آخر 10 مشاركات
عبير الحب (الكاتـب : كنت .. أحلم - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          النسيان (الكاتـب : jourouh - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الطاغية - ساره كرافن - روايات ديانا ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الى اين الطريق.. (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          لاادري مااكتب (الكاتـب : مريامي - )           »          القلب والروح والنفس تطلبها *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          انا طير .. (الكاتـب : المســــافررر - )           »          311 - لن ينتهي الرحيل - الكسندرا سكوت (الكاتـب : سيرينا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-10-21, 11:21 PM   #361

احمد حميد

نجم تغطيه مسلسل سيلا 2


? العضوٌ??? » 84369
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,685
?  نُقآطِيْ » احمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond repute
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

احمد حميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-10-21, 03:46 AM   #362

جنون امراه

? العضوٌ??? » 170216
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » جنون امراه is on a distinguished road
افتراضي

جميله جدااااااااااا

جنون امراه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-21, 02:58 PM   #363

ملكه باخلاقي

? العضوٌ??? » 490043
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » ملكه باخلاقي is on a distinguished road
افتراضي

أين الفصل الجديد؟؟

ملكه باخلاقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-21, 01:42 AM   #364

ghanyarji

? العضوٌ??? » 352658
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 958
?  نُقآطِيْ » ghanyarji has a reputation beyond reputeghanyarji has a reputation beyond reputeghanyarji has a reputation beyond reputeghanyarji has a reputation beyond reputeghanyarji has a reputation beyond reputeghanyarji has a reputation beyond reputeghanyarji has a reputation beyond reputeghanyarji has a reputation beyond reputeghanyarji has a reputation beyond reputeghanyarji has a reputation beyond reputeghanyarji has a reputation beyond repute
افتراضي

هلوووووووووووووووووو

ghanyarji غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-21, 07:24 PM   #365

منزيس

? العضوٌ??? » 416752
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » منزيس is on a distinguished road
افتراضي لقد قرأت الجزء الأول وكان في منتهي الروعة.

وانا واثقة ان الجزء الثاني
سيكون روعة مثل الجزء السابق


منزيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-21, 08:25 PM   #366

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

مساء الخير
كل سنة وانتم طيبين جميعا
وحشتوني والله
بالبداية بعتذر لعدم نزول الجزأ التاني من الإشراقة الثالثة والعشرين الاسبوع اللي فات كنت مسافرة وبجهز للسفر وكنت تعبانة ومشغولة جدا
ثانيا بعتذر عن عدم الرد ع تعليقات اخر جزأ نزل انل مصابه بالتهاب أعصاب دراعي اليمين من اكتر من سنه فأحيانا ليزيد عليا بس انا قرأتهم كلهم تسلم ايديكم على الجمال ده
وانتظروا النهاردة الجزأ التاني من الإشراقة الثالثة والعشرين في انتظار تفاعلكم 😍


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-21, 08:40 PM   #367

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,962
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء يسري مشاهدة المشاركة
مساء الخير
كل سنة وانتم طيبين جميعا
وحشتوني والله
بالبداية بعتذر لعدم نزول الجزأ التاني من الإشراقة الثالثة والعشرين الاسبوع اللي فات كنت مسافرة وبجهز للسفر وكنت تعبانة ومشغولة جدا
ثانيا بعتذر عن عدم الرد ع تعليقات اخر جزأ نزل انل مصابه بالتهاب أعصاب دراعي اليمين من اكتر من سنه فأحيانا ليزيد عليا بس انا قرأتهم كلهم تسلم ايديكم على الجمال ده
وانتظروا النهاردة الجزأ التاني من الإشراقة الثالثة والعشرين في انتظار تفاعلكم 😍
سلامة قلبك يارب بالانتظار ياعسل


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-21, 10:00 PM   #368

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 626
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

سلامة قلبك و ايدك
اجر و عافية يارب


Shadwa.Dy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-21, 10:05 PM   #369

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزء الثاني من الإشراقه الثالث والعشرين

الاهتمام ملح الحب الذي يُنثر على جروح العواطف فيشعلها!

قلبه يهدر..يهدر..يهدر
قلبه يهدر في صدره كالمجنون منذ أن سمحت له أمها بالدخول إلى غرفتها للإطمئنان عليها
وضع أكمل كفه على المقبض وانتظر لثوانٍ وهو يطلق نفساً طويلاً عله يهدأ لوعة قلبه قليلاً قبل أن يدخل ..
فتح الباب ودخل ثم أغلقه ورائه وتقدم للداخل حيث فراشها بناحيه جانبية من الغرفة وهناك انحبست أنفاسه وهو مسمر مكانه لدقائق غير مصدق ما يراه أمامه ..
نائمة على فراشها ترتدي فستان قطني قصير كتفيه مكشوفين لكنه بأكمام تصل أسفل مرفقها , وجهها الجميل يبدو شديد الإرهاق إثر الحمى التي أصابتها ..شعرها الأسمر نائماً جوارها على الوسادة وكأنه ينافس سواد الليل جمالاً

اقترب أكمل وهو يبلل شفتيه بطرف لسانه عله يجلب بعض الريق لحلقه الذي جف ثم جلس على جوارها على الفراش نصف جلسة ..
ملس برقه على أطراف شعرها وهو يتنهد بتألم رجل بلغ من العشق أضناه ..
هو الذي يحى بها وهو المقتول فيها ..
حين سمع نبرة صوتها المتعبة فقط جن جنونه وهو يهدر في سراج بضرورة عودته بأي شكل وحين وصل بعد أن دبر له سراج سيارة تعيده لم يمر حتى بالشقة بل لم يفكر حتى وهو يرن جرس بيتهم في الثامنة صباحاً ..
يرفع رأسه وهو مغمضاً لعينيه تماماً وكأنه يطبع صورتها النارية هذة بين ثنايا عقله...
تبدو كملكة أبانوسية تنام قريرة العين غير شاعرة بمن تأسرهم سبايا برمش عينيها ..
ثم يعود ويفتحهم وهو ينظر لها ثم يبتسم بتلاعب وهو يفكر بأي طريقة سيُيقظها وبما ستفعله حين تجده أمامها ؟
مرر ظاهر سبابته بنعومة على وجنتها الدافئة حتى تململت عاقدة جبينها فيتوقف !
ثم يعود ويفعل مرة أخرى حتى فتحت عينيها أخيراً عليه دون أن ترمش حتى وكأنها لا تصدق ما تراه أمامها ...
عذاب ...عذاب ....عذاب
ما يشعر به الأن هو عذاب مُطلق وهو يمنع نفسه عنها
لقد كان دوما ما يتخذ من شراستها درعاً يحتمي به منها لكن كيف وهي تبدو في قمة الضعف والأنوثة هكذا ..!
تقطب غدي وهي ترمش بعينيها ثم تعود وتدقق النظر به هامسة بعدم تصديق :-
"أكمل !!"
ثم تعود وتتسع عينيها هامسة بذهول حقيقي وهي تراه جالساً أمامها على فراشها يبتسم لها تلك الابتسامة المتلاعبه التي تميزه :-
" يا مجنون ألم تكن لتوك سافرت بالأمس ؟"

يمد ذراعه يرفعها له حتى باتت على مسافة قريبة منه غير مبالياً بشهقتها المتفاجئة أو كفها الذي حط على صدره كي تبعده ثم أسر عينيها بين عينيه هامساً ببحة :-

" لقد أخبرني والدك بعدما أغلقت معك وهاتفته أن حالتك إضطرتهم أن ينقلوگِ للمشفى فأقسمت على سراج أن يقلب الدنيا حتى لا يأتي الصباح إلا وأنا هنا جوارك ..
نظرتها المشدوهه بمشاعرها التي تطبق عليها وتقاومها بضراوة تفعل بقلبه الأفاعيل فتهمس :-

" أنت مجنون ...مجنون "

يضمها أقرب لقلبه غير مبالياً بتأوهها ، يهذر بالهمس المحموم وهو يقترب أكثر حتى انغلقت المسافات بينهم
" أنا مجنون بكِ ..بكِ "

ما حدث بعدها كان غير قابلاً للوصف أو التصديق لقلبيهما مشاعره الهادرة تقبض على أنفاس مشاعرها المقاومة له فتحيلها رماداً متوهجاً بهدر العشق الأسطوري !
عاطفته الغير قابل للوصف لها تصفع خوفها في الوقوع به فتسقط صريعة بين جنبات عشقه
قلبه يتضخم بفرحة غير قابلة للتصديق وهو يرى عدم مقاومتها له إلى الأن فيتمادى بخبث كي تدفعه بدلاً من أن يغرق بها أكثر ولو جلبوا له المدفعيه وقتها لن يخرج من الغرفة حتى يقتلها فيه!!

زفر بسخونة يفتح عينيه خارجاً من لجة السحر التي لفتهم فيتنفس كي يعب الهواء إلى صدره قليلاً غيراً مبالياً بلسانها الفالت وهي تتمتم بغيظ يعاكس احمرارها خجلاً؟
وربما ..ربما عشقاً
رباه هل يطمع ؟ هل يطمع ؟
همستها المغتاظة وهي تلف شعرها الطويل في لفه مهملة :-

"أخرج يا أكمل ...أخرج وقل لهم أنك لم تستطع أن تيقظني "

نظر لها أكمل نظرة وقحة ذات غمزة ثم ابتسم ساخراً بنعومة وهو ينظر في ساعته :-
" أنا معك في الغرفة منذ ما يقرب من الساعة "

ثم يغمزها مرة أخرى قائلاً بجرأه :-
" أمك الأن بالتأكيد تنتظر الحفيد "

شهقتها جعلته يضحك بصفاء يخالف تكدر أيامه التي يشعرها باتت قليلة خاصة وهي تضربه بقبضتها في صدره وهي تجز على أسنانها بغيظ هامسة بتبرم :-
"أخرج يا أكمل أنت لست مضحكاً بالمرة"

يقبض على كفها وهو يفعل المثل مع عينيها يثبتها بنظراته المشتعلة فيخرسها همساً بلهيب عشقه :-
"أنا أحبكِ ...أحبكِ"

تنخفت حدتها رويداً فتهمس مترجية :-
" أخرج يا أكمل ...أمي الأن ماذا سأقول لها حين تذهب "

تقطب حاجبيها ثم تواصل :-
" تفعل فعلتك وتستجيب لجنونك ثم تتركني أنا أتصدر التبرير "
يهز كتفيه وهو يرفع حاجباً واثق وهو يقول بتملك يخطف الأنفاس :-
"أنتِ زوجتي ..إمراأتي ..أنا لا أحتاج للتبرير معك "

ثم يمرر أنفاسه على وجهها بتلاعب وهمس بنبرة شديدة الصدق ترفع روح الأنثى بها إلى أعالي سماء الغرور :-

"أنتِ خارج كل القوانين يا بنت البرعي "

ثم يعود وينزل قليلاً حتى موضع النبض في عنقها فيدلله ثم يهمس غامزاً :-
" قولي لها كنت أقيس حرارتك حتى أطمأن عليكِ"

ابتسامة خائنة تناوش شفتيها فيدللها بنعومة قبل أن تهمس بغيظ ساخرة :-
" هل تقيس حرارتي في ساعة يا أكمل يا بدوي"

يرخي جفنيه بجاذبيه ثم يغمز مرة أخرى قائلاً بجرأة مقصودة:-
" بالطبع فهناك مواضع كثيرة يجب أن أطمأن منها على حرارتك "
دفعها له على الفراش وهي تهمس بغيظ :-
" أخرج ..يا أكمل أخرج "
جعلته يستجيب لها طواعية ضاحكاً وهو يقوم ثم يعود ويميل مرة أخرى هامساً بتشاقي جذاب :-
" لكني لم أطمأن من باقي مواضع النبض ..لم أصل لها كاملة "

..............................

الصدمة النفسيه كجرح عميق يحتاج للتنظيف والتطهير حتى لا يحدث إلتهاباً يؤدي لمضاعفات كبيرة لا تقدر الروح على تحملها
" مرحبا يا صغيرة "
قالها شهاب مبتسما بحنان لسنابل التي جلست أمامه رافعه رأسها ويبدو على وجهها شيئاً من الراحة المبشرة فأردف :-
" أرى أننا نتحسن صحيح ؟"
هزت سنابل رأسها نفياً وهي تقول بقنوط :-
" لا أشعر بذلك "
وافقها شهاب وهو يقول مبتسماً :-
" لم أقل أنك تعافيتي تماماً لكننا على الأقل تخطينا المرحلة الصعبة "
" وماهي ؟"
بدأ شهاب في خط عدة ملحوظات أمامه ثم سألها باهتمام :-
"هل مازالت تنتابك حالة العيش في نفس الحدث وكأنكِ بداخله ؟"
هزت رأسها نفيا ثم قالت بعجز :-
" لا لكني مازلت أشعر بالخوف أحيانا استيقظ من نومي مروعه "
أومأ بتفهم شارحاً :-
" هذا ما أقصده يا سنابل لقد تخطينا مرحلة flash back
وهي أنكِ تعرضتي لصدمة نفسيه وبالتالي يستعيد جسدك ومشاعرك كل الحدث الذي حصل لكِ وكأنه يحدث مرة أخرى "
أومأت سنابل بتفهم أرضاه وقد بدأت تتجاوب معه منذ جلستين أو أكثر
" نحن الأن نعمل على التغلب على نوبات الهلع التي تأتيكي والتي هي أيضاً أثار الصدمة التي تعرضتي لها لكن قبلا سأسألك بعض الأسئلة وتجاوبين عليها "
أومأت برأسها فتحرك شهاب من جلسته وراء مكتبه وجلس على الكرسي أمامها فهو يحب دوماً أن يشعر مرضاه بالأمان
"هل تشتاقين لأهلك يا سنابل ؟"
طفرت الدموع من عينيها وهي تضم قبضتيها الصغيرتين معاً ثم تقول :-
" سأكون كاذبة إن قلت لا "
بدأت في النحيب المعتدل ثم واصلت :-
"أحياناً أتسائل هل يتذكروني ؟
هل أطرق أبواب عقولهم
هل تشتاق لي أمي كما أفعل معها "
أومأ شهاب بتفهم ثم طرح عليها سؤالاً أخر :-
" ألا تفكرين بمواصلة دراستك ؟"
ارتجف جفنيها ارتجاف ملحوظ لعينيه المراقبتين
وجهها تشنج بشكل غير ملحوظ إلا لتدقيقه الخبير ثم همست :-
" لا أنا لم أكن أحب كليتي بالأساس
كما أني أخاف كيف سأخرج هنا ؟
أنا لا أعرف أحد ولا أتخيل أن اسير وحدي هنا "
تطرق برأسها وكأنها تتخيل :-
" ربما أموت وربما أتوه " ترتجف شفتيها وواصلت :-
" لقد رفعت دراستي من رأسي أنا أعيش يومي لأنتظر موتي "
رفع شهاب حاجبيه يجاريها بحذر :-
"ألا ترين أن بالحياة شئ يستحق عيشك "
ارتسم على وجهها حزن بدا غير مفهوم له لكنها فسرت :-
"الشئ الذي يجعلني أعيش هو أمي التي أعيش معها الأن لا أحد غيرها يحبني "
نقر شهاب بالقلم على الأوراق الموضوعه على فخذه وهو يشعر أن كلامها منقوص لكنه لم يزد عليها وغير السؤال وهو يدقق بملامحها جيداً :-
" هل مازالتِ تتذكريه ؟
هل مازالتِ ناقمه عليه ؟"
الصمت عم الغرفه لا يشوبه سوي صوت المكيف
هي مطرقه برأسها وهو يترك لها مساحة الحرية إما أن تتحدث وإما أنه لن يضغط عليها وسيبدل السؤال إلا أنه ابتسم في نفسه بانتصار وهو يجد صوتها الخيض يتسلل من بين شفتيها وهذة المرة دون دموع :-
"أتذكره نعم
ناقمه عليه نعم لكني "
صمتت فضيق شهاب عينيه منتظراً بصبر حتى واصلت :-
" لكني أدركت ان نفسي هي الأخرى تحتاج النقمة مثله "
أومأ شهاب بتفهم وهو يرى أنها الأن تحتاج لاطمئنان أكثر فتحرك ناحية المبرد الصغير يفتح منه زجاجة عصير صغيرة لها وكأنه يضفي جو من الحميمية العملية على الجلسة
شئ يفعله مع مرضاه حتى يشعرهم بالاطمئنان ويخفف عنهم ثقل الحديث ثم جلس مكانه وقال :-
" تحركي يا سنابل بالغرفه وأنتِ تتحدثين إن أردتي أنا أسمعك "
نظرت إليه وكأنها تتسائل لما لكن وجدت في نفسها الرغبة في ذلك فتحركت وهي ترتشف من العصير حتى وجدت في نفسها الراحه أن تنظر من النافذة التي تطل على الحديقة الخضراء :-
"أحياناً أفكر أني لو منعته لما حدث كل ذلك أنه ربما لم يمت وكنا الأن متزوجين "
" لكنه بكل الأحوال قدره وكان سيموت حتى وإن منعتيه "
صدمها حثيثياً وهو يختبر ردة فعلها لكنه ابتسم وهي تقول بخفوت :-
" أعلم "
عادت وواصلت بقنوط :-
" ربما أصبر نفسي وربما أجلد ذاتي أنه حتى لو مات لم أكن سأصل لهذا الحال
كنت الأن بالتأكيد جالسه أترحم عليه ؟"

" إذا أنتِ معترفه أنكِ شاركتيه بالخطأ ؟"
أومأت سنابل برأسها وقالت بنبرة شديدة الحزن مست شهاب :-
" نعم ليتني لم أتلهف لعاطفته المجنونة لما كنت بحالي الأن
لما كنت أتجرع مرارة ذنبي وحيدة "
" لما لا تسامحين نفسك يا سنابل ؟" سألها شهاب بقوة لكنها استدارت له وهي تقول بنفس النبرة:-
" ربما لأني لم أجد من يسامحني "
عاد شهاب وسألها مجدداً :-
" هل تتمنين عيشه ؟ هل تظنين أنه لو عاش لم يكن ليتخلى عنكِ ؟"
أومأت برأسها ثم عادت وهزت رأسها نفيا وهي تقول بنبرة شاحبه :-
" لو عاش لم يكن ليتخلى عني أثق في هذا فهو كان يحبني جدا لكن قدره خالف هواه وخالف ثقتي به وأخذه "
" هل مازلتِ ناقمه على موته ؟"
هزت رأسها نفيا وقالت :-
" لم أعد "
اقتربت منه وهي تقول وكأنها تحدث صديق :-
" أتعلم أنني لم أعد أتمنى عيشه كثيرا يعني أحياناً فقط
أقصد أني الأن لا أجد في داخلي مشاعر قوية تجاهه
مشاعري مشحونة ما بين نقمة عليه وعدم مسامحه له ولنفسي لكن حب كما كان لا أظن "
أومأ شهاب بتفهم وانتصار داخلي
هي الأن أصبحت على أعتاب تفسير مشاعرها
لم تكن تحبه لكنها كانت خاضعه لمشاعره العاتيه
للدفق العاطفي الذي كان يشحنها به وقد كانت فارغه فتستقبل كل ما يعطيه بنهم جائع لكنه لن يخبرها بذلك يجب أن تكتشفه بنفسها لذا أشار لها بالجلوس ثم قال :-
" يكفي أسئله إلى الأن " ثم ابتسم وواصل بتشجيع :-
" نحن سنبدأ بسحب الأدوية تدريجيا الأن
حيث سنقلل الجرعات لنصف قرص لمدة اسبوعين ثم ربع قرص وهكذا عامة سأكتب لكي التعليمات "
تحرك خلف مكتبه مرة أخرى ثم قال بنبرته الرحيمة التي تأسر قلوب مرضاه :-
" لا أريد منكِ يا سنابل أن تقمعي مشاعرك الحزينه التي تنتابك
أنتِ هكذا تودين بنفسك لنتائج عكسيه "
"انتبهي لي " نطقها بقوة فرفعت رأسها له فنظر في عينيها بتدقيق وهو يقول :-
" لاحظي الطريقه التي تحدثين بها نفسك
هل هي نبرة اتهام أم نبرة مناقشة
وإن كانت اتهام عدلي فيها وتوقفي عن جلد ذاتك وإطلاق أحكام غير عادله عليها
تقبلي أنكِ بشر وتخطأي وتصيبي
إن كانوا عاملوكي بالظلم يا سنابل فلا تفعلي مع نفسك المثل "
أومأت برأسها وهي تشعر بدفق تنهيدة راحه بداخلها ندت عن صدرها فابتسم شهاب وواصل :-
"كوني أكثر تقبلاً لنفسك لأفكارك ومشاعرك
سامحي نفسك يا سنابل ولا تنتظري من أحد السماح "
دون عدة ملاحظات بالورق أمامه ثم سألها باهتمام عملي :-
" ماذا ينتابك حين تأتيكِ نوبة الهلع وهل تأتيكِ بصحوك ومنامك أم منامك فقط ؟"
" الاثنين ...أشعر بالخطر وكأن شئ سيحدث لي اللحظة ..جسدي يكون بارداً جداً وضربات قلبي عاليه حتى أني أحياناً أرتعب فأجدني أركض لأمي التي أعيش معها كي تحتضنني "
أومأ شهاب بتفهم ثم قال :-
" جيد أريدك ألا تهربي من شعورك يا سنابل
واجهي المرض لا العرض
أنفاسك تذهب ؟
ضربات قلبك تتعالي؟
تشعرين وكأنكِ ستموتي اللحظة ؟"

فتح كفيه وهو يواصل :-
" كم مرة حدثت لكِ النوبة وانتهت وأنتِ مازالتِ بخير ؟
كم مرة قلتِ أنكِ ستموتي أو سيصيبك خطر ومرت ولم يحدث شئ؟"
" كل مرة " نطقتها بخفوت فابتسم شهاب قائلا :-
" ها أنتِ قلتيها
لا أريدك أن تخافي مما يحدث لكِ على العكس واجهي العرض لا تتجنبيه
حدثي نفسك أنكِ بخير وأنه لن يحدث شئ مهما انتابتك من أعراض اجعلي بداخلك المرونة النفسيه التي تتقبلها
جربي هذا ستجديها كل مرة تقل حدتها عن الثانيه
إن أتت اليوم ساعة غدا ستكون نصف وهكذا "
....................................

بعد مرور عدة أيام

الحب مقطوعة موسيقية تحتاج راعي محترف لإيقاعاتها حتى يعزف الأنغام بتمازج فيصل سريانها مضبوطاً وصادقاً لأذان المشاعر!

إحدى الفنادق وخصيصاً قاعة أفراح .....

صوت الأغاني الصاخبة عالي يصاحبها صخب المشاعر المتباينه
على إحدى الطاولات تجلس مع جدها وزوجته يجاورهم أمها الساخطة على أخيها وعلى أبيه وعلى الدنيا بأكملها ربما فهي لا تبتسم حتى على خلاف ما يفترض أن تفعل أم العريس لكنها لا تتدخل
وبينها وبين أمها كانت نهى التي ستلد غدا أو بعد غد على الأحرى يليها حمزة الذي يراقص حياة على ساقيه
حين كان عمار يراقص سنا مال حمزة عليها قائلا بشقاوة :-
" هل تعلمين أني أشفق على عروس أخيكِ اليوم ؟"
لكزته رنا بمرفقها في جنبه وهي تقول :-
" اخرس يا وقح "
شهق حمزة بافتعال وهو يرسم تعبير برئ على وجهه وهو يقول :-
" وقح وهل إن كنت أنا وقح ماذا سيكون أخيكِ الذي يلتهم العروس بعينيه دون حياء فتكاد تبكي منه "
حانت نظرة من رنا لأخيها ثم عادت لحمزة قائلة بجديه :-
" هل تعلم أني أخاف على عمار من اندفاعه أخاف عليه وعليها ودوما ما تحدثت مع شهاب في هذا الأمر "
هز حمزة رأسه وهو يسألها :-
" ألن يدخل شهاب ؟"
هزت رأسها نفياً وهي تقول :-
" تعلم أنه لا يحضر أفراح لذا سيظل بالخارج "
صدرح صوت الصغيرين باكيين في عربة الأطفال الخاصة بهم فمطت رنا شفتيها ببؤس قائلة :-
" يارب أريد أن أرتاح "
ابتسم حمزة بشماته وهو يقول :-
" حتى تحترموا أنفسكم ولا تنجبوا أنتِ والوقور مرة أخرى "
زجرته بعينها وهي تقول بتقرف :-
"أخرس واذهب للوقور أخبره أن يوافيني بالغرفه التي كنت أجهز بها حتى أطعمهم "

منصة العروسان
بعد أن انتهوا من رقصتهم جلسوا متجاورين هو مبتسم بسعادة وهي تخجل رغم لمحة الضيق التي على وجهها
والديها لم يعجبهم الطريقة التي راقصها بها عمار وقد ظهر جلياً على وجوههم وإن لم يتحدثوا
هي حتى خجلت كثيراً ولم تكن راضيه تماماً لكنها لم تُرد إفساد فرحته كما أن سديل أخبرتها أنها عليها أن تنطلق كما يجب لعروس أن تفعل
مداعبته لأصابعها القابعه في كفه بحميمية صرفتها عن تفكيرها فمال هامساً بصدق :-
" أنتِ جمالك إستثنائي اليوم "
"حقا؟"
نظرته التي رماها بها كانت أصدق من ألف قول
نظره خالصه بالوله جعلت معدتها تتلوى بين أضلعها بمشاعر معدودة
مشاعر حلوة تخطوها معه بلا تفكير
رفعت عينيها وتسمرت وقد اتسعت ابتسامتها وزادت توهجاً وهي تبصر غدي تدخل من باب الزفاف
لقد ظلت حزينة الفترة الماضيه بسبب مقاطعة غدي لها حين علمت بأمر قرابتها مع أكمل
تقدمت منها غدي تتهادى في فستان أحمر ناري بلون مزاجها
وقفت غدي أمامها ترفع حاجب وتنزل الأخر بعلامة شريرة وهي تقول :-
" أخبريني فقط كيف لم يطاوعني قلبي ألا أتي لكِ اليوم وبالأخص أني لا أطيقك لا أنتِ ولا بن خالتك المزعوم "
في نفس الوقت كان عمار منشغل مع أصدقائه الذين بدأوا يتوافدون في الحضور تباعاً وأخرهم كانت هي
ماريان
مالت غدي تحتضن سنا بقوة ودوما ما يتغلب عليها شعور بالحماية جهة سنا فهمست في أذنها بثقة رغم أن النبرة عابثة :-
" تبدين كأنثى مثالية اليوم يا سيدة سنا "
بادلتها سنا العبث وهي تقول بنبرة تقطر سعادة :-
" أخيراً مارلين مورلو اعترفت أن صديقتها تمت للأنوثه "
غمزتها غدي وهي تومئ برأسها كعلامة للتوثيق وقبل أن يتسنى لأي منهم الرد كانت ذراع رجوليه تلتف على خصرغدي بحميمية لم تستغربها ومن يجرؤ على فعل هذا سوا وغدها الهُمام!
الذي صدح صوته من قائلاً بنبرته العبثيه الساخرة :-
" مبارك يا بنة الخالة "
"إذا فقد تصالحتم ؟" قالتها سنا مبتسمة فالتوى فك أكمل بابتسامة بادرة وهو يقول بعنجهيه مثيرة لرفع الضغط :-
" الأستاذة لا تستطيع الابتعاد عني يا سنا "
أصدرت غدي همهمة ساخرة وهي تبعد ذراعه قائلة بفظاظة :-
"فقط أرحنا من غرورك قليلاً حتى لا نغرق فيه "
قاطع مناوشتهم صوت منظم الأغاني وهو يقول :-
" الأزواج والمرتبطين ينتقلون مع العروسين ليشاركوهم رقصتهم الثانية
ثوانٍ وكانت منصة الرقص ممتلئة فصدحت الأغنية المعروفة
" عيني أنت وروحي أنت ودمي دمك "
احتوى عمار سنا بين ذراعيه هامساً كلمات الأغنية في أذنها بعاطفه جامحة
" رح اسجل روحي باسمك حتى أظل كل عمري يمك
أنت بس خليك يمي خلي أنسى وياك همي "
وضعت كفها على صدره الذي يدق بتسارع وهي ترد له الهمس وكأنها تطمأنه :-
" أنا جوارك على الدوام "
وجوارهم كانت الأنظار مجذوبة لتلك الفاتنة التي يراقصها هذا الشاب اللافت للأنظار
مال أكمل على أذن غدي هامساً بسخريه على كلمات الأغنية
" أنا حاير وين أضمك "
" كيف يعني حائر ؟
يغمزها بعبث وهو يقول :-
" هل تريدين أن أعلمك أين يكون الضم يا أستاذة ؟"
كلماته بريئة اللفظ عبثية المعانى وقحة التفكير تماماً جعلتها تضربه بقبضتها على ظهره رغم ابتسامتها التي لم تستطع كبحها :-
"احترم نفسك "
وعلى زجرها كانت كلمات الأغنية تعاندها وتعاند الاحترام تماما موافقه رغبات أكمل الدنيئة
" ومرة أبوسك مرة أشمك "
" هذا هو الكلام " قالها ضاحكاً وهو يتشمم رائحتها المسكرة بوله دون أن يظهر ذلك ثم يهمس بعبث وابتسامتها الأنثوية تخونها بثقة رغماً عنها
" يبقى أن أقبلك على الرحب والله يا أستاذة "

بجانب بعيد كان هناك زوجان من العيون الدامعة تراقب بتألم
عينان جميلتان لطلة أنثوية مبهرة رغم عدم تكلفها تنهمر منهما الدموع بتقطع مثير للشفقة وقد تركت المكان وخرجت حيث الاستراحة التي يوجد بها شاشات لعرض الزفاف من الداخل
تنظر له وقلبها يتقطع إرباً يراقص عروسه وكأنها الأمثل على الإطلاق
أليس من المفترض أن تكون هي التي يراقصها الأن
ألم تحلم مراراً بهذا اليوم أن يكون يومها
شعورها أشبه بشحاذة تنظر للفتات من سيدها عله يغني رمق عاطفتها بالقليل منه
ليتها تستطيع الفرح
ليتها تستطيع السعادة من أجله كما يفترض لكل الحاضرين
تشهق بانهيار حتى أنها تضع كفها على فمها حتى لا يُفتضح أمرها
إنها حتى إلى الأن لم تستطع الاقتراب منهم مباركة لهم
تقبض على حرف الطاولة بكفها بعنف ونفسها تتلوع بحسرة أليس من المفترض أن تكون هي ؟
.......................................

بالداخل إحدى الطرق المتوارية بالقاعة ..
مالت سديل على خالتها الجلسة على كرسيها المتحرك في بكاء عنيف قائلة بشفقة :-
"ألن تخرجي يا خالتي "
مسحت خالتها دموعها بطرف وشاحها وهي تهز رأسها نفيا قائلة من بين دموعها :-
" لو خرجت سيذهب لو رأني سيذهب "
ناظرتها سديل بحزن ورغماً عنها لا تستطيع إلقاء اللوم على أكمل
ما عاناه بن خالتها لم يعانيه أحد على عكس واجهته الظاهرة للجميع
ومن طرف الحائط كانت أمه تخطف النظرات له
تماما شعورها كان أشبه ؟
كان أشبه بشحاذ يبحث في القمامة خلسة عن بقايا الطعام
كصاحب حق تنازل عنه بمحض إرادته فأصبح يتسلل خفيه لرؤية البقايا منه
ترى ابتسامته الجميلة لعروسه فتتحسر بلوعة
ابتسامته التي طالما اتسمت بالشقاوة منذ أن ولد
ابتسامة منقوصة كسرتها يوما بضعفها
ابتسامة حرمت منها بغبائها
يراقص فاتنته بين ذراعيه ترى نظرته لها فتبكي كمداً
تبكي ندماً
نظرة لو لعقت تراب قدمه لن تراها في عينيه مقدمة لها أبداً
تعلم جيداً أنه لم يأتي سوى أنه متأكد أنها لن تأتي فهي لم تخرج من بيتها بعد وفاة أخيه
لكن ما لا يدركه أنها مستعدة أن تدفع روحها مقابل نظرة كهذة الأن له ...
على الجانب الأخر
صفيراً عالياً أطلقه خالد وهو يبصر نور التي تقدمت منه تتهادى في فستان ينسدل حتى منتصف ساقيها باللون النبيذي اللامع

بكمين يصلان إلى مرفقيها وقبة صدر مبطنه باحتشتام
يعني الصورة العامة ترضيه بالنسبة إلى ملابس نور
دارت حول نفسها وهي تسأله بترقب :-
" ما رأيك ؟"
وللمرة الأولى عيناه تخوناه في نظرة ذكوريه لها
للمرة الأولى تخونه نفسه في التأمل والتمهل في التقييم
للمرة الأولى يراها كأنثى تعجبه وليست كنور الصغيرة فقط
ودوما ما كانت الحكايا تبدأ بمرة
تبدأ بنظرة
تتوهج عيناه بلمعه طمأنت قلبها وليس كأخرى تقبضه
ينطق بجذل مطلقاً صفيراً أخر :-
" تبدين جميلة جداً"
لم يقف على اللفظ لنفسه لم يتأنى حتى في التفسير فقط ابتسم لابتسامتها ثم عاد ودقق النظر والنظرة الثانية كانت اهتمام
كانت رعايه تغلب عليه معها فيجاورها واضعا كفيه في جيبي سررواله :-
" لما الحزن في عينك "
غابت عيناها في نظرة حزينة وهما تشردان ناحية والديها المتفرقان دون جذب للنظر ثم عادت له قائلة بشجن :-
" ألا ترى ؟
نبدو وكأننا أسرة سعيدة وما وراء الصورة حطام أسرة يا خالد
أنا حتى لا أستطيع أن أتحدث معهم سوياً معاً في أن واحد
أمي أصبحت شبح امرأة تعيش معنا في البيت
أبي سافر منذ أخر شجار بينهم ولم يأتى سوى من أسبوع
حين عاد ووجدها في البيت حدث بينهم شجار أخر ثم ترك البيت ولم أراه سوى اليوم "
طفرت الدموع من عينيها فتألم قلبه ولم يعرف حتى كيف سيواسيها لذا نطق بوعد لم يعرف أنه ربما سيكون مطالب بتنفيذه يوماً
"أنا لكِ كل ما تريدين يا نور أنا جوارك دوماً"

بعد مرورة فترة من الوقت أخر الزفاف تحديداً

التفتت غدي إلى أكمل المنشغل بهاتفه قائلة :-
" أريد الصعود لغرفة رنا حتى أبدل حذائي لأخر رياضي حتى استطيع السير "
أومأ برأسه وهو يتحرك بنية اصطحابها دون أن يرفع نظره عن هاتفه فتحركت جواره متسائلة بملل :-
" بما أنت منشغل في هاتفك ؟"
أسرع أكمل في إنهاء المحادثة مع والده والتي تنص على تفاصيل قضية جديدة يريده فيها ثم أغلق الهاتف قائلاً باقتضاب لم يريحها :-
" لا شئ "
حين وصلوا لمفترق الطرقات حيث الطرقة التي تقود لغرفة رنا وواحدة أخرى وقف مستنداً على السياج قائلاً :-
"سأنتظرك هنا حتى أقوم بتوصيلك "
اعترضت قائلة :-
" سأذهب مع شهاب ورنا أو أنس "
" نقطة وانتهى السطر يا غدي أنا من سيقوم بإيصالك "
نبرته القاسية كانت غريبة حتى أنها كانت ستبدأ في شجار معترضة لكنها لمحت رنا وروضة يقفان أمامها فاتجهت ناحيتهم مؤجلة الأمر حتى تعود
اعتدل في وقفته بملل وقد بدلته مكالمته مع والده إلى أخر سوداوي فكان ينقل نظراته في الطرقة حتى لفت نظره سديل التي تقف بزاوية ويبدو أنها تتحدث مع أحدهم

نقل مظراته بلا اهتمام حتى التقطت أذناه صوت همهمة انقبض لها قلبه فبدأت أنفاسه تضيق رغماً عنه دون أن يعلم سبب حتى أنه بدأ في فك أزرار قميصه المتفككه مقدمته بالأساس مديراً وجهه وبدأ في الرن على غدي يستعجلها
عادت عيناه تخوناه فيلتفت ناحية سديل مرة أخرى دون إرادة وكأنه يبحث عن شئ ما
التقت عيناه بعيني سديل فانقبض قلبه أكثر من نظرة عينيها الممتقعه
قبض على السياج بكفه بقسوة حتى كاد يديمها وهو يلاحظ علو الهمهمات وأخيراً تسمر جسده واضطرب بعنف وهو يبصر مقدمة كرسي متحرك تخرج من الطرقة المتواريه وأخيراً كان لقاء العينان الدامعتان بالعينان الأشد قسوة في العالم الأن
هل تعلم الشعور ؟
شعوره كان أشبه بشخص تلقى عدة رصاصات في منتصف صدره فغدى ينتفض طالباً الرحمة بطلوع الروح
شعورها كان أشبه بشخص كان محكوم عليه بالاعدام ثم أخيراً سمحوا له برؤية بصيص الحريه
حتى أنها غدت تحاول تحريك كرسيها بمحاولات خرقاء لكنها لم تنفع حتى صرخت بدموع وإن كانت صرختها خفيضه لا تسمع لكنها اخترقت صدره فأدمته
كان يقف كتمثال لا روح فيه ولا حياة حتى عيناه مسمرتان عليها دون حراك
حلقه متشنج فرط الوجع ولا يستطيع حتى ابتلاع ريقه
حتى قلبه يشعر وكأنه توقف عن النبض من شدة كتمانه لأنفاسه دون أن يشعر
فقط الجزأ الوحيد الذي كان يعمل هو عقله الباطن
كان كألة عشوائيه تُدر الصور والمواقف التي تقتل كل ذرة شعور بداخله حتى أصابه التبلد وتحول جسده لقطعة من جليد
لكنه كان جليد متناثر حيث تصبب العرق من كل خليه منه فتحركت مرة وأخرى وهي لا تستطيع الحديث وكأن الشلل أصاب لسانها لا ساقيها وهذة المرة وقعت ذليلة على بعد خطوات منه فاستجدته الرحمه بعينيها
استجدته الرأفه بقلبها المتلهف له لكن وقعتها كانت كإشارة لقدميه بالتحرك ولقلبه بالقسوة فرماها بنظرة ستصاحب لياليها ونزل مسرعاً حتى أن من رأه ظن من سرعته أنه رجل ذاهباً لموته لا محاله

بعد دقائق
على الجانب الأخر
غرفة رنا ..
التفتت رنا لغدي قائلة بتأفف :-
" أريد أن أعرف أين ذهب عمك يا غدي لقد قال أنه سيسلم على صديق له بالجناح الشمالي للفندق ولم يأتي ماذا أفعل وحدي بهذا الفريق ؟"
ابتسمت غدي ثم هدأتها قائلة :-
" لا تغضبي يا مدللة الطبيب سأذهب لأناديه وأخبره أني سأذهب مع زوجي العزيز أنا أعرف أين ذهب أخبرني أنه بالاستراحه العليا "
أومأت رنا وبدأت في إرضاع لارا فتركتها غدي وخرجت
قطبت وهي لا تراه واقفاً مكانه فهمست في نفسها وهي متجهه حيث شهاب :-
"أين ذهب هذا ؟
ربما يجلب السيارة "
أخذت المصعد متجهه لاستراحه الجناح الشمالي بالطابق العلوي لكن وهي تتحرك استرعى انتباهها بكاء مكتوم ناحية الغرف جعلها تتوقف قاطبه صوت همهمات رجوليه جعل حاسه الذكاء وربما الغباء ناحيتها تتحرك مخفيه بجانب حتى كانت تشهق بانفجاع لهول ما سمعت !
.................................

شقة عمار وسنا ....

فور أن فتح باب الشقة لم يتسنى لها التحرك حتى شهقت وهي محمولة بين ذراعيه فقالت بخجل يعتري كل خلية من خلاياها
"عمار أنزلني من فضلك "
ركل باب الشقه بقدمه ثم نظر لعينيها المسبلتان هامساً بتشاقي :-
"ارفعي عينيكِ لي أولاً"
ازداد احمرار وجنتيها واندلعت سخونة الخجل بسائر حواسها فانخفض صوتها أكثر وهي تهمس :-
"لا أستطيع صدقني "
أنزلها عمار أخيراً والرجل المحب بداخله يعطف على خجلها لكنه لم يسمح لها بالفرار فقط احتواى وجهها بين ذراعيه هامساً بذهول سعيد :-
" يا إلهي يا سنا لم أظنك بهذا الخجل
من يراكِ بين مقالاتك وفي العمل لا يقول أبدا أنكِ نفس الفتاة "
رفعت عينيها أخيرا فاختلج قلبه بجمالهم لكن الجزأ الشقي بداخله لم يستطع الصمت وهو يقول :-
" المصيبه أن احمرارك لا يردعني بل يثير كل النوايا الدنيئة بداخلي "
مال دون أن يفلتها ببطأ وهو غير قادر على السيطرة على نفسه أكثر من ذلك دون أن يطلب القرب لكنها مالت بوجهها فحطت لثمته على جانب فكها فتراجعت بذعر الحياء وهي تقول:_
" يجب أن نبدل ملابسنا حتى نصلي "
لم تمهله الرد وهي تنسل من بين ذراعيه متجهه بسرعه ناحية غرفتهم فزفر بحرارة وهو يفك رابطة عنقه حتى كان هاتفه يرن
عقد حاجبيه لكنه ابتسم بتفكه وهو يرى رقم حمزة الذي قال فور أن فتح عمار الخط :-
" لما تفتح الأن يا ولد ظننتك ستغلق هاتفك هكذا ستجعلني أشك بالجينات الوراثيه "
ضحك عمار وهو يسمع سبة جده لخاله ثم قال وهو يتجه ناحيه النافذة على الهواء يخفف حدة مشاعره :-
"الأمر أن العروس تبدل ملابسها "
" لما أشعر برنة إحباط في صوتك لا تقل أنها ذبحت القطة لك ؟"
اعترض عمار قائلاً:-
" حمزة لا تكن سخيف "
سمع ضحكات حمزة ثم صوته المختنق بالضحك وهو يقول له :-
" لا سخيف ولا شئ يا رجل فقط ذكرتني بأخٍ لنا أخبرته عروسه ليلة الذهاب أنها تود الذهاب لأمها "
ضحك عمار وهو يسمع صوت تعنيف زوجة خاله له ثم قال بسخريه :-
" يبدو أنك أنت من ذُبِح لك القط "

بالداخل ...
خلعت سنا فستان زفافها وأنعشت نفسها ثم ارتدت الغلالة التي حضرتها والدتها لها
غلالة من الستان الأبيض بحمالتين رفعيتين تصل حت كاحليها دون إي ابتذال فوقها مأزرها الأبيض الطويل الذي لا يشف بعد أن ارتدته هو الأخر
تماماً تناسب ذوقها وخجلها
أطلقت شعرها خلف ظهرها ثم وقفت أمام المرآة تنظم أنفاسها هامسة :-
"اهدأي يا سنا لم أعهدك ضعيفه هكذا إنه عمار زوجك وحبيبك "
طفرت الدموع في عينيها رغماً عنها فتأففت بغيظ من نفسها
يا إلهي تبدو كالغرة الصغيرة
ماذا لو رأها هكذا ؟ سيقول عنها بلهاء بالتأكيد !
طرقته الخافته على باب الغرفه نفضتها لكنها لم ترد وهي تتناول إزار الصلاة ترتديه أولاً ثم سمحت له بالدخول
كان قد بدل ملابسه وأنعش نفسه هو الأخرفي الغرفه الأخرى التي تحتوي على بعض الملابس له لكنه لم يحسب حساب امتقاع وجهها وهي تراه دون سترته فضحك بخفوت وهو يقول مقترباً منها :-
" أنا أسف لحيائك يا سناي لم أظن أني سأخدشه بهذا الشكل "
تحركت سنا بعشوائيه وهي تقول بنبرة خرجت دون أن تشعر مترجيه :-
"ألن نصلي ؟"
ظللت عينيه نظرات حنونه ورغماً عنه يبصرها كطفلة الأن
على عكس ما توقع منها أن تواجه بشجاعه
أومأ برأسه وهو يقول :-
"ثوانِ فقط سأتوضأ وارتدي سترتي"
بعد ربع ساعة تقريبا
سلما من الصلاة سوياً فشعرت ببعض السكينة تجاورها حتى أنها لم ترتجف لاقترابه منها وهو يوقفها معه
تنحنح عمار قائلاً بفكاهه تخالف رغبة عينيه :-
" ألن تخلعي إزار صلاتك حبيبتي ؟"
فكت سنا الإزار وهي تخلعه ببطأ خجول وكان يساعدها رغم عيناه النهمتان تبحثان عن ما يرويهم لكنه كلمها رفع أكثر وجدها مستورة أكثر حتى أنه وجد الأمر مثيرا لضحكه غيظاً

لقد جهز نفسه أنها سترتدي أكثر الغلالات إثارة والتي تناسب مزاج جموحه لم يكن يعلم أنها ستكون بهذا الاحتشام
افترى ثغره عن ابتسامة وهو يقول بتساؤل محبط :-
" هل هذة غلالة الزفاف يا سنا ؟"
أومأت سنا برأسها ببراءة أنثويه وهي تتلاعب برباط مأزرها فاحتواها وقد بلغت سيطرته أضناها هامساً بشغف :-
" أرى أن ندخل في المرحلة التالية ؟"
توترت فكانت لمساته كالمخدر وهو يخلع المأزر لكنه ما إن صُدم بالغلالة تحته حتى تدلى فكه بذهول قائلاً بنبرة خرجت عاليه بائسه :-
"هل سأجد شيئا أخر يا سنا ؟"
ناوشت شفتيها الابتسامة من نبرته لكنها عادت ورمشت بعينيها بخجل على قوله الجرئ :-
" أخشى أن أصاب بذبحه حتى أصل لملابسك الداخليه "
شهقت رغما عنها وقد ابتعدت بإجفال وهي تقول :-
" عمار كيف تقول ذلك ؟"
انفجر ضاحكاً من إجفالها وهو يقول بجرأته الممزوجه بالتشاقي :-
" أتخجلين من لفظ ملابسك الداخليه ماذا عن الفعل يا سنا بحق الله "
عادت ورمشت بعينيها مرة أخرى فاقترب منها قائلاً بتحايل وقد اقترب منها هذة المرة حتى امتزاج الأنفاس الحارة :-
" هيا يا سناي أنا مشتاق للقرب "
لم يمهلها الاعتراض وهو يرتشف الأنفاس بنهم عازفاً باللمسات الخبيرة بالغريزة
شعورها كان كشخص تم اختطافه حتى من نفسه
كانت متصلبه .. جافلة حتى أنها تحاوط نفسها بذراعيها وهي ترى طبيعته الجامحه جرأة لم تعتدها ولم تستسيغها لكنه لم يكن بالرجل الغبي
هو رجل ذكي في عاطفته وإن كان جامح
يسرق عينيها يحتجز نظراتها قسراً بين نظراته المولعه بالرغبة والحب
يجردها من عقلها لاعباً على أوتار عاطفتها حتى تهتدي إليه أنوثتها
يلبسها عاطفه من نار تصهرها فكانت كالحلا الذائبة بمذاق العسل
مذاقها تعدي جموحه .. شغفه وأحلامه
حتى اتحدا
اشتعلت العاطفتان بأتون المشاعر الساخنه فامتزجا وكأن قطعة من السكر ذابت في فنجان من الشاي الحار !
.....................................

يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 21-10-21 الساعة 05:45 PM
إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-21, 10:06 PM   #370

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

ما قل ودل
الغيرة موت بالبطيء!
تتحرك في غرفتها كالمجنونة لا تعلم ماذا تفعل
الحريق بروحها وجسدها لا يهدأهم شئ
تتناول محرك التلفاز تشغله ثم تعود وتطفأه متحركه بالغرفه بلا هوادة
رباه ..رباه ..رباه
إنها تحيا الجحيم بعينه
جسدها يؤلمها وكأنه تم حقنه بشحنات تنكأه بوقع مؤلم فلا تستطيع الجلوس حتى
كلها يرتعش بلا توقف
تخبط جانبي رأسها بكفيها عل الصور تكف عن التلاحق
عل روحها تهدأ قليلاً
الأن هو معها
بين أحضانها
الأن يدمغها بعاطفته المشتعله والتي يقرأها الأعمى بعينيه
تفتج الدرج تتناول قرص منوم أخر غير الذي تناولته
ليتها لا تستيقظ
بل ليتها تموت اللحظة !
تنفجر في نشيج عنيف وهي تسقط على ركبتيها غير قادرة على الوقوف أكثر
ولم تدري أن بكاءها أصبح عويلاً حتى كانت أمها تفتح الباب بانفجاع لمرأها
اقتربت منها حتى جثت على ركبتيها أمامها تسندها قائلة بروع :-
" ماريان حبيبتي ما بكِ ماذا حدث "
ولم تكن في حاله تسمح لها بالتركيز أو حتى التفكير فيما يجب قوله ومالا يجب
كانت كشخص مدمن للأفيون ومنعوا عنه جرعته
عينيها غاربتان أقصى اليسار وأقصى اليمين
وجهها شاحب وتنطق باستجداء وترجي ذليل :-
" أعطني منوم
أعطني مخدر يجعلني لا أشعر يا ماما "
تضع كفها على قلبها فتهذي بحرقه :-
" أشعره يتقطع يا أمي أشعره يتقطع "
مسكت أمها ذراعيها العشوائيتين وهي لا تفهم شئ ففُجعت بجسدها الذي وكأنه قطعه من الثلج !
" ماريان يا حبيبتي أخبريني يا ابنتي ماذا أصابك "
بدأت أسنانها في الاصطكاك وهي تبكي بانهيار ومازالت بحالة عدم الوعي التي دخلتها :-
"هو معها الأن يا أمي معها
لا أتخيل أنه مع غيري
لاأتخيل أنه الأن يبث أخرى عاطفته سواي "
فغرت والدتها شفتيها بذهول وكأنها لا تصدق ما تهذي به ابنتها حتى أن عينيها برقتا وهي تتسائل برهبة :-
" من تقصدين يا ماريان ؟"
" هو يا أمي ومن غيره
عمار يا أمي عمار "
نطقت كلامها بشهقة خلعت قلب أمها من انهيارها فاستلت الهاتف من على الفراش تطلب لها الإسعاف فابنتها تكاد تفقدها وهي ساكنه لذهولها !
.................................

القسوة كجنين مشوه أثبت وجوديته برحم إنسانية صاحبه فلم يكن عليه إلا وبال!

" لما وجهك هكذا وكأن أحدهم قتل لك قتيل ؟" نطقها البدوي بسخريه وهو يبصر وجه ابنه الأسود فتجاهله أكمل وهو يتحرك ناحية الباب الخلفي والمؤدي للحديقة حيث مسكن الحاجة خديجة لكنه استوقفه مرة أخرى وهو يسخر بطريقته المستفزة :-
" أظن أنك قابلتها بما أنك كنت بزفاف ابنة خالتك "
تصلب جسد أكمل بقسوة بدائيه كبحر هادئ كان مستعد للثورة فضرب كفه بالطاولة جواره حتى انقسمت الزهرية لأشلاء جارحه كفه فاقترب كمن يريد القتل قائلاً بنبرة كالفحيح وعينيه بلون الدم :-
"ابتعد عني الأن
صدقني أنا أكثر من قادر على قتلك بلا رحمة"
ضحك البدوي بلا ذرة ضمير ضحكة كئيبة من شخص مسموم ليس إلا حتى أن ملامحه تحولت للصرامه الشديدة وهو يقسو بالقول :-
" هل تعلم ما عيبك أنك غبي
دوما تحاسبني أنا على فعلة غيري "
افترى ثغر أكمل عن ابتسامة صغيرة ضائقه حتى شملت وجهه كله وهو يقول بتهكم :-
" فعلة غيرك ؟!"
خبط البدوي على جانب كرسيه بكفه صارخاً بعنفوان :-
" يا غبي لو فكرت قليلاً لأدركت أنه لولا أنا لكنت ككلب بأحد الشوارع
هل أنا من تركتك وفضلت أخيك عنك ؟
هل أنا من تنازلت عنك بلا أدنى كلمة وداع حتى
هل أنا من قبلت بالنقود بدلاً من ابني وقطعة من لحمي ؟"
جملته الأخيرة كانت قاسيه حتى أن سراج المراقب من بعيد خيل إليه وكأن صاحبه اهتز للوراء وكأنه غصن شجرة شاخ فاهتزت به الريح العاتيه
"ماذا تريد الأن ؟"
نطقها أكمل بنبرة ميته وكأنه لم يجد لنفسه رد أو تبرير فبأعمق نقطه بداخله يعلم أنه محق
هو كان سلعة
والبدوي هو من اشتراها بمزاد الجشع
"اريدك أن تعقل أن تعود ابني الذي عهدته أن تركز في عملك "
ابتلع أكمل ريقه بصعوبه دون أن يرد فقط يناظره بجمود فتنهد البدوي قائلاً :-
" ماذا فعلت بقضية الطبيب الذي اتهموه باستئصال عضو المريضه ؟"
أصدر أكمل همهمة مستنكرة وهو يقول :-
" هل تريد له البراءة ؟"
" أظن أننا متفقان على المبدأ فلا تراوغ الأن "
حك أكمل جبهته وهو يقول بنبرته الفاقدة للحياة :-
" أثبتنا أنه مصاب بكفيه ولم يكن يعرف لذا أخطأ بالعملية
أي أنها تم إثبتها خطأ غير مقصود تبقى بقية الإجراءات "
" جيد فهو بن رجل مهم لنا "
قالها البدوي وهو يتحرك بمقعده ثم عاد والتفت إليه قائلاً:-
"سأحول أتعابك على رصيدك "
" لا تحول شئ " قالها أكمل قاطعه ثم واصل وهو يتحرك حيث كان ذاهباً
"أخبرتك أن أي عمل من ناحيتك أعمله فقط لشئ نعرفه نحن الاثنان ليس إلا "
دقائق وكان بالسطح يقف على الحافه فاتحاً قميصه للهواء وكأنه يستدعي الطبيعه أن تنجده من شعوره المميت
منظرها وهي واقعه أرضاً يولد بداخله طاقة حقد دفينه على عكس المفترض الذي يجب أن يشعر به
وكأنه ؟
وكأنه كان يريد أن يتشفى !
وكأنه يشفى غليل دموع طفل بداخله سهر الليالي وحيداً يناجي أمه أن تأتي لتأخذه فقد اشتاق حضنها
وكأنه يضمد كرامة مراهق فتي وقف ذات يوم ذليل كلصٍ يتلصص على ما ليس له وهو يبصر أمه التي عرف عنوانها خلسة تحتضن أخيه يوم تكريمه بالمدرسة بينما كان هو وحيداً
وكأنه ينتقم لشابٍ ذات زمن أحب فتاة يوماً فوجد أمه تزفها لأخيه
علاما يلوموه ؟
علاما كانت تبكي ؟
أتبكيه الأن بعد أن فقدت أخيه فتريد أخذه بديلاً
صوت سراج الخشن أخرجه من أفكاره وهو يقول :-
"أكمل لا تفعل في نفسك ذلك
تعالى معي "
التفت له أكمل دون حتى أن يهتم بكونه بينه شعره وبين الهواء الطلق من ارتفاعٍ عالٍ ثم قال وقد أسدل ستار بروده وجموده :-
" ماذا أفعل يا سراج ؟"
صمت سراج وهو لا يعلم ماذا يقول فقط لا يريد إذاء رجولة صديقه وبنفس الوقت يريد أن يدعمه فقال أكمل بلهو وكأنه يتناسى :-
"أريد أن أركب خيل أشعر أني لم أفعل منذ زمن "
" لك هذا فقط اجهز انت وعلي والجبل وخيوله ملك يمينك "
قبل أن يرد عليه أكمل رن هاتفه فرفعه وهو يبصر رقم حماه فتنحنح مجليا صوته وهو يرد عليه :-
" مرحبا يا عمي "
" بني لما لم تأتي بزوجتك إلى الأن لقد صرنا منتصف الليل أهذا يصح وأيضاً مغلقه هاتفها لقد أخبروني أنها ذهب معك بأخر الزفاف "
رمش أكمل بعينيه هامساً بذهول كمن يطرد شبحاً:-
" كيف
أتت معي ؟"
" أليست غدي معك يا ابني لقد أخبروني أنها ذهبت معك من الزفاف وأنها أخبرتهم أنك ستقوم بتوصيلها "
اضطرب أكمل حتى أن صوت أنفاسه أصدرت صفيراً خشناً موجعاً وكأن النار تسري في أعصابه فأصبح كمن يقف على طبقه من الجمر الملتهب لكنه عوضاً عن التخاذل توحشت ملامحه بالقسوة واشتد وتر فكه وهو يقول باقتضاب :-
" لا تقلق يا عمي سأتي بها "
...................................

بعد مرور يومان

ثمة شعور يورثه الأباء بنفوس أبنائهم يكن كالدين لا يُبلى !

"هل تعلمين أني أصبحت لا يكتمل يومي دون الحديث معك "
"أنا أيضاً أنت أصبحت جزءاً من حياتي يا ياسين "
"ياسين أنادي عليك منذ مدة لما لم ترد "
التفت ياسين مرتبكا على صوت والدته إلا أنه قال بصوته الخشن بعد أن كح بلا شعور حقيقي :-
" نعم يا ماما لم اسمعك "
لوت أمه شفتيها وهي تناظر الهاتف في يده بضيق والذي أصبح لا يتركه إلا أنها قالت :-
" حسنا اصعد لهنا فهي تريدك بالأعلى كي ترتب معها جهازها الذي سينتقل لبيت العريس"
أومأ برأسه وهو يتحرك بهاتفه متجهاً ناحية غرفته يضعها بها بعد أن أرسل لمحدثته اعتذار ثم خرج من الشقه مسرعاً قاصداً السطح
دقائق وكان راضي يخرج من غرفة نومه وهو يسأل هناء قائلاً:-
"أين شاحن هاتفي "
قطبت هناء بتفكير لكنها عادت وقالت :-
" أظنه بغرفة ياسين فقد كسر شاحنه اليوم "
أومأ راضي متحركاً إلى غرفة ابنه باحثاً عن الشاحن بها لكن استوقفه صوت رنين الرسائل المتواليه لهاتف ياسين فتناوله بنيه إغلاقه وفور أن رفعه عم وجهه الذهول الغاضب
الهاتف لم يكن مغلقاً ويبدو أنه وضعه بتعجل دون إغلاق وقد كان مفتوحاً على تطبيق الواتساب
قطب راضي وهو يقلب في الرسائل المتواليه ويبدو أنها لا نهاية لها
" هل تعلم أنك عوض الحياة لي ؟"

" بل أنتِ"

" لما لا ترسل صورك لي ؟"
" أوووو جسدك يبدو رياضيا ومثيراً"

"لما لا ترسلين المثل أنتِ الأخرى؟"

"لا ترسل لي اليوم فزوجي سيعود من السفر "

" اشتقت لكِ أين أنتِ منذ أيام ؟"

" جلبت عدة ملابس بيتيه سأرتديها وأبعث لك بالصور "
قبل دقائق
التفتت هناء على باب الشقة الذي تم فتحه بقوة فوجدت ياسين يبدو كمن أخذ السلالم ركضاً لا يعبأ بتساؤلها قاصداً غرفته كالصاروخ
"بابا "
همسها ياسين بشحوب فور أن أبصر والده أمامه وجهه كحجر نُحِت من القسوة والغضب
يستطيع أن يعد الأن خطوط وجه والده المشدودة وهو ينظر له نظرة يظن أنه لن ينساها ما حيا
تقدم بتخاذل وهو ينقل نظراته بين هاتفه ووجه والده قائلاً بتقطع :-
" لقد فهمت الأمر خطأ
هي..أاااااااااااه"
لم يتسنى له المواصلة
لم يسمح له حتى بالحديث
لم يحاول بل لم يفكر وبكل ما بداخله من غل وقسوة عاتيه كان ينزل بصفعه قاسمة على وجهه
لم تكن صفعه
كانت أقل ما يقل عنها أنها لطمة تشق الخدود وتمزق القلوب
صفعة نزلت على قلب والدته التي أتت مصعوقة وهي ترى لون وجه ابنها كلون الدم
وجه زوجها وكأنه شيطان حتى أن الخوف دب بروحها فخرج تساؤلها خافتاً بارتعاش
إلا أن راضي لم يمهل حتى ياسين الاستيعاب
جذبه من مقدمة قميصه وهو يقبض عليه بقبضه كالكماشه قائلاً من بين أسنانه :-
"ماهذا الذي رأيته يا كلب ؟"
" ما هذا الذي رأيته يا حيوان ؟ يا سافل يا قذر يا قليل التربية
تكلم امرأة تكلم أمرأة و"
قاطعه ياسين صارخاً بذعر ونبرة ذليلة مترجيه :-
" لا تواصل يا بابا أرجوك لا تفعل
أقسم عليك لا تفعلها أمام أمي "
اهتزت هناء وهي تسمع من طفلها هذا الرجاء الضعيف
ياسين منذ أن شب مراهق وهو يتخذ دور العنفوان والعند المختلط بالتبجح كيف له أن ينكسر هكذا ؟
ماذا فعل ؟ ابنها كي يكون بهذا الذل
لكن راضي لم يمهلها التفكير وصراخه المؤذي يعلو فبدا لأذني ابنه منفراً حتى أنه صمهم بكفيه
"تكلم امرأة متزوجة ؟
امرأة ربما تكون بعمر أمك ؟"
" لا تواصل يا أبي حلفتك بالله وبالنبي لا تواصل
وغلاة هنا لا تواصل يا أبي "
ارتاعت هناء وقد بدأت في البكاء رغماً عنها وجعير زوجها يعلو أكثر
" ترسل لها صورك دون ملابس وترسل لك صورها بالملابس الخليعة يا عديم النخوة والشرف"
صرخة والدته المصدومة جعلت كل الدموع التي حبسها أعواماً تنزل بلا رادع
أكثر أحلامه جموحاً لم يكن أبداً ليفكر أن يخذلها فيه هكذا وإن فعلت هي قبلاً
وشعورها هي ليته كان خذلان في صغيرها فقط
هل تعلم الشعور ؟
شعور أم تظن نفسها تؤدي رسالتها الفطريه على أتم إستحقاق ثم يخبرونها أن النتيجة كانت صفر
أنها باءت بالفشل
أنها لا تستحق لفظ أمومتها
أنها تخاذلت في دورها تجاه صغيرها فخذلها فيه ؟
لم تشعر حتى بدفعة راضي لها ولا على صوت إغلاقه الباب عليه وعلى ياسين حتى انتفضت بعويل على صوت صراخ ابنها ورنة الحزام على جسده
رنة نزلت على جسدها قبلاً
رنه أصابت هنا بالرعب فغدت تطرق الباب بعنف متوسله لأبيها أن يفتح
صوت صراخهم يتداخل مع صراخ أخيها من وقع الضرب عليه إرفاقاً مع صوت تعنيف والدها العالي
بعد نصف ساعة
ينزوي بركن ما في غرفته منهك الجسد والقوة بعد أن أغلق عليه الباب بالمفتاح
هذا الرجل هو يكرهه بكل ذرة شعور بداخله
لا يشعره ينتمي له حتى
هذا ليس بأبيه وإن كان بيولوجياً هكذا
هذا الرجل لم يرى فيه سوى عدواً له
كيف لأب أن يكره ابنه هكذا ؟
كيف يفضحه هكذا أمام أمه بل وحكى لهنا أيضا شاكياً؟
كيف سينظر بعينيهم مرة أخرى
بل كيف سيعيش معهم
معهم ؟ أو مع غيرهم حتى
يراهن مع نفسه أنه سيخبر العائلتين بأكملهم دون تردد
ليته يموت ويريحه
برقت عيناه بغلٍ والشيطان يحضر بسلطانه مسيطراً
"ولما لا تموت أنت "
" تخلص من هذة الحياة "
" اقتل نفسك واجعله يعيش بائساً طيلة عمره بذنبك"
تهكم ياسين مع ذاته هامساً بقسوة ساخرة :-
"ذنبي؟
أقسم أنهم سيرتاحون مني "
والفكرة تترعرع بخبثٍ سرطاني حتى أنه تحرك من مكانه بالغرفه وكأنه يبحث عن شئ ما حتى وصل للنصل اللامع للمديه أسفل الفراش
فتحها بكفٍ مرتعش ومازال الشيطان متربعاً
"جرح صغير لن تشعر به لكنك سترتاح "
ارتجف قلبه والطفل بداخله يحضر حتى أنه سحب صورة والدته على الكمود ناشجاً رغماً عنه نشيج شخص عزم على توديع الحياة
" لطالما أحببتك وطالما فضلتيه عني "
وقبل أن يفكر أكثر كان يغمض عينيه موجهاً المديه ناحية وريده ينظر بالغرفه نظرة أخيره وكأنه يودعها ثم كانت شهقته الخافته المتألمه والدماء تطفر مغرقه رسغه بكفه
ببساطة كان مراهق انتقى مغادرة قضيته بانتحاره والحكم لم يكن سوى على والديه بالشقاء !

انتهى


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.