آخر 10 مشاركات
عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          ابو قلب حجر (الكاتـب : Maii Algahez - )           »          14- الزواج الابيض - نيرينا هيليارد - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          22 - المجهول - ايفون ويتال - ق.ع.ق (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          457 - الحب خط أحمر ـ تريش وايلي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          458 - صباح الجراح - كاتي ويليامز (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          1114-قناع من الخداع -سارا وود-دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-21, 10:44 PM   #421

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


المشهد لحسن وام ملك رووعة الست دي عظيمة جدا .واجتماع حسن بولاده بكاني سلمت يداكي

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-21, 01:58 PM   #422

يمنى هيثم محمد

? العضوٌ??? » 493032
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » يمنى هيثم محمد is on a distinguished road
افتراضي روايه واشرقت الشمس بنورعينيها

البارت رائع بس ليه ما زكرتيش حسن ومللك وصلوا لفين مع بعض

يمنى هيثم محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-21, 05:44 PM   #423

يمنى هيثم محمد

? العضوٌ??? » 493032
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » يمنى هيثم محمد is on a distinguished road
افتراضي روايه واشرقت الشمس بنورعينيها

البارت اكتر من رائع . سنابل صعبانه عليه اوى وياريت عمر يحبها ويحميها من اللى جاى ..وكمان داليدا ياريت تحب رأفت وترتاح من عذابها ده لانها خلاص رضيت با الامر الواقع .واخيرا شابوه ليكى يا اسراء على السرد الجميل والحبكه الحاميه دى 😍😍😍

يمنى هيثم محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-21, 02:50 AM   #424

خيرة العباسية

? العضوٌ??? » 387857
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 147
?  نُقآطِيْ » خيرة العباسية is on a distinguished road
افتراضي

اين الفصل ؟ مصير خالد و نور !! الصراحة ملك تغيرت كثيرا أي غلط من حسن تعايره انت ممنون لي ....الخ صارت فظيعة

خيرة العباسية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 07:06 PM   #425

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووووووررر
هداروي likes this.

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-21, 07:07 PM   #426

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

انتظروا بعد قليل نزول الإشراقة السادسة والعشرين

إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-21, 07:34 PM   #427

Meera Alromaithi

? العضوٌ??? » 453861
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 112
?  نُقآطِيْ » Meera Alromaithi is on a distinguished road
افتراضي

‏"⁦‪الحمدُلله‬⁩ حمدًا ⁦‪تطيب‬⁩ به أرواحنا، ⁦‪الحمدُلله‬⁩ على رعايته التي تحفنا في كل لحظة" ❤️

Meera Alromaithi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-21, 08:02 PM   #428

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

تنوية الفصل على أربع مشاركات تحت بعض

الإشراقة السادسة والعشرون

#جلسات_الأربعاء

عزيزي القارئ أردت أن أذكرك أن الإساءة لا ترد بالإساءة
الإساءة ترد باللارد
خير ردٍ على السفيه تجاهله !

ثمة كسر ثمنه امتهان لا يجبر
ودموع أصلها هوان لا تُمحى
ثمة رجل أحب امرأة ولم يصونها فخذلها
امرأة أحبت رجل وأهانته فقهرته
ثمة حكاية حيرت القدر معها

" من هذه التي كانت تتحدث أمامي الآن بكل هذه البجاحة وقلة الحياء
من هذه التي أهانت والد أبنائها ؟
ما هذه الألفاظ التي سمعتها انطقي"

صرختها أمها بارتياع بعد خروجه ثم اقتربت منها تضربها بقبضتها في كتفها بحرقة أمومية تشدها معها حيث الغرفة وأغلقت الباب خلفهم
التفتت ملك صارخة بجنون وهي تفك حجابها وعينيها تبرقان بشرر :-
" هل تدافعين عنه
ألا يستحق ماهو أكثر قليل الأصل "
ضربتها صفية بقبضتها في كتفها مرة أخرى قائلة بانفعال :-
" يا حمارة ادافع عن من يا حمارة خسارة تربيتي بكِ"

تقترب منها بشر أمومي قائلة بتحذير :-
" هل كنتِ تتعاملين معه هكذا على الدوام ؟
هل هذه كانت الحياة المشرفة بينكم ؟
تتراشقون الألفاظ والكلمات القاتلة
لا عجب إذا من طلاقكم "

تغضنت ملامح ملك بوجع وقد فرت الدموع من عينيها ضعفاً أمام توبيخ أمها فتوجع قلب الأم من أجلها لكنها لم تظهر ذلك بل عادت تسأل بإلحاح من بين أسنانها
تلوح لها بذراعها وقد أخرجت ثلاثة أصابع وأثنت اثنين :-
"انطقي يا ملك هل كنتِ تتطاولين على زوجك ؟
هل كنتِ تعايرينه بما كان عليه في الماضي
هل كنتِ تصيبينه بسهام لسانك المسموم دون رادع "
لم ترد ملك ومازالت على دموعها الصامتة فعادت أمها تسأل مرة أخرى :-
" ما أمر أنكِ تنفرين منه هذا ؟
هل أخبرتيه أنكِ تنفرين منه ؟"
عند هذه النقطة فلم تستطع ملك الصمود فاجأتها وهي تجلس أرضاً منكفئة بوجهها بين ركبتيها منفجرة في نشيج عنيف هز قلب صفية فاستعاذت بالله مستغفرة بهم وهي تجلس جوارها أرضا تشدها لأحضانها قائلة بجمود رغم حنو القول :-
" تعالي
تعالي لحضن أمك يا خائبة "
دفنت ملك نفسها في حضن أمها باكية بشدة
كانت تماماً صورة حية لعويل امرأة منكسرة
صورة حية لامرأة تم جرحها من رجل عشقته أيما عشق فمازال الجرح حياً ويبدو أن لا إندمال له
امرأة غيورة تم التجبر عليها فتعربد بصدرها كل الرغبات الشريرة في أن تنهشه
هذا ما تريده تماماً
تريد قتله بحديثها عله يتألم البصيص من ألمها
تريد حرقه بأفعالها عله يشعر بالقليل من نارها
تريد فعل كل شئ وأي شئ يؤلمه
حتى أنها في غمرة شعورها كانت تشد على جسد أمها بأظافرها دون إدراك ولم تعترض صفية تركتها حتى خفتت حدة انهيارها فهمست بقهر أمومي :-
" لما كل هذا يا ابنتي
لما كل هذا يا ملك
لم أربيكِـ على الخطأ...لم أربيكِ على الكراهية "

" يستحق يا أمي يستحق أنتِ لا تعرفين بما أشعر
لهذه اللحظة يا أمي أنام فأحلم بكل ما مر علينا معاً"

تخلع نفسها عن حضن أمها قائلة ببكاء حزين :-
" يا أمي عانيت معه يا أمي
سافر عامين وانتظرت ورضيت .. قلت مضطرب وضائع يا بنت
لكن عاد وجهه كما ظهره لا فارق بل أظنه عاد باضطراب أكبر "
أخذت نفساً مرتجفاً ثم واصلت :-
" والده طلب منا أن يضمنا إليه ..فرحت من أجله
قلت لم شمل له
أسرة وعزوة بيت مكون من أب وأم جد وأحفاده
لكنه كان مستنكر لنعم الله عليه
أحاول معه أن يفيق لنفسه أن يفرح بالحياة الجديدة
بالهبة الربانية لكنه أبداً مصمم على رثاء ذاته
وكأنه طفل يا أمي وكأنه طفل "

ربتت صفيه على كتفها تهدأها فواصلت ملك بنبرة تقطر حزناً:-
" أحاول انتشاله فيقع
أنبهه أن ليس بالصغير أنه يحمد الله على أنه أصبح له نسب ودم
أقارب وعائلة يتشرف بهم فيترك كل شئ ويمسك بأسلوبي وبكلماتي
بأني أحببت البيت الجديد والنقود
نعم يا أمي لهذه اللحظة أنا لم أنقم على الحال الجديد بل أحمد الله على نسب أولادي وليخبط حسن رأسه بالحائط "

تنهدت صفية تسألها وهي تفكر وتحاول ربط الأمور :-
" هل هذه الطريقة التي كنتِ تحدثينه بها دوماً؟
التعنيف والمعايرة "
صرخت ملك بجنون :-
" أهو طفل سأحدثه بهدوء هل تريدون مني أن أجن إنه رجل وأب
وأي معايرة بحق الله
من يتوجع من المعايرة يا أمي رجل كان بالفعل لقيط
لكن حسن وكأنه يتمتع بإلقاء كل حججه على هذه الشماعة حتى نشفق عليه "
أخرجت من حقيبتها محرمة ورقية تنفخ بها مما جعل أمها تنظر لها بتقرف لكنها بعد أن انتهت نظرت لها بعينين حمراوين قائلة بنبرة المتفهم ولم تظهر لأمها سوى من صاحبي ذكاء البغال :-
" أنا افهمه جيداً يا أمي لا أحد يفهم حسن مثلي "
لوت أمها فمها يميناً ويساراً هامسة بامتعاض :-
" خيبة عليكِ ما أنتِ إلا متخلفة مثله
زوج من البغال وتم جمعهم سوياً حمداً لله أنها انتهت بالطلاق فقط "
عادت عينيها تلمعان بشرر الأم فنظرت لملك قائلة بتحذير و لهجة مشددة على كل حرف :-
"اسمعي
هو سيأتي لرؤية أطفاله إياكِ أنت تشتبكِ به
وقسما بالله يا ملك إن طال لسانك مرة أخرى سأكون أنا من أقصه لكِ"
ناظرتها ملك بعدم رضى قائلة بحزن :-
" تتحدثين وكأنكِ معه "
خبطت أمها كفيها ببعضهم قائلة :-
" يا حمارة لست معه يا حمارة
أنتِ ابنتي ما يوجعك يوجعني لكن ليس بطول اللسان يؤخذ الحق "
تنهدت بهم وهي ترى صغيرتها مطلقة ولم تدخل الثلاثين بعد فهمست بنبرة تأنيب :-
" هل تعرفين أين يكمن جل خطأِك ؟"
نظرت لها ملك ببهوت فواصلت:-
" خطأِك هو تبريرك هل تتخيلين ؟"
لمع عدم الفهم بعيني ملك فمسكت كفها وهي تقول بنبرة أم حكيمة تعلمت من الدنيا وعلمت فيها :-
" بعيداً عن لسانك الذي يستحق القطع فخطأك هو صمتك
لقد مررتِ له سفره ولم يكن موقف يستحق السماح هباءاً
مررتِ له ضياعه ولم تمسكيه من يده وتدليه على الطريق
كنتِ تراكمين موقف وراء موقف ثم تتشاجران فتنفجرين كوابور الجاز قديماً
ضيعتي حياتكم معاً لأنه استنفذ رصيده الحلو عندك
لم يكن بينكم براح أن يستنفذ كل منكم ما لدى الآخر ثم يتم شحنه وهكذا تمر الحياة
لا كل منكم كان يصبر على الأخر ممرراً الخطأ دون الوقوف عنده
دون إعطاء إشارة تحذير
كل منكم نأى بجانب نفسه يدخر سلبيات الأخر حتى تشوهت حياتكم
حتى انمحى كل حلو وأصبح كل منكم يحمل للأخر السئ فقط "
تنهدت مواصلة :-
"المرأة منا يا ابنتي طاقة مهولة تنفذ ما إن يتم إستهلاكها
وأنتِ من سمحتِ له باستهلاكك كما صمت هو على خطأك
كل منكم مخطأ بطريقته يا ملك
كل منكم دمر حياتكم "

انفجرت ملك في بكاء عنيف مرة أخرى فهمست أمها وهي تضمها بحزن :-
" انتظر حديثك فصمتِ ولم تُسمعيه سوى السم
انتظرتِ تحركه فتوقف ولم ترين منه سوى الجرح
أي حياة مشوهة هذه ؟"
...................................

بعد مرور عدة أيام

رحلة الحياة مشبعة بالدروس الطويلة التي تحتاج منا دراستها جيداً حتى نجتاز اختباراتها بمهارة !

" كابتن ممكن أن تشعل لي سيجارة ؟"
قالها شهاب مبتسماً بمرح لياسين الذي يجلس في شقة مُحمد أخيه بالشرفة وظهره له
التفت ياسين إليه مبتسماً بتحرج هامساً بلا روح :-
" مرحبا يا خالو "
اقترب منه شهاب يضمه بأبوية قائلاً :-
" مرحباً يا حبيب خالك "
جلس أمامه على الكرسي المقابل ثم شمر عن ساعديه قائلاً بنبرة حيوية :-
" أم عبدالرحمن ستدخل لنا الأن بكعك وقهوة حتى نفطر سويا"
ناظره ياسين بحيرة لم يلتفت لها شهاب وهو يقول بعد أن أبصر زوجة أخيه أتية بما قال :-
" سلمت يداكِ
منذ زمن لم أكل كعك من يدك "
ابتسمت المرأة التي تكبره بأكثر من عشر أعوام قائلة بأخوية :-
" بالهناء والشفاء يا دكتور فقط أنرنا كل يوم سأترككم سوياً"

بعد أن خرجت وتركتهم بدأ شهاب في تناول الكعك وشرب القهوة مما جعل ياسين يجلس على شوك فسأل بضيق :-
" هل أنت بخير يا خالو ؟"
رفع شهاب حاجبيه قائلاً:-
" ولما لا أكون "
أطرق ياسين أرضاً يهز رأسه نفياً ثم عاد ورفعها قائلاً بنزق :-
" لما تتعامل معي هكذا وكأن شيئاً لم يحدث ؟"
رفع شهاب حاجبيه وهو يبتلع قطعة الكيك قائلاً:-
" وهل حدث شئ ؟"
" نعم حدث " قالها ياسين بعنف فرد عليها شهاب بإقرار :-
"إذا أنت تعترف "
هز ياسين رأسه نفياً بخزي فسأله شهاب بنبرة اتسمت بالحنو :-
" لما فعلت ما فعلته يا ياسين هل تدرك شدة ذنب المنتحر ؟"
ارتجفت شفتي ياسين سائلاً بألم طفولي :-
" هل لو مت لكنت كافراً ؟"
اضطرب قلب شهاب هلعاً فهمس بحب :-
"أبعد الله الشر عنك يا ابني "
عاد ياسين يسأل في إصرار :-
" ما عقوبة المنتحر يا خالو ؟"
تنهد شهاب براحة
هذا الولد دوما ما يجد بداخله بذرة خير فطرية
لكن من يفهم !
"الانتحار يا ياسين من أكبر الكبائر وعليه يخلد المنتحر لفترة طويلة جداً جداً بالنار وبئس المصير "
اضطرب ياسين هامساً بعناد :-
" لكني كنت مضطر "
فرد شهاب كفيه ثم ارتشف من قهوته وقال :-
" أين الإضطرار يا ياسين
بصفتي المهنية فأنت لست مصاب بأي مرض نفسي يجعلك تصنف من المعذورين "
تحرك بؤبؤ عينيه بالدموع فهمس بنبرة حزينة تخللها الرجاء :-
" هل حقاً لا تعرف سبب ما حدث ؟"
لم يرد عليه شهاب وهو يلاحقه بسؤال :-
" وهل ما حدث شئ لا تستطيع البوح به "
انتحب ياسين بعض الشئ ثم هز رأسه هامساً بنبرته الحزينة :-
" نعم يا خالو "
" هل تحكي لي لأساعدك "
ناظره ياسين بحيرة فطمأنه بعينيه لذا أومأ برأسه وشرع يحكي له :-
" لقد ضبطني أبي أتحدث مع امرأة "
قال جملته ثم رفع رأسه ليتبين ملامح شهاب فلم يجد منه سوى الاطمئنان
اطمئنان يخالف ما بداخل شهاب من حزن على هذا الصغير
" تعرفت عليها من الفيسبوك
اشتكيت لها أمي بعد عدة محادثات حتى بدأت تعطف علي
وأخبرتني أنها ليس لها أولاد لكنها متزوجة
تحدثنا هاتفياً عدة مرات وحين تطورت صداقتنا بدأت في إرسال لي صور لها لا تليق
حين رفضت استمالتني ببعض الكلمات
ومؤخراً بدأت تطلب لي صور أنا الأخر وتتحدث في محادثات لا تليق بعض الشئ "

"يا الله يا ولي الصابرين "
همسها شهاب بالتياع دون أن يظهر على صفحة وجهه شئ وظل يستمع لحديث ياسين الممتزج بالنحيب ونبرة الخزي حتى انتهى هامساً:-
"بالتأكيد تحتقرني الأن ؟"
" هل أنت معترف بخطأك يا ياسين ؟"
هز ياسين رأسه بإيجاب فقال شهاب بنبرة مطمئنة :-
"إذا لا أحتقرك كنت سأفعل إن تبجحت "
أطرق ياسين فسأله شهاب مرة أخرى :-
" غير أن ما فعلته غير أخلاقي لكن هل تدرك ذنب الحديث مع امرأة
وامرأة متزوجة أيضاً؟"
انتحب ياسين فعاتبه شهاب بالرحمة قائلاً:-
" هل ترضى أن يتحدث أحدهم مع أمك يا ياسين كما فعلت "
انتفض ياسين بهلع وقد برزت عروق وجهه غاضباً وقال:-
"لا كنت قتلته "
" تخيل أنك فعلت " قالها شهاب وهو يضعه أمام نفسه فهمس بتألم :-
" لقد ضعفت
لقد أحببت احتوائها لي "
تنهد شهاب متسائلاً:-
" هل وصل حواركم إلى حد التمادي "
هز ياسين رأسه نفياً قائلاً :-
" كنا على وشك "
" لعنهم الله " همسها شهاب ثم قال :-
"أظن يا ياسين أنك تعذر والدك الآن لما فعله
أظن أن مساوؤه من وجهة نظرك كلها شئ وما فعلته أخيراً شئ أخر "
ظل على إطراقه فسأله شهاب :-
" هل ندمت ؟"
مسح ياسين الدموع التي غزت عينيه هامساً:-
" ندمت بشدة
لكني لا أستطيع رفع رأسي في وجوههم
لا أستطيع مواجهة أمي بعدما فضحنى معها "
يهز رأسه بقوة ثم يقول بنبرة يائسة :-
" لا أعلم لما يكرهني هكذا "
صمت شهاب متنهداً بهم ثم قال بحنان :-
"أبيك لا يكرهك يا حبيبي لا يكره الأب ابنه
أبيك يحبك جدا يا ياسين هل تعلم أنه يتألم جداً لحالك
أنه اشتاق لك هل تعلم ذلك ؟"
ناظره ياسين بعدم تصديق فأومأ شهاب قائلاً بتروي :-
" والدك يا حبيبي يربيك فقط ..يريدك أحسن رجل بالعالم وإن كانت طريقته لا تلائمك "
هز ياسين رأسه دون اقتناع فربت شهاب على كتفه مقرراً عدم الإثقال عليه في الحديث هذه المرة حتى يطمئن أن نفسه هدأت من شوائب ما حدث تماماً فسأله مغيراً الموضوع :-
" هل جلبت ملابس فرح أختك "
هز يا سين رأسه بقنوط فابتسم شهاب قائلاً بحنان :-
" ما رأيك أن ننزل سويا كلاً منا يشتري ملابس الزفاف له"
ضحك ثم أردف بمرح :-
"أو لنقل الزفافين "
وربما كان جل ما جناه من الجلسة هو ابتسامة ياسين الراضية و لمعة عينيه التي تشي بنبت الحياة مرة أخرى
.................................
بعد مرور يومان

أكثر القلوب ليناً في كسبها وكسب عطائها اللا مشروط هي قلوب الأبناء
رجاءاً لا تكسروهاً
لا تكسروا قلوباً ستكون دثاراً لشتاء هرم عمركم ...

" أنا سآتي بياسين الأن لكم على الشقة
كما اتفقنا أرجوكم لا أريد تعنيف حتى لا يضيع حديثي معه هباءاً
لنمرر فرح أخته على خير ثم وقتها لكل حادث ٍ حديث"

وجه حديثه لراضي قائلاً :-
"أرجوك يا راضي أرجوك لقد أخبرته اشتياقك له وخوفك عليه أرجوك لا تكبح مشاعرك كأب
وأنتِ يا هناء لا تذكري شئ عن ما حدث نهائي أريدك وكأنكِ لا تعرفين شئ ولم تسمعي شئ "

أنهى شهاب حديثه مع أخته وزوجها هاتفياً ثم أغلق وصف سيارته أسفل بيت محمد أخيه

بعد ساعتين أمام باب شقة راضي .
همس ياسين بنبرة يملؤها الخزي :-
" لا أريد العودة لا أريد رؤيتهم يا خالو "
ضمه شهاب له متوقعاً منه التراجع ثم قال بحنان :-
"ألم نتفق على مواجهة أخطاءنا ؟
لقد اتفقت معي على العودة .. على البدء من جديد
أنا لن أتركك أبداً
لقد اتفقت معهم أني سأمر عليك بنهاية كل أسبوع وأنا ذاهب لجدك لتقضي معي أجازتي هناك ببيت العائلة "
رفع عينيه لشهاب بتردد فضمه شهاب له قائلاً بتشديد:-
"أنا معك "
ضغط شهاب الجرس ودقات قلب ياسين بأعلى وتيرة من شدة توتره فكانت هنا أول من فتح الباب ضاحكة بفرحة وهي تقول بترحيب أخوي قوي فاتحة ذراعيها بحنان :-
" يا قلب هَنا
يا قلب أختك لقد اشتقت لك .. اشتقت لك كثيراً يا ياسين "
ضمته بقوة وحنان مقبلة كل إنش في وجهه ثم همست في أذنه بتشجيع بعد أن غمزت خالها :-
" ادخل يا بطل ولا تخف كلنا مشتاقين لك "
قبل أن تتحرك كانت تزاح جانباً من قِبل أمها الملهوفة التي ضمت ياسين بقوة باكية وهي تقول :-
" اشتقت لك يا قلب أمك
هل هانت عليك ماما يا ياسين .. اشتقت لك يا حبيبي "
بكى ياسين بشدة فدمعت عيني هنا من نبرته المترددة وكأنه يخاف أن ينطق بالاشتياق فيجد نفسه فقد مكانته بقلب أمه :-
"وأنا اشتقت لكِ يا ماما جداً
هل أنتِ بخير ؟"
يهمس السؤال الأخير بتردد وكأن كرامته تأبى السؤال الأخر
" هل أنتِ غاضبة مني ؟ ألم تقل مكانتي عندك ؟"
وقلب الأم لا يعرف الغضب
قلب الأم دوماً مشتعل بالعطاء ... قلب الأم طاقية الحظ لقلوب أبنائها فتضمه بشدة أكثر مقبلة له ثم ترفع كفه لها مقبلة باطنه قائلة بعينين دامعتين :-
" لم أعد بخير إلا بعد رؤيتك يا قلب أمك أنت "
كان راضي بالخلفية يشاهد ويستمع لما يحدث متألماً
ما أشبهه الأن برجل تم تقييده فلم يعد بقادر على الحركة
والتقييد هنا لم يكن بجسده فلو كان لزحف على ركبتيه
التقييد كان لمشاعره بكرامته الأبوية فكيف يذهب إليه هو
التقييد كان بقيدٍ من عادات صارمة تم تكبيله جيداً فلم يعد بقادر على الخروج منها
يضم قبضتيه لبعضهم وقلب الأب ملتاع من الرفض
والالتياع جلب له المزيد من الغضب
غضب من ذاته وعليهم فنطق بخشونة :-
" ألا يكفي وقفة أمام الباب
ادخلوا واصلوا أشواقكم بالداخل "
تسمر ياسين مكانه مطرقاً برأسه رافضاً حتى النظر له
بداخله رغبتان منتاقضتان أشد التناقض
رغبة في التمسح بحضن أبيه فقد اشتاق له بفطرة الغريزة
ورفضه في الشجار معه ثم الهرب مع خاله مرة أخرى
لكن لمسة حنونة داعمة من شهاب جعلته يتركهم ويتحرك ببطء ورغم كل شئ كان مرغماً على ما سيفعل الآن
تحركه وخطوته هذه كانت ثقيلة أشد الثقل على قلبه
سيقابل بالرفض حتماً
وقف تماماً أمام والده قائلاً بكرامة فتية رغم انخفاض نبرته :-
" كيف حالك يا أبي "

"ارفع رأسك يا ولد " قالها راضي بحزم فتردد ياسين وقد تقهقرت خطوة منه للخلف لكنه عاد وتقدمها مرة أخرى
تنفس بحدة ثم رفع رأسه رغم سخونة الانفعال التي تلم
وضع عينيه في عيني والده الآن كان بمثابة نقل جبل على قلبه
لكنه فعل
سيتخطى الأمر بشجاعة كما أخبره شهاب
وحين فعل لم يستطع قراءة عيني أبيه فقط كرر جملته ببهوت فألقاها أبيه على مسامعه مرة أخرى :-
"كيف حالك أنت "
رد ياسين التحية بنبرة يائسة وقد عزم على التراجع لكنه تفاجئ بذراعي راضي المفتوحين والقائل بخشونة صارمة:-
" سلم على والدك كما يجب "
تردد ياسين بعض الشئ لكنه بالأخير اقترب فضمه راضي بقوة والغصة تستحكم بحلقه
هو لا يصدق إلى الآن أن ابنه الذي كان مسجي بدمائه قد نجاه الله وأعاده له سالماً
هل يعرف هذا الغبي أنه أوصى بذبح عجل وتوزيعه على الفقراء شكراً لله على حفظه له
كلما يزداد عنف مشاعره كانت تزداد شدة ضمته حتى مال هامساً لأذنه بنبر فظة لكنها شديدة الأبوية ربما لن يفهمها ياسين الأن لكنه حتماً حين يكبر سيدرك قيمتها :-
"أنرت بيتك "
...................................
بعد مرور أسبوع...

القانون لا يحمي المغفلين
كذلك الطيبة لا تشفع لصاحبيها تلقيهم صفعات الحياة بل تُسقطهم أسفل أعباء مرارتها

" أظن أنها الصورة المائة التي تتصورينها جواري بالمحابس "
قالها خالد بضجر من نور التي تتمسك بذراعه تلتقط لهم صورة سوياً وتقوم بتنزيلها على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة لها مزيلة الصورة بتعليق وإشارة له
مطت نور شفتيها وقد ارتسم العبوس على ملامحها قائلة :-
" لما لست سعيد مثلي بالخطبة يا خالد ؟"
رفع حاجبيه وهو يجلس على الكرسي بعد أن أزاح لها واحد وأجلسها ثم قال مبتسماً :-
" من قال أني لست سعيد "
اتسعت ابتسامته وواصل بمشاكسة وقد داعب أنفها الصغير بسبابته :-
" أنتِ فقط المجنونة "
ابتسمت هامسة بسعادة جلية :-
" مجنونة بك "
قبل أن يتحدث أي منهم كانت أغنية معروفة تصدح بين أروقة المطعم وبعض الزوار قامو ليرقصوا سويا فعقدت ملامحها الناعمة قائلة:-
" ارقص معي يا خالد "
احمرار طفيف أصاب وجهه من جنونها
جنوناً يدرك تمام الإدراك أنه وليد التوهان الذي تغرق فيه ويحاول جدياً إنقاذها منه ليس إلا
نور رهان أخذه على نفسه أن يصلحها ويساعدها على الارتحال من أقصى يسار حيرتها الوحيدة لأقصى يمين ثباتها معه
ملس على إطار محبسه المزين لإصبعها قائلاً بلطف :-
" لا يصح يا نور نحن لم نعقد بعد"
مطت شفتيها بعدم رضا فغمزها يراضيها ثم تناول قائمة اقتراحات الطعام ليختاروا منها سوياً حتى استقروا ثم أولى انتباهه لها قائلاً بحنان واحتواء يجيده معها :-
"أريد مناقشتك في شئ من باب أني خطيبك هذه المرة وليس من باب السيطرة أو النصح"

" ما عاش اللي بدو يزعلك بمحيه بالغيه من هالحياة
يا حبيبي اضحكلي ما أجملك تسلملي هالضحكات "

حرك خالد رأسه بيأس منها فقد كان ردها ترديدها لكلمات الأغنية الصادحة بوله وهي تناظر عينيه محركة كتفيها برقة فتتراقص خصلاتها القصيرة لتفتنه
ما أشبهها الأن بطفلة صغيرة تلقت هدية جديدة وتريد التعبير بها عن سعادتها في كل الحركات والسكنات
ماذا يوصف نور ؟
ماذا يقول ؟
هو حتى لم يستطع التبرير لشهاب حين عارضه قائلاً أن نور لا تنفعه
أخبره من باب النصح ولم يتحدث معه عن الأمر مرة أخرى
لا أحد يفهمها
إنها طفلة هائمة بطرقات الحياة تحتاج من يتلقفها فيأويها بين ذراعيه حتى لا تشرد
يعلم أن مهمته صعبة لكنها ليست بالمستحيلة
هو يحبها
لن ينكر أكثر من هذا هو يحب نور ويشعر أنها ابنة لقلبه
ابنة صغيرة تأسر قلب والدها بدلالها
لن يكذب ويقول أنه يحبها حب أفلاطوني هذا الذي يعرض بالأفلام والروايات
لكنه يحبها بطريقة ما
هي لها من الحب في قلبه الذي يجعله يظل جوارها دوماً حتى يرسو بها لبر أمانه
خرج من أفكاره على لمستها الرقيقه لذقنه قائلة بتذمر :-
" خالد أين ذهبت عني ؟"
هز رأسه نفيا وهو يقول :-
" لم أذهب بمكان كنت أفكر كيف أبدأ حديثي معك "
عبست نور قائلة :-
" وهل تحتاج يا خالد
نحن صديقين قبل كل شئ "
ابتسم وهو يومئ لها برأسه ثم قال وقد عادت نظرة الحنان لعينيه :-
" أريد منكِ أن تبدلي طريقة ارتدائك لثيابك
أنا لن أأمرك بارتداء حجاب لكن "
صمت يناظر فستانها عاري الكتفين وهو يقول :-
" أنا لا أحب أن تكون امرأتي بهذا الجمال ينظر لها غيري "
وكعادتها الشاردة في ملكوت أخر يخصها كانت تهمس بهيام وهي تضع كفها أسفل ذقنها :-
"هل قلت امرأتك ؟"
تضم كل من كفيها كل واحد بهم لقبضة ثم ترفع ذراعيها قليلاً قائلة بسعادة وهي تعض على شفتها :-
"(يس)"
ابتسم خالد مغمضاً عينيه متأوهاً ثم همس بذهول :-
"ستفقديني الأمل فيكِ يا فتاة من أول مرة "
هزت رأسها نفيا بقوة قائلة تطمئنه :-
"أبداً بل أنا من يدك هذى إلى الأخرى "
قبل أن يتحدث مرة أخرى كان النادل قد أتى لوضع الطعام فانشغلت بهاتفها سعيدة بالتعليقات المتوالية على صورهم سوياً
هي فعلا سعيدة لا تدعي ذلك
ستكون لخالد كل ما يريد فقط يظل جوارها
يكفي أنها تشعر جواره بالأمان
ستنسى كل شئ وكل شخص لتبدأ عهداً جديداً معه
هي تحبه وتحبه وتحبه
نعم هي تحبه
حتى أنها من اللحظة تتوق للبيت الدافئ الذي سيجمعهم سوياً
تتخيله معها وجوارهم طفلة صغيرة يدللها كما يفعل زوج أختها مع صغيراته
تتخيلهم يسوقان العجل ويركضان تحت المطر
السعادة تسكب من صفائحها عسلاً على صدرها لكن بغتة قد يسكن العسل لذعة عبر تعليق صغير على منشور الصور المجمعة
تعليق اسم صاحبة مميز جداً بطريقة كتابته
Refatt Emran comment on your post

" Congratulation.Dear"

.....................................

بعض الكسور لا تجبر
وبعض الأسرار لا تكشف
بعض النوايا لا تُفهم
ولو بعد حين...!

"قف هنا "
قالها ياسر الجوهري لسائقه فصف السيارة أمام أحد معارض السيراميك الخاصة بعائلة البرعي والذي عاد الغبي ابنه للعمل بها
نزل من السيارة وصعد السلالم القليلة ثم دخل المكان الكبير متجولاً حتى التقطت عيناه حسن وهو ينقل الكراتين من أماكنها فاقترب منه مستغلاً خلو المكان قائلاً بتهكم :-
" عمل يليق بابن ياسر الجوهري حقاً"
التفتت حسن متفاجئاً من وجوده هنا معه فهمس بعدم تصديق :-
"لما أتيت هنا ؟"
ظل ياسر على نبرته المتهكمة ثم قال :-
" هذا لأن لي ابن غبي ابتلاني الله به على كبر "
تكتف حسن يواجهه قائلاً بمرارة :-
"ولما كلفت نفسك وأتيت فلتتبرأ منه أفضل لك "
تململ ياسر في وقفته حتى وجد كرسي سحبه وجلس عليه ثم قال بتعنيف :-
" هل تعلم كم خسرت بعد فعلتك السوداء بالزفاف ؟"
ابتسم حسن ساخراً:-
"أه زفاف الموسم "
"أنت ولد غير مسؤول وكل الأسهم التي خسرناها بسبب فضيحتك سأجعلك تتكلفها كاملة "
" بل أنا متنازل عن المال كله يا سيد ياسر "
تنهد ياسر بهم أبوي وقال :-
" يا ابني لما أنت متعب هكذا لم أجد من يزيل النعمة من وجهه مثلك "
" ربما لأنها بنظري نقمة "
أطرق ياسر برأسه ثم سأله وعاطفة حنان تسطع بمقلتيه مغلفة بالشوق :-
" كيف حال الأطفال ؟"
" ولما تسأل عنهم ألست السبب بخراب بيتهم ؟"
رفع ياسر حاجبيه بذهول ثم عاد وقال :-
"أنا ؟"
هز حسن رأسه قائلاً بهجوم :-
"بل أنا الذي هددت أمهم
أنا الذي أقحمت غريبة في حياة والدهم
أنا الذي تدخلت بحياتهم بما لا يحق لي التدخل به "
ضحك ياسر ضحكة ساخرة ثم قسى بالقول وهو يناظره بعدم رضى بعد أن وقف :-
" ليتني وجدتك رجلاً يعتمد عليه حينها لما فعلت
بعيداً عن لغة العواطف التي لا أعترف بها
بعيداً عني أني كان هدفي من هذه الزيجة إثبات نَسبك لي بكل الطرق وإخراس الشائعات ليس إلا
لكن أخبرني
هل وجدت منك تمسكاً ببيتك وحياتك أم وجدت منك ضياعاً وتخاذلاً أكثر
هل وجدت منك وقوفاً ضدي بعدم الفعل ثم تكاتفاً معي لإثبات نفسك لي مع وجود حياتك البسيطة أم أنك انحدرت في رثاء ذاتك أكثر كالطفل "
احتقنت عيني حسن بالغضب فلم يبالي به ياسر وهو يهز رأسه بعدم رضى وقال بيأس :-
" لم أضعك في اختبار واحد وتجتاز نصفه حتى
لم أعرضك لضغط إلا وخذلتني بعدم تحملك له "

تحرك للخارج غير عابئاً بالشرار الذي يتطاير من عيني حسن فعاد والتفت له يحرك سبابته في وجهه ناهراً:-
" كن رجلاً مرة وتحمل نتيجة أفعالك وضياعك الماضي
كن رجلا وعد للوقوف جوار أبيك وعد لبيتك
كن رجلاً وضم أبنائك لك بأي طريقة كانت أعدت أمهم لك أم لا
كفاك حياة المتسولين التي تعيشها
فكر بكلامي جيداً وكفاك انحداراً يا بن الجوهري


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-21, 08:06 PM   #429

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

حبها له ثوب بالي وما هي إلا فقيرة مثيرة للشفقة تكسوه من مشاعرها برقعة جديدة !

" يا نذلة تسافرين دون أن تخبريني أنكِ ستلهين وحدك بعد زفافي
( ماما مسافرة وهعمل حفلة ) أم ماذا "
وصلتها رسالته بعد حديث طويل مع أمها انتهى بكذبها عليها أنها قطعت علاقتها به
والدليل رسالتها له بعد أن أضناها الشوق وهي لا تستطيع الحديث معه على راحتها في العمل كما قبل فلم تستطع كبح نفسها أبدا من إرسال له رسالة بسيطة بريئة الهدف ربما :-
" طمئنني عليك "
تجمعت الدموع في عينيها فور أن وصلها رده
يا الله كم اشتاقت له
لمحادثاتهم التي لا تفرغ
لطريقته العفوية هذه
للرابط الذي يجمعهم وإن كان أعمى لم يبصره
ابتسمت ساخرة تلعق دموعها لربما كانت هي العمياء
مسحت وجنتها سريعاً تقتنص الدقائق معه قبل أن يتركها فكتبت :-
" كنت أغير جو أتركك مني وأخبرني عنك يا عريس كيف حالك "
" العريس يحتاج لخبرة مثلك تنصح عروسه " كتبها بعفوية تامة غير مدرك لتوقد النار التي نشبت بصدرها فكتبت له بأصابع مرتعشة :-
" كيف ؟"
ورده كان قاتل
رده كان أشبه بعدة من السكاكين مندلع بها اللهيب تنشب سائر جسدها :-
" كنت أتمنى لو كنتِ أنتِ وهي أصدقاء حتى توصيها على أخيكِ فهي شديدة الخجل ربما كنت أريد منكِ أن تعلميها بخبرتك "
حين تأخرت في ردها وقد ابتلعت زجاجة الماء بأكملها شاهقة بعذاب بنفس الثانية التي تفجرت فيها الدموع من عينيها أتاها سؤاله الذي تتخيل شكله الأن وهو يكتبه :-
" هل تواقحت أكثر من اللازم حسنا لم أقصد يا ماريو "
وابتسمت للذكرى
ابتسمت للحنين
ابتسمت للقب طالما أطلقه عليها حين يريد تذكيرها والغيرة تحضر
الشيطان يوسوس والأنثى تشتعل فتنعمي عن كل شئ كاتبة بأصابع محترقة :-
" أين هي الآن وأنت تتكلم معي أظنها لو علمت بحديثنا الأن لن يعجبها أم تراها وافقت ؟"
ورده كان الذبح بعينه فلم تستطع مواصلة الحديث أكثر :-
" يا مجنونة من أين ستعرف ؟
سنا لا تعترف بالصداقات مثل صداقتنا يا ماريان وللحق هو شئ مريح لي كرجل فلم أكن أقبل أن تصادق هي أحدهم بالمثل
لكن أنا أثق بكِ وبنفسي ومهما حاولت معها لن تفهم لذا لا أرى مشكلة من سرية الأمر منعا للمشاكل "
........................................

الكوارث أشبه بالأمطار كلاهما يهطلان علينا من السماء حتى في شدتهم متشابهاتان
فهناك كوارث تكن كأمطار رعدية تحيل الأخضر واليابس في طريقها
وهناك كوارث تكون بخفة الأمطار الخريفية تحيي الذابل وتنضر الجاف
" سيدفنني مجدداً سيفعلها
لما أخرجتني إذا إن كنت ستذهب إليه
لقد وعدتني ألا يمسني سوء "
تقولها بانفعال خائف وهي تقف بمقدمة باب الشرفة التي هو واقفاً بها بعد أن أسدل الليل ستاره فلم يتبقى سوى هو وهي
ضجيج الليل المفزع وضوء القمر المُطمئن
التفت عمر متفاجئاً بعد أن باغته انفعالها
لقد كان يظنها نامت فقد أخذتها أمه لتنيمها جوارها بعدما أنهوا حديثهم ببداية الليل أنه يجب أن يذهب قبل أن يحتدم الأمر
كل شئ مهدد حوله
هي .. حياته .. عمله ... وابن خالته الذي ورطه معه بلا ذنب
" بالله عليكِ ما الذي أيقظك الآن "
همسها بانفعال غاضب وعينيه تخونانه لالتهام كل شئ بها دون قدرة على السيطرة
كانت تقف ترتدي عباءة منزليه باللون الوردي تبرز بياض وجهها جلياً أسفل حجابها الشفاف
ما بها وبال هذا اللون المستفز
" عمر "
تنطقها بهمس يائس وقد ظنته شرد عنها ولا تعلم أنه لم يشرد سوى فيها
عذاب
والله ما يحياه العذاب بعينه ولا أحد يشعر به
"أنا خائفة "
تزيد الطين بله
مصيبتها تلك البراءة التي تتحدث بها
دوما ما تتعامل بطبيعية وكأنها صدقت منطق الأخوة الغبية
منطق يجعله يلعن نفسه اللحظة مرات ومرات
لكن رقة الدموع في عينيها جعلته يتحرك خطوة هامساً بصوتٍ أجش :-
" لا تخافي صدقيني لن يمس شعره منكِ"
تضطرب وكأنها باردة وكم لوعته نفسه الدنيئة كي يغطيها بدفئه
"أنت لا تعرفهم إن لم يفعل أبي سيفعلها أخي
هل تعلم منذ أن عرفت وأصبحت لا أنام في عدم وجودك
أتخيل كل ثانية اقتحامهم علينا البيت ثم جرهم لي ودفنهم لي مجدداً"
حديثها كان بالثورة الكافية لإشعال النار في قلبه
ناراً قادرة على إحراق من يفكر فقط في الاقتراب منها
وناراً أشد لهيباً ذكورياً منتشياً لمعنى الأمان الذي ذكرته ضمنياً في جواره فهمس بفظاظه وقد شعر بقرب إنفجاره :-
"ادخلي يا سنابل لتنامي لن يحدث لكِ شئ
وذهابي ما هو إلا لحمايتك "
تراجعت خطوات جالسة على الكرسي الجانبي وقد شعرت بمرارة خذلان فظيعة لم تكن تظنها منه أبداً فهمست ببوح دون قصد سئ :-
" للمرة التي لا أعلم عددها منذ أن عرفت وأنا أذكره دون رحمة "
اشتعلت عيناه بغضب مخيف لو رأته لفرت لكن من حظها أنه استدار قابضاً على حديد الشرفة بقسوة قبضتيه لكنها كانت تنثر على النار زيتاً وبوحها يزداد :-
" ليته لم يمت
ليته لم يمت ويتركني
أعلم رغم كرهي لما فعله أنه لم يكن ليتركني لأذيتهم أبداً
كان بطيبة القلب التي تجعلني أثق أنه كان ليحميني منهم "
وحديثها كان بقسوة الوقع عليه فجعل أعصابه تنفلت دون أن يقدر على كبحها حتى أنه وهو يلتفت لها صارخاً بقسوة غاضبة محركاً كفيه بهياج كانت عينيه كجمرتين ملتهبتين أخافوها بشدة :-
" لعنه الله
لعنه الله ولا أراحه في تربته هو سبب كل هذا الوبال
هو سبب كل هذا العذاب "
لم ينتبه حتى لصوت أمه المنادي عليه بقلق وهو يميل عليها حتى أنها داخلياً ظنت أنه سيصفعها من عنف ملامحه وهو يجز على أسنانه قائلاً بقسوة :-
" تتذكرينه ها ؟
كان سيحميكِ ؟ولما لم يكن بالرجولة من البداية فحافظ عليكِ
أم أنه لم يكن أبعد من كلب لهث وراء شهوته "

" لا تقل عنه ذلك " همستها بنحيب أجج غضبه لكن رحمة القدر بها كان في أمه التي شدته بعيداً وقد هالها إحتقان وجهه فهمست بتأنيب قلق :-
" هل جننت يا عمر ؟
هل جننت يا بني ؟ ماذا دهاك لقد سرعت الفتاة "
رفع عمر كفيه في وجه أمه كمن يريد خنق أحدهم هامساً بفحيحٍ غاضب :-
" خذيها من وجهي الأن ابعديها من أمامي "
استغفرت أم عمر بعد أن استعاذت بالله من الشيطان ثم اتجهت ناحية سنابل تشدها لها قائلة بحنو :-
" تعالي معي يا ابنتي لنتركه الآن "
أخذت سنابل أسفل ذراعها ثم همست في أذنها بمشاغبة أمومية قاصدة تبديد التوتر:-
" لا تخافي منه
إنه هكذا كان كوالده يثور كالثور فابتعد عن وجهه حتى يهدأ
رحمه الله لولا حبي له لدعيت عليه في تربته لما أورثه من غباء لابنه "
ابتسمت سنابل من بين نحيبها وقد كانتا دخلتا غرفة النوم فأجلستها وأخذتها بين أحضانها هامسة باهتمام :-
" ماذا حدث يا ابنتي ومن هذا الذي كان يلعنه عمر "
مسحت سنابل وجهها هامسة بغصة :-
" كان يسب همام
لم أكن أقصد شئ في حديثي
فقط تمنيت لو أنه ظل على قيد الحياة فلم يكن هذا حالي حينها
أعلم أني مخطأة وأعلم أنه كذلك لكنه لا يستحق اللعن أيضاً"
رفعت أم عمر حاجبيها بهم وهي تفكر بعد أن ضمتها لها هامسة ببهوت :-
" رحمه الله وسامحه "
..............................

اليوم التالي ...
مركز لتمسك بيدي

" من جانب أرى أن معرفة أهلها بوجودها صحي أكثر لنفسيتها حتى لا تعيش في اضطراب لكن من ناحية أخرى أخاف جداً من تطرف فكر هؤلاء "
قالها شهاب وهو يجالس رشاد وعمر في مكتبه مما جعل رشاد يشرح قائلاً:-
" المشكلة أننا يجب أن نسرع في حل الأمر بطريقة ودية
عملنا مهدد نحن ضباط كما تعلم
كما أن صورة عمر أصبحت منتشرة صحيح أنها مزيلة بالعبارات الرومانسية لكن تبقى لا تليق به
نقل شهاب عينيه من الصورة المقصودة على حاسوبه إلى صاحبها المعنى الجالس بجوار ابن خالته
وجهه لم يكن ثابت كما هو معتاد وجهه كان وجه رجل ناضل على الانتصار في حربٍ فانهزم ولم يكن يتوقع
يدعو الله فقط ألا يكون شعوره صحيح لكن نظرته بالصورة لا تُخطأها عين
منظره الآن لا يحتاج تفسير
لكن لن يعتمد على حدسه على كل حال
تنحنح قائلاً :-
" وأنت يا سيد عمر بما ستبرر لهم إيوائك لها كل هذه الفترة ببيتك دون رابط "
" وهل لهم أعين للجدال في الأمر
ألم يكونوا هم من دفنوها" قالها عمر( بعصبية) فمط شهاب شفتيه وهو يقول بتعقل :-
"ألا ترى أن هؤلاء الناس بطريقة تفكيرهم أهون لهم حرق ابنتهم حية ولا سكنها في بيت رجل غريب "
" وماذا سنفعل إذاً؟" سأل رشاد بعجز فشبك شهاب كفيه وهو يقول :-
" أنا أفكر معكم بصوت عالٍ
بالمناسبة سنابل اكتشفت من كامل اسمها أنها ابنة عم أم أبناء خال أولادي
أي أنها من البلدة المجاورة لبلدتي
الفكرة أنها بلد قديمة الطراز بشكل مهلك
تفكيرهم به من العقم الغريب الذي يدهشني
والدي رجل معروف وكبير في بلدتنا سأطلب منه أن يحاول التوصل لأحد كبار البلدة حتى نقوم بمجلس للصلح "
انتفض عمر قائلاً باعتراض رجولي :-
" هل سنفضحها بكل مكان
أنا أعترض "
أطرق شهاب برأسه وهو يزفر بضيق قائلاً :-
" اسمع يا عمر أنا أعلم صعوبة الأمر
لكن أين الفضيحة أنا أحاول المساعدة إن كنت لا ترضى فلا بأس على راحتكم "
وقف رشاد هو الأخر وقد اغتاظ من ابن خالته فاعتذر لشهاب قائلاً :-
" أنا أسف يا دكتور هو لا يقصد "
" لا أقول هذا للتأسف
أنا أضعكم أمام الأمر
بلدتها على كل حالٍ تعرف بالأمر
وأبي ماهو إلا طرف للصلح وتقريب وجهات النظر وبإمكانك السؤال عن الحاج عبدالرحمن البرعي "
تبرم عمر قائلا بضيق ونبرة اعتذار :-
" لا أقصد الخطأ في والدك صدقاً
أنا فقط لا أحب أن تلوكها الألسنة "
نظر له شهاب بإمعان جعله يتنحنح وهو يقول مغيراً الموضوع :-
" متى ستحدث والدك إذاً ؟"
ابتسم شهاب نصف ابتسامة وهو يقول :-
" ليلاً إن شاء الله سيكون عندك الرد "
وليلاً لم يكن الرد مبشراً أبداً عبر شهاب البرعي في رسالة نصية تقول :-
" لقد تكلمت مع الحاج يا عمر باشا وهو يريد الاجتماع معكم قبلاً في الغد بعد تناول الغداء معنا بعد صلاة العصر أرسل لي رقم السيد رشاد لأخبره "
............................................

اليوم التالي ...

بيت البرعي ...
" أنرتونا يا شباب " قالها شهاب بعدما تناولو الغداء سوياً فرد كل من عمر ورشاد بالشكر والإطراء على هذا البيت الكريم وصاحبه المهيب فشاور لهم شهاب وهو يتجه ناحية الخارج :-
"إن كنتم على وضوء فانتظروا حتى أتوضأ ليصلي بنا الحاج ثم نجتمع "
بعد نصف ساعة ..
دخل عليهم شهاب بأكواب الشاي وقدمها لهم ثم جلس مجاوراً لأبيه الذي حياهم بحنو قائلاً :-
"يا مرحبا بكم يا مرحبا أنرتم البلدة بأكملها "
" النور نورك يا حاج " قالها رشاد ثم رد عمر
"أعزك الله "
نظر شهاب لوالده ثم عاد لعمر بنظرة مشفقة عابرة وهو يقول :-
" لقد شرحت لأبي الأمر كله وبالفعل هو يعرف كبير البلد هناك والبعض من الصفوة الذين نأمل لمساعدتهم لنا "
" دعني أتحدث أنا يا بني " قالها والده فأومأ شهاب برأسه فابتسم الحاج عبدالرحمن وهو يناظر الشابين قائلاً برزانة :-
" قبل أي شئ أريد أن أسأل سؤالاً
أنتم تريدون المواجهة قبل أن يتطرف الأمر
هل أنتم مدركون أن بمجرد تسليمكم للبنت إلى أهلها ماذا سيفعلون بها ؟"
" من قال أننا سنسلمها لهم ؟"
قالها رشاد باستنكار بينما عمر لم ينطق
فقط وجهه الرجولي كان لعيني شهاب المهتمتين قصة للعذاب
حتى أنه حين تحدث كانت نبرته متحشرجة بها شئ من الاختناق :-
" إذا ؟"
" لا تخبرني أنك تظن أنك ستذهب لأهلها تخبرهم أنها معكم والأمر بالسهولة التي تجعلهم يتركونها لكم "
"أليس هم من دفنوها ؟" عاد رشاد للاستنكار مرة أخرى فرد عمر بعصبية :-
" اصمت رجاءاً يا رشاد وحكم عقلك "
ابتلع ريقه فتحركت عظمة حنجرته بصعوبة واضحة وكأنه يعاني ثم سأل الرجل بخفوت :-
" ألسنا سنعقد جلسة صلح
أي أنه ستكون هناك شروط لحمايتها بها " بنفس اللحظة التي كان ينطق بها بكلمات كانت كحجارة تقذف من بين شفتيه كان قلبه يسخر
" وهل ستقدر أنت على خروجها من بيتك بعد أن أويتها "
أومأ الحاج عبدالرحمن برأسه وهو يقول :-
" انظر يا ولدي شهاب أخبرني أن نفسية الفتاة لن تتحمل قسوة أهلها مرة أخرى
لكن ليت الأمر سيقتصر على قسوة أهلها فقط
هل تعلم يا عمر بما تقتضي الأمور في جلسات كهذه ؟"
حك عمر كفيه وهو يهز رأسه نفيا فأومأ الحاج عبدالرحمن ثم قال :-
" جلسة كهذه ستنص بعد حوارات كثيرة وغضب أكثر
على زواج الفتاة لأحد أقارب زوجها المتوفى
وإما أن يتبرع أحد كبار الجلسة ومن هم في عمري أن يعقد عليها
بكل الحالات ستكون خادمة مهانة أشد الإهانة في أي بيت ستذهب له فهي بنظرهم مخطأة لا تستحق سوى الدهس تحت الأقدام "
يا إلهي
ما بال شفتان هذا الرجل تقذفان الحمم اللاهبة هكذا
ألا يرحم قلبه قليلاً
قلبه الذي يراه يحتضر الآن وسط محرقة من النيران التي طالت شعيرات جسده بحممها
قلبه الذي انتفض بذعر غاضب إثر لفظ زواجها فقط فكيف بالبقية ؟
حك جبهته بعصبية شديدة هامساً باختناق :-
" ألا حل أخر ؟"
رغم صعوبة الموقف كان شهاب يبتسم داخلياً من دهاء والده في إدارة دفة الحوار
صحيح أن كلامه كله صحيح بل حكى الأسوأ له حتى لكن بعد أن شرح له أبعاد شخصية عمر وما لمسه منه فوالده أدار الحوار بطريقة تحفظ لعمر ماء وجهه لأخر نقطة كما أنه حثيثياً يُسقط الكرة في ملعبه حتى هاهو الأن يدق بعصاه أرضاً وهو يقول بخفوت وكأنه يفكر :-
" هناك حل
رغم صعوبته إلا أني سأفعل ما بوسعي لكن الحل فقط يتوقف عليكم إن وافقتكم نكن قطعنا نصف المشوار"
"وماهو ؟" سأل رشاد بلهفة بينما قطب عمر منتظراً
نقل شهاب نظراته بينهم وهو يرى والده الذي لم يتحدث إلى الأن حتى أطرق برأسه مستنداً بكفيه فوق بعضهم على رأس عصاه قائلاً بنبرته المهيبة :-
" نزوجها أحدكم "
البلاهة على وجه الاثنين كانت مثيرة للضحك الشديد حتى أن فك رشاد قد تدلى في بلاهة ثم قال متسائلاً بغباء :-
" من يتزوج من هل تقصدني أنا وعمر ؟"
أومأ الحاج عبدالرحمن برأسه تاركاً لهم ابتلاع الأمر لكن يبدو أن هذا الرشاد لم يكن بالهين هو الأخر فبعد ابتلاع صدمته وجدوه يتنحنح قائلاً بحمية جعلت الابتسامة تفلت من شهاب :-
" أنا مستعد أن أفعل يا حاج المهم ألا نفرط بها فهي فتاة مسكينة بالأخير "
الطريقة التي التفت بها عمر لرشاد وكأن رأسه كالقذيفة جعلت شهاب يتأكد من شكوكه وصوته الخطير يسأل بن خالته :-
" ماذا قلت ؟"
ابتسم رشاد ابتسامة سمجة يعرفها عمر جيداً لكن نبرته خرجت شديدة الجدية وهو يقول :-
"أنا سأفعل سأتزوجها "
"أنت متزوج بالفعل ولديك طفلة يا بني ادم " قالها عمر بجنون محاولاً ضبط أعصابه أمام الناس فما يريده الآن هو فصل رأس رشاد عن جسده لكن رشاد واصل في طريقه وهو يقول رافعاً حاجبيه في استنكار :-
" وما مشكلتك أنت أليس أفضل من الحل الأول
على الأقل ستعيش في بيتي معززة مكرمة
والله يوم حظك يا رشاد أن تكون العصفورة من نصيبك "
" رشاد " همسها عمر بتحذير وقد احمر وجهه انفعالاً
بدا تماماً صورة حية للغيرة العنيفة حتى أن رشاد أشفق على الفتاة لكنه لم يكن ليرتدع وهو يقول بصرامة :-
" قولاً واحداً يا عمر هل عندك حل أخر لإنقاذنا وإنقاذ الفتاة ؟
الفتاة التي أعطيناها راية الأمان منذ زمن وتريد أنت ببساطة سحبها بعد كل هذا المشوار في علاجها"
لوى رشاد شفتيه ثم واصل بدهاء مسكين :-
" كما أني لم أقول هذا إلا لثقتي أنك لن تفعل أنت "
همس عمر ببهوت ورهبة :-
"أفعل ماذا "
" تتزوجها يا عمر "
" ماذا ؟"
" اقبل .. وافق ...أليس هذا ما تريد ... ضمها بين أحضانك ...خذ ضعفها أسفل جناحك ... ضمها لصدرك عله يهدأ"
كان هذا صوت القلب العاصي متوسلاً بأنين لكن للعقل السلطة في القول الغبي :-
" ألا يوجد حل سوى الزواج ؟
يمكنني تركها مع أمي ولن أدخل البيت أبداً "
تخلل نبرته رنتين
رنة الرجاء ورنة الخوف
وكأنه يخشى شئ غير مفهوم حتى تدخل الحاج عبدالرحمن بعد طرق عصاه قائلاً بحزم:-
" يكفي الفتاة ليست سلعة
يبدو أنك تريدها يا سيد رشاد إذا سأعقد المجلس على اسمك "
" يريد من ؟" همسها عمر بذهول غاضب جعل رشاد يشفق عليه أخيرا وهو يقول بجدية :-
"عمر أعزب يا حاج وأنا أمامكم أسأله فليس معنا وقت
إن كنت قادر على أنت تتزوجها يا عمر افعل
لم أقل ما قلت يا بن خالتي إلا من أجل حماية الفتاة والتي أرى أنك أولى بها لكني أعرف أنك لا تحب أن تغصب على شئ "
خيم الصمت على المكان وعمر مطرقاً برأسه عاقد الحاجبين وكأنه يبحث عن شيئاً يساعده لكن بالأخير رفع رأسه قائلاً برجولة خشنة رغم تغضن ملامحه :-
" أنا سأتكفل بالأمر يا حاج تحدث على اسمي "
" جيد "
قالها شهاب ثم واصل دون أي محاولة للضغط على عمر الآن :-
" هذا أفضل في كل الأحوال فأنت المعني في الصورة "
أومأ عمر بإنهاك فصدح صوت الحاج وهو يقول بجدية وصرامة :-
" عدني "
رفع عمر رأسه بتساؤل مندهش فأردف الرجل :-
"انظر يا بني أنا من سيتكفل بالأمر أي أنه سيكون على شرفي أمام الناس وعلى ضميري و ذمتي أمام الله
ما حكاه شهاب عنك جعلني اتوسم بك الخير لكن عدني أن تصون الفتاة وأن تكون ظهراً لها يحميها من شرور الدنيا
أن تفديها بروحك إن احتدم الأمر
تعوضها عن ما فاتها ولا تعيرها يوماً بما كان منها "
والكلام أوقعه بين شقي رحى الرجولة فلم ينطق سوى بالوعد الصادق المعذب لروحه :-
"أعدك يا حاج أعدك "
بعد ساعة على أول طريق القرية :-
" انزل يا رشاد "
التفت رشاد متفاجئا لعمر الذي لم ينطق منذ خروجهم من بيت البرعي بالسيارة فسأل باستفهام :-
"أنزل أين ؟"
"أنزل من السيارة " نطقها عمر من بين أسنانه فرفع رشاد حاجبيه قائلاً بخشونة زائفة :-
" ما بالك يا عمر هل جننت "
أخرج عمر سلاحه وهو يفتحه فأصدر صوته المرعب ووجهه على جبهة رشاد المذهول والقائل بتراجع :-
"يبدو أنك جننت فعلا
ابتعد يا عمر يا حبيبي السلاح يطول "
"أنزل " همسها عمر بهسيس غاضب مما جعل رشاد يمد كفه لعتلة الباب يفتحه مهادناً:-
" وحد الله يا بن خالتي سأنزل "
ابتعد عمر قليلاً مما سمح لرشاد بالنزول وفور أن نزل صرخ بغيظ :-
" نزلت يا مجنون ماذا تريد "
أغلق عمر باب السيارة وبدأ في تحريكها قائلاً بتشفي :-
" لتأتي في سيارة أجرة يا عريس الغفلة
إن تأخرت سأهاتف سهام زوجتك لتنقذك "
" عمر يا مجنون لا تفعل " صرخها رشاد وهو يشاهد عمر المندفع بالسيارة وقد تركه بالفعل فضرب كفيه ببعضهم وهو يقول :-
" لقد جن الغبي
ثور بن ثور على رأي خالتي "
مط شفتيه هامساً بضيق :-
" والله لن أترحم على أباك "
................................
بعد مرور عدة ساعات

بعض الأقدار حُلوة كبسضكويتة النواعم الذائبة !

" ما به عمر يا رشاد منذ أن أتى وهو في غرفته لم يخرج منها "
سألت أم عمر رشاد بقلق وهي تقترب منه بعد أن فتحت له سنابل
" ربما يلعب ضغط فهو مفيد له الفترة القادمة " قالها رشاد مبتسماً ابتسامة عريضة فسألته خالته باستنكار :-
" ضغط ؟"
التفت رشاد لسنابل مبتسماً بحنان وهو يقول :-
" لا تخافي أبداً سنحل الأمر وستظلين بيننا "
طلت من عينيها نظرة رجاء فأغمض عينيه في إيماء مطمئنة ثم همس لها معتذراً:
" هل من الممكن أن تتركينا لأتحدث مع خالتي قليلاً"
أومأت سنابل برأسها متجهة ناحية غرفتها فناظرها رشاد حتى أغلقت الباب ثم التفت لخالته قائلاً بنبرة جدية أجفلتها :-
" اسمعي يا خالتي ما سأقوله الأن غاية في الأهمية والخطورة فافهميني"
بعد نصف ساعة...
كان رشاد يهمس باستنكار :-
" هل تستكثرين ابنك عليها يا خالتي "
تأففت أم عمر بانفعال هامسة وقد تكدرت ملامحها :-
"يا غبي لم أقل هذا
من أين تفهم هل دوما يبتليني الله بالأغبياء "
رفع رشاد حاجبيه من هجومها إلا أنها لم تهتم وواصلت بتوبيخ :-
"لقد قلت أخاف عليها منه فهو ثور وهي كما ترى هشة وضعيفة كما أني أعرف ابني لا يحب أن يجبر على شئ "
اقترب رشاد برأسه منها وكأنه سيدلو لها بالسر القومي هامساً :-
"هل أخبرك بشئ يا خالتي ؟"
اقتربت منه فاعلة المثل فهمس رشاد وكأنه طفل يفتن على زميله :-
" ابنك هو من قال أنه يريد الزواج منها "
امتعضت أم عمر قائلة بنبرة خيبة :-
"ألم تقل أنه اضطر "
شهق رشاد شهقة خافته مفتعلة وهو يناظرها بنصف عين ثم همس بتساؤل :-
" هل سينطق عمر بشئ كهذا يا خالتي دون أن يكون بقرارة نفسه يريده
هل ابنك كان ليضحى ويقول أنه سيتزوجها شهامة بعدما عرضت أنا الأمر وحللته من البداية "
همست أم عمر برهبة وقد امتقع وجهها :-
" ماذا تقصد يا بن اختي "
حاول رشاد تهوين الأمر عليها فحرك شفتيه يميناً ويساراً هامساً بلهجة تمثيلية :-
" ابنك وقع في حب الفتاة يا أم عمر "
جحظت عينيها في ذهول فخبطته بقبضتها في ركبته بتوبيخ قائلة :-
" لا وقت لمزاحك الآن يا سمج "
لوى رشاد شفتيه هامساً بينه وبين نفسه :-
سمج وأنا الذي أشفقت عليكٍ"
امتعض بوجهه قائلاً بتشفي :-
" الثور بن الثور وقع في حب بسكويتة النواعم يا أم عمر "
" قلبي عليكِ يا ابنتي
كيف سأحميها من بطشه الأن "
رفع رشاد حاجبيه بذهول هامساً بتوجس من عقلية خالته التي يبدو أنها طارت :-
" هل كل هذا ما يهمك ؟"
تأففت أم عمر بضيق ففعل المثل وهو يقول :-
" اسمعي هي لا تعرف شئ حتى نذهب غداً لبلدتها
ودكتور شهاب أخبرنا ألا يتحدث أحد معها حتى يفعل هو "
أومأت برأسها بشرود مهموم فنهض رشاد قائلاً بتقرف :-
"وأنصحك ألا تحدثي ابنك لعام قادم فقد جن تماما"
وقبل أن يتحرك ابتسم ضاحكاَ وهو يسمع خالته تهمس من بين شرودها :-
" ثور بن ثور رحمه الله وغفر له "
..............................

مثل بلادة استوطنت بالقلب كمثل مدفن للمشاعر في كل يوم له ميعاد مع القتيل
والقتيل هنا لم يكن سوى روحها التي تُدهس بأقدام الحياة

فتحت باب الشقة بعد أن عادت من العمل الذي التحقت به حديثاً منحنية الأكتاف تشعر أنها محملة بالكثير من الأثقال
لكنها فور أن رفعت عينيها فأبصرت إخوتها وجدها يهللان لقدومها انمحى العبوس وارتسمت الابتسامة الحنونة
ابتسامة أم لا تستطيع حرمان أطفالها من بشاشتها
فتحت ذراعيها لإبراهيم وفيروزة الذين أقبلوا عليها راكضين بفرح هامسة بمحبة :-
" اشتقنا لكِ يا داليدا "
قبلت كل منهم على حدة وهمست هي الأخرى وهي تسحبهم معها للداخل :-
"وأنا أيضا "
جلست جوار جدها على الأريكة تقبل رأسه ثم سألتهم باهتمام :-
" هل قمتم بعمل الواجبات المدرسية ؟"
أومأوا برؤوسهم فأخرجت لهم من حافظتها نقود أول راتب لها قائلة بسعادة :-
"إذا تستحقون جائزة "
بعد أن هللوا فرحين التفتت على صوت جدها ذو نبرة الشيب الرفيعة :-
"وأنا يا فتاة أين نصيبي لما لا تعطيني مصروف مثلهم ؟"
رفعت داليدا حاجبيها بذهول وقد ضحك إخوتها فضحكت معهم وسألته :-
" هل تريد مصروف يا جدي ؟"
أومأ برأسه قائلاً بنبرة أشبه بعناد الأطفال :-
" نعم أنا أريد مصروف لأضعه أسفل وسادتي ليلاً"
سألته داليدا وهي ترتكن برأسها على كتفه :-
" ولما أسفل الوسادة ؟"
رد ببديهية أصابتها بالضحك :-
" أعطيها للشحاذة وأنا نائم حتى لا تشحذ علي "
قطبت داليدا رافعة رأسها تجادله :-
"يا جدي الشحاتة تشحذ على الجائع "
تبرم الجد إسماعيل وقد لكزها في خاصرتها قائلاً بغضب حزين :-
" هذا من أفعالك السوداء
تتركينني طيلة النهار جائع حتى يصيبني النوم فتشحذ علي الشحاذة ولا أجد ما أعطيه لها وأنا نائم "
ابتسمت داليدا بحنو ومالت مقبلة كفه هامسة :-
" يا حبيبي أنت جائع ؟
دقائق وأحضر لك أفضل طعام لأجل عيونك "
ليلاً....
انتفضت من الفراش بعد أن كانت جالسة تقرأ كتيب وهي تقرأ رسالته :-
" أنا في الطريق لن أتأخر اليوم
لا تحضري طعام فلست جائع لكني اشتقت لكِ"
رسالة ذات مغزى
راقية لكن مفهومها واضح
تحركت من الفراش بإنهاك ثم التقطت ورقة التقويم على الكومود
التاريخ هو .... ..... .....
أي أنها أجازة غداً من العمل وهو الأخر لن يبيت معها لذا ينبهها أن تتفرغ له اليوم
تحركت بألية ناحية الدولاب تنتقي له غلالة تناسب ذوقه حتى استقرت على واحدة رقيقة باللون الفيروزي أخذتها ثم أخذت معها بقية القطع التي تحتاجها واتجهت ناحية الحمام حتى تتجهز
تعلم تماماً أنه أتى مبكراً حتى يعوض ما فاته فزائرتها الشهرية كانت مصدر إحباط له طيلة الأسبوع الماضي
دقيقتين واختلج قلبها وهي تسمع صوت حركاته بالغرفة
حسنا لن تنكر أنها اعتادت
أن الأمر لم يعد بشدة وطأة البدايات
أن قلبها أصبح به من البلادة الذي يستقبل كل شئ على أنه عادي وسيزول
لكن تبقى غصة خداعها له
تبقى غصة إنكسارها في مرأة روحها
لو فرح بألف طهارة لها فهي ستظل مزيلة بعارها وإن أكدت لها حفصة أنها بريئة منه
أحياناً في غمرة إنفعاله العاطفي وشغفه بها تصيبها رغبة مجنونة في النطق بكل شئ
في الإعتراف علها ترتاح لكن تعود كلمات حفصة وترن في أذنها بأولوية الستر
هي تستعين بالله دوماً كما أخبرتها حفصة
دوماً ما تستعد لعلاقتهم أخذة نية العبادة لله حتى يعينها
تبالغ في التأنق له وحلاوة الحديث حتى تخف حدة ضميرها المكذب لها على الدوام
طرقة منه على باب الحمام أجفلتها فأجلت صوتها قائلة :-
" دقائق وسأخرج "
من شدة مشاعر الحزن التي جلبتها على نفسها مالت فاتحة صنبور الحمام وأدخلت كفها تملئه بالمياه شاربه منه وهنا دمعت
دمعت فتكثفت الدموع بغزارة وبكت دون صوت
ما فعلته ذكرها بألة الشرب القديمة التي كانت أمام بيتهم ( الطرمبة )
تلك التي كانت تستخدمها أمها في الشرب بهذه الطريقة مفضلة لها عن ماء الصنبور
كم اشتاقت لها
كم اشتاقت لحنانها
فقط لتدفع عمرها مقابل حضن واحد منها
بل تدفع عمرها مقابل شم لرائحة جسدها المعطاء
كم اشتاقت لأبيها وكم اشتاقت لبيتهم الدافئ بالبلدة
غسلت وجهها سريعاً بعد أن أفاقت من غفوة خذلانها حتى خبت بريق الدموع بهم فتجملت ثم خرجت له
وكالعادة تقابلها عيناه بلهفة ربما مع واحدة غيرها لأنتشت أنوثتها
اقتربت منه فضمها له بحنو لم تعد تستسلم لرغبتها القديمة في أبوته فابتعدت هامسة بابتسامة رقيقة :-
"حمداً لله على سلامتك "
رد عليها السلام ثم سحب كيساً أنيقاً يقدمه لها وقد كانت عيناه تلمعان بحماس جعلها تقطب حاجبيها وهي تفتحه تخرج ما به فامتقع وجهها بجنون
لقد كانت بذلة رقص ورائحة معينة (برفيوم شوجري) بمذاق التوت
صحيح أنها لم تكن مبتذلة لقد كانت قطعة واحدة طويلة لكنها مصممة لتكون بذلة رقص
أيظنها ترقص
أحقاً يظنها سترقص له
يا الله ما هذه المصيبة التي وقعت بها
كانت الإنفعالات تموج في صدرها دون أن تُظهر شئ على صفحة وجهها أبداً
فقط زوابع من الكلام الكثير بداخلها جعلها تريد الصراخ عاليا لكنها كبحت كل ذلك بإرادة من حديد وقد احتقن وجهها فيما بدا خجلاً لكنه لم يكن سوى غضباً وحزناً مريراً:-
" هل هذة بذلة للرقص ؟"
ابتسم رأفت بعيني رجل جائعتين وهو يناظرها نظرة مفهومة المغزى من رجل لزوجته
:-
" رأيتها وأنا بالطريق فلم أرى غيرك بها
أظنكِ تليقين في الرقص تماماً "
هزت داليدا رأسها كمجذوبة تهذي هامسة :-
" أه رقص"
ترتجف شفتيها فتعض عليهم بغيظ من الانهيار الداخلي الذي أصابها فتعاود القول :-
" بالطبع كما تحب "
ثم استدارت عائدة للحمام مرة أخرى
وفور أن أغلقت الباب وقفت تنظر لما بيدها مبتسمة من نفسها بسخرية
ولما لا
إن كان تكفيراً لذنبها في حقه فلتدهس قلبها وتفعل
ولما لا
إن كان تكفيراً لخداعها له فلتذبح روحها وتفعل
دقائق وكانت تخرج له رائحة التوت تسبقها
النظرة الجذلة في عينيه أرضتها
ليس رضا أنثى من رجلها أبداً
لكن رضى جانية أعطت القليل لمن جنت عليه
رضا مذنبة تكفر عن ذنوبها فترى بوادر قبول توبتها
شغلت هاتفها على أغنية ما لم تنتبه حتى لكلاماتها وهي تبدأ الرقص
بل الأكثر
هي حتى لم تنتبه لوقعها
لقد كانت ترقص بألامها على إيقاع الخذلان
خذلان لم يكن من أحد
خذلان كان من الحياة
كلما تحركت بتناغم أكثر كان الجذل في عينيه يشتعل أكثر
تماماً كان رجل سعيد بامرأته حتى حانت لحظة اللاسيطرة بالنسبة له
لحظة اشتعلت بها رجولته وانعصر بها قلبها لكنها دهست وزادت من الدهس حتى تركت نفسها لعواطفه تعطيه مما يرغب وأكثر
ظهر اليوم التالي ...
ظلت نائمة أو الأحرى تدعي النوم حتى مل من إمكانية إيقاظها فتركها وأخذ حماما وبدل ملابسه وذهب ...
هي حتى كانت مخبرة إخوتها أنها ستغيبهم من المدرسة معها اليوم وطالما أنهم لم يوقظوها إذا تصرفوا سوياً
ربما رحمة من الله بها فهي لا تريد رؤية أحد الأن
لفت الشرشف على جسدها متحركة بألية وإنهاك جسدي حتى الخزانة تأخذ ملابس لها ثم تحركت حتى الحمام
وهناك أسفل المياة كانت تشعر أنها بالأمس نعت بقايا داليدا
لقد نعت أخر ذرة من روحها مع رقصة الأمس
ينعون الأرواح بالدموع وقد نعتها هي بالرقصات
داليدا ابنة الطيبان دفنت يوم دفنتهم
داليدا ابنة أمها ماتت يوم خذلتها
وقفت أمام المرأة عارية الجسد باكية تشعر أنها دهست أخر قطعة من روحها الأمس
ومع مغادرة روحها شعرت أنه لا جدوى من كل ما كان يذكرها بابنة البلدة البسيطة
ماذا بقى لها أصلاً
لم يعد يبقى شئ سواه
وسواه لم يكن سوى شعر يسافر الليل فيه ويمرح من طوله
شعر كانت تعتز أمها فيه وتفخر به
لكن أين هي وأين أمها
ومع أخر قطرات دموعها كانت تلتقط المقص
تجلب شعرها جانباً ثم تأتي من المنتصف وتبدأ بقصه حتى تساقط رويداً رويداً وافترش الأرض من حولها
صوت المقص مع كل قطعة كان بأذنيها كضرب ناقوس الحزن معلناً عن يوم الفزع الأكبر

يتبع


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-21, 08:07 PM   #430

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

بلدة ربيع أبو الحكم
بيت كبير البلدة حيث يجتمع الرجال
كان صوت تراشق الكلمات يخترق الجدران من شدة رنين الغضب به
" الدم يا حاج عبد الصبور الدم لن أقبل سوى بالدم " يصرخها ربيع بغضب متقد وعينيه تطلقان الشرار المصوب ناحية عمر الجالس بثقة
هذا الفاجر الذي كان مع الفاجرة بالصورة لقد تعرف عليه منذ أن رأه
هذا الفاجر الذي أخرج الفاجرة من تربتها كما علم
اهتاج ابنه الذي يمسكه الرجال غصباً وهو يريد الانقضاض على عمر الذي انتفض هو الأخر غضباً للفتك به
صدح صوت الحاج عبد الصبور كبير بلدتهم محتداً بصرامة :-
"اصمتا ... اصمتا "
يخبط بعصاه على الأرض قائلاً بحزم :-
"أنتم هكذا لا تحلون الأمر "
" أي حل يا حاج نحن لا نقبل سوى بالدم "
كان الدور لرئيس المركز والذي تم دعوته للحضور في الحديث وهو يقول بصرامة :-
" إن لم تهدأوا سأضعكم بالحجز بتهمة التعدي على ضابط شرطة وليريني أي منكم كيف سيخرج منها "
التفت أحمد أخو سنابل للرجل صارخاً باستنكار :-
" أي ضابط شرطة يا أستاذ نحن لم ننظر ناحيتك حتى "
ابتسم رشاد بسماجة وهو يشير ناحية عمر قائلاً ببرود رتبة عمر:-
" هو حضرة ..... عمر القاضي "
أجفل الشاب قليلاً لكنه عاد واهتاج :-
" وإن كان والله لن يكفينا الدم حتى
رقبته ورقبتها معاً "
وقف الرجال جميعهم وقد أثار ربيع وابنه غضبهم فهتفوا بآنٍ واحد :-
"اجلس أنت وهو واصمتا وإلا لن تطولان أرضاً ولا سماء "
خبط الحاج عبدالصبور أحمد في قدمه بعصاه قائلاً بصرامة :-
" وأنت يا ولد أجلس وإلا طردتك "
تدخل الحاج عبدالرحمن في الحوار يخاطبهم بتعقل :-
"أرى أنه من الأفضل لكم الجلوس والاستماع لنا وإلا "
صمت مثيراً غضبهم ثم واصل :-
"وإلا سنرفع أمر الفتاة دون رجعة لكم للحاج عبد الصبور وستغدون بلا قيمة بالبلدة بأكملها تلككم الألسنة "
نظر كل من الولد وأبيه لبعضهم بعدم رضا لكنهم عادوا وجلسوا على مضض فقال الحاج عبدالرحمن البرعي:-
" هكذا نتكلم بهدوء "
نقل نظراته بين الحضور ثم سم بالله وقال :-
" نحن لن نتكلم في ماضي
ما حدث حدث وستر الله ولايانا
ورغم خطأ العقاب فبالأخير حسب الشرع الفتاة لم تكن زانية لكن لعل كل هذا حدث لحكمة يعلمها الله "
في هذه الأثناء كان عمر يشعر بوحوش من الغيرة الرجولية تنهش صدره بغل
هذة التي يتكلمون عنها هكذا تخصه
هذى التي يخوض أخيها وأبيها في عرضها ناعتيها بأبشع الألفاظ مقسمين على القتل لم تكن سوى امرأته
هذه التي تلكها النفوس من المفترض أن الحديث عنها سيكون على شرفه
رغبة شيطانية تخرج من العدم في خنقها وكأنها كانت تعرفه قبلاً فكيف تفرط فيما يمسه كيف
يا الله
ألا نهاية لهذا العذاب ؟
ألا نهاية له أبداً
انتبه على الحديث الدائر المحتد وأحد الرجال يقول بصرامة :-
"نحن رفعنا وصاية الفتاة عنك يا ربيع فإما أن تحفظ ماء وجهك أو نطردك خارجاً"
" قسما لاقتلها النجسة وألقي بجسدها لكلاب الطرق "
قالها أحمد صارخاً فانتفض عمر بغضب ناري صارخاً :-
" اخرس واحترم نفسك ومن في الجلسة وإلا أنا الذي سيلقى بك خارجاً"
تحرك المدعو أحمد من مكانه ناوياً التشابك مع عمر إلا أن شهاب شد عمر بحزم هامساً :-
" من الحكمة ألا تنفعل أنت أو تتحدث دع اليوم يمر على خير "
جلس عمر مشحوناً وقد ابعد الرجال المدعو أحمد وخيمت الشحنات الغاضبة على المكان حتى تكلم الحاج عبد الصبور بما جعل عمر يريد اللحظة إزهاق أرواحهم :-
" نحن أهل البلدة وأولى بالفتاة ولا نرضى على ابنة لنا بالقتل
وقد تحدثت مع الحاج كامل كبير عائلة ..... والذي طلق زوجته الرابعة منذ شهور عنها وطلب أن يضمها لزوجاته وعلى أتم استعداد على أن يتستر عليها
فزوجاته كبار بالعمر ويحتاجون لمن تخدمهم وأظن الفتاة قادرة على ذلك لصغر عمرها
كما أنهم سيربونها من جديد "
"رباه ما هذا التفكير ؟
ما هؤلاء الخلق " همسها شهاب بينه وبين نفسه وكأنه لا يصدق ما يحدث أمامه من جهل وإنعدام إنسانية لكنه شد على ساعد عمر بقوة
عمر الذي كان يشبه قنبلة على وشك الإنفجار
تنهد وهو ينظر لوالده الذي تدخل في الحوار يستميلهم بذكاء متخذا طريقتهم في الحوار قائلاً:-
"لكننا هكذا لا نحل الأمر
صورتها انتشرت مع الشاب إذا أرى أنه أولى بالتستر عليها"
انتفض ربيع صارخاً بعنفوان :-
" لعنها الله بنت ال .....
كانت ماتت وانقضينا من قال له يخرجها
أم عله ال ...... كان على معرفة بها الفاجرة "
هنا لم يستطع عمر السيطرة على نفسه أكثر وقد كاد يفلت من قبضة شهاب حتى أشفق عليه
زئير إنفعاله يصله جيداً عبر شحنات جسده السلبية واحتقان وجهه الذي قارب على اللون الأزرق فمال عليه هامساً بتريث :-
" اهدأ حتى يتم الأمر ونخرج بأقل الخسائر"
عاد الحاج عبدالرحمن للحديث مرة أخرى بصرامة وقد تم تأييده من قبل عدد من الرجال :-
" هذا ما عندنا
أرى أنه الحل الأمثل في هذا الحال
كما أنه رفعة لك يا ربيع بعد أن أصبح اسمك بالأرض ستتزوج ابنتك من ضابط شرطة له شأنه بمركزه "
علت همهمات الموافقة والثناء على رأي الحاج عبدالرحمن البرعي فهدر ربيع :-
" موافق لكن بنت ال ... تبرأت منها لا أريد رؤيتها هنا أبداً"
" والله يوم هنا ألا ترى وجهك العكر يا وجه البوم "
همسها رشاد بينه وبين نفسه وقد أشفق على ابن خالته من كل هذا لكنه عاد وانتبه لأحد الرجال يقول :-
" قضي الأمر سنعقد قرانه عليها يوم .. بدوار البلدة وليكن إشهار حتى تخرج مرفوعة الرأس من بلدها "
" بلا عودة " صرخها أخيها بازدراء فلم يرد عليه أحد وهم يتشاركون في حوار هامس عن بقية التفاصيل
..........................................

الحياة لن تسير أبداً وفقاً لأهوائنا
لن تكون دنيا إذاً إن لم نتعثر فيها ..إن لم تشقينا أيام الفرح أكثر ما تهنينا أيام الفرح
نحن يجب أن نقتنع أننا مازلنا بالدنيا ولم ندخل الجنة بعد!

كان منكباً على الأوراق أمامه ينهيها قبل أن يسافر للمؤتمر المعقود بالخارج حتى عقد حاجبيه بانزعاج على صوت الجلبة الأتية من الخارج
ألقى الأوراق جانباً والأصوات تعلو ووقف من مكانه متجهاً للخارج غاضباً
لكنه لم يكن بباله حساب أبداً لما يحدث خارجاً فقد كانت ملك تقريبا تتشاجر مع بدر صديقه و نائب مدير الفرع والذي يحل مكانه دوماً
" من أنت بالأساس لتحاسبني لا تظن نفسك شئ فقط لأنك تحل مكان المدير في وقت عدم وجوده "
رفع حاجبيه وهو يلاحظ إحمرار وجه بدر الغاضب والذي يقبض كفيه دون شعور قائلاً بنبرة رادعة :-
" أنتِ يا سيدة احترمي نفسك وأنتِ تتحدثين لقد أخطأتِ وكنت أنبهك لخطأك "
كاد زيان أن يتحرك ليفض الشجار لكنه فتح عينيه على إتساعهم ونبرة ملك تعلو أكثر صارخة :-
"بل أنا محترمة رغماً عنك وعن الذي يتشدد لك وأريني م..."
" احترمي نفسك يا امرأة "
صرخها بدر بغضب ونبرة رادعة جعلتها تبتلع لسانها مما جعل رغبة ليست بمحلها للضحك تصيب زيان لكنه عوضاً عن ذلك تنحنح وهو يتقدم منهم قائلاً بحزم :-
" هل لي أن أفهم ماذا يحدث هنا ؟"
رفع عينيه لما ورائهم ثم تحدث بتسلية غاضبة :-
" يبدو أن الشركة بأكملها سمعت شجاركم وليس أنا "

" اسمع يا زيان أنا لن أتعامل مع هذه السيدة مرة أخرى أنا ذاهب "
قالها بدر بغضب وهو يتحرك خارجاً صارفاً الموظفين كل إلى عمله
"بل أنا التي لن تتعامل مع هذا الجلف بالأساس "
"أظن يكفي هذا "
قالها زيان بحزم رادع ناظراً لها نظرة جدية احمرت لها وجنتيها بإحراج لكنه لم يرحمها وهو يتقدم منها قائلاً بغضب :-
" هل هذه طريقة حديث بالشركة ؟"
كادت أن تدافع فلم يمهلها وهو يواصل بتقريع :-

"لا تظني أبداً أنكِ أتيتِ هنا للعمل بواسطة إذا لا أحد سيستطيع الكلام معك يا ملك "
زاد احمرار وجنتيها بشدة من نبرة التقريع الشديدة والتي تحمل إهانة فتجمعت الدموع بحلقها قائلة دون تخطيط متحركة من مكانها :-
" اشبع بعملك أنا أقدم استقالتي "
" قفي مكانك "
نطقها بحزم وهو يتحرك جهة مكتبه قائلاً بنبرة لا تقبل الجدل :-
" دقيقتين وأجدك أمام مكتبي يا ملك "
بعد عدة دقائق دخلت عليه عاقدة ذراعيها ببعضهم بشكل متعاكس فسألها بهدوء :-
" هل لي أن أعرف ماذا حدث ؟"
أطرقت ملك برأسها ورغبة عنيفة بالبكاء تداهمها مرة أخرى فأشفق عليها وهو يقول بلطف :-
" اجلسي يا ملك واشرحي لي ما حدث "
جلست بالكرسي أمامه زافرة نفساً مشحوناً ثم قالت :-
" لا شئ لقد كنت أصرخ على ابنتي بالهاتف وأغلقت معها "
صمتت ثم واصلت بخزي :-
" أغلقت معها وبكيت فوجدته يصرخ بي أن العمل ليس مكان خصوصياتي وأن انتبه لما أقوم به أفضل من البكاء "

" وهل هذه طريقة للرد عليه .. ما سمعته لم يكن أبداً رد لائق من امرأة لمديرها ولا حتى لزميلها "
عادت وجنتيها للتورد فهمست بنبرة صادقة :-
" لم أنتبه لما أقول لقد أغضبني "
فاجأها بسؤاله الفضولي :-
" لما كنتِ تصرخين على ابنتك ؟"

رفعت ملك حاجبيها قائلة بغيظ :-
"ألا ترى أنك تتدخل فيما ليس لك ؟"

" خذيني قدر عقلي وجاوبي "

تنهدت ملك بهم وهي تقول وكأنها لديها رغبة في البوح :-
" كانت تبكي لأن أبيها لم يزورها اليوم وتطلب مني أن أتصل به ليحضر فرفضت وعنفتها "

" ولما لم تتصلي به "

ودون شعور كانت تقول بنبرة عنيفة :-
" لأني لا أريد رؤية وجهه حتى "

هز زيان رأسه ماطاً شفتيه ثم قال ببرود :-

" حسنا يا ملك تفضلي على عملك مخصوم منكِ أسبوعين "

ناظرته بذهول غاضب وهي تقف فوجه القلم في وجهها وهو يقول ببرود :-
" أسبوع لصراخك في وجه بدر وتقليلك من احترامه
وأسبوع من أجل تقليلك من احترامي بالخارج "
حاولت فتح فمها عدد من المرات محاولة الحديث فنقر بالقلم على سطح المكتب المصقول ثم تحدث بلطف قائلاً:-
" اسمعي يا ملك نصيحة مني لأنكِ أصبحتِ ذات مكانة غالية عندي
لا تقللي أبداً من احترام رجل وإن كان مخطأ أمامك فسيقلب الطاولة عليكِ حتماً
لا تأخذي حقك أبداً برفع الصوت والكلام الجارح "

صمت وهو يرى احتقان عينيها جلياً وكأنه ضغط موطن جرح فزاد من الحديث قائلاً:-

" الصوت العالي واللسان الطويل يضيع حقك وإن كان كله لكِ
أمثالك يا ملك طيبين لكنهم دوماً ما يضيعون حقهم هباءاً منثوراً بطريقتهم الفظة
تظنين أنكِ تحمين نفسك وكرامتك بجرح من أمامك بكلامك لكن العكس تماما أنتِ تهينين نفسك وتقللين منها
كلمة واحدة رزينة منك تستطيعين جعل من أمامك يبتلع لسانه ويزداد احترامه لك "
صمت راسماً مربع خياليا في الهواء بأصابعه ثم أشار لجانب رأسه بسبابته وقال :-
" ضعي كلامي هذا في عقلك وفكري فيه جيداً
وحين تتعرضين لضغط يخرجك من شعورك تحركي من مكانك فوراً
اشغلي نفسك بشئ لكن لا تردين في وقتها
عدي من واحد إلى عشرة إن اقتضى الأمر حتى تهدأي وتفكري فتستطيعين الرد "
...................................

الحب خدعة حاكها المرهفون حتى يلبسون مرارته أثواباً لائقة من التبرير !

وقفت أمام المرأة تقيم نفسها في الغلالة القصيرة التي ابتاعتها اليوم
عضت شفتها السفلى بخجل شديد وهي تتأمل تفاصيلها
غلالة من الستان بحمالتين رفيعتين تكشف عن نحرها بمقدمة مثلثة الشكل كاشفة الكثير
قصيرة بالكاد تصل لركبتيها لكنها ضغطت على نفسها وارتدتها
عمار يستحق أن تتجاوز حاجز خجلها من أجله
كما أنه يحاول أن يساعدها في أن تعتاد جموحه قدر المستطاع
صففت شعرها ثم تعطرت مبتسمة بسعادة متحمسة لمفاجئاته
ضحكت وهي تسمع لطرقه على الباب قائلاً بمشاكسة حسيه :-
" لقد ارتفع ضغطي لشدة توقعي يا سنا أنا سأدخل "
كادت أن تنطق مانعة له عدم الدخول لكنه قد سبقها ودخل
بريق عينيه الملهوف فور دخوله خبى رويداً وهو يتأملها دون أن تنعدم الرغبة فيه
وكأنها ؟
وكأنها خيبت حماسه
شعور مرير بفشل محاولاتها تجمع في حلقها فهمست تطلع لقربه :-
" ألم أعجبك ؟"
" لا أنتِ جميلة " همسها عمار بصدق وهو يملس على ذراعها الناعم بكفه فارتجفت
تنحنح يحاول أن يسيطر على موجة الإحباط التي تلبسته فضحك بلا مرح قائلاً:-
" لقد ارتفع سقف تطلعاتي ثم وقع عليٰ مر واحدة "
حاولت أن تجاريه الضحك ففشلت وإحساس الفشل في أن ترضيه يسيطر عليها فهمست بصراحة :-
" وما كنت تتوقع ؟"
دعك عمار بين عينيه ضاحكاً بقوة ثم فتح عين وأغلق الأخرى قائلاً بتحذير مرح :-
" ولن تغضبي ؟"
هزت رأسها نفياً رغم الحزن المسيطر عليها
ببساطة عمار كسر فرحتها بنفسها وإن كان لا يقصد
لو سألها الآن عما تريد
فهي تريد الركض حتى غرفتها هناك في بيت أبيها حيث الأمان
تريد النوم على فراشها بين أحضان سديل والانفجار باكية
لكنها تفاجأت ممتقعة مما همسه ببحه مثيرة وكأن مجرد التخيل أجج مشاعره :-
"تخيلت أنكِ سترقصين لي ... يعني تخيلت أن المفاجأة بدلة رقص "
مط شفتيه يشملها بنظره ثم همس إحباط :-
" لم أتوقع أنها مجرد غلالة قصير "
تراجعت سنا خطوة للخلف تكتف ذراعيها قائلة باستنكار :-
" هل حقاً يا عمار أتظن أني من الممكن أن أرقص لك يوماً؟"
طريقتها في الحديث لم تعجبه فسخر قائلاً:-
" لا وهل السيدة العظيمة سنا تفعلها من أجل زوجها
هذُلت "
رفعت سنا حاجبيها قائلها وقد علت نبرتها بعض الشئ :-
" أنا لا أحسبها هكذا أبداً
أنا أتحدث من منظور الرقص نفسه أراه شئ مهين للمرأة
شئ مبتذل وأنا لن أفعلها أبداً"
لوى عمار شفتيه بتهكم وقد تلبسه العند فتكتف هو الأخر رافعاً حاجبيه وهو يقول :-
" حسنا يا سنا وأنا رجل وأريد زوجتي لترقص لي لا أطلب شئ محرم ولا عيب في ما طلبته "
تحركت سنا بهياج تلتقط مأزرها تضمه على جسدها وهي تقول بنبرة (عصبية ) :-
" لم تكن لتتزوجني من البداية إذا فلست أنا من تتخذ من هذى الطريقة المبتذلة أسلوباً لتغري زوجها "
ودوماً ما يكون الغضب نقطة اللارجعة حين تٌصم أذاننا وتغلق عقولنا عن ما لا يجب قوله فصرخ بها بنبرة مهينة كانت بالشدة التي جعلتها تسهر الليل باكية بعد أن تركها وخرج :-
" هذا إن كنتِ عندك من المهارة الأنثوية لإغرائي بالأساس يا سنا

يتبع





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 21-11-21 الساعة 08:28 PM
إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.