً بفضل لمسات ضحى السحرية ليتهم يعدمون منها، هبطت السلالم وانتظرت منذر الذي لن يتأخر فموعد المقابلة بعد صلاة العشاء، تأخر قليلاً ولو يعلم أن كل لحظة في سبيل التأخر هي راحة لمستقبل قصير من عمر الدقائق لانتظام الأنفاس وتهيئة النفس جيدًا، فجأة لمحت ضوءاً استقر في جوف الظلام وانتشر، فتعثر تنفسها مع دنو السيارة التي قطع صريرها السكون وفوضاها، أنزل الواجهة الزجاجية التي تفصل بينهما، بنفثة تبغ وتقييم محب بنظرة حلال حمداً لله كونها حلالاً، يصطبر فيها لقحط ثلاث وعشرين ليلة قادمة كموعد للزفاف، تساءل:
-أعطني مبرراً واحداً يجعلني آخذك بهذا الطقم وأعيدك لمنزلك بكل غباء ممكن مني إن حصل.
متواترة أحاسيسها بين الرضا الذي لم تجنيه حولها وهيئته التي تبدو كثيرة عليها فردت بحدة مشوبة بالتوتر:
-فرحتي بالأبيض التي أنتظرها!
ناوشها بضحكة وقد لمح هيئة أناملها القابضة على الحقيبة الصغيرة في يدها:
-السوق قريب.. نبتاع الثوب ونحقق فرحتك!
دكت الأرض بقدمها فلا قدرة لها على التجاوب مع وقاحته غير المناسبة على الإطلاق
-هل تراجعت في أخذي للسهرة؟
رد بموجة تردد أخرى بعيدة عن بثها:
-بل أخطط لأخذك لمكان آخر!
نفخت مجددًا فتجاهل كل الضغط وذبذباتها الجسدية التي تؤثر عليه
-اصعدي هيا
غمزها بإثارة لها وقع في حواسها فلم تستجب مما جعله يقطب متسائلاً:
-هل هناك خطب ما؟
التفتت له واجمة بوجه ساهم في ألف مشكلة:
-لا.. لا شيء!
تحلقت نظراته حول وجهها وحتى طقمها الأنيق جدًا دارساً توترها بأقصى درجات الخطر:
-بالنسبة لوجهك يوجد.. إذ أن الوجه العبوس الذي يطالعني لا يناسب هذه الإطلالة.
ترقبت بحذر كلماته وهاجمت:
-ماذا تقصد؟
ضحك مقترباً منها مما أوجس قلبها بالرعب فقال:
-قصدي شريف والله لا ذنب لي بتوقعاتك..
ثم أردف بعبثية تامة:
-على الأقل في الشارع يعني.. سنمر بمنزلنا أولاً وأخبريني لأحققها لك!
راقبته بشحوب من عمر الثواني تاركة مقاصده الوقحة وجام تركيزها صاباً تشكيكها في هيئتها، استمرت بملاحقته بعينيها دانياً بجسده نحوها يفك بإبهامه عقدة حاجبيها مستفيضًا بحلو الإيضاح:
-أما عن مقصدي فإطلالتك مبهرة.. تجعلين من يجاورك يشكك في قدراته على لفت الأنظار بقربك.
أفرجت عن نفسها المحتبس وتبسمت لدفء عينيه وقلبه الذي لا يكف عن إبهارها، وبلحظات انحسر تجهمها وألحت مشاعرها البخيلة نحوه بالهمس بخفوت:
-أنت نجمٌ لا يمكن تجاهل نوره!
تأوه بتصفيرة وقحة، وشدّ على المقود سالكًا طريقهما بوعورة مخاوفها وبُعد السلام الذي تندد بعدم منحه.. عيناها!
أخذها للمنزل كما وعد وصعد بها حيث حجرته؛ أهداها طوقًا ناعمًا وتناقشا حول الزفاف الذي تصر على تأجيله، بإصرار عنيف تجاهلت موعده كونها بحاجة وقت أكبر في التعرف عليه والعيش معه وتجهيز نفسها كما تستحق إلا أنه مسح وجهه بكفيه:
-تتعرفين عليّ أكثر من ذلك؟ بالمنطق جيداء سنتعرف أثناء الزواج.
ثم ركز على شفتيها بتحديد وأضاف:
-أنا راضٍ بكِ ولو كنتِ بهذا الطقم حتى!
إلحاحه في الوصول إلى كل ما يريد يرهقها، فصرت بعناد حقيقي، حتى جذبها في أقدس عناقاته وأكثرها سخاءً، بعمق خوفها وهشاشتها، بضعف نفسها كل مرة؛ وبقوة حبّه وهدير نبضاته أسفل كفيها؛ يحتويها.
حاولت الفكاك ولم يفلتها، عاصفًا بما كان متعششًا أسفل حلقها وما دار بعقلها؛ مسكراً إياها بحلاوة قبلاته كليًا وحين أفلت وجهها المحلق في ألف سرب من شغف وحمّى:
-أنا كرجل لم أعد أحتمل.. وهذا الجمال والقرب كثير عليّ وعلى أعصابي!
وكان له ما أراد؛ والزواج بعد ثلاث وعشرين ليلة!
-والآن عدلي هيئتك.. أرأيتِ كم أبدو مراعيًا في تحقيق الأحلام؟
تذمرت وهي تقوم بتعديل زينة وجهها؛ وتثبيت الحجاب الذي قضت فيه ضحى وقتًا طويلاً
-لم يضبط كما كان.. تبًا لضعفك جيداء
**
-ما كل هذا الجمال يا جيداء؟
في بيت عم منذر استقبلتها رونق الزاهية بتورد ولمعة لا تمت للتجميل بصلة تستقر أعلى وجنتيها المرتفعتين.
-لا شيء أمام جمالك يا رونق
أسبلت أهدابها خجلة من لباقة رونق وتطويق منذر لها بكل دعم ممكن، حياها علاء الذي لمست به شيئاً آخر أكثر حيوية وتلقائية
-ألن تحنّي على منذر وتعجلي الزواج منه.. أنا بحاجة لنزهة برفقة زوجتي وخطيبك يفشل مخططاتي.
صحح منذر الذي حيى أحد الرجال الذين نادوا عليه
-صدق هي من تؤخر أحلامك.. لستُ أنا!
-أوه.. هل هذا صحيح جيداء
نفت واكزة منذر بنعومة وكلها ذائب في ملابسها:
-أخبرهم بما اتفقنا عليه منذ قليل؟
أمعن فيها النظر لثوانٍ وسأل:
-على ماذا اتفقنا.. لا أذكر سوى فعلنا أشياء غير لائقة بفضلك حين جرجرتني لنفعلها!
همس بها بحيث لا يسمعهما أحد فاحمر أنف جيداء وأجابته من بين أسنانها:
-اخرج من حيز قلة حيائك أرجوك..
أجاب مهادنًا يحاوط هدب عينها المختال:
-أنا لا أذكر سواها فعلاً
زمّت شفتيها غاضبة من قلة جديته:
-وسأحاسبك على ما دعوتني به أيها المدعي!
غمغم لها:
-هل ستعاقبينني بمثل ما فعلت؟ من باب الجزاء من جنس العمل!
صدت بوجهها عنه ما أضحك رونق التي قالت لعلاء المنشغل عن منذر وهيئة خطيبته وشجارهما المحبب الظاهر وإن لم يسمعاه:
-شقيقك تجاوزك بمراحل عديدة
دنا هامسًا لها:
-أهذه دعوة لأباريه وأنافسه؟
مطت فمها:
-لا تفسر على هواك.
جاءت هدى ونجوى واستقرت الجلسة هادئة، تجاهلت جيداء النظرات بصبر تحسد عليه موجهة الابتسامات البعيدة ونافرة من الاختلاط الذي تراه حيّاً أمامها، حتى أُذهلت حين وجدت منذر يقف مع فتيات ويضاحكهن..
-ما الأمر.. هل كل شيء بخير؟
التفتت لنجوى وابتسمت بتردد، وعادت لمنذر مجددًا للآن.. لا يمكنها تجاوز أو تقبل فكرة تواجد جنس آخر حوله، لأيام طويلة لم تستوعب مكانته في المشفى والوساطات والمجاملات وحتى الممرضات بما فيهن الطبيبات اللواتي يتعامل معهن بانفتاح زائد، هذا ليس في قاموسها ولم تتعرف عليه مطلقًا؛ لذا من الصعب عليها أن تتعلم قواميس جديدة وتضيفها لمحتواها التثقيفي.
استقامت نحوه واقتربت منه فأخذها معرفًا إياها على المجموعة
-سررنا بالتعرف عليكِ..
استمدت حباً من عينيه وأجابت بدراسة:
-وأنا أكثر
استمر الحديث الدائر وحالة الغثيان انتابتها بصورة ملحة، لما رأته من تجاوزات وتعليقات مفتوحة بين الشبان والفتيات لكنها شمخت بذقنها والتمع في عينيها البندقيتين بأساً لن تخذله.
أخذها متعرفًا على مجموعة جديدة كانت السابقة مثالاً في الأدب بالنسبة لهذه وموجات الاشمئزاز ترتفع لديها حتى تحركت عيناها نحو مجموعة مصوبة نظراتها نحوها، رأت حقداً لا ينكر ودونية طعنتها حتى الصميم حتى عادت بوجهها لمن يشاركونها المكان وركزت في نظراتهم نحوها، لن تكذب لو قالت هناك ازدراءً يستتر من بين سحب التودد، وقرفًا لم تلتمسه حين رفضت الفتاة أخذ الكأس الذي تناولته عنها ..عاود الغثيان صورته بشكل أسوأ وعقلها يعمل سرياً بلا رحمة مجتهدًا في بث تفسيرات لها من الصحة كما لم يكن فاحتاجت خلوة خاصة تهرب منها، سألته عن المرحاض
-ماذا... هل أنت متعبة؟
نفت بهزة رأس ولم تستمع لما أضافه
لحقها مرتابًا من هيئتها فقالت له بوهن أوهن قلبه:
-أود استخدام الحمام منذر.. ما بك؟
ساوره قلبه الذي حمل ضعف همها الذي لا يعلمه وظنه قلقها من الجو الجديد عليها:
-سآتي معك؟
سألته وقد نجحت في إبعاده عنها:
-ماذا ستفعل في حمام السيدات منذر؟
اقتنع بحجتها وتركها حائراً منتظراً في زاوية بعينها، خطت بعيداً عنه وتنفست ضعفها ومتضائلة بكلها شاعرة بهمجية خطواتها وكأنها مهرجٌ في عرض لا تستحقه، النظرات حولها وترصدها بعيون هازئة، كلهم يسخرون من هيئتها ضاحكين عليها، انزوت في صورة حقيرة لترهلات جسدها التي لا يراها غيرها، بفقرها ومستواها العادي بعيداً عن المهندسين ورجال الأعمال والفتيات اللواتي قابلتهن كقصص نجاح حقيقية، انحسرت ثقتها ونست تعليمها وكلها يحفل بحلقتها الضعيفة في المكان، توجهت بخطى ثقيلة ترتكز بكعب حذاءها التي ابتاعته بثمن غالٍ، تجرجر عُظم الحلم الذي امتطى غيمة و تبعته بنداء شتوي حالم، لم يقدم لها الحب ما أملت به ولم يغير الحقائق بأدوات زينته وصلت الحمام وقبل أن تفعل استمعت للرعد الذي قصف بنبتتها البريئة تحت ظل غيمتها
-هذه جيداء لا سواها صحيح؟
والطرف الآخر مؤكد:
-أجل هي.. أرأيتِ تبدو كوالدته.. بل إن هدى الفقيه تبدو أصغر سناً
تأوهت أخرى لم تلمحها مصعوقة ببث الأقطاب قربها:
-من غير المعقول أن انحدر ذوق منذر إلى هذا الحد!
حسرة كانت أو ضحكة لم تعلم ما علمته ما قالته الأخيرة:
-ولك البشرى في كونها عادية بلا أصل ولا نسب.. وموظفة لديه بالمشفى..
هنا قهقهة جماعية ومثل شعبي أضيف لمائدة السخرية التي كانت وجبتها الأهم:
-رباه.. هذا حظ من يترفع.. صام وأفطر على بصلة!
لم تحاول التفكير بالسماع أكثر، بل انسلت من المكان كله، بدموع خضبت وجنتيها وأسالت الكحل الزاهي في عينيها، هربت بطول خطوات الهزيمة وتوسدت أرض الواقع بعيدا عن السماء المرصعة بالأحلام.. تناول جسدها الشاحب منذر الذي كان بانتظارها
-ما بك؟!
أخذها بخوف ورجفة زادت رجفتها أضعافاً ولم تجبه، بل حدقت به بنظرة فارغة.. أعادته إلى نقطة الصفر معها بعد قطعه أشواطًا، سحبها من خلف المكان واستراح بها قرب شجرة فصمّت أذنيها عن سماعه، بل أفرغت بعناية مسكوب قلبها فوق قلبه بحرص الموادع وشفقة اللمسة الأخيرة، تنفس بخشونة ما أن انقطع سيل بكائها الذي لطخ قميصه، تسحبت بعيدة عنه تترك لها مسافة تقيها انهياراً وشيكاً إن بقت، أبعدت يديها عنه وتجاهلت ألف سؤال منه
-ما بك جيداء!
رفرفت تطرد إثر تربيته على قلبها
-اهدئي حبيبتي..
ولمسته التي تثير شفقتها وتريق كرامتها بذوبان عاطفي بحت.
-ألن تخبريني ما بك؟
صدت عن وجهه وكلفها ذلك قسوة تجبرت بها يستحقانها كلاهما:
-نحن انتهينا منذر..
بأنفة عبّرت بها وصوتها الكسير ينثر شظايا قصتهما البلورية، آلمتها قبضته وغضت طرف وجع يدها فما يحرقها في الداخل أضعاف:
-ماذا قلتِ.. أعيدي!!
تنفست ببطء واضطرت لمقابلة وجهه الذي زمجر بها بخشونة:
-ما الذي تتفوهين به!
تصلبت ملامحها ولم تهتز، تجاسرت في بوحها حتى هشمت ثقته وصبتها فوق رؤوسهما:
-تحبني.. وأحبك؟
لم يجب وعيناه تدوران بجنون حول وجهها فتابعت:
-الحب لن يمحي الفارق بيننا، لن يلغي أنني فتاة فقيرة بل معدمة.. وأنك غني.. أكبر بكثير من أحلامي الوردية الساذجة!
-هل جننتِ؟
صرخ بها فلم تأبه ودمعة حارة تنزلق على طول وجنتها:
-قد نصنع قصة مغايرة في غير زمن، لكن مشاعرنا لن تزيل التكلف.. ولن تعطيني هالة التطابق التي تناسب طبقتكم!
شد على يدها مستمعاً لجنونها وما همست به فأكملت:
-في المجتمعات المخملية، موائد الطبقات تعج بالفوارق، بالهمزات.. والكثير من الإهانة، قد يهديني حبك المشاعر وأتوله متمرغة بين طيات السحب، لكنه لن ينتشلني إذا وقعتُ في قاع الكرامة وكبريائي..
نفضت يده بقسوة فأعادها تحدته متحدثة بصوت خشن:
-لن يساومني حبك.. لن يفعل!
واستدارت توليه المكان تختزل قصة حبهما في زمن لم يكتب للعاشقين بث الغزل بلا نور!
**

يتبع ...



Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 04-06-22, 09:56 PM   #2414

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




عاودت الإنعاش لحياتها بمجرد التعافي، فأشرقت بمحياها الصبوح الصيدلية، تعرفت على الصيدلي البديل وعار عليها إن لم تقلب سجله المدني بأكمله وتقص عليه تاريخ حياتها منذ أول نكبة حتى آخرها فهذا من أصول التعارف والعفوية وخراب حياتها الأساسي.
انشغلت عنه بمهاتفة فدوى التي اشتكت لها ما فعلته ضحى بوجه جيداء:
-لقد خرقت كل نصائحك وأكثرت لها من ألوانها المبهرجة
نفخت بضيق فيما تقضم حبة هريسة بالفستق الحلبي:
-أين هي الآن؟
-ذهبت للجامع تصلي فيه!
تنفست ثريا بعمق ولم تهتم بشكوى فدوى حول تجميل جيداء، إذا كانت جيداء راضية فلم الغضب ولتدع ضحى المهووسة بمستحضرات التجميل أن تبدع، تشفق عليها جدًا فيما سبق.. كانت تحتكر عليهن مستحضراتها الرديئة-ذات الجودة الثالثة المنسوخة- التي تبيعها ويفيض منها فتجبرهن عليها دون رضاهن، ومنذ أن عملت ضحى بوظيفتها الخاصة بدأت في ابتياع أحلامها الصغيرة من مستحضرات تجميلية باسم عالمي، وفي الحقيقة هي لا تجد سوى جيداء لتلوينها لذا لا تغضب حين تجرب عليها وتطلق كل مواهبها نحوها، أنهت المكالمة وجلست بترقب تنتظر مهاتفة وضاح التي لم تأت.
-هل تريدين عصيراً؟
ركزت مع الشاب المتسائل وكانت لتوافق إلا أنها أخبرته:
-لا.. أريد شاياً أخضر بت أشربه لدوافع صحية.
أمعن في يدها القابضة على طبق حلوى بمفاد حقيقي أوضح دوافعها الصحية المتعوب عليها، فوضعت الطبق معنفة إياه تاركة ربع القطعة الأخيرة تشيع رحيلها بحزن تبادلاه بقوة
-ها انا ذاهبة لصنعه.. لماذا تناظرني هكذا؟
دخلت تحضر الشاي الأخضر الذي ستجربه اليوم للمرة الأولى، وحين تذوقته تجعد جبينها تقززاً وبصقت ما ذاقته، راكضة صوب السكر تضيف ملعقتين كي تحتمل نكهته.
-والله لا يحتمل.. للجحيم السابعة الحمية.
لسوء حظها دخل ياسر الشاب الذي يغطي غياب وضاح وهي تسكب السكر فتبرمت تخبره:
-شاي دون سكر بلا طعم!
رفع يديه مستسلماً قائلاً يبرئ نفسه:
-أنا لم أقل شيئاً
ضاحكته توقعه في فخها:
-نظراتك فعلت!
خرجت ترتشف الشاي بسعادة، عاينت الهاتف ولم تجد شيئاً فزفرت بغيظها من أسلوب خطيبها العتيد وأقرت بمطة شفاه:
-وضاح هو وضاح!
إن كانت تظن أن الرقم الحادي العشر هو الشكل الطبيعي لما بين حاجبيه.. فإن الخطبة صححت لها أن الحادي عشر مضاف إليها واحد إضافية، لقد أسكر عقلها بالكلمات الحلوة لتوافق عليه ويسترضيها كأي خرقاء غبية لم تجرب الرجال يومًا وبمجرد أن فعلت عاد لسيرته الأولى:
-حتى لم يجبني!
تذكرت رسالتها المعلقة بلا رد حتى يتكرم وبدأت تعد لنفسها العصبية التي عادت للحلوى في الطبق بلا وعي..
عاد لنزقه الأول وبوحه القليل وتهجمه الكبير؛ ومزاجه المصارع لألف ذبابة صيفية.
-وعقدة حاجبين لا تنفك أيضًا!
-ماذا..
انتبهت لياسر الذي ظنها تحادثه فبررت بخفوت حييّ تضم كفها نحو وجهها:
-لا شيء.. كنت أسجل تسجيلاً صوتيًا!
سعة تخزينها الضئيلة تنفرد بالتفاصيل التي تنخر القلب بهامة فولاذية لما يروى ولا يُفنى؛ كقليله الكثير الحاوي لعمقها المشتت بأنامل تجيد الإحكام على قلبها حد التطويق والختم.
حُمرة بعمق الدواخل المحترقة اندفعت كاسية وجهها لذكر صوته الرجولي الكفيل أن تنساق معه حاطة برحالها في بيدائه وهي الكفيلة.. بالمطر!
شبكت أناملها مبسطة إياها على الحاجز الأساسي بعد تنحية كأس الشاي الممتلئ، مستغربة في نفسها عدم اهتمامها بجفاء أسلوبه أو انتظارها المشاعر العاطفية المحتمة.. تساؤل ملحٌّ يراودها:
هل اعتيادها عليه حد التعايش ألهمها شخصيته، أم نضجها من فعل؟
لقد علمتها تجاربها -الغنية بالخيبات- أن الرجولة ليست في بضعة حروف مغزولة بوحي العشاق، وليس كل عاشقٍ رجل بما يكفي لأن تحتمي في ظله، فالعشق بعض من شيء؛ والرجولة أشياء!
لقد أحبت سعد وأحبها حتى أوصلها عتبات الحلم وتركها في غفوة مستدامة حين كانت في عمر اللهو وتصديق المعجزات.
ومال قلبها حين مال بها ورمى حمزة في طريقها في عمر نضج استواؤه بما يكفي لأن تتركه بلا ذرة ندم ترفرف حولها.
وإن كان ظنها هذه المرة مختلف فهي تتمنى ألا يوقعها الاختلاف في جب لا مخرج منه.
رن هاتفها وكان نائل، ردت عليه سريعاً بتوتر.. التقط تذبذبه وهدأها
-هل أنت مستيقظة؟
أخبرته بصوت قلق:
-أنا في دوامي للآن!
تنهد مرتاحاً:
-ظننتك نائمة وخشيتُ أن أوقظك.
بلعت ريقها:
-لا عليك.. وإن كنت فلا بأس
دخل بموضوعه سريعاً بعد نحنحة رجولية محتارة في الإسدال عما جاء به
-ثريا.. هناك ما سأحادثك به!
شملها الحياء كله وانتظرت بصبر:
-لقد هاتفني وضاح اليوم.. وأعطيته الرد.
فتحت عينيها بصدمة:
-بهذه السرعة؟
لم يشعر أبداً بأي ذرة ندم لتسرعه:
-بعض الرجال.. نسبهم مكسب.
غطاها احمرارها حتى غطست فيه ولم تعد فاختفى صوتها تحت طيات الأنفاس المتعثرة فشرح:
-في الواقع حدثني اليوم ولم أجد في التأخير إلا تأجيلاً للمحتوم، فلا أظنك رافضة.
صمتت فسأل متشككاً:
-قولي لا.. من فضلك لا تشعريني بأني تعجلت.
بصوت خافت لا يشبه زعيقها المعتاد:
-لا.. لا قول بعد شورك.


تنهد مرتاحًا وقص عليها ما حدث حين هاتفه وضاح وأخبره باعتيادية عما حدث:
(أظنك علمت بزيارتنا لبيتكم.. ولو كان في ودي الانتظار، إلا أنني ارتأيت لتخليص مواضيع النسوة، ما دام عشمي في الرد عاليًا بأنكم لن تردوني)
لوهلة أُعجب نائل بثقته واحترامه.. فأمور النساء للنساء.. وللرجال أحاديث البت فأجابه:
(لقد علمت وأخبرني أهل البيت.. حياكم الله أينما حللتم وبيتنا مفتوحا لكم متى شئتم.. والله يقدم ما فيه خير)..
حينها أمسك وضاح دفة الحوار مكملاً:
(الخير في وجهك يا أبا راشد، ها أنا بين يديك وكل ما تريد معرفته عني لك الحق فيه، وستجدني حاضراً وملبياً لكل ما طلبت؛ والله يكتب الوفاق فيما بيننا ولمسعانا)
غمغم نائل له:
(بإذن الله لن نختلف)..
(لا كتب الله بيننا خلافاً.. يا أبا راشد لن أطيل عليك وعليّ)
(قل ما عندك)
(لقد جئتكم متخماً بالعشم لما عندكم).
اصطبر نائل وتأنى في ردوده يفسح له تقديم نفسه:
(فإني رأيتُ في كريمتكم ما يحلم به أي رجل مثلي يميز الحرة من طالعها.)
ثم أكمل بقوة صوته الواثقة الرزينة:
(وعرفت من عشرتي لها من أي طين جبلت وأي معدن أصيل شكلت، والله لم أرها في غيابك إلا امرأة بوزن عشر مثلها، وإن احتاجها أحد، لبت وانتخت له كما تنتخي الحرة اخت الرجال..)
أكرمها وأعفها؛ وألبسها تيجانًا من عزة:
(ووالله ما عهدتها إلا حُرة أبية وفيها ما يطمع كل رجل يتقي الله فيما أراد).
تمتم له نائل بالشكر وذكر ثريا الذي يبيض الوجوه أثلج صدره وأسرّه حد الشكر لله فتابع وضاح الذي أغلق عليه أبواب الاسترخاء وقاده لبوابة الإجابة وحسم الأمور:
(فإن تكرمتم عليّ فإنني أشتري نسبكم، وأطلب قربكم؛ علّكم تمنّون عليّ وأليق بابنتكم.).
وكان الرد سريعًا بلا أي مقدمات:
(وهي جاءت لك.. من عندي لك.. ومن يدي إلى يدك؛ فوالله نحن نشتري النسب ونبحث عن الرجال بالاسم.)
انتشت بسمته على بعد توثيقٍ من ملكيته فأجزى نائل الذي منحة منحةً تُكرم
(ما ظننت فيك غير ذلك.. اعتبرها وصلت مكرمة معززة كما كانت)..
وأغلق نائل الحديث الذي اختصر عليهما التفاصيل:
(الله الله في ثريا يا وضاح فهي أمانتك من بعدي).
**




Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 04-06-22, 10:01 PM   #2415

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 04-06-22, 10:04 PM   #2416

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



بمجرد إن خرجت ضحى تأففت لنظرات ياسر المتحذلقة، يا إلهي كيف يطالعها وكأنه لم ير جنساً ناعماً في حياته، بزيارة واحدة عرفت أنه علم بمقاس سروالها وحتى مقاس قميصها، نظراته متفحصة ومفضوحة بشكل غير لائق، تنفست بخشونة وسمعت أصواتًا جعلتها تنتبه للمنزل المقابل للصيدلية، تمعنت تستفهم الأصوات
-سامحونا
-في أمان الله.. لا تنسونا
-مع السلامة يا أم موسى!
-مع ألف سلامة.. نلقاكم على خير!
قطبت جبينها وتوتر حلقها كما آلمها الوخز الذي انتشر بشكل غير منصف لجسدها، تجمدت في وقتها ونسيت كل شيء يمكن أن يمر حولها، شاحنة نقل تحوي أثاثًا ومحتويات منزلية تصف أمام بيت موسى.. موسى الذي لم تره اليوم حين ذهبت للسوق لشراء الخضرة بإيثار خبيث النوايا عن ثريا..دمعتها الخائنة تعلقت بين صفد الأهداب، لقد غادروها عائلة موسى راحلين ..كيف فعل ورحل في وجودها كان عليه على الأقل أن ينتظر رحيلها أولاً ..تراجعت بخطى عثرة لئلا يلمحها وتنهار، عيناها تلتهمان ظهره المحني بقميص أسود وسروال بذات اللون نحو الباب الذي تشاركت معه الوقوف والدخول إلى الدار كحبيبين وإن حملت قصتهما المعنونة أسوأ الخيارات، بقصر عمر التجربة وأثرها القابع كلثمة غادرة تطعنها مع كل زفير وشهيق يحتم شيخوخة حبه التي استوطنتها، راقبت بشهقة حادة جسده الذي انزلق في الشاحنة، ونسيت كم احتجزت نفسها، أدارات ظهرها وشدت وثاق هامتها التي انحنت لرحيلهم، كيف أسفت ولم تألمت لحال المنزل الذي عاشت فيه وعايشت أهله بالشربة واللقمة.. أنّت بلا وعي هي تبكي العشرة والفراق صعب مهما ادعت.. هذا ما بررته لنفسها لقد كان موسى مرحلة تجاوزتها بنجاح.. وهي تتعلق بالمراحل ولا تنسى!
مسحت بوجه كفها وجهها متذكرة أنها لا تنسى ويعز عليها الجميع ليس إلا.. مشت وفرغت جيوب حملها بدموعٍ مُرّة تغسل الألم مطهرة إياه، خفقة أقوى وأعنف من كل الطبول التي تراقصت على مذبحها الأخير نبهتها فتلفتت بقسوة تلبي نداءً خفيا أوهن ركبتيها حتى استندت على جدار قريب تعيد مرارة العناق الذي بثه موسى لعينيها!
"لقد جلبها بالنداء وليته لم يفعل"
**
لحقت ثريا بضحى فلم تجدها مشت لبيتهم بهدوء متنعمة بأصوات الأطفال المنتشرين في المكان؛ ما إن ولجت مدخل الباب حتى سمعت صوتها بنداءٍ لم تنس أبداً نبرة صوته، التفتت مجفلة تتأكد من صحة ما سمعت حتى اصطدمت بوجه لم تتوقع رؤيته:
-أريد حفصة.. أريد ابنتي!




انتهى💜

(من منبري هذا قد تبنيت غضب منتصر منكم ولن تراضيه أية اعتذارات)😎😂




Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 04-06-22, 10:13 PM   #2417

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

يا حبيبي يا منتصر حقك علينا والله ظلمناك يا عيوني 😂😂

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-22, 10:35 PM   #2418

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
Chirolp Krackr

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دانه عبد مشاهدة المشاركة
يا حبيبي يا منتصر حقك علينا والله ظلمناك يا عيوني 😂😂
حتن لو لسة آخد ع خاطره😂🥺


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 04-06-22, 10:37 PM   #2419

330Shosho

? العضوٌ??? » 399888
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 52
?  نُقآطِيْ » 330Shosho is on a distinguished road
افتراضي

💛💛💛💛💛💛💛💛🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍

330Shosho غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-22, 11:25 PM   #2420

امان الزريعى

? العضوٌ??? » 448498
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  نُقآطِيْ » امان الزريعى is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيك العافيه

امان الزريعى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.