آخر 10 مشاركات
308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          صغيرات على الحياة / للكاتبة المبدعة أم وسن ، مكتملة (الكاتـب : بلازا - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11647Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-09-21, 11:33 AM   #671

إم السسوس

? العضوٌ??? » 481420
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » إم السسوس is on a distinguished road
افتراضي


الأحداث جميلة ولطيفه اضربي علي راس منذر اللي عايش باللالاند
جولتا likes this.

إم السسوس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-21, 10:38 PM   #672

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إم السسوس مشاهدة المشاركة
الأحداث جميلة ولطيفه اضربي علي راس منذر اللي عايش باللالاند
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إم السسوس مشاهدة المشاركة
سلوان مطولله معانا هي وسالي🙄
اهلا ام السوس، سلوان وسالي ضيفات حياخدوا وقت❤🙈

جولتا likes this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 24-09-21, 10:41 PM   #673

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
:jded:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايلياء مراد مشاهدة المشاركة
عزيزتي لميس صباح الخير
تشكر أناملك الجميلة على هذه الرواية إليك بعض النقاط التي لفتت انتباهي
-أسلوب ثريا هام جدا في التعامل مع المراهقين وتسليط الضوء عليهم وعلى مشاكلهم
-أنا مؤمنة جدا بالحب من النظرة الأولى و بتأثيره على الأشخاص قصة منذر أقنعتني وأرى أنها واقعية
-الثقة الزائدة أحيانا تعمي و ثقة رونق بعلاء تشعرني بالحزن والشفقة عليها
-لبنى بدأت بالالتفات لحياتها وتنوي مواجهة منتصر فهل ينفع؟
-رد منتصر أعجبني لتوضيح الحدود في حياته مع سلوان
-وسالي تقصد عرش الملك وعينها على علاء


غاليتي❤🙈
يا أهلا وألف وردة ..أشتقت لتعليقانك .
رأيك كالعادة بسعدني وبقدر الأحدلث تماماً، تسلنب لي والله❤❤❤

جولتا likes this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 25-09-21, 08:17 PM   #674

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير والعافية

تسجيـــــــــــل حضـــــــــــــور

في انتظار نزول الفصل

جولتا likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 25-09-21, 10:18 PM   #675

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي






بسم الله .
الفصل الثامن .
-مدخل-

وحدهم الذين أُنقذوا من فمِ الحوت في لجي البحر، يتحدثون عن الغرق بجدارة!
**







تأخرت سيارة السائق عنه، فنفخ بضيق بات ملازمًا له، طرق على المقود لمنع أنامله عن مهاتفتها، برهةً من الوقت قضاها بين تأمل وسكون أفسد متعته مهاتفة السائق يخبره أن السيدة لبنى تأخرت قليلًا فردّ عليه بهدوء مخمناً السبب المعتاد باختيار المقتنيات الباذخة:
-لا بأس، قد بروّية ولا تستعجل، أنا بانتظاركم قرب كشك قهوة على المفترق.
أجابه سائقه ببشاشة:
-حسنًا، أطال الله بعمرك سيدي!
هبط من سيارته وجال بخاطره شراء كوب قهوة، فبتر النية وارتكز على مقدمة سيّارته ينتظر عائلته، مرّت نسمة الغروب فرطبت جوارحه، وأقشعر بدنه بتأثر.
تحسبًا للبرد كانت سترته الجينز الخريفية بلون وريقاته حال الشحوب جانبه، على وضعيته والسيجارة بين شفتيه قام بارتدائها، إذ لم يكن يعلم لحسن حظّه وسوء حظها الأغبر أنه حين حط ببصره لحظة وصول سيارة السائق عنده أن لبنى تعانق طلته القاتلة بعينين مشوشتين؛ بقوة تلطم قلبها عن القفز نحوه، رجفة عنيفة تهز الأرض وتفور ببركان حقيقة مدمرة آذتها بأنه تشتاقه، حد الضغط الذي تجبر نفسها عليه في مقاومتها إياه!
ربّاه هذا الرجل من التي تقاومه؟! عداها هي طبعًا بجهادها غض طرف قلبها عنه!
لحظة.. كل ما احتاجته لحظة لتخمن ببساطة أن الجو ما عاد خريفيًا باردًا، بل ببادرة أولى اختلت المواسم و شعرت بحرارة الكون تصهرها وكأن وهج منتصر يقتلها باحتراق التوق ..وحرارة هيئته!
وصلته ببسمة أخذ منها الشوق مبلغه، صافح نظارة وجهها ببسمة دافئة ألهبتها فأخذ الصغير منها سائلاً:
-كيف حالكم؟
عيناها تطوفان حول وجهه وتُلبّي التلهف لملامحه المتعبة بقلق لن تسأله عنه فردت:
-بخير في أفضل حال، ماذا عنك؟
أجاب والطفل يمرغ وجهه في صدره، فيدنو يقبله، ولهفة القبلة مع سهام النظرة التي رفعها إليها تصعقها:
-على حسّكم...
راقب نفسها المتوتر فأكمل بتلكؤ:
-بالطبع سأكون بخير!
ركبوا السيارة بعد أن سلّم الأخرى للسائق ومضى بها، ثبت مقاعد الصغار ودار حول مقعده، بعد وقتٍ صامت ليس بطويل أخرست فيه المشاعر البوح السخيف انحنت لبنى حيث الحقيبة التي أصرّت عليها ولم تضعها في الصندوق، نهضت بحافظة مرتبة شكلها تفوح منها رائحة التوابل فقدمتها له:
-هذا حساء أعددته سريعًا لك، إن كنت ترغب طبعًا!
أجابها وعينه نحو الطريق:
-سيلزمني بعد قليل، الآن لا حاجة له!
ثم التفت إليها ببسمة:
-وشكرًا لك، أتعبتِ نفسك!
عادت تنحني نحو الحقيبة، ظنها تُعيد الحافظة ففاجأته بالكوب الحراري الذي يحوي سائل القهوة التي استنشقها في بادئ الأمر وظنها عائدة للكشك لكنها صححت ظنّه بهمسها المغوي بالفطرة:
-كنت قد حسبت عدم تفضيلك للحساء فجئت بهذه، تناول قهوتك كما تحب!
ضحك لها هذه المرّة بصفاء مدركًا سبب تأخرها عنه، وفرحًا بقهوتها:
-هذه المرة شكراً من قلبي!
تناولها منه يطلب منها فتحها ارتشف منها تحت نظراتها المترقبة وصل مذاقها لسانه فبصقها يسألها مكشرا:
-سادة؟؟؟
أومأت فسأل مجددًا:
-لماذا لم تصنعيها بسكرٍ معتدل!!
زمّت فمها بغضب تسأله تحت بصره المدهوش:
-ألا تشربها سادة، حضرة الرائد منتصر، أم أن ما سمعته خاطئ من زميلتكَ سلوان؟!
ثم التفتت نحو التسلية التي شعّت توًّا منه:
-من المفترض أن أعلم هذه المعلومة منك، لا أبدو كجاهلة أمامكما أنت وسلوان، لم َ لم تصحح لي؟؟ لقد غضبتُ منك وقتها!
هذه ليست خطوة، بل قفزة من نوع مغاير لم يحسبها، أساسها قهوة لم يصححها، تبّسم لمنطقٍ معوجٍ تمتلكه نساء الكون، حّرك المقود يَرد بهدوء أججّ غضبها أكثر:
-أجل أنت الوحيدة التي لم أصحح لها.
كتفت يديها أمام صدرها تتنفس بعنف؛ فغمز لها بشقاوة، والطي حول عينيه يخبرها صفاوة قوله:
-وتعجبني!
تعدت السيارة الإشارة الحمراء فأكمل وهو يستدير نحو طريق المزرعة:
-أشربها بسكرك الشحيح الذي أستلذه ويروقني، وأفضلها سادة من الجميع ولا أتقبل حلاوتها من غيرك!
هل ظننتم لبنى فهمت، لا وألف كلّا بالطبع!
وصلوا في ميقات صلاة العشاء، ذهبت حيث نسوة أبناء عمومته استقبلنها ببشاشة، الصعب هنا أنها لا تتضاءل فحسب حيث النساء مثقفات واثقات، لا تندمل مع نظرات الفخر التي تقدح من أعينهن بعكسها، كل من في الجلسة أعلى منها درجةً فمكانة وعلمًا وحياةً يرغدن بها كما يتمنين، والأصعب المقارنات التي تعيي أنقاض قلبها القائمة على الشتات، بحديث ودّي هتفت أحداهن بفخر:
-قريبًا ستنضمون إليَّّ سأنهي رسالة الماجستير في غضون أيام.
تهافتت المباركات وباركت لها من قلبها فأكملت صاحبة الموضوع:
-الموضوع شاق خصوصًا مع طفلي، لكن عائلتي وزوجي لم يقصروا إطلاقًا بل دعموني بكل ما يمتلكون، وأقدّر لهم هذا...
دعمت قولها أخرى كانت بجانب لبنى واضعة ساقاً فوق أخرى تتحدث برفعة طبيعية:
-أتفق معك، الأهل هم المحرك الأساسي، بفضلهم ها أنا هنا، وكل ما وصلت إليه كان بسببهم
التفتت بالنظر نحو الموجودات بنظرة رشيقة كلها حيوية تكمل:
- ثقة ودعم غير مشروط، ياه.... الحديث عن الأهل يطول ولن نفيهم حقًا..
وثالثة تُعلق بشجن أحيا فيها الحديث نغم الحنين:
-أنت قوية وجيد أن عائلتك كانت برفقتك كما زوجك، أقدّر لك كل ذلك..
تنفست لبنى باحتدام تحت قولها:
-وأؤكد لكِ أنني الأخرى دخلت غصبًا التخصص الذي اختاره والدي، ولم أكن أعلم أنني سأوفق به هكذا، للكبار رؤيا وبصيرة لا نمتلكها..
أحاديث النساء تمتد وتطول وصلت لآبائهن وأمهاتهن.. أما هي فبقت صامتة، لُحسن الحظ طفلها في حجرها، تملس بأناملها على رأسه، تفرغ تشنجها ونبضها المتوتر بخصلاته، وكأنه شعر بها وما يختلج في قلبها التفت إليها ببسمة مخدّرة شحنت قلبها، لفحتها البرودة، رغمًا عنها وهاتفها يومض باسم منتصر برسالة فوضوية:
-أين ثياب السباحة خاصتي؟ لا أجدها، بحثت كل الحقائب بلا فائدة.
كانت لتكتفي بالإجابة برسالة لكن رسالته نجاةً انتشلتها من الجلسة وللحظة ضعف احتاجت أمانه، ركضت نحو الغرفة التي يستقلونها، وجدته يقف أمام الحقائب بمعضلة كونٍ أبدّية عرفها من عطرها فهتف بأريحية:
-جيد أنك أتيتِ!
جاورته تسأله:
-في حقيبتك وضعت كل شيء، لا أفهم كيف لم ترَ الثياب وهي أمامك؟
بحنق ناولته إياها، ويا ليته يعلم أنها في هذه اللحظة مثقلة باللاشيء والأشياء التي تجثم على قلبها، تلمّس منها الضيق فخمّن السبب وبكل أسف عرفه، رفع ذقنه إليها يخبرها بسخرية:
-لا أستطيع أن أجلب لنفسي شيء، أو أقضي خدمةً لي دونك، يضيق نفسي وتتعب نفسيتي!
والأخيرة نطقها بدرامية.
هتفت بقهر:
-بالفعل لا ترتاحون دون إتعابنا!
ابتسم لها وإمارات الوجع تغشى محياها الحسن، ضحك لزمة شفتيها فاقتربت منه تميل برأسها عليه:
-صدّعت ألن نخرج لننام، أحاديث النساء متعبة!
في اندماجهما وشرارة التوق بينهما ما يصهرهما حد الذوبان، ضحك يركز بوجهها نحوه:
-لا أمانع لأنني متعب أكثر منكم... ومشـ.... ـتاق
نطقها ببطء، تحركت حنجرتها له، أبصر اختلاجة عنقها
فتنفس عميقًا وأتمّها:
-للراحة!
ضلت ببصرها متوجهة نحوه، بزمردها الغائر بحزن سرمدي، انحنى نحوها يقبّلها يمرّ نحو الغصص فيربت عليها، تحركت معه بعاطفة لا تسيطر عليها، له سطوة تُخضع الجوارح، ولإثارة قربه ولمسته شكرته، ابتعد عنها بعد وقتٍ يشاكسها:
-لا بأس بجزء إثارة يبدد إرهاقنا وتعبنا!
وتركها ببساطة تنعي قلبها الذي فكّر بحريته، وهي مسجونة مطبقة عليها أبواب الدنيا كلها، ثانية واحدة وجاءتها الرسالة المعتادة بتهديد أقوى، والقيود تقبض على قلبها أ ترضخ لابتزاز سليمان الغربي، أم تنجو بذاتها !

جلسوا بعد السباحة، يحضرون للعشاء، ظل برفقتها يحيطها برعايته راودتها العلل فتفتحت مع أبناء عمومته، مفكرة بجدية النجاة لو أخبرته بجزءٍ من ماضيها مثلاً الليلة مؤشرات الأمان مرتفعة ونسبة الخطر قليلة، لن يقدم على قتلها وهي هنا، ستخبره أنها ستترك له حرية الخيار لكنها لن تسمح له باتهامها بالخيانة.
دخل إلى غرفتهما وأغلق الباب خلفه ما إن التفت نحوها حتى سأل باستغراب:
-لماذا الأطفال هنا؟
أجابته بصوت مقتضب:
-الصغيرة طلبت مني أن تنام بقربك!
اقترب منها بغضبٍ وقد حسرت شوقه الذي جاء به راكضًا، لم يجل بخاطره سوى حديث الحب وإسقاطه من حياتهما قبل أيامٍ، لكن ملامحها منقبضة، لم تكن بحزنها السرمدي لذا عرف أن الجلسة التي تحفز غضبها ليست السبب، هناك رعبٌ جليٌّ في عينيها أوجس قلبه، لمحة خلاص.. أو اعترافٌ باقتراف بتره سؤاله:
-للأطفال غرفةٌ ينامون فيها، لبنى لم جئتِ بهم هنا دون ذريعة وتين من فضلك؟
كان دورها لتخاف منه، أي حماقة ساقت بها للاعتراف فتحت فمها مرتين وأغلقته، سألها بغضبٍ:
-كم عمرك لبنى ؟؟ أجيبيني!
حك جبينه بعصبية يصحح:
-أو بالأحرى كم عمر زواجنا؟ الذي يجعلك تترددين بالقول، وتخشين أمرًا لا أعرفه، وتأتين بالأطفال هنا!
تنفست بصوتٍ مسموع تسأل:
-ما داعي سؤالك!
بصوت مقهور غلبته قهرته منها أجاب:
-سبعة وعشرون عامًا، وعمر زواجنا باحتساب سنة الخطوبة خمس سنوات، لماذا لبنى... .لماذا كل هذا؟؟
أجابت بعد مدة، وحصار عينيه يبتر نواياها بالتبرير عن نفسها، فهاجمت كأنثى بتساؤل صدمه:
-أنت تستقل من سنوات عمري، وتتهمني...
رن هاتفها فالتفتا إليه ولم يعيرا الاتصال اهتمامًا عادت لتكمل فلم يدعها إذ ردّ عنها بقسوة:
-لا أحد يقلل من شأنك، ثم إن كانت الحصون التي تتحامين منها بطفليكِ لكيلا أنقض عليكِ أو أنهشك، فاطمئني باءت بالفشل، أنا لن أفعل، وليست في نيتي بالطبع...
ثم سألها:
-هل عهدتني كذلك؟
أومأت سلبًا وتنفسها يتجاوز حدود المعقول ستفقد نفسها، بغتةً وجدت جسدها يخونها مع تقريعه، أسندها يمسك بعضدها يتحدث بما ستفهمه وكبرياؤه لا يجرؤ على الإنقاص من قدره أكثر من هذا:
-حين تزوجتك لم أحلم بحب أسطوري، ولا حياةً مثالية، لكن عيشةً طبيعية، تُفقدينا إياها!
رن الهاتف مجددًا، فأغمضت عينيها والاعتراف على حدود الشفتين، لم تبكِ محجراها القاسيتان، فهتفت بصوتٍ ألمه غائر:
-منتصر أنت لا تفهمني
وقطع الحديث هاتفها اللحّوح بالرنين إذا طلبها تذهب إليه تفقدت الهاتف وجدته أخاها أيمن بخوف التفتت إليه تخبره:
-هذا أيمن!!
رد عليها بتلقائية:
-أجيبي!
كانت خائفة، تكفلت عيناها وأجاب الطلب تقدم منها يضمها بقربه باحتواء دون لمس فأجابت الهاتف بخوف، وصوت أيمن المقهور يبعث لها بالرعب:
-أنا على باب حي الضباط، هلا طلبت منتصر أن يدخلني؟! هربتُ إليكِ لكيلا أقتلهما!





يتبع...


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 25-09-21, 10:23 PM   #676

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



وصلت رونق مملكتها مؤخرًا، فعادت لروحها التي ركنتها منذ أسبوعين!
ولم تعد في ذات الليلة معه التي قضياها تحت النجوم، استنبطت والدتها حالها فجاورتها بعد الفطور تسألها بتأكيد:
-أنت غاضبة من زوجك؟
أسبلت أهدابها تجلي صوتها وتجيب بشفافية:
-كنت على خلافٍ معه
ردت والدتها بغضب:
-والغضب يأمرك بغباء أن تتركي بيتك وتأتي بيت والدك ورجلك يأتي هنا كل ليلة دون أن يرأف قلبك لحاله..
رفعت رأسها تجيب بملامح مؤَنَبة:
-جئت للراحة أولاً، ثم لتصفية أفكاري ثانيا..
ردت والدتها بقسوة:
-كاذبة جئت لغضبك، أيتها الحمقاء.
ثم أكملت بما لا نقاش فيه:
- إياكِ ثم إياكِ ترك منزلك تحت أي ظرف مهما كان، لا تعطي زوجك ثغرة ينسل منها تحت مسمى العقاب الذي تتشدقين به.
قاطعها الصغير بطلب كأس حليب، ناولته إياها وعادت لها:
- الرجل لا يعاقب بالغياب ولا ترك البيت له، اطبقي عليه وكوني معه، قوتك تكمن في العقاب أمامه دون ضعف منكِ، لا تجعلي خيار الهرب أبدًا أول حلٍ للتفكير!
رنت بنظراتها نحو والدتها:
-أمي...
هتفت والدتها بما لا جدال فيه:
-سيوصلك وضاح بعد قليل..
أوصلها وضاح تحت ملامحها الغاضبة، تمقت القرارات بتأثير، لقد قررت العودة فعلا بذات الوقت الذي وبختها والدتها به، قادها نحو منزلها
يخبرها بأن منذر طلبه بشكلٍ سريع ومستعجل فاستغربت مثله:
-لا أعلم ما الأمر، لا أظن علاء يعرف عن ماهية موضوعه!
قطب يضيف إلى رأيها:
-وأنا معك.. سأرى ما الأمر وأخبركِ
أدخل باسل غرفته، وخرج إليها يعد عصيرًا منعشًا رغم اعتراضها تبادل معها الحديث وخرج نحو المقهى الذي اتفقا على الالتقاء فيه هو ومنذر الذي كان في انتظاره بمنظره الحيوي المنعش، ملامح ثرائه واضحة، وجهه رخيّ منطلق بحياة وروح مترفة، ملامحه لا تقل وسامةً عن شقيقه علاء، إلا أن الأخير أوسم بمراحل فمنذر يضم الجاذبية الخطرة، فيتفوق بها على الوسامة وهذا الملفت فيه أكثر، عيناه واثقتان وشقيتان، ملامحه بدوية عن جدارة، ضحكته مميزة، والقبول في شخصه فطريٌّ.
وصل وضاح وحيّاه ثم طلبا مشروبهما، سريعًا ما رمى منذر بحجارة النرد بلا مواربة:
-لو رميتُ لك أحد مفاتيح مستقبلك، أي واحدٍ منها ستختار؟
حك وضاح ذقنه بتمعن:
-منذ متى وأنت تلقي بالألغاز؟
ابتسم منذر رادا بجدية:
-بابٌ سيكون بوابة عبور لأبواب ومآرب كثيرة، قد تصل عنان السمّاء بغيمة حلمٍ.
نفث تبغه يضيف متهكما:
-تشعل ترقبي يا منذر
استند منذر بساعديه على الطاولة يراقب رماد وضاح العاصف بسؤال:
-فرصة كانت تشعل قبسها لي دائمًا لكنني كنت أنحيها لعدم استعدادي الكامل لها لكنني أراها بتواجدك قد آن أوانها، وتأخيرها سيفسد نضوجها الذي حلّ منذ وقتِ!
أطفأ وضاح سيجارته يدهسها بأنامله في المرمدة ويرفع حاجبه بتساؤل مستهجن فينقر منذر بأنامله على الطاولة:
-قل نعم وكل الأمور ستمضي!
أشعل سيجارته الثانية وإلحاح منذر يدور بحلقات أفكاره، وضاح لا يراوغ، واضح كشع الشمس في وسط السمّاء بالعواصف فسأل:
-من فضلك ما تلك الأبواب التي تتحدث بها، وما الفرص التي صدّعتني بها؟!
رد منذر بمفاجأة له:
-صيدلية!
تفتحت عينا وضاح بذهول ورد بمنطق:
-لا زال مبكرًا، لدّي بعض الأشياء أهم الآن!
أجاب منذر بنفاد صبر:
-أي مبكر وأنت على مشارف الأربعين، هل تمزح معي؟
كلماته ناضجة بخبرة سنواته، وكفاحه، لا يود أن ينجر لصخب المتاح كما المباح في ثراء منذر وعائلته، فيلقي بكلماته المنطقية لمنذر الصاخبة روح الشباب فيه:
-أمر الصيدلية ليس بهين أبدًا، أي لا أستطيع بإغماضة عين البدء بهكذا مشروع
صمت ثم التفت للبعيد يراقب إنارة برجٍ:
-أجل هي ضمن مخططاتي لكن على الأقل أحتاج سنة أو اثنتين، آخذ المزاولة ثم أستطيع فتحها..
أغراه منذر:
-وإن كانت تلك الأمور محلولة؟
سأل وضاح بحذر، وتبًا لقبس الأمل كيف يستنير ويغطي عتمة القلب بوهجه:
-أي أمور تلك؟!
ثم التمع إدراكه سريعًا:
-هل تقصد أنك ستدعمني؟ لا.. مطلقًا إلا هذه الأشياء لا تدخل بيننا!
اغتاظ منذر من أسلوبه لكنه رد بمزاجه:
-وهل لسواد عينيك سأدعمك، أنا سأدخل شريك!
الأمور خرجت عن دائرة الأحلام وتجاوزت السمّاء على ما يبدو فسأل وضاح بسعي، انفكت له عقدة حاجبيه الأثيرية التقط منذ التبسط وبمجهود جبّار أخفى ظفر بسمته:
-شريك معي؟
شرح منذر الذي أشعل سيجارته هو الآخر:
-ليست صيدلية فحسب تتبعها عيادة طب عام!
رفع وضاح حاجبه:
-تذهلني يا منذر..
ولكن منذر بوادٍ آخر يحكي بجدية نادراً ما يتوشح بها:
-صدقني أنا منذ زمن أتمنى فتح عيادة ووالدي ألحّ عليّ بها، لكن مشفى العائلة أعاقني كما تعلم وكنت أريد فتحها بعد مقدرتي الكاملة.
سراب تبغهما يتعانق بإيقاع مثير، كل شيء يدعو للصخب فأكمل وضاح عنه:
-والآن تجد في نفسك ذلك؟
أومأ منذر ببسمة ثعلبية والمعنى موارب فالتقطه وضاح الأكثر وقاحةً منه:
-كل المقدرة!
لحظ منذر ابتسم وضاح فابتسم هو وردها له، مرت سيدة اربعينية بثوب أصفر ومنحنيات أكثر من داعية بسخاء لخيال ماجن رحبا به بسفور فعلق منذر سريعًا عليها بعضة شفتين:
-ربّاه، مثالية!!
صحح له وضاح:
-بل نُضج جمالها مثالي!
تندر منذر قائلاً:
-أفحمني يا خبرة؟
نفث تبغه يشيع أيقونة النضج الصفراء بوداع يهتف:
-جمالها أربعيني، ذروة السحر في المرأة تقبع هنا، ما بين خطوط الطيش والفورة في العشرين، تهذب الثورة أمومتها في الثلاثين، وعن الفتنة كما السحر فتقبع هنا في الخبرة، لذا يقال سحر المرأة سرّه في الأربعين!
ضحك منذر بوقاحة:
-اختصر قولك، بأن اختيار الثوب ناضج بما يكفي لتدير رؤوس كل من يراها هنا وأولهم أنا!
أسبل وضاح أهدابه، وحكى بصوت رائق:
-أي تاء تأنيث تدير رأسك لها بغض النظر عن مكمن جمالها!
دفقة من هواء أخذها منذر يعلق بما يخصه وحده:
-أبحث فيهن أنثاي ولا أجدها!
وسريعًا ما امتطى منذر صهوة الجدّية، يشد لجام قلبه التواق الأخرق فلا يدلي بما يحمله كمراهق يشكو أمر حُبّه:
-وعن الصيدلية، ما رأيك، شريك أكثر من مثالي معي؟
على مرجل يشتعل حماساً يجلس وضاح والفرصة تقدم بطريقة أذهلته ولم يتوقعها مطلقًا فحكى:
-الفكرة جيدة وأنا سأبدأ بدراستها واختيار مكان ملائم!
قاطعه منذر يتلقف بصره بنظرة مذنب:
-وجدت فعلًا!
ابتسم وضاح ابتسامة صفراء، فبرر منذر:
-صدقني مكان لو رأيته لاخترته قبلي!
أسبل أهدابه يواري بين طيات الطاولة ما يفضح كذبته:
-مررتُ بحي في أطراف المدينة، تعج أرواحه بالكثير، ويفتقد الكثير..
ارتفع بصره ووضاح يلاحظه:
-تخيل لم أجد صيدلية أو مركز صحي او حتى عيادة صغيرة تأويهم في ضيقٍ أو تعب!
بعيدًا عن نوايا منذر، تدخل وضاح بجدية:
-عظيم جدًا، فرصة أن تتواجد به هذه الصيدلية بعيادتها فكرة ممتازة، لكن عليك دراسته!
رد منذر برجاء أكثر منه إقناع:
-جدًا جدًا مكان يفتقر للكثير، الإقبال فيه سيكون أكثر مما هو متوقع ويذهلنا، متأكد!
أخيرًا هتف منذر بجوف متّقد:
-ستأتي معي غدًا للمعاينة وضاح، كل شيء جاهز فقط قل نعم.
غامت عينا وضاح نحو البعيد، أبصرتا فيها نجمًا من خلف الزجاج يسير بالسمّاء وضوؤه يقدح بما أبهج قلبه، طفق النجم يهتدي بشعلته حتى سار ووصل القمر الذي انتصف السماء يجاوره!
فعزم وتوكل ونهض عن الطاولة يخبره:
-سأصلي استخارة وأرد عليك!
**



يتبع...




Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 25-09-21, 10:24 PM   #677

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي






وصلت جيداء دوامها مبكرة، لحسن حظها لم يكن هناك أي ازدحامٍ ، دخلت المكتب فحياها المدير أدهم ببسمة ردت بمثلها:
-صباح الورد سيد أدهم...
تعمدت نطقها سريعًا لكّي لا تفضحها راءها، ووجنتيها الغائرتين محفوفتين بخجلٍ وتعثر.
أخبرها:
-ملفات الجرد خاصتك أبهرتنا، أنتِ الوحيدة التي صححتِ القيود دون مراجعة!
كثيرٌ عليها ما تسمعه، أحنت رأسها بثقة تفتقدها تجيبه:
-شكرا سيّد أدهم أقدر لك إشادتك بي...
هربت من أمامه تتخيل كرة الدهون المتمثلة في جسدها والتي سيغض طرفه عنها بكل تأكيدٍ، نفخت بحزن ووصلت مكتبها، لفتها مغلفٌ ما فسقط قلبها فرحة ربما هذه مكافأتها.
لم تتردد ثانيتين وأزالت اللاصق الخاص بها، فتعطلت لغة حواسها للحظات تكرر المكتوب:
((ذات شتاء، أخذتِ مني كتاباً وقلباً أمانةً مستردة، ما لبثتِ وأعدتِ الكتاب دون قلبي! أو لم تتعلمي رد الأشياء كاملة؟ أرجوكِ رُدّي إليَّ قلبي!))
رسالة قصيرة بخط أقرب للبشاعة ترافقها قطعة من بسكويت تويكس، هذه الرسالة الثالثة التي تتلقاها في هذين الأسبوعين، إذ سبقتها أخرى:
((أستودع قلبي في كلِّ لحظةٍ عندك وأغبطه لحظه، طلبي اليوم مغايرٌ لقلبي التواق لكِ اعتني فيهِ "قلبك" لأجلي!))
لقد حارت في هوية المرسل بكشف ضمت فيه أسماء أبناء الحي والزملاء الحاقدين والزميلات الحاقدات..
يختل توازنها العقلي مع ابتسامة مديرها اليوم، وكما تعلم فإنه متزوج ومنزه عن السقوط بلعب عيال، فمن سيكون المرسل؟ هل هو أحد يضحك عليها؟ مديرها أدهم كان معها في الجامعة، وتبادلت معه الكثير من الكتب هل يعقل أن يكون هو؟!
بقهر تناولت حبة البسكويت تأكلها والحمية تنعى الشاي الأخضر الذي سيدخل جوفها ويحتار من أين يبدأ، بتلقائية جاءت إليها زميلتها سلمى تمعن النظر فيها رأت شرودها فسألتها:
-هل عندك علم بتسليم التقارير الشهرية!
أجابتها جيداء بشرود تقضم آخر لقمةٍ من البسكويت:
-يوم الخميس صباحًا، انتبهي المدير الجديد متشددٌ جدًا؟
سألت زميلتها:
-أدهم؟
أومأت جيداء وقصت لها الموقف، على ذكره قَدِم ومجددًا خصّ جيداء بحديثه، راقبت زميلتها الموقف وبعفوية أخبرتها:
-جيداء المدير على ما يبدو معجب بكِ!
مذاق الحلو ما زال في فمها فأجابت تحت تأثيره:
-لكّنه متزوج!
ردت زميلتها:
-انفصل منذ فترة...
العقل الباطن بدأ يربط الخيوط، فدق قلبها إثارة، والرسالة تحفر حفرًا في ذاكرتها بما ينقش دون أن يفنى، فأحبطت النحت في جدار أنوثة انقضّت زميلتها التي هتفت بتأنيب وخفوت:
-جيداء أنا أحبك وأنت بمثابة أختي... لكن عليكِ أن تهتمي بنفسك أكثر، خففي من وزنك لتثبتي مساعيه الجادة حولك!
انكمشت جيداء على نفسها، وملامحها غطتها الخيبة، فبررت زميلتها:
-أتمنى ألا تغضبي مني، لأنني حقًا أقولها لأجلك، وأنتِ من تهمينني!
حارت كيف تحكي سلمى:
-المظهر العام مطلوب، بل للأسف هو الواجهة التي نحكم فيها ونقرر فيها القبول أو النفور، بغض النظر عن الشعارات المتعلقة بالمعدن والمكنون، نحن كبشر هذه اهتماماتنا..
أومأت جيداء باسمة لها:
-أنا أفعل أساسًا، ولم أغضب منكِ أبدًا، شكرًا لك ولاهتمامك..
التفتت سلمى نحو المكتب، غافلة عن دمعة يتيمة رطبت المغلف الزاخر بالحب، تبكي ألمها لجسدٍ أنهكها دون توازن.
**
على أصوات الحياة في الشارع تفتحت عيناها، بيأس رمقت موسى الذي لم يستيقظ للآن، هذا اليوم الثالث لغيابه عن عمله، أوقظته:
-موسى حبيبي، ألن تستيقظ؟ الساعة تجاوزت السابعة!
لا يرد كجثة يبدو أمامها، نزلت بأناملها نحو يديه التي تعشق عروقها، تلكأت سبابتها عن الوريد هناك حيث نقش مطبوع لا يغادر يده، فضولها مصيبتها وحيز ضعفها الأكبر حاولت الإمعان فلمحت إزرقاقا واضحًا يتوارى خلف النقش، توجس قلبها بالخيفة، وركضت نحو والدته تخبرها:
-أظن أن موسى ليس بخير يا خالتي وأعتقد أن هناك خطأً يحدث معه!
سحبت والدة موسى من نارجيلتها تخبرها:
-وضبي المنزل واشطفي الدرج وأرضيات المنزل ثم عودي لي!
تأففت بغيظٍ وركضت نحو المنزل تنظف وترتب ونصف الأشياء ترتبها بلا ترتيب وتمسح بغير تنظيف أظننتم جهدًا بحق من ضحى؟ مؤكد لا!
هي تعمل لتأكل هنا، موسى لا يأتي بطعامٍ للمنزل وبكل أسف لا تريد إثبات نظرية عائلتها، لذا سترتدي ثوب التضحية، وتبرهن للكون حُسن اختيارها
عادت لها وقصّت لها ما رأت، فلم تنكر عينا والدته اللتين توسعتا ثم ما لبثت أن أخبرتها:
-عليكِ أمر شفاؤه!
قطبت ضحى مستغربة، لتكمل الأم:
-طفل.. الحل طفل يرمي بالحب والمسؤولية في قلبه، لا تعلمين تأثير الطفل على حياتكما..
زمّت ضحى شفتيها بتفكير ثم ما لبثت أن سألت:
-موسى لا يتعرف على البيت وأنا وحدي، كيف ومعي طفل!
ضربت والدته بكفها فخذها:
-وما الذي أحاول أن أشرحه لكِ؟! الطفل سيجعله مسؤولًا، لن تستطيعي التحكم به إلا من خلاله، هل فهمتي؟
تحمست بقوةٍ للفكرة، طفلٌ يعود بموسى لها وتُسعد وتحقق أمانيها، عادت له، بذكاء منقطع النظير ارتدت غلالة وهيأت نفسها أوقظته وأعدت له الغداء التي طهته والدته، تناوله بأجفان تحارب النوم، وعن رؤيتها ودعوتها الصريحة له لم يتردد واقترب حد الامتزاج كنفسٍ واحدة، لقاءات صاخبة، تطير تفكيرها ومنطقها.. لموسى تأثير قاتل عليها، اقتربت منه بعدما خرج للردهة تهمس له بنعومة ترفع كفه تضعها على بطنها:
-ماذا لو جاء لنا طفلٌ الآن؟ كيف ستبدو حياتنا؟!
نفض كفه وأجابها بجفاف:
-باكرًا على قدومه، ليس وقته الآن..
قطبت تسأله:
-لماذا تزوجنا نحن؟ لكي ننجب أطفالًا
التفت إليها بغضبٍ ومفعول الأقراص بدأ يعطيه ذات النشوة والطاقة العجيبة:
-هل أمتلك ما يكفي لأن أصرف عليكما، الموضوع يحتاج لاستقرار مادي ومعنوي ما أن نحصل عليه سنفعل..
رباه لم تتوقع ما هتف به، سألته ببكاء:
-لمَ تزوجتني إن لم تمتلك كل القدرة لفتح البيت والمسؤولية؟ عدا أنني سأخبرك.. يقولون كل طفلٍ يأتي يرزقه معه، دع الأرزاق لله فهي ليست بأيدينا.
شد على جسدها بقسوة:
-انظروا لمن يتحدث بهذا الإيمان؟! لم أعرفك ست ضحى! جيد ذكرتني لتبتاعي أقراص مانع الحمل يا حبيبتي..
-لن أفعل
رد عليها بقبلة أخرستها:
-ستفعلين لأجلنا..
ولأجله مضت ترضى بالخطأ الأهم ألا تثبت استقامة المنطق، ترضى باعوجاجه.. والنقطة تلّوح بمشكاتها لكنها اختارت فواصل الظلمة عنها!


يتبع....




soha, m!ss mryoma, Topaz. and 7 others like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 25-09-21, 10:26 PM   #678

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


تزداد محنها تباعًا، وإيمانها يتعرض لابتلاءات تسأل النجاة منها، بشكلٍ يبدو لها غير ملموسٍ أو يظهر وتخفي في نفسها لكيلا تتأزم، باتت السوائل تزداد بجسدها بشكل مفرطٍ، وسمنتها مقلقة وتنتظر شهرها السابع كما حددت لها طبيبتها.
لأجل الصيدلية التي بدأ بها وضاح دعته، وبكرمٍ أجهدت نفسها، تدور ببطنها المكورة، تمسح حبيبات عرق نضح بها جبينها، أكملت إعداد محشي ورق العنب كما يحب وضاح، وبدأت بإعداد الأطباق الأخرى..
أتمّت إعداد طبق الحلوى التركية كما يحب، وأطفأت القابس الكهربائي، خشيت ألا يأتي وضاح فهاتفته بصوتها المتعب فردّ سريعًا:
-كنت في طريقي إليكِ أقسم لك، لكن وصلت شحنة الصيدلية.. سأذهب للاطمئنان على سير الأمور وتنزيل الشحنة، ربما أتأخر للمغرب!
بأنفاسها ثقيلة كما كل شيء فيها تخبره:
-خشيت ألا تأتي؟ لماذا هل ستتطلب الشحنة كل ذلك؟
التهى عن سؤالها بصوتها المتعب، تشقيه بعنادها وعطاءها الأثير لكل شيء فيسأل بلهفة قلقة:
-ما به صوتك، هل أتعبت نفسك لأجل قدومي، بت أمقت المجيء إليك لفرط ما تحملين نفسك!
شعرت بدوار، فاستندت بكفها على الحاجز الرخامي تجيبه بنبرة واهنة سيطرت عليها قليلاً:
-فداك تعبي وشقائي، إن لم يكن التعب لأجلك فلمن يكون؟
أثلجت صدره، فرونق وحدها من تروي بدفئها جليد أيامه، تسطع شمس إيمانه بها، ولولا وجودها بحياته لا يدري ما الذي يفعله؟
ما من أحدٍ كان قنطار إلهامه سواها، تعيش معه الأم والشقيقة والصاحبة، ولزوجها أضعاف ما تعطيه، يشفق عليها من قلبه، ولا يعلم من أين يأتي مخزون طاقتها..
بتر رده وحديثها دخول علاء الذي يشفق هو الآخر على حالها، ويحزن لتعبها فيستأذن ليكون برفقتها، في ظل حالتها الأخيرة المتأزمة بحملها المجهد بظروف تختصهم بها، يشعر بثقل ضميره نحوها بما تجهد نفسها فيه ولا تريح جسدها كما عقلها، تسربل بنعومة نادته فيها رائحة ورق العنب، ضمها من الخلف فترنح جسدها، ثبّتها بكفها وانحنى نحو هاتفها يسمع محادثها:
-أنا رجلٌ يغار، كل هذا الكلام بحقك يا وضاح ما الذي تركتهُ لي؟؟
تبتسم بنعومة يحيطها بهالته فتستكين حواسها ويمسح تعبها، يميل عليها يستمع لرد وضاح وكفّه تملس على بطنها المكورة:
-ألا يكفيك سرقتها مني منذ سنوات، تستكثر عليّ قولها؟؟
مستهجناً يأتي قول وضاح، فيتبختر علاء كالطاؤوس متشدقًا:
-أنها امرأتي وأستأثر بجميل قولها لي!
تحب مناكفتهما حولها، أنهما الأغلى والأقرب وصوت وضاح يصدح بما يسعدها:
-إنها شقيقتي الصغرى، ورغمًا عنك ستدللني كصغيرها!
جذبت الهاتف من كف زوجها:
-كلاكما تحتلان النصيب الأكبر من قلبي..
ولم تنه القول إذا جاء ردهما مستنكراً لا تدري من الأسرع..
-أنا زوجك ولي النصيب الأكبر!
-أنا شقيقك والأحق بنصيبك الأكبر!
تضحك على مزاحهما، داعية في سرّها أن تدوم حياتها بهذه السعادة، استعاد زوجها جديته متسائلا باهتمام:
-متى ستأتي؟
أجاب وضاح:
-سأمر على منذر أولاً، جاءت شاحنة قبل قليل سأعاينها ومن فوري إليكم..
بعثر شعر رونق التي بقربه وهتف:
-حسنًا، بانتظارك لا تتأخر!
أنهى المكالمة والتفت إليها تدور نظراته حولها باهتمام وشيئًا من غضب مكبوت استأثره لنفسه وخرج معاتبا بلين:
-ما بك تبدين شاحبة؟ لم لا تردين علي ونأتي بمساعدة لك، عوضًا عن مشقتك..
تطمئنه بابتسامتها وهي تمد كأس عصير ترطب به جوفه تلقفها بامتنان:
-لا عليك أنا بخير، توقعت قدومك حمّامك جاهز كما قهوتك التي تحب!
جذبت كفّه تقوده إلى غرفته، أخذت عن السرير منامته المعطرة، وناولته إياها، تنتظر سترته وملابسه التي يرتديها لتعلقها فهتف:
-لا أريد منامة بيتية، أود ملابس مريحة!
بدلت قدمها وأسندت بثقلها على الأخرى، ومضت نحو الصوان تخبره بابتسامة واسعة:
-كما توقعت، حضرت لك هذا البنطال والكنزة الخفيفة هاته..
ثم أكملت بنشوة:
-وبالمناسبة هي نفس ملابس باسل.
كما عودته تنسق ألوان الملابس ونوعيتها للعائلة كاملة، فيفرح طفله بكونه بدا بمنظر الرجل الصغير..
ثم مالت عليه تقبل وجنته:
-رجلاي الأكثر روعة على الإطلاق، والمحظوظة بهما!
يخلع سترته ويناولها إياها، فتقدمت تفك أزرار قميصه، تنتظر منه كعادتها ما يسعدها ومكافأة يومها..
-ما من محظوظ سوانا يا رونق
ضحك معها وضمها إليه يوقن في نفسه أن رونق، بالفعل عطر حياته، والمرأة التي لن تتكرر بمثاليتها واهتمامها بما لا يطلبه ولا يسأله، شاغلها بشهيات القبل واللمسات، فانسلت من أحضانه الحبيبة:
-هيا لا تؤخرني، ورائي العديد من الأمور!
عبس ورد بوجوم:
-هادمة اللذات!
أنّبته بدلال يليق بها:
-وضاح على وصول هيا!
دفعته من ظهره إلى الحمام، ورتبت شكلها المتعب الذي ازداد وزنه بشكل ملحوظ بفضل السوائل وضغط الحمل، ولا بأس كله يهون، هي سعيدة وهذا الأهم..
**



يتبع...


soha, m!ss mryoma, Topaz. and 7 others like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 25-09-21, 10:29 PM   #679

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




أبواب الخريف تطرقها باستيحاء هبّات الشتاء بعجلٍ يخالف رقتها الباردة، بتؤدة يمرّ على ما أعثته المواسم يروي عجاف الأيام وشحّ عواطفها، لنا موعدٌ مع العطف، وحده الشتاء من يربت بحنوه وبرده الدافئ قلوبنا..
فتحت ثريا ستائر غرفتها في المدرسة، والندى يغريها بقرب الشتاء، كوبت كفيها حول كأس شايها الغالي، طرقات ناعمة على الباب أفسدت متعتها ولن تنكر فأذنت للطارق:
-تفضلي.
التفتت فوجدت طالبة مترددة تهتف بخفر:
-هذه أنا.. هل أستطيع الدخول؟
تبسمت لها ثريا بتشجيع تحثها :
-بالطبع حبيبتي تفضلي..
دخلت الفتاة ودارت ثريا حول الطاولة تسألها:
-بما يمكنني أن أساعدك، عيناي لكِ!
سألت الطالبة:
-هل يمكنني الجلوس؟
أشارت بكفها بحرارة:
-بالطبع تفضلي خذي راحتك..
رأت تنفس الطالبة يحتدم والصراع على وجهها قائمًا بخوف، فعلمت بقدوم كارثة تنطقها الملامح والإيماءات، بدون أي مقدمات:
-أريد منك مساعدتي آنسة ثريا
هزت ثريا رأسها لها فنطقت الطالبة بصوت جلية ملامح رعبه:
-لا أريد لأي أحدٍ أن يعرف، حتى عائلتي ..مصيبة لو عرفوا أقسم لك ربما يقتلونني..
حسنًا لم تتوجس فقط، بل أنبأها حدسها بنصف الموضوع فأخبرتها بتشجيع:
-ستكون بيننا، تحدثي..
بارتجاف أكملت:
-اخترتك تحديدًا لأنك الوحيدة التي لن تنظر لي بدونية أو تقزز!
قاطعتها ثريا بعد أن جاورتها:
-قولي ما تشائين لا يحق لأيٍ كان أن ينظر لك هذه النظرة مهما فعلتِ..
وبحزم تجلى في صوتها أكملت:
-ثم إياكِ أن تزرعيها داخلك أو أن تفرضيها على من حولك، وعني فكوني أكيدة بأنني لن أخذلك وسأكون عند ثقتك.
أسبلت الطالبة أهدابها والبوح على أعتاب الشفتين فقالت أولاً:
-لكنني أستحقها
كزت ثريا على أسنانها:
-لا تستحقين.. كفاكِ من الهراء الذي لن يفيد هيا...
لم تتم ثريا جملتها إذ هتفت الطالبة سريعًا:
-أنا أحادث شابًا في الهاتف وطلب مني صورًا وأرسلتها له..
حسنًا تعاملت مع الأمر مسبقًا، وجاهدت ليالٍ طوال في كسب طرق لإنقاذ الطالبات، وأولهما شقيقتها ضحى، لكنها لا تستطيع السيطرة على انفعالاتها، كوجهها الذي شحب فجأةً، وعينيها الزائغتين بصدمة، كنفت الطالبة مشاعر الحرج وسوءة الفعل فهتفت بذعر:
-أ رأيتِ! الموضوع ليس بسيطًا، حتى أنتِ تفاجأتِ، وملامحك شحبت بصدمة.. هذا ما توقعته..
لطمت وجهها تهتف ببكاء:
-أنا أخطأت، ما الذي أفعله، أقسم لك سيقتلونني!
بارتجاف مدت ثريا كفها نحوها تهتف:
-لا أنا لستُ متفاجئة، ولكنها ذات المشاعر التي تنتابني بالحزن كل مرة..
وبصوت خاوٍ خرج رغمًا عنها:
-حين أرى زهرةً مثلك تعاني!
أجلت ثريا صوتها تكمل:
-لكن لا عليكِ، مررتُ بحالاتٍ مشابهة، وكلها تجاوزانها بهمّة عالية كما سنفعلها نحن..
ثم ببسمة حنون رسمتها ثريا سألت تحثها الحديث:
-وماذا بعد؟
بالنظر لملامح الفتاة، ترَ جزءًا مكللاً بذنب لا يتعلق بالشاب وحده، بل معضلة خاصة متورطة بها بإجرام نفسي فأكملت قولها بصوت خافتٍ، وعينان لا تجرؤان النظر بوجه ثريا:
-لكنه يهددني بالصور ويبتزني لأمور لم أكن أعلم عنها ولا أعرفها!
تظنها لحظة، لكنها لحظاتٍ التي قضتها في تجاوز الصدمة، هتفت الطالبة باختناق:
-من فضلك آنسة ثريا ساعديني لأكمل. أنا مخطئة وأعلم لكنكِ لا تساعديني!
ردت ثريا بهمس:
-أنا معك.. أحاول التفهم.
بجهاد اعتلت صهوة الثبات، ونظمت نفسها تكبح سُبّة بذيئة تسألها سريعًا وإن كان السؤال مقهورًا وعاتبًا:
-هل فعلتِ؟؟
ارتجفت الطالبة بعنف ترفع بصرها تجيب بحيرة:
-فعلتُ ولم أفعل!
انقلبت الأمور؛ بثورة قلب ثريا المنتفض بغضب على الفتاة. ولحالها، فسألت متوجسة تحاول ضبط أعصابها لكيلا تلطمها:
-يعني؟
ردت الفتاة بعد النفس الحارق وأناملها تعاني الافتراس منها:
-دخلت إلى المواقع التي طلبني أن أدخل إليها.. وجدتها مواقعًا مخصصةً للـ...
وصمتت، تغمض عينيها، وثريا فعلت المثل!
في ميزان البوح تتساوى كفتا النجاة والهوان!
كفة الحرية تكلفها كفةً كاملة من اعتراف هوى النفس وذنبها!
بقدر جمال التحليق، ثقيلة هي الكلمات التي تصف جُرمنا!
تجاهد في البوح وتتفهم ثريا، لم تجد سوى كأس شاي كان بالأبريق تصبه لها طلبت أن ترتشف منه:
-اشربي بهدوء ولا تضغطي نفسك، كل شيء سيكون على ما يرام لا تقلقي تحدثي براحتك..
ثم بابتسامة مجاملة أكملت ثريا:
- أنا لستُ معلمةً ولا رقيبةً لتحاسبك، اعتبريني عابرًا ستفضين إليه حديثًا وتمضي.
أسبغت عليها هدوءًا تحتاجه وحين استجمعت الطالبة زمام نفسها قالت:
-دخلت للمواقع التي طلب مني أن أفعل مثل روادها بالحرف، لكنني لم أفعل له، أو بالأحرى لم أستجب لطلباته.
رباه كادت ثريا أن تطلق أنفاسها المحتجزة فسألت سريعًا بحذر:
-ما أمر الصور إذن؟
أجابت الطالبة:
-يهددني إن لم أتعر وأفعل تلك.. تلك...
ثم هتفت بصوت راجف:
-أنتِ تفهمينني بما أقصده، المهم إن لم أفعلها سينشر صوري!
تهكمت ثريا:
-الله، خليط هرمونات وقذارة عالي المستوى.. ونعم الاختيار
وبلسان لاذع:
-يا رب أوقعه بيدي، لأعلمه وأمثاله الأوغاد الكف عن رمي قذارتهم نحو الضعفاء!
التفتت للفتاة ترمقها بقلة حيلتها وخوفها فنظمت افكارها تخبرها:
-لنأخذ الإيجابية من الموضوع، ندمك الواضح جليًا بعدم ترددك وطلبك للمساعدة..
تنفست برفق تكمل:
- ثانيًا عدم خوضك الموضوع ورؤيتك بالفكاك منه أول حل، والأهم أنك لم تستسلمي لابتزازاته، أنت قوية حقًا تثيرين إعجابي..
لم تغفل عيناها راحةً تنشقت بها تقاسيم الطالبة فسألت بجدية:
-نأتي للشق الأهم، ما هو شعورك حين دخلتِ تلك المواقع!
اصطكت أسنان الفتاة بعنف، خبيئة عاطفتها غشت سحنتها فاعترفت بحقيقة:
-في بادئ الأمر شعرت بنفورٍ مقيت.. ثم ما لبث الفضول يحثني المواصلة وشيئا فشيئًا ملأتني الإثارة المخيفة التي كادت تسقطني بالهاوية أو على شفا حفرةٍ منها، يبدو الأمر بإغراء حبة حلوى فيها سحرٌ لا يقاوم..
ابتلعت ريقها وثريا ترصد كل شيءٍ منها:
-كان يطلبني وكنت أتحجج بالمشاهدة لاكتساب الخبرة، وفعلاً أمضيتُ وقتًا طويلاً.. يبدو الأمر في بادئه انبهار، ثم تعويدٌ، ثم ..ثم ما يشبه روتين تعتاده و..
هتفت عنها ثريا:
-شعرتِ بالملل؟
أومأت بنعم وأكملت:
-في كل مرة كنت أشاهد، أشعر بذاتي تتنازع بين لذة النظر وجرم الخطأ، وكأن.. وكأن شيئًا ما يبغض ما أشاهده ويبرهن لي بشعوري كل مرة..
نطقت ثريا فورًا بانفعال:
-أنها فطرتك، فطرتك السليمة التي لم تجعلك تتمادي!
سالت دمعة الذنب، وحرارة سوط المغفرة تغريها بطمع التوبة، فالتوبة تستحق:
-لم أكن أصلّي.. وفعلتُ للتخلصُ من عاتق الأشباح التي تتلاحم داخلي، أستحضر الخشوع وأفشل!
زمّت ثريا شفتيها بغضبٍ، والمراهقة أمامها تخنقها بالقول لكنها تركتها حتى أكملت:
-وجئتك لأنني أثق بكِ، ساعديني من فضلك، للتخلص منه ومما أشاهده وقيده الذي يحكمني!
أجهشت بالبكاء فرق قلب ثريا لها أمسكتها وضمتها إليها بأمومية مفطورة عليها رغم غضبها ونفورها غصبًا، أفرغت جعبتها ولما انتهت أسندتها تخبرها:
-كل ما قلتهِ جعلكِ تكبرين بعيني بشكلٍ لا تتخيلينه، أنت محاربة صغيرة..
رفعت رأسها إليها:
- حاربت بذرة الشر، ونزغ الشيطان ببسالة تحسدين عليها، لقد قاومتِ هوى نفسك التي مالت رغمًا..
أغمضت عيناها تسحب دفقةً من هواء تكمل إليها:
-تلك الأماكن التي طلب منك زيارتها مليئة بالمجون وفساد الفطرة السليمة ومدعاة للفاحشة، بل كل ما يحدث بها فواحش قاتلة!
بحياءٍ جرأت ثريا على نطق الآتي:
-حتى عندما تكبرين وتتعرفين إلى الأشياء بوضوح، ستجدين أن تلك المواقع تعج بالأشياء التي لا تحدث أصلًا ومحرمة على الأزواج بشرع الله.
رفعت الطالبة بصرها فعانقت عيناها السمحة بتشديد، تردف بهدوءٍ:
-أعلم أنك في عمر يبحث فيه جسدك الفتي عن الكثير به ويحاول أن يستكشف.
أسبلت الفتاة أهدابها بخجل وثريا تخبرها:
-لكن لا تستبقي المراحل، واتركي لسجيتك وطبيعتك التعرف بما يناسب بيئتك النفسية وكينونتك كمراهقة لم تتجاوز السادسة عشر..
ملست على كتفها تنطق الحروف بحذر:
-لا تطوري الجزء الحسّي والنفسي لديكِ بأسوأ الطرق الممكنة..
انتقلت أناملها نحو وجنتها:
-لأجلك سأعقد مع المرشدة حصة توعوية لهذه الأمور وأزودكن بنصائح أفضل..
وقفت من فورها تستل كتيبًا وقلمًا قائلة:
-أعدّك بأنني سأحاول جاهدةً البحث عن سبيلٍ للخلاص فيما أوقعك فيه، قريبًا جدًا، لكن الأهم إرادتك القوية وثباتك!
استفسرت الطالبة:
-إرادتي؟؟
أجابت ثريا:
-سآتيكِ بالشرح.. صحيح ما اسمك؟
أجابت بخفوت:
-براءة..
ابتسمت تخبرها:
-جميل اسمك..
ثم جاورتها بعملية تهتف:
- الخطوة الأولى للتخلص من المواقع وتأثيرها أن تخوضي تحديًا يخصك وحدك، تهزمي فيه مخاوفكِ وكل ما يعتريك جراء المشاهدة والاطلاع، تثبتين لنفسك أن فطرتك انتصرت ولم تعد لسيرتها الأولى..
حارت فسألت:
-كيف أفعل؟
أجابتها ثريا بتفهم:
-حربك قوية تخوضينها بسلاحِ الإيمان والثبات، الإيمان أن تخشعي وتصلي حدود اليقين المطلق، واثقةً من أنك أقوى وأثبت..
-وعن الصلاة؟
أجابتها بحسمٍ:
-تؤدينها بجوارحك المطلقة، تستلذين فيها بنسج الخيط الذي تقتربين فيه من الله.. وهذه أسهل طريقة لضمان الإيمان وتحصيله..
أومأت براءة بحماس:
-حسنًا
بعزمٍ وقوة عادت ثريا ببأس صوتها:
-والحقير ذاك، أعطني اسمه أولًا!
تلجلجت براءة بتخبط:
-لا.. سيهددني!
صرخت ثريا:
-هذا العته والتخبط كما الخوف الذي يشعُ منك، الغه قبل أن أقتلك..
تنفست بغضب، تغمض عينيها بصبر والتفتت للمذعورة التي زاد رعبها:
- أولُ سلاحٍ لك لتواجهيه قوتك، أن لا تضعفي، لا تترددي لا تبدي بمنظر الأرنب المذعور حسنًا؟
أومأت سلبًا فحكت ثريا بجدية:
-ستعطيني اسمه، ومعلوماته كاملة هذا ثانيًا
قاطعتها براءة بخوف:
-وإذا هددني!
ردت ثريا بمكر وثقة:
-قولي لهُ ببساطة لن تجرؤ، لأنني أمتلك بحوزتي ما يدينك عند الجرائم الالكترونية!
ومع أنها تعلم أن الجرائم لا تحمي المغلفين أمثال براءة، إلا أن ذكرها يسبب رعبًا لأشباه الرجال القذرين..
-هل سيخاف؟
-سيموت رعبًا، ويزيد من تهديدك، الأهم أن لا تظهري خوفك وترددك!
حسمت الفتاة أمرها تهتف:
-حسنًا آنستي!
غادرتها الفتاة بعدما أملت عليها معلومات الغبي ذاك، وإن كان لموسى فائدة فستستخدمها اليوم لصالح الفتاة وتبعث به لمن يهدد تلك المسكينة التي سقطت بالوحل لكنها اُنتشلت..
غادرت لغرفة المعلمات ودواءها السريع من هذا الصداع كأس شاي بالطبع، وصلت وجدت بيد بسمة منتجات بشرة، تجربها على المعلمات حيتهن وهجمت عليها بسمة تمد لها مرطب شفاه ملون:
-جربي هذا اللون أود تجربة لونه وفعاليته
تدخلت ميسر التي وضعت أبريق الشاي على الغاز برؤية ثريا سيدة الشّاي:
-لا يصح يا ميسر، ثريا شفتيها لونهما مورد طبيعي تبعًا لطبيعة بشرتها، إجحاف بحق المقارنة أن تجربيه عليها..
لإغاظتها مدت ثريا كفها تسحب المرطب وبكرم باذخي زارت شفتيها المتشققتين بفعل الجفاف بسخاء المرطب، أطبقت شفتيها بغرور تهتف بمكر مصطنع:
-ها كيف أبدو؟
تبسمن المعلمات:
-صنع لك والله..
ناولتها إياه ميسر تقول اليها بجدية:
-هو لكِ خذيه، هدية مني لكِ..
قبلته ببسمة وانتظرت قدوم الشاي، ولأن غرفة المعلمات عامرة كخزانة الأم في المنزل، أخرجت معلمة معجنات، مثالية مع كأس الشّاي الذي حضر.. لاكت أول لقمة، وهاتفها يصدح باسم ضحى، وعن ضحى فمقرونة بالمصائب والكوارث ليس إلا، دست اللقمة في فمها ومسحت شاشة الهاتف .. دون مقدمات جاءتها فدوى بالبشرى:
-ضحى سقطت مغشية ًعليها
ابتسمت بغير نفس وهمست لفدوى بذهنٍ شارد حقًا:
-مؤكد حامل، لم يمض على رحيل نائل سوى شهر، وقتها المثالي لاكتشافه!
زعقت فدوى بصراخ:
-أنا فدوى يا غبية، كنت لأكون حاملًا فعلًا، لكنني الآن على مشارف الولادة، أخبركِ ضحى من سقطت مغشيةً عليها
تجاوزت بسرعة ما أحدثته بسوء فهمها، فسألت:
-هل استفاقت؟ هل هي بخير؟؟
صوت طفل فدوى الصغير الذي يتعارك مع سماعة الهاتف قطع عنها الصوت بعد صبرٍ جاء صوت فدوى تطمئنها:
-لا استفاقت، لكنني أشك بحملها!
شاخت عيناها بالعجز، سكن في الحدقيتين بريق يسأل السلوى، استفردت النفس بالأثقال، وهنت والمقاومة تحتضر!
-سأوافيها في الحال!
خرجت من المدرسة تعارك ذباب الحي بعصبية، طامة فيما لو كانت الغبية حامل، هذا نصيبها في الحياة أن تعيش بلا رجال، حتى من تشاركت وإياه رحم والدتها يترك لها نذرًا يسيرًا من مال سفره، لا يكفي حليب الرضيع الصغير، خمس سنوات بأربع اطفال، الفائز بجدارة بمارثون الإنجاب، وشقيقة ساذجة غبية تزوجت بمن يمنحها لقب الأمومة كل عام هو الآخر، والثالثة ستكمل المسيرة، تزفر بقنوط أملها، وعسر مسعاها وصلت محل الألبسة الذي تعمل به واستقبلتها نظرات عرفات الجائعة، سلمت عليه فاستقبلها بضحكته التي تزينها أسنانه الصفراء متسائلة بسخرية متى كان آخر ظهور لفرشاة أسنانه في فمه مثلا!! قال بفرح:
-أنرت المحل..
يهتفها ببشاشة متسائلاً بعجب:
-مبكرة اليوم، على غير عادتك؟
ردت بتعب:
-بالفعل جئت مبكرة، أودك بخدمة ما!
ترقب وجهه، وتلبس صورة الفارس الممتطي الجواد ملبي رغبات الأميرة:
-تفضلي، ما الذي تريدينه وأستطيع مساعدتك به!
-أود الغياب ساعة، وآتيك بحدود الساعة الرابعة!
اقتصت الخيبة من أفكاره الحالمة، ترفض ملامحه تأخرها فسألها فضوله:
-لماذا، هل هناك شيء ما؟
شوحت كفيها بتعب وانحنت برأسها نحو الطاولة:
-أبدًا، لدّي عمل صغير أقوم به وأعود لك حالاً..
تنامت الوجيعة المكسورة في قلبها فارتقت حد أن امتلأت بها عيناها، ترددت شفتيها بالقول وكانت ممتنة لمراقبته التي أعفت سؤالها، تبًا للحاجة والضعف فسأل:
-تودين أجرتك الآن؟
جاءت إيماءتها بزفرة تعب، فمد لها بيوميتها بكرم باذخ يتشدق بنظرة الوهاب:
-تفضلي يا الثريا!
أخذت منه النقود بوهن، مسحت على تنورتها وبصره يتابع مسار حركاتها، هزت رأسها بلا حيلة وريقها يفقد ربيعه من كل نظرة مسمومة منه، خرجت من عنده تبحث سيارة أجرة وفي انتظارها متحملة نظرات الواعدين بمستقبل وتعليقات تخصها وحدها بمنظر جسدها الأكثر من ملفت بدقة خصر وامتلاء من الأطراف، لفت نظرها وجود صيدلية بيافطة كبيرة، شهقت متعجبة منذ متى هنا صيدلية!
سألت عجوزا يجاورها فرد عنها آخر بصحبته:
-لم تفتح بعد، افتتاحها بعد أيامٍ!
شكرته وفيض من سعادة يغمرها، ستوفر أجرة نقلها للمدينة تجلب حاجتها الضرورية، خطت نحوها بسرعة
ووصلتها، كانت في فوضى وصناديق الأدوية تتكدس في المكان ببعثرة، ورجل يمسك بدفتر يعاين الصناديق فيما الآخر يعتلي سلما خشبيا ينظم امورها
-السلام عليكم..
التفت الرجلان للصوت الأنثوي، ومنذر تعثر بدرجة السلالم لصدمته الفرحة سرعان ما ثبت قدمه مستدركًا نفسه من سقوط محتم فيما قطّب وضاح، ورفع القلم فوق أذنه، تقدم منها والدفتر بين يديه:
-وعليكم السلام، تفضلي!
ازدردت ريقها تلتفت حول نفسها في حرج بالغ مما ستطلبه في ظل هذه الفوضى، لكنها تموت ولا تخرج دونها فهتفت:
-في الواقع، أود شيئا طارئا وأعلم أن الوقت غير مناسب!
تلبست روح الطبيب منذر، لا ليست روح الطبيب وإنما اللهفة قفزت منه،
فنادى من خلف وضاح:
-لا عليكِ، ما الذي تحتاجينه!
أخرس استرساله نظرة وضاح القاتلة بفمه الملتوي دلالة امتعاضه وعدم رضاه، فتجرأت ثريا بدعمه واندفعت بالقول:
-أريد اختبار الحمل المنزلي
تبدلت شهقة منذر إلى نظرة متحسرة، وحاجب وضاح يرتفع بدهشة مستنكرة يكبح فيها بسمةً ملحة، اختبار فحص حمل هذه البداية الخيّرة، ونعم البدايات أجابها بهدوء:
-متأسف منكِ، لا أعلم إن كان متواجدًا، وإن تواجد فلا أستطيع إخراجه في هذه الفوضى.
وأشار بكفيه نحو المكان ينتظر خروجها غير المرحب فحاججته:
-من فضلك، أقسم أن الموضوع طارئ ولا ينتظر تأجيل، وإلا لما جئت بوضعكما هكذا..
رن هاتفه فأخذه من جيبه جذب نظرها فنظرت إليه بغير إرادتها، يحكمها غض البصر عن التمتع بحسن ربنا، تاه منها مطلبها، وبرز المطلب الأهم، سارت مع كفيه فتراءى لها خلو اليمين من أي خاتم، وهذه مهمتها الأثيرية تفحص يد أي رجل يكون أمامها لوضعه ضمن لائحة العرسان المحتملين، بحسبة بسيطة باءت بها ملامحه أن الخاتم يقبع في اليسار، والآخر على السلالم أصغر منها، لا فرصة لها هنا، ولن تستسلم بحاجتها، رسمت المسكنة تهتف:
-أنا مضطرة جدًا الوضع لا يحتمل!
أدار ظهره لها، ومشى نحو الآخر معتذرًا، فقفزت بخطوتين وأصبحت أمامه:
-صدقني أكرر لك بأنني لا أستطيع الخروج من هنا دونه، أقسم أن الموضوع حياة او موت!
غاص قلب منذر، فتحرك السلم بلا إرادة، ووضاح يزفر بغضب فبررت:
-لا أستطيع الخروج إلى المدينة، نحن نعاني شح الخدمات، ولا أبلغ صبرًا لغد!
انحنى فظنت أنه استجاب لها، وبصرها يتابع كفه، التقط حامل الورق فأخفت خيبتها ولم تستسلم تكرر بإلحاح:
-ها، ألن تساعدني لو سمحت؟
ظنها خرجت وأخطأ ظنّه متشبثة بوجودها لاختبار حمل بدا وكأنه معضلة الكون بصبر نافذ، وجه عابس نطق بصوتٍ غاضبٍ:
-انظري، كيف سنخرجه من بين هذه الأكوام؟
اقتربت أكثر فبانت له سحنتها وللتو يولي لها نظره، وجنتان مرشوشتان بالنمش بفك جميل، وفم ثرثار سمة أي امرأة بالعالم
-أنا بحاجة إليه.. ترددت وأشارت نحو بنصرها، ادعت المسكنة بنظرة كاذبة وأشارت بكفها حول عنقها:
-سيقتلني!
لم يسايرها وضل برفضه فاقترحت:
-لا مشكلة أنا أبحث عنه!
ابتسم بغير مرح يتخصر:
-مؤكد تمازحيني!
ردت بمنطقها، والحيلة تطفو على محياها فتتوهج عيناها:
-أبدًا لم أكن صادقة بقدر هذه اللحظة!
-حسنًا أنا أبحث لك تفضلي!
جاء منذر الذي تبرع بتطفلها وعدم تقديرها تركها معه ساخرًا منه بفتحه أغلب الصناديق بلا فائدة، وعن وضاح راجع القوائم، وتأكد من الموجودات أنهى عمله ينفض بنطاله والتف حول الحاجز ينظم أمرًا ما، عادت له بعد مدة بوجه زاهٍ بالنصر:
-ها هو وأخيرًا!
وضعت الاختبار على صندوق النقد، فتلقفه بيسراه التي صعقتها بخلوها من أي خاتم، دققت بالنظر فمال وجهها يكذب ما اكتشفت، وأدركت متحسرة أن لا أثر في كلا الأصبعين، طاف ببصره نحو أنامله معها مستغربًا ما التقطته ولم يلتقطه، وصوت منذر أنهى التفحص بسؤالٍ ما، فهتفت بخيبة اقتصت من نصرها:
-تفضل!
نطقتها ببعثرة، تتحاشى النظر إليه، فيما ناولها الباقي وأخذته بأنامل راجفة، شكرتهما وحيتهما بهدوء:
-شكرا لكما، أزعجتكما بالطبع!
ضحكت ضحكة مهتزة تولي ظهرها للباب ويدها خلفها على مقبضه
-آية الرزق إن شاء الله..
وبغرابة أكبر
-سامحاني!
تبسمت وغادرت تحت نظراتهما المصعوقة، ووضاح يشيعها باستهجان، عائدًا لعمله غير واعٍ في خضم نقاشه معها أن غمامة قلبه جفلت عنه طيلة
وجودها.






انتهى الفصل .
معذرة لطوله، وقراءة ممتعة.❤

-ملاحظة قصة براءة لم تنته هنا.❤🍁

soha, m!ss mryoma, Topaz. and 7 others like this.


التعديل الأخير تم بواسطة Lamees othman ; 25-09-21 الساعة 10:59 PM
Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 25-09-21, 10:56 PM   #680

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 8 والزوار 38)
‏Lamees othman, ‏مريم احمدو, ‏أنثى المجدولين, ‏نانا, ‏Nora372, ‏نفوسا, ‏raniea, ‏فديت الشامة

جولتا likes this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.