آخر 10 مشاركات
يوميات العبّادي .. * مميزة * (الكاتـب : العبادي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية أسمعُ عواء الهوى (الكاتـب : روز علي - )           »          212- الارث الاسود - أيما دارسي (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          روايات الكاتب عبد الله البصيّص (الكاتـب : Topaz. - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-21, 02:31 PM   #271

eiman hashem
 
الصورة الرمزية eiman hashem

? العضوٌ??? » 202598
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 305
?  نُقآطِيْ » eiman hashem has a reputation beyond reputeeiman hashem has a reputation beyond reputeeiman hashem has a reputation beyond reputeeiman hashem has a reputation beyond reputeeiman hashem has a reputation beyond reputeeiman hashem has a reputation beyond reputeeiman hashem has a reputation beyond reputeeiman hashem has a reputation beyond reputeeiman hashem has a reputation beyond reputeeiman hashem has a reputation beyond reputeeiman hashem has a reputation beyond repute
افتراضي


انا مش شايفه ابدا ان ملك ضحية حسن بل بالعكس ملك هي أكتر شخص تتسبب بأذية حسن عمرها ماعرفت تحتويه حسن ماكانش شخص سوى اتربي في بيئه طبيعيه حسن كان دايما عنده نقطة ضعف ووجع وملك كل مايتخانقوا فورا تضغط على نقطة ضعفه وتعايره بأكتر حاجه بتوجعه وبصراحه مش مقتنعه اصلا انها حبته فعلا علشان اللي بيحب مش بيأذي ويعاير اللي بيحبه بالنقص اللي عارف انه بيأذيه ويوجعه علاقة حسن وملك علاقه سامة جدا مش نفسي ابدا يرجعوا لبعض بل كل واحد فيهم يلاقي بدايه جديده ويفضل بينهم الاولاد والاحترام حسن محتاج ست قويه تعرف تتفهم نقطه ضعفه وتحتويها وتساعده انه يتخطاها وملك محتاجه راجل سوى وطبيعي ومتفهم اكتر علشان يتفهم غباوتها واندفاعها في الكلام والتصرفات بدون مايتأذي منها..
نفسي يبقى في تركيز اكتر على شخصية اكمل علشان هو اكتر شخصية مثيره لفضولي في الروايه خصوصا أن أبطال الجزء الأول واخدين مساحة أكبر من مساحة أبطال الجزء التاني تقريبا..
تقبلي مروري ولكي مني كل التحيه على ابداعك.


eiman hashem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-21, 07:53 AM   #272

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
Icon26

صباحكم ريحان وعنبر

معافاة إسراء ، والله
يكتب لكِ الشفاء والصحة

ياسر يريد مصلحة حسن
بس هو مو فاهم إن الّي
يفكّر بيه خطأ ، منو قال
إن مصلحته بسلطة وجاه
وزواج من نجمة مجتمع!
بشكل عام كثير أهالي
نفس ياسر يقررون
مصلحة ابنائهم حسب
تفكيرهم ونظرتهم للحياة
ولازم الإبن يعمل مثل ما
يقررون بدون اهتمام
برغبته هو وشنو يريد

ملك أفهم إنها مقهورة
بس هالشي ما يبرر لها
إدخال ابناءها بانتقامها
من حسن ... هم الإثنين
أحسهم أبد مو ناضجين
وحرامات صاروا أهل
بس للأمانة أحس إن
حسن أفضل من ملك
بتعامله مع اطفاله

داليدا تمنيت لو قالت
الكلام الّي بداخلها بس
للأسف كبلها معروفه
لها ... رأفت ما أعرف
متى يحس بنفورها
ويفهم أسبابه الصحيحة





Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 08-09-21, 01:50 PM   #273

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eiman hashem مشاهدة المشاركة
انا مش شايفه ابدا ان ملك ضحية حسن بل بالعكس ملك هي أكتر شخص تتسبب بأذية حسن عمرها ماعرفت تحتويه حسن ماكانش شخص سوى اتربي في بيئه طبيعيه حسن كان دايما عنده نقطة ضعف ووجع وملك كل مايتخانقوا فورا تضغط على نقطة ضعفه وتعايره بأكتر حاجه بتوجعه وبصراحه مش مقتنعه اصلا انها حبته فعلا علشان اللي بيحب مش بيأذي ويعاير اللي بيحبه بالنقص اللي عارف انه بيأذيه ويوجعه علاقة حسن وملك علاقه سامة جدا مش نفسي ابدا يرجعوا لبعض بل كل واحد فيهم يلاقي بدايه جديده ويفضل بينهم الاولاد والاحترام حسن محتاج ست قويه تعرف تتفهم نقطه ضعفه وتحتويها وتساعده انه يتخطاها وملك محتاجه راجل سوى وطبيعي ومتفهم اكتر علشان يتفهم غباوتها واندفاعها في الكلام والتصرفات بدون مايتأذي منها..
نفسي يبقى في تركيز اكتر على شخصية اكمل علشان هو اكتر شخصية مثيره لفضولي في الروايه خصوصا أن أبطال الجزء الأول واخدين مساحة أكبر من مساحة أبطال الجزء التاني تقريبا..
تقبلي مروري ولكي مني كل التحيه على ابداعك.
حبيبتي منوراني 🤍🤍
بالنسبة لأكمل ف بيظهر تقريبا بنسبة ٩٠٪ ف الفصول لانه بطل محوري
يعني كل بطل بيظهر حسب المشاهد والدور الموضوع ليه كدا يعني
بالنسبة ل الجزأ الاول
حبيبتي الابطال اللي مكانش ليهم دور في الجزأ الاول هما ابطال الجزأ ده
زي خالد زي عمار زي غدي وعمر وهكذا يعني
شهاب ورنا
شهاب بطل عمود موجود بالسلسلة بأكملها لاني معتمدة عليه بنسبة كبيرة في المعالجة
بس اتمنى اكون وضحت لك


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-21, 08:58 PM   #274

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,958
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور ايسو العسل

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-21, 09:06 PM   #275

ملكه باخلاقي

? العضوٌ??? » 490043
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » ملكه باخلاقي is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووور🐣🐣

ملكه باخلاقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-21, 09:55 PM   #276

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

#تنبيه

الإشراقة على جزأين


الإشراقة الحادية والعشرون

#جلسات_الأربعاء

يونس أُخْرِجَ من ظلمته بالله
و يوسف خرج من سجنه بالله
إبراهيم كانت برده نارا ً وسلاماً بالله
ونوح نجى من الطوفان بالله
محمد نجى من السحر بالله
فكرة الإطمئنان اللامشروط مقرونة بشيء واحد فقط ألا وهو الوجود الإلهي
أن الله واحد أحد
أن كل شئ خلقناه بقدر
هي فكرة قادرة على إبادة كل هواجسك وركود كل مخاوفك
فكرة أنك لست وحدك
أنه إذا تخلى عنك الجميع فأنت في معية الله
إذا تركتك كل الأيادي فيد الله هي العليا
إذا أغلقت في وجهك الأبواب فباب الدعاء مفتوح لك على مصراعيه
إذا هطلت المصائب فوق رأسك تباعاً فالرحمة الإلهية تحميك !
فكرة أن
أن تكون في معية الله يعني أنت تنام قرير العين
دون مخاوف ..دون ظنون .. دون شكوك
فقط استعن بالله!

#د_شهاب_البرعي

بعض الأخبار يكون وقعها في نفوسنا كوقع مياه جارية مثلجة على ريقٍ شديد الظمأ !
" مبارك الدكتور شهاب أفاق نطمئن عليه وننقله غرفة عادية ثم بإمكانكم الدخول له "
جملة قالها الأطباء منذ ثلاث ساعات تقريباً وهاهم الآن معه في الجناح الكبير الذي يتسع لأعدادهم جميعاً
جملة كانت كفيلة بإزاحة غشاوة الحزن عن أرواحهم
جملة كانت كضوءٍ مشع أخيراً في نهاية النفق !
جالساً على فراشه ببعض الذهول الممتزج بالشجن وهو لا يصدق أنه كل هذه الفترة كان بغيبوبة
لما يشعر وكأنه نام الأمس واستيقظ اليوم
لولا بعض الوهن الطبيعي الذي يشعر به في جسده لما صدق
أخذ يربت على أمه الباكية بحضنه تقبل كفيه غير راضية عن رفضه
فقط كل برهه تنظر له نظرة تجعل عينيه تدمعان ثم تسأله بتلهف :-
"أنت بخير يا حبيبي "
فيقبل رأسها مطمئناً..
والده الذي بعمره ربما لم يراه يبكى سوى نادراً
بكى وهو يحتضنه متحمداً له بالسلامة
جميعهم
جميعهم بلا استثناء باكين .. فرحين .. دامعين .. مبتهجين مهللين
إلا هي
تقف في جانب نائية ببطنها المنتفخة لا تتزحزح عينيها من عليه ولم تنطق إلى الأن كلمة !
هي الوحيدة التي لم تسلم عليه حتى الآن
صحيح يعلم أنها ستخجل أن تفعلها أمام الجميع
صحيح مدرك أنها ستتفهم طبيعة رجولته وخجله أن يحتضنها أمامهم لكن حتى لم تنطق بالسلامة وهو مشتاق
مشتاق لسماع صوتها
لري عينيه من محياها ومحاورها التي ازدادت جمالاً بفعل الحمل
حيث رمقها عدة مرات خلسة
لكن ما يؤلم قلبه حقيقي هو صغيرته التي فور أن رأته بكت فأخذها خالد للخارج
وحين استفسر عن سبب غضبها أخبروه أنها تخاصمه تظنه كان يجافيها
" قل لنا يا دكتور ماذا كنت ترى في الغيبوبة ؟"
قالها حمزة بدعابة وهو يربت على قدمه بمحبة مما جعل ذكرى الرؤية تطوف بعقله رغماً عنه فابتسم قاطباً لدقائق ثم نظر إليه قائلاً :-
" رأيت الأحباب "
ثم ضحك قليلاً حتى بانت نواجذه رغم غصة قلبه لواقع موت صديقه ونظر لحفصة نظرة عابرة غير حقيقية قائلاً :-
" لكِ معي رسالة يا دكتورة لكن ما أستطيع قوله الآن الشهيد يبلغك السلام "
رفرف قلب حفصة بتلهف نطقت بنبرة اشتياق :-
" هل رأيته حقا يا دكتور ؟"
أومأ شهاب بإجلال لذكرى الراحل الحاضر فدمعت عينيها قائلة بغبطة بها دعابة مرحة :-
" هنيئاً لك فقد أوغلت قلبي حقداً عليك الأن "
ترحم الجميع عليه ثم التفتوا على دخول خالد الذي يضحك بطريقة شديدة الفرح منذ بداية اليوم
حياة تدفن رأسها في حضنه قائلاً بمرح وهو يغمز شهاب مقترباً منه:-
" لقد وقعت في شر أعمالك يا معلم
الجميلة غاضبة ورافضة أي تفاوض للصلح "
ضحك شهاب وهو يمد ذراعيه قائلاً له بنبرة فاض بها الحنان :-
" هاتها لي "
تصلبت حياة ملتصقة أكثر بخالد لكن خالد مال مخلصاً سترته من قبضتيها الصغيرتين وقد ضمها له شهاب رغماً فقبل كتفه وابتعد قليلاً
قبل شهاب وجنتها هامساً بحنان واشتياق مذيب :-
" لما أنتِ حزينة يا بابا ؟"
وما فعلته جعل الدموع تغزو عينيهم مرة أخرى فقد دمع شهاب ونزلت إحدى دموعه
لقد وضعت كفيها الصغيرين على عينيها .. تهز رأسها نفياً بقوة .. شفتها السفلى ملتوية بحزن ثم انفجرت في نشيج طفولي قوي قائلة بتقطع :-
" حياة غاضبة .. أنت لست بابا ..بابا لم يكن يخاصمني
أنا لا أحبك لقد ناديت عليك ولم ترد علي "
ودمعة شهاب لم تكن سوى لوعةً ورحمة وهو يتخيل صغيرته تمر بأمر كهذا فضمها له أكثر يودعها بلغة العناق مدى حبه لها واشتياقه وحنانه حتى خفتت حركتها وهدأت وتيرة بكاؤها
فعدل من وضعيتها حتى أصبح صدرها مقابل لصدره
وجهها الجميل الشبيه به هو وأمها ملئ بالدموع فأخذ يمسحها بكفيها ثم مال مقبلاً لوجهها كله قبل متفرقة اشتياقاً وحباً
يدفن وجهه بعنقها الطري هامساً :-
" اشتقتك يا بابا
اشتقتك يا حياة بابا وعمره كله "

" وهل يستطيع شهاب ألا يرد على أميرته الصغيرة ؟
أفعلتها معك قبلاً "
يخاطبها همساً بطريقتها الطفولية حتى بدأت تلين قليلاً ورفعت ذراعيها تحتضن عنقه بذراعيها فواصل همساته المسترضية :-
" أعتذر يا بابا لم أكن اسمعك لو كنت أسمع لما تركتك ثانية واحدة "
استكانت تماماً حتى ركنت رأسها على صدره باطمئنان لكنها لم تتحدث بعد وكأنها بعقلها البرئ مازالت مستغربة حتى قالت أخيراً بنبرة طفولية موشيه بالبكاء مرة أخرى :-
" هل ستترك حياة مرة أخرى "
" أبداً يا قلب شهاب " قالها شهاب بنبرة غلفها بالقوة والإطمئنان حتى يزرعه بداخلها فحنت أخيراً ضاحكة ضحكة أحيت قلبه وهي تميل مقبلة له مما جعل الضحكات تنتشر في المكان مرة أخرى ما بين فرح ومشاكسة
حتى كان حمزة يلتفت لرنا التي كانت تمسح دموعها إثر موقف ابنتها :-
" ابنتك مدللة مثلك ألا يكفينا واحدة "
ناظرته رنا بامتعاض مرح وهي تقول بدلال :-
" لا تستطيع الاستغناء عن هذه الواحدة بل ستجعل ابنتك على اسمها إن شاءالله "

" قدري" قالها حمزة بتقرف مصطنع فضحكوا جميعاً
قاطعت غدي المشاكسة وهي تقترب من شهاب مقبلة لجبهته قائلة للمرة التي لا تعرف عددها:-
" حمداً لله على سلامتك يا حبيبي "
كان عبدالرحمن قد لاحظ بعض نظرات عمه المختلسة لزوجته والتي تشي برغبته في السلام عليها لكنه يخجل بالتأكيد أن يفعل أمامهم فنهض واقفاً وهو يغمز شهاب خلسة هو الأخر بمشاكسة مقصودة
قاصداً إحراجه بينهم فقط ثم نظر لهم جميعاً وقال :-
"أرى أننا نتركه يرتاح قليلاً فقد أثقلنا عليه منذ أن دخلنا "
" معك حق يا عبد الرحمن "
" معك حق يا ابني "
قالها كل من أبيه وعمه عامر فبدأ الجميع بالخروج حتى كان هو وخالد وأنس فنظر لأنس قائلاً :-
" احمل حياة يا أنس وهاتها معنا ولنترك شهاب مع رنا "
حمل أنس حياة بحنان وهو يأخذها معه للخارج فخرج كل من خالد وعبدالرحمن ولم يتبقى في الغرفة سواهم
هو وهي وقد كانت بنفس مكانها ونفس نظرتها المسمرة عليه وكأنها لا تصدق أنه أمامها الأن فاتحاً عينيه وقد كان يتحدث
انقشع صخب الضحك ..الفرحة .. المرح ..وحل صخبٍ من نوع أخر
صخب من المشاعر العاتية أكبر وأعمق مما جمعهم يوماً
مشاعر مزيج من الاشتياق .. الامتنان .. الاتحاد .. العشق .. الحب
والكثير ..الكثير من المودة والرحمة
لم يتحدث فقط ظل متصلاً بعينيها لثوانٍ ثم فتح ذراعيه في دعوة صريحة تحركت لها كالمغيبة حتى ارتمت بين ذراعيه
والاحتضان كان متبادل .. كان قوي .. كان هادر بالمشاعر المختلفة
وبكت
بكت فرحة اشتياقة .. مُر افتقاده .. وحلاوة لقاؤه
ثم شكت
شكت عدم وجوده .. لامت غيابه وكأنه قصده .. قلقها
وضحكت
ضحكت من أعمق أعماق قلبها فرحة بعودته سليماً معافى
ثم حكت
حكت له عن كل ما فاته سريعاً حتى ضجر من شدة كبت اشتياقه فرفع وجهها إليه مقبلاً كل إنشٍ منه هاسماً همسات متقطعة ولهة وحنونة وجامحة :-
" اشتقتك ..اشتقت إليكِ .. فكرة أني غبت عنكِ كل هذه المدة تجعلني أشعر بجنون افتقادك "
ثم مال يرتشف الأنفاس حد اقتطاعها بجنون العاطفة
الشعور اللذيذ يشتد في صدره فيشتد معه ضربات قلبه هدراً و حواسه اجتياحاً حتى دفعته لاهثة بذهول :-
" شهاب نحن في المشفى هل نسيت "
زفر بقوة طابعاً قبلة على جبهتها أودعها كل مشاعره ثم همس بنبرة صادقة بها شئ من الشجن :-
" أنا أعتذر ..
أعتذر عن كل ما أخمن أنكِ لاقيتيه في غيابي وحدك "
قبلت رنا كفه هامسة بصدق:-
" ما يهمني أنك معي الأن
لحظة أن رأيتك فاتحاً عينيك شعرت كأن الدنيا وضعت بين كفاي "
رد قبلتها لظاهر كفها هو الأخر ثم مد كفه يملس على بطنها بحنان متسائلاً :-
" ما أخبار الحمل وصحتك معه ؟"
ابتسمت وهي تضع كفها على كفه هامسة :-
" بخير "
ثم غمزت بشقاوة جعلته يبتسم :-
" خمن ما نوع الجنين ؟"
رفع شهاب إحدى حاجبيه وعينيه تلمعان بحماس قائلاً :-
" هل هو ولد ؟"
" بل اثنان " قالتها رافعه السبابة والوسطى فنظر لها بذهول ضاحك قائلاً بانبهار :-
" لا تقوليها ولدان توأم ؟"
هزت رأسها نفياً قائلة بابتسامة جميلة :-
" بل ولد وبنت يا بابا "................................................. ..

متجاورين على حافة الشط
لم يشعر بنفسه و عينيه تتأملانها بشغف غريب عليه ومختلف عنه
كم يليق بها الأزرق !!
ذلك الفستان الذي خاطته لها أمه فتلبسه بتكرار دون أن تزهد كباقي الفتيات ..
الوشاح الأبيض يهفهف حول وجهها الرقيق وكأنه ينقصها جاذبية ؟!
همساتها الرقيقة مع نفسها والتي اكتشفها بها ويراهن أنها لا تشعر بنفسها حتى فتداعب أذنيه كنغماتٍ شجية لعصفورٍ حزين ..
عصفور شريد كُسِر جناحه فيتعثر بخطواته باحثاً عن ملجأ دافئ يحتضنه..
زفر نفساً خرج ساكناً حاراً بل ومرتعشاً وكأنه يعبر عن تخبط صاحبه
وليزد الأمر وطئاً عليه التفتت بغتة تقول شئ فتلكأت الحروف على شفتيها وقد ألجمتها نظرات عينيه ..
لكن لو دققت ..لو أنصتت..لو أرهفت مشاعرها جيداً لأدركت أنها هي من لجمته..
أحيته وأماتته ..
أغضبته وهدهددته
معذبتين!!
يقسم بالله أن عينيها معذبتين ببراءتهم !
واسعتين كبركتين من عسل مُصفى سابحتين في نهرين رائقين من جنةٍ نعيم..
أسبلت سنابل أهدابها وهي تعود للنظر أمامها مرة أخرى ثم تميل قليلاً فتميل معها عيناه رغماً عنه فيراها وهي تلعب برمل الشط وهي تأخذ القليل منه بين كفيها ..تقبض على الحبيبات جيداً ثم تعود وتحررهم ببطء من أسفل كفها المطبق حتى نزل كل ما بكفها
تعود وتفرد كفها البض الصغير والذي لم يعود عالق به سوى أثار بسيطة من الرمال ..تحملق النظر فيها لدقائق ثم تنظر له مبتسمة بجانب فمها بالكاد ابتسامتها ترى ثم تقول وعينيها الشاردتين تعكسان غيوم قلبها :-
" هل تعلم يا عُمر ؟"
هدر الدم في أوردته انتشاءاً للفظ اسمه الناعم من بين شفتيها والتي اعتادت قوله هكذا مجرداً وليتها ما فعلت فيبلل شفتيه بلسانه دون أن يعى هامساً باضطراب :-
"ماذا؟"
تشرد أمامها لثوانٍ ثم تعود وتفرد كفها أمام أمام وجهه قائلة :-
" هل ترى كفي "
ينظر عُمر لكفها قاطباً ثم يعود ويضيق عينيه ناظراً لها بتساؤل فتقول بنبرة حزينة :-
" هذه حياتي يا عُمر "
مازال لم يفهم خاصة ً وهي تعيد كرة الرمال مرة أخرى ثم تقول :-
" هكذا كانت هادئة وأظن أنها بين يداي ثم فجأة أتى هو وبعثرها كالرمال هكذا حتى تناثرت كلها ولم يتبقى سوى تلك الآثار على كفي "
كتم عمر أنفاسه التي تسارعت انفاعلاً لا يفهمه وقلبه يضرب بوجع محرق غير مفهوم فتواصل بنبرة شجية تخرج مكنونات القلب الحزين بين ذبذباتها :-
"لكن تلك الآثار مؤلمة وجارحه ..أشعر بقلبي يختنق بها يوماً بعد يوم
غاضبة منه .. مفتقده لوجوده وحزينة عليه "
تنشج بنعومة لحظات ثم تقول :-
" حزينة عليه بدرجة مؤلمة يا عُمر "
لم يعرف عمر بما يرد عليها وكيف وهو يشعر أن الاختناق بحلقه هو وليس بحلقها
اختناق لا يدرك ماهيته لكنه بشع ينكأ الجسد بنغزٍ مؤلم حتى أنه يشعر وكأن حمى لحظية هبت بجسده فيلتقط زجاجة الماء أمامه وهو يفتحها ويوجهها على فمه بشكل عمودي فيتجرع منها بنهم غير مبالياً بالقطرات المتناثرة عليه
لم يترك الزجاجة إلا بعد أن أنهاها بأكملها فيهب واقفاً على قدميه وهو يرفع كفه مملساً به على مؤخرة رأسه وكفه الأخر يفتح به أول عدة أزرار في قميصه عله يهدأ من تلك اللوعة التي اندلعت بروحه دون أن يفهم سببها!
تناظره سنابل بحيرة فتقف على قدميها الحافيتين هي الأخرى وفستانها يهفهف حولها بفعل هواء البحر فتقترب منه باهتمام قائلة بنبرة عفوية وليدة العشرة :-
" هكذا ستأخذ نزلة برد يا عُمر أغلق قميصك "
يلتفت قاطباً بضيق تبدد بثوانٍ و موجة عالية من البحر القريب تأتي عالية فتضربهم سوياً وكأنها شعرت باضطراب روادها فأبت عليهم الحزن جوارها فتغرقهم ببرودة ملمسها
شهقتها المتفاجئة تحولت لضحكة رائقة أظهرت أسنانها البيضاء الصغيرة..كفيها متعانقان أمام وجهها بوضع جانبي وهي تغمض عينيها بشدة فبدت لعينيه المشدوهتان كطفلة صغيرة لا تتعدى السبع سنوات ضحكت على دعابة دون أن تفهمها ...
ومن بعيد بدت الصورة جذابة لعيني أحد مصورين الشوارع الذي لا تفارق عدسته رقبته فيبتسم وهو يرفع الكاميرا أمام عينيه يضبط الكاميرا على زاويتهم ملتقطاً صورة لهذان الزوجان اللذان بدا لمخيلته الرومانسية أنهم بشهر عسلهم وقد كان يتابعهم منذ البداية ..
أنزل الكاميرا ينظر راضياً لتلك الصورة التي التقطها للفتاة الضاحكة بشقاوة وهي تحرك قدمها وكأنها تُلقي مياة الشط على زوجها الذي ينظر لها متجهماً بتصنع !................................................. ..

المستحيل مقرون بكل شئ إلا مع الله أنت في حضرة القدرة الإلهية !
منذ أن أخبرها والدها بصاعقة تقدم سعد القيسي لها وهي تشعر كمن ضربوها على رأسها فأفقدوها جزء من عقلها
وكأنه لم يطلبها منها قبلاً
إنها حتى لم ترد على والدها وهي تترك له المكان داخلة إلى غرفتها وقتها
الأمر في قاموسها لا يقبل التصديق
أن تتمنى شئ بكل ما بداخلك من ترجي
أن تحب شخص بكل ما بداخلك من مشاعر
أن تجن بأحدهم حد الهوس
أن تضع أمنيتك طي المستحيلات ثم فجأة تجدها بين يديك أمر ليس سهل تصديقه أو استيعابه !
تناولت هاتفها تفتح أخر صورة قام بتنزيلها على صفحته تتأمل ملامحه وقلبها ينبض بقوة وجنون عاصف
هيئته الأنيقة والباعثة للرهبة في النفس في أنٍ واحد
هيئة تجعلك تقع في حبه وتتوله به دون رادع لكن مع هذا تهابه وكأنه خلال نظراته الطيبة يرسل تحذير لا تفهمه
وربما هي التي أصبحت مجنونة به أكثر من المعقول !
وقع الهاتف من كفها تزامناً مع وقوع قلبها وهي تبصر رسالة بالتحية منه حتى أنها ظلت محدقة بالهاتف وكأنه عِفريت لثوانٍ ثم التقطته أخيراً تنظر للاسم الذي أرسل لها على تطبيق الواتساب
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك يا أنسة هَنا ؟"
بتلعثم وكأنه يقف أمامها كتبت له بأصابع مرتجفة :-
" وعليكم السلام
بخير "
السخونة تنبض من وجنتيها بقوة خجلاً وكأنه يفرض هيمنته حتى من وراء الشاشة فتنتظر بترقب كلامه الذي واضح أنه يكتبه الأن ..
وبمكانه كان مرتبكاً وحذراً
حذراً حتى لا يرتكب شئ محرماً
ومرتبكاً لأنه كانت سعادته تستقر في أحضان العزلة والآن أصبحت تحلق في سربٍ اخر فيكتب :-

" كنت أريد أن أسألك هل ستعودين للعمل ؟"

وبشئ من الإحباط كانت تكتب له :-
" إذا كان مكاني مازال موجوداً بالطبع سأفعل إن شاءالله"

" بالتأكيد موجود "
قرأتها بقنوط لاوية شفتيها متمتمة بغيظ أنثوي يغلب على كل مشاعر أي أنثى في هذه المواقف :-
"أكثر الله خيرك والله ليتك ما أرسلت شئ "

لكنها لا تعلم أنه بمكانه كان يحك رأسه بشيء من الضيق المُشوب بالخجل والتردد وهو يريد أن يسألها هل أخبرها والدها أم لا
حتى تنهد يكتب مرة أخرى بتدقيق :-
" كنت قد راسلت والدك في طلب ما فهل وصلك ؟"

" لما يشعرني بطريقته وكأنه طلب من والدي أن يبيعه قصاصات شعري وليس طلباً للزواج؟
والله مستفز"
نطقتها بغيظ رغم وجيب قلبها المضطرب بلذة فكتبت :-
" نعم "
" وما رأيك ؟" سألها متلهفاً لكنها قتلت تلهفه في مهده وهي ترد بغيظ متقصده :-
" سيوافيك أبي بالرد ".....................................

إذا أردت أن تفهم الأنثى عليك سلك طرق تفكيرها درباً درباً بتمهل حتى تصل لنهايته
وبالأخير يؤسفني أن أقول لك أنك لن تصل
ليس لتفكير الأنثى نهاية
ليس لفهم المرأة طريق مستقيم
أنت في حضرة مجموعة من المشاعر المعقدة
أنوثة .. رقة .. حنان .. قسوة .. ذكاء ..كيد !

صف عمار سيارته بمرأب البيت ثم نظر لأمه التي أرسلت له من بكرة الصباح أن يأتي ليأخذها للبيت دون أن تشرح أسباب فسألها :-
" أمي هل لي أن أفهم لما بعد كل هذه الفترة من القطيعة وإصرارك على الطلاق أردتِ فجأة العودة"
شبه ابتسامة غريبة ارتسمت على وجهها الباهت والنحيل مؤخراً لكنها رفعت حاجباً وهي تنظر له قائلة بنبرة أسبغتها بالطبيعية :-
"ألم تقل لي أنك تريد أن تخطب ؟
عدت من أجلك "
حك عمار ذقنه بعدم اقتناع وشئ من الغيظ لكنه بالأخير قال بنبرة تفوح منها الغيرة لكرامة أمه :-
أمي أنتِ تعلمين أن أبي مرابض في البيت معنا هذه الفترة وأنكم على وشك الطلاق "
لوت نجلاء جانب فمها بتهكم لكنها غيرت الموضوع وهي تقول :-
" هل تعلم أن نور أختك تفكر بالعمل لقد أخبرتني أمساً على الهاتف "
قبل أن يتسنى له الرد مستغرباً كانت تنزل من السيارة متجهة إلى الباب الداخلى تفتحه قاصدة الدرج مباشرةً حيث غرفة ابنتها
دقائق وكانت نور تحتضنها باشتياق حقيقي قائلة :-
" لقد اشتقت لكِ يا ماما اشتقت لكِ"
" وأنا أيضاً حبيبتي "
قالتها نجلاء وهي تضمها لها مقبلة لوجنتيها ثم سألتها عن أحوالها سريعاً وتركتها متعللة بما جعل نور ترفع حاجبيها باستغراب :-
" سأبدل ملابسي واطلب لنا غداء "
قبل أن تعبر نور عن ذهولها وجدت عمار في وجهها فسألته بفم متدلي ببلاهة :-
"أي غداء ؟!"

بعد ربع ساعة ...
نزلت من على السُلم ونيتها الدخول إلى غرفة مكتبه ولم تكن تعلم أنه بها وقد أتى اليوم مبكراً
فتحت الباب ببساطة فتسمرت مكانها بنفس اللحظة التي رفع بها هو الآخر رأسه متفاجئاً ثم تحولت نظرته لشئ من الصدمة فهو شبه كان قد نسيها !
شئ من القسوة غلف عينيه فسألها بنبرة فظة :-
" نجلاء منذ متى وأنتِ هنا ؟"
بجهد ومهارة كبيرة اكتسبتها من الفترة الماضية أخفت مشاعرها من الاشتياق وحتى الغيرة فشبكت كفيها ببعضهم وهي تطلق همهمة ساخرة رافعة أحد حاجبيها وهي تقول :-
" هاااا انظروا من هنا العريس بجلالة قدره تاركاً عروسه وجالس بغرفة مكتبه في منزل زوجته الأولى "
ضمت حاجبيها قائلة بتعاطف مصطنع :-
"تُرى هل هجرتك العروس أم أنت من زهدتها سريعا يا عريس ؟"
وكلمتها جاءت على الجرح
كلمتها وطأت ملغم مليئاً بالأفكار السوداوية منذ أن ترك داليدا فتحرك من مكانه كاشراً عن أسنانه قائلاً من بينهم بتحذير رادع :-
" احترمي ذاتك وعمرك يا نجلاء أفضل لكِ لأني أنا صدقيني لن أفعل أبداً"
أردف بضيق :-
"أنا لن أعلق على عودتك الغير مفهومة لي وقد كنتِ مصرة على الطلاق لكنه بالأخير بيتك وأولادك "
يلوي فمه ثم يقسو مثلها ساخراً :-
" علكِ مرة تشعرين أن الأولاد أهم من ذاتك فتفضليهم على مشاعرك "
كلامه أثار كل مشاعر الجنون بداخلها
هل تعلم حين تكون كاظماً غيظك طويلاً طويلاً وتأتي على نفخة من أحدهم فينفجر كل ما بداخلك من مشاعر سيئة ؟!
ذاك الشعور حين تريد أن تنقض على أحدهم ناهشاً له بأظافرك عله يشعر بالقليل من وجعك
جرح عميق أطل من عينيها اللتان ملأتها الدموع فصرخت غير واعية أن عمار ونور واقفان بالخارج مترقبان لما يحدث بقلوب منقبضة

" أنت حقير يا رأفت صدقني
أنت تستغل مشاعري تجاهك حتى تجرحني بها بعد هذا العمر الذي لم ترى مني فيه سوى كل حب وإخلاص لك "
مرارة مشبعة بالإزدراء غلفت ملامحه فاقترب بعض الشئ منها وهو يقول كمن يقذف من فمه حجارة :-
" صدقيني يا نجلاء لم أندم على شئ في حياتي سوى هذة المسيرة من العمر
لم أندم على شئ في حياتي قدر إهداري لحق رجولتي معك "
يمط شفتيه بتقرف وهو يقول :-
"لا أعلم حقاً كيف غرني غروري الذكوري أن أقبل بكِ بعدما أفضتِ إلى بفعلتك "
ليتها كانت حجارة لقد كانت سهام !
ارتعشت بشئ من الانهيار فصرخت بنبرة ملتاعة :-
" ولما فعلتها ؟
فعلتها من أجلك
من أجل أني كنت أحبك من أجل أني لم أكن أقبل على نفسي رجل غيرك
لقد كنت مخلصة لك لحدٍ لعين "
وللرجال قاعدة لعينة في عرف النساء العاشقة !
لا شئ اسمه التنازل عن مبادئ بديهية من أجل الحب
بل من أجلهم
فصرخ بنبرة يعصف بها الغضب وقد برقت عينيه عنفاً :-
"وهل الحب يشفع لكِ يا هانم أن تكوني مع زوجك في الفراش وعقلك وخيالك مع رجل آخر يا محترمة "
وقع حديثة كالصخرة على رؤوس ابنائهم حتى أن نور شهقت دون صوت بهلع يماثل هلع أخيها
والحوار بالداخل يشتعل على أشده
فقد اتقدت ناراً في صدرها
ونحن في حضرة الوقوف أمام مرآة اغلاطنا نغمض أعيننا خشية التعري فنتبع العند
نتبع الكذب
ونتبع المكابرة
ورغم أن دموعها أغرقت وجنتيها بدرجة بشعة إلا أنها كابرت صارخة :-
" ومن كان هذا الرجل ؟
ألم يكن أنت ؟
ليتني ما أخبرتك
لقد أخبرتك ظانة أني هكذا اضمد جرحك
كنت أفعل كي أرد لك كرامتك "
ضرب رأفت قبضتيه بسطح المكتب فتناثرت الأوراق وكل شئ من عليه ثم استدار لها بوجه مجتقن صارخاً :-
"ليتكِ ما فعلتِ
ليتها ظلت كتمان نفسك ولم تخبريني
وقتها أخذني زهو الشباب الغبي وحبي لكِ الذي كان أعمى وأنا أراكِ هكذا كنتِ تحبيني ولم تكوني سوى امرأة بلا أخلاق
أنتِ لم تحترمي نفسك .. لم تحترمي ذاتك .. لم تحترمي دينك وأخلاقك "
ينفعل أكثر محركاً كفيه بغل فتعلو نبرة صوته أكثر تكاد ترج البيت رجاً :-
" لا أصدق كيف تزوجتك بعدما اعترفتِ لي بهذا
لا أصدق كيف احترمت نفسي وفعلتها وأنتِ تخبريني أن العلاقة التي جمعتك بزوجك الأول تخيلتني أنا بها حتى تمرريها على نفسك
لا أصدق مدى إنحطاطك في أن تجرحيه بهذا فقط قولي لي كيف نطقتيها له
كيف ؟"
هزت رأسها نفياً بقوة وهي ترى بشاعة فعلتها بأم عينيها لكن ما يجعلها تنهار أكثر وأكثر هو عدم تقديره لها
نظرة الازدراء في عينيه بطريقة لا تقبل الجدل
هو اعتراف قلبها أن الواقف أمامها لم يعد يحمل لها أي شئ من الحب
أنها ليس لديها شئ من التبرير فتصرخ بلا ترتيب :-
" وهل تحترم نفسك أنت إنك حرمتني من أبنتى الكبرى ؟
أنك اشترطت علي عدم وجود رنا معنا
أتنكر أنك تشاجرت معي أنك لا تطيق حملي ؟"
همهمة مستنكرة أطلقها تلاها موجة من الضحك الساخر بصوت مرتفع مر ثم صفق قائلاً :-
" مبهرة يا نجلاء ؟
هل هكذا من المفترض لي أن أصمت ولا أستطيع الرد صحيح ؟"
يضع كفه على صدره ثم يمط شفتيه قائلاً :-
" يؤسفني أن أخبرك أنه سبباً أخر لازدرائك ؟"
يجلس على الكرسي ورائه مطرقاً ثم يقول بنبرة مريرة قاسية :-
" هل تتذكرين ردك وقتها يا نجلاء ؟"
لا هي لا تريد
عينيها تستحلفانه ألا ينطقها لكنه ليس معها الأن
هو الآن يعربد بتحالف مع شياطين ماضيه فينطق :-
"أتذكر كأنه الأمس
أنا أصلا لا أريد هذا الجنين يا رأفت
كنت أود تنزيله لكن لن يوافقني أحد "
" يكفي " صرختها بانهيار ونبرة من سحيق الوجع لكنه واصل :-
" هل تتذكري يا نجلاء ؟
أنتِ بعد قضاء فترة نفاسك في رنا بيوم واحد هاتفتني سعيدة بأنكِ أخيراً ستكونين لي
بألا أحمل هم ابنتك فاأنتِ لا تريدي شئ من رائحة الجوهري "
" وكأنها قطعة تذكارية وليس قطعة لحم حمراء "
تحرك من مكانه واقفاً مرة أخرى ثم قال :-
" أنتِ كل مرة بقسوتك على رنا وإهمالك لها كنتِ تهدمين طوبة من بناء حبنا اللبن حتى قضيتِ عليه يا نجلاء "
" لأنها السبب في كرهك لي
لأنك اصابك الجنون حين عرفت بخبر حملي
لأني أكره والدها
أكره ملامحها الشبيهة له
أكره اليوم والساعة التي أرغمني فيها عليه فأثبتت هي نفسها بداخلي "
مط رأفت شفتيه بامتعاض وهو يهز رأسه بأسف قائلاً :-
"أنتِ بشعة يا نجلاء بشعة وصدقيني يكفي إلى الأن يكفي"
يصمت ثوانٍ ثم يواصل أخر خطوة في كلمات ذبحة قائلاً :-
"أنتِ طالق يا نجلاء
لم أعد أريدك على اسمي بعد اليوم
!".................................

يتبع بالجزأ التاني من الفصل


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-21, 09:57 PM   #277

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ التاني من الفصل

أحياناً نود الاعتراف بأن المكان الذي نحن به لا يناسبنا لكننا لا نستطيع
وربما لا تمتلك جرأة مغامرة الترك!

استجمعت سنا شجاعتها وهي تتحين لحظة خلو مكتب ماريان الذي انتقلت إليه وعدم وجود عمار اليوم فتقدمت ناحية هناك ثم طرقت الباب وهي ترسم ابتسامة على شفتيها
رفعت ماريان رأسها بتفاجؤ ورغماً عنها توغل صدرها بغيرة لا تستطيع كبحها لكنها نطقت باندهاش :-
" سنا ؟!"
نهضت واقفة ثم قالت بنبرة عادية :-
" عساه خيراً أول مرة تدخلين مكتبي "
ابتسمت سنا ثم تقدمت للداخل قائلة بنبرة لم يظهر خلالها توترها :-
"يعني ها أنا فعلت أردت الكلام معك قليلاً هل تسمحين ؟"
هزت ماريان رأسها بإيجاب وهي تشير لها بالجلوس قائلة :-
" نعم بالتأكيد تفضلي ؟"
جلست سنا أمامها على المقعد مطرقة برأسها لثوانٍ
مفكرة كيف تبدأ الحديث ؟
هي لا تستطيع المواراة
لا تحب تجميل الكلام
لا تحب الطرق الملتوية في الحديث
هي تحب الجرأة والطرق المباشرة فنطقت قائلة :-
"أنا أريد أن أحدثك عن عمار "
اختض قلب ماريان بين أضلعها لكنها ابتسمت باهتزاز وهي تشبك أصابعها تشد عليهم علهم يدعموها وقالت :-
" ما به عمار ؟ يعني عما سنتحدث ؟"
تنهدت سنا وهي تشعر بوطأ ثقل الموقف عليها لكنها قالت بنبرة صادقة :-
" ماريان صدقيني حديثنا الأن لن يعلم عنه أحد حتى عمار نفسه أبداً
أريد منكِ أن تصارحيني "
زفرت ببعض التوتر وواصلت :-
" حديثي معك اليوم من أجلك فقط ليس من أجل عمار أو من أجلي "
شدت ماريان على كفيها أكثر دون أن تظهر ذلك ورغم قرع الطبول بين ضلوعها نطقت بنبرة باهتة :-
" تحدثي يا سنا أنا لا أفهم "
حكت سنا طرف أنفها ثم ابتسمت بتوتر قائلة بنبرة أسبغتها بالبساطة رغم صعوبة الأمر على قلبها :-

" هل تحملين أي مشاعر تجاه عمار يا ماريان ؟"
أطرقت برأسها وقالت مشددة :-
" وهنا أقصد مشاعر قلبية .. مشاعر حب وليس صداقة وأخوة بمنطقكم "
أحبه .. أعشقه .. وأتمنى نظرة منه فقط
هتفت بها روحها بلوعة لكن منذ متى ولغة اللسان تكشف عما اشتعلت به أضلعنا من حبٍ ووجد ؟
فيخرج صوتها منفعلاً بقصدٍ وموارة
قصدٍ مصدره تلك اللوعة الناشبة بداخلها وأخرى أمامها تحدثها عن حبيبها
ومواراة مفادها ( خذه بالصوت حتى لا يغلبك )!
" كيف تقولين هذا يا سنا هل يصح ؟
هل يستحق عمار منكِ هذا ؟
بالتأكيد لا عمار لا أمتلك ناحيته سوى كل أخوة و مشاعر بريئة
وكم هي كاذبة
وكم تلعن نفسها ألف مرة في هذه اللحظة
كم تبغض ذاتها الأن لكن ليس بيدها
دعكت سنا جبهتها وهي تنهض واقفة قائلة بمصارحة :-
" أنتِ بالتأكيد تعلمين أنه يريد التقدم لي
و لأكن صريحة معك أنا لا أقبل أن يكون لزوجي صديقة
لذا أنا جئت اليوم حتى أعفي أي منا الوجع "
فرقعت سنا أصابعها ثم واصلت :-
" وصلني إحساس أنك تغارين عليه فهل أنا على صواب أم هي هرمونات أنثوية مني ؟"

والأنثى بداخل ماريان الآن لا ترى سنا سوى غريمة
لا تريد حتى أن تعترف بنزاهة من أمامها
فكيف يحب المرء غريمه ؟
كيف تحب السبب الذي قضى على أملها مع عمار
لكن ماذا تفعل ؟
أتصارحها ؟
وماذا تجني من مصارحتها
ربما هو الأن معها ولو بسيطاً لكن لو اعترفت لسنا بحبه الأن ستخسره للابد
لو نطق لسانها اعترافه بحبه لن يستطيع الصمت مرة أخرى
حبها له يجب أن يظل طي كتمان قلبها لذا ابتسمت بافتعال وهي تقول بنبرة عصبية قالبه الآية:-
" البادي لي الأن أنكِ أنتِ من تغارين يا سنا ولست أنا "
" ربما
قالتها سنا بعصبية مماثلة ثم قالت بضيق :-
" لننهى هذا الحوار أن أحتاج كلمتك حتى أبلغ عمار بموافقة أبي على قدومه للتقدم "
رفعت كفها تمنع ماريان عن الحديث وواصلت :-
" وصدقيني ما ستقوليه هو ما سأقرر عليه "
أطرقت ماريان برأسها أرضاً كمن يحتضر قلبها لا تريد أن يظهر على ملامحها شئ
هل ينطق المرء بشهادة وفاته حياً ؟
هاهي ستفعل
وجيب قلبها يشتد بعنف وكأن بصدرها إنسانة أخرى تلطم خديها صارخة مولولة وأخيراً تقول بنبرة أسبغتها بالجمود رغم أنها تشعر وكأن لسانها مخدر وثقيل من فرط الوجع :-
" لا يا سنا اطمأني أنا لا أحب عمار أبداً هو أخي ليس إلا
ومن قلبي أتمنى لكم التوفيق فهو يحبك جدا "
وبالأخير نحن بين ربوع الحبيب عشاق وفي موطن العشق أذلاء !..............................................

أغلب جرائمنا لم ينص عليها قانون قط سوى قانون السماء
جميعنا مدانين بقضايا لم تعرض على محاكم إلا محكمة الضمير !
دخلت داليدا تلك المكتبة بعنوان..
(مكتبة أصدقاء الكتب لصاحبها الدكتور شهاب البرعي )
بالبداية كانت تشعر بالرهبة لكن بهجة المكان بألوانه المتنوعة وتلك الموسيقى الهادئة التي تدار إضافه إلى برودة المكيفات تبعث بداخلك قشعريرة لذيذة وكأنك تناولت رشفة من كوب ليمون بالنعناع !
اتجهت ناحية بار جانبي يبدو للمشروبات يقف به شاب ما فسألته :-
" هل الدكتورة حفصة العامري هنا؟"
أومأ الشاب بتهذيب وهو يشير لها قائلاً :-
" نعم إنها بالردهة الثانية على اليمين أول جانب داخلي "
تقدمت داليدا حيث أشار وفور أن أبصرتها ابتسمت رغماً عنها
إنها تبدو كحور من العين وليس إمرأة من الدنيا
تجلس بزاوية ترتدي عباءة خليجية بلون( اللافندر )يعلوها حجاب باللون الأبيض ملفوف لفة أنيقة شبابية محتشمة تغطي مقدمة صدرها
ويبدو أنها أطالت وقوفها المتأمل كثيراً حتى انتبهت عليها حفصة التي كانت تقرأ بكتاب ما فابتسمت ناهضة وهي تقول بنبرة مرحبة :-
"أهلا
مرحباً بالجميلة "
سلمت عليها بتهليل يبعث الطمأنينه ثم سحبتها حيث كانت جالسة قائلة بمرح :-
" أه لو علمت دانية أن ربانزل معي اليوم "
انشق وجه داليدا عن ابتسامة متسائلة فضحكت حفصة قائلة :-
" دانية تكون ابنتي التي رأتك على السلم عندنا
ومنذ أن رأتك وهي مهووسة بشعرك وجمالك ماشاءالله عليكِ ولا تقول سوى ربانزل زارتني "
ضحكت داليدا رغماً عنها متذكرة الطفلة الناعمة ثم قالت :-
" بارك الله لكِ فيها "
أمّنت حفصة ثم سألتها باهتمام :-
" ماذا تشربين ؟"
هزت داليدا رأسها نفياً وهي تقول بنبرة باهتة :-
"لا شئ"
وبآخر نبرتها لمحت حفصة غصة بكاء مختنقة فربتت على ظهرها قائلة برحمة :-
" ما بكِ حبيبتي ولما كنتِ تبكين حين هاتفتني "
خرج من صدر داليدا شهقة بكاء عنيفة كالعويل فوضعت وجهها بين كفيها ونشجت بعنف وهي تشعر بالخزي من روحها التي خذلتها بالاستسلام والضعف أخيراً
دمعت عينا حفظة من صوت رنة بكاء الفتاة الموشية بأطنان من الهموم تحملها فتركتها تخرج ما بداخلها من كبت
بعد فترة طويلة كانت داليدا قد هدأت قليلاً فمسحت وجهها بكفيها ناطقة :-
"أنا أسفة "
تحرك كفيها وتقول :-
"أنا فقط أريد الحديث علني أرتاح
علني حين يحمل أحد معي سري أهدأ"

" حسناً حبيبتي تحدثي علني أساعدك وتأكدي أن سرك معي إلى يوم الدين "
وكالبالون الذي كان ينتظر لحظة الانفجار انطلقت تتحدث تحكي عن بداية حياتها
نشأتها البسيطة ..والديها .. إخوتها ... ثم صمتت

قطبت حفصة قائلة :-
" جميل دخلتي كلية الهندسة ثم ماذا ؟"

"أحببت شاباً كان معيداً عندي بالكلية
أحببته وأحبني من كل قلبه "
وعلى ذكره انقبض قلبها حتى كأن انقباضه يحبس الدم في عروقها حتى أن حفصة ناولتها كوباً من الماء ارتشفته بأيدٍ مهتزة وقد بدأت البكاء مرة أخرى مواصلة بحزن وهي تقضم أظافرها كمن تعض عليها ندماً :-
" كنت أسكن المدينة بالسكن الجامعي وتعلمين أن كلية الهندسة صعبة فكنت لا أعود للبيت سوى كل شهر "
شهقت ببكاء وواصلت :-
" أمي كانت فرحة بي فرحة لا توصف كانت تمنع الطعام عنها وإخوتي حتى تصرف على كليتي وليتني استحقيت"

" وأقسم لكِ كنت أريد أن أحقق لها كل ما تريده أن أكون الابنة التي تفخر بها
لكن رغماً عني وقعت بحبه "
تناولت محرمة ورقية من أمامها مسحت بها أنفها ثم واصلت من بين دموعها :-
" كنت أظنه يحبني هو الأخر
بدأت علاقتنا بأحاديث هاتفية ثم تطورت لمقابلات خارج الجامعة حتى كان يوم "
ارتجفت من سياط الذكرى وهي تنخرط في البكاء مرة أخرى ثم واصلت بارتعاش :-
" حتى كان يوم مولده
جميعنا كنا مدعوون للحفل طلبة وأصدقاء فهو كان ودوداً معنا جميعاً
والجميع بالكلية كان يعرف عن قصة حبنا "

" اهدئي داليدا اهدئي حبيبتي " قالتها حفصة مشفقة من مدى ارتعاش الفتاة وانهيارها ورغماً عنها تتوقع الأسوأ لكنها كعادتها تلتزم الصمت حتى تسمع

ارتشفت داليدا الماء مرة أخرى ثم قالت بنفس النبرة :-
" يومها كان أجمل أيام حياتي كما كنت أظن حتى أنه ضمني تحت ذراعه أمام الجميع ناطقاً بحبي وبنيته في خطبتي "

" حتى كان أخر الحفل تناولت مشروب ما سريعاً أعطاه لي مصمماً فارتشفته مسرعة حتى أستطيع الذهاب قبل موعد إغلاق السكن"
انقبض قلب حفصة رغماً عنها واستغفرت بسرها وهي تضمها لها بحنان تعطيها دعماً معنوياً فصرت داليدا على أسنانها بقسوة ناطقة كمن يتقيأ :-
" ولم أفيق سوى صباحاً وأنا معه بفراشٍ واحد وعرفت أنه كان ألعن يوم في حياتي "
وموجة بكاء عنيفة مرة أخرى جعلت حفصة تأمرها بحزمٍ رفيق :-
" يكفي يا داليدا يكفي لا تحكي شئ أخر اليوم ستنهارين هكذا "
لكن داليدا هزت رأسها نفياً بإصرار وهي تواصل بلا ترتيب:-
" بعدها مرضت شهراً بالفراش باكية درجة حرارتي لا تنخفض وقد أوصلني زملائي لبيتي "
حتى بدأت استفيق مدركة المصيبة التي أنا بها وصممت على التحويل من الجامعة ووافقت أمي دون أن تصر على معرفة السبب فقط لأكون أمامها بخير ..
شعرت حفصة أن هناك شئ أخر أشنع قادم في الطريق فسألتها مهونة :-
" هل حملتِ طفلاً وأجهضتيه؟"
هزت داليدا رأسها نفياً وهي تنطق بشفاه مرتجفة وقد تغربت عينيها إنهياراً
" بل فعلت الأشنع لقد قمت بعملية إعادة عذرية !"
ودون أن تمهل حفصة الاستيعاب كانت تنهض واقفة قائلة بهذيان ونبرة إعياء :-
"أنا يجب أنا أذهب الأن"
وحقاً نحن أحياناً نحتاج إلى غريب نقابله عرضاً مفضيين له بهمومنا ثم يمضي كل منا في طريقه غير مخزي بوقع اللقاء مرة أخرى..........................................

هو كالموغورت يجب أن تقتلعه حتى تتلاشى ضرره !

دخلت نور الشركة تقدم قدم وتؤخر الأخرى ومازالت على حيرتها هل تواصل خطوتها أم تعود من حيث أتت
لكن بنظرة فقط من عقلها لذاكرة الأيام الماضية حيث عودة أمها للمنزل فجأة واصطدامها بوالدها الذي أتى قبل أيام هو الآخر كانت كدفعة تحفيز لها لتفعل
واصلت طريقها حيث الوصف الذي دلها عليه ثم أخيراً كانت تقف أمام مساعدته التي سألتها باهتمام :-
" هل أنتِ الآنسة نور ؟"
أومأت نور بحذر فابتسمت الفتاة وهي تشير لها لباب غرفة المكتب قائلة :-
" تفضلي السيد رفعت في انتظارك "
طرقت الباب ودخلت فقابلتها عيناه بتجوال ذكوري في هيئتها المثيرة والمستفزة
مثيرة بجسدها الصغير وثيابها التي تشي بجنونها وتهورها
حيث (شورت من الجينز ) يصل أعلى ركبتيها تعلوه بلوزة ناعمة بيضاء تحتضن نعومة جسدها ومن الأعلى سترة من الجينز الأسود متهدلة فكشفت عن كتفيها بسخاء
ومستفزة حيث براءة على وجهها لا تناسب خطواتها ولا هيئتها تلك
ابتسم مرحباً مشيراً لها بالجلوس قائلاً ببحة جذابة :-
" أنا سعيد بموافقتك أخيراً"
هزت كتفيها فجذبت عينيه دون رد منها وعينيها تتحركان في المكان وكأنها تراجع ذاتها
وربما أدرينالين الخوف عندها يفرز الأن محذراً
وهو لا يريد ذلك
هو يريدها مطمئنة حتى يكون استحواذه عليها مكللاً بالانتصار
هي تعجبه
بل أكثر
منذ زمن لم تجذبه أنثى كما فعلت هي
وللغريب هي أنثى لينة بفرقة إصبع يستطيع جعلها طوع بنانه لكنه يريدها تمؤ له بالطلب لاهثة !
حرك القلم بين كفيه ثم نطق بحاجب مرفوع :-
" ما رأيك بالشركة ؟"
نظرت له بتيه فاستحوذ على عينيها بين عينيه عن قصد قائلاً بنبرة خبر مفادها أمر :-
" ستكونين مساعدتي "
"لكنك تمتلك واحدة " قالتها باحتجاج فالتوى فمه بابتسامة قائلاً بلهجة قبضت قلبها رغماً عنها
انقباض غريب
مزيج من اللذة والخوف
خوف من مجهول لا تعرفه
ولذة من جاذبية الغوص في مغامرة معه !
هو كمغناطيس صلب قوي فور أن تقترب منه ولو إنشاً يلتصق بك
فتنهدت ناطقة بنبرة المجاذفة :-
" موافقة "
ترفع خصلاتها عن عينيها ثم تسأل :-
"متى سأبدأ "
التوى طرف فمه في تلاعب ثم نطق بثقة :-
" من الأن "
"الان ؟" نطقتها باستغراب وواصلت محتجة :-
" لكن ماذا سأفعل اليوم ؟"
ابتسم ببساطة لا تشبهه أبداً ثم قال بتلكوء مثير لم تفهم مفاده :-
"سأعرفك عليٰ أنا رفعت عمران "
كادت أن ترد فرفع سبابته في وجهها منوهاً :-
" قبلاً أريد أن أخبرك شيء من يعمل معي "
يصمت مثيراً ترقبها ثم يقول :-
"يكون صديقي قبل أي شئ "
"صديقك ؟" نطقتها بنبرة ضاحكة وربما مستهينة فهي لم ترى قبلاً مديراً يصادق موظفيه لكن قبل أن تنطق بتساؤلها كان يجيبها بنبرة ناعمة شديدة الأسر والجاذبية
نبرة كالفخ من يقع أثير بحتها لا فرار له :-
"أنا أحب الحميمية في العلاقة بيني وبين من يعمل معي !"
............................................

هو بالعشق كان كافراً وحين دخل محرابها أصبح ناسكاً
متبتلاً في طرقات شخصيتها العصية لكنه أقسم على الرهبانية لحبها
وهي بالحب أمية جاهلة
بالكاد تتعثر في فك حروف لغته ومن حظها العثر أن شفرة حكايتهم كانت سرية
مكتوبة بحروف متشابكة ببعضها البعض بلغة هيروغليفية لا تقوى حتى على فهمها
حكايتهم كحجر رشيد تشبه الطلاسم وهو شامبليون الذي أقسم على فك حروفه فأصبح بطلاسمه محترفاً ..!

" لما أتيت بي هنا ؟"
قالتها غدي بتنمر مصطنع بحت
تنمر مصدره انقلاب مشاعرها تجاهه فكل يوم عن الأخر تشعره كجني يجذبها إليه بطريقه تثير كل مشاعر الغضب عندها
هي لا تحب هذا الرجل
لا تستسيغه بل حتى كل تصرف منه قادر على إثارة شياطينها
وهو يعلم لكنه مصر على بروده ورفع ضغطها
لم يرد عليها فقط فتح باب سيارته وقد صف سيارته بمكان يشبه المرسى
لف فاتحاً بابها ثم مد ذراعه وأخرجها بسلاسة وبعد أن أغلق السيارة تكرم عليها أخيراً بالرد وهو يشير ليختٍ ما
" رحلة بسيطة وسأعود بكِ أخر اليوم "
برقت عينيها وقبل أن تنطق باعتراضها وجدته يشدها من ذراعها برفق حيث اليخت غير مبالي بزوبعة حديثها وهذرها عن عدم أخذه لرأيها ثم ومرة واحدة كان يرفعها حتى تتمكن من الصعود وصعد ورائها قائلاً بابتسامة سمجة :-
"أحببت أن تكون مفاجئة "
حين كادت تنطق مرة أخرى فرد كفيه في وجهها وقد تغيرت ملامح وجهه قليلاً ثم أغمض عينيه متنهداً تنهيدة بدت لها متعبة ثم همس بنبرة يشوبها ترجي مستتر :-
"غدي أغلقي عقلك اليوم
ليوم واحد فقط
أظن أن كلانا الفترة الماضية مر بفترة عصيبة
اعتبريها نزهة استجمام "
صمت ثوانٍ ثم أردف بنبرة ساخرة :-
" نزهة مع صديق شرعي "
ولا تعلم لما صمتت
لا تعلم لما أطاعته
فقط أصابها التلعثم قليلاً ثم سألته وهي تجول بعينيها في اليخت المكون من طابقين :-
" ماذا سنفعل الآن "
تحرك نحو غرفة القيادة ثم قال :-
" سأحركه قليلاً حتى نكون بعرض المياه على راحتنا ثم لنبدل ملابسنا ونصنع الطعام
صحيح أني لا أحب الأسماك لكن فكرت أن الشواء سيكون حلاً رائعاً"
تغاضت عن فكرة أنها لا تحب الأسماك مثله لكنها سألته :-
" وكيف سأبدل ملابسي أنا بحق الله ولم أكن أعلم ؟"
التوى فمه القاسي بابتسامة ثم غمزها قائلاً :-
" لكنني أعلم وقد جلبت لك ملابس "
حك أنفه ثم أردف :-
" اتمنى أن يعجبك ذوقي يا أستاذة "
توجست رافعه أحد حاجبيها لكنها اتبعته تأخذ منه الكيس الذي أعطاه لها فأخرجت منه بذلة رياضية أنيقة
تساءلت بينها وبين نفسها بغيظ :-
"أكمل البدوي و بذلة رياضية !؟"
بعد ساعة كان قد أوقف اليخت بعرض البحر وبدل ملابسه هو الأخر مكتفياً بملابس تصلح للبحر
وبدأ الشواء بينما كانت هي تقف على السياج المطل للبحر متأمله للمياه في شرود
مشاعر غريبة تسيطر عليها
شئ من الارتباك والخوف الذي لا تفهمه
الأمر أبعد عن الأمان الجسدي
لكنه أقرب للأمان النفسي
تشعر أن نفسها ومشاعرها أصبحت في خطر في وجوده
ثباتها لم يعد موجود !
" ها قد انتهيت ؟"
التفتت على قوله المتحمس غير دراية بمدى فتنتها وهي تتحاشى النظر له وهي تقول بنبرة حماسية بسيطة :-
" أنا جائعة بالفعل "
ثم ابتسمت متقدمة من منظر اللحم الشهي وقد أحضر جواره السلطات المتنوعة والعيش قائلة :-
"رائحته شهية "
" لا شئ أشهى منكِ الأن "
همسها بتمني كبحه وهو يجلس بادئاً الأكل ببساطة وهواء البحر الشديد يطير شعره مستمتعاً
ثم وأثناء إنشغالها أو تشغالها بتناول الطعام بدأ في إطعامها من يديه
ودون أن تتحفز كانت تلتقط الطعام منه برضا تام صامت وكأن فطرة الأنثى على الدلال تطغى على أي شئ
وكأنهم إثنان غيرهم
غريبان تقابلا صدفة فارتاحت جوارح كل منهم للأخر فقررا قضاء اليوم سوياً
وكأنهم في معزل عن العالم بأجمعه
بصخبه ومشاكله ولعناته
هو كان قاصداً .. كان مُحتاجاً
وهي كانت متخبطة ومنساقة ...
قرب الغروب كان قد بدأ بتحريك اليخت للعودة وتركه يعمل وحده ثم خرج عائداً إليها وقد كانت كما كانت قبل الطعام تشاهد ما حولها بصمت تام
فوقف لثوانٍ زافراً أنفاسه بقوة
لقد كان متقصداً وهو يجلب لها بذلة رياضية بسيطة مخافةً عليها من جموح ذاته المجنونة بها لكن ما باله الأن لا يستطيع إلا أن يلتهمها بعينيه إلتهاماً
وكأن إنحدار الشمس إلى مغربها كان إذاناً بانحدار مشاعره إلى فوارانها فيتجه إليها محتوياً لها بين ذراعيه من الخلف فتصلبت وتعالت دقات قلبها
تصلبها أغضبه قليلاً لكنه مال هامساً في أذنها بأمر مطمئن :-
"اهدأي"
"ابتعد يا أكمل "
استشعر بنبرتها القاسية رذاذات الخوف فسألها هامساً بتجهم :-
" هل تخافين مني ؟" أطرقت دون رد
هي لا تخاف منه
لكنها تخاف من انفلات مشاعره وبالأخص بعد أن أصبحت مذبذبة مرتبكة
الفترة الماضية كانت مرهقة لها وليتها ما وافقت على هذه الرحلة حتى تستعيد توازنها
وبخضم أفكارها زاد من احتوائه لها قاصداً أن تصلها مشاعره بحسية حميمية فهمست بترجي :-
" أكمل لا تفعل "
" بل لا تفعلي أنتِ " قابل رجائها برجاء هو الأخر
رجائها كان مرتبكاً وصادقاً
ورجائه كان حاراً ومتلهفاً فأدارها بين ذراعيه بسهولة حتى أصبحت تواجهه فأسبلت أهدابها
رفع كفه يمررها على رموشها حتى فتحتهم أخيراً فتأمل محياها بتغيب بنهم حتى مال مستغلاً تغيبها العاطفي الذي قصد بثه فيها هامساً بنبرة شغوفة أجشة مختنقة من فرط العاطفة :-
" أظن أنه حان وقتها "
وارتشاف أنفاسها من قِبله كان جامحاً .. قوياً ..وصادقاً بدرجة لا يمكن لعقل تصديقها
كان يشن كل هجومه العاطفي مطلقاً كل ما اختزنه من كبت المشاعر لها ومتمهلاً تاركاً لها لذة الإدراك حتى تجردت روحها من جسدها فطارت ترفرف بأجنحتها في فضاء من ملأ صخب العاطفة المجنونة.................................. .....

بعض الأماكن عليك أن تخلع نعلي طهارتك قبل الولوج فيها فما هي إلا وكراً لشياطينٍ إنسية لا ضمير لها ولا دين !

شقة متوارية بإحدى الأحياء الشعبية كان يجتمع فيها كل من رفعت ورجاله و ؟
ويليم ماركو!!!!!!
أحد السائحين البالغ من العمر خمسون عاماً
باختصار (سياحة جنسية !)
الدكتور الجامعي الشهير في أوروبا والبيدوفيلي الأشهر في الكهوف القذرة
مد ويليم ماركو قدميه مريحاً في جلسته وهو يقول بنبرة عملية وكأنهم يتناقشون عن صفقة بيع أحد الأغنام :-
" متى سأمضى العقد يا رفعت تعلم أن مدة وجودي هنا لا تتجاوز الشهر وقد مضى منه عشرة أيام "

ابتسم رفعت ابتسامة ناعمة وهو يقول بنبرته الهادئة :-
" اهدأ سيد ويليم تعلم أني دوماً ما أتأخر إلا ليكون طلبك كما تستحق "
لعق الرجل شفتيه بشهوانية مثيرة للغثيان قائلاً بتشرط :-
"أريد أن أرى بنفسي"
طرقع رفعت بإصبعه وهو ينظر لأحد رجاله بأمر فنهض واقفاً وهو يومئ برأسه
بعد قليل كان يدخل عليهم وجواره فتاة جميلة شقراء فائرة الجسد عمرها لا يتعدى الخامسة عشر تناظرهم بوجل
لمعت عينا ويليم بشهوانية مثيرة للغثيان وهو يتأمل كل إنش في صفقته جيداً
ثم نظر لرفعت غامزاً ونطق بنبرة موشيه بالرضا :-
" كم تطلب فيها ومتى سأمضى العقد "
أخبره رفعت رقم ما جعل عيني رجاله تجحظان لكنهم التزموا الخرس
أشار ويليم للفتاة منادياً بنعومة فتوجهت إليه تناظره ببراءة وتوجس
سحبها من كفها وأجلسها على فخذيه مملساً على شعرها وهو يقول :-
" ما اسمك ؟"
" رحمة " نطقتها برقة مثيرة فابتسم قائلاً :-
" هل تعلمين لما أنتِ هنا ؟"
هزت الفتاة بسيطة المظهر رأسها نفياً وهي تقول بنبرتها الموشية عن شعبية بيئتها :-
" لا لكن سيدي "
قالتها ونظرت لرفعت الناظر لها ثم واصلت قائلة :-
" لقد قال أنك ستشتري لي ثياب وكل ما أريد مقابل أن أطيعك "
ابتسم الرجل برضا قائلاً بلهجة واعدة :-
" بل كل ما تتمنين يا جميلة "
انهى حديثه وجعلها تنهض مرة أخرى مما جعل رفعت يطرقع بإصبعه مرة أخرى فنهض رجاله جميعهم وأخذوها معهم
سأله ويليم باهتمام :-
" من أين أتيت بها "
وضع رفعت قدماً فوق الأخر وهو يقول :-
"إنها هنا منذ عامين كانت بائعة خضار قمنا بمسح ذاكرتها ولم تباع إلى الآن "
لمعت عينا الرجل بظفر رافعاً حاجبيه متسائل بلهفة :-
"حقاً؟"
شبك رفعت كفيه غامزاً وهو يقول بدهاء :-
" تستحق ثمنها صحيح ؟"
أومأ ويليم لكنه احتج قائلاً :-
" تبالغ يا عمران قليلاً "
هز رفعت رأسه قائلاً ثم نطق بنبرة تاجر يزين سلعته :-
" إنها بغلافها سيد ويليم "
حك ذقنه ثم غمز قائلاً :-
""she is still virgin"

..............................

على أعتاب الفرح تأخذ المشاعر أحقيتها في التنوع
بين سعادة بين فرحة ولا ضير حتى من بعض الحسد
بين مُر الفراق وحلاوة اللقاء
لكن أحياناً تطرف فتصدمنا بتنوعها بين سعادة لا شك وإن كانت أحادية الأطراف
بين حزن..مرارة ...غيرة وبين لفظ الأنفاس الأخيرة
بين قسوة نقص وزهو انتقام !
أحد أكبر الفنادق على الإطلاق كان محجوز جناحان متجاوران أحدهما حيث العروس وصديقاتها
والآخر حيث العريس
و ؟
وحده ؟
لا
أصدقائه ؟
لا
حيث العريس ونفسه الأمارة بالسوء والشيطان ثالثهما !

جناح العروس ...
كانت صوت الأغاني المختلطة بين أجنبي وعربي يطغى على الجناح
صوت ضحكات العروس وصديقاتها ناشر للبهجة وأخيراً كبار المصورين يدخلون
لقطة للعروس والفتيات وكل منهم ترتدي مئزر من الستان يصل إلى أعلى الركبة بقليل
وأخرى حيث فستان ملكي من يراه يظنه من اللؤلؤ حِيك خصيصاً للطلة الأولى للعروس
جواره فستان أخر لا يقل عنه فخامة حيث ستقضي به بقية زفافها
لقطة لها وخبيرة التجميل تضع اللمسات الأخيرة لها على وجهها
لقطة ومصفف الشعر يضيف لمساته هو الأخر
وغيرها وغيرها حتى ارتدت الفستان الأول ونال حقه بالتصوير
وكل ما يصور يتم تنزيله أولاً بأول على كل مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالعروس !

جناح العريس ..

كملاكم محترف دخل معركة مراهناً على الفوز فصدمته ذاته بالخسارة
هو اليوم ملاكم مهزوم نهض مرة أخرى حاقداً وبكل ذرة به تنزف عزم على الانتقام فغدا يسدد ضربات هوجاء ..عشوائيه ..
ضربات سيكون مردودها عليه أقسى مما سدده هو لكنه لا يشعر
لا يفكر
هو لا يرى أمام عينيه سوى الأخذ بثأر روحه !
ماذا لو كنت بين الضد والضد وما عليك سوى الاختيار ؟
واختياره هو كان ملعون
اختياره كان قاسي ..مؤلم .. موجع !
هو اليوم مقامر يقامر بكل ما يملك غير عابئاً بالخسارة
هو خاسر بالأساس فليذق كل ذي حقٍ عليه حقه !
هو الدائن والمدين
هو دائن أعطى يوماً حباً بكل ما بداخله من عاطفة
وهو اليوم مدين سيعطى كل من أعطاه يوماً صفعة مثلها
وعطاياه هو ستكون سخية مزينة بالربا!

قام بأداء دوره بكل حرافية من حيث تصوير كل ما يخصه هو الأخر
حتى قبل قليل التقطوا لهم صورة سوياً وكل منهم بالمئزر حيث سيتم تجميعها و إقرانها بلقطة اجتماعهم سويا بالبذلة والفستان ...

انتهى من ارتداء بذلته الفخمة بدرجة تخطف الأنظار خاصة بأزرارها المزدانة باسم عروسه المتوله بها "ريتال "
خرج من غرفته مبتسماً بأناقة وعينيه تلمعان بدرجة لا تخطئها أي عين..
لكن يبقى للتأويل أحقية تفسير اللمعة
وبالمنتصف تقابلا !
نظرتها متولهة ..سعيدة .. وجزلة
ونظرته مبتسمة .. ثقيلة .. وشغوفة بجدارة ونالوا اللقطة
اقترب منها مغازلاً بعينيه عن قصد حتى أنها فغرت فمها بانبهار رغماً عنها
انبهار ناتج من وسامته المفرطة بدرجة تصيبها بأزمة قلبية
وانبهارها من تلك النظرة التي للمرة الأولى في عينيه
احتضنها بقوة ثم حملها يلف بها فانطلقت شهقات الفتيات وصافرات الشباب ثم مال لاثماً زاوية شفتيها في بادرة أولى هامساً :-
" تبدين كملكة أسطورية !"
..........................................

غيرة المرأة ك إشتعال بقية عود ثقاب في كومة من القش بركنٍ قصى من بيت مزدهر فكانت نهايته حريق مندلع قاضياً على الأخضر واليابس !

جناح العروسين ...

خلعت فستانها ثم تناولت غلالة النوم بيضاء اللون بتفاصيلها المكشوفة
غلالة من الحرير ..صدرها شفاف مزين بالورود الصغيرة
بلا ظهر تقريبا وتصل لأعلى ركبتيها
قامت برش عطرها المفضل ثم ابتسمت بتوله على صوت طرقته قبل أن يدخل عليها مقتحماً الغرفة
عينيه الملتهمتان لتفاصيلها جعلت قلبها يختض بين أضلعها خاصة بنظراته الجريئة
حتى اقترب منها محتوياً لها هامساً بشغف شديد العاطفية :-

" أنتِ أجمل عروس رأتها عيني يا ريتال أنا أحبك "

ولم يمهلها الرد لم يمهلها الإفاقة مال مجتاحاً .. ملتهماً ..
كان جامحاً عاطفياً لدرجة تجعلها تقع بحبه مراتٍ ومرات
كان رهيباً .. متطلباً ..محباً .. عاشقاً .. متولهاً
لم تكن علاقة حب .. لم تكن علاقة عاطفية لقد كانت اتحاد روحين
امتزاج قلبين
وذوبان حد التلاشي!

" ملك يا ابنتي استيقظي بالله عليكِ "

"ملك حبيبتي ما بكِ هل تبكين وأنتِ نائمة قلبي عليكِ يا ابنتي "
" مابها ماما يا (تيتا) "

"ماما ماما استيقظي يا ماما"

والاستيقاظ كان أشبه بانفجار قنبلة مدوية حيث هبت من فراشها صارخة صرخة شقت عنان السماء
عينيها بارقتان بفزع حتى أن عدي وعالية التصقوا بجدتهم خائفان
العرق يتصبب من وجهها وكأنها كانت بمكان ليس به نقطة هواء ووجهها أحمر من شدة الاختناق تناظرهم بذهول وكأنها لم تفق بعد !
حتى سعلت كالذي غص الماء بحلقه
اقتربت منها أمها متلوعة حتى أن عينيها دمعتا قهراً وحسرة وفور أن أخذتها بين أحضانها كان صوت بكاء ملك كعويل جنائزي تنقسم له القلوب
شهقات متقطعة أتيه من قعر الوجع تتخللها كلمات متقطعة مغزاها الألم
عدى أخذ ركناً قصي يناظر أمه بحزن طفولي أكبر من عمره لكنه يستشعره بقلبه
يقضم شفتيه بغيظ حتى أدماهم ولو نظر له أحدهم لوجد وجهه أصفر كالليمونة !
عالية جثت على ركبتيها أمام الفراش شفتها السفلى ملتوية في حزن
كفيها الصغيران على عينيها باكية لبكاء أمها

بعد فترة طويلة .. طويلة انتهت الشهقات وأصبحت نهنهات قصيرة فرفعت صفية وجهها للسماء داعية من أعمق ذرة في قلبها
" حسبي الله عليك وفيك يا حسن يا بن فاطمة جعلني الله أرى حرقة قلبك كما حرقت قلب ابنتي بزواجك عليها "

وهي ليست هنا تشعر أن رأسها مندلع به حريق حتى أنها تشعر ببصيلات شعرها تنوح مؤازرة معها
صدرها ممتلئ بزوبعة من الحقد والغيرة العمياء ناهيك عن الألم المستفحل فتهب واقفة على قدميها قائلة بعينان مصممتان :-
"أمي أنا سأذهب ...أنا سأذهب لزفافه
ليس وحدي سأذهب أنا وأولاده ".....

بعد ساعتين

كانت في السيارة الصغيرة الخاصة بجارها المحامي عزوز عز حيث صمم على إيصالها معاً
" لا يهمك منه والله سنفجر الزفاف على رؤوسهم من أجلك يا ست البنات "
قالها عزوز متشدقاً وهو ينظر لها في مرأة السيارة الأمامية منتظراً منها بادرة تفاعل لكنها لم تكن هنا
جالسة جوار طفليها في عالم أخر
عالم بعيد عن الدنيا .. بعيد عن الراحة .. بعيد عن السكن
تفرك كفيها ببعضهم وهي تشعر بتأكل غريب بهم من حرقة الغيرة
تناظر نفسها بجنون وكأنها تتأكد من جمال هيئتها ؟
أم ربما تتسائل سيتذكر الفستان الذي ارتدته ؟
إنه فستان ليلة زواجهم ؟
تنظر لأبنائها دامعة العينين
عالية ترتدي فستان أبيض يجعلها تبدو سندريلا صغيرة وجوارها رجلها الصغير عاقد الحاجبين يرتدي بذلة سوداء ..
بعد ساعة ونصف وقفت أمام باب الفندق تضع كفها على جبهتها وهي تشعر بإعياء شديد بسائر جسدها
لالالا
هي لن تقدر
هل ستراه الأن بأم عينها يزف لغيرها ؟
لما تشعر وكأن قلبها يتفتت لشرائح صغيرة جارحة

" يا أم عدي ألن ندخل ؟"
نظرت له بتيه وبألية كانت تتحرك للداخل ولا تعلم كيف دخلت دون عوائق لكن ما لا تعلمه أنه كان مشدداً على دخولها ...

داخل الفندق ..

بعد أن انتهوا من جلسة التصوير صعدت مرة أخرى للفندق كي تبدأ فقرات الزفاف حيث أولاً فقرة إطلالتها الملكية
دخان كثيف ببداية قاعة الزفاف
العزف بدء بإيقاع محفز والدخان الأبيض ذو الرائحة الرائعة يتزايد حتى فُتح باب لم يكن مرأي على مصراعيه وخرج العروسان متبختران مبتسمان وسعيدان
وبالوراء كانت هي تحترق حتى أنها لا تسمع سؤال عالية الخارج بنبرة غيرة طفولية :-
" هل هي عروس بابا يا ماما ؟"

كبار الصحفيين يملؤن المكان وكل منهم يريد أخذ السبق لكن أخبثهم وأمهرهم هو الذي عرف من تكون فالتقط لها عدة صور دون أن تشعر
أما عن العروسين فكانا متولهين
أعينهم بعناق أبدي وكأنهم لا يشعرون بالأرض ومن عليها
ياسر الجوهري عينيه تنطقان بالفخر .. السعادة .. الزهو حتى أنه لم ينتبه لحضور طليقة ابنه
هو الأن يحقق أمنية أشبه له بالمعجزة
هو اليوم يزوج ابنه الوحيد
يزوج شجرة إنباته في هذه الحياة
هو اليوم يكلل سنوات حرمان عمره بالشبع
مئات الصور تُلتقط له والعناوين جميعها
" سعادة لا توصف بعيني رجل الأعمال المعروف ياسر الجوهري بزواج نجله أسر على ابنة الوزير الأسبق ريتال المحلاوي "
بعد دقائق كانت الأجواء هدأت قليلاً وبدأت رقصة العروسين الأولى
احتواها بين ذراعيه يرقص معها بانسجام تام فهمست بتوله وسعادة تنطق من عينيها بنبرة متملكة:-
" أنا أعشقك يا بن الجوهري "
التوى فكه عن نصف ابتسامة انحسرت وعينيه تصدمان بثلاثة أزواج من العيون متباينة النظرات
لكن الشئ الوحيد المتفقون عليه دون اتفاق فعلي هو الدموع !
اضطرب واهتزت دواخله رغماً عنه فبدا كانسان ألي يؤدي حركات بلا روح وعينيه مع ملك وأبنائه حتى انتهت الرقصة فأغمض عينيه بقوة أخذاً نفساً عميقاً دون أن يخرجه ثم احتوى وجه ريتال بين كفيه مقبلاً لها قبلة جامحة جريئة تعالت لها الصافرات المبهورة لاشتعالها وطول وقتها!
شهقة ملتاعة خرجت من فم ملك عالية ربما مع علو الأغاني لم يسمعها أحد لكنها ردت في صدره وكأنه كان واقف جواراها وليس على بعد أمتار قليلة لا تمكنه من السمع ...

" هيا بنا يا أم عٌدي "
قالها عزوز مشفقاً وممتعضاً من قلة حياء هذا الرجل بل هؤلاء الناس لكن قبل أن توافقه ملك وهي تشعر أنها لا تستطيع المواصلة أكثر من ذلك التفتت باستغراب على شاب ما شديد الوسامة يقترب منها وبجانب فمه غليونة تبغ يحك ذقنه بظفر إبهامه ثم قال بنبرة بدت لعزوز كالداهية :-
" أظن أنكِ طليقة العريس صحيح ؟"
نظرة من الحنان لا تناسب شكله المريب ولا نبرته المخيفة غلفت عينيه وهو يمسح على شعر الصغار قائلاً بنبرة لم تستطع تفسيرها لكن بدا بها الامتعاض واضحاً :-
" هؤلاء أحفاد الجوهري بالتأكيد " والامتعاض لم يكن سوى لياسر رغم احترامه له
أخرج دخان تبغه كثيفاً من فمه ثم قال بشيطنة وهو ينظر ناحية ريتال :-
" أرى قبلاً يجب أن تباركِ للعروسين "
ودون أن تفكر حتى كان يسحبها من ذراعها غامزاً لعزوز وهو يقول بنبرة أمرة :-
" انتبه للصغار جيداً"
وهناك على منصة العروسين كان أسر مائلاً على ريتال يستمع لهمساتها عن فرحتها ويبادلها بهمسات هو الأخر حتى رفع رأسه بغتةً فاندلع الحريق بداخله وكأن قلبه هو الآخر يتفتت أجزاء متقطعة بجنون غوغائي
عينيه بارقتان بجنون لذراع ملك المصحوب من قبل رجل
هو حتى لم يفكر في أنه نفسه الذى أتى في عقد قرانه
هو هانئاً في جحيمه الخاص حتى كاد أن يتحرك من مكانه بعنف لكنه لجم نفسه بشق الأنفس
حتى كان المشهد حديث الجميع
أكمل البدوي يقف مقابلاً لريتال التي جحظت عينيها بغيظ وبعض من الخوف أن ينتابه جنون الليلة
وملك تقف مقابل حسن وكأنهم بعالم وحدهم
عينيه قاسيتان .. جامدتان ..لكن الغريب أنهما كانتا متوسلتان توسل عنيف لا تفهمه
بل لا تراه
عينيها هي كانتا دامعتين ..قاسيتين .. وشديدتي الكراهية
حتى كان صوت أكمل الساخر يسطع ضاحكاً باستهزاء وهو ينظر في عيني ريتال المحترقتين بتشفي :-
"ألن تسلمي على زوجك يا أم الأولاد "
اضطربت ملك فنزلت إحدى دموعها وهي تمد كفها بألية كما فعل هو بالضبط فتلاقا الكفان
ولو كان الجماد ينطق لصرخ باحتجاجه عن عدم الفراق
تلامس كفيهما الأن وخفوق قلبيهما كانا أشبه بتلامس سلكين من الكهرباء واشتعال مصباحين من اللوعة !
وقبلها بثوانٍ كان أكمل مائلاً على ريتال لاثماً وجنتها بحميمية مقصودة ثم همس في أذنها بنبرة شيطانية وقحة :-
" لا تنسي أن تدللي العريس اليوم يا عروس أظن أنكِ ماهرة في أشكال الدلال
هل أشيد بكِ للعريس ؟ أم أنه يعلم ؟"
ولم يمهلها رد الفعل
فقط أشعل ثقاب وسوسته في إرعابها ثم سحب ملك من ذراعها مرة أخرى مبتعداً وهو يقول بنبرة قاسية مخيفة وعقله سابح بعيداً :-
" بإمكانك الذهاب الأن "............................

لجم نفسه بشق الأنفس من الذهاب ورائها
من جرها حتى حبسها في مكان خاص به وحده
من ضربها انتقاماً على كل ما تسببت به من ألم له
من لطمها قسوتاً حتى تصرخ بادية ندمها معترفة بعشقها
من حبسها بعيداً بعيداً ... تعنيفها وحتى تهديدها ثم إشباعها تقبيلاً والشبع منها
منع نفسه من كل ذلك حتى يواصل طريقه للنهاية

خرج من تصلبه وأفكاره على لمسة ريتال رقيقة الملمس حذرة المغزى من أن يكون أنتبه من أكمل فهمست بغيرة حقيقية لكن اتهام مفتعل :-
" ماذا هل مجرد أن رأيتها نسيتني "
تلوى فمها بحزن ثم تقول بنبرتها المغناجة :-
"أستجعلها تنال ما أرادت في إفساد علي فرحتي لا أعلم ما الذي أتى بها "
التوى فك حسن بعصبية لكنه افتعل ابتسامة وهو ينظر بعمق عينيها هامساً بحميمية مؤثرة :-
" لا تجعلي شئ يعكر علينا ليلتنا "
ابتسمت بظفر وهي تطلق تنهيدة ارتياح ثم همست في أذنه :-
" سأبدل فستاني لباقي فقرات زفافنا يا حبيبي "

بعد نصف ساعة ...
كانا يتراقصان مرة أخرى اعتمدت فيها على أسلحة أنوثتها مقسمة اليوم أن تجعله ينسى تلك العلقة التي علمت أخيراً أنها ذهبت
ربما ما ينغص عليها فرحتها الأن هو وجود أكمل
لكن ما يطمئنها أنه أتى لإرعابها ليس إلا
هي تفهم أكمل جيداً وتعرفه !
ارتفعت على أطراف أصابعها مقتربة بوجهها منه فبدا للجميع ذائبين حد التلاشي حتى أن منسق الفرح صدر صوته في المكبرات قائلاً بدعابة :-
"أرى أنه علينا إنهاء الزفاف حتى يهنأ العروسين ببعضهم "

انتبه حسن لما يقول الرجل والتماع عينيها الموافق فقبلها بعمق مرة أخرى أمام الجميع حتى تعالت الصافرات والتصفيق وتم التقاط الصور هذه المرة عن إنهاء العريس للزفاف على طريقته
لكنه بعد أن تركها دائخة أرجلها كالهلام همس في أذنها ببحه مثيرة لوت قلبها :-
" انتهى الزفاف لكن تبقى فقط فقرتي أنا "
ضمت حاجبيها هامسة بتيه :-
" فقرتك ؟"
أومأ برأسه وهو يربت على وجنتها بخفه ثم أخذها حتى أجلسها كالملكة على منصة العرس واتجه حيث مكان المنسق أخذاً مكبر الصوت ناوياً نيل دوره الذي انتظره وخطط له طويلاً طويلاً حتى استقر على هديته الذي سيسددها لهم الأن
تنحنح في مكبر الصوت قائلاً بنبرته اللبقة وهو ينظر للجميع :-
" بالطبع في بداية حديثي يجب أن أشكركم جميعاً على قبول دعوتي أنا وأبي "

نظر لوالده مبتسماً فابتسم ياسر بفخر وأوداجه تنتفخ منتشياً
أما أكمل فضيق عينيه بتركيز وهو يشعل غليونة تبغه مرة أخرى واضعاً ساقاً فوق الأخرى وكأنه يشاهد فيلماً ما وشعوره يخبره أن ما سيقال سيروقه بل سيروقه كثيراً وهاهو الولد يتحدث مرة أخرى

ابتسم حسن بجاذبية وهو ينظر لريتال قائلاً :-
" أقدم شكري وامتناني لأجمل عروس قد يتمناها رجل بالعالم لكنها اختارتني أنا "

يصمت ثوانٍ ثم يواصل قائلاً:_
"صدقيني يا ريتال لكِ شكر لا أستطيع إنكاره عن كونك فهمتِ الرجل بي جيداً كما لم تفعل أنثى قبلاً"

أرسلت له ريتال قبلة في الهواء وهي تبتسم فغمزها ثم تنهد قائلاً :-
" لذا أردت أن أخبركم بشئ "
صمت طويلاً مما جعل الجميع يتحفز في فضول وجميع الأعين مركزة عليه وكذلك هو كان ينقل عينيه بينهم جميعاً وكأنه يثير فضولهم أكثر
يهنئ نفسه بالظفر أكثر وشياطينه جالسة على منكبيه تصفق

فيتنحنح والنبرة تخرج رغماً متحشرجة :-
" لكن بالنهاية أنا لا أريد "
انطلقت الشهقات المستفسرة لكنه نقل عينيه بين عيني أبيه المذهولة بتشفي ثم عيني ريتال المصدومة بشئ بسيط من الشفقة واستقر هناك مواصلاً :-
" ريتال عبد العزيز المحلاوي .. سليلة الوزير الأسبق .. ونجمة المجتمع "
صمت ثوانٍ ثم أخذ نفساً عميقاً قائلاً بنبرة زاهدة :-
"أنتِ طالق "
لم يعبأ بتغير الأجواء المصدومة هو حتى لم يعبأ بالصدمة التي سمرت الجميع أماكنهم يناظرونه كالمجنون
وهو مجنون ليس عليه حرج فيعود بعينيه لوالده بارق العينين بجحوظ قاسٍ قائلاً بنبرة مزدرية :-

" سيد ياسر أنا اليوم أبارك لك وأهنئك على البيدق الذي نزل عليك من السماء فغدوت تحركه منتشياً عازماً على الفوز بلعبتك
أنا أهنئك على بيدقك الذي فعلت
أهنئك على صنيعك في
أنا اليوم أسر ياسر الجوهري الذي يقف أمام الجميع وأمام ربما صحافة الدولة بأكملها معلناً
أنك تمسكت بي كابناً لكني اليوم متنازل عنك كوالداً
لا أريد رؤيتك لا أريد منك شئ لكني مضطر صاغراً على أخذ اسمك رغماً عني وعنك وسأعتبره تعويضاً أستطيع السير به ولن أقول العيش !"
خلع رابطة عنقه وألقها أرضاً ثم نطق قبل أن يغادر المكان بأكمله :-
" هنيئاً لكم بحفل الليلة العريس غير موجود بالخدمة ويعلن لكم انسحابه عن مواصلة هذا الهزل فربما شرفكم جميعاً الحضور اليوم لكني لم يشرفني اليوم بمن كان فيه !"

لكن دوما للقدر اليد العليا في خط النهاية!
جميع الأطراف اليوم كانت متلاعبة
جميع الأطراف اليوم كانت مخططة بحرفيه
وهاهو اليوم ماشياً في طريقه متهدل الأكتاف ..ميت الروح ..لكن منتشياً بظفر الانتقام
لكن ماذا لو كان انتقامك كطلقة رصاص مردودة مصابها الأول كان صدرك !
عبر رسالة نصية وصلت هاتفه ففتحها بملل وقرأها بعجز وربما شلل عن الاستيعاب
" لقد توفت زوجتك وابنك بحادث وهم الأن بالمشفى القريب تعالى لمواصلة الإجراءات !"
وربما هي ليست زوجة لكنها طليقة بالأخير المفاد واحد !
فلتهنأ بزهو انتصارك
الجميع كان يمكر ناسياً أو متناسياً أن مكر الله أكبر
فدوماً ما يكون للقدر اليد العُليا في خط النهاية !..

انتهى

عزيزي القارئ انتهت فصول السحل
نحن الآن على أعتاب فصول ذروة السحل الممتزج بالإشراق😁


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-21, 10:32 PM   #278

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

روعة يا اسراء حقا انا متفاجءة من نجلاء و خستها يالله لقد خانت زوجها اول في لحطاتهم خاصة امر مقرف و رميها لرنا فقط لكسب رافت رغم انه ايضا مخطء فهو من شرط هذا و انتشي عندما اخبرته بخيانتها لزوجها اي حب مريض هذا احسن شيء طلاق لكن نجلاء عقبت بخسارة رجل الي تحب بقي رافت ة داليدا انا متشوقة لقصتهم الان لقد لخطات لكن خطا اعظم عملية ترميم
ملكو حسن لا انكر غضبت كتيرا من تعمده تقبيل ريتال امامها لقد حرق قلبها لكن اعتقد ان دعوت امها ستسجاب ة سيحترق قلبه اضعافا لا اعتقد ان ملك ماتت و لكن تسرفض عودة اليها و مع ظهور لبن مدير شركة ستنقلب اية و حسن من يغار
احببت حقا قولك و مكروا و الله خبر ماكرين درس اعجبني يشدة ان اول طريق انتقام انت تخسر نفسك قبل تي شيء من ظلمك يكفي قول حسبي الله و نعم الوكيل
اسراء انا متشوقة من فضلك تسريبة تكمننا علي ماك اعتقد لان سنبدا بمعالجة


ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-21, 10:49 PM   #279

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 626
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

وااااااو عن جد قرأت الفصل ع أعصابي
حبيت طلاق حسن
حبيت رجعة شهاب
كل الفصل رائع
الف شكر


Shadwa.Dy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-21, 11:01 PM   #280

طوطم الخطيب

? العضوٌ??? » 487178
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » طوطم الخطيب is on a distinguished road
Rewitysmile1

مش عارفه افرح برجوع شهاب ولا احزن على نهايه الفصل فصل رووووووووووعه تسلم ايدك

طوطم الخطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.