آخر 10 مشاركات
أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كيف لو كنت في البحر ! (الكاتـب : كَيــدْ ! - )           »          إيحــــاء الفضــــة (3) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة حـ(ر)ـب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          [تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رَقـصــــة سَـــــمـا (2) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-21, 08:59 AM   #161

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
Rewitysmile14 رواية وأشرقت الشمس بعينيها




صباحكم معطر بذكر الله
بفكركم ان النهاردة ان شاءالله معادنا مع الإشراقة السابعة عشر
الإشراقة في العام كبيرة لكن بالنسبة لحجم فصولنا المعتاد هي صغيرة وللاسف ده كان غصب عني
موبايلي فجأة شاشته باظت
وبالعادة في معلومات وتجهيزات معينة لكل فصل ببقى حفظاها عليه تساعدني مع كتابة الفصل وبالاسف ضاعت وبالتالي استغنسنا عن مشاهد الفصل ده هتترحل للفصل الجاي

حاجة كمان بالنسبة للراجل اللي ظهر لريتال المشهد هيجي فلاش باك

بالنسبة لتفاصيل وقعة شهاب اكثر هتكون الفصل القادم لان الفصل ده م مبهمة بسبب اللي حصل في التليفون دمتم بخير


نور محمد likes this.

إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-21, 09:45 PM   #162

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي



أكبر مشافي العاصمة ...
هرج ومرج بأحد الأدوار
الأطباء يركضون بالطرق ورائهم الممرضين
مكبرات الصوت عالية باستدعاء الأطقم الطبية
والهمس الجانبي على أشده

" يقولون أن شهاب البرعي الطبيب بوحدة الطب النفسي بغرفة العمليات "

" لالالا أنه بالعناية المركزة "

" لا لقد سمعت أنه يحتضر بالأعلى "

" اتفلي من فمك ألم تري انهيار زوجته إنها محجوزة بإحدى الغرف في حالة حرِجة منذ أن أتوا "
" طاقم التمريض الواقف بالطرقات
الجميع إلى عمله "
انتفضوا جميعاً على الصوت الموجه لهم في المكبر مما جعلهم يتفرقون ...
===============
البلدة ..

" حسناً حسناً انتظر هل نحن جالسين خلف الباب "

قالها عبدالرحمن وهو يتقدم جهة باب شقته حيث يرن الجرس بتواصل مزعج ترافقاً مع طرق الباب
فتح الباب بضيق قائلاً:-
" هل أنا خلف الب....؟"
قطع كلامه قاطباً وهو يبصر حالة أخيه خالد أمامه
وجهه شاحب بهلع وعينيه محتقنتين بدموع كثيفة
أكتافه مهدلة وكأنه كان يركض أميالاً
ابتلع عبدالرحمن ريقه بقلق وهو يسأله بخفوت خافت :-
" ماذا بك ؟
لما أنت هكذا يا خالد هل أمك وأبوك بخير ؟"

فتح خالد فمه ليتكلم فخانته شهقة بكاء مكتومة ذُرِفت لها الدموع الحبيسة قائلاً بتهدج وهو يحاول تمالك نفسه :_
"ارتدي ملابسك بسرعة وتعالى ومن الأفضل أن تأتِ ريم أيضاً وتميم نتركه عند جدته "

انهى حديثه مسرعاً وهو يستدير محاولاً التغلب على دموعه فجذبه عبدالرحمن من ياقة ملابسه من الخلف بعنف زاعقاً بقلق ألم به :-

" ماذا حدث يا غبي أخبرني ؟"

ابتلع خالد ريقه بصعوبة وهو يمسح في دموعه المسترسلة ثم نطق باختناق :-
" شهاب بالمشفى وحالته حرجة إنه بالعناية والأطباء يقولون أن الأمر متروك لله "

شحب وجه عبدالرحمن وقد استحوذت البرودة على جسده فأصبح كالجليد
الهواء اختنق في صدره وعينيه متسعتان يهز رأسه نفياً بذهول وكأنه لا يريد حتى تمرير الخبر لمواضع التركيز في عقله
كيف يفعل ؟
كيف يكون أحدهم معك بالأمس ثم يخبرونك اليوم أنه بين الحياة والموت ؟
بل إنه ليس أحدهم
ليس أحدهم أبداً
إنه شهاب
عمه ..أخيه الكبير ..صديق عمره ومرفأ أمانه
أطرق أرضاً بنفس حالة الذهول التي عليها وصوت ريم تخرج إليهم متسائلة بقلق عما يحدث لكنها قطبت هي الأخرى وهي ترى حالتهم فسألتهم بخوف :-
" ماذا بكم لما أنتم هكذا ماذا حدث ؟"
" شهاب "
همسها عبدالرحمن باختناق ومازالت عينيه متسعتين وكأنه لا يصدق مما جعلها تزعق في خالد قائلة :-

" ماذا حدث يا خالد أخبرني شئ "

هز خالد كتفيه وقد سيطر على نفسه قليلاً قائلاً:-

" شهاب بالعناية المركزة لقد اتصلت علي أمي لتخبرني أنهم معه بالمشفى بالعاصمة هي وأبي وقالت لنلحق بهم "
شحب قلب ريم بتفاجؤ حزين فشبكت أصابعها ببعضهم تضغط عليهم بقوة محاولة استجلاب حكمتها ومهنيتها قامعة أي شعور أخر الأن فرفعت رأسها بقوة قائلة :-
" حسناً يا خالد أنا وعبدالرحمن سنجهز خلال دقائق "
عادت وتغضن جبينها بقلق هامسة :-
" لكن ماذا عن جدي وجدتي ؟
الجدة لو علمت لن تحتمل الخبر كما أننا لا نعلم شئ أيضاً إلى الأن رأيي نخبرهم أننا سنذهب في نزهة أو أي شئ "
ثم تتنهد قائلة بحزم وهي تنقل نظراتها بينهم :-

" تمالكوا أنفسكم أنتم رجال
ماذا عن زوجته وابنته
هيا لا وقت عندنا "

بعد عشرون دقيقة ..
بالحديقة بالأسفل
همس عبدالرحمن لريم وهو يفتح باب السيارة :-
" جدتي تشعر بشئ ولا تصدقنا "

تدخل خالد في الحوار الهامس وهو يجاورهم قائلاً:-

" لقد احتدتؤ عليٰ وطردتني لأول مرة من غرفتها قائلة أنها تشعر بالإختناق "

" الله يستر "
همستها ريم بحزن ولم يكد أي منهم يخطو للسيارة حتى تصلبوا على طرقة عصا الجد على الأرض بقوة وصوته الخشن القوي يأتي متحشرجاً بصوت حازم :-
" لن تتحركوا خطوة واحدة من هنا قبل أن أعلم ماذا حدث لأحد أبنائي "
نظروا لبعضهم بتوتر فكانت ريم المتحدثة بنبرتها الحنونة :-
" كفى الله الشر يا جدي
ماذا سيحدث يعني نحن فقط أردنا قضاء الليلة بالعاصمة ؟"
زفر الجد بقوة وهو يطرق بعصاه مرة أخرى مشيحاً بوجهه قائلاً بغضب :-

" لست صغير لكلامك هذا يا دكتورة قولوا ماذا حدث يا ولد أنت وهو "
دلك عبدالرحمن جبهته بتوتر وهو يدعك كفيه ببعضهم فكانت لريم الأسبقية في الرد مرة أخرى وهي تقول ببعض الذكاء :-
" الدكتور شهاب أصابته حمى بسيطة لا أكثر لا تقلق يا جدي وسنطمئنك عليه لا تقلق "

انخلع قلبه والأرض تهتز من تحته حتى أنه كاد يميل أرضاً فلحقه أحفاده وهم يسندونه بخوف فهمس بضعف ونبرة مغتصة بالبكاء :-
" ابني به شئ أكثر من ذلك صحيح
شهاب ليس بخير قلبي يدلني "

بالداخل ..
تقف كالطفل الصغير بالقرب من ستار الشرفة تراقبهم بهلع وقلبها يخبرها أن ابنها به شئ
إنها حتى خائفة .. خائفة من أن تقترب منهم
خائفة من السؤال
خائفة من أن تسمع ما يسؤها في صغيرها
هي متأكدة أنه شهاب
هي متأكدة أنه صغيرها
قلبها يخبرها وإن لم يفعلوا
هو الذي لم يهاتفها اليوم على غير عادته
لقد كذبت رؤيتها بكسر إصبع كفها الصغير فجراً حتى أنها قامت مستغفرة وهي تشعر بوجع حقيقي في إصبعها مترافقاً مع وجع بقلبها لكنها فضلت ألا تكون متشائمة مفضلة أن تصلي ركعتين داعية له بالحفظ
اختض قلبها هلعاً وهي ترى عودتهم ناحية البيت مرة أخرى
تشعر بقلبها يرفرف بين أضلعها كفأرر مذعور حتى أنها حين طلوا بوجههم عليها رفعت سبابتها تهزه نفياً وهي تمسك بقلبها باكية برجاء :-
" لا تقولوها "
تنشج بضعف وهي تضم قبضتيها لصدرها قائلة :-
" ابني بخير
شهاب بخير ترفقوا بقلبي وطمئنوني أن صغيري بخير "
كتم الحاج عبدالرحمن البرعي دموع حبيسة وهو يتغلب على نفسه مشفقاً عليها وهو يقترب منها قائلاً بصوت حنون وإن كان شجي :-
"وحدي الله يا أم شهاب ابننا بخير إنها فقط بعض الحمى "
أخذت تبكي بخوف حتى انهم اقتربوا منها يطمئنوها ناسيين أنفسهم الأن
فالجدة طيبة رقيقة حنونة ولا تحتمل كما أن شهاب هو صغيرها المفضل
قبلت ريم كفها وهي تحتضنها قائلة بحنو :-
" ألا تثقين بي ؟
إنه بخير حتى أننا سنأخذك معنا فقط ادعي له"


بالأكيد أن الشيطان هو من اختار موضعه بأسفل دركات جهنم متباهياً بالغواية دون ندم
هو فقط يوسوس ...يخطط ...يهدم ... يفسد
يستحوذ على النفوس المريضة مُعيثاً فيها الخراب
كسرطان خبيث يسيطر على الحواس محولاً خيرك لشرك
محولاً يمينك ليسار
وإيمانك لكفر
لكن ماذا عن الوجه الأخر له ؟
ماذا عن من كفر به فتلبسه ؟
ماذا على من جُبل على الفطرة فأُجبر على الغواية
أتراه معذور ؟
أتراه عند موته سيكون أقرب لجناتٍ نعيم فتحلق روحه في روحٍ وريحان ورب راضٍ غير غضبان ؟
أم سيعرقله الغي فيسقط في درك جحيمٍ وغساق ؟
أتُفتح أبواب السماء مهللة بعطور الجنة ؟
أم تغلق في وجهه فترده إلى أسفل سافلين
أم تراه ستعلق روحه بين البين ؟
ثانية ثانية ؟!
الشيطان غير معذور لكنه منظور إلى يوم يبعثون
ماذا عن الوجه الأخر له ؟
ماذا عن دنياه ؟
ربما حتماً ستكون معيشةً ضنكاً
أحياناً يجبرك القدر على أن تُميت قلبك فتغدو كالجسد بلا روح

كألي ينفذ ولا يشعر
القبور لها رهبتها على الكافر قبل المؤمن
على الحي قبل الميت
ماذا عن مستحليها ؟
ماذا عن منتهكي حرمات ساكنيها ؟
يجلس على كرسيه المتحرك باستحواذ يليق بجبروته ثم رفع نظره لأحدهم قائلاً بنبرة مسيطرة :-
" متى ستصل الجثة ؟"
نظر في ساعته وهو يلتفت له من خلف إطار نظارته الشمسية قائلاً باقتضاب :-
" ستصل بعد دقائق تقريباً"
رفع البدوي حاجباً وهو يبتسم ابتسامة صفراء قائلاً باستفزاز :-
"ما بك هكذا تبدو خائفاً ؟
لولا أني أعرف أنك تقضي بعض لياليك بقبر أخيك لقلت أنك خائف فعلا "
ابتسم أكمل بتهكم يبتلع الحنظل بحلقه ثم نطق قائلاً من بين أسنانه بسخرية مقيتة :-
" كيف أخاف وأنا ابنك ؟"
يضع كفيه في جيبي سرواله الباجي الأسود مواصلاً بقسوة:-
" ابنك الذي شرب منك فأصبح خليطاً من عفونتك ونتانة روحه "
لمعت عينا البدوي بالشرار وهو يقول :-
" أصبح لسانك عطن وتحتاج تنظيفه "

لوى أكمل شفتيه متشدقاً بستاره البارد:-
" لا تربي أظافر قطك البري يا سيد بدوي ثم تعود وتلومه حين ينهشك بها "

أطلق البدوي ضحكة ممتعضة ثم قال :-

" لا تنسى أني مازلت قادر على تقليمهم "
زم أكمل شفتيه دون أن يرد وهو ينظر أمامه في البعيد وكأنه أحد أهالي الجثة التي حضر أهلها الأن شارعين في بدأ مراسم الدفن بحركات أليه وكأن من مات لا يخصهم
ولما يستغرب يعني ؟
قدم التعازي باقتضاب ثم ظل واقفاً حتى انتهوا من كل شئ وذهبوا وحينها كانت سيارات رجالهم تحضر
راقبهم أكمل بنفور وهم يقتربون من حارس المقابر أمرين له أن يفتح العين التي لتوهم دفنوا فيها الميت
تحرك جسده بعنف رافض يريد أن ينقض عليهم حتى يمنعهم مما يفعلون
مجرد تخيله أن يكون ميت ويأتي أحدهم ليأخذ جثته مشرحاً لها من أجل تجارة عفنة يجعل الجنون يغلي برأسه وهو يريد أن يركل كل شئ ويتركهم ذاهباً للجحيم
لكن تعود صورة صغيره المحاطة بالأسلاك وهو بين الحياة والموت بالعام الماضي وقرب عمليته الحالية تضربه في مقتل
لولا وجود عَلي في هذه الحياة لما ظل على قيدها ساعة واحدة
لكان تخلص من نفسه بشربة سم أو حتى بذبح سكين
قانط هو في مر حياته.. راجٍ في لذة حلوها لصغيره
زاهد هو في لهو الدنيا ...طامع هو في الخلاص منها
عض باطن شفته وصوت البدوي يأتيه أمراً :-

" عربة الإسعاف ستأخذ الجثة الأن إلى المشفى التي نتعامل معها أنا سأذهب للمؤسسة أما أنت فستكون معهم خطوة خطوة حتى يقومون باللازم وتنتهى العملية نظيفة كما كل مرة "

" لا أظن أن وجودي له معنى هل سأسن لهم السكين أم سأضمد جرح المتوفي "
نطقها بسخرية لاذعة وعينيه كالنار من هول ما يشعر به

" دون سخرية لا طائل منها أفعل ما أمرت به "

رمق أكمل الرجال وهم مشغولون بالتحرك السريع ثم مال على كرسي البدوي مكشراً عن أسنانه بقسوة حادة :-
"أخبرني فقط ما الذي يجعلني لا أقتلك فأتخلص منك وترتاح الدنيا من نفسك العفنة ؟"
لمعت عينا البدوي بقسوة تضاهيه رغم أرتجاف أحد جفنيه تأثراً إلا أنه قارعه بتحدي يثبت فيه مدى صغره وضعفه أمامه :-
" ولما لا تفعلها ها أنا أمامك وأظن أنك الوحيد الذي معه مفتاح غرفتي فبإمكانك التسلل ليلاً وقتل أبيك الذي لم يتخلى عنك حين فعلت من حملتك برحمها وأكثر "
خط من الألم ارتسم في عيني أكمل مترافقاً مع مرارة تنكأ في قلبه كالمشارط لكنه تغاضى عن كل هذا وهو يقول بنبرة باترة :-
" أنا لن أذهب لمكان وهذا أخر ما عندي "

" كان بيننا إتفاق وفعلت لك ما تريد مقابل أن تقدم الطاعة لي
الطاعة التي من المفترض أن تفعلها دون مقابل "

صرخها البدوي همساً وهو يسب عجزه في لحظه نادرة تنتابه
استقام أكمل واقفاً وهو يضع كفيه في جيبي سرواله قائلاً بحنكة :-
" لنتفاوض من جديد
سأكون في ظهرك قانونياً .. قانونياً وفقط
أغطي عليك في كل ما تريد
أسهل لك أي أوراق تنفعك بعملك السفلي لكني لن أشارك به فعلياً "
ابتسم البدوي داخليا بظفر وهو يرى مراده يتحقق
هو بالأساس لا يريد مشاركته الفعلية
لن يلوث اسم ابنه في شئ كهذا
هو حتى لا يفعلها بنفسه فقط يرسم ويخطط واقرانه يفعلون
لكنه كان يجب أن يضعه في ضغط كهذا
كان يجب أن يرهبه بالتواري قبل العلن
أكمل يجب أن يظل تحت طوعه في الطريق الذي رسمه له
هو من ساعده أن يكون رجل قانون محنك
هو من درّس له كل الحيل التي اكتسبها من مهنته السابقة حتى أصبح رجل القضايا الصعبة الأول في هذا العمر الصغير
أكمل هو طريقه لكل ما يريد
كبار المناصب بالدولة يتهافتون عليه بالاسم ليخلصهم وذويهم من قضايهم القذرة
وربما مقابل أكمل يكون مادي بحت
لكن مقابله هو حين يتوسط لهم عند ابنه فهو تسهيل أعماله السفليه بلا شائبة حتى يكون اسمه على الدوام ناصع كالبياض
لكن أكمل يجب ألا يعرف ذلك وخاصةً بوجود تلك المحامية الغبية حتى يستطيع الخلاص منها
ابنه يجب أن يقع تحت كل ضغطٍ وخوف حتى يكن الرجل الذي يريد
حتى يكون جاهزاً لاحتلال العرش من بعده
والاحتلال لا يكون بالسطو
الاحتلال يكون بالتخطيط حتى يكون استحواذك كاملاً
بالتمهيد الممنهج حتى تكون ضرباتك قاتلة
هو لا يريد أكمل في اعماله الأن هو يجهزه فيما بعد

" لا أظن أني سأنتظر شرودك مع ذاتك كثيراً"

نطقها أكمل بنبرة وقحة مما جعل البدوي يقول :-
"أنت الأن تخلف اتفاقنا وتتفاوض من جديد فما يضمن لي أنك لن تخلفه فيما بعد "

مط أكمل شفتيه قائلاً:-
"لأنه عملي بالأساس فلن تفرق معي أنا ألعب بثغرات القانون لا أكثر "
ابتسم البدوي مستهزئاً لكن أكمل لم يدعه أن يتحدث وهو يعطيه ظهره قائلاً بنبرة لا تراجع فيها :-

" هذا ما عندي أنا لن أواصل طريق كهذا
ولا أدري ما الذي ستستفيده أنت لكني لن أتعب نفسي بالتفكير "
فتح باب سيارته ثم واصل قبل أن يصعد :-
" أنا بشقتي سأنتظر اتصالك "
===============

هو يكره الدلال
يبغضه ولا يطيقه وأكثر ما يثير غضبه أنها لا تتعمده
بل حتى لا تدركه
دلالها فطري وكأنه جزءاً منها
رقتها وهشاشتها تثير أعصابه وحميته على حدً سواء
قانون القمص الذي تتبعه دون قصد لا يستسيغه ولا يحبه
تنأى عنه منذ أن زعق بها على الشاطئ ألا تسأل عن ما لا يخصها حين سألته عن سبب طلاقه
لقد عنفها بجلافه وصب غضبه على والدته عند عودتهم أنها تخبرها شئ كهذا
من يومها وهي لا تظهر أمام وجهه وحين يأتي بغتةً تسارع بالهرب وكأنها رأت عفريتاً
صف سيارته أمام المنزل ثم نزل منها صافقاً سيارته بعنف متجهاً للمنزل
خلع طاقيته الرسميه وهو يمد يده ليرن الجرس في عادة اعتادها منذ أن دخلت بيتهم لكن ضحكة عفريت العُلبة المسمى ابن خالته استوقفته
لم يرى ضابط متفرغ كرشاد ابن خالته أبداً
والمصيبة أنه متزوج
أخرج مفاتيحه وهو يفتح باب الشقة مباشرةً طالما أن رشاد بالداخل فامتعض وهو يرى جلسة ثلاثتهم سوياً وبالطبع التجهم والقمص يحضر بحضور الشرير عمر
"عمووووور والله اشتقت لك يا ابن خالتي "
قالها رشاد بسماجته المعتادة فمط شفتيه بتقرف وهو يقول من بين أسنانه :-
" وأنا لم أفعل "
ثم يتخطاه مقبلاً رأس والدته في فعل معتاد لكن عينيه خانتاه لتلك التي تريد الهرب ووجود رشاد يمنعها
فإما أن تمر من مكان رشاد وإما ان تمر من مكانه مما جعله يجلس في المقعد الذي ورائه بسماجة تشبه الجالس جواره وهو يقول :-

"أليس لك بيت أم أنك ستظل تنيرنا بطلتك البهية "

" النور نورك يا عمور "
قالها رشاد مُلعباً حاجبيه وهو يضع كفه على صدره بعلامة تقدير ثم شبك كفيه قائلاً ببؤس مصطنع :-

" أتعايرني لأني أتناول غدائي عندكم كل ثلاثاء هذا لأن سِهام تكون عند والدها تقضي ليلتها هناك "

" كيف تقول ذلك يا ابني أنت كعُمر وهذا بيتك "

قالتها أم عمر بطيبتها مما جعله يحرك حاجبيه لعمر بطفولية ويقول :-
" لا حرمني الله منكِ يا خالتي "
زم عمر شفتيه متجهماً لكن زاد استيائه وهو يسمع رشاد يتحدث مع سنابل بنبرة مهتمة حنونة :-

" وأنتِ يا سنابل ماذا طبختي اليوم ؟
خالتي تقول أنكِ طلبتِ منها أن تساعديها "

فتح هاتفه يقلب فيه بلا هدف لكن أذنيه مسلطتان على نبرة زقزقة العصافير الخجولة التي ترد على ابن خالته :-
" لقد صنعت الأرز لا أكثر "
" والله لا أحب على قلبي أكثر من الأرز " قالها رشاد بتشجيع ثم يواصل بمسكنة فلتت إثرها ضحكتها التي أثارت عفاريته
"لكن من حظي الجميل أن سِهام ماهرة في كل شئ إلا الأرز تأخذ الأوسكار في الفشل به
لما لا تعلميها يا عصفورة "

ضمتها أم عمر إليها بحنان وهي تقول بعاطفة أمومية تقلق رشاد :-
" ابنتي لا أمهر منها أبداً"
"لما لا تضعون الطعام فأنا أموت جوعاً بدلاً من الثرثرة الفارغة "
نبرته العالية جعلت الرؤوس تلتف حوله لكنه لم يتنازل فقط ظل على تجهمه وهو ينظر في هاتفه قائلاً بجلافة :-
" أرى أن نتناول الغداء أفضل "
رفعت أم عُمر حاجبها لاوية شفتيها من التيس الذي أنجبته ثم قالت بسخرية :-
" العفو منك يا سيد عمر فالخادمة التي جلبها المرحوم أباك تأخرت عليك اليوم في وضع الطعام "
تبرم عمر قائلاً بنبرة متراجعة :-
" أمي أنا لم أقصد "
نهضت أم عمر وهي تأخذ سنابل في كفها بعد أن تنحى لهم رشاد بكرسيه ثم قالت بنفس السخرية :-
" لا لتكن تقصد يا حبيب أمك "
" يا سنبلة لا أوصيكِ بصحن الأرز خاصتي أريده من يديكِ"
قالها رشاد بطريقته المرحة وهو ينظر في إثرهم فأجفل متأوهاً على طاقية عمر التي ألقاها في وجهه بعنف مما جعله ينظر له قائلاً بضيق :-
" يا بغيض لما فعلت ذلك ؟"
رمقه عمر بامتعاض وهو يتحرك من مكانه جهة غرفته قائلا ببرود :-
" أرحب بك "
بعد ربع ساعة على طاولة الغداء
كان يجلس يقلب في صحن الأرز خاصته دون أن يتناول منه شئ وكأنه متردد حتى سمع صوت رشاد يتأوه بتلذذ مبالغ وهو يقول :-
" الله الله الله عليكِ يا ست سنابل وعلى نفسك بالأرز والله تتفوقين على خالتي "
التهم معلقه أخرى وهو يعيد تأوهاته المتلذذة بسماجة مما جعل عمر يريد أن يحشر المعلقة في فمه حتى يغص بها في حلقه دون سبب يُفهم
الفضول أثاره فملئ معلقته وهو يتناولها فأثار غيظه أكثر حلاوة الأرز مما جعله يضع الملعقة بصوت مسموع ناهضاً وهو يقول :-
" لقد شبعت "
رفعت أمه حاجبيها وهي تقول :-
" أنت لم تتناول من صحنك شئ "
" لم أحبه " قالها بفظاظة وهو يتركهم ويذهب مما جعل أمه تمتعض هامسة بينها وبين نفسها :-
" ثور ابن ثور رحمه الله وغفر له "

بعد مرور ساعتين

"أين ستذهبان ؟"
سألهم عمر بخشونة وهو يراهم مرتديان ملابسهم فقالت أمه وهي تتأوه بظهرها حين انحنت لترتدي حذائها :-
" سأذهب لتتمشى سنابل قليلاً "
تقدم عمر منها وهو يضع كفيه في جيب سرواله القصير قائلاً :-
"ألم تشتكي بظهرك طوال اليوم كيف ستخرجين "

رمقته بنظرة جانبية غاضبة ثم همست دون أن تسمع تلك النائية جانباً :-
" تحلى بالذوق ولا تقول هذا أمامها إن لم يكن منك خير فاصمت "
تبرم بضيق من تعنيفها ثم تنهد من تعبها الملحوظ وهو يضغط فكيه قائلاً :-
" حسناً سأخرج معها أنا اليوم لا تقلقي "
كادت أن تعترض فقال بنبرة متعقلة :-
"أمي لا تجادلي أنتِ متعبة
أنا سأفعل "
ثم رفع صوته الخشن قائلاً بنبره شابها شئ من الترفق :-
" انتظريني يا سنابل سأبدل ملابسي وأنزل معك "

بعد مرور ساعة كانوا قد وصلوا للشاطئ جالسين على الرمال كما تحب أن تفعل دون أن تلتفت إليه أو تحدثه مما جعله يحك شعره قائلاً في محاولة لفتح حديث لا يعلم سببها :-
" لما لا تتحدثين ؟"
هزت كتفيها وهي تضم ركبتيها إلى صدرها بأحد ذراعيها وكفها الأخر يلعب بالرمال ثم قالت بنبرتها الناعمة :-
" لا شئ
لا أريد أن أزعجك "
حرك الرمال أمامه بكفيه ثم قال ببعض من التردد لا يشبهه :-
" هل أنتِ حزينة من ما حدث المرة الماضية ؟"

استمر في تحريك الرمال ثم واصل بغباء ساخر:-
" حسناً ربما يجب أن تعتادي على جلافة أخيكِ الجديد "
"أخي " همستها بتلهف شجي فظن أنها تشتاق لأخيها لكنها فاجئته وهي تقول بنبرة حزينة تمس شغاف القلب:-
" هل تعدني أنك ستكون أخي الذي أريد دوماً"

ابتسم عمر وقد انتشت نفسه بعض الشئ قائلاً ببساطة واعدة :-
" نعم ثقي في ذلك "
أومأت برأسها شاردة في البعيد
هكذا هي حالتها منذ أخر زيارة للطبيب تارة تشرد في ملكوتها وتارة تثرثر حتى تصيبك بالصداع لكن الطبيب طمأنهم أن هذا مؤشر جيد
بالتأكيد تفكر فيه كما تفعل دوماً
إذا كان زرع نفسه بداخلها هكذا ؟
لما لم يحافظ عليها ؟
لا يعلم لما أفكاره أثارت ضيقه فرفع صوته عالياً وهو يقول ما فاجئه من نفسه :-
" هل مازلتِ تريدين أن تعرفي سبب طلاقي ؟"
التفتت له برأسها قائلة :-
"إذا كنت تريد أن تتحدث فأنا أحب أن أسمع لأني لا أريد الكلام الأن "
"كانو اثنين وليس واحدة " قالها بسخرية وهو يربط ذراعيه حول ركبته المثنية مما جعلها تقطب قائلة بحيرة :-
" ماذا ؟ لا أفهم !"
ضحك عمر قائلاً :-
" لقد طلقت مرتين وليس مرة واحدة "
فغرها لفمها وهي تتطلع إليه بذهول جعله ينفجر ضاحكاً لكن سرعان ما توقفت ضحكاته وهو يرى ارتسام الحزن على ملامحها وهي تطرق أرضاً قائلة بنبرة شجية:-
" خذلت اثنان وليس واحدة ؟
لما فعلت ذلك
ألا تفكر كيف هي حالتهم الأن
ماذا فعل بهم أهاليهم بعد أن طلقتهم"

أغمض عمر عينيه وهو يسب سراً يتفهم
إنها تربط كل شئ ببيئتها وتظن أن كل الناس مثل أهلها
بل حتى تربطه هو بصورة الأخر
حك ذقنه متجهماً من الفكرة الأخيرة وهو يقول بضيق :-
" ليس الجميع مثله يا سنابل كما أنكِ لم تسمعي شئ بعد "
مطت شفتيها دون اقتناع فشرع في قص حكايته مبتسماً بعض الشئ لذكرى رنا :-
" الأولى كانت رقيقة ذات خلق ..زوجة مثالية لكل من يراها لكني للأسف لم أراها أبعد من فتاة عادية حين أجبرني أبي عليها
تمت خطبتنا وتلاها عقد قراننا حتى زفافنا كان اقترب ثم مات أبي "
التفتت إليه سنابل بانتباه وقد أثار فضولها فسألت :-
" ولما لم يتم زواجكم ؟"
صمت عمر ثواانٍ ثم قال :-
" خفت أن أظلمها وقلبي ليس معها فانفصلت عنها "
هزت رأسها دون رد فواصل قائلاً:-
" الثانية أنا من اخترتها
كانت فتاة جاذبة لكل من يراها بقوة شخصيتها وشموخها
لكني كنت أخاف عليها من جموحها الغير محمودة عواقبه فطلبت الطلاق أيضاً قبل الزفاف "

" تطلقت لأنك تخاف عليها ؟" قالتها بعدم رضا فابتسم قائلاً :-
" ربما ...لكن ما تأكدت منه فيما بعد أنها لم تكن لتصلح لي "
" ولما ؟"
أخذ يحرك الرمال أمامه بعض الشئ ثم نطق بغموض :_
"ربما لأنها لم تلائم معاييري الشخصية رغم حبي لها لكن بالنهاية الحب لم يكن سيصمد طويلاً أمام ندية شخصياتنا "
" هل كنت تحبها ؟"
قالتها بنبرة مشفقة رقيقة جلبت ابتسامة لشفتيه فقال :-
" ها أنتِ قلتيها
كنت ولم أعد "
عاد الصمت يلفهم مرة أخرى وكل منهم شارداً في أفكاره حتى لفت انتباهه شرودها عند نقطة ما وعينيها تلمعان لمعة طفولية كبارقة أمل وسط غيومها
نظر حيث كانت فوجد عربة ذرة مشوي جوارها بطاطا محلاة فابتسم مفكراً
كم هي طفلة وبريئة ...!
نهض من مكانه فالتفتت له بدهشة ابتسم لها وهو يشير لها بكفه كي تنهض فنهضت ورائه
سألته وهي تتحرك جواره :-
"لما نمشي من هنا البيت من الطريق الأخر "

ابتسم واضعاً كفيه في جيبي سرواله ثم قال ببساطة ناظراً لها بحنان ظهر بحدقتيه رغماً عنه :-
" اشتهيت الذرة والبطاطا فقلت لما لا نشتري "

===============
أحياناً يكون بجعبتك شحنة من البكاء لا تحتملها مدينة من القلوب !
دخلت من باب المشفى متسائلة عن رقم الغرفة التي أخبرها بها عرضاً وهو يخبرها أن اليوم هو عملية عَلي
صوته كان مهتز... متكسر... منهزم
كله كان منهار وإن كانت لم تسمع منه سوى نبرات
اللعنة هذا الوغد يفسد كل صورها عنه حين تجتمع صورته بالصغير
إنه كالجبروت بعمله ... كقطعة من الجليد أحياناً معها هذا وإن تغافلت عن عاطفته المتوقدة
لكنه الصورة المثلى للضعف في كل ما يخص عَلي
لكنها لم تأتِ من أجله
نعم
هي لم تفعل هي أتت من أجل عَلي الذي خطف قلبها من أول مرة رأته بها
وصلت إلى باب الغرفة التي أخبرها عنها لكنها لم تكد تخطو إلى الداخل حتى تسمرت مكانها بذهول مما ترى
جالساً على الفراش متهدل الأكتاف وكأنه كبر سنوات بذقنه النابتة وجانب وجهه الكئيب
يحمل عَلي الذي يبدو عليه التعب بين أحضانه متمسكاً به بقوة وكأنه سيهرب منه
عينا الصغير المتعبتين متعلقتان بعيني أبيه المترجيتين وكأنهم مرفأ أمانه
بعض من الأطباء والممرضين واقفين بالغرفة وللعجب تشعر أن نظراتهم مزيج من الإجلال والشفقة
حتى أنها سمعت بعض من الهمس الجانبي بين ممرضتين
" مسكين كل مرة يأتِ بابنه للمشفى يكون على هذه الحالة "
" هذا وأنتِ لم تشاهدين العملية السابقة لقد كاد أن يهدم المشفى على روؤس الأطباء
لقد كان بحالة انهيار تامة "
" أين والدته ؟"
" لا أعلم أظنها متوفية وربما مطلقان "
لكنه كان أبعد من كل هذا لقد كان بعالم وحده
عالم يضمه هو وصغيره الذي بين ذراعيه
عالم غُزِل من حرير الطهارة نُسج من خيط الرحمة
صوت الطبيب يأتيه مستعجلاً برحمه فيدفن وجهه بحضن علي برفض
من مِن المفترض أن يُطمئن الأخر
عليه أن يطمئن صغيره ...يربت عليه ... يهمس له بكلماتٍ جميلة
لكنه لا يستطيع
هو يحتاج أن يطمئن عليه منه
أن يشم عبق رائحته الطاهرة بأكبر قدر ممكن علها تكون مُسكناً له حتى يخرج سالماً معافى
روحه تضطرب داخل صدره بهلع مميت
هو لا يريدهم أن يأخذونه منه
هو لن يتحمل عملية أخرى وانتظار ساعات أخرى كالمرة الماضية
إنه يحتضر من الأن فكيف لو أخذوه منه ؟
الاختناق يتزايد بصدره فيدفن وجهه بنعومة علي أكثر يعب من رائحته بنهم مرعوب
صدره يتمزق وضلوعه مطحونة ضلعاً ضلعاً

" سيد أكمل لا يجب أن نتأخر أكثر من ذلك
الطبيب الأجنبي لن ينتظر أكثر "

مسحت غدي الدمعة التي فرت من عينيها دون أن تشعر بعد أن سمعت كلمة الطبيب وهي تشمخ برأسها داخلة له فحالته هذه لن تفيد الصغير إلا تعباً

اقتربت واقفة جواره قائلة بنبرتها التي تأسر قلبه :-

" أكمل يكفي يجب أن يأخذوا عَلي الأن "
رفع وجهه إليها فهالها إحمرار عروق عينيه كالدماء وهو يبعد كفها بقسوة غير مقصودة
العاطفة أمامها لم تكن أبداً عاطفة أب لابنه لقد كانت عاطفة أم لصغيرها
أم مكلومة تريد أن يقتلعون قلبها ولا يمسون شَعرة من وليدها
طاقم التمريض اقترب بإشارة من الطبيب كي يأخذون الطفل منه بعنوة حذرة لكن صرخته القاسية أوقفتهم وتسببت في اهتزاز جسد الصغير المتعب فزعاً :-
"إياكم أن تقتربوا ...لن تأخذوه "

ناظرتهم غدي بقلق ثم عادت تنظر إليه وهي تقول بتعقل :-
"أكمل لما جئت به من البداية طالما أنك ترفض تركه ؟
إذا لما أتيت به أنت هكذا تضره يا أكمل لا تنفعه "

نظر في وجه عَلي المتعب هامساً بتحشرج :-
" هل أنت خائف يا ولد ؟"
لكن عَلي لم يكن معه لقد كان بملكوته الطيب لكنه ابتسم
بسمة صغيرة متعبة بالكاد تُرى لكنها كانت كالبلسم الشافي لقلب أكمل
حتى أنهم تشجعوا وهم يقتربوا حاملين له يحاولون نزع كفي أكمل عنه اللذان وكأنهما ملتصقان به
لكن ما لوى القلوب الواقفة كلها جالباً الدمع لأعينهم هو حركة عَلي البسيطة وهو يميل على خد أكمل طابعاً بلل شفتيه عليها وكأنه يقبله ثم يرفع كفه الصغير مملساً على خده الأخر بحنان
ارتعش ...
ارتعش من رأسه لأخمص قدميه وتحشرج صدره ببكاء الخوف ففلتت إحدى دموعه خاتمة أثر اللحظة
كاد أن يتحرك من مكانه ورائهم بجنون لكنها وقفت أمامه بعزم ماسحة دموعها وهي تقول بقوة حازمة :-
" أكمل تعقل أنت هكذا تضر ابنك "

"أنتِ لا تفهمين ..لا تفهمين إنه عَلي إنه عَلي "
صرخها بقهر وعجز جلب شفقة لا تستسغيها له لكنها مجبورة لقلب الأب فيه
تنهدت مستجلبة هدوئها وهي تقول بنبرة حنونة :-
" سيكون بخير لا تقلق ألم يعدك الطبيب "

جلست جواره وهي تحاول تهدأته بكلماتٍ بسيطة لكنه لا يستطيع أن يسيطر على اختناقه حتى أنه فتح أزرار بلوزته
مجرد تخيله أن ألة جراحية ستعبث في قلب ابنه يجعل الوجع يغتال أضلعه
ضلعاً ضلعاً
همس بضعف لم يكن بوعيه أنه يظهره :-

" لا أستطيع الصبر
أنتِ لا تفهمين كم تعبث الأفكار السوداوية ناهشة بروحي الأن "
انتفض واقفاً وهو يخرج من الغرفة ركضاً بجنون فتبعته بقلق ظانه أنه سيرتكب كارثة لكنها بعد دقائق من الركض جواره وجدته أمام باب غرفة العمليات يبدو كالتائه وكأنه يحاول أن يصل للداخل وحين علم أنه لن يستطيع وربما ذرة عقل بداخله أخبرته أن ما سيفعله سيضر بابنه وجدته يسند ظهره على الحائط بانهزام ثم انزلق تدريجياً حتى جلس أرضاً متأوهاً بصرخة رجولية شقت قلبها وألمته حتى أنها وجدت قدميها يتحركان حتى وصلت له جالسة جواره
وكأن أخرى غيرها هي من تتصرف لكن لا وقت للتفكير الأن فقد تصلبت تماماً من رأسه التي وضعها على رأسها متحدثاً بنبرة مثقلة بالوجع
نبرة شحيحة وكأنها تخرج من أعمق نقطة بداخله :-

" ربما تقولين الأن أن عَلي هو نقطة ضعفي لكن أبداً
عَلي هو مركز قوتي التي تعطيني أحقية الحياة "

ما به ؟
لما يتكلم هكذا ؟
لم نبرته أبعد ما تكون عن أكمل الوغد
لما يألمها قلبها هكذا ؟
بالتأكيد من أجل ابنه وليس من أجله
نعم
هو لا يستحق
" يوم ولادته أتاني كفرصة جديدة للحياة لولاه لم أكن سأترك نفسي على قيد الحياة حتى هذه اللحظة "

ورغبة خبيثة لا تعلم من أين أتتها لكنها كبحت السؤال عنها وهي تتركه يواصل كلامه

" أين أم علي ومن هي ؟"
" لقد أنقذه الأطباء بصعوبة وقتها صرخت حتى كدت أهدم المشفى فوق رؤوسهم أني أريد الطفل أكثر من أي شئ "
" الوغد هل تخلى عن امرأته من أجل طفل لم يكن رأه بعد؟
هل ماتت ؟"
"أخرجوه ووضعوه بين ذراعي قبل حتى أن يحمموه
كان كقطعة لحم صغيرة حمراء تتأوه وتناغي ببكاء خطف قلبي "
يحرك كفيه شارحاً:-
" مازلت أشعر بملمس نعومته على كفاي , رائحته التي تشبه الجنة مازالت عالقه بأنفي حتى أني كثيراً ما أدفن أنفي بعنقه أتشممه لأطمئن نفسي "

صمت طويلاً حتى أنها ظنت أنه لن يتحدث لكن فاجئها بنبرة من الحزن المصفى :-
" حين كان يحرك شفتيه الصغيرتين على كفي باكياً شعرت نفسي كالأبله وأنا لا أفهم ما يريد فقط لا أريد أن استمع لنبرة بكاؤه لا أتحمله "

"حتى حين تركته مرغماً كي أتمم إجراءات الدفن عدت له ركضاً كالمهووس وأنا اخطفه لحضني وكأن ملمسه الطري كالجنة سيضمد جروح روحي "

" دفن ؟ بالتأكيد والدته ؟
لما يتحدث عن دفنها وكأنها إحدى ماعز القطيع ؟"

أسكتت أفكارها وهي تسمع صوت تنهيدته المتوجعة لكنها لم تلحظ الدمعة المتسللة من عينه اليسرى وهو يواصل بنبرة متحشرجه مشوبة بالحنين :-

"من يومها وأنا وهو لا نفترق
قضيت ليالي كثيرة لا أنام في محاولة لفهمه فأنا لم أكن لأفهم حالته حتى أخبرني طبيبه
وكأن المعلومة كانت صك لكي أحبه أكثر
لكي أتعلق به أكثر
تواصلت مع كل الأطباء التي من الممكن أن يحتاجها
انضممت لكل المراكز التي من الممكن تفيده "

غص صدره بالبكاء فصمت كثيراً.. كثيراً وهو يرفع أنامله لحنجرته يحركها حتى استطاع الحديث مرة أخرى وواصل :-
" تعلمت معه كل شئ بل تعلمت منه كل شئ
بدأت معه من تغيير الحفاض حتى مساعدته في الدخول للحمام وحده "
يضحك بوجع مؤلم ويواصل :-
" لطالما لعبت معه كثيراً
كنت أعود من الخارج لا أريد أن أفتح عيناي وفور أن يضمني له بشوق أشعر وكأني أريد السهر ليالي وليالي "
عض جانب خده بلوعه وهو يقول :-
" كنت كالمجنون حين علمت بمرضه وأنهم عادةً ما يخلقون بمشاكل بالقلب
وقتها مِت بدل المرة ألف وهو يقوم بعمليته الأولى "

اعتدل من على كتفها وهو يطرق برأسه قائلاً بحرقة من وجع أبوي :-
" وفور أن تعافى شعرت وكأني لمست السماء "

دمعة أخرى تغافله فيمسحها بعنف شاكراً إطراقه الذي لا يجعلها ترى
عَلي الوحيد القادر على نزول دموعه من أجله
" يبتلع ريقه ويقول بنبرة باهتة بها سخرية من نفسه :-
"ومن يومها وأنا كل ليلة أكشف جسده وهو نائم أتلمس علامة الجرح البسيطة وكأني أتأكد انه خرج لي أنه مازال حي "
خبط بقبضتيه على الأرض بعنف حتى أنها انتفضت على صوته القاسي :-
" وللمرة الثانية يأخذونه مني للمرة الثانية
أشعر أن تلك المشارط الطبية تنغرس بقلبه الأن تنغرس بقلبي قبلاً
ليتني اتبرع له بقلبي لفعلتها دون تردد لكن ليبقى بخير
ليته ينفع "
هل جربت قبلاً شعور الذهول من هول الصدمه ؟
ذاك الشعور الذي يجعلك تشعر وكأن الأرض تميد بك فلم تعد تشعر بأي أرض تستقر قدمك
هل شعرت فجأة وكأن عالمك يتبدل ليصبح أخر ؟
أن تظن أنك تعرف شخصاً كظهر يدك فتكتشف أنك لم تكن تعرفه أبداً
لكن ربما ذهولها هذا الأن لم يكن شئ وهي ترفع عينيها في الممرضة المقتربة منهم بأوراق ما تقدمها له قائلة بعملية:-
" سيد أكمل يجب أن تمضي على هذه الأوراق "
والصدمة المرعبة كانت في ما وقعت عليه عينيها في الأوراق في يده
"عَلي أصف البدوي "


أرواحنا متصلة بخيط إلهي اسمه الرحم !

" ستعودين لي يا فيروزتي صحيح ؟"
تهمسها داليدا باستجداءٍ باكِ وهي تشبك كفها بكف الطفلة الصغير عينيها معلقتان بأختها المسجية على الفراش الجرار حيث سيأخذونها لغرفة العمليات
تنشج فيروز بخوف طفولي قائلة :-
"أنا خائفة يا داليدا
خائفة أشعر أني سأذهب لبابا وماما "
تغمض عينيها بهلع وكأنها تتخيل المجهول ثم تهمس من بين دموعها :-
" هل الموت مرعب يا داليدا ؟
هل سأكون مستيقظة في تلك المقابر وحدي أم أبي وأمي سيؤنسوني "
شهقت داليدا بجزع وهي تنفجر باكية بانهيار مما جعل الطبيب يشير للمرضين قائلاً:-
" يكفي هذا خذوها "
افترق كفيهما من بعضهم البعض ببطء وكأنهم ينزعون روحين من بعضهم البعض ...
استدارت بجزع تبكي بهستيرية فكان حضنه الملجأ وهو يضمها له بقوة محاولاً السيطرة عليها

" لا أريدها أن تقوم بالعملية فلتعش مريضة أفضل من أن تموت "
تنتفض من حضنه بهلع وهي تحاول الركض حيث أخذوها ف أمسك بها رأفت بإحكام محاولاً السيطرة عليها لكنه تفاجئ بها تنفض ذراعه بقوة صارخة بشراسة :-
" ابتعد عني ابتعد عني لن أدعهم يأخذونها
إنها ابنتي وليست أختي "
تجمع بعض الأطباء والممرضين فأمر أحد الأطباء قائلاً :-
" احقونها بمهدئ فحالتها صعبة "

حاولت الإفلات منهم كالمجنونة وهي تتلوى تنشج بعنف صارخة وهي تنزلق وكأنها تهم بتقبيل أرجلهم هاذية :-

" اتركوها لي أتوسل إليكم أتركوها لي
لم يعد متبقي لي غيرهم
بما سأخبر جدي حين أعود دونها
وإبراهيم ماذا سأقول له لقد قطعت له وعداً أنها لن تذهب كأبويها "
تلطم على خديها وهي تقول :-
" ماذا سأقول له
لم أحافظ على الأمانة
خذوني مكانها
أنا لا أستحق العيش
لا أستحق الحياة
لكنها بريئة لم تدرك من عفن الحياة شئ بعد
اتركوو..."
كان المهدئ قد بدأ يسري في جسدها مما جعلها تتراخى واقعة أرضاً فسارعوا بنقلها لأحد الغرف وهي مازالت على هذيانها :-
"
فيروز
لا تقلق يا إبراهيم
سامحيني يا أمي سامحيني لأني خونت أمانتك "

أعزى رأفت جملتها الأخيرة أنها تقصد فيروز مما جعله يجلس على مقعد مجاور لفراشها وهو يتناول كفها يقبله ناظراً إلى وجهها الشاحب بإشفاق

هذه الفتاة عانت كثيراً في حياتها وكأن قدرها خُتم بصك المعاناة
تحمل مسؤلية أكبر من عمرها مراراً
وفاة والديها وراء بعضهم ومن ثم حملها لمسؤلية نفسها وإخوتها ورجل مسن ومريض
مسؤلية تكون حِمل على الرجل
فكيف برقيقة مثلها ؟
لقد علم عنها الفترة الماضية ما جعله يحبها أكثر وأكثر
لقد خلقت لتكون أم بالفطرة
تستيقظ كل ساعتين تقريباً لتوقظ جدها حتى تقوم بإدخاله إلى الحمام
تعامله كما تعامل أخيها الصغير حتى أنه اندهش منذ عدة أيام حين بكى الرجل بحضنها وهو يشكو لها من ألام ساقيه فيجدها تنزل على ركبيتها لتقوم بتدليكهم له
إبراهيم الصغير الذي يغار عليها منه فينام جوارها كل ليلة
مما كان يساعده على التريث والتحكم في نفسه حتى يفي بوعده في أن يتركها حتى تقوم أختها بالسلامة
اهتمامها بوجباتهم رغم أنها تنسى نفسها ولا تأكل إلا حين تُطعمهم
حتى هو أصبح ينال حصته من الاهتمام بالوجبات
لأول مرة يشعر معنى دفئ البيت وحلاوة طعامه معها
يدعوا الله فقط أن يلطف بأختها وإلا ستنهار تماماً

قطب وهو سمع صوت هذيانها الضعيف من بين نومها مما جعله يقترب قليلاً بأذنه من فمها ظاناً أنها ربما تريد شئ :-
" لا أسامحك ...لا أسامحك ولن أفعل "
تنزل دموعها على وجنتيها رغم نومها التام ثم تواصل بهمس متقطع :-
" ولا أسامح نفسي ولن أسامحها "
مط رأفت شفتيه وهو يجلس على مقعده بلا اهتمام فربما تقصد أحد والديها وربما هو مجرد هذيان !

بعد مرور ساعتين ....

"أقسم بالله أنها حية "
نطقتها داليدا برجاء وهي تبكي ضاحكة للطبيب الذي من عمر رأفت تقريباً و أتى ليطمئنها بخروج فيروز من غرفة العمليات وأن الأمور إلى الأن مطمئنة لكن ستبقى بالمشفى حتى يطمئنوا من قبول جسد أختها للكلية الجديدة
أومأ الطبيب بسماحة مبتسماً وهو يقول بحسن نية :-
" اهدأي يا أنسة داليدا لقد كاد بابا أن يفقد أعصابه بسببك "
انحسرت ابتسامة رأفت وتجهمت ملامحه لكنها كانت أبعد ما تكون عنه وعن أفكاره بل هي حتى لم تركز في فهم ما يقوله الطبيب
ما يعنيها الأن هو أن فيروزتها الصغيرة بخير
نزلت من الفراش بحركة مرتعشة وهي تقترب من الطبيب قائلة بلهفة :-
" هل ممكن أن أراها ؟
أريد أن أطمپن عليها "
هز الطبيب رأسه نفياً وهو يقو ل:-
" بإمكانك رؤيتها من وراء الستار وهذا استثناء لكِ لكن لا أحد يدخل لغرفة الرعاية المركزة وخاصةً أنها تحت الملاحظة "
تشنجت ملامحها بحزن وهي تستجديه بالقول :-
" أرجوك يا دكتور أتوسل إليك خمس دقائق فقط
خمس دقائق "
تنهد الطبيب قائلاً:-
" أنا أسف لا مجال للعواطف في صحة المرضى لكن من أجل حالتك التي أحزنت قلوبنا ربما بالصباح اسمح لكِ بدقائق لكن الأن لا "
بالصباح...

"خمس دقائق فقط يا ابنتي .. إياكِ والبكاء فقط رأفةً بكِ سمحت بدخولك "
قالها الطبيب لداليدا بعد أن تم تجهيزها لتدخل لأختها في غرفة الرعاية فازدردت ريقها بصعوبة وهي تومئ برأسها دون حديث
لو تحدثت ستبكي ولو بكت لن يدخلوها
سمت بالله وهي تدخل للغرفة الطبية الموحشة بصوت الأجهزة الطبية الباردة بوجود المكيف
اقتربت برهبة دامعة العينين من فراش أختها الصغيرة وهي تبصر جسدها الصغير مسجى على الفراش بلا حول ولا قوة
الأسلاك تحيط بها من كل ناحية
وجهها شاحب كالأموات ولولا الخط المتعرج بالشاشة الجانبية لصرخت رعباً
وصلت حتى الفراش جاثية على ركبتيها أمام أختها تتأملها بتلهف عطش حتى أنها رفعت كفها في محاولة للتمليس على وجنتها لكنها أعادته جوارها مرة أخرى خشيةً عليها
" كيف حالك يا صغيرتي ؟"
همستها بتحشرج مبتسمة ثم واصلت :-
" أعلم أنكِ لا تسمعيني الأن لكن ربما تشعرين بي
أنا داليدا لن أقول أمك فأنا لا أستحق هذا اللقب
لكني سأقول أختك التي تفديكِ بروحها "
دمعتان متدرجتان على وجنتيها يشاركنها الرثاء وهي تردف :-
"أنا أسفة يا فيروز
أسفة لكِ ولهم
أشعر أن ذنبي أثقل كاهلي ففاض ابتلائي فيكم وكأن الله يعاقبني عليه أشد عقاب وكم أستحق ؟"

مالت برأسها حتى الكف الصغيرة بالعروق البارزة وقبلتها بحب أخوي صافٍ ثم أكملت :-
" حاربي يا فيروز
حاربي من أجلي وعودي لي
حاربي من أجل روح أمك في تربتها كفاها مصيبتها فيّ وإن لم تعلمها حية فبالتأكيد عرفتها ميتة ألا يقولون الأموات يصل لهم أخبار أهلهم "

زفرت نفسا موجعاً وهي تمسح دموعها مستنشقة بأنفها ثم نهضت واقفة وهي تقول بوعد مترجي :-
" سأنتظرك يا فيروز
سننتظرك جميعا يا بنت قلبي "

بعد مرورعدة أيام ..
يتابعها بعينيه وهي تتحرك كزهرة متفتحة تنثر شذى عطرها على كل ما حولها
ترتدي فستان بيتي من القطن بلون عينيها العشبي مزين بورود صغيرة يحتضن جسدها الفاتن بانسيابية
شعرها الطويل تجمعه برباط مطاطي يساعد على تقصيره وقد تخلت عن (منديلها )اليوم
صحيح الفستان قديم ويتمنى لو ارتدت له أجمل الثياب لكن فرحتها تنعشه
وجهها متوهج ووجنتيها متوردتان وقد عادت الدموية بهم بعد أن استقرت حالة أختها نسبياً حتى أنها أصدرت فرماناً أنها ستطعمهم أفضل الطعام اليوم وهاهي تضع مختلف المأكولات الشهية على طاولة السفرة
مأكولات لم يذقها منذ زمن
بط ومحاشي ومعكرونة بالبشاميل وحمام !
لمعت عينيه بتوق
هل أخيراً ربما سيحصل عليها وتستقر حياتهم معاً؟
جلس على طاولة السفرة وبمقابله كانت تجلس هي وجدها وأخيها مما ضايقه بعض الشئ لكنه أهمل كل ذلك مركزاً على حميمية الجلسة
ارتفع صوت إبراهيم يقول وهو يلتفت لداليدا :-
" هل فيروز ستعود قريباً؟"
ابتسمت داليدا ابتسامة جميلة اضطربت لها ضربات قلب المراقب لها دون أن تدري وهي تنظر لأخيها قائلة :-
" نعم يا حبيبي هي قريبا ستكون معنا
ألم تراها كيف تضحك وتتحدث معنا "
الفرحة بقلبها تثلج القلب بشعور منعش خاصة وهو يراها تقطع اللحم وتضع أمامه في طبقه ثم تعود وتطعم جدها في فمه وكالعادة لا تتذكر نفسها
" كلي يا داليدا ليس كل مرة أذكرك بها هكذا "
نطقها بصوته العميق دون أن يزحزح عينيه المتأملتين عنها
لكنها كانت غافلة
غافلة وربما تتغافل وهي تستغل تلك اللحظات المسروقة من السعادة التي ألمت بها بتحسن حالة فيروز ولو قليلاً
ابتسمت بامتنان وهي تلتقط اصبع محشو تأكله دون شهية حقيقية
جوعها يُسد بامتلاء إخوتها وجدها وليس بطعامها
زادها الحقيقي في وجودهم معافين جوارها
لو عليها هي لم تعد تريد شئ من الحياة سوى العافية ...
لكنه الضمير هو الذي دوما ينغص علينا لحظاتنا الفرحة مستكثراً علينا الراحة المزعومة وهو يعود مذكراً لنا بذنوبنا بما اقترفناه
ذنب أخر يجلس أمامها يجلدها بسياط شهامته
أنه لم يتركها منذ مرض فيروز لحظة ولولاه لكانت فقدت نفسها
حضنه كان أبوياً حنوناً داعماً وكأنه ملجأ لها من المأسي
كفيه الحنونتان كانا مغرافاً لدموعها
همساته الرجولية الداعمة كانت سنداً لضعفها
حتى حين اطمأنت على حالة فيروز تركها تختلي بنفسها عائداً لبيته ولم يأتِ سوى صباح اليوم مع دوام زياراته للمشفى ومهاتفاته التليفونية ..
وبيته هذا قصة أخرى
قصه لا تريد التفكير بها أو حتى تمريرها لعقلها
مجرد تخيلها أنها أخذت رجلاً من بيته وابنائه يجعلها تجزع بنفور من نفسها
لكنها والله لم ترد ذلك
لم ترد أبداً أن تكون خاطفة رجل من بيته
لو عليها لم تكن لتتزوج أبداً
هي بالأساس لا تصلح لبيئة الزواج الشريفة
قلبها غير صالح للحب والتصالح مع الحياة الطبيعية
قلبها شاب وأصبح كهلٍ في السبعين ينتظر لحظة إحتضاره وليته يرتاح
اهتزت ابتسامتها الشاردة على صوته الدافئ يأتيها وهو يضع بعض القطع بصحنها قائلاً بحزم لم يصل لروحها المفتقرة إلا أبوياً :-
" لن تقومي حتى تنهي هذا الطعام يا داليدا "
ليته يظل هكذا
ليته يظل أباً لها كما ترى فيه
ليته يظل حضن الأمان الذي تختبئ فيه طفلتها القابعة بداخلها من شرور الدنيا
ليته يضعها في هذا الحيز هو الأخر مكتفياً بتبنيها روحياً
عقدٍ من زواج كتب بينهم فكان لها كوثيقة كفالة للطفلة اليتيمة التي تكون
وكان له كوثيقة زواج للمرأة الدافئة التي يريد ..


ليلاً ...
جالسة على المرحاض في الحمام تعتصر قميصها القطني بين كفيها بعنف تاركة صوت المياة وكأنها تستحم
ماذا تفعل ؟
كيف تخرج له الأن
لقد فاض كيله وانتهت كل الفرص التي أعطاها لها وها هي الأن واقعة في مواجهة ليست بقادرة عليها
إنه ينتظر بالخارج
لقد أمرها أمراً وإن كان دافئاً أن ينام إبراهيم بغرفته الليلة فهو من اليوم سيكون مكانه جوارها
ترفع قبضتها المضمومة تعض عليها بأسنانها بجزع ودقات قلبها تتباري هلعاً من كثرة تخيلها عن ماذا قد يحدث
قامت من مكانها وهي تتحرك في الحمام الواسع ذهاباً وإياباً لا تدري ماذا تفعل ؟
كيف تتهرب منه ؟
كيف تؤجل المحتوم علها تستطيع التصرف بطريقة صحيحة
دمعت عينيها بقهر وهي تشعر باختناقها يزداد
شعورها أشبه بطالب فاشل مقدم على امتحان أكثر المواد صعوبة دون أن يذاكر لها شئ يُذكر
فقط ما يفعله هو أن ينظر للساعة بذعر ودقات قلبه تتبارى مع دقات xxxxبها أيهم سيقف أولاً
وقفت أمام المرأة ترفع شعرها بكلا كفيها وهي تكاد تقتلعه من جذوره
رباه ماذا تفعل ؟
هل تتهرب مثلاً أنها تريد النوم ؟
لكن إلى متى ؟
ما الذي وضعت نفسها به ؟
ما الذي وضعت نفسها به ؟
هل تعرف شعور حين تكون عالق على خيط رفيع من أعلى المرتفعات أمامك البحر و وراءك الأرض المليئة بالحجارة ؟
بالحالتين أنت ميت إما غرقاً وإما دهساً!
انتفضت بهلع واضعة كفها على نبضات قلبها التى دوت كالقنابل وهي تسمع طرقته على الباب وهو يسأل إن كانت بخير ؟
أومأت برأسها بشحوب وكأنه يراها لكن تكراره لسؤاله أنبأها بغبائها فنطقت بنبرة جافة تخفي ارتباكها :-
" نعم نعم أتية "
زفرت نفساً مشحوناً وهي تسمع صوت إبتعاد خطواته ثم أغمضت عينيها بقوة فتسللت دمعة ذليلة من يسراهم
دمعة عزاء تواسيها عن إحتضارها القادم فتقترب بألية من الحوض تفتح الصنبور مغرقة وجهها بالمياة
دقيقة وكانت تخرج من باب الحمام بكامل بهائها الفتي لكن شحوب وجهها الظاهر للعيان جعل ابتسامته السعيدة تنحسر وهو يقترب منها يسألها بنبرة قلقة حنونة:-
" حبيبتي هل أنتِ بخير ؟"
ابتسمت باهتزاز وهي تومئ برأسها دون أن ترد
عينيها تغربان في كل شبر في الغرفة عداه فابتسم معزياً الأمر إلى خجلها
اقترب منها يسحب كفها في كفه متغاضياً عن إرتعاشها الملحوظ حتى أجلسها على الفراش جالساً جوارها
رفع كفه وهو يرجع شعرها خلف أذنها قائلاً بنبرة حنونة بها من الرحمة المشفقة على عمرها وبرائتها :-
" حبيبتي هل أنتِ خائفة مني ؟"
خائفة ؟
هل هي خائفة ؟
ليت الأمر يقتصر على الخوف
بما تجيبه وكيف تشرح ؟
كبتت تنهيدة ذليلة بداخلها وهي تهز رأسها نفياً دون أن ترد
إجابتها جعلت قلبه يتفتح باشتهاء وهو يريد ضمها له يدخلها في عالمه الذي يتوق لأخذها فيه لكنه فضل التريث وهو يقول :-
"حسناً هل أنتِ مستعدة لبدأ حياتنا طبيعياً ؟"

مستعدة ؟
إنها تريد الفرار هرباً الأن لكن كيف السبيل
كيف تهرب من ما هو محتوم عليك ؟
كيف تخبره أنها لا تراه أكثر من أبٍ حنون ؟
كيف تخبره أنه ليس إلا كتفٍ تضع عليه رأسها المائلة لتعتدل
كيف تجرحه هكذا وهو بكل هذه الرقة والحنو ؟
كيف تفعل ؟
أخذت نفساً قوياً وهي تزدرد ريقها ثم أومأت بقنوط مُسلم لأمره
وكما يقولون ميتة ولا أكثر !
ابتسم رأفت بارتجاف الإثارة
إنتعاش رجل في الخمسين يتوق ليرتوي بمياه العشرين
ثم اقترب بحنو وهو يضمها إليه فتصلبت ممسكة بطرفي قميصه
كطفلة تحتمي من أبيها فيه مستجديه إياه ألا يضرها
زحفت كفيه لخصرها يضمها أكثر اليه يدفن وجهه بعنقها متذوقاً حلاوة عبقها
وهي ترتعش
ترتعش
يرى إرتعاشها خجلاً ولم يكن سوى هلعاً
تزم فمها بقوة وكأنها تخاف لو فتحته أن تتقيأ اللحظه
لمساته مثيرة .. حنونة ... وشغوفة
لكنها لجسدها مقززة ... مقرفة ... موجعة
كيف لفتاة أن ترتضي لرجل لم ترى فيه سوى أباً أن يلمسها هكذا ؟
أن يقترب هكذا ؟
معدتها تلتوي بعنف من كثرة الغثيان الذي تشعر به
يرتفع بخط قبلاته حنونة الملمس لاذعة الأثر لوجهها
يبدو كرجل مغيباً بالعاطفة القوية حتى أن همساته اللاهثة باسمها تعلو أكثر باشتعال
كفيه يعيثان خراباً بجسدها وكفيها متصلبتان بقوة من حديد تخشى دفعه بقوة العنف بداخلها
هل تعرف شعور الاحتضار ؟
هذا الذي يجعلك روحك عالقة بين منتصف حلقك وفمك فلا أنت قادراً على التنفس ولا قادراً على الخلاص
كفيه تزحف لفك أزار ثوبها الأماميه حتى تهدل من على كتفيها
الغثيان يزداد بمعدتها فيعلو قرع الوجع وكأن روحها تقتص
تقتص لها .. منها ... فيها
جسدها من الداخل ينتفض كدابة افتروا عليها فقيدوها بالسياط فلم يعد بمقدورها سوى الرفص بقدميها إستنجاداً ورفضاً
كفيه السابحة لظهرها الأن في محاولة لفك ثيابها أسفل القميص كانتا كصفعة إفاقة لتخشبها
لا لا لا
هي لا تستطيع
لن تقدر ... لن تفعل ...
حتى وإن تغلبت على نفسها وما تريد وأماتت روحها إنتقاماً منها
كيف تخدعه هكذا ؟
كيف تتركه يواصل طريق مزين بالماس لكنها تعلم تماماً أنه لا يتعدى بريق الفضة ؟
تحركت كفيها دون إرادة منها تقبضان على كفيه بقسوة حتى أنها غير دارية بأن أظافرها انغرزت في ساعديه مما أخرجه من لذة نشوته قاطباً بتيه
تيه جعله يزفر نفساً لاهباً وهو يسأل بتهدج :-
" حبيبتي هل أنتِ خائفة ؟
مما تخافين ؟"
يقبل كفيها بحنو ويواصل :-
" لا تقلقي لن أؤلمكِ أو أؤذيكِ أبداً
لكني أريدك يا داليدا
أنا أحبك ولم أعد قادراً على وقف حبك "
وربما في أكثر كوابيسه تطرفاً لم يتخيل ما حدث وهي تدفن وجهها في صدره منفجرة في موجة بكاء عنيفة هزته وهي لا تهذي سوى بكلمة واحدة :-
" أنا أسفة ...أسفة "
ترتجف بانفعال ورغماً عنها تتخذ طريق الكذب فتقول :-
"أنا فقط لست مستعدة "
ترفع وجهها المنهار بالدموع هامسة بارتعاش :-
" ربما أنا خجلة فعلا ..
أو أظن أنه بسبب أننا لم نجتمع في غرفة مغلقة من قبل "
تضم كفيها المرتعشين وتشرح :-
" يعني أنت تعلم أن الفترة الماضية كانت ضغوطاتها أكثر من تحملي "
زفر رأفت نفساً مشتعلاً ببعض الغضب والغيظ لكنه عاد ورأف بحالها مبتعداً وهو يقول بنبرة شابها الجفاء رغماً عنه :-
" حسناً يا داليدا كفى بكاءاً ليس المهم اليوم بيننا عمراً بأكمله "
انتهى


بتمنى الفصل يعجبكم ومعلش انه صغير بالنسبة لحجم فصولنا لكن التليفون بتاعي باظ وضاعت بسببه مشاهد م الفصل تتعوض ان شاءالله م الفصل الجاي
هستني ارائكم وتعبيراتكم عن الفصل


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-21, 10:31 PM   #163

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

حسبي الله و نعم الوحيل فيك يا رافت تستعيد شباب العشرين هاه عار عليك الفتاة تراك اباه حتي الطبيب براك نذالتك و حقرتك انت سند لداليدا ة اختها ماذا عن عائلتك اذا لن اتحدت عن نجلاء رغم انها فضلتك عن نفسها بل ساتحدت عن عمار متششت و ابنتك الضائعة التي تصير بطريق ستخسر نفسها اليس هؤلاء اولي سند و اه وجدت الان عن عاءلة دافئة لقد كانت لديك بالفعل لكنك انامية و جيان اردت هرب من تانيب الضمير بسبب ان نجلاء تخلت عن رنا اذا لتعلمانك لا تستحقان تكون اب اصلا ياللسخرية لقد اشفقت علي داليدا هذا الفصل تانيب ضمبرها انهاهدمت بيت لكن الوحيد المخطا هو رافت معني حقيقي الشيبو عيب اسراء لا اعلم هل حقا رافت يحيها لم استوعي امر سهري حبك هذا عندما تعرف سرها ياللاسف شخصية كرافت كتيرة في الواقع اسراء هل رافت سيدفع تمن تهديمه لبته كم اتمني ان يعاقب؟

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-21, 10:42 PM   #164

طوطم الخطيب

? العضوٌ??? » 487178
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » طوطم الخطيب is on a distinguished road
Rewitysmile1

كنت اتمنى الفصل دا اطمن على شهاب أكمل صعب عليا جدآ سنابل صعبانه عليه جدا وشعورها بالغثيان طبيعى من الموقف اللى هو فيه منتظره ايه السر اللى مخبياه فصل رائع تسلم ايدك

طوطم الخطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-21, 11:18 PM   #165

manar.m.j

? العضوٌ??? » 425938
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 472
?  نُقآطِيْ » manar.m.j is on a distinguished road
1111

رووووعه 😍😍
ولو البداية مخيفه شهاب بالعمليات وعناية مركزه 😭😭😭
وانهيار رنا 😢
صدمة عبد الرحمن بما حدث لشهاب الاخ الاكبر والصديق
خوف الأب والام وشعورهم بشيء أصاب صغيرهم
أكمل والبدوي 😐
حقيقه ما اعرف كيف أوصف البدوي وكم هو مجرم بحيث حتى إبنه لم يسلم منه وكيف يستغله وبالاخير يريد ترك تلك القذاره له
وكيف كانت خطته من البدايه موافقة أكمل لتوليه القضايا إلي تساعده
عمر وسنابل وام عمر
ولو عمر يرمي حجر بكلامه
وتأثره من مقاطعة سنابل له وغضبه من إبن خالته إلي ماخذ راحته
خروج عمر مع سنابل وتكلمه عن طلاقه
وإنه مطلق مرتين مو مره مرتين وصدمة سنابل وكيف ظنت أنه اهلهن مثل أهلها 😔
وكيف انتبه لما ارادته يا حضرت الأخ 🌚
أكمل وعلي 🥺
تأثرت جدا بتعلق أكمل بعلي وخوفه عليه حتى أنه لا يريد تركه واعطاءه للأطباء خوفا عليه
مجيء غدي وصدمتها بحالة أكمل وانهياره
وكيف تحاول تهدئته وكيف أنه أب قلق على ابنه وصدمتها عندما رأت إسم علي وأنه ليس إبن أكمل
داليدا 🙁
ايضا خوفها على اختها وانهيارها عند إدخالها العمليات
كلامها عند الانهيار ومن هو إلي ما تسامحه ولن تسامح نفسها 😕
محاولة رأفت لإتمام زواجهم واشمئزاز داليدا من ما يحدث ولا تراه الا بنظره ابويه
فما سيحدث 🤔


manar.m.j غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-21, 12:56 AM   #166

سلمي رشاد

? العضوٌ??? » 479933
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 28
?  نُقآطِيْ » سلمي رشاد is on a distinguished road
افتراضي

بدايه قلبى وجعنى ع كلام ابو وام شهاب
كنت حاسه ان على مش ابنه
فى لغز فى علاقه اكمل..وامه وابوه واصف اخوه
رأفت انا كنت هرجع ايه القرف دة ..الدكتور بيلول عليه بابا
اعتقدان داليدا ليست عذراء


سلمي رشاد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-21, 03:44 AM   #167

صفاء الشبراوي

? العضوٌ??? » 490548
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » صفاء الشبراوي is on a distinguished road
افتراضي

داليدا ضعيفه جدا وتحارب علشان اخواتها

صفاء الشبراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-21, 04:22 AM   #168

نهى على

? العضوٌ??? » 406192
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 278
?  نُقآطِيْ » نهى على is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رائع مشاهد الاسرة الى اتزلزل حالها لمرض شهاب والخوف من الفقد وحلم الام كلها امور غير مطمئنة كنت اتمنى لو زودتى فى المشاهد دى اكتر سيبتينا نا زلنا متخبطين يااسراء ...اكمل ووجع القلب فى مرض على ويااااه مفاجأة من العيار الثقيل على ابن اصف اخوه ...سرد وحوار مشاهد اكمل عبقرى عرى روحه واثار تعاطف ودهشة غدى...مسكينى داليدا ومسكين رأفت وهم الحب والطمع فى شباب داليدا ...مسكينة داليدا دينة مطوق عنقها طبعا وضحت علتها ورفضها مش بس بسبب عدم احساسها بيه ولكن لذنبها داليدا روح بريئة وطاهرة دنست جسدها وضعيت نفسها رغم توبتها الواضحة واستمرار الاحساس بالذنب يا ترى ايه القادم معاها حتعمل ايه..تسلم ايدك يا اسراء

نهى على غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-21, 08:30 PM   #169

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

الفصل جميل جدا و مش قصير شكرا ع تعبك

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-21, 08:51 PM   #170

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,035
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
Icon26


مسائكم بشائر خير تتدفق
عليكم من حيث لا تحتسبون

شهاب الف سلامة عليه
يا ليت لو ياسر مكانه

عمر انتظر اشوف اخوته
المزعومة لسنابل كم راح
تستمر ومتى راح ينتبه
لمشاعره وغيرته عليها

أكمل باين إن وراه اسرار
كثيرة ، امه عندي احساس
إنها تخلت عنه في سبيل
تخلص من ابوه وهالشي
بقى حاز بنفسه ، آصف
وزوجته كيف ماتوا وهل
ممكن يكون لأبوه دور ؟

داليدا تفكيرها إنها تخدع
رأفت حيرني شوي ، هي
وين وصلت بخطأها ؟

رأفت مع إنني اشفق عليه
إن ما عاش الاشياء الّي كان
يتمناها وانحرم منها مع
نجلاء بس مو قادرة اتقبل
الّي يسويه وإنه يعوض
حرمانه مع نجلاء بداليدا
الّي بعمر اولاده ، زواجه
بداليدا باين إنه مو ناجح
وما اتوقعه راح يستمر

بما إنني ما لحقت ارد
على الفصل السابق فَراح
اتكلم عن شيئين بيه

حسن كل مرة يثبت إنه
ابد مو ناضج وشخصيته
طفولية وما يليق بالابوة

فوق كرهي لشخصيته
المستفزة حسيت كرهته
ازود لما دخّل ابناءه
بمشاكله مع ملك وما
فكر بيهم ولا اهتم

ياسر وابو اكمل نفس
الشي اثنينهم يتحكمون
بحياة ابناءهم بكيفهم
وحسب الّي هم يشوفوه
مناسب وبمصلحتهم

الشيء الثاني ماريان الّي
استفزتني حتى اكثر من
حسن ، يعني تريد تبقى
مع عمار قلت ماشي وما
اهتميت لأن هالشي راح
يؤثر عليها هي بس لكن
إنها تخليه يخدع سما !!

عمار لو وافق على الفكرة
راح يثبت إنه نفس ابوه ما
يهمه غير مصلحته والباقي
مو مهم ... هو بشكل عام
احس إن بيه من حسن وراح
يجلطنا بافعاله الطفولية



Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.