آخر 10 مشاركات
497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-08-21, 08:38 PM   #221

سوووما العسولة
 
الصورة الرمزية سوووما العسولة

? العضوٌ??? » 313266
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 928
?  نُقآطِيْ » سوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond repute
افتراضي


مسا الخير والجمال عليكي يالسراء
بس لسمحيلي اقولك انتي انسانة جميلة قلبا وقالبا اكيد.. لانك زرحتي موضوع صعب ومنتشر بس بنفس الوقت مو الكل عندو الشجاعة يفتحو اويتكلم فيه.. اهنيكي واحيي شجاعتك وروحم للجميلة وقلبك الحنوون بجد.. تسلم يدك وربي يسعدك ويحمي كل احبابك واهلك من كل شر.. من ناحية ان روايتك حلوة وانك كاتبة راائعة هدا شي مفرووغ منه بس حبيت اعلق على شجاعتك بتناول موضوع مو اي كاتبة بتتكلم عنو.. دمتي بهير دوووما.. بانتظارك..


سوووما العسولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-21, 08:46 PM   #222

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناي كيلاني مشاهدة المشاركة
ابداع وسرد جميل والمعاني عميقه ..احببت الروايه جدا ..في فصل قريب ؟
حبيبتي نورتيني
النهاردة في فصل أن شاءالله الساعة 9 بتوقيت مصر
مواعيدلنا كل يوم أربع الساعة ٩ مساءا


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-21, 08:47 PM   #223

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shadwa.dy مشاهدة المشاركة
تسجيل حضوووووور ❤️❤️❤️
استعدووووووووا 🙈🙈😍😍😍😍😍😍


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-21, 08:49 PM   #224

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوووما العسولة مشاهدة المشاركة
مسا الخير والجمال عليكي يالسراء
بس لسمحيلي اقولك انتي انسانة جميلة قلبا وقالبا اكيد.. لانك زرحتي موضوع صعب ومنتشر بس بنفس الوقت مو الكل عندو الشجاعة يفتحو اويتكلم فيه.. اهنيكي واحيي شجاعتك وروحم للجميلة وقلبك الحنوون بجد.. تسلم يدك وربي يسعدك ويحمي كل احبابك واهلك من كل شر.. من ناحية ان روايتك حلوة وانك كاتبة راائعة هدا شي مفرووغ منه بس حبيت اعلق على شجاعتك بتناول موضوع مو اي كاتبة بتتكلم عنو.. دمتي بهير دوووما.. بانتظارك..
الله يسعدلي قلبك ويديمك يارب يعني لا تتخيلي تعليقك ده جه في وقته ازاي
دخلتي الفرحة على قلبي ازاي
بجد أسعدتيني جدا جدا جدا جدا شكرا اوي اوي ليكي
يارب دايما ي حبيبتي عند حسن ظنكم 😍😍😍


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-21, 08:49 PM   #225

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي الهرم جيزة

تسجيل حضووووورررررر

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-21, 09:58 PM   #226

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

مساء الجمال والدلال الفصل بعد دقائق ي بنات

إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-21, 10:05 PM   #227

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الإشراقة التاسعة عشر

#جلسات_الأربعاء

قال:_

الحياة ساعة تتعاقب xxxxب أحداثها بين
ساعات من الاختبارات دقائق من التعلم
ثوانٍ من العيش ولحظات من السعادة فاغتنم لحظتگ جيداً
د. شهاب البرعي

خواء الروح كبالون مثقوب مهما حاولت نفخه لن يمتلئ أبداً

يمُج من سيجارته بشراهه نافثاً دخانها كثيفاً في الهواء فيتعبأ صدره أكثر وأكثر والذكريات تتراقص أمام عينيه گ غانية أقسمت على النيل منه !

بسمة حنين تناوش شفتيه تصفعها اختلاجة روح قاسية كلسعة سلكٍ رفيع يبدو من هيئته أنه لا شئ وحين يسقط على جلدك يصيبك بالرعدة تاركاً أثراً لا يزول …
"لقد اتى بابا من السفر يا حسن
"

" أسف يابني "

" أتمنى لك التوفيق مع زوجة أخرى "
"
نهى !
هل حقاً تلك الجميلة التي قابلها بالمشفى كانت نهى زميلة دراسته ؟
تلك الفتاة ذات البطن المنتفخة والتي اكتشف أنها زوجة حمزة خال رنا هي نفسها نهى ؟

فلاش باك ...
" حسن القصاص "

التفت على النبرة المندهشة التي تنطق اسمه ولم يكن أقل دهشة حين رأها
ظل ثوانٍ مدققاً في وجهها حتى ضحك ضحكة باهتة ناطقاً بتساؤل متشكك
"نهى ؟"
ابتسمت نهى ابتسامة صافية وهي تقترب منه قائلة بود :-

"لا أصدق أني أرى أمامي حسن القصاص بعد هذه السنوات
ربما بالفعل قد عرفت أنك أخو رنا صديقتي لكن رؤيتك لم تكن ببالي "

وكأنه لم يستوعب بعد رؤيتها
أو ربما قلبه ينحره أكثر فأكثر أنه فقط لا يهتم برؤيتها
وكأنها لم تكن حبيبته
كانت لا شئ
وكأنه صادف صديق قديم عابر
أنه عالق
عالق حتى النخاع بأخرى لا تستحق
لا تستحق أبداً
وربما هو الذي لا يتعلم
ربما هو الذي عليه أن يفيق
إلى متى سيظل يعلم في ذاته ؟

العقل يحضر ثابتاً نفسه مذكراً بمطرقة الإهانة عن من تكون ؟

أو ربما مذكراً عن ما ناله من حسن القصاص الذي تحن له هذا
فتنحسر ضحكته لأخرى قاسية ... يتلون وجهه بستار الكِبر فيتنحنح قائلاً بأنفة :-

" ربما لأنكِ يجب أن تقتنعي أن من أمامك الآن هو أسر الجوهري "

يفتح زر سترته بأناقة وهو يتخطاها معطياً لها نظرة متعجرفة لا تشبه حسن الذي تعرفه أبداً ناطقاً بكِبر :-

" سعدت برؤيتك سيدتي "

عودة...

والغانية أوية
وغانية ذكرياته هو كانت ماجنة

ماجنة تتراقص بأسلحة أنوثتها على أطراف أصابع ذكرياته
تلف جسدها الممتلئ بالمواقف بخلاعة فتحركه بفجور من الوراء حيث ماضٍ ملئ بكل ماهو قاسي ومؤلم
ثم تعود مرتفعة ببطأٍ مدروسة جاذبة عيني انتقاصك حيث هزل السعادة الفانية
ويرتفع إيقاعها الفاحش بسفور فيسيل لعاب دموع امتهان كرامتك
ثم بكل ما تمتلك من عهر تواجهك بفتنة صفعات الحياة فتهتك شهوة قسوتك بلا رحمة !

وحين تنفجر الشهوة لا رادع لها إلا حين تلتهم وجبة سكون
وسكونه هو إنتقام !

وهو لن يهدأ باله حتى يجعلهم جميعاً ينالون ما نال منه

منذ متى وكان الشيطان يذكرنا بنعم الله علينا ؟
هو فقط يستحوذ على قلبنا وعقلنا لكل ماهو مؤلم فيصيبنا بالسخط !
اطفأ سيجارته ودخل إلى حمام غرفته كي يستحم وينزل إلى عمله
وبعد دقائق كان يخرج من الحمام مجففاً وجهه بالمنشفة وفور أن أنزلها ضم حاجبيه على النبرة المغناجة الأتية من ناحية فراشه :-

"hello. Baby . Miss you very much"

" ريتال ؟!" نطقها بتساؤل وكأنه لم يكن متوقعاً حضورها
بل الأحرى لم يكن يريد
وهي تدرك تشوشه
وربما تلحظه
هي أنثى قوية
أنثى تستحق لقب إمرأة عن جدارة
والمرأة الذكية هي من تستطيع جعل رجلها كالخاتم في إصبعها
هي امرأة تعرف مداخل رجلها
تعرف ما يريد
هي إمرأة ذكية أدركت نواقص أخرى أقل من أن تطلق عليها لقب غريمة
لكن بعين أنوثتها أدركت مالم تستطع الأخرى بتقديمه أبداً فستفعل هي !
تنهض من على الفراش برقه أنثوية تقترب منه حتى وصلت إليه تلتقط منه المنشفة
فتفعل ما كان يفعله وأكثر مستغلة سكونه

تسحبه من ذراعه ناحية غرفة التبديل تختار له ملابس غير رسمية وبكل جرأة كانت تفتح أزرار القميص ثم تلتف حوله تلبسه له بلمساتها رقيقة الأثر خبيثة المغزى
تراه بعين أنوثتها الفخورة جائع للدلال وهي محقة

هو رجل عاش جائع لدلال أنثاه فكان يستلم هو زمام ما كانت تخجل عنه هي
لكن ما لا تعلمه الآن أنه غامض
أن عقله يعمل
وأن الفكر على أشده
عند نقطة معينة كانت قبضته القاسية تلتف حول ساعدها قائلاً من بين أسنانه :-

" يكفي يا ريتال أنا سأكمل ارتداء ملابسي وأخرج لكِ"

"(أوووه) صحيح معك حق سأنتظرك بالخارج "

قالتها بخجل مصطنع ابتسم له بسخرية لم تبالي لها وهي ترتفع على أطراف أصابعها تلثمه برقة لم يستجيب لها فقط عينيه في عينيها بقصد وكأنه يحل أحجية ما
وربما يفكر في شئ ما !
ربما هي الأنثى المناسبة تماماً لمقبلات طبق إنتقامه!

====================

ثمة سجين يقبع وحيداً في زنزانته لا يستطيع الخروج منها رغم أن مفتاحها يقبع بين أصابع كفيه !

منتصف الليل
الظلام يعم الشقة بأكملها و بقعة معينة حيث الردهة كان راقداً على أحد الأرائك
ذراعيه أسفل رأسه يغط في نوم عميق نُغص عليه بمنامٍ كان كنغزة شيطان
منام يعود للماضي حيث طفولة تم إقتلاعها من جذورها
حيث حرمان تغذى عليه حتى جفت روحه
وحيث غيرة نبتت حتى أصبحت حقداً لا ينضب

الماضي...

سمع صوت بكاء حذيفة يأتِ من داخل غرفة والدته فاضطرب في وقفته وهو لا يدري إن كان يدخل له ليرى ما به أم يتركه حتى تأتي أمه
رغباته تتنازع بداخله ما بين قلبٍ حنون لا يهن عليه بكاء طفلٍ صغير يصغره بإحدى عشر عاماً
وبين غيرة طفل مازال بداخله فيشعر بالتشفي به لكن بالأخير كان لحنان قلبه الإنتصار
فتحرك بلا رغبة حقيقية تجاة الغرفة فيجد أخيه جالساً على الفراش يبكي
اقترب سعد منه قائلاً بخشونة فتية :-
" ماذا تريد يا حذيفة ؟"
يدعك حذيفة عينيه بطفولية وهو يقول من بين شهقات بكائه :-
"أريد أمي "
تأفف سعد من هذا المدلل لكنه قال على مضض :-
" أمك ذهبت للسوق
قل ما تريد وسأجلبه لك "

لمعت عينا حذيفة الطفولية بظفر لم يفهمه سعد لكن صدح صوت حذيفة الطفولي وهو ينظر ناحية الخزانة وهو يقول بلهفة طفولية :-
" يوجد بخزانة أمي قطع الشوكولاتة خاصتي أجلبها لي "

مط سعد شفتيه بملل وهو يتحرك ناحية الخزانة يفتحها لجلب قطع الشوكولاتة الصغيرة والموضوعة بالرف العلوي فاصطدمت عيناه بغلالات نوم والدته المعلقة بأحد الجوانب الداخلية
هاجت دواخله بعنفٍ مجنون وغضب حارق لتلك الغيرة المجنونة التي نهشت أحشاؤه
ربما بعمر مراهقته لا يفهم تفصيلياً أهميتها لكن فطرته تخبره المغزى
روحه تأبى الهدف
ودواخله ترفض التخيل

فيلتقط القطع مسرعاً ثم يغلق باب الخزانة بعنف مستديراً لأخيه قاذفاً له القطع المغلفة ثم يخرج تاركاً له الغرفة بأكملها متجهاً حيث السطوح عل الهواء يبرد من نار صدره

بعد نصف ساعة ...

صوت صراخ أمه بالأسفل أفزعه فنزل مسرعاً وجدها بغرفتها تحمل أخيه الذي يبدو جلياً من منظر الأرض أنه مستفرغاً
لم يكد يسألها عن ماذا حدث حتى كانت تسأله بقلق :-

" من الذي جلب له الشوكولاتة يا سعد ؟"

هز سعد كتفيه حائراً وهو يقول :-
" أنا من جلبتها لقد بكى و ..."

ولم يلحق حتى مواصلة حديثه من وصلة الصراخ التي انفتحت به بعنف أمومي لا يدرك الآن أنه أيضاً مازال بطور الطفولة وإن كبر :-

" هل أنت غبي ؟
هل أنت متخلف ؟ ...ألا تفهم ؟
ألن تترك غيرتك هذه ؟
ألم أخبرك بالأمس أننا كنا به عند الطبيب ها ؟
هاهو متعب بسببك
سأذهب به للطبيب إياك أن تخرج من البيت "

لا يعلم كم ظل مسمراً مكانه بعد خروجها جاحظ العينين متصلب الرأس وكأنه يتسائل عن أسباب الصراخ به ؟
وكأنه يتساءل عن ما الذي فعله من جريمة
تحرك بألية حيث غرفته بالسطوح
جسده ثقيل من كثرة وطأ الألم
رعدة الإنكسار بروحه قاسية
وجهه شاحب كمن أخبروه بوفاة أحدهم
يقترب من الفراش بنفس الثقل حتى اندس تحت غطائه محتضناً وسادة بالية وانفجر باكياً
وبكاؤه يؤلمه
هو بأواخر الطفولة محروم
وبأعتاب المراهقة رجل
والرجل لا يحق له البكاء
لكن كيف يسيطر على هذا الألم ؟
كيف يتغلب على انكسار خاطره ؟

وبحاضره كان في غياهب نومه يشعر بالاختناق صوته يعلو وكأنه يصرخ صراخاً مكتوم
شئ أشبه بالعويل
عويل رجولي اختزن من المرارة سنوات فعلقت بحلقه
ولو كان بجانبه أحد الآن لفزع من قسوة الصوت راكضاً كي يوقظه
والإيقاظ أتى بشهقة فزع فتح لها عينيه بجحوظ جالساً نصف جلسة ينظر حوله بحيرة حتى ضربه الوعي
أن كل ما رأه مر ومر أكثر منه مرارة فيستغفر مزيحاً الغطاء الخفيف من على جسده متجهاً حيث نافذة الصالة يفتحها ناظراً منها حيث حديقة البيت
التي عب لصدره هوائها العليل مخففاً وطأة ذاك الكابوس
ظل يستغفر وهو يحمدالله الذي دله على هذا البيت النائي الذي لا يستطيعون الوصول إليه به
يكفيه ما به لا ينقصه إيذائهم الأن

=================

التنازل كالمخدرات كلاهما حين تسلك درب أول خطوة تنحدر للمزيد !

منذ أن اتفقت معه على تحديد صداقتهم لإطار السرية وهو ما يفعلاه سوياً
صحيح أنه رفض
صحيح أنه غضب عليها
صحيح أنه هاج وماج لكن بالأخير كانت تقرأ بين ظلال عينيه بقعة أمل مضيئة فأصرت على موقفها ومن اليوم التالي كانت تتخذ القرار بتبديل مكانها معه في غرفة المكتب مع أحد الزملاء واضعة إياه أمام الأمر الواقع
وربما تقوده هي لما يريد هو !

أما عن نفسها فقد أسقطتها على الهامش
هي تمشي معصوبة العينين في دروب حبه وتعلم أنها ساقطة فلا بئس من الطمع في مجاورته قدر استطاعتها
أغلقت المياه تجفف جسدها فقد كانت تنعش نفسها بعد يوم عمل طويل ثم أرسلت له عبر تطبيق الواتساب
" كيف حال رنا اليوم ؟"

- بخير يعني أظن أنها أفضل قليلاً فقد أخبرنا الأطباء أنها مسألة وقت وأنه سيفيق إن شاءالله

" مسكينة أختك أشعر أني لو مكانها كان أصابني الجنون "

ورده لم يكن سوى كسراً لقلبها مهما حاولت تدريب نفسها على إعتياده يبقى وقع الوجع بكل مرة أكبر

- يصيبني الفضول يا ماريان لرؤيتك واقعة بالحب

وكأنها سادية تقتات على تعذيب نفسها فتسأل بلهفة مثيرة للشفقة
" ماذا ستفعل إن جئت وقلت لك أن أحدهم يريد خطبتي أو أني واقعة في حب أحدهم "

ولم يتأخر الرد في بادرة تفكير منه كما كانت تتمنى بل وجدته يرد عليها بطريقته التلقائية

- صدقيني إن كان رجل كما يستحق قلبك سأذهب أنا لأزوجه لكِ رغماً عنه
تفاجئت بدمعتين ساخرتين ساقطتين على وجنتيها وكأنهما يسخران منها فمسحتهم سريعاً وهي تكتب له

" ما أخبار سنا ؟
هل ما زالت في وضع التفكير عنك ؟"

تأخر رده دقائق ثم أخيراً كتب لها :-

_ يعني لأقول أن الموضوع متوقف قليلاً بسبب مرض شهاب
لكني فاتحت أبي ولم يرفض

"لكنها أخيراً وافقت صحيح أظن أنها اطمأنت من ناحية شرطها
فنحن لم يعد لنا علاقة بالجريدة حتى أن الجميع مندهش ؟!"

سألته بفضول متحرق فكان رده

_من هذه الناحية يا ماريان
للأسف سنا تفكيرها أنه لا يصح إلا الصحيح
وبيئتها الصحيح فيها ألا يكون للرجل صديقة لذا أنا اريحها
صحيح أشعر أحياناً أني تحت الإختبار

أنها حذرة مني في الرد على رسائلي لكني استميلها حتى يلين قلبها لي كما يريد "

ودمعتين أخرتين مسحتهم سريعاً ثم سألته بتوجع كالمهووسة بقتل روحها :-

"ماذا لو طلب الرجل الذي سأرتبط به أن أقطع علاقتي بك ؟"
ورده البارد كان نحراً لها

- صراحة سأتضايق قليلاً
يعني نحن إخوة وأنتِ أختٍ لي
أنتِ حتى أقرب من نور لكن بالأخير أنا رجل وسأحترم رغبته
لن أقول أني سأقطع علاقتنا نهائياً لكن سأحددها كي يرتاح قلبه
تفكير الرجال غير النساء يا ماريان وأنا سأحترم رغبته حينها

================

" سنابل خذي يا حبيبتي كيس القمامة وضعيها أمام الباب حتى حين يأتي الرجل يأخذها "

قالتها أم عمر وهي منشغلة بتقطيع الخضروات فأومأت سنابل وهي تفعل ما طلبته منها بعد أن ارتدت وشاح فوق رأسها
وضعت الكيس جوار الباب وقبل أن تدخل انتفضت على صوت رجولي يتسائل باهتمام لزج :-

" مرحباً كيف حالك ؟"

ضمت سنابل الوشاح حول رقبتها بردة فعل غريزية وهي تتراجع بحذر قاطبة دون أن ترد عليه

اقترب الشاب خطوة مستغرباً ردة فعلها فأبتعدتها هي غريزياً بخوف دون أن ترد
يسألها بنعومة :-

" هل أنتِ قريبة حضرة الضابط عمر ؟"

تهز رأسها نفياً ثم تعود و تفعل إيجاباً فيقطب بحيرة من غرابة تلك الفتاة التي يلحظها منذ فترة في بيت جيرانهم فيهز كتفيه بلا اهتمام مبتسماً ابتسامة بدت لها سمجة :-

" أنا المهندس رائد جاركم بالبناية المقابلة "

رمته بنظرة توجس رفع لها حاجبيه وهو ينظر لنفسه وكأن به شئ خاطئ لكنه لم يكد يتحدث مرة أخرى حتى كانت تغلق البوابة وتذهب إلى الداخل وفي خضم تخبطها نست باب الشقة مفتوحاً ودخلت

بعد نصف ساعة

كاد أن يمد يده حتى يدق الجرس ككل مرة لكنه توقف وهو يلحظ بعينيه انفراج فتحة الباب
قطب بقلق وهو يفتحه ويدخل باحثاً عنهم بعينيه
رفع رأساً ناوياً النداء على أمه حتى علق الحديث في حلقه وتلك النبرة الرقيقة الأقرب لنبرة طفلة على وشك أن تغص بالبكاء تأتي لتنتش قلبه من مكانه نتشاً وهي تقول لأمه :-

" هل تعلمي أني أحب الاحتضان كثيراً ؟"

ودون أن يشعر كانت قدميه تسوقانه حيث المبطخ فيراهم من ناحية لا يرونه هم منها
تقف أمام والدته تشرح بكفيها كطفلة متعثرة بحروفها
كأنثى تشتهي شئ وتخجل عن البوح به :_

"أنا أرتاح في الاحتضان كثيراً ... يعني لو لا أخجل منكِ لكنت قضيت اليوم بأكمله بين أحضانك "

وأمه تبكي وتفتح لها ذراعيها لكن عينيه لا ترنو ناحية أمه الأن
عينيه ملتصقتان بتلك القامة الضئيلة شديدة الأنوثة بتبلور طفولي وهي تدس نفسها بأحضان أمه تمسح وجنتها الناعمة بصدرها وتبدأ بنهنهات ناعمة يتلوع القلب لها

والشيطان هنا يحضر بل كأنه هو من رتب كل شئ بالأساس
حيث نفس الجسد مسجى على الأرض وحيث لحظة حملها بها
وحيث شعور تجاهله لكنه يشعره الأن وكأن نعومتها ملتصقة بحضنه هو الآن
حيث عرق غزير يتصبب
وحيث نفس الكف الصغيرة المتعلقة بصدر أمه كانت متعلقة به فيرفع كفه بلا حول ولا قوة حيث نقشٍ وهمي مازال مكانه ووقعه حاضراً
والشيطان لا يحضر وحده على المؤمن
السيطرة الكبرى تكن لقوة الأيمان
وهو رجل شرقي
هو رجل كما يجب أن يكون
هو رجل لا يسمح بما يفعله الأن أبداً لأهل بيته وإن كان بنصف عقلٍ الأن
فيهز وجهه بقوة كثيراً مرات ومرات حتى شهق مختنقاً دون صوت متراجعاً بقوة ناحية الخارج مرة أخرى

شئ أشبه بمن كان غارقاً لأسفل لأسفل بماء المحيط وحين طفى على السطح أخذ نفساً عالياً مطالباً بالحياة !

=================

يتبع بالجزأ التاني من الفصل


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-21, 10:07 PM   #228

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ التاني من الفصل

ربما الكلام لا يصنع حباً لكن الأفعال تفعل !
وربما أفعال الحب الجنونية لا تحرك قلباً الانبهار بالنسبة إليه كمقبلات طعام لا يراها شهية لكن المؤازرة تفعل !
ربما هذر العشق لا يلفت نظر قلبٍ لا يؤمن به لكن وقت الشدائد الاحتواء يستحوذ!
ربما لا نفقه بدرب الغرام شئ لكن نجد أنفسنا عالقين وسطه بجديلة لفت خصلاتها بحميمية المشاعر معقودة بفعل إثبات لا يقبل الجدل
"أنا هنا جواراك ولن أكون سوى هنا !"

صف سيارته أسفل المشفى الذي أصبح يأتى بها كل يوم مصراً على وجوده بجانبها
صحيح أن عَلي مازال في طور شفائه لكن سراج لا يقصر معه في غيابه مساعداً الحاجة خديجة في كل ما تريد
منذ أن مرض عمها وهي أصبحت أخرى
أخرى هشة ضعيفة غير التي يعرفها
صامتة لا تتحدث فقط مصحف بين كفيها تقرأ منه حتى تبللت كل صفحاته بدموعها
لقد تفاجئ أنها علمت بخبر مرض عمها متأخراً فقد كانت عند خالتها ولم يخبروها سوى متأخراً وكانت معه بالمشفى يومها كما كانت تفعل منذ مرض عَلي
وقتها كانت كالمجنونة التي لا يستطيعون السيطرة عليها حتى أوصلها لهم
خرج من المصعد متجهاً حيث الردهة التي تكون العائلة بها دوماً لكن خطواته تباطئت واشتعلت عينيه بغيرة مجنونة وهو يبصر قريبها المدعو خالد جاثياً على ركبتيه أمامها وبكفيه طعام ويبدو أنه يتحايل عليها حتى تأخذه
قبض على قبضتيه بقسوة داخل جيب سرواله حتى وصل إليهم ملقياً التحية ومتبادلاً السؤال بلباقة ثم اقترب من الناحية المستفزة لأعصابه حيث هي وخالد
سحب علبة الطعام من كف خالد الذي نظر له باستغراب فمط شفتيه قائلاً بنبرته الباردة :-
" لما لا تترك لي هذه المهمة ؟
قد أستطيع السيطرة على الأستاذة "
مط خالد شفتيه هو الأخر بلا اهتمام به فهو لا يطيق هذا الأكمل كثيراً
فقط هز كتفيه وهو يقول :-
" حسنا فقط لتقدر عليها "
أومأ أكمل بابتسامة بسيطة ثم نظر لوالدها مستأذنا منه أن يأخذها جانباً عله يستطيع تهدأتها وإطعامها
دقائق وكانت مستسلمة لكفه الساحب لساعدها وهو يدخلها لغرفة جانبية لا تعلم غرفة من وكأنها مشفى والده
أجلسها على الأريكة الوحيدة بالغرفة ثم جلس جوارها ماسحاً دموعها وكعادته يتحول لأخر فيهمس بنبرة حنونة :-
" هل ستظلين على هذا الحال ؟
هل هكذا سيستيقظ ؟"
تنظر له بعجز وتطفر عينيها بالدموع فتشهق قائلة :-
" أنت لا تفهم إنه شهاب
شهاب ليس عمي فقط إنه أخي
شهاب هو صديقي المفضل "
تخبط بكفيها على فخذيها بعجز وهي تقول بذهول :-
" أنا لا أصدق أن الراقد بالداخل هذا هو نفسه شهاب البرعي المفعم بالحيوية الذي أعرفه "
تشهق مواصلة بنبرة حزينة :-
" كل مرة أرى حياة باكية مطالبة به أشعر أن قلبي يوجعني عليه
لو يشعر بابنته الأن لم يكن يترك دمعه واحدة تنزل من عينيها
طوال عمره لم يكن يطيق علينا هفوة هواء فكيف بابنته "

التوت عضلة قلب أكمل بعنفٍ قاسٍ تجاهله وهو يحتوي وجهها بين كفيه بعد أن تركها تخرج كل ما بداخلها ثم غرس عينيه في عينيها قائلاً بتعقل :-

" اسمعي أنا أشعر بك وأفهم مشاعرك الأن لكن ما يجب أن تفهموه جميعاً
أن مرابضتكم هنا جواره لن تفيده بشئ يا غدي
هو لا يشعر بكم ولا يعرف عن وجودكم
من خلفيتي عنه أنه لم يكن ليعجبه ما تفعلوه
أنتم أوقفتم حياتكم حرفياً "

يبتسم بقسوة وهو يقول بسخرية لا يقصدها :-
" ضعفكم هذا يثير بداخلي ذهول وكأن هذه العائلة لم يمر بها مصائب من قبل "
يضحك بمرارة وهو يقول :-
" اعذريني لكن منظر والدك .. عمك ..أبناء عمومتك يثير بداخلي الحقد ما هذه العائلة الكريمية التي لا تتحمل ضربة مطرقة من الحياة ؟"
نال من عينيها نظرة نارية وهي تقول من بين أسنانها :-
" هل ينقصنا حقدك وتهكمك الأن ؟"
التوى فكه بابتسامة شديدة الجاذبية
ابتسامة مطمئنة خاصة وهي مصحوبة بنظرته الدافئة وهو يخرج أحد المحارم الورقيه ماسحاً وجهها بعناية ثم رفع علبة الطعام غامزاً :-
"أظن أنه حان وقت الطعام "
"لا أشعر أني أريد" قالتها بقنوط وهي تضم كفيها شاردة إلا أنه لم يهتم بكلامها وهو يفتح العلبة مخرجاً منها الشطائر الصغيرة مستغلاً شرودها فيلتصق بها عن عمد بلا حياء ثم يمد كفه بالشطيرة نحو فمها قائلاً بهيمنة واثقة :-
" ليس بمزاجك ..فأنا لا آخذ رأيك"

فتحت فمها محاولة الإعتراض إلا أنه لم يمهلها وهو يدس الشطيرة بفمها قصداً
ثم لمسة حنونة مغرية لخدها مغمغماً بسلطوية :-
" أكمل البدوي لا يقبل بكلمة لا "
ومهما بلغت قوتنا ..مهما بلغ جحودنا نحن في حضرة الحنان مدللين !
وفي حضرة العاطفة الصادقة ضعفاء!

ظل جوارها هكذا حتى تناولت شطيرة بالكاد لكنها على الأقل هدأت بدرجة مطمئنة فشعر أنه اشتاق مشاكستها
وربما هو اشتاق قربها
لكن الأكيد أنه سيموت في مرة من لوعة قربها البعيد
نبهها من عبث كفيه أنه ملتصقاً بها فانفلتت ابتسامته على جحوظ عينيها وهي ترفع وجهها المحتقن له بعد أن أبعدت كفه هامسة بنبرة (عصبية ) :-
" ماذا تفعل
ألا تحترم نفسك والمكان الذي نحن به "

ومن الذي يحترم نفسه ؟
أكمل البدوي ؟
ربما حين تشرق الشمس من مغاربها أو ربما حين ينل الوحش الجائع بداخله وجبة الحلوى التي يتوق لها
يهز كتفيه بجرأة رافعاً أحد حاجبيه قائلاً بتسلط واثق :-
" زوجتي ,,, امرأتي "
تأففت غدي قائلة بتبرم ومجاراة في الحديث والطريقة ربما لا تنتبه لها :-
" صدقني تشعرني بهذين الكلمتان اللتان لا تنفك عن قولهم كمحدث النعمة أو كالذي لم يرى امرأة من ..."

قطعت كلامها وهي تقطب والذاكرة تراجعها عن ما رأته بالمشفى ولم تلحق أن تسأل عنه فبعدها خرج عَلي من غرفة العمليات ومن ثم علمت بمرض شهاب
نظرة التفكير الضائق على وجهها لفتته فسألها مضيقاً عينيه :-
" ماذا ؟"
سألته بنبرة موشية بعدم الفهم :-
" هل لك اسم آخر غير أكمل ؟"
صمت ثوانِ ثم سألها بحذر وهو لا يعرف سبب مغزى سؤالها الغريب :-
" لما تسألين هذا السؤال ؟"
اعتدلت في جلستها وقد شغل الموضوع انتباهها فقالت باستفهام:-
" لقد قرأت اسم عَلي بورق المشفى
مكتوب عَلي أصف البدوي وليس عَلي أكمل البدوي"

ضم أكمل شفتيه وهو يحك ذقنه بكفه ثم تناول زجاجة الماء من أمامه يتجرع منها ثم نطق أخيراً بنبرة مسيطرة دون أن يهتز :-
"أصف يكون اسم أخي وليس اسمي "
شهقت بصدمه قائلة بنبرة غير مصدقة :-
" عَلي ليس ابنك "
ونبرته القاسية بردعٍ لا يقبل الجدل لجمتها وأوقفت بقية الحديث على لسانها :-
" عَلي ابني أنا اقحمي هذا في رأسك "
شعرت وكأن رأسها يدور وهي لا تفهم شئ فسألته (بعصبية ):-
" أنا لا أفهمك كيف ابنك وتقول أن أصف اسم أخيك ؟"
ونبرته المتملكة دون أن تفقد نزعة القسوة كانت صدمة لقلبها
كانت مقتلعة لخيالها
وكانت قاصفة لعقلها الذي كون صورة عن هذا الغريب أمامها فيكتشف كل يوم عن الأخر أنها أبداً أبداً لا تعرفه وربما لن تفعل !
" عَلي ابني أنا ولد على ذراعي أنا
نطق كلمة بابا لي أنا
رضعته الأولى من كفي أنا
نال أمانه واطمأنانه بين ذراعي أنا
أول من مسح دموعه كان أنا
علي ابن أكمل البدوي ولم يعرف أباً غيره
"

: أحياناً ينتابنا خليط من المشاعر المختلفة ألوانه

حزن ..ألم ... حيرة ... فرحة ..انبهار ...خوف ...قلق ... رغبة ... ومرة أخرى حيرة !

خلطة سحرية من المشاعر اللا مفهومة تحل علينا تحت شعار مجتمعي معروف وربما دارج بسخرية
لعنة الهرمونات !

هل جربت قبلاً شعور أنك لا تفهم نفسك ؟
أنك تريد شئ لكنك لا تستطيع التعبير عنه كما يجب أن يكون
أنك تريد عبور طريق فتجد نفسك سائراً في طريق آخر وبالحالتين أنت غير مدرك للنهاية ؟

لا تعلم ماهو شعورها بالضبط لقد اقتربت من هذا الغريب بنية فهم شعور المتصابيين رغم أنه يصغر والدها بالكثير لكنه أيضا يكبرها بالكثير
اقتربت وكأنه كان بداخلها رغبة في الانتقام من أشباههم
فضول غريب كان يدفعها ناحيته
الكثير والكثير من الأفكار والنوايا جميعها أغلق بابها في وجهها وهو يصرح بقول أنه أعذب ثم يغير الورقة برغبة أنه يريد عملها معه وإلى الأن لم ترد عليه ..
وعلى ذكر المجهول يحضر عبر رسالة يومية لا يتأخر ثانية في معادها ككل يوم

"أنتظر مجاورتك في العمل على أحر من الجمر "

هو حتى لا يضع احتمالية رفضها
هو يبدو وكأنه متأكد من موافقتها الأكيدة ولا يبقى سوى ذهابها
وإحقاقاً للحق ؟
هي تريد أن تذهب
تريد أن تخوض هذه المغامرة
أن تنزل مجال العمل الذي لم تفكر به من قبل
أن تثبت ذاتها
أخرجها من موجة أفكارها صوت هاتفها الذي يرن وهذه المرة كان خالد
ابتسمت وعينيها تلمعان بمحبة صادقة
خالد هو الوجه الذي يشعرها أن الحياة مازالت بخير
هو السبب الأخر لعودتها لاتزانها فبعد أن أصيب عمه بالوعكة الصحية وجدت نفسها تنسى كل شئ وتسعى للوقوف جواره
تذهب له بالمشفى ربما الظاهر من أجل أختها لكن الباطن من أجل مؤازرته هو
بالبداية تهاتفه ليلاً ونهاراً مخففة عنه ومستمعه لهمومه .. يأسه .. اشتياقه لصديقه وعمه حتى انقلب الأمر وأصبح هو من يسعى للإتصال كما الأن ...

ربما أمر الزواج الذي عرضته عليه مازال عالقاً من جهتها ومرفوضاً منذ زمن من جهته لكنها لن تتخلى عنه
خالد هو مفتاح أحلامها الوردية البسيطة
خالد هو سفينة سكونها
خالد هو شاطئ رسو أمانها
رجل تتمناه كل انثى
الرجل المثالي لتكوين أسرة بسيطة وبيت دافئ يعوضها عن ما لم تلقاه يوماً بعكس الظاهر للجميع
لذا هي رغم كل شئ سعيدة
سعيدة وفرحة بانجذاب خالد لها هذة المرة بمحض إرادته بل وسعيه هو وراء ذلك
هي فرحة أنها أصبحت مصدر لراحته وثرثرته الليلية عن نفسه
خالد كان لها صبحاً فأصبحت له سَحَراً
رفعت الهاتف لأذنها تسعى هي للاتصال عليه بعد أن انقطع اتصاله حين لم ترد
وفور أن وصلها صوته الدافئ ابتسمت بمحبه صافية وهي تطلق وعداً بينها وبين نفسها ستسعى لتكون له المرأة المثالية كما هو الرجل المثالي تماماً
وبالأخير ؟
نحن في حضرة المصلحة مذنبين وفي حضرة التبرير قضاة !

==================

مثل قلبٍ مشتاق كطفل يتعثر من كثرة ضياعه بين طرقات الحنين !

يتحرك في مكتبه بلا ارتياح وهو لا يدري ماذا يفعل
يكاد يجن من كثرة التفكير
منذ أن انفلت عقال لسانه مطالباً بالزواج منها وهي لم تأتي
هي حتى لم تقدم استقالتها
لم تخبر الأكاديمية عن سبب غيابها فقط اختفت غياب غير مبرر للجميع
الوحيد الذي يبدو وكأن الأمر لا يعنيه هو إيلام الأيوبي
رغم اهتمامه الذي كان واضحاً بها إلا أنه حتى لم يسأله عليها أو حتى يسأل عنها فقد كانت مساعدته ؟!
هل صدمها بطريقته المتسرعة في طلب الزواج ؟
إذا كان صدم نفسه فكيف بها هي ؟
لقد شعر أن مشاعره كانت كالمارد الذي ينتظر الخروج من قمقمه فانفلتت خطواته بذاك الطلب
من يومها وهو لا يهدأ عن التفكير بها
تزوره في صحوه ونومه كالمهووس
متى تعلق بها هكذا؟
متى أصبحت حلماً وقد كان يكره ذكر كل ماهو أنثى

إنها تسكن روحه وأحلامه القاحلة كعازفة في صحاري الليل مبدداً هيام الروح بعذوبة ألحانها

لم يقدر على الصمت أكثر من ذلك فخرج بلا تفكير من مكتبه حيث مكتب إيلام الأيوبي
طرق الباب ودخل مسرعاً دون حتى أن ينتظر الإذن بالدخول
رفع إيلام رأسه عن الأوراق متفاجئاً لكنه عاد وابتسم ببساطة قائلاً :-
" مرحباً يا بشمهندس حصلت لنا البركة بزيارتك "

ابتسم سعد بلا معنى وهو يمد كفه يسلم عليه ثم جلس على الكرسي المقابل لمكتبه متحيراً ما يقول
لكن ما لا يعلمه أن الآخر كان يعلم
بل ويعلم الأكثر
يقرأ حيرته الجلية على وجهه وكأنه ندم عن قدومه
يلاحظ تخبطه المثير لدهشة الجميع عداه
فربما لم يلتقط أحد غيره أن هذا التخبط لم يظهر سوى بغياب هنا!
تنحنح إيلام قائلاً بدهاء :-

" أظن أنك كنت ستراجع معي الخطة الجديدة للبرامج الإلكترونية يا بشمهندس صحيح "

رفع سعد رأسه قائلاً بلا إهتمام :-
" نعم ...نعم بالفعل لنراجعها معاً"

نظر إيلام بحاسوبه يجلب عدة صفحات وملفات ثم تحدث بنبرة تبدو عابرة :-
" أظن أننا بحاجة لمساعدة جديدة لمكتبي يا بشمهندس ما رأيك "
لمعة عينا سعد الملهوفة أكدت له ظنونه مما جعله يقنط وكأنه لأخر لحظة كان يريد تكذيب ظنه
لكن ما يراه بعينا الشاب من ولع رجولي لا تخطأه عيناه أبداً خاصةً وهو يسأل بنبرة متلهفة مفضوحة دون أن يشعر
نبرة بعيدة كل البعد عن سعد الرزين ..سعد الثقيل الغامض الذي لا يسلم مفاتيحه أبداً لأحد

" هل الأنسة هنا لن تأتي مرة أخرى ؟"
أشفق إيلام على رنة الشجن في صوته فظل على نفس طريقته التي مزيج من الدهاء ومن أنها تبدو عابرة فيرفع حاجبيه قائلاً بدهشة :-
"ألم تسمع الخبر يا بشمهندس ؟"
أسود وجه سعد وقلبه يضطرب بين ضلوعه كمن سقط في قدميه كما يقولون فيسأل بفكٍ مرتعش :-
" ماذا حدث ؟"
تزايد الإشفاق في قلب إيلام فقال :-
" الصحف ممتلئة بخبر وعكة خالها الصحية بالمشفى "
ظل سعد صامتاً لدقائق وكأنه لا يفهم ما قيل له حتى نطق بعدم فهم متسائل:-
" خالها ؟"
حك إيلام ذقنه قائلاً باندهاش :-
" ألم تسمع من قبل عن دكتور شهاب البرعي ؟
الطبيب النفسي الذي نقتبس مقولاته جلسات الأربعاء "
ازدادت تقطيبة سعد لكنه مط شفتيه قائلاً :-
" اسمع عنه لكني لا أعرفه"
يواصل بغباء ومازال على عدم فهمه :-
" لكن ما علاقته بها "
تحرك لسان إيلام في باطن خده بحركة غير ملحوظة ثم نقر بالقلم على سطح المكتب قائلاً بحذر :-
" إنه خالها يا بشمهندس
خالها مصاب بغيبوبة و بالمشفى منذ أن غابت "
إزدادت البلاهة عن وجهه وقبل أن يسطع شعور أخر كان إيلام يلتقطها فيقول بدهائه :-
"حين كنا نريد اقتباس مقولاته أخبرتنا أنه خالها فتوسطت لنا عنده "
"نعم ...نعم لقد فهمت " قالها سعد بنبرة ارتياح نسبي ثم نهض واقفاً وهو يستأذن بالخروج فسأله إيلام :-
"ألن نراجع الخطط يا بشمهندس ؟"
ابتسم سعد ابتسامة عابرة وهو يقول باعتذار :-
" وقت أخر إن شاءالله "

================

تأففت بضيق وهي تناظره منكب على الأوراق والحاسوب أمامه لا يعيرها اهتمام منذ أن أتت ليختارا دعوات الزفاف سوياً
أخرجت هاتفها تنظر بشاشته لحسن مظهرها الذي تحافظ عليه على الدوام ثم تحركت ناحيته حتى وصلت إليه مزيحه الأوراق من أمامه بثقة ثم جلست على حافة سطح المكتب المصقول فأصبحت مقابلة له
شملها حسن بنظرة ذكورية مقيمة ببنطالها الجينز الأسود وذاك القميص الحريري الذي أدخلت أحد جوانبه داخل البنطال والأخر لا
شعرها منساب على ظهرها برقة ووجهها يبدو كأية من الجمال ليس بها خطأ
خطأ واحد لا يوجد بالنسبة لأى رجل فهي الأنثى المثالية تماماً
وبالنسبة لأي غرور أو إنتشاء ذكوري فهي تجعلك في أعاليه
تبدو مدلهة به كمن لم يقترب منها رجل من قبل رغم أن أعلى رجل مكانة ينتظر إشارة منها
مالت عليه حتى كانت أصابعها تداعب أزرار قميصه فانتبه لها متسائلاً بمكر :-
" ماذا ؟"
ابتسمت بغنج هامسة بدلال :-
" لا شئ فقط رأيتك شارداً عني فقلت لأنبهك "
ابتسم حسن ابتسامة متعجرفة تعجبها قائلاً:-
" وهل يضايقك ؟"
وضعت سبابتها على طرف شفتها السفلى المطلية بالأحمر القاني قاصدة جذب عينيه هناك ثم رمشت بعينها هامسة بنبرة أبحة متملكة حركت شئ به :-

" كل ما يمكن أن يشغلك عني يضايقني "
تقترب أكثر لاثمة جانب فكه ..زارعة عينيها في خاصتيه هامسة بسطوة أنثوية مهلكة :-
" أنت لي أنا ... أنت خاصة ريتال المحلاوي وريتال المحلاوي لا تفرط أبداً في شئ يخصها "
رفع أسر حاجبيه وهو يبتعد بكرسيه قليلاً قائلاً بتهكم متسائل :-
" حقا ؟"
أومأت برأسها بحركة أنثوية مغرية فابتسم بلا معنى لكن زوبعة شيطانية نكتت في صدره جعلته يسأل بفضول متحرق :-
" ماذا لو فعلت أنا ؟
ماذا لو ابتعدت أنا ؟"
وهو غبي الأن
وهي أنثى تلتقط بعيني رجلها نظرة جوع!
وبنبرة صوته رنة احتياج!
فتتحرك من مكانها بحركة مدروسة حتى كانت بثانية على قدميه تبادر بعاطفة لم يبادلها إنشاً بها بل أبعدها عنه وكأنه لا يطيق حتى لمستها لكنها لم تهتم كثيراً وهمست بهيمنة أنثوية :-
" وإن كان أنت لن أسمح لك أبداً "

=================

بلدة أهل سعد القيسي
بيت والدته ..
دخلت فاطمة راكضة حيث غرفة والدتها تقول بنبرة قلقة:-
" أمي ..أمي لقد اتصل سعد يقول أنه في الطريق"

نهضت والدتها ببطء من رقدتها على الفراش تقول بلهفة أمومية كهلة :-
" ابني حبيبي لقد اشتقت له اشتقت له متى أخبرك ومتى سيصل "
تحركت فاطمة مقتربة منها وهي تقول بنبرة حذرة :-
" أمي حذيفة نائم بالأعلى وأقول لكي أن سعد بالطريق إلى هنا "
شحب وجه والدتها وقد مزج عقلها عن ما يمكن حدوثه إذا تقابل الاثنان
أصابها السعال فأخذت تكح بتوالي مقلق حتى أتت خديجة على صوتها متسائلة بقلق عن ماذا حدث
سقتها فاطمة الماء حتى هدأت قليلاً ثم التفتت لخديجة تخبرها
لوت خديجة فمها قائلة بنبرة تعنيف :-
" وماذا فيها يعني هل نطرد أخينا من أجل الشيخ ؟"
ناظرتها أمها بلوم مما جعل خديجة تأخذ جانباً وهي تقول بنبرة بها شئ من الغضب :-
" ماذا أفعل أو أقول يا أمي ألا تشاهدي كرهه لي أنا وحذيفة دون أسباب واضحة "
دمعت عينا فاطمة بحنان لأخيها الذي تحبه وتشفق عليه فاقتربت منها قائلة بتأنيب :-
" حرامٌ عليكِ يا خديجة ألا يكفي أنه عاش عمره كله وحده ؟
ألم تسمعي من البلدة عن ما كانت تفعله حميدة زوجة والده فيه ؟
لوحت خديجة كفها بحركة لا مبالية ثم تشدقت قائلة بنبرة قاسية :-
" والله هذا ليس ذنبنا "
رمقتها فاطمة بنظرة تأنيب وهي ترمق أمها بجانب عينيها مما جعل خديجة تقول برحمة :-
" لا تقلقي يا أمي حذيفة نائم كالقتيل وأنتِ تعرفين سعد لا يظل دقائق حتى "
لم يكادوا ينتهوا من حديثهم حتى كان الطرق على الباب الخارجي يعلو
تبادل الثلاث نظرات قلقة حتى تحركت فاطمة بعزم ناحية الباب وعاطفة اشتياقها تسبقها له
فور أن فتحت له الباب هلت عليها رائحته المسكية المميزة ابتسامته الحنونة الخاصة بها رغم النظارة الشمسية التي تداري عينيه عنها
ارتمت عليه فاطمة تحتضنه بشوق قائلة بحنان :-
" اشتقت إليك يا سعد اشتقت إليك يا حبيبي "
استسلم سعد لحضنها الحنون وهو يبادلها بأخر ثم أبعدها مقبلاً رأسها يسألها باهتمام :-
" كيف حالك حبيبتي ؟"
أومأت فاطمة وهي تسحبه ناحية الداخل :-
" بخير لقد اشتقنا لكم جميعاً"
دخل معها سعد حتى غرفة أمه فاقترب منها مقبلاً رأسها دون أن يهتم برغبتها في احتضانه وهو يقول بنبرته الرخيمة :-
" كيف حالك يا أماه و كيف حال صحتك ؟"
شحبت ابتسامة والدته الفرحة بقدومه لكنها ردت عليه باهتمام فهي رغم كل شئ قد تعودت منه على ذلك
اقترب من خديجة يصافحها مصافحة عابرة باردة بادلتها بالمثل ثم جلس مطرقاً برأسه دون حديث حتى دخلت فاطمة الغرفة مهللة وهي تقترب منه بكوب من عصير المانجو قائلة :-
" لقد حضرته لك خصيصاً بيدي"
تناول سعد الكوب من يدها بابتسامة باهتة مرتشفاً رشفتين وعند الثالثة كاد يشرق وهو يسمع نحنحة رجولية لجمته
ابتلع ما في فمه بصعوبة وهو يضع الكوب أمامه ينهض واقفاً غير دارياً بنظرات الذعر على وجوههم حتى تصلب مكانه كمن حزموه بقيدٍ من حديد وهو يبصر قامة أخيه حذيفة يدخل عليهم الغرفة ناطقاً اسمه باستغراب
فاطمة تناظر وجهه بذهول وكأنه تحول لأخر
عينيه شديدتي الإحمرار مضيئتين ببقعتين من شرٍ يبعث الرهبة في النفوس
هل تعلم حين تطل نظرة مزيج من الكراهية والرعب ؟
لا تعلم كيف لكن هذا ما التقطته عيناها وأبصره قلبها
تشعر أن سعد يريد أن يتبخر من مكانه ولا يظل ثانية واحدة
وكانت محقه
لو أبصر أحدهم قلبه الأن
لو دخل أحدهم لنفسه الآن ؟
لو شعر أحدهم بروحه الأن ؟
حشى قلبه كجمرٍ دفين لا دواء له
نفسه متألمه بكراهية سوداء لا استشفاء منها
وروحه قدحت بزندٍ محمٍ من قعر الجحيم فكان الاشتعال لا إنطفاء له
وربما صوت أذان العصر الصادح في جوامع البلدة كان رحمة من الله التي تغيثه دوماً فيتحرك من مكانه مسرعاً
غير عابئاً بنداء والدته
غير مهتماً بلهفة فاطمة
ناقماً على نبرة أخيه المنادية عليه
ومتألماً من كل هذا الوطء الذي تعلو به نفسه فيبدو كمن يركض ركضاً حتى المسجد
حتى راحة نفسية ينشدها بين طيات السجود
وحيث إبراء من نار بماء الوضوء
وفور أن دخل حمامات المسجد كان صوت تقيؤه يجعل القادمين للصلاة يلتفون حوله بقلق !

=================

الحب كعمل سحري يجعلك تنساق إلى حيث اللامعقول دون أن تشعر
أنت في حضرة الحب مغيب
وأمام مرٱته أعمى !
دخلت سديل غرفة أختها تناظرها بإشفاق في جلستها الشاردة
سنا أصبحت أخرى غير التي تعرفها
منذ أن صارحتها بأمر الشاب الذي يسمى عمار وهي تشعرها أخرى تلبستها
لم تعد سنا القوية المناضلة رغم كل ما مرت به في حياتها
أصبحت أخرى حائرة ... مشتتة وغير مرتاحة
أحياناً تخبرها أنها تريد أن ترفض ثم تعود وتغير كلامها عاجزة أنها تعلقت به !
أنها تريده
أختها وقعت بهذا الشاب دون إرادة منها وربما هو من أوقعها
صحيح أن سنا هي الأكبر منها بسنوات لكنها أحياناً تشعر نفسها هي الأكبر
خاصةً بعد أن توفت صديقتها المفضلة
ليتها كانت المفضلة فقط لقد كانت صديقة عمرها وماتت أمام عينيها
لقد تبدلت وقتها أختها لأخرى تحمي نفسها بقشرة مزيفة من البرود وأحياناً العجرفة
أحياناً اللامبالاة لكن ما تعلمه جيداً ورغم أن أختها خضعت لعام كامل من العلاج النفسي من الإكتئاب إلا أن الأمر مازال حياً بداخل قلبها
ربما لهذا هي مذبذبة ناحية هذا الشاب
تخاف أن تتعلق به أكثر فيخذلها وهي تعرف كم أن نفسية أختها ضعيفة
وتخاف أن تتركه فتخسر روحاً وجدت جوارها ربما بعض من السكون بعد سنوات !
تنهدت سديل وهي تغلق الباب خلفها ثم تقدمت حتى جلست أمام سنا قائلة بحنو:-
" ما بكِ يا حبيبتي تبدين حزينة متعبة "
وأحياناً نكون في عرض كلمة واحدة بنبرة حنو حتى تخرج مشاعرنا المكبوتة كثيراً
مالت بحضن أختها وهي تنفجر باكية بكاء هستيري خلع قلب سديل وهي لم ترى أختها في هذه الحالة منذ وقت طويل جدا
ضمتها بقوة وهي تربت عليها بحنو تتركها تخرج كل ما في قلبها
محاولة كتم صوت شهقات أختها بصدرها حتى لا يصل لأي من والديها بالخارج
نحن في حضرة الغرباء أقوياء وبين أحضان من نحب قمة الضعف !
بعد فترة طويلة ... طويلة من البكاء لم تقاطعها أبداً أختها بل تفضي عليها من الحنو الأنثوى ما تحتاجه حتى هدأت فرفعت رأسها هامسة وعينيها متورمتين شديدتي الإحمرار :-
" أنا أسفة يا سديل ..لقد أثرت قلقك "
ناولتها سديل المحارم الورقية ثم ربتت على وجنتها قائلة بحنو مشاكس :-
" بل لي الفخر يا سيادة الصحفية الماهرة
كنت أنتظر هذه اللحظة منذ زمن
دوما أنا التي تبكي وأنتِ من تواسي دعيني أخذ اللقطة "
ابتسمت سنا فسألتها سديل وهي تناولها كوب من الماء :-
" أخبريني هل جد جديد بأمر هذا العمار الذي أريد قتله الأن ؟"
شربت سنا كوب الماء ووضعته جانباً قائلة وهي تفرقع اصابعها :-
" لا جديد هو يريد التقدم وأنا خائفة من الموافقة
خائفة أن أجازف بقلبي معه لأني مائله إليه يا سديل هل تفهميني ؟"
أومأت سديل بتفهم ثم حاورتها بنبرة عاقلة :-
" وإن كان هكذا حبيبتي لما لا تعطيه فرصة يا حبيبتي ؟"
أخرجت سنا نفساً مشحوناً بالكثير ثم نظرت حيث الشارع من النافذة المجاورة لها وقالت :-

" الأمر معقد يا سديل
منذ أن أخبرته أن يقطع علاقته بصديقته وكما أخبرتك أعدت حساباتي مع نفسي متسائلة عن مدى أنانيتي في فصل صديقي عمر عن بعضهم البعض
لكن حتى وقلبي يخبرني بهذا بنرة عواطف لها دوافعها يعود عقلي يحاججني أنه لا يصح إلا الصحيح "
تصمت دقائق ثم تواصل :-
" حين أفكر بها هي وأنا أحرمها من صديق عمرها
وأعود وأرد على نفسي أنها حين تتزوج سيفعل زوجها المثل حتماً إن كان رجل "
تزفر بضيق ثم تواصل :-
" صدقين بعقلي مئات من الأفكار المتزاحمة
حتى أنه حين أخبرني أنه لن يقطع العلاقة تماما لأنه لن يحترم نفسه إن فعل لكنه سيحددها رويداً حتى لا يجرح ماريان
كما أنه شدد أنها ستظل أختاً عزيزة تعود بعض الشكوك تساورني
ماذا إن كان يحبها لكنه يعود بحديثه وأفعاله دون أن يشعر يخبرني أن مشاعره ناحيتها حقاً لا تتعدى الأخوة "
أومأت سديل بتفهم ثم سألتها :-
" ماذا عن الفتاة يا سنا ؟"
فرقعت سنا أصابعها وقالت :-
" لحظات أشك أنها تحبه
أنها لا تطيقني
لكنها هي الأخرى تحيرني بتصرفاتها "
تأخذ كوب أخر من الماء تشربه ثم تواصل :-
" هذه البيئة غيرنا يا سديل
الصداقة بين البنت والولد عندهم أمر عادي ومألوف غيرنا تماماً
لذا لا أستطيع الجزم ناحيتها بشئ
ربما ألمح في عينيها غيرة لكن أعود وأرد على نفسي ربما غيرة صداقة وليست حب
ربما أنا سيئة الظن "

لمعت عينا سديل وهي تقول بمنطقية وكأنها تفكر مع أختها بصوت عالٍ:-
" لما لا تسأليها ؟"
قطبت سنا بحيرة فواصلت سديل شارحة :-
" تسأليها عن مشاعرها
يعني إن كانت تحبه فاخرجي من هذه العلاقة بالبداية سليمة أفضل لكِ ولهم "
ضيقت سنا عينيها بتفكير انفرجت له ملامحها ثم نظرت لأختها قائلة :-
" أشعر بالارتياح للاقتراح لكن بنفس الوقت أشعر بثقل الفعلة على قلبي ماذا لو أخبرته ؟"

مطت سديل شفتيها وهي تقول :-
" لا أظنها تفعل "
ثم هزت كتفيها وهي تقول :-
" اطلبي منها ألا تفعل
أنا أعلم أنكِ لا تريدي الدخول بعلاقة تأذي بها مشاعر أحد أخر
أعلم أنك حريصة كل الحرص على هذا فأخبريها هي أنثى مثلنا وستشعر "
أومأت سنا بتفكير وهي تقول بنبرة شاردة :-
" سأفعل "
قبلتها سديل من وجنتها فابتسمت سنا بقنوط وهي تقول بعجز :-
" لكن ليت الأمر يقتصر على هذا ؟"
" ماذا أيضاً ؟" سألتها سديل باهتمام أخوي فأجابت سنا وهي تنظر بعيني أختها :-
" هناك أمر لم أفكر به جدياً إلا حين شعرت أن الموضوع أصبح جدي تماماً وهو يقول أنه يريد أن يأتي للتقدم بعد أن تتحسن حالة أخته"
غيرت سديل الموضوع قليلاً وهي تقول بمشاكسة :-
" هل تعلمي أن ما يجعلني أريد أن يتم الموضوع هو رؤية شهاب البرعي على الطبيعة أمامي
أنها صدفة فظيعة حين أخبرتيني أنه زوج أخته "
ابتسمت سنا وهي تقول :-
" لقد دهشت أنا الأخرى شفاه الله وعفاه نعم الرجل والطبيب "
أومأت سديل وهي تؤمن هي الأخرى ثم سألتها أن تواصل حديثها قبل أن تقاطعها

" فكرة أن والده متزوج على أمه تخيفني كثيراً
من أكثر من اتجاه
أول اتجاه هو تقبل والديكِ للأمر
أنتِ تعلمين ماما وبابا وكم لا يمررون الهفوة
ثاني اتجاه بعض المخاوف الأنثوية أن يكون مثل والده فيفعل معي المثل ذات يوم "
أطرقت سديل برأسها وهي تعترف بينها وبين نفسها بأحقية أختها في مخاوفها خاصةً في أمر والديها لكنها عادت وسألتها باهتمام :-
" هل هو ذو عين زائغة يا سنا ؟"
ضحكت سنا من الجملة ثم قالت :-
" هو قليل الأدب لكن ليس بالمعنى الحرفي
نظراته لي أحياناً نظرات رجل لأنثى لكن ليس زائغ العين أو رجل لعابه يسيل من أجل الأنثى
هو متفتح يا سديل متفتح
بيئته غير بيئتنا ..تفكيره غير تفكيرنا في كثير من الأشياء وهذا ما أخافه "
مطت سديل شفتيها بتفكير وهي تقول :-
" حسنا ننتظر رد صديقته هذه عليكِ ثم ..."
قاطع حديثها رنين هاتف أختها التي ردت عليه ويبدو أنه هاتف من أحد المجلات الكثيرة التي تطلب منها مقالات فانسحبت وهي تشاور لها أنها ستصنع لهم عشاء حتى تنتهي هي
خرجت سديل من غرفة أختها وقلبها يتأكل عليها
سنا أختها أضعف مما يتصور
ربما هي قشرة من القوة والكبرياء تواجه بهم الهموم ربما هي تتصنع واجهة مزيفة يريدها أبويها أو حتى زرعوها بهم
لكنها أطيب قلب قد يصادفه أحد وكم تخاف عليها من هذا العمار
تنظر للغرفتين المتجاورتين حيث مكاتب كل من والديها بقنوط ثم تعود وتتنهد بإحباط وهي متحركة داخل المطبخ تصنع طعام بآلية وعقلها مازال يفكر خوفاً على أختها !

==================

أحياناً يكون جل ما تتمناه هو أن تأخذ نفساً عميقاً غير مثقلاً بالأوجاع
أن تغمض عينيك وأنت خالٍ البال مرتاح
أن تضحك دون أن تتخلل ضحكاتك غصة وجع !
أن تتحدث دون أن يكون صدرك معبأ بالهموم ..

فتحت داليدا عينيها صباحاً وهي تتمطى في فراشها الواسع ثم التقطت الهاتف تنظر إلى الساعة بقلق حتى تنفست بارتياح وهي تجد أنه مازال متبقي ساعة على موعد علاج فيروز
عادت تتقلب على الفراش وهي تغمض عينيها مرة أخرى دون أن يفعل عقلها المثل
منذ فترة وهي تستطيع القول أنها في أفضل حالاتها النفسية
تقريباً منذ أن سافر وتركها لقضاء أعماله بالخارج
ربما ما ينغص عليها ارتياحها هذا هي حقيقة عودته
حقيقة أنها زوجة
زوجة لزوج له حقوق لا تستطيع أن تعطيه أهمها حتى
ربما لو عاد بها الزمن لتزوجته مرة أخرى
ليس لشئ سوى أنها كانت مجبرة
لم تكن سوى ذبيحة سيقت لذبحها دون أن تفعل شئ سوى النباح
نباحها هي كان أخرس لا يستمع إليه أحد سوى روحها
روحها الميتة !
هي ماتت إكلينيكياً منذ زمن وللأسف كان نصيبها أنها عالقة بذنوبها
لا هي نالت نعيم الفردوس ولا جحيم جهنم
خطين من الدموع نزلا على وجنتيها فمسحتهم مسرعة وهي تتحرك نازلة من الفراش حتى المرآة
تحركت بعينيها قبلاً في الغرفة الواسعة التي لو أخرى غيرها لكانت سجدت لله شكراً كل يوم عليها لكنها ومن المثير للسخرية لا تحبها
هي حتى لا تحب أي شبراً في هذه الشقة
لم تشعر أبداً أنها مكانها
لم تشعر أنه بيتها
عادت ونظرت لنفسها في المرأة بتردد وكأنها تخشى رؤية نفسها في هذه الغلالة
غلالة من الستان ناعمة تصل حتى كاحليها تظهر انسيابية جسدها دون ابتذال
عظمتي الترقوة البارزتين عندها بشكلٍ ملحوظ
جسدها الرفيع بفتنته المميزة
شعرها الطويل منساب على ظهرها وكأنه ينافس الغلالة طولاً
غلالة أبداً لم ترتدي أي منها لا هي ولا شبيهاتها وهو هنا
وكأنها تعلن له أنها لا تريد
لكن إلى متى
لقد سافر على وعد معها أنها سترتاح نفسياً بعد الفترة العصيبة التي مرت بها !
تحركت جهة الحمام بقنوط كي تتوضأ وتصلي صلاة الضحى في عادة ورثتها عن أمها ثم تطعم أخوتها قبل أن تنزل إلى العمل فاليوم هو عودتها للشركة وكم تخاف
وما يؤرقها أكثر هو تلك السيارة التي أصر على أن تأخذها وتعود بها كل يوم حين أصرت أنها تريد مواصلة العمل !

===================

بعد عدة ساعات

الحياة عبارة عن مجموعة من البشر
وأبشع ما قد تواجهه فيها هو البشر !

جميعنا ننصب من أنفسنا القاضي والجلاد على الجميع
ننصب لكل من نراه محكمة ناصبين من أنفسنا القضاة والحكم يكون بالإعدام شنقاً دون القبول بالاستئناف في قضيته
دون القبول بالنظر في أوراقه .. في ماضيه في ظروفه .. في ما أجبره على فعلته
في إن كان جانٍ أو ربما هو مظلوم مجني عليه من مظاليم الدنيا الكُثر
خرجت مسرعة من باب الشركة ربما أقرب تشبيه لها أنها كانت تركض كالهاربة غير عابئة حتى بالسائق المنتظر لها
لم تكن تظن أنهم يعلمون بزواجها من رأفت لكنها فور أن دخلت من باب الشركة شعرت وكأن الأنظار كلها معلقة عليها
أرجحت الأمر بالبداية أنه لهيئتها المختلفة وقد كانت ترتدي إحدى الفساتين المشجرة التي جلبها لها مع
( منديل) أنيق يختلف عن ما ترتديهم
فمطت شفتيها مواصلة طريقها دون أن تنظر لهم لكنها فور أن وطأت قدميها باب الغرفة التي تعمل بها حتى كانت المدافع تنطلق بوجهها

"مرحباً مرحباً بالسيدة داليدا "

" هل مكتبنا المتواضع أصبح يليق بزوجة الرئيس ؟"

" تبدين أميرة من الأميرات " ثم التواء شفاه أنثوية و مثل شعبي معروف ( لبس البوصة تبقى عروسة )

حاولت الحديث .. التبرير ... الشرح
حاولت تهدأتهم لكنهم لم يعطوها حتى الفرصة وهم يواصلون

" لما أتيتِ إلى العمل ؟ وهل تحتاجين عمل الأن لقد ملكتي الدنيا بين يديكِ بزواجك من رأفت العُليمي "

" قوية يا فتاة اوقعتِ الرجل بحبالك في أقصر مدة "

" زوجته تستحق أن يكسر أنفها "

" الفرحة تنطق من وجهك معك حق الرجل يستحق "

" خذلتينا يا داليدا كنا نظنك فتاة محترمة ابنة أصول مثلنا "

والكثير الكثير من لسع السياط حتى لم تشعر إلا بقدميها وهما تهرولان للخارج

لا تعلم إلى أين أو كم ظلت تركض حتى شعرت بنفسها تقع على أحد درجات السلالم التابعة لأحد المنازل
انكفأت بوجهها بين ركبتيها وهي تنفجر بنشيج إن سمعه أحد ستنقطع له نياط القلب
لم ترفع وجهها إلى على صوت رجولي متسائل باهتمام :-
" يا أنسة ما بكِ هل أنتِ متعبة ؟
هل تحتاجين لمساعدة ؟"

رفعت وجهها بعنف ولم تستطع أن تراه من غزارة الدموع فأخذت تهز رأسها نفياً عله يذهب ويتركها بحالها لكنه عاد وتساءل باهتمام :-
" حسنا لما تبكين هكذا بالشارع ؟"
ولم تجد على لسانها سوى جملة بائسة لا تعرف كيف صاغها عقلها فنطقتها :-
" لا شئ لقد طردت من العمل "
أطرقت برأسها ظانه أنه أراحها وذهب لكنها وجدت يده تمتد لها بكارت ما ثم أسقطه في حجرها وهو يقول قبل أن يذهب إلى سيارة على الجانب الأخر من الشارع :-

" هذا الكارت خاصتي إذا احتاجتِ لعمل تعالي هذا العنوان أو اتصلي بالأرقام المسجلة "
أخذت منه الكارت بلا اهتمام فقط ليذهب وأسقطته بحقيبتها ثم عادت لبكاؤها الجنائزي مرة أخرى
ويبدو أنهم حتى البكاء يستكثرونه عليها فوجدت من يجلس بجانبها وصوت أنثوي حنون يقول :-
" لما تبكين يا جميلة ؟"
رفعت داليدا وجهها ناوية على النهوض من هذا المكان لكن بنظرة للمرأة البشوشة ذات الوجه الملائكي والتي ترتدي إزار صلاة بيتي جعلتها تدرك أن البيت بيتها خاصةً مع تلك الطفلة الجميلة التي خرجت من ورائهم تنظر لها بفضول وهي تنظر لأمها قائلة بنعومة :-
" من هذة الجميلة ولما تبكي يا ماما ؟"
ابتسمت حفصة لابنتها ثم قالت :-
" سنرى حبيبتي ادخلي أنتِ الأن لأخيكِ "
أومأت دانية بطاعة وقبل أن تدخل ملست على شعر داليدا وهي تقول برقة مبهورة :-
" تشبهين ربانزل وربما سندريلا"
ابتسمت حفصة لرقة ابنتها ثم عادت تملس على داليدا بحنان وهي تسألها بدفء :-
" ما بكِ حبيبتي لما تبكين ؟"
وكما قلنا نحن أحياناً ننتظر كلمة واحدة من الأخرين تشعرنا كأننا آدميين ويحق لنا البكاء
ربما نحتاج أحياناً لغريب عابر نشكي له أقدارنا دون تنميق دون أن نسمع لوم
ربما تكون صدورنا على أخرها فتنتظر كلمة اهتمام وإن كانت من عابر فننفجر هاذين بكل ما بداخلنا
تفاجئت حفصة بها وهي تركن نفسها لصدرها فضمتها بلا وعي بأموميه لكن عينيها برقتا بقلق حين انفتحت داليدا في نشيج منهار هاذية بما بداخلها ويبدو أنها لا تشعر حتى بنفسها

" أعلم أني مذنبة ... أني ملعونة ... أني لا أستحق أيضاً هذا كله والله لا أستحق "

" أحياناً أفكر بالانتحار لكنني أعود وأقول أن ذنوبي لا ينقصها انتحار "

" يرون أني سيئة وأنا بالفعل سيئة لكن لست كما يظنون "

" لم أكن أريد أن أتزوجه أقسم لكِ لم أكن أبداً أريد لو كان لي الخيار لما فعلت "

تبكي وتبكي وتبكي ثم تواصل :-

" يظنون أني سعيدة ؟
أني خاطفة رجال ؟
أني نلت ما تمنيت وما سعيت له والله لم أسعى ولم أتمنى "

" أنا أتألم

لا يمر يوم علي دون ألم دون بكاء دون ندم دون جلد لنفسي
أنا أكره نفسي ..أكره مكانتي ...أكره البيت الذي أعيش به "
" أتظاهر بالبرود بالتأقلم ابتسم وكأني سعيدة لكني والله لست كذلك
نار تأكل حشا صدري كل يوم
أنا أتنفس مصائب وابتلاءات "

" ربي يعلم ما بي .. ربي يعلم ما بي
لا أحد أبداً يتمنى أن يمر بيوم واحد مثل أيامي
لا أحد أبداً يتمنى أن يمر بما مررت وأمر به "

"لقد تعبت والله تعبت"

==================

المشفى

مهما بلغت نسبة الوفاء التي نمتلكها فنحن لا ندرك قيمة من نحب الحقيقية إلا عند غيابهم !

اليوم هو اليوم الأول الذي سمحوا لأحد بالدخول عليه وبالطبع السماح لم يكن سوى لها ولوالديه الذين دخلوا قبلها فخرجت حماتها في حالة يرثى لها أضطرتهم لتعليق المحاليل لها مرة أخرى
أسندتها كلا من حفصة ونهى حتى باب الغرفة التي جهزها فيها الممرضات ثم مرة أخرى حتى غرفة العناية
فور أن دخلت تسمرت قدميها وهي تستند بظهرها لظهر الباب واضعة كفيها على فمها تكتم شهقاتها بألم
مهما بلغت درجة تخيلها عن صعوبة الأمر عليها لم تكن لتكن شئ جوار تجربتها الملموسة له
هل هذا هو شهاب ؟
هل هذا الجسد الفاقد للحياة هو زوجها وحبيبها
ابتلعت مرارة الغصة في حلقها المتورم من كثرة البكاء واقتربت منه رغم غشاوة الدموع على عينيها حتى جلست على كرسي جواره
سحبت كفه الموضوعة جواره بين كفيها وانكبت عليها تقبلها منفجرة في نشيجٍ طويل مكتوم الصوت لم تستطع السيطرة عليه
لأول مرة حضن شهاب لا يكون ملجأ لألامها
لأول مرة كفيه لا تمسحان دموعها
لأول مرة همساته لا تكون ضماداً لروحها
وبينما هي غارقة في رثائها لروحها كان هو في عالم آخر
عالم من اللاوعي حيث العقل الباطن يفرض سيطرته مخرجاً أحلامه المدفونة
حيث صديق ذهب وولى منذ زمن بعيداً
حيث جلسة اشتاقها منذ سنوات
وحيث نصيحة أصبح يعطيها ولا يجد من يسمعها منه
" يحيى ؟" همسها باشتياق وهو يبصر الرجل ذو الوجه البشوش المبتسم ابتسامة تبدو وكأنها شعاعين من نور مقبل عليه بنظرة اشتياق ورائحة عطرية لم يشمها قبلاً
والنبرة الرزينة لا تخطئها عين ولا يغفل عنها قلب مشتاق :-
" أين أنت يا صاحبي أين أنت اشتقت لك يا رجل اشتقت لك "
دمعت عينا شهاب وهو يقترب منه ناوياً الاحتضان لكن يحيى كان المبادر وهو يغمره بين ذراعيه الأخويتين ... الداعمتين ... الأبويتين
حضن اخوي ظل لمدة لا يعلم عنها حتى كان يحيى يربت على كتفه قائلاً بحنو :-
" هون عليك يا صاحبي هون عليك "

نظر شهاب حوله على المنطقة الجبلية الغريبة ذات الرائحة الطيبة متسائلاً بحيرة وهو يجلس على صخرة ما جوار يحيى :-
" أين نحن يا يحيى "
ابتسم يحيى وهو يقول :-
" إنها المدينة المنورة يا صديقي أنسيت أنه نفس المكان الذي زرناه قبلاً بعد أدائنا فريضة الحج سوياً"
قطب شهاب مفكراً ثم سرعان ما انفرجت أساريره وهو يقول باعتذار :-
" صدقاً قد تشوشت مشاغل الدنيا تلهي الرجل عن نفسه حتى "
" ألم أقل لك هون عليك ؟" قالها يحى بنبرته الرزينة ومازالت الابتسامة المميزة تزين محياه الطيب
تساءل شهاب وقد عاد جبينه للتغضن :-
" كيف عرفت أني متعب ؟"
رمقه يحى بنظرة عاتبه ثم عاد للتبسم وهو يخرج مسبحته من جيب جلبابه ناصع البياض ثم قال :-

" عيب عليك يا رجل
هل نحن عشرة يومين ؟
كعادتك يا صديقي تحمل نفسك فوق طاقتها
تحمل هم القريب والبعيد وتنسى أهم شئ رغم إيمانك به "
ضم شهاب حاجبيه بتساؤل فواصل يحيى :-
" إن لنفسك عليك حق يا شهاب
إن لنفسك عليك حق يا صديقي "
تنهد شهاب تنهيدة مثقلة بالهموم فربت يحيى على كتفه مرة أخرى قائلاً بإشفاق :-
" كل هذا تحمله يا شهاب ؟
كل هذا تحمله يا صديقي ؟ وتستكثر على نفسك التعب ؟"
ابتسم شهاب ببساطة وهو يقول بإفضاء :-
" ليس هكذا لكن أحياناً أشعر أن عملي وطموحاتي أخذتني مِن من لهم علي حق
أشعر بتقصيري كل يوم يزداد تجاه إخوتي وأبنائهم
تقصيري يزداد تجاه مرضاي "
دمعت عينا شهاب مما جعل يحى يضمه له بحنو فأجهش شهاب بالبكاء وهو يفضي قائلاً :-
" إذا انتكست حالة مريض أشعر أني السبب رغم أني لا أغفل عنهم
إذا وجدت أحوال أبناء إخوتي ليست جيدة أشعر أني السبب
أشعر أني أنا المقصر
حين أجد رنا متعلقة بي بدرجة تقلقني عليها ألوم نفسي "
صمت يحى حتى هدأ شهاب تماماً ثم أخيراً رفع رأس شهاب له متحدثاً بنبرة الأخ الداعمة :-
" إذا انتكست حالة مريض يا شهاب وأنت قصرت فهذا طبيعي أنت بشر ولست ملاك طالما لم تقصد
إذا أحوال أقاربك ليست جيدة وأنت قصرت كما تقول فهو طبيعي
تقصيرك طبيعي يا شهاب أنت إنسان يا صاحبي "
حاول شهاب أن يجادل إلا أن يحى قاطعه وهو يبتسم ابتسامته البشوشة وكأنها تنير الروح وقال :-

" انتكاس مرضاك قدر
أحوال أقاربك قدر
تعلق زوجتك بك طبيعي " ثم تتحول ابتسامة لأخرى مشاكسة وهو يقول :-
" من الذي قابلك ولم يتعلق بك قل لي ؟"
ابتسم شهاب فواصل يحيى بتشجيع :-
" لا تكلف نفسك فوق طاقتها يا صديق فتقع ذات مرة خاسراً نفسك دون رجعة "
" الله لم يطالبنا بأن نحمل أنفسنا فوق طاقتنا ولم يفعل هو بنا ذلك فكيف نفعل نحن ذلك ؟"
" أعد حساباتك يا صديق
ما تقدر عليه قم به
ما لا تقدر عليه لا تفعله فأنت لست مكلف به "
أومأ شهاب وهو يشعر بالراحة ثم مسح عينيه ناظراً ليحيى باشتياق هادر ثم قال بنبرة حنين :-
" اشتقت إليك يا يحيى ..اشتقت إليك يا صديقي "
ضحك يحيى ضحكته الجميلة ثم نهض واقفاً وهو يقول بمشاكسة :-
"أما أنا فلم أشتاق "
نهض شهاب واقفاً هو الأخر فأخرج يحيى من جيب جلبابه :-
مصحف صغير وسبحة تشبه التي في يده وأعطاهم لشهاب قائلاً :-
" أعطيهم لحفصة وأبلغها مني السلام والاشتياق
..قل لها تؤدي الأمانة وواصلي الرسالة حتى نلتقي وقل لها انتبهي لحفصة يحي جيداً وأني أوصيها بها .. وقبل أولادي عني وأبلغهم أن والدكم يحبكم وفخور بكم وأمكم كما كان يتمنى "
ابتسم شهاب بتأثر وهو يأخذهم قائلاً بمشاكسة :-
" لما لم توصيها على ابنائك لا تقصر معهم يا رجل ؟"
ضحك يحيى غامزاً :-
" لأنها لا تقصر "
ابتسم شهاب لكنه عاد ورفع رأسه بدهشة ويحيى يخرج من جيبه الأخر قنينة ماء شفافة يبدو من كثرة نقائه أنه لا مثيل له ثم جاورها بسبع تمرات ومد كفيه بهم له :-
" تناولهم شهاب بدهشة متسائلاً :-
" ماذا يا يحيى ؟"
" تناولهم يا صاحبي فيهم شفائك عساه قريبا"

الواقع ...
أنهت وصلة بكاؤها الطويلة حتى هدأت فمسحت بقايا دموعها ورفعت رأسها تتأمل ملامحه هامسة :-

ّ أنا أسفة أعلم أني خذلتك في
كنت تطلب مني القوة لكني لم أكن قدرها كما تتمنى
كما تستحق مني أن أكون زوجتك "

تضع ظاهر كفها على فمها تمنع نفسها في الاسترسال مرة أخرى ثم تقول بنبرة مبحوحة :-

" أنت المخطئ بالأساس
أخبرتني أني يجب أن أكون قوية لكن لم تنتبه أنه ربما سأكون قوية في كل شئ إلا فيك أنت "

ترفع نفسها قليلاً وهي تنحني عليه فنزلت إحدى دموعها على عينيها مسحتها سريعاً هامسة بأسف مبهم ثم تقبل جبينه بإجلال
تنزل حتى وجنتيه حنين ثم شفتيه باشتياق عاتبة وكأنه سيرى مشاكستها :-
"أول مرة أقبلك فيها ولا ترد علي وإن كنت بسابع نومة عهدتك تشعر بي "
تحاول استنشاق رائحته لكن لا تشم سوى رائحة المعقمات فتهمس بتوجع :-
" اشتقتك يا شهاب اشتقتك يا حبيبي "
تعود جالسة مكانها مرة أخرى وهي تحكي له عن حياة التي اشتاقته
تثيره وكأنه يسمعها فتقول :-
" حياة غاضبة منك صدقني حين تعود لن تسامحك بسهولة وأنا أبداً لن أساعدك ولن أتوسط لك "

تسحب كفه وتضعه على بطنها هامسة بوشاية :-
" هل تعلم أني عرفت نوع الجنين ولن أخبر أحد حتى تخبرهم أنت "
تمرر كفه على بطنها وكأنه يشعر بها :-
" أشعر وكأنه يفتقدك مثلي أنا وحياة "
كانت ستشكو له أن أمها لم تزورها رغم أن الجميع فعل حتى أبوها الذى أتى أكثر من مرة للمشفى هذا خلاف مكالماته الهاتفية لكنها عادت وشعرت كم أن الأمر لم يفرق معها
حين تقارن الأن بين شعورها الفطري باحتياجها لأمها واحتياجها له فتشعر كم يتضائل إحساسها الأول مقارنةـ بالآخر
وكأنها لم تدرك قيمة أن الله عوضها أكثر مما كانت تستحق فتشعر أن شكوتها الأن ستكون جحوداً وهي جل أمنيتها أن تراه فقط يرمش بعينيه

تقبل كفه بعمق ثم تقول وكأنها تحاوره :-
" هل تعلم أن الجميع يفتقد الحياة بفقدانك ؟
الأحوال كلها متوقفة "
تقطب عاقدة جبينها مفكرة وكأنها تسمع رده لو كان مستيقظاً لنهرهم عما يفعلون
لكان قام بلومها على حالتها البائسة هذة
إن كان والديه لا يتحملان فحكم سنهم له عذره ماذا عنها هي ؟
ماذا عن وعدها له بأن تكون خليفة له وقت سفره فكيف بمرضه ؟!
عادت وتحدثت مرة أخرى قائلة بوعد رغم نبرتها المتحشرجة :-
" أعدك الجميع سيعود لبيته
أعدك أني سأجعل الأمور تمشي كما كنت تحب يا حبيبي
أعدك أن أهون على والديك حتى تستيقظ من أجلهم وأجلنا "
شعرت أنها أطالت فنهضت واقفة بإنهاك ثم مالت مرة أخرى مقبلة جبينه قبلة أودعتها كل مشاعرها المشحونة من حزن ... حب ...احتياج ... اشتياق وهمست بنبرة صادقة لدرجة ترتجف لها القلوب :-

" سأنتظرك قريبا يا حبيبي ... يا نبض قلبي ... يا أبي وأمي وأغلى ما أملكه "

===================

حين تنكسر المرأة تصبح جسد بلا روح
تصبح باهتة گ بكرة صباح بلا شمس
گ ظلمة ليل دون قمر
گ بحرٍ راكد بلا موجة وگ برٍ ساكن بلا نسمة هواء

" اختك تريدك على الهاتف "
قالتها والدة ملك وهي تقترب منها في جلستها جوار النافذة المطلة على الشارع حيث يلعب الأولاد فقد أقنعتها غصباً من ضرورة خروجهم الشارع ولعبهم وأن تطمئن طالما أخبرها أنه لن يتكرر الأمر لكن بالها لا يهدأ منذ هذا اليوم فتجلس إما معهم بالخارج وإما بمكانها هذا حتى يدخلون
تناولت منها ملك الهاتف ترفعه لأذنها ترد على أختها بنبرتها الباهتة مرحبة بها وسائلة عنها أسئلة تقليدية حتى قطبت على صوت أختها القائل :-

- ملك ألن تنفضِ عن نفسك رثائك هذا وتنتبهين لذاتك ولأولادك ؟
تنهدت ملك بضيق وهي ترد عليها بلا إهتمام :-

" وماذا تريدني أن أفعل يعني ؟"

- ملك أن أعرف من أمك أن والدهم لا يقصر في أمر مصاريفهم
وإن كان يفعل نحن حاضرين وتعلمين ذلك لكن لا يجب أن تعتمدي على هذا
انفضي عنكِ الخنوع وانظري لنفسك
حققي ذاتك واثبتي له أن لا هو ولا عشرة غيره قادرين على أن يأثروا بكِ

تنهدت ملك ومازالت عينيها مع طفليها قائلة بنبرة متهكمة :-
" نعم معك حق سأنزل بحثاً عن عمل ربما بعيادة أسنان أو عيادة باطنة كي أقبض سبعمائة جنيه أثبت نفسي بهم "

- أنتِ يا إنسانة أنتِ خريجة تجارة الأن كما أني لا أحدثك عبثاً لقد جلبنا لكِ عمل قيم جداً بأحد الشركات
قطبت ملك قائلة باستفهام :-
" هل تريدين أن تفهميني أنكِ وزوجك جلبتوا لي عمل معكم بالخارج "

أتاها صوت أختها ضاحكاً وهي تقول :-

- يا غبية بالتأكيد عندكم بمصر
مؤسسة الخولي فتحت فرع جديد من شركاتهم وهناك فرص عمل شاغرة كثيرة وقد تحدث زوجي للمدير شخصياً عنكِ فهو يكون صديقة ونائب والده عن المؤسسة

مطت ملك شفتيها بلا مبالاة ساخرة :-
" ولما شركة كهذة ستقبل خريجة كلية تجارة من بلدة مطلقة وتعول طفلين "
تأففت أختها قائلة بضيق :-
- ملك لا تضعي العقد بالمنشار قلت لك لقد توسطنا لكِ كما أنه ليس لك شأن بقبولهم ما عليك هو الذهاب والعمل
تنهدت أختها ثم واصلت بنصيحة أخوية :-
- ملك أنا أنصحك لمصلحتك
تعلمين أني لم أكن أطيق زوجك هذا والله لم يفرح غيري بهذا الطلاق رغم حزن أمك والبائسة الأخرى
قالتها بحسن نية غير واعية لغرزة الجرح التي انفتحت بقلب أختها حتى تحشرج صوت ملك وهي تقول بترجي :-
" لا تفتحوا أمامي هذا الموضوع مرة أخرى أرجوكم "
بهت صوت أختها قائلة بأسف :-
" أنا أسفة يا ملك لم أقصد "
" لا عليكِ "
ابتسمت أختها مرة أخرى وقالت بتشجيع :-
" لن أضغط عليكِ الأن
لكن من فضلك يا ملك فكري كثيراً نحن نريد مصلحتك
تعلمين جيداً أنه لولا أمك والأولاد لأخذناكِ هنا معنا "
أومأت ملك وكأنها تراها مغلقة الهاتف سريعا وهي تبصر السيارة التي دخلت بأول الشارع فخرجت مسرعة وهي تشد عُدي وعالية بعنف منبعه الخوف تدخلهم إلى داخل البيت بشراسة غير منتبهه لألمهم لكنها وحين كانت داخلة خلفهم تصلبت على الصوت الواثق من ورائها ولم يكن سوى مساعده التي رأته مرات معدودة

" مرحباً سيدة ملك هذه لكِ من السيد "
قطبت ملك وهي تستدير له تنظر للشئ المغلف في يده بحيرة متسائلة بنبرة حائرة بها بعض من قلة الذوق :-
" ما هذا ولما أتيت هنا ؟"
تنحنح الرجل قائلاً :-
" لا أعلم "
أعطاها ما بيده ثم تحرك مبتعداً حتى السيارة مرة أخرى
نظرت ملك للشئ الثقيل بين كفيها بحيرة وهي تدخل للبيت في محاولة فض غلافه فأبصرت شئ أسود فخم من الزجاج المنقوش بنقوش ذهبية وفور أن أدارته تقرأ الكلام المكتوب عليه باللغة الأنجليزية
كان وقع عينيها على الكلمات كمن رشقوا في عينيه ماءٍ من نار فأحرقهم فنزل الحرق حياً في حشى الروح فوقع من بين كفيها متناثراً لشظايا فتاتية تشبه تلك التي حدثت في قلبها
زفاف الموسم
المهندس أسر الجوهري & نجمة المجتمع ريتال المحلاوي

انتهى


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-21, 10:08 PM   #229

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

بنات خدوا بالكم الفصل نزل ع مشاركتين
Fadwa Touqan likes this.

إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-21, 10:28 PM   #230

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

اوف اوف لقد تعذبت ملك كتيرا و تالمت حان الوقت اتنفض ذل و هوان ,, ااما حسن طريق انتقامك انت اول من سيخسر فيه انت تغرق اكتر و اكتر و ريتال تستغل نقاط ضعفه بذكاء حقا تنايء تعيسن انا انتظر بفارغ صبر ضربة التي ستجعل حسن يفيق و انا متاكدة انها قوية

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.