آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          294 - لماذا تهربين؟ - كارول مورتيمر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          1041 - ميراث خطر - ستيفاني هوارد - د.ن (الكاتـب : سنو وايت - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          زهرة النار -قلوب أحلام زائرة- لدرة القلم: زهرة سوداء (سوسن رضوان) *كاملة* (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          أنين الهوَى - الجزء 1 من سلسلة تايري -شرقية زائرة -للكاتبة:ملك على* مكتملة & الروابط* (الكاتـب : ملاك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-22, 01:39 AM   #521

نورالهدى**

? العضوٌ??? » 476236
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 79
?  نُقآطِيْ » نورالهدى** is on a distinguished road
افتراضي


نحن في انتظار قلمك المميز ...صراحة انا اتعب مع اكمل وغدي تنائي متعب وحيتعب في الاحداث القادمه من الواضح ...ربي يوفقك
Topaz. likes this.

نورالهدى** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 04:37 AM   #522

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

#جلسات_الأربعاء

تأمل ثراء النعم التي تحيطك حتى لا يصيبك شيطان النقم بعدم الرضا

الإشراقة الثلاثين

بر والديك أمر فُرض عليك طوعاً فلا تقل لهما أوفٍ ولا تنهرهما

" صباح الخير يا جدو صباح الخير يا (تيتا)"
قالها ياسين الذي لتوه استيقظ وقد بات ليلته معهم بالأمس فاحتضنوه بحنو وسرعان ما كان شهاب يدخل الغرفه محتضناً له يقول بتحيه :-
" صباح الخير يا بطل "
ابتسم ياسين باطمئنان يشعره جوار خاله ثم رفع رأسه ينظر لشهاب الذي دخلت عليه حياة فرفعها متسائلاً:-
" أين أنت ذاهب ؟"
أشار شهاب لحياة وقال :-
" الأميرة مُصرة على أخذ جولة بالبلدة وكأنها لم تقضي اليوم كله تلعب بالأمس هنا مع تميم "
حك ياسين رأسه يقول بخجل :-
" هل ممكن أتى معكم ؟"
أومأ شهاب قائلاً بحماس :-
" بالطبع "
ثم نظر لوالديه وقال :-
" لقد اشتقت للمخبوزات هنا لا تحضروا إفطاراً سنجلب معنا وحين أعود أصنع الشاي بالحليب "
التفتو على صوت عبدالرحمن الذي دخل هو الأخر قائلاً بابتسامة :-
" ذكرتني بأيام الماضي حين كنا نقف سوياً لنعد الشاي بالحليب ثم يذهب خالد لإحضار المخبوزات "
ابتسم شهاب غامزاً وهو يتحرك للخارج يحث ياسين على التقدم معه :-
" حسنا نصنعه معاً حين أعود "
قال عبدالرحمن وهو يقف :-
" لما لا أتي معكم "
التقط شهاب معالم الإحباط على ملامح الياسين فقال بلطف مرح :-
" لا أنا لا أريد سوى بن أختي معي اجلس مع جدك يا ولد "
بعد ربع ساعة كانو قد خرجوا للطريق العام فقال شهاب باهتمام :-
" ما أخبارك يا بطل وما أخبار العلاقة مع والدك "
مط ياسين شفتيه قائلاً بقنوط :-
" صراحه رغم هدوء أبي نسبياً لكن أشعرأنه ينتظر مني خطأ واحد "
يطرق برأسه ثم يقول بنبرة متألمه :-
"صراحه يا خالو دوماً ما أرى في عيني والدي أني غير كافي أني لست الولد الذي كان يتمناه مما يجعلني أفضل البعد "
يرفع رأسه ثم يقول بنبرة بها الكثير من الخجل :-
" صراحه أحياناً تأتيني وساوس إنتقاميه منه ودوما أريد تجنبهم
بداخلي مشاعر سلبية شديدة تجاههم يا خالو "
يتنهد ثم يواصل بشرود :-
" دوما سعيه لتعليمي أو تربيتي لا يكون سوى بالنقد "
تحرك شهاب معه وهم يمشيان للطريق الأخر ثم قال بلطف :-
"أريد أن انبهك لشئ وليس دفاعاً عنهم لكن أحياناً يكون الأب والأم من شدة حبهم فينا يعبرون عن هذا الأمر بالقسوة وللأسف أحياناً بالإهانة "
صمت ياسين ثم قال بيأس :-
" يا خالو أبي لا يرضى عني سوى بإرغامي على ما أريد
يريد أن يختار عني كل شئ يتحكم فيما هو حق لي لأبدي رأيي عنه
لا نتحدث مرة حتى نتشاجر ولا يعطيني فرصه لإبداء وجهة نظري "
أومأ شهاب بتفهم ثم نظر له وقال :-
" لما لا أعطيك عدة أمور تحاول أن تجربها معه ولنرى علها تفيد
بالمناسبة أنا فخور بمحاولتك للتغيير "
ابتسم ياسين ثم قال باهتمام :-
" وماهي ؟"
" حين تتحدث معه بنقاش ما لا تقاطعه أبداً وإن أغضبك أو لم يعجبك الكلام اضبط نفسك على عدم مقاطعته وحين يصمت ابدأ بالتعبير عن رأيك
وإن قاطعك اصمت "
" سيظل يقاطعني بكل مرة "
أومأ شهاب قائلاً بما صدم ياسين :-
"إذا حينها اعترض عن الحوار بأدب وقل أنه لا يعطيك فرصه بقول رأيك إذا فأنت منسحب
ربما يشفع لك عنده أدبك وبمرة يتركك تتحدث فيقتنع بك "
أومأ ياسين فواصل شهاب :-
" اقتنع أنه ذو خبره عنك رغم كل شئ وتحمل توجيهه لك يا ياسين
هل تعلم لما أقول هذا لأنك حتى لو صمت فملامح الملل وعدم الرضا على وجهك تكشفك فتغضبه وإن لم يعترف "
ضحك ياسين قائلاً باعتراف :-
" صراحه أكون شديد الملل "
ابتسم شهاب ثم قال بلطف :-
" اضبط لسانك في طريقة الرد ليتحلى لسانك معه بالذوق والرحمة
حين ينفلت لسانك تشعره بالفشل أنه لم يربيك وأن سنوات عمره وتعبه ضاع هباءاً"
تحركوا حتى جلسوا على مقعد ما وأجلس شهاب حياة على ساقيه ثم سأل ياسين :-
"أخبرني هل علاقتك بمدرسيك مثل والدك هل تتشاجرون وإن لم يعجبك حديثهم "
هز ياسين رأسه نفيا قاطبا فقال شهاب :-
" هل تعلم لما ؟
لأن العلاقة مع الأهل يا ياسين تحكمها المشاعر أنت تحبهم فتريد أخذ الحب منهم بطريقتك
وهم يحبوك فيريدون التعبير عن هذا بطريقتهم ومن هنا يُخلق سوء التفاهم "
شرد ياسين مفكراً محللاً حديث شهاب حتى قال بذكاء :-
" أي أننا نسير على بنفس الطريق وإن اختلفت الطريقة كل منا يلوم الأخر على ماهو متهم به قبلاً"
ضحك شهاب من التفسير ثم حرك كفه في شعره قائلاً بحنان :-
" بارك الله فيك يا حبيبي "
" اعطي لنفسك مساحة لتفكر بالعلاقة من خارج الدائرة يا ياسين
قارن إن فرض عليك مدرسك شئ فأنت مجبر لتنفيذه وإلا سترسب مثلا
فتحاول أن تفكر بكل طريقة حتى تحل الأمر مع مدرسك
لما لا تنحي الحساسية والمشاعر قليلاً في التفكير بعلاقتك بوالدك ؟. وتفعل المثل محاولاً الوصول لحل "

تحركو مرة أخرى يتمشون فقال شهاب بتنبيه :-
" لاحظ أن غالباً يكون والدك على حق يا ياسين وإن أخطأ الطريقة "
" على حق ؟" قالها ياسين بعدم رضا فأومأ شهاب مفسراً بحنو :-
" يعني اهتمامه بأن تكون متفوقاً لا يكون على حق ؟
خوفه من أن يجرفك أصدقاء السوء أليس على حق ؟
إرادته أن تكون رجلاً يعتمد عليه أليس على حق ؟"
أومأ ياسين دون رد فقال شهاب :-
" يا حبيبي ما أريد قوله إن كانو هم لا يدركون كيفية تقريب وجهات النظر لما لا تحاول أنت
يعني لما لا تجد في المذاكرة فتصبح متفوقاً
لما لا تبتعد عن الصديق مثلا .... إن كان سيئاً وبعد فترة القي عينك على الانجازات التي تم تحقيقها ثم استحضر قلبك ليفتيك في كونهم كانو على حق يريدون لك الأفضل !"

" أعلم أن الطريقة لديهم صعبة لكن يشفع أنها من قلب صادق يا ياسين "
احتج ياسين قائلاً:-
"خالو أبي متسلط بدرجة لا تتخيليها "
" سأعيد وأقول نيته خير هو لا يريد أن يهدمك أبيك لا يحب شئ أكثر منك وإن كنت لا ترى ذلك الأن "
صمت ياسين بعدم رضا عن حديث شهاب فضحك شهاب قائلاً:-
"صدقني ستدرك ذلك حين تكون أب
جرب يا ياسين لن تخسر
جرب حين ينفعل والدك عليك تنتظر حتى يصمت ثم تخبره برجاء أن لما لا تحدثني بنبرة أقل حدة يا أبي؟ "
"أخاف "
أومأ شهاب بتفهم ثم قال :-
" حسناً طاوعه ثم بوقت أخر يكون به أهدأ وحاوره مرة أخرى حاول "
" أنا أريد أن أهمشهم من حياتي يا خالو أبي لن يجدي معه هذا "
ناظره شهاب بلوم حنون وقال :-
" لقد أُمِرت بإكرامهم وإن ظلماك وأنت تريد إهمالهم ؟
إنها فكرة شيطانية تقولها الأن بعدم خبرة وستندم عليها فيما بعد "
كانو قد اقتربوا من المخبز فتوقفوا مبتعدين بعض الشئ وقد قال شهاب :-
" بالتأكيد تعرف أن أبو سيدنا إبراهيم حين أمن بالله قال له
(" أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا"),
هل تعرف ماذا فعل سيدنا إبراهيم لم يقل سأرد القسوة بالقسوة لكن أشفق عليه
وقاال( رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَانَصِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي من ورثة جنة نعيم واغفر لأبي )
لم يدعو عليه بل دعى له
هل حين ستعادي والديك وتقسو عليهم سترتاح يا ياسين؟"
هز رأسه نفيا صادقاً فقال شهاب :-
"أخبر هذا لنفسك دوماً وصاحبهما في الدنيا معروفاً يا ياسين
"
......................

بعض البشر يكن كومضة ضوء يجذبك بشدة توهجه لكنك ما إن تقترب منه راغباً في اللمس لا تجده سوى ناراً محرقه !

يتحرق مكانه لدخولها له لكنه يتركها بالخارج قليلاً حتى تتلوع ترقباً وإثارة
لأول مرة يشعر هذا الشعور تجاه امرأة
لأول مره تتوق مشاعره اللاوجودية لامرأة كما يفعل مع تلك الدميه الصغيرة
دميه جميلة وضئيلة للغاية حتى أنه بإمكانه دهسها بين كفيه
وكم يتوق
تلك الفترة التي ابتعدت بها عنه كان كأخر يبحث عن وجودها حوله بكل مكان كما لم يحدث أبداً
رفعت عمران ليس برجل يخضع لمحض أحاسيس ساذجة لفتاة
رفعت عمران يُخضع الأنثى فتخضع يأمر أنوثتها فتطيعه
فمن تلك الضئيلة التي تعصى عليه وتهرب منه بعدما كانت تلتصق به بكل مكان دون شعور منها
نور العُليمي تخصه رغماً عنها وعن عقلها
عقل ؟
أي عقل إنها لا تمتلك واحداً حتى
منذ متى ويعجز على أن يسخر امرأة له فماذا لو كانت فتاة بحجم الدميه !
رفع هاتفه يأمر بصلف :-
" ادخليها "
أغلق الهاتف دون انتظار رد مساعدته ثم تحرك من مكانه واضعاً كفيه في جيبي سرواله ثم وقف متأهباً بكل حواسه ينتظر لحظة دخولها
ربما أخر لكان أعطاها ظهره وتركها تنتظر وتتحرق لاستدارته لكن ليس هو
لقد كان ينتظرها بكل حواسه وعينيه ناوياً إخضاعها من النظرة الأولى
وقد كان
تفتح الباب برعب هش يراها ترمش بعينيها ناوية النظر ناحية مكتبه لكنها اصطدمت بوجوده أمامها فوقعت عينيها أسيرتا لعينيه
عينيه اللتان أرسلتا لعينيها رسائل لو أخرى مكانها لهربت رعباً من هول خطورة شفرتهم الملعونة
ثم تتحركان عليها بتمهل شغوف يبعث بالنفس ترقب للمزيد وكأنها تسألان لأي مدى تصلان عينيه منها
لكن ما لا تعرفه أنها تصلان أبعد أميالاً من خيالها
سمرها ... أرسل بنظراته خدراً لروحها قبل جسدها ثم تحرك ببطأ حتى وقف أمامها مباشرةً لا يفصل بينهم سوى الأنفاس فخرج صوته مبحوحاً بذبذبات غير محمودة العواقب :-
" اشتقت لكِ "
يصمت تاركاً أنفاسه ترسل الدفئ لوجهها ثم يواصل بهمسٍ مثير :-
" جدا جدا "
تحاول الحديث
تحاول إجلاء صوتها
التراجع ربما
لكنها لا تقدر وكأنه يكبلها بقيدٍ سحري فلا تستطيع سوى الاقتراب أكثر
به جاذبية ليس كمثلها شئ رجولي كهذا على وجه الأرض
تبلل شفتيها فتكن عيناه راصدتان للحركه والهمسة وصوتها يخرج متوتراً متقطعاً رغم عينيها الدامعتان بذعر تسألانه العون وكأنها لا تفهم :-
" لقد أتيت من أجل العمل "
وهو لا يرحم
هو رجل الرحمة عنده ظلم والقسوة قانون يجب نقشه بالأرواح
رفع حاجباً هامساً ببراءة خبيثه :-
" العمل! "
توترت وهي تومئ برأسها فهمس ساخراً :-
" ظننتكِ اشتقت لي بالمثل "
يقترب أكثر حتى كادت وجنته تقترب من خاصتها فيهمس بالقرب من أذنها بلهجة عاطفية حميمه :-
" والعمل ينتظرك متحرقاً منذ أن ذهبتِ"
ثم يقطع السحر بابتعاده كلياً بعد أن فروض عليها شروط الولاء فتبقى منها الطاعة
يجلس وراء مكتبه تاركاً إياها مترنحه إثر حديثه ثم يقول بنبرة تختلف كلياً عن السابقة :-
" لدي سفر بالمنتجع السياحي يوم ......... فجهزي نفسك من الأن لأهمية وجودك "
تشهق دون صوت وعينيها تصابان بالذعر وكأنها بخضم غيبوبتها نست شيئاً هاماً كخالد مثلاً فنطقت بلا ترتيب :-
" لكن إنه اليوم التالي لعقد قراني "
تقسو عيناه كرمادٍ أسود يحرق ولا يُحرق فيقول بالأمر الذي يعلم أنه لن يسمح لها أن تتخلف عنه أبداً :-
" ليس بالمهم بإمكاننا تأجيله يوماً أضافياً"
يبتسم بنظرة غير مفهومة ثم يقول ساخراً موحيه بلا فهم منها :-
" حتى تتمتعين مع زوجك قبل انشغالك بالأعمال"
........................

الألم شريك دائم لرحلة الحياة فينبغى علينا الرسو له حتى لا تشتد حدة الوجع

حالتها سيئة صحياً ونفسياً حتى أن قطرات من الدماء نزلت عليها منذ يومين وكانت معرضه لخطر الاجهاض
والأخرى وكأنها دخلت عالم أخر لا يخص الأحياء حتى فقط الأمس حين تشاجرت مع هذا الرجل الذي شاهده قبلاً في المشفى حين أتى بدعوى الاطمئنان
إنها شبه طردته حرفيا ولأول مرة كان يرى فيها أخت زوجته بهذة العدوانية
يحاول الوصول لأخيهم الذي لم يلتقي به قبلاً على الواقع فقط مكالمات حين تتاح عنده الشبكة
فالبلدة التي هو بها التواصل فيها شبه معدوم
مكالمة كل شهرين وأكثر أما خدمة الانترنت فقيرة هو حتى لا يذكر شكله عبر المكالمة المرئيه التي هنئهم فيها بزواجهم
ماجد الفارسي مهندس بترول تعدى الثلاثين من عمره هذا هو كل ما يعرفه عنه
أخرج هاتفه يرد على ماريان التي تتصل باستمرار تسأل عن سنا ولا يعلم من أين نزلت عليها هذة المحبة
لقد طلبت منذ يومين أن تأتي لتعزيتها لكنه رفض
يكفي ما حدث قبل الحادث
إلى الأن يشعر أنها لا تتعامل معه إلا من أجل الظروف ليس إلا
وليته تعامل يذكر إنها ترد على قدر القول ولا تطلب شئ إلا من السمج بن خالتها كما فعلت بالأمس حين وجدها تتوسله أن يجد أخيها ويخبره عن والديه بأي طريقه
وقتها كبح غضبه بكل طريقة ممكنه من الشجار معها وطرد هذا السمج الذي يعامله من طرف أنفه وكأنه يتفضل عليه بالكلام
مجرد محامي سخيف يستعرض عضلاته ونبرة صوته السخيفة
لاحظ أنه شرد بأفكاره أكثر حتى عاودت ماريان الرن رفع الهاتف قائلاً بنبرة لم يظهر بها ضيقه :-
" نعم يا ماريان "
لكن ليس عليها وهي التي تحفظ خروج أنفاسه ودخولها لقد مست الضيق به لكن كما اعتادت منذ موت والدي سنا وتلك الحالة التي دخلت بها لم تعد تسأله
تنحنحت قائلة :-
" عمار نحن في الطريق "
قطب وهو يصف سيارته قائلاً :-
" أنتم من وأي طريق ؟"
" نحن بالجريدة أنا وفراس وبقية الزملاء وبالطريق لبيت أهل زوجتك حتى نقوم بتعزيتها "
سب عمار بهمس لكنه قال على مضض :-
" حسنا يا ماريان أنا في انتظاركم "
بعد دقائق بالأعلى
رن جرس الباب ثم فتحه ودخل خلع حذائه فصادفته سديل تخرج من الطرقه ناحية المطبخ فأوقفته قائلة بنبرة عدوانيه وكأنها تستعد لشجار :-
" ما بها سنا يا عمار ؟؟"
رفع حاجبيه تاركاً ملامح وجهه ترمي سؤالاً فتكتفت قائلة بمصارحه :-
" سنا أختى بها شئ من ناحيتك
ما أعرفه عن سنا أنها كانت لتلجأ لك أكثر من أي أحد بوقت كهذا لكني لا أرى سوى العكس "
توتر عمار بعض الشئ لكنه قال وهو يدخل كفيه في جيبي سرواله :-
"أسأليها أنا نفسي لا أعرف وأعذرها فقط تبعاً للظروف "
نظرتها أنبأته أنها لم ينطلي عليها لكنه لم يهتم وهو يتوجه ناحية غرفة سنا قائلاً :-
"سأدخل لأخبرها عن زيارة زملائنا "
بعد نصف ساعة إضافيه
استقبلهم عمار مرحباً ثم قال :-
" دقائق وستأتي سنا "
ناظرته ماريان بتوجس وهو يتعامل معها برسمية أزيد من اللازم فرمت له سؤالاً بعينيها رد عليه بهزة من كتفيه ثم ضم ملامحه بمعنى وقت أخر بالوقت الذي دخلت به سنا عليهم الغرفة
وكأنها أخرى ليست هي سنا الفارسي المعروفة بشموخها ولمعة عينيها المعروفة باعتداد
كانت أخرى ترتدي عباءة سمراء ووشاح ملفوف بإهمال ملامحها شاحبه وعينيها وكأنهما على وشك الانطفاء
قدم كل منهم التعازي حتى أتى دور ماريان وفراس
توترت ماريان وقد احمرت وجنتيها انفعالاً وتحرجاً وهي ترى سنا مدت يدها بصمت دون أن ترد عليها ثم كان صوت فراس يقول :-
" قلبنا جميعاً معكِ يا سنا وبأي وقت تحتاجينا سنكون جوارك "
"أنا جوارها يا فراس لا تقلق " قالها عمار بفظاظة أحرجت فراس لكن ما أغضبه أكثر هو ابتسامتها الساخرة والتي لم يفهمها غيره وهي ترد على فراس قائلة :-
" بك الخير يا فراس أعلم أنك يعتمد عليك شكراً ولاتصالاتك فأنت لم تقصر من يومها في السؤال "
جلسوا قليلاً ثم استأذنوا جميعاً للذهاب فخرج معهم عمار يصحبهم للأسفل
تحركت ناحية النافذة تنظر منها وكما توقعت وجودهم سوياً يتحدثان
أغلقت الستار بحده ثم وقفت متكتفه تنتظره عازمة على شر يظهر بصميم عينيها
دخل وأغلق الباب خلفه وأول ما أبصرها اقترب قائلاً بحدة لم يستطع كبحها وغيرة مجنونة توغل صدره :-
" منذ متى حبال الوصل بينك والسيد فراس ومتى كان يتصل كل يوم وأنا أتقابل معه ولم يخبرني حتى ؟"
لم ترد عليه سنا وتركته يتحدث ثم أطرقت برأسها قائلة بهدوء البراري :-
" لنتطلق يا عمار "
" ماذا ؟"
والسؤال لم يكن من عمار الذي أخذته على حين غرة وكأنه نسى شجارهم
السؤال كان من سديل التي اقتربت متسائلة بقلق :-
" أي طلاق يا سنا هل جننتِ ؟"
" لا تتدخلي يا سديل اتركينا وحدنا من فضلك فأنا وعمار متفقان على الطلاق من قبل "
"أي اتفاق أنتِ جننتِ بالتأكيد لأننا لم نتفق على شئ كهذا
سوء تفاهم وحدث وقلت أنكِ تعقلتي الفترة الماضية لتعودي وتطلبيه مرة أخرى
طلاق لن أطلق يا سنا وأعلى ما بخيلك اركبيه " صرخها بغضب ثم تحرك ناحية الخارج وقد تركهم ولا تعلم أين ذهب
تقدمت سديل منها تسألها متحايلة بقلق لتعرف سبب ما حدث لكن سنا لم تكن لتتجاوب كانت شارده بدنيا وحدها حتى كانت سديل تنطق بنبرة لا تشبهها أبداً لكن أحياناً نجبر على مالا نطيق جزافاً :-
" أردت أن أنبهك لشئ يا سنا أبيكِ وأمك ماتوا أي أننا لم يعد لنا أحد
أخوالك تركونا لوجود زوجك معنا وبالأخص أننا لا نستطيع العثور على ماجد كما المعتاد
لا أعرف سبب طلبك للطلاق لكن ضعي ببالك أننا لم يعد لنا أحد غيره بالأخص أن أكمل غير معترف به ضمنياً "
.........................

ثمة هوة في الروح تتسع حتى تكاد ابتلاعنا
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير "
لم يكد الشيخ يقولها رافعاً القطعة البيضاء من على كف أبيها وكف خالد حتى ارتعشت وقبضه جليدية تعتصر قلبها
عينيها تلمعان فيظنهما الناظر فرحاً ولم يكونا سوى شحوباً
ما الذي تفعله بنفسها ؟
هل أصبحت زوجة لخالد بالفعل ؟
إذا لما تشعر بكل هذا الحزن ؟
لم كل هذا التشاؤم الذي يلم بقلبها
ثم ماذا عن هذا الجنون وعقلها وروحها يتوقان الأن لنبرة أخرى هاتفتها صباحاً هامساً بنبرة المجون :-
" موعدنا بعد أيام لا تنسي "
لما تشعر أن فرحتها بانتماءها لخالد أخيراً انطفأت قبل أن يكتمل حتى شعاع وهجها ؟
رفعت يمارس عليها حرب باردة من التشويق لشئ لا تعرفه لكن تجد نفسها منجذبه له بلا تفكير
انتفضت على لمسة خالد وتقبيله لجبهتها مباركاً فهمست بالرد شاردة ولا تريد شئ الأن أكثر من الهرب منهم جميعاً
نزع تلك الحلقة التي غير خالد موضعها الأن للكف الأخر
تمزيق هذا الورق الذي لتوها وقعت عليه
تعود وتقع عينيها بعيني خالد الحنونتين المهتمتين فتشعر بهبوب نسمة صيفيه لقلبها تريد الرسو على هذا الشاطئ الصيفي من الأمان
" فيما أنتِ شاردة ؟"
سألها وقد ابتعدو عنهم دقائق فهمست باختناق لم تظهره:-
" فيك "
ابتسم بانتشاء وسعادته طبيعيه بنقاء شاب سيبدأ حياة جديدة بالأخص أن نور أصبحت هادئة منذ أن عادت للعمل وكأنها تريد أن تجد نفسها في شئ
على الجانب الأخر
كانت رنا تقف بجانب شهاب الذي يحمل حياة وبكفه كأس من العصير يشرب منه مرة ثم تفعل حياة مرة فهمست ساخره علها تخرجه من حالة الصمت الذي هو بها منذ عقد القران :-
" والله سأجلب لكم شجرتين فلا ينقصكم سواهم "
ضم حياة له أقرب لقلبه ثم نظر لها بجانب عينيه وهو يقرب الكأس من فم حياة هامساً:-
"أشم رائحة غيرة "
زمت شفتيها ثم عادت ونطقت من بين أسنانها بغيظ :-
" علاما أغار اشبع بابنتك ناكرة الجميل هذة "
ضحك شهاب فضحكت حياة وهي تخرج لرنا لسانها فابتسمت لها بحنان
مال عليها هامساً بعبث :-
" لقد احتفظت بحصتك من العصير ليلاً يا ماما "
كبحت ضحكتها وهي تشعر بخجل شديد بالأخص أن وجهه وقوراً لا يظهر عليه شئ فهمست مبدله الموضوع بما لفت انتباهها :-
" أمي تبدو ليست بخير يا شهاب تجلس بركن وحدها حتى مباركتها لنور كانت فاترة "
كتم شهاب إظهار عدم حبه للمرأة فقال بنبرة ظهر بها الملل رغماً عنه :-
" ربما متعبة "
صمتت رنا على مضض ثم ععادت ورفعت عينيها له هامسة :-
" لما أشعر يا شهاب وكأنك إلى الأن لست راضٍ عن هذة الزيجة "
وجدته يتحرك واضعاً الكأس على الطاولة ثم عاد لها قائلاً بصراحه مريبة :-
" كلمة لست راضٍ صراحه لا تفسر نصف شعوري حتى
خالد ونور زيجة فاشلة "
ناظرته رنا بعدم تصديق فهز كتفيه ماطاً شفتيه وهو يقول :-
" أعتذر لكن حاولت معه بكل الطرق ألا يمضي بالزيجة قدماً لكنه لأول مرة رأسه كالقفل الصدأ "
" شهاب لاحظ أنها أختي "
همست بتأنيب فاستدار لها قائلاً بنبرة صادقة :-
" العلة ليست بكونها أختك يا رنا "
تنهد كابتاً حديث نفسه ثم قال على مضض :-
" عامة أتمنى لهما الخير "
..............................

هل تعلم شعورحين تظن أنك تمتلك نجوم السماء فتجد أنك لا تحوي سوى ضباباً هش ؟
وكأنها أشعلت عود ثقاب فأضحى ناراً تحرق في الهشيم
لا تعلم ماذا حدث
فبين غمضة تحكي معه عن مشاعر ذهب حبه بها أدراج الرياح
وغمضة وكأنه كان أخر تلبسته روح شريرة لا تعلمه
عينيه كانتا تماماً كدم يغلي على نار هادئة مترغرغتان بدموعٍ كثيفة ليست دموع حزن إنما دموع غضب أهوج يقضي على أخضر التعقل ويابس الجنون
نبرته كانت مبحوحه أقرب للذبح وهو يهمس بهسيس :-
"أي أنه أخذ قلبك قبلي وكنتِ تركضين سعياً ورائه لكن بالأخير فضل زوجته "
وقتها انحسرت ابتسامتها ولم تفطن بعد لما يجول برأسه من أفكار فقالت :-
" أعلم أني كنت مخطأة يا سعد لكني كنت معمية بحبي له و"
انتفضت صارخه برعب وهي تراه يخبط كفه على الفراش وقد قبض على رقبتها صارخاً بجنون :-
" اللعنة لا تنطقيها لا تنطقيها "
تحاول تخليص نفسها منه وهي لا تصدق الجنون الذي تلبسه فتسعل مترجيه :-
" سعد سأختنق يا سعد "
يبعد كفيه عنها ينظر لهما متفاجئاً وكأنه لم يكن بوعيه فينهض كالملسوع
تراه يدور حول نفسه في الغرفه وكأنه لا يستطيع السيطرة على نفسه فتقترب منه متسائلة بغباء :-
" سعد لما أنت غاضب هكذا "
وسذاجتها البريئة تشعل جذوة نيرانه أكثر فيصرخ :-
"اصمتِ اصمتِ لا أريد سماع صوتك "
يدفعها دون شعور ويواصل بلا سيطرة :-
" بل لا أريد رؤية وجهك اللحظة "
وهي لا تبتعد
تقترب أكثر تحاول استرضائه فيتركها خارجاً من الغرفه
تراه يقف بالردهه وكأنه لا يعلم أين يذهب ثم يخرج من الشقة بأكملها ثم إلى الخارج
وبالخارج كان كأعوجي ضربه صاحبه اللدود ففقد لجام سيطرته عليه وغدى يصهل بغضب رافعاً حوافره ناوياً الفتك به
رباه رباه رباه
هل كانت تحب قبله ؟
أكان قلبها لمن هو غيره ؟
يدرو حول نفسه بالشارع فيمشي ولا يعرف أين يذهب بكل هذا الجنون المشتعل بأعماقه
قلبها ؟
ومن يعلم ماذا أيضاً ؟
إن كانت تتكلم عنه بكل هذا الشغف وتلك الرقة التي أدمته فلما لا
يراها بعين خياله تهيم بالأخر كما كانت تفعل معه
تقترب منه وتلمسه بل الأسوأ تعطيه عاطفتها
ومن مثله يعرف قدر عاطفتها
طاقة من الهوى تُفتح للمحبوب ينغمس فيها ناهلاً دون أن ينضب جوعه أبداً
هنا ؟
هناه هو سلمت لأخر وإن لم يكن تسليماً كامل يكفي روحها
روحها التي ملكه هو ... روحها تخصه هو اعتنقت أخر غيره
ذاك اللزج بن خالها يعرفه جيداً
أمازال حبه في قلبها ؟
ألهذا تطلب الذهاب كثيراً لبلدة جدها ؟
شعوذة الأفكار تتجمع حول قلبه قابضه على عقله فلا يجد منها فرار سوى لها
عاد قسراً للبيت كالمسير حتى دخل عليها فتضخم قلبه من فرط عشقها
يبصرها جالسة على الأريكة منحنيه على نفسها وتبكي بنهنهات تشق روحه
إنه لا يحبها فحسب
هناه الشئ الوحيد الذي ظن أنه عوضاً له عن مرارة الماضي وجحيم الحاضر الذي يحياه
هناه النسمة التي بددت حر كوابيسه بطيفها
هناه العشق الذي لم يطلبه ولم يتمناه لكنه أسره منذ أن وطأت عيناه عينيها الغجرتين الأسرتين بشجنهما
شجن ؟
أكان شجن عينيها من أجل الأخر والفكرة الأخيرة تجعله يقترب منها دون شعور يقتلعها من على الأريكة غير عابئاً بالشهقة التي كتمها بلهيب أشواقه
لكن ما كان يثير جنونه أكثر هو لهفتها في العطاء ومتعتها في الأخذ رغم عنف الجنون الذي لفهم وكأن كل منهم يثبت للأخر شئ لا يفهمه
هي لا تحب غيره
وهو يملكها بكليتها
يسطو متعطشاً لري تصحر القلب اليتيم غير متهملاً فتتمنع وحين كاد يبتعد تستسلم
كان يريد أن يبتلعها بكهف أشواقه فجرفته هي بعنف موجتها المعطية
عطاء يسبي القلب ويأسر العقل دون أن يستطع القبض على تلابيب الروح المشتعلة
عادت من شرودها تنظر للساعة التي قاربت الحادية عشر ولم يأتي بعد
منذ تلك الليلة وهو لا يقربها تقريباً رغم التلهف النابض من كل خلاياه لكن وكأن فكرة قربه منها تنفره فلا يفعل
يقسو عليها بالفعل وهو ينأو عنها دون أن يفعل بالقول
وحين تبكي يدلل دموعها بقبلاته الحنونه غير راضياً لعينيها الحزن وكأنه لا يطيقه بهما وحين تحاول أن تدفعه للمزيد عل الصدع ينرأب يتباعد بعزم صلد لا تفهمه
تنهدت على صوت فتحه للباب ثم دخوله فحاولت فتح فمها للحديث لكنها لم تقدر وقد ارتجفتا شفتيها بانكسار ملحوظ لعينيه النهمتين
اقترب منها ملقياً السلام أخذاً لهماً مطيباً بعاطفته انكسارهما حتى انفجرت في بكاء شديد ارتجف له قلبه العاشق تأثراً
لو تعلم ما يمر به ؟
لو تعلم كيف يكبح جنون غضبه عنها ؟
يضمها بين ذراعيه بحنو فتتلوع كبتاً وحزناً
يالا قرب ذراعيه ودفء حنانه ويالا بعد روحه وقلبه عنها
تشهق بانفجار قائلة :-
" هل ستتركني ؟ أقررت أنك ستتركني ؟"
يتفاجئ مما يقول فيهمس بقول موحي بالخطر :-
"أتريديني أن أتركك ؟"
تهز رأسها نفياً بقوة تضم نفسها له أكثر متمسكه به وهي تقول بلهفه :-
" أتركك كيف لقد بت أتنفسك لم يعد الأمر حباً عادياً"
ولم يستطع كبح نفسه وهو يسأل بشعور مريع بالغيرة :-
" وكيف كان حبه ؟"
وغيرته هو ليست بالعادية
غيرته ليست تلك التي نسجها الحب وأججت وهجها نيران الشوق
غيرته عمرها سنون من الحرمان وأيام من الفقد
غيرته نابعة من عشق يصليه في الجحيم وبتر طفلٍ في ماضٍ مشبع بنار وحميم
" ما الذي تقوله ؟
هل تحاسبني على ما كان قبلك ؟
على وقت لم أكن أعلم عن وجودك ؟ ألا يشفع لك حبي ؟ ألا يشفع عندك أني أحببتك قبل أن تفعل
موضوع في الما ضي وانتهى
لقد تعبت يا سعد تعبت ولم أعد أعرف مااذا سيحدث غداً"
" تعبتِ؟
مما تعبتِ من مجرد غضب أكبحهه عنكِ بشق أنفاسي ؟
لو كنتِ تحبيني صدقاً كما تقولين لم تكوني لتضجري هكذا"
ثم يواصل بغيرة موجعة شديدة الألم بنبرة توقع بقلبها الحيرة وهي لا تفهم :-
" لقد ركضتِ ورائه مراراً وقد تزوج وتركك
حاربتِ من أجله بكل ما بكِ من عزم ولا تستطيعين تحمل أيام من غضبي "
شهقت بذهول لمدى الألم الذي متعمق بعينيه ولأي مدى وصل معه الموضوع فتتراجع بتعب حتى تجلس على الأريكة مرة أخرى تنهت قائلة :-
" لا أصدق حقاً لا أصدق ما نحن فيه "
تدفن وجهها بين كفيها وأمامها كان كمن تكبله الوحوش من كل ناحية فيرغب بالزئير تخلصاً منهم عله يتنفس
لكنه لم يكد حتى كانت تباغته بما أثار جنونه :-
" أريد الذهاب عند أبي أريد أن أبيت معهم عدة أيام فقد اشتقت لهم "
تلتمع عيناه بنفس الغليان الذذي أعتادته مؤخراً ثم يقول بحزم قاسي :-
" لا ليس هناك ذهاب أنا لا أوافق "
تنهض واقفه وقد انتابها الغضب فتقول :-
" لا تدخل هذة بتلك يا سعد لقد اشتقت أهلي "
يشدها له حتى دخلت حدود أنفاسه فيهمس بفحيح مجنون رغم انكسار النبرة وعدم التصديق بها :-
"أنا لن أسمح لكِ بالابتعاد عني ؟ ضعي هذا برأسك لن أتركك أبداً أنتِ تخصينني "
ورغم أن الكلمات كانت بوقت أخر تجعلها تحلق لكنها الأن أصابتها بالذهول وهي تهمس :-
" أي بعد لقد اشتقت لأهلي ولوجودي معهم "
وكأن عقال سيطرته قد فقده تماماً فقد سطا على أنفاسها مغيباً لها وغائباً فيها تاركاً لروحه المشتاقة العنان ولنفسه الجائعة النهم هامساً بين فنية عاطفة وفنية اشتعال :-
"وأنا اشتقت لكِ أكثر
رباه كم اشتقت لكِ ولعاطفتك التي لا حدود لها
نعومتك وبراءة روحك
لذة أنفاسك وعبق حبك "
وتاهت .. تغيبت ... ذابت وكأن عقلها انقشع مفسحاً لعشقهم الحوار عله ينجح فيما لم ينجحا فيه
....................
يتبع


إسراء يسري متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 04:39 AM   #523

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

هي امرأة تسترعي فتنتها الألباب ويستهوى غنجها بالقلوب
قلبه يهدر من فرط الحب الذي يملكه لها
لقد أسبته وجعلته أسيراً لعشقها ولم يعد له من روحه حول ولا قوة
يزفر نفسا ساخناً بانبهار وكأنه لهذة اللحظة لا يصدق كونها أصبحت له بكل ذرة فيها روحاً وجسداً
عاطفةً وليس عقلاً
عقلها مازال صلداً عصياً لكن ليس معه
يعود ويرتج قلبه بخوف وقد اهتزت كفاه على المقود وهو يتذكر أن موعدهم اليوم ببيت البدوي
خنقه تستولى على روحه خائفاً من مجهول يدق نعيق شؤومه بالأجواء
انحرف بسيارته ناوياً أن يخلص ما وراؤه أولاً قبل أن يصحبها من بيت أهلها لهناك
لقد نزلت للعمل منذ يومان واليوم الثالث لها ستنتهي منه ثم تذهب لأهلها قبل أن يتجهوا حيث لعنة حياته الكبرى
البدوي !
لم يكد يقود مسافة تذكر حتى رن هاتفه برقم ما وقد كان أحد الرجال الموظفين بمحكمة .....
تجاهله بالمرة الأولى لكن عند الثانية رفع الهاتف لأذنه قائلاً بملل :-
" نعم يا توفيق "
" سيد أكمل لا أعلم ماذا أقول لكن الست غدي قد تم حبسها اليوم أثناء مرافعتها بالقضية التي تمسكها "
هدر أكمل بذهول ونبرة غاضبه أصابت الرجل بالذعر :-
" هل جننت يا توفيق بالتأكيد أنت مخطأ "
تلجلج توفيق ثم قال :-
" لا يا سيد أكمل إنها الست غدي البرعي لقد تم حبسها لتجاور المتهم بحبسه بعد تطاولها على القاضي "
شتم أكمل ببذاءة ثم أغلق الهاتف وهو يحرك سيارته سريعاً ناحية المحكمة لاعناً غدي وسلالتها أجمع
بعد ساعة كان قد وصل للمحكمة وتقصى عن الأمر فعلم أن الغبية المتهورة صاحبة العشر ألسن زوجته قد احتدت على القاضي في الحديث وحين نهرها لم ترتدع كما هو معتاد ومعروف عن رأسها التي تستحق الكسر فتطاولت عليه ناعته إياه بالظالم
وليت الغبية اكتفت بل علم أنها هدرت بأعلى صوتها بالمحكمة
" ويلك يا قاضي الأرض من قاضي السماء "
أتظن نفسها بوقفه احتجاجيه لثورة التاسع عشر تهتف منادية بالحق في الثانية ظهراً؟
رباه لقد أصبح يتيقن يوم عن الأخر أن غدي البرعي ابتلاء لشقاء قلبه الذي لم يكد يتهنى حتى وهاهي تعود له بمصيبة أخرى
يشعر بها مغناطيس للمصائب لا تكد تهدأ حتى تلتقط داهية كبرى تحشره فيها
وهاهو يحاول منذ نصف ساعة أخرى تقريباً حتى يدخل لها وحين دخل وجدها تقف باعتداد ولا يعلم من أين خرجت له الأن فكرة عضها
جنون مطبق يسيطر عليه أن يقترب منها بوقفتها تلك وقد تشرربت وجنتيها بحمرة التحرج والغضب رغم إباء نظرتها فيقبض على وجنتها بأسنانه تاركاً لها عاهه لا تستطيع الخروج بعدها من منزله ولا حتى سجن أحضانه
رسم ملامح الصرامة والقسوة على وجهه مقترباً منها هامساً من بين أسنانه :-
" ستخرجين معي الأن وتعتذرين من الرجل كواحدة محترمة مطيعة "
" على جثتي " هدرت بغضب وقد فارت ملامحها بثوران عنفواني يمقته اللحظة وفكرته المجنونه تتزين أمامه أكثر
" غدي يا بنت البرعي لا تستفذيني ونفذي ما أقول "
تكتفت بإباء وهي تقول :-
"أقسم لن أفعل هل جننت أنا غدي البرعي تعتذر لرجل ظالم يخضع للرشوة ربما "
كتم أكمل فمها وقد برقت عيناه بشر أوجسها فهدأت وهو يهمس بفحيح مخيف :-
" أقسم يا غدي إن لم تبتلعي لسانك سأتركك تباتين ليلتك هنا "
رغم الخوف الذي أصابها إلا أنها نطقت برأس كالحديد :-
" أن يتم حبسي على الحق فضلاً من أكون مناصرة للباطل "
ناظرها أكمل بغيظ ولم يستطع كبح نفسه وهو يقول ساخراً:-
" ولما لا تعترفي أنكِ لم تكوني أهلاً للقضية قبل أن تأخذيها "
برقت عيننيها بغضب هادرة :-
"إياك "
تستدير ثم تقول بتكبر لا يليق بموقفها اللحظة :-
" أتشكك بمهارتي بعد كل هذة السنوات من العمل "
رفع أكمل حاجبيه بعدم تصديق لكنه لم يُشئ أن يحبطها أكثر مظهراً لها حقيقة أن المحاماة ثوب لا يليق بها
فزفر مخرجاً علبة التبغ من جيب سرواله مشعلاً واحدة يمج منها ثم تحدث بهدوء يجيده معها :-
"غدي صدقيني إن لم تفعلي ما أقول ستباتين ليلتك هنا "
ناظرته بعدم تصديق رغم لمعة الخوف بنظراتها فأومأ برأسه مؤكداً وحينها لم يصدق ما يراه وقد تجمعت دموع كثيفة وسريعه بعينيها حتى أصبحا بياضهما كعناقيد قرنفل حمراء فتوتر ملقياً سيجارته داهساً لها
" اللعنه " همس بعدم رضا وهو يقترب منها مؤنباً بقسوة تخللها اللين :-
"إن كان الأمر صعباً لهذة الدرجة لما لم تعقلي فعلك قبل القيام به ؟"
رفعت رأسها بإباء هامسة بما أصابه بالجنون رغم لين قلبه حنواً لها:-
"أنا لن أعتذر له وإن تركتني فعلاً هنا فسأعرف عن رضاك عن هذا "
" حسنا يا غدي أنا راضٍ فعلا تمام الرضا لذا اهنأي بحبسك "
عينيها المتسعتان ذهولاً وكأنها لم تصدق لم يظهر تأثره بهم وهو يقترب منها يفعل ما تاق له منذ أن دخل رغم أنه ليس بنفس القدر الذي يريد ثم تركها جاحظة العين وكأنها لا تصدق
لقد عضها الوغد بخدها بغيظ ثم أدار لها ظهره وخرج
بعد نصف ساعة
أغلق الهاتف مع البدوي الذي سخر بأخر المكالمة قائلاً :-
" حسنا اعتبره تم لكن اسمع أنا لست متفرغاً لدلال امرأة إن كنت لم تستطيع تقييدها طوعاً فلما لم تفعلها قسراً يا بن أبيك ؟"
بعد نصف ساعة أخرى
يخرجان معاً من باب المحكمة فيبدوان للمار تماماً كاثنان تشاجرا على نفقة وربما على طفل أو اثنين
كل منهما يضرب علامة المئة وإحدى عشر ماطاً فمه أمامه مترين معرضاً عن الأخر
فتح لها باب السيارة قائلاً بضيق مقتضب ساخر:-
"اركبي يا أستاذة "
ركبت غدي جواره في السيارة وفور أن انطلق انفجرت به :-
"أنت كيف تتحدث معتذراً له عني بعد أن أخلو سبيلي "
لم يرد عليها فهدرت مرة أخرى :-
"إن كنت ترضاها على كرامتك فأنا لا أفعل "
"أخرسي "
صرخها ضارباً على المقود بيده ثم ضغط على الفرامل موقفاً السيارة مستديراً لها يهدر بغضب لم تتعرض له قبلاً :-
" اخرسي يا غدي تفهمين "
تعقد حاجبيها هادرة هي الأخرى :-
"لا لن أفعل ولا تحدثني بتلك الطريقة وأنا معي الحق لو لم أكن لم يكن ليخرجونني "
انفجر أكمل بضحكة متهكمة قصيرة ثم قال ماطاً شفتيه بسخريه :-
" أه بالطبع يخرجونكي "
يخبط كفيه ثم يصرخ بغضب:-
" لقد طلبت واسطة من أحدهم لنخرجك يا أستاذة يا ماهرة "
احمرت وجنتيها باحراج عنيف فأدارت وجهها قائلة :-
" وإن كان "
شدها أكمل مديراً وجهها له وقد أشعلت به الجنون صارخاً:-
" تذهبين لتدافعين عن المتهم فيتم حبسك مكانه يا أستاذة ؟"
" لم أفعل لقد كان قاضي ظالماً بالأساس ونصر خصمه عليه "
" خصمه الذي اطلعت على كل أوراقه فوجدتها سليمة وليس بها حتى تزوير يذكر " سخر أكمل فعاندت بإباء :-
" ليس حقاً لقد درست هذة القضية جيداً "
فاض بأكمل الكيل فصرخ :-
" غدي يا برعي المحاماة ليست لعبتك فاعترفي بهذا فضلاً من أجد أحد المجرمين قتلك مرة وخلصني منكِ"

.........................

هل تعلم شعور حين تعلم أن السفينه مثقوبة لكنك مجبراً على الإبحار ؟
أن يكون نهاية الطريق مسدودة لكنك مجبراً على المواصلة ؟
منذ ساعتين وصلوا لبيت البدوي بشقتهم هناك وقد كان رتب أمر قدومهم منذ يومين
ومن وقتها وهي تنأى عنه بتعنت وكأنه هو من قام بحبسها وليس القاضي
كان يأخذ الأمر عنداً معها لكن منذ أن وطأت قدمهم باب البيت والاختناق يجثم على صدره فلا يستطيع البعد عنها
دخولها هذا البيت لعنه هو مجبر عليها فعدم تنفيذه لما أمر به البدوي موت
تحرك يدخل الغرفه فكانت ممدة على الفراش تنظر في هاتفها دون أن تتكرم وتلتفت له
جاورها في الفراش هامساً :-
" هل أنتِ مرتاحه هنا ؟"
هزت غدي كتفيها ثم قالت بجمود :-
" لا أرى فرقاً كما أنها شقتي التي جهزتها بالأساس "
خطف منها الهاتف بثانيه ووضعه بجيب سرواله فتركته له دون أن تتحدث فقط تكتفت ومازالت ناظره أمامها
ابتسم بتسلية وهو يقول بنبرة مرحه:-
" أه يا غدي اعترفي أنكِ فاشلة فضلاً عن هذا الإباء الذي لا يليق بالمكان الذي كنتِ به صباحاً"
التفتت غدي بنارية هادرة وهي ترفع سبابتها :-
" أكمل إياكِ كله إلا عملي أنا لن أسمح لك أن تشكك في مهارتي "
ارتسمت ملامح الملل الساخرة على وجهه ثم قال ببراءة ساخرة :-
" ماهرة ؟"
رفعت حاجباً شريراً تنتظر منه أن يواصل فتراجع بخوف مصطنع يحتويها أقرب له رغماً عنها هامساً بوقاحه بعد أن غمز :-
" صراحه أنتِ ماهرة جداً"
لم تستطع أن تبين مسار نيته لكنها التقطت وقاحة المزاج مما جعلهات تحاول التخلص منه وقد احمرت وجنتيها فتقول :-
" أنا سأقوم لأغتسل "
" ولما لا نجعل الاغتسال بغاية أم أنه ماء مهدر بلا ضمير "
حاولت أن ترد وقد تخضب وجهها بالكثير الكثير من الحمرة من تلك التلميحات المخجلة لكنه عاد وأربكها وهو يهمس :-
" هل حمرة شفتيكِ ثابتة ؟ أم نوع أخر ؟"
رفعت حاحباً غبياً وهي تقول بتنمر متخلف أصبح يعلمه فيها:-
"وما دخلك أنت "
" دعيني أرى ماذا تقول هذة الحمرة "
قبل أن يغيبها بعاطفته كان الهاتف المنزلي على الكمود المجاور يرن فسب وهو يتراجع رافعاً الهاتف :-
"نعم "
أتاه صوت الخادمة بالأسفل تقول :-
" سيد أكمل السائق اتصل يقول أن علي يبكي بالتمرين ويطالب بك "
" حسنا سأتصرف "
أغلق معها ثم نهض من الفراش متنكداً خارجاً من الغرفة يقول لها بضيق وكأنها هي من أبعدته :-
" أنا خارج "
بعد نصف ساعة
يجلس البدوي بغرفة مكتبه مجاوراً للنافذة ينتظر دخولها عليه فقد دبر خروج أكمل حتى ينفرد بالكنة الفاتنة
تلك التي تظن نفسها صاحبة لواء الحق وماهي سوى حشرة سيتلذذ بفعصها تحت قدميه لكن قبلاً ليلاعبها حتى ترضخ وحين تفعل يجردها من كل إنسانية تدعيها
طرقه رقيقة على الباب أصابته بضحكة ساخرة لكنه تنحنج يقول :-
" ادخل "
فور أن دخلت عليه فصلها كلها من أسفل جفنيه دون أن تشعر ثم همس بينه وبين ذاته :-
"لأتركك تتمتع قليلاً يا بن البدوي لكن قبلاً أجعلك تطمأن كلياً"
" تعالي يا غدي " قالها البدوي مبتسماً وهو يتحرك ناحيتها بكرسيه فابتسمت بتوتر يحضرها في وجود هذا الرجل وقالت :-
" لقد أخبروني أن حضرتك تريدني "
" محترمة " همس ساخراً ثم أشار لها بالجلوس وقال بنبرة حنونة لو سمعها أكمل لانفجر ضاحكاً:-
" كيف حالك معنا يا ابنتي ؟"
استغربت سؤاله خاصةً أنه لا يبدي اهتماماً لها من البداية فقالت باقتضاب :-
" بخير الحمدللله "
أطرق برأسه ثم قال بنبرة مشفقه :-
" يا ابنتي أردت أن أوصيكِ على أكمل فهو يحبك ولا يريد شئ من الدنيا سواكِ فلا تخذليه أنتِ الأخرى رجاءاً"
توترت غدي لكنها سألت بفضول يساورها مما جعله يبتسم داخليا بظفر :-
" أنا الأخرى ومن خذله قبلاً "
مط البدوي شفتيه أسفاً يقول بحزن الأفاعي ودموع التماسيح المترغرغه في عينيه :-
"أبويه "
انتفضت غدي من مكانها هامسة بشحوب :-
" أبويه ؟ أتقصد أمه ؟"
هز البدوي رأسه نفيا قائلاً بتأكيد :-
" بل أبويه "
ارتعشت شفتيها وقد ألم الذعر بقلبها تهمس بنبرة متلجلجه :-
" لكن ألست ..ألست ؟"
" يعني حضرتك ؟"
تحرك البدوي بكرسيه يعطيها ظهره ثم يقول بنبرة مستحيلاً أن تكشف بها الخبث رغم صدق القول :-
" أنا لست أبيه البيولوجي يا ابنتي "
ثم يستدير ملقياً القنبلة الأخيرة :-
"أنا زوج عمته "
............................

لحظة غفله نسقط فيها بفخ العشق راضيين وحين نفيق نلبث رداء الرفض الساذج متمنعين
لحظة لف بها حبل حبها حول عنقه وحين أراد الخلاص بعزم اختنق !
لحظة كغر سقط بهوى براءة عينيها وحين أدرك الغيوم انغرست جدور قلبه بالأوحال الممطرة
كفيه على المقود كالوتر المشدود حتى أن سلامياته أبيضت من كثرة شده عليهم وكأنه بهذا يفرغ طاقته
طاقته التي تفنى غضباً ...ألماً ... وجعاً .. غيظاً ورغبة !
تجاوره بالسيارة عائدين من بلدة والدته بعد أن تمسك بها زوجة خاله طالباً منها معاونة زوجته التي تحمل طفله
بحق الله كيف لامرأة كزوجة خاله تحمل طفلاً بهذا العمر وقد تخرج بكرهم من الجامعة
وكيف يوافق خاله على أمر كهذا
ازداد انعقاد حاجبيه وقد تجهم وجهه مدركاً مدى سخافة أفكاره
فماله هو ومالهم لتنجب مرة وعشراً ما هذا الغباء ؟
خرج منه تأففاً عالياً أجفلها وقد كانت مرتبكة بخوف منذ خروجهم معاً ومعرفتها عن حقيقة وجودهم سويا منذ اليوم
زفرة أخرى جعلتها تنظر له فهالها اشتداد ملامح وجهه أقرب للاحتقان مما أثار مشاعر شفقه له ممزوجه بشئ أخر
شئ أقرب للحنين
الحنين لعمر الأخ الذي اكتسبته مؤخراً فكانا يجلسان يحكيان سوياً يستمع لها بلا ملل أو فتور
يشارك أحياناً في الحديث لكن ينصت لها أكثر وكأنه كان مدركاً لحاجتها للبوح
أين ذهب هذا ؟
أين هذا شريك زيارات الشاطئ والجلوس على الرمال ؟
لقد تبدد كل شئ منذ عقد قرانهم وكأنه كان بمثابة عفر نفث بذرات صفائهم فبعثرها
" عمر " نطقتها دون قدرة على كبحها فخرجت بنغمتها الرقيقه المستفذة لأذنيه
نبرتها بها من الرقة والهشاشة ما يستفذ خشونته فتجعله متحفزاً على الدوام وفظاً على الإطلاق
"ماذا تريدين ؟"
ترددت من نبرة الجفاء في صوته لكنها تشجعت مبللة شفتيها قائلة بنبرة حزينه لو أخرى غيرها لأقسم أنها تتعمد أن تضعف قلبه :-
" لما تبدوا حزيناً هكذا ؟"
" حزينا ؟" نطقها ساخراً وكأنه يستهزأ بالكلمة على كينونية عمر القاضي فواصل :-
"ألا ترين أن الكلمة لا تتفق إلا مع أختك الصغيرة ربما "
صمتت بإحباط ثم عادت وقالت :-
" حسنا هل أغضبتك في شئ ؟"
ومن حظه الأسود كانت إشارة الوقوف فالتفت وتاه وشرد بل انغمس بكل كينونته بسبائك العسل المنصهرة في عينيها
هو رجل عاشق وليس على العاشق حرج في النظر والانغماس اللمس والتقبيل
لكن عشقه بائس ليس له حظ بلمس فيتلوع ولا بتقبيل فيتشبع
اهتزت حدقتيها من عمق نظرته المحترقه فأسبلت أهدابها مفسرة بالغضب وفتحت الإشارة وضاعت الشرارة في الأجواء وكان للصمت النصيب طوال الطريق
بعد ساعتين ...
بدلت ملابسها ثم خرجت من الغرفة بحجابها كما اعتادت لم تجده بالصاله فظلت واقفه مكانها لا تعرف ماذا تفعل
لقد أوصتها أمه على غذاؤه .. كوب القهوة الصباحي الذي يحب
كيفية تنسيق ملابسه بعد غسلها ثم كويها ولم تنسى أن تشدد على أمر شرائح الباذنجان التي يتناولها على بكرة الصباح كل يوم مع وجبة الإفطار ثم كوب عصير البرتقال
خرج من الغرفة فوجدها تقف على مقربة منها تثني قدما خلف الأخرى وتحكها بها بشرود لا ينقصه فقال بنبرة عالية بعض الشئ لا تخلو من الجمود وكأنه يعطي لمشاعره علامه حمراء ألا تنسى حدودها :-
" سنابل هل تريدين شئ ؟"
أجفلت من نبرته العاليه وتراجعت فلفت ساقها حول الأخرى وكادت تسقط
"يا إلهي " نطقها بغضب وهو يلحقها سانداً حتى لا تفعل وقد يكون نفس المشهد عند البعض رومانسياً حيث نظرة فلمسة فتقبيل ثم لقاء لكنه كان أبعد ما يكون عن هذا بل أقرب للخشونه ولو أخرى جريئة لصرخت به عن اشتداد قبضته حول ذراعها لكنها تخلصت منه متراجعه للوراء تدلك ذراعها قائلة ببؤس ظهر به بعض الضجر :-
" لقد فزعت من صوتك يا عمر "
رفع حاجباً متنمراً رغم رفة الأخر من نبرة النطق لاسمه لكنها قالت أخيراً:-
" الساعة التاسعة كنت أريد أن أسألك إن كنت تريد العشاء أم ستنام "
"سأنام " قالها مستديراً فعاودت النداء وقد ذعرت
أي نوم هذا
هل سينام هناك بغرفته التي تبعد عن غرفتها أميالاً وتبقى هي فريسة لخوفها ؟
" عمر "
" ماذا " النبرة ضجرة بها بعض السأم وقد توقف أمام باب غرفته دون أن يستدير فقالت بصوتها الهريري :-
" لا تنام "
استدار باهتمام كأخر وهو يسألها :-
"هل تحتاجين شئ ؟"
هزت رأسها نفياً ثم اقتربت خطوتين تقول ببراءة :-
" اجلس معي أمام التلفاز حتى أنام "
"خدام أهلك الذي أتت به أمي لكِ " كاد عفريته أن ينطقها لكنه مط شفتيه قائلاً من بين أسنانه :-
"أنا لست متفرغ يا سنابل سأذهب للعمل في الصباح "
فتح باب الغرفه ثم دخل قائلاً قبل أن يغلق الباب وفرصة الحوار :-
" تصبحين على خير "
انحنى وجهها بحزن وهي تتحرك ناحية الغرفة بانكسار خاطر وخوف فلأول مرة تبيت فيها وحدها دون أنيس وهي أمه أو جار وهي أمه أيضاً
قبل أن تفتح الباب وتدخل عرجت قبلاً على الحمام ناوية الوضوء
وعلى السجادة بعد دقائق طويلة فرغت فيها من صلاة العشاء ثم ركعتين لله و دمعت عينيها وهي تشتاق لوجودها وقد كانت هي من تشجعها دوماً على صلاة ركعتين قبل النوم ثم قراءة القرأن معاً
طوت سجادتها بعد أن قرأت يس وأوت للفراش تأخذ قرصا من أخر نوعين من الدواء فقد دأب الطبيب على سحب الأدوية من جسدها ماعدا هذا النوع الذي تأحذه قبل النوم وأخر بالصباح
تمددت تقرأ الأذكار وفور أن بدأت عينيها تغفيان انتفضت بفزع مجهول المصدر
فقط ثمة انقباض بقلبها يخنقها
استدارت على الفراش تحاول استجداء النوم باطمئنان لكن ضربات قلبها كانتا كالمطارق العازفة على رقصات الرعب فجلست ضامه ركبتيها لرأسها تبكي وبكت
بكت سنابل البسيطة التي تأمن بغرفتها المشبعه برائحة الطين وري الأرض
خبز أمها ودفء الفرن ومواء القطط أسفل الفراش أحياناً إن فرو داخلين قبل غلقها للباب
بكت تلك المرأة الطيبة التي احتضنتها بأمومة قبل أن تسافر معه
وبكت من أجل العذاب الذي تشعره فيه دون أن تدرك سببه
وبكت أكثر لخوفها حتى انتفضت ذعراً وموجة هواء عاليه تضرب زجاج النافذة فتصيبه بالأزيز المنفر
نزلت من على الفراش مسرعة تخرج من الغرفة ركضاً حتى وصلت لغرفته ولهثت رغم أن المسافة لا تذكر
ودون تفكير أغمضت عينيها بقوة تطرق الباب حابسه أنفاسها
طرقه والثانية لم يشعر وعند الثالثة قطب يتحرك من الفراش بقلق فاتحاً الباب ثم تسمر ببلاهة وعينيه الحمراواتان تنظران لها بلا فهم وكأنه يحلل ماهية الوقفة المعوقة تلك فهمس بتحشرج :-
" سنابل لما أنتِ هنا ؟"
اعتدلت سنابل متخضبة الوجنتين بقوة متلعثمة لا تعرف ماذا تقول حتى قال بضيق وهو يريد العودة للنوم مرة أخرى
" سنابل هل أيقظتيني لتتسمري دون حراك أمامي ؟"
هزت سنابل رأسها نفيا ثم نطقت مسرعة قبل أن تخونها شجاعتها :-
" أنا أريد النوم معك "
عم صمت تسقط له الإبره فترن ضجيجاً من شدته وقد تدلى فك عمر ناظراً لها ببلاهه وكأنه لم يفهم بعد ماذا تقول رغم ثورة روحه توقاً وجسده تلبيةً لما نطقت
هز رأسه يحك شعره بقوة هامساً بنبرة ضعيفة :-
" سنابل ماذا تقولين ؟"
تراجعت خطوة ترفع له عينان كمنجم من براءة وقد وطأ هو اللغم تقول بصوتها الرقيق الهريري:-
"أريد النوم على الأرض عندك بالغرفة "
تطفر الدموع من عينيها شارحه وقد شعرت بالذل :-
" أنا أخاف النوم في هذة الغرفة وحدي وقد رحلت أمي
غرفتك تبعد عني أميالاً كما أنها معظم الليالي كانت تنام معي "
تمسح عينيها ثم تشهق بالقول منكسة رأسها :-
"أنا أسفة حقاً يا عمر أشعر أني أحملك ما لا تطيق لكني حتى لو تنازلت عن النوم فأنا خائفة من الجلوس وحدي "
خبطة أخرى من هواء الساحل لزجاج النافذة أرعدتها فأحضرت كل مواطن الشفقة والعاطفه بداخله فهمس مجبراً بعكس ما كان ينوي :-
"أدخلي "
أفسح لها المجال مذهولاً بما نطق ثم أشار ناحية الفراش هامساً بجمود غريب :-
" نامي ستجدينه دافئ وتذهبين بالنوم مسرعه "
اتسعت عينيها ذعراً ثم هزت رأسها نفياً بشدة وهي تقول بتأكيد ناظره ناحية الأريكة :-
"لا لا أنا سأنام على الأريكة ستكفيني "
ثم تحركت دون أن تعطيه فرصة الرد ناحية الأريكة المفرودة كفراش ممددة جسدها عليها ومديرة ظهرها بإعراض واضح قتله رغم صفاء النيه
وبأليه كان يجلب غطاء يلقيه عليها دون إهمال ثم يتحرك جالساً على فراشه منكس الرأس فللعجيب قد غطت بالنوم تاركه له سهاد سيلازم ليلته
........................

بعد عدة أيام

"عيناكِ ذابحتان ... سبحان المولى يا غجرية الطلة "
يهمسها بصوته المبحوح وهو يقترب منها ببطأ أصبح يبث الرعب في نفسها
عينيه الهادرتين بالعشق تشيع في نفسها إضطرابا

أن تصبح على الحافة يعني أنك في صميم الخطر ... لا أنت قادراً على التراجع ولا على المضي خطوة للأمام
إذا زلت قدماك فأنت ساقط لا محالة وإذا ثبتها على أرضك فربما ينفجر البركان أسفلها ويبتلعك...
اللعنة على العشق إن كان مسموم
واللعنة على النساء إن كانت خائنة
بل اللعنة على الرجال إن كانوا كالموت البطئ لا هو يرحمك بالقبض على روحك ولا يرحمك بتركك حراً

طفرت الدموع في عينيها رغما عنها هامسة بتحشرج وهي تزدرد ريقها بصعوبة :_
"....هل أنت غاضب مني ؟ "
تبلل شفتيها اللتين جذبتا عيناه العميقتين لثوانٍ ثم تردف بنبرة حزينة وقد انهمرت دموعها :_

"أقسم أني لا أريد سوى رضاك وحبك ...تعلم كم أحبك صحيح؟"
ودموعها هلاك
دموعها لا يتحملها للحظات حتى وإن ارتكبت أكبر كبائر الأرض لكن لا تبكي
هو لا يحب دموعها وإن أبكاها؟!
معادلة ديناميكية صعبة لكن تبقى هكذا لا حل لها
يحتوي صدغها بأحد كفيه الدافئين ماسحاً بالآخر دموعها وهمس:_
"لا تبكي يا لب القلب ..ولا تخافي "
تنظر في عينيه المطمئنتين لدقائق ثم تهمس بتساؤل راجي :_
"هل حقا سنغلق تلك الصفحة للأبد؟"
عينيه العميقتين تومضان بدوي مرعب سرعان ما انخفت خجلاً تحت رعدة جسدها الخفيفة وبالأخير ينهل من أنفاسها العطرة لدقائق هامساً بغموض :_
"اتركيها لله يا لب القلب "
..............................

يقولون الحب عدوى وحبها هي كان كالمرض العضال الذي لا شفاء ولا استشفاء منه
مرت عدة أيام على وجودهم سوياً منذ الليلة الأولى وهي تبيت معه بالغرفه لازمة الأريكة بتعنت دون أن تعطيه فرصه بالرد وليبقى الجحيم ليلاً من نصيبه وهو يتقلب على فراشه بعذاب حتى تحن عليه سطوة النوم
لقد أتت الساعة العاشرة ولم يدخل لغرفة النوم إلى الأن مرابضاً أمام التفاز وكأنها تتفنن في تعذيبه تجلس جواره هي الأخرى تشاهد التلفاز بتركيز
حك جبهته متنهداً ثم استدار لها يقول ما حدثه فيه شهاب اليوم :-
" سنابل ألا تريدين مواصلة دراستك ؟"
لمعت عينيها بحماس سرعان ما خبى وهي تهز رأسها نفياً قائلة بفتور :-
" لا لا أريد "
التفت بانتباه يسألها مهتماً :-
" لكن لما ؟ "
ضمت ساقيها لركبتيها وهي تنظر له بعيني القطيطة الصغيرة وتقول بما يؤرقها دون مواربه :-
"لن أستطيع
لا أعرف أي شئ هنا في المدينة "
تدمع عينيها وغريزياً تقترب منه أكثر ثم تقول بحزن :-
" لم أعتاد على كليتي من قبل كنت ممنوعه من الصداقات
كنت ممنوعه من التأخر دقائق إضافيه عن موعد خروجي
هذا والكلية كانت بالمدينه المجاورة للبلدة فماذا عن هنا ؟
أنا بمجرد أن أخرج من الباب أخاف وأشعر بالغربه "
تأوه دون صوت من تلك الحياة الصحراوية التي كانت تعيشها
لقد اكتشف شئ
سنابل لم تدفن حية ليلة فعلتها
سنابل دفنت حية طيلة عمرها وسط تربه من عادات بالية وتحكمات جاهلة
لم يستطع منع نفسه وهو يبتسم لها بلحظة صفاء نادرة فيقول بحنو :-
" لكني لن أتركك سأقوم بإيصالك وأخذك من هناك
لن أتركك "
رفعت عينيها له تهمس بنبرة لا يعلم لما شعر أنها أبعد ما يكون عن الحديث :-
" وعد ؟"
نظر لها نظرة توحي بأن ألا لهذة اللحظة تسألين عن إمكانية خلفي لوعدي ؟!
اضطربت وتلك العاطفة الجائعة داخلها أصبحت تعود أكثر وأكثر في وجوده
شئ لا تفهمه
هل تعلم الشعور ؟
تماماً كقطيطة لا تريد صاحبها أن يغفل عنها لثوانٍ
وربما انبهار بذلك الحنو المختلط بالرجولة التي لم تراها قبلاً فترغب بالنهل منها حتى الشبع
هي لا تريد البعد عن عمر لا تريد البعد عنه أبداً وكأنه أصبح فلكها الذي تدور فيه فتهمس برجاء متوسل :-
" لما لا نعود كما كنا يا عمر ؟"
رمش عمر متسائلاً بخشونة :-
" كنا كيف ؟"
"صديقين وأكثر من الأخوة نحكي معاً دون أن أشعر أنك تكرهني "
" أنا لا أكرهك "
قالها بحدته المعروفة وقد أشعلته كلمة إخوة رغم أنه لا يرغب في أبعد من ذلك
" حسنا عد لنتحدث وتتعامل معي كما من قبل "
أراد أن يرفض
أن يخبرها أن هذا فوق طاقته ..أن من قبل لم تكن بمثل هذة الأهمية وتلك المكانة
أنه يكفيه ما يعيش به من جحيم لكن ببساطة صمت
فقط أدار وجهه متكتفاً ينظر لشاشة التلفاز وعقله أبعد ما يكون عن ما يذاع به
ومر الوقت حتى شعر بثقل رأسٍ يسقط على كتفه فانتفض كل ما به ككهرباء مسته ثم أدار وجهه ينظر لها بملامحها الطفوليه وقد أسبلت أهدابها ذاهبة في سبات عميق
وقتها كان كمن أسكروه فنسى ما هيتها وماهيته
هو الأن رجل في حضرة أنثى وللمصادفه كانت مالكة القلب
ربما لا يعترف بذلك لكن قلبه وكل حواسه تدوي بعنف
كفه يتحرك ناحية وجهها فيعود ويعيده مكانه كمن يقصي نفسه عن النيران لكنه يتشوق للانحراق
فتطاول مرة أخرى حتى مست أصابعه موضع النعومة بوجنتيها
خرج نفساً متألماً وكل العذاب يحضر وكأن الشيطان يأبى عليه سرقة ثوانٍ من الراحه
تلك الوجنة كانتا فتنة لغيره
هاتين الشفتين كانتا موضع الخطيئة لمن سبقه
وأي خطيئة ؟
خطيئة تسكب من الألم أطناناً على روحه اللحظة فينتفض كالملسوع متحركاً ناحية الشرفة يريدزئيراً غير متاح ولو بعد حين
..............................

لا تلم أبداً قلب أحب بصدق مبذراً كل ما بداخله من عطايا وحين حانت أحقيته في الحصاد لم يجد سوى الخديعة محصولاً
امرأة خدعت حد صميم الوجع برجل أحبته بكل ذرة في كيانها
منذ أن عرفت قصة الفتاة داليدا ولم تنام وكأن شيطان تلبسها فباتت ليلتها باكية بقهر وكل يوم على هذا الحال وكأنها لا تصدق أنه تركها هي من أجل تلك العاهرة
تبتسم بسخرية رغم تسلل الدموع بين شفتيها وهي تتذكر حديث صديقتها عنها
قصة حب .. معيد وطالبة .. حفل ميلاد وبالأخير ليلة حمراء بالفراش انتهت بعملية ترقيع عذرية مرموقه فالسيد رأفت العظيم لم يكن ليسكت إن اكتشف شئ كهذا
تنظر حولها فتجد نور الصباح قد أتى وبعزيمة كانت تتحرك ناحية ملابسها لتغيرها ناوية اقتحام يوم إجازة زوجها أو لتقل طليقها ببيت عروسه
على الجانب الأخر
أنهى رأفت اغتساله بعد ساعة تخلص فيها من أعباء عمله وكل ما ينغص حياته بين حنايا أنوثتها المتفردة
خرج يجفف رأسه فوجدها قد اغتسلت بالحمام الأخر هي الأخرى وتقف تمشط شعرها
تحرك رأفت حتى وقف ورائها ومال مقبلاً كتفها قائلاً بعاطفه تنبض من خلاياه :-
" صباح ملون بجمال أنوثتك حبيبتي "
احمرت وجنتيها خجلاً بشده وابتسمت باهتزاز فإن كان جسدها خضع لأمر واقع من الزواج وإن كانت روحها استسلمت للركود لكن مازالت لا تستسيغ حديثه بحميمية معها
تحركت متهربة دون أن تظهر ذلك حتى وصلت للباب فابتسمت على مضض قائلة :-
" سأنزل لأقوم بتحضير الإفطار "
بعد ساعة أخرى
كان جالساً بغرفة المعيشة وهي معه تشاهد التلفاز بينماا هو يقرأ الجريدة حتى رن الجرس
التفت لها رأفت قائلاً :-
"هل طلبتي شئ من الخارج ؟"
هزت داليدا رأسها نفيا تمط شفتيها ثم نهضت تقول :-
" سأفتح فإخوتي بالأعلى ولن ينزلو"
تحركت تفتح الباب بينما هو متنبهاً ليعرف من أتى
بالخارج فور أن فتحت داليدا الباب جحظت عينيها وقد وقع قلبها بين قدميها وهاجس مخيف يخبرها أن هذة المرأة أتت جالبه نذير الشؤوم معها
ملامحها سوداء تماما كوجهٍ مات وأنتنه الألم
عينيها كارهتان غاضبتان وشديدتي الكراهية بدرحة تثير رعدة الخوف بالجسد
دفعتها نجلاء وتراجعت داليدا تلقائياً وقد أنعقد لسانها
تبصر نجلاء وهي تتقدم للداخل كمشهد هذلي تم تصويره وعرضه مبطأً أمامها
" رأفت يا بشمهندس "
"أين أنت يا عريس ؟"
تهذي كمخمورة بسكر حبه المسوم والذي نزل بجوفها سُماً ملعوناً
وبمكانه بالداخل انتفض غير مصدقاً مدى صفاقتها لتأتي مرة أخرى فخرج بغضب قائلاً :-
" نجلاء ؟!
ما الذي أتى بكِ هنا كيف تجرؤين أتريدين مني طردك مرة أخرى وهذة المرة بفضيحه "
اعتصر الألم قلبها والحزن روح الأخرى
" على رسلك من قال أني لن أذهب ؟
سأذهب دون طرد "
تقولها بسخرية متألمه ثم ترفع عينين منتقمتين له وهي تقول بفحيح الكراهية :-
" لكن قبلاً اسمعني فقد أتيت بأخبار تخصك للغاية "
انقبض قلب داليدا وصوت رأفت المستفهم يقول :-
" ماذا لا أريد منكِ أخباراً ؟"
رفعت نجلاء حاجبيها بالتزامن مع مط شفتيها للأسفل متحركه ناحية داليدا التي أصبحها وجهها الأن كقطعه قماش صفراء تقرحت :-
"ولا حتي عن سيدة الحسن والجمال "
" نجلاء إياكِ إياكِ أن تجرؤي يا نجلاء وتذكرين داليدا بالسوء "
ضحكة ساخرة تلتها سلسلة من الضحكات المتهكمة بجنون حتى أن عينيها طفرتا بدموع وقد عز عليها أن يثق بمن مثل هذة كل تلك الثقه بينما معها معدومها
حين انتهت من ضحكاتها خبطت كفيها ببعضهم قائلة بتشمت :-
" زوجتك السوء نفسه يا حبيبي "
" لا " همستها داليدا بالتياع غير مسموع وشبح عمرها يترأى أمامها مقترباً بقيدٍ من فضيحه سُقيت ذلاً لتسترها ناوياً تطويق رقبتها
"إياكِ"
تلوى نجلاء شفتيها بقسوة وهي تجر مقعداً لتجلس عليه واضعه ساقاً فوق الأخرى تقول :-
" ولا حتى تريد أن تعرف عن حبيبها الأسبق ؟"
ثم تنظر لداليدا نظرة مزدرية من أعلاها لأسفلها فتكون عليها كانهمار سيلٍ جارف من ماء نارٍ حارق وهي تقول بتشفي مثلج لصدرها :-
" معيد ال .... "
" ذاك الذي نال ثمرة الأنوثة الناضجة أولاً "
لا تعطه فرصة حتى للسؤال أكثر وقد بدا مشوشاً لا يفهم شئ فهمس بنفور :-
" ما الذي تهذين به من سواد يملأ روحك يا نجلاء "
تلون ملامحها بالشفقة المصطنعة ثم ترمي قنبلتها الناسفة تقول :-
" أه يا مسكين بالتأكيد لم تعرف فست الحسن أطعمتك الجلاش كما يقولون ناسية أن تذكر لك أمر عذريتها المرممة "

أنتهى


إسراء يسري متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 07:23 AM   #524

رشا محمد ياسين

? العضوٌ??? » 484777
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 126
?  نُقآطِيْ » رشا محمد ياسين is on a distinguished road
افتراضي

ايه العظمه دي يا ايسو👏👏 واكتر حاجه كلام شهاب مع ياسين صدقيني لو فعلا احنا او ولادنا عملنا زي ما شهاب قال وقتها نسبه كبيره جدا من مشاكل الاهل مع ولادهم.مش هتحصل

رشا محمد ياسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 11:15 AM   #525

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

رغم اني اشلقت علي داليداو لكن رافت يستحق كل ما سيحدت له و اتفهم نجلاء هي امراة مطعونة و مجروحة لال ان لوم لسي علي مراة تانية بل علي زوجها الذي باع و اعلم انها كما فصحت دايادا ستتاذي نور كل ساق بما سقي يسقي انه عدل رباني...اما عامر انت بجح اكره هذا صنف يحلل لنفسه ما يحرم علي امراته حلل ان يكون لدبه صديقات بل ة يشكو اليها زوجته و يخبرها انها يشتاقهالكن ما انسمع ان سنا تحدتت نع اخر تارت كرامته مقرفاا مني ن نصصمم علي رايها

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 03:38 PM   #526

طوطم الخطيب

? العضوٌ??? » 487178
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » طوطم الخطيب is on a distinguished road
Rewity Smile 5

ممكن اعرف ايه سبب توقف المنتدى عندى رغم تحديثه

طوطم الخطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 05:54 PM   #527

داليا انور
 
الصورة الرمزية داليا انور

? العضوٌ??? » 368081
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,195
?  نُقآطِيْ » داليا انور is on a distinguished road
افتراضي

فصل أكثر من رائع سلمت يداك

داليا انور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 09:45 PM   #528

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,954
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

مسا الورد
حرام داليدا وياللي صار
نجلاء الله يستر من فعلتها وعواقبها وردة فعل رافت لكن خوفي الاعظم تتطلع بنور وتتعرض لموقف داليدا
البرعي الكلير زوج عمة اكمل شو السر ورا نشأة اكمل وليش اكمل مبعد عن الصورة بالنسبة لسنا وسديل
ولسى الغموض والصدمات ابدعت وتسلم الأيادي يارب

لبنى أحمد and Topaz. like this.

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-22, 11:28 AM   #529

salama1111

? العضوٌ??? » 362191
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 102
?  نُقآطِيْ » salama1111 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على الرواية الجميلة
Topaz. likes this.

salama1111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-22, 12:57 PM   #530

حبيبه2016

? العضوٌ??? » 382367
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 282
?  نُقآطِيْ » حبيبه2016 is on a distinguished road
افتراضي

روايه حلو اووووووووووووووووووووى
Topaz. likes this.

حبيبه2016 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:22 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.