آخر 10 مشاركات
سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة "(مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          رواية/ و ان خان الزمن بقول وافي.. ماني بتركي ولا اظنك سعود ! (الكاتـب : غيـاهـب - )           »          لعنة الحب والزواج(81) للكاتبة كارول مورتيمور(الجزء الثاني من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          467 - أريد قلبك ـ ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حــــصاد مــــاضي...روايتي الثانية *متميزة&مكتملة* (الكاتـب : nobian - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-21, 10:03 AM   #111

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي


اه تالخت جدا لنجلاء لم اري انسان جاحد كرافت حقا لا اصدق يعترف بانها احبيته اكتر من كل شيء و تلك المشكلة ملك اتبعي امك و دعي الله يتولي الحقوق

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-21, 02:29 PM   #112

نهى على

? العضوٌ??? » 406192
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 278
?  نُقآطِيْ » نهى على is on a distinguished road
افتراضي

رغم كل صلف نجلاء الا انى مشفقه جدا عليها للأسف باعت قطعة منها بثمن بخس لما تزوحت من اسر الحوهرى من الاساس لا اعتقد انها غصبت عليه لتجرحة وتتركة وتركض وراء رأفت متنازلة عن امومتها وابنتها تهمل ابنائها من رأفت لتراعى رأفت...ماذا حدث ليشعر بها كحمل ثقيل فوق كاهلة يتمنى منها ان تطلب الطلاق...نور وتخبط مابعده تخبط كيف سينتهى بها الحال.....هنا وسعد وشد وجذب وغيرة تلوح فى الافق...اكمل وغدى فعلا اكمل هو من قادر تماما على ان يسوس غدى...حسن وملك ونار قلب ملك لماذا صمتت لماذا لم تتحدث اى تهديد فهى تحدثت بالنهاية .لماذا لم تقص على والدتها مافعلت وقالت بعد اخر لقاء بينها وبين زوجها...داليدا وواقع فرض عليها فيا ترى ما القادم وما المبررات التى سوف تسوقها لرأفت وكيف سيتقبل رأفت ماصرنا نتوقعة جميعا كذنب واثم داليدا.

نهى على غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-21, 05:00 PM   #113

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

اعتقد اني فهمت رافت يشعر بالذنب لان نجلاء تخلت عن رنا لاجله هذا هو حاجز بينهما و ما يتقل كاهله رافت لم يتقبل زواج نجلاء كان حلال و علي حسب خوف داليدا و قولهل توبة اعتقد انها اخطات مع شاب ما فكيف ستون ردن فعل رافت لا العم و لكن حتي الان انا لا اعتقد انه يحبها ربما خبهور سنري اتمني الان تصحو نجلاء تتظارك خطاها احس ان هذه الصدمة سترجع لها ابنتها حقا فؤ كل شر خير و لانسان حتي عندما يحب يجب ان يترك شىء لنفسه مسكينة نجلاء رغم هدا اسراء كم اتمني رؤية عذاب كل من رافت و حسن بالانتظار

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-21, 10:09 PM   #114

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة topaz. مشاهدة المشاركة

مساءكم رضا ورحمة

ملك وحسن اخيرًا تطلقوا
وخلصت ملك منه ، حسن
لازم يزور شهاب لأن
احساسه بالنقص يزيد مع
الوقت ما ينقص .. ياسر
كان الأولى به يعالج ابنه
من الّي صار وياه بالسنين
الماضية مو يزوجه ويحس
هذا هو الحل السحري
الّي راح يحل كل المشاكل

عمر نشوف بعد كم بارت
إذا راح تبقى سنابل بس
اخت صغيرة

داليدا انجبرت توافق على
رأفت لأن ما عندها غير
حل .. ما اعتقد راح تكون
سعيدة معاه ابد

رأفت حسيت إن الّي يجذبه
لداليدا اختلافها عن نجلاء

أكمل وغدي قرب زواجهم
كيف راح تكون حياتهم ؟
احس غدي راح يكون لها
دور بتغير وضعه مع اهله

التحليلات رائعة جدا تسلم الايادي 🌸🌸🌸💜


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-21, 10:11 PM   #115

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة topaz. مشاهدة المشاركة
هالمرة حاولت اصمم غلاف عام للرواية

الغلاف روعة روعة روعة بجد انتي فنانة ما شاءالله اللهم بارك تسلم ايدك ع الجمال ده


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-21, 10:02 PM   #116

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

مساءكم مسك وعنبر ي أحباب ♥️♥️

الإشراقة الخامسة عشر

#تنويه :_ عزيزي القارئ نصيحة قبل أن تقرأ الفصل تنا ول كوب من الماء البارد واحضر جوارك كوب مثلج من الليمون بالنعناع

الجزأ الأول من الإشراقة

جنية من الإنس تُحيل ظلام روحه بين شقي ابتسامتها إلى قبس من نورٍ وهاج !
ماذا دهاك يا شيخ الشباب ؟
همسها سعد لنفسه وهو لا يستطيع السيطرة على عينيه من النظر لها
منذ متى وكان يطلق بصره هكذا ؟
لطالما كان مُغضاً للطرف حافظاً لحدود ربه محافظاً عليها
لكن معها تختلف القواعد ... تختل الركائز...وتثار الرغائب
عينيه تعودا وتلتهمانها من جديد بتشرب رجولي بحت يُحيي ربيع قلبه القاحل
ترتدي فستان باللون النحاسي الهادئ مزركش بالورود الزرقاء يلتف حول جسدها بانسيابيه مهلكه فيضيق عند خصرها ال ....
" ويحك يا سعد "
همسها بارتجاف وهو يستدير إلى النافذة مرة أخرى والتي كان واقفاً ينظر منها قبل أن يراها وهي أتية من الأسفل وإلى هذه اللحظة ظل يتتبعها بإنفلات غير مسيطر عليه من عينيه حتى أنه حين صعدت إلى الأكاديمية لم يترك الردهة ويدخل غرفة مكتبه كما يفترض به أن يفعل بل ظل متسمراً مكانه وقدميه لا تطيعان أوامر عقله الصارمة بالذهاب !

" بشمهندس سعد نريد إمضاء حضرتك على هذه الأوراق "
تصلب جسده وقد أتاه صوتها بُغتة لينتشله من قعر جحيمه إلى وادٍ ممتلئ بالنيران
لكنها كانت نيران عذبة تثير النفس طمعاً في المزيد والمزيد
صوتها كان رقراقاً صافياً وقعه في القلب كوقع ماء مثلج على ريق صيفي شديد الظمأ
كهالة من النور تسكن تفاصيل روحه على استحياء فتبعثرها
استدار سعد بلهفة لا قِبل له بالسيطرة عليها وعينيه تطوفان حول ملامحها بجنون فتخضبت وجنتيها بالأحمر القاني
كبتلات وردٍ ربيعية تدعوان شفتيه للعناق
ترى هل سيكون ملمسهم ناعماً كصاحبتهم
"رباه
رباه
رباه
أفق يا سعد عليك اللعنة هل ستفقد نفسك ودينك من أجل امرأة ؟"
تبلدت ملامحه تماماً وكأنه أخر حتى أن هَنا ناظرته بتوجس متسائلة بينها وبين نفسها :-
" ماذا به ؟"
" ماذا تريدين ؟" نبرته القاسية أجفلتها فابتلعت ريقها وهي تمد له كفيها بالأوراق والقلم دون أن تتكلم
سحبهم منها سعد بحدة غير مقصودة وهو يمضي سريعاً ويعطيهم لها ثم استدار لكي يتابع طريقه لكنه عاد وتجمد وصوت إيلام الأيوبي يأتي من الخلف قائلاً بتملق مقيت :-
" مرحبا بالهَنا "
ابتسمت هَنا بارتجاف وهي ترمي بنظرها لظهر سعد المتصلب ثم عادت ونطقت بخفوت :-
" مرحباً دكتور إيلام حمداً لله على السلامة "
" سلمك الله "
قالها إيلام ببشاشة وهو يتقدم خطوة مسلماً على سعد الذي استدار عاقداً حاجبيه بغضب يظهر جلياً على قسماته فسأله إيلام باهتمام :-
" هل أنت بخير يا سعد ؟"
ابتسم سعد بسمة صغيرة مستهزإة دون أن يرد إلا أنه مد يده وصافحه بصمت
لم يبالي به إيلام وهو يوجه حديثه لهَنا التي تقف أمامهم كطائر مبلل فابتسم لها قائلاً:-
" لا أعلم كيف اشكرك يا هَنا على ما فعلتيه معي صدقاً جميلكِ برقبتي وسلامي وشكري لدكتور شهاب "
ابتسمت هَنا بانشراح كان كالوقود في مراجل الأخر الذي تركهم ذاهباً لمكتبه يسابق النار التي تنهش في أحشائه بعتوٍ وحشي وكلماتها الأخيرة تتردد في خلايا روحه
" عفواً يا دكتور لك ما تريد دوماً "
بعد ساعة تقريباً..
وقفت أمام باب غرفة مكتبه تطرقه برقة وهي تدلك جبهتها تسُب نفسها لنسيانها الأوراق معه
فهي اليوم ليس لها طاقة الوقوف معه بمكانٍ واحد حتى بتقلباته الغريبة هذه والتي لا تعرف لها مسمى
ألا يكفيه أنه يملك قلبها منذ عامً وأكثر؟
ألا يكفيه أنها تعلم أن حبها له مستحيل
ألا يكفي أنها مدلهة به كالغرة الصغيرة ؟
انتفضت بقوة وصوته يأتيها أمراً بالدخول فدخلت متهادية بمشيتها الرقيقة التي تتراقص على أوتار مشاعره المنفلتة فسألها بقسوة غير مقصودة لكنها نالت من قلبها وأوجعته :-
" ماذا تريدين الأن أنا لست متفرغ ؟"
صمتها استفزه مما جعله يرفع عينيه القاسيتان لها بغضب سرعان ما انحسر بانشداه
" رباه أتبكي؟"
ابتلع ريقه بصعوبة وقلبه ينتفض جوار صدره سعياً لكفكفة دموعها فتحرك من مكانه مضطرباً وهو يقول بنبرة حنونة من شيمه وإن كان يغلب عليه الخجل :-
" لما تبكين يا أنسة هَنا ؟"
مسحت هَنا الدمعة اليتيمة التي نزلت على وجنتها بسرعة ثم نطقت برقة :-
" أنا لا أبكي فقط أتيت كي أخذ الأوراق "
" الأوراق ؟"
أومأت هَنا برأسها ثم قالت :-
" الأوراق التي طلبت منك إمضائها "
"أه إنها هناك عندك خذيها " نطقها بفتور وهو يرمقها تسحب الأوراق وتستدير خارجة فلم يستطيع السيطرة على نفسه أكثر
يقسم بالله حاول ولم يستطع ونبرته جائت محترقة متوارية بها رجاء مستتر غير ملموس :-
" هل ... هل أنتِ مرتاحة مع الدكتور إيلام يا هَنا يعني هل سيضايقك إن تم نقلك مع أحد غيره ؟"
عقدت هَنا حاجبيها وهي تشعر بالغباء لكنها استدارت قائلة :-
" الأمر لا يفرق معي مع من أعمل المهم أن يحترمني "
" وهل يفعل ؟"
نطقها باستهزاء جعلها تقول بضيق يساورها جواره لأول مرة فلم تعي لنطقها لاسمه مجرداً :-
" أنا لا أفهمك يا سعد لما لا تقول ما تريد مباشرةً"

تاه
تاه وتاهت روحه بل تاه منه الزمان والمكان بتلك العذوبة التي نُطِق بها اسمه
دلال أنثوي فطري يشع من كل ذرة منها سارقاً أوتار قلبه
كيف لم ينظر للنساء يوماً ومنذ رؤيتها أصبح وجهها قبلة لنظره
كيف تتلذذ روحه هكذا من سماع موسيقى حروف اسمه من بين شفتيها ؟
كيف أصبح مفتون فيها حتى أنه لم يعي بنبرته التي خرجت متولهة :-
" هل تتزوجيني يا هَنا ؟"
**********

جريدة ..........

لحظة فارقة
لحظة فارقة هي التي يهيمن فيها الحب على القلب والعقل فلا يعد هُنا مجالاً للتفكير الصحيح
لحظة فارقة هي ما تحتاجها العاطفة لتفرض سيطرتها
لحظة فارقة هي ما تحتاجها كل أنثى محبة حتى تنتصر مشاعرها على جمود عقلها
شئ أقرب لعبارة نقرأها كثيرا ألا وهي "وانقلب السحر على الساحر" !
لحظتها هي أتت منذ أن شاع خبر زواج والده على والدته بالجريدة
منذ أسبوع ويوم تقريباً
بداية اليوم كان هادئاً على غير عادته بدرجة مستفزة لكنها أقنعت نفسها أنها لا تبالي وأن لا دخل لها حتى أنها أرجعت الأمر لأخر حوار بينهم ورفضها القاطع له
حتى كان أخر اليوم وهي تخرج من غرفة مكتبها على صوت ضوضاء أتية من شجاره مع أحدهم
وهمهمات الزملاء تعلو عن ماهية كذبة زواج والده والتي أكدها هو في لحظة غضب برعونة !
من يومها وقد تحول من عمار المرح الشقي لأخر جاد متجهم على الدوام
زفرت بغضب من تلك العاطفة الخائنة التي تثير الزوابع بقلبها كي تكون جواره
منذ متى وكانت عاطفية إلى هذا الحد بحق الله
منذ متى وتهتم لأمره وهي من أصبحت تراقبه وليس هو
بل منذ متى وهي تغار بتلك الطريقة المجنونة والبعيدة تماماً عن عقلانيتها المفترضة
قبضت على القلم بكفها بقسوة وهي تبصر وقفته مع ماريان في تلك النافذة النائية بالجريدة والقريبة من غرفة مكتبها المفتوح على الدوام
وقفة اعتادت منذ اسبوع مراقبتها وكأنها تتلذذ بإحراق ذاتها
لكن اليوم كان احتراقها جنونياً وهي تسمع ضحكته الصاخبة على حديث الأخرى فلم تترك لنفسها عنان التفكير وهي تتحرك دون وعي اتجاههم !

قبل قليل جوار النافذة
تقف جواره أمام النافذة تنظر إليه نظرة حالمة لطالما كانت صاحبتها معه
نظرة لم تكن تعلم حتى بوجودها حتى أخبرتها صديقة ثالثة لهم ذات مرة
" أنتِ تخصينه دوماً بنظراتك يا بلهاء "
ابتسمت دون أن تدرك فأتاها صوته الساخر يقول :-
" هل تضاحكين نفسك يا ماريان ؟"
ابتسمت بانشراح من المفترض أن تكون بعيدة عنه الأن في ظروفه هذه
لكنه انشراح مصاحب لها منذ أن تباعد هو وسنا وعلمت منه عرضاً أنها رفضته لذا نطقت برقة وهي تشعر أن شهيتها قادرة على أكل طاولة بأكملها الأن :-
" أريد أن أكل لما لا نطلب البيتزا وربما البرجر "

ضحك عمار عالياً وهو يقول :-
" برجر بالجريدة يا مجنونة !"

ابتسمت قائلة بحيوية :-
" ولما لا …. أذكر أن الجنون ليس بجديد علينا "
لكن سرعان ما كانت ابتسامتها تنكسر وجسدها يتصلب وهي تسمع الصوت الكريه ورائها
ليس كريه تماماً
كريه لقلبها المحترق فقط!
" مرحباً وجدت نفسي متفرغة فقلت لما لا أقف معكم "
نبرتها جامدة تقسم أنها لمحت بها شئ من الاستهزاء وربما غيرة تلوح في الأفق من بعيد
رفعت ماريان عينيها ببطء لعيني عمار وقلبها يستحلفه بصمت ألا يخذلها
لكن ليته خذلها فقط لقد كسر قلبها وأحاله أشلاءاً بتلك النظرة الملهوفة التي رمى الأخرى بها فانشرحت أساريره ولو لم يدرك أو يعترف بذلك يكفي لمعة عينيه الظاهرة للأعمى وهو يحييها قائلاً باقتضاب مثير للسخرية في عيني عاشقة مثلها تحفظه عن ظهر قلب :-
" مرحباً سنا بالطبع تفضلي "
ابتسمت سنا ابتسامة لم تصل لعينيها وهي تسحب كرسياً مرتفع تجلس عليه بأناقه تقول سبباً واهياً ستسب نفسها عليه حتماً حين تذهب لبيتها :-

"وجدت نفسي متفرغة قلت لما لا أجلس معكم أنت وماريان "
والنظرة انتقلت منه للأخيرة فتعلقت عينان أنثويتان في حديث غير منطوق ومنطوق ملفوظ!
ملفوظ بلغة لا سلطان عليها ...
لغة العيون !
والرابط هنا ليس الحب الذي يجعل القلوب تفهم بعضها
الرابط هنا لم يكن سوى غيرة مجنونة تشتعل بقلب كلتيهما فلا تقدر أي منهما على البوح بها
الغيرة هنا هي المهيمن على النفوس العاشقة فتجعلك تكره من لم يمِسَك يوماً بسوء فقط لأنه تعدى بمشاعره على أرض تخصك وحدك !
شئ أشبه بمشاعر كراهية تنفجر بين أعماقك دون أن تجد لها مبرر عقلاني واحد
أنت فقط لا تريد رؤية من أمامك بجوار محبوبك
بل لا تريد أن تراه بالأساس !
" حسناّ نظرة أخرى وسأظن بكم ظن غير برئ "
قالها عمار ساخراً متعجباً من سجال النظرات بين هاتين الغريبتين فنظرت كل منهما له نظرة عابرة انسحبت على إثرها ماريان بقصد وهي تقول بنبرتها الرقيقة :-
" سأتركك مع الأستاذة وأذهب أنا لطلب الطعام لنا "
رفعت سنا حاجباً أنيقاً ساخراً وهي تنظر في إثرها وكأنها تُعلمها أن الرسالة وصلت
أنتم اثنان لا دخيل بينكما !
لذا نهضت من على كرسيها بعصبية ملحوظة وكادت أن تستدير فاعترض عمار طريقها بلهفة تخالف خشونة نبرته وتجهم ملامحه وهو يقول :-
" انتظري يا سنا ماذا حصل ؟"
لم تستطع السيطرة على نفسها بالأخص مع هذا الضعف الذي يلُم بها
لو سألوها الأن ماذا تريد لصرخت برغبتها في الركض لحضن أمها والبكاء هناك شاكية عن ماهية هذا الذي يسيطر عليها بقوة فخرجت نبرتها حادة مؤذية :-
" ابتعد عني يا عمار ... ابتعد عني واذهب كي تتناول طعامك مع صديقتك "
فغر عمار فمه بانبهار وقد ضوت عينيه بضي جميل هامساً بتلهف لذيذ :-
" أتغارين يا سنا ؟ أتغارين حقاً؟"
" أنت واهم ويبدو أن عقلك شرد منك " نطقتها سنا بصلابة والجمود يسيطر على ملامحها وهي تتركه هذه المرة بخطوات سريعة ذاهبة إلى غرفة مكتبها
إلا أنه لم يتركها وهو يذهب خلفها قائلاً بإصرار غاضب :-
" لن تهربِ يا سنا لن تهربِ "
ابتلعت سنا ريقها بصعوبة ثم استدارت له متكتفة وهي تسأل بشموخ :-
" مما أهرب يا عمار أنت تتخيل أشياء ويهئ لك "
تمط شفتيها بكبرياء أنثوي وتردف :-
" مِن مَن أغار وعلى من "
ابتسم عمار بسخرية واقترب خطوة هامساً بنعومة :-
" من ماريان وعلي مثلاً"
" أنت وهي لا تمثلان لي شئ بالأساس حتى تأخذون حيز من تفكيري "
نطقتها بازدراء ليس القصد منه انتقاص وإنما تلك المشاعر الملعونة هي من تسيطر
تنهد عمار بتعب واضح وهو يحك جبهته قائلاً بنبرة ضائقة :-
" أنتِ لا تفتحين لي الباب إلا وسرعان ما تغلقيه في وجهي بقوة وأنا صدقيني بظروفي هذه أضعف مما تتخيلين "
ابتسامة هازئة تناوش شفتيه لا تخلو من تملق رجل يريد الوصول لامرأته فيستخدم كل أسلحته الموضوعه أمامه ويواصل :-
" أظن أن إظهار ضعفي لكِ شئ ليس بالحميد
شئ لم أفعله مع هذه التي تغارين منها "
" أنا لا أغار لا تستفزني " نطقتها بحدة متهدجة
والتهدج أتياً من ضعف قلبي ملعون تأثراً بضعف نبرته فتهز رأسها بقوة من تلك الدوامة وتقترب متسائلة باهتمام لم تستطع السيطرة عليه اللحظة :-
" كيف حال والدتك هل هي بخير ؟"
والسخرية مازالت تلازم ابتسامته إلا أنه نطق عاتباً بعكس أفكاره التي تدور حول إن كانت أمه بخير أم هي أبعد عنه :-
" ظننتك ستسألين عن حالتي أنا "
تأففت سنا دون أن ترد فاقترب منها حتى وقف أمامها مباشرةً رغم إشاحتها بوجهها عنه فهمس بنبرة مبحوحة وعينيه تلتهمان ملامحها بنهم :-

" لا تتهربي يا سنا وكوني قوية كما أعرفك"
رمقته بجانب عينها وقد انتقلت السخرية لها فقالت :-
" حقاً؟ وبعد ؟!"
زفر عمار نفساً قوياً ساخناً ثم نطق بقلب يختلج تمنياً :-
" أعطني فرصة لأثبت بها حبي لكِ وسأفعل "

واللعنة عليها
اللعنة عليه وعلى غوايته وعلى قلبها الضعيف
بل اللعنة على تلك المشاعر المسيطرة عليها فتجعلها تنطق فيما بدا كتحدى لكنه كان بداخلها أقرب للإحتراق :-
" حقا وإذا قلت لك أنهي علاقتك بماريان ستفعل ؟"

***********

فيلا رأفت العُليمي ..

أكثر قرارتك المؤذية لنفسك هو هذا القرار الذي أخذته في لحظة تهور !
خطوات بسيطة هي ما نحتاجها حتى نصل للضياع أمنين
خلعت ملابسها المحتشمة إلى حد ما مقارنة بما ستبدأ في ارتدائه من الأن والذي لم يكن بالجديد عليها
ملابسها منذ أن دخلت الجامعه لم ترتديها عن اقتناع بل هي بالفعل لم ترتديها إلا حين نزلت مصر حفاظاً على العاهات والتقاليد !
ارتدت زياً مكون من بنطال أسود قطني شفاف به لمعه بسيطة يلتصق بساقيها كجلد ثانِ تعلوه بلوزة حريرية تحتضن جسدها الصغير بنعومة مغرية كاشفة عن عظام كتفيها وجيدها
تقف أمام المرٱه تصفف شعرها فارده أياه بنعومة حول وجهها
ثم أخيراً بدأت بتزيين وجهها لكن قبلاً مدت كفيها تمسح تلك الدموع الخائنة لعينيها منذ الأمس ثم تواصل عملها بجمود رغم تأكل الروح
لقد علمت منذ أيام أن تلك الفتاة التي تزوجها والدها من عمر رنا أختها وربما أصغر قليلاً
لم تكن مزحة !
رأفت العُليمي ضحى بكل شئ في سبيل فتاة صغيرة لكنها جميلة
لقد أخبرها عمار أنه تقابل مع الفتاة في إحدى المرات وأنها تستحق أن تلف رأفت العُليمي حول إصبعها
أمها قضت أيام بالمشفى فور أن علمت الخبر ثم حين خرجت بالأمس صدمتهم بطلبها في المكوث عند جدهم
والخيار كان لها هي وعمار إما أن يظلان معها هناك وإما يعودان للبيت وحدهم وهو ما فعلوه فأصبحوا قدوة للأسرة المتفككة عن جدارة
والدتهم عند جدهم
والدهم يقضي أيام العسل مع عروسه
ثم هي وعمار
عمار الذي ينحر نفسه في عمله وكأنه يريد الهرب من حديث الناس
وهي التي لا تجد مأوى لها سوى الضياع !
لكن ضياعها هي مقرون بالخوف
تريد المغامرة وتجربة التمرد على نفسها وعليهم لكن شعور خبيث بالخوف يهمس لها أن تتراجع فتترأى صوره الحنونة أمام عينيها لتقوم بتصوير نفسها ثم تبعث صورتها له مرفقه بجملة ظاهرها ساخر وباطنها مترجي أن ينقذها
" بارك لصديقتك على هيئتها الجديدة ما رأيك هل تعجبك ؟"
بعد ساعتين كانت تصف سيارتها أمام تلك الفيلا التي دعتها بها إحدى صديقاتها لحضور حفلة ليلية يقيمها والدها
قبلاً كانت ترفض بلامبالاة لكنها اليوم وافقت دون تفكير
دخلت من بوابة الفيلا المظلمة برهبة وهي تنقل أنظارها بين جماهير الناس التي أبصرتهم من بعيد مما جعلها تتشجع وتواصل طريقها رغم تحذيرات نفسها
ابتسمت ببعض الراحة وهي تبصر صديقتها أتية من بعيد ترحب بها ثم نظرت لها قاطبة وهي تقول :-
" ماهذا الذي ترتديه يا نور
صحيح تبددين خلابة لكن لما لا تأتي معي لغرفتي لترتدِ فستاناً سنبدأ بالرقص بعد دقائق "
لم تُتح لها الفرصة حتى بالتفكير وهي تشدها من ذراعها إلى غرفتها وبعد نصف ساعة تقريباً كانت تقف أمام المرآة تنظر إلى نفسها بانشداه
هل سمت ما ارتدته قبلاً بالتمرد ماذا عن ما ترتديه الأن!
فستان باللون الأسود يصل لمنتصف فخذيها ..يضيق إلى الصدر ثم يتسع من الأسفل بتنورة مستديرة
لكن ليس هذا فقط !
فبخلاف أن جسدها مكشوف من الأعلى بطريقة أظهرت أكثر مما كانت تظهره بلوزتها إلا أن ظهر الفستان بأكمله كان مكشوف مظهراً ظهرها المرمري
نظرت لصديقتها المبتسمة لها بقلق قائلة بانعدام خبرة يبرز من نبرات صوتها :-
" ما هذا الذي ارتديه يا نوليا ؟"
ابتسمت نوليا بإغراء ثم أخذت ذراعها تقوم بلفها حول نفسها غامزة بكل الحب الفاسد :-
" انطلقي يا نور "
وقد انطلقت نور مغلقة على نفسها كل طرق التفكير تاركه روحها ترحب بالضياع رغم بكاء القلب الخائف مستفسراً وماذا بعد ؟
أخذت ركناً جانبياً بعدما نزلوا وهي تبصر صديقتها التي انضمت لحلبة الرقص بعد أن رفضت هي
تناولت عصيراً مثلجاً ترتشف منه دون تركيز عوضاً عن المشروب الروحي المقدم
شهقت بفزع وصوت أنيق يأتيها قائلاً بنعومة :-
" مرحباً وجدتك واقفة وحيدة مثلي فقلت لما لا نتشارك الصحبة "
ابتلعت نور ريقها بصعوبة تحاول ألا تبدو بلهاء لكن رغماً عنها كانت عينيها تتأملانه بتساؤل
رجل شديد الوسامة بدرجة تجذب النظر يرتدي حلة فخمه واقفاً وقفة أنيقه تخالف تلك العلامة بوجنته والتي تشير لضرب مديه
عينيه ناعستان تنظران لها بتدقيق لكنهما مسبلتان وكأنهم ينظران أرضاً
هل هو أحد أصدقاء والد نوليا ؟
بالتأكيد ليس من أصدقاء أخيها فهو ليس بالشاب !
إنه ربما يكون في منتصف الأربعينات
شهقت مرة أخرى وهي تراه يقترب منها أخذاً الكوب من يدها يضعه في مكان ما
ثم إحدى ذراعيه تلتف حول خصرها بحزم ثم يشبك كفه في كفها الأخر وهو يسحبها ناحية منصة الرقص هامساً بصوت مبحوح شديد الإقناع :-
" لما لا ترقصين معي سيعجبك رقصي حتماً"
كادت ترفض دافعةط إياه وتفر هاربة لكن نظرة واحدة لصديقتها التي غمزت لها تلاها تدقيق بسيط في هيئته وفكر شيطاني يحضر بكل كرم فنطقت بارتجاف :-
"موافقة "
ضحكة خشنة قصيرة وشديدة الكِبر كانت الرد عليها وهو يقول بتهكم ناعم:-
" لم أطلب منكِ الموافقة بالأساس "
************

قبل قليل ...
على الجانب الأخر
فتح عينيه الذي لتوه أغلقها استعداداً للنوم على صوت تلك الرسالة التي أتت لهاتفه
تناول هاتفه من الجارور المجاور للفراش بملل لكن سرعان ما قفز جالساً وهو يبصر صورتها أمامه بتلك الرسالة أسفلها
ثوانٍ فقط ما أخذته ليستوعب وهو يفتح عينيه على أخرهم مدركاً لوضعيتها وتلك الملابس المتحررة التي ترتديها
استغفر خالد بغضب هامساً:-
" هل أرسلت هذه الرسالة لتستفزني أم تراها ستخرج حقاً في هذا الوقت ؟"
وهو رجل شرقي تربى على عادات الريف وإن كان في المدينة
رجل ضميره يحتم عليه ألا يترك أنثى في مأزق وحبذا لو كانت مجنونة فاقدة للعقل والأهلية مثل نور فرفع هاتفه لأذنه يرن عليها بإصرار رغم تجاهلها للرد عليه عن عمد يعلمه !
تحرك خالد من مكانه بغضب وهو يكتب لها رسالة سريعة تبرز مدى غضبه :-
" نور إياكِ وهذه الحركات وأخبريني هل أنتِ بالخارج أم أنكِ تستفزيني "
لكن إن كان يظن أنه سيجد رد في الوقت الحالي فبعد ساعات حين طمأن نفسه أنها كاذبة كانت ترسل له صورتها من وسط الشارع فجراً وكأنها تحالفت مع ضميره أن لا نوم له الليلة !
**************

يلف بسيارته منذ انبلاج الفجر لا يعلم لنفسه طريق حتى أنه لم يذهب للمؤسسة
لم يستطع النوم طيلة الليل حتى شعر أن الغرفة تكاد تطبق على صدره فأخذ مفاتيحه وهاتفه دون أن يبدل ملابسه حتى تاركاً الفيلا بأكملها كالذي تجري ورائه الشياطين
تلك الفيلا التي يقطن بها كقبر موحش عطن الأثر على النفس منذ أن تركوها ...!
نظرة عابرة عبر زجاج سيارته لذاك المبنى الذي أتى أسفله تبعها تنهيدة ضائقة وهو لا يعلم ما الذي أتى به هنا الأن
أرجع كرسيه للخلف وهو يرح ظهره عليه مشبكاً كفيه أسفل رأسه
إنه المبنى الخاص بعائلة البرعي , نفس المبنى الذي تزوجا به هو وهي !
حين كانا أخران حسن القصاص وملك البسيطة ابنة صفية
دقائق من الصمت الحزين وخانته قدماه هبوطاً من السيارة ثم صعوداً إلى الشقة التي مازال مفتاحها معه
وقف أمام الباب يلهث بإنهاك مغمضاً عينيه وهو يتلمس الباب بأصابعه وكأنه يتلمس هكذا ذكرى سعيدة كانت ذات يوم وذهبت مع الريح !
دقائق وكان يدخل الشقة يمد يده يفتح النور فأغمض عينيه سريعاً فور أن أغشى الضوء عينيه المعتمتين بظلام روحه !
تحرك بإنهاك جالساً الأريكة القريبة أسفل النافذة ممدداً عليها دون حتى أن يكلف نفسه عناء خلع حذائه
بسمة ساخرة ناوشت شفتيه وهو يريح ساعده على عينيه
إنها نفس الأريكة التي رفض الزواج منها وهو جالساً عليها وشهاب يعرض عليه الأمر
نفس الأريكة التي وافق أيضاً وهو جالس عليها
ونفس الأريكة التي جلست هي عليها أول مرة !
يشد على قبضته بقسوة والذكرى تتوالى مراراً أمام عينيه
إنها نفس الأريكة التي كانت جالسة عليها ورمته بها بسموم كلامها عن كونه لقيط
نفس الأريكة التي تصافوا عليها
ونفس الأريكة التي التحموا عليها سوياً ذات ليل عشقي !
يتحرك من مكانه وكأن الذكرى اطبقت على صدره فيتخبط سائراً في الشقة ومازال لسع سياط الذكرى ينكأ جدار عقله وقلبه..
هُنا كان يشاكسها
وهُنا كان يقبلها ... على هذا الجدار تشاجر معها وعلى الأخر صالحها
هذه غرفتهم التي جمعت جهادهم سوياً
وهي نفس الغرفة التي ضم فيها طفليه لأول مرة
والذكرى الأخيرة شديدة الوجع
طفليه !
يشعر وكأنه يحتضر دونهم !
رباه ألا سبيل لتخفيف الوجع ولو قليلاً لقد عم الظلام أيامه بذهاب طفليه
يعض على شفتيه بقسوة وهو يفتح هاتفه يملس على صورهم باشتياق هادر!
صورة لعالية وهي تفتح ذراعيها على أخرهم راكضه تجاهه وعينيها تحكيان ألف قصة وقصة من الحب الأبدي
عالية !
امرأته الصغيرة التي لم ولن يحبه أحداً كما تفعل
صورة لعدي بابتسامة بريئه وهو يطلق له قبلة عبر الهواء
صورة لهم معها فبدت كما ينبغي أن تكون الأم
أم لم يعرفها قبلها أم
بل أنثى لم يعرف قبلها أنثى !
لم يعرف معنى الحضن الأنثوي بأشكاله البريئة والغير بريئة إطلاقاً إلا خلالها
الغصة تستحكم حلقه فتخز الدموع عينيه
أمكتوب عليه اللفظ من كل ما هو أم
يعود صوت طفولي مغناج يرن في أذنيه بحلاوة
"أنا أحب حسن ...حسن حبيبي لي فقط "
يلعق دموعه التي نزلت مراراً فينتفض قلبه وهو يشعر أنه سيموت إن لم يسمع صوت عاليته الأن
استل هاتفه من جيب بنطاله بلهفة وهو يطلب رقم الصغيرة لكنها لم ترد فتتلكأ أصابعه على اسم لم يغيره منذ سنوات
"كُل الحُسن "
لم يعطي لنفسه الفرصة حتى بالتفكير وهو يتصل عليها
مرة ومرة ومرة بإصرار علها ترد
علها تشفق على قلب الأب الظمأن به ليرتوي ولو قليلاً بصوت أطفاله لكنها بالأخير كانت تنحر قلبه بإغلاق هاتفها تماماً!
أطبق كفه على هاتفه بقسوة وهدير القلب يعلو بألم مفجع ..
نيه مخطط لها بالانتقام منها ومن كل من أذاه لأول مرة تشتعل في قلبه فتظلم عينيه بقسوة لو رأتها لقبلت قدميه ألا يفعل !
لم يكد ينفذ نيته في قذف الهاتف بعيداً بعد دقائق من الصمت حتى كان رقم المدعو والده يسطع على شاشة هاتفه دون مقدمات
رفع الهاتف لأذنه دون أن ينطق حتى ابتسم بسخرية على صوت والده القائل بأمر :-
" جهز نفسك سنذهب لتحديد عقد قرانك الليلة "
وكأن القدر يتحالف معه !
رفع كفه يمسك تلك العظمة البارزة بحنجرته وكأنه بهذا سيخفف ثقل الوجع فينطق أخيراً بنبرة متحشرجة مشوبة بكراهية سوداء :-
"ليلاً سأكون أمامك !"
ثم يطلب رقم أخر لم يكن لينظر له أبداً ويقول بفتور قاسي :-
" أريدك أن تأخذني الليلة في هذا المكان الذي سبق وقد رفضت الذهاب إليه "
يصمت ثوان مستمع للطرف الأخر حتى تشنج وجهه قائلاً بتكبر :-
" لك ما تريد من المال
المهم أن تكون ليلة كفيلة أن انسى بها من أنا "
"تُرى كيف ستكون ليلته ؟
خمر؟
نساء ؟
أم عله سيكتفي بتلك السجائر المحشوة والتي تدير رأسك أنفاً؟"

************

قبل قليل فيلا ياسر الجوهري ...

" ادخل "
قالها ياسر بحدة وهو يسمع طرق على باب غرفة مكتبه
دخلت الخادمة التي تقوم بتنظيف الغرف عليه بهاتف محمول وناولته له فقطب سائلاً :-

" ما هذا ؟"
أومأت الخادمة الأجنبية برأسها له ثم تحدثت بعربية متقطعة :-
"إنه هاتف السيدة ملك وجدته يرن أكثر من مرة وأنا أنظف الجناح "
ضيق ياسر عينيه بتفكير وهو يلتقط الهاتف منها يحركه بين كفيه بشرود ثم سألها بتركيز:-
" أي جناح ؟"
أومأت برأسها مرة أخرى ثم قالت :-
" الجناح الغربي الذي كانت تسكنه مع الأولاد "
مط ياسر شفتيه ثم صرفها وهو مازال على تفكيره الشارد حتى رن الهاتف في يده مره أخرى فنظر إليه نظرة عابرة سرعان ما تحولت مستهجنة وهو يبصر رقم ابنه !
تجعد جبينه وهو يطبق بكفه على الهاتف حتى كاد أن يهشمه هامساً بقسوة:-
"الغبي ..ألم يتعلم أنه ليس هناك امرأة تستحق الركض خلفها !"
رن الهاتف بيده مرة أخرى مما أثار غضبه فقام بإغلاقه ثم ضربه بالحائط حتى تهشم
قبض على كفيه بقسوة وهو يتحرك ناظراً من النافذة يشرد في البعيد ومازال عقله يعمل..
" ابنه يجب أن يتزوج من ريتال المحلاوي بأقرب وقت حتى تخلصه من سطوة تلك الغبية
تلك الغبية التي لو أحبته حقاً لما تركته وإن كان بالجحيم
لكنه سيجعلها تعلم حقا كيف تُخلف كلمة مع ياسر الجوهري كما فعلت وسوأت علاقته مع ابنه أكثر مما كانت !"
التوت شفتيه بسخرية قاسية ومازال تفكيره يعمل :-
" أتراها تظن أنها هكذا انتصرت عليه ؟
بالتأكيد ولما لا والابله مدله بها "
ومضت عيناه بضوء مخيف وهو ينظر بجانب عينيه للهاتف المهشم وفكرة واحدة تدوي برأسه

يجب أن يُطرَق الحديد وهو ساخن ! وعليها كان يستل هاتفه من جيب بنطاله يرفعه إلى أذنيه طالبا رقم ما

***************

تلك الأهات الحارة التي تختبئ بخبث بين أركان قلوبنا تجعلنا حيارى بين إغماض أعيننا فنراها بين غياهب الظلام وبين فتحها فتتلاحق صورها أمام أعيننا حية موجعة !
التفت عمر لأمه التي تجلس جواره يبدو عليها التوتر ثم عاد بنظره لسنابل الجالسة بالأريكة الخلفية تنظر من النافذة شاردة وكأنها بملكوت أخر !
لقد فاجئتهم اليوم وهي تستيقظ فجراً بعد نوبة هلع شاحبة الوجه مصفرة العينين تطلب بأنفاس متلاحقة رؤية شهاب البرعي
لم يستطع أي منهم محاولة تهدأتها فاضطروا في النهاية للاتصال عليه
أخذ يحدثها لدقائق ثم أخبره أنه سيحضر للمركز اليوم من أجلها وسيؤجل سفره مفسراً
" لقد فاض كيلها النفسي "
وبمكانها على الأريكة الخلفية كانت تدخل كفها أسفل حجابها تدلك به رقبتها وشعور الاختناق يتزايد بداخلها فتخرج رأسها أكثر من النافذة
وكأنها تشُم رائحة عوادم سيارات بشدة قادرة على اختناقك حياً الفرق هنا أنها لم تكن عوادم سيارات
كانت عوادم روحها !
دقائق مرت كالساعات ..طويلة ..طويلة والمشاعر متباينة على الجميع ما بين أرق..اختناق ..توتر حتى كان عمر يصف سيارته أخيراً أمام مركز "لتمسك بيدي"
ثم يدخلان المصعد والصمت المطبق لا يتخلله سوى صوت حركة المصعد حتى دخلوا للمركز أخيراً
قابلتهم مساعدة شهاب مبتسمة وهي تقول :-
" مرحباً لقد أنرتم "
ثم ترحب بسنابل بحفاوة في معاملة خاصة من المركز للمرضى وأخيراً تبتسم لهم مشيرة لغرفة جانبية قائلة :-
" دكتور شهاب بانتظارها ..تفضلوا هنا لتنتظروها "
سارعت والدة عمر تقول بقلق :-
" لما لا أدخل معها "
ابتسمت المساعدة وهي تقول :-
" لا تقلقي ستكون بخير "
مالم يحسب حسابه عمر هذه المرة هي نظرتها المستجدية التي رمته بها أخر مرة
تحشرجت أنفاسه وزاد تجهم ملامحه دون أن يدري
لما تنظر له هكذا
لما تستجديه بعينيها
لما تخصه بهذا ؟
تنظر له نظرة ضعيفة لا يملك سوى أن يختلج لها قلبه بشعور مؤلم تاركاً خلفه بعض اللذة
وكأنها طفلة تعلم أنها لن يطالها سوء طالما أبيها في ظهرها !
بالداخل فور أن أبصرت شهاب يستقبلها بنظرته الرحيمة حتى شهقت كالذي على وشك لفظ أنفاسه
ريقها يتجمع في فمها مراً .. ترفع كفيها لرقبتها بفزع وهي تناظره خائفة !
عقد شهاب حاجبيه بقلق وهو يستدير حول مكتبه أمراً مساعدته بحزم أن تخرج بعد أن أجلست سنابل
مال عليها شهاب قائلاً بحزم مشوب بالرحمة :-
" سنابل أنتِ بخير لا تخافِ "
تشحب ملامها وهي ترفع رأسها باختناق يلون عينيها الهلع وهي تهز رأسها بنفي وكأنها لا تعلم ماذا أصابها ؟
تنفس شهاب بتوتر متجاهلاً التعب الذي يلم به منذ أيام ثم وضع كفه على جبهتها ينظر بعينيها بتدقيق قائلاً بقوة :-
" اسمعيني يا سنابل أنتِ بخير
نفسك هي من توهمك "
بدأت عينيها تنتبهان له قليلاً فابتسم بحنان مواصلاً :-
" هيا خذي نفس عميق ثم أخرجيه ببطء "
أخذ يعمل على تهدأتها لمدة تصل لنصف ساعة تقريبا رافضاً أن يعطيها أي نوع من المهدأت حتى أصبحت بخير إلى حد ما !
تنفس شهاب الصعداء وهو يدلك جبهته بإرهاق شارباً كوباً من الماء ثم جلس أمامها قائلاً باهتمام يدفعها للحديث حثيثياً:-
" لما طلبتِ أن تتصلي بي فجراً يا سنابل ؟"
توترت في الحديث محاولة التهرب إلا أنه لم يلح عليها حتى نطقت أخيراً بتلعثم يائس :-
" صار لي ليلتين لا أستطيع النوم "
" لما ؟"
وضعت كفها على رقبتها تقول ببنبرة متحشرجة وكأنها تريد البكاء :-
" الأدوية لم تعد مجدية أصبحت كلما أضع رأسي على الوسادة أرى أمامي كل ما حصل "
تصمت دقائق ثم تواصل (بعصبيه ) وقد لفظت عينيها الدموع كالأمطار :-
" وبالأخير يأتيني هو متوسلاً معتذراً أن أسامحه "
زفر شهاب نفساً ساخناً وهو يدرك مدى ترتب الأحداث في ذاكرتها تماماً ثم سأل بحذر وهو يشبك كفيه ببعضهم
" وما الذي حدث
من هو الذي يعتذر "
تشهق شهقة تصل لقلبك فتخلعه إشفاقاً على كل ما تمر به وهي في هذا العمر ثم تغطي كفيها بوجهها قائلة بيئس من بين دموعها :-
" لا أستطيع صدقني لا أستطيع "
" حسناً على راحتك " قالها شهاب ببرود مقصود فتصرخ بانهيار :-
"لكني أريد أن أتكلم ..أريد أن أتقيأ هذا القيح بداخلي "
ارتسمت الرحمة على ملامحه وهو يقول بنبرة خفيضة :-
" حسناً هيا تشجعي يا سنابل أنا هنا لأساعدك
تكلمي أنا أسمعك "
عدة شهقات متتالية انتظرها بصبر ثم تحرك من مكانه إلى النافذة القريبة معطياً لها ظهره وهو يقول :-
" تكلمي على راحتك يا سنابل لقد قمت حتى لا تتوقفي هيا أنا أسمعك "
صمت ... صمت طويل لا يقطعه سوى التنهيدات المثقلة بالوجع وأخيراً أخيراً خرج صوتها منهاراً وهي تقول بارتعاش :-
" لقد كنت أحبه ... كان كل شئ بالنسبة لي
لقد خلقت في بيت لا يعرف معنى الاحتضان
لم أذكر مرة واحدة احتضنني فيها أبي
لا أذكر مرة سمعت فيها كلمة رحيمة من أمي لم أكن اسمع منهم طيلة عمري سوى السخرية والامتهان لم أرى منهم سوى الضرب والهوان حتى أتى هو
حتى أتى هو
حتى أتى هو "
كررت جملتها الأخيرة بصراخ مدوي وقعت به من مكانها أرضاً وهي تخبط بكفيها على الأرض قائلة بتوجع :-
" لقد أتى ليحيل مُر أيامي شهداً
كان يهتم بي كصغيرته كما لم يفعل أحد "
تبتسم بارتجاف مرير وتواصل :-
" أتعلم كان يأتي لي بالهدايا التي لم أرى مثلها في التلفاز
أتعلم أيضاً لقد جلب لي هاتفاً جوال من وراء أبي كي أحدثه عليه
مرت ليالي طويلة كنا لا ننم سوى مع شروق الشمس حين يغافل النوم عين أحد فينا
لقد كان يعطيني كل ما أردته في حياتي وأكثر "
شهقات بكاؤها تعلو و تعلو حتى كان طرقاً على الباب لكن شهاب لم يلتفت ولم يقاطعها فهو يعلم أن من بالخارج سينفذوا تعليماته ولن يدخل أحد تحت أي ظرف لذا ظل على اهتمامه معها وهي تقول من وسط بكاءها :-
" لقد كان دوماً ما يحكي لي عن حضنه الواسع وكيف سيضمني فيه فأصبح أمنة عن كل ما أذاني في هذه الحياة "
صمت ....صمت ....صمت
ثم تواصل بشحوب ونبرة شديدة الإنهاك :-
"حتى أتى اليوم المشؤوم ذاك اليوم الذي يراودني في أحلامي "
شعر شهاب بحاجتها في دعمه الأن فتحرك دون أن يصدر صوتاً على البساط وكأنه يخشى انتهاك حزن خلوة روحها يجلس جوارها على الأرض معطياً لها جانبه وهو يومئ لها برأسه أن تواصل دون أن يتكلم فيأتيه صوتها مرتجفاً وهو يبصرها بجانب عينيه وهي تحيط نفسها بذراعيها وكأنها تعيش اللحظة مرة أخرى فيتنهد بارتياح هذا ما يريده أن تلفظ ما بداخلها حتى تسطيع التعايش معه

" يومها كانت ولادة زوجة أخي ولم يكن أحد بالبيت غيري
فأخذ يكلمني طوال اليوم حتى أتى الليل أخبرني أنه يريد رؤيتي
وكثيراً ما فعلها حين كان يطلب مني الصعود لسطح البيت فيمر هو من الأسفل ونرى بعضنا البعض
لكن هذه الليلة دخل بها إلى البيت
لم أستطع التحدث لم أكد أفرح حتى بوجوده معي حتى كان يضمنى له بقوة
يضمني لهذا الحضن الذي وعد مراراً أن يكون ملاذي فشعرت وكأني دخلت بالنعيم لكني لم أكن أدرك ما سيحدث "
مط شهاب شفتيه بإشفاق من براءتها التي لا تفهم بمشاعر رجل كالذي تقص عنه
انتظر خلوتها مع نفسها بصبر من شيمه مع مرضاه حتى كان صوتها يخرج ضعيفاً.. منهكاً وشديد الخجل :-
"حتى قُبلته لي وكأنها كانت كالمخدر فلم أعي بشئ من تلك العاطفة التي لفني بها وهو يعري كل جزأ مني دون أن أشعر وكأني كنت مغيبة "
تجعر بصوتها وهي تضرب بقبضتها على الأرض وتواصل :-
" لما أنا أتذكر هذه اللحظات الأن ووقتها لم أكن أعي ماذا يحدث أصلا
لم أعي إلا على تلك الدماء اللعينة والتي تخبر عقلي عن صدق ما حدث وحقيقته
وأنه لم يكن فقط حلماً يغيب العقل من قوة مشاعره
فلم أكد أشهق به خائفة حتى وجدته جواري شاحباً دون ذرة نفس تُطمأني "
كان الإرهاق قد ألم بها فبلغ الإنهاك أشده حتى ما عادت قادرة على الجلوس فتنام على الأرض متقوقعه على نفسها فتركها ولم يفعل شئ سوى أن نحى وجهه احتراماً لله أولاً ثم لخصوصيتها ثم كان صوتها الشاحب يقص وقد تحجر الدموع في عينيها فقط ناظرة للسقف وكأنها تشاهد ما حدث هناك :-

" لم أكد أعي حتى بموته حتى وجدت أمي معنا في الغرفة "
تغمض عينيها بقوة فتتسلل دمعتين ذبيحتين وكأنها تأبى على نفسها هوان كهذا ثم تواصل :-
"وقتها ساعدتني بستره وإخراجه من الغرفة مع مداراة ما بها ..أذكر أني كنت أتحرك كتمثال ينتظر لحظات هدمه أخيراً
حتى أن الوقت يمر سريعاً فيأتي أبي وأخي وأجد نفسي ملقاة أسفل أقدامهم ما بين ضرب ودهس حتى بكيت دماً أتمنى الموت لاحقة به فلم ينتظر أبي حتى أن يسألني عن شئ فقط وجدت نفسي أُجَر كالبهيمة أرى عيون الناس بين أقدامهم التي لم تكن ترى سواها عيناي شبه المغمضتان لأجد نفسي أخيراً بمكان أسود موحش وهم من حولي يحفرون شئ حتى سمعت صوت همهمات أذكرها الأن مشفقة عن ماهية دفني حية "
ترآى المشهد أمام عينيها مرة أخرى فأخذت بالارتعاش وقد ألم بها بكاء الذعر مرة أخرى لكنها تواصل الصراخ بإصرار….
إصرار وصل لتلك القابعة بالخارج فخلع قلبها من مكانه منفجرة ببكاء عاتي
صراخ لاقى صداه بقلب ذاك المتجهم فيرتجف نبضه بدوي مرعب حتى أنه ربت على صدره باختناق
صراخ حرك شهاب من مكانه بقلق وهو يتناول هاتفه يطلب من مساعدته حقنة ما أن تحضرها وأذنيه منصتتين باهتمام لأخر حديثها العالي
" وجدتهم يسحبونني بقسوة فقبلت أقدامهم أن يقتلوني قبلاً وألا يفعلوها وأنا حية
لكنهم لم يسمعوا ...لم يسمعوا وهم يلقونني بقسوة ويهيلون على وجهي التراب فلم أعد أعي بشئ مُسلمة للموت حتى وجدت نفسي مع هذا الرجل بالخارج وأمه "
" رباه ....رباه ....رباه ...عليهم اللعنة جميعاً عليهم اللعنة ماذا فعلوا بصغيرة كهذه "
همسها شهاب بشحوب وهو يتكأ على حافة مكتبه بزاوية حتى لا ترى عينيه ارتجافها لكن صوت صرخاتها كان يوجع قلب الكافر حتى
أخيراً دخلت مساعدته وملامح القلق على وجهها جالبة معها ممرضتين لكنها نظرت له بمهنية فقال بخفوت :-
"امسكوها لي حتى أعطيها المهدئ وعدلوا من وضعها إذا انكشف شئ"
سارعوا بفعل ما يطلب بإشفاق على هذه الحالة التي ليست بالغريبة على مركزهم
حتى أخبروه أن يأتي
استدار شهاب ومازال محافظاً على غض بصره سوى عن ذراعها فقام بحقنها منتظرا بصبر أن يسري مفعوله بجسدها فتهدأ ..
دلك جبهته أخيراً بإرهاق متسائلاً :-
"أهلها بأي غرفة ؟"
أخبروه فنظر شهاب أرضاً بقنوط ثم تحرك متجهاً لهم
لم يسأل عن سر شحوب عمر الذي ينظر له بقلق جاحظ العينين وكأنه لا يصدق
لم يسأل حتى عن بكاء المرأة الكبيرة فالجلسة كانت منهكة لأعصابه إلى أبعد حد لذا سحب كرسي ما ثم ابتلع ريقه قائلاً بمهنية تبرز مدى مهارته :-
" اطمأنوا لا تخافوا هكذا
لقد قطعنا شوط كبير من المشوار ... ستظل صامتة لأيام وكأنها تنعي نفسها لا تقلقوا
بل حتى لا تقلقوا إن أقلقت أحدكم ليلاً قائلة أنها تريد الخروج من المنزل
أيام وستجدونها بدأت بلفظ صراع نفسها محاولة التكلم معكم قليلاً في محاولة منها للنسيان أو التغلب على أفكارها "
أطرق برأسه أرضاً ثم قال :-
" سأتابع حالتها معكم على الهاتف يومياً وبأي وقت تتصلون بي وإن كان منتصف الليل فهي الأيام الأصعب على الإطلاق "
رفع هاتفه يطلب شئ ما من مساعدته التي أتت بالورق الطبي الذي خط عليه عدة أدوية ثم ناولها لعمر وقال :-
" وهذه أدوية ستحتاجها "
صرف مساعدته بتهذيب ثم تحرك واقفاً أمام عمر بخفوت يقول :-
"سيقوم المركز بتحويل كل ما تم أخذه من حالة سنابل يا سيد عمر
هذه الحالة أنا متكفل بعلاجها تماماً "
عقد عمر حاجبيه وهو يقول بخشونة :-
" ما الذي تقوله ؟"
ابتسم شهاب ابتسامة صغيرة وهو يقول :-
" أشاركك في عمل خير لا أكثر ..أظن أن كل منا يعاملها كأختٍ صغرى "
أومأ عمر دون إطالة في الحديث فقال شهاب أخيراً بعملية بحتة:-
" هي الأن لا تستطيع المشي قدماً واحداً لذا ستحتاج من يحملها "
اضطرب عمر وقد جف حلقه بصعوبة وكأنه لا يدرك ماذا يفعل الأن لكن نظرة واحدة لملامح شهاب الصارمة كانت أبلغ من أي حديث وهو يسير جواره حيث الغرفة
يلعق شفتيه برهبة وهو يدخل معه فيبصرها بصدمة راقدة على الأرض ملتفه على نفسها كدمية فاقدة للحياة تماماً
فلم يشعر بجسده إلا وهو يتحرك يحملها بين ذراعيه خارجاً بها حيث أمه المذعورة ببكاء محافظاً على ملامحه الجامدة وكأنه إنسان ألي يدخل مع أمه إلى المصعد لكنه لم يحسب حساب تلك الصاعقة التي كادت أن تميل به من مكانه وهي تدفن رأسها في صدره دون وعي ..أحد كفيها يمسك طرف سترته بضعف بالكاد يُشعر
وشهقة بكاء شديدة الضألة وكأنها تثبت أنها مازالت على قيد الحياة تشاركها دموع صامتة أغرقت صدره فأحرقته وكأنها نقشٍ من حديد مقسماً أن يترك أثره هنا دوماً!


***********
أخر الأسبوع ...

" هل تظنه سيسامحني يا عمو ؟"
نطقتها غدي بمسكنة لشهاب الواقف جوارها مما جعله يخبط مؤخرة رأسها بكفه وهو يقول ضاحكاً:-

"أولاً كلمة يا عمو هذه لن تنطلي على أبيكِ قبلي
ثانياً نبرة الخنوع لا تليق بكِ فلن أصدقها "
مطت غدي شفتيها بضيق وهي تقول متبرمة :-
" صدقني يا شهاب لم تعد خفيف الظل كما السابق "
رفع شهاب حاجبيه قائلاً بمكر :-
" هل تلمحين أن زواجي أثقل دمي ؟"
شهقت غدي رافعة حاجبيها هي الأخرى وهي تقول :-
" هل تحاول أن تجعل رنا تأخذ مني موقفاً دون أن أقصد ؟"
هز شهاب رأسه مبتسماً ثم تنهد قائلاً بشرود وجدية تخالف مزاحه السابق ومازال ذاك التعب في صدره الذي يسيطر عليه منذ فترة يقلقه :-
" أتعلمين الخوف لا ينتابني على رنا وأبنائي وحدهم كثيراً ما أخاف عليكِ أنتِ وخالد وياسين وهَنا وأنا ألوم نفسي بانشغالي عنكم "
ربت على كتفها بحنان وكأنه يمسح عنها قلق قد يلم بها إثر حديثه ثم أردف مغيراً الموضوع بشكل ما :-
" طمئنيني كيف حال السيد أكمل المبجل معك "
حافظت غدي على ثبات ملامحها محاولة نطق شئ يصدقه شهاب حتى قالت أخيراً بغيظ:-

" لا شئ سوى أنه قارد على إثارة استفزازي في الثانية مئات المرات "
ابتسم شهاب فأردفت بفظاظة :-
" أكمل البدوي شخص يحتاج أن تأخذ معك لتر ليمون بالنعناع عند مجالسته حفاظاً على معدل ضغطك وأعصابك "
ضحك شهاب مطرقاً برأسه ثم قال بصدق امتقع له وجهها :-
" لكنه صدقاً يحبك أراها في عينيه واضحة دون تورية "
ابتلعت غدي ريقها بصعوبة وقلبها ينتفض مستنكراً فغيرت الموضوع سريعاً قائلة :-
"ألن ندخل لأبي "
غمزها شهاب بعبث وهو يتحرك جهة الحديقة قائلاً :-
" لا أنتِ من ستدخلين وحدك أنا علي أني توسطت لكِ"
بعد دقائق كانت تطرق باب غرفة المضيفة الخارجية في بيت جدها والتي يأخذها والدها دوماً يوم الجمعة لقراءة القرأن والدعاء في أخر ساعة قبل المغرب
دخلت تقدم خطوة وتؤخر الأخرى وهي ترى والدها يمسح وجهه بكفيه فجلست جواره ع البساط قائلة بمشاكسة يتخلللها الخزى :-
" هل دعوت لي يا عامر ؟"
لم يرد عامر عليها وهو يستقيم طاوياً سجادته في يده يضعها على حافة الكرسي ثم يجلس عليه مسبحاً
طفرت الدموع في عينيها وتحركت ورائه حتى جثت على ركبتيها أمامه مطأطأة برأسها تنتحب بخفوت وهي تنطق من بين شهقاتها :-
" لا تفعل معي هذا يا بابا يكفي مقاطعة لي "
تبتلع شهقتهاوتواصل بضعف :-
" أشعر أن ظهري عاري مع مجافاتك لي وأنني تائهه لا بر لي أرسو عليه "
تألم قلب الأب بداخله إلا أن غضب قلب الأب الفخور بها دوماً كان أكبر من ضعف قلبه تجاهها الأن فظل على تجهم وجهه دون أن يرد
غدي لم تكن ابنته الوحيدة فقط
غدي كانت صديقته الصغيرة ...حبيبته الشقية ...ابنته الغالية
نبتته الفخور بها وبشموخها ونجاحها الذي يشيد به الجميع
مدللته التي طالما انتقده البعض على دلاله لها فكان يرد بكل فخر أنها تستحق وأكثر
الضربة منها حقاً كانت موجعه
لقد كسرته ولم يتوقع منها
أحياناً تنتابه هواجس عن عودة هذا الملعون وتهديدهم لكن يعود حديث أكمل الذي صارحه أنه يعلم كل شئ وقد أقسم له بشرفه أنها لن يمسها سوء أبداً يعود ويطمأنه !
شهقة أخرى منها عالية وضعيفة خلعت قلبه فلم يستطع السيطرة على كفه الذي جلب رأسها لحضنه بحنان دون أن ينطق
انكبت غدي على كفيه تقبلهم بلهفة كغريق فقد الأمل في النجاة فأتى المنقذ كبارقة أمل له
نشجت بقوة وهي تقول بصدق :-
" سامحني يا بابا أقسم لك أنا إلى الأن لا أستطيع النوم من أجلك
ما حدث كان رغماً عني يا بابا كان رغماً عني
لم يكن زهواً مني في قوتي المزعومة صدقاً يا أبي لم أكن أتوقع حدوث ذلك كنت أريد نصرة المظلوم ليس إلا "
تنهد عامر مقراً بينه وبين نفسه عن مدى صدقها خاصةً بعد حديث شهاب معه فمد كفيه يمسح دموعها بحنان يخالف جفاء نبرته المصطنع وهو يرمقها بجانب عينيه :-
" حسناً كفى كفى لا تبكي"
التقطت غدي كفيه تقبل ظاهرهم وباطنهم باشتياق ثم ارتفعت مقبلة رأسه وهي تحتضنه باشتياق شديد منتحبه هذه المرة بسببه فلم يستطع السيطرة على ذراعيه وهو يضمها لها بدوره ولو أستطاع لأخفاها عن الدنيا وشرورها بجانب قلبه
فلطالما كانت الابنة مدللة أبيها
ولطالما ما كان حضن الأب واحة أمنة تحمينا من كل أذى قد يفكر بالاقتراب منا !

************

بعد مرور يومين ...
شقة عامر البرعي ..

" غدي ... غدي استيقظي يا فتاة زوجك "

تأففت ثريا من الدب القطبي النائم على الفراش فعادت تهزها مرة أخرى قائلة :-
" يا فتاة استيقظي أقول زوجك وابنه بالخارج "
تنبهت إشارات الاستيقاظ عن غدي وهي تلتقط كلمة زوجك لكنها همهمت بنعاس :-
" أي زوج ؟"
ضربتها أمها في كتفها وهي تقول بضيق :-
" يا بنت والله لو لم تستيقظي سـ..."
قاطع حديثها دخول أنس الضاحك بعدما طرق الباب وهو يحمل الصغير الذي خطف قلوبهم جميعاً يقول :-
" أعتقد أن أكمل أصبح يعرفها جيداً فطلب مني أن أخذ عَلي ليقوم بإيقاظها "
تناولته ثريا من بين ذراعيه بحب مقبلة وجنتيه ثم أشارت له هامسة :-
" هل ستيقظ هذه الدبة ؟"
ابتسم عَلي وهو يومئ برأسه بتواطوء فابتسمت له و هي تضعه على الفراش ثم تحركت إلى الخارج مع أنس ضاحكين
اقترب منها عَلي بفضول طفولي وهو يملس على شعرها الجميل ثم بشقاوة كان يشده حتى تألمت فعبس مفكراً عن سبب تألمها
وضع شفتيه الصغيرتان على وجنتها مقبلاً لها وهو يقول :-
" غدوة استيقظي هيا لنأكل "
فتحت غدي عينيها على اتساعهم وهي تناظره بذهول وكأن عقلها مازال يستوعب أنه لم يكن حلم وأن أمها كانت هنا تيقظها لوجوده بالخارج
" الوغد!"
نطقتها بتبرم فعبس عَلي محاولاً نطق الكلمة التي نطقتها مما أضحكها وهي تقبله وتغمز له قائلة :-
"إياك أن تنقل الكلمة
أنا سأغفر له فقط من أجل هذا الاستيقاظ الجميل عليك "
لم ينتبه عَلي لحديثها كثيراً وهو يتلاعب بخصلات شعرها فابتسمت على فتح باب الغرفة ودخول روضة زوجة أخيها المتلهف وهي تقترب منهم جالسة جوارهم على الفراش تحتضن عَلى من ظهره بقوة هامسة باشتياق صادق :-
" يا الله يا غدي لا تعلمين كم أحبه رغم أني لم أراه سوى مرات معدودة "
اتسعت ابتسامة حنونة من غدي وهي تشعر بالإشفاق على روضة فربتت على كفها ثم نظرت لعلي المتصلب بين ذراعيها وقالت تطمئنه :-
"إنها روضة صديقتنا ستلعب معنا يا عَلي "
رمق عَلي روضة بجانب عينيه ولم يتحدث فقط يحاول التملص منها
أخرجت روضة حلوى من جيب بنطالها ومدتها أمام عينيه قائلة بإغراء :-
" ما رأيك أن نأكل الحلوى سوياً حتى تبدل غدي ملابسها "
بعد ربع ساعة ...
طرقت باب غرفة الضيوف وهي تدخل ملقية السلام احتراماً لوالديها وأخيها الجالسين فسألها باهتمام وعينيه على باب الغرفة :-
"أين عَلي ؟"
طمأنه عامر مبتسماً وهو يقول :-
" إنه مع روضة زوجة أنس لا تقلق "
أومأ أكمل بتهذيب ثم أسبل جفنيه باحترام أبعد ما يكون عنه وهو يلتهمها بعينيه خفيه
سيظل قلبه يقفز بين ضلوعه كلما تقع عيناه عليها وإن ارتدت جوال بطاطا وليس بذلة أنيقه تنفع للاستقبال البيتي وربما للتريض صباحاً!

استقام واقفاً باحترام مع خروج والديها وأخيها لتركهم سوياً حتى خرجوا وأغلقوا الباب خلفهم !
رمقته غدي بتنمر وهي تقول بفظاظة :-
" ما الذي أتى بك ؟"
وضع ساقه فوق الأخرى وهو يقول ببراءة لا تناسبه :-
"جئت كي أزور زوجتي يا سيدة زوجتي "
تبع حديثه وهو يتحرك ببطؤ وبثانية كان يجاورها على الأريكة قائلاً بسماجة :-
" مرحباً يا أستاذة أظن الرؤيه عن قرب أجمل "
أنهى حديثه ببحة وعينيه تمارسان دورهم في ختم كل شبر منها حتى احمرت وجنتيها فقالت بغضب :-
" ألا تستطيع أن تجلس وأنت محترم لنفسك أبداً؟"

رفع أكمل حاجبيه كمن نعتته بما ليس فيه ثم نظر إلى نفسه وهو يمط شفتيه قائلاًبسخرية:-
" صراحة أكثر من هذا احترام سأشك في نفسي يا أستاذة "
مطت غدي شفتيها بامتعاض ولم ترد عليه فتشدق قائلاً بتشاقي ونبرة مبحوحة :-
" لما لا تقتربي قليلاً حتى ..."
قبل أن يواصل حديثه كانت الكهرباء تنقطع والظلام يعم بالغرفة سوى من شعاع نور بسيط أتياً من ضوء القمر من الشرفة فشعر بها تقترب تلقائيا بل يقسم أنه دون وعي وعينيها تنظران لباب الغرفة وكأنها تقيس المسافة للهروب لكنها تخاف التحرك
" الاستاذة تخاف الظلام "
همسها بينه وبين نفسه ثم سرعان ما تحولت حواسه كلها بتوق للجسد الأنثوي الملتصق به نسبياً بتحفز وكأنها لا تدري من ما تهرب منه أم من الظلام
قلبه يهدر... مشاعره تشتعل ... وأنفاسه تثقل فيستغل حالة صمتها الفريدة وهو يضع كفه حول ذقنها الناعم يدير وجهها إليه هامساً بنبرة مبحوحة :-
"أنا وأنتِ والقمر "
حاولت غدي دفعه وهي تشتم داخلها بغيظ من عدم دخول أحد لهم إلى الأن
لكنها تسمرت تماماً وهي تشعر بقبلته المباغته التي حطت أسفل خدها
" هل هذه قبلة وجنة فعلا ؟
ثم ما باله التصق كجلدٍ ثانِ هكذا ؟"
مائلاً عليها مغمضاً عينيه باستمتاع وكأنه بعالم أخر
حاولت غدي التملص منه ودفعه لكن ما لم تتوقعه هو أنه ابتعد سريعاً
يفتح عينيه ولو فقط ..فقط شعرت به لفهمت أنه كان ينشد راحة ضئيلة لمشاعره المجنونة بها والتي تنعكس في عينيه اللتان تنظران لها بلهفة واشتياق هامساً بجرأة وبحة مُذيبة :-
" مذاق وجنتِك كالدراق ماذا عن مذاق ..."
قاطع حديثه صوت صراخ متبوع بإسم عَلي فانتفض كالملسوع
بل كالذي أصابه المس وبخطوة واحدة ودون تفكير كان جوار الباب يفتحه صارخاً بإسم ابنه حتى أن الحظ كان حليفه بعودة النور
لم يكن يصرخ فحسب لقد كان كقط بري يفحر في الصخر ليصل لوليده وينقذه
نظرت غدي بهلع لعَلي الذي يتقئ بقوة مخرجاً كل ما في بطنه على البساط وقد شحب وجهه بقوة
جواره روضة الباكية تصرخ بإسمه وها هم والديها وأخيها الخارجان من الشرفة على صوت الصراخ

لم يبالي أكمل بأحد وهو يجثو على ركبتيه أمام طفله صارخاً بروضة دون وعي :-
" ماذا فعلتِ به لما يتقيئ هكذا ؟"
اختلج قلبه بهلع ومازال تقيؤ عَلي مستمر وعينيه دامعتان وهو ينظر لأكمل باستجداء أن يحميه من هذا الألم كما يفعل دوماً
ارتج قلبه بصدره وكأنه يشعر بالعجز فضمه لصدره بقوة غير مبالياً بملابسه
فقط يملس على ظهره صعوداً ونزولاً وهو يقول بنبرة مليئة بالخوف
خوف أب على قطعه منه
أب يعلم أن حضنه الأن ملاذ أمن لطفله وإن كان هو من يحتاجه ليطمئن :-
"لا تخف يا عَلي بابا هنا "
تأوهت غدي دون صوت وقد تلوت قلوبهم جميعاً لهذا المشهد المهيب فكانت أمها من الفطنة أكثر من الجميع وهي تقترب منه قائلة بقلق :-
" بني ابنك يحتاج أن يزور الطبيب "
نظر إليها أكمل بضياع كغريق يتعلق بالقشة وهو يهمس بنبرة وكأنه لا يفرق عن صغيره عمراً:-
" طبيب !"
بدا كصغيران كل منهما يحتاج لرعاية ...يحتاج للضم
بل يحتاج لبعضهما البعض وعَلى يرفع كفه الصغير رابتاً على وجنة أكمل بضعف
كبحت ثريا دموعها وهي تربت على كتف أكمل قائلة :-
" هيا بني اتركه كي نأخذه للطبيب "
ضمه أكمل إليه أكثر دون وعي وهو يستقيم واقفاً وعَلى بين ذراعيه متجهاً للخارج دون حديث
وجدت قدميها تتحركان طواعية ورائه فذهبت خلفه راكضة وهي تقول لوالديها بسرعة :-
" سأطمئنكم "
بعدساعة ونصف...
مروا على الصيدليه القريبة كي يأخذ شئ لوقف القئ ثم وجدته يأخذهم لمشفى علمت من حديث الأطباء معه أنه معتاد على القدوم به هنا
واقفة أمامه ترمش بقلق وهي تنقل نظراتها بين باب غرفة الكشف في المشفى وبين وقفته الهلعة على الباب كمن يستعد على الانقضاض عليهم إذا أحس فقط ببكاء صغيره
يا الله بالطبع هي تعلم عاطفة الأب تجاه ابنه لكن ليس بهذه الطريقة التي رأتها منه
لقد كان طوال الطريق متمسكاً بعَلي يدفنه في حضنه بإحدى ذراعيه وذراعه الأخر يقود السيارة بأقصى سرعة ممكنه حتى وصلوا
ومن وقتها وهو على وقفته هذه
شاحب الوجه .. ضائع الملامح يلهث بعنف دون أن ينطق حتى أن رهبة ملامحه جعلتها تخشى الحديث معه ..
رفع أكمل عينيه بلهفة للطبيب الذي خرج لتوه من الغرفة قائلاً بتلهف :-
" ماذا به هل هو بخير ؟"
نقل الطبيب عينيه بعملية بينهم ثم عاد بنظره له وقال :-
" لا تقلق هو بخير كان أخذاً برد بمعدته ويبدو أنه أثقل في الطعام "
تنهد أكمل تنهيدة مسموعه تقسم أن صداها رد بقلبها هي من شدتها
بدا كمن كان يحمل حجراً ثقيلاً على صدره وأزاحه
انتبهت على صوت الطبيب الأخر الذي انضم لهم وهو يقول بمؤازرة تتخللها المهنية :-
" أكمل عَلي بخير لكن يجب أن نقوم له بالعملية الثانية في أقرب وقت "
انتفض جسد أكمل برعب والعرق يتجمع على ملامحه
أطرافه كلها أصبحت كالجليد حتى أنه كح عدة مرات ليستطيع الحديث فخرج صوته مرتعداً متشنجاً وهو يسأل الطبيب بترجي مستتر ألا يفعل..
أن يتركوه له فحسب
" ألا نستطيع تأخيرها قليلاً حتى يكبر ويتحملها ؟"
وتقسم أنها رأت دموع حبيسة بعينيه
دموع ستظل حديث ليلها عن ذاك الوغد الذي اكتشفت اليوم أنه له قلب كما البشر
*************


يتبع


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-21, 10:05 PM   #117

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ التاني من الإشراقة الخامسة عشر

الشر المطلق !

خدعة الشر المطلق خدعة وهمية نسجها بنو البشر مبررين بها سواد أرواحهم أنهم خُلقوا ليجدوا أنفسهم هكذا مفسدين

وكأنهم لم يعرفوا وجهاً للخير يوماً حتى يختاروه
هم ليسوا مخيرين في طريقهم الأسود بل مجبرين!
عَدّ رفعت الأقراص المدمجة أمامه ثم رفع رأسه لرجله متسائلاً:-
"متى سنرسل هذه الأفلام ؟"
تنحنح الرجل قائلاً بعملية صِرفة :-
" غداً عند الفجر سنبدأ بالعمل عليها "
أومأ رفعت برأسه ثم قال بنعومة قذرة تنبض من كل خلية منه :-
" هل المزاج لها عالٍ كما يطلبون "
ابتسم الأخر ابتسامة قميئة وهو يقول :-
" بالتأكيد يا باشا
تلك العقاقير المثيرة للشهوات التي يرسلوها لنا قمنا بحقن الأطفال بها فأصبح كل منهم على أوجه
وبالنسبة لرجالنا فهم مستعدون ل
اكثر من ذلك يلهثون كالكلاب "

ضحك رفعت ضحكة عطنة الفحوى ثم تحرك من مكانه وهو يقول :-
" تعالى معي كي ألقي نظرة على البضاعة الجديدة "
أومأ الرجل وهو ينهض ماشياً جواره فسأله رفعت بنبرة فحيحة يتخللها الشر :-
" كيف حال المحامي وفرسته "
ابتسم الرجل بسخرية وهو يقول :-
" تحت أعيننا هل تأمر بشئ ؟"
هز رفعت رأسه نفياً وهو يقول بشرود مدبر :-
" لا دعهم يلعبان سوياً حتى نتفرغ لهم "
ثم مط شفتيه بأسف وهو ينظر لرجله قائلاً بنبرة مصطنعة الحنان :-
" كنت أتمنى أن يكون لابنه المتخلف فيلمين أو أكثر بحوذتنا حتى يفتخر به لكن للاسف لقد رفضوا شكله المقزز وأنا لست من هواة المعاقين"
ضحك الأخر وهو يضرب كفاً بأخر متشدقاً:-
" كانت ستكون هذه نهايته التي لا قيامة له منها "
أومأ رفعت بشرود قاسي لكنه انتبه جلياً والأخر يفتح باب جانبي يبدو للناظر كورق حائط ليس إلا !
دخل رفعت وعينيه تجولان باهتمام بين عدد الأطفال الجالسين أرضاً والذين تم شحنهم بالأمس فقط !
أعمارهم تترواح بين الستة والثانية عشر من الصبيان والبنات
نظر برضا لرجله وهو يربت على كتفه قائلاً بنبرة من يسمعها يصيبه الغثيان:-
" ممتاز أنا راضٍ عنك
كل جسد أشهى من الأخر "
عاد بعينيه لتأمل الصغار المتوجسين حتى تسمرت عينيه على إحداهن فاقترب منه ببطء وهو يتأمل جسدها الذي يكبر عن طفلة بسنوات حتى وقف أمامها متسائلاً بنعومة مغوية :-
" كم عمرك يا جميلة؟"
قلبت الطفلة عينيها الزرقاوتان بببراءة إلا أنها ردت أخيراً بقلق ونبرة توحي بعدم أصولها المصرية :-
" عمري اثنى عشر "
لمعت عينا رفعت بشهوة قميئة وهو يبلل شفتيه كالكلب اللاهث هامساً لنفسه :-
" تبدو في السادسة عشر "
حط بكفه على وجنتها رابتاً في ما بدا كتربيت لكنه أقرب إلى استكشاف قذر ثم تحرك ناحية رجله مرة أخرى وهو يتسائل باهتمام :-
" من أين تكون هذه الفتاة ؟"
ابتسم الرجل بخبث وهو يلحظ حالة رب عمله فهمس بتعاون :-
" اه هذه الفتاة من العشائر والبيئات الصحراوية
هؤلاء البيئات يكبرون أسرع من عمرهم "
ثم يهمس بخفوت :-
" أظن أنها جاهزة لكل شئ "
ضيق رفعت عينيه وأومأ ثم رماها بنظرة أخرى قبل أن يخرج مائلاً على رجله يقول :-
" هذه جهزها لي قبل أي شئ "
****************
صباح يوم عقد القران..

الزجاج يَخدش لا يُخدش !
احذرِ رجلاً أصبح من زجاج يصيب من حوله بالجروح القاسية دون أن يتأثر!
هل تعلم تلك المرحلة حين يُسدل ستار روحي بينك وبين العالم فتتسع هوة فراغك النفسي
تزداد عقدتك عقدة أو اثنين
وربما عدة عقد
جدار من الوهم يُبنى بينك وبين كل من حولك فتصبح متخبطاً حائراً بين طرقات نفسك اليائسة حد الموت فينسج لك عقلك الكئيب وربما وسوسة شيطانك اللدود لربما كان الخلاص في (هذه)
وهذه شئ ضئيل الحجم خطير الأثر بحجم عقلة إصبعك تقريبا
أحياناً يكون لونها أبيض وأحيانا يكون بني لكن المهم أن ما بداخلها حين تعبه أنفاسك يسافر بك حيث لا أحد
حيث أنت والضياع حليفك ولا ثالث لكما
لكن ليس هنا مجال للتفكير
العقل أصبح ضبابياً مشوشاً فور أن سحب أول عدة أنفاس منها بجشع للخلاص
ببساطة لقد كانت (سيجارة محشوة )!
ارتجع برأسه على الفراش غير مبالياً بعدم ارتدائه ملابسه
يعب من تبغه بنهم ثم يعود ويخرجه في شكل سحب دخانيه متشابكة وكأنها تتصارع مع ضبابية عقله ويبدو أن الغلبة كانت لها
فتسحب كل ماهو
مُر
قاسي
دامع
حزين
ساخر
ويحل محله
ذوبان
رجفة
إشتعال
إثارة
وبالأخير تراخي ثم مزاج كما يجب أن يكون!
بعد ست ساعات تقريباً
خرج من حمامه بعد أن اغتسل لمدة ساعة تقريباً نصفها كان يضع رأسه الثقيلة تحت المياة علها تخفف قليلاً من تلك التخمة المحيطة برأسه ثم ها هو أخيراً سيتناول كوب من القهوة مُركز وصفه له ذاك الصديق ...
سريعاً كان يبدل ملابسة لبذلة كلاسيكية باللون الأسود تلاها وقوفه أمام المرأة دقائق طويلة يصفف شعره الناعم بزهو أتي من هذا الصاروخ الذي تناوله صباحاً
ساعة معصمه ثم رذاذ عطره ثقيل الرائحة وأخيراً نظرة تقيمية فظهر كما يجب ان يكون "أسر الجوهري"
همهمة مستنكرة تلاها بسمة ساخرة وهو يستل هاتفه وحافظته ثم اتجه للأسفل حيث ينتظره السيد المبجل والده للذهاب للعروس ..
***********
قبل ساعات على الجانب الأخر ...
أحد أكبر فنادق مصر والمخصص فقط للطبقة العليا من المجتمع
جناح أقل ما يقال عنه أنه ملكي بمدى البذخ والترف فيه حتى أن مساحته تتعدى مساحة الشقة
في إحدى الغرف كانت تجلس على كرسي أمام مرأة بعرض الحائط وتمد قدميها على كرسي أخر أمامها
ترتدي مأزر من الستان يصل إلى ركبتيها باللون (الأوف وايت) مكتوب على ظهره الكلمة الشهيرة (the bride)
تبدو كملكة ومن حولها السبايا حيث يقف خلفها أحد أكبر مصففي الشعر
على جانبيها تجلس فتاتان كل منهم تأخذ كف من كفوفها تعتني به
وعند قدميها يوجد مثلهم
بجانب الغرفة الأيمن يقبع فستانين أحدهم بنفس لون مأزرها بنصفي كم يصل إلى ركبتيها تقريبا يليق احتشامه بعقد القران وأسفله يوجد الحذاء الذي يليق به
والأخر باللون الفضي اللامع كاشفاً عن كتفيها وطويل يصل لكاحليها سوى من تلك الفتحة بأحد جانبيه والتي تصل لأعلى ركبتها لتقضي به بقية اليوم بعد العقد
وبأسفله يقبع الحذاء الخاص به
مالت على إحداهن هامسة برقة :-
"أريد نقش ما أعلى صدري ..أسفل عظمة الترقوة بالضبط "
أومأت الفتاة مبتسمة وهي تهمس لها أيضاً:-
" لا تقلقي دقائق وستحضر الفتاة المختصة بالنقش "
ثم تبعت حديثها بزغرودة عالية شاركتها بها الفتيات في فضول لمعرفة ردة فعل العريس على كتلة الفتنة هذه !
بعد عدة ساعات ...
جمع من المصورين والصحفيين مُصطف على الجانب المقابل لغرفة العروس وكل منهم يتسابق لأخذ اللقطة لعقد قران الموسم والخاص بسليلة الوزير الأسبق ونجمة المجتمع المعروفة
دقائق وكانت الزغاريد تعلو وصوت الموسيقى يرتفع إثر خروجها من الغرفة بغنج تزامناً مع صراخ الفتيات العالي
" العريس وصل "
تحولت العيون منها سريعاً بفضول لهذا الذي يصعد السلم بثقل وركازة أقرب للتكبر وكأنه ليس عريس صاعد متلهف لعروسه بل حتى لم يكن ينظر لها
الفتيات تحبس أنفاسها من وسامته وبالأخص مع ثقالته هذه
أما هي كانت في عالم أخر
قلبها يدق كمفرقعات العيد وضرباتها تقفز بفرح بهلواني
وكلما ترى بروده وبطئه في الصعود كلما كانت تتلهف أكثر في وصوله لها
"أخيراً"
نطقتها الفتيات همساً فور وصوله أمام العروس التي مدت يدها له بغنج فيلتقطها برقة لاثماً ظهرها ..
وهو منتشي
غروره الذكوري منتعش
كل هذا الجمع من أجله وتلك الفاتنة تتلهف لإشارة منه يبخل عليها بها فتطمع في المزيد
فرقعت ريتال بإصبعها فانفض الجمع من حولهم وأصبحت الردهة فارغة تماماً سوى من سواهم
اقتربت منه حتى وقفت أمامه مباشرةً ورائحة عطرها المثير تسبقها هامسة بتوله :-
" تبدو أسر وتخطف الأنفاس هل تعرف ؟"
التوى فمه القاسي في شبه ابتسامة جننتها ثم نطق بسخرية :_
"أعرف "
أمالت رأسها بدلال وهي تقول بعتاب :-
"ألن تقول رأيك في ؟"
كاد حسن أن يرميها بتعليق مجامل لكن نظرة منه للمصور المتابع لهم بالأسفل متحين اللحظة جعلته يمشطها بعينيه الذكورية المقيمة ثم اقترب طابعاً شفتيه على وجنتها ثم نظر لعينيها مبتسماً وهمس :-
" تبدين كملكة "
ابتسم بتهكم بعد أن فر المصور بجائزته الثمينة التي التقطها ثم نظر لها وقال بثقالة تحبس أنفاسها خاصةً وهو هكذا لا يضحك إلا قليلاً :-
"هيا لننزل "
بالأسفل على طاولة العقد ...
روحه منقسمة جزأين
جزأ ماضِ حزين
حيث نفس الجلسة ببيت ريفي قديم .. ثلاث أو أربعة من الحاضرين قسراً
ومأذون مستنكر على العريس اللقيط وإن لم ينطق لكن يكفي ظهورها في عينيه
عروس دامعة العينين تساق للقيط كمن تساق لكفنها !
وجزأ حاضر منتشي
طاولة أكبر من بيت مَلك بأكمله
صفوة المجتمع بأكمله حاضرة
مأذون يجلس بزهو وفخر لأخذه السبق في عقد قران الموسم والذي سيكون حديث الأيام التالية
وعروس نجمة مجتمع تنظر له الأن بإغراء وكأنه الذكر الأوحد على الأرض..
كان يردد الكلمات بأليه وراء الشيخ حتى اختض قلبه إثر الجملة العالية
" بارك الله لكما وبارك عليكما "
ما شعر به أشبه بالخطف
ليس هذا الخطف الايجابي الذي تشعر بطيران روحك معه
لكنه خطف أخر وكأنه ينسلخ من حسن يوماً بعد يوم فيعلو ناقوس القلق وربما الخوف والتيه بداخله والذي سرعان ما يخمد على صوت أسر الجديد هامساً بداخله:-
" لا تكن جبان ..كن أناني وخذ حقك من الحياة ..واصل طريق الانتقام الذي شرعناه معاً "

خرج من متاهاته على صوت الفتيات العالي بمرح وحماس:-
" قَبّل العروس يا عريس قَبّلها"
اقترب حسن بخطوة ثقيلة مقترباً منها غافلاً عن عينيها اللتان تكادا تأكلانه من فرط شعورها السعيد الأن حتى أنها أغمضت عينيها بحالمية فور أن حطت شفتاه على جبهتها على خلاف ما تهتف به الفتيات دون حياء
" قَبّلها على فمها "
بعد ساعة تقريباً ...
بعد أن هدأت حركة المباركة صعدت للغرفة كي ترتدي فستانها الأخر
وقفت أمام المرأة تبتسم بثقة بعد أن بدلت فستانها بآخر يظهر من خلاله نقش اسمه هناك أسفل عظمة ترقوتها البارزة..
بدلت لون طلاء شفتيها بآخر من الأحمر القاني به لمعه شديدة الإغراء وكأنه دعوة صريحة
!
بعد دقائق كانت عينيها تدوران بحثاً عنه حتى مالت شفتيها في شبه ابتسامة مغناجة وهي تراه واقفاً أمام المسبح يبدوا شارداً في شئ ما فتقدمت منه مناديه له حتى وقفت أمامه مما أجبره على الإلتفات لها قاطباً في تساؤل ..
ابتسمت بإغراء وهي تشد نفسها واقفة على أطراف أصابعها تتلاعب بأزرار قميصه ثم رفعت وجهها الجميل له حتى اختلطت أنفاسهم هامسة بنبرة متقطعة بها غرور أنثوي مقصود وكأنها تنثر شذايا عطرها عبر أنفاسها الحارة :_
" لم يتسنى لك إلى الآن شرف المباركة من ريتال المحلاوي
دعني أريك""
تلجم لثوانٍ وهو يشعر بشئ شديد النعومة والجاذبية يمس شفتيه بإغراء في دعوة صريحة ملحة لا يقف أمامها أعتى الرجال لثوانٍ حتى !
لكن الأمر هنا لن يكون كذلك معه تلك اللحظة نفسه تشرد منه قاسمه روحه نصفين
نصف أيمن شديد الاستنكار والغضب يجعل الاختناق يزحف لعينيه وهو يأبى عليه فعل شئ كهذا مع أخرى
لن يستطيع بل لو خلعت ملابسها حتى كاملة لن يستطيع
لكن النصف الاخر شمالي أسود بسخرية أكبر
وقسوة عاتية
قوة مهيمنة ملحة
أن يفعل أن يأخذ حقه في الحياة أن يسير مشوار أسر الجوهري لأخره بقانونه الذي وضعه أخيراً
فليهنأ بما تقدمه له الحياة من ملذات فكاد أن يبادر حاجباً كل أفكاره إلا أن صوتاً ساخراً أتى من بعيد يصدر طقطقة مستنكرة عالية بلسانه ويقول بسماجة ملحوظه :-
"أووووو أوووووو أوووووو انظر يا ولد من تتزوج إنها نجمة المجتمع المخملية ريتال المحلاوي
يبدو أن الخبر صحيح "
أخذ حسن يكح بتوالي وكأنه كان على وشك الإصابة بالأختناق فكانت النجدة له بصوت هذا الغريب
ثم التفت لهم أخيراً ينقل نظراته بينهم بجهل وتوتر لا يعلم سببه
وجهها شاحب يحاكي الأموات وهي تنظر للواقف أمامها هامسة بإسم ما لم تستطع أذنيه التقاطه فيعود للتركيز عليه بعينيه يبدو كما ينبغي فعلا أن يكون نجم مجتمع مرموق سوى من ...
قاطع أفكاره نظرة عينيه القاسية والتي تلاها صوته البارد الذي يقسم أن تلك المتصلبة جواره ارتجفت إثره
"مرحبا بعروس الموسم .. "
يصمت لثوانٍ ثم ينطق ببطء مدروس في نبرة بدت عاتبة لكنها شديدة الشر في فحواها :-
" أم علي القول مبارك ريتا ؟"

***************

مهارات الأنثى متعددة وأكثر مهاراتها التي تتقنها عن ظهر قلب ..
قادرة على إحالة العاقل إلى مجنون
استفزاز الهادئ إلى غاضب
وتحول الطيب إلى شرير وربما قريباً سيتحول المسالم إلى قاتل خادم للمجتمع!

فتح شهاب درج مكتبه متناولاً قرص دوائي ابتلعه مع بعض الماء ثم عاد بتركيزه إلى كتابه الذي يكتبه منذ فترة وقرب وقت تسليمه حتى ينزل في المعرض هذا العام
لقد كان يكتب فكرة أخرى تماماً عن هذا الكتاب لكن فجأة أضاءت الفكرة هذه في عقله فتحولت كل الخطط لها حتى أنه بدئه متأخراً وضغط على نفسه في الدراسة والعمل لكن ليس بالمهم
الفكرة تستحق
ومرضاه وطلابه ومتابعينه يستحقون !
"عقوق وبر !"
قرأ اسم الكتاب أمامه بفخر وقلب نابض بالأمل أن يأخذ هذا الكتاب حقه في النجاح !
رفع رأسه على دخول رنا الذي يبدو جلياً من ملامحها الغضب وربما رغبة في الشجار لكنه عاد وقطب وهو يلمح الدموع في عينيها فتحرك من مكانه واقفاً أمامه يملس على وجنتها بحنان قائلاً بقلق :-
" ما بكِ يا رنا هل تشعرين بالتعب ؟"

"الخائن لقد تزوج "
قالتها وبدأت في نشيج عالٍ وهي تجلس على الكرسي ورائها واضعة كفها على عينيها وكتفيها يهتزان بقوة
رفع شهاب حاجبيه بذهول وهو يجلس على عقبيه أمامها متسائلاً بحزم حاني :-
" رنا اهدئي وفهميني ماذا حدث "
رفعت وجهها الحاني صارخة في وجهه :-
"أنت السبب أنت السبب لقد قلت لك قف بجواره "
قطب شهاب عابساً وهو يرفع سبابته قائلاً بصرامة :-
" أخفضِ صوتك واخبريني عن ماذا تتكلمين وإلا اخرجي واتركيني أواصل عملي "
انهى حديثه وهو يعود جالساً على كرسيه ناظراً في الأوراق أمامه !
عضت رنا شفتيها بقلق وهي تمسح دموعها ثم تكلمت بضعف :-
"لقد تزوج أسر يا شهاب لقد تزوج "
للوهلة الأولى كاد أن يسألها بغضب من أسر هذا لكن سرعان ما اتسعت عينيه باستيعاب وهو يسأل بذهول :-
" حسن تزوج على مَلك ؟"
أومأت برأسها ثم أردفت بحزن عاتب :-
" كثيراً ما تحايلت عليك يا شهاب
كثيراً ما تحايلت عليك أن تتحدث معه
أن تقنعه
أن تداويه من تلك العقد بداخله عله يستفيق من ذلك الغباء الذي يبتلعه لكنك لم تستمع لي وكأنه ليس بأخي وكأنه لم يكن واحد منكم "

ارتفع حاجبي شهاب بذهول من نبرتها !
هل تلومه هو ؟
ثم كيف يعني يداويه من عقده هل هو ساحر بحق الله ؟
استغفر مدلكاً بين حاجبيه ثم تحرك حتى جلس على الكرسي المقابل لها قائلاً بهدوء مهادناً زوبعة جنونها التي تزيدها هرمونات الحمل :-
" رنا ألم أهاتفه أكثر من مرة وأطلب منه أن يمر علينا وكان يتهرب ويرفض ؟"
أومأت رنا برأسها متبرمة فواصل :-
" ألم أتصل به أمامك قريباً وأطلب منه أن نتقابل خارجاً ورفض رفضاً قاطعاً
أومأت مرة أخرى فتنهد شهاب قائلاً ببعض الغضب :-
"إذا ماذا كنت أفعل له ؟
أخيكِ ليس بالصغير يا رنا ..أخيكِ تاركاً نفسه لرثائها وكأنه يرحب بهوة الضياع التي تتلقفه يوماً بعد يوم
وها أنتِ تقولين تزوج "
ضم حاجبيه وعاد يسألها بضيق وحمائية لتلك الفتاة التي كانت تعمل معه ذات يوم :-
" ومَلك أين هي وما رد فعلها بعد الزواج هل مازالت معه ؟"
اتكأت رنا بمقدمة جبهتها على كفها وهي تسند مرفقها إلى سطح المكتب قائلة :-
" لا لقد تركت البيت
كما أنه عقد قران لتوي قرأت الخبر عنه عبر الصحف الالكترونية "
ابتسمت بسخرية وأردفت :-
" حتى أن بعض الصحف تتسائل بخبث عن عدم ظهور ابنة السيد ياسر إلى الأن مع العروس في صورة منذ أن تمت الخطبة
لا يعلمون أن السيد ياسر أمر ابنته بصرامة حين اعترضت ألا تتدخل في الأمر
ابتسم شهاب بحنان من تبرمها وتناول كفيها بين كفيه ثم قال بأسف :-
" اعلمي يا رنا لو كنت أستطيع أن أفعل شئ لم أكن لأتأخر
لكن تأكدي أن حتى المريض النفسي إن لم يعترف بمرضه فلا علاج له وأخيكِ لا يعترف حتى أن به خلل كما أنه ليس بالمريض يا رنا هو الذي لا يساعد نفسه "
أومأت برأسها مصدقة على كلامه وهي تميل برأسها مقبلة كفيه المحتويان لكفيها بحب ثم همست :-
" أنا لا ألومك صدقني أنا فقط حزينة من أجله ومن أجل بيته "
ربت شهاب على شعرها بحنان مبتسماً ثم قال :-
" هي تعالِ كي نذهب لغرفتنا فقد تأخر الوقت "
بعد دقائق كانت تجاوره على الفراش فضمها إليه بذراعه ثم همس بحنان أب يخاف على ابنته من شرور الحياة :-
" رنا أريد منكِ شئ "
همهمت برضا من دلاله لها فابتسم مواصلاً :-
"أريد منكِ أن تكفي عن البكاء على أقل شئ "
تجهمت رنا وهي ترفع رأسها له قائلة بامتعاض :-
" هل أصبحت كئيبة الأن هل "
قاطع حديثها بلثمة حنونة ناعمة أصمتها بها ثم ثبت عينيه في عينيها قائلاً بحنو:-
"اسمعي حديثي للنهاية
أنا أقصد عامةً أريدك أن تكونِ أقوى
ألا تحزني من كل شئ سئ يمر بكِ وألا تبكِ عل كل ما يؤلمك
أنا أعلم أنكِ قوية وأن ابنائي محظوظون بأمهم لكن يجب أن تقوي أكثر
أن تتوقعي من الحياة أكثر حتى لا تنصدمي من مصائب الدهر "
غزت الدموع عينيها مرة أخرى فابتسمت قائلة بقلق بدأ يغزو قلبها من نبرته الغريبة :-
" هل يفترض ألا أبكي من كلامك هذا ؟
لما تتحدث وكأنك لن تكون في ظهري كما عهدتك ؟"
ابتلع شهاب ريقه بصعوبة متجاهلاً ذاك النغز في صدره ثم ابتسم بسمة حزينة الوقع في نفسه لم تصل لعينيه وقال :-
" دوماً سأكون ظهراً لكِ حبيبتي لا تخافِ"
دفنت رأسها في صدره تعب من رائحته بنهم مجنون ثم ضربته بقبضتها في صدره وهي تقفل باب القلق الشيطاني على روحها قائلة:-
"حسناً اصمت ولا تتحدث بالكلام المخيف هذا "
تنهد شهاب بقلة حيلة وهو يضمها له بقوة بين ذراعيه كالذي يطبعها بين ضلوعه مَقبلاً مقدمة صدرها هامساً بينه وبين نفسه :-
" أريدك نبتة ناعمة الملمس قوية الجذور لا تجتثها الريح مهما عتت "
**************


هل القدر هو ما يفرقنا تاركاً لنا ذكريات مُر حلوها يؤلمنا ؟
أم علها أفعالنا هي التي تقودنا لهذا تاركه لنا طُرقات الحسرة نتخبط بينها ؟
هل يتحول العشق من عسلٍ مصفى إلى سماً ينحر أرواح قلوبنا ؟
ارتدت عباءة سمراء تعود لملك القديمة
ملك البسيطة ابنة صفية والأحرى ابنة الريف تلاها وشاح باللون النبيذي تلفه أمام المراءة بعين شاردة
عقلها أصبح ليس فيها
أمها توصيها بالنهار على الخروج من رثاء نفسها وتنهرها ليلاً على حالتها البائسة ..
أخواتها يتواصلون معها باستمرار لدعمها حتى أن زوج اختها الكبرى عرض عليها أن يرسل لها تذاكر رحلة سياحية تقضيها معهم لكنها رفضت
هي لا تعرف
هم لا يفهمونها لا أحد أبداً يفهم تلك الشعلة المحترقة من النار بقلبها
تناولة حافظة نقودها واتجهت خارجة إلى الشارع الذي تقريباً لم تزره منذ أن أتت مغلقه على نفسها
بعض من البسطاء يحيونها بطيبة تتخللها نظرات الإشفاق والبعض الأخر يرمونها بنظرات الحقد الشامتة وكأنها قتلت لهم قتيل !
اتجهت في طريقها ومازالت على شرودها الذي جعلها تتعدى المكتبة الصغيرة التي خرجت لتجلب منها بعض الخيوط لأمها فتأففت بضجر ثم عادت مرة أخرى حتى دخلت إليها
أخذت جانبا تنتقي ألوان الخيوط التي أوصتها بها أمها بعد أن حيت صاحبة المكتبة ثم بغتةٍ كانت عينيها تقع على سهم من جحيم اخترقهم !
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تتجه للجانب الموضوع به المجالات المرصوصة جوار بعضها
كفها الأيمن يتحرك بارتعاش وهي تسحب واحدة منهم وعينيها تجري على الخبر مراراً بتكذيب
" قران الموسم
عقد ابنة الوزير الأسبق عزيز المحلاوي نجمة المجتمع المعروفة الأنسة ريتال
على نجل الملياردير ياسر الجوهري المهندس أسر الجوهري "
احترقت
احترقت
كل ما فات من مشاعر هراء جوار ما تشعر به الأن !
تقلب الصفحة بارتعاش فينسلخ قلبها ..تُقتلع روحها وتتخلخل عظامها حتى أنها استندت على الحائط جوارها وبعض من العرق يتجمع على جبينها
عينيها جاحظتين على الصورة أمامها وكأنها ميت يرى صورة قاتل ارتكب جريمة ذبحة
يقف في أبهى صورة يرتدي حلة سوداء تليق بسواد عينيه الذي عشقتهم يوماً
جواره هي ترتدي فستان يليق بعروس مثلها بتلك الابتسامة الواثقة التي تزين شفتيها
ذراعه الذي احتضنها مراراً يلتف على خِصر تلك النجمة جواره كما يلقبونها فتشعر به كطوق التف حول رقبتها هي فخنقها حتى أنها سعلت ببطأ دون أن تشعر إلا حين سمعت صاحبة المكتبة الصغيرة تناديها بقلق فألقت كل ما بيدها
وهي تخرج مهرولة في طريقها كالمعتوهة وكأنها للتو اكتشفت خيانته ؟!
هل رأت تلك النظرة حقاً
هل كانت عينيه حبيبتيها وصاحبتي أسرار عشقها له تنظران لأخرى متغزلتين كما لم يفعل يوماً معها ؟
هل أصبح قلبه بيتاً للأخرى لافظاً عُشها الهش به ؟
هل أصبحت الأخرى حبيبة أخرى له ؟
أي أخرى ؟
هل كانت هي حبيبة له يوماً أم كان عشقاً واهن من خيط عنكبوت ؟
هل كانت عينيها تلتهمانه كما رأت ؟
أنفاسهم متقاربة وكأنه سيقبلها ؟
هل قبلها ؟
هل تذوق شفتي أخرى غيرها ؟
هل نطق لها بالعشق كما كان أخر لقاء حميمي بينهم ؟
احترقت
احترقت
قدميها من صدمتها تهرولان دون شعر أن هناك من ينظرون لها مندهشون أو ربما ساخرون
لكن ليت المصاب كان بما عرفته فقط
مصابها الأشنع الذي أعلمها كيف فقدت سنينها وطرقاتها معاً كان عندما وصلت لبيتهم فتجد أمها باكية أمام البيت والجيران ملتفون من حولها بهمهمات تعلو كلسع الأسواط عن تلك العربة السوداء الكبيرة التي التقطت ابنائها من الحي وذهبت في دقائق معدودة دون أن يجرؤ أحد على الحديث !

************************



إحدى المناطق السكنية النائية بالأحرى المهجورة أقرب للمقابر
قبو حجري لفيلا تابعة لعائلة البدوي
يتجمهر عدد من الرجال المسلحين بالخارج للحراسة أما بالداخل فكان يجلس على كرسيه المتحرك أمامه طاولة عادة ما يجلسون عليها في اجتماعاتٍ كهذه !
على الطاولة من الجانب الأيسر يصطف رجلان من شركائه ينقلون نظرهم بينه وبين الكرسي الفارغ جواره بتوجس
دقائق من الصمت المتوتر وهو لا يكلف نفسه حتى عناء النظر في الساعة حتى نطق أحدهم بخفوت :-
" يبدو أن من ننتظره لن يأتِ "

"بل أتى !"
تحولت الأنظار بذهول غير متوقع للصوت الغاضب المقتضب الذي لتوه دخل من أحد الأبواب يرتدي السواد مقترباً منهم ببرود يغطي ملامحه وهو يجلس أخيراً على كرسيه جوار والده لكن بعد أن أداره جالساً عليه بشكل معكوس
لقد كان أكمل البدوي ابنه الذي للمرة الأولى تقريباً يحضر اجتماع كهذا
أتراه عرف ؟
بينما هم مشغولون بأفكارهم المشتركة والفضولية كان سجال النظرات بين البدوي وأكمل على أشده !
نظرات ساخرة ..متحدية .. وواثقة من قِبل البدوي تقابلها أخرى قاسية ...ناقمة وغاضبة من جهة أكمل حتى بادر البدوي بفضها وهو ينظر أمامه واضعاً سبحته التي لا تفارقه كواجهة مطلوبة على الطاولة ثم قال باقتضاب :-
" لنبدأ "
نظر الرجلان إلى بعضهم البعض بحذر ثم تحدث أحدهم بأدب جم قائلاً:-
" هل حقاً سنبدأ اجتماعنا ؟"
يبتلع ريقه بتوتر وهو ينظر لأكمل نظرة خفيه جعلت أكمل يبتسم بسخرية والرجل يقول :-
" هل السيد أكمل يعرف علاما سيقوم اجتماعنا ؟"

رماه البدوي بنظرة غاضبة جعلته يبتلع لسانه ثم ارتفع صوته الذي لا يتحدث إلا بالقليل :-
" السيد أكمل من اليوم سيكون حاضراً كل اجتماعاتنا سوياً "
فرقع بإصبعه فأضأت شاشة العرض على الحائط أمامهم مظهرة عدة صور عابرة ثم استقرت على صور متحركة ضم لها حاجبيه أكمل باستفسار حائر وهو يبصر أمامه مقابر !
تُرى ما المصيبة التي يفعلها البدوي بالمقابر ؟
لم يطل استفساره طويلاً وصوت البدوي يصدح قاسياً حازماً :-
" هذه المنطقة تخص مقابر عائلة ......
تلك العائلة غير متواجدة بالبلدة سوى من رجل واحد حين يموت أحدهم يرسلون له بالجثة حتى يتصرف في دفنها "
صمت ثوانٍ وكأنه يحشر الكلام في رأس أكمل الذي استحال بروده لتجهم متوجس وهو يشم برائحة عطنة تلوح في الأجواء فنطق بنبرة نارية مقتضبة :-
" وبعد ؟"
حَكّ البدوي ذقنه بلامبالاة ثم أردف :-
" هذا الرجل نتعامل معه منذ سنوات وعن طريقه أصبح لدينا أكثر من تعامل لمقابر أخرى تخص عائلات مهاجرة أيضا "
قطب أكمل وهو يشعر بغباء لحظي
ما الذي يفعله البدوي بالمقابر ؟
هل يقوم بتخبئة بضائع من المخدرات بها مثلاً ؟
لكنه أبداً لم يحسب حساب ذاك الطنين الذي ألم بأذنيه وقد ثقلت أنفاسه وهو يسمع النبرة الباردة من البدوي يقول :-
" منذ عامان ونحن نعمل في تلك التجارة وخلال هذان العامان أصبح لدينا يد في مقبرة تنتمى لعائلة ما حتى وصلنا الأن لعدد من العائلات يصل ..... أي بمعدل ...... مقبرة "
شهق أكمل دون صوت ونفس الرئحه العطنة تسطع جلياً هذه المرة فيبتلع ريقه الجاف بصعوبة ثم يهمس بتحشرج :-
" لما ؟"
مط البدوي شفتيه ببرود ثم أردف وكأنه لم يسمع :-

" في كل عائلة لا يموت أقل من عشر جثث سنوياً "
دقائق من الصمت المترقب المقصود ثم فجر قنبلته المدوية أخيراً بنبرة حازمة :-
" بأي يوم تحدث به حالة وفاة قبل أن تصل من الخارج نكون على علم حتى يكون رجالنا في استقبالها حتى يتم الدفن ثم ...."
تناول من كوب الماء أمامه يتجرعه ببرود ثم واصل :-
" وبعدها يخرجها رجالنا وهي ساخنة حتى نتصرف بها "
"أنت بما تهذي ؟"
صرخها أكمل بغضب وهو ينتفض من مكانه قالباً الطاولة بأكملها رأساً على عقب مما جعل الرجلان ينظرون لبعضهم بغضب وتحدث أحدهم قائلاً :-
" ماهذا الهراء كيف يتعامل ابنك أمامنا هكذا ؟"

"ابتلع لسانك "
صرخها أكمل بغضب وهو يركل كرسيه تلاه قول البدوي الأمر :-
"اخرجا واتركانا الأن "
كاد أحدهم أن يتشاجر مع أكمل إلا أن نظرة عين الأخر أخبرته كم هو ليس كفؤ لها فتراجعا سوياً للخارج
" اجلس ولا تكن كطفلاً خائفاً حين اطلع على عالم الكبار "
قالها البدوي بغضب فصرخ به أكمل وقد احمرت ملامحه بشكل مخيف :-
" طفل وكبار ؟
طفل وكبار أنت الأن تخبرني أنك تتاجر بجثث الموتى وتريد مني التريث "
يدور حول نفسه بغضب ثم يعود وينظر له قائلاً بقرف قاسي :-
" ألى أي مدى وصل عفن نفسك يا رجل إلى أي مدى "
"احترم نفسك وإلا أخرج من هنا ولا أريد رؤية وجهك"
" بالطبع سأخرج هل تظن أني سأظل دقيقة واحدة لاستمع أكثر "
قالها أكمل بجنون وهو يتحرك خارجاً إلا أن نبرة البدوي القاطعة من وراء ظهره كانت كفيلة بزلزلة الأرض بأكملها من تحته :-
" سأتركك حتى تعقل وتفكر جيداً لكن احذرك
هذا المتخلف الذي تأويه ولم تتخلص منه إلى الأن بإشارة مني ستكون باكياً عليه كما تفعل مع أخيك
هذا خلاف سيدة الحسن التي بإشارة مني لرفعت ستكون أسفل قدميه "
صمت لثوانِ ثم أردف بازدراء قاسي :-
" أن لك الأوان كي تعرف أنك لا شئ بدون أبيك يا أكمل "
انتهى ..

في انتظار تعليقاتكم و ارائكم وريفيوهاتكم جدا جدا


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-21, 10:28 PM   #118

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

اه اه حسن حقير نذل فعلها تزوج عوض ان ينقذ بيته اختار ساير اذا تمتع بياسراذا ملك عادت اليه في غبية دون كرامة لا سماح في خيانة المسكينة حتي اولادها خطفوهم منها اسراء اياك حبا بالله ارذيقي حسن اضعاف من معاناة ملك ارجع للنساء كرامتهن لا تجعلي ملك من نساء ضعيفات حقا اتمني ان تجد اخر يعوضها و ان لا تسامحه ابدا

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-21, 10:31 PM   #119

طوطم الخطيب

? العضوٌ??? » 487178
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » طوطم الخطيب is on a distinguished road
Rewitysmile1

نبدا بريتال واللى واضح جدا إن ماضيها غير مشرف اما حسن حتى لو كان فى كل شئ من نحيتى انه مظلوم الفصل دا اكد إن هو اللى عاوزه كدا بعد كلام شهاب ومحاولاته معاه وياريت تبعدى عن شهاب وسبيه فى حاله الفصل رووووعه تسلم ايدك

طوطم الخطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-21, 11:00 PM   #120

نهى على

? العضوٌ??? » 406192
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 278
?  نُقآطِيْ » نهى على is on a distinguished road
افتراضي

الفصل قوى وصادم جدا يا اسراء حسن ورحلة السقوط هو ينتقم من نفسه وليس من احد اخر يضيع نفسه بنفسه...يا ترى ما هو خلف ريتال المحلاوى ...قلقتينا هلى شهاب ايه الى حيخصل .. رأفت والبدوى الكبير كلاهما قذر منحطط من تجارة الجنس والرقيق الابيض لتجارة الاعضاء كلاهما فى الدرك الاسفل...هل يا ترى اكنل سيستطيع ان يكمل ؟

نهى على غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.