آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Caitlin Crews - My Bought Virgin Wife (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          Kay Thorpe A MAN OF MEANS (الكاتـب : رومنسيات - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11596Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-10-21, 09:28 PM   #861

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



السلام عليكم ..

الفجر الحادي عشر .


رحم النوائب يلفظنا من معارك المخاض ظافرين بالبأس أشداء، أو ينبذنا خائرين ذاوين ومن الحياة كفاء.
..





لم تدر من أصيب قلبها، وكيف قذفت في سعير النوائب، بلا رحمةٍ تتلقفها، في خضم الألم نسيت الوجع.. نسيت ما حل وما سيهل، كانت متشبثة بحبل الله تبكي دون دموع وتهمس:
-يا رب يسر... يا رب يسر!
تملس بطنها تُطمئن الراقد فيه أنها تفديه بحياتها ومستعدةً للموت في سبيله المهم أن ينجو، كانت تبتهل في سيارة الأجرة التي استقلتها أنسام ومضت بهم إلى مشفى العائلة، دخلت رونق إلى المشفى تجرها العربة تتوسل أنسام وتحرصها بعبارة لا سواها:
-أمي.. أمي لا تخبروها.. أستحلفكِ بالله أن تعلمي علاء برغبتي، إن لم أخرج أو مِت أخبروها لكن الآن لا تفعلوا.
كممت كفها وأنسام تجاري عربتها:
- لكيلا تلتهم وجعها كاملا عليّ، لا تحزنوها لحالي بالله عليكم.
مست قلب أنسام بالشفقة فهدأتها:
-اهدأي لن أخبرها سيكون لك ما أردت، ادخلي وسمِّ بالله كلي يقين بأنك لن يمسك أذى وستخرجين إلينا بالسلامة..
أدخلوها الغرفة فطفقت أنسام تذرع الممر مشياً بلا حيلة سوى الدعاء، تزامن وصول علاء بعدهما بدقائق توجهت فيهن نحو طبيب يخرج من ذات الغرفة، يركض علاء هو الآخر يبحث رأته فتوجهت إليه تخبره بوجه مخضوض بالخوف:
-هي الآن في غرفة التشخيص سيد علاء، لقد دخلت منذ دقائق وكنت أود الاستعلام عنها، كانت شاحبة وخائفة أكثر من تعبها
سألها سريعاً يهدئ خفقاته المجنونة:
-كيف هو وضعها؟
تهدلت كتفاها بالحيرة ووجهه لا يساعد:
-لا أعلم.. صدقاً لا أعلم
كان حائراً متوتراً فمضى نحو طبيب يعرفه حيّاه باهتمام:
-أهلا سيد علاء، السيدة رونق في الداخل سيتم تحويلها إلى العمليات بعد دقائق؛ وعن وضعها فنحن نحاول قدر المستطاع جعله مستقرا إن شاء الله
دارت دائرة الكون به بذكر العملية رغم تهيئته النفسية إلا أن الطبيب فسر ما يحدث داخلا:
-رغم أنني لم أقف عند حالتها إلا أنني فهمت أن تعاني من تسمم الحمل الذي نتج عن ارتفاع الضغط كما وظائف الكلى غير مستقرة، والإجراء الأصح تحويلها للعمليات الآن وللتو، أي تأخير سيضرها والجنين بكل أسف.
-يا الله
همستها أنسام بجزع تتذكر شكوى رونق بعسر عملية الدخول إلى المرحاض هذين الأسبوعين..
رمقها علاء بتوتر فأحس بهما الطبيب وحاول طمأنتها:
-الدكتورة إسراء ستكون برفقتها، إنها بارعة جدًا كما أن العملية ستكون تحت إشراف استشاري بالمسالك البولية والكلى.. دعواتكما
تركهما يوجههما نحو مقاعد مخصصة فيما شرع علاء بمهاتفة منذر الذي ظنته أنسام والدتها فطلبته بتوتر:
-سيد علاء، السيدة رونق طلبت مني ألا تخبر والدتها إلا بعد الاطمئنان عليها وألا تخبرها إلا في حالة الخروج من العملية.
التفت إليها بحدة:
-ماذا يعني ذلك، هذه أمها كيف لا تحضر عمليتها!
تلجلجت أنسام والدمع يحرق عينيها حزنا على التي في الداخل:
-تقول لا تخيفوها عليّ، وبعد أن ينتهي كل شيء أعلموها
دار برأسه يغمض عينيه:
-آهٍ منك يا رونق..
في غرفة التشخيص؛ شُخصت حالة رونق سريعاً بجفاف السوائل وضعف كليتها اليسرى عن العمل، لم تتردد الطبيبة المختصة بتحويلها إلى العمليات سريعاً، خرجت تخبر من كانا برفقتها فلم يصدما بالخبر وعنها كانت بوجه عملي وحديثها جاد للغاية:
- تسمم حمل، وبكل أسف لم تراجعني ولم أشخصها، الآن وقعت بين يدي..
أغمضت عينيها تسترسل:
-بإذن الله سنحاول جهدنا معها، لكن عن الطفل لا أضمن سلامته، لأن الحالات المشابهة لضرر المشيمة قد نخسر فيها الطفل انتحبت أنسام:
-يا ربي عليكِ يا رونق.. كل هذا العذاب وبالنهاية يموت
تنفست عميقاً مع شهقة مرافقة السيد علاء:
-هذا احتمال من ضمن الاحتمالات التي يجب أن تكون عندكم مسبقا، وأنا أعطيكما إياه تفاديا لأي صدمة قادمة، سنحاول بقدر ما نستطيع ومع أنني أقدر مشاعركما، السيدة رونق هي الأهم!
كرر خلفها علاء فكان في أشد لحظاته إنهاكا وإرهاقا:
-رونق الأهم.. بالطبع هي الأهم، دكتورة إسراء رونق بين يديكِ وأمانتك!
هزت رأسها متفهمة :
-سأفعل كل ما بيدي.. الآن اسمحوا لي هناك عدة إجراءات سأقوم بها..
تركتهما تتحضر مع قدوم منذر تطلب منهم:
-صلّوا لأجلهما ..وتسلحوا بالدعاء بإذن الله كله سيكون بخير.
زفر علاء باختناق ينظر نحو الباب المؤصدة بينهما، يحثه منذر بطيب قوله:
-حاول أن تمدها بطاقة إيجابية، وأسبغ عليها تفاؤلاً، فتأثير الكلمة والاهتمام له دور في تخطي الخوف والذعر، الأهم هي ومع علمي بمشقة وصعوبة فقد الطفل، إلا أنه يعوض لكن هي لا تعوض، الأهم هي صدقني..
ابتلع علاء ريقه بلا رد يهز رأسه بلا إدراك، إذ أن ولادة رونق في باسل كانت طبيعية، وفكرة الولاة بذاتها مرعبة فكيف بعملية، وهي بهذا الوضع السيء، دخل إلى غرفتها وسمح له الجلوس معها قبل التحضير فاستقبلته عيناها الشاخصتان بالسقف تتمتم:
{فنادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا{
تقدم منها وأحسّت بحركته حاولت رفع نفسها، فأشار بكفه يمنعها تقدم منها يقبل جبينها ويضمها بألمٍ وغصصه تتكوم حد الصراخ، كانت بتقاسيم منهكة يائسة، خائفة والهلع يُقرأ من عينيها وشفتيها المزرقتين:
-أنا مرعوبة علاء ..خائفة، خائفة جداً وضعي غير مطمئن أبداً، يا الله لا أعلم هل أنا مستعدة للقاء ربنا.. شهقت بتقطع:
-رباه لا اظن ..بل لست مستعدة..
تنفس باختناق ينفي بوجهه ويؤكد:
-إياكِ! ستمر على خير ولن تحسي بأي شيء، الموضوع أبسط مما تتخيلينه، ما بك ليست المرة الأولى لك؟ حاولي أن تكوني مطمئنة ولو قليلاً!
همست له بصوتٍ متهدج:
-سامحني يا علاء إن قصرتُ يوماً معك، وادعُ لي كثيراً، إن خرجتُ كان الله بها وسأعوضك عن كل ما عشتهُ بسببي، وإن لم يكتب لي الله حياة..
كمم فمها فأزاحتها بذات الوهن:
-دعني أكمل، إن مُت فسامحني وباسل أمانتك كما والدتي، اعتن بهما لأجلي..
الكلمات في احتضار الروح صعبة، قاتلة، الأمل للغرقى صعب.. تشعر وكأن الحروف تخذلك بقسوة التكذيب وأسواط البوح داخلك تنفي، ارتجفت بطلبها تشد قميصه:
-عانقني علاء.. عانقني أنا بحاجتك
هطلت عيونها بنجوى والتقلصات تميتها ألماً:
-علّ السكينة التي جافتني تطرد خوفي ووجعي وتأويني!
اعتصرها بين ذراعيه يبثان شكوى القلوب ونحيبها، مكث بقربها يسمع تبتلها وترديدها آيات سورة يس، حضنها كثيرا وطلب منها التفاؤل، دخلت الممرضات يخرجنها نحو قسم التخدير والتجهيز فمضت عربتها توصيه والدمعة انزلقت رغما عنها:
-أمي أرجوك ألا تخبرها، لا توجع قلبها بانتظاري، حتى خالتي لا تخبرها؛ لا أود لأحدٍ أن يعلم إلا بعد أن أنتهي.
غمغم يمشي بالقرب منها:
-لا عليكِ حبيبتي لن يعلم أحد
ودعته بطيف بسمة:
-ادع لنا.
تعانقت نظراتهما حتى انتهت في آخر الرواق، فوقف في منتصف الممر بسخط يشد شعره بضيق فاقترب منه منذر:
-هدئ من روعك وادع لها، ستعود لك ضاحكة كما عهدتها، وضعها ليس هينا وهذا ما ما يجب عليك معرفته بل والطفل وضعه أسوأ لكن توكل على الله، المصلى على مقربةٍ منا اذهب هناك ستشعر بالطمأنينة وأنا سأكون هُنا بانتظارك.
التمعت عيناه بدموع عزيزة فنطق بقهر:
-الطفل نسبة نجاته ضئيلة بل تكاد تكون معدومة، الجميع يرددها بل بقي يكتبونها على جبين من يحادثني.
تأسفت ملامح منذر:
-لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً
تحضرت للعملية وألبسوها الثوب الخاص، غشتها سكينة الله بالآيات القرآنية، تلت سورة يس التي تحفظها عن ظهر قلبٍ ولله سلمته أمرها ومضت تحت مشيئته، طلبت من الممرضة التي ترافقها:
-من فضلك هل جلبتِ لي المصحف
أومأت لها الممرضة برضا وذهبت حيث زاوية بعينها ناولتها إياه فطلبت رونق مجددا:
-هلا فتحت لي سورة مريم وقرأتها على مسامعي
ترقرقت عين الممرضة فشرعت تقرأ والأخرى تكرر خلفها مرة ومراتٍ معها حتى وصلت:
- {قالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}
رددتها كثيراً ودمع العين يتقاطر مدرارا، ما زالت الممرضة تقرأ وهالة السكينة حطت فجثمت فوق القلوب فابتلعت الغرفة بطمأنينتها، وجاءت اللحظة الموعودة فأُدخلت الغرفة دون علم أحد بنجاتها من هدمها، ولا يعلم أحد بكونها في الداخل سوى زوجها وشقيقه.





يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 16-10-21, 09:35 PM   #862

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

**
يوم المناوبة المدرسية بالنسبة إليها يوم الجهاد بلا معنى، تكاد تكون في آخر النهار جثةً هامدةّ، أتمت عمليات الصراخ المعتادة وتأكدت من عطب حنجرتها لأسبوعٍ قادم هاتفتها فدوى تطلبها أمراً ما:
-لا يا فدوى أموت ولا أذهب، أقسم لك بت أخجل من الذهاب هناك لكثرة ما أبتاع الحاجيات النسائية بسببك
تذمرت فدوى تشكو لها ضرورة جلب هذه المراهم لتفاقم حالتها بالوجع المقيت فلبت بغير نفسٍ:
-حسنا؛ حسناً هذه مهمتي يا حبيبتي، بإذن الله المرة القادمة سيطردني
تأففت فدوى حانقة:
-هل يعطيكِ بالمجان أم تتوسلين منه؟! فليحمدوا ربهم أننا نحرك بضاعتهم يا ثريا
-طيب.. هاتي لي صورة المرهم لكي أعرف اسمه؟
نطقت فدوى بذكاء:
-مع من أبعث لكٍ مغلفه، لا أحد في الحي الآن
كزت على أسنانها تنعى ذكاء فدوى:
-صورته بالواتساب يا ذكية.. صوريه لي يا عبقرية زمانك
مضت نحو غرفة المعلمات تفكر بقلق بعدم رؤية براءة، ما إن دخلت حتى قررت السؤال عن صفها، لكنا تذكرت أنها لم تسأل عن اسم والدها استخدمت برنامج "الترو كولر" وهناك عرفت اسمها سألت سريعا:
-براءة شاكر في أي صف على حد علمكن؟
تباينت آراء المعلمات حتى نطقت مربية صفها:
-أول ثانوي أدبي "ب" لماذا تسألين عنها؟ لاحظت اختفاءها أنت الأخرى؟؟ لها فترة متغيبة أ تعلمين؟
زفرت ثريا:
-أجل أعلم ولهذا أنا قلقة أساسا، سأحاول التواصل مع زميلاتها لعل خيطا يوصلنا..
لم تفكر لحظتين وتوجهت نحو صفها سألت عنها وإن كان هناك من يسكن قربها حتى جاءت طالبة باسمة الوجه حيية الملامح:
-أنا أعرفها..
هبطت "حفصة" كقارب نجاة سماوي ليبدد قلقها على براءة، لكن ما حدثت به حفصة أثار رعبها:
-براءة ممنوعة من الدراسة حرمها والدها هذه الفترة، فقد ارتكبت خطأ شنيعاً كما قال لي حين ترددتُ على منزلها ولم يدعها تقابلني حين طلبت ذلك..
تحكمت في انفعالها، ترسم إيماءة لطيفة تخبرها:
-شكراً لكِ عزيزتي، هل تعطيني عنوان منزلها بالتحديد؟؟
تهللت أسارير حفصة:
-سأوصلك لها بنفسي
في نهاية اليوم رافقتها حفصة أولا إلى الصيدلية، فدخلت بمشيتها العسكرية ووجدت وضاح باستقبالها، تخالجت دواخلها حرجاً بعقدة حاجبيه، وحنقه المعتاد الذي باتت تألفه..
حيّته وكان الهاتف في يديه، رفع رأسه عنه يرمقها لثانيتين كانت فيهما عتمة مجرتيه كفيلة ببثق ضوءٍ من العدم أرعشها، عاد لهاتفه أتم ما وقف عنده سريعاً يعود إليها متنهدا يبسط كفيه على الحاجز يسأل بملل مع تأكيد الإجابة لديه مُسبقاً:
-تفضلي!
للحظة تأثر سمحت لنفسها استلطافه، تغالبت على حرجها ولن تخبره بماهية طلبها وتشرح، ستذكر الاسم طبياً ويا رب تستطيع نطق حروفه صحيحة، وبالفعل همست باسمه بتحريف الواي آي، واختزال الاف ل بي، وال "إس" حولت بقدرة قادرة ل" زد" وطار المعنى ولم يفهمه أبداً فسأل وعينيه تتابعان حدقتيها المتوترين رغماً عنه، شيئا ما يشده ولا يود إتعاب نفسه في معرفته، محياها على حين غفوةٍ نفسه زرع.. تعاتبه المروءة بالجلد فهذه ليست أرضه ويهلع، ينفض تأثره غضبا:
-عفواً لم أفهمه! لا يوجد مما ذكرته أبدا، هل تقصدين ونطق اسما بعينه فنفت:
-لا ليس هذا أبداً!
تورطت تموت ولا تشرح الحالة، ستقضي اليوم تتحسب على فدوى:
-ما مشكلتك، أو ما الذي تحتاجينه!
تنقل بصرها المحرج بين حفصة المتابعة للموقف وبينه، فاختارت أقصر الطرق ولمست شاشتها تفتحها تمد يدها المليئة بالنمش الباهت لونه، توقف عنده لجزءٍ من ثانية وغض بصره متابعا صورةً بعينها فعرفه وكاد عقله يجن بها، كيف تختزل مراحل الحمل وتقفز بدورةٍ خاصة لها، من المستحيل أن تكون حاملاً، بل من سابع المستحيلات تباً له ولنظره الذي جال حول خطوط جسدها فسأل ذاهلاً:
-هذا مرهم متعلق بالتشنجات الخاصة بالحامل في الأشهر الأخيرة، هذا ما تريدينه صحيح؟
أومأت له وبصرها يطرف نحو حفصة المدققة باستفزاز، تهتف بخفوت بدا له خجلا حد التفكير بأن التي قربها ابنتها:
-أجل في الشهر الأخير..
رفع حاجبه يكتم سُبّة بذيئة ثم دار بعينيه نحو الأرفف يتأكد ويتكلم بهدوء:
-للأسف هذا تحديدا لا يوجد منه هنا، هذه الشركة لا نتعامل معها، لكن لدي بنفس الفاعلية نوع ممتاز بل وأفضله على ما طلبت في الواقع مع تشابه النتائج طبعاً
لو كان كيساً فارغا لأخذته وتخلصت من هذه المشاهد المخزية أمام حفصة ناولها طلبها وحاسبته، خرجت من المكان تسترد أنفاسها وتتخلص من حضوره الموتر لها، لفتها عرضُ موضوع على أحد رفوف "حاجيات نسائية" اثنان بواحد فكرت في التراجع والتوقف عن إحراج نفسها، لكنها تظن أنها لن تصل إلى مستويات أكثر من ذلك، تابعها تتجه نحو الرف تعاينه ولم يستغرب من "قسم النسائية والتوليد" يراها تقرأ الفوارق والمميزات، لكن هاتفه أفشل رحلة البصر ومنذر يهاتفه فجفل بفوضى رمت الكرسي وخرج بلا وعي:
-أدخلوها غرفة الولادة؟! مسافة الطريق وأوافيك.
خرجت قبل أن يطردها تنظر فزغه وخوفه تمتم:
-متى سيأتي دور فدوى يا رب؟
لم تكن تعلم بسكن براءة هنا، على بعد منزلين من خربة سمور، بقيت حفصة تثرثر بالكثير وتخفف عنها عبء اللقاء، فهي ستدخل منزل غرباء وتتواصل معهم مندوبةً للمدرسة، تلكأت خطواتها وحفصة ترشدها وما أن همت بسؤالها عن الدخول معها حتى رأت الفتاة تركض نحو رجلٍ ذي طلعة بهية نظرة تضمه بمودة وأبوة خالصة، مضت نحو السلالم، ولكن صوت حفصة أوقفها:
-انتظري آنسة ثريا..
توقفت ترمقهما باستكشاف تعدل هيئتها حين رأت قدوم الرجل:
-عمّي هذه آنسة ثريا، المراقبة الصحية في المدرسة..
التفتت لها ببسمة حماس:
-دائما أُخبر عمي عنكِ
ثم التفتت نحو عمها تؤشر:
-هذا عمي حمزة آنسة ثريا..
حيته ثريا بحياء تخبره بصدق:
-سررتُ بك، حفصة طالبة خلوقة ومهذبة جدا، ونعم التربية ما شاء الله
أسبلت أهدابها مع تفحصه المهذب، كاد أن يغمى عليها سرّا من أين امتلأ الحي بهذا الكم من الرجال الوسيمين، الصيدلية وجدت فيها اثنان، بل ثلاثة بذكر المرة التي زارتها وهم ينظفون المكان، وهذا أيضا، لقد أعاد الله على حيهم البائس بالخيرات، ولا تدري من أين أينعت الخضرة في جرداء نوارة الميتة؟
-شكرا لإشادتك بها، حفصة تخبرني الكثير عنكِ وجهودك مع الطالبات وفقك الله.
برسمية تابعته ينهي الحديث ويمر يفسح لها مجالا مع حفصة لتدخلا منزل جارهم شاكر، شيعته بإعجاب لوقار يُقرأ دون أن يبذل مجهودا في تقديمه طرقت الباب وجاءها صوتٌ غليظ فكشرت لمسمعه ثوانٍ وفتح الباب فابتدرت باندفاع:
-السلام عليكم، أنا المعلمة ثريا من مدرسة "..." جئت للاطمئنان على طالبتنا المميزة براءة
لم يفتها تقلب سحنته من الاندهاش إلى الغضب فرمقها طويلا يستكشف صحة قولها فتبسمت تحرجه:
-ألن تدخلني؟
أفسح لها مجالاً وملامحه تنطق بالرفض ولم تعبأ ستفرض نفسها عليهم غصباً دخلت ووقفت في الرواق تفحصت البيت متوسط الحال كهيئة براءة، همّ بمناداة زوجته فهمست له بنبرة تعلم تأثيرها باللين والإقناع:
-قبل أن تنادي أهل بيتك؛ مؤكد أنك استغربت زيارتي، فبراءة من الطالبات الملتزمات والمتفوقات جدا حد أنها أشغلت أذهاننا بالخوف من تغيبها..
تمسكنت ببراعة مؤثرة:
-ولها أسبوع غائبة مما أقلقنا وظننا فيها أمرا سيئا كمرضٍ أو ظرف خاص لا قدر الله، واستقصينا حولها فلم نعلم السبب، فجئت كمندوبة عن المدرسة.
رأت توحش عينييه الضيقتين والتي لا تعرف كيف يرى بهما، لكنها استدركت عظمة ربنا، وسؤاله الغبي الذي ودت لو تصفعه لأجله:
-حقا هل هي مميزة ومجتهدة كما ذكرتِ؟
أومأت بإسراف تشرح:
-أجل هي مختارة ضمن نطاق الإرشاد الطلابي، البنت ثقة ومهذبة بارك الله لك في تربيتها، ونعم التربية والأخلاق، هذا إن دل فيدل على تعبك عليها ما شاء الله!
انتفخت أوداجه وبدا بسرواله الأبيض وبلوزته الخفيفة البيضاء التي أبرزت كرشه صورة حية لتداولها، ملس شاربه ببسمة مقيتة يثني عليها:
-سلمت والله يا أختي، متشكر لكِ، الله يقدرنا
((لا سلم الله منك خرم أبرة يا متخلف))
ودت لو نطقتها لكنها ضحكت لهُ وأبهجته تتمتم بما لم يفهمه.
بعد وقت طويل اضطرت فيه إلى مجالسة الجدة والأم وخالة براءة، حتى كلب الحي استغربت لما لم يجعلوها تجالسه أيضا اكتشفت بأن والدة براءة مغلوبة على أمرها مع اجتهاد شخصي بدروس مكثفة من التخلف لكنها مسكينة، وعن الجدة فهي امرأة حكيمة قصت عليها باختصار دون توضيح:
-صدقوني لم أكن أعلم سبب تغيب براءة، ولم أظنه مرضا لا قدر الله، لكن كنت أعلم لأي سبب كان غيابها سيؤثر عليها سلباً سواء من الناحية النفسية ومشاعرها الخاصة تجاه الطالبات.
وبصراحة أقرت لهن:
-إذ أنهن بعدما سألت علمتُ بمعرفتهن بأنها ارتكبت خطأً كبيرا على إثره هي الآن متواجدة في المنزل وممنوعة من مزاولة حياتها الطبيعية..
حكت بمنطقية تراقب تبدل أحوال وجوههن التي تعاقبت بالسخط والشفقة، إلا والدتها شهقت تدعو:
-حسبي الله ونعم الوكيل به، لقد فضحها، أرأيتِ يا خالتي ألبس البنت ثوب فضيحة هي بعيدة عنه!
رأت تشاورهن والخالة التي بجانب والدة براءة تبدو صعبة بل الأصعب على الإطلاق، فاستغلت ثريا حالة والدتها:
-صدقي يا عزيزتي البيت وبكل أسف لن يحقق لها التوازن ولن يرجعها لصوابها، فضلاً عن تكوين حاجز نفسي لها ربما يؤذيها إن تراكمت حمولته
تدخلت خالة براءة كما عرفت عن نفسها:
-عفوا منك وكيف للبنت أن تتأدب؟ نقول لكِ بصريح العبارة أخطأت، ما الذي نفعله؟؟
تهكمت خالتها تسترسل أكثر:
-مراعاة نفسيتها والحفاظ على مشاعرها المرهفة التي قد تجرها لأمور أسوأ؟ أجيبيني من فضلك أنا جاهلة ولست متعلمة وهذا مفهومي عن التربية والتوجيه الصحيح! ولا أقتنع بشعاراتكم التي لا طائل منها، والتي للأسف انجرت تحت مسمياتها لخطئها!
أتمت حديثها تلوي شفتيها بقهر وعن ثريا شطحت بدموية تخيلاتها كتقطيع شعرها بين يديها، أو توجيه المنفضة المليئة بأعقاب السجائر خاصة المتخلف الأول نحو جبينها، الفتاة تضطهد وربما تتأزم حالتها والأذكياء يقارعون بالتربية والتوجيه، ربما انقادت لما هو أخطر بظل ما سرّته لها والمعتوهة تخبرها عن جهلها الجاهلة، رتبت حجابها تهتف لها بهدوء تدعو الله أن يبقى:
-عفواً منك أنا بنت البلاد هنا، معجونة منها ولست أجنبية لو حملت شهادات الكون بأكمله، ولا أعتقد إطلاقا أن التربية والتوجيه متعلقان بمدى دراساتنا وشهاداتنا الجامعية.
تبسمت ثريا لشفتيها الممطوطتين بسخرية:
-التربية تواكب ثقافة الإنسان المحصلة من الاكتساب والتطور، بما فيه أنني أول من أشجع على الصرامة لكن الصرامة الآن لا تنفع كلياً، بل ربما تكون حافزا لمشاكل أسوأ
شخرت خالتها تسأل وخصلتها تلتف حول سبابتها، وثريا حقا تود تنتفيها:
-ما الذي ينفع إذن؟
عينها على الخصلة تكمل:
-أجيال اليوم ليست أجيال الأمس، أبناءنا يطلعون ويشاهدون، بل ويتأثرون جداً، فما نفع في أسلوب أهالينا معنا في زمن ولى، لا يقاس ولا يطبق الآن على غيرنا، العقليات مختلفة يا عزيزتي باختلاف البيئة والمكان، والتقدم الذي يقبع خطره على من لا يستخدمونه جيداً.
قاطعتها باستفزاز:
-والمبادئ لا تختلف!!
كزت ثريا على أسنانها تجيبها:
-لا ضير لو تكيفنا معها بحيوية لكيلا نخسرهم، فانتماءات الجيل وأفعالهم بردودها مختلفة، هم أكثر هشاشة منا وأكثر اندفاعا وعاطفية..
تدخلت السيدة ملعقة كما راق لها تسميتها تشوح بكفها يمنة ويسرة بتهكم:
-ها عدنا لسيرتنا الأولى العواطف والمشاعر
ضربتها شقيقتها بكتفها:
-دعيها تكمل..
نفذ صبر ثريا فنسفت آخر ما تبقى لها:
-العواطف الهشة والردود الانفعالية تكون أكثر خطراً لأنها نتاج التربية غير السوية والتنشئة الخاطئة..
رأت زول حامي الحمى المدعو بشاكر خلف الحائط فتشجعت:
-بالله عليكم ما جرم ابنتكم التي حرمتموها المدرسة لأسبوع تشيعها البنات اللواتي سيوصلن لأهاليهن الأخبار ويتناقلونها؟ أي خطأ الذي ارتكبته لكي يظن فيها الناس السوء؟ استروا أخطاءكم وعالجوها، بدلا من الإطباق عليها وتعذيبها، لن تستأصلوا جذور الخطأ بل ستبرعمونه ليكبر.
من فضلكم اعيدوا البنت لمدرستها، وهناك في قسم إرشاد سيتواصل معكم..
استقامت بانفعال وجدة براءة المتأثرة تطلبها الجلوس فأبت:
-لن أجلس أكثر سأنتظر براءة غداً، ومن فضلكم انظروا في طريقة توجيهكم لها وحكموا ضمائركم، فلن تصلحوا كل شيء بيوم وليلة، لكنكم ستتداركون وتحاولون معها كما أنني سأفعل.
لم تحضر حفصة الحديث إذ انسحبت في منتصفه، فقررت ثريا المغادرة تحت وطأة الشعور بعطش عطش شديد بعد لقائهم الذي استنزفها، لم يسمحوا لها برؤية براءة، لكن حسبما فهمت أنها ستتواصل معها من هاتف والدتها مساءً، لم تكن تعلم أنها لم تصل عتبة بابهم إلا وحزام والدها قد بصم على جسد براءة وصراخه وصل الحي وما بعده:
-بسببك لاكت الناس سيرتنا بالباطل، أي ذنب اقترفته لتكوني أنت ابتلائي!




يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 16-10-21, 09:37 PM   #863

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

**
وأنت الداء وأصل العلل، وأنت الدواء وأصل الطب وأهل الأمل..
في اللحظة التي تقبل فيها على الحياة، تتلقفك الجنة بين ذراعيها، أقبل بالحب تعود بالحب، ازخر بالأمل فينجو قلبك.
لم تعلم لبنى كيف وجدت نفسها منساقة لنصيحتها التي أوصت أيمن بها، لقد باحت؛ من يصدق؟؟
أمسكت بالقلم فانسابت الأحاديث منها بغير تفكير، لم تكن تعلم أن داخلها يتلوى بالألم من التراكم، لم يوقفها عن الكتابة إلا رائحة اللحم المحروق، تجردت من رداء ثقيل كان يفترش قلبها ويطوي بالأوجاع فوقه، شعرت وكأنها أحرقته ببوحها..
شعور حي بإقبال نفسها وإن كان غير ملموس، يكفي أن تحسه هي، بسحر غريب يلفها ويوجهها بطاقة تنسج فيها شمس ضحاها، تمطت تفكر بعد ليلة من أفضل لياليها الروحية قرب منتصر أخبرها فيها حديثا راقها وأعجبها:
-كل منا يمتلك مشاعر سلبية وطاقة زائدة إن لم يحسن استخدامها فستتحول بتلقائية عنده إلى عبء وحمل ثقيل تتراكم فوق مشاعره الطبيعية فتغدو على هيئة أفكار حزينة، حث مغناطيسي نحو الاكتئاب..
سألته كيف يمكن التخلص منها فرد عليها:
-تحويلها ببساطة إلى أكثر هواية تحبينها أو موهبة الأهم أن لا تبقى!
تحفزت فشجعته نحو إفضاء درس اليوم لها فسألت مجددا كيف تتحول فعلا إلى الهوايات فشبه الأمر لها بطريقة جميلة:
-تخيلي داخلك عبارة عن سلة مهملات فارغة، تقابلها سلة مليئة بالألعاب والإثارة، وهناك حيز كبير يمتلئ بالطاقة التي تتضخم حد ابتلاعك، فالطريقة الصحيحة لاستغلال الحيز هي اللعب بالسلة المليئة بالألعاب وتفريغ طاقاتك بأكملها نحوها، كل الشحنات السلبية، الغضب، التفكير يتلاشى كنفاية مستعملة ويذهب ببساطة نحو سلة المهملات، فيتضخم رصيدها وتحققين توازنًا لنفسك.
لم تستطع وقتها إخفاء حماسها، كيف تلتهب شفتيها بحمرة الانفعال، وزمردها يظمأه للارتواء وهو الغريق حد اللانجاة، تدعوه بلا دعوة، صامتة بلا ثرثرة، هكذا هما تهوي به بلا قاع، وتغرق قبله، منذ الليلة الأولى لهما، مسّت روحه ببعضٍ منها، في أعمق نقطة داخلها استطاع الولوج رغم أنها أوصدت عنه كل شيء، هربت منها أو رأفت بها لا يعلم، ما يعلمه أنها انسلت من سجن تمثيلها وشردت إلى أن ارتمت في جب قلبه السحيق الذي ردم شفقته عليها!
ثملت في قربه والسُكرة في نفسه تخدرها!
أتمّت أعمالها المنزلية وكطالبة نجيبة أمسكت قلمه تكتب على
إحدى دفاتره محلقة من تهديد سليمان، وماضي وضاح، وسجن منتصر الذي يقبض عليها..
نقشت بالصفحة الأولى:
-صديقي ((...))

"أ تذكرني؟
لم تكن أول مرّة أكتب فيها لك، فيما سبق أستعنُت بك لأشارك أحدًا تفاصيلي إذا أنني وبكل أنانية متأسفة لم أجد من أحدثه أو أفضي لهُ بما يختلجني، تابعتُ كتاباً مؤخراً أشار الراوي فيه أن الجروح ربما تتعافى بالبوح، ولأجل هذا عملتُ بنصيحته وكتبت؛ سأبوح لك بأسراري الدفينة التي أعيت قلبي دون أن أدري.. أو دون الاعتراف بها، لعل ثقلها يخف أو يذهب بلا عودة.
سأتجرد من أي شيء، معرية روحي أمامك ، بلا تكلف ستجدني على سجيتي وربما يسعدك ذلك!
أنا لبنى.. لبنى العزيز
أحب اسمي من حب والدي له، إذ همس لي في أمسية عشق أنه اسماني تيمنا بوالدتي، والمعنى من اسمي " شجرة لها لبن كالعسل يُتبخَّر به" والقصد من اسمي أنني لبن العسل الذي ارتشف وذاق من رحيق والدتي، لذا أنا صُنع حلوى أمي.
قبل أن أبدأ سأسرك بشيء، في أعمق نقطة داخل روحي، هناك بقعة مظلمة وسوداء، هي الأساس لهذه الشخصية التي عليها أنا الآن السلبية حد التلاشي المهزوزة والضعيفة حد الشفقة، أخبرتك أنني سأكون صادقة شفافيتي ستلمحها خلف هاته الحروف، أنت لن تحكم عليّ ولن تنظر لي بنظرة سيئة أو ازدراء رغم ما ستقابله، أساسًا لن أستفيد إذ بجلت نفسي أمامك، دعني أتصالح مع ذاتي وأعترف.. الخطوة من أي شيء الاعتراف.
حسنا؟
مؤكد بأنك قلت حسنًا، كنتُ أعلم يا صديق بأنك خير من استأجرته.
الطفولة علتي!
طفولتي هي السبب أو لنقل ربما الماضي الذي جمع والدّي وفرقهم وتركني عالقةً فيه!
أمي إنصاف التي لم أرث من إنصافها لكبريائها شيء، كانت ابنة مختار "بيادر الغوث" جدّي خليف السلمان، كبير القرية وأعلم وجهائها، ابنته الصغيرة كانت مضرب المَثل في الحُسن حد النزول عند طلبها شيوخ المناطق، ومخاتير القرى، كانت ضحكة السحاب في الشتاء كما يقول والدي، وصفها بالنصف من الشمس في وضح نهارها ونصفها الآخر منها القمر في عتمة سمائه، لم تسلك في درب الهوى أمراً ولم تلتفت لرجلٍ، تغاوت في الحسن ومطلب الرجال، حتى وقع كبرياءها في قبضة والدي، مأمون العزيز راعي الحقول وحارثها، كان فقيراً معدماً وغنيا بعزته، التي أودت بتبختر والدتي فيه، أحبته وراودت مشاعره التي صدها فيها، كان ناسكًا ممتلئا قلبه بثقوب الضنك وقلبها مليئا بالرغد، كفوفه متشققة بالعسر، وكفيها بنعومة أحلامه المشرقة، لكنها فعلت وسرقت قلبه، كما فعل!
سعى فيها الحلال وطرق الأبواب لأنه خشي الله فيها وخاف أن يعاقبه بها، فاختصر الطريق وطلبها من جدي.
كانت من كبائر القرية، كيف لفقير حقير بخس مقامه أن يتجرأ متسلقا سلالم عزة خليف، دحره بالرجم والإهانة؛ صوبوا نحو العزيز رصاصة كرامة وضربوا عزته في مقتل، ناء عن والدتي فكررت طلبه ورجاءه.. فصد وأولى عينيها الغاليتين الدُبر..
لم يجد بدا أمام دموعها، ومرضها الذي سمع به فهلع يذلّ نفسه وعاد بعد مرّة، في أيام عجاف الأراضي وبورها، لم تكن هناك أي أرضٍ بمحصول سوى أرض والدي الذي كد شبابه وأيامه كما أحلامه لها، اشتراها بما كنزه من ذله كأجير عند أصحاب الأراضي؛ اخذها أرضًا بلا روح ومعه أينعت كانت حيلته ودرب نوره لحياةٍ بناها لإنصاف ومن موجبات عين الطمع إرخاص عيون الكبرياء ، لبّى جدي طلب والدي؛ واشترط الأرض مهراً لها؛ ولأجل عيني إنصاف يعطي والدي روحه.. وروحه إن ابتعثت مجددا لها؛ فبارك جدّي الخطبة التي لم تأخذ أمي فيها المهر.. وراح بكله لجدّي، ولم يكن جدي الوحيد في القرية الذي يحرم ابنته من مهرها.
عاد والدي يحرث على الجرار بعد استخدام الحمار فيما مضى، يرعى الحقول، راضيًا وهانئا، وأجيراً في أرضه عند جدي دون أجرة، وأجرته بسمة إنصاف التي تستقبله بها عند باب القش في آخر حقول البيادر"

-أمي وضاح استيقظ!
وأغلقت الدفتر عند هذا الحد.




يتبع...


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 16-10-21, 09:42 PM   #864

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




**
استيقظت ثريا من غفوتها وتوجهت نحو غرفة فدوى التي تنتحب شهقت بخوف تسألها:
-ما الأمر لما البكاء ووصلة الانهيار هذه؟؟
مسحت فدوى أنفها بمنديل تجيبها:
-نائل لن يحضر ولادتي!
تخصرت ثريا تسألها:
-وكيف باستطاعته المجيء وهو مكبل بثلاث وظائف، واحدة منهن وقع عقدها قبل شهر لكي يؤمن لكِ ولادة في مشفى خاص، ويتكفل بمصاريفها
ازداد نحيب فدوى عند هذا الحد فتأففت ثريا وفدوى تشرح بقهر:
-هذا ما يؤلمني أنه يسعى ويسعى وكل سعيه خسارة، هذه لحظاتي الأصعب إن لم يكن موجودا فيها فمن يكون..
ضيقت ثريا عينيها تخفي تأثرها وتسأل:
-يا جاحدة أنا برفقتك وماما ربيعة وتقولين من معي، لا نكفيك يا خبيثة وتريدين نائل
مسحت فدوى أنفها مجددا:
-لا تقلبي الموضوع لضحكة، الموقف صعب يا ثريا..
لم تكن ثريا بحالة تستطيع المواساة فيها فنادت بصراخ جيداء التي أُنهيت أعمالها قبل يومين من الشركة تطلبها:
-لا طاقة لي أبدا بنوبات فدوى العاطفية أخبريها بأن نائل مطحون وسيكون بقربك متى ما سنحت له الظروف..
استقبلتها جيداء بحضن تغفو بهمومها السخيفة وتفكر بكم تبدو معضلتها ضئيلة لا تستحق الوقوف عندها، بل هي أساسها كانت المحرك الأساسي، بشكل بات يرضيها على الأقل حاولت عقد صلح مع ذاتها، تفاقم هذا تزامنا مع خطوبة أدهم التي جاءتها في أصعب اوقات هرموناتها الكارثية، من تأخير لعادتها الشهرية لخمسين يوم ناهيك عن المغص الذي يؤلمها، حاولت إخراج فدوى مما هي فيه:
-فدوى أظن أنني حامل
للحظة لم تفهم فدوى ما قالته فسألت خلفها :
-ماذا؟
ابتسمت جيداء:
-عادتي الشهرية تأخرت عندي لخمس وأربعين يوماً، ما المسمى العلمي لهذه الحالة؟
ضربتها فدوى وعضتها في عضدها ولامتلائه تألمت جيداء حقا
-يا غبية كيف تقولين ذلك، افرضي مرّ أحد ما وسمعك والله لن يبرئك أحد ولو أخرجنا شهادة عفتك وعلقناها في الشوارع
مطت جيداء شفتيها:
-يا لطيف! مطبق علينا جدار في سقف كهف ولا يوجد غيرنا قلت أغيّر لك نفسيتك بمزحة، ومع كل أسف، عززت وصلتك الدرامية ليس إلا
رمتها بمنديل مستعمل:
-يا إلهي فدوى هي فدوى.
تساءلت فدوى:
-دعينا من غبائك.. ما السبب يا ترى؟ ما رأيك أن تذهبي معي إلى طبيبتي غدا، موعد ولادتي مضى عليه أسبوع، سأرى ما الأمر وأنت تكشفين وتتطمأنين ما رأيك؟
وافقت جيداء بغير اقتناع فسألت فدوى:
-هل أنتِ حزينة لخطبة أدهم؟
نفت جيداء بواقعيتها المعتادة:
-أبدا يا فدوى صدقي موضوع الرسائل التي تتوالى علي، مع لطفه الزائد قد أوحى إليّ، لكنني خير من يؤمن بالفوارق الاجتماعية ولم تمر على بالي قصة المدير الغني الذي وقع بموظفته الفقيرة، تأثرت ليومين بعدها عاد رشدي إلي بفضل الله.
مسحت فدوى أنفها تطوي المنديل وتأخذ واحداً جديداً وجيداء تتمدد قربها:
-معكِ حق هذه الأفكار لا تتجاوز أحلامنا، لا أدري كيف الناس يصدقونها؟
تبسطت شفتا جيداء تضحك متذكرة حالها:
-يا الله كيف خُيل لي! حقا أنني بلا عقل، الهرمونات السبب ؛ هي العلّة!
**
تمددت ثريا على أريكة الصالة تقبع في فمها مصاصة لين الخضراء ظنتها بطعم المانجا وبكل أسف لم تكن سوى التفاح، تصفحت بالهاتف تبحث عن طريقة تساعدها لحل مشكلة براءة؛ الفتاة أخبرتها أنها تحت تأثير جولات الخوف والرهاب النفسي، وتجد متنفساً بالتفكير بالقصص تلك، وحتى أنها حاولت فتح المواقع من هاتف والدتها، حينها حاولت تستعجل بحل سريع ومنطقي لكيلا تتفاقم المشكلة، ضغطت بزر الإعجاب نحو منشور لم تقرأه، تعدت عنه وشهقت متذكرة لأي مجموعة تابع هو، عادت إليه تحدق بظفر وتهتف ناسية أنها طحنت المصاصة تحت ضرسها المنخور بالتسوس، صرخت متألمة تتقافز بفرح وألم ضرسها ينخر في رأسها:
- لقد وجدتها، يا ربٍ لك الحمد وجدتها
خرجت لها جيداء متسائلة:
-نوبات الهسترة باتت كثيرة في البيت، نوبة جنون وبكاء بلا سبب عند فدوى، نوبة رقص عندك شاركيني علّي أحرق سعراتي بهسترة جديدة..
جذبتها ثريا تتقافز معها تغمض عينا من الألم والأخرى تشع نصرا:
-سنحرق سعراتك بعلاج جديد ..سيضمن لكِ ما تريدينه
توقفت جيداء بدهشة تسأل مصدومة:
-ما هو.. بالله عليكِ ما هو؟؟
أشارت ثريا نحو الهاتف تجيب بملامح متألقة مشعة، مضيئة كروحها وبوهج أكبر:
-لغة البرمجة العصبية.




يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 16-10-21, 09:45 PM   #865

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



لم تنم فدوى ليلتها في المنزل بل باتت في المشفى ورحمها يحط بطفلٍ أهداها الراحة بعد ألم متناسيةً فيه عتبها من نائل وخذلانه، بعد أيام خرجت ثريا من بكورة الصبح تبتاع الخضروات والحاجيات للمنزل، لمحها حمزة عم حفصة، توردت لنظراته التي تسلط بدراسة نحوها، بين مفترق إعجاب صريح ودعوة مهذبة من عينيه أوقفها في الشارع وغضبت من داخلها
-كيف حالك آنسة ثريا؟
ردت عليه برسمية ووجه جاد:
-حمدا لله ماذا عن أحوالكم؟
طوقها بنظرة أرعشتها ابتلعت ريقها تراه يكمل حديثه الذي لم تعبأ به تعتذر منه بلطف:
-معذرة منك لا يصح وقوفي معك في الشارع، إن وددت أي شيء يتعلق بحفصة فالمدرسة موجودة، عن إذنك.
شيع هيئتها القوية بخطوة بأس، وثريا خير من رقعة سيدك قدمه فيها!
مرت بمحل عرفات الذي تميز غيظاً برؤيتها مع الرجل الرائع، خوفه تعاظم من ضياعها، ضيع كل منطق يعرفه، حيته بجدية فأوقفها:
-ثريا بما أنك مررت أريد منك خدمة سريعة اللوائح المعلقة في الداخل غير متزنة أود حلا لها
رمقته بامتعاض تود ضربه حتى في يوم إجازته يتطفل عليها ويزعجها
-اليوم الجمعة عم عرفات، أيٍ لوائح تريد تعديلها، غدا سآتي وأصلحها
أصر فأغضبها دخلت خلفه تبرطم، لسوء حظها ارتدت جلبابا شتويا من الفرو ضاق عليها عن السنة الفائتة، فجسدها اكتنز بزيادة، أوضحت خطوط جسدها بسفور لعينيه المفترسة بشهوانية، أثناء دخولها إلى اللوائح وقفت على الكرسي تمد يديها، فأوقظت غريزته الأصعب والأكثر شراسة بلا ترويض، تقدم مسحوراً بجسدها الذي يهبط ويعلو، كل تضاريسها تسبح في طبيعة هوى نفسه المغشية، استباح جسدها بالنظرة واللمسة وانتشى برؤيتها كما حلم أنثاه بكل ما تمتلك، وتحوي مكنوناتها تفجيراً، دنا بالدناءة وأخذ خصرها بيديه يهذي بترنيمة محمومة:
-هذا الجسد لن يدنس قدسيته سواي!
ألصق وجهه بها فاقشعر جسدها بالنفور والرجفة :
-جسدك حلالي، كل خيرك لي، مباح لعيني ولا أرضى لغيري أن يتمتع به..
حاولت فك نفسها والجزء السفلي من جسدها في قبضته المتفوقة جسديا عليها هذر مجددا وأنفاسه تحثها إفراغ ما بجوفها:
-تزوجيني، ودعيني أريحك.. وبذات القذارة أكمل:
-وأنا ..وأنا أريدك حد احتراقي في جحيم أحلامك كل ليلة!
مالت شفته نحوها، فتلوت بالغبن والقهر!
دارت دوائر الكون وازدحمت الأنفاس في الحشا، أغمضت حكمتها عن غريزته التي لا تنفع معها كلمة، لن يتمكن منها تموت ..تموت ولا تجعله يطالها وبكل قوة الكون التي تملك خلعت اللائحة الخشبية أناملها راجفة بالعصبية والحرائق الناشبة داخلها، تهوي بها فوق رأسه المحني عند خصرها.
**



بين يدي الفواجع لا نعود أبداً كما كُنا!

ولادة رونق تمّت على خيرٍ، الطفل في قسم الخدج تروي شوق عينيها كل ليلةٍ برؤيته، تأخذها الممرضات إلى قسمه للمرور عليه وأخذ الحليب منها لإرضاعه أخبروها أنه لم يتقبل حليبها فبكت بحزن وتصر كل يوم بتعبئة زجاجة له، خطف الدقة الأولى منذ لحظة تكوينه، وعن رؤيته سرقت روحها، كل الوجع والتعب زال، أو أن رؤيته مسحت على أماكنها، حالتها غير مستقرة وتعلم إذا أن مضاعفات تسمم الحمل يخشون استمرارها، الجميع حولها يحفها برعايته، ليلة أمس لم يسمحوا لها برؤيته وتوجع قلبها، صدرها منذ الصباح متحجر وتحاول سحب الحليب ليبعثوه إليه وفشلت في إنتاجه، استعانت بوالدتها ولم يخرج إلا القليل ووجع صدرها يطبق على كل وجع فلا تحس بأي شيءٍ آخر، طلبت رؤيته ثانية وثالثة وجاءتها خالتها والدة علاء تخبرها أنه يعاني " الصفار" وغير محبذة رؤيته اعترضت فأخبرتها أمها:
-يا حبببتي لم تشقينا بعنادك جرح عمليتك لا زال غضاً، الطفل يعاني الصفار، يومان بالكثير ويتعافى بالله عليكِ كفي عن جنونك.
همّت بالنهوض فأوقفتها والدتها:
-دعينا نسحب منك حليبا لنبعثه إليه، بدلا من طلباتك هذه، فهو بحاجة له.
استسلمت على ذكر الرضيع وسحبت له ما يكفي، نامت بجهد واستيقظت مثل المجنونة تهوي بكفها على قلبها تسمّي برعب، ركضت نحوها والدتها تطمئنها بطيب الكلام :
-ما بك يا رونق، عساه خيراً يا حبيبتي
-لم أر شيئا محددا، بل أشياء تتشابك أرعبتني، ربما كابوس لم أفهم منه شيئاً.
ابتلعت والدتها ريقها تهدهدها بالقرآن وتسمي، زارها الوسن وأطبقت جفونها وسرحت في نومة طويلة..
استيقظت صباحا والشعور الذي يطفو على قلبها يشنجها، تشعر بجاثوم قاتل ينام فوق صدرها فترتعب، بدون مساعدة همّت بالوقوف والذهاب نحو قسم الخدج فأوقفوها مجددا متحججين بأمر آخر والاعتراف بأن الطفل يعاني من " ضيق تنفس" إضافة للصفار، شهقت كثيرا وبكت، تناولت دواء الضغط الذي بات يصرف لها شهرياً، هدأوها بجهد واعدين إياها رؤيته، رن هاتفها فكانت ناهد ابنة عمها التي اتصلت تبكيها:
-حبيبتي رونق كيف حالك عساكِ بخير..
أجابتها بعملية وقلبها يتلوى بالتوجس والخيفة من بكاء ناهد التي لم تتأخر:
-عظم الله أجرك يا حبيبتي إن شاءالله تلقينه في الجنة عذرا لتغيبي يومين والله لم أستطع القدوم.
لم تستمع إلى ما تبقى، استُهدف بنيان قلبها وانهارت جسوره، فسقط الهاتف من يدها نهضت بثقل الكون وطعنة الروح ووهن الجسد تسيل دمعتها وتصرخ بوالدتها التي استقبلت باسل لزيارة أمه بعد طول غياب تسأل بوجيعة:
-أمي...هل ابني مات؟؟؟؟؟
**




انتهى الفصل ..قراءة ممتعة!
لظرف خاص وضعته قبل ميعاده، أستميحكم عذرا❤



Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 16-10-21, 11:30 PM   #866

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 7 والزوار 26)

‏Maryam Tamim, ‏Lamees othman, ‏بروب, ‏rashid07, ‏جزيرة, ‏زهرورة, ‏shezo+

جولتا and الديجور like this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 16-10-21, 11:36 PM   #867

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 57 ( الأعضاء 10 والزوار 47)

‏Maryam Tamim, ‏Lamees othman, ‏بروب, ‏بلس, ‏maram alsaeed, ‏flower90, ‏raniea, ‏رباب تطوانية+, ‏ادم الصغير, ‏مريم احمدو

جولتا and الديجور like this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 16-10-21, 11:45 PM   #868

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حزنت جدا على رونق ...مسكينة جدا مرض وتعب ومعاناة ثم يموت الامل
والي يحزن اكثر معايشة الخسارة وربما الاكتئاب والاستيقاظ على واقع علاقتها مع علاء الي بالتاكيد علاقته مع سالي ما رح تظل مخبأة طويلا

ثريا شجاعة قولا وفعلا سواء في سعيها في موضوع براء او تحملها اعباء عائلة اخوها او تصديها لعرفات


لبنى اخيرا استطاعت الخروج من حالة البرود الي تلبستها طويلا بالبوح للورق والحقيقة حبيت بوحها جدا جدا ، وصفك جميل لذكرياتها ...تسلم ايدك حبيبتي لموس مبدعة انت


لك عيني وضاح متأثر بثريا بس بيحاول يغض بصره وافكاره عنها
هدول الاثنين مشاهدهم رفرفة قلب

جولتا and الديجور like this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 16-10-21, 11:46 PM   #869

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 58 ( الأعضاء 12 والزوار 46)

‏Maryam Tamim, ‏Time Out, ‏Kokinouna, ‏بروب, ‏بلس, ‏maram alsaeed, ‏flower90, ‏raniea, ‏رباب تطوانية+, ‏ادم الصغير, ‏مريم احمدو

جولتا and الديجور like this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 17-10-21, 12:11 AM   #870

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
حزنت جدا على رونق ...مسكينة جدا مرض وتعب ومعاناة ثم يموت الامل
والي يحزن اكثر معايشة الخسارة وربما الاكتئاب والاستيقاظ على واقع علاقتها مع علاء الي بالتاكيد علاقته مع سالي ما رح تظل مخبأة طويلا

ثريا شجاعة قولا وفعلا سواء في سعيها في موضوع براء او تحملها اعباء عائلة اخوها او تصديها لعرفات


لبنى اخيرا استطاعت الخروج من حالة البرود الي تلبستها طويلا بالبوح للورق والحقيقة حبيت بوحها جدا جدا ، وصفك جميل لذكرياتها ...تسلم ايدك حبيبتي لموس مبدعة انت


لك عيني وضاح متأثر بثريا بس بيحاول يغض بصره وافكاره عنها
هدول الاثنين مشاهدهم رفرفة قلب

رونق رح توكل صدمات بقد ثقتها وحياتها المثالية🥺، ثريا خلص الفصل القادم رح تنهي مشكلة براءة بأمر الله وتتفضى لحالها ..

سعيدة برأيك بشكل خاص عن لبنى لأنه مهم جدا جدا عندي، وأسلوب نفسي انطرح وجربوه .. ولقلمها حكاية متواصلة بأمر الله .


وضاح إيوه ..بس سوء الفهم مشكلتهم🤣
سعيدة جدا برأيك حبيبتي مريم ما أنحرم منك يا رب ❤❤❤❤❤

جولتا and الديجور like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.