11-07-21, 12:59 AM | #32 | ||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| جنة الأحلام الفصل الرابع 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 بسم الله الرحمن الرحيم الفصل الرابع تنفست الصعداء، ولجأت لهدوء غرفتها، كبحيرة جميلة ساكنة، وسط زوابع آدم المخيفة. رن هاتفها وظهرت صورة رامي والرسالة الخاصة به. أغلقت الباب جيدا، على جنتها، تناولت السماعة بلهفة ترتشف حلو الحياة؛ وسعادتها تضئ ملامحها الحالمة وتغلف صوتها الذي رق لسماع صوته. - همس. - همم. ضحك بسرور جم على صوتها الحالم، فأفاقت. - أفتقدك. صمتت، لا تعرف بم تجيبه، وتلون وجهها بلون الورد . - افتحي الفيديو لأراك. - لا. - لماذا؟ - الوقت متأخر. تنهد مستسلما - نتغدى سويا غدا، إذا. - لا أعرف يا رامي. -اسمعيني حبيبتي قاطعته بهمس خجول : - من هي حبيبتك؟ - من هو حبيبك؟ ضحكت على الرغم منها. - حبيبتي( ه... هالة من نور، م... مسرة غامرة وفرحة عارمة ملآ قلب بها مبهور، س... ساكنة بحور خاطري ومالكة أسرار الروح منذ الأزل المقدور، بلا روح للأبد الغير المنظور، فهي عبق الدر المنثور ساطعا بحياتنا ). قالت بصوت حالم: بطل وشاعر أيضا - ستتنعمين في بحور الشعر ولن تملي منها ، - عبير كلمات الندوة مازال عبقه يغلف حياتي. هذه الكلمات من يستحقها؟ همست: - أنت - - لم تكوني تعرفي أني زوجك. - إذا متى أحببتني؟! - جميلة ومشككة وذكية للغاية، هل تظني بأني رأيتك أول مرة في الندوة؟ منذ فترة وأنا على اطلاع بأنك زوجتي، بعدما ازدان عقد الزواج بتوقيعك. ضحك: - جدتي تعتقد أنك كنتي تعرفين عن الزواج بكريم وضغط على كل حروف من كلمة كريم. قالها بإغاظة. - أبدا. وصلتني رسالة منذ فترة لم أرها إلا منذ عدة أيام، من أخت صديقتي الصغرى منذ أيام الثانوي. سهر، والتي ألحت علي بأن يكون إسمي الأدبي تيمنا باسمها، هي التي ألحت علي بذلك، وهي التي كانت تنتقي المواضيع التي أكتب فيها من الرسائل التي تصلني من القراء وكانت تبدي برأيها وأنا أصوغه بأسلوبي الأدبي بعد إبداء رأيي طبعا كان رأيي أنا الفصل، ومسك الختام. كنت مترددة في الكتابة وهي أقنعتني وقالت ستساعدني على الأقل في البداية حتى أثق في نفسي وأكون مثل أبي وأصدقاؤه. -وأين هي الآن؟ - سهر؟ توفيت. أختها كانت تستشيرني بشأن إحدى صديقاتها والذين يريدون إرسالها لجارهم، والذي انقطعت صلتها به لمقر عمله بحكم عملها ، ليتعارفا. فخمنت أنه كريم ولكني لا أعرف من هي الخطيبة المنتقاه. - فقررتي أن تحلي محل العروس، أنتي هكذا تثبتين التهمة على نفسك. - أنت لست منطقيا، سأنهي المكالمة، - إذا أنتي تعرفين ريناد وسهر والعائلة. وريناد كانت تستشيرك و طلبت رأيك. فبماذا نصحتها؟! قلت لك فتحت الرسالة قريبا. أخبرتني أنها ترددت و أحجمت، ولم تذهب. فدعمتها هي محتاجة للدعم بسبب ظروفها المحزنة... أنا لم أكن أفتح رسائل القارئات فقد كنت أهملت الدنيا حزنا عليك. - تقصدين كريم - الشئ إذا زاد عن الحد، انقلب لضده، هل شككت فيك عندما قلت بأنك أحببتني؟! - أحببتك منذ أن وقعت عيناي على صورتك. وعندما رأيتك تأكدت من أنك أنتي التي كنت أتمناها والتي كنت أعتقد أنه من المستحيل تواجدها. إنسانة تفهمني وتفهم عملي وتحبنا ككل. حورية من حور الجنة هكذا أحسست عندما رأيتك في الندوة أجمل من صورتك بمراحل، وعندما كنت أستمع لكلماتك قبل ظهوري المفاجئ كنت لا أريد أن أفوت حرف من شدة التأثر بكلامك الساحر. - كل ما قلته حقيقي. - تأثر صوتها ومالم أقله يفوق ذلك بمراحل.. - بخصوص من؟ - لا تفعل هذا. - لا ينبغي أن نشيد حياتنا على أساس فيه شئ غامض. تنهدت: كلما قرأت عن كريم، أحسست بأنه يحتاج للمساندة. وإظهار الحقيقة بخصوصه . - لا تصدقي كل ماكان مكتوبا عنه، هذه المعلومات ماكنتي لتحصلي عليها بسهولة لولا أنها مقصود أن تعلن لغرض... تلعثم لا أستطيع أن أتحدث عن تفاصيل عملنا نحن لانعرف كل شئ طول الوقت بل كل ما نحتاجه في وقته. - تقصد أنه ماكان موضع شك. - أنت ذكية للغاية فعلا. - لن تصدقني لو قلت لك بأنك من أخبرتني بذلك... - ما... ماذا تعنين؟! - لقد تأثرت للغاية بالحادث الوهمي ، لدرجة المرض. زهدت الدنيا، حتى رأيتك في أحلامي ليلة بعد ليلة تطمئني كثيرا، وتحدثني بأمور كثيرة. - لا أصدق هذا! كنت أحداثك كل ليلة بالفعل بدون كلام ولكن ليس في الأحلام. فكما كنتي حلما طال انتظاره ، وطالما تشككت في وجود إنسانة هكذا، أحلى من الأحلام ، أروع من أن تتحقق؛ كنت أنتظر اللحظة التي ألقاك فيها أراك رأي العين أبهى صورة لأجمل حلم. فاعتدت السباحة في بحور صورتك ليلة بعد ليلة متمنيا أن أفصح لك عن كل الأمور وأوضح لك كل شئ. كنتي تحلمين بمن؟ سألتك مرة أنت لست كريم الذي قرأت عنه... فأجبتني لأني لست هو، فسألتك من أنت، أجبتني، زوجك. ربما انتما شبيهان ولكن شخصيتك مغايرة للغاية. - أفضل أم ماذا؟ - بالنسبة لي أفضل بمراحل. وقد تأكدت من ذلك عندما رأيتك في الندوة. قالتها بخجل شديد. كان يشعر أنها أمامه، لولا ذلك لندم على أن يقال كلام في منتهى الأهمية عن بعد.. - كيف؟ قطع كلامه فجأة. - رامي، لم يرد، فكررت رامي. - لحظة واحدة حبيبتي. ثم توجه بالحديث لوالده الذي طرق الباب منذ لحظة ودخل وبادره بالحديث: آدم الهلالي أرسل رسالة مهذبة قاطعة، فحواها ألا نذهب لمنزلهم لإزالة سوء الفهم. يقول أنه مصر بأن تطلق أخته طالما لم تحترم عائلتها، وقبل أن يقاطعه رامي ، استطرد، هاتفته على رقم الهاتف الذي أرسل منه الرسالة فلم يرد. - ما علاقته بالموضوع؟ - لقد هاتفت والده وقد رحب بمكالمتي، إلا أنه لم يحدد موعدا لزيارتهم، قال أنه سيستشير العائلة أولا ثم يرد علينا. سأحدثه غدا وكأني لم أستلم رسالة من آدم ، لأستعلم منه عن الموعد الذي يناسبهم لنزورهم. لا تقلق. - لست قلقا، همس زوجتي، ولن أطلقها للأبد لأي سبب. سمعت همس حديث رامي مع والده، وتضايقت، لم تكن تريد أن تسمع حديثهما. فقالت: ' رامي'، شعر رامي بالذنب لسماعها أخبارا سيئة. لا يريد أن تتضايق مما لا يد له فيه، ولن يسمح لأي شي أن يضايقها أبدا مادام حيا، هكذا أسر لنفسه وسيخبرها بذلك في أقرب فرصة. عند قولها رامي تعالى الطرق على بابها من آدم، فرغم أنها كانت تهمس برقة وهي تكلمه، إلا أن آدم سمعها: ' افتحي الباب فورا'. فتحته وهي متضايقة من أفعال آدم الغير متفهمة والغير منطقية. - لقد جعلتني أضحوكة، لقد حكى لي زوجك المفترض أمام الناس الحكاية وهو يضحك وأضحكني، ترى هل كان يضحك علي وعلى غبائي لتركي أختي تقع فريسة ألعابهم الغير ناضجة. على جثتي استمرار هذه الزيجة . نسيت همس أن تغلق الميكروفون أو تنهي المكالمة قبل أن تفتح الباب لآدم . فتسمر رامي ووالده في مكانهما يستمعان لعاصفة آدم. حاول رامي أن يرد ليجنبها مالا تستحقه ويزود عن نفسه ما لا يستحقه. فأسكته والده بإشارة لا، والذي لم يكن يعجبه تعنت آدم إلا إنه متفهمه على مضض. استمر آدم في زوابعه: ' أيتها الحمقاء، عمتي وأبي يقولون بأنك ظننتي بأنه ظلم فأضحكتي الناس عليك و علينا بسذاجتك. أيتها البلهاء لم يظلم لقد كانت خطة وضعوها ليستدرجوا شبكة التجسس، كان جس نبض لهم، ليروا... قطع كلامه - ما علاقته بشبكات التجسس؟ عند هذا الحد كاد رامي أن يتدخل لأن هذه معلومات سرية، هو يعرف أنها في أمان مع همس. ولكن في الحقيقة لم يرد للسم الزعاف الذي ينفثه آدم أن يوجدها عليه. أمسكه والده من يده عندما حاول أن يلتقط الهاتف ليحدث آدم وجهها لوجه عبر الفيديو ماسينجر. منعه من الكلام مرة أخرى. نظر رامي لساعته لو لم يكن متأخرا لذهب رامي إليهم ليزود عنها مالا تطيقه. تردد آدم، وانتبه بأنه أخبرها بمعلومات سرية: ' صدقيني لقد دخلتي حقل ألغام، أو أكثر، لماذا فعلتي هذا! - لم أفعل شيئا. أتت رغد بأخيها لتدرأ عن همس مالا طائل منه، كانت تريد للعائلتين أن تجتمعا لينتهي الخلاف وتستقر حياة همس. - كنت سآخذ رأيكم غدا في مكالمة عائلة رامي ولكن بعد تخطيك لي، أنا موافق على مجيئهم. - أنا لن أبارك هذه الزيجة المهزلة. - وأنا باركتها. كانت رغد تحكي لأهلها أولا بأول ماتحكيه لها همس لتقرب وجهات النظر، إلا أن والد همس كان يريدهم أن يسترضوهم لأنهم أخطأوا في حقهم، أيما خطأ. وحتى لا يعاملوا همس بسوء، وبالذات مستقبلا، فهو يريد أن يؤمن لها مستقبلا من الاحترام اللائق بها، فليس معنى رهافة مشاعرها، أن تعامل بالسوء أو أن يعايروها لتعاملاتها البريئة. 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 طلب من كريم في مقر عمله الذهاب لوزارة الخارجية لأنهم يريدون منه العمل معهم في ملف يتعلق بمهمته الفائتة. فوجئ عندما وصل لمقر الوزارة بأن عمله سيكون مع ريري، ولكم تمنى أن تطول هذه المهمة لمدى العمر، وكم تعجب! ريري الفتاة ذات الدلال الرقيق المحتشم البرئ تعمل في السلك الدبلوماسي، حيث البرود و الانضباط، وعدم إظهار المشاعر ، هكذا كان يظن من يعملون في السلك الدبلوماسي. 🌸🌸🌸🌸🌸🌸 بناء على طلب المشاهدين تم تحديد موعد لحلقة أخرى للتغطية الخاصة التي انفردت بها شهد" انفجار السد". كان هذا في اليوم التالي مباشرة على قاعدة اطرق الحديد وهو ساخن، وفي الحقيقة حلقتها كانت حديث الساعة، وحققت نسب مشاهدة خيالية وغير مسبوقة، على مستوى عالمي، وهذا ماكان يتوقعه آدم لنفسه إلا أنه لم يكن يحب الظهور كمذيع، لا يحب تقييد الاستديوهات. كانت الحلقة الثانية خرافية بكل المقاييس، عالمية على مستوى غير مسبوق. كان بها ضيوفا أثروا الموضوع إثراءا عميقا، وكانوا محط أنظار العالم ككل. كانت شهد معتادة على كل حلقاتها أنجح من سابقاتها والكل قمة في النجاح. إلا أنه لا شئ أهلها للنجاح الباهر للحلقة الثانية، ولا للظهور المفاجئ لآدم فقرب الجزء الثاني من الحلقة؛ صعد آدم للبث مع أحد معارفه والذي كان ضيفا، ظن الضيف أن آدم مدعو أيضا، وظن الجميع أن آدم مع الضيف. كانت شهد نجمة متألقة على الدوام، والليلة كانت كوكبا يتلألأ في الاستديو وهي مندمجة في الحلقة، ويصدح صوتها البالغ العذوبة والدفء محلقا بكل ما يلفت انتباه المشاهدين. إذا بها تفاجأ بآدم أمامها، مبتسما_ يالجرأته البالغة_ كان يضع يديه في جيبي بنطاله ويبتسم لها بتكاسل وظرف متحديا إياها في عقر دارها، كما تحدته سابقا وتلقفت منه أخباره. جنت نبضات قلبها عندما رأته رأي العين، لأول مرة. لم يكتفي بالمثول أمامها بل دخل دائرة الكاميرا، ولأنها شهد، فقد تلقفت المفاجأة بذكاء وأعلنت عن مفاجأة لمشاهديها؛ ألا وهي مصدر أخبارها آدم. وتم وضع فاصل إعلاني لحين التجهز للجزء التاني من الحلقة. 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 كانت ريناد تعمل على ملف شبكة الجاسوسية العالمية والتي أوقع بها كريم وشاهدا عليهم. كانت متلهفة للقياه. وعلى الرغم من أنها لم تكن في قمة تركيزها اليوم كعادتها في عملها، ذلك ليس بتقصير منها أو تشتت، بل لأنها لم يغمض لها جفن ليلة البارحة. لقد كانت تسترجع تفاصيل تاريخهما. لقد كانت عائلتيهما جيران .وأصدقاء لم يتصادق الوالدان ويتعرفا على بعضهما البعض كما يجب إلا في ٧٣، لم يكونوا قبل ذلك معارف. لقد جند والدها قبل حرب الانتصار الكبرى ٧٣ بحوالي ثلاث سنوات، وهناك عمل مع والد كريم، عادل، وكان رتبة في الجيش. ولأن والدها أصيب في الحرب إصابة برئ منها بعد حوالي ما يقارب العام، فقد أوصاه والد كريم على عائلته، فانتقل والدها للإقامة بجوار عائلة كريم ورعايتهم أثناء غياب والدهم. وبرئ والدها من إصابته إبان الحرب والتحق بالجيش وعاد الإثنان منتصران. 🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵 🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 11-07-21 الساعة 01:59 AM | ||||||
23-07-21, 02:20 AM | #33 | |||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
|
التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 23-07-21 الساعة 03:09 AM | |||||||
24-07-21, 05:51 PM | #36 | |||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| الفصل السادس من رواية جنة الأحلام [marq]
الفصل السادس من رواية جنة الأحلام 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 بسم الله الرحمن الرحيم🌸🌸🌸 تناول رامي طعام الإفطار مع الأسرة يوم الإجازة ثم أخذ فنجان الشاي ودخل التراس ومعه المجلة التي تكتب فيها همس، من أجمل الأشياء التي يبدأ بها يومه، انهمك في القراءة بتركيز فكل سطر له عطره الخاص، إنها فعلا كاتبة ذات ثقل وكلماتها مؤثرة أيما تأثير، ربما لأنها عندها منزلة عنده. وأية منزلة. دخل عليه والده يحدثه فأصدر صوتا يوحي بأنه يسمعه ولم تفارق عيناه كلماتها، لم يرفع نظره إلا على قهقهات كريم وهو يقول لوالده: 'لو ثار بركانا الآن لما انتبه له' . وأشار برأسه لوالده لإسم المجلة التي تكتب فيها همس، 'همس الحياة فأشار والده برأسه علامة الفهم. لم يعجب رامي لغة الإشارات المتبادلة بينهما فحرك رأسه يمينا يسارا رفضا، ثم استغرق في القراءة مرة أخرى. تعالت ضحكات كريم عليه مرة أخرى، ثم خطف المجلة من يده: ' استمع لم يقوله والدك، هذا وأشار للمجلة نظري، والدك يريد أن يكلمك عن العملي' ثم نظر إلى الموضع الذي كان يقرأه رامي: - أرني ما هذا الذي يسرقك هكذا. استغرق في القراءة واختفت ضحكاته وأخذ يتمعن في سحر كلماتها وأكثر التي جذبت أفكاره وكأنها إكسير حياة. تبسم رامي ابتسامة لطيفة، ولسان حاله، انضم للقبيلة، ثم انتبه كلية لكلام والده: - سنزور عائلة همس اليوم إن شاء الله. فرح رامي وهز رأسه بوقار وكانت هذه هي علامة الترحيب مع تألق عينيه على كلام والده الذي لاقى قبولا حسنا عنده. نظر إلى كريم وتابع والدهما نظراته. انتبه كريم لنظراتهما فتنهد وأخذ يقرأ بصوت عال نوعا ما ليسمعهما ولكن صوته كان بالكاد مسموعا من تأثره بكلماتها: ' وأحيانا قد تضطرنا الظروف لعدم مجابهة ما يجب علاجه في التو. قد نؤجل أو ربما نسوف، لأننا قد لا ندري الطريقة المثلى لحل أمورا حلت بنا. ولكن كل خبرات حياتنا أثبتت بأن المسكنات، أيا كانت( ولو ظننا في حينها أنها تضحية، أو ربما بطولة، أو مثالية منا) مهما خففت من أي آلام لحظية ليست بعلاج. الإنسحاب ليس حلا أفضل بل قد ينجم عن ذلك ندما لا نستطيع تداركه لأنه قد يكون فات الأوان. وأتمنى ألا يفوت لكم الأوان أبدا' . تكلم والدهما بتأثر: ' كلماتها ترياق' ثم تنهد، متذكرا أمورا عدة تنطبق الكلمات عليها، أمورا عامة ربما مآلاتها وعواقبها تكون أحسن أو أفضل نتاجا فبتغير معادلة المدخلات تكن النواتج مختلفة للمستقبل كما يحق لها أن تكون. 🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🦋🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 ألفت طرقت غرفة شهد وأطلت برأسها مبتسمة: ' عريسك! يبدو أنه سمع بما ينتظره على يدينا! فاختصر الطريق، وجاء من تلقاء نفسه بالتي هي أحسن'. تفاجأت شهد للغاية، واتسعت عيناها: ' آدم هنا! نحن تقريبا بعد الظهر بقليل'. - ماذا نفعل؟ منجذب، ثم ضحكت وهي تطرف برموشها، سحرك المغناطيسي جذبه، ترفقي به، لقد طلبك للزواج بعد نظرتين وكلمتين'. ' ألفت'. صاحت وهي تبتسم: - هل هو بمفرده؟ - نعم. - ماذا يريد؟ - استأذن العائلة في أن يتحدث معك. بعد أن تحدث معهم. - فيم تحدثوا؟ - لا أعرف. - استفسري منه عما تريدين. قالتها وهي تحركها باتجاه الباب: - هيا لاتتركيه ينتظر. - انتظري سأرى كيف أبدو في المرآة. - لا داعي، والله متألقة وجذابة كعادتك. - لن أنزل إذا. تنهدت ألفت: - كما تحبين، سأنزل أنا له. لا تتأخري كثيرا. نزلت له بعد دقائق ووجدته يضحك مع ألفت على شيئ ما. تركتهم ألفت قليلا وخرجت: ' سأذهب لأحضر لك أيضا عصير، سآتي بعد قليل. لم تكمل عصيرك يا آدم. طبعا ستتغدى معنا'. الاثنان لم ينتبها لألفت. من هو الجاذب كالمغناطيس! ومن الذي يملك سحرا لايضاهى! يبدو أن عائلتها محقة. تنهدت، ولكن الجاذبية ليست كل شيئ، ليست أساسا صلبا. لاتجري الأمور هكذا. الجاذبية قد لا تدوم أحيانا، وأحيانا تؤلف، وتصبح شيئا معتادا. - مرحبا آدم، كيف حالك؟ قام من مكانه وسلم عليها باليد: ' ماذا كانت تقول لنفسها الآن! يجب أن تفيق وألا تسمح له بأن يؤثر على منطقها ورجاحة عقلها' . عندما قالت له ألفت أنها ستنزل بعد قليل، تساءل مالذي يفعله هنا، وكاد أن يغادر، لولا حديث ألفت الطريف. الآن يعرف لماذا أتى في موعد غير مناسب ولماذا لم ينتظر قدوم عائلته معه، بعد انتظار قدوم عائلة رامي عندهم اليوم، كانوا سيصطحبوه للتقدم لها كما تستحق وكما يجب. لماذا يبرر في عقله ويسهب، لقد أراد ببساطة أن يراها. لقد أرادهم أن يأتوا هنا أولا ولكنهم أصروا لأن رامي مصر على وضع الأمور في نصابها بأسرع وقت ممكن. - 'شهد أريد أن آتي مع العائلة للتقدم لك كما يجب، ولا أريد أن أرفض أمامهم'. قال الكلمة الأخيرة وهو يكتم ضحكة حلوة. فلم تملك نفسها إلا أن تبتسم له بخجل و رقة. - لا أعرف يا آدم. هل السرعة هذه طبيعية! - عندما تكون الأمور صائبة، تكن السرعة أكثر الأمور منطقا. - آدم. أمر كالزواج لا يؤخذ بخفة. - لم لا؟! ثم أين الخفة هذه؟ لا أنا، ولا أنت خطبنا في السابق؛ ولا لنا علاقات. أنا أتابعك منذ ظهورك على الشاشات. وكل ماتقدميه كان يثير اهتمامي. لم تجذب فتاة اهتمامي كما كنت تجذبي اهتمامي دائما. رق صوته أكثر: ' وعندما تحدثت معك، رغم تحديك لي، لم أجد نفسي إلا أمامك، وأنت تعرفين ما حدث هناك' . تحدثت بصوت رقيق بالكاد وصل أذنيه وهي تهرب بنظرها: - ' آدم ألا تشعر بأننا مختلفان'؟ - بالعكس، نحن متشابهان للغاية. - آدم أنا من أسرة ثرية تعارض عمل المرأة، في كل لحظة علي أن أثبت نفسي لهم، أي أنني نوعا ما عصامية. بينما أنت يسندك والدك. - والدي عصامي يا شهد، لم يصل لما وصل له بسهولة. وربانا على الاعتماد على ذواتنا وعودنا على ذلك. وليس معنى أننا وصلنا لما وصلنا له أنا وهمس من شهرة طائلة، أننا لا نستحقها لمجرد أننا نعمل مع والدنا، لقد وصلنا لما وصلنا له، بشهادة الجميع بمجهوداتنا. همس تسللت لمجال الكتابة وهي طالبة في المرحلة الثانوية متخذة إسما أدبيا غير اسمها من أجل ذلك. - وهذا دليل آخر لاختلافنا، أنا أواجه لا أتخفى. - أنا لم أتخفى، عملت مع والدي ولم أخشى أن يقال عني بأنني أعيش في جلباب أبي. بل أثبت نفسي لأبي أولا. - على ذكر العمل، انظر لطريقة كل منا فيما يختص موضوعا واحدا، نحن على طرفي النقيض، وجهات نظرنا مختلفة، وطريقة عملنا. نظر إليها متمعنا وعيناه ملآى بروح الدعابة: ' لا حديث عن العمل ياشهد، صدقيني العمل لا علاقة له بزواجنا ولن يكون له علاقة. هل هذا مايقلقك؟' اسمعي: ' كل الناس تخطب كل ثانية. لم لا، نحن؟! دعينا نخطب كأي خطيبين، وإذا لم تجري الأمور كمانحب_ وهذا أبعد احتمالا، ولا أتوقعه أبدا_ نفسخ الخطبة كأي اثنين ليسا مقسومين لبعضهما'. - لا أعرف، الأمر ليس بهذه البساطة. - وما الداعي للتعقيد، خذي وقتك في التفكير لو تحبي. أنا عن نفسي أريد أن آتي بالعائلة اليوم، ثم ضحك واستطرد ليس البوم. اليوم ستأتي عائلة رامي للتقدم لهمس كما يجب. أتمنى أن آتيكم غدا. ولكن إذا كنت تريدين وقتا لتدركي حقيقة مشاعرك فسأنتظر' . - أوكي، أعطني مهلة شهر لأفكر جيدا. ضحك: ' شهد، ألم تستمتعي لكلمة مما قلته، لم أنت قلقة ياحبيبتي؟' - لست حبيبتك. - أمسك يديها: بلى، أنت حبيبتي. هذه أكثر كلمة صحيحة ومنطقية في كل ما قلته. 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 كان صدى الكلمات التي قرأها كريم مازال يتردد حوله، وكأنه إعصارا، أعاده للوراء، لما لم يجابهه في في لحظتها. لقد كانا محتاجين لحارسين شخصيين، كان ساهر يدرك ذلك، ولكنه سخر منه ومن الفكرة كيف بسليل عائلة كلها منتمون للجيش للجدود أن يحرسه حارس، كان يعدها فضيحة. لكنهم كانوا في دولة أخرى. وشهرتهما كعرب وكمسلمين ولمساندتهما لقضايا بلدهما في الخارج ورفضهما كل ما يمسها بسوء ولو بمثقال ذرة أثارت عليهما أحقادا، لم يقدرها هو كما يجب، بينما ساهر كان محقا. لهذا التحق هو بالجيش بعد إغتي... تنهد متألما، لا، لن يفتح هذا الباب أكثر من ذلك. إنه باب جحيم لايطاق لطالما أحرق مشاعره. أسهل عليه أن يفكر في ريناد تنهد، ومشاعر سهر الغريبة تجاهه. وهو أمر ليس بسهل. فهذا هو ما بدأ كل هذه المآسي، والتي لم يدري بها إلا مؤخرا من ريناد. لقد كان يظن ما جرى جرى لساهر فقط. كان يرتاح للغاية في التعامل مع ريناد. كانت متعلقة به كأخت صغرى وهو أيضا كان يعدها هكذا. ولم يسمح لنفسه بغير ذلك لأنها أخت أقرب أصدقائه. وأيضا كانت صغيرة السن. بينما سهر كانت مقاربة لهما في العمر وبدأت تشتهر ويعتقد هو أنها تمنت أن تكون اسما على مسمى، تمنت أن تكون هي همس. ولكن همس هي كانت صاحبة الموهبة وليست أي موهبة، بينما كانت سهر مجرد اسم، أو واجهة. ولكن يبدو أن الشهرة استهوتها فلم تجد مناصا إلا أن توهم نفسها بأنها واقعة في غرامه لقربه من العائلة. لقد كان هو وأخوها مشهورين هنا للغاية. وهي كانت لها طريقة ملتوية نوعا ما في التفكير، لم يلحظها في مهدها، للأسف. ظنت أنها لأنها أخت لاعب كرة قدم مشهور والصديقة المقربة لسهر الكاتبة الواعدة، وربما أوهمت نفسها بأنها كاتبة عمود سهر هو لا يدري؛ المهم ظنت أنها أولى به من كل الفتيات اللاتي كن يحمن حوله كلاعب كرة قدم مشهور. ربما أرادت أن تستأثر باهتمامه أكثر من ريناد. في حين كانت تعاملاته مع ريناد عفوية ومحببة لنفسه. وهو في خضم هذه الأفكار رن هاتفه الخلوي، إنها ريناد، فرح بها لتخبو معمعة أفكاره ولو إلى حين. - أعتذر منك يا رامي لأني أكلمك يوم الإجازة ولكن وأنا أقرأ ملفات الجاسوسية لاحظت أنك عندك شكوك تعود لسنين من أيام احترافك. هل هناك رابط أم مجرد تشابه... - لاتعتذري ياريري. كلميني في أي وقت فيما يحلو لك. أين أنتي الآن؟ ثم لم هذه الرسمية في التعامل؟! - أنا في مقر عملي. - اليوم إجازة. - أحيانا نحصل على تصريح عمل استثنائي في الإجازات إذا لزم الأمر. وهل هناك لزوم؟! - لا. - لا تفعلي. - لا أفعل ماذا؟ - لا تغيري أصغر تفصيل في رويتنك المعتاد. - لماذا؟ لا يريد أن يخيفيها وأيضا ليس من الصواب عدم تحذيرها. - لأن الملف الذي تعملين عليه غاية في الأهمية. أنا أعتقد أن عليك حراسة غير ظاهرة. - آه يا إلهي! - ما الأمر؟ هل ألم بك شيئ ما، هل أنت على ما يرام؟ - 'أنا' قالتها ساهية. ثم انتبهت: 'لا تقلق. إنها شهد' . قالتها ثم سهت مرة أخرى تتابع الأخبار على الانترنت. - ما بها ؟! - يتم مهاجمتها من قبل أناس يدعون أنهم قريبين من منابع النهر ويدعون أيضا بأن بلادهم غرقت. - كذب. السد لم يكن به ماء. ولا علاقة لأحد عندنا بانفجاره. - كأنهم هكروا صفحة برنامجها على الانترنت من كثرة صور المدن الغارقة و كم هائل من الشتائم ويحملونها مسؤولية ما حدث لهم. يدعون أنها المسؤولة عن ذلك لأنها ألبت العالم عليهم. - كله كذب، أنا الآن على نفس الصفحة وتابعت الصور على جوجل. إنها صور انهيار سدين في منغوليا. قطع كلامه فجأة: ' ماذا؟ ماذا تعني ب شهد خطفت؟! كيف حدث ذلك؟ ما هذا؟ أين نحن؟ من فعلها، إن كان هذا صحيحا فتح على نفسه أبواب جهنم.' 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸💮💮💮🌸🌸 التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 24-07-21 الساعة 06:36 PM | |||||||
24-07-21, 07:00 PM | #38 | ||||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| اقتباس:
تم تنزيل الفصل السادس | ||||||||
29-07-21, 01:12 AM | #40 | |||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| [marq]
| |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|