آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لمن يهتف القلب -قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          [تحميل] أعشق آنانيتك عندما تتمناني لك وحدك ، للكاتبة/ &نوني بنت الجنوب& (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          لورا والدوق الأسباني (12) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-21, 12:03 PM   #21

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة topaz. مشاهدة المشاركة

صباحكم ريحان وعنبر

مبارك الرواية إسراء
يارب كل التوفيق

بدأت الرواية بحسن الّي
رافض يتقبل ابوه ويخطط
لشي ما معروف شنو هو
لكن واضح إنه راح يضره
هو وملك اول شي

ياسين اخ هنا هو الثاني
ما مرتاحة له وشنو الشي
الّي يعمله وليش احتاج
لزيادة المصروف ، هو
كله الولد ما مريح وتعامله
مع امه غريب .. حتى لو
قلنا إن تمرد المراهقة هو
السبب احس مو لهالدرجة
يوصل به

سعد من هم الّي يلاحقونه
وممكن يقتلوه؟ كونه داعية
خلاني اشك إنهم يكونون
جماعة ارهابية كان يوشك
على التورط معهم

سنابل حياتها تحزّن والله
يعينها عليها وعلى اهلها
اتمنى إنها تنسعد مع همام
رغم إنّي اشك بهالشي ،
ما اعرف ليش بس عندي
احساس إن جاييها قهر
كبير بالايام القادمة خاصة
إن خطبتها تمت بسهولة
وهالشي ما مريحنّي لسبب
مجهول بس إن شاء الله
يطلع احساسي غلط

هنا يا ليت لو تنجمع مع
سعد .. احس راح يكونون
جدًا مناسبين لبعض

داليدا شنو الشي الّي عملته
قبل سنوات ؟ وهل فعلًا
قدرت تتخلص من هالشي
وينتهي او راح تظهر لها
نتائج فعلتها ؟ والعمل الّي
اجاها هل راح يكون زين
لها او جايتها المصايب بعد
ما توافق عليه

غدي ورطت نفسها ، جزء
منّي يقول تستاهل الّي راح
يصير لها لأن الكل حذرها
وما سمعت وجزء عاذرها
لأن ما كان بيدها غير إن
تساعد المرأة، على العموم
نشكر لأبو أكمل فعلته لأنه
راح يكون السبب بجمع ابنه
وغدي من جديد

اكمل ما اقدر اتقبله وبنفس
الوقت ما اقدر اكرهه ، احب
شخصيته الّي تظهر مع علي
واكره افعاله بغير مكان

منو سنا الّي اجت لاكمل ؟
معقول إنها نفسها صديقة
غدي !! لو نفسها فَكيف
أكمل ما تعرف عليها بالنادي

عمار والصحفية الجديدة
آني ربطتهم ببعض

صباح الفل ي ست الكل 😍
الله يباركلي بعمرك ♥️
ما شاءالله عليكي وعلى تحليلاتك الرائعة حقيقي حبيت كل فقرة وحبيت توقعاتك وفهمك لدواخل الشخصيات
دام وجودك الطيب 💜


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-21, 12:05 PM   #22

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نينو ن مشاهدة المشاركة
بدايه قويه وجميله
حبيبتي يسلملي عمرك 😍😍😍


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-21, 12:06 PM   #23

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ines e مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
مبروك اولا
ممكن ابتدي الرواية من الجزء 2 او لازم من الاول
وعليكم السلام
الله يبارك في عمرك
اه حبيبتي ممكن تبدأيها م ده هتحتاجي استفسارات بسيطة


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-21, 12:07 PM   #24

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

(بسم الله توكلنا على الله)
صباحكم مسك وعنبر وريحان

الإشراقة الرابعة 👇🏻

"أكثر الله من خيرك يا خالة "

قالتها داليدا مبتسمة لتلك المرأة صاحبة البيت التي استأجرت به الشقة السفلية بالدور الأرضي لها هي وأخوتها وجدها
أغلقت الباب خلف العجوز ثم استدارت تتأمل الشقة الصغيرة دامعة العينين
شقة بسيطة تتكون من غرفة صغيرة وصالة ومطبخ وحمام صغير
جلست على وسادة مستديرة حمراء عالية بعض الشئ وضمت قبضتها أسفل ذقنها متنهدة بهم وألم تستكثرهم على ذاتها
يعز عليها تركها لبيت والديها وإغلاقه وكأنه لم يكن مسكون يوما
يعز عليها أخذها لجدها الغير واعي لذاته أغلب الوقت لبلد أخرى ربما لم يزورها في حياته سوى مرات معدودة
يعز عليها مغامراتها باخوتها الصغار دون أن تعلم مدى نهاية طريقها جيداً
ثقل أفكارها أوهن جسدها فنزلت على الأرض وارتكنت برأسها على ذراعها النائم على الوسادة
لا تعرف أين ستأخذها الحياة في العاصمة ولا بها من الروح ما يجعلها تأمل حتى لغدٍ أفضل
عيشها من أجل نفسها بُتر منذ عامين مع سرها الذي دفنته بأعمق بقاع روحها حتى لا تتذكره
وليتها تقدر على محوه للأبد كما توهم نفسها
ابتسمت بحنان على صوت تأوه معاذ النائم وهو يتماطأ بجسده على سجادة الأرض جوارها
لقد تعب اليوم وهو يساعدها في ترتيب الشقة وتنظيفها كرجل صغير يعتمد عليه وليته يكبر ويرفع قليلاً عن كاهلها علها تتنفس !!
دمعة يتيمة غافلتها فسقطت من عينيها تكوي روحها الملتاعة بالذنب لكنها كبحت المزيد بعزم وهي تخرج ذلك الكارت من جيبها بعينٍ مصممة
لقد دبرت لها صديقتها عمل بشركة كبيرة عند والد صديقة لها لا تعرفها هي لكن لا يهم
هي تثق بها
يكفي أنها الوحيدة التي حفظت سرها وساعدتها إلى الآن
رفعت الكارت أمام عينيها متمنية أن يسدد الله خطاها في ذلك العمل على الأقل حتى تستطيع فتح مشروعها الذي تتمناه
كارت لامع به اسم من ثلاثي ليته يكون عوناً لها ..!!
"رأفت حسين العُليمي "
================

أحيانا بعض الأمل الواهي فيمن لا يعبأ يجعلنا مثيرين للسخرية
تقف ملك أمام المرأة تناظر نفسها في تلك الغلالة الوردية التي ترتديها من أجله علها تستطيع إعادة المياة لمجاريها
الحياة بينهم منذ أن انتقلوا إلى هنا متوترة وباردة
عملية إلى حد ممل
شد على الدوام ولا توجد بادرة جذب واحدة
الشجار بينهم كالخيط المشدود لا هو يفهمها ولا هي تعرف كيف تصيغ ما تقصد له بطريقة صحيحة
هي تريده أن يفتخر بذاته ويرتاح وهو يراها انتهازية لكل ما يؤمن لها الحياة هي وأطفالها
هي تريد الرسو لبر الأمان لهم جميعا وهو يراها تسعى من أجل نفسها فقط
تأففت ملك بضيق وهي تنفض عنها الأفكار البائسة بأمل أن تستطيع إيجاد طريقة جديدة للوصول له...
بصيص من الأمل يدب في روحها فتلمع عينيها وهي تلمس تسريحتها الجديدة التي فعلتها اليوم في مركز التجميل

صوت فتح باب الجناح أثار دقات قلبها ترقبا والحرارة تدب في جسدها شوقا ً
فتح حسن باب الغرفة شاعراً بالاختناق من كل ما حوله
لكن لوهلة لمعت عينيه تمران عليها بتمهل ذكوري يناظرها في تلك المنامة القصيرة التي تكشف أكثر مما تستر مما جلب ابتسامة أمل لشفتيها قُتِلتْ في مهدها وزاوية شفته العلية ترتفع باستهتار وهو يمر عليها بعينيه مرة أخرى
حرارة الشوق تبدلت إلى ترقب بائس وهو يقترب منها بخطوات متمهلة في حلته الأنيقة مفتوحة أزرار قميصه كاشفة عن صدره الذي تعلو وتهبط أنفاسه بتسارع
ابتسم حسن ابتسامة ذئبية قبضت قلبها حين وقف أمامها مباشرةً
كيمياء أجسادهم المتفاعلة تناقض جنون أفكارهم
شهقة خافته ندت منها وهو يسحبها له ابتلعتها حرارة أنفاسه وهو ينهل من ضعف عاطفتها بسفور حتى آنت بضعف لكنه لم يفلتها وهو يطلق لسراح غريزته العنان مع كفيه
لكن ذوبانها اللحظي انقشع تاركاً شعوراً مريراّ بالامتهان اصطحبه خطين من الدموع وهي تدفعه بكل قوتها حتى أفلتها لاهثاً
"هل جننت؟"
قالتها بتحشرج وهي تناظره من خلف سحاب الدموع بعينيها وأردفت وشعور مريع بالإهانة يتخللها :_
"كيف تعاملني بهذة الطريقة وكأني غانية يا حسن ؟!"

لم يبالي بدموعها أو حتى بتلك السخافات التي تنطق بها ومازال الاستهتار يعلو وجهه
خلع سترته ورماها بعيدا وهو يفك أزرار قميصه حتى خلعه هو الآخر
ثم ابتسم ابتسامة كشفت عن أسنانه قائلاً بثلجيه:_
"ومادمتِ ترفضين لما تجهزتي هكذا وكنت ِ في انتظاري ؟"

عينيه تمشطانها مرة أخرى من رأسها حتى أخمص قدميها ثم أطلق ضحكة قصيرة كانت كالسهم في روحها وهو يقول:_

"أرى أن نقود ياسر الجوهري تأتي بثمارها جيدا "

ابتلعت ملك غصة مسننة في حلقها وهي تتناول المأزر ترتديه وتلفه حول جسدها بإحكام غاضب ثم تكتفت قائلة بحزن:_

"هل هذة نظرتك عني يا حسن !؟"

" لم أعد حسن لا تقولي حسن
الذي أمامك الآن هو آسر الجوهري بن المليونير المعروف
الذي أمامك الآن هو آسر الجوهري صاحب النسب والأموال
أليس هذا ما أردتيه ها "
نبرته غاضبة وعالية وقد أقترب منها يهزها بين ذراعيه وغضب روحه يعمي عينيه عما يفعل بها
مسحت دموعها وهي تنفض ذراعيها منه متقهقرة للوراء عدة خطوات صارخة بقهر أججه كبت الفترة الماضية :_

"وماذا فيها ها ؟
ماذا فيها إن كنت آسر الجوهري ها ؟
بدلا من أن الحمدالله على النعمة التي أصبحت بها يا حسن
عائلة واسم
عمل لم تكن تحلم به
عزوة وأمان ونقود كثيرة من كرم الله عليك
لما تريد أن تظل في سواد الماضي وكأنك متلذذ بدور الضحية يا حسن ؟!"
دموعها انتقلت مثيلتها لعينيه الغاضبتين دون أن يذرفهم ومازال حديثه مع والده بالأمس بقياه تتردد في روحه فتختقه
لم يكن يريد أن يخبرها
لكن حديثها حسن النية فاسد اللفظ استفذ شياطينه كلها ومازال خط الدموع المقهورة ينغز عينيه الحمراوتين وقد خانته إحداهما فذرفت دمعة كان ثمنها قاسيا وهو يضحك بتهكم قائلا ً بتشفي :_
"أليست هذة الحياة التي تريديها ؟!"
قالها وهو يفرد ذراعيه مشيراً في أنحاء الغرفة الفخمة والتي أشبه بالسجن بالنسبة له
ضيقت عينيها الباكيتين تناظره بتساؤل وهو يجعر بقهر بعد أن غافلته دموعه خارجه من عقال رجولته :_
"أليست هذة العزوة يا سيدة ملك
أليس تلك الحياة الهانئة لأبنائك !!"

ونهاية حديثه أتت كخنجر مسموم بين أضلعها حتى أنها ارتدت للوراء فسقطت على الأرض وقد خانتها قدماها وهو يواصل صراخه:_
"أليس هذا الرجل الذي تقولين والدك
والدك
حسنا اهنئي
هذا الرجل ياسر الجوهري يريد أن يزوج بابنه آسر لابنة أحد مشاركيه
يريد أن يتوج صفقته الرابحة التي اكتسبها حديثا على شكل بن ذكر
بالزواج
فلتهنئي بحسن القصاص أما آسر الجوهري فلتجهزي من أجل حضور حفل خطبته الوشيك "
ثوانٍ وتركها وهو يلتقط قميصه خارجا من الغرفة والجناح بأكمله قبل أن يرتديه حتى
تركها خائرة القوى ..منهكة المشاعر ... ساقطة على ركبتيها وقد خانتها قدماها على الوقوف
هل حقاً ما قاله حسن صحيح
هل والده يريده أن يتزوج أخرى غيرها
الدموع تجري فتسقط على سجاد الأرض وهي ترتكن بكفيها عليها منحنيه برأسها وصوت الشهقات تعلو وتعلو
الجملة القاتلة التى رماها بها تتلاعب في أذنيها بتأرجح مميت
ولما لا ؟!
والده بالتأكيد يريد أن يزوجه لأحد بنات المجتمع المخملي التي تليق بهم وليست ابنة رجل بسيط مثلها
هل انقلبت الآية ؟!
بالأمس القريب في أول ليلة زواج لهم كانت تعايره بانفلات لسانها عن كونه لا يرقى لها
أصبحت هي التي لا ترقي له ولا للظهور معه
ويبقى السؤال الذابح يتراقص بين جنبات صدرها بجنون حارق
هل سيفعلها حسن ؟!
==================

بعد ساعة كان حسن يصف سيارته إلى حيث ما قاده عقله وروحه الملتاعة
أمام تلك البناية التي احتضنته لأعوام وأعوام كحضن دافئ لم يكن ليهدأ قلبه الصغير سوى بالنوم بين جدرانه
ذاك المبنى الذى آواه صبيا يشب لمراهقته
مراهق يرنوا لشباب طامح بالقوة والعنفوان
وشاب ذو احترام مِن مَن هم مثله ولهم
احترام فقده فور أن لفظه المكان ليواجه وحده صعوبة الحياة
هل يشعر بالفقد ؟!
نعم هو يشعر بالفقد
هل يشعر بالخوف ؟!
خوف فقط ؟!
بل وبرودة تجعل شعيرات جلده تقف واحدة واحدة
نظرته للمبنى الآن كشعور طفلٍ أدرك فقدانه لأمه فذهب لتفقد مقابرها وتلمس بقايا رائحتها هناك
وعلى ذكر الأخيرة تنزل دموعه وهو يستند برأسه على ساعديه المعقودين على المقود
لقد كان له أم
لم يكن فاقداً لها
كان له أم رضع من لبنها وناغي صغيراً متلمساً نهدها متدللاً
كان له أم لا يعلم هل يسامحها أم يكرهها
ذكرى الأمس تعربد بين ثنايا أفكاره حاضرة وهو يدخل على والده مكتبه بتلك الڤيلا التي يقطنون بها والتي هي أشبه له بمقابر عفنة لا تسمن ولا تغني من ثراها
والده الذي عنفه لدخوله المندفع آمراً إياه أن يتحلى باللباقة التي يدربونه عليها منذ أن دخل هذا العالم
لكنه لم يأبه له وهو يسأله بقسوة وعدائية تفوح من كل خلية في جسده
"لما رمتني أمي في ملجأ ؟ وتخبرك أني مت
ماذا فعلت لها كي تفعل ذلك ؟؟"

تفاجئ ياسر الجوهري بالسؤال الذي أعد نفسه له أخيراً فاعتدل في جلسته وهو يقول بهدوء:_
"وما يهمك من هذا الآن ...لما لا تدع ما مضى يدفن مع أصحابه "
"قل لي وليس لك علاقة بما يهمني أو غيره "

ضرب ياسر بقبضته على سطح مكتبه وهو يقول بحزم :_

"تأدب وأنت تتحدث معي "
ابتسم حسن باستهانة ومازالت العدائية تشع من بين خلاياه وعينيه فتنهد ياسر بتعب من عناده ثم قال أخيراً باقتضاب بما لا يحب الحديث فيه :_
"لقد علمت بسعيي وراء أخرى فنفرت مني "

أجفل حسن بعدم فهم لكنه قال بسخرية :_
"هل تريد مني التصديق ؟
أم تحرم ابنها من هويته من أجل ركض زوجها وراء أخرى "

أغمض ياسر عينيه يسحب نفسا شامخا ً ثم أخرجه قائلاً بهدوء مقتضب ومازال لا يريد الاسترسال في الحديث :_

" أمك كانت تحبني بجنون ولم تستطع تحمل مني ذلك فانتقمت بك "
حك حسن جبهته ومازال يشعر بالتشوش فلف ياسر بمقعده الجلدي المتحرك وهو يعقد ذراعيه خلف رأسه مغمضاً عينيه بقوة غير قادرا ً على الاسترسال في الأمر
ذاك الأمر بالذات يريد حبسه في صندوق أسود من الذكريات دون فتحه أبدا
فاطمة أم حسن ستظل ذنبه الذي خلصته منه نجلاء سريعاً فجلدت روحه مذيقه إياه مرارة ما ذاقته فاطمة وأكثر

أجفل وعقد حاجبيه على سؤال حسن المتحير بصوته المتحشرج ورائه :_
"لقد أخبرني وائل أن أحدهم أخبرك عني وأني على قيد الحياة من هو ؟!"
لف ياسر بكرسيه يواجهه ومازال على نفس وضعه وقال :_
"نعم "
ابتلع حسن ريقه الجاف بالأساس ثم سأله بأمل :_
"من هو ؟"
"انه خالك صفوت "
اقترب منه حسن يسأله بأمل وليد :_
"وأين هو
أريد مقابلته "
تغصنت ملامح ياسر وهو يواجهه أخيراً بعينين أنهكهم الزمان :_
"لقد توفى "
لم يرد حسن قتل أمله وهو يقول بإصرار :_
"أريد عنوانه "
صمت ياسر لدقائق ثم قال أخيراً باقتضاب كي ينهي الحوار :_
"حسنا سأتدبر الأمر "
سأله حسن (بعصبيه )لم يستطع السيطرة عليها:_
"ولما ليس الآن؟!"
"قلت لك سأتدبر الأمر "
قالها ياسر بحزم ثم زفر أنفاسه يقول مغيرا الموضوع:_
"أجلس يا آسر أريدك في أمر هام "

امتعض حسن بوجهه لذكر هذا الاسم الذي يثير عصيانه ككل شئ في حياته الجديدة لكنه جلس على مضض ليرى ماذا يريد
تنحنح ياسر وهو ينقر بسبابته على سطح مكتبه بادئاً بمقدمة تقليدية لم تروق حسن وهو يشعر أن ما ورائها لن يعجبه أبدا ً:_
"أنت تعرف أن الأوراق القانونية تم تثبيتها جميعا وحاليا تتعامل ببطاقتك الجديدة
وائل أيضا يشيد أنك تُبلي بلاءاً حسنا في العمل وتتعلم سريعا لذا تبقت الخطوة الأهم "

قطب حسن حاجبيه وهو يناظره باهتمام غير قادراً على فهم ما يريد والده التلميح له فسأله بخفوت :_
"ماذا تعني
أي خطوة تقصدها ؟"
تنهد ياسر تنهيدة طويلة ثم قال بحذر :_
"توثيق وجودك اجتماعيا "
سأله حسن بتوتر :_
"و..؟!"
شبك ياسر كفيه مقرراً طرق الحديد وهو ساخن وقال :_
"زواجك "
ابتلع حسن ريقه بصعوبة محاولا افتراض حسن النية وهو يقول:_
"لكن أنا وثقت زواجي بالفعل بملك باسمي الجديد منذ أن استلمت بطاقتي الجديدة وأنت قمت بأمر الأطفال وهم الآن مسجلين على اسمي الحقيقي "

صمت ياسر لحظات وهو ينظر له بتدقيق ثم اقترب منه برأسه مستنداً بمرفقيه على سطح المكتب وقال بلهجة شديدة العملية وصلت لحسن وكأنه يتمم صفقة أو ما شابه :_

"طبعا أنت ترى كم أحب زوجتك وأولادك يا آسر وترى كم أعاملهم معاملة طيبة
لكن أنت يجب أن تتزوج من أحدى أبناء العائلات العريقة حتى نخرس الألسنة عنك وعن التشكيك بك نهائيا ً بزواج رسمي أمام الجميع
فلا عائلة ستقبل بك إن لم تكن ابن شرعي لي حقيقة ً كما تحاول الجرائد الصفراء التشكيك "

هز حسن رأسه وهو يطلق ضحكة ساخرة خرجت من مرارة أحزانه ثم سأله بنبرة ساخرة :_
"وزوجتي وابنائي ماذا سأفعل بهم ؟"

حك ياسر جانب أنفه بسبابته وهو يتنحنح قائلاً بطريقة عملية تثير إعجاب أعتى التجاريين:_

"ماذا يعني أنا لا أقول لك اتركهم لا طبعا هي زوجتك وابنائك وحتى السيد عبدالمجيد يعلم ذلك جيدا وموافق"

ابتسم حسن ابتسامة لم تصل لعينيه وكأنه يمط شفتيه لكلا الجانبين وسأله بنبرة متحشرجة أتت من قعر جحيم مشاعره :_
"ومن السيد عبدالمجيد"
فتح كفيه أمام وجه والده وهو يقول مسرعاً :_
"لحظة ...لحظة
دعني أخمن هل هو والد العروس ؟!"

تأفف ياسر من طريقته وناظره بغضب قائلا ً:_
"كف عن طريقتك المستفذة هذة أنا أفعل كل هذا من أجل مصلحتك "
لم يرد
لم يستطع حتى الرد وكأن الحديث بح من حنجرته فتقهقر للوراء يناظر والده بنظرة ميتة تشبه روحه وتركه وخرج من البيت كله ولم يعد سوى عند الفجر

عاد حسن من ذكرياته المؤسفة التي شاركته بها دموعه في سيارته أمام المبنى الذي احتضنه لأعوام خالي البال وجل معضتله حينها أن يخرج للعالم وليته ما فعل وبقى صغيراً

ماذا يفعل !؟
أنه منذ أن أخذه والده وهو يتعامل معه كشئ مسلم به
گ أداة جديدة ضمها لأحد مصانعه حديثا فليستغل كل مميزاتها قبل أن تنضب
يريد أن يبدل في حياته ....في شخصه.... وفي أسلوبه.... وكأن كل هذا سيحدث بعصاه سحرية
من السابعة يكون في سيارته ليذهب للمقر الأساسي لمؤسسة والده حيث يتسلمه وائل يعلمه كل أمور العمل
صحيح هذا الوائل رجل كما يجب أن يكون لكن المشكلة ليست في ذلك
المشكلة تكمن في تعامل والده معه گطفل اخرجوه من المرحلة الابتدائية إلى الجامعة مسفهين المراحل المتوسطة

تلك الصالة الرياضية التي يذهبها ثلاثة أيام بالأسبوع
دورات اللغات التي يصر والده على أن يشترك بها
الاحتفالات والصفقات والمؤتمرات التي يصر والده على أن يحضرها وإن لم يكن يفهم بها شئ
الراجل يتعامل معه وكأنه بيدق بلعبة الشطرنج فليحركه كيفما يريد فقط ليربح
فقط ليقولوا هذا ابن ياسر الجوهري
وهي لا تفهمه
هي صامتة تتقبل كل ما يقدم لها بصبر وترقب بدرجة مستفذة لأعصابه وحين يتذمر تقول له اصبر وكله من أجلك
هل هي عمياء !!
كيف لا تشعر به هكذا هانئة لكل ما يقدم لها من دلال وراحة بتلك الحياة الجديدة عليها والمنفرة له
فلتهنأ إذا بكل ما أرادت من حياة الترف الجديدة
وليهنأ ياسر الجوهري بكل ما يريد منه كواجهة مربحة في المجتمع العملي
يريدونه أن يحمد الله على ما لم يكن يحلم به ويرضى
إذا سيفعل
سيفعل ولا يلومه أحد بعد الآن..
=================

يجلس عمار بمكتبه في الجريدة الذي تشاركه به ماريان المتغيبة اليوم رافعا ً ساقيه على سطح المكتب
أحد ذراعيه وراء رأسه والآخر يمسك به الهاتف يحدث تلك الأخت التي أنجبتها له الحياة
تأفف عمار بنزق طفولي وصوتها المرهق يأتيه عبر الهاتف قائلة :_
"لما أيقظتني يا عمار ؟!
لقد أخبرتك بالأمس أني لن أتي اليوم إلى العمل "

"أنتِ نذلة
تعلمين أني أمل دون وجودك معي لكنكِ أصريتي على التغيب "
لم يرى ابتسامتها لكنه استشعرها من صوتها وهي تقول بتدلل جزأ من شخصها:_
"قلت لك متعبة ولا استطيع التحرك من مكاني حتى "
سألها بتواقح مقصود غير جديد عليه :_
"حسنا وما تعبك يعني
أتوقع أنه أمر اعتيادي ربما"
ضحك وهو ينظر للهاتف في يده بعد أن أغلقت الخط في وجهه هامسة بتعنيف خجول :_
"لا تتواقح عمار"
صوت جلبة آتية من الخارج جعلته يتحرك من مكانه خارجا من المكتب بقامته العضلية التي اكتسبها بالتمرينات الرياضية
يرتدي سترة قطنية سوداء دون أكمام مائلة بقصة ثلاثية من أحد الجوانب أسفلها بلوزة قطنية بيضاء نصف كم أظهرت عضلات ذراعيه
سروال جينز أسود ضيف وحذاء رياضي باللون الأبيض
تحرك حتى خرج بالرواق فصادف فارس في طريقة
حك عمار ذقنه السوداء الكثيفة بعض الشئ وسأله :_

"فارس ما هذة الأصوات ؟!"
ابتسم فارس غامزا بانشراح وهو يقول :_
"لقد وصلت سنا الفارسي"
رفع عمار حاجبيه متفاجئا واستدار خارجا مع عمار إلى الصالة الأخرى من الجريدة
عينيه تبحثان عن سيدة أربعينبه على الأقل لكن الجمع كان حول فتاة عشرينية تقف بجانب فلم يظهر له وجهها
نظر عمار لفارس بتساؤل فغمزه فارس منشرحا بطريقة استفذته دون سبب
وضع كفيه في جيبي سرواله وهو يتحرك جانبا حتى يراها جيدا
لكن ما لم يحسب له حساب تلك الدقة التي فلتت من قلبه حاضنة ابتسامتها الجميلة
قفزات بهلوانية وعينيه تمران عليها بإعجاب رجولي هو نفسه لا يصدقه
يحق لها لقب الفارسي
الفتاة كفرس جميلة ناعمة تقف بخيلاء تتلقى عبارات الاعجاب والتملق بتقدير دون انبهار وكأنه حقٌ مكتسب لها

جذع ناعم رفيع بدرجة أقرب للنحافة دون افتقاره للمقومات الأنثوية الموجودة بامتياز
ترتدي حلة سوداء كلاسيكية تتكون من بطال أسود قماشي يحتضن ساقيها الرفيعتان
بلوزة حريرة بيضاء تدخل في البنطال فلا يخرج منها سوى حافة مهلهلة بشكل أنيق على حافة البنطال
بسيطة ليس بها شئ سوى رابطة أنيقة على جانب العنق (فيونكة)
سترة تماثل البنطال تكشف عن بداية ساعد رفيع مكلل بساعة فضية أضفت لها جاذبية
حذاء أسود رفيع المقدمة بالتأكيد ذو كعب من طول قامتها الملحوظ
عاد عمار بعينيه لوجهها مرة أخرى وموجة الاعجاب تعلو رويدا رويدا بخبث مستفذ لحواسه
حجاب مشجر رقيق يلف وجهها الرفيع ورقبتها ولا يعرف أين ذهبت حوافه
بشرة خمرية لامعة بمساحيق تجميل بسيطة تكاد لا تلاحظ سوى من عينٍ خبيرة
انف رفيع ومستطيل وكأنه يعبر عن شموخ صاحبته
شفتين مغرييتين للقديس وليس هو بالتأكيد !!
حاجبين أنيقين شديدي السواد ملمحان لشعر يماثلهم
وعينين استقرتا عليه الآن بفضول ففلتت دقة أخرى ملبية الولاء والطاعة لصاحبتهم
لطالما سمع عن التغزل بعيون المها لكن ما بالها عيون الخيل أشد جمالا ً وجاذبية !!
نعم عيونها بندقية اللون بدرجة شفافة كعيني مهرة جميلة تقدر جمالها جيدا
انتبه من تحديقه الشديد بها على صوت فارس وهو يلكزه قائلاً بتهكم :_
"ماذا حدث لك يا وحش ؟!"
رفع له عمار حاجباً متحدياً وهو يقترب من الجمع الذي تفرق قليلاً وابتسم بجاذبية يمد كفه لها قائلاً:_
"عمار رأفت
مرحباً بك ِ معنا بالجريدة "
وببساطة كانت تمد كفها تبتسم ابتسامة جميلة كاشفة عن أسنان بيضاء تسلم عليه ترد بصوتها ذو الرنة الحُلوة التي ضربت أوتار قلبه في الصميم
"مرحبا أستاذ عمار
تشرفت بكم "
وببساطة كانت تسحب كفها غير حاسبه لتلك الشرارات الكهربائية التي أخلفتها ورائها ..!!

=====================

بغرفتها تنام سنابل على فراشها بعد أن أغلقتها جيداً بالمفتاح
الهاتف الصغير بين أذنها وكتفيها وصوت همام الخشن يأتيها عبره متغنيا بالعشق فيشاركهم بصيص ضوء القمر الآتي من فتحة صغيرة بالنافذة المطلة على الشارع الخالي سوى من صوت الحشرات الصغيرة
احتضنت سنابل وسادتها وهي تستمع همام يناديها بحرارة تذيبها :_
"سنبلتي"
تهمهم بخفر فيهمس بعشق يسري بين أوردته لتلك الناعمة :_

"هل أنتِ سعيدة لأن عقد قراننا وشيك؟!"
تضحك سنابل بخجل لا يراه وهي تنقلب على جانبها الأيسر فيناوشها بهمسه الجرئ الذي يصب الحمم السائلة بين عروقها ولا تعرف ببرائتها كيف تتصدى لكل هذا الزخم من المشاعر

"أيام فقط يا سنبلتي وتكونين لي ...حلالي ...على اسمي
أرى شعيراتك السوداء التى أرى منابتها من أسفل حجابك فاتحرق شوقا للملسها ورؤيتها
أضمك لي فأحظى أخيراً بنعومتك بين ذراعي
وأناال قبلتي الأولى التي أتوق لها منذ أن رأيتك "

لم ترد عليه والخجل يعتريها لكن تلك القشعريرة التي تنتابها من حلاوة حديثه تجعلها تريد منه المزيد والمزيد
هي لم ترى عاطفة كهذة من قبل لقد كانت تظنها محض خيال في الأفلام
تلك العاطفة التي يغدقها عليها همام تبدد قحط أيامها التي عاشته بسنوات عمرها
منذ أن خطبت له وأعطاها هذا الهاتف الذي تخبئه عن عيون أهلها بحرص
وهو يحدثها كل يوم وليلة بأوقات محددة تحفظها حتى لا يكشفها أحدهم
يلقي على مسامعها غزل عشقه فتصلها كأشعارا تبدد كل حزن ذاقته
يا إلهي لقد أحبته وتعلقت به بطريقة شديدة حتى أنها تهفوا مثله وأكثر ليوم يضمهم سويا وإن كان بكوخ صغير حتى
لقد عشقت همام الطيب الحنون الذي يدللها كطفلة صغيرة ويغازلها كامرأة جميلة
يدر عليها بالهدايا في كل زيارة رغم رفض والدها لمقابلته قبل عقد القران
فتراه ليلاً من النافذة أحياناً وربما من فوق السطح حين يتفق معها أن يجعل نفسه أنه يمر عابراً من أمامهم فتنظر له ويراها
دقائق مسروقة لكنها تعني لهم حياة سيبنونها سوياً
همهمته المتذمرة باسمها أفاقتها من أفكارها فابتسمت وهو يقول ببحة مثيرة :_
"ما رأيك أن تصعدي فوق السطح الآن وأمر من الأسفل لأراكي "
لكن قبل حتى أن تفرح موافقة كان يعتذر منها ويغلق معها لنداء والدته عليه فعادت لأفكارها الوردية
وهناك كان هو على فراشة بعدما لبى نداء أمه يتلظى بجحيم مشاعرة المشتاقة لضم تلك الناعمة لكنفة
للغرق بلجة جمالها وطفوليتها فيتوحد بها حد التلاشي
فقط لتكون معه وليسقيها من كؤؤس الدلال أنهاراً..

===================

الواحدة بعد منتصف الليل
دهب_جنوب سيناء_إحدى المناطق الجبلية (المصيف)

حين تخذلك ذاتك وتعلن عليك عصيانها
حين تأبى عليك الشموخ وتواجهك بالضعف
تهرب منها ومن الجميع إلى حيث اللاوعي..

تجلس على حافة أحد الجبال تضم ساقيها إلى أحضانها وهي ترتكن بجانب وجهها إلى ركبتيها
صوت الهواء القوي في آخر أيام الصيف في تلك المنطقة الخالية من البشر يؤجج الخوف بداخلها
صفير الليل يدب رعب مجهول بأعماقها وهي تعترف أخيراً أنها أضعف من أن تقف أمام رفعت عمران وشاكلته خاصةً بعد مقابلتها هي وعمر
عمر الذي نهرها مما تفعل محذراً أن تبتعد عن هذا الطريق الواعر
لكن دموع المرأة تزر أحلامها بالليل والنهار ولا تدري ماذا تفعل !!
ليس هناك أحد تفضي له بمكنوناتها دون أن يعنفها أو يمنعها نهائياً من عملها
هي لا تحب أن ترى إمرأة ضعيفة
تكره أن يظلم أحدهم من من هو أكبر سلطة ونفوذ منه
سياسة البلد تهدف إلى نصر من له مخالب أقوى لكن ماذا عن فاقدي الأظافر!!
لفحة هواء عالية كموجة بحر عاتية أتت من اليسار فأرجحتها لثوانٍ مشبك شعرها الضعيف لم يتحمل فطار في الهواء حتى سقط بالأسفل
وسقط قلبها أكثر وهي تخشى الوقوع دون أن تنتبه كثيرا ً أن شعرها الكثيف انفرط من عقاله أسفل حجابها المُهلهل حتى غطى ظهرها

الوقوع الذي أخبرها عمر أنه حليفها إذ لم تتراجع لكن ليت لها الفرصة لتفعل
هي جبنت أن تخبر عمر أنها ذهبت لرفعت عمران وحدها بإرادتها
رفعت الذي أرسل لها بعد يومين رسالة من جملة واحدة لكنها تعني الكثير
"على كُلٍ سنتقابل يا أستاذة"
ما الذي أوقعت نفسها به بحق الجحيم !!!
====================

جرت نور قدميها على الشاطئ في تلك الساعة الليلية وهي تُندم نفسها على القبول بهذة السفرية التي لا تستطيع التكيف معها منذ أن أتوا ...
"غبية "
همستها لنفسها بضيق على إصرارها على القدوم رغم اعتذار عمار لانشغاله بعمله
ماذا جنت الآن سوى ملل من اختلاطها بأناس لا تعلمهم
نظرات نزقة من شخص جلياط وعديم الذوق يدعى خالد جعلتها لا تعرف النوم وكل مشاعرها مُستفذة لأن تعرف سبب نفور هذا الخالد منها
وكأنها استحضرته من العدم آتيا من الطريق المواجه يرتدي بلوزة قطنية دون أكمام أظهرت عن جسده الرياضي
شورت قصير إلى ركبتيه
وطاقية صيفية يرتديها بشكل معاكس فبدى جذاب بشكل ملحوظ وهذا ما اعترفت به لنفسها
يبدو أنه كان بالاحتفال البدوي المعقود اليوم
لكن إعجابها اللحظى تبدد بغضب ووجهه ينقلب فور أن رآها فتقدمت برعونة وتهور تعترض طريقة مكتفة ذراعيه صائحة بضيق :_
"هل لي أن أعرف سبب نفورك المستفذ مني؟!"

تفاجئ خالد بهجومها وقد كان ينوي تجنبها فور أن أبصرها تسير على الشاطئ في الاتجاه المقابل له
رفع حاجبيه سائلا باستفذاذ:_
"أي نفور يا آنسة !!"
قلب خالد شفتيه ثم أردف بلهجة ذات مغزى :_
" أم كما يقولون من على رأسه ريشة "

طريقته المتهكمة استفذتها أكثر فسألته مرة أخرى بطريقة هجومية بعض الشئ بها لمحة غيرة طفولية كادت أن تجلب ابتسامة لشفتيه:_
"هل تفعل معي هذا من أجل رنا
هل أخبرتك أني أخت غير جيدة لها فنفرت مني ؟؟"

رفع خالد شفته العليا ببعض التسفيه المصاحب لنظراته وقارعها قائلاً:_
"صدقيني رنا أنضف وأرقى من أن تفعل ذلك يا نور "
"وأنا "
صرختها بضياع وكأنها تخرج ما بداخلها فيمن قابلها دون التدقيق جيدا في الهوية
أو ربما لافتقادها للصحبة والونس فواصلت قائلة بضياع وهي تحرك كفيها وكأنها لا تعرف ماذا تقول:_
"أنا لست سيئة كما تظنون لست سيئة "

قطب خالد حاجبيه في محاولة. فهم لكن مالم يحسب له حساب هو جلوسها أرضا بفستانها الحريري القصير باكية
لقد بدت
كطفلة ضائعة ...حيرة ومرتبكة ...لا تفهم نفسها... ولا تجد من يفهمها ..
وكل هذا استفذ قلبه الطيب فجلس على ساق واحدة أمامها قائلاً بمهادنة :_
"نور لما تبكي أنا لم أقول أنكِ سيئة "
"إذا لما تكرهني؟"
عينيها ضعيفتين غارقتين بالدموع وهي ترفع وجهها له متسائلة فأصابه الضعف وشئ آخر لايدرك معناه إلا أنه تنحنح وقال :_
"أنا لا أكرهك يا نور أنا فقط لا أحب انفتاحك وتهورك الملحوظ "
عقدت نور حاجبيها لحظات ثم هاجمته مرة أخرى قائلة :_
"لا أنت معي هكذا منذ أول مرة اختلطنا بها قبل أن تعرفني حتى
تتجنبني وكأني وباء "
ابتسم خالد بتفكه طيب وهو يجلس متربعاً أمامها فبدا من بعيد كاثنين تقابلا على الشاطئ فجلسا لممارسة لعبة اليوجا إلا أنه قال أخيراً بصوته الهادئ:_
"لكني أعرفك قبل أن أقابلك يا نور "

ناظرته بعدم تصديق متسائلة بنظراتها بحيرة عن ما يقصد فتنهد خالد قائلاً ببعض الضيق :_
"نور ألست ِ صاحبة قناة ......للمقالب السخيفة ؟!

توسعت عينيها الصغيرتين بدهشة وهي تتذكر اسم القناة التي فتحتها كفكرة مجنونة هي وصديقاتها في صنع المقالب عن طريق تأليف أرقام والاتصال بها لمضايقتها وإرسال الرسائل المستفذة
أمر فكاهي ومجنون ضرب في رأسها حينها فنفذته على الفور دون تفكير كعادتها لكنها عادت وزهدتها فهي تمل سريعا مما جعلها تغلقها
لكنها أغلقتها منذ ما يقرب عن عامين وأزيد ما الذي يجعله يذكرها وما المنفر في ذلك !!"
ويبدو أن سؤالها الحائر خرج مسموعا فوصل لأذنيه لامبالي مما جعله يقوم بمهاجمتها قائلاً :_
"لقد كنت أحد ضيوف مقالبك اللذين استفذيتيهم لأيام "

لمعت عينيها بشقاوة وأفلتت ضحكة شقية دغدغت رجولته خاصةً وهي تقفز على ركبتيها قائلة بحماس مستفذ:_
"حقا؟!
لا تقل أي حلقة "
لم تمهله الرد وملامحها تتبدل لبؤس حزين تضرب كفيها ببعضهم قائلة :_
"خسارة ليتني لم أمسح الفيديوهات "
ملامحه المغتاظه وهو يناظرها بشر رافعا أحد حاجبيه جعلتها تكتم فما بكفيها راسمة ملامح آسفة على وجهها ثم قالت بشقاوة لا يدرك أياً منهم كيف انطلقت معه هكذا :_
"أنا آسفة أقسم لك
لقد كانت مغامرة مجنونة ومرت "
وأمام تلك الشقاوة والروح المنطلقة لم يجد سوى الرضوخ وقد قضوا الليلة بأكملها يثرثرون ...!

======================

على التوازي قبل ساعتين تقريبا كان لتوه وصل إلى المنتجع السياحي الذي يحجز به دوما
حين أنفلتت أعصابه ووجد أنه غير قادراً على التفكير بشكل صحيح ومشاعره تفرض نفسها عليه لجأ إلى الابتعاد حتى أنه ترك علي مع جدته خديجة
وهاهو منذ ساعة تقريبا يسبح
ضرب على صفحة الماء بذراعه وهو يسبح هارباً من أفكاره وجنون مشاعره
يكتم أنفاسه مغمضاً عينيه وهو يتعمق بالأسفل قليلاً لكنها لا تتركه يهدأ وصورتها وهي تضع كفيها على صدر رفعت عمران تشعل النار في أعماقه حتى وإن كان يعلم أنها تبعده
لكن فكرة تطاول عمران عليها تزيده جنونا وجنون
يرتفع إلى سطح الماء البارد مرة أخرى وهو يمشط شعره بكفيه والأفكار تتوالى تباعاً وكأنها تتسابق مع مشاعره المجنونة
مشاعره التي أرادت القتل وهو يصله معلومة لجؤها لعمر القاضي
طليقها
ولم يحتج الكثير من الذكاء لتخمين فحوى المقابلة
لكن الحريق المندلع بكليته وهو يتخيل كيف كان ينظر لها بن القاضي
كيف اشتاقها كما فعل هو وبجنون
هز ليس بالغر كي لا يدرك أن بن القاضي كان متعلق بالفاتنة لقد كان يغار من مجرد اقترابه منها ولو حتى في إطار العمل
ألم يستغل سلطته ويقبض عليه بحجة واهيه ظاهرها قانوني وباطنها تحذيري
كل هذا جعله يهرب
هو لم يعهد نفسه أبدا ً بهذا التطرف البدائي في مشاعره سوى معها
ضربة أخرى للماء وهو يسرع قليلاً وكأنه سيترك أفكاره ومشاعره به فتبقى سرابا
وصل للشاطئ وجفف نفسه ثم لف بلوزته حول عنقه وهو يسير هائما على وجهه حتى اتخذته قدماه حيث الجبل !!

وهناك ببداية الجبال على السفح القصير على الأضواء القادمة من أحد الاحتفالات الليلية
ضم حاحبيه وهو يبصر كائن أنثوي يجلس متقوقع على نفسه شارداً في البعيد اختض قلبه بين ضلوعه دون سبب واضح وهو يغافل نفسه عن مراهقة أفكاره أن تكون الجنية خرجت من البحر متشكلة له في هيئة فاتنة قلبه !
اقترب أكمل أكثر وصوت ضربات قلبه يهدر عاليا منافساً ضراوة الهواء العليل انتعاشاً
هل ما يراه أمامه حقيقي ؟؟
هل غدي البرعي هي من تجلس أمامه كأنثى ناعمة تمارس سحرها على الليل!!
عينيه المشتاقتين لها سافرتا عليها يلتهمانها بتوق وهو مازال يظنها محض خيال
ترتدي سروال جينز داكن لا يتبين لونه في ظلمة الليل
بلوزة ناعمة تحتضن جذعها المُعذب بفتنته
لكن الضربة القاتلة لقلبه بعد أن اقترب أكثر كانت في شعرها الطويل المتهدل على جذعها أسفل حجابها المهلهل حول رقبتها
شعرها حالك السواد وكأن الليل يختبأ فيه
يجب أن يبتعد
يجب أن يبتعد قبل أن تدرك وجوده وتستدير وحينها هو لن يضمن ذاته بعد كل هذا الظمأ
كل ما به ثائر ومتحالف عليه الآن
لكن فات الآوان بالتفاتها وكأنها شعرت بنفس آخر يشاركها المكان
فالتفتت

التفتت وتسمرت مكانها وكأنها لا تستوعب الهيئة الضخمة الواقفة أمامها بشموخ يماثل شموخ الجبال حولهم
وكأنها تتحاور بين دهاليز عقلها أن كان هو أم مجرد هلوسات مجنونة من عقر أفكارها ؟!
وهو يحث قدميه على العودة
يجبرها على التقهقر والهرب فلا تتحرك
كلاهما كان في أشد حالاته ضعفا فتلاقيا
نيران سوداء تنكأ روحه وجسده وهو يناظرها باشتياق هادر قادر على حرق خلياه
رائحة عطرها التي لم ينساها وحفظها قلبه تصله واضحة عن تلك المسافة القريبة فتداعب بشذاها أوتار رجولته
تقدم خطوة فتأخرت مثيلتها وهي تناظره بعينين جميلتين معذبتين له وغير مصدقتين لوجوده فخرج صوتها ضعيفاً ومهزوزاً بتساؤول :_
" ماذا تفعل هنا ؟؟"
لم يرد
لم يقوى على الرد لاعناً حالة الضعف التي زادها رؤيتها بعد عجاف حرمانه منها
يحاول أن ينفض عنه الضعف المُلم به من الصباح فهرب منه وأتى إلى هنا هاربا فوجدها
والبحه المعذبة تشدو مرة أخرى بشجاعة استشعرها في علو صوتها
شجاعة انتقلت له بنشوة رجولية وهو يستشف شجاعتها الوليدة هذة من إدراكها وتأكدها أخيراً لهويته فاطمأنت وإن لم تعترف !!
"ماذا تفعل هنا يا بدوي ؟!"
تكتفت تداري ارتجاف ملحوظ بها ربما من برودة الجو لكنها قالت بتهكم:_
"ظننت أني ارتحت ولن أراك مرة أخرى "

لكنه كان بعيداً عن كل تراهاتها السخيفة بتلك الصورة الملوعة أمامه والشوق يهدر بين ضلوعة
هل تدرك مدى تأثير جمالها الفتاك عليه الآن !!
حجابها الذي يبدو أنها لا تدرك سقوطه من على شعرها ويبدو مفاجأتها بوجوده أنستها
ليلها الخلاب الذي يسافر بدلال راقص حتى أسفل ظهرها وكأنه شامت يتلاعب بجنون مشاعره
عينيها الأبيتبن تواجهانه بقوة أججها اطمئنانها لكونه هو وان لم تعترف أبدا ً بذلك
أخيراً وجد صوته وهو يبتسم ابتسامة شديدة الجاذبية بمظهره البري لعينيها وهو يقول بحرارة وقد اخشوشن صوته مختنقاً بالعاطفة الجياشة :_
من حظي أني هنا يا أستاذة لعلي أروي قليلاً من شوقي الفتاك منذ عامين "
اهتزت
أجفلت دون إنكار من فورة المشاعر التي وصلتها صادقة بعمق البحة المختنقة
رمشت بعينيها الجميلتين متوترة وهي تبلل شفتيها علها تبدد ريقها الناشف دون أن تعي لتأوهه الصامت وهو يراقب كل خلجاتها بعشق فلت من عقاله المعقود
ابتعدت خطوة تائهة ومتخبطة ثم أسرعت خطوات للأمام ناوية تركه والنزول
الهرب بعيد حيث أهلها بعيداً عن جنونه
لكن سرعتها الغير محسوبة جعلتها تتعثر بأحد الأحجار فشهقت بخوف ملتاع وهي على وشك السقوط
على وشك الهلاك والموت
لكن ذراعيه المكبلتين لها بخفوف كانا الملاذ
أنفاسه المتسارعة بقلق وهو يناظرها بتلهف هامسا بخشونة:_
"لن تسقطي أبدا في وجودي فتأكدي من ذلك جيدا ً"

تناظره بحيرة وكأن تلك الخضة أخذت من روحها فضللت عقلها للحظات
وكأن المشهد تجمد عليهم هكذا
عينيه شديدتي العمق تلتهمان ملامحها الجميلة بتوق أرسل الرجفة لأعماقها
هواء الليل العليل ينافس رائحة إكليل الجبل جمالاً فيضفي الجو غيمة وردية تفصلهم عن العالم للحظات مسروقة
لحظات تغيب به العقل تاركاً للزمام القلبي العيان وحقيقة وجودها ملموسة بين ذراعية تسكب نيران من لهب بين شرايينه النابضه فتصهره
سيمفونية الليل تعزف مقطوعة مسكرة لفورة المشاعر المجنونة التي تلفه
فكاد أن يقترب
بل هو اقترب قليلاً من التفاح المحرم مستغلاً غيبوبتها اللحظية إثر الخضة
مغيباً بضراوة عشقه عازما على سكب نيران أشواقه لكنه توقف وهو يتراجع بعض الشئ معتدلاً دون أن يفلتها
رافضا أن يفعل بها هذا
هو العربيد بين ذنوبه لكنه ناسك لحرمتها فلم يفعل ..

لكن العاطفة المختنقة لم تستطع التمهل ولو قليلاً وقد هاج عليه شلال عشقٍ كتمه لأعوام فحان الفيضان
تمسك بها جيدا ً قبل أن تفيق وهو يثبت عينيه بعينيها المعذبتين هادرا بعشق فار من حمم الشوق
"أنا أحبكِ يا غدي يا برعي
أنا أحبكِ"
وكلماته كان لها مفعول السحر كضربة أفاقتها مما ألم به وهي تدفعه بعيدا مطلقة شهقة لم تغادر فمها تعدو سريعاً لكن بخطوات مدروسة عن سابقتها
إحدى قدميها حافية وقد سقطت إحدي فردتي الحذاء
وشاحها الطويل نصفه على كتفها والآخر ساقطا تعدو أطرافه خلفها تاركة إياه عازما على أمنية صعبة المنال
يناظر الجبال من حوله مقسما على تحقيقها ثم يعود بعينيه لخيالها المبتعد والروح تهفو له
لقد بدت كلبؤة أبيه هاربة رافضة الخضوع لنبراسها الرابض...

انتهى
(نبراس:_ تعني أسد)

يتبع بالفصل الخامس


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-21, 12:09 PM   #25

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

(بسم الله توكلنا على الله )

الإشراقة الخامسة

اليوم التالي

"غدي ..غدي ألن تنزلي معنا
لقد أذّن العصر وأنتِ مازالتِ نائمة "

صوت روضة زوجة أخيها اخترق الغيبوبة التي أجبرت نفسها على الدخول بها فور أن عادت ليلا ً وكأنها تهرب مما تخشى إدراكه
فتحت غدي عينيها ببطء ثم زفرت قائلة بتحشرج:_

"اتركيني يا روضة قولي لهم أني مازلت نائمة "

عقدت روضة حاجبيها وهي تسألها باهتمام :_

"غدي هل أنتِ بخير ؟"

أومأت غدي برأسها فتركتها روضة وخرجت على مضض وهي تشعر أنها لا تريد الحديث ..
فور أن خرجت روضة اعتدلت غدي جالسة تضع وجهها المنتفخ إثر النوم بين كفيها
تزفر بتعب من ذاك الكابوس الذي عاشته بالأمس واقعاً حياً ملموساً لعب بأوتار أنوثتها دون زيف
يا الله ...
هل حقا كانت بين ذراعي هذا الشيطان بالأمس !
هل غاب لعامين فأتى ساكباً سحر وسوسته المُغرية لأي أنثى بكل هذه الحرارة الصاهرة
الحقير
هل تجرأ واعترف لها بحبه
أي حب هذا
أي لعبة قذرة يلعبونها عليها
بالتأكيد الحقير الآخر يراقبها وهو من أرسله خلفها وإلا لما هو هنا !!
بما أوقعت نفسها بحق الله
أي مصيبة زجت نفسها إليها بكل غباء
رغبة مريعة بالقتل تنهش صدرها وهمسه الليلي الحار يتردد في أذنها كعطر جبلي ثابت لا تغيب رائحته أبداً وإن غاب ملمسه
كوسوسة شيطان يريد أن يتلبس روح إنسان ضعيف فلا يتركه حتى يكفر
وهي ليست بالضعيفة
ليست بالضعيفة أبدا ً
واهم هو إن ظن !
هبّت من الفراش كالملسوعة وهي تدخل إلى الحمام عازمة على الوضوء وقضاء صلاوتها فتنفض عنها تلك التراهات

بعد مرور ساعة كانت تخرج من غرفتها داخلة إلى المصعد تتأفف بضيق من رسالة رنا لها أنهم ذهبوا جميعاً في يخت يتناولوا غذائهم
ضغطت الزر للطابق الأرضي وقبل أن يغلق الباب أجفلت من تلك القامة الضخمة الطويلة التي دخلت معها المصعد بطريقة بدت لها همجية وأثارت شياطين الجنون تتقافز أمام عينيها

يرتدي بلوزة قطنية سوداء دون أكمام أسفلها شورت قصير باللون الأسود
نظارة شمسية تحجب حرارة عينيه اللتين تتأملانها بتأني في فستانها البني المشجر الذي يظهر منه عنقها البض المغري بتلك العلامات الدائرية به بشكل طبيعي (مخرط)
سحق أكمل أسنانه وغيرة بدائية مجنونة تتملك منه وهو يتخيل شعور كل من يراها هكذا فنطق بقرف بارد من بين أسنانه بغيظ خفي حاول عدم إظهاره وهو يمد كفه يوقف المصعد رغم أنه كان ينوي على عدم الالتفات لها :_
"مرحبا يا أستاذة"

رفعت إحدى حاجبيها بذهول وعينيها مازالتا على موضع كفه على زر المصعد فصرخت بغضب :_
"أنت ماذا تفعل هل جننت !!"

ابتلعت ريقها وهي ترمش بعينيها لوقفته التي تسد عليها مساحة المصعد الضيقة بالأساس فهاجمته قائلة :_

"هل تظن أني فتاة ضعيفة ستستميلها بطُرقَك الهمجية هذه"

ابتسم أكمل ببرود وهو يقول بطريقة مغيظة :_

"ماذا فعلت أنا كل هذا لأني أحببت أن ألقي السلام؟!"

ارتفعا حاجبيها وهي تناظره وكأنه مجنون يتعامل بأريحية مغيظة وكأن لم يحدث شئ بالأمس
وللعجيب كان هو يخترق كل أفكارها مبتسماً بينه وبين نفسه بتفكه لذيذ وهو يستشعر مدى رغبتها في قتله حتى نطقت بغيظ محذرة:_
"حذاري يا بدوي واللعب بي "

ضم أكمل حاجبيه وقد رفع نظارته قائلاً ببراءة مزيفة تخالف عينيه المتلاعبتين :_

"وماذا فعلت أنا "
تكتفت ناطقة بجنون يسيطر عليها :_

"هل تريد إثارة جنوني
تعترف لي بالحب بالأمس ثم تأتي اليوم وكأنك لم تفعل شئ "
شعت عينيه بلمعان متهور إلا أنه هز كتفيه بلامبالاة فاقعة للمرارة ...كفيه في جيبي سرواله يمط شفتيه قائلاً:_

"من قال أني لم أفعل "

اقترب خطوة ابتعدتها هي بتوجس فهمس بحرارة مثيرة :_

"أنا فعلا أحبك يا غدي يا برعي
بل أعشقك لا خلاف على ذلك "

وكالمجنون يتقلب بين الثانية والأخرى فيردف ببروده المستفذ:_
" لا تُكبرِ الأمر يا أستاذة فأشعر بالإطراء لتأثُرك بي"

"تحلم "
نطقتها بقرف آلمه لكنه لم يظهر ذلك وهو يميل برأسه قريبا منها بشكل جانبي قائلاً بلهجة مسيطرة شديدة الخطورة هزت نقطة ما في أعماقها بوعد رجولي واثق من رجل مثله ينال ما يريده دوما :_

"بل سأحقق يا غدي يا برعي أنا لا أحلم ثقي في ذلك "

حاولت غدي أن تهدئ من أنفاسها وعقلها الكاره له يصور لها أبشع التصورات فتكتفت قائلة بإتهام :_
"قُل أن رفعت هو من أرسلك يا بدوي فأنا أعلم أنك التابع له "

مطت شفتيها وأردفت بإمتعاض:_

"القافلة على أشكالها تسير "

لمعت عينيه بغضب هادر أخافها وهو يرفع سبابته هامساً بتحذير ثلجي:_
"حذاري يا غدي أن تتطاولي معي في الحديث
أنتِ بقرارة ذاتك تعلمين جيداً أن لا رفعت ولا غيره قادر على جعلي تابعاً له "

الصمت المطبق خيم على المصعد الضيق لدقائق وكل منهم تتسارع أنفاسه بجنون رغم اختلاف الرغبات إلا أنه كان هو من بدده وهو يسأل بطريقة جدية آمرة :_

"ماذا كنت ِ تفعلين مع رفعت يا غدي ألم تتعظي مما مضى ؟!"
أصدرت صوتاً مستنكراً من حنجرتها وهي تقول بعدم تصديق:_
"هل تظن أني سأصدق أنك غير متفق وأنك لا تعلم ؟!
أنت ورفعت عمران وجهان لعملة واحدة يا بدوي "

الطريقة المهينة التي تتحدث بها نغزت قلبه بوقع مؤلم وهو يدرك أي شيطان تراه إلا أنه تجاهل ذلك مبدياً أمانها على ما يشعر وقال بهدوء :_

" صدقي أو لا تصدقي يا غدي أن ليس لي علاقة برفعت منذ زمن
لا يهمني ذلك أبدا ً
لكن قولي لي ماذا كنتِ تفعلين بمكتبه بعد هذه السنوات ؟!"

ناظرته بعدم تصديق والعند يسيطر على عقلها فقالت بحدة :_

"لا شأن لك
لا تظن أني سأأمن لك مهما فعلت "

لوى أكمل شفتيه وهو يخبط زر المصعد بغضب حتى يعمل مرة أخرى دون رد على حديثها المستفز حتى وصل المصعد فالتفت إليها مثبتا ً عينيه بعينيها قائلا ً بلهجة شديدة الثقة بها لمحة استهانه وكأنه يحرجها أمام نفسها :_

"بشكل أو بآخر سأعلم يا أستاذة لكن أعلمي فقط شئ واحد إن كانت روحك تؤمن بسُم حديثك فلم تكونِ لتتركيها هكذا مطمئنة قرب أنفاسي بمصعد صغير عالق علينا سوياً"

كانت ستتحدث فمنعها مردفاً بسيطرة قبل أن يتركها ويذهب رغم البرود الكاسي لملامحه :_
"أما مسألة حبي فأقحميها في عقلك الصلد هذا جيدا ً لأني من اليوم سأكون لكِ كظلك "

صمت للحظه مطرقاً أرضاً ثم رفع عينين متوقدتين بحرارة عشق يطبق على أنفاسه هامساً بتأكيد واثق:_

"أكمل البدوي لا يترك إمرأته ولو في الجحيم "

=================

لم تنم منذ ليلتين
بالأخص منذ أن اخترق صدرها بسهم كلماته السامة وهو يخبرها أن والده يريد أن يزوجه ...
يزوجه ؟!
حقاً!!
دمعة مقهورة تتسلل من عينيها فتستقر هناك عند صدرها وسخرية القدر تتبختر ببطأ أمامها
في أحلك أحلامها سواداً لم يكن ليأتي بعقلها أن حسن القصاص يتزوج عليها أبداً
لكن الآية انقلبت
حدود المعادلة تغيرت ولم تعد وحدها محور حياته هي وأطفاله
هو بالأساس أصبح آسر الجوهري
ابن المليونير المعروف
يتزوج!!
ما أبشعها من كلمة تجعل النار تهب في جسدها بلسعات قاسية تخبرها كم أحبته
عُدي يخرجها من شرودها وهو يقترب منها يسألها بحنانه الطفولي :_
"ماما ما بكِ لما تبكين ؟
هل أحزنك بابا !!"
تمسح دموعها بظاهر كفيها وهي تبتسم بإرتجاف تضم صغيرها لها بقوة فيربت عليها بكفيه الصغيرين ثم يبعدها عنه قاطباً حاجبيه بتفكير وهو يقول باستدراك يسبق عمره :_

"ربما جدو هو من أغضبك ؟"

هزت ملك رأسها نفيا وهمست بتحشرج وهي تلمس وجنته الناعمة بحنان :_
"لا يا حبيبي لا تخف لم يغضبني أحد ..أنا فقط أشعر بالصداع "
تنتقل كفيه غريزياً لشعرها وهو يقول :_
"هل أدلك لكِ شعرك كما تفعلين مع حسن !؟"

كادت شهقة أن تنفلت منها فأطرقت برأسها تأخذ أنفاسها حتى لا تبكي أمام صغيرها ثم قالت أخيراً وهي تتناول كفيه تقبلهم بحنان:_
"لا يا حبيبي أصبحت بخير لكن قل لي هل عالية مازالت نائمة ؟"
هز عُدي رأسه نفياً وهو يقول:_
"لقد كانت نائمة لكنها استيقظت على قبلة أبي لها حين مر علينا "
وعلى ذكره كان يفتح الباب بملامح واجمة انفرجت قليلاً حين رأى عُدي
قليلاً جداً
فاقترب منه مُقبلا وجنته وهو يقول بخفوت :_
"اذهب حبيبي حتى لا تكون عالية وحدها "

أومأ الصغير برأسه وهو ينقل نظراته بينهم بقلق دون فهم إلا أنه بالأخير تركهم وخرج
هبت على قدميها ورائه وهو يبدل ملابسه بصمت خنيق فسألته بغضب مكبوت ورغبة عنيفة للشجار:_

"أين كنت منذ ليلتين يا حسن؟"

لفترة لم يأتيها رد حتى التفت إليها بعد أن ارتدى سروال منامته دون السترة قائلاً بهدوء ساخر :_
"ظننت تقريبا أن والدي أرسلك أني كنت في سفرة تخص العمل "
ضمت حاجبيها وهي تتبعه حتى الفراش أنامل كفيها يتلاعبان ببعضهم بتوتر
توتر وخوف من مجهول قد يهدد حياتها بل يقلبها رأساً على عقب
وهو يبدو بارد هكذا ولا يعاني من صراعها شئ
إلا أنها لم تستطع الصمت
لم تستطع التأني أو الصبر حتى وهي تسأله بشراسة بائسة لوت قلب الرجل المحب فيه لوهلة :_
"هل حقا والدك يريدك أن تتزوج ؟
وهل..."
ضيقت عينيها الممتلئتين بدموع الغيرة وأردفت بتحشرج :_
"هل ستفعلها ؟!"
ماذا يفعل بحق الله !!
هل يأخذها الآن كما يلح عليه قلبه وجسده وكل حواسه يطارحها غراماً غير مشروط حتى يبدد حزنها !!
هل يخبرها أنه يريد الهرب بها وأطفالهم بعيدا حيث لا أحد لكنها أبداً لا تساعده
لكن ماذا بعد ذلك
لن يجد منها سوى ضغط أكبر
لن يجد منها تفهم
لن يجد منها الاحتواء المنشود
ستبقى ندبة انتقاصها منه موشومة بقلبه ولن يبرأ منها
هو لم يشعر بها مستقرة نفسيا وكأن العالم وضع بين كفيها إلا حين تم ثبوت نسبه
أبدا ً أبدا ً هي لم تكن راضية وان اادعت وأظهرت غير ذلك
مَلك لم تكن راضية بعدم نسبه
مَلك كانت راضية بقدرها معه وفقط
لكنه لم يصرح بأي من أفكاره وهو يضع ذراعه أسفل رأسه قائلاً بهدوء سخيف:_
"ظننت أني أخبرتك بالفعل "
"لكن لما !؟"
صرختها بقهر وهي تنتفض واقفة والغضب ينهش روحها
لكن غضبه هو وهو يهب واقفاً على ركبتيه كان أعنف
كان قوى وجدران صدره تعلو وتهبط بانفعال ..
لما كلهم يريدون منه أن يفعل لهم ولا أحد يفعل له
لما؟!
غضب وشر عينيه الآن كان يجدر بها اتقائه وبالأخص أنها غاضبة هي الأخرى لكنها لم تفعل
وهي تواجه صراخه الخافت بغضب حتى لا يصل صوتهم لأحد:_
"الآن تسألين لما ها "
فرد ذراعيه وهو يردف بنفس النبرة المتأججة بالغضب :_
"ضريبة الحياة الهادئة التي تريدينها
ضريبة النسب الذي أثلج صدرك أخيرا يا سيدة ملك
ضريبة الرضا الذي كنت ِ تطالبين به "

الدموع تتسابق على وجنتيها فتصرخ بشراسة الأنثى:_

"لم يكن هذا ما أردته أبدا ً
هل تلومني لأني أردت الراحة لأطفالي ؟
خفت عليهم أن يواجهوا مجتمع قاسي مثلك فأردت لهم الأفضل
ألم تكن تفعل ها "
هب واقفاً أمامها على الأرض وهو يمسك مرفقها بقسوة قائلا من بين أسنانه :_
"نعم كنت أفعل
لكني قلت لكِ لا نذهب
ما كنت أريده من هذا الرجل الأوراق القانونية وفقط ولنعش كما كنا لكنكِ لم ترضي بذلك يا ملك
لقد أصريتِ أن أدخل تحت كنفه أن ارتدي عباءته لم تلوميني الآن"
وكعادتها لا تزن كلامها ولا تتخير ألفاظها حين تتحدث وربما هي جُل معضلتها في الحياة فاندفعت بالقول ثائرة :_
"كنت أريد لك الراحة
أريد لك الأفضل بدلاً من التشرد الروحي الذي كنت تعيشه "

ووقت الغضب كما يقولون يعمي البصيرة ويصم الآذان فلا نستطيع التفهم أو التمييز من الحديث سوى كلمة
(التشرد ) الخبيثة
ترك ذراعها وهو يدفعها ببعض القرف قائلاً بسخرية رغم الألم القابض بصدره وبعض الدموع القلبية النازفة بين جنباته :_
"أشكرك كثيرا ً يا سيدة ملك لتحملك لتشردي لقد تحملت ِ أكثر مما يجب فعلا "
وجنون الغيرة شرس وربما يحفزك للقتل عمداً وليس بالحديث فقط فتنطق بغضب وقد ازدادت وتيرة بكاؤها:_

"ولذلك أنت ووالدك تردون لي الجميل أليس كذلك
ملك البسيطة لا تستحق سوى اللقيط حسن القصاص أما الآن فلم تعد تليق بالسيد آسر الجوهري "

ذبحته
يقسم بالله أنها ذبحته بحديثها
حتى أن عضلة فكة تشنجت بغضب مكبوت وجف ريقه فلم يقوى على الرد للحظات إلا أنه همس أخيرا بجفاء وهو يستدير خارجاً وقد فقد حتى رغبة النظر لوجهها:_

"أرى أن الحديث لم يعد مُجدِ معك فأنا لا أطيق النظر لوجهك"
هل لو قفزت على ظهره الآن ونهشته بأظافرها سيلومها أحد إلا أن جنونها خرج بصراخ أعمى لم تدرك وقعة إلا حين تلوى قلبها بعنف حين نطقت بقهر:_
"إذا طلقني يا حسن "
لثوانٍ
لثوانٍ فقط توقف وقد خانته قدماه عن التحرك أكثر
كُسِر قلبه ولم يكن له ضماد
إلا أنه لم يلتفت
لم يستطع وقد أجبر قدميه على الخروج فغافلته إحدى دموعه وقد فقد أمله فيها
ألم تستطع الانتظار
التريث؟!
ألم تجد في قلبها رغبة للدفاع عن أحقيتها فيه من أجله وليس من أجلها
تتخلى عنه من أجل نفسها
وأيضاً لا تتخلى عن العالم الجديد من أجل نفسها
حسنا فلتهنأ بذاتها
يقسم أن يجعلها تندم وتعرف قيمته جيداً
جميعهم سيروون الوجه الآخر له
لكن وسط كل تلك الأفكار السوداوية لم يكن يدرك أن فتن الدنيا حين نحيد عن المألوف تكون أقوى من نياتنا

================

ليلاً
فور أن أخبرتها الخادمة بوصول ياسر الجوهري منذ ساعة ارتدت مَلك عباءة منزلية أنيقة ولفت وشاح حول رأسها سريعا وهي تخرج من غرفتها متجهة حيث غرفة مكتبه وعينيها تلمعان بتصميم يعاكس شحوب وجهها الملحوظ
طرقت باب المكتب عليه حتى آتاها صوته الثقيل يدعو الطارق للدخول
رفع ياسر رأسه بدهشة فور أن أبصرها ولم يكن متوقع أنها هي
علاقته بها روتينية وبالأخص أنها خجولة معه بدرجة أقرب للجبن فلا تقترب من محيطه تقريبا إلا في حدود الطعام والأطفال وما يقرب من ذلك
ابتسم ياسر دبلوماسية وهو يلحظ تململها
عينيه تمران على ما ترتدي بتدقيق إلا أن ما يراه لم يروقه كثيرا ً
فرد ياسر كفه وقال وهو يراها ما زالت واقفة :_
"تفضلي يا مَلك اجلسي "
جلست مَلك على الكرسي أمامه صامتة للحظات فحثها بالقول الهادئ ومازال محافظاً على نفس الابتسامة :_

"يبدو أنكِ تريدين التحدث معي يا ملك تفضلي أنا أسمعك "
بللت ملك شفتيها وهي ترفع رأسها بشموخ مثير للاعجاب قائلة :_
"هل حقا حضرتك تريد تزويج حسن ؟؟"
انغلقت ملامح ياسر الجوهري فلم تستطع النفاذ لعقله العميق هذا عبر أي منها
متحير من خطوة ابنه لاخبار زوجته قبل حتى أن يفتح الموضوع مرة أخرى
لكن عساه خير !!
شبك كفيه وهو يستند بمرفقيه على سطح المكتب أمامه وهو يقول بدبلوماسية بدت لها شديدة الاستفزاز :_
"اسمعي يا ابنتي
الأمر ليس متعلق بكِ
الأمر كله يصب في مصلحة حسن أمام الناس "

رفعت ملك حاجباً وابتسامة متهكمة تشق شفتيها وكأنها لا ينطلي عليها حديثه إلا أنه لم يبالي بها كثيرا ً وهو يواصل حديثه :_
"حسن بعدما أعلنت عن خبر وجوده على قيد الحياة هاجمتني وسائل الإعلام الصفراء أنه بالتأكيد ابن غير شرعي واستغل أعدائي ذلك جيداً فضاربوني بالعمل بكل قوتهم وما ساعدهم على ذلك هو سفر حسن لعامين بالخارج مما أكد للجميع أنه ابن غير شرعي لي "

حسناً هراء
ماذا سيفيدها بهذا الهذر الذي يقوله؟
هل سيضحك على عقلها يعني؟
إلا أنها لم تصرح بأفكارها وهي تستمع إليه يواصل :_

"كل هذا يضر بسمعته هو
وسيضر به أكثر حين أوكل إليه العمل معي كي يكون خليفي
هذا إضافةً أنه متزوج وله أبناء مما جعل الحديث يكثر في حقه وحقي والمضاربة العملية تشتد
يجب أن أشد عظمه وأدعمه أمام الناس بزيجة تخرس الألسن "
مطت ملك شفتيها بإمتعاض وهي تقول بترفع :_
"لكنك أسقطت بنداً مهما يا سيد ياسر "

ناظرها ياسر بتساؤل فأردفت ملك بجمود :_
"أنا لن أقبل أن أستمر مع حسن يوماً واحد إن وافق على هذة الزيجة المرموقة "
ونهاية حديثها كان ساخر إلا أن ياسر رمش بأحد عينيه وهو يطرق برأسه مفكراً للحظات
هو لا يريد ذلك
ليس به روح لمهاترات النساء العاطفية والتي لا تفهم أبدا غلو المجتمع العملي وإجحاف شروطه
لا يريدها أن تُطلق من ابنه
ابنه يحبها ومتعلق بها لقد بدا ذلك واضحاً للعيان منذ أول مرة قابلهم بها
لكنه أيضاً لا يستطيع التخلي عن تلك الزيجة
تلك الزيجة ستخرس ألسنة أعدائه وتغض الطرف عن ابنه
سترفع رأسه أمام الجميع وهو يثبت لهم بالفعل أنه ابن شرعي وإلا لم تكن لتناسبه هذه العائلة
هو يريد التغذي بنبتة أرضه بعد سنين من جفافها فلما لا يفهمون
هذه الفتاة صحيح طيبة إلا أنها بذرة قوة من المحتمل أن تعرقل طريقه
لذا ليس أمامه طريق آخر سوى مساومة قذرة لرجل سوق مُحنك حتى لا يحرم ابنه منها وبالوقت ذاته يحقق ما يريد فرفع رأسه إلي عينيها اللتان لم ترمشا حتى وقال بهدوء:_
"الطلاق يخصك يا ملك لكن أحفادي يخصونا "

أجفلت ملك فرمشت عينيها أخيراً وهي تسأله بخفوت متوتر :_
"كيف يعني...ماذا تقصد ؟!"
انقبض قلبها ووجهها الشاحب استحال إلى ركام ونبرته تأتيها مسيطرة وعاتية تخبرها بمدى ضعفها :_

"أعني أنه مسألة زواج آسر مفروغ منها
لكن فكري جيدا يا ملك فطلاقك سيجعلك تفقدي أطفالك
فأنا أبدا ً لن أسمح ببعد أحفادي عني بعد أن وجدتهم أخيراً"

===================

"إأتي لي به يا سنا قلبي يموت إن لم أراه "

قالتها باكية تلك المرأة البيضاء ضئيلة الحجم النائمة على الفراش في وهن أضاف إلى عمرها سنوات

تنهدت سنا بضيق وهي تسب ذلك الغبي متحجر الرأس بينها وبين نفسها ثم انتقلت جوارها على الفراش قائلة :_

"يا خالتي هو مسافر ألم أقل لكِ بالتأكيد حين يعود سيأتِ لكِ"
بكت المرأة بقوة الاشتياق ومدى الضعف الأمومي والدموع تغرق وجهها قائلة بصوت متحشرج :_

"لا يا سنا أنتِ تكذبين علي
هو يرفض أن يراني يرفض أن يزورني يا سنا هو يكرهني ولا يسامحني"
تضع كفها على صدرها فتدمع عينا سنا وهي تردف:_

"أنا أستحق ألا يراني
لكني معذورة يا سنا لقد كنت ضعيفة
قولي له يا سنا أمك تموت في بعدك قلبها يؤلمها يا قطعه منه "
تبكي مرة أخرى وتُزِد :_
"لهف قلبي عليك يا ابني
لهف قلبي عليك يا حبيبي
يارب لا تأخذني قبل أن تُقر عيني برائحته التي اقتربت على نسيانها "

=================

يجلس رأفت في مكتبه بالشركة مطرقاً برأسه
ملامحه متغضنة بضيق ورغبة عنيفة في الشجار يكبل نفسه عنها بصعوبة
لقد نكدت عليه نجلاء صباحا ً وهي تصر على أن تصحبه في سفرته القادمة إلى لبنان
لكنه لا يريدها معه
يوما عن يوم أصبح لا يطيق حتى النقاش أو الحديث معها
لا يعلم كيف تتعنت هكذا بالسفر معه رغم أنها تعلم أن أبنائها يحتاجونها كي تجلس معهم فهم منذ أن نزلت نور للجامعة وقد قررت هي الأخرى الاستقرار في مصر مع عمار فقد قرر هو الآخر ذلك
لكنها كل ما يهمها ذاتها لا أكثر
كيف تفضل صحبته على رعاية أبنائها هل تظن أنه هكذا سيفرح بها !!
ألا يكفي أنه لا يظهر نفوره منها لموقفها تجاه ابنتها الكبيرة !!
صحيح أنه لا يطيق ياسر الجوهري لأنه سبقه إلى حبيبته
صحيح أن ذلك الحمل كان كشوكة في ظاهره ذات يوم
صحيح أنه اشترط عليها في بداية زواجهم عدم أخذ ابنتها معهم وتركها
لكن المفاجأة كانت في موافقتها بسهولة دون حتى التفاوض في الأمر وكأنها وباء وليس فلذة كبدها
طيش الشباب حينها جعله ينتشي بزهو لتفضليها إياه عن أي شئ لكن ذلك لم يمنع أخذه لردة فعلها كعلامة حمراء متوارية بركن ما في عقله كانت تضئ يوما بعد يوم حتى ...

قطع عليه أفكاره دخول مساعدته الشخصية وهي تقول:_

"سيد رأفت لقد وصلت داليدا "

قطب رأفت حاجبيه بعدم فهم ومازال تشوش أفكاره يسيطر عليه فأردفت قائلة :_

"لقد أخبرتني صباحاً أن أخبرك فور قدومها "

انفرجت ملامحه بإدراك وابتسم بجذل وهو يقول:_

"نعم نعم تذكرت
دقائق واجعليها تأتي لي "

أومأت برأسها وتركته وخرجت فلف رأفت حول مكتبه متجهاً حول النافذة واضعا كفيه في جيبي سرواله ينظر منها وصورة الفتاة التي عيّنها عنده قبل فترة بسيطة تلمع في ذهنه بتوقد مشتعل حتى طُرِق الباب
سمح لها رأفت بالدخول وهو يستدير متأملاً لها بإعجاب رجولي ملموس
ضئيلة القامة بعض الشئ بجسد أنثوي بإمتياز
ملامح صغيرة متناسقة لوجه بض مُشرب بالحمرة بعينين عشبتين تزهران أيامك بمجرد النظر لهم
شعر بني طويل يصل إلى ردفيها ربما بتعرجاته اللامعة رغم نعومته
لا تربطه لكنها تلف حوله من المقدمة وشاح صغير مشجر عجيب وكأنه يعود لزمن قديم (منديل)
كل لبسها عجيب بتلك البلوزة الفضفاضة التي ترتديها باللون البيج عليها زهرات جميلة برتقالية اللون
تلف حول خصرها النحيف حزام جلدي بلون ملائم
أسفلها تنورة (مُكشكشة )بلون برتقالي زاهي متسعة كالفستان تصل إلى كاحليها
حذاء أنثوي مفتوح من الأمام ذو كعب صغير
كل هيئتها العجيبة تلك بأناقه تعود لزمن السلطانات ربما تجعله بالأحرى أن يصرفها من العمل أو يأمرها بشراء ملابس مناسبه له لكنه لم يفعل متجاهلاً البحث عن أسبابه!

أدرك أنه أطال التحديق من تخضب وجنتيها بها فتحرك جالساً حول مكتبه مرة أخرى وهو يشير لها قائلاً:_

"اجلسي داليدا "
تقدمت داليدا حتى جلست على المقعد أمامه قائلة بصوتها الأنثوي:_
"لقد طلبتني سيد رأفت "
تلك الفتاة بها قبس من قوة مُشع بعينيها العشبيتين لكنه غير ملموس يعاكس لمحة الضعف في ملامحها
أقر بها رأفت بين أفكاره لكنه لم يصرح بها وهو يقول عوضاً عن ذلك:_
"ما أخبار العمل معنا (بشمهندسة) داليدا أرجو أن يكون أعجبك "
ابتسمت داليدا فظهرت غمازتها اليسرى الوحيدة وقالت:_

"حمداً لله يا سيد رأفت العمل معكم جميل
شكرا لاهتمامك "
أومأ رأفت برأسه وعدوى الابتسام تنتقل له يريد أن يطيل الحديث ولا يعرف فيما يتكلم فسألها فجأة مما أصابها بالدهشة :_
"كيف حال أخوتك وجدك ؟!"
نظرات الدهشة التي تعلو محياها زادت من ابتسامته ففتح كفيه وهو يرد بثقة عن سؤالها الغير منطوق :_

"لا تنسي أن من جلبت لكِ العمل هنا هي صديقة ابنتي فكان طبيعي أن أعلم عنك ِ تفاصيل زائدة لأوافق على طلبها مني"

ابتسامة باهتة ارتسمت على شفتيها فردت باقتضاب :_

"بخير الحمدلله "
حين لاحظ ضيقها من ذكر ذلك أومأ برأسه وهو يقول:_

"حسنا يا داليدا تفضلي لعملك أنا فقط كنت اطمئن عليكِ"

نبرته الدافئة ناوشت قلبها بدفء لم يزرها منذ وفاة والديها فابتسمت وهي تستأذن خارجة تحمد الله على ذاك العمل الذي كان كالمنحة لها ولأسرتها الصغيرة تاركه إياه يحدق في أثرها بتدقيق غير مفهوم ...

=================

"ألا ترى أنك بين كل موضوع وآخر تأتي بذكر سنا الفارسي دون شعور منك ؟!"

قالتها ماريان لعمار الجالس معها بمطبخ بيتها
شعور خبيث وغير مريح بالضيق يتسلل إليها كلما أتى بذكر سنا الفارسي
منذ أن رآها وهو لا يفتك عن الحديث والسؤال عنها حتى دون أن يشعر
لا تنكر أنها لطيفة وذو شخصية مميزة وجذابة لكنها انصدمت بعمرها الصغير لقد كانت تظنها إمرأة أربعينية

أزاحت خصلة من شعرها خلف أذنها وهي تلتفت لعمار ذو الصوت المتوتر وهو يقول:_
"لما تقولين ذلك ؟!
فقط هي شخصية مثيرة للفضول
كما أنكِ أعطتيني انطباع جيد من كثرة حديثك عنها وأنت ِ تظنيها إمرأة كبيرة وليس شابة صغيرة "

وضعت أمامه على الطاولة كوب من (الأيس كوفي ) وجلست أمامه ولا تعرف من أين أتاها ذاك الرد السخيف وهي ترفع أحد حاجبيها قائلة ببرود ظاهري مخالف لتلك النغزة السخيفة بصدرها
"لم أبتعد كثيرا ً يا عمار على كل حال هي تكبرنا بثلاثة أعوام تقريبا إنها في السابعة والعشرون"

ابتلع عمار رشفة من مشروبه وهو يقول بتهرب بدا ملحوظاً بشكل كبير لعيني الأنثى فيها :_

"حسنا لما لا تصعدي لتُبدلي ملابسك حتى نذهب مبكراً للجريدة "
قبل أن ترد عليه كانت والدتها تدخل عليهم مرتدية ملابسها عبارة عن بذلة كلاسيكية كُحلية اللون ..شعرها القصير يتراقص على كتفيها .. مبتسمة بلباقة وهي تضع كفها على كتف عمار قائلة :_

"كيف حالك يا عموري لقد اشتقت لك يا ولد لما دوماً تفضلون الهروب بالخارج أنت وهذه الفتاة "

أنهت حديثها وهي تقبل ابنتها التي اقتربت منها فابتسم عمار وهو يقبل ظاهر كفها قائلا بشقاوة مميزة وهو يغمزها :_

"ما هذة الحلاوة يا دنيا
أراكِ أصبى من ابنتك "
انهي حديثه وهو يناظر ماريان بتحدي فابتسمت الأخيرة بغيظ قائلة :_
"لم أرى مثيل لغلاظتك يا عمار "
ضحكت والدتها على مشاكستهم وخبطت كفيها ببعضهم برقة وهي تقول :_
"حسنا سأترككم أنا واذهب إلى العمل
أتمنى لكم يوماً سعيد "
تابعها الإثنان بعينيها حتى ابتعدت لكن ماريان ظلت شاردة مما جعل عمار يُطلق صافرة انتبهت عليها فابتسم وهو يشير لها بسبابته على منامتها المكونة من قطعتين قائلاً :_

"هل ستذهبين للعمل هكذا يا مارون ؟"

ناظرته ماريان بغيظ كاتمة ابتسامتها وهي تخرج من المطبخ حيث الأعلى يشيعها صوت ضحكاته العالية

بعد ساعتين كانا الإثنان يدخلان الجريدة سوياً وصوت ضحكاتهم عالياً بشكل ملحوظ مما جعل سنا تقلب شفتيها بعدم رضا دون وعي لكنها لم تلتفت لهم وهي تركز على الحاسوب أمامها تنهي عملها لكنها انتبهت على صوت فراس العالي بشكل ملحوظ وصلها حتى مكتبها المفتوح وهو يقول بنبرة سخيفة :_

"لقد أتى التؤم الملتصق "

دخلوا عليهم الطُرقة التي تضم مكاتبهم
ماريان بطلتها الأنثوية الجذابة في فستان أحمر دون أكمام مُشجر يصل حتى منتصف ساقيها
شعرها البني معقوص في ذيل فرس ترتدي حذاء أبيض مفتوح من الأمام فظهرت منه أصابعها الملونة

"ماهذه النذالة تتناولون الافطار من دوننا ؟!"
قالها عمار رافعاً أحد حاجبيه وهو ينظر لهم بغيظ فضحكت زينة إحدي زميلاتهم وقالت :_
"هل ستتكلمون اقتربوا هيا قبل أن يزدحم العمل ؟!"

اقتربا الإثنان من تجمع الافطار على أحد المكاتب والتقط كل منهم شطيرة يثرثرون حتى أنسل عمار من بينهم متجهاً لمكتب جانبي فُتِح جديداً غافلاً عن عينين جميلتين تتابعانه بتدقيق...

===================

" يا بني ألن تفتح شهيتي وتأكل معي
يا سعد حين أخبرتني بقدومك لم أكل شئ منذ الصباح حتى تأكل معي "

قالتها الحاجة توحيدة والدة سعد وهو يجلس جوارها على الفراش في البيت الكبير في البلدة
بيتها أو بالأصح بيت المرحوم زوجها
فوالدته تزوجت بعد طلاقها من والده فتربى هو بين البيتين
بيت جدته وأخواله وبيتها
ابتسم سعد وهو ينظر لأصناف الطعام التي وضعتها أخته خديجة على الطاولة فربت على كتفها وهو يقول بهدوء غامض :_
"كلي أنتِ أمي أنا تناولت طعامي في الطريق "

جلست أختيه خديجة وفاطمة على كرسيين متجاوريين أمام الطاولة الصغيرة الموضوع عليها الطعام أمام فراش والدته حيث أنها قعيدة
تناولت توحيدة أحد أصابع محشو الباذنجان الأبيض وهي تقربه من فمه قائلة بتلهف أمومي:_
"هل سترد يد أمك يا سعد ؟"
تناول سعد صباع المحشو من كفها حتى لا يحزنها أكثر وظل بين أصابعه حتى انتهوا من الطعام فوضعه في أحد الصحون قبل أن ترفعه إخوته
تنهدت توحيدة بعدم رضا وهي تلحظ ما فعل لكنها لم تعلق فهي تعلم الرد جيدا ً
جاءت فاطمة بعد دقائق بصحن بلاستيكي متوسط ومنشفة مبللة وصابونة معطرة كي تغسل والدته كفيها ثم التفتت له قائلة بشقاوتها المحببه إلى نفسه وهي تخبط ظاهر أحد كفيها بباطن الآخر في وضع جانبي :_

"اليوم يوم عيد يا سيد سعد لتكرمك أخيراً في زيارتنا "

ابتسم سعد وهو يشاكسها بخشونة :_
"عيد؟ يا بكاشة
ألا تبالغين قليلاً"
تناولت من والدتها ما أعطته لها قبل لحظات ثم هزت رأسها نفياً قائلة بصدق :_
"أبداً والله يا سعد أنا حتى لم أنم سوى الفجر فرحة بقدومك "
ثم أردفت بعفوية غير واعية لتجمده أو تلك النار المندلعة بين ضلعوه :_
"ليت حذيفة هنا هو الآخر يا سعد "
ثم رفعت كفيها داعية :_
أعاده الله من غربته سالما غالماً"

أنهت قنبلتها التي نفثتها دون وعي وهي تستدير خارجة فتدخل خديجة الغرفة جالسة بصمت معتاد منها في وجوده
لكنه هو من يحترق
يشتعل بنار الجحيم ولا مطفئ لها
ذكر هذا الحذيفة يستفز شياطينه كلها
هو سبب دمار حياته
سبب خرابها كله
صحيح أخوه الغير شقيق لكنه يكرهه ولا يطيق سماع اسمه حتى
لما ذكرت فاطمة اسمه بحق الله؟!
لقد أتى اليوم مطمئنا حين استيقظ بروح هادئة وبال مرتاح
أتى وهو يتحين غياب الأخرين من البلدة حين ذكرت له والدته عرضاً عن سفرهم لأسبوعين فأتى مقتنصاً فرصة غيابهم
لكن الروح تغضنت بذكر هذا ال....
أكان ينقص سيرته هو الآخر !!
انتبه أخيراً على صوت والدته المُنادي له بتتابع فالتفت إليها مبتسما يحاول أن يخفي شراسة تعابيره عنها وقال:_

"أؤمريني يا أمي "
بللت توحيدة ريقها الجاف برشفة من الماء ثم سألته بتوجس:_
"ألا تزور والدك يا سعد "
ظللت القسوة عينيه وأسبل أهدابه هامساً باقتضاب مخيف يجعلها لا تُطِل في الحديث:_
"أسأل عنه"
وإن كانت تطمع في المزيد بعد أن بعثروا ثباته النفسي وغضنوا عليه هدوء روحه فهي واهمة
لذا هب واقفاً وهو يقول بهدوء لكنه حازم لا يقبل الجدل :_
"أنا ذاهب يا أمي "
شهقت توحيدة بحزن تخبط بكفها على صدرها وهي تسأله بعتاب :_
"ألم تقل أنك ستبيت الليلة معي !"

"مرة أخرى"
ولم يزد كلمة أخرى وهو يقبل رأسها وكفيها اتبعه بسلام بارد لخديجة
وآخر حار مقبل من فاطمة الحنونة وهي تودعه بدموعها متوسلة إياه أن يأتي مرة أخرى

ليلا ً
أستيقظ سعد من النوم ورائحة الغاز تعبأ الشقة فيختنق صدره
أسرع يفتح النوافذ والشرفة سريعا ثم ذهب للمطبخ ليتأكد من مواسير الغاز لكنها لم يكن بها تسريب
لف حول ذاته بالشقة في حيرة حتى لمعت عينيه وأصابه الإدراك
هم من فعلوا ذلك !!
هم من استغلوا خلو الشقة اليوم فملؤها بالغاز لكنه حين أتى على النوم مباشرة ً لم يشعر بشئ إلا حين أغلق جميع النوافذ من لسعة البرد ونام سريعا لم يشعر بشئ حتى اختنق
ألن يعتقوه
ألن يتركوه بحاله حتى وهم مسافرون
بالتأكيد لهم أيدي خفيه تفعل عنهم
يا الله ليسوا بشر
ليسوا بشر أبدا ً من يؤذون بتلك الطريقة
يعلم أنهم يريدون قتله بأي شكل لكنه لن يمكنهم أبداً بالأخير هو لا يخاف سوى من ربه
رفع هاتفه وهو يتصل على الرجل سمسار الxxxxات وقال :_
"جد لي شقة أخرى بمدينة قريبة من هنا في أسرع وقت "

ثم أسرع للداخل يبدل ملابسه سريعاً وقد انتوى بيات ليلته بأحد الفنادق ..

================

" هل تظل هكذا جالساً بقربي يا سيد عمر طيلة العمر "

قالتها سعاد بغيظ لابنها الجالس جوارها يشاهد التلفاز وكأنه إحدى بناتها المطلقات اللذين لا تمتلكهم بالأساس!

التفت إليها عمر مبتسماً وهو يقول مشاكساً:_

"هل تُلمحين لي أنكِ سئمتِ مني يا سوسو ؟!"

امتعضت المرأة بوجهها وهي تخبط كفيها الساقطين في حجرها ببعضهم قائلة:_
"نعم سئمت منك وأريد أن تُقر عيني بزواجك قبل أن أموت "

"أبعد الله الشر عنكِ يا أمي "
قالها عمر وهو يميل مقبلاً كتفها فابتعدت عنه بتدلل وهي تقول بتعنت :_
"لا تأكل عقلي يا عمر لن أرضى حتى تتزوج "

أنقذه من تعنت والدته التي تزن عليه في نفس الموضوع كل يوم تقريباً صوت رنين هاتفه فرفعه إلى أذنه وهو ينهض متحركاً حتى الشرفة
استند عمر إلى سياج الشرفة قاطبا ً حاجبيه وهو يقول:_

"أنا لا أفهم يا رشاد لما الذهاب إلى هناك بالذات ؟
هل لمجرد شك نقضي يوم بأكمله !"

استمع للآخر بصبر ثم رد عليه قائلا بتشديد وكأنه أمامه :_

"لكن يا رشاد نحن هكذا سنتصرف بطريقة غير قانونية لعدم وجود دليل "
تأفف عمر من عناد محدثه ثم قال:_

"حسناً ... حسناً يا رشاد دعني أفكر حين يأتي وقتها "

أغلق عمر هاتفه واستند على سياج الشرفة وقد تعكر مزاجه من الحديثين
حديث والدته التي تُلِح عليه في أمر الزواج منذ طلاقه بغدي

وحديث رشاد المُصر على ذهابهم إلى منطقة .... لشكه في حدوث إحدى الجرائم هناك

نفض الخاطر الأخير وصورة أخرى فاتنة زارته قريباً تحتل أفكاره
يومها تفاجئ بدخولها عليه في مكتبه كما هي منذ تركها لعامين بكامل بهائها وطلتها الفاتنة
عينيها الجريئتين وعقلها المتهور بنية صافية تريد الخير
مازالت غدي البرعي كما هي بسطوتها الجمالية التي تُسلب الأنفاس وعقلها الحجري الذي يقحم نفسه في المشاكل دون أن يتعظ أبداً
عدل من وضعية وقوفه ورغماً عنه يعترف أنه خسرها
إمرأة كغدي البرعي هي خسارة لأي رجل ليست في حياته

شعلة من الجنون والتمرد الأنثوي قادرين على إنعاش رجولتك على الدوام
لكن عليه أيضاً أن يعترف بشجاعة أنها ليست له
ليست له أبدا ً
هو رجل شرقي حتى النخاع يحب دلال الأنثى وضعفها حتى يكون هو مصدر قوتها لا أحد غيره وأياً من هذا لا يمت للفاتنة بصلة ...
=================

صوت الزغاريد يعم البيت الريفي منافساً لحلاوة الأضواء حوله
ضحكات الرجال تأتي عالية من الخارج فور أن عُقِد القران
ثرثرة النساء بالداخل ما بين فرحة وتهكم وحسد
قلبها يدوي بين أضلعها بصخب سعيد وقد أصبحت أخيراً على اسمه وستزف إليه قريباً بل قريباً جدا
تنتقل بين أحضان وقبلات النساء الكثيرة التي لا تخلو من الهمسات الوقحة عن توله العريس بها وربما موته اليوم من فرط جمالها بفستانها الأحمر الذي يحتضن جسدها المغري الناعم
بعد ساعتين لم تهتم كثيرا بكلمة المباركة الباردة من والدها وكأنه يبصقها وهي تنتظر دخوله عليها بفارغ الصبر وقد جبلها على عشقه الفترة الماضية
ابتسمت بخجل فور دخوله بقامته الطويلة في جلبابه الأبيض
شعره الأسود الناعم
وملامحه!!
ملامحه المتولهه التي ترسل الرعشة في جسدها وهو يقف مكانه مبتسماً بشغف يتأملها من رأسها لأخمص قدميها
وبمكانه هو كان يفترس تفاصيلها بعينيه افتراساً والنار مشتعلة بجسده غير مصدقاً أنها أخيراً أصبحت حلاله
أنه حتى يخاف عليها من شدة عاطفته تجاهها فلا يريد الاقتراب
هذه السنبلة الفاتنة تبدو كبدر منير سيُضئ سماء أيامه القادمة وكم يتمنى
آه متوجعة أطلقها دون صوت وجسده كله ينغزه مطالباً بها فاقترب ببطأ ومع كل خطوة يغور قلبه بين قدميه لحمرة وجنتيها الفاتنة
فور أن وصل أمامها تماماً على بُعد أنشاتٍ منها وأنفاسها المتوترة تداعبه
لم ينطق
يقسم بالله حاول لكنه لم يقدر
فقط جذبها إليها مُلتهماً أنفاسها عله يسد قليلاً من جوعه السافر إليها
وهي بين ذراعيه كانت كالخرقه البالية لا حول لها ولا قوة فقط ما يفعله يسد من رمق جوع عاطفي بداخلها طال لأعوام وأعوام
ينفصل عنها لثوانٍ ثم يعيد فعلته مرة بعد مرة وكأنه لا يستطيع الابتعاد وجاذبية القرب تدعوه أكثر وأكثر
حلوة .... ناعمة .... آه كم أحبكِ
يهمسها من بين أفعاله بين الفنية والأخرى متوجعاً بحلاوة حتى خرج من غيمته الوردية على صوت شهقتها البريئة تناظره بعدم فهم ويبدو أن كفيه قد تطاولا في لجة انغماسه العاطفي دون وعي
حيرى.... بريئة .....ضائعة ... وجهها الشهي مشعث بالعاطفة كما يجب أن تكون
وهو متوله وغير قادر على البعد فكاد أن يقترب مرة أخرى إلا أن صوت والدها القريب ألجمه ...

بعد أيام
ليلا في منتصف الليل

تحدثه على الهاتف ضاحكه بسعادة إلا أن السخونة غزت وجنتيها وهمسه المبحوح يصلها مُثخناً بالعاطفة :_

"ألا تشتاقين لقربي كما اشتاقك يا سنبلة
ألا تشتاقين أن ......"
خبطت بكفها على وجنتها دون صوت وحديثه الجرئ يزداد مرة بعد مرة منذ أن عقدوا قرانهم فنهرته بضعف رغم رضا عواطفها الجائعة لما يقول ويفعل:_

"همام
يكفي لا تزيد في الحديث أكثر "

"آه من همام منكِ يا سنبلة وما تفعله بي وأنا أتمنى همسها منكِ في وقتٍ ومكان آخر "

=================

بعد مرور أيام

إحدى الأكاديميات التعليمية بالعاصمة
يافتة كبيرة بعنوان ندوة الحجاب للمهندس سعد القيسي

رفعت هَنا عينيها لليافته أعلى البوابة الحديدية الكبيرة والتي مفتوحة على مصرعيها
التوتر يغزوها فتضغط أظافر أحد كفيها بالآخر
لا تصدق أنها بعد دقائق فقط سترى سعد القيسي وجهاً لوجه وليس من وراء الشاشة
لم تنم منذ ليلتين وهي تتمرغ في فراشها ليلاً مفكرة كيف سيكون وقع مقابلته على روحها المتيمة به
أجل
لن تستطيع الإنكار أكثر من ذلك
لن تستطيع التهرب من مشاعرها
هي ليست معجبة بسعد القيسي فقط هي مفتونة به !
يا الله
أهناك إمرأة تُفتن برجل
أليس العكس دوماً ما يحدث
هجمة دموع تغز عينيها وهي تشعر بمدى ضعفها كأنثى
كيف تركت لمشاعرها العنان هكذا دون تلجيم
ماذا تفعل في قلبها المحلق بجنون بين سماء صدرها الآن فقط لمرآه من بعيد !
غبية
همستها سراً لنفسها
أجل دوما كانت غبية وتوقع نفسها بالمصائب
تجازف بفعل أعتى المغامرات ويكون النتيجة وقعاً أليما عليها
وياويلها من وقعها الأخير
حب من طرف واحد
حب مجهول
افتتان بال (اليوتيوبر) والداعية الإسلامي الكبير
افتتان بالهالة المُسيطرة والشخصية الجذابة
يا ويلها
صعدت درجات السُلم البسيطة ومازالت أفكارها البائسة تتوالى عليها حتى دخلت من البوابة
الهرج والمرج يشع في المكان
أصوات عالية متداخلة للشباب اللذين يمشون بالطرق المتقابلة
مقاعد مُصطفة جانباً والفتيات يجلسن عليها يثرثرن
عُمال كُثر يعملون بسرعة
أحدهم يحمل سجاد كبير على كتفه ويجري به فيناديه آخر بصوت عالي قائلاً
"لا رياض لا تنسى مكبرات الصوت تعلم أن المهندس نبه عليها"
فيأتى الرد من آخر بأول الطرقة يحمل عدة أوراق:_

"لا تخف قمنا بالتأكيد على ضبطها
لكن انظر لي أنت يا منعم على شاشة (البروجيكتور) سريعاً فالمهندس سيصل خلال دقائق "

لم تدرك أنها ابتسمت إلا حين خفتت الأصوات
الاجواء تشعرها بالحماس كثيرا ً
جلست على طرف مقعد جانبي بأول الطُرقة تجلس عليه فتاتين متقابلتين تثرثران عنه فأنصتت جيداً ترتشف الحديث ارتشافاً وكأنها في ظمأ لمعرفة المزيد

" تخيلي رغم كل هذا الجمع الآتي من أجله إلا أنه يبدو وحيد "
قالتها إحدى الفتاتين فترد الأخرى متشدقة:_

"لالالالالا لا أشعر أنه وحيد أرى أنه منطوي جدا وصعب الاقتراب منه خارج حدود دائرته"

أصدرت الفتاة صوتاً ساخراً باستمتاع وهي ترد على صديقتها :_
"ربما زوجته تخاف عليه من كل هذا الإقبال من الفتيات فتوصيه بعدم الاقتراب"
ضحكت الأخرى وهي ترد مُصدرة همهمة نافية :_

"لا يا فالحة هو ليس متزوج أنه بالثالثة والثلاثون تقريبا لكنه لم يتزوج بعد "
قبل أن ترد عليها الأخرى همست لها بما جذب أذني هَنا المنصتتين لهم بالأساس:_

"انظري انظري لقد وصل
يا ويل قلبي من جاذبيته المهيبة هذه "

رفعت هَنا عينيها سريعاً وقلبها يتلوى بين أضلعها بدوي مخيف حتى أن بعض البرودة زحفت لجسدها
يا ويل قلبها هي
هل كانت طلته آسره عبر الشاشة
ماذا عن طلته الآن !!
جاذبية مخيفة وكأنه يبعث من طلته شرارات انذار أن ممنوع الاقتراب
يسير في طريقه بيده حقيبته الجلدية مطرقاً أرضا
يرتدي بلوزة قطنية باللون الكُحلي بنصف كم أظهرت جسده الرياضي الضخم
سروال جينز ثلجي اللون أسفله حذاء رياضي باللون الأبيض (كوتشي)
نظارة شمسية تظلل عينيه فتضفي على الغموض بيتاً
يا ويل قلبك يا هَنا
ماذا فعلتي بنفسك
هل تهرب ؟!
لما لا تذهب ولا تأتي هنا مرة أخرى أبدا ً

بعد ساعة

كانت تجلس بالصف الأول تستمع إليه بتركيز قلبي أكثر منه عقلي
صوته الرخيم ..ثقته اللامشروطة
بحة الخطر الغير مفهومة في صوته سوى أنها ترسل لك رُهاب غير معلوم الاتجاه
أسلوبه السلس المتفهم وطريقته شديدة الجدية والحزم
نقرة سبابته على المنصة الآن وهو يقول :_

"الحجاب ليس وشاح تضعينه على رأسك فقط...بل كل ما يخفي فتنتك عن الأعين المتلصصة "
ثم ينظر لجمع الشباب مُردفاً:_
"ليست هي فقط المأمورة بالحجاب أنت أيضاً مأمور به بشكل آخر"
تعلو الهمهمات المعترضة من الشباب ترافقها صوت ضحكات الفتيات فيبتسم ثم يقول :_
" الحجاب هو أن تحجب قلبك عن الفتن ...تحجب روحك عن المُضِلات...جسدك عن الغرائز
الحجاب هو كل ما حجب النفس عن هواها وساقها إلى ما يرضى خالقها
إذا فأنا وأنت وهي مأمورون بالحجاب الفرق أن الحجاب المعنوي خاص بالبشر جميعاً
أما الحجاب المادي فهو للأنثى
ومقولة أن الحجاب يجعلك أجمل هي خاطئة
الحجاب لا يجعلك أجمل بل ليحافظ على جمالك
شعر المرأة تاجها وفُرِض الحجاب ليُخفي جمالك عن النفوس المريضة
فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا
لا ترتدوا الحجاب بمبررات عقيمة فهو فرض وأمر من المولى ولا نحتاج تبرير الأمر
كما تصلين لأن الصلاة فرض فاعلمي أن الحجاب فرض لا يقل عن وجوبية فرض الصلاة"

بعد مرور ساعتين

"آسف يا آنسة السيارة تعطلت ويبدو أن البنزين نفد"

قالها سائق السيارة الأجرة التي كانت عائدة بها وهو يتوقف في منطقة صناعية تقريباً خالية من البشر
لفحة من الرعب تسللت إلى جسدها فسألته بتوتر :_

"ماذا تقصد ؟
هل تقول أننا علقنا هنا "
رد الرجل ببرود خالي من الشهامة تماما ً:_

"نعم حضرتك انزلي وانتظري سيارة أخرى وأنا سأدفع سيارتي لأقرب مكان فلا أستطيع تركها هنا في منتصف الطريق "
ناظرته هَنا بغيظ وهي تسبه بينها وبين نفسها فنزلت من السيارة بسرعة دون حتى أن تغلق بابها ومشت حتى أقرب رصيف جلست عليه تتفحص هاتفها بتوتر تحاول الاتصال بوالدها قبل أن يهل الليل عليها في تلك المنطقة المقطوعة لكن هاتف والدها لم يعطي معها سوى مغلق ..

يا الله ماذا تفعل الآن
الدموع تتجمع في عينيها فتنزل سريعاً وهي بالأساس في أشد حالتها من الانهاك العاطفي
استندت بمرفقها على فخذها مستندة بوجنتها على كف يدها ولا تعرف ماذا تفعل
فقط تبكي
هل كان ينقصها أن تعلق في الطريق اليوم ؟!
ألا يكفي التشوش العاطفي الذي يغزوها منذ أن قابلت هذا السعد
يا إلهي هل ستظل غبية هكذا دوماً تورط قلبها في المصائب على الدوام
الوقت يمر
الليل يحل
شمس الغروب تتداخل على استحياء في نهار السماء فيصبح الجو مُغبشاً بين النهار والليل
السيارات تمر ولا أحد يتوقف لها
وهي تخاف
بل مرعوبة
لو قتلها أحدهم هنا وتاواها لن يعرف لها أحد طريق
تستغفر قارئة المعوذتين وآية الكرسي وهي ترفع وجهها للسماء بدعوات باكية
توقفت أمامها أخيراً سيارة (هيونداي ) سوداء معتمة النوافذ
فانكمشت على نفسها غريزياً وشيطانها يصور لها أبشع التصورات لكن وقع كل ذلك لم يكن بشئ بجانب فغر فاهها ببلاهة وهي ترى سعد القيسي هو من يترجل منها !

===================

ابتسم رفعت بتهكم وهو يقول بلهجة ساخرة للرجل أمامه :_

"إذا بن البدوي عاشق ولهان وذهب وراء الفرسة"

أومأ الرجل برأسه وهو يقول بجمود:_

"نعم يا باشا الصور وصلتنا بوجود أكمل في نفس المكان الذي تقطُن به عائلة البرعي "
أومأ رفعت برأسه يحك جانب ذقنه وهو يقول بتفكه:_

"حسناً
دعهم يلعبون يا بني حتى يحن لي مزاجي للفرسة "

أومأ الرجل برأسه فقال رفعت بإهتمام :_

"ما أخبار شبكة العمل
ماهي الطرق التي استخدمتوها حديثاً"

اقترب الرجل منه وهو سيتند على سطح المكتب هامساً:_

"قُمنا بتزويد الألعاب الإلكترونية ببعض المشاهد المثيرة أسفلها روابط مواقعنا حتى تجهل كل من يلعب يرغب بالدخول لها"
"جيد"
همسها رفعت بإيجاز ثم قال:_

"قُم بتنزيل اعلان عن فرص عمل للسيدات من المنزل بمرتبات مُجزية عن طريق العمل على بعض التطبيقات الخاصة بنا "
أومأ الرجل برأسه وهو يستأذنه واقفا إلا أنه عاد واقترب منه هامسا بخطورة :_
"هناك نمط آخر يريدونا أن نضيفه الفترة القادمة "

ضيق رفعت عينيه بتساؤل فأجابه هامساً باقتضاب موحيِ:_

"البيدوفيليا "

انتهى


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-21, 12:11 PM   #26

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

انتهت الإشراقتين الرابعة والخامسة ي حبيبات في انتظار تعليقاتكم
يلا عشان عندنا قنبلة في الفصل الجاي واللي بعده
توقعوا اي 😌👀🙈


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-21, 02:05 PM   #27

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
Icon26

مسائكم خير وبركة

غدي رغم انكارها لكن أكمل
عنده تأثير عليها ، هي تنكر
هالشي لأعتقادها إنه مثل
رفعت ويعمل معه واشوف
إن هالشي صحيح ما دامها
ما تعرف حقيقته

داليدا ورأفت !! هل اعجابه
بيها لحظي وعلاقته السيئة
بنجلاء ساهمت به او إنه راح
يتطور مع الايام

كلام عمر عن حبه لضعف
الانثى واعتمادها عليه ما
اعرف ليش خلاني اربط
بينه وبين سنابل
عقلي ما مقتنع إنها راح
تنسعد مع همام او تستمر
معاه فَصرت افكر باشياء
بعيدة جدًا

ماريان هل غيرتها على
عمار سببها اعتيادها على
إنه صديقها هي واهتمامه
لها هي وبس او لأنها
تملك مشاعر تجاهه ؟

سعد ، خديجة وحذيفة
هالثلاثة وراهم اسرار
خلت علاقتهم غريبة ،
حذيفة شنو عمل حتى
سعد يكرهه وخديجة
ليش علاقتها بسعد
باردة وهل حذيفة و
خديجة اخوان او فقط
تجمعهم اخوتهم لسعد

رفعت الله يستر منه
الاعلان عن الوظيفة
احس راح تصير مصيبة
من وراه والبيدوفيليا
خوفتني على اخ هنا

ياسر بدل ما يحاول يقرّب
ابنه منه قاعد ينفره بالزايد
هو يحب اولاده بس تعبيره
عن هالحب خاطئ او اصلًا
هو ما يعبّر عنه وهذا خطأ

حسن وملك علاقتهم تتجه
للهاوية وما اعرف إذا الحب
بينهم راح يساعدهم على
تجاوز هالشي او ما راح
يصمد ، حسن حساس
بزيادة وملك ما تفكّر قبل
ما تتكلم وهالشي يزيد
الفجوة بينهم اكثر ، ملك
هل راح تستسلم وتتركه
يتزوج او راح تدافع عن
حقها بيه ؟

خالد ونور وصداقة بدأت
بينهم ما اعرف إذا راح
تستمر او يصير شي



remokoko likes this.

Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 02-07-21, 08:44 AM   #28

نغم سوري

? العضوٌ??? » 377408
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » نغم سوري is on a distinguished road
افتراضي

قرأت لتمسك بيدي وفعلا كانت رواية رائعة وفكرتها جميلة وحاليا بانتظار جديدك وتسلم الايادي

نغم سوري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-21, 08:46 AM   #29

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

بسم الله توكلنا على الله

بالبداية بعتذر لو في تعليق مردتش عليه لاني بنزل الفصل م الباقة أول ما افتح واي فاي هرد
ثانيا مستنية ردود فعلكم وآرائكم جدا
______________________________

الإشراقة السادسة

"أنا مُتعَب وأشعر بالوهن خُذيني للطبيب"
قالها الجد إسماعيل بصوته الرفيع حُلو الأثر لداليدا الواقفة أمامه بعجز ترتدي (جلباب) بيتي بأكمام طويلة شعرها الطويل مُنسدل على ظهرها ويغطيه من الأمام ذلك ( المنديل) الذي لا تستغنى عنه أبدا فهي تُحيكهُم بأيديها ..

تنهدت داليدا بتعب فجدَها لا يشكو من شئ لكنه يوهم نفسه ولا يحدث هذا سوى في نوبات صحوة المُخ التي تأتيه وكأنه يضطهدها بفعل هذا دون قصد ....
جلست داليدا جواره على الأريكة الخشبية التي ابتاعتها مؤخراً وهي تحتوي كفه ذو التجاعيد الملئ بالعروق بين كفيها قائلة بهدوء وكأنها تهادن ولد صغير فالساعة الواحدة بعد منتصف الليل وهي في مدينة غريبة لا تعرف عنها شئ هذا بالإضافة أنها لم تأخُذ راتب الشهر بعد :_

"أنت بخير يا جدي بل أنت مثل الحِصان أيضاً"

يهز رأسه نفياً بقوة مُعانداً وهو يقول بتعنت طفولي :_

"لالالالالا أنا مُتعب
أشعر وكأن المطارق تطرق في رأسي خُذيني يا بنت للطبيب"

أطرقت برأسها فغطى شعرها المتأرجح كتفيها لا تعرف ماذا تفعل فقالت بمحاولة عله يرضى :_

"الساعة الواحدة ليلاً يا جدي لننتظر الصباح "

نظر لها بحُزن ودموع الشيب تترقرق في عينيه فتدمي قلبها ضعفاً وهو يُعرِض بوجهه عنها قائلاً بصوت متحشرج :_

"أنتِ لا تحبيني
تشعرين أني ثقيل عليكِ فتتمنين موتي "

انتفضت داليدا وهي تنقض على كفيه تقبلهم نافيه إلا أنه ظل في إعراضه عنها فجرت حتى النافذة القريبة لتصدمها غربة الليل وظلمته فلا تجرؤ أبداً على الخروج بالأخص أن إبراهيم وفيروز نائمان
يا الله ماذا تفعل
ماذا تفعل؟!
صوت نهنهات جدها الضعيفة قضت على كل تفكيرها أو ثباتها الأنفعالي فجرت لهاتفها تبحث عن رقم واحد لا غيره من الذكور في قائمة الأسماء عندها
"السيد/رأفت"
==================

وهناك في الوقت الذي رن فيه هاتف رأفت متواصلاً بإسم (داليدا ) مجرداً كان هو نائماً جوار زوجته
الهدوء يخيم على الغرفة فيدوي صوت الهاتف عالياً مما أقلقه فاتحاً عينيه بتشوش لكن قلقه كان مصحوباً بقلقها هي الأخرى
فور أن أبصر رأفت الإسم المكتوب أمامه انتفض واقفاً دون وعي يرد عليها قلقاً بلهفة فأنسته لهفته أن ورائه على الفراش الذي يجلس عليه زوجته التي ليس من المفترض أبداً في شرعه أن تستمع مكالمه كهذه
فور أن سمعت نجلاء نبرته الأجشة المصحوبة بنبرة قلق ملهوف ناطقاً :_
"داليدا هل أنتِ بخير؟!"
قبضة جليدية اعتصرت قلبها وزحفت البرودة لأنحاء جسدها فتخشبت مكانها مغمضة العينين بقوة حابسة أنفاسها لا تقوى على الحِراك وكأنها شُلت خاصةً حين نهض مسرعاً وهو يغلق قائلاً بصوته الحنون المُطمئن:_
"لا تقلقِ ...لا تقلقِ ...مسافة الطريق وأكون عندك "

ثم قضى عليها تماما وهو يُردف بلهجة مُحذرة:_

"داليدا إياكِ أن تخرجي قبل أن أصل عِندك"

ربع ساعة بل أقل وكان يخرج من الغرفة بل من البيت كله
انتفضت نجلاء جالسة مكانها جاحظة العينين تشهق بإختناق ومازالت لا تستوعب تلك السموم القلبية التي سمعتها بأذنيها الآن
هل رأفت يعرف واحدة عليها
الغضب يهب بجسدها فتتسع فتحة عينيها أكثر
هل لهذا يراوغ على سفره وقام بتأجيله رغم ضروريته
منذ متى ويفعل ذلك ؟
بالتأكيد قريباً بل قريباً جداً
المرأة تشعر إذا كانت هناك أخرى في حياة زوجها أو لا
من هذه القذرة ؟!
شيطان الهوى يبث الكِبر في روحها فتزفر بغضب وهي تضع كفيها حول رأسها
بالتأكيد فتاة ليل أغوت شيبه
رأفت لا يفعلها أبداً
هو يحبها بل يموت في ثرى قدميها كما تفعل وأكثر
ستعرف
ليس بشئ صعب عليها
ستعرف تلك القذرة وتُحيل أيامها إلى سواد ثم تعود هي وحبيبها كما كانا لا شئ يفرقهم أبدا ً
================

اليوم التالي
أحياناً يكون عدم فهمنا لأنفُسنا هو سبب الشرنقة الروحية التي نهوى بها ....
تشعر بملل فظيع منذ أن استقرت بمصر بسبب جامعتها
هناك بلبنان كان لها أصدقاء كُثُر تخرج و تسهر معهم كما تريد وفي أي وقت
لكن هنا هي وحيدة
أصدقائها أقلاء
ومَن حولها كُلً في شؤونه الخاصة
مطت شفتيها للأمام وهي تعتدل في جلستها على الفراش وهمس داخلى خبيث تتمنى لو كانت لها علاقة أفضل بأختها رنا
لكن بكل الأسف هي لا تحب رنا ولا تكرهها أيضاً لتُصدِق نفسها القول
لكن أحياناً كانت تغار منها
مهما أظهر جدها وخالها حبها هي وعمار يبقى حبهم لرنا مثير لعاطفتها أن تحظى بمثل هذا الحب
تحركت من مكانها الخروج من الغرفة عازمة على الذهاب إلى غرفة والدتها ربما تبدد الملل قليلاً
خرجت من غرفتها بمنامتها القصيرة متجهة ناحية غرفة والدتها
طرقت الباب مرة واثنين حتى أتاها صوت والدتها مُنهكاً يدعوها للدخول فدخلت مبتسمة وهي تقترح قائلة :_

"(ماما) ما رأيك في الذهاب إلى النادي ؟
أشعر بالملل"
نظرت إليها نجلاء نظرة فاترة وهي في عالم آخر ثم قالت:_

"لا حبيبتي اذهبِ أنتِ أنا ليس عندي مزاج"

مطت نور شفتيها بضيق إلا أنها عادت محاولة تقول :_

"ما رأيك أن نذهب لمركز التسوق ثم مركز التجميل "

ثم غمزت بعينيها قائلة بمشاكسة :_
"حتى تدللي نفسك يا نوجا من أجل رأفت فلا ينظر خارجا "

لم تلحظ شحوب وجه نجلاء الذي استحال إلى قطعة من الرخام إلا أنها أجفلت وخرجت مسرعة على صرخة والدتها المُختنقة:_
"نور قلت لكِ لا أريد أخرجي واتركيني"

خرجت نور من غرفتها دامعة العينين وهي تجلس على السُلم ساخطة على اليوم الذي أتت به هنا في هذه البلدة إلا أنها سرعان ما استلت هاتفها طالبة رقم ما وفور أن رد أخبرته بنبرة وصلت له شديدة الجنون لكنها لذيذة :_

"خالد إن كنت متفرغ ما رأيك أن نخرج معاً ونتحدث فأنا أشعر بالملل"

=================

بعد مرور أسبوعين

الليل وبالأخص مُنتصفه تحديداً في الثانية
هناك على أطراف المدينة حيث تقبع مقابر متراصة للعائلات
أحد المقابر مفتوحة وأحدهم يجلس على الحشائش الأرضية بجمود دون خوف أمام اسم ما
(الفقيد المرحوم .......... رحم الله الشاب وأسكنه فسيح جناته )
صوت صفير الليل يدُب في الهواء البارد فيصدر دوياً مُرعباً
بعض الحشرات الصغيرة تتقافز هنا وهناك مُصدِرة أصوات
هناك صوت لقطط ليلية تتعارك ... كلاب تنبح بقوة من بعيد
طائر الليل يدوي في السماء مسبحاً رب العالمين ككل جماد
أطراف سترته تمتزج مع شدة تيار الهواء فتُصدِر صوتاً ضئيلاً
لكنه لم يكن يستمع لهذا أو ذاك
لم يكن يشعر بشئ من حوله
لقد كانت عيناه متحجرتين بدموع قاسية أبداً لن تنزل مُسمرتان على الإسم وكأنه يذكر نفسه بقسوة بدائية أنه لم يعد موجود
أنه مات وتركه
مات آخِذاً روحه...إنسانيته .... بل كينونته كلها
لقد أخذه منه معه
مات تاركاً سياط الذنب تجلده بصفع مميت أنه السبب وإن لم يُخطأ
أنه ملوث بالدم وإن لم يضع يداه
صدره يختض بحشرجة رجولية خشنة شديدة الزئير على قلب فقد الحياة وزهدها ....
العنف يكبل جسده فيضغط بأسنانه على شفتيه حتى يدميها ولا يشعُر بطعم الدماء الصدأ
وكيف يشعر ومرارة حلقه لا تزول
المكان الوحيد الذي يزول قناع بروده به دون حرج هُنا
المكان الوحيد الذي يهنأ ببعض السكن فيه هنا وان كان سكن مُلبَد بمرارة الفقد وغشاوة الذنب
يضم ركبتيه إلى صدره بقوة بل بقسوة والصوت الحنون يرن في أذنيه مداعباً بخشونة مُشاكسة سمجة فارضاً نفسه عليه بالقوة :_

"حسناً وإن كنت لا تريد أن تأتي إلي ستجدني هكذا قافز أمامك كل ثانية "
وأخرى تنغز قلبه بسكين ثَلم لكنه شديد الحمو على صدره لذكرى بعيدة الزمن ثابتة الأثر لنفس الصوت الحنون بنبرة حزينة ليته استجاب لها :_

"لما تتركني وحدي
إن كنت لا تسامح أمي فما ذنبي أنا أن تبعدني عنك ؟"

يخبط جبهته في ركبتيه بقوة وهو يضع كفيه على أذنه وكأنه يريد محو تلك الهمسات عن أذنيه لكنها تعود وتدوي لنفس الصوت لكن بوقع آخر
مميت ...
قاتل..
كإزهاق روحك مرة واحدة دون شفقة
كدهس شاحنة كبيرة لقلبك فتحيله إلى فتاتاً صغيرا
وقع تمنى لو اختفى معه
تمنى لو مات قبل أن يسمعه
لو لحقه فافتداه بأنفاسه ولا ذهب أبدا ً

=================
جريدة....
بغرفة المكتب الخاصة بماريان وعمار يجلس كل منهم وراء مكتبه يُنهي بعض أعماله على حاسوبه أو هكذا كانت تظن ماريان وهي تُنهي عملها حتى التقطت أذنيها غمغمة عمار مع نفسه فرفعت عينيها نحوه ترى ماذا يفعل وهو مُنكب هكذا يضع صدغه على كفه ومنشغل في قراءة شئ ما يجعله يبتسم بخبث جلب الإبتسامة لشفتيها
تحركت من مكانها ببطء حتى وصلت إليه وفزعته مُناديه :_

"عمار ماذا تفعل !"
أجفل عمار وهو يرفع رأسه إليها متضايقاً وقال من بين أسنانه بغيظ:_
"يا سخيفة "
ابتسمت ماريان وهي تجلس نصف جلسة على سطح المكتب أمامه تنظر لأوراق الجرائد الموضوع ثم سألته مرة أخرى بلهجة بها بعض الدهشة رافعة أحد حاجبيها وهي تُدقق في الصُفح المفتوحة عليها :_
"هل تترك العمل و تقرأ نكت الكاركتيرات يا عمار !"

أفلتت منه ضحكة قصيرة شديدة الجاذبية لعينيها ككل شئ به وهو يجلس هكذا في كامل أناقته ببنطال جينز كحلي اللون وبلوزة قطنية باللون الأصفر تُبرز جسده الرياضي وتضفي على وجهه خشونة جذابة فمالت بعض الشئ وقد انتابها الفضول لضحكاته المكتومة لما يقرأ فحاولت سحب الصفحة منه إلا أنه رفض بعِند طفولي جعلها تزم شفتيها قائلة بضيق:_
"يا الله يا عمار لا تكن ثقيلا وأرني ما تضحك عليه "

نظر لها بخبث وعينيه تضحكان قائلا ً بتحذير لئيم :_

"من الأفضل لكِ ألا تقرأيها"
انتابها الفضول أكثر فشدت الصفحة من يده تنظر للأشكال الكارتونية المرسومة
وهي ترى رجل شكله بغيض مرسوم أمامه امرأة ترتدي ملابس فاضحة ينظر لمقدمة صدرها المكشوف ومكتوب أسفله بوقاحة مما يعني عن التحرش اللفظي هذه الأيام :_

"حلاوة الرُمان البلدي حين ينضج"

احمرار وجهها واتساع عينيها حين أدركت مغزى المكتوب جعلها تزم شفتيها بغيظ وهي تقذف الصفح فترميها جانباً بطول ذراعها على الأرض قائلة بصوت عالي :_
"أقسم أنك لم ترى تربية يا عمار "

لعب عمار حاجبيه بشقاوة وهو يقول بتواقح قبل أن ينفجر ضاحكاً على وجهها الأحمر
"ماذا فيها الرجل يقول رأيه في الرمان "

بوقفتها أمامه التي تسد الباب ظهرها له لم يرى أي منهم سنا التي كانت أتيه للمكتب تستعلم منهم عن بعض الأمور فاصطدمت الصُفح بقدمها
صوت الضحكات أثار حفيظتها وهي تلتقط الصفحه تقرأ ما بها تزامناً مع جملة عمار الأخيرة جعلوا الدماء تضرب في رأسها وغضب غير مألوف يطن في روحها فتقدمت بكعب حذائها الذي نبههم لدخول أحد
وجهها يعلوه بعض الضيق ولمحة من الاشمئزاز أصابت قلب عمار المتخبط بالتوتر لكنه نهض واقفاً بثقة وهو يقول :_

"مرحباً سنا
خير ماذا تريدين؟"
وكأنها كانت تبحث عن حُجة تنفث فيها عن غضبها فرفعت حاجباً أنيقاً ماطة شفتيها وهي تقول بلهجة حادة باترة كالسيف :_
"أولاً أنا لم أسمح لك بالتباسط معي يا أستاذ عمار ومناداتي مجردة الاسم "
امتقع وجه عمار وقد أحرجته حتى أن ماريان صدر منها شهقة خافته إلا أنها لم تبالي وهي تواصل مُعنفة وهي ترمقها بجانب عينيها معه:_
"ثانيا ما هذا السخف الذي سمعته
هل هكذا تحترمون أوقات العمل
في الضحك والثرثرة الوقحة !!"
زحف الدم عبر شرايينه حتى وصل إلى صدغيه وجبهته فبرزت عروقه ولم يستطع عمار السيطرة على غضبه فزعق بها بلهجة حادة وقد آلم قلبه وأوغل كرامته طريقتها في النظر والحديث معه وكأنها تستهين به:_

"ومن أنت ِ حتى أكنيكِ بلقب بالأساس
صحفية مثلك مثلنا وجميعنا هنا إخوة وزملاء سوية ومع هذا حسناً فليكن يا سيدة سنا
بل أفضل ألا نتعامل سوياً بالأساس
أما عن عملي أنا وماريان فهو شأننا وشأن المسؤولون هنا وليس من حقك أنت تقتحمي المكتب علينا هكذا دون استئذان"
أشاح عمار بوجهه قليلا ً ثم أردف بلهجة قاسية :_

"من الأحسن أن تنصرفي من المكتب الآن يا سيدة سنا "
تجمع بعض العاملون بالمكتب إثر الأصوات وعلت الهمهمات المُتسائلة عن السبب حتى بعد انسحاب سنا دامعة العينين دون أن يلحظ أحد
لكن صوت عمار الصارم وهو يصرفهم جميعاً بذوق جعلهم ينسحبوا بهدوء فالجميع يعرف أن عمار العُليمي له نسبة أرباح عالية في الجريدة لكنه يرفض الجلوس على مقاعد المُدراء مفضلاً أن يكون وسطهم ..!
بعد خروج الجميع ورغم الغضب الذي كان مُسيطر على ماريان بفعلة سنا إلا أن ذلك لم يمنع شعورا خبيثاً بالفرح لشجارها هي وعمار الذي فلق رأسها بذكر اسمها بالمهم وغير المهم وكأنها السيدة جهبذ فليرى إذا ...
لكنها لم تكن مدركة أن الرضا والغضب وجهان لعملة الانجذاب!!
التفتت إليه بتعاطف وهي ترى حالة الغضب والعصبية التي تعترية بإغلاقه لقبضتيه بقوة وهو ينظر جهة النافذة فاقتربت منه تناديه إلا أنه زفر بضيق وهو يتناول مفاتيحه وهاتفه قائلاً ً بإقتضاب :_
"أنا سأذهب الآن خذي لي إذن "
=================

التاسعة صباحاً
تتمرغ على فراشها بكسل وربما ملل بل الأحرى قلق !
شعرها الأسود الطويل يفترش الفراش بغوغائية مُثيرة ... النوم لاهو مسيطر عليها فتستطيع الاستيقاظ ولا منفوض عنها فتقوى على النهوض
الهاتف الصامت على الجارور جوارها يضئ ويطفئ فلم تنتبه له سوى الآن
ضمت حاجبيها شديدي السواد بحيرة من الرقم الغريب أمامها لكنها ردت أخيراً بصوتها المرهق وهي تُغمض عينيها ترفع أحد كفيها تلعب في مقدمة شعرها :_

"(ألو) نعم من معي ؟"
وعلى الجانب الآخر تأوه دون صوت وهو يُغمض عينيه بشدة يضغط عليهم فهو لم ينم مُنذ امس
صوتها قاتل ...
بل ذابح لقلبه
ليت تلك البحة كانت تُداعِب وجهه الآن
كترنيمة شديدة التأثير تعدو على أوتار قلبه فتُريقُه إلى فُتاتاً فُتات يرنو بإسمها ثم يعود ويلتئم محتضناً لها
وصوته الأجش خرج بخشونة مُدغدِغة وهو يقول:_

" صباح الخير يا أستاذة"

أجفلت غدي وهي تنتفض جالسة مكانها بِتحفُز وكأنها تريد أن تكذب نفسها فيما شكت به قائلة بصوتٍ مشدود:_
"من معي!؟"
تنحنح أكمل وهو يضع ذراعه أسفل رأسه قائلاً بتلاعُب مُستفز:_
"ضربة قاتلة لكبريائي منكِ ألا تعلمين !"

صمتت غدي لحظات وصوت أنفاسها يعلو بتوتر ثم قالت بلهجة أصبغتها بالقرف:_
"كيف تجرؤ على الاتصال بي
بل من أين أتيت برقمي أنتَ !"

ابتسم ابتسامة جانبية ليتها رأتها وأدركت كيف صوتها فقط يدخله في عالم آخر فارغاً من همومه كفُقاعة هواء تحيطهم سوياً لا غيرهم
إلا أنه لم يخرج منه سوى صوتا خشناً بارداً بعد تنهيدة وجع مكتومة لم تخرج أو ربما خرجت لكنها أبداً لن تشعر بها

"اسمعيني جيداً يا غدي انسي رفعت عمران نهائي
إياكِ أن تقتربِ منه أو تُقحمِ نفسك في أي قضايا متداخلة معه
أنتِ لستِ قَدره يا غدي لستِ قدره أبداً "

انتهاء حديثه بلهجة أقرب للتوسل مسّت داخلها وتر ما لا تفهمه ولم يعجبها فاختارت الهجوم كعادتها وهي تقول:_

"أنا لا أفهم كيف تكون المحامي الخاص به وتقول عنه ذلك "

"أنا لم أعد " قالها بنبرة حادة مُقتضبة فعادت وهاجمته قائلة :_
"وإن يكن فأنتَ لا تختلف عنه كثيراً مالك وعملك كله حرام وملعون "
أجفل أكمل من قسوة الحديث وكأنها سببت له تشوش شديد لا ينقصه الآن فهمس بتوتر :_
"أنا لم أفعل حرام "
ووقع الكلمة الأخيرة على قلبه ولسانه ثقيل وغير مفهوم بل غريب
ما معنى حلال وحرام بالأساس !!
وقع الكلمات غريب لم يعَرِض عليه سوى من الحاجة خديجة لُماماً
فيزداد التشوش كمريض خرج لتوه من غرفة العمليات فلا يستطيعون إفاقته إلا أنه زفر مخرجاً نفسه من كل ذلك التشوش مهيب الوقع على روحه فقال بصوت خرج متحشرجاً لكنه به من القسوة ما يكفي:_

" أنا لا أريد فلسفة لا أفهمها ولا أستسيغها "

ثم أكمل بلهجة واثقة تصيب بالجنون ككل شئ به :_

"أنا رجل قانون ماهر ومهمتي أن أستغل ثغراته كما أريد هذا ما تعلمته "
نهضت غدي من مكانها تدور حول نفسها تشعر بقهر وغل شديد منه ومِن مَن هم مثله كرفعت وأمثالهم
تنظر للمرأة وهي ترفع شعرها ترجعه للوراء ثم قالت من بين أسنانها بنبرة مغلولة :_
"فلتذهب للجحيم ما شأني أنا بحق الله
أغلق ولا تُعد الاتصال على هذا الرقم مرة أخرى"

صمتت لحظة ثم أردفت بغيظ مقهور:_

"بل سأحظرك "
ضحكة خشنة خرجت منه لناريتها التي تنبض من كل ذبذبة تخرج منها فتنهد صامتاً ثوانٍ وما يعني بالأمثال هم يُضحك وهم يُبكي ثم قال أخيراً بثقته الباردة :_

"أحظري رقماً ستجدي عشراً غيره ... أغلقِ باباً سأزيل ألفاً فأنا لأ أروق النوافذ يا ابنة البُرعي
افعلِ واصنعِ ما تشائين من العراقيل يا ابنة البُرعي إلا أنني كما قلتها لكِ سأكون كظلك "

دبت حرارة الغضب في جسدها وهي تستدير عن المرأة ، تُنزل الهاتف من على أذنها وهي تغلق الخط تقذفه على الفراش بطول ذراعها وكأنه سيلدغها إلا أنه عاد الرنين من جديد حتى انتهى مصحوباً برسالة إلكترونية من عدة كلمات خدشت أذنيها وكأنها تسمعهم بنبرته الخشنة الباردة :_

"سأدع لكِ دقيقتين تأخذي فيهم أنفاسك ثم سأعاود الاتصال وانتظر ردك فحديثي لم ينتهي بعد "

وبمكانه كان ينهض من فراشه متفقداً عَلَّيُ في تلك الدقيقتين وهو يلعب بألعابه ثم اتصل بها ورفع الهاتف لأذنه ينتظر ردها الذي أتى في آخر رنة تقريباً على صوت أنفاس متسارعة يتوق لتدليلها إلا أنه أسدل ستار البرود على روحه وهو يقول بهدوء:_
"أنا علمت بالأمر كله يا غدي من مصادري
من مصلحتك ألا تتدخلي في أمور أكبر منكِ
رفعت قادر على قتلك ومتاواتك دون أن يجد لكِ أحد أثر "

لكن قلبه كان له رأي آخر مخالف لنهج البرود الذي يتبعه معها علها تلين
فهو أبداً أبداً لن يسمح أن يمس أحدهم طرفها بهفوة
هو سيحميها بروحه ولو في أسفل دركٍ من الجحيم
إلا أن كل هذا لم يظهر في صوته البارد وهو يواصل بنبرة بها بعض الأمر قبل أن يغلق فهو واثق أنها لن ترد :_

"ابتعدي عن رفعت عمران يا غدي يا بُرعي
رفعت كالشيطان إذا وجدتيه سائراً باليمين فاسلكي اليسار ولا تنظري ورائك
وأمر اندفاعك في الذهاب إليه أرجو أن يمر على خير ويتركك ما لم تضريه
رفعت كالعقرب لدغته والقبر !"

تهاوت غدي جالسة على الأرض شاعرة بالعجز لا تعرف ماذا تفعل !!
لا تقوى حتى على النطق لأحد بحجم المصيبة التي أوقعت نفسها بها
هي بعد حديث عُمر كانت قررت ألا تتدخل في الموضوع لكن ركض المرأة ورائها مرة أخرى وهي تبكي أثار كل حميتها فاصطحبتها لأقرب قسم وهي تقدم معها بلاغاً ضد رفعت عمران لكن الكارثة هي في وصول الأمر لرفعت ثم اختفاء المرأة من بعدها !!
================

بعد مرور يومين

تأففت غدي بضجر وهي تنظر في ساعة هاتفها التي تشير إلى الثامنة والنصف
تريد أن تلحق الجلسة التي عليها اليوم في المحكمة لكن اليوم الخميس وجميع سيارات الأجرة شاغرة وكأنها مُتآمرة عليها
حتى المواصلات العامة
رَفعَت هاتفها تتواصل مع أي حد من شركات السيارات لكن الشبكة شديدة السوء كما أن الشمس تضرب في رأسها فتكاد تصطلها من شدة حموها وهي لا ينقصها بالأساس
توقفت أمامها سيارة أجرة لم تلحظ نوافذها المعتمة فركبتها بلهفة قبل حتى أن تمهل السائق الحديث وهي تقول:_ بإندفاع :_

"من فضلك ميدان ..... دار القضاء ...محكمة ...."
اندفع السائق بسيارته حتى أنها كادت تصطدم بالمقعد أمامها من شدة السرعة التي اندفعت بها السيارة على الطريق السريع وسط السيارات المزدحمة
فتحدثت قائلة :_
"من فضلك هدأ السرعة قليلاً"

والرد أتى في تهدئة السرعة جداً فقد نأى عن التجمهر
التفاتة بسيطة وبخاخ شديد الصغر أرسلها في عالم آخر ..

انتهى
الفصل السابع بكرة أن شاءالله هينتهي ب قنبلة مدوية اجهزوا 👀


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-21, 09:02 PM   #30

ines e

? العضوٌ??? » 462884
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » ines e is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء يسري مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام
الله يبارك في عمرك
اه حبيبتي ممكن تبدأيها م ده هتحتاجي استفسارات بسيطة

سلمت يديكي كملت الجزء الاول اليوم رواية ممتازة و اسلوب السرد و طرح القضايا رائع و ابتديت لجزء الثاني
حبيت غدي و اكمل متل الثقط و الفار
مستنية قصة خالد ونور
حاسة هيكون بينهم قصة?
حبيت كمان شخصية ماريان مستنية قصتها مع عمار
سلمت يداكي

remokoko likes this.

ines e غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.