آخر 10 مشاركات
التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          شهريار .. على باب الفاتنات *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زائر الأحلام (8) للكاتبة : Janet Elizabeth Jones .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          2015- وسط الصحراء المحرقة -سوزان ميشيل- روايات عبير 2000 [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          208 - خطيبة بالإيجـار - ليندساي ارمسترونغ (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          207 - ملاك في خطر - شارلوت لامب ... (الكاتـب : * فوفو * - )           »          1111 - الحلم - شارلوت لامب - د.ن (كاملة تم إضافة الصفحة الناقصة) (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-22, 04:21 PM   #511

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,962
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء يسري مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
صباح الخير عليكم صباحكم معطر بذكر الله
وعدت أني مطولش عن الشهر ورغم أني المناقشة لسه لم تتم لكن ضغط نفسي فضلا عن أني أتأخر عليكم
وعليه موعدنا مع الإشراقة التاسعة والعشرين يوم الأحد الموافق السادس من فبراير 6/2
نورت اشتأنالك
الله يوفقك ويكون مغك يارب بالانتظار


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 01:09 AM   #512

نورالهدى**

? العضوٌ??? » 476236
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 79
?  نُقآطِيْ » نورالهدى** is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظااااار بشوق

نورالهدى** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-22, 12:42 AM   #513

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

شكرًا و فى انتظارك قريبًا ان شاء الله

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 12:39 AM   #514

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الإشراقة التاسعة والعشرين

الجزأ الأول من الإشراقة التاسعة والعشرين
#جلسات_الأربعاء

للعسر رفيق حلو المحيا يأتي معه مضاعفاً دوما ً قاصداً به الترفق بأهل البلاء والتلطف بهم
ألا وهو اليسر
إن مع العسر يسرا ً إن مع العسر يسرا ً
لذا اطمأن من المحال أن يأتيك العسر دون رفيقه
وقال إن بعد العسر يسرا ً أي أن التفريج الكامل حتماً سيأتيك
لذا أخضع الأقدار الله مطمئناً فأنت محاطاً باليسرين

الإشراقة التاسعة والعشرين

الخديعة غارة شعواء شُنت على قبيلة مُسالمة فأفشت فيها فتنة شنعاء !

تباطأت خطواته وهو يبصر وقفتها أمام شاشة التلفاز
منحنيه بعض الشئ وكفها تمرره على بطنها بتتابع
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يدرك أنها رأت المحادثة بينه وبين ماريان
اقترب حتى جاورها متخذاً من (الاستعباط) الذكوري درعاً وهو يقول بنبرة مهتمة نضح التوتر بين حروفها :-

" سنا ما بكِ هل أنتِ متعبة هل بطنك تؤلمك ؟"

تنفست سنا بصعوبة وهي تعض باطن شفتها بقسوة فلو تركت لغضبها العنان خاصة مع استغبائه ستحدث كارثة
ظلت مطرقة برأسها حتى كان صوت الشاشة ينبأ عن وصول إشعار فرفعت رأسها لتقرأ الرسالة الجديدة :-

" أين ذهبت يا عمار ؟"

" عمار ؟"

نقلت سنا نظراتها من الشاشة له فكان يفعل المثل ينقل نظراته من الشاشة إليها وعينيه ترمشان وكأنه يفكر كيف سيبرر وربما هذا ما ظنته ؟!

صوت أخر تبعه رساله أخرى
"سأغلق الأن أظن أنك معها ولا تستطيع الرد علي
أقصد مع سنا
إلى اللقاء "

وبكل ما تملك من حرقه بكل ما تملك من ألم بكل ما تملك من وجع عصف بكيانها كانت تضرب الشاشة حتى أطاحتها أرضاً وهي تصرخ في وجهه :-

" لما لا ترد عليها يا سيد عمار
اذهب أخبرها أن المغفله النكِدة التي تزوجتها لا تفهم ولا تعرف شئ
أخبرها أنك متفرغ وستعاود الحديث معها "

ينقل نظراته بينها وبين الشاشة التي وقعت أرضاً من مكانها ثم نطق بالقول الواهي مقترباً منها :-

" لقد فهمتي خطأ يا سنا
إنها ليست واحدة "

أشارت بكفيها حتى لا يقترب منها
السخونة مندلعه بجسدها حتى أنها تشعر أنها ستسقط من شدة الوهن الذي يُلم بجسدها فصرخت :-

" أه أه بالطبع ستخبرني إنها صديقك "

تركل جانب الشاشة فتتوجع قدميها
النار تتلظى بروحها فتحمو بجذوة غيرتها وامتهانها

تطفر الدموع من عينيها لكنها تواصل الصراخ متهكمة هذة المره :-

"إنها ماريو أليس كذلك "

دلك كفيه ببعضهم وهو يشعر أنه في موقف لا يحسد عليه فيقول بتبرير:-

" أنت فهمتِ خطأ إنها ليست امرأة أخونك معها يا غبية إنها ماريان
كانت مجرد (دردشة ) عاديه "

ضحكه ساخرة خرجت منها اتبعتها بعدة ضحكات موجوعه
موجوعه حد القسوة
حد قلب أنثى أقسم على التفاني ولم يجد سوى الخداع
حد روح أقسمت على الوفاء ولم تنل سوى الخديعة
تتحرك بهياج وهي تقول بسخرية سوداء
سخرية أغضبته :-

" المصيبة أنها ماريان "

تخبط كفيها ببعضهم وهي تقول بغضب وغيرة شديدة القسوة
شئ لا يشبهها ولا يشبه شخصها أن تُخطأ في أحد
لكنها أنثى مخدوعة ومن يلومها :-

" المصيبة أنها الوقحة
هل أنت وهي لا تشعرون ؟ هل هو ثمة انعدام للاخلاق والضمير ربما مشترك بينكم ؟"

وأججت غضبه
اتقد جنون (عصبيته ) وتحول الاستغباء إلى غباء صِرف ممزوج بعنجهيه ذكورية متأصله ببعض الرجال فيقترب صارخاً هو الأخر :-

" سنا احترمي نفسك واعقلي كيف تتكلمي "

" اعقل وهل ابقيت لي عقل
هل ابقيت لي عقل ؟"

تقترب وتمد سبابتها في صدره قائلة باتهام أنثوي مقهور :-

" أنا أصبحت نكدية ؟
متي فقط أخبرني متى نكدت عليك يا عمار ؟
حتى نوبات البكاء التي تنتابني لم أفعلها أمامك كنت أفعل مع سديل حتى لا أرهقكك بهرموناتي "

تبكي
دموعها تتنازل عن عليائها فتسقط
والضعف يدب في جسدها فتشعر نفسها في أشد حالاتها وهناً فيتأجج ثورتها من أجل نفسها أكثر وهي تقول بنبرة نال منها العذاب المقيم بقلبها :-

" تفتقد الأكل معها ومشاهدة المباريات ؟
هل طلبت مني مرة أصلا يا عمار ؟
لقد سألتني إن كنت أحب المباريات وحين أخبرتك لا لم تجادل حتى ؟"

تمسح دموعها بعنف وهي تصرخ :-

"إن كنت تفتقدها لهذا الحد لما لم تتزوجها ؟"

"اتزوج من أنتِ جننتِ كلياً بالتأكيد "

قالها بهياج ولم يتوقع حتى منها أن تتلفظ هذا عن ماريان
يتزوج من ؟
ماذا تقول هذة الغبية ؟
بالتأكيد غيرة عمياء
يقترب محاولاً تهدأة الأجواء وربما رأب الصدع

" سنا اهدأي وكفى جنوناً لم يحدث شئ لكل هذة الغارة
كانت محادثة عادية بيني وبين ماريان ماذا حدث لكل هذا !"

كلامه جننها فدفعته بكفيها في صدره صارخه والدموع تجرح جفونها حتى أن عينيها أصبحتا كبركتين من الدماء :-

" لما أنت بارد لهذا الحد ؟
ألهذة الدرجة لا تشعر حتى بخطأك ؟
انطق هل ما رأيته يصح ؟ هل ما رأيته طبيعي يا مُحترم ؟"

تكتف عمار وعينيه تضجان بالشرار قائلاً بنبرة قاسيه :-

" كفى يا سنا لقد تحملت جنونك مقدر غيرتك لكن أرى الأمر زاد عن حده وكأنكِ ضبطتيني مع واحدة ولم تكن سوى ماريان بحق الله "

حكت جبهتها محاولة استعادة أنفاسها الضائعة
محاولة الهدوء والتروي علها تكون فقدت عقلها بالفعل لكنها لا تجد سوى النار فتقول بنبرة غلفتها بالقسوة :-

" أليست هذة نفس التي طلبت منك قطع علاقتك بها قبل الزواج يا عمار ؟
تحداثها من ورائي ؟
أول دليل على أنك تشعر بخطأك أنك أخفيت الأمر لو كان عادي لما أبقيته سراً "

وحين نضغط على وتر حساس لدى أحدهم يتخذ من الهجوم وسيلةً وهو ما فعل وهو يقول بنفس النبرة التي تشع قسوة لا تناسب رجل بموقفه :-

" نعم يا سنا أنا لم أقطع علاقتي بها ولن أفعل حتى ترتاحي وتنزلين من على أذني قليلاً فقد سأمت
لا أعلم ماهي مشكلتك معها وهي تتجنبك بالأساس وتحاول مراعاة مشاعرك الغير مفهومة
كما فعلت أنا وأبقيت الأمر سراً من أجلك وليس لأنه خطأ ماريان صديقتي وستظل يا سنا "

وحديثه كان كنار صبت فوق نار فلم تزد المكان إلا حرائق
الدم في أوردتها يحترق والقلب بين ضلوعها يتفتت
وهي كأنثى لن تفهم أبداً أحجية الصداقة هذة
وهو كرجل بتفكيره لن يصل لمعضلة أن الصورة مشوهه
أن هناك قطعة زائده على اللوحة
هي أم الأخرى
كيف يعني ستظل صديقته
كيف يعني ألا هناك ذرة شعور بالندم حتى ؟
كل هذة الفترة يتم استغفالها من قبله هو والأخرى ؟
كل هذة الفترة كانت هي الطرف الزائد في المعادلة ؟

ضجيج روحها يزداد ولا تعلم كيف الفرار من كل هذا الوجع!
هل تعلم الشعور ؟

ما أشبهها الأن بعنق أعزل لم يستطع التصدي لسكاكين المفترسين فغُرِزُو به حتى اقتلعوا روحه

ما أشبهها الأن بمن ظن نفسه محارب فلم يجد الضربات سوى من حلفاؤوه وهم يغدقون عليه الرصاص بلا حساب فأُهرقت دماوؤه
فلم تستطع سوى النطق بنبرة مزدريه تلونت صلفاً وكِبراً تحاول أن تحفظ بهم كرامتها :-

"أنا المخطأة التي تنازلت وقبلت بزيجة كهذة من الأساس "

همهمة ساخرة وهو يلوى شفتيه تبعها قوله الوقح :-

" سبق السيف العزل يا سيدة سنا لقد أصبحت ببطن تحمل ابني "
وبنفس النبرة الساخرة كانت هي تنطق بما لم يتوقعه تبجحه:-

" طلقني يا عمار "

" ماذا ؟"

نطقها بذهول ثم ما لبث أن استشاط غضباً وهو يقول :-

" سنا لا تعرضيها وهي صغيرة
الأمر لا يستحق ثمة فضفضة مع صديقة وكأني فعلت مع أحد أصدقائي "

قبل أن تنطق كان يواصل بصفاقه :-

" وانظري للجانب الايجابي
لن يكون الأمر سراً عليكي بعد اليوم فأنا وماريان سنظل أصدقاء "
يبتسم ببرود ويقول :-

" اعتبريها عمة ثانية لأولادك علكِ تشفي من جنونك "

" انتهيت ؟"
همستها بهدوء مريب
هدوء يخفي أطناناً من الغضب وبراكين من البكاء ثم اتبعتها بالصراخ القاسي شديد الجمود والإصرار على ما انتوت :-

" طلقني يا عمار أقسم أني لن أجلس لك فيها ثانية أخرى "

" وأنا لن أفعل يا سنا ولتضربي رأسك بالحائط علكِ تتعقلين "

حين كادت ترد عليه اختار هاتفيهم الرن في نفس الوقت بضجيج منفر وكان هو الأقرب لهاتفه وهو يستله من جيبه يرد على المتصل بنبرة غاضبة وحين فعل انقطع الرن من هاتفها

بضع كلمات من المتصل لم تسمعها لكن جسدها كان مهلهل بانفعالاته وكأنها تتوقع ماهو الأسوأ فجلست على الطاولة القصيرة ورائها تناظره بتوسل ألا يخبرها بشئ يضيمها
وكأن قلبها يشعر وهي تراقب كيف تحولت ملامحه الغاضبه لأخرى متوترة وهو ينظر لها بجزع بعض الشئ وكأنه لا يدري كيف يخبرها بما سمع؟
فتهمس بنبرة مهتزة كسقيم يتململ من مرضه :_
"ماذا حدث؟"

...........................

على الجانب الآخر
" بعض الانتصارات تستحق الخزي !"

" مبارك يا ولد ابن أبيك بصحيح "
قالها البدوي لأكمل الواقف أمامه بعد أن تم تبشيره أن ابن شريكه خرج براءة من قضية القتل التي كان متهم بها
التوى فك أكمل بابتسامة قاسيه وهو يضع كفيه في جيبي سرواله ويقول :-
" مبارك لكم أظن أني قلت أني متنازل عن أتعاب هذة القضيه "
هز البدوي رأسه بلامبالاة ثم أخبره بجمود :-
" أريدك معي ليلاً حتى لا أكون وحدي "
تجهم وجه أكمل متسائلاً وهو يحك جبهته :-
" وماذا سيكون في الليل ؟"

"سنعقد شراكة مع أحد المشافي التي ستساعدنا بالتخلص من أعضاء الجثث فقد أصبحنا نخسر كثيراً بسبب مرور ساعات على الوفاة لكن هذة المشفى ستضمن لنا أخذ العضو قبل خروج الجثة من المشفى مصممين على تغسيل الميت وتكفينه بالمشفى حتى لا يتم البحث في جسده بعد خروجه "

أثناء حديثه كان وجه أكمل يتقلص باشمأزاز :-
" يكفي يكفي أنا لن أتي معك بأي جحيم أنسى "
رفع البدوي حاجبيه ببرود وهو يتحرك بكرسيه قائلاً بنبرة الأفاعي :-
" كيف حال الفاتنة ؟"
أربد وجه أكمل بقسوة عاتيه رافعاً سبابته قائلاً بتحذير :-
"إياك حتى أن تذكر اسمها على لسانك النجس هذا"
تشنج وجه البدوي بحقد جعل الرعب يتربع بقلب أكمل لكنه لم يرد أن يظهر ذلك وهو يستمع لنبرته الخبيثه:_
"اطمأن على زوجة ابني "
رماه أكمل بنظرة مزدرية وبداخله يشتعل الجحيم حتى كان صوت البدوي يقول :-
" مهلتك انتهت
غداً تكون أنت وزوجتك بشقتكم في الأعلى "
لهث أكمل بذعر داخلي وهو يقول بنبرة جامدة لكنها قاطعة:-
" دعنا أيام بعد "
..........................

بعد مرور عدة أيام

الحياة غدارة كموج البحر فبين ثانية يخدعك سكون وأخرى يلتهمك طوفان

"الاثنان دخلا غيبوبة أخرى حقاً أنا أسف "
قالها الطبيب بنبرة حزينه للفتاتان اللتان لم يتحركا من مكانهما خطوة منذ أن وقع الحادث لوالديهم
خبر مفجع كان مزلزلاً على رؤوسهم منذ أن سمعوه
خبر كفيل بجعلك لا تأمن للحياة أبداً فبين عشية وضحاها تجد نفسك مفجوع في أغلى ما لديك
انهارت سنا على المقعد ورائها باكيه وهي تهمس بتضرع حزين :-
" يارب بابا وماما يارب "
جاورها عمار محاولاً مواساتها وهو يقول بإشفاق :-
" وحدي الله يا سنا حالتك تسوء كل يوم عن الأخر وهذا ليس جيد من أجلك أنتِ والطفل "
أبعدته عنها بوهن دون رد لكن الثلاثة التفتوا على صوت أكمل الأتي من نهاية الممر وجهه مرسوم عليه الذعر وهو ينهت قائلاً:-
" ماذا حدث ووكيف لم تخبروني وقتها ؟"
"ماما يا أكمل ماما وبابا " قالتها سنا باكية فانتزعها من جوار زوجها وهو يزرعها بين أحضانه يربت عليها بحنو قائلاً :-
" سيكونو بخير لا تخافي "
تمسكت به وهي تنهار بالبكاء أخيراً مستسلمة لنوبة فقدان الوعي التي ألمت بها
" لا يا سنا ليس أنتِ الأخرى " صرختها سديل وهي ترى أختها تتهاوي بين ذراعي ابن خالتها الذي صرخ منادياً فأتى أحد الممرضين مناديا لاثنين من زملائه ليسعفوها
بعد عدة دقائق ...
تنفس عمار بغضب وهو يبصر تمسك سنا بأكمل وكأنه ليس بن خالتها فحسب
النيران تهسهس بصدره وهو يرى ذراعاه تحاوطانها فلم يطيق صبراً وهو يقترب منه قائلاً يغضب مكتوم مزيحاً ذراعه :-
" أنت كيف تلمسها بهذا الشكل وأنا واقف أمامك هل جننت "
زفر أكمل بغضب وهو يزيحه دون رد مما أجج جنون عمار أكثر وحين كاد أن يفتعل شجار اقتربت منه سديل قائلة بغضب :-
" هل ترى أنه وقته ألا ترى حالتها يا عمار ؟"
ناظرها بجنون وكأنها معتوهة قائلاً بغضب:-
" حالة ماذا أختك تمسك به كالغريق ورفضت أن ألمسها حتى ومن يكون هو سوى بن خالتكم المزعوم "
تنفست سديل بغضب فهي لا تطيقه لكنها أدركت أنه لا يفهم العلاقه بين أكمل وأختها لذا أخذته جانباً هامسة :-
"ألا تعرف أن سنا أخت لأكمل ؟"
قطب عمار وقد تدلى فكه بللاهة هامساً بتجهم :-
"أخته كيف ؟"
تنهدت سديل هامسة باقتضاب :-
"أخته بالرضاع "
لم يكن بالوقت السامح للاستفسار أكثر فرماهم بنظرة غير راضيه ثم استسلم لحديث سديل وهي تقول :-
" تعالى ننتظر بالخارج هو سيظل معها حتى تنام "
أومأ برأسه زافراً وهو يتحرك معها جالساً جوارها بالخارج
وفور أن جلست وجدها تضع وجهها بين كفيها ومن اهتزاز كتفيها أدرك أنها تبكي
لقد كانت متجلدة على عكس سنا لكن يبدو أن وقوع أختها أمامها قضى على أخر ذرة في تماسكها
ربت عمار على كتفها مواسياً :-
" اهدأي يا سديل سيكونان بخير ثقي بالله "
وبأوج لحظات ضعفنا نحتاج للبوح حتى وإن كان لشخص لا نحبه فوجدت نفسها تمسح عينيها هامسه بنبرة متحشرجه ضعيفه :-
" إلى الأن لا أعرف كيف تحملت الخبر حين وصلني فكان بي شئ من العقل لأهاتفكم "
تغمض عينيها والدموع تسيل فتهمس :-
" كنا نتفق لزيارتكم قبلها ثم خرجوا وساعتين وأجدهم يخبروني على الهاتف عن وقوع حادث لصاحب السيارة وزوجته "
قبل أن يرد عليها كان يلتفت على وقع خطوات قوية متجهه ناحيتهم فقطب وهو يتأمل الرجل الغريب القادم من بداية الممر
شاب ربما يقرب أكمل بالعمر لكنه يشبه العرب في طريقة ملابسه
جلباب باللون الأبيض يحتضن جزعه العريض بقامته الطويلة وعلى رأسه شئ أبيض مثبت بأخر دائري ربما يطلقون عليه الغتره
لكن الغريب أن بقدميه كان حذاء أسود لامع بعرفه هو لا يناسب الجلباب لكنه بدا في شدة الأناقه خاصة بخشونته الواضحه وحاجبيه شديدي الالتصاق ببعضهم بشكل ملفت
"السلام عليكم "
تصلبت سديل وقد كانت مازالت مطرقة برأسها
منذ متى لم تسمع هذة النبرة ؟
منذ متى لم يمر على أذنها تلك الحروف الثقيلة الواثقه ؟
ما الذي أتى به ؟
كيف عرف ؟
هل هو بن خالتها من أخبره ؟ أم محض صدفه ؟
سمعت عمار يرد عليه السلام بنبرة غريبه وكأنه يريد أن يسأله عمن يكون
لم ترفع رأسها
لم تقدر حتى أن تفعل يكفيها ما بها
" سراج لما صعدت ألم أخبرك أن تنتظر بالسيارة "
قالها أكمل الذي لتوه خرج من الغرفه فرماه سراج بنظره قاتلة دون أن يرد وعينيه لا تنفكان عن متابعة تلك المطرقه برأسها تنأى عنه بقصد صريح "
نطق سراج من بين شفتين مطبقتين بنبرة جليدية لأكمل تحمل بين طياتها القصد لسديل :-
" وجدت حيث يجب أن أكون جوارك "
ناظره أكمل بتحذير لكن قبل أن يرد عليه كان صوتها يقصف كسهم خرج من قوسه فكان مرقده صدره :-
" ليس لك مكان هنا لا جواره ولا جوار أحد
أنت غريب تماماً عنا من فضلك اذهب من هنا "
النار التي شبت بعيني سراج كانت كفيله بجعل أكمل يأخذه جانباً وهو يقول :-
" هل جننت ؟ يا سراج لما صعدت "
لم يرد سراج فزفر أكمل مغيراً الموضوع وهو يقول :-
" هل أخبرت أعمامهم ؟"
هز سراج رأسه نفياً فأومأ أكمل برأسه هامساً :-
" جيد "
.........................

هل تعرف شعور أنك تائه عن نفسك ؟
ليس أنها غير راضيه بل أنت لا تعرف كيف تُرضيها
أنك مشتت مذبذب وحائر وكأن ثمة روح أخرى تتلبسك لتعذبك !

" هل هذا معناه أن عقد قراننا تأجل ؟"
سألها خالد عبر الهاتف فخللت شعرها بأصابعها وهي تقول بقنوط :-
" نعم على ما يبدو من أجل عمار وأهل زوجته "
أتتها ضحكة خالد ثم قوله الرقيق وهو يقول :-
" ألم نتفق على مراعاة الأخرين "
تنهدت نور وهي تقول :-
"ليتني وجدت من يراعيني مثلهم حتى أفعل "
عاتبها خالد قائلاً:-
"ألم أفعل ؟"
نظرت لنفسها في المرأه بشرود ورسالة ما وصلتها صباحاً تطرق رأسها :_

"أظن أنه حان وقت تصفية خلافاتنا وعودتك لعملك "

وكفراشه تنجذب لكل ما يحرقها كانت تتجاهل سؤال خالد وتقول :-
"أريد العودة لعملي "
سألها خالد باستغراب :-
" ولما تركتيه بالأساس مادمتِ ترغبي بالعودة إليه "
ثقلت أنفاسها وقد اقشعر جلدها تفاعلاً مع الذكرى ثم همست بنبرة هائمة بأفكارها :-
" أريد العودة بل أنا سأعود بالفعل يا خالد "
بعد دقائق على الجانب الأخر...
أغلق خالد معها وهو يشعر بالإرهاق
شعور أصبح يلازمه دوماً في كل ما يخصها
نور شخصية صعبة المراس ومستحيلة التوقع
المشكلة أن لا أحد يفهم
هو متعلق بها كابنه له
كمسؤوليه ألزم بها نفسه وعزم على تحملها
كقضية أوكل بها رجولته وراهن على كسبها
لكنها دوماً ما تتعبه بتقلباتها المجنونة
يكاد يقسم أنه الشئ الوحيد في حياتها الثابته على رغبتها فيه
كل ما حدث في حياتها جعل منها شخصية مذبذبة
يشعر في علاقته معها كهاوٍ للشطرنج وما كانت هي سوى بيدق يملك اللونين الأبيض والأسود معاً فيجعله حائر بأي مكان يرصه حتى يفز
يشعر وكأن ليس لها قدم ثابته على أي أرض توضع بها وهو عزم على إرثاء السلام في روحها كما فعل عمه بأختها !

.............................

يقولون قمة العقل هي أدنى درجات الجنون
وهو بقمة عقله انزلق في حبها فتحلى بالجنون

" مساء العسل يا عريس مساء العسل يا أم العريس"
قالها رشاد بصوت مهلل فور أن فتحت له خالته الباب هو وزوجته التي تحمل صغيرتهم
ابتسمت أم عمر وهي ترحب به ثم تسلم على زوجته مقبله لها قائلة :-
" زارنا النبي يا سهام اشتقنا لكِ يا بنت "
ابتسمت سهام وهي تقول بمودة :-
"أنا أيضا اشتقت لكم يا خالتي "
دخلوا سوياً فكان عمر جالساً بالردهة قام مرحباً بهم دون أن يغفل عن رمي رشاد بنظرة تحذيريه لم يهتم لها الأخر وهو يقول ببرود :-
" أين العروس ؟"
"صحيح يا خالتي أين العروس " قالتها سهام بفضول أنثوى جعل عمر يحك جبهته بضيق
رشاد وسهام بجلسة واحدة كثير عليه والله
"لقد كانت نائمة يا ابنتي قليلا وسأدخل لإيقاظها فهي لم تنم جيدا "
أومأت سهام ثم نظرت لعمر متسائلة بأريحيه يتخللها الخبث فهي قريبتهم وقد تربت معهم :-
" لم أتوقع أن يخرج هذا منك يا عمر ؟"
امتقع وجه عمر قائلاً:-
" ماذا خرج ؟"
ضحكت سهام قائلة بسماجه غامزة:-
" حب وزواج سريع والذي منه"
"اخرسي "
همسها رشاد من بين أسنانه وهو يبصر نظرة عمر الشريرة المرتسمه على وجهه وهو ينظر له بتوعد ويبدو أنه قد فطن أنه حاك حكاية خيالية لزوجته لكن فضول القطة الذي تتحلى به سهام كان يتغلب عليها بالأخص أنهم لم يحضروا عقد القران ولا شئ فقالت :-
" أين تعرفت عليها أخبرني "
تضحك ببرود وتقول :-
"بعد زيجتين يا عمر وطلاقين صحيح أنك لست بهين "

" لو انقض عليكِ وسحلك من وشاحك لن أدافع عنكِ"
همسها رشاد خفية من بين أسنانه لها لكن قبل أن يتسنى لأي منهم الكلام انتفضوا على صرخة عمر وهو يقول :-
"أنتِ كيف لكِ أن تخرجين بهذا المنظر أفيقي لنفسك وعودي للداخل "
ولم تكن الصرخه سوى لسنابل التي خرجت من الغرفه بمنامه مستورة لا يظهر منها سوى شعرها المشعث إثر النوم ولم تلمح منها سهام سوى طيفها الشارد وقد عادت ركضاً إلى الغرفة حتى أنها لو لم تُذعر من نبرة عمر لانفجرت ضاحكه من منظر العروس الراكض من حيث أتت
ظلت سهام ترمش بعينيها عدة مرات وقد قطع لها عمر الخلف بصرخته حتى أن ابنتها قد بدأت في البكاء
نظرت أمه له بتأنيب فلم يلتفت لها وهو يدير وجهه لجانب الأخر مما جعل سهام تجلس جوار زوجها ملتزمه الأدب كطفله مطيعه محاوله تهدأة ابنتها هامسه لرشاد بتوجس :-
" هل يعامل العروس هكذا حقاً؟"
نظر رشاد لها بشماته وهو يقول :-
" تخيلي !"
ثم رفع حاجبيه هامساً بنبرة مثيرة للتوجس:_
"هذا وهي العروس ما بالك لو فتحتي فمك مرة أخرى "

بعد نصف ساعة كانت تخرج لهم سنابل مع أم عمر بعد أن ارتدت إزار الصلاة ورحبت بهم بنبرة فاترة فقد أحزنها صراخه عليها
هي لم تكن تعرف بوجود أحد بل لم تكن تعرف بوجوده هو من الأساس وإلا لم تكن خرجت دون وشاحها
بينما كان هو يلوذ بنيران أنفاسه الهائجه والتي لم يتمالكها بعد
منظهرها الشهي وهي تخرج من الغرفه على وجهها أثار النوم بينما شعرها الذي يراه لأول مره بعد وجودها معهم أشعل به النيران أن يكون رشاد رأى ما رأى
ليس شكاً في بن خالته ولكن فوق طاقته أن يرى أحد ماهو له
وهذا يجعله بقصة أخرى
قصة تصب المرارة في جوفه فتعذبه أن بالفعل حصل أحدهم على ما كان له
وحش من الغيرة يعوي بداخله ناهشاً بمخالب هوجاء ولا يستطع السيطرة عليه
لقد سلم لفكرة أنه يحبها بل أكثر
مشاعره ناحيتها متجمرة من شدة لهيبها
فلما لا ينسى ما مضى ؟
لما لا تهدأ روحه وكأن ما حدث لم يكن
" عمر يا ابني أين ذهبت هل سمعت ما قاله رشاد ؟"
التفت لأمه التي ألمها قلبها وربما لأول مرة تلاحظ التعاسه بادية على وجهه بهذا الشكل فسأل بفتور :-
" ماذا قلتم ؟"
" رشاد يقول أن خالك يريدنا أن ننزل البلدة ليحتفلوا بعروسك "
كبح ابتسامة ساخرة أن تفلت منه لكن بقلب الأم قرأتها حتى وهو يرد عوضاً عنها قائلاً:-
" حسنا يا أمي بالأجازة القريبة سننزل "
ثم نهض واقفاً وهو يقول :-
" سأصلي العشاء "
شيعته والدته بعينيها حزينه وقد ازدادت فكره ما ببالها بريقاً فعزمت على تنفيذها
...................

بعد مرور يومان
" مرحباً يا أمي تفضلي "
قالها شهاب لوالدة عمر الذي تفاجئ بزيارتها له في المركز
دخلت أم عمر وهي تجلس أمامه على الكرسي قائلة بتحرج :-
"أنا أسفه يابني جئت دون معاد "
ابتسم شهاب ببشاشه وهو يقول :-
" كيف تقولين هذا يا أمي المكان وصاحبه لكِ"
ابتسمت أم عمر قائلة بمحبه :-
" بارك الله فيك يا ابني "
سارع شهاب بطلب مشروب لها والقهوة الخاصه به ثم سألها باهتمام :-
" هل سنابل بخير ؟
جلستها الأخيرة كانت مبشرة بالنسبة لي وقد تقبلت أمر زواجها من عمر "
صمتت أم عمر قائلة بنبرة حزينه :-
" حقيقة لم أتي من أجل سنابل يا دكتور لقد أتيت من أجل ابني
ابني حزين أرى التعاسة على وجهه ولا أستطيع فعل شئ له
ورغماً عني اضغط عليه من أجلها "
أومأ شهاب بتفهم وصمت قليلاً حين دخلت مساعدته بما طلب ثم واصل كلامه بعد أن خرجت قائلاً بصراحه :-
" هل عندك علم بمشاعر عمر يا أمي ؟"
تغضن جبينها وهي تقول :-
" للأسف يا ابني لقد اكتشفت أنه يحبها "
استوقف شهاب اللفظ فسألها بعد أن ارتشف من قهوته :-
" للاسف لأنه أحبها لأجل ظروفها ؟"
تنهدت أم عمر قليلاً ثم قالت :-
" سأتحدث معك بصراحه
أنا أحببتها ونزعه أنانية مني أرادتها معي دوماً
لكن حين وصل الأمر للزواج وجدتني مهتزة من الداخل
كأم وكأي أم أريد لابني فتاة تحبه وتراه الرجل الأوحد بالعالم وليس أخرى تبكي أخر
بل وأردت له فتاة بكر يفرح بها ليلة زفافه لكن القدر أراد هذا
حين صليت ركعتين لله أن يهديني وجدت نفسي اتسائل ماذا لو كانت هذة الفتاة منحه من الله لتكون سبب لدخولي الجنة
ماذا لو أخطأت هل نحن منزهين عن الخطأ؟
ماذا لو كانت ابنتي ؟ألم أكن الأن ابكي داعيه من الله أن يسترها
أن لا أراها ناقصه ولا أحمل لها بقلبي سوى كل الحب لكن التعاسة على وجه ابني توجع قلبي يا بني "
أومأ شهاب بتفهم ثم قال :-
" انظري يا أمي أنا متفهم جدا كل كلامك ولا أنكر عليكِ أي حق في الشعور بل أنتم عائلة من النبل الذي يجعلني أثني عليه لكن كما قلتِ إنه القدر
قبل أن يتم الزواج أخذنا من عمر عهداً ان يصونها ولا أخفيكِ قولاً عمر بشر ومن الطبيعي أن تصدر منه تصرفات تعبر عن عكس مشاعره لأنه لا يستطيع الأن الإفضاء بها بل يستنكرها "
" وماذا نفعل يا دكتور ؟"
تنحنح شهاب ثم قال :-
" دعيني أخبرك أن سنابل أصبحت بخير لأن تعيش حياة صحية ربما بقت خطوة واحدة وحتى نصل لها نحتاج مساعدتك "
" أي شئ سأفعله "
" جيد
بداية قبل أي شئ سنابل يجب أن تبدأ في التفكير بمواصلة تعليمها والخروج ومواجهة العالم حتى تكف عن الإنزواء
ثانياً أسف فيما سأقول
معاملتك لها خاطئة
ولى عهد التربيت على سنابل ولا أقول أن تقسي عليها لكن لا تعامليها على أنها مريضه تحتاج معاملة خاصه
النفس البشريه كالطفل حين نزيد في دلاله يزيد في غيه حتى لو لم يقصد لذا نحتاج الموازنه
طيلة ما نعاملها أنها بعلة ستركن لأحزانها
سنابل تحتاج أن تعامل كشخص طبيعي لأنها بالفعل طبيعيه وإن كانت ذات ندوب
لكن من في الحياة لا يمتلك ندوبه الخاصه ؟"

"هل تريد أن تقول ألا أتي على ابني من أجلها ؟"

أومأ شهاب مبتسماً وهو يقول :-
" كثرة الضغط يولد الانفجار يا أمي عمر ليس بملاك وأنا أعترف أنه تحمل فوق طاقته "
أومأت أم عمر برأسها فواصل شهاب قائلاً :-
" ما أتوقعه أنهم لا يعيشان كأزواج بل الوضع على ماهو عليه
لكن الاثنان يحتاجان الاختلاء ببعضهم بمعنى المواجهه
والخصوصية "
" والله يا ابني طلبت منه أن يصعد لشقته معها ورفض "
هز شهاب رأسه وقال بعمليه :-
" جيد جداً أنه يمتلك شقته الخاصه بأي طريقه من مصلحتهم أن يجتمعوا سوياً بها وبالأخص أن سنابل تأمن له لذا لا خوف عليها
هناك خطوة انتظرها ولن تأتي سوى بوجودهم سوياً
وجودهم سوياً بخصوصية سيخلق داخل كل عقل منهم حقيقة وضعهم ويدفعهم لكيفية التعود عليه "

شردت أم عمر قليلاً ثم قالت بحنكة أموميه :-
" بسيطة أستطيع أن أظل عند أخي فترة واتركهم "
" ممتاز " قالها شهاب فشكرته قائلة :-
"أسفة يا ابني على هذا الازعاج "
ربت شهاب على صدره بتحيه قائلاً بلباقه :-
" العفو يا أمي تحت أمرك "
ثم رفع الهاتف معتذراً منها وهو يقول :-
" اطلبي لي سيارة (أوبر) تأتي الأن "
أنهى المكالمة ثم نظر مرة أخرى قائلاً :-
" المعذرة كنت أود أن إيصالك بنفسي لكن المرضي لا استطيع التأخر عنهم "
" يا خبر يا ابني هل كنت تطلب السيارة لي بارك الله بعمرك "
ابتسم شهاب بحياء رجولي ثم حك ذقنه قائلاً:-
" أريد فقط أن أقول شئ من واجبي على مريضتي
سنابل لم تفعل ما فعلته بدافع الضعف الناتج عن الانحلال
سنابل كانت تعيش حياة مقشفه من المشاعر جافه من الحب
الأهل بالوحشيه التي رأيناها لا أستنكر عليها أبداً ما فعلته
تخيلي معي لو حبسنا انسان لأيام فقط دون مياه أو طعام ماذا سيفعل بمجرد أن يجد سيل من المياه ينهمر عليه
سيشربها لاهثاً دون ذرة تفكير أنها ربما ملوثه أو حتى ماء نار
لو وضعنا له طعام سيتناوله دون أن يفكر باحتمالية أنه مسموم
إنها بشر تحتاج أن ننظر لها بعين الرحمة وأن نضع أنفسنا مكانها
أنتم الأمل الوحيد لتحيا روح سنابل التي لم تحيا من قبل
أب قاسي وأم جافة المشاعر لا تلومو أبداً ابنتهم إن انجذبت بجنون لغيث من العواطف نزل على صحراء روحها القاحله "

.............................
يتبع


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 12:40 AM   #515

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ التاني

بعد مرور عدة أيام

المصيبة وجه دميم متستر في وشاح من الحزن والمرارة !

حركة الأطباء الهوجاء جعلت كل من سنا وسديل يدب في قلوبهم وجيب الرعب وقد بدا تماماً كطفلتين تائهتين فقدا كفي أبويهم ولا يعرفان من أين الطريق !
كل منهم تنظر للأخرى ثم تنكمش على نفسها وكأنها تأبى التفكير حتى في المواساة
عضت سديل على كفها بذعر من تلك الحالة المنفرة بالمشفى وكأن الليل جنى على حق النهار فتغشاه بوحشته
نظر أكمل نظرة متوترة لكل من سراج وعمار ثم تحرك ناحية غرف العناية لكن خروج الطبيب كان أبلغ من أي حديث
الدموع حبيستي عينيه وقد جاوره زميله الأخر وحالته لا تقل عنه أسفاً حتى أن صوت سنا خرج بلوعة وهي تضم كفيها لبعضهم متوسلة وقد انخرطت في بكاء يشق الصدور :-
"أرجوك ..أرجوك لا تقلها "
سديل تهز رأسها نفياً وقد انزوت بركن قصي جالسة القرفصاء كطفلة مرتعبة مما جعل أخر ذرة بتماسك سراج عنها تنهار وهو يقترب جاثياً أمامها هامساً بحنو :-
"سديل لا تفعلي بروحك هذا "
تناظره بعيني قطة شريدة تهز رأسها نفياً باكية ثم تعض على أصابعها قائلة بتوسل :-
"اجعله لا يقولها يا سراج ليس هم ليس هم "
وبنفس اللحظه كان صوت أحدهم ينطق متحشرجاً
" أمر الله نفد
لقد سلمت الدكتورة مها روحها لبارئها وبعدها بدقائق سلم الدكتور أحمد هو الأخر لقد فعلنا ما بوسعنا "
"أسفين لكم "

"لااااااااااااااااااا" صرخة سنا الملتاعة شقت جدار المشفى وقد انحنت وتقوس ظهرها ألماً وصراخها الملتاع يعلو ويعلو
تهز رأسها نفياً والدموع تهطل من عينيها كالشلالات وهي تنوح :-
" أخبروني أن ما سمعته ليس صحيح
ليسو بابا وماما ليسو بابا وماما "
اقترب عمار منها يضمها بين ذراعيه بقوة محاولاً تهدأتها لكنها كانت كالمجنونة وهي تبكي تمسك كفيه بتذلل قائلة بتوسل وقد بدت في حالة هذيان مريعة :-
"قل لهم يا عمار قل يعودوا ليتأكدوا بابا وماما لن يفعلاها ويتركانا "
بينما كان عمار يواسيها كان أكمل في جحيمه الخاص
جحيم عمره سنوات وشهور وأيام ليوم يشبه هذا اليوم
جحيم يجعله الأن أخر ضعيف يريد الهرب والخلاص من كل ذكرى وكل ألم لكنه تجلد وعينيه تقعان على الأخرى

قبل دقائق ...
وكأن قلبها امتلخ من مكانه فور أن سمعت الخبر
عصفت بها اللوعة واشتد عليها الحزن فبدت كمن غرق في بحر من الحسرات وهي تنتحب بالدمع الغزير وقد انكمشت على نفسها أكثر فشب الألم بأعماق الجاثى أمامها وقد نغزت الدموع عينيه رحمةً بها فهمس بحنو :-
" حبيبتي اهدأي "
إلا أنها كانت تنكمش على ذاتها أكثر فأكثر ويزيد إرتعاشها أكثر وأكثر فلم يشعر بنفسه وهو يمد ذراعيه ناوياً سحبها لأحضانه حتى كان أكمل يبعده عنها قائلاً بتجهم قاسي :-
"اذهب يا سراج "
"لن أفعل " همسها بحدة تماثل قسوة صاحبه إلا أن أكمل كان بالقوة وهو يتصدى له قائلاً بالقول الآمر :-
" اذهب من هنا يا سراج عزائك وصل "
تنفس سراج بصعوبة وهو يجز على أسنانه قائلاً من بينهم :-
" لا تفتعل معي شجاراً "
عض شفته ثم همس بتوسل ورجاء :-
" نحي كل شئ جانباً ودعني جوارها "
خبطه أكمل بظاهر كفه على صدره وهو يهمس :-
" يا غبي أعمامها سيصلهم الخبر بما سنفسر وجودك أمامهم ؟"
حين كاد سراج أن يرد عليه توقف الاثنان وهم يبصرانها تبتعد عن محيطهم تزحف على ركبتيها كسقيمه حتى وصلت لأختها المنهارة تماماً ثم ضمتها لها وضمت نفسها إليها وتشاركا الدموع متقاسمتين للوجع
هل تعلم الشعور ؟
شعورهم أشبه بأوراق الأشجار الواهنة حين عصفت بها الريح الخبيثه
تماماً كجذرٍ اقتُلِع من غصنه وكحجر اجتُث من وتده !

.........................

بعد مرور أيام أخرى

أيام العزاء تمر حزينة كغمامه سوداء حلت على صفحة السماء البيضاء فكدرتها
الأختين كل منهما ليست بالدنيا
سديل منزوية بالغرفة جوار سنا التي لزمت الفراش صحيا ونفسيا حتى الحمام ينقلوها له نقلاً
صامتتين باكيتين ممتنعتين عن الطعام والتفاعل وكأن الدنيا أطفأت أضوائها بوجوههم
غدي معهم لا تفارقهم منذ حدث ما حدث حتى أنها تأخذ العزاء بدلاً عنهم مع أبناء عمومتهم
لكن ما يثير فضولها تلك المرأة التي اقتحمت البيت صباحاً ويبدو أنها عرفت الخبر بشكل متأخر
امرأة كبيرة بالعمر تظن أنها رأتها قبلا ربما لكن أين لا تتذكر وربما يشبه عليها
امرأة على كرسي متحرك حتى أن شابه ما هي من كانت تساعدها على الصعود
وفور أن دخلت عليهم انفجرت معهم باكيه وقد أخذتهم بين أحضانها !

بعد مرور ساعة بالأسفل

" دعني أدخل لها يا أكمل دعني " قالها سراج بقسوة وهو يحاول مصارعة أكمل والدخول لحبيبته إلا أن أكمل كان بالقوة التي جعلته يبعده وهو يدفعه من ذراعيه حتى اصطدم ظهر سراج بالحائط فقال أكمل من بين أسنانه :-
" اذهب يا سراج ولا تجعلنا نتشاجر سوياً أنت تعلم أن قدمك لن تخطو للداخل "
دفعه سراج بعنف وهو يقول لاهثاً بجنون:-
" تعلم أني قادر على ضربك حتى إزهاق روحك إن أردت صحيح ؟"
مسكه أكمل من ياقة سترته وهو يقول كمن يخاطب غبياً :-
" يا غبي أهلها بالداخل ألا ترى كيف البيت يعج بالناس والرجال بأي صفه ستدخل
أنا نفسي لم أصعد لهم إلى الأن
اقصر الشر يا سراج ولا تفتعل فضيحه "
دفعه سراج ويبدو أنه رضخ أخيراً مما جعل أكمل يزفر وهو يرفع الهاتف لأذنه فقد كانت غدي تهاتفه :-
" أكمل هناك امرأة أتت اليوم يقولون أنها قريبتهم فقدت وعيها من كثرة البكاء ولا تفيق ماذا نفعل ؟"
رعشه طفيفه أصابت قلبه حتى أن فكه تشنج باختلاج ملحوظ جعل سراج يضيق عينيه بقلق لكنه لم يفهم شئ وأكمل يستدير قائلاً باقتضاب :-
" حسنا سأصعد لأرى الأمر "
بعد دقائق خرجت له غدى المتشحه بالسواد لكنها قلقت وهي ترى وجهه الذي اربد مسوداً وأنفاسه التي تبدو تسارع صدره للصعود من حركة قميصه المفتوح فاقتربت منه هامسة :-
" هل أنت بخير ؟"
" هل تعرفي اسم هذة المرأة ؟"
هزت غدي رأسها نفياً مما جعله يقول :-
" هل أطلب لها الإسعاف ؟"
قبل أن ترد عليه كانت إحدى السيدات يصدح صوتها العالي قائلاً:-
"الحمدلله لقد فاقت الحمدلله "
تعالى صوت نحيب عالي يشبه العويل من الداخل فهمست غدي بقلق متزايد من العرق الذي بدأ بالتصبب من على وجهه وعينيه اللتان أصبحتا شديدتا الإحمرار بدرجة تبعث الخوف في النفس لكنها تراجعت من مكانها منتفضه وهي تبصر نفس المرأة التي كانت شبه الأموات منذ دقائق تبدو كمن دبت بها روح أخرى وهي تتحرك بكرسيها المتحرك تبدو وكأنها تتقاتل مع العجلات حتى تصل لما تريد فاتحه كفيها كمن تجذب طفل صغير وصوتها يخرج متحشرجاً بفجيعه :-
" أكمل يا حبيب أمك ... يا حبيب أمك "
بدأ تنفسه يتزايد حتى أن غدي كانت تنظر للأزرار المتاطيره من قميصه بغباء وكأنها ستنقلع من شدة عنف حركة صدره
تعود بنظرها للمرأة مره أخرى وقد تجمعت بعض السيدات يشاهدان ما يحدث بينما غدي لا تفهم
من حبيب من و أم من ؟
يتراجع للخلف وهو يقبض على كفيه لكنها تقترب منه بإصرار باكيه بتلهف مثير للشفقه :-
" ابني لا ترفض ذراعي أمك تعالي لي يا حبيبي "
" ابتعدي "
يهمسها بفحيح وعينان شديدتي القسوة فتبكي مولولة بتوسل وذل :-
" حضن واحد،،، لمسة واحده منك لا تبخل علي بها قبل أن أموت "
خطوط عينيه أصبحت كخريطة لأرضٍ محتله سطا عليها إعتداء الماضي الغاشم بكل أسلحته فأصبحت مدرجه بدماء الثأر الحرة صارخاً من بين صدر ينتفض :-
" ابتعدي لست ابنك
ابنك مات أصف مات "
" مت معه مره فلا تجعلني أفعلها الثانيه ببعدك " صرخت باكيه ظانه أنها بهذا ستلين بقلبه لكنها لا تعلم أنها كانت توغل به الحقد أكبر
كانت تثير غيرة صغير منبوذ كان يوماً يتشمم ريحها بين الوجوه
فبعض الخذلان يستحق النقش بتاريخ العمر حتى لا ننسى
كخذلان إخوة يوسف ليعقوب
كخذلان كنعان لنوح قبل أن يغرقه الطوفان
كخذلان أزر لابنه ابراهيم حين أمن بمن عذبوه !


" إذا أنتِ ميته يوم مات ابنك لكن بالنسبة لي أنتِ متِ منذ أن كنت في الخامسة من عمري "
ينطقها بهسيس القسوة وبلوعة أم مكلومة يأكلها الندم على صغيرها كانت تدفع كرسيها أكثر متقدمه منه باكيه :-
" لا تقل هذا أنت لا تفهم "
لكنه كان يهز رأسه نفيا حتى أن الكراهيه تغلبت عليه وهو يبتعد أكثر متراجعاً للخلف حتى انزلقت قدمه بحافة السلم خلفه فلم يعي سوى وهو بالأسفل وصرخة غدي المذعورة جواره والتي لتوها خرجت من الفيلم الهزلي التي كانت تشاهده أمامها
تأوه بتوجع ألم قلبها وهي تسأله بقلق مذعور ترى خيط الدماء الذي يمر من جبهته أمامها
لكن لما تشعر أن وجعه على شئ أخر أن تألمه الحالي لأمر أقوى من وقعته
كانت الصورة مشوشه أمام وجهه وقد بدأ يفقد وعيه بالتدريج حتى مسك يدها هامساً بنبره تنضح منها الحوجه :-
" لا تتركي يدي "
ودون أن تشعر أو تبالي بصراخ تلك المرأة أوغضب سراج الذي أتى صارخاً بها أن تتنحى جانباً كانت تهمس :-
"أبداً "
..........................

يقولون أننا لا ندرك قيمة الشئ إلا بقرب فقدانه
إلى هذة اللحظه لا تصدق ما حدث
بلحظه كان واقفاً تدب به الحيوية وأخرى كان كمن فقد الحياة برؤيته لتلك المرأة
تلك المرأة التي عرفت أنها أم زوجها
أي مهزله تعيش فيها ؟ وأي رجل تنتمي إليه لم تعد تفهم شئ ولم تعد قدميها تقفان على الأرض ثابته
لكن ما صدمها هو اختلاج قلبها الخائن خوفاً عليه
منظره وهو فاقد للوعي بين ذراعيها كانت كهزة وجدانيه زلزلت أركانها
والأسوأ ما تلاها من أحداث حين أخبرهم الطبيب عن احتمالية حدوث ارتجاج لكن بعد الأشعة اطمأنوا أنه مجرد شرخ بسيط برأسه وكسر بذراعه الأيسر
متى أصبح بهذة الأهمية ؟
بل متى كان أكمل البدوي يمثل لقلبها شئ حتى يتخبط هكذا من احتمالية حدوث ضرر له
متى أصبحت مرهفة الحث فتتألم كلما تتذكر شكله الهارب من أمه حتى أنه فضل الموت ربما إن ذل أكثر على اقترابها منه
لما يكره أمه بهذا الشكل وما حكاية أخيه المتوفي الذي كل فترة تكتشف عنه شئ هذا
تذكر تلك المرة التي أخبرها عرضا ذات شجار عن تخلي أمه عنه لعمته لكنها لم تظن أن علاقتهم سيئة لهذا الحد
ربما لم تتخيل أو لتكن أكثر صدقاً لم تكن تهتم كما الأن
حين أفاق من البنج مسح على وجنتها هامساً بنبرة ثخينة العاطفه :-
" لأول مره أحب دموعك لأنها لأجلي "
وحين كادت ترد كان يسبقها بالقول الأمر الذي تخلل الرجاء طياته :-
" لا تسألي "
" أكمل " الهمسه الطفوليه أخرجتها من شرودها فشددت على احتضانها له مقبله وجنتيه وهي تقول :-
" إنه نائم يا حبيبي بفعل المسكنات "
لكن على لم يفقه لما تقول هو قلبه قلق على أبيه
عينيه تتحركان بالشقه بحثاً عنه وحين سأم من عدم فهم ردود غدوة الجميلة نزل من على قدميها بحذر ثم تحرك ناحية غرفة أكمل
تحركت غدي ورائه مراقبه فأبصرته وهو واقفاً جوار الفراش يناظر وجه أكمل النائم بملامح حزينه وشفتين مقلوبتين
لكن ما جعل عينيها تدمعان هو تصرف علي وهو يمط جسده قليلاً على الفراش مقبلاً جبيرة أكمل ثم يربت بكفه الأخر على صدره قائلاً بنبرته المميزه :-
"أكمل .. علي جائع .."
ينتظر حتى يجد رداً منه وحين لم يفعل وجدته يضع كفيه على عينيه ويقول :-
" علي حزين "
ثم يفرق من بين أصابعه قليلاً ينظر عليه وكأنه يخشى أن يستيقظ فلا يراه وربما يتحين لحظة فتح عينيه
دقائق مرت ثم وضع علي كفه الصغيرة أسفل وجنته وهو يستند بمرفقه على الفراش قائلاً بنبرة مسكينة:-
" علي سينام على الأرض حزيناً وبطنه ستوجعه "
يا إلهي إنه يستميله بطرق متعددة حتى يستيقظ
لكن ما فاجئها هو أنه بدأ في البكاء مرة أخرى
بكاء مختلف عن ذاك الجهوري طيلة اليوم
بكاءه الأن كان ساكناً حزيناً مصحوباً بشهقات طفوليه رقيقه وكأنه يعبر عن مدى حزنه
ويبدو أن العاطفه الأبويه تغلبت عن مدى احتياج الجسد الساكن للنوم فقد بدأ يتنبه وهي تراه يضم حاجبيه وقد تغضن وجهه بانزعاج ثم يفتح عينيه ببطأ وأخيراً تتحول كل ملامحه للهفه وقد أدرك ما يحدث
" علي " قالها أكمل بتلهف وهو يجلس نصف جلسة مواصلاً:-
" لما تبكي يا حبيبي ؟"
"علي حزين "
تأوه أكمل ثم مد ذراعه السليم يسحبه له بقوة حتى زرعه بين أحضانه مداعباً بالقول المتفهم :-
" هل ناديتني ولم أرد عليك ؟"
" علي جائع ..أكمل لم يرد .. على حزين "
ابتسم أكمل بألم وهو يميل مقبلاً له بالقوة هامساً :-
" لكن أكمل لا يهون عليه حزن علي
علي حبيب أكمل صحيح"
أومأ على بتلهف وهو يقبل صدر أكمل مما جعل أكمل يضمه له أكثر
وتشرد أكثر في تفاصيل كانت أمامها ولم تنتبه لها من قبل كما الآن
شريط ذكرياتها معه يعاد فلا تجد سوى رجل حنون بكل ما تحمله الكلمة من معنى
لقد اتضح لها أن أكمل البدوي يمتلك قلب إنسان والأكثر يمتلك عاطفة رجولية قادرة على استمالة الحجر

عادت إليهم فسمعت أكمل سائلاً بنبرة متحشرجه :-
" هل أصنع لك البيض ؟"
أومأ على بحماس فزحف أكمل به لينزل من الفراش بنفس اللحظة التي اختارت الدخول بها للغرفه تقول بنبرة مرتبكه لا تشبهها :-
" لما لا تظلو مكانكم وأجلب الطعام لكم فقد صنعته بالفعل "
رفع أكمل عينيه لها متفاجئاً لكنه داعبها قائلاً:-
" هل اطمع أن الأستاذة عطفت على المسكين المريض "
بسمة بسيطة ناوشت شفتيها لكنها ردت بالقول الصريح المقصود:-
"صدقني يا أكمل أنت كل شئ إلا كونك مسكين "
قولها بعث الطمأنينه لنفسه عن ما حدث أمامها لم تهتم له فبدل الحوار للسخرية :-
" لكن أخبروني أنكِ كنتِ متلهفة للاطمأنان علي "
اربد وجهها بالحمرة كمن تم ضبطه متلبساً فتخصرت بعناد قائلة :-
" كذباً وافتراء "
واللعب مع أكمل البدوي ليس له أصول ولا محترف به سواه بعد أن نال منها بالحديث كانت عيناه تغازلان أنوثتها في وقفتها المتخصرة وكأنه ليس المريض الذي كان فاقداً للحياة منذ دقائق مما جعلها تزم شفتيها عاقدة حاجبيها وقد بدت شهيه لدرجه يشعر أن قلبه لا يتحملها وهو تتحرك خارجه :-
" تبا لك يا ابن البدوي ولوقاحتك أنا سأذهب لإحضار الطعام "
بعد ربع ساعة ..
" لا تكن طفلا ذراعك الأيسر هو المكسور وليس الأيمن حتى تريد مني إطعامك "
كشر أكمل قائلا من بين شفتين ملتويتين :-
" الأيمن يشعر بالأخر فيؤلمني "
لم ترد غدي عليه وهي تهتم بعلي الذي كانت سعيد بوجوده وسطهم حتى جفلت على تقريبه الملعقه منها ممتلئه بالطعام
ابتعدت غدي بوجهها قليلاً قائلة بارتباك :-
" ماذا ؟"
هز أكمل كتفه وهو يقول ببساطه :-
"أنتِ لم تأكلي "
بللت غدي شفتيها وهي تقول متجنبه النظر لكفه الممدودة بالطعام قائلة بتهرب واضح :-
" بالهناء والشفاء لست جائعة "
ساد صمت متوتر على الغرفه لعدة دقائق حتى بدده صوت علي الصادح وهو يضع كفه على بطنه:-
" علي يريد الدخول للحمام "
أغمض أكمل عينيه متأوهاً بضحك وهو يقول :-
" أه يا علي هذا سيتكلف نصف ساعه في الحمام على الأقل "
ضحك علي وكأنه يفهم فمال أكمل له مقبلاً بهمس :-
" فداك عمري كله "
............................

ماذا لو كان الهوان هو قربان جريمتك ؟
ماذا لو كانت توبتك منوطه بانحناء رأسك ؟
ماذا لو كانت فدية ذنبك هي هزيمة روحك ؟

" أريدك معي " نطقها حسن بنبرة راجيه لملك الواقفه أمامه بردهة بيتها
تنهدت ملك محاوله تنحية شعورها السلبي تجاهه فيكيفيها لمعة السعادة التي زارت عيني ابنها أخيراً لذا قالت بنبرة هادئة :-
"ليس لي مكان يا حسن بأي صفة أتي معك ذاك المؤتمر
اعذرني أنا لن أتي وأتمنى من أجل أولادي أن يوفقك الله فيه "
زاره الغضب من لامبالاتها لكنه أثر التريث عن افتعال الشجار وهو يقول بنبرة صادقة :-
"أنا أريدك زوجتى مرة أخرى يا ملك وصدقني سأعوضك عن ما فات "
نغز مؤلم ألم بقلبها فاحتضنت أحد ذراعيها بقبضة الأخر وهي تقول بسخرية :-
" تعوضني عن ماذا يا حسن ؟
قد تنسى المرأة أي شئ إلا مجاورة زوجها لأخرى "
لم ينفعل من ردها ولم تفعل هي الأخرى كانا كاثنين عاقلين تماماً في حضرة أبنائهم وكأنهم رغم جنونهم اتفقا على أن مصلحة أبنائهم فوق كل شئ
حين نوى الرد عليها وعينيه ترمقان طفليه يلعبان سوياً التفت على صوت طرقة الباب والصوت السمج يأتي من الخارج :-
"يا أم عُدي يا أهل الدار لقد أتيت "
جنون بدائي ارتسم على وجهه جعلها تتحرك قائلة بنبرة متردده :-
"أنا سأذهب لأفتح للأستاذ عزوز "
"انتظري " صوته قصف بأركان البيت فأرعدها خاصة وهو يتحرك ناحية الباب قائلاً بغضب وتجهم :-
"أنا سأفعل ادخلي أنتِ"
لم تمتثل لأمره بالدخول لكنها تراجعت تاركه له الفرصه ليفتح
فور أن فتح حسن الباب عاقد الحاجبين وعلى وجهه أمارات الجنون انحسرت ابتسامة عزوز بالأخص وحسن يقول بصفاقه :-
" ماذا تريد ؟"
شرأب عزوز بعنقه كامرأة فضوليه وهو يقول :-
" أليست أم عدي والحاجة صفيه هنا ؟"
نزل حسن بقبضته على كتفه مرجعاً له للوراء مما جعل عزوز يحك كتفه لكنه قال بنبرة تكبر مغيظ :-
"أتيت لأصحاب البيت "
يستغفر لاوياً وجهه ثم يزحزح حسن قائلاً:-
" ابتعد يا أبا عُدي واقصر الشر وفقك الله "
يبتعد ويقصر الشر ؟
ووفقه الله أيضاً؟
لم ينقذ عزوز من جنونه سوى صوت أم ملك التي أتت من وراء حسن قائلة بترحيب :-
" مرحباً يا أستاذ عزوز "
تقدم عزوز بأنفه وهو يمد يده يسلم عليها ثم يعطيها كيس ما بيده لتوه انتبه له حسن وهو يسمعه يقول :-
" شئ بسيط من أجل الأطفال " ثم اتبع حديثه بعدة ضحكات سمجه
" شكرا يا أستاذ عزوز كلفت نفسك "
قالتها أم ملك ثم واصلت بتحرج :-
" تفضل يا ابني "
دقائق وكان أربعتهم يجلسان بغرفة الضيافه في صمت موشح بالتوجس حتى تشدق عزوز بالحديث قائلاً:-
" كنت أفضل الحديث معكم على انفراد لكن على كل أبا عدي ليس بالغريب "
تأفف حسن بصوت مسموع وهو يكاد ينفجر من مكانه خاصةً حين نطقت ملك قائلة :-
" خير يا أستاذ عزوز "
ابتسم عزوز ثم احمرت وجنتيه مما جعل حسن يرفع حاجبيه بتوجس بالأخص أن عزوز أخرج محرمه ورقيه من جيبه يجفف بها عرق غير موجود بالأساس على جبهته
تنحنح ثم قال :-
" يعني أنتم تعرفون أني أرمل وليس لي أولاد "
أمال حسن رأسه فبدت نظراته شريرة مما جعل عزوز يرتبك لكنه أعرض عنه بشكل واضح وهو ينظر لملك قائلاً بحميه رجوليه جلبت الابتسامة لشفتي أمها:-
"وعُدي وعاليه والله "
يرفع سبابته ثم يواصل :-
" والله يست ملك كأولادي تماماً "
" لم نفهم ماذا تريد لا نريدهم كأولادك بالأساس " قالها حسن بفظاظه فالتفت له عزوز متنهداً بضجر وهو يقول :-
" تريث يا أبا عدي من فضلك تريث "
يلتفت لملك مرة أخرى ثم يبتسم ابتسامة ربما يظن أنها حُلوة ويقول :-
" يعني كنت أقول ماذا لو أصبح أولادك أولادي ونتز"
"إياك " صرخها حسن بغضب أعمى وقد هب واقفاً من مكانه مما جعل عزوز ينطق بالقول البارد :-
" تريث يا أبا ع....."
كان حسن قد وصل إليه وقد مسكه من ياقته قائلاً بغضب جم :-
" أنت رجل معدوم الحياء تطلب منها الزواج ووالد ابنائها جالس أمامك "
وقف عزوز فبدا قصيراً أمام قامة حسن الطويلة
عدل من هندام ملابسه ثم قال بغضب هو الأخر :-
" لقد فضلت وجودك فهم بالأخير أبنائك لكن لا تطاول يا سيد الأمر لا يخصك "
ذبذبات جسد حسن كانت واشيه بالانقضاض عليه مما جعل صفيه تتدخل وهي تبعده قائلة لعزوز بنبرة لطيفة :-
"شكرا يا سيد عزوز طلبك وصل وسنوافيك بالرد "
"توافو من ورد ماذا ؟"
قالها حسن بجنون ثم استدار صارخاً في ملك :-
" ولما أنتِ مازلتِ جالسة هنا ؟"
" لا تصرخ عليها " قالها عزوز بتحذير جعل أخر ذرات التعقل في عقل حسن تنفرط وهو يسحبه من سترته ناحية الخارج قائلا بجلافة :-
" طلبك مرفوض يا هذا وإياك أن أراك هنا مرة أخرى بدلاً من أن أكسر لك قدميك "
" هذة ليست أصول " قالها عزوز باحتجاج وقد كانو وصلو لباب البيت فتوقف حسن قائلا بهدوء وهو يتجه ناحية الداخل مرة أخرى
" معك حق انتظر "
ثوانٍ وكان يخرج بالكيس الذي يبدو أنه كان يحتوى على علبة من الشوكولاته ألقاها حسن عليه وهو يفتح الباب قائلاً بالنبرة الغاضبة :-
" شاكرين لخدماتك يا سيد عزوز ولا أريد رؤية وجهك هنا مرة أخرى "
أغلق حسن في وجهه الباب غير مبالياً بما كاد الأخر يقوله وحين استدار لها وجد الجنون يتراقص في عينيها هي الأخرى وهي تقول :-
" ليس من حقك "
حين كاد يرد عليها على وشك اشعال شجار توقفت الكلمات على شفتيه وهو يبصر نظرة ابنه الحزينه وقد توقف عن اللعب يناظرهم باهتمام
رماها حسن بنظرة متوعدة وهو يمر من جوارها لكن قبل أن يتعداها همس بفحيح النيران المتملك :_

" ليس أمامك خيار يا ملك إما أن تعودي لي برضاكي وأما سأفعلها رغماً عنكِ "
اقترب حتى جثى على ركبيته أمام عدي يضمه لصدره بحنو هامساً في أذنه :-
" لما خفت هكذا يا حبيبي ؟"
قضم عدي أظافره وهو ينظر لأمه ثم يعود وينظر له هامساً ببراءة :-
" هل ستُحزن ملك مرة أخرى "
حسرة أصابت قلب حسن فضم طفله له بقوة ثم همس له بنبرة تفيض صدقا:-
" لا لن أفعل أبداً يا قلب بابا "
" لكنك كل يوم تذهب وتتركني " عاتبه عدي حزيناً فاحتوى حسن صدغ ابنه بكفه هامساً بعدم فهم :-
" ماذا تقصد ؟"
دمعت عينا عدي مما جعل عاليه تترك الدمى وتجاوره تربت عليه بمنظر يدمي القلب خاصة ً حين همس عدي :-
"أنا أريد العودة لبيتنا أنا وأنت وماما وعالية
أريد النوم بينكم كما كنا نفعل
أريد غرفتي وألعابي "
" لقد اشتقت للنوم جوارك يا حسن " قالتها عاليه وكأنها تؤازر أخيها فأنقض حسن عليهم يمطر وجوههم بالقبلات ويضمهم أقرب لصدره ثم نظر بعينيهم هامساً:-
" هل تحفظون السر؟"
أومأو وقد لمعت أعينهم بحماس مما جعله يبتسم بتألم وهو يقبلهم مرة أخرى ثم همس :-
" قريباً
قريباً جداً سنعود لبيتنا الخاص أنا وأنتم وماما "
.....................
بعد مرور يومان ...

"هل المؤتمر الأن ؟" سألت صفية ابنتها وهي تجاورها على الأريكة بالردهه فأومأت ملك برأسها وهي تقول بنبرة قلقه :-
" هل تظني أن عُدي وعالية ربما بوسط الزحمة يركضان فيتوهان منه ؟"
ابتسمت صفيه تربت على كتفها وقالت :-
" لا تخافي أبداً عليهم مع أبيهم "
أومأت ملك برأسها فعاتبتها صفية بالقول الرقيق :-
" لما لم تذهبي معهم يا ابنتي لقد كان يريدك جواره
أعلم أن قلبك مجروح لكني أرى أن ندمه صادق وقد نال ما يستحق وأكثر "
صمتت ملك شارده ثم همست :-
" ذهابي يعني موافقتي على العودة له " ثم قست وواصلت بنبرة حزينه :-
" وهو ما لن يحدث "
قاطع حديثهم صوت بدأ المؤتمر مما جعلهم يصمتان وهو يتابعان ما يحدث باهتمام حتى أن ملك علقت :-
" يبدو أن القنوات أغلبها حاضراً وليس حواراً مع اليوم السابع فقط "
وهناك بمكانه أمام هذا الجمع كان يشعر بالضأله وخوف شديد لم يشأ أن يظهره
شعوره أشبه بمن تتوقف حياته شفا جرفٍ من حرفٍ هارٍ فإذا ذل انهار به ونال الشهادة
وشهادته هو ليست شهادة فخر بل ستكون صاحبة هوان
بدأ أحد المذيعين بالترحيب به ثم سأله بنبرة لزجه :-
" هل نقول بشمهندس حسن القصاص أم أسر الجوهري ؟"
ابتسم حسن ببرود يرتكن بمرفقيه على الطاولة مشبكاً كل من كفيه بالأخر ثم قال بثقه ظاهريه لا تشبه ارتجاف الطفل بداخله :-
" ما تريد ؟"
ابتسم المذيع ثم قال بنبرة لزجة:-
" حسنا يا سيد حسن أو أسر لقد قلبت وسائل التواصل الاجتماعي بالأونه الأخيره بقصة حياتك ألا ترى أنه من الغريب بعض الشئ أن يظل رجل طيلة حياته لقيط ثم بين ليلة وضحاها يكون من الأثرياء ؟"
تجلد حسن غير سامحاً لشئ باستفزازه ناظراً لعدسات التصوير متنحنحاً غير مبالياً بالسؤال لكن نبرته تقطر صدقاً يمس القلوب :-
" طيلة عمري حتى منتصف العشرينات كنت بلا أهل
طفل في الخامسة من عمره تقريبا هذا ما اذكره يتم نقله من دار رعاية شديدة القسوة لأخرى أدين لها حتى اللحظة بعمري "
" ما اسم الدارين ؟" سأل مراسل جريدة أخرى فهز حسن رأسه قائلاً:-
"أذكر الثانية وهي ... أم الأولى لا "
"كيف لا تذكرها وهي بالتأكيد في أوراق الدار الثانية ؟"
تنفس حسن بصبر ثم قال بثقة مبتسماً:-
"سوف أبحث وأخبرك ؟"
قبل أن يلقى أحد سؤال مرة أخرى كان يواصل :-
" تلك الدار الثانية احتوتني وساعدتني على التعلم كما ربتني على الخلق والدين"
أطرق برأسه وواصل بنبرة امتزجت حروفها بالحسرة :-
" لكن رغم كل شئ يظل بقعر نفسك مرارة كونك بلا أهل
يظل شبح اللقيط يركض ورائك كلما قُوبلت بنظرة دونيه "
يضحك بسماحه رغم دموع غزت عينيه وهو يقول :-
" هل تعرفون شعور أن تصبح الأول على جامعتك ويأخذون منك التعيين لأنك بلا أصل ؟"
أطرق برأسه ثم عاد ورفعها وقد ظهرت لمعة الدموع بعينيه جليه هذة المرة وهو يقول :-
" أذكر إلى الأن نبرة العميد وهو يخبرني كيف أكون وجهه مشرفة لطلابي ثم أخذ المنصب عني ابن الأصل والنسب "
ساد الصمت على الجميع وقد تركوه يواصل فارتشف من الماء أمامه ثم قال :-
" هل تعرف شعور حين تتقدم للفتاة التي تريدها ثم يخبرك والدها أنك لا تصلح لها
يربت عليك بحنو أنك ستتفهمه حين تصبح أب ؟"
دمعه غافلته وهو يبتسم قائلاً بسخريه :-
" وللعجيب يا رجل لم أتفهمه إلا حين ضممت ابنتي لصدري أول مرة فشعرت أني أريد أن أضع الدنيا ومن عليها بين كفيها "
مسح حسن دمعته ملتفتاً على السؤال المتوقع :-
" لكنك تزوجت "
ابتسم حسن ابتسامة مشرقة كتائه وضعوه بطابة الأمان وهو يقول :-
" فعلت "
" وكيف وافقت وأنت لقيط ؟"
مط حسن شفتيه وهو يقول بنبرة صادقة لكنها غامضة :-
" يمكنك أن تقول ابتلاءاً لها ورحمةً بي "
وربما يظنون أن إجابته تخرج عن رجل مثالي لكنهم لا يعلمون أنها خرجت من مناور أقسم على إستعادة امرأته التي تسمعه الأن بشتى الطرق
" لكن مؤخراً تداولت أخبار انفصالكم ؟"
ناور حسن في الرد وهو يقول :-
" لو من فترة قصيرة سألتني لأخبرتك بما يدينني كأب وزوج
لكن الأن وأنا حسن الجوهري ولست حسن القصاص أو أسر
أقولها مقتنعاً داخلياً وخارجياً أخبرك أنها تحملت ما لم يتحمله أحد معي
هل تتخيل نفسك تعيش مع مجنون يتململ من شدة جنونه وأنت مجبر على التحمل ؟
كل تخبطي منذ ان عرفت تحملته
كنت ألومها عن فكرة سعادتها بالنسب لكني أجد نفسي اللحظة فخور به من أجل أطفالي مثلها وأكثر "
"يبدو أن أمامنا رجل عاشق " علقت إحدى المذيعات فتدخل أخر مقاطعاً وهو يقول بنبرة مبطنة بالسخرية :-
"ألا ترى أن كلامك محلى بعض الشئ "
مط المراسل شفتيه ثم واصل بتهكم :-
" يعني بالنسبة لما سمعناه مؤخراً عن طلاقكم وزواجك ؟
صورك المنتشرة مع النجمة ريتال المحلاوي وتغني الصحف بحبكم ثم الأن تأتي وتعلن حبك ؟
هل تريد منا التصديق ؟"
أطرق حسن برأسه قليلاً وبمكانها كانت ترى اختلاج عصب صدغة يضرب بقوة من الشاشة فانفصل شعورها لمهاجمان يتقاتلان
أشرسهم كان ثائراً لها ولكرامتها .. لحديث يذكرها بأيام امتهانها ومجاورة أخرى له وأخذ ماهو حقها
كان شامتاً متشمتاً من ملامح الهوان على وجهه وكأن تلك الذكريات أصبحت مخزية له
والأخر كان خائناً متقلباً على صفيح من صفحٍ وتغاضٍ وكأنه صدق نبرة الفخر السابقة
عضت جانب صدغها بقوة وهي تراه يرفع عينيه وكأنه يناظرها هي ..يبوح لها هي .. والنظرة للمشاهد بها ضياع طفل يناجي أمه وهو يقول بنبرة بها من اليئس ما يعادلها من مرارة الندم رغم ابتسامة التهكم التي كللت نواجذه :-
" هذا لأنك تظن وربما الجميع يظن أن تلك الفترة كانت الأسعد لي
كرجل امتلكه المال والغنى ثم ختمه بالزواج "
تنهد أخذاً نفساً عميقاً كارهاً ما يبوح لنه واصل :-
" لكنها كانت الفترة الأسوأ
كشيطان تلبسك فغدت كل الطرق تقودك للغي
لن أفشي أسراري الزوجية أبداً لكن ما أود قوله صدقاً أن هذة الفترة لم أكن بحاجة لشئ أكثر من أم أولادي
هل تعرف حقاً شعور أن تقول لأحدهم ابتعد بينما أنت في أشد الحوجة لاقترابه وتمسكه بيدك
لن تفهم أبداً وربما أنت ومن يشاهد تسخرون الأن
لكن بقعر جرحك تنتظر من يضمده لك دون أن تخرج منك الأه "
" وماهو سبب زيجتك من ابنة المحلاوي ؟
الفضيحه المفتعله بالزفاف ثم أخيراً الأخبار المنشورة عما حدث بينكم في العمل وما فعلته بنة الوزير الأسبق بتسببها في خسارة مجموعتكم للملايين "
سؤال أخر وجرح أخر مكلل بالذنب صمت له حسن لدقاائق ثم قال بنبرة مقتضبه قاصداً بها عدم إعطاء فرصة للمحاور ليحشره في تلك الزاوية
صفحة ريتال المحلاوي ونيته الدنيئه هو ووالده يجب أن تغلق نهائياً :-
" حركة دنيئة مني من شخص كان مريض بماضيه ومخلخل بحاضره ردتها هي لي لا أرى شئ يحتاج لتفسير ؟"
"إذا هذا معناه أنه لم يجمع الحب بينك وبين ريتال المحلاوي ؟"
هز حسن رأسه نفياً وهو يقول بصدق:-
"أنا مدين لريتال المحلاوي بالاعتذار عن دنائتي معها وموافقتي على إدخالها حرباً لم تكن طرفاً فيها لكن ريتال المحلاوي لم تمر على قلبي كامرأة أبداً "
صمت ثم نظر بعيني أبنائه المجاوران لوائل من بعيد يتابعان ما يحدث ببراءة ثم ابتسمو وكأنه نطق بتميمة السحر وهو يقول بنبرة رجل تسلح بأسلحة الغزل في جملة عادية :-
" قلبي لم تمتلكه من النساء سوى امرأة واحدة هي ملك أم أولادي "
ربما لا يلعب بشرف الأن وربما مازال أمامهم الكثير ليصل لها لكنه سيستخدم المقوله الشهيرة عن إباحه الحرب والحب للجهاد في سبيلهم وسيفعل !

كان أحد المراسلين قد بدأ يتضايق من زميله الذي أستأثر بالحوار وحده فسارع بأخذ الدور عنه سائلاً:-

" وكيف عثر عليك السيد الجوهري بين عشيه وضحاها ؟"

" بفرح أختي " قالها حسن ساخراً فعلت التساؤلات الفضولية مما جعل حسن يشرح العلاقة بينه وبين عائلة البرعي موجزاً ثم أنهى حديثه بالقول :-
" وللمصادفة كانت زوجة الطبيب هي أختى وكان أبي حاضراً"
"وكيف عرفك هل كل من يصادف شاباً يشبهه يقول أنه أبناً له "
" وحمة "
" ماذا ؟؟؟؟؟"
أومأ حسن برأسه قائلاً ببساطة :-
" وحمة رأى وحمة عندي بالقرب من عنقي عنده مثيلتها بنفس المكان "
"ما الذي يثبت لنا ؟"
علت الهمهمات المؤيدة والمعارضه للسؤال الوقح لأحدهم حتى تحولت لشهقات وحسن يفك مقدمة قميصه لاويا عنقه كاشفاً لهم عن وحمة ما !
هل تعلم الشعور ؟
قد تظنه عذاب لكنه تماماً كمريض اشتد به الألم لقرب الشفاء
اعترافاته التي تخرج من فمه ويواجه بها نفسه قبلهم كانت تسري بروحه المنقوصه سير البرء في الداء
رفع هاتفه وأخرج صورة لوالده تظهر بها نفس الوحمة بما لا يقبل الشك مما جعل الألسنة تخرس حتى صدح سؤال أخر :-
" لكن هل الوحمة تكفي ؟"
لوى حسن شفتيه مبتسماً ثم قال وهو يخرج أوراق ما من مستند أمامه يرفعهم أمام إحدى الكاميرات التي تسلطت عليهم بوضوح :-
" بغض النظر أنها وراثيه وأن أبي يمتلك مثيلتها بالضبط تماماً لكن هاهي أوراق إثبات النسب بتحليل ال dna لي ولأبي وأختي وأبنائي والتي تثبت بما لا يقبل الشك عن تطابق الحمض النووي لثلاثتنا ولأبنائي لنا "
علت بعض الهمهمات الداعمة أخيراً يتخللها التعجب من القدر الغريب لكن بالأخير كان وقت البث أوشك على الانتهاء فسألت مراسلة :-

" ماذا يريد أن يوجه حسن الجوهري للمستمعين ؟"

أطرق حسن برأسه وكأنه يستعيد أنفاسه ثم رفعها ناظراً في العدسات وكأنه ينظر بعين كل من يشاهده يرجوه ألا يخذله
"لا أطلب منك سوى ألا تتقبلني كما أنا
لن يضرك في شئ كوني أصبحت بنسب أنا هو هو الرجل الذي لا حول له ولا قوة
تم تغيير ورقة حكوميه من حسن القصاص لحسن الجوهري
وإلى كل من يعمل بمؤسسة الجوهري لم أتي لأخذ منك منصب أنت أحق به مني أبداً لن أفعل
الذي أمامكم هو رجل عانى من المجتمع ثم عانى من نفسه وتخبط وضل كثيراً حتى اهتدى ومازال "
بلل شفتيه بطرف لسانه ثم كان قوله الأخير يصدح بمشاعر متجمرة :-
" طلبي بسيط في هذة الحياة هو أن أعيش من الأن لا صراعات مع نفسي قبل أحد
لقد تعبت كثراً حقاً تعبت من نفسي قبل أي أحد ولا أخفيكم قولاً أني مازلت متعب
مازلت أحارب صراع المنبوذ طويلاً داخلي
كما أرجو
أن تعود ملك لأحضاني وأن يرسو مرفأ أطفالي أخيراً بين حدود ذراعاي "
يصمت قليلاً يداعب ظفر إبهامه بالأخر ثم يعود ويثبت عينيه بعدسات الكاميرا عند نقطه معينه وكأنه ينظر بعينيها مباشرة
وللعجيب بمكانها شعرت وكأنه واقفاً أمامها اللحظه
لحظه أخرجتها عن العالم وعن الماضي المؤلم
لحظه جعلتها تشهق دون صوت وكأنها تقف أمام حسن القديم وعينيه حبيبتيها بسوداويتهم تتلوان عليها قصائد العشق :-
" أنا أسف يا ملك من كل قلبي أمام العالم أسف لقلبك الذي خذلته
أسف لروحك التي جرحتها
أسف لبيتنا الذي أدركت مؤخراً أن قوامة اعتداله كانت بيدي فكنت أنا من تسبب بميله أولاً"
روحها تتخلخل متأرجحه تأرجح لحظي بين رفض وقبول طفيف وليد لحظة ضعف حتى كان يقول بنبرة حارة ربما تأوهت لصدقها الفتيات :-
" أنتِ أول امرأة ذقت حضنها فلم يتسنى لي الحظ مع أمي
أنتِ أول امرأة عرفت معها كيف يمكن الرسو لحضن دافء
كنتِ أنتِ المعنى الأول والأخير للأنثى في حياتي وقلبي
كنت منساقاً لغبائي فلا تفعلي مثلي رجاءاً
أنا أحبكِ جداً"
ثم أدار عينيه عنها وتحولت العدسات لوجهي طفليها الناظرين له بفرحه وحب تحول لضحكات مشرقه وهو يخبرهم :-
" عدي وعاليه أنتم أغلى ما بعمري تذكروا دوماً أن حسن يحبكم جدا "
وبلحظه كاد البث يُقفل لكنهم تفاجأو قبلها بلحظات باندافع طفله راكضاً ناحيته مخترقاً الصفوف ملقياً نفسه عليه بقوة وصوته يصدح للعالم قائلاً :-
"أنا أحبك جدا جدا يا بابا "
ومن ثم قطعة من الحلوى كانت تنقض عليهم مقبلة لهم رافعه ذراعها تقول بشقاوة تم إغلاق البث على صوت الضحكات معها :-
" حسن حبيب عالية فقط "
..........................
بعد مرور عدة أيام أخرى

المكلومين
هؤلاء الهائمين بأوجاعهم عمن سواهم
وكأن في حشى أوراحهم الصخب متلوعين بنيران الجوى وهادئين على جحيم السعير ...

خرجت غدي من المطبخ فور أن سمعت تكة مفتاحه بالباب فسألته بتلهف :-
" هل مررت على سنا وسديل اليوم ؟"
أومأ أكمل برأسه دون أن يرد وهو يتحرك ناحية الغرفة
بدا مثالاً حي للرجل المحطم حتى أنها تحركت ورائه دون شعور تسأله بقلق فور أن دخلت الغرفة وقد كان ممدداً على الفراش يضع ذراعه على عينيه
تحركت حتى جلست على حافة الفراش هامسة باهتمام :-
"أكمل ما بك ؟"
رفع ذراعه عن عينيه فهالها ما رأت من انفعالات على وجهه وكأن الهموم تجلو جلوها
يسأل بنبره تفيض سخرية وإرهاقاً :-
" هل يهمك ؟"
شئ ما في نبرته كان قامعاً لثوريتها فقالت بنبرة صادقه :-
" بالتأكيد يهمني "
أهه ملتهبه خرجت من شفتيه قائلاً :-
"أنا متعب جداً"
لم تفهم مغزى التعب الذي ينطق به فجاورته على الفور تمس جبهته بظاهر كفها .تلمس مكان الجرح ثم تقول بغباء :-
" ما الذي يؤلمك ؟ "
ثم تعود لجبيرة ذراعه وتطمأن عليها
لم يرد وهو يتحدث بما لم يطرأ ببالها :-
" سنذهب لشقتنا بالبيت الكبير بعد يومان "
ابتسمت غدي تقول بمرح :-
" خير فقد سأمت من هذة الشقة "
اعتصر قلبه اعتصاراً لقولها خوفاً من المجهول
البدوي لن يتركها بحالها إلا إذا نفذ له ما يريد
عينيه ترتفعان للساعة على الحائط والتي قاربت من العاشرة
لقد أتصل عليه ناهراً عدم حضوره وقد تحجج بما حدث لسنا وأختها لكنه طلبه معه اليوم أيضاً
يهز رأسه نفياً وكأنه يقسم على نفسه ألا ترضخ
هو لن يذهب .. لن يذهب
وكأن عقله أصابته لوثة
وحين تأتينا اللوثه نحتاج للسُكرة
والسُكرة كانت مجاوره له بكامل فتنتها وجمالها المُعذب
رمشت غدي بعينيها من نظراته حتى أنها لا تكذب أن قالت أنها تشعر بلهيب شفتيه المقتربتين منها من بعد
احتواها يضمها أقرب لقلبه هامساً بنبرة شديدة الحرارة لكنها بها شتى ألوان التوسل :-
" لا تمنعيني عنكِ دعيني أحبكِ كما تستحقين "
حين استولى على أنفاسها شعرت بظلمة الحزن المعتم التي تلفه تنتقل لها وبعاطفة الأنثى لم تستطع الابتعاد !
كانت بريئة وهي لا تعرف حتى كيفية صد هجومه مما جعل ناره تشتعل أكثر وأكثر
تماماً كعاشق ألقي في نيران الحب وهي في أوج إلتهابها
"أنتِ تريدين هذا يا غدي أنتِ تريدين إطفاء نيراني بنعيم جنتك صحيح "
يهمسها بعينين غائمتين لعينيها التائهتين "
هي لا تعرف شئ
لا تعرف حتى ماذا تريد
قلبها يدق كما لم يحدث لها من قبل
لا تستطيع الرفض ولا تعرف من أين لها بالقبول
يشن غزواته على أنفاسها الغزو تلو الاخر فلا تعرف سوى التسليم
كمن دخل حرب أسلحتها ذرية ومجرد أن فعل لم يكن أمامه سوى الانهيار
وانهارت فى خبل الهوى
وكعازف عن التذوق لكنه حين فعل نهل متغلباً على ألم ذراعه بل غافلاً عنه بلذة ما يحيا به
هل هذا هو ما يقولون عنه التحليق دون أجنحه عشق جارف يتلوه على أنوثتها فتسقيه بتنهيدات الرضى
فوران من النيل كان يقابله اهتياج من الاشتياق كُلل بسكرة العطاء حتى حتى كان ذوبان اللقاء يعقبه رجفة الوصال
وبالنهاية كانت له امرأة ينتصر بها لكنه يُغلب فيها !

..........................

فجراً
هل تعلم شعور أن تكون بعمق لذة حلمك ثم تفتح عينك فتجد أنه أصبح واقعاً ملموساًحياً بين ذراعيك
شئ أشبه بتمنيك السحر فتجد نفسك تتلو تعاويذه محققاً المعجزة
كان يعلم سحر لحظة وصولها تخيلها كثيراً وتمناها مراراً لكنه أبداً لم يصل بجموح مشاعره لما وصل له وناله قبل ساعات
شئ أشبه بتمنيك النجوم فتجد نفسك قد وصلت للقمر
ما حدث بينهم لم يكن عاديا لم يكن عاديا أبدا ً كان سحراً لقطع أصول أشباح قلبه ومد جذور أوراق حبه
لم يكن يظنها بهذة البراءة بين ذراعيه وكأنها رغم ما تمتلك من جموح وقوة إلا أنها ناصعة البراءة في بريق الحياء
متخبطه وخجوله رغم محاولاتها لإظهار العكس إلا أنه لم يكن ليخفى عليه أبدا ً
خوفها وصدمتها وكأن إطلاعها على عالم العاطفة كان محض نقش حبرٍ لم يتعدى الأوراق وحين لمست الواقع تخبطت بانبهار وتجاوب شديد الجهل وبكل خطوة تنظر لعينيه تسأله العون
ببساطة هي في حضرة المواجهة له لبؤة شرسة وبخضم العاطفة هريرة تحتمي بفراء نبراسها حين تشعر بالخطر
وبغمرة عاطفته لم يكن يشعر أن حواسه تترجى وصالها مرة أخرى حتى فتحت عينيها المجهدتان والمشوبتان بالحيرة فوقعتا أسريتان لعيناه الجامحتان فكتمت شهقة متوقعه كادت تخرج منها وهي تغمض عينيها مرة أخرى وكأنها لا تصدق تسليما لأكمل البدوي
لقد استمالها بثورة عواطفه فسقطت
ضحكة ساخرة خرجت من صدرها ولم تغادر شفتيها وهي تتهكم من نفسها
من تخدع ؟
غدي البرعي لم تكن لتسلم لرجل قلباً وقالباً إن لم تريد
غدي البرعي خانت نفسها وسقطت بلغم بن البدوي الملبد بالكثير من الغموض والكثير الكثير من العاطفة
عاطفة ؟
بخس ٌ إن أطلقت على ما مرت به منذ ساعات گعاطفه لقد كان طوفان هادر من سيل جرفه عاصفة من الحب اشتبكت فيها رياح الحنان الخادع يا الله
هل كل امرأة تشعر هكذا مع زوجها بأول ليلة لهم معاً
أيستطيع الرجل أن يقبض على مشاعر امرأته من ليلة ؟
وأيما ليلة !!
لقد وسم عاطفتها بجموعها ووشم أنفاسها بهمساته القابضه على الشاردة والواردة منها متغنياً لأذنيها بسبائك من غزل يتخلله همساتٍ وقحه تشفق على خجلها العذري ظاهرياً لكنها تحمل أطنان من الوقاحة بين طيات الكتمان
"أرى أنگِ أطلتِ الشرود طويلاً عني " همسها بشغف شديد الحرارة وقد اقترب إلى اللاحد ففتحت عينيها محاولة أن تجلي حنجرتها في محاولة لظهور بمظهر القوية لكنها حين نطقت لم تكن سوى غبية وهي تقول قاطبه حاجبيها :_

"كم الساعة الآن"
شئ من البلادة تخلل ملامح أكمل وكأنه كرجل لم يتوقع على كرامته سؤال كهذا فسخر بالهمس :_
"سؤال خطير حقاً خاصةً بوضعك الحالي"
قطبت غدي وقد عادت ملامحها للعنفوان رغم احمرارها فعلم أنها قد تتفوه بالغباء لذا قطع عليها السبيل هامساً بنبرة شديدة الحميمية :_

"أعطيتني ليلاً أغلى ما تمنيته ليس هناك شئ أشد وطئا على رجل من أن يملك حبيبته "
مال مكللاً نبرة الشكر في صوته بالأسواق حتى ذهبت أنفاسهم سوياً وحين انفصل كان ينظر لعينيها المنبهرتين بخجل قائلاً بنبرة ضج بها الشجن :_
"لأول مرة
لأول مرة صدقاً يحصل فيها أكمل البدوي على شئ أراده عن رضا صاحبه
لأول مرة أكمل البدوي ينال ماهو حقه
لقد حُرم أكمل طويلاً طويلاً أطول من عمرك حتى يا غدي يا برعي "
تأوه ثم واصل غير داريا بنقش شجنه على روحها :_
"حرمت طويلاً وما أجمل أن يكون اغتنائي أخيراً بكِ يا بنت البرعي"
ولم يمهلها التفكير حتى بحديثه فقد أفضى بما ثارت عليه مكنونات قلبه به ثم جنح لعاطفة سيجن من شدتها اللحظة فعاد النيل من جديد وقلبه يضح بصخب وفرح طفل يبعد أميالاً عن قسوة عالمه وتكرر اللقاء
لكن لقاؤهم هذة المرة كان أشد ولعاً
لقاؤهم كان مزيج من الصخب واللوعة العاطفيه الملبدة بحرارة الأشواق
لم يكن هناك خجل أنثى وقلق رجل كان هناك لهفة عاشق وذوبان محبه

يتبع


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 12:41 AM   #516

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ التالت

صباحاً
وقع في حبها گ هاوٍ
وأصبح به محترف
محترف يجيد العزف بأشواق عشقه على أوتار حبها المتمنعة وإن أرادت
المشتعلة وإن تظاهرت بالبرود
والعاشقة وإن تهربت...
يشعر بعينيها تراقبانه منذ أن استيقظ گأحجية صعبة لا تجيد حلها مما يجعلها تستشيط غيظاً فيبتسم بسخرية وهو يلتفت لها غامزاً فتُشيح عنه بتعنت زامة شفتيها بعدم رضا ...
الوغد !
همستها بينها وبين نفسها وهي تعض باطن شفتها السفلى بقوة تشتم نفسها بأشنع الألفاظ التي لم تنطق بها يوما لكن ومن ذا الذي يعاشره ولا يصيبه الجنون ..
يا الله
هي الغبية...هي الغبية !
كيف استسلمت له بالأمس هكذا ؟
كيف استطاع أن يُخضع عقلها تحت جنون عبثيته..!
لقد كانت قبلها تسبه مع نفسها !
وبين ثانية وثانية كانت كعروس الماريونت الطائعة
كيف حولها إلى عجينة سكر لينة بين يديه فيشكلها كما يشاء
سكر ؟
هل قالت سكر حقاً؟
اللعنة عليكِ يا ....... هل انتقلت لكِ الكلمة من همساته الوقحة بالأمس !
تمرر راحة كفها على عنقها وهي تلويه مغمضة عينيها وكأنها تمنع الذكرىٰ وربما تستحضرها !
تستحضرها بكل ما غلب عليها من مشاعر لم تتخيل يوما أن تحملها له !
تستحضرها بكل ما كان فيها من خيال شديد الحلاوة جاحدة إن أنكرته
كاذبة إن لفظته !
ليلة قُدت من لهيب أشواقه ..غُزِلت من حرير حبه
ليلة أثبت بها زهو رجولته على نيران أنوثتها
يا الله
حبه ؟!
أتراه يحبها هكذا؟...يعشقها هكذا ؟!
وكيف تنكر بعد كل ما عاشته بالأمس كصورة حية لصكٍ من لهيب الحب...نيران الشوق ... حلاوة العشق ..
حركة عالية ما جعلتها تفتح عينيها بقوة والسب ينتقل لنفسها عما غرقت به كالغرة ؟!
طرفت بعينيها جهته وهي تواصل رحلة عض شفتها بغيظ زاد من تجاهله لها ...
لتوه فرغ من عمل رياضته الصباحية على تلك الآلة الجانبية وكأنه ليس بذراع مجبر وجبهه مشقوقة
يمر من أمامها غامزاً مرة أخرى
وكأنه يزيد من غيظها ويتفنن به
دقائق وكان يخرج من الغرفة ويبدو لتوه أخذ حمامه
المنشفة على كتفه وكأنه يتفنن باستعراض جذعه العضلي
الوقح
الوقح ..
شعره الأسمر هائج إثر تجفيفه له ..ملتوي الخصلات گصفات صاحبه ..
يتجه إلى ركن القهوة يسحب عدة علب منها يخلط البعض ويضعها في الإناء الخاص بالماكينة بعد أن فتته جيدا ً ثم يصبه بها ويقوم بضبطها ...
يسحب كوبين باللون الأسمر يضعهم تحت الماكينة الخاصة بالقهوة الواحد تلو الآخر ...
وأخيراً يحملهم مقترباً منها
لم تشأ أن ترمش بعينيها وإن تأثرت مزدردة ريقها ..
بسمة بالكاد تُرى تناوش شفتيه گأسد لتوه إلتهم وجبته لكن هناك !
هناك في ظلال دكنة عينية إندلاع ٍ من حريق يوشي بمدى نهمه في المزيد
وهنا التفتت بعينيها تشتتها عن أي شئ عداه إلا أنه وضع أحد الأكواب أمامها ...
مائلا ً عليها تظللها أنفاسه حتى أسر عينيها داخل عينيه رغماً عن أنف تعنتها يمد سبابته وإبهامه محرراً شفتها التي زاد ضغطها عليها هامساً بخشونة حارة :_
"لما لا تتركي لي هذة المهمة ؟!"
....................

شر البلية ما يضحك وشر البشر ما يفضح
" تفضلي حبيبتي اشربي هذا "
قالتها نجلاء ببشاشه لنادين صديقة ابنتها التي منذ أشهر تبحث عنها
الفتاة التي توسطت عند نور كي تقوم بتوظيف الحقيرة عند زوجها
ارتشفت نادين من المشروب عدة رشفات ثم قالت وهي تنظر بساعتها :-
" الحقيقة يا (طنط) لقد تفاجأت بمهاتفة حضرتك لي فنور لا تكلمني منذ فترة طويلة "
ابتسمت نجلاء باصطناع وهي تقول :-
" اعذريها حبيبتي فهي تجهز لزواجها "
ثم لمعت دموع حقيقة في عينيها وهي تقول بقصد :-
" كما أن ما تعرضت له ليس بالهين "
قطبت نادين وقد وضعت الكوب قائلة بقلق :-
" ماذا حدث هل هي بخير ؟"
مطت نجلاء شفتيها بقرف وهي تقول بحرقه واضحه :-
" لقد تزوج والدها وانفصلنا "
تغضنت ملامح نادين وهي تقول :-
"أسفة حقا لكم لم أكن أعلم "
شبكت نجلاء أصابعها ببعضهم البعض وهي تقول بلوم مشوب بنبرة تقريع رافعه أحد حاجبيها:-
" كيف لا تعلمي وهي أعز أصدقائك ؟"
أجفلت نادين وتراجعت للوراء قائلة باستنكار :-
" أعز أصدقائي ؟ كيف تقولين هذا ؟"
تنهدت نجلاء وقد تجلت على وجهها ملامح القسوة وهي تقول بنبرة باهتة :-
" وداليدا يا نادين أليست أعز أصدقائك ؟"
أجفلت نادين بعض الشئ وكأنها لم تتكن تتوقع ثم قالت وقد امتقع وجهها بشكل ملحوظ :-
" هل تقولين أن داليدا هي التي تزوجت العم رأفت؟"
أومأت نجلاء دون رد فقالت نادين وهي تهز رأسها نفياً بغباء :-
" لكن كيف ما أعلمه أنها لم تكن لتتزوج أبداً"
لمعت عينا نجلاء بظفر فهي تعلم أن هذة الفتاة خلفها مصيبه منذ أن بحثت ورائها وعلمت القليل عن حياتها وأسرتها لذا قالت بنبرة متلهفه حزينه :-
" لما يا نادين ؟ أخبريني فهذة الفتاة كانت سبب في خراب بيتي وانهدام أسرتي "
.......................

الدنيا أصبحت محفوفة بالشيطان وحلفاوؤه وكأن لم يعد لنا نصيب بها
غيض ماء الضمير واستوت النفوس على جودي الشر وإنا لله وإن إليه راجعون !

كان رفعت واقفاً مجاوراً لرجاله بأحد المصانع الخاصه به يبتسم برضا قمئ وهو يقول :-
" أرى أن الكمية التي صُنعت ليست كافيه "
نظر الرجل المجاور له لكراتين الدمى المصنعة ثم قال :-
" يا باشا نحن سننزلها بالأسواق حتى نرى رد فعل الناس أولاً"
أومأ رفعت باستحسان ثم أشار له منبهاً:-
" عليكم بالأسواق الفقيرة أولاً والمناطق الجاهلة "
أومأ الرجل وهو يتحرك جواره ثم قال :-
" هل من أوامر أخرى يباشا ؟"
حك رفعت ذقنه ثم أشعل غليونة تبغه يمج منها نافثاً دخاناً كثيفاً ثم بلل شفتيه الشهوانيتين قائلاً:-
" أريد تجربة أخيرة قبل أن أوافق على التغليف "
دقائق وكان الرجل يقف أمامه وبين كفيه كيس ملئ بالدمى المصنعة والمختومة باسم (لول سربرايز )
دميه عادية شديدة اللطافة بفستان قصير وشعر مصفف
أحضر حوض من المياه ثم بدأ بالشرح وهو يضع إحدى الدمى بالحوض
"انظر يا باشا ستتبدل ملابسها الأن "
ثوانٍ وكأن الفستان تحول لملابس خليعه لا تمت للأطفال بشئ بل حتى لا تمت للكبار
حتى كان تعليق رفعت بنبرة تفيض بالرضى :-
" يسيل لها اللعاب أظن أنها ستضبط مزاج الأطفال جيداً"
أومأ الرجل برأسه وهو يشرح مخرجاً أخرى وأخرى يضعهم جوارها بالمياه :-
" نرفق معها حوض صغير هدية ودليل للشرح أنها يتم اللعب بها في المياة مع عدة ملحوظات أنها تساعد الطفل في الدخول للحمام وإلى أخره من الدعايا "
بدأت كل من الدمى الأخرى بالتحول وكل واحدة تحمل علامة تحوي إيحاءات جنسية مخفيه بين طياتها وكأنها رسائل صنعت خصيصاً للاستحواذ على عقول الأطفال
نفث رفعت دخانه ثم قال :-
" أريدك أن توزع منها على أحبائنا بدور الرعاية والمدارس الخاصة التي نتعامل معها "
أومأ الرجل وحين كاد أن ينصرف أوقفه رفعت قائلاً:-
" انتظر الخطة القادمة هو عمل تطبيق يضم هذة اللعبة إلكترونيا
وأريد نماذج كبيرة منها وصغيرة أيضاً حتى نرضي جميع الأمزجه "
لمعت عينا الرجل بتفكير ثم سأله باهتمام :-
" وماذا ستكون الواجهه ؟"
دق رفعت الأرض بمقدمة حذائه ثم نطق بهسيس الشيطان :-
" الواجهة ألعاب تلبيس للأطفال وهذة الدميه تكون المرحلة المتقدمة حتى نجذبهم أولاً"
........................

ثمة غربة في الروح تهوى بظلامها الدامس في النفس هوي الكري في الأجفان

" ألن تزور والدك بعروسك ؟" قالتها أم سعد لاوية شفتيها بعدم رضا وهي ترمق هنا الجالسة على الأريكة جوار سعد فخذها ملاصق لخاصته بلا حياء
حك سعد ذقنه وهو يقول بنبرته الغامضة التي تستعجب منها هنا فكثيراً ما تسمعها منه عند التعامل مع أهله :-
" سنمر عليهم اليوم "
أومأت توحيدة برأسها والغيرة تنهش روحها من تلك التي أخذت ابنها منها
يبدو مدلهاً بها وكأنها عوضته عن العالم أجمع
حركت كفيها بحركة غير مفهومة ثم جزت على أسنانها وهي تقول بنبرة حاولت اظهار اللطف فيها وهي تقول :-
" البيت بيتك يا ابنتي حركي عودك واتبعي فاطمة بالمطبخ فهي تصنع من أجلكم الغداء "
ارتبكت هنا وهي تضع حقيبتها قائلة باحترام :-
" بالتأكيد يا ماما "
وقبل أن تهم بالقيام كان كف قاسي يُضع على فخذها ونبرة أرعدتها من سعد وهو يواجه أمه قائلاً بحزم :-
" هنا لن تتحرك من مكانها كما أننا لن نتناول الغداء "
كانت عينا أمه مع كفه الذي تحول من القسوة للين وهو يربت على هنا وكأنه يمسح مكان قبضته القاسيه فتعتم عينيها بالحقد وهي تقول بنبرة رققتها بحشرجة البكاء :-
" هل ستكسف أمك حبيبتك وتكسر خاطرها ؟"
ثم تصطنع الضحك وهي تقول :-
" أم أن عروسك أكلت عقلك "
ابتسم سعد بسخرية واضحه وهو يهب واقفاً ويقول :-
" نحن سنذهب هيا يا هنا "
احمرت وجنتيها تحرجاً ولم تنطق وحين حاولت اسعاف نفسها بالكلمات نطقت كفراً :-
" أخيك لم يرى عروسك وهو على وصول "
وكأن شيطان تلبسه !
لم تعرف هنا ماذا حدث وكيف ؟
فجأة وجدت نفسها تُجر ورائه حتى أصبحوا بالسيارة وهاهو جالساً يلهث كمن كان يجري أميالاً
عينيه شديدتي القسوة بهم شئ من رغوة الدمع وكفيه يقبضان بتتابع مؤلم
ألمها قلبها عليه فاقتربت تحتوي كفه بين كفيه ثم تميل مقبله له
وكأن لثمتها بها بلسم دافئ جعل الدفء يسري بأوردته فالتفت لها وفكه يرتجف
لسانه جاف قاحل حتى أنه لا يستطيع الحديث
وبكل ما تملك من عاطفة وحنو تجاهه كانت تضع كفها على فكه تمرره بحنو هامسة بقلبها قبل لسانها :-
" أنا أحبك ..أعشقك .. ولا أرى من العالم سواك "
وكجائع للعاطفة محروم من هذا العشق الخالص له كان يتلقف الكلمات من شفتيها بنهم محروم حتى أنها لم تبخل عليه وجادت عليه بالمبادله مستغلة عتمة السيارة التامة
وحين انتهى دفن رأسه بعنقها دون حديث
ضمته لها بقوة تربت على كتفه وكأنها تهدهد وليدها وحين كاد لسانها ينفلت في السؤال لم تفعل
بعد دقائق كان يشغل السايرة وقد عاد الغموض لروحه وهو يقول لها :-
" ستنتظريني في السيارة سألقي السلام على والدي سريعاً وأعود لكِ "
لم تجادل وهي تومئ برأسها حتى صف سيارته أمام بيت والده
وهناك وجدت رجل كهل يفتح الباب وبين طرفة عين وإغماضها كان سعد يجلس جوارها مره أخرى في السيارة
بحق الله لو تكلم كلمتين لكان أخذ وقت أكثر من هذا
ليلاً ...
ألقت هنا عليه نظرة وهو نائم على الفراش فبعدما وصلوا لم ينبث بطرف شفه وهو يتحرك ناحية نوافذ البيت ينظر منها وكأنه ينتظر أحد ثم وجدته يغلقها جيداً وهو يتمتم باجهاد :-
"أرجو ألا يكونو لحقوا بنا فحين رأيتهم بالبلدة بعد أن كنت مطمئناً لسفرهم ضللتهم بالطريق حتى لا يعرفون منطقة البيت النائيه "
وحين سألته من هما حجدت شفتيه يميلان بتحسر وهو يقول بتعب غريب :-
"أولاد الحرام "
لم يزد أكثر وهو يتحرك ناحية غرفة النوم قائلاً :-
"سأنام "
أغلقت باب الغرفة وتحركت ناحية المرأه القابعه بردهة البيت وهي تجرب أمامها لفات مختلفه للحجاب تداري بها الجيب والصدر ثم وقفت تتأمل نفسها بأخر واحدة
إلى الأن كلما تضع الحجاب على رأسها تشعر وكأنها أخرى
تستغرب نفسها والوساوس تسكن روحها أنها ليست بالجميلة وأنها كانت أجمل بالحجاب ثم يعود كلامه ويطبب روحها أن جهاد وساوسها تؤجر عليه
مازالت مذبذبة وتارة تكون سعيدة وهي ترتديه
تارة تكون كارهه للخروج
وتاره تشعر بالاختناق كلما تضعه على رأسها لكن ما يطمأنها أنها حين بحثت في الأمر وجدته طبيعي
خلعت الوشاح من رأسها ثم تحركت ناحية المطبخ تصنع شطائر سريعه ثم كوبين من الشاي بالحليب
بالغرفة ...
بين غياهب العقل الباطن كانت روحه عالقه تحاول الفكاك من الماضي الملتصق بها كشبح لرجل يستحث خطاه
" امسح هذة الأرضيه " صرختها حميدة زوجة والده بعنف وهي تركله بقدمها حتى وقع أرضا باكياً
" لا اسمح حسك أقسم أن احرمك من الأكل ثلاث ليالي وتعلم أنه أبوك لن ينجدك من يدي "
أومأ سهد برأسه مرتعداً ثم تناول زورق المياه والخرقه وبدأ بمسح الأرضيه وبكل مرة تجعله يعيد المكان مرتين وأكثر حتى تقرحت يداه
حين انتهى لهث بتعب وهو يمسح العرق عن وجهه بسترته الباليه ثم اقترب منها وعيناه مغرورقتان بالدموع يراها تُطعم أولادها اللحم والمعكرونة فقال بنبرته الطفوليه :-
" لقد انتهيت يا عمة "
" حسنا فعلت " ثم ضربته بقبضتها في جانبه حتى توجع وهي تقول بنهر :-
" لا تنظر لهم في اللقمة هكذا سيغصون بها فُقعت عينك ان شاءالله "
ارتجفت شفتيه وهو يقول بارتعاش طفولي متذلل :-
" أنا جائع يا عمة "
" طفحت الدم " قالتها كاشرة ثم رمت له لقيمات لخبز جاف وقطعة من الجبن وهي تقول :-
"اطفح فأنت لا تفعل شئ سوىى الطفح والبكاء
لا أعلم لما ابتلاني الله بك "
أخذ سعد جانباً وهو يحاول مضغ اللقيمات وحين فشل وضعهم على صحن الجبن ثم واراه حتى لا تعنفه واستقام يقول لها بأدب :-
"أريد الذهاب لأمي يا عمة "
" يوم الهنا يا أخي روحه بلا رجعة إن شاءالله "
بعد دقائق حين ذهب لبيت أمه وفتحت له خديجه لوت شفتيها وهي تقول بطفوليه :-
" ما الذي اتى بك إننا اليوم نحتفل سراً "
قطب سعد يسألها :-
"بما تحتفلو ؟"
حركت كتفيها بدلال وهي تقول :-
" لقد حفظ حذيفة سورتين من القرأن فذبحت له أمي البطة وصنعت عليها المحشو وأبي ذهب ليجلب له دراجة "
توجع قلب سعد وسال لعابه الطفولي لذكر المحشو الذي لا يذوقه ثم قال بتلهف طفولي :-
" أمي هنا صحيح "
" نعم تعالى " قالتها خديجة بلا مبالاة وركضت للداخل تصرخ :-
" سيفسد سعد علينا المفاجأة "
حين دخل على أمه التي كانت تقبل حذيفة ارتبكت وهي تقول :-
" سعد بني هل أتيت "
أومأ سعد برأسه وهو يقول ببراءة :-
" نعم يا أمي هل تحتفلون حقاً؟"
ارتبكت توحيدة تنظر لابنتها بتوعد فلو عرف زوجها أنها أخبرت أحد سيسود عيشتها فقالت :-
" لا احتفال ولا شئ
هل تريد أن تأكل ؟"
أومأ بتلهف فأجلسته ثم غرفت صحن من طبيخ البازلاء ووضعته أمامه مع الخبز ثم عادت تُطعم حذيفة وبين اللقمة والأخرى تقبله مدلله
له
تناول سعد لقمة وعينيه المحرومتان تتابعنها وعند الثانية شعر بوجع لا يفهمه
فقط شئ مسنن يؤلم بحلقه ويجعل الدموع تطفر من عينيه فترك الطعام وتحرك ناحية الخارج هامساً لنفسه :-
" لا تحزن يا سعد لا تحزن "

" سعد يا حبيبي استيقظ " صوت هنا المرعوب وقد أتت على صوت نزاعه بالمنام كان يخترق غيبوبة نومه حتى حين كررتها فتح عينيه وضج صدره بحشرجه مسموعه أوجعتها فلفت على الفراش حتى جاورته تحتضن رأسه قائلة بإصرار :-
" أريد أن أعلم ما بك "
لتوه نفض النوم عن رأسه قائلاً بنبرة أجشه متحشرجه :-
" ماذا حدث ؟"
" قل لي أنت ماذا بك ؟ بما كنت تحلم وما الذي يوجعك بهذة الطريقه ويجعلك تنازع في منامك ؟"
دعك سعد عينيه وهو يعتدل مستسلماً لحضنها وهو يقول مبتسماً:-
" هل أخفتك ؟"
" بل خفت عليك "
طبع قبلة على موضع قلبها وصمت فعاودت القول بإصرار :-
" أخبرني ما بك أخرج ما بداخلك يا سعد وأعدك أن أكون سِرك "
لاحظت أنه يفتح شفتيه ثم يعود ويطبقهم وكأنه متردد فشددت من احتضانها له ولمساتها الحنونه تداعب شعره وهو تقول :-
"افضي لي ما بداخلك ألم نتفق على الصداقة ؟"
ابتسامة متلاهيه ارتسمت على شفتيه وهو يقول :-
" لما لا نبدأ بكِ ؟"
حركت هنا كتفيها بعدم فهم وهي تقول نبدأ في ماذا
لم يرد وهو يستعيض عن الحديث بالعاطفه أخذاً أنفاسها بحرارة عشقه لها حتى دوختها العاطفه فهمست بالحب
وهو يريد النهل من هذا الحب الموجه له خصيصاً
دقائق من بحور العشق جرفتهم حتى كانت تهمس وهي تتكاً بمرفقها على الوسادة تستند بجانب وجهها لكفها متسائلة بنعومة :-
" أخبرني هل أحببت قبلي ؟"
ضحك سعد بصفاء من تلك الغيرة التي لمعت بمقلتيها من مجرد السؤال لكنه همس بنبرة تفيض حباً وحناناً :-
" كنتِ أنتِ أول من فتنتي قلبي يا لب القلب "
ابتسمت بسعادة لكنها عادت وأجفلت على نبرته الساخرة وكفه يتحرك ناحية قلبها :-
" وأنتِ هل وطن الحب قلبك قبل سعد ؟"
واجفالها كان خطأ أمام رجل مثله
رجفة شفتيها ولمعة عينيها المذنبة كانت ذنب في شريعة عقله
نار شعواء هبت مبددة صفو نسيم الحب فاعتدل قائلاً بنبرة ظاهرها الهدوء الحاني :-
"أخبريني يا هناي هل فعلتِ "
عضت هنا شفتها السفلى وهي تقول بنبرة مذنبة لكنها رغم كل شئ بريئه :-
"سأخبرك لكن طمني أن توبتي قُبلت "
انخرطت تحكي له عن قصة حبها هي وعبدالرحمن وما فعلته به هو وريم حتى استسماحها لها لاهيه عن الجمر المشتعل جوارها
لاهية أنها أشبه تماماً بعصفور يزن على خراب عشه
لاهيه عن كوامن الغيرة الهوجاء التي تضرب نفس الساكن جوارها
لاهيه عن أشباح تشن هجومها على روحه فترديه قتيلاً
هل تعلم الشعور ؟
شعوره أشبه بمن أشعل فيه ناراً ولم يتركه إلا هشيماً ورماداً
" هذا هو كل الموضوع ق...."
توقفت الكلمات على شفتيها وهي تشعر بتهشم أوردتها حين وقعت عينيها في عينيه المتهمتين !

انتهى
ملحوظة:_

حابه أقول سراج وسديل ليسو أبطال هذا الجزأ



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-02-22 الساعة 01:46 PM
إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 01:46 PM   #517

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,962
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

الحمد لله هاسلامتك
فصل صغنن لكن رووعة
والدة سعد الها عين تحقد عا هنا للاسف هيي كانت مشاركة مع والدو بجريمة ق.ت.ل طفولتو طفل عاش الحرمان والظلم من زوجة ولدو ووالدو ووالدتو واخوتو شو سر اولاد الخرام وخذيغة شو دورو وهل فعلا هنا عصفور وزن عا خراب عشو وراح يكون تاثير صراحتها ضدها للاسف شكلو هيك
داليدا هل بعد ربنا ما ستر عليها تجي ناديا بدون قصد او قصد تحكي قصتها للخ.ب.ي.ث.ةنجلاء الله يستر
اخر تشويق وبالانتظار القصل القادم عانار

Topaz. likes this.

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-22, 02:23 AM   #518

عفريتة

? العضوٌ??? » 449188
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 10
?  نُقآطِيْ » عفريتة is on a distinguished road
افتراضي

الفصل جميل جدااا والأحداث شيقه وممتعه تسلم ايدك ودومتي مبدعه دائما ❤️♥️👏👏👏وياتره سعد خايف من مين 🤔🤔
واتمنه انه يراعي حب هنا ليه ومعاملته معاها متتغيرش😞

Topaz. likes this.

عفريتة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-22, 09:50 PM   #519

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

الفصل جميل جدا جدا تسلمى ❤❤❤
Topaz. likes this.

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-22, 08:07 PM   #520

محمود أحممد

? العضوٌ??? » 329709
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » محمود أحممد is on a distinguished road
افتراضي

بدوي الاب ماذا يخبيء لهم 😢

فصل رائع عشناالاحداث


محمود أحممد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.