آخر 10 مشاركات
القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          309 - نهر الذكريات - مارى ويبرلى - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          417 - لمن يسهر القمر - ماغي كوكس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          148 - وحدهما فقط - مارغريت روم - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          فوضى فى حواسي (الكاتـب : Kingi - )           »          و حانت العــــــــودة "مميزة و مكتملة" (الكاتـب : nobian - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-21, 12:28 AM   #11

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
مساء الورد والجوري... بعد تنزيلك الفصل الرابع يمكنك طلب غلاف لرواية بتقديم طلبك في موضوع طلب تصميم غلاف للرواية اشرحي طلبك لمصممات هناك واعيد عليك ان الطلب يقدم بعد تنزيلك الفصل الرابع هذا رابط الموضوع

https://www.rewity.com/forum/t201524.html



لماذا تمت اعادة تنزيل الفصل الأول؟؟؟؟
مساء الورد والجوري وريحان 😍
ميرسي ياحبيبتي
أنا والله مش عارفه انا كنت بحاول أمسح الصورة الكبيرة الحجم زي ما أنتي شايفة مش عارفه ايه اللي حصل وطبعا مش عارفه اعدلهم يبقى الغلافين والمقدمة والفصل الأول في مشاركة، أو أمسحهم.


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 25-06-21, 01:26 AM   #12

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

الصراحة لم افهم لا تكرار التنزيل وايش دخله في الاغلفة انت كان فقط مطلوب منك تنزيل الاغلفة في مشاركة وتطلبي منا نحن الاشراف الاضافة عندما تجدين ان حجمهم تمام ليش قمت باعادة تنزيلهم مع المقدمة والفصل الاول والتكرار في التنزيل ؟ ممكن ترسلي لي رسالة خاصة تشرحي طلبك ؟ حاى اعدل الفوضة التي حصلت الان في الرواية وياريت تذكرين رقم اي مشاركة هي من تريدين ان تصبح المشاركة الأولى وايضاً اي رقم المشاركات التي تحذف حتى انسق وانظم صفحة الرواية ...

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 26-06-21, 07:44 PM   #13

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
الصراحة لم افهم لا تكرار التنزيل وايش دخله في الاغلفة انت كان فقط مطلوب منك تنزيل الاغلفة في مشاركة وتطلبي منا نحن الاشراف الاضافة عندما تجدين ان حجمهم تمام ليش قمت باعادة تنزيلهم مع المقدمة والفصل الاول والتكرار في التنزيل ؟ ممكن ترسلي لي رسالة خاصة تشرحي طلبك ؟ حاى اعدل الفوضة التي حصلت الان في الرواية وياريت تذكرين رقم اي مشاركة هي من تريدين ان تصبح المشاركة الأولى وايضاً اي رقم المشاركات التي تحذف حتى انسق وانظم صفحة الرواية ...
مساء الخير معلشي كنت مشغولة، ما قرأتش الرسالة إلا دلوأتي. نظمي الصفحة زي اللي شايفاه صح. أنا معرفتش أحذف الأغلفة. كل ما آجي أسيب المشاركة فارغة بعد الحذف ينزل الغلاف تاني فقلت أجرب أنزل الفصل وبعد كده أحذفه معرفتش. احذفي المكرر لو سمحتي لأني والله مش عارفه أحذفه، بس هي المشاركة الوحيدة اللي كويسة شكلها حلو اللي فيها النبذة الملونة المكتوبة والغلافين والمقدمة والفصل الأول لوسمحتي، وشكرا جزيل الشكر.


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 27-06-21, 06:06 PM   #14

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

بدايه واعدة بانتظار تكمله القصه
البارت تنم عن قلم متمرس


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-21, 02:20 AM   #15

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
بدايه واعدة بانتظار تكمله القصه
البارت تنم عن قلم متمرس
شكرا على ذوقك. الحمد لله أنها أعجبتك. إن شاء الله يعجبك الفصل الثاني. رأيك مهم.


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 28-06-21, 05:37 PM   #16

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
بدايه واعدة بانتظار تكمله القصه
البارت تنم عن قلم متمرس
تسلمي غدا يوم آخر. شكرا لتشجيعك ويهمني إن الرواية جذبتك وأعجبت. إن شاء الله يعجبك الباقي. وأسعد برأيك واهتمامك


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 29-06-21, 04:13 PM   #17

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثاني
عمتها رغد أقامت معهم في المنزل منذ عدة ليال لتطفئ الحرائق التي اشتعلت في منزلهم بسبب العقد الذي كانت تظنه عقد عمل بحت.
كادت أن تجن... فإذا بالعقد الذي ظنته عقد عمل، كان عقد زواج... أما لماذا؟ فهي ولحاستها الصحفية المتطورة، والمعطلة الآن لاتدري شيئا، وكادت أن تبكي...
ولكنها بكت بالفعل، بعد عدة أيام، ليتردد صدى بكائها مع بكاء عمتها، التي كانت تتعجب مذهولة مخاطبة أخاها:
" ماذا تعني!!! ماذا تعني بأنها أرملة؟!! متى تزوجت! وكيف أرملة؟
بكت همس، وهو اسمها الحقيقي_ولكن اسم الشهرة الذي كانت تكتب به منذ صغرها، هو سهر_ منذ فترة طويلة، اتخذته اسما مستعارا بدون أن يلاحظ أحدا، قبل أن تلتحق بالكلية، وأثناء سنين الكلية، وبعد التخرج أفصحت عن أنها سهر، التي كانت تكتب قصصا قصيرة تتناول قضايا المراهقات والشابات والمرأة العاملة...
هي كسهر هل يمكن أن يسوء حظها أكثر. يبدو أنها أصبحت مادة خصبة للكتابة كأنها إحدى المنكوبات قليلات الحظ اللاتي يردن منها أن تظهر قضاياهم للعيان لتنلن ماتصبون إليه وما يستحقونه.
○○○
استدعوها في الجيش لتحضر أحد المؤتمرات، ندوة للجيش والتي ستنقل على الهواء مباشرة لشاشات التلفاز في يوم الشهيد. لتتحدث عن خطيبها؛ أما لماذا وافقت على هذه المهزلة المؤلمة؟ ربما لأنها عندما استقصت عن البطل الراحل للأسف، اكتشفت أنه كان مفقودا لسنين، لأنه كان فاقدا للذاكرة لفترة في إحدى عمليات الجيش البطولية والسرية للغاية (وقد توصلت لهذه المعلومات بصعوبة شديدة، ربما لتعاطفهم معها لظروفها) والخطرة خطورة جمة_ بطبيعة الحال كان هذا قبل التغيير_ وعندما عاد للجيش، كان موضع شك كإجراء معتاد للتحرز، وكان شبه تحت المراقبة تحوطا، للتأكد من أنه ليس عميلا تم تجنيده في فترة بعده الاضطرارية.
وللمهزلة الكبرى اغتالته أيدي الغدر، فتم التأكد بعد رحيله المفجع من بطولته وأخلاقياته، للجيش أولا، وقبل أي شئ لبلده. فأحست أنها مدينة لهذا البطل الشريف، على الأقل من ناحية عمله ومشاعره لبلده، أما ماحدث معها فهي لم تستجليه بعد، تنهدت لنفسها: أحست أنها مدينة له كبطل أعطاها اسمه... لماذا؟ هي لاتدري، حتى الآن. لابد لها أن تحضر. كانت هناك قوة بداخلها تدفعها للحضور. وكأنها تستشعر بأنها ستكون هكذا أقرب لغائبها الحاضر، حاضرا في مخيلتها محتلا أفكارها بينما المفترض فيه أنه غاب عن عالمها( ضحكت في سرها، لأول مرة منذ اكتشافها، للخديعة التي لا تدري سببها حتى الآن، ولا لم أوقعوها فيها؟) هل سطع فعلا بعالمها، ليغيب؟!
عندما حضرت الندوة، أسرتها الأحاديث التي تنضح وفاءا وحبا من أسر الشهداء وبخاصة شهداء حرب الانتصار الكبيرة عام ١٨٧٣.
أعطوها الميكروفون لتتحدث فاعتذرت والدموع ملء عينيها:
- " لا، لن أفعل" .
فألحوا عليها. لأنه بطل غير عادي وموته غير عادي، فهو كان بطلا فوق المعتاد في كل عملياته، فيحق لها ألا تغض طرفها عن تشنيف آذانهم بفيوضات انطباعاتها عن كل ماعاش عليه وله.
- لا أدري ماذا أقول. مشاعري أقوي ( قالتها بشبه همس من زخم المشاعر الذي ينتابها برقة، وبصوت متأثر ومثقل بدموع مكبوتة) بكثير من أن أصوغها بمجرد الكلمات، مهما صغتها بفصاحة أو منظومات بلاغية لا تفيه أدني حقه وماعاش له، وسيعيش عليه في ذاكرتنا ونبضات تاريخنا. هو حي في ذاكرة التاريخ، هو حي في مخيلاتنا. هو ليس بميت على الإطلاق، فبطولاته متجسدة في كل لحظة نذكره بما يستحقه، ومانعرف عنه إلا القليل الذي لا يفيه مايستحقه، حتى الآن. هو حي. هكذا يجب أن يكون للأبد. ببطولاته وتضحياته وحبه الغير مسبوق لكل مايمثله وطنه. هو حي مع كل شاردة وواردة في عقلي ومع كل أنفاس كل من عرفوه وبجلوا بطولاته، ومع كل نبض قلب لعائلته وكل من أحبوه لما فعله لبلده ولحبه لها. هو حي وكفى، كل هذا قليل جدا على بطل نكن له كل هذا الحب والوفاء لتضحياته وبذل نفسه فداءا لبلده، والتي مهما قست عليه بذل لها أنفس مايملك وأغلى مالديه، وآثرها على وجوده، ولكنه لم يمت؛ هو حي في كل واحد فينا.
تبسم ضاحكا في ' مشفاه' و قال: ' ياليتني تزوجتك ولم أفعل مافعلته'.
تنبه آدم الذي كان يبحث عن شئ ما، لما جهر به كريم والذي كان يضع سماعات آذان ويتابع الندوة في التابلت. فقال: ' ماذا قلت'. فأوقف كريم الفيديو وحكى له الحكاية، وكلما حكى كلما تعالت قهقهات آدم، والذي كان يتخيل نفسه مضطرا للزواج بهذه الطريقة القديمة الجديدة العجيبة، وماذا ستكون ردة فعله. وكان كريم يحكي له بدون ذكر اسم البطلة المضحكة.
إنها ممتازة... تبسم رامي لنفسه من مخبأه، بل أكثر. وعندما أخذت تكرر كلمة حي بكل هذا التبتل وفيض الأحاسيس والتي بدت كأنها حقيقية، لعجبه ( أحس بوخز الضمير لاستغلالها بهذه الطريقة، ولكن مابيده حيلة للآن). وعندما ازداد تكرارها للكلمة بكل براءة، كاد أن يقهقه، على الرغم منه، لولا تحكمه الذاتي. مثيلاتها_ إن كان لها شبيهة_(ضبط نفسه يفكر هكذا لمجرد سماع شجو كلماتها العذبة، فماذا لو رآها رأي العين!) يجعلن العالم أكثر بساطة، يذهبن بتعقيداته في لحظات. قد ينسين أمثاله ماقد يحويه هذا العالم من البشاعة ولو بقدر ضيئل.
- ما أريد أن أقوله أنه من يوم وفاته، وأنا أكتب سلسلة روايات عن بطولات الجيش منذ قديم الأزل وحتى الآن وتصوراتي لما هو آت، للمستقبل إن شاء الله. وهو هو البطل في كل رواية، كبادرة تكريم له مني... سمها رسائل حب له من العالم الفاني للفردوس الأعلى الذي أدعو له أن يكون ساكنه إن شاء الله. ازداد صوتها همسا و رقة وبنظرة غائمة:
'لم أقل له أبدا حبيبي، لم يسمع مني كلمة حب... وهاأنذا هنا أقولها له. مع سلسبيل كل حرف، ومع نسائم كل كلمة شكر عطرة يفوح عبيرها تقديرا لقبس بطولاته وتضحياته وتحمله الغير عادي الفائق. إنها رسائل تقدير ووفاء واحترام قبل أي شئ.
ضرب لكلامها الرائع عن البطل شارة تعظيم سلام في الهواء. فهو كان بمفرده وضحك بظرف لنفسه، حسنا لتري بنفسك وليرى العالم كم هو حي. ودخل دخوله المضحك لها أو المسرحي نوعا ما، لخفة ظله التي لم يستطع كبح جماحها الواجب في هكذا مواقف، تنهد في نفسه، ماذا يفعل؟ هو يعرف أكثر من أكثرهم.
- حبيبتي.
صدح بها، أحد من وراء مكان التحدث، صوت رخيم محمل بمشاعر شتى غريبة توحي نوعا ما بالتسلية أو هكذا خيل لها يبدو أن أحدهم يتندر.
-' أيعقل هذا؟' هكذا أسرت لنفسها. وفجأة وجدت لمفاجأتها الصادمة خطيبها 'الراحل' أمامها...
-خطيبتي. ها أنا أقولها لك.حبيبتي، هأنذا أقولها لك. ولكنها لاتفيكي حقك( نظرت له، وجه مشحون بالعاطفة والتأثر الشديدين، وعيون ملؤها الفكاهة، ماهذا؟ هل قالت منذ قليل هو حي. كان يجب أن تستفيض أكثر وتقول ليس بالنسبة لي فقط، أم يبدو أنها قالته بالفعل، هل هي مشوشة! كم بدت سخيفة وهي ترثيه، هي لم تكن تنوي أن تستفيض وتسهب كل هذا الإسهاب المضحك ( نظرا لأنه حي فعلا)لمشاعرها تجاه وطنها أولا. ولكن الأرامل والآباء والأمهات الذين تحدثوا بعاطفة عميقة حثوها عن بعد لتحذو حذوهم. هي لم تتحدث من منطلق شخصي. هي كانت تكن الاحترام لبطل تريد أن تفيه حقه الواجب له. وكادت أن تطغى عليها روح النكتة، على جزعها من الزيجة الزائفة، ولكن لا يد لها في ذلك. من المفترض أن يخجل هو من ذلك، ويسترضيها وأكثر، ويشرح لها بالتفصيل ما سبب خدعة الزواج، هي تفترض أن هناك سوء فهم. ولكنها كان يجب ألا تتماهى مع الموضوع. تضاربتها عدة مشاعر. أتضحك، أتبكي، أترتاح أم تجزع؛ وأنقذتها إغماءتها من اتخاذ أنسب قرار.
وعندما أفاقت، تقابلت عيناها بعينيه في بيت عائلتها، شعرت أن صدى حيرتها ولخبطتها مطبوع في أعماق عينيه المستغربتين لها لسبب لاتدريه. أليست عروسه؟! والتي من لهفته للاقتران بها طلب ارسالها له بسرعه. وخجلت عندما أخذت أفكارها هذا المنحى، ولولا غرابة الموقف لتندرت، إذا ما المفترض كان موقفها هي لتقبل على ذلك! احمر وجهها الجميل على الرغم منها ونفضت هذه الأفكار الغريبة من ذهنها.
هذا الدخول المسرحي للبطل، رامي كان جزءا من خطة كبرى متعددة المهام والتفاصيل. الجانب الذي يعرفه منها، هو أن وسائل التواصل الإجتماعي والقنوات التليفزيونية والصحافة والإعلام ستتناقل ما حدث بإسهاب متعمد و مقصود. ليذاع خبر أنه مازال حيا. لاختبار رد فعل 'الإرهابيين' على جزء آخر من الخطة المتعددة. فمن المفترض أن لا يتم إخباره إلا عما يخصه من هذه الخطة. ولكن لأنه مميز للغاية يستطيع أن يخمن ويصل لأعماق الأشياء وأكثرها سرية والتي قد لا تبدو جلية للآخرين. فما يبدو كواجهة احترازية احترافية؛ للآخرين أو كاختبار لرد فعل الإرهابيين على عدم وفاته وهل سيقوموا بعملية" أخرى" للتخلص منه، على أساس أنه شاهد 'عليهم' لأنه رآهم ف 'العملية' التي من المفترض أنه أغتيل فيها، خطة سهلة بسيطة، إلا أن أنهرا وأفلاكا أخرى تجري من تحت وفوق هذا بكثير لآفاق غير متداركة. سيتكشف باستمرار الرواية بأن توأمه الراحل له حكاية... وبأن الجيش و الدولة ولإجراءات الحماية القصوى، أعلنوا عن وفاته حتى يحافظوا على السرية التامة لأهم نقلة حضارية واقتصادية_ جموحة جموحا طال انتظاره ولم يكن متوقعا أبدا لولا أن للدولة جيش غير عادي، ولكن الأمر مازال في اطار السرية_في تاريخ الدولة وإن لم يكن في تاريخ العالم ككل وليس أي عالم بدءا مما بعد العالم الأول لمايليه، قفزة متقدمة لآفاق غير مسبوقة في التاريخ البشري. ولحماية السباحة لآفاق رائقة صافية تشكل المستقبل كما يروق لنا جميعا وعلى ما تهفو له أجمل تصوراتنا والأكثرها جرأة وقوة يجب حماية الحقوق التاريخية من التدليس والسرقة والتضييق حتى تحرس بوابات آفاق مستقبلنا المتألق الساطع باحترافية وتميز...
هو أخلاقياته تلح عليه بأن يخبرها و بأن يوضح لها ويجعلها تقسم على الكتمان.
هو كان مترددا، هل يجدر به أن يعلن هويته الحقيقية؟؟ أم يبقى على أنه توأمه كريم؟! ولكن الأوامر الصادرة كانت ألا يعلن هويته. ورغم تشككه في صحة هذا القرار أو بمعنى آدق، إنه تقليلا من قدراته، هو لا يخشى أحدا إلا الله سبحانه وتعالى. هو كان يعرف من الذي حاول أن ' يغدر بتوأمه، كريم'. وهو أكثر من مؤهل للتعامل معهم أيا كانوا على جميع الأصعدة، إلا أن عليه إطاعة الأوامر وتنفيذها بحذافيرها.

تركتهم عمتها ليتحدثوا قليلا. وذهبت لتحضر لهما وبالذات لها عصيرا. فبادرها بأنه توأم متطابق لخطيبها المزعوم.
فرددت وراءه بشبه غباء مضحك: ' مزعوم'.
- بلى.
- ماذا تعني؟
- أعني أن توأمي كان معه بطاقة تحقيق الشخصية التي ضاعت مني سهوا بالمنزل، منذ فترة، وعندما استخرجت بدل فاقد وجدها هو. وأعتقد أنه بها كتب كتابنا. صعقت همس لهول المفاجآت التي تنتابها، وتوسعت عيناها
عند ذلك، تردد للحظة وأطرق هنيهة ثم خفت صوته، ابتعد بنظراته عن عينيها: ' رسميا نحن زوجان'. فغرت فاهها بطريقة مضحكة: " أنا كنت أوقع عقد عمل. لم أكن أدري أنه عقد زواج".
ضحك بشدة: " ولم تكوني أنتي العروس التي كان من المفترض أن يتزوجها توأمي. ومن شدة غيظه من هذا الإجراء الإجباري استخدم شبهه الشديد بي وبطاقتي في أن يعقد قراني عليك بعد أن ظللت أؤكد له ليلتها أنني لو مكانه ، لن أمانع أبدا.
ضحكت على الرغم منها على خفة ظل الرجل؛ ثم أصابتها غصة ظنا منها أن كريم ألم به ما ألم به.
■■■
"هيا آن الأوان" ، قال كريم وهو يتحرك بسرعة.
نظر إليه آدم باستغراب شديد: ' ماذا تعني؟'، لن تتم العملية إلا بعد منتصف الليل'.
- لا، ظهور رامي على التلفاز يعني لنا هنا تحركي من هنا لأمان أكثر، عائدا. ويعني توجهك أنت لوجهتك بأقصى سرعة، لتغطية الأحداث قبل أن يسبقكك إليها أحد. أسرع العملية تمت الآن. انتظر وصلتني رسالة تخصك للتو: ' لا ترسل العناوين المتفق عليها، هناك تعديل ما في الخطة ستعرفه عندما تصل أو في الطريق' .
- لقد أرسلتهم بالفعل منذ لحظة، حتى لا يفوتني السبق.
- لا ترسل المزيد، أوتركز عليهم، ولا تجعل أحدا يركز على ما أرسلته.
- ما الذي يجري لن أتنازل عن تغطية أهم عملية والتي كنت أنتظرها. ستجعلني عالميا.
- أنت هكذا، ليس وقتا للحديث، قالها وهو خارج من الباب مع حقيبة خفيفة، ثم أكمل لو تقلصت العملية سيتم التعويض بما هو أهم.
لحقه آدم ممسكا بذراعه: ' أخبرني بما تعرفه' هل هناك أمورا جديدة؟
- ليس وقته، أنت تعرف كيف تجعل ما ستجده هناك عالميا بالتأكيد. أليس كذلك؟ إن لم يكن، ولكني أعتقد أنه أكبر. وأتمنى لك نجاحا غير مسبوق إلا في التغطية القادمة.
كل القنوات المحترمة تنقل تغطية آدم الغير مسبوقة لمركبة فضائية مغادرة الكوكب وعلى متنها رواد فضاء فضائيين، كان أحدهم مصابا منذ عدة أيام عند المنابع . وحتى الآن لم يتبين بدقة من المسؤول عن الانفجار الكبير الذي دوى بجوار السد من ناحية اليمين فقسمه.
هل هي أحجار فضائية مثل قنبلة تشبه ف الأثر هيروشيما إلا أنها نظيفة، كما يبدو للعيان؟! أم أن الكائن الفضائي الذي كان يدعي الإصابة، أو مصابا، ليتمكن من اجراء تجاربه. هل كان يجري تجاربا لقنابل نووية هنا؟
أما القنوات الأخرى التي لم تلحق بركب السبق أصرت على أخبار مغايرة . مثل، أولا: ضبط أخطر شبكة تجسس عالمية في الشرق كانت تقوم بعمليات إرهابية مزعومة كانت تحت السيطرة والمراقبة منذ البداية. كانت تهدف لزعزعة الثقة في جيوش معينة حتى لا تقوم بمهامها في حماية أراضيها وثرواتها المختلفة والحفاظ على سمعة شعبها الأبية.
ثانيا: دولة المنابع تجري تجاربا نووية محرمة دوليا بالقرب من السد متخذة السد كغطاء على تجاربها المحرمة دوليا، في حماية أنها لم تمض على الاتفاقات النووية مثل باقي الدول المحترمة.
مناقشة فرض عقوبات على دولة المنابع لتجاربها النووية المحرمة.
أخيرا: ايجبتا تطلق أول جائزة سلام عربية للعالم منذ العام المقبل.
هذه هي العناوين التي أرسلها آدم في البداية. فتلقفتها منافسته.


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 29-06-21, 09:33 PM   #18

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أتمنى أن يكون الفصل ظاهرا للجميع وإن يلقى إعجابكم


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 29-06-21, 09:50 PM   #19

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثاني
عمتها رغد أقامت معهم في المنزل منذ عدة ليال لتطفئ الحرائق التي اشتعلت في منزلهم بسبب العقد الذي كانت تظنه عقد عمل بحت.
كادت أن تجن... فإذا بالعقد الذي ظنته عقد عمل، كان عقد زواج... أما لماذا؟ فهي ولحاستها الصحفية المتطورة، والمعطلة الآن لاتدري شيئا، وكادت أن تبكي...
ولكنها بكت بالفعل، بعد عدة أيام، ليتردد صدى بكائها مع بكاء عمتها، التي كانت تتعجب مذهولة مخاطبة أخاها:
" ماذا تعني!!! ماذا تعني بأنها أرملة؟!! متى تزوجت! وكيف أرملة؟
بكت همس، وهو اسمها الحقيقي_ولكن اسم الشهرة الذي كانت تكتب به منذ صغرها، هو سهر_ منذ فترة طويلة، اتخذته اسما مستعارا بدون أن يلاحظ أحدا، قبل أن تلتحق بالكلية، وأثناء سنين الكلية، وبعد التخرج أفصحت عن أنها سهر، التي كانت تكتب قصصا قصيرة تتناول قضايا المراهقات والشابات والمرأة العاملة...
هي كسهر هل يمكن أن يسوء حظها أكثر. يبدو أنها أصبحت مادة خصبة للكتابة كأنها إحدى المنكوبات قليلات الحظ اللاتي يردن منها أن تظهر قضاياهم للعيان لتنلن ماتصبون إليه وما يستحقونه.
○○○
استدعوها في الجيش لتحضر أحد المؤتمرات، ندوة للجيش والتي ستنقل على الهواء مباشرة لشاشات التلفاز في يوم الشهيد. لتتحدث عن خطيبها؛ أما لماذا وافقت على هذه المهزلة المؤلمة؟ ربما لأنها عندما استقصت عن البطل الراحل للأسف، اكتشفت أنه كان مفقودا لسنين، لأنه كان فاقدا للذاكرة لفترة في إحدى عمليات الجيش البطولية والسرية للغاية (وقد توصلت لهذه المعلومات بصعوبة شديدة، ربما لتعاطفهم معها لظروفها) والخطرة خطورة جمة_ بطبيعة الحال كان هذا قبل التغيير_ وعندما عاد للجيش، كان موضع شك كإجراء معتاد للتحرز، وكان شبه تحت المراقبة تحوطا، للتأكد من أنه ليس عميلا تم تجنيده في فترة بعده الاضطرارية.
وللمهزلة الكبرى اغتالته أيدي الغدر، فتم التأكد بعد رحيله المفجع من بطولته وأخلاقياته، للجيش أولا، وقبل أي شئ لبلده. فأحست أنها مدينة لهذا البطل الشريف، على الأقل من ناحية عمله ومشاعره لبلده، أما ماحدث معها فهي لم تستجليه بعد، تنهدت لنفسها: أحست أنها مدينة له كبطل أعطاها اسمه... لماذا؟ هي لاتدري، حتى الآن. لابد لها أن تحضر. كانت هناك قوة بداخلها تدفعها للحضور. وكأنها تستشعر بأنها ستكون هكذا أقرب لغائبها الحاضر، حاضرا في مخيلتها محتلا أفكارها بينما المفترض فيه أنه غاب عن عالمها( ضحكت في سرها، لأول مرة منذ اكتشافها، للخديعة التي لا تدري سببها حتى الآن، ولا لم أوقعوها فيها؟) هل سطع فعلا بعالمها، ليغيب؟!
عندما حضرت الندوة، أسرتها الأحاديث التي تنضح وفاءا وحبا من أسر الشهداء وبخاصة شهداء حرب الانتصار الكبيرة عام ١٨٧٣.
أعطوها الميكروفون لتتحدث فاعتذرت والدموع ملء عينيها:
- " لا، لن أفعل" .
فألحوا عليها. لأنه بطل غير عادي وموته غير عادي، فهو كان بطلا فوق المعتاد في كل عملياته، فيحق لها ألا تغض طرفها عن تشنيف آذانهم بفيوضات انطباعاتها عن كل ماعاش عليه وله.
- لا أدري ماذا أقول. مشاعري أقوي ( قالتها بشبه همس من زخم المشاعر الذي ينتابها برقة، وبصوت متأثر ومثقل بدموع مكبوتة) بكثير من أن أصوغها بمجرد الكلمات، مهما صغتها بفصاحة أو منظومات بلاغية لا تفيه أدني حقه وماعاش له، وسيعيش عليه في ذاكرتنا ونبضات تاريخنا. هو حي في ذاكرة التاريخ، هو حي في مخيلاتنا. هو ليس بميت على الإطلاق، فبطولاته متجسدة في كل لحظة نذكره بما يستحقه، ومانعرف عنه إلا القليل الذي لا يفيه مايستحقه، حتى الآن. هو حي. هكذا يجب أن يكون للأبد. ببطولاته وتضحياته وحبه الغير مسبوق لكل مايمثله وطنه. هو حي مع كل شاردة وواردة في عقلي ومع كل أنفاس كل من عرفوه وبجلوا بطولاته، ومع كل نبض قلب لعائلته وكل من أحبوه لما فعله لبلده ولحبه لها. هو حي وكفى، كل هذا قليل جدا على بطل نكن له كل هذا الحب والوفاء لتضحياته وبذل نفسه فداءا لبلده، والتي مهما قست عليه بذل لها أنفس مايملك وأغلى مالديه، وآثرها على وجوده، ولكنه لم يمت؛ هو حي في كل واحد فينا.
تبسم ضاحكا في ' مشفاه' و قال: ' ياليتني تزوجتك ولم أفعل مافعلته'.
تنبه آدم الذي كان يبحث عن شئ ما، لما جهر به كريم والذي كان يضع سماعات آذان ويتابع الندوة في التابلت. فقال: ' ماذا قلت'. فأوقف كريم الفيديو وحكى له الحكاية، وكلما حكى كلما تعالت قهقهات آدم، والذي كان يتخيل نفسه مضطرا للزواج بهذه الطريقة القديمة الجديدة العجيبة، وماذا ستكون ردة فعله. وكان كريم يحكي له بدون ذكر اسم البطلة المضحكة.
إنها ممتازة... تبسم رامي لنفسه من مخبأه، بل أكثر. وعندما أخذت تكرر كلمة حي بكل هذا التبتل وفيض الأحاسيس والتي بدت كأنها حقيقية، لعجبه ( أحس بوخز الضمير لاستغلالها بهذه الطريقة، ولكن مابيده حيلة للآن). وعندما ازداد تكرارها للكلمة بكل براءة، كاد أن يقهقه، على الرغم منه، لولا تحكمه الذاتي. مثيلاتها_ إن كان لها شبيهة_(ضبط نفسه يفكر هكذا لمجرد سماع شجو كلماتها العذبة، فماذا لو رآها رأي العين!) يجعلن العالم أكثر بساطة، يذهبن بتعقيداته في لحظات. قد ينسين أمثاله ماقد يحويه هذا العالم من البشاعة ولو بقدر ضيئل.
- ما أريد أن أقوله أنه من يوم وفاته، وأنا أكتب سلسلة روايات عن بطولات الجيش منذ قديم الأزل وحتى الآن وتصوراتي لما هو آت، للمستقبل إن شاء الله. وهو هو البطل في كل رواية، كبادرة تكريم له مني... سمها رسائل حب له من العالم الفاني للفردوس الأعلى الذي أدعو له أن يكون ساكنه إن شاء الله. ازداد صوتها همسا و رقة وبنظرة غائمة:
'لم أقل له أبدا حبيبي، لم يسمع مني كلمة حب... وهاأنذا هنا أقولها له. مع سلسبيل كل حرف، ومع نسائم كل كلمة شكر عطرة يفوح عبيرها تقديرا لقبس بطولاته وتضحياته وتحمله الغير عادي الفائق. إنها رسائل تقدير ووفاء واحترام قبل أي شئ.
ضرب لكلامها الرائع عن البطل شارة تعظيم سلام في الهواء. فهو كان بمفرده وضحك بظرف لنفسه، حسنا لتري بنفسك وليرى العالم كم هو حي. ودخل دخوله المضحك لها أو المسرحي نوعا ما، لخفة ظله التي لم يستطع كبح جماحها الواجب في هكذا مواقف، تنهد في نفسه، ماذا يفعل؟ هو يعرف أكثر من أكثرهم.
- حبيبتي.
صدح بها، أحد من وراء مكان التحدث، صوت رخيم محمل بمشاعر شتى غريبة توحي نوعا ما بالتسلية أو هكذا خيل لها يبدو أن أحدهم يتندر.
-' أيعقل هذا؟' هكذا أسرت لنفسها. وفجأة وجدت لمفاجأتها الصادمة خطيبها 'الراحل' أمامها...
-خطيبتي. ها أنا أقولها لك.حبيبتي، هأنذا أقولها لك. ولكنها لاتفيكي حقك( نظرت له، وجه مشحون بالعاطفة والتأثر الشديدين، وعيون ملؤها الفكاهة، ماهذا؟ هل قالت منذ قليل هو حي. كان يجب أن تستفيض أكثر وتقول ليس بالنسبة لي فقط، أم يبدو أنها قالته بالفعل، هل هي مشوشة! كم بدت سخيفة وهي ترثيه، هي لم تكن تنوي أن تستفيض وتسهب كل هذا الإسهاب المضحك ( نظرا لأنه حي فعلا)لمشاعرها تجاه وطنها أولا. ولكن الأرامل والآباء والأمهات الذين تحدثوا بعاطفة عميقة حثوها عن بعد لتحذو حذوهم. هي لم تتحدث من منطلق شخصي. هي كانت تكن الاحترام لبطل تريد أن تفيه حقه الواجب له. وكادت أن تطغى عليها روح النكتة، على جزعها من الزيجة الزائفة، ولكن لا يد لها في ذلك. من المفترض أن يخجل هو من ذلك، ويسترضيها وأكثر، ويشرح لها بالتفصيل ما سبب خدعة الزواج، هي تفترض أن هناك سوء فهم. ولكنها كان يجب ألا تتماهى مع الموضوع. تضاربتها عدة مشاعر. أتضحك، أتبكي، أترتاح أم تجزع؛ وأنقذتها إغماءتها من اتخاذ أنسب قرار.
وعندما أفاقت، تقابلت عيناها بعينيه في بيت عائلتها، شعرت أن صدى حيرتها ولخبطتها مطبوع في أعماق عينيه المستغربتين لها لسبب لاتدريه. أليست عروسه؟! والتي من لهفته للاقتران بها طلب ارسالها له بسرعه. وخجلت عندما أخذت أفكارها هذا المنحى، ولولا غرابة الموقف لتندرت، إذا ما المفترض كان موقفها هي لتقبل على ذلك! احمر وجهها الجميل على الرغم منها ونفضت هذه الأفكار الغريبة من ذهنها.
هذا الدخول المسرحي للبطل، رامي كان جزءا من خطة كبرى متعددة المهام والتفاصيل. الجانب الذي يعرفه منها، هو أن وسائل التواصل الإجتماعي والقنوات التليفزيونية والصحافة والإعلام ستتناقل ما حدث بإسهاب متعمد و مقصود. ليذاع خبر أنه مازال حيا. لاختبار رد فعل 'الإرهابيين' على جزء آخر من الخطة المتعددة. فمن المفترض أن لا يتم إخباره إلا عما يخصه من هذه الخطة. ولكن لأنه مميز للغاية يستطيع أن يخمن ويصل لأعماق الأشياء وأكثرها سرية والتي قد لا تبدو جلية للآخرين. فما يبدو كواجهة احترازية احترافية؛ للآخرين أو كاختبار لرد فعل الإرهابيين على عدم وفاته وهل سيقوموا بعملية" أخرى" للتخلص منه، على أساس أنه شاهد 'عليهم' لأنه رآهم ف 'العملية' التي من المفترض أنه أغتيل فيها، خطة سهلة بسيطة، إلا أن أنهرا وأفلاكا أخرى تجري من تحت وفوق هذا بكثير لآفاق غير متداركة. سيتكشف باستمرار الرواية بأن توأمه الراحل له حكاية... وبأن الجيش و الدولة ولإجراءات الحماية القصوى، أعلنوا عن وفاته حتى يحافظوا على السرية التامة لأهم نقلة حضارية واقتصادية_ جموحة جموحا طال انتظاره ولم يكن متوقعا أبدا لولا أن للدولة جيش غير عادي، ولكن الأمر مازال في اطار السرية_في تاريخ الدولة وإن لم يكن في تاريخ العالم ككل وليس أي عالم بدءا مما بعد العالم الأول لمايليه، قفزة متقدمة لآفاق غير مسبوقة في التاريخ البشري. ولحماية السباحة لآفاق رائقة صافية تشكل المستقبل كما يروق لنا جميعا وعلى ما تهفو له أجمل تصوراتنا والأكثرها جرأة وقوة يجب حماية الحقوق التاريخية من التدليس والسرقة والتضييق حتى تحرس بوابات آفاق مستقبلنا المتألق الساطع باحترافية وتميز...
هو أخلاقياته تلح عليه بأن يخبرها و بأن يوضح لها ويجعلها تقسم على الكتمان.
هو كان مترددا، هل يجدر به أن يعلن هويته الحقيقية؟؟ أم يبقى على أنه توأمه كريم؟! ولكن الأوامر الصادرة كانت ألا يعلن هويته. ورغم تشككه في صحة هذا القرار أو بمعنى آدق، إنه تقليلا من قدراته، هو لا يخشى أحدا إلا الله سبحانه وتعالى. هو كان يعرف من الذي حاول أن ' يغدر بتوأمه، كريم'. وهو أكثر من مؤهل للتعامل معهم أيا كانوا على جميع الأصعدة، إلا أن عليه إطاعة الأوامر وتنفيذها بحذافيرها.

تركتهم عمتها ليتحدثوا قليلا. وذهبت لتحضر لهما وبالذات لها عصيرا. فبادرها بأنه توأم متطابق لخطيبها المزعوم.
فرددت وراءه بشبه غباء مضحك: ' مزعوم'.
- بلى.
- ماذا تعني؟
- أعني أن توأمي كان معه بطاقة تحقيق الشخصية التي ضاعت مني سهوا بالمنزل، منذ فترة، وعندما استخرجت بدل فاقد وجدها هو. وأعتقد أنه بها كتب كتابنا. صعقت همس لهول المفاجآت التي تنتابها، وتوسعت عيناها
عند ذلك، تردد للحظة وأطرق هنيهة ثم خفت صوته، ابتعد بنظراته عن عينيها: ' رسميا نحن زوجان'. فغرت فاهها بطريقة مضحكة: " أنا كنت أوقع عقد عمل. لم أكن أدري أنه عقد زواج".
ضحك بشدة: " ولم تكوني أنتي العروس التي كان من المفترض أن يتزوجها توأمي. ومن شدة غيظه من هذا الإجراء الإجباري استخدم شبهه الشديد بي وبطاقتي في أن يعقد قراني عليك بعد أن ظللت أؤكد له ليلتها أنني لو مكانه ، لن أمانع أبدا.
ضحكت على الرغم منها على خفة ظل الرجل؛ ثم أصابتها غصة ظنا منها أن كريم ألم به ما ألم به.
■■■
"هيا آن الأوان" ، قال كريم وهو يتحرك بسرعة.
نظر إليه آدم باستغراب شديد: ' ماذا تعني؟'، لن تتم العملية إلا بعد منتصف الليل'.
- لا، ظهور رامي على التلفاز يعني لنا هنا تحركي من هنا لأمان أكثر، عائدا. ويعني توجهك أنت لوجهتك بأقصى سرعة، لتغطية الأحداث قبل أن يسبقكك إليها أحد. أسرع العملية تمت الآن. انتظر وصلتني رسالة تخصك للتو: ' لا ترسل العناوين المتفق عليها، هناك تعديل ما في الخطة ستعرفه عندما تصل أو في الطريق' .
- لقد أرسلتهم بالفعل منذ لحظة، حتى لا يفوتني السبق.
- لا ترسل المزيد، أوتركز عليهم، ولا تجعل أحدا يركز على ما أرسلته.
- ما الذي يجري لن أتنازل عن تغطية أهم عملية والتي كنت أنتظرها. ستجعلني عالميا.
- أنت هكذا، ليس وقتا للحديث، قالها وهو خارج من الباب مع حقيبة خفيفة، ثم أكمل لو تقلصت العملية سيتم التعويض بما هو أهم.
لحقه آدم ممسكا بذراعه: ' أخبرني بما تعرفه' هل هناك أمورا جديدة؟
- ليس وقته، أنت تعرف كيف تجعل ما ستجده هناك عالميا بالتأكيد. أليس كذلك؟ إن لم يكن، ولكني أعتقد أنه أكبر. وأتمنى لك نجاحا غير مسبوق إلا في التغطية القادمة.
كل القنوات المحترمة تنقل تغطية آدم الغير مسبوقة لمركبة فضائية مغادرة الكوكب وعلى متنها رواد فضاء فضائيين، كان أحدهم مصابا منذ عدة أيام عند المنابع . وحتى الآن لم يتبين بدقة من المسؤول عن الانفجار الكبير الذي دوى بجوار السد من ناحية اليمين فقسمه.
هل هي أحجار فضائية مثل قنبلة تشبه ف الأثر هيروشيما إلا أنها نظيفة، كما يبدو للعيان؟! أم أن الكائن الفضائي الذي كان يدعي الإصابة، أو مصابا، ليتمكن من اجراء تجاربه. هل كان يجري تجاربا لقنابل نووية هنا؟
أما القنوات الأخرى التي لم تلحق بركب السبق أصرت على أخبار مغايرة . مثل، أولا: ضبط أخطر شبكة تجسس عالمية في الشرق كانت تقوم بعمليات إرهابية مزعومة كانت تحت السيطرة والمراقبة منذ البداية. كانت تهدف لزعزعة الثقة في جيوش معينة حتى لا تقوم بمهامها في حماية أراضيها وثرواتها المختلفة والحفاظ على سمعة شعبها الأبية.
ثانيا: دولة المنابع تجري تجاربا نووية محرمة دوليا بالقرب من السد متخذة السد كغطاء على تجاربها المحرمة دوليا، في حماية أنها لم تمض على الاتفاقات النووية مثل باقي الدول المحترمة.
مناقشة فرض عقوبات على دولة المنابع لتجاربها النووية المحرمة.
أخيرا: ايجبتا تطلق أول جائزة سلام عربية للعالم منذ العام المقبل.
هذه هي العناوين التي أرسلها آدم في البداية. فتلقفتها منافسته.


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 29-06-21, 10:22 PM   #20

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثاني
عمتها رغد أقامت معهم في المنزل منذ عدة ليال لتطفئ الحرائق التي اشتعلت في منزلهم بسبب العقد الذي كانت تظنه عقد عمل بحت.
كادت أن تجن... فإذا بالعقد الذي ظنته عقد عمل، كان عقد زواج... أما لماذا؟ فهي ولحاستها الصحفية المتطورة، والمعطلة الآن لاتدري شيئا، وكادت أن تبكي...
ولكنها بكت بالفعل، بعد عدة أيام، ليتردد صدى بكائها مع بكاء عمتها، التي كانت تتعجب مذهولة مخاطبة أخاها:
" ماذا تعني!!! ماذا تعني بأنها أرملة؟!! متى تزوجت! وكيف أرملة؟
بكت همس، وهو اسمها الحقيقي_ولكن اسم الشهرة الذي كانت تكتب به منذ صغرها، هو سهر_ منذ فترة طويلة، اتخذته اسما مستعارا بدون أن يلاحظ أحدا، قبل أن تلتحق بالكلية، وأثناء سنين الكلية، وبعد التخرج أفصحت عن أنها سهر، التي كانت تكتب قصصا قصيرة تتناول قضايا المراهقات والشابات والمرأة العاملة...
هي كسهر هل يمكن أن يسوء حظها أكثر. يبدو أنها أصبحت مادة خصبة للكتابة كأنها إحدى المنكوبات قليلات الحظ اللاتي يردن منها أن تظهر قضاياهم للعيان لتنلن ماتصبون إليه وما يستحقونه.
○○○
استدعوها في الجيش لتحضر أحد المؤتمرات، ندوة للجيش والتي ستنقل على الهواء مباشرة لشاشات التلفاز في يوم الشهيد. لتتحدث عن خطيبها؛ أما لماذا وافقت على هذه المهزلة المؤلمة؟ ربما لأنها عندما استقصت عن البطل الراحل للأسف، اكتشفت أنه كان مفقودا لسنين، لأنه كان فاقدا للذاكرة لفترة في إحدى عمليات الجيش البطولية والسرية للغاية (وقد توصلت لهذه المعلومات بصعوبة شديدة، ربما لتعاطفهم معها لظروفها) والخطرة خطورة جمة_ بطبيعة الحال كان هذا قبل التغيير_ وعندما عاد للجيش، كان موضع شك كإجراء معتاد للتحرز، وكان شبه تحت المراقبة تحوطا، للتأكد من أنه ليس عميلا تم تجنيده في فترة بعده الاضطرارية.
وللمهزلة الكبرى اغتالته أيدي الغدر، فتم التأكد بعد رحيله المفجع من بطولته وأخلاقياته، للجيش أولا، وقبل أي شئ لبلده. فأحست أنها مدينة لهذا البطل الشريف، على الأقل من ناحية عمله ومشاعره لبلده، أما ماحدث معها فهي لم تستجليه بعد، تنهدت لنفسها: أحست أنها مدينة له كبطل أعطاها اسمه... لماذا؟ هي لاتدري، حتى الآن. لابد لها أن تحضر. كانت هناك قوة بداخلها تدفعها للحضور. وكأنها تستشعر بأنها ستكون هكذا أقرب لغائبها الحاضر، حاضرا في مخيلتها محتلا أفكارها بينما المفترض فيه أنه غاب عن عالمها( ضحكت في سرها، لأول مرة منذ اكتشافها، للخديعة التي لا تدري سببها حتى الآن، ولا لم أوقعوها فيها؟) هل سطع فعلا بعالمها، ليغيب؟!
عندما حضرت الندوة، أسرتها الأحاديث التي تنضح وفاءا وحبا من أسر الشهداء وبخاصة شهداء حرب الانتصار الكبيرة عام ١٨٧٣.
أعطوها الميكروفون لتتحدث فاعتذرت والدموع ملء عينيها:
- " لا، لن أفعل" .
فألحوا عليها. لأنه بطل غير عادي وموته غير عادي، فهو كان بطلا فوق المعتاد في كل عملياته، فيحق لها ألا تغض طرفها عن تشنيف آذانهم بفيوضات انطباعاتها عن كل ماعاش عليه وله.
- لا أدري ماذا أقول. مشاعري أقوي ( قالتها بشبه همس من زخم المشاعر الذي ينتابها برقة، وبصوت متأثر ومثقل بدموع مكبوتة) بكثير من أن أصوغها بمجرد الكلمات، مهما صغتها بفصاحة أو منظومات بلاغية لا تفيه أدني حقه وماعاش له، وسيعيش عليه في ذاكرتنا ونبضات تاريخنا. هو حي في ذاكرة التاريخ، هو حي في مخيلاتنا. هو ليس بميت على الإطلاق، فبطولاته متجسدة في كل لحظة نذكره بما يستحقه، ومانعرف عنه إلا القليل الذي لا يفيه مايستحقه، حتى الآن. هو حي. هكذا يجب أن يكون للأبد. ببطولاته وتضحياته وحبه الغير مسبوق لكل مايمثله وطنه. هو حي مع كل شاردة وواردة في عقلي ومع كل أنفاس كل من عرفوه وبجلوا بطولاته، ومع كل نبض قلب لعائلته وكل من أحبوه لما فعله لبلده ولحبه لها. هو حي وكفى، كل هذا قليل جدا على بطل نكن له كل هذا الحب والوفاء لتضحياته وبذل نفسه فداءا لبلده، والتي مهما قست عليه بذل لها أنفس مايملك وأغلى مالديه، وآثرها على وجوده، ولكنه لم يمت؛ هو حي في كل واحد فينا.
تبسم ضاحكا في ' مشفاه' و قال: ' ياليتني تزوجتك ولم أفعل مافعلته'.
تنبه آدم الذي كان يبحث عن شئ ما، لما جهر به كريم والذي كان يضع سماعات آذان ويتابع الندوة في التابلت. فقال: ' ماذا قلت'. فأوقف كريم الفيديو وحكى له الحكاية، وكلما حكى كلما تعالت قهقهات آدم، والذي كان يتخيل نفسه مضطرا للزواج بهذه الطريقة القديمة الجديدة العجيبة، وماذا ستكون ردة فعله. وكان كريم يحكي له بدون ذكر اسم البطلة المضحكة.
إنها ممتازة... تبسم رامي لنفسه من مخبأه، بل أكثر. وعندما أخذت تكرر كلمة حي بكل هذا التبتل وفيض الأحاسيس والتي بدت كأنها حقيقية، لعجبه ( أحس بوخز الضمير لاستغلالها بهذه الطريقة، ولكن مابيده حيلة للآن). وعندما ازداد تكرارها للكلمة بكل براءة، كاد أن يقهقه، على الرغم منه، لولا تحكمه الذاتي. مثيلاتها_ إن كان لها شبيهة_(ضبط نفسه يفكر هكذا لمجرد سماع شجو كلماتها العذبة، فماذا لو رآها رأي العين!) يجعلن العالم أكثر بساطة، يذهبن بتعقيداته في لحظات. قد ينسين أمثاله ماقد يحويه هذا العالم من البشاعة ولو بقدر ضيئل.
- ما أريد أن أقوله أنه من يوم وفاته، وأنا أكتب سلسلة روايات عن بطولات الجيش منذ قديم الأزل وحتى الآن وتصوراتي لما هو آت، للمستقبل إن شاء الله. وهو هو البطل في كل رواية، كبادرة تكريم له مني... سمها رسائل حب له من العالم الفاني للفردوس الأعلى الذي أدعو له أن يكون ساكنه إن شاء الله. ازداد صوتها همسا و رقة وبنظرة غائمة:
'لم أقل له أبدا حبيبي، لم يسمع مني كلمة حب... وهاأنذا هنا أقولها له. مع سلسبيل كل حرف، ومع نسائم كل كلمة شكر عطرة يفوح عبيرها تقديرا لقبس بطولاته وتضحياته وتحمله الغير عادي الفائق. إنها رسائل تقدير ووفاء واحترام قبل أي شئ.
ضرب لكلامها الرائع عن البطل شارة تعظيم سلام في الهواء. فهو كان بمفرده وضحك بظرف لنفسه، حسنا لتري بنفسك وليرى العالم كم هو حي. ودخل دخوله المضحك لها أو المسرحي نوعا ما، لخفة ظله التي لم يستطع كبح جماحها الواجب في هكذا مواقف، تنهد في نفسه، ماذا يفعل؟ هو يعرف أكثر من أكثرهم.
- حبيبتي.
صدح بها، أحد من وراء مكان التحدث، صوت رخيم محمل بمشاعر شتى غريبة توحي نوعا ما بالتسلية أو هكذا خيل لها يبدو أن أحدهم يتندر.
-' أيعقل هذا؟' هكذا أسرت لنفسها. وفجأة وجدت لمفاجأتها الصادمة خطيبها 'الراحل' أمامها...
-خطيبتي. ها أنا أقولها لك.حبيبتي، هأنذا أقولها لك. ولكنها لاتفيكي حقك( نظرت له، وجه مشحون بالعاطفة والتأثر الشديدين، وعيون ملؤها الفكاهة، ماهذا؟ هل قالت منذ قليل هو حي. كان يجب أن تستفيض أكثر وتقول ليس بالنسبة لي فقط، أم يبدو أنها قالته بالفعل، هل هي مشوشة! كم بدت سخيفة وهي ترثيه، هي لم تكن تنوي أن تستفيض وتسهب كل هذا الإسهاب المضحك ( نظرا لأنه حي فعلا)لمشاعرها تجاه وطنها أولا. ولكن الأرامل والآباء والأمهات الذين تحدثوا بعاطفة عميقة حثوها عن بعد لتحذو حذوهم. هي لم تتحدث من منطلق شخصي. هي كانت تكن الاحترام لبطل تريد أن تفيه حقه الواجب له. وكادت أن تطغى عليها روح النكتة، على جزعها من الزيجة الزائفة، ولكن لا يد لها في ذلك. من المفترض أن يخجل هو من ذلك، ويسترضيها وأكثر، ويشرح لها بالتفصيل ما سبب خدعة الزواج، هي تفترض أن هناك سوء فهم. ولكنها كان يجب ألا تتماهى مع الموضوع. تضاربتها عدة مشاعر. أتضحك، أتبكي، أترتاح أم تجزع؛ وأنقذتها إغماءتها من اتخاذ أنسب قرار.
وعندما أفاقت، تقابلت عيناها بعينيه في بيت عائلتها، شعرت أن صدى حيرتها ولخبطتها مطبوع في أعماق عينيه المستغربتين لها لسبب لاتدريه. أليست عروسه؟! والتي من لهفته للاقتران بها طلب ارسالها له بسرعه. وخجلت عندما أخذت أفكارها هذا المنحى، ولولا غرابة الموقف لتندرت، إذا ما المفترض كان موقفها هي لتقبل على ذلك! احمر وجهها الجميل على الرغم منها ونفضت هذه الأفكار الغريبة من ذهنها.
هذا الدخول المسرحي للبطل، رامي كان جزءا من خطة كبرى متعددة المهام والتفاصيل. الجانب الذي يعرفه منها، هو أن وسائل التواصل الإجتماعي والقنوات التليفزيونية والصحافة والإعلام ستتناقل ما حدث بإسهاب متعمد و مقصود. ليذاع خبر أنه مازال حيا. لاختبار رد فعل 'الإرهابيين' على جزء آخر من الخطة المتعددة. فمن المفترض أن لا يتم إخباره إلا عما يخصه من هذه الخطة. ولكن لأنه مميز للغاية يستطيع أن يخمن ويصل لأعماق الأشياء وأكثرها سرية والتي قد لا تبدو جلية للآخرين. فما يبدو كواجهة احترازية احترافية؛ للآخرين أو كاختبار لرد فعل الإرهابيين على عدم وفاته وهل سيقوموا بعملية" أخرى" للتخلص منه، على أساس أنه شاهد 'عليهم' لأنه رآهم ف 'العملية' التي من المفترض أنه أغتيل فيها، خطة سهلة بسيطة، إلا أن أنهرا وأفلاكا أخرى تجري من تحت وفوق هذا بكثير لآفاق غير متداركة. سيتكشف باستمرار الرواية بأن توأمه الراحل له حكاية... وبأن الجيش و الدولة ولإجراءات الحماية القصوى، أعلنوا عن وفاته حتى يحافظوا على السرية التامة لأهم نقلة حضارية واقتصادية_ جموحة جموحا طال انتظاره ولم يكن متوقعا أبدا لولا أن للدولة جيش غير عادي، ولكن الأمر مازال في اطار السرية_في تاريخ الدولة وإن لم يكن في تاريخ العالم ككل وليس أي عالم بدءا مما بعد العالم الأول لمايليه، قفزة متقدمة لآفاق غير مسبوقة في التاريخ البشري. ولحماية السباحة لآفاق رائقة صافية تشكل المستقبل كما يروق لنا جميعا وعلى ما تهفو له أجمل تصوراتنا والأكثرها جرأة وقوة يجب حماية الحقوق التاريخية من التدليس والسرقة والتضييق حتى تحرس بوابات آفاق مستقبلنا المتألق الساطع باحترافية وتميز...
هو أخلاقياته تلح عليه بأن يخبرها و بأن يوضح لها ويجعلها تقسم على الكتمان.
هو كان مترددا، هل يجدر به أن يعلن هويته الحقيقية؟؟ أم يبقى على أنه توأمه كريم؟! ولكن الأوامر الصادرة كانت ألا يعلن هويته. ورغم تشككه في صحة هذا القرار أو بمعنى آدق، إنه تقليلا من قدراته، هو لا يخشى أحدا إلا الله سبحانه وتعالى. هو كان يعرف من الذي حاول أن ' يغدر بتوأمه، كريم'. وهو أكثر من مؤهل للتعامل معهم أيا كانوا على جميع الأصعدة، إلا أن عليه إطاعة الأوامر وتنفيذها بحذافيرها.

تركتهم عمتها ليتحدثوا قليلا. وذهبت لتحضر لهما وبالذات لها عصيرا. فبادرها بأنه توأم متطابق لخطيبها المزعوم.
فرددت وراءه بشبه غباء مضحك: ' مزعوم'.
- بلى.
- ماذا تعني؟
- أعني أن توأمي كان معه بطاقة تحقيق الشخصية التي ضاعت مني سهوا بالمنزل، منذ فترة، وعندما استخرجت بدل فاقد وجدها هو. وأعتقد أنه بها كتب كتابنا. صعقت همس لهول المفاجآت التي تنتابها، وتوسعت عيناها
عند ذلك، تردد للحظة وأطرق هنيهة ثم خفت صوته، ابتعد بنظراته عن عينيها: ' رسميا نحن زوجان'. فغرت فاهها بطريقة مضحكة: " أنا كنت أوقع عقد عمل. لم أكن أدري أنه عقد زواج".
ضحك بشدة: " ولم تكوني أنتي العروس التي كان من المفترض أن يتزوجها توأمي. ومن شدة غيظه من هذا الإجراء الإجباري استخدم شبهه الشديد بي وبطاقتي في أن يعقد قراني عليك بعد أن ظللت أؤكد له ليلتها أنني لو مكانه ، لن أمانع أبدا.
ضحكت على الرغم منها على خفة ظل الرجل؛ ثم أصابتها غصة ظنا منها أن كريم ألم به ما ألم به.
■■■
"هيا آن الأوان" ، قال كريم وهو يتحرك بسرعة.
نظر إليه آدم باستغراب شديد: ' ماذا تعني؟'، لن تتم العملية إلا بعد منتصف الليل'.
- لا، ظهور رامي على التلفاز يعني لنا هنا تحركي من هنا لأمان أكثر، عائدا. ويعني توجهك أنت لوجهتك بأقصى سرعة، لتغطية الأحداث قبل أن يسبقكك إليها أحد. أسرع العملية تمت الآن. انتظر وصلتني رسالة تخصك للتو: ' لا ترسل العناوين المتفق عليها، هناك تعديل ما في الخطة ستعرفه عندما تصل أو في الطريق' .
- لقد أرسلتهم بالفعل منذ لحظة، حتى لا يفوتني السبق.
- لا ترسل المزيد، أوتركز عليهم، ولا تجعل أحدا يركز على ما أرسلته.
- ما الذي يجري لن أتنازل عن تغطية أهم عملية والتي كنت أنتظرها. ستجعلني عالميا.
- أنت هكذا، ليس وقتا للحديث، قالها وهو خارج من الباب مع حقيبة خفيفة، ثم أكمل لو تقلصت العملية سيتم التعويض بما هو أهم.
لحقه آدم ممسكا بذراعه: ' أخبرني بما تعرفه' هل هناك أمورا جديدة؟
- ليس وقته، أنت تعرف كيف تجعل ما ستجده هناك عالميا بالتأكيد. أليس كذلك؟ إن لم يكن، ولكني أعتقد أنه أكبر. وأتمنى لك نجاحا غير مسبوق إلا في التغطية القادمة.
كل القنوات المحترمة تنقل تغطية آدم الغير مسبوقة لمركبة فضائية مغادرة الكوكب وعلى متنها رواد فضاء فضائيين، كان أحدهم مصابا منذ عدة أيام عند المنابع . وحتى الآن لم يتبين بدقة من المسؤول عن الانفجار الكبير الذي دوى بجوار السد من ناحية اليمين فقسمه.
هل هي أحجار فضائية مثل قنبلة تشبه ف الأثر هيروشيما إلا أنها نظيفة، كما يبدو للعيان؟! أم أن الكائن الفضائي الذي كان يدعي الإصابة، أو مصابا، ليتمكن من اجراء تجاربه. هل كان يجري تجاربا لقنابل نووية هنا؟
أما القنوات الأخرى التي لم تلحق بركب السبق أصرت على أخبار مغايرة . مثل، أولا: ضبط أخطر شبكة تجسس عالمية في الشرق كانت تقوم بعمليات إرهابية مزعومة كانت تحت السيطرة والمراقبة منذ البداية. كانت تهدف لزعزعة الثقة في جيوش معينة حتى لا تقوم بمهامها في حماية أراضيها وثرواتها المختلفة والحفاظ على سمعة شعبها الأبية.
ثانيا: دولة المنابع تجري تجاربا نووية محرمة دوليا بالقرب من السد متخذة السد كغطاء على تجاربها المحرمة دوليا، في حماية أنها لم تمض على الاتفاقات النووية مثل باقي الدول المحترمة.
مناقشة فرض عقوبات على دولة المنابع لتجاربها النووية المحرمة.
أخيرا: ايجبتا تطلق أول جائزة سلام عربية للعالم منذ العام المقبل.
هذه هي العناوين التي أرسلها آدم في البداية. فتلقفتها منافسته.


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.