آخر 10 مشاركات
تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          منطقة الحب محظورة! - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::سارة عاصم - كاملة+روابط (الكاتـب : noor1984 - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طريقة صنع البخور الملكي (الكاتـب : حبيبة حسن - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-21, 04:51 AM   #51

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد حميد مشاهدة المشاركة
روعه كتير احسن شىء زوج اكمل موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
حبيبتي مبسوطة أنه عجبك تسلميلي


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 04:52 AM   #52

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duaa kamel مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك حبيبتي قلبي الفصل كان دمارر ♥️ مشاعر وأحاسيس الأبطال حاست فيها كأني موجوده معهم 💔
حبيبتي تسلميلي مبسوطة أنه عجبك


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 04:57 AM   #53

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة topaz. مشاهدة المشاركة

مسائكم ريحان وعنبر

يا الله شنو هذا الّي
صار مع سنابل ! ما
توقعت إنه مات عندها
وفكرته مات بعدها
بايام بس فجعني الصار

جدًا اتفهم الاهل وردود
افعالهم الّي احيانًا تكون
قاسية بسبب صدمتهم
بابنائهم بس اهل سنابل
تجاوزوا الحد، ما استوعب
كيف الانسان يقدر يسلب
حياة غيره فَما بال إذا كان
هالاحد ابنه لا ودفنوها
هي وحية !! شهالقسوة

عمر إن شاء الله يكون
خير عوض لها ويخليها
تتجاوز الّي صار وياها

غدي وقعتها سودة زواج
وعمل معه مرة وحدة ،
الله ياخذ ابوه لاكمل الّي
يفكر بس بنفسه وورط
المسكينة ، المهم يارب
اكمل يقدر يخلصها بدون
مشاكل ورب ضارة نافعة
هو اجته بدون تعب وراح
يتزوجها لغدي اخيرًا

اكمل عنده اخ ميت وموت
الاخ فهمت إنه اثّر عليه
بشكل سلبي بس ما عرفنا
ليش ؟ وهو شلون مات

رأفت آني مو قادرة اتقبل
اعجابه او حبه لداليدا ، مو
من مؤيدي الزواج الثاني
إلا بحالات نادرة ورأفت مو
من هالحالات ابدًا ، نجلاء
للامانة ما مقصرة بشي
وهو ما حاول ينجّح زواجهم

حسن آني قرأت الجزء
الاول وشفت رفض ملك
له بالبداية بس ما فهمت
ليش بعد سنوات زواج
هو بعده يعتقد إنها ما
مقتنعة بيه كزوج وإنما
فقط تقبلته مجبورة لأنه
انفرض عليها

إسراء تسلم ايدچ على
الرواية وشكرًا على
الالتزام بتنزيل الفصول

هذا تصميم لاقتباس من
الفصل الثامن




صباح الفل حبيبتي
للاسف في بعض الطبقات الريفية مازال تفكيرها متخلف زي أهل سنابل وللاسف وكالعادة البنت هي بتكون الضحية
ابو أكمل للاسف مش سهل
قصة أخ أكمل لسة قدام شوية أن شاءالله هتظهر
انا مش من مؤيدي الزواج التاني اطلاقا
ومتفهمة موقفك بعدم تقبل رأفت نهائي وللاسف في زيه كتير موجود
رأفت وداليدا حكاية مثيرة ل الجدل أن شاءالله هتفهمو اي قصدي م طرحها قدام شوية اتمنى بس وتقبلوا الأحداث وتهدوا عليها لحد المعالجة
حسن بقى ده كبر بعقدة نقص بتكبر كل يوم للاسف حسن م بيساعد نفسه غرقان في رثاء الذات


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 04:58 AM   #54

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة topaz. مشاهدة المشاركة

مسائكم ريحان وعنبر

يا الله شنو هذا الّي
صار مع سنابل ! ما
توقعت إنه مات عندها
وفكرته مات بعدها
بايام بس فجعني الصار

جدًا اتفهم الاهل وردود
افعالهم الّي احيانًا تكون
قاسية بسبب صدمتهم
بابنائهم بس اهل سنابل
تجاوزوا الحد، ما استوعب
كيف الانسان يقدر يسلب
حياة غيره فَما بال إذا كان
هالاحد ابنه لا ودفنوها
هي وحية !! شهالقسوة

عمر إن شاء الله يكون
خير عوض لها ويخليها
تتجاوز الّي صار وياها

غدي وقعتها سودة زواج
وعمل معه مرة وحدة ،
الله ياخذ ابوه لاكمل الّي
يفكر بس بنفسه وورط
المسكينة ، المهم يارب
اكمل يقدر يخلصها بدون
مشاكل ورب ضارة نافعة
هو اجته بدون تعب وراح
يتزوجها لغدي اخيرًا

اكمل عنده اخ ميت وموت
الاخ فهمت إنه اثّر عليه
بشكل سلبي بس ما عرفنا
ليش ؟ وهو شلون مات

رأفت آني مو قادرة اتقبل
اعجابه او حبه لداليدا ، مو
من مؤيدي الزواج الثاني
إلا بحالات نادرة ورأفت مو
من هالحالات ابدًا ، نجلاء
للامانة ما مقصرة بشي
وهو ما حاول ينجّح زواجهم

حسن آني قرأت الجزء
الاول وشفت رفض ملك
له بالبداية بس ما فهمت
ليش بعد سنوات زواج
هو بعده يعتقد إنها ما
مقتنعة بيه كزوج وإنما
فقط تقبلته مجبورة لأنه
انفرض عليها

إسراء تسلم ايدچ على
الرواية وشكرًا على
الالتزام بتنزيل الفصول

هذا تصميم لاقتباس من
الفصل الثامن



حبيت اشكرك كتير كتير ع التصميم الرائع
هنزله عندي 💜


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 05:01 AM   #55

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماسال غيبي مشاهدة المشاركة
رفعت ببساطة متال للرجل الخائن الذي يبيع العشرة الحسنة و كل ما فعلت زوجنه لاسترجاع شبابه انا الوم نجلاء لانها وضعته محور حياتها لان لا احد يتحق و الدليل رغبته من زواح امراءة من عمر ابناءه اتمني ان تنتفض كرامتها و تتركه اما حسن و عقده بالله عليك اي حب و انت تتزوج باخري انا متاكدة انه يتمم زواجه بها بعدها سسندم بالله عليك اجعل مللك تتطلق منه و لا تقبل الذل ماريان اشفقت عليها حقا اعتقد ان عمار يخيها دون ان يدرك ووض عا في قاءمة الاشياء مسام بها واد حقا كان يحب سناء اتمني ان تعويضا خيرا سؤال كم فصل يوجد هل يمكنك انزال يوميا اما حقا انتظر تطور احدات
صباح الفل ي غالية اشكرك ع التعليقات الجميلة دي

رأفت وداليدا حكاية مثيرة ل الجدل أن شاءالله هتفهمو اي قصدي م طرحها قدام شوية اتمنى بس وتقبلوا الأحداث وتهدوا عليها لحد المعالجة
حبيت جميع أرائك ويارب للنهاية

لا هتنزل كل يوم لحد الفصل ال 14 بعد كدا هتنزل فصل كل يوم أربع الساعة 9 مساءاً بتوقيت مصر


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 05:09 AM   #56

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة topaz. مشاهدة المشاركة

مسائكم تراتيل فرح

رأفت كنت ما متقبلة
اعجابه بداليدا وصرت
ما متقبلته كله كشخص
كان بداخلي جزء صغير
متعاطف معه إذا صدق
كان حابها لداليدا لأن
هالشي مو بايده لكن
بعد تبجحه بحقه الّي
ما موجود اصلًا لأن ما
موجودة اسباب للتعدد
صرت مو طايقة حقارته

هو يمكن بس حاب
يجدد شبابه مع داليدا
لأنه مل من نجلاء ،
وبعيدًا عن وقاحته لما
تكلم مع عمار خطبته
لداليدا كلها مستفزة
لأنه ما فكر قبلها وولا
وضع احتمال إنها ممكن
ترفض وتقريبًا استغل
وضعها وحاجتها ،لنفرض
تقدم لنور واحد نفس
وضعه وظروفه هل راح
يوافق ؟ اكيد لا

انتقال جارة داليدا ومجيء
شاب يعيش مكانها اتوقع
راح يغير اشياء بالرواية
وبلكي يخلصنا من رأفت
ووجوده بحياة داليدا

غدي ورطت حالها واكمل
ورطته معها ، ابوه ابد
مو راحة وما راح يخليهم
يتهنون ويرتاحون

ياسين رفعلي ضغطي
مو معقولة قلة ادبه وما
احس اكو مبرر لها ابدًا

ماريان مع احترامي بس
غبية غبية غبية ، عرفت
إنها تحبه وعرفت إنه
يحب غيرها باقية قربه
ليش!! المفروض تحاول
تتجاوز هالحب مو تزيده

صباح الفل

متفهمة جدا انفعالك ومش هنكر مبسوطة أن الرواية اثرت فيكي ف ولدت الانفعال ده وزي ما قلت داليدا ورأفت ونجلاء حكاية مثيرة ل الجدل جدا ومحتاجة نفس طويل

ده حقيقي غدي ورطت أكمل معاها

يس للاسف مترباش أو اتربى بطريقة غلط في غلط وتصرفاته اكيد غلط
مش هنكر ان ماريان غبية لأنها بتضر نفسها قبل ما تضر حد


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 05:10 AM   #57

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شروق منصور مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك. لك مني أجمل تحية. ألف مبروك. لقد سعدت بالرواية. سلمت أناملك. وبانتظار المزيد دائما.
وعليكم السلام والرحمة منوراني ي غالية الله يبارك في عمرك


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 05:19 AM   #58

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي وأشرقت الشمس بعينيها

صباحكم معطر بذكر الله
عاملين اي يارب تكونوا بخير

جاهزين الفصل 👀

الجزأ الأول من الفصل العاشر

"كيف حالك يا حبيبة خالك ؟"
قالها شهاب مُقبّلاً رأس هَنا بعد أن فتحت له الباب وهو يزورهم في منزلهم لما علمه من خالد عن ياسين الصغير ..
ضمت هَنا نفسها إليه وهو يأخذها تحت ذراعه ثم ضحكت قائلة:-
" اشتقت لك يا شهاب لما لم تأتِ برنا وحياة معك "
ملس على شعرها قائلاً ً:-
"مرة أخرى إن شاءالله "
سلم على أخته وزوجها ثم جلس وهو يأخذ هَنا جواره يسألهم باهتمام :-
" أين ياسين ؟"
لم يأتيه الرد سوى من هَنا التي قالت :-
" أنه في المرأب هل أنادي عليه؟"
هز شهاب رأسه نفياً وهو ينظر بعدم رضا لزوج أخته المتجهم وأخته التي بدأت في البكاء ..
انتقل شهاب جوارها وهو يحتضنها مُقبلاً رأسها قائلاً بحنان :-
" لما البكاء يا هناء ؟"
"ابني يضيع مني يا شهاب لقد فقدته للأبد "

"تبكين الآن وتدليلك له هو السبب" زجرها راضي زوجها بعنف فازداد بكاؤها مما لم يعجب شهاب فقال بصوتٍ حازم شديد الجدية :-
"يا أبا ياسين لا تنسى أنها أختي ولا أرضى لها أن تُغضبها أو ترفع صوتك عليها أمامي "
تنهد راضي بتجهم دون أن يرد عليه وقد أطرق أرضاً متمتماً :-
" لا تأخذ على خاطرك مني يا شهاب لكن ما أنا فيه ليس بالهين "
أومأ شهاب متفهماً بصمت ثم نظر لهنا قائلاً:-
" هنا اجلبي لوالديكِ مشروب بارد كي يهدأوا ونستطيع التحدث"
بعد ربع ساعة كان الوضع قد هدأ قليلاً فسألهم شهاب بعتاب :-
"منذ متى وهو في المرآب "
"منذ ساعتين تقريبا" ردت عليه أخته وهي تضع الكوب أمامها على المنضدة فتنهد شهاب بضيق وهو يقول :-
"هل هذا هو الحل أن تقاطعوه وتتركوه للضياع أكثر بدلاً من أن تحتووه
هل الحل في سحبكم منه الهاتف وأدوات الرفاهية دون السعي لحل أساس المشكلة "
سحب راضي نفساً قوياً وهو يقول :-
" ألم تعلم ماذا كان يفعل يا شهاب لقد تحول لبلطجي وهو في هذا السن
يصاحب أصدقاء السوء ..يشرب سجائر .. يلعب تلك الألعاب "
مط شهاب شفتيه وهو يفرد كفيه قائلاً بتصريح :-
"أنتم السبب لا خلاف على ذلك "
أصدر كل منهم إعتراضاً إلا أن شهاب اعتدل في جلسته قائلاً بهدوء وهو ينقل عينيه بينهم :-
"المشكلة ليست في ابنكم وحده ..المشكلة في جيل كامل ..ومرحلة عمرية إما أن يعبر الوالدين بابنهم بسلام وهو كالعجينة الأن وإما لن يلحقوه فيما بعد وقد خرج عن سيطرتهم كلياً"
نغزها قلبها على ابنها فسألت أخيها بقلق :-
"وماذا نفعل ؟"
تنحنح شهاب قائلاً:-
"مشكلة جيلنا يا هناء أننا نقيس أبناءنا على أنفسنا حين كنا في أعمارهم
نحن كنا نقول نعم...حاضر ..أوامرك
وهذا سبّب فجوة بيننا وبينهم
هم في عصر التكنولوجيا والتقدم مما جعل وعيهم يزداد بل وعيهم يفوق وعينا حينها بسنوات "
ثم التفت لراضي قائلاً بعتاب :-
"إصرارنا على تربيتهم على ما تربينا عليه هو جُل الخطأ يا راضي
هذا الجيل لا يأتي بالعقاب القاسي كما كنا
ألا تعلم بالحكمة التي تقول :-
""لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم".
وقد ذُكِرت في كتب أهل العلم كابن القيم "
تأفف راضي بضيق وهو يقول :-
"أنا أخاف عليه يا شهاب ..ياسين جامح ..متهور ..وإن لم يجد من يردعه سيفسد أكثر"
"وهل ضربك له وردعك بطريقتك أتى بثماره يا راضي ؟"
تحوقل شهاب ثم قال :-
"هل تعامل ابنك بخبرتك الأن يا راضي وتريد منه أن يفهم وينفذ كالآلة
إنه إنسان بحق الله!"
انفعل بعض الشئ وهو يواصل :-
" أنت تضربه وتشد عليه ولا يجد منك سوى القسوة وهناء تارة تقسو أمامك وتدلل من وراءك
ما شاءالله تربية نافعة
لقد شتتم الولد بحق الله "
أشاح راضي بكفه قائلاً بانفعال هو الأخر :-
" هذا ما تربينا عليه جميعاً "
جابهه شهاب قائلاً:-
"ومن قال أننا تربينا على الصواب كله يا راضي
زمننا كان يُحرِم الخطأ يا راضي وليس الشرع
إذا زرعت في ابنك ديناً ينهاه سيردعه عن خطأه لكن إذا قلت له صواب وخطأ دون تبرير سيفعل من وراءك كما حدث"

"تحجني بالدين يا شهاب وقد قال الرسول علموهم من سبع واضربوهم من عشر أي أنه هناك ضرب "

خبط شهاب كفيه ببعضهم محوقلاً
هذه العائلة ستقصف عمره قريباً..
"يا راضي الضرب المقصود في الإسلام هو الضرب بالسِواك على ظهر اليد لا يؤذي
ضرب تعليم وليس إهانة وانتقام وكأنه لا يحق له أن يُخطأ"
تشنج راضي قائلاً:_
"حسناً سأفتح له الباب على مصراعيه وليضيع أكثر مما هو أليس هذا ما تريد يا دكتور التربية الايجابية والحديثة التي لا أساس لها !"
أطرق شهاب صامتاً يهدأ من إنفعاله وقد كاد يمشي فطريقة الحوار لا تعجبه مما أعطى لديه بعض الأعذار للولد إلا أنه رفع رأسه مرة أخرى وهو يشرح بتروي :-
" ليست تربية حديثة يا راضي
وإن كانت بعض الدراسات الأمريكية حالياً تطبق سياسة انزل بعينيك لابنك وأنت تحاوره كإنسان حي له احترامه وقيمته الذاتية
إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سبقهم بها حين قال :-
"يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك"
صمت راضي بعد أن صلى على الرسول مما شجع شهاب ليواصل ناصحاً:-
"استثمر ابنك نفسياً يا راضي قبل أن تستثمر له مالياً
احتضنه وناقشه
اخلق حيل تجعله ينتمي إليك بها لا ينفر منك "

تجرع راضي كوب من الماء أمامه ثم قال بإرهاق :-
"ألا تعلم مشاكل العمل يا شهاب أنا أتى من العمل لا روح لي لشئ"
رفع شهاب حاجبيه قائلاً باستنكار :-
"وما ذنبه هو يا راضي
خذ من طاقتك له وفرغ شحناتك خارجاً لا في البيت
ابناؤك يريدون منك احتضانك واحتوائك "

التفت شهاب لهَنا وهي تقول :-
"المشكلة يا خالو أن ياسين يصرخ ويغضب ويقل أدبه مما يجعل من أمامه يريد ضربه"
أومأ شهاب قائلاً:-
" يا حبيبة خالك أنه في مرحلة عمرية تتغير بها هرمونات جسده فسيولوجياً
هو حتى أحياناً لا يفهم ماذا به وماذا يحدث له
إن لم أخذ بيده في هذه المرحلة سنعبرها بسلام وإن لم يحدث فحتماً سيعبر بعقدةٍ ما صعبة الحل عند الكبر "

"يجب أن نفهم هل هي فعلا قلة أدب أم تنبيه لك ليقول (أنا هنا) لتراني
ربما يريد أن يوصل لك شيئاً من خلال صراخه"

التفت لأخته وزوجها مرة أخرى وقال :-
" يجب أن نُقدّر ردود فعل أبناءنا العنيفة ..نحترم اكتئابهم حتى قلة أدبهم المزعومة يجب أن نقابلها بذكاء لا صرامة وعقاب دون تفكير "
"حسناً يا خال أولادي سأتركهم يضربوني المرة القادمة حتى أقدر ردود أفعالهم ربما تعبه نفسياً وربما حزن منك"

"راضي أقسم أن أذهب نحن لا نتشاجر هنا لقد جئت من أجلكم وأنتم من طلبتم لما لا تفهمني "
حاولت هَنا أن تلطف الأجواء المتوترة فابتسمت وهي تنتقل جوار أبيها تربت على كتفه قائلة :-
"انتظر يا أبي ..ما يقوله خالي أنت تدرك أنه الصحيح لعلنا نلحق ياسين من فضلك "
تنهد راضي وهو يقول على مضض :-
"حسناً لقد صمت "
استغفر شهاب سراً ثم شبك كفيه وهو يسألهم بهدوء متوقع رد الفعل مسبقاً:-
قولوا لي ماذا لو أتى ياسين في يوم وطلب منكم أنه يريد شرب الخمر "
شهقة صدرت من أخته وهي تخبط على صدرها بجزع في ردة فعل أمومي متوقعة صاحبها إشتعال عيني راضي حتى كاد يخرج من أذنيه ناراً ..
فتركهم دقائق يستوعبون حديثه ثم قال :-
"أتفهم جدا موقفكم ..جزعكم وقهرة قلوبكم ..خوفكم عليه كل هذا أتفهمه
لكن هذا لا يمنع أن أقول أن ردة فعل كهذه قادرة على بُعد ابنكم عنكم إلى الأبد دون عودة وقد خلقتم حاجزاً لا هادم له فعلى كل حال إن لم يسألكم سيسأل خارجاً"

استند على حافة الأريكة يريح جسده ثم أردف بهدوء :-
"لوكان النبي صلى الله علية وسلم نفر وعنف الشاب الذي ذهب له قائلاً ائذن لي بالزنا لكان في الثانية التي سيخرج فعل الزنا
إلا أنه ماذا فعل عليه الصلاة والسلام "
"ماذا فعل يا خالو ؟"
سألته هَنا بتشوق وكأنها تسمع الأمر لأول مرة فنظر لها شهاب يفتح كفيه شارحاً:-
" إحتواه
حين زجره الصحابة " اعترض النبي على طريقتهم وهو يحتويه ويناقشه ..يبين له سوء مطلبه وعواقبه
تعامل معه بالإقناع حتى أعاده إلى صوابه وعامله برحمة ودعى له "
"وهل الحديث صحيح يا شهاب؟"
أومأ شهاب وهو يخرج لها هاتفه جالباً لها نص الحديث
عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: (إن فتى شابا أتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا!، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال: ادنه، فدنا منه قريبا، قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك؟، قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك؟، قال: لا واللَّه، يا رسول اللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال أفتحبه لخالتك؟ قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال: فوضع يده عليه وقال: اللَّهمّ اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحَصِّنْ فرْجَه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء) رواه أحمد .

تنهد وهو ينهض واقفاً أمام أخته وزوجها وقال :-
"ما أريد إيصاله أن تتناقشوا معه وتستمعوا له ليس معنى كلامي أن ننفذ له كل ما يريد
لا لكن لنرى تفكيره أين يصل دون أن نصدر أي ردة فعل معنفة أو راضية حتى
واعلموا أنه من الذكاء ليراقب تعابير وجوهكم فلتكن كصفحة بيضاء
اسمع دون أن ترد حتى تجهز له رداً مناسباً...يجب أن نخلط الحزم بالاحتواء وليس القسوة بالتدليل"

خبط كفيه ببعضهم ثم قال :-
"أنا سأخذه معي للبلدة من ناحية كي يهدأ جو البيت المتوتر ومن ناحية أرى إلى أى مدى يحتاج لعلاج نفسي أأمل أن الأمر بسيط "
سلم عليهم ثم وقف معه راضي جوار باب الشقة وهو يقول :-
" لا تؤاخذني يا شهاب فوالله ما حدث أطار برجاً من عقلي "
ربت شهاب على كتفه قائلاً:-
"لا عليك
المهم أن تفكر أنت وهناء في كلامي جيداً لنرى ماذا سنفعل الفترة القادمة"
أومأ راضي فقال شهاب:-
"سأنزل له الأن كي أطلب منه القدوم معي
السلام عليكم "
===================

مدينة دخل سكانها معركة وخرج جميعهم مهزومون فأنت وإن ربحت فيها فحتما ستخسر جزءاً من نفسك
الانتقام ..!!
******"
يقف في مكتبه أمام النافذة شارداً فلم يشعر بدخولها
وقفت تتأمله في طلته المتمردة التي جذبتها له منذ أن رأته
يرتدي سروال من الجينز الأسود بداخله قميص أسود اللون مفتوح به أول ثلاثة أزرار مما أظهر مقدمة صدره الأسمر
كُميه مثنين حتى ساعديه العضليين وكفيه في جيبي سرواله ..حذاء باللون الجملي يشبه لون سترته
سترته المعلقة خلف كرسي مكتبه
لمعت عينيها بانتقاص وهي ترى صورة لفتاة بسيطة جوارها صورة طفلين
إذاً هي زوجته المزعومة !
مطت شفتيها فيما يشبه التقليل فتلك الفتاة لا ترقى حتى لأن تكون غريمه لريتال المحلاوي!
تحركت من مكانها بخطواتها الأنيقه فأصدر كعب حذائها صوتاً نبهه لها مما جعله يلتف لها
مشطتها عيناه في نظرة ذكورية أرضت غرورها الأنثوي وهي تقترب منه
سروال جينز باللون الأبيض يحدد ساقيها الرشيقتين تدخل به بلوزة حريرية باللون الأسود دون أكمام تحدد مفاتنها جيداً أظهرت لمعان بشرتها البيضاء من ياقتها المستديرة حيث يتدلى على عنقها سلسال ذهبي صغير بحروف اسمه (أسر)
شعرها الأسود مرفوع في ذيل فرس يتدلى على كتفها الأيسر وكأنه ينافسها دلالاً
اقتربت منه حتى وقفت أمامه مباشرةً فغمرته برائحة عطرها
تمسك أطراف قميصه بأصابعها المطليتين بلون أحمر فاقع يشبه طلاء شفتيها الصغيرتين
شفتيها اللتان لثمتا فكه الآن في قُبلة ناعمة ..مباغتة .. ثم غمغمت برقة وهي ترفع عينيها المرسومتان له :-
"اشتقت إليك "
هل يكذب ويقول أنها ليست بالجميلة ؟
عادية !
هل يلبس رداء القديس ناكراً أنها لا تؤثر بالرجل به ؟
فتاة جميلة كريتال المحلاوي حين تكون متعلقة به هو وكأنه فلكها الوحيد
أسر كان أو حسن لا يهم
المهم أنه هو
ألا يحق له الغرور!
لما لا يكون أناني ويعيش لنفسه قليلاً
ماذا جنى حين عاش لغيره ؟
لا شئ؟!
فليعش ما يريدونه كيفما يريد هو إذا ً!
أمال رأسه فقط دون أن تنحني من جسمه عضلة واحدة لاثماً وجنتها الناعمة ثم همس بإثارة :-
"تبدين جميلة !"
لم يكد أي منهم يبتعد عن الأخر حيث فاجئهم دخول خالد الذي لم يستطع كبح بسمة ساخرة ناوشت شفتيه وهو يرى صديقه في وضع حميمي مع نجمة المجتمع المعروفة ..
ريتال المحلاوي
"هل جئت بوقت غير مناسب ؟!"
قالها ساخراً فتنحنح حسن وهو يبتعد قليلاً وكأن داخله يخجل من أن يراه صديقه المقرب في وضع كهذا
خالد ليس مجرد صديق .. خالد هو عائلته الأولى التي عرفها خارج الدار
رفعت ريتال حاجبا ً أنيقاً وهي تناظره بفضول أنثوي فلأول مرة تراه
ولا يعلم لما هو مغتاظ منها وكأنها ضرته هو ..شئ مثير للسخرية لكنه لا يطيقها لذا رحب برغبة الاستفزاز في داخله وهو يقترب منهم مبتسماً بسماجه وهو يقول :-
"المهندس خالد أخو زوجة حسن وصديقة "
ولمعة عينيها التي انقلبت في ثانية باحتقار جعله يسب صديقه بسره خاصة وهي تلتفت له مرة أخرى قائلة بغنج :-
"سأمر عليك ليلاً لنخرج سوياً "
أومأ حسن برأسه وهو يتابعها بعينيه حتى خرجت ثم التفت لخالد متسائلاً:-
"لما قلت لها ذلك ؟"
جلس خالد نصف جلسة على سطح المكتب وهو يتناول تحفة على شكل قط يتلاعب بها بين كفيه ثم قال متجاهلا الرد عليه :-
"هل سأجد تفسيراً لما رأيته حين دخلت يا حسن ؟"
هز حسن كتفيه بلامبالاة وهو يقول ببرود :-
"وماذا رأيت ؟"
رفع خالد حاجباً مغتاظا وهو يقول بسخط :-
"يا غبي منذ متى وأنت تسبح في هذه الدوامة ألا تنوي أن تفيق يكفي يا حسن "
"يكفي أنت يا خالد يكفي أنا لا أريد كلام ...لا أريد مواعظ ..."
صرخها حسن في وجه صديقه بغضب ثم واصل :-
"تريدني أن أفيق
حسنا أبشرك أني أفقت يا خالد ... أنا بدأت أعيش حياتي لنفسي كما أريد أسر ياسر الجوهري
لا أحد يطلب منى شئ آخر ولا أحد يتدخل في حياتي "
حاول خالد يتكلم إلا أنه قاطعه قائلا بجمود وهو يعطيه ظهره :-
"اتركني الآن من فضلك يا خالد "

===================

هل جربت يوماً العجز المعنوي؟
دعني أخبرك أنا إذاً فربما قد أدرسه يوما من كثرة ما تجرعته !
أن تغلق أمامك كل الأبواب فلا تجد أمامك سوى التكيف القهري وإن كان واقعك أسود فلا مفر منه ..
أن تباغتك الهزيمة من نفسك لا من أحد..
أن تريد البكاء منها ومن أجلها ..أن تصفعها وتحتضنها
أن تدفئ غيرك وروحك ترتجف برداً
أن تُفنى بظروفك ...أن يسبقك زمانك فيُشيخك
أن تعش في زيفٍ من النسيان وما أنت سوى غارق بين رُحى الذكرى..
أن تريد من تلقي حمولك عليه فتجد نفسك عصاةً للتوكؤ لا خيار لها سوى الأنحناء
"داليدا هل أنتِ بخير ؟"
رفعت داليدا وجهها المرهق بعينيها المظللتين بالسواد لزميلتها بالمكتب وبالكاد همست :-
"نعم بخير لا تقلقي هل هناك شئ؟"
" نعم السيد رأفت بعث يريدك في مكتبه "
أخذت داليدا نفسا ً مكبوتاً ثم أومأت برأسها وهي تنهض متجهة إلى الخارج ..
بحق الله هي لا ينقصها أن يفاتحها في الهراء الذي تحدث به من قبل لقد كانت في راحة وهو لا يحتك بها
دعكت بين عينيها بقوة وهي تدخل إلى المصعد ..تشعر أن وجهها سينفجر من الصداع فهي لم تنم ليلة البارحة فقد كانت فيروز الصغيرة ذات الثمانية أعوام مصابة بوعكة شديدة جعلتها تسهر جوارها طوال الليل ومن ناحية أخرى جدها الذي أخذ يبكي لتعب الصغيرة كلما يسمع صوت تألمها فهو بقلبه الرقيق وعمره لم يعد يتحمل شئ ..
خرجت من المصعد بخُطى بطيئة جهة مكتب السيد رأفت ثم طرقت الباب ودخلت ..
تأهب رأفت واقفاً فور دخولها إلا أنه قطب وهو يلاحظ إنهاكها الواضح فدار حول مكتبه يسألها باهتمام :-
"ما بكِ داليدا ؟"
هزت رأسها نفياً ورغما عنها جلست قائلة بإرهاق :-
"خير سيد رأفت ؟"
جلس رأفت على المقعد المقابل لها ثم دعك جبهته قائلاً:-
"لقد كنت سأفاتحك فيما طلبته منكِ منذ أيام "
يا الله لقد ظنت وصله ردها بالرفض حين لم يصله منها شئ وخاصةً أنه لم يتحدث معها مرة أخرى ولم يطلبها سوى اليوم ..
بللت شفتيها في حركة غير مقصودة منها لكنها كانت جاذبة لأنظاره ومشاعره وقالت:-
"سيد رأفت ظننت أننا أغلقنا الموضوع "
أصدر رأفت همهمة غير راضية وهو يقول :-
"من قال هذا الكلام ..داليدا أنا جاد في طلبي أنا أريد الزواج منكِ ,,لقد تركت لكِ فرصة للتفكير دون ضغط لا أكثر"
حسناً هل يجدر بها الإحمرار خجلاً الأن ورجل كرأفت العُليمي يطلبها للزواج !
نحت أفكارها الساخرة جانباً وقالت بإعتذار :-
"آسفة سيد رأفت لا أستطيع القبول"
ثم نهضت واقفة وهي تقول باستسلام :-
"وإن كان هذا الأمر سيؤثر على وظيفتي إذا سأعفيك وأقدم استقالتي "
"اجلسي يا داليدا "
زجرها رأفت بحزم إلا أنها لم تجلس لكنها ناظرته بصبر وهو يقول :-
"وظيفتك ليس لها علاقة بما طلبت ..لكن أقول أني مازلت عند طلبي ولن أخذ برفضك الأن حتى تفكري جيداً"

هزت داليدا رأسها نفياً بقوة وكأنها تمنع شيطانها من الطمع بما سيقدم لها من رفاهيات وراء الأمر ثم قالت بغصة ألمته :-
"أنا أسفة سيد رأفت لا أستطيع أن أوافق أسفة "

تنهد رأفت بضيق إلا أنه لم يتنازل عما يريد وهو يقول بإصرار :-
"حسنا يا داليدا أنا لن أضغط عليكِ كما قلت ..لكن طلبي سيظل قائما حتى توافقي "
أومأت دون أن تعنى حقاً مهمهمة كلمات غير مفهومة وخرجت تاركة أياه ينظر في إثرها بعينين شديدتي التصميم ..
هو لن يتنازل عنها
لم يشعر بهكذا شعور منذ أن كان شاباً
تلك الفتاة تأثره بطلتها الدافئة ونفسها المناضلة
جمالها الحميمي وروحها الهشة رغم قوتها التي لا خلاف عليها
مزيج من رقة الماء..صلابة الصخور..وجمال الأزهار وهو أبداً لن يضيع على قلبه السعادة أكثر من ذلك من حقه أن يحيا من جديد ...!
==================

مساءاً
يرقد على الفراش على جانبه واضعاً كفه تحت رأسه في غرفته الجديدة فمن يوم خطبته المزعومة أعلنت زوجته الإضراب وأوله كان...
لا علاقة له بها ولن تنام معه في غرفة واحدة وعليه تتهرب منه وكأنه شيطان تختفي حين يحضر ..!
عاليته الصغيرة أمامه تجلس متربعة على الفراش ترتدي فستان قصير يصل لركبتيها .. شعرها مقسوم نصفين في تسريحة يطلق عليها قُطتين ولا قِطة هنا غيرها بملامحها التي تتشرب ملامح والدتها يوماً بعد يوم عدا عينيها فهم وكأنهم استنسخوا من سواد عينيه ..
عاليته الوحيدة التي لم تعلن الإضراب عليه بل تلتصق به وكأنه سيهرب منها ...
تثرثر في كل شئ حتى أن نصف أحاديثها غير مفهومة لكنه لا يشبع منها أبداً
هذه الفتاة كقطعة من قلبه هي وأخيها ..تذبل روحه دونهم
قاطع حديثها وهو يشدها إليه يطبع قُبل متتالية على عنقها أضحكتها ثم أرقدها جواره وهو يأخذها بين أحضانه متسائلاً:-
"لما لم تأتي بعُدّي معك ؟"
مطت شفتيها بغضب ثم نظرت لها قائلة بحزن طفولي :-
"لقد رفض وزعق بي "أنا ذاهب لماما""
ضحك من طريقتها وهي تكشر مقلدة أخيها ثم سألها بثرثرة تبسطها دوماً وهو يلمس شعرها:-
"ما هذة التسريحة الجميلة ؟"

والأنثى فُطِرت على الدلال فها هي تهب جالسة مرة أخرى تحرك رأسها للجانبين بغنج وكأن المرأة أمامها ثم تقول فاتحة كفيها الصغيرين ذوات الأظافر الملونة :-
"ملك هي من فعلتهم لي "
ثم تلوي شفتيها بضيق مواصلة :-
"لكنها لم توافق أن تفعل لها المثل وقالت يكفي أنتِ جميلة "
تضع سبابتها على خدها كما تفعل جدتها وتقول :-
"لما ملك حزينة يا حسن أنا أراها تبكي ؟"

غامت عيناه بمرارة وبهتت ابتسامته ولا يعرف بما جيب ابنته بل هو حتى لا يفهم ولم يعد يريد الفهم ...
كيف تبكي ...كيف حزينة وغاضبة ...!!
إنها حتى لم تعترض على خُطبته بالأخرى كما يجب أن يكون ..
ليتها قطعت وجهه تقطيعاً ولم تفعل ما فعلت !
حسناً لا يريد الإجابة
هو لا يريد تعب أو مواجع بعد الأن فليعش كلٍ بطريقته إذاً...
لم تكد عالية تتذمر على شروده حتى فُتِح الباب فجأة على قول ناعم ..مغناج بالأنجليزية :-
"Surprise My Love"
"مفاجأة حبيبي"
اعتدل حسن جالساً بمفاجأة فهو قد نسى بالأساس أنها أخبرته أنها ستمر عليه وأيضا لم يتوقع صعودها لغرفته ولوهلة شرد أتكن صادفت ملك؟!
لكنها لم تمهله التفكيروهي تُقبله على وجنته ثم تستقيم واقفة تناظر ابنته بفضول ...
وكاد يضحك وهو يرنو بنظره لابنته ..
فالأنثى أنثى ولا إعتبار هنا لعُمرٍ
الشرار الذي كان يخرج من عين ابنته كاد أن يقتله حياً هو وريتال معاً
خاصة وهي تصعد جالسة على فخذيه , تُدير له خده عنوةً ..تقبله بغنج ضامة حاجبيها بعدم رضا ثم تتقوقع بين أحضانه واضعه سبابتها بين أسنانها وتنظر للأخرى وكأنها تغيظها
وبمكانها كانت تناظرها بغيظ وشئ من الغيرة لن تستطيع إنكاره
تلك السنتيمترات المعدودة على الأصابع وكأنها تتحداها ؟!
هل رأتها أمها وهي تصف سيارتها بالأسفل فأرسلتها لتحرق دمها بها ؟
هَذُلَتْ..!!!
زفرت عدة أنفاس كي تهدأ من إنفعالها ثم رسمت ابتسامة على شفتيها المطليتين باللون الوردي وقالت بعتاب وهي تجلس على طرف الفراش جواره متجاهلة الصغيرة :-

"يا كسول من المفترض أن أجدك جاهز ألم أرسل لك على الوتساب "
نظر حسن نظرة سريعة على هاتفه الموضوع على طاولة الزينة ثم قبل ابنته وهو يقول :-
"أسف حقاً يا ريتال لقد شغلتني عاليتي الصغيرة ولم أنتبه للهاتف"
كبحت غيظها وهي تقول بعد أن مرت بكفها على وجنة الطفلة بلطف مصطنع :-
"حسناً ليس بالمهم ..هيا قم وارتدي ملابسك كي نخرج سريعاً"
همس لابنته عدة كلمات جعلتها تنزل من الفراش سريعاً متجهة للخارج ولم تنسى أن ترمي تلك التي لا تعرفها بنظرة طفولية شريرة ...
بعد أن خرجت عالية نظر لريتال قائلاً بلطف :-
"لما لا تنتظريني بالأسفل وتتناولين مشروب حتى أتي "
رفعت حاجباً أنيقاً مغمغمة بنعومة :-
"ولما ؟
أنا لن أتحرك من مكاني إلا ونحن معاً"
أجفل حسن متفاجئاً بجرأتها الواثقة في الرد إلا أنه مط شفتيه وهو يتحرك جهة الحمام مبتسماً بزهو رجلٍ بدأت تروقه اللعبة قليلاً ...
دقائق وكان يخرج بعد أن أخذ حمامه مرتدياً سرواله فقط , يمشط شعره المبتل بكفيه مندهشاً من عينيها اللتان تتبعانه دون إجفال رغم إحمرار وجنتيها الطفيف
وهاهي تقترب منه وهو يقف أمام خزانته تفتحها معه قائلة باهتمام أنثوي :-
"دعني أختار لك "
أومأ لها بعينيه تاركاً لها المهمة بداخله شعوران كل منهما يناقض الأخر أميالاً ..!
فحين كانت عنجهيته الذكورية منتشية بما تفعل من إهتمام وولع به
كانت شرقيته مستنكرة جرأتها حد اقترابها بطريقة ظلت أخرى تخجل أن تفعلها شهوراً..
أخرجت له عدة قطع لم ينتبه لها وهي تضعهم بين كفيه ثم تتعلق بعنقه لاثمة ثم تتحرك جهة الشرفة قائلة بتدلل أنثوي :-
"سأدعك لتغير ملابسك ...لا تتأخر علي"

وهناك بأخر الممر حيث جناح شهد من ليالي الحب أقصرها
من لذة العشق أشقاها
ومن لوعة الفراق أقساها...
كانت أخرى تتقلب في الجحيم منذ أن جاءت ابنتها وأخبرتها بما حدث ثم أخبرتها الخادمة وهي تأخذها هي وعُدي للأسفل أن الأخرى مازالت في غرفته لم تخرج بعد ..
هل جربت قبلاً أن شعور الموت سيكون أحن عليك مما تحيا به ؟!
حين تعجز عن التصرف تائهاً لا حول لك سوى العجز!
حين ينعصر قلبك وتجد أن كل ما عشت به وله زائفاً؟
كسكينٍ ثَلِمْ يخبط قلبك مراراً فلا أنت ستنجرح ثم تُشفى
ولا أنت ستظل سليما بل سيبقى الوجع مستمر...
ضحكة أنثوية مائعة أتتها من الخارج قضت على المتبقى من تماسكها فجرت جهة الباب كالمجنونة وباللحظة الأخيرة توقفت ..!
توقفت تخشى على نفسها إنكسارٍ كهذا فعادت تجر أذيال خيبتها وهي تتجه جهة الشرفة تقف وراء الستائر وكأنها مازوشية تهوى تعذيب نفسها بما رأته..
فالأخرى أقل ما يقال عنها أنها ملكة جمال بملامحها الفاتنة وفستانها الصيفي باللون الأصفر يصل إلى ركبتيها دون أكمام ...
شعرها المعقوص بتسريحة أنيقة وبجانبها لم يكن أقل منها جاذبية بملابسه العصرية المكونة من سروال أسود بداخله قميص باللون الأسود وسترة على ذراعه
كانا يبدوان كثنائي خرجا للتو من أحد دور السينما وهو يفتح لها باب السيارة لتركب ...
أغلقت الستائر بعنف وهي تدخل حتى جلست على فراشها شاخصة في الفراغ لثوانٍ وربما دقائق...
صمت...
صمود...
وحشة...
قهر...
غيرة تنهش أحشائها نهشاً ثم بثانية كانت تنفجر في نوبة بكاء هستيرية وهي تضم ساقيها لحضنها تدفن رأسها بينهم بحزن ...
هي لم تعد تتحمل صدقا هنا هو أخرها
بقدر ما تكن له من عشقٍ ..تضمر له من كراهيةٍ وحقد ولا تستطيع التحمل أكثر
إلى هنا ويكفي...
تشعر كمن مشى طريق طويل محفوف بالحجارة والعوائق وعند النهاية وجد أن غيره هو من وصل دون عناء ..!

=======
يتبع بالجزأ التاني من الفصل


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 05:25 AM   #59

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ التاني من الفصل العاشر👇🏻

صف خالد سيارته أسفل منزل نور ثم رفع الهاتف لأذنه يتصل عليها دقيقة وأتاه ردها فقال :-
"أمامك خمسة دقائق وأجدك أمامي "
سمع صوتها المستغرب وهي تسأله :-
"أمامك أين ؟"
"أسفل بيتك وتحديداً شرفتك "
سمع صراخها وهي تقول :-
"خالد يا مجنون !"
بينما يراها تطل من الشرفة تضحك له بفرح ثم يصله صوتها عبر الهاتف قائلة :-
"خمس دقائق وسأكون أمامك "
بعد نصف ساعة ناظرها بغيظ وهو يقول بحنق :-
"خمس دقائق صحيح ؟"
أخرجت له لسانها وهي تركب جواره في السيارة فنظر لملابسها المكونة من بنطال قطني قصير يصل إلى منتصف ساقيها وتعلوه بلوزة من نفس قماشته دون أكمام تحتضن جذعها وسترة مربوطة حول رقبتها بوضع عكسي..طاقيه رياضية تضعها على شعرها الأسود القصير بشكل عكسي
بدأ في قيادة السيارة ناظراً أمامه ثم قال بهدوء:-
"ألم أنبهك أن تحاولي تغيير طريقة ملابسك يا نور "
مطت نور شفتيها بضيق وقالت متكتفه:-
"خالد هل أتيت لي لنواصل شجارنا ؟ ظننتك أتيت لتصالحني "
هز كتفيه وهو يأخذ ملف ما على الطريق السريع ثم قال :-

"ولما أصالحك لقد كان كلامي معك البارحة على الهاتف لصالحك ليس كل من يراكِ بهذه الملابس سيفهمك صحيحاً بل أصحاب العقول القذرة كُثر"
طريقته الجامدة في الرد جعلتها تتراجع عن غضبها قليلاً وهي تفك سترتها حول رقبتها لترتديها ثم نظرت له قائلة بوداعه جلبت الابتسامة لشفتيه :-
"ها لقد أصلحت الأمر قليلاً ..إلى أين ستذهب بي "

غمزها وهو يعود ويركز في قيادة السيارة قائلاً بحماس :-
"دريم بارك كما كنتِ تريدين "
صوت صراخها المرح في السيارة أثار ضحكاته وهو يزيد من سرعة السيارة ليصلوا من أول اليوم ..
وانشغالها بهاتفها جعل الأفكار تتوالى على رأسه تباعاً وهو يسترق لها النظرات بين الفنية والأخرى
هو إلى الأن لا يستطيع أن يضع مسمى لعلاقته مع نور لكن ما يعلمه حقا أنها أخوة أقرب للصداقة مقرونة بالارتياح ...
لقد كان يومها
يكرهها ويشمئز منها لكن ما يعترف به أنها عكس ما كان يظنه تماماً
نور بداخلها طفلة ضائعة ومشتتة تبحث عن مركز ثابت في حياتها لذا هي متعلقة به هكذا ومن سعت لصداقتها معه صحيح أنه يخالف الكثير من بعض مبادئه لأجلها فهي تصعُب عليه بوحدتها وتشتتها هذا مما يجعله دوما يريد أن يعوضها القليل مما تبحث عنه ولا تجده ولا ينكر أيضاً أنه أحياناً يخاف عليها من تهورها وجنونها فهي تفعل كل ما يأتي على بالها دون تفكير فيتعلل بأنه أفضل من غيره ...
أخر اليوم كان يصف سيارته أمام منزلها مرة أخرى بعد أن قضوا اليوم معاً
كانت مبتهجة وسعيدة كما لم يحدث لها قبلاً لقد قضت اليوم كله صراخاً وقفزاً بين الألعاب المختلفة
تشعر أن كل عضلة في جسدها تئن تعباً
ضمت كفيها لبعضهم وهي تنظر لخالد بسعادة تملأ نفسها ثم قالت :-
"حقا لا أجد شئ ممكن أشكرك به يا خالد منذ زمن لم أقضي يوماً سعيداً هكذا "
أمال لها رأسه في حركة مسرحيه وهو يقول :-
"على الرحب سيدة نور نحن هنا لسعادتك "
ابتسمت نور ثم نزلت من السيارة وقبل أن تستدير ملوحة كانت تقذف له قُبلة في الهواء ثم استدارت راكضة إلى بوابة منزلها ...
ضحك خالد بذهول من فعلتها تلك حتى أن أذنيه شعر بسخونتهم لكن قبل أن يتحرك من مكانه كان هاتفه يرن برقم شهاب وفور أن رفع الهاتف لأذنه أتاه صوت شهاب الجامد قائلاً بلهجة أمرة :-
"خالد أنا أعلم أنك في العاصمة أمامك الطريق لأجدك أمامي هنا أنا في انتظارك "
==================

ليلاً...
كان ياسر راقداً على فراشه يشعر وكأن الدنيا حيزت له
أسر ابنه أصبح يثبت نفسه في العمل يوماً بعد يوم , هذا الولد ذكي ولم يحتج مجهوداً كبير ليعتاد دهاء السوق
صحيح أنه مازال متحسس من العلاقة معه كأب وابنه لكن لا يهم
خبرته علمته أن كل شئ سيأتي بالتدريج فقط الصبر!
كما أن خطبته بابنة المحلاوي تأتي بثمارها فهاهو في ظرف شهور تمت دعوته في أكثر من مؤتمر ولم يعد هناك ذرة شك عن وجود ابن شرعي لياسر الجوهري من صلبه
فقط ما ينغص عليه راحته هو شئ واحد تلك الفتاة ملك زوجته ...
لقد كانت كالمجنونة اليوم وهي تقتحم عليه مكتبه صارخة برغبتها في الطلاق ....
هو لا يحب الطريقة التي يتخذها للتعامل معها وهو يضغط عليها بأحفاده لكنها تضطره لذلك
هو لا يريد منغصات في حياة ابنه بعدما أخيراً بدأ يستقر , ونقطة كطلاقه من هذه الفتاة ستعيده لنقطة الصفر معه
لقد اضطرته أن يزجرها معنفاً بقسوة أن تهدأ وتحافظ على بيتها لتكون بين أبنائها وإلا فلا تلومه على ردة فعله المرة القادمة ..
انقلب على جانبه,ساعده أسفل رأسه ومازالت أفكاره تؤرق نومه ...
ماذا يفعل ؟
لما يستكثرون عليه الفرح بابنه والشعور بوجوده ؟!
أكثير عليه أن يرى له ضهراً بعد كل هذة الأعوام عارياً؟
أكثير عليه أن يفرح بابنه عريساً جوار عروسه التي يتمناها العالم أجمع ؟
ألا يكفي أنه حُرِم منه كل هذه الأعوام!
أكثير عليه أن يكون له منه الكثير من الأحفاد الذين يحملون اسمه ؟!
صحيح هو يحب أحفاده لكنه لم يعش تلك اللحظة لم يعش نشوة أن يسمي أحفاده ويفرح بكبرهم أمامه
كما أن ابنه يريد امرأة قوية تشد له عوده في السوق وعالم العمل ولن يحقق هذا سوى ريتال المحلاوي !
لمعت عيناه بتصميم قاسي وقد بدأ النوم يداعب مأقيه ..
"هو لن يسمح لأحد أن يقف في طريق سعادته وسعادة ابنه أبداً!!"
===================

كانت رنا جالسة في غرفتها تتصفح هاتفها مستغلة إنشغال حياة مع شهاب بالخارج
قطبت مضيقة بين حاجبيها وهي ترى صورة لنور أختها لتوها شاركتها على حسابها على الإنستجرام تجمعها هي وخالد البُرعي في إحدى الملاهي كاتبة أسفلها تعليق ..
"my fav best friend"
أخذت تقلب في صفحتها أكثر فوجدت لهم عدة صور معاً
لم يعجبها ما رأت خاصةً أن نور في المرات القليلة التي تجتمع بها معها كانت تأتي بذكر خالد كثيراً لكنها لم تضع ببالها أن هناك علاقة ما تجمعهم ..!
رفعت هاتفها إلى أذنها تهاتف نجلاء والتي أتاها ردها باهتاً بعد فترة مما جعلها تقلق وهي تسألها باهتمام :-
"أمي ما بكِ ..صوتك يبدو مرهقاً هل أنتى بخير ؟"
لم يأتيها سوى رداً بارداً اعتادت عليه فلم يعد ذو أثر قوي كالسابق :-
"لا شئ يا رنا لما تتصلين "
ابتلعت ريقها وهي تتنهد قائلة :-
"هل تعلمين عن علاقة نور وخالد البرعي ؟"
"هل تتصلين من أجل ذلك يا رنا إنه صديقها الجديد على ما أظن لقد رأيته معها مرة "
مطت رنا شفتيها بعدم رضا ثم قالت بهدوء :-
"أمي لكن ما الذي يجمع نور وخالد ليخرجوا سوياً"
تأففت نجلاء عبر الهاتف وهي تزجرها بضجر :-
" لا أصدق كم الفضى الذي أنتِ به لتتصلي وتتحدثي عن شئ يخص أختك وليس لكِ دخل به
المعذرة يا رنا أنا سأغلق فلست متفرغة "
دموعها المسترسلة على وجنتيها في صمت كانت تسخر على فكرتها السابقة أنها لم يعد يهمها
بل يهمها وتظن أن جرحها هذا لن يُشفى أبداً..
الأصوات العالية الأتية من الخارج جعلتها تسحب هاتفها وتخرج لهم وما رأته كان كرسالة تذكير لها أن الله عوضها بما كانت تحتاجه وأكثر..
ارتكنت جانباً تشاهدهم مبتسمة غير منتبهه لدموعها
رائع هو في كل شيء ،وفي الأبوة يسلب الأنفاس ،يخطف الروح ولا تمل من مشاهدته هو وابنته سويا
تحسبه تقليدي في رُقيه لكنه عصري بطريقته
يُجلِس طِفلتهم علي ساقيه ،يضع الهاتف أمامهم فاتحا ً أحد تطبيقات الكاميرا الحديثة ،بفلتر معين تعشقه تلك المدللة الصغيرة ،يضع نظارات علي وجه كل منهم ،بالإضافة إلى عدد من الورود والفيونكات الملونة التي تكلل اوجههم عند النظر للشاشة
ابتسمت وحياة ترفع وجهها إليه قائلة بصوتها الطفولي:_
"اوه بابي ورداتك ،أجمل من ورداتي"
ابتسم بل ضحك وهو يميل عليها يغرقها بسيل قبلاته حتى غرقت في نوبة ضحك هي الأخري ،ابنتها شقية ،مشاكسة ،وماكرة ايضا....
تراها تنظر للهاتف مرة أخري وهي تجبر والدها يتحدث بفلتر تغيير الصوت ،فيفعل ما تريد ،والماكرة الصغيرة تضحك وتنتشي وتقبله من وجنته....
ثم تعود وتنظر للهاتف مرة أخري ومن ثم إليه قائلة:_
"بابي نظارتك جميلة.."
يرفع أحد حاجييه بحنان ومن ثم يقبلها قائلا بحب :_
"نظارتك انت ِ اجمل"
تهز الصغيرة راسها نفياً وهي تزم شفتيها بدلال ، فيضحك ويحملها مبدلاً الاماكن فتتبدل النظارات ،لتهلل الصغيرة بفرح ويضحك هو مائلاً عليها يدغدغها
ضحكاتهم تملأ الشقة ، ولو أُقسِم لأحدهم أنه سيري هذا الوقور ،الحازم في وضع كهذا مع ابنته ،يدللها ،يشاكسها ،يواكب مستوى عقلها، يترك عمله قليلاً من أجلها سيكون كاذب ،الم تعمل معه مرارا ورأت بنفسها...
....!!
ومن هناك انتبه لها فضيق عينيه وهو يراها تبكي وتبدو شاردة
لم يشأ أن يلفت انتباه حياة لبكاء والدتها حتى لا تتأثر فحملها إلى غرفة المعيشة ..يشغل لها التلفاز على أحد قنوات الأطفال ثم خرج عائداً لابنته الكبيرة يرى ما بها
وجدها تحركت من مكانها وعادت إلى غرفتهم جالسة على الفراش تبدو شاردة فجلس جوارها متسائلاً باهتمام وهو يحتوي وجنتيها بين كفيه الكبيرين
"ما بكِ يا رنا لما كنتِ تبكين ؟"
وكما عودها على الصداقة بينهم وأن كل منهم يحكي للأخر انطلقت تقص عليه كل شئ ثم ختمت كلامها بنبرة حزينة :-
" أنا لم أقصد أن أتدخل في حياة أختي يا شهاب أنا فقط خفت عليها لا أكثر "
أخذها شهاب بين أحضانه وهو يقبل رأسها قائلاً قبل أن يرفع الهاتف لأذنه يحدث بن أخيه:-
" اتركِ الموضوع لي أنا سأتحدث مع خالد "

====================

هل لك أن تشرح لي تبريراً لهذه الصورة ؟!"
قالها شهاب رافعاً هاتفه على صورته هو ونور في وجه خالد الذي يجلس معه في صالة منزله ..
أجفل خالد واحمرت أذنيه حرجاً غير متوقعاً لسؤال شهاب
يشعر أنه عاد مراهق صغير يجلس أمام والده بعد أن ضبطه يرسل جواب لزميلته بالمدرسة
حك خالد شعره محركاً عينيه في المكان ثم نظر لشهاب قائلاً بصراحة :-
"هل تشك في ؟"
تكتف شهاب وهو يضجع بظهره على الأريكة ورائه قائلاً:-
"خالد سؤالي اضحاً ماذا بينك وبين نور أخت زوجتي "
ماذا بينه وبين نور ؟
هو نفسه لا يعرف !
هل سيكون مبالغاً لو قال أنها لا تفرق عنده عن حياة الصغيرة شئ!
صغيرة تائهة يشعر جهتها بالحماية والتدليل!
أنثى جميلة تتعلق به فتُنشي غرور الرجل به
أختٍ صغيرة لم يحظى بها
صديقة جميلة لطيفة الصحبة ...
مط شفتيه وهو يشعر بالتخبط وشبك كفيه قائلاً:-
"صدقني يا شهاب ليس بيننا شئ أكثر من الصداقة "
هز شهاب رأسه محاوراً بهدوء:-
"حسناً لن أناقشك في مبدأ الصداقة نفسه يا خالد فنحن مختلفان فيه منذ زمن لكن هل تصل الصداقة إلى نزهة سوياً تصل إلى الملاهي وقضاء يوم كامل بمفردكم عبثاً"
حسناً لا يوجد رد عنده يشعر أنه في موقف لا يحسد عليه ..
تنحنح قائلا في محاولة للتبرير :-
"شهاب الأمر ليس كما تظن"
" خالد أمر واحد سأقوله ضع حداً لما أنت فيه , وإن كنت تلهو معها صدقنى سترى مني وجهاً لن يعجبك فبالاخير هي أخت زوجتي وكان فرضاً عليك أن تراعي هذا تقديراً لي "
بدأت بوادر الغضب تظهر على خالد قائلاً ببعض الحمائية :-
"شهاب لا تظن بي سوءاً أنا أبداً لن أضر نور
إنها تشعر بالوحدة واتخذت مني أخاً ولم أشأ أن أخذلها "
لم يرد عليه شهاب وهو يناظره نظره لم تعجبه ثم باغته سائلاً:-
"هل تكن لنور مشاعر يا خالد ؟"
تسمر لثوانٍ فلم يشأ أن يصل شهاب لهذه النقطة من التفكير فهو لا يحب نور بالمعنى الحرفي للحب لذا احتج على شهاب قائلاً:-
"شهاب ألا ترى أنك تضخم الموضوع كثيراً ..أي حب تقول عنه ..نور كأختٍ لي"
جابهه شهاب هو الأخر :-
"لا يا خالد نور ليست أختك لذا إن لم تكن تحبها أو تكن لها نوع من المشاعر يؤول لارتباطكم فلتبتعد عنها قبل أن تطور مشاعرها هي فما زالت صغيرة "
أطرق خالد برأسه ولم يعجبه ما وصل له الحديث بينه وبين عمه فتنهد قائلاً:-
" شهاب نور وحيدة وأنا أحافظ عليها كأختٍ لي صدقني ولا أستطع أن أكسر بخاطرها وأنا أقطع علاقتي بها دون أسباب "
حسناً بن أخيه يبدو يكن مشاعر ما للفتاة إن لم يكن حب فهو تعلق على الأقل ويتحجج وربما لا يفهم نفسه...
قبل أن يتحدث أي منهم مرة أخرى كانت رنا تدخل عليهم بحياة التي قفزت من بين ذراعي أمها لخالد الذي تلفقها مهللاً
جلست جوار شهاب الذي أفسح لها مكاناً ثم ابتسمت لخالد قائلة :-
" كيف حالك يا خالد ؟"
ابتسم خالد بإحراج للموقف الذي وُضع فيه ورد عليها التحية التي أتبعتها بالدخول في الموضوع مباشرةً مما ذكرها بعمه الذي يبدو بهت عليها :-
" من فضلك يا خالد كلامي في مصلحتك أنت ونور
صحيح أن علاقتي أنا وهي ليست بالأخوة المعروفة لكنها بالأخير أختى وأخاف عليها أيضاً لذا من فضلك أن توجهها للصحيح وهو عدم جواز علاقتكم حفاظاً على مستقبل كل منكم
كما أنها أختي وأعلم كم هي متهورة.. مراهقة الفكر ولا تسمع سوى لهوى نفسها ودون وعي منها قد تتعلق بك فمن الأفضل أن تحدد هذه العلاقة "
حاول خالد أن يبرر فقاطعته قائلة بهدوء:-
"أنت مثل أخي تعلم ذلك لذا كلامي من أجلكم معاً
أقسم يا خالد لو كانت شخصية أخرى ذو وعي ونضج وتعرف مصلحة نفسها لم أكن لأتكلم أبداً لذا من أجلي حدد هذه العلاقة "
لم يستطع أن يقول أي شئ ولا يحتج معها حتى فهو يحترمها ويحبها كأختٍ له لذا أومأ برأسه قائلاً دون اقتناع :-
"حسناً يا رنا "
نهض واقفاً وهو يقول :-
" سأذهب الآن أراكم يوم الجمعة عند جدي "
لكن الصغيرة كان لها رأي أخر وهي تتشبث بساقيه قائلة بتدلل:-
"خذني معك يا خالد لجدو "
ابتسم خالد مقبلاً لها ثم قال وهو ينظر لشهاب المتجهم بسببه:-
" هل أخذها ؟"
سألته رنا :-
"هل أنت ذاهب للبلدة ؟"
أومأ خالد برأسه وهو يتلاعب بشعر الصغيرة قائلاً :-
" نعم سأمر على أبي وأمي وننزل البلدة جميعا "
ثم نظر لشهاب بتساؤل إلا أن شهاب لم يعيره وهو ينظر لرنا متسائلاً :-
" هل تمانعين أن تذهب "
نظرت لصغيرتها المتشبثه بخالد ثم هزت رأسها نفيا ً فقال شهاب :-
" حسناً خذها معك لكن انتظر نبدل لها ملابسها و خذ حقيبتها معك "
بعد نصف ساعة كانت رنا تجلس جواره على نفس الأريكة شاردة فأمسك ذقنها يدير وجهها له بلطف هامساً بعبث رجولي جذاب يخطف قلبها المتيم خطفاً :-
"هل قمت بتسريب حياة عبثاً؟"
زحف الاحمرار لوجنتيها وهي تبتسم خجلاً غامزة بشقاوة جلجلت إثرها ضحكاته الرجولية المنعشة :-
"أصبحت تتشاقى كثيرا أيها الدكتور الوقور "
كانت شقاوته قد بدأت بالفعل فهمست اسمه معاتبة بخجل إلا أنه فاجأها بهمسه الذائب :-
"أنا أريد طفلاً يا رنا "
همست متسائلة من وسط العاطفة التي قد بدأت تجرفهم سوياً:-
"لكن أليست حياة مازلت صغيرة لننجب مرة أخرى ؟"
إلا أنه لم يمهلها التفكير مرة أخرى ولا حتى الرد عليها وهو يغرقها بين شواطئ عاطفته الهادرة التي تذهلها رغم مرور سنوات على زواجهم مدى عمقها واشتعالها غراماً حتى انغلق كل شئ على وعي همسته المشتعلة :-
"أحبكِ يا رنا أحبكِ "
=================
بعد يومين

لا تقترب من الشط حين تكون أمواجه عالية متعللاً أنك لن تغوط كثيراً فالموجة إن جذبتك ستجرفك وحينها أنت غارق لا نقاش في ذلك ..
الفتنة كالموجة لا فرق هُنا بين مؤمن وفاسد الجميع غارق إن لم يحترس ..
شهوة المال كطريق بعيد أمامك مزدان بالمغريات لكنه محفوفٍ بالمخاطر
ولك الخيار فإما أن تجتاز العوائق أمامك طماعاً في المغريات وإما أن تؤثر السلامة متراجعاً...
"(وااااااااو) ما هذه السيارة الجميلة يا أسر لا أصدق جمالها إنها أخر إصدار لشركة ....."
قالتها ريتال بانبهار بعد أن نزلت لحسن الذي هاتفها منذ ساعتين يخبرها أنه سيمر هو عليها للذهاب معاً للمؤتمر المدعوان عليه والذي يخص الحالة الاقتصادية للمشروعات الاستثمارية المشتركة بينهم وبين أخرين "
ابتسم بثقة لاوياً شفتيه وهو يرميها بنظرات ذكورية أصبح يستبيحها شيئاً فشئ
بذلك الفستان الليلكي الذي يحتضن جسدها الملفوف بإنسيابية دون كمين بفتحتين واحدة عند العنق مثلثة وأخرى من القدمين اللتان ترتدي بهم حذاء فضي ذو كعب جعلها تقاربه طولاً
حتى منتصف فخذها
تسريحة جعلت شعرها الأسود الطويل مموجاً حتى كتفيها
ركبت جواره في السيارة الجديدة بعد أن فتح لها الباب مفضلاً أن يقود بدلاً عن السائق ...
مزاجه عالي اليوم ومنتشي فقد حقق عدة إيرادات عالية اليوم جعل كل من بالمؤسسه يشيدون به بذكائه ولم يستطع أن يمنع نفسه من شراء هذه السيارة رغم رقمها الذي تعدى الستة أصفار وماذا فيها ؟!
ليعش قليلاً
هو أسر الجوهري وتلك الفاتنة المتولهة به ريتال المحلاوي
رجال المجتمع أجمعهم يتمنون نظرة منها وهي لا تنظر لسواه ...
بعد عدة ساعات ...
كان يسهران سوياً في مكانٍ ليلي خاص وقد اجتمع معهم عدة رجال أعمال وسيداتهم ...
كانت تتأمله بافتتان يتحدث مع من يفوقونه خبرة سنوات بكل ثقة وفهم
يرتدي بذلة باللون الرصاصي من قماش الكشمير زادته جاذبية خاصة بذقنه المشذبة وعينيه المغريتين
نبرة صوته المتكبرة والفخمة كل ما به يجعلها تتعلق به يوماً بعد يوم
فقط ما ينغص عليها كل شئ هو مسألة زواجه من تلك الصعلوكة التي جلبت عنها جميع المعلومات وعلمت أنها ليس لها سوى أختين يعيشان بالخارج وأمها على عكس ما قال المدعو خالد
ما برد نارها قليلاً هو أنها علمت أنها تزوجته ليستر فضيحتها أي أنه لم يكن بينهم قصة حب ولن يكون
أسر الجوهري لها وفقط !
عادت من شرودها على همسه جوار أذنها ماذا تشرب والنادل متوقف يأخذ طلبات الجميع والتي لم تخلو من بعض الكحوليات كما طلب أخرين ..
بعد أن تم وضع المشروبات وكاد يتناول عصير البرتقال الذي طلبه قاطعه أحدهم بدهاء ساخر ولم يكن سوى زيان الخولي أحد الشباب المشترك معهم في المشروع الجديد وابن أحد أكبر رجال الأعمال وهو يرفع كأسٍ ما لشفتيه قائلاً وهو يرفع أحد حاجبيه :-
" ألم تكبر بعد على البرتقال يا بشمهندس أسر ؟" ثم حرك الكأس جهته وهو يقول باقتراح :-
"لما لا تجرب الشمبانيا لن أقول لك كونياك مرة واحدة ؟"
راقبت ريتال توتر حسن وبوادر الغضب التي بدأت تظهر عليه فابتسمت ملطفة الجو وهي تقول :-
"زيان ما لك أنت لتشرب ما تريد ودع كل منا كذلك "
مط الأخير شفتيه وهو يقول بدبلوماسية :-
"حسناً حسناً على راحتكم كان مجرد اقتراح لا أكثر!"
لكن ما فاجئ الجميع ما بين معجب ومتوتر هو حسن الذي كان يلتقط الكأس الذي قربه الأخر منه قبل قليل وهو يرفعه قائلاً بتحدي :-
" وماذا فيها يا سيد زيان !"
مط شفتيه بسخريه وهو يقول بالأنجليزيه قبل أن يرفع الكأس لفمه يشربه بتحدي متغاضياً عن طعمه اللاذع والغريب:-
"it's just bubbly"
"إنها فقط الشمبانيا "
===================

غرفة معتمة منذ الأمس..تنام أسفل الغطاء لا يظهر منها شئ
بين النوم والاستيقاظ عقلها
تأخذ أنفاسها بصعوبة وثمة ما يجثم على صدرها فلا تستطيع الخلاص
لقد هاتفها رفعت مُلقياً يمين الطلاق بنبرة متوعدة ارتعدت منها الأنثى فيها
بعدها أرسل لها أكمل صورة العقدين في يده دون أي كلمة أخرى ..
هل تنكر أنها بأعمق نقطة في نفسها ممتنة له !
داخلها إثنان متناقضتان
واحدة مستنكرة أن تكون يد العون التي انتشلتها هي يدٍ ملوثة كأكمل البدوي
واحدة أخرى مطمئنة له ..أمنة في حمايته..وشاكرة بكل ما بداخلها من امتنان لما فعله معها
انقلبت على ظهرها تضع ساعدها على عينيها مفكرة
تريد أن تعرف خطواتها الفترة القادمة
تشعر أنها تحتاج لفترة تفصل بها عن كل شئ حتى تستطيع البدء من جديد
يبقى شئ واحد يؤرق مضجعها وهو طلب أكمل للزواج منها لحمايتها المزعومة والذي لم يكرره مرة أخرى
هل حقا قد تضطر أن تتزوج أحدهم لمجرد حمايتها من قذر كرفعت ؟ّ!
أتورط نفسها في زواج ومِن مَن ؟
من أكمل البدوي الذي لطالما نظرت له نظرة دونية ووقفت أمامه معادية يوماً
"غدي"
صراخ أبيها الغاضب الآتي من الخارج نفضها من فراشها بهلع وقد وقع قلبها بين قدميها دون أن تعلم ماذا حدث؟!
باب غرفتها يفتح بعنف تبعه خبطة لزر النور الذي غشى عينيها فأغمضتهم بقوة ثم عادت وفتحتهم جزعة من منظر والدها أمامها بوجهه الغاضب شديد الإحمرار وقد نفرت عروقه وبرقت عينيه وهو يرمي ورقة ما بوجهها هادراً بغضب وأمها جواره تحاول تهدأته ولا تفهم شئ مثلها
"ماهذا ؟"
انحنت تلتقط الورقة بأيدٍ مرتعشة وفور أن رأتها تزعزع قلبها هلعاً ووجهها يشحب بقوة حتى ما عادت قادرة على النطق ...
" انطقي يا غدي وأخبريني ما هذا ولا تستنفذي حُلمي عليكِ أكثر من هذا"
ازدردت ريقها الجاف بالأساس بصعوبة وهي تنطق بحزن كسر قلب الأب به :-
"سامحني يا بابا ...سامحني لكن ليس الأمر كما تظن "
خذلته قدماه على الوقوف فصرخت زوجته وهي تجر كرسي له يجلس عليه فأمرها قائلاً بوهن :-
"أخرجي … اتركينا يا ثريا "
نظرت له ولابنتها بحيرة وهي لا تعلم أي مصيبة ارتكبتها ابنتها لكن حالة زوجتها أجبرتها على الخروج ..
التفت إلى ابنته زاجراً وهو يقول بقسوة:-
"اجلسي واخبريني يا غدي فمازلت إلى الأن ألجم نفسي عنكِ"
كانت قد أخذت أنفاسها قليلاً فجلست على الفراش ورائها وقد اتقدت بها نار الغيرة على ذاتها فنفثت بها بعض من الروح لتدافع عن نفسها وبدأت تقص عليه الأمر بثبات بدايةً من اختطافها حتى رسالة أكمل مُتغافلة عن بعض التفاصيل التي لن تفيد بشئ سوى كسرة والدها أكثر
أنهت حديثها ببهوت قائلة :-
"فقط هذا كل شئ أقسم لك يا أبي"
وكأنها كانت تعدو في سباق طويل لا نهاية له حتى دوت صفعة والدها التي لم تحدث بعمرها على وجهها عالية قوية كحد سيف لطم وجنتها فشق قلبها ...
روحها ثائرة كلبؤة شرسة تكالبوا عليها فتزأر بعواءٍ جريح ..
تنتفض جاثية على ركبتيها أسفل قدمي والدها ولم تعد تراه من كثرة دموعها إلا أنها أبت عليه إنحناء ظهره وإنكسار عينيه فتتوسله ماسكة كفيه قائلة بقوة :-
"أقسم يا أبي كان رغماً عني كل شئ"
دفعها عامر بقسوة زاعقاً:-
"اخرسي يا غدي ..أخرسي لقد أعطيتك ثقة لم تكوني أهلٍ لها
تركتك ولم أشأ أن أقف أمام جموحك وبالأخير ماذا يا ابنتي
لقد خذلتني يا ابنة عامر خذلتيني"
نهضت غدي بقوة تحاول الدفاع عن نفسها
ليحترق العالم بأكمله إلا أن يُخذَل فيها أبيها !!
وقد خذلته
خذلته شر خذلة..!
لم يعطها فرصة للحديث وقد
نهض واقفاً وهو يرفع سبابته في وجهها محذراً:-
" من اليوم لا خروج لكِ من المنزل ولا عمل لكِ يا غدي
وليعينني الله أحاول أن أتفاهم مع هذا الوغد كي يبتعد عن طريقك "
"لست بغية يا أبي كي لا أخرج من المنزل " دافعت بشراسة وهى ترى نظرة والدها الدونية لها إلا أنه عنفها صارخاً:-
"هل مازلتِ تتحدثِ
حريٍ بكِ ألا ترفعِ رأسك أبداً بعدما أوصلتينا له ؟!"
وتهدج صوته مردفاً بانكسار نزع روحها :-
"ابنتي أنا ابنة عامر البرعي لها ورقة زواج عرفي مسبقة "
رماها بنظرة قاسية ثم حذرها قبل أن يخرج :-
"لا أريد أن أرى وجهكِ أمامي أبداً يا غدي أبداً"
صفع الباب بقسوة تاركاً روحها تتقافز مع الشياطين
شدت غدي شعرها بأصابعها بقسوة حتى اقتلعت جذوره بين كفيها
رباه ماذا تفعل !!
لقد خسرت نفسها
لقد خسرت والدها
كسرت من كان ظهراً لها فأحنته تخبط على الفراش بكفيها ولا يلوح أمام عينيها سوى رغبتها في قتل رفعت عمران حتى تقتلع أعضاؤه بكفيها وليته يكفي
ما بداخلها من جحيم لا يشفع له سوى أن تراه يحترق حياً أمامها ..
أيقول والدها أنه يريد التفاهم معه ؟!
أي تفاهم مع هذا القذر ..أي تفاهم ..!!
يبدو أنه لن يتركها بحالها كما أخبرها أكمل البدوي
لم يعد بيدها شئ ..
لم يعد أمامها سواه لتطلب مساعدته
تشعر أن نفسها تسخر منها بتدني وهي تراها تنحوج لمن كان يوما دون نظرها ..
حين يموت التعبير عن المك..!
حين
تتكالب عليك الحياة
وحين يظنون بك الظنون
حين يخونك ذكائك وحين يسخر منك كبريائك
حين تسقط نفسك من أعلى العليين وتجدها في أسفل سافلين ..
وحين تجد روحك من درج العزة إلى درك الذل والضعة فلا مسلك لك سوى الضياع أكثر!
ربما أقسى ما تصفعك به نفسك حين تجدها ما كانت تسلك إلا دربٍ مسدود بالضياع
هل السعي وراء الحق لم يكن سوى بداية الخيط الذي يجذبها إلى الهوان ؟!
ألا ينتصر في هذه الدنيا سوى صاحبي النفوس الخبيثة
ماذا جنت من عنادها وسماعها لصوت نفسها لا غير ؟!
اللعنة عليها !
اللعنة عليه وعلى قذارته المغموسة ببئرٍ من سواد لا قرار له!
ليته ذبحها ولا فعل ما فعل
لقد قضى عليها تماماً بفعلته هذه ..!!!
ليتها ماتت ولا ترى اليوم الذي تخجل فيه أن تنظر لذاتها في المرأة
أهذه تلك التي كانت تناظرها بكل عزة وأنفة ؟
ما بالها ما أصبحت سوى إنعكاس لشرخٍ بخسٍ من روحٍ مذبوحة !
==================

وقف يلهث من صعود السلالم واضعاً كفيه في جانبيه وهو يدور بعينيه في أنحاء (الكافية ) حتى أبصرها أخيراً..
تنهد عمار براحة وهو يأخذ أنفاسه حتى يذهب لها
منذ ذلك اليوم الذي أخبرها فيه بإرادته في الزواج منها وأنه سيهاتفها ولم يفعل فقد صُدم يومها بما يفكر فيه والده ورغبته بالزواج وهي لا تعيره اهتمام ..
ترفض الاستماع له حتى بتعنت سخيف حتى أنها أصدرت أوامر في الجريدة بعدم دخول أحد لغرفة مكتبها وهو لم يكن إستثناء بل يشعر أنه المقصود ...
لقد دار كثيرا حتى يعرف طريقة يصل بها إليها غير الهاتف فهو كان متيقن من عدم ردها وأخيراً من خلال تجوله على صفحتها الشخصية على الفيسبوك أنها تجلس في هذا المقهى (الكافية ) المطل على البحر كل خميس لتكتب مقالها الجديد ...
نظر لنفسه في مرٱة جانبية ثم وضع كفيه في جيبي سروالة الجينز ثم مشى نحوها بخطوات واثقة ...
قطبت من الظل المخيم عليها فرفعت وجهها وتسمرت عينيها على الواقف أمامها بكامل عنجهيته يناظرها بثقة وكأنه يتحدها الهرب !
كيف تصف إحساسها أمام هذا الثقيل ..لما لا تعرف نفسها وكأنها أخرى في حضرته
تتلعثم وتحمر خجلاً وكأن عفريتة مائلة تلبستها
ذلك الأحمق بين ضلوعها يتقافز بتسارع وكأنه كان ينتظر مبادرته
أين ثقتها وقوتها المزعومة تفر هاربة في حضرة عينيه الوقحتين
وهي لا تريد ذلك
لا تريد ذلك أبداً ...
تنحنحت جالبة لنفسها المشتتة ثباتٍ تدعي أنه جزأً منها وهي تقول بثقة :-
" ماذا تريد يا أستاذ عمار ؟"
مطة غير راضية من شفتيه يصاحبها رفعة لأحد حاجبيه وهو يشد الكرسي المقابل لها جالسا ً عليه دون استئذان مهمهماً بتهكم :-
"أستاذ !!"
أومأ برأسه قبل أن تنفعل ثم قال :-
"حسناً لندعها أستاذ حتى نتفاهم "
ارتشفت من مشروبها البارد ..الذي هدأ من بعض الشحنات في جسدها ثم شبكت كفيها قائلة بحزم :-
" لا يوجد شئ نتفاهم عليه ..أنا حتى لم أسمح لك بالجلوس ..لذا من فضلك دعني أعمل أو سأذهب أنا"
حسناً هي منفعلة ولها الحق .. أسبل أهدابه يحك ذقنه ببعض الضيق ثم تنهد قائلا برقة وقد غلبته عاطفته أمام ضيقها منه :-
" سنا ذلك اليوم الذي قلت لكِ أني سأهاتفك فيه ولم أفعل ولم أتى للعمل باليوم الثاني أقسم أني كنت اكتشفت مصيبة عائلية إلى الآن لا أعرف كيف ستنحل "
رفعت أحد حاجبيها وكأنها لا تصدقه خاصة ً وهو يواصل :-
"حتى رغبتي في الزواج منكِ أنا جاد فيها "
زفر نفساً ساخناً ومشاعره تثور لمجرد نطق كلمة يتوق لها فأسر عينيها بعمق مشاعره المترقرقة في عينيه الضيقتين ..
يا الله
هو يحب سنا الفارس
يحبها بقوة شخصيتها التي يريدها أن تضعف لحبه فقط لا لشئ أخر
ببراءة عاطفتها المتألقة في سواد عينيها الحائرتين ..بحمرة وجنتيها السمراوتين
يذوب رغبةً في عاطفة قوية تبادله إياها بشغف يضاعف شغفه الذي يمسك عليه روحه
كيف يكون شغف امرأة كهذه بكل تلك الرقة وكل ذاك الشموخ !
زجرتها له منبهة باسمه ويبدو لم يعجبها تحديقه السافر بها جعله يقول :-
"أنا أسف يا سنا "
ثم ازدرد ريقه بصعوبة هامساً بتحشرج عاطفي حار فاض كيله :-
"لكني لست أسف على أني أحبكِ وأحبك وأحبك "
هل تُخطف الروح ؟
وكأنك لم تكن تملكها أبداً بل تحرسها حتى تذهب لمالكها دون إذنٍ منك ؟!
تلك الكهرباء الساخنة التي زحفت بطول جسدها ..قشعريرة عنيفة اهتز لها قلبها وكأنه كان يهفو لما سمع رغم عدم توقعها نطقه بكل تلك الجرأة والعاطفة الجياشة
وجنتيها ستحترقان خجلاً وهو يناظرها هكذا وكأنه لم ينظر لأنثى قبلاً
ذلك الألق اللامع في عينيه الذي يجيد تصويب سهامه لروحها التي لم تشهد لها ضعفاً كهذا من قبل
ضعفاً شديد الوقع لكنه لذيذ الأثر
رباه ماذا يحدث لها ؟!
"يجب..يجب أن أذهب"
قالتها بتلعثم مسبلة أهدابها بخفر وهي تقرن قولها بالفعل وهي تسحب حاسوبها وحقيبتها وتذهب مسرعة..
ابتسم بثقة وهو يتركها دون أن يضغط علها متفهماً مشاعرها الأن كأي فتاة طبيعية لكنه أبداً لن يهدأ حتى تكون له

=====================

صوت صرير السيارة العالي على الطريق السريع فور أن ضغط على المكابح بقوة وهو يكاد أن يودي بحياته في حادث جعل عدة سيارات تطلق صفيراً عاليا وقد كادوا أن يصطدموا ببعضهم بعد أن فاجئتهم فعلته...
أخذ يعُب الهواء في صدره وهو يشعر أنه يكاد يختنق من هول المشاعر التي ألمت به وهو يقرأ رسالتها التي بعثتها لتوها عرضاً
"أنا موافقة على الزواج"
شغل سيارته مرة أخرى بكفين مرتعشين حتى صفها جانباً بعيداً عن الطريق في منطقة خالية ...
استند بجبهته على المقود بعد أن فتح النافذة جواره علّ الهواء البارد يخف عليه قليلاً من حرارة مشاعره الثائرة والجملة تتراقص أمام عينيه وكأنها تتراقص على حواسه التائقة ..
يرفع كفه يحركه على صدره بقوة وكأنه يهدأ من قرع الثائر بين ضلوعه ...
كيف تكون حلاوة جملة كهذه مُرة هكذا كترنيمة عذبة الصوت لكنها حزينة الوقع
كزرعة نضرة المنظر لكن نبتها شديد السُمية
كمسارٍ محاطٍ بالزروع لكنه موصد بقطعة من الجحيم
كجديلة ناعمة الملمس لكنها كثيرة العقد ..
"
أه ...أه يا غدي
أه لكِ ومنكِ
أه
من قلب يعربد بين ضلوعي شوقا لضمك وعقلا يزمجر معنفاً لأبتعد عنكِ
أه منكِ ومن حبي لكِ الذي سأضطر لدفع ثمنه غالياً أكثر مما قد تظنين "
يهمسها بصوته الأجش المثخن بالعاطفة وبصره شاخصاً في الفراغ متخيلاً ما قد سيقدمه من تنازل للبدوي من أجل ألا يجرح رمشٍ من تلك الأبية ...
بعد ساعتين ...
حين شعر بالحياة تضيق به أتى عند الحاجة خديجة طالباً النوم والراحة وهو يسلم عَليٌ لها في عهدتها
راحة يتلمسها بين جدران بيتها النابض بالطيبة
طيبتها التي طبعتها على كل ركن في البيت
راحة تسكنه مجرد أن يلمس جسده نعومة الفراش البسيط في تلك الغرفة الصغيرة التي أعتمها تماماً وهو يرقد عليه ساقطاً في نوم ينشده منذ أيام
ويبدو أنه غارقاً في دوامة نومه منذ ساعات حتى بدأ يستيقظ عاقداً حاجبيه بلا وعي على ثقل صغير يجثم على صدره
أنامل رقيقة تمسك صدغيه وبلولة ريق عذبة على فكه الخشن ترافقها دغدغة أسنان صغيرة
أغمض عينيه بقوة ثم فتحهم نافضاً عنه النعاس وهو يأخذه بذراعيه يضعه جواره ماسحاً فكه بكف يده هامساً بصوت أجش لعَليٌ الضاحك فرحاً لرؤيته مستيقظ:_
"هل هذه طريقة تُيقظ والدك بها يا فتى ؟"
اقترب منه عَليٌ ساندا ً رأسه الصغيرة على كتفه وهو يحتوى صدغه بكفه الصغيرة قائلاً بطريقته المحببة :_
" اشتقت... إليك ...أكمل... "
هزة وجدانية أصابته إثر ثلاث كلمات بسيطة النطق عميقة المعنى على قلبه المكلوم
كلمات عاطفية صادقة من قلب برئ خُلِق من رحم الطهارة
طهارة تُحيل سواده إلى شظايا متناثرة وهي تتحدى دنسه أن يقترب في حضرتها
انشرحت ملامحه الكئيبة وهو ويضمه إليه دافناً رأسه في عنقه الصغير
عَليٌ الذي دوماً يشعر بما يعانيه حتى وإن لم يفهمه وهاهو يضم جسده الصغير له أقرب مربتاً عليه بكفه في مؤازره وجدانية تخشع لها المشاعر
سحب نفساً عميقاً يعبأ به صدره المختنق قبل أن يعتدل مرة أخرى وهمس مبتسماً وهو يداعب شعره الناعم :_
"هل افتقدت أبيك يا ولد..."
يتلكأ قليلاً ثم يهمس بخوف يعتريه :_
"هل تحب أكمل يا عَليٌ ؟
هل تغضب مني يوماً "
ضيق عَليّ عينيه الجميلتين وكأنه يفكر خابطاً كفيه ببعضهم في وضع التصفيق ثم قال بنبره هامسة يقلده :_
"أكمل ...روح عَليّ ... عَليّ يحب أكمل جدا "

=================

دفعت داليدا الباب الخشبي للبيت الذي تسكن به فأجفلت وهي تجد الشقة التي كانت تسكنها صاحبة البيت بالدور الأرضي مفتوحة
تقهقرت خطوة للوراء بتحفز وهي تبصر جثة ضخمة لجسد بشري يرتدي فانلته الداخلية وسرواله البيتي تطل من الداخل والذي ناظرها في البداية بفضول وكأنه يستكشفها ..
وابتسامة لا تعلم لما رأتها لزجة خاصةً بأسنانه الصفراء كعلامة لرجل حريقة سجائر كما يقولون :-
" أنا الساكن الجديد هل أنتِ جارتي التي تسكن فوق "
أومأت داليدا وهي تناظره بتوجس حذر لكنها تقهقرت خطوة لا إرادية للوراء وهي ترى نظراته التي تمر على قدها وكأنه يفصلها تفصيلاً
ابتلعت ريقها وهي تضم سترتها عليها بإحكام ثم تمر من جانبه مسرعة تصعد إلى الأعلى وكأنه وباء تاركه إياه يتابعها بعينيه بتركيز وهو يحك مؤخرة رأسه ...
فور أن دخلت الشقة انخلع قلبها على صوت جدها الواهن ينادي عليها باستنجاد :-
" يا دليلة الحقي الصغيرة يا دليلة "
ثم يصيح بحشرجة بكاء :-
"ستموت ..ستموت مثل ابني "
إبراهيم الصغير يحتوي رأس أختها الشاحبة مغمضة العينين بين كفيه الصغيرين وهو يرتعش باكياً
رمت كل ما بيدها وهي تقفز جاثية أمام جسد أختها المتيبس
درجة حرارتها التي تكاد تحرق الشقة وما فيها
عضت بقسوة جانب خدها حتى لا تبكي أمامهم ومالت حابسة أنفاسها وهي تضع سبابتها أسفل أنفها فتشهق وهي تعب الهواء لصدرها بعد أن وجدت نفس أختها الصغيرة موجود لكنه شديد السخونة
حملتها بين ذراعيها وهي تنهض مسرعة جهة الخارج ثم التفتت للصغير الباكي قائلة بتماسك حنون :-
" لا تبكي يا صغيري ستكون بخير "
وقف الصغير وهو يقترب منها قائلا بتوسل باكي يمسح عينيه بظهر كفه :-
" هل ستعودين بها ؟"
حشرجة بكاء غصت بصدرها لكنها أومأت بابتسامة مرتجفة وقالت :-
"أعدك سأعود بها لا تخف "
ثم ألقت نظرة على جدها الذي ذهب لعالمه وأوصته بحنان :-
"أغلق الباب ورائي واهتم بجدك إلى أن أتى "
قفزت السلالم مسرعة وهي تضم أختها لصدرها بقوة متوسلة وقد تركت لدموعها العنان هامسة :-
" تماسكي يا صغيرتي من أجلي تماسكي "
لم تعير ذلك الجار العجيب الذي يناديها مندهشاً وهو يراها تجري جهة الخارج وشعرها الطويل انسدل ورائها كجنية هاربة من الأساطير ...
" يا ست داليدا "
لكن ندائه ذهب أدراج الرياح وهي تركب أول سيارة أجرة قابلتها ...
بعد ساعة ونصف ..
كانت تمشي في طوارئ المشفى ذهاباً وأياباً بقلق وقد أخذوا أختها منها منذ أن وصلت ولم تخرج إلى الأن ...
دقائق وأبصرت الممرضة تخرج فجرت تسألها بلهفة :-
" هل هي بخير ؟"
أومأت الممرضة وقالت :-
" نعم لقد لحقناها لا تقلقي لكن الطبيب يريدك في مكتبه"
جلست أمام الطبيب الذي بدأ بأخذ المعلومات عن أختها ثم سألها بنبرة حادة :-
"هل عرضتم أختك من قبل يا أنسة داليدا؟"
ناظرته بحيرة فأردف ببعض الغضب :-
"أختك بالتأكيد كانت تتعب كان يصبيها بعض الأعراض كالغثيان وفقدان الشهية وربما تورم أحد الأطراف"
مازالت لا تفهم !
"نعم كل هذا حدث وربما أكثر لكن طبيب الوحدة الصحية كان يقول أنه ضعفٍ عام"
ناظرها ببعض الإشفاق وهو يهز رأسه بأسف قائلاً:-
" هل تعلمين أين أختك الأن يا أنسة داليدا ؟"
سألته بعينيها الدامعتين وكأنها تستشعر السوء يلوح في الأفق دون أن تجد القدرة على النطق..
لكن ما نطقه هو كان كصخرة من رُصاصٍ قُدت على جبل قلبها فأحالته ركاماً
"أختك بوحدة الكُلى مصابة بالفشل الكلوي في مرحلة مُتأخرة "

انتهى


ياريت تركزوا كويس في الأحداث وتفاصيل الشخصيات وبلاش أحكام مسبقة لحد ما نعرف الأبطال مودينا ع فين 🙈🙈

في انتظار ارائكم وتعليقاتكم وردود فعلكم
في رعاية الله وحفظه يا أحباب


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 10:14 AM   #60

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

داليدا تضظر للزواج من رفعت انا متاطة ياليت فقط نجلاء تنفصل عنه اكرامتها و لا تقبل الذل اتمني ان يندم اراد ان يستعيد شبابه يا للقرف و الانانية ,,,,اما حسن لقد زلت رجلك و انتهي الامر كما قلت الفتن تغرق باصحابها و مازال ان متاكدة ان علاقته بريتال ستتطور اكتر اين حبك المزعوم لملك ها لو كنت تحبها لما فعلت كل هذ ا مع ريتال لقد خنتها ،،،،،ستستفيق متاخرعندما تخسرها ارجو منك ان تطلقيها اريد ان بتعذب اضعاف المسكينة ملك و ان لا تعود اليه الخائن لا يستحق ابدا فرصة تانية
عزه سعد likes this.

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.