آخر 10 مشاركات
السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          54-لا ترحلي-ليليان بيك-ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : dalia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-21, 10:45 PM   #321

ميرنا ميار

? العضوٌ??? » 441360
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » ميرنا ميار is on a distinguished road
افتراضي


روايه مميزه بالتوفيق ان شاء الله

ميرنا ميار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-21, 04:05 AM   #322

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووووووور

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-21, 05:27 PM   #323

ندى رمضان 35

? العضوٌ??? » 398222
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » ندى رمضان 35 is on a distinguished road
افتراضي

فصل الاسبوع دا راح فين يا جماعة😂😂

ندى رمضان 35 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 08:30 PM   #324

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الفصل بعد قليل أن شاءالله

إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 09:18 PM   #325

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,963
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء يسري مشاهدة المشاركة
الفصل بعد قليل أن شاءالله
بالانتظار يا عسل عا امل ما يخذلنا الننت او الكهربا لنطمن عا عالبة و اكمل وياسين وملك وعدي وغدي تسلم ايدك.يارب


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 09:55 PM   #326

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزء الثاني من الإشراقة الثانية والعشرون 👇🏻

قبل عدة أيام من الأحداث السابقة

تسلسل القدر في أحداثه لا يعترف بمنطق نفاذ قدرتك على التحمل !

هل عانى حين أخبروه أن ملك وعدى قد ...
آااااااه عميقة ضج بها صدره
لا يستطيع حتى مجرد التفكير ببشاعة الأمر مرة أخرى
لكن لما وكأن أنفاسه تُزهق الأن
جملة صغيرة نطقها طفله كانت بمثابة زلزال هز ركائز كونه أعاليها أسافلها بلا تحذير

"لقد أخذوا عالية!"

عاليته الصغيرة ليست أمنة الآن
الفكرة نفسها تدعو لشلل عقلي وفقدان روح كلي
لما يشعر لأول مرة كم هو وحيد كما لم يشعر قبلاً
وكأن ليس له أحد
حتى لم يستطع رفع هاتفه ومحادثة والده مستنجداً به حتى أهداه عقله المصعوق لأخته رنا وخالد !
أخته التي لم تأخذ أكثر من مسافة الطريق ليجدها أمامه داعمة
ليس وحدها
هي وزوجها وخالد
نظر إليهم دامع العينين بعجز قائلاً بحيرة ويبدو أمام ناظريهم كطفل صغير ليس أكثر :-

" يقولون عالية اختطفت ؟" وذكر الاسم متبوع بشهقة بكاء ملبد بالجنون
" لما ومن وكيف يفعلوها " يصرخها بهياج في وجوههم وكأنهم معهم الجواب
تحرك شهاب بتماسك يسحب منه الطفل النائم بين أحضانه وهو يقول بحزم :-
" خالد ذهب لتقديم بلاغ الآن لكن ما هو أهم أن يعرف والدك
هو الذي سيساعدنا "
تدخلت رنا المتجلدة في الحوار قائلة بلهفة :-

" نعم حين ينشر خبر أن من تم اختطافها عي حفيدة ياسر الجوهري ستنقلب الدنيا "

يحرك راسه بعجز ولو علموا الآن لأدركوا أنه حتى هذه اللحظة لا يصدق
أنه مازال مشوش ولم يدرك بعد
أنه لا يريد التصديق وهو مكبل بالعجز والفقر بالتفكير هكذا
وأحياناً ما تأتي صفعات القدر مؤلمة حتى نفيق مستحقين البدء من جديد
كدخول الجنة أحياناً يسبقه تطهر في النار من أثامنا
تقترب نفس الممرضة منه وهي تقول بنبرة أسفة :-

" يا سيد يجب أن تأتي كي تتم الإجراءات لأقاربك
كما أن الجنين لم يكن دماء لقد كان بدأ في التكون
صحيح أنه لا يفرق عن الدماء كثيراً لكن أظن أنك ستحتاج دفنه "
جنين ودفنه
هل سيواري قطعة منه تحت التراب قبل أن يراها ؟
هل سيواري قطعة منه تحت التراب قبل أن يعرف أين تكون عالية
رباه ماذا يفعل ؟!
اقترب منه شهاب بشفقة وهو يقول مستفهماً:-

" حسن هل تتحدث السيدة عن زوجتك ؟"

قبل أن يرد كانت رنا التي قد نأت متحدثة في الهاتف تقول لهم :_
" لقد تحدثت لبابا وأخبرني أنه سيتصرف "

لمعت عينا حسن بتلهف لكنه عاد ونظر لشهاب قائلاً بزئير منخفض أشبه بزئير شاة تحتضر :-

" فقط أخبرني ماذا أفعل ؟
هل أخرج لأبحث عنها بالشوارع لكن كيف أفعل وقد أخبرني عدي أن هناك من اختطفوها "

يخبط بكفيه على جانبي فخذيه ثم يقول :-

" أم أذهب لأدفن هذا الجنين الذي لتوي حين علمت بوجوده كانوا يزفون لي خبر موته
أم انظر في وجه الراقدة بالداخل وأُدلي لها بالخبرين فقط أخبرني "
قطبت رنا بعدم فهم لكنها آثرت الصمت تاركة لشهاب التعامل ولروحها الدعاء بحفظ الصغيرة فقلبها يتأكل عليها
شد شهاب على كتفه بدعم وهو يقول بتعقل:-

"خالد تكفل بتبليغ الشرطة وأنا هاتفت في الطريق ضابط أعرفه
والدك سيتصرف أفضل منا
أنت ستأتي معي الأن لتصلي ركعتين تدعو لها بالحفظ ثم ندفن الجنين
أما ملك فأظن أنها تظل غير دارية بما يحدث أفضل لنفسيتها وحالتها الصحية سأتحدث مع الأطباء وأرى ما الأفضل"

.............................................

باب الأزر الإلهي باب مفتوح على الدوام ليس منوط بشروط الدخول
ستدخل مكرماً عاصٍ كنت أو طائعاً !
بعد أن توضأ ودخل إلى مسجد المشفى الفارغ سوى اثنان أو ثلاثة
أحذ ركن قصي بعيد ورغم مأسي روحه رائحة المسجد العطرة كانت كالبلسم المطمئن
أخذ اتجاه القبلة ووقف لدقائق
مشاعر عديدة تتناوب على قلبه
التياع ..خوف .. قلق ..رهبة .. طمع .. خشوع ..وإجلال

هل تعرف شعور حين تقف تائهاً بمنتصف طريق متقاطع ممتلئ بالسيارات الذاهبة والعائدة خائف لا تعرف من أين كيف تعبر ؟
تستسلم للنهاية وكأنك ستفقد روحك الحين لكن ليتها روحه هو
عالية قلبه فلذة كبده وأنفاسه التي يتنفسها
هل هذا كان نفس شعور ملك حين أتت للبيت كالمجنونة بحثاً عن الطفلين ؟!
وفي حضرة إجلال اللحظة بكى
بكى ثم رفع كفيه مكبراً تكبيرة الإحرام ومن غشاوة الدموع على عينيه لا يرى لكن روحه تنتفض بذل الحاجة
يركع ثم يسجد في حضرة رحاب الأرض المتسع
أجمل ما في السجود أنه يحتضنك بلا ذراعين
يدعمك دون مادة
انفجر باكياً وأفعوان الرعب على ابنته يلتف حول قلبه وأعضاء جسده فينهشه فيجعر همساً بالحاجة لرب الحاجة

" يارب احفظها يارب أعدها لي سالمة
يارب انتقم مني في نفسي وليس فيهم "

صوت نهنهاته المتوجعة جذب من بالمصلى ينظرون للشاب المنهار ساجداً باستغراب
لكنه ليس هنا
ليس معهم
هو في حضرة الذل لمن تنحني له فيكون انحنائك استقامة
في من تبكي فيكون لدموعك صدى تثاب عليه
في حضرة من يطببك حين يجرحك الجميع

" يارب استودعتك عالية ..يارب احفظها وأعدها لي يارب
يارب لا يمسها سوء
يارب الشعور لا أستطيع تحمله
لا أتخيل أنها ليست معي بين أحضاني فقط أعدها لي "
وفي حضرة ذل الحاجة تسطع التوبة
نحن منعمون بالابتلاءات حتى تكون عودتنا للإله مميزة إن صدقنا
" يارب فقط أعدها لي سالمة كما هي وأنا لن أفعل شئ
سأكون بحالي لن أمسهم بسوء
لن أفكر في انتقام لن أفكر في شئ فقط أعدها لي وأنا تبت فاقبل توبتي "
بعد قليل كان سلم من صلاته صدره يختض من كثرة البكاء لكنه لا يستطيع السيطرة على إيقافه
حتى أن بعض الشباب قد دمعت عيناه من منظره المنهار ودموعه الجارية حتى أن عينيه أصبحتا كالدماء وحركة صدره الشاهق بالبكاء ملفتة من شدته فيسحب أحد الشباب مكبر الصوت متغنياً بصوته العذب

" أبشر بربٍ ساقك إليه فمن ألهمك الطلب منه سيمن عليك بالإجابة "
.................................

بعد ساعتين

المشفى !
ماشياً متهدل الأكتاف ولتوه عائد من دفن قطعة مشوهة المعالم لجنين كان في طوره لشق إثباته بالحياة
الموقف لا يدعو لشئ أعظم من الصمت
ماذا يقال ؟
هو رجل ابنته مختطفة ؟
أم أولاده لم تفيق بعد وقد أصابها نزيف يحاولون إيقافه
دفن قطعه منه ووراها أسفل التراب ولتوه علم عنها
أي مرارة يحيا بها وأي جحيم ينتظره ؟
هو حتى لم يستطع رفع عينيه في أم ملك التي تحتضن عدي باكية
يجلس منزوياً كالجرو لا يجرؤ حتى على إخراج صوته تنفيساً عما تعتمل به روحه
هو الأن يعيش سواد زهو أنتقامه فليهنأ
صوت هاتفه جعله يرفعه لأذنه بلهفة فأتاه صوت أحدهم بغيض متسائل بنرة ملونة بالخبث:-

" أنت أسر الجوهري ؟"

" من معي ؟"

" ابنتك معي إذا أردتها جهز مبلغ .... وانتظر مني اتصالاً"
شتم
سب ولعن
جعر بصوته وكأنه يتشاجر حتى أن الجميع والده وأخته وزوجها صديقه وأم ملك كلهم بلا استثناء حتى آخرين لا يعرفهم أحاطوه والنظرات متباينة بين
لهفة .. حزن .. اهتمام .. تفكير .. ألم
لكن الوغد كان قد القى ثقاب نيرانه في صدورهم جميعاً وأغلق !
......................................

حكمة الله عجيبة تجعلك تقف أمامها مذهولاً من شدة دقتها .. عظمتها .. تناسقها هامساً بالتسبيح !

فكيف تكون نجاتك بالقارب المثقوب؟
إنه على كل شئ لقدير !
كيف يكون إنقاذك بيد عدوك ؟؟!
إنه على كل شئ لقدير !

فتح رفعت مواقع التواصل الاجتماعي يتصفح بها فقطب من الخبر أمامه
" اختطاف حفيدة رجل الأعمال الأول ياسر الجوهري "
" ياسر الجوهري يطلق تحذيراً أنه سيحرق الدنيا ومن عليها فدا شعرة واحدة من حفيدته "

لا يعلم لم اضطرب ؟
ياسر الجوهري آخر من يبغى عداوته في هذا العالم خاصة بعد ما حدث قديما
رجاله كُثر وعملياته أكثر
والاسبوع الماضي بأكمله يعلم أنه تم استلام دفع من الأطفال يومياً
لكن بالتأكيد الطفلة ليست معهم
يعود ويضرب من الحيرة أخماساً
الحرص واجب في عالمهم فيرفع هاتفه لأحد رجاله قائلاً بحزم :-
" أريدك أن تعلم جميع الأطفال التي تم أخذهم من قبل كل رجالنا
هنا وهناك لا تترك أي أحد يعمل معنا دون أن تبحث في المجموعة التي معه
سأرسل لك صورة إن وجدتها اجلب لي الكلب الذي فعل المصيبة
والطفلة التي بالصورة إن كانت معنا وأصابها خدش "

يصمت ثانية ثم يردف بنبرة قاسية كالجحيم من شرها :-
" صدقوني سأحرقكم جميعاً وتعلم أني قادر
نفذ "
.................................

بعض البشر قلوبهم قُدت من عفن !
إحدى الأحياء القديمة
شقة نائية
واقفة بركنِ قصي والإرتعاب يسيطر عليها
تبكي بنهنهات طفولية خشية إصدار صوت وكأن لن يعلم أحد مكانها هكذا
متخفية وراء الستار غير واعية ببرائتها أن ثمة حيوان من أتى بها
غير مدركة ببراءة غُزلت من طهارة النعيم أن قدميها الصغيرتين ظاهرتين للأعمى
تضع وجهها بين كفيها هامسة :-
" حسن
أين أنت يا بابا
أريد بابا "
ثم تمسح دموعها وتعاود الهمس مرة أخرى وقد تذكرت جملة جدتها ذات مرة
" ادعي يا عالية ..ادعي ربك واطلبي منه ما تشائين "

تنقلب شفتيها للأسفل غير مسيطرة على البكاء ثم تدعو بالهمس :-
" يارب أنا أريد حسن
اجعل حسن يأتي "

ودوما ما يكون الأب هو صمام الأمان الذي نستحضره متى شعرنا بالرعب
ودبيب الخوف يطرق أوتارها بذعر حين فُتح الباب بغتة حتى صرخت بهلع وذراعان تتمسكان بها وتأخذانها عنوة
أخذت تصرخ باكية مستغيثة باسم حسن وربما لقب بابا
لكن حسن لا يأتي
وبابا الأن غير متاح
هي الأن بين ذراعي شيطان لا يغنيه بكاء ولا يسمنه استجداء !

" اخرسي يا فتاة
أقسم إن ارتفع صوتك لأجعل الفئران تنهشك نهشاً"

وكفه الخشن ينزل على فخذيها صفعاً
رنة الصفعة كانت بروحها الطفولية هلاك
وملمسها في نفسه الشهوانية فكرة إنتهاك

لقد خطفها مكيدة بالمتحذلق الذي يعلم جيداً عن مدى ثرائه
لذا طلب بها مبلغ جيداً يعلم أنه سيلبيه بل ويلبي أضعافه
لكن ماذا لو تسلى بها قبلاً متمتعاً قبل أن يتركها
لقد ساومهم أولاً على النقود وإلى أن يأخذ ما يريد سيأخذ حقه في هذه
الحلوى دون أن يثبت على نفسه شئ !
كاد أن يبدأ في ما انتواه وهو يتحرك بها ناحية غرفة جانبية غير عابئا ببكائها حتى عطله رنين هاتفه المستمر
وفور أن رفع الهاتف لأذنه كان الأمر لا يقبل الجدال :-
" الفتاة التي معك إياك أن تمس شعرة منها
الباشا يخبرك إن مسستها بسوء ستكون رقبتك قرباناً لها ولن يكفيه "
أمر كان محض لطف إلهي لصغيرة لم يرد الله تدنيس براءتها بسوء !
..........................

بعد يومان ..

بعض أحكام الحياة تكون كأفق فاحم السواد يشوبه الحزن والأسى إلى الأبد

يرتعش بحركات لا يمكن السيطرة عليها من كثرة ما يمر به من ذهول
خبر عودة عالية الذي كان شعوره في قلبه كشعور معتقل أذنوا له بالاستحمام
لم يكد يهنأ به وكانت الضربة القاضية وربما الطامة الكبرى التي لكمته في قعر قلبه هو نبرة والده المزدرية وهو يخبره عن من كان السبب في اختطاف ابنته
لقد كان هو
بسببه ابنته كاد أن يفقدها
من اختطف عالية كان الرجل الذي يجلب له السجائر والخمور
يحرك رأسه كالمجنون ناطقاً بنبرة خفيضة لا تكاد تسمع من شدة الإعياء الذي يمر به
" لا تقولها ...
لا تقول ان ابنتي أنا كنت السبب في ضياعها "

يضربه والده بقبضته في صدره معنفاً بقسوة أكثر :-
"هل أزيدها عليك ؟
هذا الكلب كان ربما سيغتصبها
لقد عثرت عليه الشرطة وله سجل عندهم بأفعاله المشبوهة
هل تدرك ؟
هل تفهم ؟ ما أقول يا غبي "

حديث والده كان وقعه في دهاليز نفسه كصافرة إسعاف تدوي منذرة أنها تحمل نعش الموت
كمئذنة جامع تعلو منبئة باليوم الموعود
كجرس كنيسة يدق بعنف محذراً من هجوم الشياطين

والجميع على رؤوسهم الطير من هول الموقف
من كان يظن
أن حسن القصاص الطيب معتنق للخمور والسجائر المشبوهة
من كان يقول أن أسر الجوهري رجل الأعمال الذي لا تشوبه شائبة
كان السبب في ضياع ابنته التي يسعفونها الآن من حالة الضعف بإحدى غرف المشفى

تخطاهم غير قادراً على الحديث أو حتى البكاء تنفيساً عن ما يموج في روحه من التياع وحسرة حتى اقتحم الغرفة التي يرقد بها جسد عالية الصغير محقوناً بالمغذيات
نائمة كالملاك رغم وجهها الشاحب باصفرار
جثى على ركبتيه أمام فراشها وقلبه يختض بين ضلوعه بتوجع قاسي
فانفرطت دموع حسرته
يريد النطق .. الصراخ .. الاستجداء

" سامحيني .. أنا أسف يا قلب حسن
انظري لي وأخبريني أنكِ مازلتِ تحبين حسن ولم تكرهيه
أخبريني يا عالية
اشفي نار قلبي "

لكن حتى الحديث بخل عليه باللفظ
لسانه ثقيل وكأنه قطعة من الحجر
مد كفه بلهفة محاولا التمسك بكفها الصغير لكنه عاد وتراجع
شعوره الأن شعور شخص شديد التلوث أمام قطعة من الطهارة أيلوثها ؟
شعور شخص شديد السواد أمام قطعة ناصعة البياض
شعور شيطان من الجحيم حرم على نفسه دخول النعيم!
لم يستطع التلفظ بشئ أو حتى النظر لوجه أحد رغم أنه لو نظر بأعينهم لن يجد سوى الشفقة
فقط تركهم وغادر معبأَ بأثقال أوزاره

يتبع


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 09:55 PM   #327

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
B10 رواية وأشرقت الشمس بعينيها

بعد مرور فترة من الأحداث السابقة

هو رجل مقتنع أنه هو وفصيلته من بني أدم لا يستحقون
هو رجل يؤمن أن مكمن سعادته بين أحضان عزلته !

دخل من باب الفرع الجديد لمؤسسة الخولي والذي سيديره ملقياً السلام على العاملين وسماعة الهاتف بأذنه يتكلم مع محدثه وهو يستقل المصعد

"لا أعلم يا سعيد كيف تخبرني أنها ستأتي لمقابلة العمل وهي إلى الأن لم تأتي "
قطب وهو يستمع بتركيز ناظراً لهيئته الأنيقة في المرٱة يتأكد منها
يرفع كفه يخلل شعره العالي بأطراف أصابعه ثم يعود مملساً على ذقنه المشذبة وهو يقول بنبرته العملية :-

" إذا بما أنها بمشاكل فهي لن تأتي
يا سعيد أنا أحتاج أحدهم بالوظيفة "

خرج من المصعد متوجهاً حول مكتبه مخبراً مساعدته المؤقتة بنبرة جامدة :-

" الحقي بي بالأوراق التي أخبرتك تحضيرها بالأمس "

دخل غرفة المكتب وتوقف بغتة والأخر يواصل كلامه قائلاً :-

" يا زيان دون لف ودوران أنت بالتأكيد تعرف بن الجوهري رجل الأعمال المعروف
أخت زوجتي التي أحدثك عنها طليقته وصدقني هي تحتاج الوظيفة "
رفع زيان حاجبيه وهو يخلع سترته جالساً على طرف سطح مكتبه قائلاً بنبرة رافضة :-

" هل جننت يا سعيد هل كل هذة الفترة تحدثني عن ريتال المحلاوي
وهل ريتال المحلاوي تحتاج لعمل بالأساس"

ضيق عينيه حتى ضم شفتيه بوضع متفاجئ وهو يستمع لما أخبره به سعيد حتى افتر ثغره عن ابتسامة متهكمة وهو يقول باستهزاء :-
" اه قلت لي
هذا الطفل الذي وضع اصبعه بين براثن المحلاوي بالأساس متزوج
يعني مجموعة من الأوغاد واجتمعوا سوياً؟"

هز رأسه غامزاً وكأن الأخر يراه ثم كشر عن ابتسامة كيدية وهو يقول :-
" حسنا يا سعيد لا تفكر بالأمر الوظيفة لقريبتك بأي وقت تأتي به هي لها "
أغلق معه ثم أطلق ضحكة مريرة وهو يعتدل ملتفاً حول المكتب جالساً على كرسيه مريحاً جسده عليه وعينيه تشردان في ماضٍ لا يحب تذكره
ماضٍ يجر عليه ويلات الخيبة ولوعات الاشتياق
ماضٍ لروحه كختم نُقش من نار دليل له على مدى دنائته
مدى قذارته
مدى أنه رجل لا يستحق
أن بني فصيلته كلهم يستحقون الرجم علهم يتطهرون من وساختهم التي يُفطرون عليها
مدى أنه سيظل أبداً يكفر ذنب امرأته في روح كل أنثى يراها !..........
............................

من قال أن القلب أبصر من العين لم يكن أبداً دقيق الطرح
القلب أحياناً يتسبب لنا في عمى العين
يصنع على غشاوة العقل بها غمامة وردية تحجب عنها كل الإشارات الحمراء

ارتعشت سنا بضعف أنثوى ونبرته الرجولية تصلها عبر الهاتف مثخنة بعمق العاطفة :-

" لا أصدق أن والدك وافق على مقابلتي يا سنا قلبي
أريد اليوم قبل الغد أن أجدك بين ذراعاي "

قطبت رافضة نهاية حديثه فزجرته بتعنيف :-

" عمار احترم نفسك في الحديث معي "

كان رده عليها ضحكات مجلجلة ثم قال بتشاقي:-

" من الذي يحترم نفسه
أكثر من هذا احترام أنتِ من ستكونين كبش الفدا يوم الزفاف "

ضيقت عينيها بعدم فهم لكنها ابتسمت قائلة بمشاكسة بسيطة :-

" ومن قال لك أن هناك زفاف يا أستاذ
نحن لم ندخل حتى في الخطوة الأولى
لتو والدي وافق لذا أذنت لك بالحديث معي على الهاتف "

تنحنح عمار قائلاً بنبرة تعظيم مصطنعة :-

" شاكر والله أن الأستاذة سنا المبجلة أكرمتني بسماع صوتها على الهاتف أخيراً "
ابتسمت سنا ابتسامة ظهرت جليا في نبرة صوتها التي ناوشت قلبه بسعادتها رغم حديثها الجامد :-
" حسناً يكفي هذا
لنؤجل حديثنا إن حصل نصيب إن شاء الله "
" إن؟"
قالها عمار باستنكار ثم واصل بنبرة صادقة :-

" بل إن تطلب الأمر يا سنا أن أرابض لوالدك أمام بيتك ليلاً نهاراً حتى تكونين لي سأفعل "

بعد دقائق أغلقت معه ومازالت الابتسامة عالقة على شفتيها لكنها انحسرت وهي تقف أمام نفسها في المرأة متسائلة بينها وبين نفسها هل ما فعلته صحيح حين أخفت أمر زواج والده على والديها !؟

نحن أمام أنفسنا أعقل العاقلين لكن في فخ العشق أحياناً نكون أكبر الساذجين !
...................................

أغلقت رنا الهاتف مع شهاب بعد أن اطمأنت على حياة ثم ابتسمت بحماس
لقد خططت منذ فترة أن تقوم بعمل شئ تفاجئ به حفصة تعبيراً لها عن امتنانها لوجودها في حياتها ووقوفها جوارها الفترة الماضية ولم تجد أجمل من هذة الهدية التي تعلم أنها ستخطف قلب صديقتها

التفتت بفرح للصغيرين اللذان تلمع أعينهم بحماس مختلط بدموع الشوق للغائب وقالت بنبرة طفولية :_

"هل أنتم مستعدون لمفاجأتها؟"

نظر كل من أكثُم ودانية لتلك اللوحة الكبيرة التي بين أيديهم والتي ساعدتهم الخالة رنا في الحصول عليها كهدية تسعد قلب والدتهم ثم ابتسموا حتى ظهرت أسنانهم البيضاء الطفولية رغم دموع عينيهم وأومأوا برؤوسهم فابتسمت لهم بتشجيع وهي تغمز لهم بعينيها أن يتبعوها حيث ركن والدتهم الأثير بغرفة المعيشة ..
وضعوا تلك اللوحة على الأريكة هناك ثم ارتموا بين أحضانها شاكرين فدمعت عينيها وهي تضمهم لها ثم ابتلعت ريقها هامسة :_
"هيا كي نأخذ جانباً قبل أن تصعد حتى نلتقط لها صورا حين ترى المفاجأة"
أومأوا بحماس طفولي وهم يصطفون معها جانبا وراء إحدى الستائر ...
قبل دقيقتين
وصلت حفصة إلى باب شقتها وهي تدعو سرا ً لرنا أنها رافقت أطفالها حتى عودتها من زيارة زوجة أخيها التي وضعت مولودهم لتوها
سمت الله ودست المفتاح في باب شقتها ثم دخلت وأغلقت الباب خلفها
قطبت في تساؤل لهدوء المكان ثم تحركت تبحث عنهم بعينيها حتى أنها نادتهم لكن لا مجيب
مطت حفصة شفتيها في عدم فهم وهي تحرك كفها كي تخرج الهاتف من حقيبتها للاتصال برنا
لكنه في اللحظة التي امسكته بها وقع أرضاً وتسمرت لثوانٍ
اهتز القلب شوقا للحبيب
دمعت العين لوعةً لا تنضب
وهفت الروح طلبا في اللقاء
فقد كانت هناك على أريكتها هي ويحيى لوحة كبيرة مرسومة من تلك الرسومات الحديثة (الديجيتال)
وكأن نفس الأريكة انتقلت إلى اللوحة بلونها الفيروزي وقماشتها القطيفية وكأن الزمن لم يمر أبداً ..
شهقة بكاء خرجت رغماً عنها مصحوبة ببسمة مرتجفة وهي تقترب ببطء فما عادت قدماها قادرتان على حملها ..
جثت على ركبتيها أمام الأريكة حيث تقبع اللوحة الكبيرة وهناك بداخل اللوحة كانت هي تجلس على نفس الأريكة ترتدي عبائتها البيتيه ذات اللون الأبيض والتي كانت هدية من يحيى رحمه الله، يعلوها وشاح باللون الزهري يلف وجهها الأبيض ..
وأمامها كان هو يجلس بجلبابه الأبيض ذو الياقة المذهبة وسبحته في يمناه وكأنه عاد لتوه من صلاة الجمعة ..
نظرتها له شوق وحنين تقابلها نظرة حنونة من عينيه الطيبتين وكأن روحه تحتويها !
يحتوي كفيها بين كفيه الكبيرين كما كان يفعل دوماً
وهناك من إحدى الزوايا القريبة منها كانت هناك عدة جمل متناثرة من جهتها بينهم وكأنها تتراقص طربا ً جعلت دموعها تنهمر مراراً ما بين فرحٍ وحنين ..

فاضي شوية
نشرب قهوة فى حتة بعيدة
اعزمني على نكتة جديدة
وخلّي حساب الضحك عليّا
..
فاضي شوية ؟
دا أنا وحشاني القعدة معاك
وإن مقدرتش تيجي هناك
هستناك المرة الجاية ..!♥️♥️

يتبع


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 09:56 PM   #328

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

........................................

.....................................

بعض العلاقات مفعولها كالسُم البطيء قاتل !
ماذا لو كنت حليفاً للشيطان ؟
ذراعه الأيمن وربما شريكه الأكبر ؟
أيعجزك السيطرة على نفس بشرية ضعيفة بينها وبين الإيمان أميال ؟
هو رجل الظلام
هو شيطان معترف بغيه وضلاله منتظراً يوم قيامته وتخليده في النار
إذا؟
إذا سيعيش حياته حاقناً سمه في كل من يمر به

طرقتها الرقيقة على باب غرفة مكتبه جعلته يبتسم وهو يتعرف عليها فتنحنح قائلاً بنبرته الناعمة
نبرة لا يميز الخبث في نعومتها سوى من هو مثله :-
" ادخل "
دخلت نور تتهادى بمشيتها الأنثوية غافلة عن عينيه اللتان تلتهمانها بسِفور
فستان يلتصق بجسدها كجلد ثانِ ويصل حتى ركبتيها
ملامحها ناعمة أشبه بطفلة ثقبت مرحلة المراهقة كي تتشبث بأعقاب الشباب تسلمه عدة أوراق قائلة بنبرتها المميزة:-

"هذه أوراق وعقود المحلات التي سيتم افتتاحها "

اشار لها بالجلوس فجلست بتوتر يكتنفها في حضوره
حرك القلم الفضي بين كفيه وهو يتحرك بكرسيه يميناً ويساراً بحركة بسيطة قائلاً بنبرة ودودة :-

" لما لم تردِ على رسالتي بالأمس ؟"

قطبت نور وهي تتذكر الرسالة التي أرقتها ليلاً

"أشعر أن يومي لم يكن بالجيد لأني لم أراكِ
أنتظر الصباح جداً "
هزت نور كتفيها النحيلين وهي تبتسم بحذر قائلة بنبرة غلفتها بالقوة حد أنه يريد أن يقهقه ضاحكاً من السخرية :-

"لم أرى أن الرسالة لها رد "

رفع رفعت حاجباً وهو ينظر داخل عينيها ويقول بنبرة حنونة تتسلل للقلب حثيثياً :-

"لما أرى دوماً حزن في عينيكِ؟
تتعاملين معي بحذر على الدوام وأحيانا بتحفز وكأنك تكرهينني ؟"

اضطربت نور وسخونة تضرب رأسها ضيقاً لكنها بللت شفتيها جاذبة عينيه ثم قالت بنبرة متذبذبة :-

" لا من قال ذلك
أنا لا أفعل "

مط رفعت شفتيه بأسف وهو يتحرك من مكانه جالساً على الكرسي المقابل
مقترباً منها دون اقتراب فعلي
وكأنه ضاري يقترب حثيثياً من فريسته حتى يشعرها بالأمان فتكون لحظة انقضاضه ممهدة هامساً ً :-

" قلبي من قال
أنا أشعر بكِ لما لا تتحدثين
اعتبريني أخ أكبر وربما "

صمت جاذباً انتباهها عن قصد ثم واصل بنبرة خفيضة :-

" وربما أب تفتقديه "

عينيها اللامعتين بالدموع أنبأتاه أنه ضغط على الموضع الصحيح
حتى أن دمعتين تسللتا من عينيها فتناول محارم ورقية ثم اقترب ماسحاً وجنتيها بحنان تفتقده حقا هامساً بنبرة كالكهرباء تخترق دهاليز روحها دون حامٍ:-

" لا لا لا تبكي
لا شئ يستحق بكائك أبداً
إن كنتِ تشعرين بالوحدة أنا موجود
كما أني مستمع جيد وبئر خفيض للأسرار "

تعلقت عينيها به في أمل فأومأ برأسه مبتعداً قبل أن يملس على وجنتها الناعمة بطرف سبابته
ولم يكن بكاذب
هو مهتم
هو معجب
هو وضعها ضحيته الجديدة وهو يحب الاهتمام بضحاياه جداث بل أكثر
فانطلقت تحكي باكية عن ما حدث عن أمها
عن ما فعله أبيها
عن افتقادها له وحزنها منه
كانت فريسة شفافة التقطت طعم الحنان المسموم هانئة !

..............................

من الصعب أن نمر بماضٍ قاسي لكن الأصعب أننا بعد مرور السنين نظل عالقين فيه !

يتقلب على فراشه بعنف كمن يتقلب على جمر يريد الخروج من شرنقة كوابيسه التي لا تتركه

الماضي قبل السنوات

ينتفض جسده بقوة من كثرة الضرب فيبكي مقسماً :-
"أقسم أني لم أضربه يا أبي أقسم أني لم أفعل "

وجه والده مهتاجاً مخيف فيصرخ به في قسوة :-
"يا كاذب وهل الضربة التي علمت في ساقيه هذه من من
يا حقود يا غيار أقسم أن أردك لأمك "

ينعصر قلبه ألماً فهو ليس بكاذب ويعود ويتوسله :-
" والله لم أفعل لقد وقع "
نظر والده لحميدة زوجته بارق العينين فاتخذت من المسكنة درعاً وهي تقول باكية :-
" كاذب هو من ضرب ابني وكان يريد قتله "
كاد والده أن ينزل على جسده بالحزام مرة أخرى فمنعته حميدة وهي ترمي سعد بنظرة جانبية شامتة ثم تعود لزوجها قائلة بنبرة حنونة مصطنعة :-
" يكفي يكفي إنه صغير ولا يهون علي "
بصق عليه والده بقسوة قائلاً قبل أن يخرج من الغرفة :-
" ولد قليل التربية مثل التي أنجبتك عليك اللعنة انت وهي "
انكمش سعد حول نفسه وأخذ ركنٍ قصي بالغرفة منخرطاً في بكاء شديد لم يواسيه في أحد سوى نفسه
بعد يومان ...
التقط نظرة أمه الفاترة وهو يخبرها أنه سيبيت معها الليلة
ترحبيها المصطنع أوجع قلبه فبادر قائلاً بنبرة طفولية مفعمة بالنضج المبكر :-
" أحب أن أبيت ليلتي بالسطح هل ممكن "
انفرجت أسارير أمه وهي تقول :-
" حقاً ألن تخاف ؟"
هز سعد رأسه نفياً مسرعاً وهو يقول :-
"لا أبداً"
قضى اليوم فوق السطح حتى كان وقت الغداء
أبصرأمه تأتي متقدمة منه مبتسمة وهي تضع أمامه صينية مليئة بالطعام وهي تقول :-
" غداءك يا سعد يا حبيبي "
هل سمعت قبلاً عن شحوب القلب ؟
عن تلوعه ؟
عن شعورك به ينكسر بين ضلوعك فتاتاً فتات ؟
ابتسم بكبرياء فطري وهو يتحاشى النظر لها حتى لا ترى الدموع التي تقرص عينيه قرصاً الأن قائلاً بنبرة ثقيلة :-
" سلمت يداكِ يا أمي "
بعد أن خرجت أخذ يمسح دموعه من على عينيه ونفسه تصعب عليه فأمه لا تريده أن يأكل معها مع زوجها وأولادها
ألا يحبه أحد أبداً ؟
لكن الحارس يخبره دوما أن الله يحبه وجواره
لقد اوصاه دوماً بالصلاة والدعاء حتى يتم الربط على قلبه !
ليلاً بالادق منتصف الليل
قنينة الماء الموجودة بالغرفة فرغت فنزل إلى الأسفل قاصداً المطبخ حتى يجلب أخرى لكنه قبل أن يعبر الطرقة توقف متسمراً وحرقة تشتعل في جسده كاشتعال النار في الهشيم !
هناك بالشرفة المغلقة كانت أمه وزوجها يجلسان متقابلان يكاد لا يفرق بين وجوههم شئ سوى الأنفاس يتهامسان بصوت خفيض جداً واشياً بلحظة حب
لحظة حب تنكأ مشاعره نكأ الزيت المغلي في الجسد
إنها أمه ترتدي ملابس خفيفة ومكشوفة هكذا ومن معها مهما أقنعوه أنه زوجها بالأخير هو رجل غريب
اعتصر عينيه من الدموع وهو يداري نفسه أكثر ولا يستطيع البعد
الرجل ينظر لها نظرات ولهة محبة تبادله إياها وكأنها أخرى لا يعرفها
ضوء القمر لا يبين له شئ لكن يقسم على تورد وجنتيها
حتى أغمض عينيه بقوة وقد حدث التقارب الذي لا تتحمله مشاعره الفتية
تراجع لاهثاً بعنف يصعد الدرجات مسرعاً دون صوت
لا يشعر سوى بالاحتراق
يريد أن يثور
أن يحطم شيئاً ما
أن يهجم عليهم فيبعدهم عن بعضهم البعض
أن ينهش هذا الرجل ولا يقترب من أمه أبداً

"الله أكبر الله أكبر
الصلاة خير من النوم "
انتفض سعد من نومته على الأريكة بشقته جسده متعرق بشدة
عيناه دامعتان وكأنه كان مستيقظاً ويبكي
أخذ يستغفر بصوت عالي والضيق يجثم فوق صدره حتى كان أذان الفجر الثاني يصدح مرة أخرى
دوماً ما كان الأذان مخرجاً له من كوابيسه
رحمة الله به أنها تأتيه ليلاً فتوقظه مع أذان الفجر !
...................................

أحياناً ما يكون التعود والحب وجهان لعملة واحدة !
ألا وهي ؟
التعلق !
لمعت عينا خالد بفرحة حقيقية وهو يبصرها تتقدم من الطاولة التي يجلس عليها حيث سيتناولان الغداء سوياً
فور أن جلست كانت نبرة صوته الطيبة تناوش قلبها المشتت وهو يقول :-
" هل تعلمين أني اشتقت لكِ رغم أننا نتحدث يومياً تقريباً ؟"

ابتسمت نور وهي تناظر محياه الذي يبث في نفسها الأمان ثم قالت :-
" أنا أيضاً"
ثم مطت شفتيها وقد تلونت ملامحها بالكدَر قائلة بنبرة صادقة :-
" صدقني يا خالد أنت الشخص الوحيد الذي أثق به تمام الثقة
أنت الجانب الأمن الذي أعلم أنه لن يخذلني أبداً"
"أبداً "
قالها خالد بحسم رجولي وللمرة الأولى لا يعترض شعوره عن حديثها
هو أصبح يألف وجودها في حياته ويريده
أياً كانت المسميات
نور أصبحت جزءاً لا يتجزأ من يومه
أشار للنادل طالباً الطعام المفضل لهم سوياً ثم أرجع ظهره للوراء مكتفاً ذراعيه وهو يسألها باهتمام :-

" ما بكِ أشعر أنكِ لستِ على ما يرام ؟"

تعلقت عينيها بعينيه بنظرة امتنان وشئ أخر لا يفهمه
شئ أقرب للرجاء وربما الضياع
وبمكانها كانت تبثه حديثاً بعينيها تعلم أنها لن تستطيع البوح به
ماذا تقول ؟
هل تقول له عن الأخر ؟
هل تخبره أنها تحدث غيره
بل الأسوأ أنها أصبحت متعلقه به ولا تعرف تعريف لشعورها هذا
فقط هي منجذبة
وانجذابها مرعب لروحها
هذه الفترة من حياتها أشبه بإرادتك الرسو على شاطئ النجاة لكنك علقت ببحر أمواجه عالية .. تياره عكسي تجذبك شدته حيث القاع لذا حين تكلمت كانت نظرتها ملبدة بحزن شفاف لا رياء فيها ونبرتها تقطر صدقاً وهي تقول :-
" أنا أحتاجك جدا يا خالد .. أحبك جدا .. وأريدك جواري على الدوام "
وللمرة الأولى لم يجفل من لفظ الحب أو يستنكره
لقد سكت ونظرته توشي بالرضا
وإن لم يكن يحبها حب رجل لامرأته ما بداخله لها أعمق
حبه لنور حب أخ لأخته الصغرى
حب أب لابنته
حبه لنور حب تحتاجه تماماً وتستحقه !
وبالأخير نحن برؤية القلب أوفياء وبحكم العقل أكبر مغفلين !

.....................................

نحن بساحة الحرب دون راء مسموح لنا باستخدام كل أسلحتنا المشروعة حتى نصل لنقطة الإنتصار
وبساحته هو يستخدم حتى الغير مشروع منها المهم أن يصل !
لم يكن للحب مكان في حياته بأمر تعسفي منه للقابع بيسار صدره حتى اصطدم بها بوقت كان كافر بالعشق وبالأنثى وبكل ما يمكن أن يحرك المشاعر فغافله قلبه بالتمرد
هربت منه الدقات وبقت له اللعنات حين صدمه الواقع بحقيقة أنها تخص أخر
لكن كما عهد الحظ أنه دوماً حليفه كان يحتفل بخبر إنفصالها كمريض ينتشي بمصائب غيره !
المهم الأن أنها أصبحت له .. ملكه إمرأته ورغماً عنها حبيبته
حبيبته التي يتسلل إليها رغم كل قوتها وصلابتها المزعومة هو متيقن من إثبات بذوره أخيراً بجذور قلبها التي لم يصل إليها أحد من قبل وإن لم تعترف أبدا لا يهم
بالأخير هي أنثى
والأنثى مصباح فتيل إشعاله العاطفة وهو كان ثقاب لا ينطفئ
يقترب منها حثيثياً حتى نال اللمسة والقبلة وماعدا ذلك حيث
الدقة
الدقة التي غافلتها وأصبحت له وإن لم تنتبه لها
الأستاذة غرقت وإن كان بحدود
حدود لا يتعداها هو حفاظاً عليها فهو ومهما بلغ مجونه رجل
والرجل أولى قواعده المحافظة على أنثاه
وحدود تفرضها هي بحكم تربيتها وصلابتها وتعلم أنها لبؤة عند اللزوم تكشر عن أنيابها لتنهشة إن أراد التمادي بعبث
"لقد تم الحكم بالبراءة مبارك "
رسالة صغيرة أرسلها لوالده ثم أغلق الهاتف الخاص بالعمل وألقاه جانبا ورفع الأخر لأذنه يستمع للرنين وهو يحرك السيارة من أمام المحكمة يهاتفها مخبراً أنه في الطريق لها حيث عَلي كان يقضي معها اليوم بطلب منها أبهج قلبه على بكرة الصباح
ساعة وكان يصف سيارته أمام أحدى المطاعم الشهيرة ودقائق أخرى وكان يبصرها تجلس على طاولة جانبية جوار ابنه يتضاحكان
طافت عيناه عليها بوهج الإعجاب وبريق الغيظ
إعجاب ذكوري فهي أنثى ستصيب قلبه ذات مرة بأزمة من شدة التوق
وغضب من هذا الذي ترتديه
فستان طويل باللون الأسود بأزار والأستاذة قررت فتح الأزرار إلى النهاية مرتديه أسفله بنطال جينز ضيق يحدد فخذيها اللذان ازدادت فتنتهم مع وضع الجلوس يعلوه بلوزة قطنية تحتضن جسدها بنعومة وكأنها ينقصها فأدخلتها داخل البنطال
امتعض بضيق وغيرة مجنونة لكنه قبعها وهو يتقدم منهم قائلا بعبثه المعهود وهو يلتقط عَلى مقبلاً له بقوة :-
" مرحباً يا أستاذة "
رفعت عينيها إليه في تحية غير منطوقة قابلها بتأمل ذكوري شتتها حتى امتعضت قائلة بضيق :-

"لما تنظر هكذا ألا ترى أننا بالخارج وحولنا ناس ؟"

وكأنه سيهتم وإن كانو وسط العالم أجمع قارعها بتواقح قائلاً :-
"إذاً أفعل ونحن وحدنا "
زمت شفتيها بضيق فتجاهل الكرسي المقابل وجلس على المجاور لها بزاوية يضربه عطرها المنعش بنارية تشبهها في صميم مشاعره فتعود نظرته للتمهل ثم يميل عليها قليلاً متسائلاً ببراءة لا تليق به :-
" أرى أن الدعوة عامة فلما تتضايقين ؟"
عقدت غدي حاجبيها بعدم فهم وهي تسأله :-
" أي دعوة ؟"
أرجفتها نظراته لكنه مال هامساً بضيق أعقبه بغمزة خالية من المرح :-
" دعوة النظر والشم يا أستاذة "
نقرت بأصابعها على الطاولة في إعراض ثم وضعت كفها أسفل ذقنها وهي تقول بتهكم هجومي بعض الشئ :-
" لا تقول لي أنك تدعي الفضيلة يا سيد أكمل فضلاً فهذا الشئ منك يثير امتعاضي "
كبح شعوره وانفعالاته عن الظهور كما هو العادة لكنه حك أنفه قائلا بنبرة مترفعة بعض الشئ :-
" هل تعلمين ما مشكلتك يا غدي حقا ؟"
ناظرته باستخفاف لم يبالي به ظاهريا رغم ضيقه وقال بنبرته الجامدة :-
"مشكلتك انك تشغلين نفسك بالنظر لأثام غيرك وعيوبهم غير معترفة انك المثل "
" المثل ؟"
قالتها باستنكار رافعة حاجبيها وعينيها تنبضان بالشرار فمط شفتيه قائلا بابتسامة رأتها صفراء :-
" أنت تنظرين يا غدي لنوعية الخطأ وليس للخطأ نفسه
مع أنكِ لو فكرتي قليلاً ستجدين أن كلاً منا مخطأ في نظر الأخر أي أننا متشابهان "
أثار جنونها ..أعصابها ومشاعرها التي أصبحت مضطربة بقربه على الدوام فنطقت بقسوة لا تعلم لما ضايقتها من نفسها :-
" لا تشبهني بك أبداً يا أكمل
أنا وإن كنت مخطئة في طريقة ملابسي فعلى الأقل خطأ لا أضر به أحد ومعترفة به في قرارة نفسي
أما أنت فما هو مبررك لظلمك لمن هو برئ ها "

ضغط على قبضته بقوة قائلاً بنبرة منفعلة وإن كانت خفيضة :-
"إنها ثغرات قانون يباح لنا إستغلالها يا أستاذة "
أصدرت غدي صوتاً مستهزئاً ثم مطت شفتيها قائلة بامتعاض :-
"حتى ثغرات القانون يا سيد أكمل يكون الحاكم الأخير لنا في استخدامها ضميرنا
ثغرات القانون خلقت لنصرة الضعيف وليس العكس "وربما هي على صواب لكنها لا تدري أنها لمست موطأ الجرح حيث لتوه أتياً من قضية كان صاحبها سيقضى على الأقل نصف عمره بالسجن فأخرجه منها بإصبعه الصغير كما يقولون

وحين يطأ أحدهم لغم أغلاطنا ليس أمامنا سوى المكابرة
التبجح
أو الهروب !
لكنه ليس بمزاج منتشي ليتبجح ولا بروح مرحة ليكابر
هو الأرض ومن فيها ضائقة على روحه الأن فلا ينقصه هي ومبادئها المزعومة فليس أمامه سوى الهروب
فاجئها وفاجئ نفسه وهو يهب واقفاً فعقدت حاجبيها بتساؤل أجابه بفظاظة أجفلتها وهو يعدل من وضعية عَلى بين ذراعيه حيث نام :-
" أرى أنكِ تودين الذهاب هيا كي أوصلك بطريقي "
وازته في الوقوف والحرج يسيطر عليها مع الضيق وشعور أخر متطفل لا تفهمه لكن مع ذلك لم يطاوعها كبرياؤها على الاستفسار أكثر
إن كان قد تضايق فليشرب من البحر !

...........................

ليلاً
تتقلب على فراشها بلا راحة ورغماً عن أنف كل شئ كان قلبها يفتقد مهاتفته التي لم يفعلها اليوم على غير العادة
رغماً عن أنف كذبها وتعنتها وكبريائها هي تفتقد صوته الأن
تفتقد تكراره في الاتصال إن تأخرت
وتفتقد همساته الوقحة التي تعنفه عليها دون أن يستجيب
هل مثلاً عَلي متعب لذا لم يتصل ؟
هل حدث شئ؟
بالتأكيد ليس حديثهم اليوم هو السبب
منذ متى وهو يشعر أو يهمه شئ !
استلت هاتفها ناوية الاتصال عليه والعقل يبرر بعبث أنها تريد الاتصال للاطمئنان على عَلي
وليس للعشق سلطان حيث يبدأ القلب بأخذ المبررات
وربما اتخاذ الحجج
المهم أن يصل لمراده وإن كان يتخذ النكران نهجاً

قبل قليل على الجانب الأخر

مضجعاً على فراش عَلي الذي يجلس على بطنه مقرقراً من كثرة الضحك حتى تأوه بطفولة وهو يركن جانب وجهه لبطن أكمل محتضناً له قائلاً بنبرة تشعر أكمل أنه امتلك الدنيا ومن عليها :-

"عَلي يحبك أكمل "
رفعه أكمل حتى أصبح وجه علي الذي بدأ في الضحك مرة أخرى يعلو وجهه وأخذ يقبله ثم بدأ في عضه عضات خفيفة قائلاً :-
"قل لي فقط هل إن أكلتك أكلاً سيريحك يا ولد"
قطب علي فبدى كرجل كبير ثم قال بتشاقي وهو يبتسم ابتسامة خبيثة جلبت أخرى مماثلة لشفتي أكمل :-
" عَلي يريد طعام "
يصفق بكفيه بتهليل وهو يحرك مقعدته صعوداً ونزولاً على جسد أكمل مواصلا بطريقته المحببة التي يفهمها أكمل عن ظهر قلب :-
" فطائر عَلي يريد الفطائر "
احتضنه أكمل بحنان مقبلاً له قبلات عديدة في عنقه وهو يقول :-
"إن طلبت الدنيا وما فيها لك يا روح أكمل "
نهض من الفراش متحركاً به بين ذراعيه وهو يسأله باهتمام مشاكس :-
" ما رأيك أن نصنعها سوياً بدلاً من شرائها ؟"
أخذ عَلي في التهليل الذي لم يقطعه سوى صوت هاتف أكمل الملح والذي ناوشته ابتسامة عابثة لم تخلو من الضيق وهو يبصر رقم الأستاذة !
........................................

القطيعة في الرحم ذنب وفي العشق مداواة !

تخصر عمر في وقفته متعصباً يواجه هياج أمه ومحاولة رشاد معها أن تهدأ
منذ أن أخبرها أنه سيطلب أن ينتقل لعاصمة أخرى في عمله وهي ثارت بدرجة لم يكن يتوقعها وهاهي النتيجة حين أتاه خبر أنه ربما يتم قبول طلبه وربما تكون مسألة وقت !

" ابتعد يا رشاد ابني خرب مخه على أخر عمري ويريد تركي ولا أراه إلا كل شهر هذا جزاء تربيتي له"

" يا خالتي اهدأي حتى نفهم أسبابه " قالها رشاد بنبرة جدية ورغماً عنه هو حائر في أسباب بن خالته
عمر أبداً لم يكن يفعلها ويترك أمه
رفع رأسه للغاضب أمامه يسأله باهتمام :-
" اشرح أسبابك يا ابن الخالة
لا أفهمك حقا "
تنهد عمر مستغفراً وهو يخبط كفيه ببعضهم قائلاً بغضب أهوج:-
" ماذا أقول لا يوجد أسباب بالطبع
أنا مرتاح لنقلي للمدينة الأخرى
كما أنك جوارها على بعد شارع منا يا رشاد
خالتك وأبنائها يسكنون بالجوار "

صمت بتوتر ثم أردف بنبرة مختنقة سريعه :-
" وهذه معها "
هذه ليس مقصود بها أحد سوى تلك العصفورة النائية تناظره بحزن دون أن يتحدث
منذ أن علمت بالخبر والتزمت الصمت نائية عنه ولم تعبر سوى بنظرة عاتبة أوجعته
لقد أصبح يعيش في عذاب هو في غنى عنه
ماذا يقول لهم بحق الله ؟
هل يقول أنها أصبحت تلازم صحوه ومنامه
أنه أصبح يفكر بها في أكثر أوقات عمله إنشغالاً؟
هل يقول أنه لم يعد يحصل على سلامه النفسي ؟
أنه إلى الأن لا يدري كيف ضربه أحدهم على عقله حين كان واقفاً يشتري بعض الأشياء تخصه فاصطدم بدمية تشبهها في رقتها
دميه ترتدي جلباب طرازه قديم بضفيرتين ملامحها رقيقة وتبتسم بطفولية وتحتضن بين ذراعيها علبه من حلا غزل البنات الملون بألوان الطيف
انجذابه لهم جعله لا يفكر حتى وهو يقترب ويشتريهم ولم يفيق بجنون فعلته إلا بعد وصوله البيت فقرر التخلص منهم ومن حظه أنه نسيهم فرأتهم هي فيما بعد وكما توقع تعلقت بهم
بل طوال ماهي جالسة الدمية بين ذراعيها
وكأنها لم تحصل على دمية بحياتها
بالله ماذا يقول ؟
أنه أصبح أخر لا يعرفه ولا يريد حتى مجرد التطرق بتفكيره لأسباب ما يشعر به
درب من الجنون إن كان ما يرسل به عقله من إشارات صحيح
جحيم!
أصبح يحيا في جحيم وفوضى من المشاعر لا تعجبه ولا يستسيغها بل يستنكرها على نفسه
وأمامه كان رشاد يناظر العذاب المرسوم على وجهه باستغراب
ابن خالته ماذا فيه ؟
ما به ؟
لما هذا الحزن على وجهه وكأنه عاجز ؟
عمر ليس هكذا
عهده شخصية قوية حازمة في أصعب المواقف لما يشعر أنه يريد الهروب الأن
هادنه قائلا بإشفاق :-
" حسنا يا عمر أنت تعلم أن خالتي في عيني لكن ألا ترى أن مدينة .... بعيدة بعض الشئ وأن أجازاتك ستكون بسيطة "
قبل أن يرد كانت أمه التي يكتنفها الجنون تقول بنبرة رادعة :-
" والله إن فعلها لن يكون ابني ولا أعرفه "

" بالله عليكِ يا أمي لا تزيديها اتركيني اذهب وصدقيني لن أطيل في الأمر "
العذاب في صوته جننها أكثر وهي لا تدرك أسبابه فالتفتت لسنابل قائلة بفطرتها الطيبة :-
" حاولي معه يا سنابل إنه كأخيكِ يا ابنتي "

لا تدري أنها تنثر الملح على الجروح بل تصب البنزين على النار فخرجت نبرته غاضبة وهو يلتفت ناحية سنابل التي انكمشت على نفسها أكثر إثر حديثه (العصبي ) :-
" ومالها هي ؟
لما تتدخل بالأساس بأمر لا يعنيها
من قال لكِ أني أريد رأيها أو أني سأسمع لها؟"

نبرة صوته العالية بأكثر ما يستحق الأمر
وجهه المنفعل بشده ونظراته المشتتة كلها أشياء أثارت تفكير رشاد رغم أنها أجفلت أمه فبكت
خالته تعودت على الدلال من ابنها لذا رؤيته هكذا تكسر خاطرها
لكن ما يهمه الأن عمر
لا يريد أن يفكر حتى بما يمليه عليه قلبه
صوت جرس الباب قطع الجو المشحون فتوجه رشاد للباب يفتحه فتفاجئ بالشاب الذي يسكن أمام خالته
ابتسم على مضض قائلاً :-
" مرحباً بشمهندس رائد كيف حالك ؟"
ابتسم رائد قائلاً بلزوجة:-
" مرحبا يا رشاد بخير الحمدلله هل الحاجة أم عمر أصبحت بخير"
ارتفع حاجبي رشاد رغما عنه هامساً في نفسه بتساؤل
" الحاجة أم عمر !"
مط شفتيه وهو يومئ برأسه ناظراً للكيس الأنيق في يد رائد الذي انتبه له لتوه ثم دعاه للدخول قائلاً :-
" نعم تفضل "
ثم تقدمه قائلاً بنبرة لم يستطع كبت الفكاهة بها :-
" يا حاجة يا حاجة أم عمر هناك ضيف لكِ "
التفت عمر بغتة قاطبا وهو يبصر جارهم فحانت منه نظرة لسنابل المطرقة أرضاً أثارت جنونه
لما لا تقوم وتدخل إلى الداخل بحق الله !
رسم ابتسامة تشبه شخص عصر ليمونتين على نفسه قبل أن يفعلها ثم رحب به وهو يهم بأن يدعوه للجلوس في غرفة الضيوف لكن أمه كانت قد سبقته ودعته بالجلوس معهم
عض عمر باطن خده بغيظ وجلس جواره ورغماً عنه سأله بفظاظة ونبرة قليلة الذوق :-
" خير يا رائد لما أتيت "
تنحنح رشاد بصوت عالي منبهاً له لكن عمر زجره بعينيه دون رد
ابتسم رائد ورغماً عنه نظراته تخونه لسنابل لكنه وضع الكيس الأنيق على الطاولة قائلاً بتملق جعل عمر ورشاد يناظرانه بريبة :-
" لقد أخبرتني أمي أنكِ مكنت متعبة فقلت أتي
لأطمئن عليكِ "
" فيك الخير يابني أحياناً يكون الغريب أحن علينا من القريب "
رفع عمر حاجبيه بغيظ وأثر عدم الرد لكنه بدا كأنبوب على وشك الإنفجار حين التفت رائد ناحية سنابل وهو يقول بنبرة رقيقة :-
" كيف حالك يا سنابل ؟"
رفعت سنابل عينيها له متوردة الوجنتين وهي ترد تحيته بنبرتها الخفيضة
والاثنان بل الجميع سوى رشاد المراقب غافلين عن الحريق المندلع بين جنبات الأخر
سنابل ؟
وتبادل السلام أيضاً
وكأن المشرحة ينقصها قتلى فيتملق رائد بالقول :-
" والله وجود سنابل معك يا خالتي أفضل حتى تساعدك "
حسناً كلمة أخرى إن لم يتدخل وسيضع بن خالته رأس المتملق والعصفورة بالماء المغلي حتى يقمسان أن الله حق
نهض رشاد واقفاً وهو يقول بادعاء :-
" والله جئت في وقتك يا رائد سيارتي بالخارج وأريد رأيك فيها "
نهض رائد باحراج وهو يقول :-
" نعم نعم سأسبقك لأراها أين هي "
ابتسم رشاد بشكر وهو يخبره :-
" انها بالخارج بعد المبنى بخطوات "
واحد
اثنان
ثلاثة
أُغلق الباب وانفجر الطوفان حيث وقف عمر مقترباً منها غير قادراً للسيطرة على فورة غضبه أكثر من ذلك :-
" من أين تعرفيه إن شاء الله
وما هذه السلامات ويعرف اسمك أيضاً"
أجفلت سنابل من هجومه حتى أنها رفعت عينيها له قائلة بنبرتها البريئة :-
" لا أذكر أني أخبرته باسمي لكني تقابلت معه أكثر من مرة أمام الباب وأنا أضع القمامة "
" وما دخلك أنتِ بإخراج القمامة من طلب منكِ فعل هذا ؟"
صرخها عمر بغضب دون أن يبالي بردع والدته له بل حتى دون أن يدري أنه عرى نفسه ومشاعره أمام ابن خالته المراقب له بإشفاق دون أن يتدخل هذه المرة
"أنا أسفة لم أقصد ولا أعلم لما ضايقك هذا يا عمر لكنها لن تتكرر "
طفرت عينيها بالدموع وواصلت :-
"إن كان وجودي هو سبب مغادرتك حيث أني أصبحت أضايقك أنا سأذهب لأي مكان "
أنهت حديثها وهي تنشج بعنف غير قادرة في السيطرة على شعورها أكثر من هذا
موجة بكاء عنيفة ألمت بها ولا تجد منفذ للهروب فانكفأت بوجهها بين كفيها منخرطة ببكاء يدمي القلوب
بل هو يشطر قلبه خصيصاً نصفين
هي بطفوليتها هذه تسدد كل الأبواب التي يمكن أن ينفس بها عن ضيقه منها وحقده عليها
هو يجب ألا يظل هنا كثيراً
يجب حتى أن ينتقل قبل أن يوافقوا على قراره
وجهه الذي كان يحاكى العذاب لم يجعل أمه المتحيرة أن تعنفه ككل مرة فقط اكتفت باحتضانها هي وهي تسمعه يتجه ناحية غرفته قائلاً بنبرة ميتة أوجعت قلبها عليه:-
" أنا سأدخل لأنام
المعذرة منك يا رشاد "

انتهى

إلى اللقاء الإشراقة القادمة بعد مرور ستة أشهر


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 10:34 PM   #329

طوطم الخطيب

? العضوٌ??? » 487178
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » طوطم الخطيب is on a distinguished road
Rewitysmile1

اتمنى حسن يفوق لنفسه ويشوف نزواته كانت نتيجتها ايه كان نفسى اطمن على دليدا الفصل رائع تسلم ايدك

طوطم الخطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 10:37 PM   #330

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

#تنويه

المقصود بجملة بعد مرور ستة أشهر يعني الأحداث في الفصل القادم هتكون بعد مرور الستة أشهر
وليس معناه توقف الرواية
الفصل الثالث والعشرون في معادنا الاسبوع القادم إن شاء الله
في انتظار ارائكم


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:58 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.