آخر 10 مشاركات
عديل الروح- شرقية-للكاتبة المبدعة:منى الليلي( ام حمدة )[زائرة] *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : أم حمدة - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          482-خفقات مجنونة -ميشيل ريد (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-21, 09:53 PM   #141

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها


الإشراقة السادسة عشر

#جلسات_الأربعاء
قال :_
"نحن من نخط أوجاعنا بأيدينا مغفلين شاكيين القدر بالنهاية أنه الفاعل !"

#شهاب_البرعي

إحدى الأحياء الغريبة عن بعض روادها كالزائرين الأن !

أوقفت سيارة الأجرة هي وصديقتها نازلين منها بعد أن دفعوا الأجرة
ناظرت كل منهم للأخرى بتوتر حتى تشجعت واحدة وهي تقول :-
" ماذا يا ريناد هل ستكونين جبانة بعد أن وصلنا ؟"

عدلت المعنيه بالقول من رابطة عنقها الكحلية والتي تشي هي وزيها بأنها في إحدى المراحل الثانوية فتقول بتوتر :-

" ليس جبن لكني أول مرة اذهب لطبيب نفسي "

تضع سبابتها بين أسنانها ثم تخرجه قائلة ببؤس :-

" أشعر أني كالمجنونة "

تلوي صديقتها التي ترتدي نفس ملابسها شفتيها ثم تقول بحنق :-
"أي جنون يا غبية أي جنون ؟"

تضع كفها في خصرها وهي تقف مائلة ثم تقول :-
" الطبيب النفسي أصبح صديق العصر الأن"

ثم تضحك قائلة بحالمية :-
" ثم أنكِ لم تشاهدي صورته التي أرسلتها لي ابنة خالتي يبدو كأبطال الأفلام الأجنبيه "

ابتسمت ريناد بحالمية وعيونها تلمع كالنجوم فربما ستجد منه البطل التي تصفه صديقتها فتشجعت بالقول :-

" حسناً هيا بنا "

دقائق وكانتا يدخلان العيادة الخاصة بالطبيب النفسي والتي من حسن حظهم كانت فارغة سوى من فتاتين يقاربونهم في العمر
جلستا بتوتر حتى اقتربت منهم واحدة مبتسمة تبدو أنها مساعدته تقول :-
" مرحباً ماذا تريدان ؟"

تحدثت نورا صديقة رينال قائلة بحماس :-

" نريد الدخول لدكتور شهاب البرعي "

قطبت المساعدة حاجبيها متسائلة :-
" معا ؟"
تنظرت الفتاتان لبعض بتوتر فرحمتهم من حيرتهم قائلة :-

"حسنا لا يصح أن تدخلان سوياً واحدة بعد واحدة هذا هو النظام يا جميلات "
تقهقرت ريناد بحذر وقد تراجعت في رأيها خوفاً لكن نورا المتحمسة على الدوام كانت تقف قائلة بتلهف :-

" حسنا أنا موافقة سأدخل أولاً "

__________________________

منزل الرائد عمر القاضي..

أصعب شعور قد تمر به هي تلك المشاعر المهيمنة التي تهيمن على قلبك ولا تفهمها!

تأفف عمر بضيق من الأرق الذي يُلم به منذ يومين
منذ زيارتهم لشهاب البرعي تقريبا
ذاك اليوم الذي لا تنفك ذكرياته عن طرق رأسه كالمطارق
صوت صراخها الحزين وهي مع شهاب ..صوت بكاؤها العالي ..
رقدتها الباهتة على الأرض بلا حول لها ولا قوة
كانت تبدو أشبه بجثه لها أنفاس
دلك جبهته بانزعاج وهو ينهض من الفراش مستغفراً ثم يلتقط بلوزته يمررها فوق رأسه ويرتديها سريعاً ليخرج من الغرفة بأكملها متجها إلى الشرفة عل هواء الليل يبدد قليلاً من مزاجه السوداوي!
لقد استحم عشرات المرات منذ أن أتوا وكأنه بهذا سيزيل أثر دموعها من على صدره
دموعها كانت كصاعقة كهربية نزلت على صدره
كفها الصغير الذي كان يقبض على صدره بقوة وهي دافنة رأسها به كان كالنيران التي تنبش بصدره

كلها ..كلها كانت كقطعة لحم صغيره توها خرجت من رحم الأمومة إلى هواء الدنيا الطلق
الفرق أنها كانت كطفلة خرجت من رحم الجحيم إلى ذل الحياة الضنك
تنهد بضيق وهو يرتكز بمرفقه على حافة الشرفة ومازلت الأفكار تتقافز بعقله
لا ينكر أحياناً يُغلق ضميره ويتمنى لو لم يكن ورط نفسه بها
مسؤليتها كبيرة ..بل أكبر مما كان يتخيل
الفتاة مدمرة تماماً ..إنها منذ أن أتوا وهي تظل ساهمة في الفراش دون أن تنطق بكلمة طوال النهار حتى يأتي الليل فتبدأ وصلة الصراخ التي تنتهي حين يسري مفعول الدواء بها

زفر نفساً ساخناً هامساً برهبة :-
" يا الله .. الفتاة تبدو كحي سلبو منه الحياة بل ربما كميت أفقدوه نعمة الارتياح في تربته "

الفرق هنا أن تربتها هي ليس بها باب للجنة وباب للنار وعلى عملك ستكن
تربتها هي أولها وحشة ..أوسطها ظلام ..وأخرها جحيم !

" هل أنت مستيقظ ؟"
تصلب عمر في مكانه أنه سمع همسة شجية من ورائه حتى تكررت مرة أخرى لكن هذة المرة النبرة كانت اكثر إختناقاً

تنهد أخذاً نفساً عميقاً وهو يستدير لها بتساؤول سرعان ما اندثر وهو يبصر وقفتها الهزيلة بأكتاف متهدلة

عينان واسعتان من شدة نحولها غائرتان تبدوان كبركتان من ماء كانتا ممتلئتان جار عليهما الزمان فأصبحا جافتان قاحلتان مفتقرتان لأبسط أشكال الحياة ..!

تقترب منه خطوة ففلت حينها شهقة بكاء موجوع خرجت من فمها لتخترق صدره هو دون حامٍ:_

"أنا أريد الخروج من هنا... لا أستطيع النوم "

تدور حول نفسها بتيه ثم تعود وتلتفت له برجاء قائلة بتشديد:-
" اريد أن اخرج من هنا .. لا اريد أن أظل ثانية هنا
الجدران تطبق على صدري "

اتسعت عيني عمر بذهول من حالتها فابتلع ريقه بصعوبة وهو يقول بنبرة متحشرجة :-
"سنابل لقد قاربنا على منتصف الليل "

تتغضن ملامحها الرقيقة بحزن فتطفر الدموع من عينيها وهي تقترب منه تضم كفيها إلى بعضهم البعض قائلة بتذلل موجع :-
"أرجوك ..أرجوك أنا لا أستطيع الجلوس هنا أريد أن أخرج "

كيف يصمد أمام نبرة كهذة ؟
كيف لا يضطرب أمام عنفوان براءة كهذا ؟
كيف لا ينقلب كيانه بنبرة رقيقة شجية كهذة ؟
كيف لا يوجعة قلبه أمام أيه من الحزن كهذة بحق الله ؟

اقترب منها خطوة محاولاً مهادنتها :-
" ما رأيك أن تقفي معي بالشرفة أفضل ؟"

" لا ...لا ... لا أنا لا أطيق المكان لما لا تشعر بي "
تصرخها بضيق ليس موجه له وإنما هو لشعور الوحشة بداخلها
لم يكد يرد محاولاً تهدأتها حتى كانت أمه تخرج من غرفتها متسائلة بقلق :-
" ماذا بكم ؟"
ثم تقترب منها قائلة باهتمام أمومي :-
"ما بكِ يا حبيبتي ؟"
اقتربت سنابل منها دافنه نفسها بصدرها ولأول مرة ترفع ذراعيها تشدد من احتضانها حولها تنشج بعنف هاذية بوجع يقطع نياط القلوب :-
" ضميني يا أمي ضميني
انزعي عني تلك الوحشة التي تتوغل بصدري "

خبط عمر جبهته بكفه هامساً بذهول مشفق :-
" يا الله "
تعود وتضم نفسها أكثر لأمه قائلة بنبرة مسكينة لا تعيها :-

"أنا أعلم أنكِ لستِ أمي لكن رائحتك رائحة الأم التي تمنيتها بعمري "
ترفع رأسها وتضعها على صدرها قائلة ببكاء رقيق :-
" أنا متعبة متعبة يا أمي ...انزعي عني الألم بصدري يا أمي انزعيه لا أستطيع "
تتنهد أم عمر تنهيدة طويلة تكتم فيها بكاء صدرها
لقد تبنت هذة الفتاة منذ أن رأتها
والأم يجب أن تكون حصن القوة حين يضعف أبنائها لذا استغفرت وهي ترفع رأس سنابل لها تمسح دموعها عن وجهها قائلة بحنان ونبرة أم واشية أنه لو طلب الدنيا بين كفيه ستفعل
أم مستعدة أن تضحي بروحها في سبيل نجاة وليدها :-

"قولي حبيبتي قولي ما تريدين وسأفعل بربي سأفعل "

تمرغ سنابل وجهها بصدرها وهي تقول :-
" أريد أن يُنزع هذا الألم من صدري ..أريد أن أخرج إلى الشارع ...لا أطيق ضيق جدران البيت "

أومأت أم عمر برأسها وهي تربت عليها بحنان ثم قالت بحنان :-
"سأفعل لكِ ما تريدين يا ابنتي "

ثم تجرها خلفها جهة الحمام قائلة :-

" تعالي لتتوضأي حتى ننزع الوحشة من صدرك نزعاً ثم بعدها سنخرج كما تريدين "

دقائق وكانتا جبهتان ملامستان للأرض ذليلتان النفس للمولى مكرمتان المقام في السماء
جبهتان يناشدان خالق ينزل على عرشه في منتصف الليل منادياً:-
" هل من داعٍ فأجيبه
هل من سائل فأُعطيه ؟"

والأرض هنا تتشارك بلل الدموع فتُرد للسماء صدق قرعها

دموع أموميه مترجيه ..متذللة ..مستودعة ومتوكلة :-

" انقذها يا الله واشفها وقر عيني برؤيتها معافاة
تعلم ما في نفسها ولا أعلمه فأرحها يا الله "

ودموع بريئة تتذوق معنى الأزر الألهي
هذا الأزر الذي ليس كمثله شئ
أزر ليس بعده سقوط
قوة بعد ضعف
وعزة بعد ذلل
فتشهق بوجع طفولي يصل لمسامع الأخرى المجاورة لها :-

" يارب ...يارب "

تصمت بقلة حيلة وهي لا تعرف ما تقول فتعود كلمات أم عمر تضئ في قلبها وعقلها
"الله تحدثيه دون ترتيب .. دون تنميق .. دون محاولة وصف
الله تحدثيه دون وسيط .. دون كلل .. دون ملل
الله تحدثيه دون خوف .. دون هلع
اقبلي عليه ماشيه سيأتيكِ مهرولاً
ناجيه مترجيه سيعطيكِ
ابگِ له موجوعة سيضمدك
اطلبي منه على قدرك سيعطيكِ على قدره
الله لنا يا ابنتي حين تضيق الحياة ..حين تُغلق الأبواب وتسدد الطرق
الله هو الدواء يا ابنتي هو الدواء
لا منجى لكِ منها إلا الله "

تضرب الدموع عينيها بغزارة فتبدأ بمناجاة صادقة جعلت أم عمر تسلم من صلاتها وتتركها في خلوتها الروحيه

" يارب انزع من صدري تلك الوحشة
أنت تعلم ذاك الشعور الكريه بصدري فابعده عني
يارب لا أستطيع الوصف لكنهم أخبروني أني لا أحتاج معك لوصف
يارب اريد النوم ليلة واحدة هانئة دون رؤيته "

تنشج بضعف ثم تواصل :-

" يارب اجعلني انسى هذا اليوم
يارب أريد أن أفرح أريد أن أرتاح "

تصمت بضعف ثم تعود وتواصل قائلة بنبرة مرتعشة :-

" يارب لو راحتي في موتي خذني لك لكني لا أريد أن أظل بهذا الشعور يارب"

بالخارج
استغفرت أم عمر من حركة ابنها الذي قطع الصالة ذهاباً وإياباً عدد من المرات فنادته قائلة بضيق :-

" لقد خيلتني يا عمر ..اجلس قليلاً "

اقترب منها عمر مغتاظاً وهو يقول من بين أسنانه :-

" يا أمي كيف تقولي لها أننا سنخرج بهذا الوقت إنها الثانية بعد منتصف الليل "

مطت أم عمر شفتيها بتبرم ثم قالت بحزم :-

" لا تخرج بسيطة وأرحني منك وادخل نام "

استقام عمر واقفاً بعد ان كان يميل عليها متسائلاً بتعجب :-

" إذن كيف ستقنعيها بعدم الخروج؟"

رفعت والدته حاجبيها قائلة بدهشة :-

" ومن قال أنها لن تخرج يا ابني أنت الذي لن تخرج "

كاد عمر أن يقتلع شعره من منابت رأسه لكن قبل أن يرد عليها كان الصوت الرقيق أتياً من الداخل يقول :-
" لقد انتهيت "

ناظرتها أم عمر بلهفه وهي ترى عينيها شديدتي الإحمرار من كثرة البكاء ..وجهها الشاحب من الإرهاق
لكن هناك لمحة بسيطة من الراحة على صفحة وجهها توشي ببارقة أمل
تعلم شئ أشبه بذاك حين تمر بمحنة تكسر ظهرك لكنك حين تطلب معونة ربك تجده قد أنزل على قلبك السكينة التي تطمأنك ...

بعد نصف ساعة

صف عمر سيارته بالقرب من الشاطئ القريب من بيتهم وهو يرغي ويزبد مع نفسه لكن والدته لم تعيره اهتمام وهي تنزل معها من السيارة تجلسها جانبها على مقعد ما مثرثرة في عدة مواضيع في محاولة لإشغالها
لم يستسغ وجوده كل الوقت في السيارة ونزل منها مقترباً منهم حتى جلس على المقعد المقابل لهم
ارتفع حاجبيه بذهول وهو يسمع حديث والدته لها تقص عليها ذكريات طفولته الغير مشرفة وكأنها تخبرها بأحوال الطقس مثلا !

" كان كثيراً ما يتركنا نائمان أنا ووالده وينزل ليلعب بالشارع الكره مع أبناء حينا القديم فأقوم جزعه من النوم ليطمأني والده أنه رأه وتركه وحين يعود كان يأخذ العلقة الساخنة وليته كان يتعظ "

"أمي !"
نهرها عمر بضيق إلا أنه رفعت أحد حاجبيها وهي تقول بحدة مصطنعة :-
" ماذا يا ولد "

قبل أن يتبرم على حديث والدته كان صوتها الرقيق يقاطعهم متسائلة بنبرة حزينة :-

" كيف اخرجتوني من المقبرة ؟"

نظر كل من عمر ووالدته لبعضهم البعض بتوتر وكأن كل منهم يسأل الأخر ماذا يجيب حتى تحدثت أمه قائلة بابتسامة مصطنعة :-
" ولما هذة الذكريات يا ابنتي المهم أنكِ وسطنا ؟"

صمتت سنابل لدقائق مطرقة برأسها ثم عادت ورفعتها قائلة :-
" لكني أريد أن أعلم .."

ترتجف شفتيها ثم تواصل :-
" هل يعلمون أني مازالت على قيد الحياة ؟"

اتسعت عينا عمر من تفكيرها وهو لا يعلم يما يجيب وهل من الصحيح إخبارها أم لا لكن يعود صوت شهاب عن محاولاتها للخروج من شرنقتها الفترة الحالية وأنه أمر صحي فينظر لأمه نظرة عابرة ثم يقول :-

" لا إنهم لا يعلمون عنكِ شئ لقد ساقني الله يومها في طريقك لأخرجك أنا ورشاد ولأن لكِ عمر كنتِ مازلتِ حية "

أومأت سنابل برأسها وهي تملس على رقبتها أسفل حجابها ثم حانت بعينيها جهة البحر قائلة باختناق :-

" اريد أن اذهب هناك "

" بالطبع حبيبتي لكِ ما تريدين خذها يا عمر وتمشوا قليلاً هناك "
" خذها يا عمر !"

"هل تظن أمه أنه أنجبها ونسيها ؟
أم ربما سيعمل گ جليسة أطفال "

هل تنوي والدته أن تصيبه بنوبة قلبيه ؟

حين لاحظت أمه تبرمه حدجته بعينيها زاجرة :-

" خذها يا عمر لتتمشوا تعلم أني لن اقدر "

عض عمر جانب خده بغيظ منها إلا أنه نظر للأخرى قائلاً بجلافة جعلت أمه تسبه في سرها :-
" هيا معي لنذهب "

" تيس وابن تيس رحمه الله "

سار جوارها على الشاطئ واضعاً كفيه في جيبي سرواله شاطحاً في أفكاره
لما الأن يشعر بثقل مسؤليتها عليه ؟
لما يشعر أنه ليس قدرها
بنفس الوقت هو أبداً لن يفرط بها لتلك المؤسسه التي قال عنها الطبيب
كلما يمر يوم على وجودها معهم يشعر بالتحفز تجاهها أكثر
أخذها حيز من تفكيره لا يعجبه
هو تعود أن يكون وحيد لا يوجد غيره هو وأمه
بالتأكيد هذا سبب ضيقه أنه لم يعتاد وجود أختِ له
يبدو أنه عليه التعود من اليوم وصاعداً أنه لم يعد وحيد !
ضحكة مغردة صغيرة أفلتت منها خطفت روحه دون شعور وهو يلتفت مجفلاً ناحيتها وكأنه يتأكد من كون ما سمعه صحيح
هل تلك الضحكة الطفولية خرجت منها
ضحكة أشبه بطفل حزين وجد ما يلهيه فقرر إخراج كبته عبر هذة الضحكة الصغيرة
تنحني على صدفة ما جوار البحر مبتسمة بتلاهي وهي تتأملها بتدقيق ثم رفعت رأسها له قائلة :-

" هل تعلم أني أول مرة أرى البحر ؟"

تغمض عينيها فيختلج قلبه بدوي خطير وهو يتأملها بانشداه كيف ترفع الصدفة على أذنها فهمس بتساؤل :-
" ماذا تفعلين ؟"
فتحت عينيها قائلة بحزن وقد تساقطت دموعها :-

" أخبرني مرة أنه سيأتي معي للبحر ويجعلني اسمع صوت الأصداف على أذني "

لم يحتاج بالطبع أن يسألها من هو فاكتفى بركل الحصى أسفل قدميه تاركاً لها مساحة الثرثرة كما أخبرهم شهاب

" يبدو أنه كان يشعر بقرب أجله فقرر أن يأخذ فرصته في تحقيق كل ما يريده ولو خيالاً قبل أن يذهب "

صمتت بعد جملتها الأخيرة وهي تجلس أرضاً على الرمال بعد أن نزلت قدميها في الماء ثم رفعت رأسها له وهي تبدل الموضوع لأخر بسرعة الثانية :-

" لما لا تحكي لي عنك ؟ أشعر أن مأساتك ستشغلني عن نفسي قليلاً"
ضحكة خشنة أفلتت من عمر وهو يقول بسخرية بسيطة :-

" ومن أوحى لكِ أني أعيش مأساة ؟"

أخذت تحرك كفها في الماء ثم هزت كتفيها قائلة :-

" لا أعلم لكن أظن أن لا أحد سعيد في هذة الحياة "

مط عمر شفتيه جالساً جوارها وهو يقول :-

" ليس صحيح الحياة بها الكثير من السعادة لكن لمن يعرف كيف يجلبها "
لم تبالي بحديثه كثيراً وصوتها الرقيق يصدح مرة أخرى قائلاً بإصرار :-
" حسناً أحكِ عنك "

ثم تعود وترتجف شفتيها وبعض الدموع تتجمع في عينيها قائلة بما صدمه :-
" أو احكِ لي عن حبيبتك السابقة لقد أخبرتني والدتك أنك مطلق
هل خذلتها أنت أيضاً؟"

_______________________

اليوم التالي ...

" صفيها لي يا سنا صفيها لي هل هي جميلة ؟
هل هي فتاة تستحقه "

تنطقها بوجع أتياً من قعر قلب أم مكلوم على وليدها ثم ترتجف شفتيها ببوادر بكاء مواصلة بحسرة :-

" هل هي أمينة ستحافظ عليه وليست كأمه ؟"

دمعت عينا سنا من قصة وجع خالتها وابنها
قصة وجع ليس لها نهاية

قصة ابتدتها خالتها بخط الخنوع والتخاذل
ونهاها ابنها بخط الجحود والقسوة

ربتت على كتف خالتها وهي تقول في محاولة للمؤازرة :-

"لا تقلقي يا خالتي غدي فتاة يتمنى أي رجل الارتباط بها "

تضع وجهها بين كفيها تنشج بضعف كهلة في الستون من عمرها هاذية برجاء مشوب بالوجع :-

"أريد أن أراه يا سنا أريد أن أراه
أشم رائحته
أريد أن احتضنه مرة قبل أن أموت "

تُنزِل كفيها وهي تفركهم بببعضهم البعض مواصلة باستجداء :-
" هل تعلمي منذ متى لم احتضنه
هل تعلمي منذ متى لم أشم رائحته ؟"

تخبط كفيها على رأسها داعية بقهر :-

" ألا يكفي أخاه يارب ؟
ألا يكفي من كنت أتونس برائحته بدلاً منه
ألا يكفي أن قطعة مني دُفِنت قبل مني ؟"

ابتلعت سنا ريقها بصعوبة وقلبها هذة المرة يتألم لأجل الأخر
قلبها تألم عن ذكر موضع علة الأخر فتقول بعتاب :-

" خالتي لا أريد أن أزيد من وجعك لكن أصف أبداً لم يكن بديلاً لأكمل يا خالتي "

تصمت ثم تواصل بنبرة مريرة أتيه من إشفاقها على بت خالتها :-
"ربما أنتِ أوهمتي نفسك بذلك حتى يسكن قلبك قليلاً
لكن لا يوجد ابن يعوض عن أخيه "

تنتفض خالتها بقهر فتصرخ باكية :-

" أعلم والله أعلم
لطالما كنت أعلم "

ترفع كفيها للسماء مواصلة بقهر :-

" منه لله والده منه لله هو من حرمني منه "

تنهدت سنا بهم من حديث لا طائل منه فأكمل أبداً لن يسامح خالتها أو يتغير موقفه من جهتها
ربما حين تشرق الشمس من الغرب يفعل
من يراه بحنيته مع علي
من يراه بحبه لغدي
من يرى معاملته مع خديجة
لا يصدق أنه نفس الشخص الذي يتعامل بكل هذة القسوة مع أمه
إنه حتى لا يطيق فتح سيرتها
شهقت وخالتها تباغتها وهي تنكب على كفيها مقبله لهم قائلة برجاء :-
" اريد أن أراه يا سنا
مرة واحدة استحلفك بالله أن تفعليها وتجعليه يأتي لأراه"

رفعتها سنا برحمه قائلة بألم :-

" لا تفعلي هذا يا خالتي "

تواصل خالتها البكاء بجنون أم فاض كيل اشتياقها لقطعه من رحمها فتهذي :_

" صحيح أنا لا أستطيع الحركة لكن أقسم أن أفعلها واذهب لا زاحفة إن لم يأتي وها هو قسمي يا سنا "

____________________________

تظل القطة بروح الهريرة الناعمة حتى يصل الأمر لصغارها وقتها تشهر مخالبها في وجهك كالنمرة الشرسة بل حتى هي قد تأكلهم خوفا عليهم
لكن هل تنتصر القطة على وحش بري ؟

صرخت كالمجذوبة فور أن أخبرها الجيران بما حدث وهي تنفجر في موجة بكاء عنيفة أوقعتها أرضاً مولولة :-

"أخذهم مني يا ماما أخذهم مني "

ثم تعود وتضرب بكفيها على وجهها وعينيها تبرقان بهلع :-

" ماذا لو لم يكن هو ماذا لو كانت إحدى العصابات "

" لا حول ولا قوة إلا بالله "

يقولها أحد المارة والذي لم يكن سوى السيد عزوز الشهير بمحامي الشارع فيقترب من إحدى الجارات متسائلاً :-

" ماذا حدث يا أم ابراهيم ؟
ما بها أم عُدي
ولما الشارع مجتمع هكذا ؟"

تخبط الجارة كفيها ببعضهم وهي تقول بشفقة :-

" الصغار كانا يلعبان أمام الباب وجدتهم معهم حتى دخلت لتجلب لهم مياة فعادت ولم تجدهم "

عدل عزوز من وضع نظارته الطبية على عينيه وهو يقول بانفعال :-
" أين ذهبوا وأين كنتم أنتم
الشارع لا يخلوا أبداً "

تنهدت بهم فردت أخرى وهي تجاورهم تشترك في الحديث قائلة :-
" وهل لحقنا
لقد وجدنا سيارة بحجم البلدة بأكملها تقف وفي لمح البصر كانت تندفع بالطفلين بعد أن التقطوهم "

برقت عينا عزوز وهو يقول :-

" يجب أن نبلغ الأن "

تحرك من مكانه ليتجه ناحية ملك وأمها الباكيتان وهو يقول بتعقل :-
"يا أم عُدي البكاء لن يفيد يجب أن نقوم بالتبليغ حتى نلحقهم "
ثم يواصل بغباء غير مقصود:-

" ماذا لو كانت إحدى عصابات خطف الأطفال لأخذ أعضائهم "
رفعت وجهها الغارق في الدموع بذعر وكأنها لم تكن تفكر في ذلك قبل القليل
زحفت على كفيها محاولة القيام فكادت تسقط أرضا إلا أنه تلفقها بذراعيه وهو يقول بتوتر :-

" بسم الله عليكِ يا أم عدي لا تخافي "

لم تبالي به وهي تستدير لأمها تضرب جانبي رأسها بكفيها صارخة بهستيريه :-

" يقول عصابات للأعضاء يا ماما يقول عصابات للأعضاء
ماذا أفعل يا أمي ماذا أفعل أولادي يا ماما أولادي "

تضع كفيها على صدرها وهي تشعر كأن روحها تختنق منها فتقول بنبرة مختنقة :-
" اليوم زواجه يا أمي أي أنه بالتأكيد ليس هو "

تسقط أرضاً مرة أخرى وقد انفك وشاحها فتطاير شعرها بجنون دون أن تشعر
هي بملكوت أخر
هي الأن ليست حية
هي ميت قتلوه دون ذرة رحمة
جلدها ينهش بها بوجع كالمحمومة

شعورها أشبه بمريض يحتاج للإنعاش وبدلاً من ذلك شقوا له بطنه قاصدين كبده ثم قاموا بتقطيعه أشلاءاً على الحي
أليس ابناءنا هم فلذات كبدنا ؟
بل هم لم يكتفوا بذلك لقد صعدوا بالجرح طوليا حتى قلبه فنزعوه !

حاولت أمها سندها وهي تزعق بها كي تفيق حتى يستطيعوا التصرف
الموقف الأن يحتاج للعقل والقوة حتى لا يستطيعون التصرف
صحيح أن قلبها ينهشها بقلق على الصغار لكنها متأكدة مائة بالمائة أن العجوز من فعلها
لكن لا حياة لمن تنادي
ابنتها ليست هنا حتى أنها سقطت مغشيه عليها أسفل أقدامهم
صرخت بإحدى الجارات أن تجلب لما كوب من الماء والسكر وأخذت تربت على وجنتها حتى أتوا لها بالكوب

حاولوا جميعاً إفاقتها حتى فتحت عينيها بتيه وهي تحركهم حولها باستغراب مما يحدث حتى كان الوعي يصدمها بما حدث
شهقت بهلع والخوف يدب القوة في جسدها فتحاول الوقوف خابطة على صدرها تقول بجنون :-

" أولادي ..أخذوا أولادي "

التقطت وشاحها من الأرض وهي تركض بالشارع لا تعلم أين تذهب
هي فقط تريد ابنائها
ينادون عليها ؟
ماذا سيفعلون لها لا أحد سيساعدها
ماذا تفعل يا الله
بل ماذا سيفعل أبوهم إن علم
هل تتصل عليه
هل تذهب لجدهم ؟
رباه ماذا تفعل ؟
التفتت بشراسة لتلك اليد التي مسكتها من رسغها تنفضها ولم يكن سوى ذاك المحامي فصرخت به بغضب قائلة من بين أسنانها :-
" اتركني ماذا تريد ؟"

"اهدأي يا أم عُدي وتعالي معي المركز كي تقوم بالتبليغ"

_________________________

يتبع ب بقية الفصل


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-21, 09:55 PM   #142

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ التاني من الإشراقة السادسه عشر

أحياناً يكون دورك في الحياة هو أن تكون الفاعل والمفعول به في أنٍ واحد !

فتح باب شقته فوجد أن الطارق لم يكن سوى سنا
أدار ظهره متجهاً للداخل تاركاً لها مساحة الدخول
دخلت وأغلقت خلفها الباب وهي تقول بسخرية معتادة بينهم :-
" وكأنك تريد مني أن أخذ الباب في يدي وأعاود أدراجي حيث أتيت "
لم يلتفت لها وهو يقول بنفس السخرية :-

" ربما لأني أعلم أنكِ لا تأتين إلا في مواضيع لا أريد سماعها"

دخلت ورائه المطبخ جالسة على كرسي الطاولة هناك وهي تقول بمكر :-
" أظن من فترة قصيرة كانت هناك مواضيع تحب سماعها بشدة "
ابتسم نصف ابتسامة ولم يرد وهو يتجه جهة ماكينة القهوة يصنع كوبين من القهوة الفرنسية مقدماً لها واحداً ثم يمسك الأخر بين كفيه جالساً أمامها قائلاً بنبرة مقتضبه باهتة :-

" هاتي ماعندك "

ارتشفت من كوبها وهي تحاول تأخير ما جأئت لأجله فتشاكسه قائلة :-

" ألا يكفي أنك لم تدعوني لعقد قرانك "

هز كتفيه قائلاً ببرود :-

" لم أطلب منكِ عدم المجئ كما أن صديقتك دعتك لم يضربك أحد على ظهر كفك حتى لا تأتي "

مطت سنا شفتيها قائلة ببعض الضيق :-

" هل حقاً كنت تريد مني الحضور يا أكمل "

تضع الكوب من بين كفيها على الطاولة وتواصل :-

" لم أكن سأستطيع وضع عيني بعينيها
أنا إلى الأن اتهرب من مقابلاتها "

لوى شفتيه بملل وهو يقول :-

" لا تكوني درامية "

كادت أن تتحدث فقاطعها بخشونة قائلة :-

"هاتِ ما عندك يا سنا ولفي ودوري على أحد غيري "

نقرت بأصابعها على الطاولة قائلة بحذر :-
"أمك "
ونال الألم من وجهه .. اهتزت خطوط عينيه ..واشتد وتر فكه
رغم أنه يعلم سبب قدومها
رغم أنه يعلم ما ستنطق به
لكن يبقى للكلمة وقع الوجع من قلبه كل مرة
وجع يقتات على روحه متحدياً شيطان قسوته أن ينتصر في نزعه
وليته ينتصر ولو مرة ليته
ليت واجهته الباردة تكن كداخله لم يكن هذا حاله
قبض على الكوب بيده وهو يتحرك من مكانه غير عابئاً بملامح الشفقه التي ارتسمت على ملامحها

يقف أمام الحوض يغسل كوبه قائلاً ببرود :-

" ليس لي أم "

اعتدلت بكرسيها بزاوية كي تواجه جانبه وهي تقول في محاولة للين قلبه :-

" أكمل أعلم أنها ربما تستحق لكنها مريضة
المرض يشتد عليها وتريد أن تراك قبل أن تموت "

اهتز كفه إثر الكلمة الأخير لكنه ظل على وضعيته دون أن يتحرك
حتى انتهى مما يفعل وتحرك خارجاً إلى الصالة وهي ورائه فواصلت محاولة :-

" والله يا أكمل لو تراها ستشفق عليها من كثرة وجعها "

طرقع أصابعه قائلاً بسخرية :-
" وجع ؟
ولما لم تتوجع بعد الذي فعلته معي "

يصمت ثوانٍ ثم يواصل بنبرة قاسية بعيدة عن مرارة قلبه :-

" تتحدثي عن وجعها وكأني الابن الجاحد يا سنا
خالتك لم تسلبني لعبتي المفضلة فغضبت
خالتك سلبتني عمري وحياتي "

" سلبتك عمرك فسلبها الله عمر أخاك "

تظن أنه تُهدئه لكنها تضغط على مواضع ألامه أكثر
تشعل جروحه أكثر وتستفذ مكامن شياطينه
حيث أخ ميت أصبح حبيب
وقبل موته فكان عدو
حيث سارق لأمه بتعبير طفل لا يفهم
وحيث أناني وخبيث بتعبير مراهق بدأ في فهم ما يحدث معه حثيثاً
وحيث شئ كريه مهمل لا يحب رؤيته بتعبير كبير اتخذ من البرود سترة كرامة لأوجاعه
حيث نُبِذ فنبذ أخاه وإن كان طيب
حيث نبرة رجولية طيبة تطلب منه الصفح تطلب منه لم الشمل
نبرة حنونة تنصح وترسل له المواعظ ولو من بعيد فيبتعد أكثر
وحيث ليلة قاتمة لازالت أحداثها تضرب خيالاته بعنف كل يوم
ليلة ابتدت باتصالات كثيرة وكأنه يشعر بقرب أجله
تلاها زيارة مقتحمة وحضن أخوي غصباً وعدواناً
ثم طرده له بقسوة تلاها بساعات الخبر الذي قلب حياته رأساً على عقب !
أخذ نفساً عميقاً عل الهواء يخفف من نيران روحه ثم قال ببهوت ساخر ملون بالقسوة :-

" صحيح ولأن الأصل ذهب هي الأن تبحث عن الاحتياطي أليس كذلك ؟"

يلوي شفتيه مصدراً همهمة مستنكرة ثم يقول قاسياً على نفسه قبل المدعوة أمه :-
" أخبريها لا تحاول حتى يا سنا فنجوم السماء أقرب لها من رؤيتي "

استفزتها جملته فزعقت به غاضبة :-

" لا تكن بمثل هذة القسوة يا أكمل إنها أمك بالنهاية "

كلامه استفزها فكان كلامها مشعلاً لشياطينه ووجهه يربد أسوداً ملقياً تحفة ما على البار المجاور له فتتكسر اشلاءاً ويزعق بغضب جعلها ترتد حطوة للوراء :-

"لا تقولي أمك .. لا تقولي أمك لا أريد أن اسمع هذة الكلمة أمامي
أنا ليس لي أم أنا يتيم يا سنا يتيم "

كادت أن تتحدث في محاولة تهدأته إلا أنه عاد يقول ببرود وكأنه ليس الغاضب منذ ثوانٍ:-

" تريد أن تراني صحيح ؟"

تُحرك عينيها بتوجس فيواصل بنبرة قاسية كالسهام
نبرة مثقلة بوجع الهموم وإن كانت الوجهه باردة
نبرة مشوبة ببعض الخوف على طفل وأنثى ربما هم جل هدنته بالحياة :-

"أخبريها أنها ربما تراني قريباً لكن كجثة محمولة علها تكثف الدعاء "

________________________

الواحدة بعد منتصف الليل

صف سيارته بمرأب الفيلا وظل بها لدقائق شارداً في ما حدث الليلة
لا يعلم لما يشعر أن هناك شئ خاطئ
شئ هو ليس مرتاح له ولا يستسيغه
لكن رغم ذلك يشعر أنه تحرر من عاتق تدليلها
تبدل حالاتها رغم أنه أثار فضوله إلا أنه جعل نفسه تهدأ بعض الشئ
لكن لما ؟
أليس هذا ما كان يريده ؟
ألم تكن هذة نجمة المجتمع التي بإشارة منه كانت لتخر راكعة ؟
فتنة من الأنوثة التي يهتز لها الرجال لم تحرك به شعرة ؟
لما ؟
هل مثلا ل....
قطب حاجبيه من الأصوات الأتيه من داخل الفيلا
اضطرب قلبه وتعالت دقاته عالياً
أليس هذا صوت عاليته ؟
هل أطفاله هنا ؟
هل عادت ؟
خرج من سيارته مسرعاً متجهاً لداخل الفيلا وهو يفتح الباب الداخلي للفيلا بأصابع خرقاء حتى فتح الباب ولم يكد يدخل حتى كانت عاصفة غوغائيه صغيرة تندفع نحوه باكيه صارخة بتدلل :-
" حسن .. حسن .. حسن "

وكأن أوردته كانت راكده فاندفع الدم يضرب فيها بقوة باعثا الحياة بين شرايينه إثر تلك النبرة

جثى على ركبتيه فاتحاً ذراعيه على اتساعهم يضمها له بقوة
يدفن رأسه في عنقها الناعم يتشممها بوله مغرقاً إياها بالقبلات المشتاقة هامساً :-
" اشتقت إليكِ يا قلب حسن اشتقت إليك "

يا الله هل كان ميتاً طوال الفترة الماضيه دونهم ؟
نعم لم يكن حياً؟
لو كان حياً ماهو وصف حالته الأن ؟
لقد كان كالجوعان ثم قدموا له أشهى المأكولات ؟
أي مأكولات ؟
بل أشهى الحلويات ؟
حلوى صغيرة مدلله ..مائعة تتمسك بسترته وهي تقبل صدره تشكوه إليه شئ لا يفهمه
وأخرى لمحها الأن تقف في جانب بتحفز طفولي ترمقه بنظرات طفوليه غاضبة
قبل عالية من وجنتيها بقوة ثم أبعدها بحنو وهو يشير لعُدي أن يأتي
هز عدي رأسه نفياً وهو يعرض بعينيه عنهم ثم اقترب بخطوات رجل صغير فابتسم بفرح أب ظاناً أنه سيلقي نفسه بحضنه كعاليته إلا أن ابتسامته انحسرت وهو يجد عدي يقترب من عالية يشدها من ذراعها بعنف وهو يقول يخشونة طفولية لو بوقت أخر لضحك لها :-
" تعالي هنا ألم أقل لكِ يا غبية لا تتحركي من جواري "

لوت عالية شفتيها للأسفل وقد دمعت عينيها قائلة بنبرتها الرقيقة :-
" إنه حسن يا عدي "

شدها عدي مرة أخرى بعنف أكبر مما جعل حسن يخلص ذراعها الرقيق من قبضة ابنه الصغيرة وقد بدأ يشعر بوجود شئ خاطئ !
كيف أطفاله هنا في هذة الساعة ؟
من أتى بهم
هل لو تطرق بأفكاره المثيرة للشفقة أنها هي من أتت لتثبت أحقيتها فيه أخيراً إذاً أين هي ؟
هل علمت مثلاً وقررت التخلي عن الأطفال ؟
لكن لا
ملك تتخلى عن العالم أجمع لكنها لا تفعل مع أبنائهم

تنهد وهو يقترب من عُدي يحتضنه رغم تمنعه مقبلاً له فهاله ارتجافه الذي يسيطر عليه بقوة أكبر من عمره
تجهم وجهه وهو ينقل نظراته بينهم وقد انتبه لبكاء عاليه فسألهم بقلق :-
" ماذا حدث ؟
كيف أتيتم هنا ؟ وأين ماما ؟"

رماه عُدي بنظرة عدائيه أوجعته فالتفت لعاليه التي أخذت تدعك عينيها بسبباتها الصغيرة مشيرة للخارج قائلة من بين نهنهات بكائها :-

"إنه عمو الضخم بالخارج "

" عالية "

أجفلت الصغيرة من صوت جدها الحازم وهو يخرج من غرفة مكتبه فانضمت لحضن أبيها بقوة وهي تنظر له بنصف عين

ضمها حسن له بقوة وهو يستقيم واقفاً يواجه أباه قائلاً بجمود :-
"أريد أن أفهم ماذا يحدث لما عدي وعالية هنا وكيف؟ "

لم يرد ياسر على سؤاله وهو يراوغ قائلاً:-

" ظننتك ستفرح برؤيتهم "

صمت حسن لدقائق ورعشة داخليه تضرب به مما جعله يسأل بتقطع :-

" هل أمهم بالأعلى ؟"

" لا ماما ليست معنا "

نطقها عُدي بغضب مما جعل حسن يقطب قائلاً بخشونه بها بوادر غضب :-

" أنا لا أفهم شئ
كيف هم هنا وأمهم ليست معهم
كيف أتو ونحن لم نكن بالبيت معظم اليوم "

تحرك ياسر بالردهة حتى جلس على كرسي واضعاً ساق فوق الأخر قائلاً بنبرة رادعة :-

"أظن أن ما يهمك أبنائك
والدتهم أصبحت طليقتك
أنت اليوم تزوجت غيرها
إذا انظر لحياتك الجديدة وأبنائك "

ضيق حسن عينيه وشيطانه يصور له أنها هي من فعلت نكايةٍ به
إلا أن صوت جلبة أتيه من بعيد وكأنها أصوات عراك مختلطة بصراخ وبكاء مما جعله يضع عالية وهو يتحرك جهة الخراج مسرعاً فتحرك ياسر ورائه بتوقع ليرى ماذا يحدث ؟

قبل دقائق بالخارج ...
وقف الحرس أمام الباب يسدونه وتحدث أحدهم قائلاً :-

" سيدة ملك إذا كنتِ تريدين الدخول
ستدخلين وحدك
لكن هؤلاء لن يدخلوا "

قالها مشيراً لوالدتها وإحدى الجارات وزوجها ومعهم السيد عزوز الذي عدل من وضع عويناته قائلاً بضيق :-

" أي هؤلاء يا هذا نحن أهلها
اجعل نظر عندك أو ربما ارتدي نظارة كخاصتي حتى تستطيع التمييز "

أبعدته ملك وهي تقترب من الحارس صارخة من بين بكاؤها :-

" أنا أعلم أن ابنائي بالداخل
اتركني أدخل لهم مع أهلي فأنا لن أخرج دونهم "

نقل الحراس نظراتهم بين الواقفين ثم نظروا لبعض نظرة ذات مغزى وتحدث أحدهم قائلاً :-

" الأطفال ليسوا هنا يا سيدة ملك "

صرخت بهلع وهي تستدير لأمها باكية :-

" ألم أقل لكِ
ألم أقل لكِ يا ماما
أين ذهبوا بحق الله أين ذهبوا "

قطب عزوز حاجبيه بتوجس وهو يشعر أنه لا يصدقهم مما جعله يتعداها واقفاً أمام المتحدث متشدقاً بقوة مزعومة :-

" اسمع يا هذا معك الأستاذ عزوز عزت المحامي
وجار هذة الأم الباكية
وحسي القانوني يقول أنك كاذب "

قبل أن يتخذ الحرس أي تصرف كان الباب الداخلي يُفتح وصوت حسن يأتي من بعيد زاعقاً :-

" ماذا يحدث ؟"

وهي الأن لا تتذكر شئ
لا تتذكر أنه نفس الراجل التي كانت بين أحضانه أخرى قبل ساعات
لا تتذكر أنه الخائن
بل حتى لا تتذكر أنه طليقها
هي الأن أم مفطورة على طفليها فتركض نحوه ممسكه بكفيه هاذيه بضياع ونبرة مترجيه :-

" لقد خُطِفوا يا حسن
عدي وعالية يا حسن أخذوهم مني "

اربدت ملامحه بتبلد وقد بدأ يفهم ما حدث
لقد خطف والده ابنائه من أمهم دون رحمة
اشتدت عضلة فكه بغضب فقبض على كفيها وهو يسندها قائلاً بقوة ونبرة عالية علها تفيق من حالة الضياع التي هي بها قليلاً :-

" ملك أفيقي قليلاً
عدي وعالية بالداخل ولم يُخطفوا "

نظرت له بذهول وشئ أخر من الرجاء مستتر بين عينيها وكأنها تخشى الأمل فحثها جهة الداخل هامساًبنبرة خفيضة :-
" هيا ادخلي ستجديهم "

تركها تركض ناحية الباب الداخلي واتجه جهة والدتها المعرضه عنه بطريقه واضحه من إشاحة وجهها وملامحها الجامدة فتنهد قائلاً بنبرة مشوبة ببعض الخجل وكأنه صغير يخشى أن يرفع وجهه بوجه أمه بعد أن اكتشفت خطأه :-

" تعالي يا ماما للداخل معي لا يصح أن تقفي هكذا "

"ليس لك أم يا سيد آسر
أنا أم لتلك المسكينة التي دخلت الأن وكاد عقلها أن يطير بسبب ما فعلتوه بأبنائها
ولن تطأ قدماي عتبة منزل كمنزلكم "

هل لتكسير القلوب صوت يٌسمع ؟
تلك الرعدة التي مرت بجسده إثر نبرتها القاسية كماس كهربي ألم به
تلك اللوعة التي أرهقت روحه من نبرتها القاسية ؟
هل نشعر باليتم أكثر من مرة في حياتنا ؟
أم كتب عليه اللفظ من كل ما ترتاح جوارحه جواره ؟
هل تتخلى الأم عن ابنها وإن كان عاق ؟
بسمة ساخرة سطعت بروحه ولم ترتسم على شفتيه ونفسه تشمت ساخرة :-
" لم تكن أمك لتتخلى عنك
لقد قالتها أنت ليس لك أم "

أومأ برأسه وهو لا يجد بداخله ما يرد أو يبرر به
فقط هوة فراغه الداخلي تتسع أكثر فأكثر فنطق بصوت متحشرج :-

" حسنا عامةً أحببت أن اطمئنك أنهم بالداخل "

صمت ثوانٍ مبتلعاً طعم القيح بفمه ثم واصل بنبرة باهته :-

"وأيضاً أحببت أن تعلمي أني تفاجئت بعدي وعالية أمامي منذ دقائق "

"يا سيد نادي لنا ملك واجلب معها عُدي وعالية فنحن متعجلين "

" ملك ؟!"

" عدي وعالية ؟!"

استدار حسن ببطأ جهة الصوت المتحدث فوجد شاب بسيط الهيئة يرتدي نظارة طبية يبدو يكبره بسنوات ربما هو من يتحدث
حك حسن أذنه بسبابته دون سبب متسائلاً بنبرة بها شئ من الاستهزاء
استهزاء ليس مصدره انتقاص كما بدا لكنه مصدره نابع من الغيظ ربما
الغيظ من الحميمية في الحديث وكأن من بالداخل تخصه وإن كان كلامه لم يتعدى أدنى الحدود
" من أنت
وبأي صفة تسأل "

عدل عزوز وضع نظارته الطبية في حركة معتادة ثم تشدق قائلاً باعتداد :-
"أنا الأستاذ عزوز عزت المحامي
جار ملك ومحاميها إن شاءالله تعالى "

رفع حسن إحدى حاجبيه ثم رمقه بنظرة متعالية مقصودة وهو يقول من بين أسنانه :-

" حسنا يا سيد عزوز تفضل أنت لا نحتاج لخدماتك الأن "

برقت عينا عزوز كمن سب للتو في شرفه وقال بنبرة رجوليه بها شئ من الحمائية :-

" هل تريدني أن اترك ابنة بلدي وجارتي في هذة الساعة في بيت رجل غريب واذهب ؟"

حسناً هل لو لكمة الأن في نظارته الغير منضبطة هذة جاعلاً منه لا يستطيع أن يعود وحده حتى وليست جارته المزعومة معه فقط سيحدث شئ ؟
عض جانب شفته بغيظ وجود والدتها بوقفتها المتحفزة هذة يمنعه من فعل شئ فنطق بسخط :-
" انتظر هنا "

بالداخل ..
فور أن دخلت من الباب وعينيها تدوران بحثاً عنهم كشخص أفقدوه عقله اندفعوا ناحيتها صارخين :-

" ماما "

وقعت أرضاً وهي تضمهم لها باكية تقبلهم في كل إنش في جسدهم يقابلها
ترفع كفوفهم الصغيرة إلى فمها وهي تقبل ظاهرهم وباطنهم
ثم تسأل بقلق وهي تُملس على وجوههم الناعمة :-

" هل أنتم بخير ؟
لما وجهك باگِ يا عالية وأنت لما وجهك أصفر هكذا يا عُدي "

حك ياسر ذقنه بضيق معرضاً عن التعاطف مع المشهد أمامه فهو بعد أن كاد يخرج وراء ابنه علم من مهاتفة أحد الحراس أنها هي كما توقع وأخبره بما يحدث

تأفف بضيق ثم نطق قائلاً بتهكم :-

" ظننتك أذكى من ذلك وستعرفين أني من فعلت وليس أنهم تم خطفهم "
تصلب جسدها وهي تسمع النبرة الكريهه على قلبها فأطرقت برأسها أرضاً محاولة تنظيم أنفاسها بعد أن كادت تُزهق اليوم ثم عدلت من وضع حجابها على رأسها وهي تستقيم واقفة ثم تبتسم ساخرة وهي تقول :-

"أظن أنهم خُطفوا بكل الأحوال
الفرق أن جدهم من فعل "

رفع ياسر حاجبيه قائلاً بتهكم :-

" أصبحتِ تتحديني ؟"

شبكت أصابعها وهي تقول بنفس نبرته :-

" ربما لأني لم يعد لدي ما أخاف عليه "

نقر بسبابته على حافة الكرسي الجالس عليه ثم قال :-

" أظن أنه لم يكن موجود من البداية وإلا لما تركتيه "

"ربما"
قالتها بتقرف ونبرة واضحة في إنهاء الحديث إلا أنه لم يصمت وقال :-
"لهذا ضربتي باتفاقنا عرض الحائط وأخبرتيه بكل شئ وكأنك تقصدين إفساد علاقتنا "
شئ من التشفي سطع بعينيها لم تسطتع إخفاؤه بتلك النار التي تحرق صدرها فنطقت بسخرية :-

" هذا إن كان هناك علاقة بينكم بالأساس "

زم ياسر شفتيه بغضب وهو يقول :-

" ربما لم تتعلمي إلى الأن بما حدث معگِ اليوم "

ارتجف قلبها بخوف وكأنه لم يطمأن بعد فاقتربت تضمهم إليها قائلة بشراسة أم قادرة على نهش من يقترب من أبنائها :-
" لا تظن أنك ستأخذ أبنائي مني لهذا خطفتهم
نجوم السماء أقرب لك ولابنك "

أنهت حديثها بازدراء غير منتهبهه لمن كان واقفاً بالخارج يستمع إلى حديثهم
ضحك ياسر قائلا بتهكم :-

" هل تظنين أني هكذا خطفتهم ؟"

مط شفتيه بكبر مواصلاً بنبرة قاسية :_

" صدقيني أستطيع هذة اللحظة قبل غيرها أن أجعل لا وجود للأطفال في البلد بأكملها وليس جلبهم إلى منزلي "

" وأنا هل في هذا أيضاً لن يكون لي رأي "

امتقع وجهه على نبرة ابنه المزدرية وكأنه في حضرة حقده على تلك الغبية نسى وجود ابنه في الخارج
ازدرد ريقه بصعوبه وهو يقول بنبرة عاتية :-

" أنا لم أقصد بالتأكيد
أنا فقط أخبرها أني لم أخطفهم كما تظن
فلا أحد يخطف أحفاده لكن ليكن بعلمكم أحفادي لن يتربوا خارج بيتي "
أنهى حديثه وتحرك من أمامهم غير عابئاً بالنظر إليهم
لم تهتم ملك بهم وكأنها قد ملت كل شئ حين خُيرت بين أبنائها وبين ما عداهم
فأطرقت برأسها لهم هامسة بحنان رغم أن عينيها خانتاها فذرفتا الدموع:-

" ألن نذهب ؟"
ابتسمت بارتجاف وواصلت :-

"(تيتا) بالخارج تنتظركم "

كاد عدي أن يتحرك ركضاً فأوقفته نبرة حسن الحازمة :-

" لا تتحرك من مكانك "

أغمضت ملك عينيهاأخذه نفساً عميقاً مشبع بالوجع ثم التفتت إليه ساخرة :-

" ماذا يا عريس هل ستمنعنا ؟"

كتفت ذراعيها وهي تلوي شفتيها قائلة :-

" كنت قل
كنت جعلتهم يرتدوا أفضل ثيابهم ليحضروا قران أبيهم "

هل حقاً كثرة الألم تُميت الإحساس ؟
هل هي نفسها ملك التي بكت بهيستيريه فور أن رأت صوره ؟
هل تستمع لنفسها ؟
لنبرتها الباردة ؟
لكن ولما تندهش من نفسها ؟
ما فعلوه اليوم كان كفيلاً بهروب الدم من جسدها
قنوط
ما تشعر به بداخلها الأن لم يكن سوى قنوط
شئ من الزهد يُمسك عليها روحها فلا تريد حتى الحديث معه
نعم هي لا تريد حتى النظر لوجهه
لا تريد تأمل بذلته الثمينة والتي كانت أصابع الأخرى مطبوعة عليها
لا تريد النظر إلى وجهه
إلى عينين كانتا حبيبتيها سابقاً
إلى شفتيه ملجأ أسرارها واللتان طبعوا بنعومة أخرى
حقاً لا تهتم !
غرزت أظافر أحد كفيها في باطن الأخر حتى لا تظهر غيرتها التي تنهش بصدرها كنيرانٍ عاتيه لا تهدأ
بل تفور وتفور مقسمة على إحراقها
وأمامها إحساسه كان أخر ربما كان مشابها من السلبية لكنه لم تكن الغيرة المسيطرة الأن وإن كانت اشتعلت قليلاً بالخارج
ما يشعر به الأن شحنة من الكراهية
هل تعلم حين تحب أحدهم بكل ذرة بداخلك فيبنى بينك وبينه سدود من الكراهية ؟
ليست كراهية عداوة وإنما كراهية عشق
هو حتى لا يريد أن يتحرك ناحيتها لكنه بالمقابل لا يريدها أن تتحرك بالمثل
وإن بقوا هكذا واقفين أمام بعضهم معرضين لكنها في حيزه
عقد حاجبيه من النبرة العالية الأتيه من الخارج والقادرة على استفزاز جنونه :_

" يا أم عُدي هل أنتم بخير ؟
هل اقتحم السور ؟"

تلونت عيناه بالجنون صارخاً في وجهها بنبرة أجفلتها :-

" من هذا المتخلف بالخارج ؟"

تحفزت في وقفتها وهي تأخذ جملته على محمل الانتقاص فنطقت باندفاع :-

" لا تقل عنه متخلف
إنه أفضل منك على الأقل رجل ولم يتركني طوال اليوم وأنا كالمجنونة أبحث عن أبنائي ولا أعلم أنكم من فعلتوها "

لو كانت قاصدة أن تُحضر شياطينه بأكملها لما نطقت بما نطقت به فصرخ بها بغضب :-

" اخرجي معي لهذا المتخلف بالخارج واخبريه أن يذهب وأنا من سيقم بإيصالك أنتي ووالدتك "

تخصرت بغضب زاعقة :-

" والله لن يحدث ولن تطأ قدماي سيارتك ولن أذهب سوى معه وأرني ماذا ستفعل ؟"

ارتسمت ابتسامة شريرة على وجهه جعلتها تتوجس منه خاصةً وهو يبدوا أقرب للمجانين الأن لكنها شهقت صارخة وهي تراه ينحني حاملاً عدي وعالية متجهاً جهة السلم قائلاً بهدوء مصطنع :-

" هذا ما سأفعله
ابنائك بغرفتي إذا أردتي الإطمئنان عليهم وأريني أنتِ ماذا ستفعلي "

______________________

أكثر القلوب شقاءاً هم رواد مدينة الحب !

مدينة بُنيت من مشاعر النفوس أساسها كان تحطم قلوب البعض حتى رُفِعت عمدانها بقلوب الأخرين

دارت حول نفسها في حيرة وعقلها لا يهدأ عن التفكير به
لما متغيب عن الجريدة منذ أيام
لما لا يحدثها إلا قليلاً
يتهرب من الإجابة عن سبب غيابه وهي بدورها تخاف أن تسأل عن السبب
قلب الأنثى بداخلها يحذرها من السؤال
قلب العاشقة يستحلفها أن تفعل
وقلب الغيورة يحترق من أن تكون السبب الأخرى
فأخر مرة خرج من مكتبها متجهماً حتى أنه ترك الجريدة وذهب
خبطت كفيها ببعضهم وهي تنهض من فراشها تتجه إلى خزانة ملابسها تفتحها بسرعة وهي تخرج ملابس عازمة على الذهاب له
دقائق وكانت تقف أمام المرأة تقيم نفسها في هيئتها البسيطة سروالها الجينز الأنيق الذي يحدد ساقيها
بلوزتها الكشميريه التي تصل لحافته بنصفي كم
تجمع شعرها برباط مطاطي ثم التقطت مفاتيحها وهاتفها متجهة إلى الأسفل ..

بعدد نصف ساعة

وقفت بسيارتها أمام ڤيلتهم تنظر لساعتها المشيرة للسادسة مساءاً فأعطت إنذار حتى يفتح لها البواب الذي أتى مسرعاً

صفت سيارتها ونزلت مقتربة من الباب حتى ضربت الجرس
فتحت لها الخادمة مرحبة ودعتها للدخول حتى تخبر السيد عمار
مرت دقائق حتى التفتت على صوته المندهش ورائها :-
" ماريان ؟
لم أصدق السيدة اعتدال حين اخبرتني أنكِ بالأسفل "

ناظرته بعتاب ثم قالت بنبرة لائمة :-

" ربما لأنك لا تريد أن تراني "

التوى قلبها بوجع وهي تلمح رمشه لعينيه بتوتر وهو يتحرك جالساً على الأريكة المقابلة لها قائلاً بنبرة مبهمة :-

" لا من قال ذلك "

ابتلعت غصة مرة كالحنظل بحلقها ورسمت ابتسامة باهتة كبهوت روحها الثائرة ألماً الأن :-

" ربما تستطيع الكذب على أي أحد يا عمار إلا أنا "

فرك كفيه ببعضهم دون أن يرد ليس لأي شئ فقط هو لا يجد رد
منذ أيام وأفكاره ذهاباً وإياباً برأسه محاولاً إيجاد حل لطلب المجنونة الأخرى ولا يصل لحل
هو يحبها
يعشقها
يهوى نظرة من عينيها له
قلبه يحلق بطرب منذ أن استشف غيرتها عليه
لكن أيضاً ما تطلبه ضرباً من الجنون
كيف يتخلى الانسان عن أخٍ له ؟
مطالبتها له أن يقطع علاقته بماريان لم يتوقعها
ماريان ليست زميلة عمل أو دراسة عابرة
ماريان صديقة عمر
لقد كانت معه في كل خطوة من خطوات حياته بحق الله منذ أن عرفها
كيف تطلب منه ذلك ؟
جزأ بسيط بعقله يُلح عليه بأحقيتها في طلبها لكنه أيضاً لا يستطيع
وإن كان قلبه يكتفي بها عن الجميع
كيف له أن يكون نذلاً مع ماريان هكذا
كيف ؟
أخرجه من دوامة أفكاره صوت ماريان الحنون وهي تقول :-

"ألن تحكي لي ربما أفهمك "

تبتسم بمرارة ثم تواصل :-

" لطالما فهمتك حتى دون أن تتكلم "

ابتسم عمار ساخراً محاولاً أن يدير الموضوع لدفة المرح فقال :-
" هل حكمتِ من نفسك أن هناك موضوع وأني لا أريد قصه عليكِ أيضاً "
يضحك بمرح مصطنع ويواصل :-

" لا تكوني درامية يا مارون "

يا الله
يا الله
كيف لها أن تصد قلبها عن التحليق بعد مارون هذة ؟
كيف لها ألا تضطرب نبضاتها من نبرة تدليل كهذة ؟
كيف تغض طرفها عن ملامح كهذه ؟
ملامح تحب كل تفصيلة بها
ملامح تموت في اليوم ألف مرة وهي تعلم أنها لن تنير لها أبداً
حبها له محكوم عليه بالإعدام بكل المقاييس
حبها له قضية أطرافها لا تعترف بالعدل
هي ضحية تشهد المشاعر على أحقيتها لكن هنا محاميها لم يكن معها
محاميها لم يكن سوى قلبها
قلبها المرتشي بحبه فكان أول خائن لها زجاً بها في قفص الاتهام وإن لم تكن الفاعلة
لكنها أيضاً لا تستطيع تركه
لا تستطيع الابتعاد
يعلم الله كم جاهدت نفسها لكنها لا تعرف

حبها له كمعادلة صعبة نهايتها معروفة بقواعد الرياضيات يُطلق عليها لفظ (فاي )

معادلة ليس لها حل لكننا مجبورن على سير خطواتها تباعاً حتى نصل للاحل هذا وكأننا نتلذذ بتعذيب أنفسنا !

هذة المرة هو من كان يخرجها من صمتها قائلاً :-

" أين ذهبتِ"

مسحت صفحة وجهها بكفيها ثم ابتسمت متغلبة على تشنجها مقررة المصارحة :-

"أنا السبب يا عمار صحيح ؟"

اضطرب وجهه قائلاً بمراوغة :-

"أنتِ السبب في ماذا "

وضعت قبضتها على وجنتها مفكرة كم هما وجهان لعملة واحدة
فقط لو يرى ما في قلبها تجاهه ؟
لو يعلم كم مستعدة أن تدفع عمرها مقابل أن تظل معه في جلسة كهذة فقط
لو يعلم كم يموت قلبها الأن خوفاً مما ستنطق به الأن
لو يعلم أنها ستفعل ما لم تتخيل نفسها يوماً أن تفعله من أجله ؟
تنهدت مبتلعة ريقها وهي تقول بنبرة سبغتها بالعادية :-

" سنا لا تريد وجودي في حياتك يا عمار صحيح ؟"

راوغ قاطباً وهو يقول بمرح :-

" من أين لكِ بهذا الكلام يا غبية ؟؟"

ضحكت ضحكة قصيرة ثم قالت :-

" عمار لتكن صريح معي كما نحن دوماً "

أطرق برأسه بعجز ثم نطق أخيراً بنبرة صادقة :-

" وإن يكن يا ماريان أنا لن أفعل ذلك أنا لا أستطيع التضحية بصداقتنا
أنتِ أختي "

توجعت من كلمة أخت لكنها ضغطت على نفسها قائلة بتحدي وكأن نفسها المثيرة للشفقة مازالت تمعن في إذلالها :-

" وهل تستطيع التضحيه بحبك يا عمار "

أغمض عينيه بقوة ومازال مطرقاً برأسه ثم هز رأسه نفيا قائلاً بنبرة متعبة :-
" لا أستطيع
صدقيني مجرد التفكير حتى في هذا الاحتمال لا اتخيله "

ابتسمت بمرارة وقد أغمضت عينيها هي الأخرى وكأنها تريد أن تخفي دموعها ثم همست ببهوت :-

" ماذا إن وفرت لك الإثنين ؟"

رفع عمار رأسه قاطباً وهو يسأل بنبرة متلهفة :-
" كيف يعني ؟"

عضت جانب خدها من الداخل حتى شعرت بطعم الدماء الصدأ وكأنها بهذا تتغلب على ألمها ثم قالت بما ما قد تندم عليه لاحقاً :-

"يعني أحافظ لك على صداقتنا وعلى حبيبتك في أن واحد "

تململ عمار قائلاً بنبرة( عصبية ):-

" هل تمزحين يا ماريان كيف سأفعل ذلك وأنا أقول لكِ إما صداقتنا وإما هي "

تسارعت أنفاسها قليلاً وعقلها يستحلفها ألا تنساق وراء غباءها
ألا تذل نفسها أكثر
أن تنجو بروحها ولا تذلها أكثر من هذا
لكن منذ متى وكان للعقل سلطان على القلوب العاشقة فتنطق بنبرة متكسرة فحواها الوجع :-

" يعني سنحافظ على صداقتنا سراً وأمامها نحن زملاء لا أكثر "
__________________________

لحظة ضمير قد تكون سبب بنجاة روح وقد تكون سبب بهلاك حياة كاملة !
أنت وحظك هذة اللحظة ربما يكون حليفك وربما يكون أقسى أعدائك

" اللعنة!"
شتم خالد بغضب من تلك الغبية التي لا ترد عليه ولا يستطيع الوصول لها منذ أن أرسلت رسالتها المستفزة مثلها !
حاول مهاتفاتها للمرة التي لا يعلم عددها اليوم لكنها ككل مرة لا ترد
ألقى هاتفه على سطح مكتبه أمامه وهو يحاول التركيز في عمله مرة أخرى لكن
عبث!
تركيزه مجرد عبث
يضحك على نفسه في محاولة إظهار اللا اهتمام لكنه يهتم وأكثر
صورتها التي أرسلتها له لا تفارق خياله وكأنها أرسلتها إمعاناً في نزع النوم من عينه ونزع الهدوء من عقله... نزع الراحة من ضميره
بل نزع الركود من روحه
شئ جديد عليه تماماً من تلك المشاعر العجيبة التي تهيمن عليه من يومها
شئ أشبه بالاستنكار أو ربما الرفض
رفض أن يراها أحد بهذا الشكل ... رفض لضياعها
ورفض أكبر لرفضها لمحيطه
وكأنها أرسلتها فقط لتنبذه
فكرته الأخيره جعلته يتناول هاتفه مرة أخرى مرسلاً رسالة نصية هذة المرة
" نور إن لم تردي علي صدقيني لن يعجبك تصرفي "

على الجانب الأخر !

تجلس شاردة على فراشها ضامة ركبتيها إلى صدرها وهي تتحرك ذهاباً وإياباً
لم تخرج من البيت بل من غرفتها منذ تلك الليلة
بل منذ تلك الرقصة
كانت رقصة لكنها مُسكِرة
رقصة كانت كرشفة نبيذ خليط من اللذة واللذوعة لذوعة تجعلك خائف من التذوق مرة أخرى
ولذة تجعلك طامع في إاعادة التجربة
طمعها هي مختلف
طمعها مؤذي
هي ليست طامعه من أجل المتعة !
هي طامعة من أجل الانتقام !
وربما بدافع الفضول !
ما الذي يدفع رجل عمره أضعاف عمرها يرقص معها كرجل راقي
ويغازلها بعينيه كعابث شقي
يحنو بكفيه كذكر وقح !

هل ما دفعه إليها هو نفس ما دفع والدها لتلك الوقحة ؟
يكبرون بالعمر فينبذون زوجاتهم وأولادهم للذهاب لدمية صغيرة بالعمر تُحيي بهم شبابهم ؟
أو ربما هم مجرد كائنات شهوانية تسعى وراء كل ما هو مؤنث خالع ملابسة
أو ربما كل ماهو جسد أنثوي يجذب رجولتهم المزعومة ؟
رنة من هاتفها جعلتها تخرج من أفكارها ناظره للهاتف ببهوت ممزوج ببسمة حنين لصاحب الرنة
إلا هذا !
إلا هو !
خالد الطيب هو مرسى الأمن الذي تلجأ له كل أنثى دون خوف
خالد الطيب الذي تخلى عنها صحيح لكنه سيظل حصنها الأمن
والدليل هو ما يفعله منذ أن أرسلت له الصورة
خرجت منها ضحكة قصيرة وهي تقرأ رسالته والتي صاحبها رنه سريعاً فرفعت الهاتف لأذنيها ترد ببهوت ممزوج بغصة رفضه لها :-
" نعم يا خالد ماذا تريد ؟"

وأتاها صوته الغاضب والذي لا يليق بخالد الطيب :-
" ماذا أريد ؟
ماذا أريد يا مجنونة ؟"

يصمت ثوانٍ ثم يعود ويزعق بها قائلاً:-

" أين أنتِ الأن ولما لا تردي علي منذ أن أرسلتِ صورتك اللعينة ؟"
رفعت حاجباً متمرداً من طريقته السخيفة فردت بفظاظة :-

" ليس لك شأن يا خالد أنت تخليت عني إذا لا تسأل عن ما لا يخصك "
شتم خالد همساً ثم عاد يقول وقد انتقلت الفظاظة له :-

" وبما أنه لا يخصني لما أرسلتيها
وكيف سمحت لكِ أخلاقك بالخروج بتلك الملابس ؟"

ابتسمت نور بسخرية وهي تنهض من فراشها مقتربة من النافذة وهي تضع كفها في جيب سروالها الجينز القصير (هوت شورت )
"تلك الملابس يا خالد وأخلاقي ماذا لو رأيت الفستان الذي ارتديته "
همستها في نفسها لكنها عوضاً عن ذلك ردت قائلة بتحدي :-

" خالد إما أن تتزوجني كما طلبت منك وحينها لك الحق في التدخل في شوؤني كما تريد وإما لا تهاتفني مرة أخرى وتبتعد عني "

لم تتيح له الفرصة في الرد مستغلة صدمته من حديثها وأغلقت الهاتف تمسح تلك الدمعة التي فرت من عينيها
من كل قلبها تتمنى أن يفعلها خالد
أن يأخذها من نفسها
أن ينتشلها من ضياعها
أن ينقذها من شيطانها المسيطر عليها منذ تلك الليلة
حتى أنها سألت نوليا عن من يكون الرجل ومن وقتها لا ينقطع تفكيرها به !
رن الهاتف في يدها مرة أخرى فرفعته لأذنها مرة أخرى دون أن تنظر للمتصل قائلة (بعصبية ) :-

" ماذا تريد يا خالد ؟"

والنبرة لم تكن لخالد
البحة المغوية لم تكن لخالد

فرقعة لسان مستنكرة مصحوبة ببحة لعوب :-

" يبدو لي أن هذا الخالد أغضب اليمامة "

عقدت نور حاجبيها وهي تنزل الهاتف تنظر للرقم الغريب به ثم تعود وترفعه لأذنها مرة أخرى متسائلة بنبرة يتخللها الشك :-

" من معي "

ونفس الطرقعة الغير راضية تلاها النبرة اللعوب :-

" أتسأل الأن من هذا الخالد ؟"

كررت سؤالها مرة أخرى بتحفز وقد بدأ الغضب يسيطر عليها
وربما خوف متواري في صورة غضب خبيث

تنحنح بقصد ثم وصلها صوته يقول بعتاب ماكر :-

" ظننت أنكِ ستعرفيني من أول كلمة وقد علق صوتي في ذهنك فطير النوم من عينيكِ الجميلتين كما حصل معي "

بدأ التوتر يلم بها وهي تهز ساقيها دون أن ترد وقد أصبحت شبه متأكدة عن هويته حتى أتاها صوته اللعوب يقول :-

"أظن من صمتك أنكِ تعرفتِ علي "

يصمت لثوانِ وكأنه يمعن في زيادة توترها ثم يأتيها صوته حسي لعين جعل جلدها يقشعر وكأن بصيلات شعر جسدها كله مستنفرة وإن كانت الشعيرات نفسها غير موجودة

" اشتقت لكِ
رائحتك عالقة بأنفي فأظل أقتات عليها متشمشماً علني أجدها
نعومتك مطبوعة على جسدي فأشعره كمدمن يحتاج جرعته
وصورتك مطبوعة في ذهني فلا أملك إلا إغماض عينياي حتى أراها على الدوام
ماذا عنكِ يا يمامة ؟"

هل مجرد كلمات تفعل بها هذا
هل الكلمات تنفذ للجسد كالمخدر ؟
هل بحة الصوت تفعل هكذا وهو يصف لها إحساسه وكأنه يحقنها به فيجعلها هي من تفعل لا هو ؟

ازداد دوي ضربات قلبها على نحو مخيف حتى أنها شعرت ببعض الإعياء
وجع غريب ألم بجسدها جعلها تقع جالسة أرضا
ليس وجع مادي ملموس في أعضائك
لا
وجع من نوع أخر
وجع الصدمة ...وجع الضياع ... وجع الانسياق
لا لا لا
وجع الخوف ... وجع الحزن
وجع معنوي
ألم يمر بجسدك وكأنه بين أعضائك وما يكسوها
ألم يلعب على أوتار مشاعرك
ألم بالروح !

شهقت دون صوت وصوته الناعم يأتيها مرة أخرى :-

" أين ذهبتِ يا يمامة ؟"

يصمت ثم يواصل بتلكؤ مدروس :-

" أم أقول يا نور ؟"

ابتلعت ريقها بصعوبة أخذة نفساً قوياً ثم خرج صوتها متحفزاً لكنه مهزوز لأذني خبير مثله :-

" من أين جلبت رقمي ؟"

" لا أظنه بالشئ الصعب في هذا العصر جلب رقم أحدهم "

يصمت بطريقته اللعينة ثم يواصل بالبحة المتلاعبة :-

" إحداهن ناعمة وجميلة كاليمامة "

طرقعة غير راضية بلسانة ثم يواصل بسخرية :-

"ابتكري أكثر في الأسئلة "

سخريته الجافة جعلتها تتشجع أكثر وربما طول المكالمة التي كان من المفترض غلقها فتقول :-
"ماذا تريد ؟"
وصلها صوت أنفاسه الثائرة التي تلاها صوته الناعم :-

" أريد أن أراكِ "
تبتسم بسخرية وشيطانها يصور لها أبيها كان يفعل المثل فتنتقل السخرية لصوتها وهي تقول :-
" ولما؟"

" ولما لا تتركي أنتِ لما حتى نتقابل وأخبرك بنفسي "
يتلاعب
يستفذها
يتسلل بخبث
يضرب ويلاقي كما يقولون
هكذا هم شاكلته من الرجال مثله مثل أبيها واجهه ناعمة ونفس خبيثة تستحق كل الوبال
تستحق كل الألم اللذين يسببونه لمن ليس لهم ذنب
ذنبها
ذنب أمها
ذنب أخيها
وذنب من هم على شاكلتها
إذا فليذق !
" حسنا موافقة أين نتقابل ؟"

_________________________

رفعت رنا حاجبيها بتعجب وهي تأخذ مكانه على كرسي القيادة قائلة :-

" ما الذي جد ؟
أنت دوماً تجعلني لا أقود طالما كنت جوارك "

رسم ابتسامة مصطنعة على شفتيه وهو يقول بنبرة عادية :-

" لا شئ ربما أريد أن اختبر مهاراتك في القيادة "

مطت رنا شفتيها بعدم اقتناع وهي تركز على الطريق أمامها بعد أن بدأت بالتحرك ثم سألته بحيرة :-

" لما سنذهب عند (طنط) هناءاليوم ؟"

ابتتسم على لقبها الذي تقوله لأخته احتراماً لها ثم قال :-

"أريد ان أطمأن على ياسين وأريد منكِ أن تجالسي هنا علها تتحدث معك عوضاً عن خجلها مني فهي تحبك "

حركت كتفيها بدلال قائلة بمشاكسة :-

" ومن يعرفني ولا يحبني ؟"

ضحك شهاب ضحكة قصيرة ثم التفت إليها قائلاً :-

" دعينا نقف عند (الكافية ) القادم حتى أجلب لنا القهوة "

دقائق وكان يعود بالقهوة لهم فشغلت السيارة ثانية ثم نادته بنبرتها الأنثوية التي يحب :-
" شهاب "
همهم شارداً دون أن يرد فنادته مرة أخرى مما جعله يلتفت لها بتساؤل :-
" ناظرته بنصف عين وهي تقول :-

" هل تعلم ماذا أريد الأن ؟"

" ماذا تريدين حبيبتي ؟" نطقها بحنان داعب أنوثتها ففلتت منها ضحكة خجولة قائلة بتدلل :-

" لكن لا تضحك علي أو تسخر مني "

ضيق شهاب عينيه وقد أثارت فضوله فابتسمت قائلة بنبرة خفيضه بعض الشئ يلونها الخجل :-

" أريد أن أقوم بزيارة مفاجئة لك في مكتبك بالمركز ثم أجلس على ساقيك في محاولة لإغرائك لنرى كيف سيظهر الوقور أمام مرضاه "

انفجر شهاب ضاحكاً بذهول من أفكارها فزمت شفتيها قائلة بتهديد :-
" لقد قلت أنك لن تضحك "

" أصبحتِ غير متوقعة يا صغيرة من أين لكِ بهذة الأفكار ؟"

تذمرت رنا قائلة :-

" ليس لك شأن بأفكاري الأن هل ترفض طلبي الأن؟"

رفع شهاب حاجبيه قائلاً باندهاش :-

" هل لا تمزحين ؟"
مطت شفتيها قائلة بتحدي :-

" بالطبع لا يا دكتور
كما أظن أنك لن تقوى على عدم تدليلي "

ابتسم شهاب وهو يحتفظ باجابته الحزينة لنفسه

" ليت في العمر بقية لأكملته كله في تدليلك "

بعد ساعة ..
فتحت هناء باب شقتها بترحيب وهي تسلم على أخيها وزوجته :-
" زارنا النبي اليوم يا حبيبي "

ربت شهاب على كتفها وهو يقبل رأسها فسألته :-

" أين حياة لما لم تجلبوها ؟"

ابتسمت رنا وهي تسلم على هنا المقبلة عليهم قائلة :-

" حياة مع خالها حمزة لم توافق على أن تأتي معنا
النذلة فضلت الوجود معه "

" البنت لأمها " قالها شهاب مشاكساً وهو يسلم على هنا ثم سألهم باهتمام :-

" كيف حالكم ؟"

" بخير يا حبيبي لا تقلق "

قطب شهاب وهو يلحظ الإرهاق البادي على هنا فسألها باهتمام :-
" ما بكِ حبيبتي تبدين متعبة ؟"

بادرت أمها بالرد وهي تقول بشكوى :-

" لا أعلم يا شهاب
لا تنام منذ يومين ولا تأكل حتى أنها لا تنزل لعملها "

" لا تقلق يا خالو ماما تبالغ أنا بخير "

قالتها هنا مبتسمة فالتفتت لها رنا قائلة :-

" ما رأيك أن ندخل نتسامر في غرفتك ؟"

أومأت هنا وهي تسحبها معها للداخل فتابعهم شهاب بعينيه حتى دخلوا ثم سأل هناء باهتمام :-

" كيف حال ياسين ؟"

مطت هناء شفتيها متنهدة بتعب وهي تشير بعينيها جهة غرفته قائلة :-

" كما ترى لا يخرج من غرفته رغم أنه محروم من هاتفه إلى الأن
لكن أظن لا يجدي معه شئ لا شدة ولا غيره
يتعامل ببرود وكأنه لا يهمه "

تنهد شهاب بضيق وهو يقول :-
" أنتم خطأ
لولا امتحاناته الصيفيه لإعادة المواد التي رسب بها لم أكن لأتركه يترك بيت أبيكِ الأن حتى أطمأن عليه
لكن للأسف كان رغماً عنا "

نقر بسبابته على الطاولة أمامه ثم قال :
-
" أظنه انتهى بالأمس لذا أتيت من أجله لكني كنت أتمنى لو أجد راضي "

حركت هناء كفيها قائلة بضيق :-

" جيد أنك لم تجده فراضي لا يقتنع بطريقتك يا شهاب إطلاقاً
يقول كيف لا أضربه وله أفعال تستحق الشنق وليس الضرب
كيف لا أؤدبه دون حزم
منذ أن أتى وأنا أمنعهم عن بعضهم بشق الأنفس "

دمعت عينيها قائلة بحزن :-

" الولد لا يطيق والده يا شهاب لا يطيقه "

مط شهاب شفتيه قائلاً :-

" التربية حقاً أصبحت مصيبة العصر
الفكرة أننا لا نستطيع الخروج من شرنقة ما تربينا عليه نحن حتى نستطيع تربية ابناؤنا
لا أحد يستطيع التوفيق بين الاثنين "

" يا شهاب الولد حتى لا يصلي
لا يركعها
أول أمس أقسمت على راضي ألا يضربه وقد كانا يتشاجران بسبب صلاة الجمعة "

" وهل الصلاة تأتي بالضرب يا هناء هل تعلمتيها أنتِ بالضرب ؟"
قالها شهاب بعتاب فلوت شفتيها قائلة بتبرير :-

" واضربوهم من عشر "

اعتدل شهاب في جلسته وقد بدأ يشعر بتعرق غريب في جسده لكنه تجاهله وقال :-

" يا هناء الضرب في الإسلام قلت لكِ ليس الضرب المبرح ولكنه بالمسواك على ظاهر اليد بحنو
كما أن الحديث ضعيف ومشكوك به
فكيف أن الإسلام لم يجبرنا على اعتناقه وترك لنا حرية الاختيار واحترام ثقافة الاديان ثم يجبرنا على القيام بأحد أركانه
نحن دين رحمة وليس دين إجبار "

زفرت هناء بهم قائلة بقلة حيله :-

" ليتها تقتصر على الصلاة
إن كل أفعاله خطأ بخطأ أحياناً أتمنى لو أني لم أرزق بهذا الولد "

" استغفري ربك واحمديه على نعمة غيرك يتمنى ظفرها
احمدي الله أنه سليم معافى وأن مشكلته يمكن حلها كما أنكم السبب بها وليس هو "

قالها شهاب بحزم ضائق فتبرمت قائلة :-

" استغفر الله يا شهاب لكن كيف نحن السبب
هل نحب الضرر لابننا ؟"

نظر شهاب جهة غرفة ياسين ثم قال :-

" هل تعلمين لما يقفل على نفسه هكذا ؟
تجنباً لقسوتكم عليه يا هناء هذا لأنه مازال صغير
حين يكبر قليلاً وأظنه على الطريق سيبدأ في الانتقام "

" هل ينتقم ابني مني تقولها ببساطة يا شهاب ؟"

رفع شهاب حاجبيه قائلاً:-
" ولما تندهشي أنتم من اضطرتوه لذلك تعلمونه الصحيح بنقدٍ لاذع
وإن لم يكن فتصححون أخطاؤه بالإهانة "

" هل تريد مني أن أرى ابني فاشل فأقبل رأسه وأقول له افشل وسأحبك لا يهم ؟"

" وهل ردعك له يأتي بنتيجة يا هناء ؟
حبك لابنك غير مشروط يا هناء بنجاحه أو فشله
حبك له فطري كان سيئاً أو جيداً كان فاشلاً أو ناجحاً
كون أنكِ تشعرين ابنك أن حبك له مقرون بنجاح أو غيره فأنتِ تسببين له خلل في شخصيته
وكأنه من المفترض منه ألا يخطأ
رغم أنه عمره الطبيعي للخطأ والتعلم رغم أن خطأه الآن هو ما سيبني شخصيته بالمستقبل إن تم تقويمه بطريقة صحيحة
إهانتكم وقسوتكم عليه تهدم شخصيته لا تبنيها أبداً"

انهى حديثه بانفعال فتناول كوب الماء من أمامه يرتشفه كاملاً ثم أردف بنبرة أهدأ:-

" طريقتكم ستسبب له ارتباك
من حبيبي ومن عدوي ؟
كيف هم أبي وأمي ويوجعوني هكذا
ستجعلونه يشك بحبكم له وصدقوني لو كبر على هذة الفكرة لن تستطيعوا تصحيحها أبداً ولو أغرقتموه حناناً سيكون الأوان فات "

عضت على جانب شفتها وهي تقول نبرة خفيضه كالمذنبة :-

" لقد بهدله راضي بالأمس بعد أن عاد من آخر إمتحان
ناعتاً إياه بالفاشل الغبي "

أطرق شهاب برأسه بتعب قائلاً :-

" صدقيني يا هناء لولا أنه بن أختي لم أكن أبداً لاستمر في هذا الطريق
ليس لشئ ولكن أبواه لا يساعدونني فيكيف يطلبون مني المساعدة
أنا لست ساحر بحق الله "

ظل مطرقاً برأسه لدقائق ثم زفر قائلاً بتروي في محاولة لتهدأة نفسه :-
" هل تعلمين أنه يكتسب شخصيته في هذا العمر من أرائكم ؟
يرى عقله وتفكيره بعينيكم
نعت راضي له بالفاشل و الغبي كفيلة لهدم شخصيته "

فك أزرار قميصه وهو يشعر بزيادة ضيق نفسه لكنه طمأن نفسه أنها نوبة عاديه كالتي تأتيه منذ أيام لكن هناء كانت قد انتبهت لشحوب وجهه الواضح خاصةً بحبيبات العرق على جبينه فسألته بقلق :-

" شهاب ماذا بك تبدو متعب "

بدأت وتيرة أنفاسه تزداد فتناول كوب الماء من أمامه يرتشف منه ثم قال بتهدج :-

" لا تقلقي أنا بخير نادي لي ياسين حتى أجلس معه "

سيطر على نفسه حتى يطمأنها مما جعلها تقوم على مضض إلا أنها لم تلحق أن تخطو خطوتين حتى كانت تصرخ بهلع على صوت تأوهه العالي هذة المرة وقد احمر وجهه وهو يضغط بكفيه على صدره فاقتربت صارخة باسمه ومنادية ابنتها ورنا التي صرخت بذعر وهي ترى وقوعه أرضاً أمامها وذاك المخاط الوردي المختلط ببعض الدماء يخرج من فمه كثيفاً !
انتهى

فضلا لا تبخلوا عليا بآرائكم ونقاشكم وتعليقاتكم بنتظرها على نار بعد الفصل ولا تنسوا وضع لايك


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-21, 10:45 PM   #143

ام حمد طبيلة

? العضوٌ??? » 487809
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 21
?  نُقآطِيْ » ام حمد طبيلة is on a distinguished road
افتراضي

كله الا الدكتور شهاب
يعني الشخص المحبوب والرائع يصير فيه هيك
الله يشافيه شهاب حبيب الجماهير


ام حمد طبيلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-21, 10:50 PM   #144

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 626
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

شو قصة أكمل مع أمه
النهاية كتير حزينة شهاب شخصية أساسية بالرواية
ياريت ما يكون في شي صعب


Shadwa.Dy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-21, 10:50 PM   #145

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

اعجيني ظهور المحامي سيكون سندا لملك حقا ان الذي يخلق لا يضيع ذق قليل من نفس كاس يا جسن تم يالله عليك كراهية انت من تدعي كراهية بعد افعالك يا خائن و تهديديها ياولادها ضربة حقيرة تليق بنذل متلك يا حسن انتظر ماي تقلب القصة لغن هذه هي حياة بوم لك و اخر عليك مني ستاعي طالبا العفو واتمني ان لاتمنحه لك ملك فانت لا تستحقها ياريت لو ترتبط بالمحامي الشهم امر غير منطقي بعد كل هذا الالم و حروح في قلب ملك ان تعود اليه ان يخسر هو عاءلته لهو عقاب عادل ان لا افهم لماذا دائما رجل من حقه ان يخطئ و يخون و يضيم تم عنطما يعتذر و كان سحر فالمراة يجب لن تسامح و تعود اليه و كانه تحصيل حاصل و هذا واجب و قو قلبنا صورة اما سامح رجل ولو ركعت اتمني ان تجرجي من هده الصورة النمطية العفنة للاسف المغروسة في مجتمعنا اما نور انه قصاص انها ترد ضربة ابها كما هو ارتبد بمن هي اصغر حقا ما تزرعه لابد ان تحصده اخ رافت غارق في شهر عسله نسي ابناءه تم تلوم نجلاء بالانانية و انت تفعل نفس شيء مقرف اخثرا شهاب ا لا بليز الا هو و ما حكاية تلك الفتاة اعتقد انها ستحاول الفوز به و الله ها هي ناقصة بالمناسبة داليدا لم تظهر ماذا حدت لها

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-21, 10:57 PM   #146

نهى على

? العضوٌ??? » 406192
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 278
?  نُقآطِيْ » نهى على is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رائع يا ترى سر رفض اكمل لوالدته ايه حتى الان مش واضح بالنسبة لى تماما ..نور وقرار واتجاه خاطئ نهاية كارثية اذا استمرت به ..شهاب ومرض غامض ونهاية الفصل فاجعة بالنسبة لنا يا ترى مخيبة ايه يا اسراء للأبطال..حسن وملك ومن الحب ما قتل وعتاد كعناد البغال قد تفرق الصراحة ومازال مسلسل غباء ملك مستمر يدفع ثمنة الاولاد

نهى على غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-21, 11:00 PM   #147

طوطم الخطيب

? العضوٌ??? » 487178
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » طوطم الخطيب is on a distinguished road
Rewitysmile1

ابدأ من الاخر وهو شهاب واللى بجد هزعل جدااااااااا لو مات اتمنى تكون وعكه صحيه وتعدى نور بكل أسف جات تتنتقم من ابوها هتنتقم من نفسها فصل رووووووووعه تسلم ايدك

طوطم الخطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-21, 11:47 PM   #148

manar.m.j

? العضوٌ??? » 425938
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 472
?  نُقآطِيْ » manar.m.j is on a distinguished road
Rewitysmile21

شهاب 😭😭😭😭
هو كنا شاكين بيه مريض بس هسه اتأكدنا 🥺
كلامه مع رنا وإن كان بالعمر بقيه يا إلهي🤧
حسن وملك 😐
انهيار ملك وخوفها الكبير على أبنائها
استغراب حسن بوجودهم وصدمته بمعرفته ما فعل ياسر
غيرته على ملك من ذاك المحامي 🌚
وأخيراً تهديده هو لملك هو انقول تنصرها أنت تجنن بالزايد 😒
ولو موقف بسيط الغيره عملة عمايلها شنقول على ملك المسكينه
عمار 😕
حيرته بطلب سنا كيف ذلك وهو يعتبر ماريان اخته لكن الأخت لا تراك إلا حبيب 🙄
هل يا ترى سيوافق على اقتراحها
نور 😤
للاسف جعلت من زواج والدها عذر لما تفعله كأنه المنطلق للضياع
خاصه مع هذا الشخص الغامض فيا ترى كم ستغرق نور
وهل ستتمكن من الخروج
أكمل 🙁
كرهه لأمه رغم الحنين لكن كره
لأن النبذ كان بدايته أمه وعلى ما يبدو أخذها أخاه وتركه
هنا 🌚
وتغيرها منذ يومين كنت بدي اعرف اصار وي الشيخ سعد
فصل جميل جدا أبدعتي 😍😍😍


manar.m.j غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-07-21, 12:31 AM   #149

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير ..قرات الجزء الاول لتمسك بيدي وكان رووعة ..الجزء التاني لايقل رووعة عن الاول اعجبني اسلوبك في طرح مواضيع ومشاكل بيعانيها الجيل ده وكيف يتصرف الاهل معها ..اتمنى مايصير شي لشهاب انا لما قرأت جملته انه ربنا يعطيه العمر ويدلل رنا حسيت انه في حاجة راح تصير لشهاب اتمنى يكون ارتفاع ضغط ومايكون شي خطير
..حسن وملك اكثر كابل تعبني حسن مااتوقعت ان ابوه يكون بالحقارة دي بدل مايحمد ربه انه لاقى ابنه وكمان متجوز وسعيد مع زوجته يقوم يدمر علاقتهم عشان مصالحه ..حسن اصلا احساسه كلقيط مش مخليه يوزن الامور واي تصرف يهيجه وملك كنت اتمنى ماتهاجمه وترفضه وهي عارفه قد ايه هو حساس زعلت عليه لما صفيه رفضته مسكين عالمه بينهار وكله بسبب ياسر مابلوم ملك فجأة تحس ان جوزها شخص غريب الي اتجوزته وحبته حسن واسر ده شخص تاني ياسر الي عمله ..اعتقد ان حسن كان عنده حق من خوفه من انه يرجع لابوه واتمنى يفوق ويرجع لملك ولولاده هو محتاج لعلاج نفسي لإمتى حيفضل في التخبط الي عايشه من لقيط ومنبوذ ..لشخصية ثرية وعامة الكل حابب يتقرب منها ..
خالد اتمنى انه يقدر يساعد نور المسكينة اتدمرت بعد زواج ابوها. .
رأفت مش عارفة ايش اقول اناني بيهرب من ايه من ذنب انها تركت بنتها عشانه وعشان كده متدايق من نجلاء ودور على غيرها .
.نجلاء انا مش شفقانة عليها خليها تجرب النبذ من اقرب شخص ليك زي ماعملت مع رنا طول عمرها اتمنى تفوق وتعرف غلطها .
.داليدا المسكينة العبئ الي على راسها جدها المريض واخواتها واضطرت تتجوز رأفت لكن هل حيدوم الجوازة دي وهل حتحبه ولا هو مجرد مخلص بالنسبة ليها ..
سنابل ياوجع قلبي مسكينة ابوها واخوها من احقر البشر ياريت ينفتح القضية ويتمسكوا ابوها واخوها ..زعلت ع همام مسكين مالحق وحبها بجد اتمنى يكون عمر تعويض لها بس لسة مشوارها طويل للشفاء ..منتظرين الاحداث الجاية بشوق سلمت يداكي حبيبتي واتمنى لك التوفيق


زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-07-21, 01:44 AM   #150

صفاء الشبراوي

? العضوٌ??? » 490548
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » صفاء الشبراوي is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

صفاء الشبراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.