آخر 10 مشاركات
رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          مهلاُ يا قدر / للكاتبة أقدار ، مكتملة (الكاتـب : لامارا - )           »          روايه روحي لك وحدك للكاتبه (ريم الحجر) روايه رائعه لا تفوتكم (الكاتـب : nahe24 - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          المستفيد الحبيب - أن هامبسون - عبير - عدد ممتاز (الكاتـب : pink moon - )           »          1117 - الفترة التجريبية - كاى ثورب - عبير دار النحاس (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          4 - سيدة القصر الجنوبي - جانيت دايلي (الكاتـب : pink moon - )           »          3- من اجل حفنة من الجنيهات - كاي ثورب - ع.ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-03-22, 07:06 AM   #591

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها


الإشراقة الخامسة والثلاثين تلت أجزاء كل جزأ في مشاركة لوحده
التلاتة تحت بعض


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-22, 07:10 AM   #592

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ الأول من الإشراقة 👇🏻

#جلسات_الأربعاء

التملك قرين التعود وكلاهما وسواسان الحب
تحب ثم يصيبك زهو العشق فتجد نفسك مولعاً بالتملك
وحين تملك تأمن فيصيبك ملل التعود وتفقد بريق الزهو رويداً فتنعمي عينيك عن كل شئ سوا نفسك

الإشراقة الخامسة والثلاثين

حين تخرج من اختبار المحنة تتجلى لك الحكمة في البلاء!

منذ أن طُلقت وتم تسوية الأوراق الرسمية وتنازلت له عن كل حقوقها وهي لم تراه ولم تسمع عنه شئ حتى صُدمت حين أخذت إجازة من العمل لزواج صاحبه أن العروس لم تكن سوى ابنته هو
تلك الفتاة الصغيرة التي مراراً ما ترددت على مكتب السيد خالد لم تكن من بين كل البشر ابنة السيدة التي كانت هي سبباً في هدم بيتها
فكرت كثيراً أن تذهب لها لتستسمحها لكنها كانت تعود وتتخاذل وهي تتذكرالموقف الأخير والوحيد الذي رأتها به
يوم فضيحتها
يوم لن تنسى لها صنيعها فيه مُراً وحُلواً
مُراً حين أفشت سرها الذي تعرف جيداً كيف توصلت له
مُراً حين اشمأزت منهاً بنظراتها وكلامها
مُراً حين فضحتها أمام زوجها شر فضيحه فتركها دون أن يتذكر لها شيئاً واحداً جيد
وحُلواً لأنها كانت سبباً في خلاصها من حبلاً كان يلف حول رقبتها كل يوم أكثر من الأخر
حبلاً كان يخنقها حين ترى بعينيه الحب له ولم تكن هي سوى ممثلة بارعة حتى ترضيه علها تكفر في القليل من ذنبها معه
هي تعذر كره المرأة لها ولم تستنكر فعلتها حتى
من التي ترى زوجها يحب غيرها ولا تثور ثورتها ويفور عقلها
زفرت بهم وهي تسند جبهتها على رأسها شاردة في البعيد

" لما كل هذة الزفرة وهذا الهم يا سيدة داليدا ؟"

التفتت داليدا مبتسمة بانشراح لصديقتها في العمل وجارتها حديثاً
فقد انتقلت من السكن الذي جلبه السيد وائل للشقة المجاورة لخديجة حتى تكن أقرب للعمل
خديجة الحلبي الفتاة العصامية كما تلقب نفسها دوماً

" هاي يا سيدة أين ذهبتِ عني أريد أن أتناول الإفطار فأنا جائعة "
ضحكت داليدا برقة ثم قالت وهي تخبط كفيها ببعضهم البعض :-
" يا فتاة من يرى ملامحك الرقيقة وجسدك الصغير لا يقول أنكِ تتناولين كل هذة الكميات من الطعام "
عدلت خديجة وضع نظارتها التي ترتديها أثناء العمل فقط على وجهها ثم نظرت لها بامتعاض وهي تقول :-
" الله أكبر بوجهكِ هذة الأشياء تُحسد "
ثم عادت وقطبت قائلة بملل مصطنع :-
" أخبريني ماذا أجلب لكِ معي قبل أن يأتي العريس الهُمام "
رفعت داليدا حاجبيها قائلة :-
"لا أعرف والله لما أنتما الاثنان لا تطيقان بعضكما رغم طيبة قلب كل منكما "
أشارت لها خديجة بملل فنهضت داليدا قائلة :-
"سأتِ معك"
دقائق وكانتا بالشارع يسيران حتى توقفت خديجة عند مطعم للفول والفلافل وقالت بحماس مضحك :-
" ادخلي لتجلبي لي شطائر الفلافل واجعليه يضع عليها طحينة وسلطة "
نظرت لها داليدا قائلة :-
"لا أعرف من منا المصرية أنا أو أنتِ "
عقدت خديجة حاجبيها بنيان اللون وهي تقول بتحذير :-
" نعم يا ست داليدا أولاً أنا نصفي مصري وعمري تقريباً قضيته هنا"
ثم ضحكت تخبط برأس قبضتها المضمومة على كفها المفتوح وقالت غامزة :-

" وبالختم أيضاً "

بعد مرور ساعتين ...
رفع خالد رأسه عن الأوراق أمامه وقال بلطف :-
" من الذي قام بالتصاميم الأخيرة يا داليدا ؟"
اقتربت داليدا تنظر لنسخة الأوراق بيدها ثم قالت بتردد :-
"إنها خديجة سيد خالد وقد ساعدتها فيها "
ناظرها خالد بعدم رضا وتأنيب عن دفاعها عن الأخرى ثم أومأ برأسه قائلاً :-
" حسناً أرسليها لي "
بالخارج ...
" تأكلين هنا وتاركة العالم يخرب بالخارج "
قالتها داليدا بنزق وهي تدخل على خديجة الغرفة والتي كانت تتناول قطع من البسكويت دوما ما يكون معها
رفعت خديجة رأسها وهي تضبط حجابها بشاشة الحاسوب أمامها قائلة بملل ضائق :-
" ماذا حدث ؟"
" التصاميم الأخيرة التي قمتِ بها بها أخطاء والسيد خالد يريدك "
مطت خديجة شفتيها بتبرم قائلة :-
" لا يعجبه العجب
حسنا سأذهب له "
دقائق وكانت تدخل عليه غرفة مكتبه قائلة بسرعه :-
" نعم سيد خالد ماهي الأخطاء التي بالتصاميم "
رفع خالد حاجبيه متضايقاً من السرعة التي دوماً ما تتحدث بها قائلاً:-
" أنسة خديجة أنا لم أذن لكِ بالدخول هذا أولاً "

"قبل أن تقول ثانياً لقد طرقت الباب وانتظرت دقيقة ثم دخلت "
"لن يخلص من لسانها أبداً " حدث نفسه
هذة الفتاة بددت كل نظرية سمعها عن الفتيات الشاميات ورقتهم وغنجهم المشهور
لا تشبههم في شئ بل هي أقرب لفتاة مصرية أصيلة التقطوها من حارة شعبية وألبسوها ملامح الشوام ورقة نبرتهم الندية
" أنسة خديجة ما هذة الألوان التي قمتِ بإضافتها للتصاميم ألم أخبرك عند أخر تعديل أنه جيد "
مطت خديجة شفتيها تعدل من وضع نظارتها ثم قالت باعتداد :-
"الألوان أضفت لهم جمالاً
إنها إعلانات دعايا لمركز تجميل سيد خالد شئ لا تفهم به "
" ماذا ؟"
تنحنحت خديجة ثم قالت دون أن تفقد ذرة من ثقتها :-
" يعني إنها الحقيقة إنه شئ أنثوي إذا أنا الأكثر فهماً به وليس أنت
أقصد حضرتك "
" وهل ظل بها حضرتك ؟
ماذا أفهم من كلامك هذا ؟" قالها خالد بغيظ ابتسمت له بسماجة قائلة :-
"أي أنني لن أعدل بها ولن أسمح لأحد أن يضفي تعديلاً على عملي"
.....................

جرح الرجولة أعسر الميول صعب اعتداله بعد إعوجاج !

لم يذق طعم النوم منذ يومين ..ذقنه نابته وهيئته تحكي عن العذاب
عينيه حمراوتان بلون الدماء وكأن قتل له أحد
لكن ما هز رشاد أنه لأول مرة في تاريخ عمر في العمل يأخذ تحذير
لقد كاد يمد يده على أحد المجرمين أمام اللواء
ومن حظه الأبيض أن اللواء ....... لا يقبل بهذة الأمور
صحيح أن عمر تراجع من نفسه في اللحظة الأخيرة لكن التوبيخ الذي أخذه ليس شخص عمر الذي يتقبله بسهولة خاصة ً أنها أول مرة
تُرى ماذا حدث لكل هذا ؟
لقد اتصل على خالته محاولاً أن يستشف منها شئ لكنه وجدها قلقة دون أن تفهم شئ
تحرك في الطرقة ملقياً التحية على زملاؤه حتى طرق الباب ودخل مكتب عمر
قطب وهو يرى عمر يغرق وجهه بزجاجه من الماء المثلج
تقدم منه يأخذ الزجاجة الفارغة من يده نظر لها ثم قال بجدية بلا مقدمات :-
" ما بك يا بن خالتي ؟"
هز عمر كتفيه وهو يتحرك جالساً على كرسيه قائلاً بتجهم :-
" ماذا ؟ لا شئ "
صمت رشاد مركزاً على وجهه حتى أطرق عمر برأسه مما جعل رشاد يتقدم منه قائلاً بقلق :-
" ما بك يا بن خالتي لما تبدو معذباً هكذا
هل هي سناب..."
قاطعه عمر بإشارة من كفه ثم عاد ورفع كفه يضغط بين عينيه بأصابعه هامساً بتعب مرير :-
"لا تواصل يا رشاد "

"عمر أنا قلق عليك
ألا ترى حالتك منذ يومين وأنت لا تنام ويبدو أيضاً لا تأكل "
" قلت لا تواصل اتركني الأن وعد لعملك "
صرخها عمر بانفعال غاضب لم يستطع معه رشاد المناقشة فهو يعرفه جيداً
ليلاً
أغلق سيارته وتحرك ناحية بيت خالته ليطمأن عليه لكنه قبل أن يصعد السُلم توقف ناظراً في ساعته وهو يبصر بن خالته في سيارته يبدو فارداً كرسيه ونائماً عليه
تحرك حتى التف ناحية السيارة فتح الباب وركب جواره فانتفض عمر بانفعال وكأنه كان سينفجر بأحدهم إلا أنه همس بفتور مشوش :-
"رشاد ؟"
"ماذا بك يا بن سعاد لا تلف وتدور علي أخبرني ماذا يحدث معك فالأمر لا يُسكت عليه ؟"
مسح عمر وجهه هامساً بتعب :-
"هل تريد أن تخدمني يا رشاد ؟"
صمت ثم واصل :-
" اذهب عند خالك واجلب أمي الليلة بأي طريقة "
"عمر " قالها رشاد بقلق إلا أنه عاد وذُهل وعمر يردف بإعياء:-
"أرجوك يا رشاد أفعل ولا تسأل "

السادسة صباحاً ...
" يا قلب أمك ماذا بك يا حبيبي ؟" قالتها سعاد بلهفة وهي تبصر ابنها نائماً في سيارته يبدو كمن أتى عليه الزمان
فتح عمر عينيه مبتسماً بلا ارادة وهو يقول :-
" حمداً لله على سلامتك يا أم عمر " قالها وما أوجس قلبها وخلعه أنه بادر يضمها بقوة وكأنه كان يحتاجها
ومن منا يكبر على حضن أمه مهما مرت به السنون وأخذت منه الرجولة ؟
ضمته لها بقوة وبفطرتها لم تسأل إلا أنها بعد وقت قالت بنبرة أخفت فيها قلقها :-
" لما أنت نائم هنا ؟ وأين زوجتك كيف تتركها "
اعتدل عمر يسأل بمناورة :-
" متى وصلتِ وأين رشاد ؟"
"رشاد أوصلني وذهب مسرعاً ليبدل ملابسه ويذهب للعمل "
أومأ عمر ثم قال :-
"حسنا هيا سأصعد أنا الأخر لأبدل ملابسي وأنزل "
ناظرته بامتعاض وهي تقول :-
" تنزل بهذة الذقن الغير حليقة وملامحك المنهكة ؟تبدو كالمعتقل "
ابتسم عمر وقال :-
" هيا يا أم عمر "
دقائق وكانت تدخل معه من باب شقتهم القلق يدب بقلبها
تدور بعينيها علها تلمح شئ يدل على الحياة لكن الشقة كما تركتها كانت مقفرة كئيبة وكأن لا أحد يسكنها
تحركت مسرعة لغرفة سنابل فاتسعت عينيها وهي تراها متقوقعه حول نفسها على الفراش وكأنها مقيدة دون غطاء
شعرها مهمل حولها كالذي ضربته الكهرباء وملامحها شديدة الشحوب رغم إغماضها لعينيها
" يأ إلهي ماذا حدث لهم "
" سنابل ..سنابل حبيبتي
يا فتاة "
وجدتها تتراجع على الفراش بتحفز ملحوظ وكأنها تخاف منها
تفتح عينيها وكأنها خشت أن تبصر من أمامها ثم بلهفة مثيرة للحجر
بنبرة متكسرة مذهورة بل ملوعة صرخت باكية باستنجاد :-
"أمي "
اقتربت منها سعاد تضمها بخوف ولأول مرة الخوف لم يكن يستأثر سنابل وحدها
لقد كان خوفها على ابنها أكثر
ابنها كان منهاراً ويبدو شديد التعاسة وحالته لم تكن تسر
والفتاة هاهي حالتها
ماذا حدث لم تلحق أن تتركهم وكانوا بخير
انتبهت أن حالة سنابل في الانهيار تزداد فحاولت أن تربت عليها مهدأة
لكن الفتاة وكأنها كانت تنتظرها صوت بكاؤها يزداد وجسدها بدأ في الارتعاش
مدت سعاد كفيها تمسك بكفها تطمأنها فذعرت وهي تلمس كف الفتاة وكأنه قطعه من الثلج
الفتاة منهارة
تركتها مسرعة تنادي على ابنها وهي تقول بقلق :-
" عمر الحقني يا ابني "
خرج من الغرفة مسرعاً وهو يسألها بنزق :-
" ماذا حدث يا أمي "
" بل أخبرني أنت ماذا حدث الفتاة منهارة وأنت لا تقل عنها أخبرني يا عمر "
صرختها بانفعال وهي لا تفهم شئ وما زاد غضبها هو رده البارد :-
" ليس بها شئ يا أمي أخبريها أني سأبدل ملابسي وأنزل "
قبل أن تنفعل عليه بشئ كان صوت بكاء سنابل يصلهم من الداخل عالياً مما جعله يرمش قائلاً :-
" لما تبكي هكذا ؟"
" أقول لك الفتاة منهارة ألا تسمع
اتصل بالطبيب واسأله ماذا نفعل لها"
أخذ عمر نفساً مثقلاً ثم استل الهاتف من جيبه ليتصل على شهاب
" مرحباً يا دكتور أسف للاتصال بهذا الوقت "

" أهلا يا سيادة الضابط تحت أمرك يا باشا "

شرح له عمر حالتها بكلمات مختصرة لكن ما فاجأه هو رد شهاب الهادئ
" جيد لا تقلقوا
كنت انتظر اتصالك هذا منذ وقت بالأساس حتى أنك تأخرت عن الوقت الذي توقعته
على العموم أنا سأكون بالمركز في تمام الساعة ...
سأخبرهم أن يدخلوكم فور وصلوكم "
قطب عمر متسائلاً:-
"ألا نعطيها مهدئ أو شئ ؟"
" لا ولا أي شئ أتركوها تبكي لن يضرها البكاء هي بخير "
قبل أن يغلق عمر ملقياً السلام استوقفه شهاب وهو يقول :-
" استأذنك يا باشا أن تكون أنت وهي فقط بالجلسة "
......................

عِشاءاً
تجلس بالكرسي الخلفي في السيارة بينما هو ينهب الطريق نهباً عله يصل بسرعه ويتخلص من نهنهات بكاءها وتلك النظرات اللائمة التي ترمقه بها ظانه أنه لا يراها
لم تتحدث إليه ولم تخصه بكلمة ولأول مرة يجتمعان منذ تلك الليلة المشؤومه
لقد ركبتها والدته السيارة وجلست جوارها دقائق ثم تركتهم ونزلت وليحترق هو بالجحيم
وكأنه الذئب الشرير بالحكاية الغير مضحكة إطلاقاً
صف سيارته ثم قال بفظاظة وهو ينزل منها :-
" انزلي "
دخلا المصعد سوياً فنظر لملابسها رغماً عنه بعدم رضا
ترتدي فستان يفصل تقسيمة جسدها بوضوح رغم عدم ضيقه
نزل بعينيه حتى قدميها الصغيرتان في الحذاء الرياضي فرفع حاجياً قائلاً بتجهم :-
" لما لم ترتدي سروالاً طويلاً أسفل هذا الفستان؟"
ناظرته من بين دموعها بتوجس فقال بانفعال والمصعد يفتح :-
"اخرجي اخرجي هيا "
بعد عدة دقائق طويلة كانا يجلسان أمام شهاب الذي ابتسم برحمة قائلاً:-
" كيف حالك يا سنابل ؟"
أومأت سنابل برأسها بخجل دون رد وقد بدا على ملامحها الحزن
نقل شهاب نظراته بينهم بتوقع فسألها بتأني "
" ماذا حدث يا سنابل لما الحزن على وجهك وانهيارك طيلة اليوم ؟"
زاد هطول الدموع من عينيها وهي تنكمش على كرسيها تناظر عمر نظرة أشبه بهريرة صدمت أن أويها لم يكن سوى مفترساً فتململ عمر في جلسته بشكل ملحوظ
تنحنح شهاب بتفهم وهو يرفع الهاتف يطلب مساعدته ثم نظر لعمر قائلاً بلباقة :-
"استأذن منك يا باشا تنتظرني بالغرفة الأخرى "
أومأ عمر وقد زارت السخونة وجهه بشدة وفور أن دخلت المساعدة رفع شهاب رأسه لها قائلاً:-
" أوصلي السيد عمر لغرفتي الأخرى واحضري له مشروباً "
بعد خروج عمر التفت شهاب لسنابل قائلاً بهدوء وكأنه يخاطب طفلة :-
"لنهدأ ونمسح دموعنا حتى نستطيع التحدث "
تحرك من خلف مكتبه يقرب منها المحارم الورقيه ثم جلب علبه من العصير وفتحها لها قائلاً:-
" اشربي هذة حتى تستطيعي الحديث "
بعد وقت اقترب حتى جلس أمامها قائلاً بتأني :-
"ألن تتحدثي يا سنابل ؟"
حين قابله الصمت نقر بأصابعه على سطح المكتب المصقول ثم قال بنبرته المترويه :-
" حسنا لأساعدك
هل سبب انهيارك هو اقتراب عمر منكِ جسديا؟"
رفعت عينيها له بتفاجؤ فأومأ برأسه مهوناً عليها فبكت
تركها حتى تهدأ ثم قال :-
" تحدثي اخرجي ما عندك "
رفعت عينان حزينتان له ..عينان تظنان أنهما فقدتا أمانهما
ثم انفجرت بنبرة حزينه خرجت من جوف الظلمة التي تغيم على روحها :-
" لقد قالت والدته لما تنجبان أنتِ وعمر ؟
أنا وعمر ننجب ؟
لالالالا يفهمان الأمر خاطئاً عمر لا ينظر لي من هذة الناحية
عمر يحبني يا دكتور "
أومأ شهاب وهو يعرف أنها لا تقصد الحب المعروف بين الأزواج
تحركت من مكانها تحك كفيها ببعضهم وواصلت بنفس النبرة :-
" لم يكن عمر ليضرني هكذا لم يكن ليجرحني هكذا"
تنظر له ثم تقول بلا قيود يسهله لها صمته وإطراقه برأسه منصتاً :-
"عمر الذي اطمأن بين أحضانه أن حتى ثمة ريح لن يخدشني "
"ثم "ارتجفت شفتيها فقال بنبرة صوت معتدلة حتى لا يجفلها :-
"ثم ؟"
"ابتعدت عنه
لقد خفت أن أفقده
خفت أن أخسره أنا لن استطيع مواصلة حياتي مرة أخرى دونه
لولاه لم أكن يا دكتور لولاه لم أكن هل أخسره بيدي ؟"
تختلط الأفكار برأسها فيخرج صوتها لواماً:-
"لما غيروه ؟
لما اقترب من هذة الناحية ؟"
تحرك شهاب معطياً لها ظهره كما المعتاد حتى يتركها على سجيتها في السرد دون خجل
" عيناه كانتا عاطفيتان وهو ينظر لي يومها كانتا راغبتان كعيني همام تماماً
اقترب وقبلني ثم خفت وصرخت به ألا يقترب مني ألا يلمسني "
وعند نقطة الذكرى بكت مرة أخرى لكن بوتيرة اهدأ فسأل شهاب وهو يعود واقفاً أمامها مقتحماً مساحة أفكارها :-
" هل ابعدتيه لأنكِ شعرتِ بنفور يا سنابل ؟"
ناظرته بصمت فكرر سؤاله بإصرار
هزت سنابل رأسها نفياً فسألها مجدداً :-
"إذا هل شعرت بانجذاب ؟"
عضت شفتها هامسة بضياع :-
" لا أعرف كيف أصف "
" حسنا اجلسي "
تحرك جالساً وراء مكتبه مرة أخرى ثم سألها بتأني :-
"إذا رغبتِ ما يقدمه لكِ من عاطفة تفتقديها ؟"
ناورت سنابل مما جعله يبتسم وهو يشعر كأنها طفلة جالسة أمامه :-
"هو كان يقدمها لي بعيداً عن هذا الأمر "
صمت شهاب محاوراً نفسه وهو يدون شئ أمامه ثم قال بلا مقدمات :-
" تحدثي عن عمر يا سنابل ماذا يكون بالنسبة لكِ بعيداً عن أخر موقف بينكم؟"
"عمر هو كل شئ حُلو حدث لي
الأمان الذي لم أشعره به بعمري وبين أهلي
هو يحقق لي الاطمئنان فكيف يفعل هذا "
تمسح دموعها وتقول :-
"أنا أحب أمي سعاد وأعرف أنها تحبني لكن بالتأكيد هي من طلبت من عمر أحفاداً لها وإلا لما كان ليفعل ويضرني هكذا "
أوقفها شهاب قائلاً بتشديد :-
"ضرك كيف يا سنابل لتوك قلتِ أنك أحببتِ قربه "
"لم أقل هذا "
"بلى "
صمتت ثم همست بخفوت :-
"خفت "
اقترب شهاب منها هامساً بحذر :-
" مما خفتِ؟"
ناظرته بتردد فأومأ لها يحثها على الحديث :-
"خفت أن أفقده هو الأخر "
صمت شهاب مدوناً شئ أمامه ثم قال :-
"أخبريني يا سنابل هل تقدرين على تحديد الوقت الذي اقترب فيه منكِ عمر ؟"
رمشت بعينيها ثم همست بحياء :-
"لا أظنه يتعدى ثلاثة أو أربعة دقائق "
هز شهاب رأسه قائلاً بتأكيد :-
"جيد ولما لم تدفعيه عنكِ منذ أن اقترب من الثانية الأولى ؟"
صمتت مبحرة بتفكير ولم ترد فصمت شهاب معها حتى شعر بها تناظره بتردد فابتسم وقال :-
"صارحيني يا سنابل أنا أريدك أن تخرجي كل ما بداخلك حتى لا تأتي هنا مرة أخرى "
ناظرته بحيرة فضحك قائلاً :-
"صدقيني ما أحب على قلب الطبيب أكثر من ألا يرى مريضه بعيادته مرة أخرى "
ابتسمت سنابل لأول مرة بصفاء ثم قالت بعد تنهيدة طويلة :-
"فجأة وجدت نفسي أرى همام
اذكر اللحظة القديمة بيننا فانتابني رعب وكأني عدت لهذة اللحظة وكأن همام سيموت مرة أخرى وكأنني سأتعذب مرة أخرى ثم فجأة أصابني الهلع أنني هذة المرة سأفقد عمر فلم أستطع "
ترقرقت عينيها بدموع لم تنزل ولمعتا ببريق مميز وهي تواصل بخفوت :-
"أن أفقد عمر يعني أن أفقد نفسي هذة المرة "
"عمر زوجك يا سنابل تدركين هذا بالطبع ؟"
" نعم أعرف وأدرك هذا لكنه أبداً لم ينظر لي من هذة الناحية لقد وعدني ألا يضرني "
قالتها بتحفز عنيد لا يشبهها لكنه يدرك أنه من عمق تشبثها بصورة عمر الأفلاطونية
حك ذقنه ثم قال :-
" سنابل اسمعي ما سأقوله ومن ثم اعترضي "
"عمر زوجك
وعمر ليس همام أنا أدرك أنكِ تفرقين بين الاثنان
زوجك يا سنابل أن يقترب منكِ بكل الطرق الذي يريد طالما لا يوجد بداخلك النفور "
تنهد يحاول صياغة الكلام بطرق لبقة رحيمة فهو يشعرها كأخته الصغيرة أو حتى كابنته فهو يكبرها ما يقارب العشرين عام
"لقد كان الرجل كريما معك للنهاية أتثقلين عليه يا صغيرة ؟"
رمشت بعينيها تنظر له بتدقيق مركزة في كلامه فاستبشر خيراً وقال :-
" سنابل انتهينا من نقطة أن عمر ليس همام "
أومأت برأسها فواصل :-
" عمر زوجك
ليس معنى أنه لم يقترب منكِ قبلاً أنه لم يكن يريد
أنتِ زوجته وهو حقكم سوياً هذا الأمر "
"إنه أمر كريه " همستها بشرود جعله ينبهها مناديا اسمها ثم قال بتشديد :-
"لتوك قلتِ أنكِ لم تنفرين منه
لنقل أنكِ لم تفكري به من هذة الناحية واخترتِ الاطمئنان معه دون شئ أخر "
"سأسألك سؤالاً واتركك فترة تفكرين مع نفسك ثم اجيبي بصراحه "
"هل لو وفرت لكِ معيشة مناسبة بكل السبل وأعطيتك الفرصة في الانفصال عن عمر
ستفعلين ؟"
"السؤال الثاني إذا نفذنا طلبك بأن تظلي صديقة وأخت له رغم إدراكك التام أنكِ زوجته
هل تقبلين أن تشاركك به أخرى
أو لنقل أن يكون عمر لأخرى غيرك كزوجة بكامل الحقوق وتظلين أنتِ بموضع الأخت "
رمشت بعينيها بتتابع ثم هربت بنظراتها منه وهي تطرق أرضاً تحك ظفري إبهاميها
تترك عمر ؟
تعيش دونه
دون نبرته الحنونه ودفء ذراعيه
دون غضبه السريع ومراضاته الأسرع ؟
أن تأتي أخرى فتستأثر بأحضانه وعاطفته لها
أن تنام أخرى جواره وتلوذ بأنفاسه جوارها
أن تأتي أخرى فتكون أحق منها بدلاله
لن تستطيع
بكل بساطة الصورة صعبة بل مريعة ولا تريد حتى تصورها لدقائق لذا رفعت عينيها سريعاً لشهاب وهي تقول :-
"لن أستطيع "
ابتسم شهاب متنهداً براحه ولسانه يلهج بالحمد
من يقول أن سنابل التي أتته قبل شهور فاقدة للروح والحياة هي التي تحدثه الأن وتفكر وتشاور نفسها بكل هذة الحيوية وإن كان مازال بعض التشوش الطبيعي معها ؟

"إذا اسمعي اتركي لعقلك الفرصة في دمج نقطة أنه زوجك بكل ما بالكلمة من معنى مع نقطة أنه محور أمنك
الاثنان لا ينفصلان يا سنابل بل يزداد المعنى بريقاً وثقلاً
عمر لا يقترب منكِ شهوةً غير محمودة بكِ بل رغبةً وحب فيكِ"
خط عدة جمل بالورق أمامه ثم قال :-
"لا أقول اثقلي على نفسك
لكن اتركي نفسك على طبيعتها معه
دعيه يقترب بل ساعديه يا سنابل وانسي الماضي
أبداً لا تدعي الماضي يتربص بكِ
لا تدعي الماضي شبحاً ينغص عليكِ بريق الحاضر وسعادته
الماضي مر بمره يا سنابل لنتعلم منه لا لنقف عنده "
" هل تفهميني "
أومأت برأسها بتورد فمط شهاب شفتيه ثم قال :-
" ونصيحة من أخٍ كبير لكِ لا طبيب
عمر تحمل كثيراً والموقف الأخير صعباً على أي رجل فتحمليه وساعديه أنتِ في الاقتراب منكِ مجدداً
افرحي بعمرك وشبابك وفكري في القادم بإجابيه من حقكم أن تسعدا كزوجان وأن يتوج زواجكم بأطفال
أن تبني عائلة حرمتِ منها "

بعد دقائق طويلة بعض الشئ كان شهاب يطرق باب الغرفة الأخرى ويدخل ملقياً السلام على عمر وهو يقول باعتذار :-
"المعذرة يا باشا أطلنا عليكِ"
"لا يهمك
بسيطة "
دعاه شهاب للجلوس مرة أخرى وجلس على كرسي مقابلاً له ثم قال :-
"بلا مقدمات يا عمر أنا أفهم شخصك وأفهم أنك لا تحب التحدث في تفاصيل تخصك لكن بالتأكيد تفهم أني عرفت الأن سبب ما حدث لسنابل "
احتقن وجه عمر بشكل ملحوظ فهون عليه شهاب بالقول وهو يقول :-
" نصيحه يا عمر
حتى تستوي حياتكم سوياً أن تحتاج للبوح والحديث
تحتاج إخراج الضغط بداخلك
وطبعا لا تحتاج أن أخبرك أني متاح إذا أردت "
تنحنح عمر يحك ذقنه قائلاً بمواربة :-
"هل هي بخير ؟"
أومأ شهاب ثم قال :-
" هي بخير وما حدث يا عمر كنت منتظراً له بل كنت متوقعه حتى نرسوا بسنابل لبر الأمان تماماً
لكن ما أريدك أن تعرفه جيداً أن سنابل لم تكن تقصدك أنت حرفياً "
اتسعت عيني عمر منذرتان بغضب مريع هامساً بلا تصديق :-
"هل
هل رأتني هو ؟"
"لالا ما الذي تقوله ؟" أسرع شهاب بالرد ثم واصل :-
" لقد خافت أن تفقدك "
زفر شهاب ثم قال بمصارحه شارحاً :-
"اسمع يا عمر أنت تمثل لسنابل مساحة أمان خاصة جدا لم يصل إليها أحد غيرك بهذا العمق لذا اللاوعي عندها يحاول التشبث بك بكل الطرق التي تبعدك فيها عن كل ما يشكل خطراً عندها "
حك شهاب ذقنه ثم واصل بتروي :-
" بمعنى ؟
لا أقول أن سنابل عندها عقدة من العلاقة الخاصة
لا لكن هي ربطت هذة العاطفة بالحزن والفقد لأن المرة الوحيدة التي جربتها فيها كانت نهايتها مريعة
لم يكن نهايتها فقد زوجها السابق فقط بل كانت مصيبة عليها عانت منها طويلا وستظل ندبة تتعايش معها "
" لذا ركز معي
أنت نطاق الأمان لديها والخاص جداً
ونقطة العلاقة الخاصة مقترنة عندها بالحزن
سنابل خافت من فقدك يا عمر لم تنفر منك ولم تكره تعبيرك عن مشاعرك "
لاحظ شهاب الحرج البادي على وجهه لكنه لم يزد عليه وهو يواصل بعمليه قائلاً:-
"إذا سألتك الأن عن الوقت الذي عبرت فيه عن مشاعرك معها ستقول يقارب الخمس دقائق مثلاً
عد لهذا الوقت ستجدها كانت متقبلة بالبداية حتى كان عقلها المتوهم يلكزها أنها لو لم تنتبه هذة المرة ستفقدك أنت فيها وهذا ما لم تقدر عليه لذا ردة فعلها كانت عنيفة "

أومأ عمر برأسه بتفهم رغم صعوبة الأمر عليه فقال شهاب :-
" تصرفها كان طبيعياً هي أرادت أن تنتبه هذة المرة
ألا تسقط نفس السقطة
أفكارها كانت تخلط الأمرين ببعضهم البعض يا عمر وهذا طبيعي "
"سنابل تكن لك مشاعر قوية لكنها إلى الأن لا تضع لها توصيفاً إلى الأن
لذا أريد منك أن تسمح لها بالتقرب منك وأريد منك الاقتراب "
حك شهاب جبهته وقد كانت ملامح عمر غير مقروأه فواصل :-
"اسكنا سوياً ولا تفصلا الغرفة فبعد هذة الجلسة سنابل أصبحت تدرك الأمر جيداً هي فقط كانت تحتاج تدخلي لترتيب أفكارها
لكن حمداً لله أين كنا وأين وصلنا
كانت تحتاج فصلاً بسيطاً لاختلاط الأمر عليها
تقربا من بعضكم البعض لكن دون تسرع أو تعجل
خذها بتروي وأعرف والله أنك تحملت فوق طاقتك وأزيد
لكن سنابل رسخت لدى نفسها اعتقاد وهمي أن العلاقة العاطفية نهايتها مشقة لها لذا كانت تلوذ بالبعد عن هذة النقطة حتى بتفكيرها
لقد صعنت بداخلها مساحه وهمية ووضعتك معها فيها أن تنعم بسعادتها وأمانها جوارك دون هذة النقطة
هل تفهمني ؟"
"افهمك يا دكتور " قالها عمر باقتضاب خجول فتنحنح شهاب مواصلاً بتأكيد :-
" سنابل قالت بالحرف أنها تخاف أن تفقدك فتفقد نفسها يا عمر
لا تخذلها فيك فهي تتوسم بك كل جميل
ارحمها فهي مازالت صغيرة "
طرقع شهاب أصابعه ثم قال :-
"نصيحة من أخ يا عمر حين تُحني رجولتك لزوجتك وتعاملها أنها ابنتك التي لا ترضى لها سوى الخير تعش سعيداً مباركاً الله لك في حياتك "
......................

بعد دقائق كان الاثنان بمكتب شهاب هي مطرقه برأسها أرضاً تناظره من تحت جفنيها بشكل ملحوظ مضحك بينما هو متجهم الملامح بعض الشئ
ابتسم شهاب مشبكاً كفيه وهو يقول :-
" أريد كل واحد منكم أن يصارح الأخر بما يريد وما ينتظر
وما يشعره من مشاعر حميدة "
ناول عمر ورقة ما(روشته) مدون عليها نوع من الدواء ثم قال :-
"لا ابتعاد في الفترة القادمة
تتقاسمان نفس الغرفة وأفضل بل اطلب أن تسكنا بشقتكم الخاصة "
" ونصيحه
إلجأوا إلى الله أن يبارك في حياتكم سوياً وأن ينزع الشيطان من بينكم
واظبوا على تشغيل الرقية والبقرة بشقتكم وصلوا ركعتين فور أن تدخولوها"
ثم نظر لعمر قائلاً :-
" تصدق عن حياتك يا عمر فبالصدقة بركة وعافية
شفاء من الأمراض وطهور من الأحزان "


..........................
بعد ساعتين

احتضنتها سعاد بمحبة ثم قالت :-
" هل أثقلت عليكِ بحديثي يا ابنتي المرة الماضيه
والله لم أكن أقصد إلا الخير لكم "
احمرت وجنتي سنابل بقوة ثم همست برقة :-
"لا يا أمي الأمر لم يكن هكذا "
ابتسمت أم عمر بأمل وحديث شهاب الذي هاتفته بعد خروجهم من عنده يطرق رأسها ثم قالت بطيبتها المعهودة :-
" أسعدكم الله يا ابنتي"
ثم غمزتها بأمومه وقالت بمرح :-
" من الليلة لا أريدكم معي اصعدا لشقتكم
والأن سأتركك تأخذين شئ تبيتين الليلة فيه ثم من الغد ننقل اشياءك سوياً"
دقائق وكانت تجلس أمام التلفاز فداعبها عمر قائلاً :-
"ماذا يا أم عمر ألن تذهبي لزوجة خالتي تطمأنين على حملها "
رفعت سعاد رأسها تقول بانفعال مصطنع :-
" وماذا سأفعل لها هل اسخن لها الماء أم أغذيها أنا ببيتي يا حبيبي "
ثم رفعت رأسها تقول بامتعاض مرح :-
"هذا بيتي وهذة شقتي ولا أريد رؤيتك هنا حتى شهرين على الأقل "
"أتقدرين يا أم عمر "
ناظرته بحنان تغلب على مرحها وقد ألمها الانهاك على وجهه فضمته لها مقبله وجنته بحنان ومحبه وهي تدعو من كل قلبها :-
"أسعدك الله وأراح قلبك يا بن بطني يارب وجزاك خيراً عن طيبة قلبك ورجولتك "
ثم مسحت على وجنته وهي تقول بعتب :-
" احلق هذة الذقن يا عمر ونم جيداً يا حبيبي
اصعدا لشقتكم سوياً وارتاح "
احمر وجه عمر بشكل ملحوظ فقالت وكأنها لم تلاحظ :-
" أسعدكم الله يا حبيبي "

..............................

"أنا سعيدة أنك عندي لقد اشتقت لك جداً " قالتها رنا بفرحة وهي تحتضن حمزة الذي احتضنها بدوره ثم همس في أذنها بمشاكسة :-
"أشعر أن أذني الطبيب تخرجان النار في المطبخ "
ضحكت رنا وهي تجلس جواره قائلة :-
"حرام عليك يا حمزة هذا جزاؤه لأنه فضل أن يقوم بعمل القهوة لك بنفسه "
اشمأز حمزة بوجهه وهو يقول بقرف مصطنع :-
" لا يحتاج مدافعتك حبيبتي شرفينا بصمتك "
ضحكت رنا فضحك معها وهو يقبل رأسها متسائلاً باهتمام أخوي بل أبوي :-
" هل أنتِ بخير حبيبتي ؟"
أومأت رنا برأسها مبتسمة وهي تهمس بالحمد حتى انحنى لحمزة الصغير الذي كان يحبو أرضاً قائلاً:-
"والله أشعر أنك أنجبتِ قطتين لا طفلين "
أشار ل لارا التي كانت تحبو هي الأخرى أن تأتيه إلا أنها صرخت باعتراض وهي تقف أمام المطبخ صارخة تناغي وكأنها تنادي على شهاب ليحملها
" خالوا حمزة انظر عروستي الجديدة " قالتها حياة التي ركضت من غرفتها ركضاً وارتمت عليه فصرخ حمزة الصغير باعتراض
التقطته رنا تحاول تهدأته بينما انشغل حمزة بتأمل اللعبة الجديدة وهو يجلس حياة على ساقيه
" القهوة يا دكتور "
وضع شهاب الصنية على الطاولة ثم ضحك وهو يذهب ليحمل لارا التي بكت لأنه تأخر في تلبية ندائها
أخذ يحاول تهدأتها ملاعباً لها بينما قال حمزة لحياة :-
" كيف تعمل هذة العروس ؟"
هزت حياة كتفيها بعدم فهم ثم قالت :-
"لم ألعب بها حتى الأن "
" حسنا اجلبي لنا علبتها "
دقائق وكانت تأتي بالعلبة والحوض البلاستيكي الذي أتى مع العروسة فبدأ حمزة بقراءة التعليمات والتي تقول أنها توضع بالحوض به ماء
استأذن منهم حمزة حتى يقوم بملئ الحوض الصغير حتى تلعب حياة وبدأ في وضع العروس به بالفعل فانشغلت بها حياة جانباً وسط حديثهم وتنبيهات رنا بين الفنية والأخرى :-
"حياة إياكِ ووقوع ماء على الأرض "
شاكس حمزة شهاب قائلاً :-
" انظر هذة الماكرة بين ذراعيك تلعب لي حاجبيها "
ضحك شهاب قائلاً :-
"تعاكسك وكأنها تطلب منك الاهتمام مثل حياة "
نهض حمزة حتى وقف أمامها يدعوها ليحملها فهللت لارا ضاحكة فأخذ يرفعها للأعلى ثم التقاطها بين ذراعيه حتى كان صوت حياة المستغرب وهي تتحدث مع نفسها يلفت انتباهه :-
" لما كبرت العروس وخلعت ملابسها ؟"
تحرك حمزة ناحيتها حتى انحسرت ابتسامته وهو يرى كيف تحول جسد العروس الصغيرة لأخر عاري ويشبه جسد أنثى فائرة الأنوثه
سخر بتوجس :-
" ما هذة العروس سلامٌ قول من رب الرحيم "
انتبه كل من شهاب ورنا وهما يتحركان حتى كانت عينا رنا تتسعان بذهول وشهاب بغضب وهو يلتقطها قائلاً :-
" ما هذا ؟"
ثم نظر لرنا ومازال على غضبه قائلاً :-
" كيف تشترين شئ كهذا ألا تنتبهين أولا لما تطلبيه لها ؟
ماذا لو لم ننتبه "
تضايق حمزة من نبرة شهاب العالية بالأخص أنه شعر بانكماش رنا فقال بنبرة جامدة بعض الشئ :-
" ماذا حدث يا شهاب
لعبة واشترتها لابنتها كما أنها تبدو عادية أنا لا أفهم حتى لما تحولت هكذا "
"أنا لا أفهم بالأساس لما تحولت هذة العروس هكذا لم يكن يظهر عنها شئ على موقع الشراء سوى أنها عروس للأطفال وعجبتها فطلبتها لها "
قالتها رنا بتبرير فقال شهاب بانفعال مؤنب :-
" وهل كل ما يعجبها تشتريه دون أن تسألي عنه يا رنا ؟"

"أمرك غريب يا شهاب والله
هل كل لعبة تشتريها نهى لابنتي تسأل عنها ماذا فيها وماذا بها
ثم لما لا تهتم أنت بالأمر " قالها حمزة ببعض العصبية التي انتقلت لشهاب هو الأخر قائلاً :-
" حمزة من فضلك "
وقفت رنا بينهم قائلة وقد تغاضت عن حزنها منه :-
" هل من الممكن أن يهدأ كلاكما لم يحدث شئ ربما اخطأت حين لم انتبه وسأخذ بالي فيما بعد أما هذة العروس "
التقطتها من كف شهاب وواصلت بهدوء :-
"سألقيها بالقمامة "
حين تحركت قال حمزة بعدم رضا وتشديد حمائي:-
"لقد حزنت من طريقتك يا شهاب لم يكن عليك أن تنفعل عليها وإن كان أحد سيتحمل المسؤولية فهو كلاكما وليس أنت "
"بالأخير هي زوجتي يا حمزة "
" وهي أختي يا شهاب إن كانت ستتعامل بهذا المنطق"
زفر شهاب قائلاً :-
" هل سنتشاجر ؟"
هز حمزة رأسه نفياً وقال :-
" لا لن نتشاجر فقط أنا لا أحب أن يحزنها أحد "
دلك شهاب جبهته مستغفراً ثم قال بتروي :-
"أنت لا تفهم شئ
هذة العروسة تأثيرها خطأ جداً على الأطفال لا أصدق أن شيئاً كهذا كان ببيتي
الأمر له أبعاد أخرى أعمل عليها منذ فترة "
أومأ حمزة برأسه ثم قال :-
سأذهب أنا وأنت راضيها "
دقائق وكان شهاب يدخل عليها فوجدها جالسة على الفراش تقلب في الهاتف
جلس جوارها قائلاً بهدوء :-
"لقد غضبتِ صحيح ؟"
هزت رنا رأسها نفيا وهي تقول بنبرة بها عتاب :-
"لا ولما أغضب بالتأكيد أنا التي على خطأ "
ابتسم شهاب وهو يقترب محتوياً كفها وهو يقول :-
"لقد كان انفعال وليد الغضب "
ثم شاكسها قائلاً :-
" هاهو حمزة تشاجر معي بسببك فهو لا يتحمل حزنك "

" حفظه الله سنداً لي حظي بالدنيا منذ ولادتي كان حمزة "
رفع شهاب حاجباً قائلاً بغيرة حقيقية :-
" والله إذا حمزة فقط "
لم ترد عليه فتنهد قائلاً بنبرة معتذرة وهو يشدها له مقبلاً رأسها :-
"أنا أعتذر حقاً لادانتك وحدك إن كان هناك خطأ فهو يقع على كلينا
لا أريد منكِ رمي هذة الدمية فلو صدق ما ببالي عنها فهي كارثة على البشرية شئ كهذا ويجب أن أسرع في افتتاح المركز"
...................

حين يكون العشق صافياً صادق النية خالصاً لوجه الحب تكن أنت وقلبك روحك وجسدك للمعشوق !

" بابا استيقظ "
" حسن نحن ضجران استيقظ"
قطب حسن حاجبيه من هذا الازعاج الذي يضج نومه ثم عاد واسترخت ملامحه وهو يستدير لينقلب على جانبه بنومته على الأريكة وقد كان يشاهد التلفاز
نظر كل من عدي وعالية نظرة متشابهة لبعضهم بتواطؤ ثم قفزا عليه مرة واحدة
"أأااااااااه"
تأوه حسن منتفضاً وهو ينظر لهم بعين مغلقه وأخرى مفتوحه عاقد الجبين هامساً بذهول :-
" ما الذي فعلتماه ؟"
حرك كل من عدي وعالية كفيهم بملل وهما يقولان بنفس واحد بنبرة ضجرة :-
"لقد تعبنا ونحن نحاول إيقاظك "
اعتدل حسن داعكاً عينيه قائلاً بغيظ وانفعال :-
" ولما تيقظاني بالأساس "
"أنا جائع "
"وأنا أشعر بالملل "
نظر حسن لعالية بتوجس وهو يقول :-
" تشعرين بالملل"
رفعها من ملابسها بغيظ قائلاً :-
" ملل من ماذا يا عقلة الأصبع أنتِ"
ضحكت عالية فأعادها مكانها وهو يسألهم بتجهم مصطنع :-
"لما لم تيقظوا ملك ؟"
لوى عدي يشفتيه وقد بدا منطلق ونفسيته منشرحه وهو يقول :-
" قالت أيقظوا أبيكم النائم بالليل والنهار "
رفع حسن حاجبه بشر هامساً بنصف عين:-
" هل قالت هكذا ؟"
أومأت عالية بتأكيد فرفع حسن صوته وهو يقول بغيظ :-
" من الكبت الذي أشعر به خير من الذي ليس لديه ذرة من الأحمر "
ثم نظر لهم مضيقاً عينيه وهو يهمس بتوجس :-
"أتعرفون الأحمر ماهو "
نظروا له ببلاهة فرفع سبابتيه هامساً بتشجيع :-
"أنتم طفلان محترمان "
ثم باستهبال كان يعود لنومته رافعاً الوسادة على رأسه وهو يقول :-
" سأواصل نومي وأنتم ألعبا بلا صوت "
صرخ الاثنان بنزق :-
" حسن قم أنا أريد اللعب معك "
" بابا أنا جائع أريد شطيرة بالعجوة "
مط حسن شفتيه بتبرم مصطنع يخالف تقافز دقاته فرحاً بوجودهم حوله
ليس أحب عليه من أن يفتح عينيه على رؤية صغيريه
نهض من على الأريكة ونظر لهم قائلاً بجدية :-
"سأدخل لأنعش نفسي حتى أفيق لكم ثم أصلي وأتي "
بعد دقائق طويلة كان بالمطبخ يصنع لهم شطائر وهم يجلسان على الطاولة يثرثران وقد أعطي كل منهما شريحه من التفاح يتسليان فيها
أنهى الشطائر وأعطاها لهم ثم سحبهم وخرج ليجلسوا أمام التلفاز بعد أن قام بفرش غطاء ثقيل على الأرض ووضع الوسادات لثلاثتهم ثم جلب أخر يتغطون به
مرت الدقائق وكان عدي يسقط نائماً على كتفه فعدل من وضعيته وقام بتغطيته ثم نظر لعالية قائلاً:-
"ألن تنامي يا سيدة ؟"
أمالت عالية جسدها حتى تسطحت ببطنها على جسده ثم قالت بتدلل :-
" حسن ألست حبيب عالية ؟"

"أه أنا أعرف هذة النبرة جيداً ماذا تريدين ؟"

ضحكت عالية بخبث طفولي ثم قالت :-
"أريد أن أشاهد فيلم ...... الكارتوني الذي سيعرض الأن "
رفع حسن حاجبه قائلاً بتساؤل:-
" من أين عرفتي يا قردة ؟"
"من صديقتي بالروضة "
رفع حسن سبابته هامساً:-
"لكن ستستيقظي مع ماما مبكراً للروضة دون تذمر "
رمشت عالية بعينيها ببراءة وهي تومئ برأسها فضحك حسن وهو يقلب بقنوات التلفاز ليجلبه لها قائلاً :-
" براءة الذئب "
بعد وقت غرفة ملك ...
تقلبت على الفراش تشعر ببعض البرودة والضوضاء مما جعلها تفتح عينيها وهي تضع كفها على جبهتها بانزعاج من صوت التلفاز العالي بالخارج والضحكات المكتومة
انتفضت من مكانها خوفاً من أن يكونا عدي وعالية يسهران وحدهم لكنها لم تكد تخطو خطوتين خارج غرفتها حتى توقفت تنظر لهم ببلاهة مخالفة للنار التي تخرج من أذنيها
الساعة تعدت الثانية بعد منتصف الليل والسيد يجلس هو وابنته يشاهدان التلفاز وجوارهم صحن كبير من الفشار
رفعت حاجبيها بذهول ولم ينتبها لها بعد
يأخذ حسن من حبات الفشار ويضع في فم ابنته ثم يتناول هو ثم الدور التالي تفعل عالية المثل

" ما هذة الأفلام الرخيصة ؟" همستها بغيظ ساخر
ثم أحنت رقبتها بامتعاض وهي تراهم يتهامسان على شئ ما حول ما يشاهدانه فاقتربت منهم بشر وعفاريت العالم تتقافز أمام عينيها
كانت عالية هي أول من انتبه لها فدفنت وجهها بصدره سريعاً مغمضة عينيها وقبل أن يسألها حسن أبصر ملك ففهم
" يا نذلة " همسها بغيظ لعالية التي كتمت ضحكتها في صدره ثم عاد بنظره لملك ببراءة
"قومي قومي هل تظنين أني سأصدق خدعة أنكِ نائمة ؟"
قالتها ملك بحدة خفيفة فرفعت عاليه عينيها لها تناظرها ببراءة ثم قالت بنعومة مغناجه :-
" لقد كنا نشاهد الفيلم أنا وحسن سوياً"
قلد حسن نبرتها فرمته ملك بنظرة متوعدة ثم قالت لعالية بتأنيب :-
" عالية ألم نتفق ألا نسهر إلا يوم الأجازة ؟"
أومأت عالية برأسها بنظرة ذنب مصطنعة للغاية كاد حسن أن يضحك لأجلها إلا أنه صمت وهو يتابع بعينيه ملك التي مالت لتحمل عدي فمال معها طوق بلوزة منامتها ثم نظرت لعالية قائلة :-
" هيا حتى ننام يا عالية
لن أعاقبك على عدم سماعك لكلامي لكن بالصباح لا تتذمري عن الاستيقاظ باكراً فستذهبين رغماً عنكِ"
تذمرت عالية بشفتيها إلا أنها اقتربت قائلة بغنج :-
"أين قبلة عاليه "
امتعضت ملك رافعه عينيها للسقف وهي تسمع مئات القبل التي يغرقها بها هامسة :-
" رومانسيه ليلية بين أب وعجوز خرقاء صبرني يارب "
تحركت عالية جوارها بحركات مغناجة حتى دخلت وقفزت لفراشها تندس أسفل الغطاء
دثرت ملك عدي وقبلته ثم أغلقت الضوء واقتربت منها
دخلت جوارها في الغطاء وضمتها له تقبلها ثم همست بتشديد رغم حنو النبرة :-
" سنتشاجر صباحاً يا سيدة عالية بالطبع "
دفنت عاليه وجهها بصدرها ضاحكه ثم قالت وهي تقبلها :-
"أنا أحبك يا ملك "
قبلتها ملك من وجنتيها ثم همست بحب أمومي :-
" تحبين ماما يا عالية "
أومأت عاليه برأسها مسرعة وهي ترفع رأسها لتقبلها ثم قالت بنبرتها المغناجة :-
" نعم لكن أحب حسن أكثر من أي أحد "
امتعضت ملك بوجهها مبرطمة ثم دثرتها جيداً قائلة بتهكم لم يظهر في نبرتها :-
" حسنا يا حبيبة حسن نامي حتى فحسن لن يكون موجود صباحاً لينقذك من يدي "
خرجت من الغرفة متجهه ناحية غرفتها ولم تكد تخطو للداخل حتى شهقت فكان كفه كاتماً لشهقتها إلى أن أغلق الباب ثم تركها
ابتعدت بتذمر عاقدة حاجبيها وهي تهمس بغضب :-
" ماذا تفعل بحق الله ؟"
ابتسم حسن ببراءة وهو يقترب منها قائلاً باستهبال :-
" أردت أن نواصل الفيلم سوياً"
رفعت ملك حاجباً وهي تقول :-
"أي فيلم "
" فيلم بابا وماما بما أن فقرة الأطفال أنتهت "
تكتفت ملك وهي تقول بثبات مصطنع :-
" حسن اخرج لتنام فأنت تستيقظ قبلنا جميعاً"
اقترب حتى كان أمامها مباشرةً قائلاً بمسكنه مصطنعة للغاية :-
"هل تخافين علي ؟"
أصدرت همهمة مستنكرة وقالت بفظاظة :-
" لا يا حبيبي بل لأنك تطلع روحي وأنا أساعدك على الاستيقاظ كل يوم بينما أنت تغط في النوم كالبطريق ولو.."
تململ من كثرة ثرثرتها واستغل بلاهتها في الحديث وهو يميل خاطفاً أنفاسها التي اشتاق لها مسيطراً عليها بين ذراعيه بقوة غير سامحاً لها بالفرار
يبثها شوقه وحرارة لوعته في بعدها عنه حتى انغمست معه بلا شعور
انفصل عنها ثوانٍ هامساً بعينين غائمتين ونبرة راغبة :-
" أليس في هاتين الشفتين مذاق سوى العسل ؟"
ثم عاد ليصهرها بلهيب الشوق العاتي الذي تعذب به ليالٍ طويلة ويذيبها بحرارة العشق الذي يجعله يعشق كل شئ فيها حتى كان ثمة نغز شيطاني يمر بعقلها لصورته مع الأخرى فدفعته بعنف غير مقصود هامسة بتهدج متألم :-
"لا "
زفر حسن بغضب ثم أغمض عينيه بشدة محاولاً السيطرة على مشاعره المتهدجه ثم بعد دقائق اقترب منها قائلاً بانفعال :-
" لما يا ملك لما ؟
اسمحي لنا بالقرب حتى نقدر على التخطي"
غشت الدموع عينيها حتى تساقطتا أرضاً وهي مطرقه برأسها وهمست :-
"لا أستطيع
صدقني أنا أحاول أن أتخطى لكني لا أقدر على النسيان "
تحرك يضمها لها في عناقاً حنوناً خالياً من أي رغبات هامساً بندم :-
"أنا أسف
لما لا تصدقين أنها لم تكن شئ أنني حتى لم أرغب بها يا ملك "
رفعت عينيها له هامسة بضعف سمحت له بالظهور :-
" لكنك قبلتها "
سندت جبهتها على صدره هامسة بانفعال وعينيها تهطلان بالدموع :-
"رأيتها بحضنك
لمستها بكفيك... قبلتها وضممتها بين ذراعيك "
تنهد حسن بتعب وهو يقول :-
" وهل سنظل عند هذة النقطة طيلة العمر دون المحاولة لتخطيها يا ملك ؟"
ابتعدت تمسح عينيها وهي تقول بضيق :-
"أنت الذي تريد أن تطلع السلم فتصل للسلمة الأخيرة قبل أي شئ "
لوى حسن شفتيه قائلاً بغيظ وهو يتحرك ناحية الخارج :-
"بل أخذت السُلم زحفاً على وجهي حبيبتي "
تنهدت وهي تنظر للباب المغلق ورائه ثم عزمت على الخروج للتتوضأ وتصلي ركعتين
فور أن فتحت الباب وجدته يلتفت لها متراجعاً وهو يقول بانشراح أبله :-
"والله قلت ملك حبيبتي لن تستطيع البعد عني "
امتعضت ملك متحركه ناحية الحمام وهي تقول بفظاظة :-
"بل أنا ذاهبة للحمام "
بعد دقائق كانت تسلم من الصلاة ثم رفعت كفيها تعمل بوصية أمها أن تعود إلى الله حتى يهديها ودعت :-
" يارب انزع شعور الحقد عليه من قلبي
يارب اهدني له واهده لي
يارب أنزل السكينة على قلبي واجعل من الماضي برداً وسلاماً على ذاكرتي "
بكت بتعب من نفسها ثم واصلت:-
" يارب أصلح لي حياتي وشأني كله واجعل السعادة بيننا "
...............
يتبع 👇🏻


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-22, 07:12 AM   #593

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ التاني من الإشراقة خدي بالك في جزأ قبل ده فوق ☝🏻☝🏻

يقولون الحب كالموج كلاهما غداران
"سنا جسدك يحتاج أن يصح أكثر
هذا ليس جيداً من أجل صحة الولد فأنتِ في الشهور الأخيرة ومن أجلك أيضاً
انظري كيف شفتيكِ باهتتين ووجهك شاحب ؟"
تقولها الطبيبة بنبرة عملية طبية باحته لكنها اللحظة كانت تدق مسماراً كبيراً في نعش روحٍ أُثقِلت بالضعف والاهتزاز
حتى أنها دون وعي ترفع أصابعها لشفتيها تحركهم عليها هامسة :-
" باهته ؟"
أومأت الطبيبة برأسها وهي تخط عدة أدوية لها ثم ناولتها (الروشتة ) قائلة بعملية :-
" لقد كتبت لكِ عدة مقويات والتزمي بالأطعمة الصحية كلي ما نفسك تهفو له "
أومأت سنا برأسها فعدلت الطبيبة من وضع نظارتها وهي تقول:-
"هل تشعرين هذة الفترة بالنفور ناحية روائح معينة أو طعام "
هزت سنا رأسها نفياً ثم توردت وجنتيها هامسة بخفوت :-
"لا لكني كارههة للعلاقة الخاصة هذة الفترة "
أومأت الطبيبة بتفهم وهي تقول :-
" رغم أنكِ بالشهور الأخيرة لكن لا تقلقي أحياناً تحدث
الأمر نفسياً وأرى ألا تجبري نفسك عليه كما أن وضعك الحالي أرى أن الابتعاد أفضل أخبري زوجك بهذا "
أومأت سنا برأسها ثم خرجت من العيادة والمبنى بأكمله لا تعرف أين تذهب
تحركت حتى وجدت مكاناً للمخبوزات فاشترت منه كمية كبيرة دون إدراك ثم أشارت لسيارة أجرة ودون شعور كانت تخبره أن يذهب للمقابر
وهناك فور أن وصلت تربعت أمام قبر والديها وفتحت الكيس ثم بدأت في الأكل محركة عينيها على اسميهم حتى غصت باللقمة فشهقت باكية بضعف يذيب الحجر
نبرة الأه تخرج من جوفها فتكوي قلب من يسمع إن وجد
" لقد اشتقت لكم اشتقت لوجودكم سوياً"
ترفع عينيها لاسم ابيها وتقول من بين دموعها :-
"أصبحت بلا ضهر سواك
أشعرني عارية يا بابا أشهر بالبرد دون صوتك وحضنك الدافئ
أشعر أني خائفة
أنت تشعر بي صحيح ؟
أنا لم أهين كرامتي يا أبي
لو طلقت تعلم ماذا سيفعلون بنا سيحكمون علي بعدم الخروج
إن أهلنا يا أبي يطمأنون لأني متزوجة لما أنا لست مطمأنه لما لا أشعر بالأمان "
تمسح دموعها وتواصل الأكل الذي لا تشعر بطعمه بالأساس ثم تنظر لاسم أمها وتقول مبتسمة بحزن :-
" اشتقت صوتك المعتد
ليتني فقط علمت بموتك لكنت سجلت لكِ ألاف المقطوعات الصوتيه التي تأزرني في بعدك
اشتقت لنبرتك الحكيمة وحضنك الحنون القوي "
"يا ماما أنا أريدك أن تعودين لي يوماً واحداً تأخذين حقي من نفسي قبل الجميع
كيف لكِ أن تتركيني هكذا
لقد تلطم ابناءك من بعدك يا طبيبة
هل تتخيلين يا أمي أن لولا زواجي لكانوا زوجوا سديل رغماً عنها إن طلقت وعدنا لأهلنا في البلدة "
وجدت أنها أنهت كيس المخبوزات فاستندت بكفها على وجنتها ثم قالت بنبرة ضج بها الفقد :-
" ترى ماجد بخير
هل تظنان أنه عرف أم لم يعرف بعد ؟
ماذا سيكون شعوره
بل كيف كان شعوركم أنتم ساعة الفقد وأنتما تدركان أن ابنكما لم ولن يراكم حين عودته ؟"
......................

كل نفس تولد مفطورة على النقاء والطهارة حتى نطمسها بشنيع ذنوبنا تماماً كسماء من الفضيلة استظلتها سحب من الرذيلة فأوحلتها !

"مرحباً يا متر "
تصلب جسده بتحفز فور أن وصلت النبرة الخبيثة لأذنيه بهسيس منفر
أسدل أكمل ستار بروده الغير مقروء على ملامحه وهو يستدير له قائلاً :-
" ماذا تريد ؟"
ضحك البدوي وهو يتحرك بكرسيه ناحية الداخل قائلاً بنبرة غير راضيه :-
"أرى أنك أصبحت تطاول في الأونة الأخيرة كثيراً
اتبعني "
اشتد فك أكمل بعنف ونبضاته تتقافز بدوي مثير إلا أنه تحرك خلفه بثبات حتى وقف أمامه ينتظر ما سيقوله دون أن ينطق بشئ
"أقرأ في عينيك الإحباط واليأس " قالها البدوي بتلاعب ثم استدار زارعاً عينيه بخاصتي أكمل وهو يقول بنبرة صادمة :-
"كل هذا لأن محاولات تجهيز أوراق لسفرك فشلت ؟"
ارتجفت شفتي أكمل بلا إرادة منه هامساً بذهول :-
"كيف عرفت ؟"
ضحك البدوي بلا مرح ثم قال بنبرة مستهزأة ترتعد لها الفرائص :-
"هل ظننت يا ولد أنك من الممكن أن تلعب من ورائي ؟
أو أن البدوي يخفى عليه خافيه ؟"
مط شفتيه قائلاً بازدراء :-
" يا ولد أنا الذي علمتك الإلتواء ، المراوغة والشقاوة هل ظننت أنك تستطيع عض اليد التي امتدت لك ؟"
اعتلجت النار في قلب أكمل صابراً ألا يرد عليه عله يصل لأخره فكانت الطامة والبدوي يقول بلا مقدمات :-
" طبعا هذة تجهيزات من أجل الصغير "
وقع قلب أكمل بين قدميه وقد وقفت كل شعيرات جسده بتأهب مخيف
رعشة أصابت كفيه فأدخلهم بجيبي سرواله قائلاً بثبات يخالف ارتعاش النابض بين ضلوعه هلعاً:-
"أي صغير "
خبط البدوي بكفه على حافة كرسيه قائلاً بقسوة :-
"ألم أقل أني الذي علمتك اللوع فلا تفعله معي ؟"
تحرك بكرسيه مثيراً القلق في نفس أكمل ثم عاد واقترب منه ملقياً بشئ صغير أسفل قدمه ولم يكن سوى اختبار الحمل
تسمرت عيني أكمل أسفل قدميه وبداخله يصرخ كطفل صغير مذعور
ليس تشبيهاً بل واقعاً كان يزأر بكل مشاعره دون أن تتحرك شفتيه بشئ وكأنه أصبح حبيس صوته
عينيه ترتعشان ونفسه تستعد للقادم
يعلم أن من أمامه ليس ببشر
بل شيطان
شيطان لا تثيره صرخات روح معذبة وقت كان طفلاً
ولا استرحام نفسٍ معذبة حين أصبح كبيراً

ابتسم ساخراً وهو يعض باطن شفته حتى شعر بطعم الدماء كاتماً أنين الألم وكابحاً دموع العجز
لقد ظن أنه سيستطيع حمايتها وهاهو البدوي يثبت له فشله بكل سخرية وبساطة
فتح فمه مخرجاً أنفاساً مثقلة ثم رفع رأسه قائلاً بثبات :-
"ماذا تريد "
"روحه أو روحها !"
"ماذا ؟" همسها بتوجع مذهول وعينين متسعتين إلا أن البدوي لم يهتز وهو يعيد جملته بنبرة باردة :-
" روحه أو روحها "
" لكن لما ؟
هي حتى لا تعلم عن عملنا شئ "
قالها أكمل بمناورة وتلهف ضحك لها البدوي ساخراً دون رد فسارع أكمل يقول بتلهف مثير للشفقه :-
" انساها تماماً إذا أردت سأجعلها تعيش ببيت أهلها "
حك ذقنه ثم واصل بذكاء بدا للبدوي شديد الغباء اللحظة :-
"سأطلقها "
ضحك البدوي عالياً ثم قال بملل :-
"لا يا حبيبي بكل الحالات أنت ستطلقها لا شك في هذا "
ثم أردف بنبرة وقحة :-
" لقد تركتك تمرح بدميتك الفاتنة وتتمتع بها حتى يصفوا ذهنك للقادم معي "
" لا تعتقد أنك ستخيفني " صرخها أكمل زاعقاً بغضب إلا أن البدوي لم يهتز بل استدار بكرسيه قائلاً :-
"أمامك ...... إن لم تجعلها تُجهض الطفل "
التفت ناظراً له بطرف عينه وهو يقول بجمود خبيث :-
"أو تجهضه أنت بطريقتك فلا تتندم إن فقدت الاثنان سوياً"
"غادر "
بعد عدة ساعات ...
لم يستطع أن ينظر بوجهها فقادته قدماه لقبر أصف
هو لا يعرف حتى لما يأتي هنا كل فترة لكن ما هو متأكد منه أنه لا يجد السلوان سوى بجوار روح أخيه
أخيه الذي قضى عمره كله رافضاً قربه وحين مات وجد نفسه يلوذ بروحه
وكأنه ؟
وكأنه كان يكره أن يراه فيتجلى أمامه ذكرى تخلي أبويه عنه لكنه حين مات افتقده
لا يعرف ماذا يفعل ؟
لأول مرة يشعر أنه وضع بخانة اليك بلا مهرب
هو لم يحسب أمر حملها بل انغمس في حلا هواها ناسياً كل شئ من الممكن أن ينغص عليه حياته معها
هل يطلقها ؟
وهل سيقدر أن يفترق معها ؟
أن يستيقظ دون معانقة أنفاسها وأن يغفو على شذى رحيقها
لكن وإن فعل هو يعرف أن الملعون لن يتركها
ماذا عن إجهاضها للطفل ؟
الطفل الذي كانت عينيها تتلألأن بفرح وهي تخبره عن حملها
ارتعش قلبه للذكرى
غدي البرعي تحمل طفله هو ؟
ليته يستطيع أن يبني لها مخيماً بقلبه يحميها هي وطفلهما
ليته يستطيع أن يبيد البدوي من الأرض ومن عليها
لكن كيف !
يشعر نفسه كالذي وقف على منتصف حافة الهاوية لم يحظى ببداية نجاة ولم يبلغ نهاية غرق
ليلاً
جاورها على الفراش بحذر دون إصدار صوت حتى لا ييقظها
استند برأسه على كفه متأملاً ملامحها التي يعشق وكأنه يناشدها الفهم دون أن يبوح
مد كفه يلمس بطنها بحنو وكأنه يستحيل الفكرة
يعلم أنه منذ أن أحبها وهو أناني بها وفيها
ندم مرير يمر بروحه على إقحامها في حياته التي لا أمل بها طالما البدوي على قيد الحياة
البدوي الذي كان كشظية زجاج شديدة الصغر تخللت دمه بخبث فلم تتمكن أذكى المجاهر من العثور عليها ولم يكشف عنها إلا حين تسمم الدم وبلغ الأجل
اهترأت روحه للفكرة
تمزقت وذبلت وكلما يأتي على عقله فكره يكبله العجز
واقع هو بين الأمرين ولو احترقت الدنيا لن يضحي بها
وكيف يفعل ؟
كل يوم من الأيام يمر عادياً إلا يوم فراقه عنها يكن يوم عزاؤه
كل ساعة تمر دون مجاورتها هي محض دقائق معدودة إلا ساعة مغادرتها ستكن ساعة إزهاق روحه
لن يستطع أبداً أن يفرط فيها كما أنه لن يستطيع أن يجرحها كاسراً فرحتها بحملها
اقترب يضمها بين ذراعيه بقوة فهمهمت حتى عادت واستكانت على صدره وفكره كريهه تلمع برأسه فيستجيب لها كعطش يرويه أي ماء وإن كان عكراً
ماذا لو أجهضها هو دون علمها كقضاء وقدر ؟!!
.......................

في حبها هو كالأعمى الذي يصبح برذاذ أنفاسها بصيراً لحسنها
فتحت باب الشقة مسرعة وهي ترفع الهاتف لأذنها قائلة :-
" ماذا تبقى لك على الوصول يا عم سيد ؟
حسنا أنا في الشقة فور أن تصل بالأسفل أخبرني حتى أخبر البواب ليدخلهم المصعد "
أغلقت الهاتف وهي تتحرك ناحية الغرفة مسرعة لتبدل ثيابها ثم تحركت ناحية الحمام حتى تتوضأ وتلحق صلاة الظهر
بعد دقائق طويلة خلعت إزار الصلاة ثم ردت على الهاتف وقد علمت أن عدي وعالية وصلوا
دقيقتين وكانت تفتح لهم باب الشقة
قبلتهم ثم أشارت لهم على غرفتهم قائلة :-
" سريعاً بدلا ملابسكم حتى أحممكم قبل تناول الغداء "
بعد ساعتين
أنعشت نفسها ثم انتقت منامة من قطعتين قصيرتين ابتاعتها بالأمس
وقفت أمام المرأة تنظر لنفسها بتقييم أنثوي ثم تحركت للخارج حتى تجهز الغداء له
" ها أنتِ حلوة وترتدين القصير والمفتوح "
شهقت ملك وهي تستدير له قائلة بغيظ :-
" ألا تستطيع أن تكح مع دخولك ؟
متى أتيت "
كان منشغلاً عنها بتأمل تفاصيلها التي اشتاقها فاقترب قائلاً بشقاوة:-
"أكثر الله من نوافذك يا ملك "
كتمت ابتسامتها وقد فهمت ما يرمي له فقد كان كثيراً ما يقولها قديماً
زمت شفتيها قائلة بغيظ :-
" بلا كثرة حديث بدل ملابسك وهيا للغداء "
اقترب أكثر متوسماً في محاولاتها للانغماس معه خير فهمس بشقاوة مضحكة :-
"ألا تنوين فتح شرفة قريباً"
فلتت منها ضحكة أنعشت قلبه فقبلها سريعاً ثم خرج من المطبخ ليبدل ملابسه
حين عاد لها مرة أخرى وقف يتأملها بحب نفس راضية مشتاقة
لقد اشتاق لها لكنه عزم على عدم تعجلها حتى تبدأ حياتهم الجديدة برضا تام
تبدو جميلة بتلك المنامة التي تشعل شوقة بجنون وقد كان وجهها خالياً من مساحيق التجميل سوى من شئ مثير لاحمرار وجنتيها وتورد شفتيها
شعرها رغم تعرجاته منسدلاً على كتفيها وكأنه يدعو أصابعه للتخليل
اقترب حتى حاوطها من الخلف بحذر وحين لم تمانع سند ذقنه على كتفها ثم مال لاثماً عنقها بحرارة متأججه هامساً:-
" اشتقت لكِ "
واصل ما يفعل مردفاً بهمسٍ خافت متحرق :-
" اشتقت لكِ جدا جدا جدا "
حين شعر بتصلبها ومقاومتها لجنونها في الظهور همس يطمأنها :-
" لن يحدث شئ دون رضاكِ يا ملك فقط اتركي نفسك وحرري أفكارك ووساوسك قليلاً حتى نصل"
استدارت تنظر له
لعينيه القديمتين والصافيتين من أي شوائب مروا بها
عينيه السوداوتان برموشهم الطويلة اللتان طالما ما أسرها وغازلتهم فتنهدت هامسة باقتضاب عنيد :-
"أنا أحاول "

"وأنا أقدر محاولتك "
همسها بتعب وهو يخطف أنفاسها مخرجاً أشواقه المكبوته عبرها علها تشعر ما يكابده
بجمالها هذا تشبه ثوب العيد وهو طفلها الذي يسهر ليلاً متأملاً له في انتظار ساعة ارتداؤه تماماً كما ينتظر هو لحظة وصالهم
....................
الأناني كالإمعه يطربه أي لحن وإن كان إعتباطاً
"ماذا تفعلين"
أجفلت سنا وهي تلتفت له ثم قالت :-
"لقد ارتعبت ألا تصدر صوتاً بقدومك ؟"
هز عمار كتفيه وهو يقول :-
"لم أشعر أني سأخضك "
أومأت سنا برأسها فجاورها قائلاً بتفاجؤ فور أن جلس :-
"تشاهدين فيديو زفافنا ؟"
أومأت سنا برأسها ثم قالت بنبرة جعلتها تخرج عادية :-
"انظر كيفت كانت عيونك تحبني ؟"
قطب عمار مستنكراً وهو يقول :-
" كانت والأن يعني لم أعد ؟"
هزت سنا كتفيها وهي تقول :-
" ما رأيك أنت ؟"
أغلق عمار الحاسوب يضمها له هامساً بنبرة حنونه متطلعاً فيها بتوله صادق وهو يلثم ملامحها :-
"عيناي وقلبي يحبانك يا سنا منذ أن وقعتا عليكي وحتى اللحظة "
" حقاً يا عمار ؟" همستها سنا بقلب ضعيف يتخبط بتوجس محتاج
وعكس ما لم تُرد كان يجتاحها راداً عليها بالفعل
كلاهما كان صادق لكن كلاهما كان يعبر بطريقته
هي تريد سماعها كلاماً يضمد روحها وهو يريد أن يثبتها فعلاً كما يعرف ويحب أن يعبر
تأوهت سنا ودفعته عنها قبل أن يتمادى هامسة بنبرة لطيفة تكتم نفورها :-
" لقد منعتني الطبيبة يا عمار "
" منعتك من ماذا "
قالها بنبرة هجومية مستنكرة فاعتدلت تعدل من وضع ملابسها وهي تقول بنبرة أسبغت بها أكبر قدراً من اللطف :-
"منعتني من العلاقة قليلاً "
اقترب منها عمار وهو يقول بتروي بحت :-
" يمكننا المحاولة بطرق أكثر راحه لكِ "
رفعت سنا حاجبيها بذهول ثم ارتجفت شفتيها وهي تهمس بمرح مصطنع :-
" لا راحة ولاغيره الأمر ممنوع لكن انتظر عندي مفاجأة لك "
دخلت الغرفة ترتدي تلك الغلالة التي اشترتها حديثا بمقدمة صدرها التي مبطنه بالسليكون الذي يعطي أنوثة جذابة ثم نظرت بالمرأه تقيم نفسها باهتزاز معجب خاصة ً انها تكتسب وزناً بالفعل من وراء زيادة أكلها حتى نادته
فور أن دخل قالت بحماس :-
"انظر ما رأيك؟
أشعر أني قد بدأت اسمن بالفعل أليست جميلة"
ابتسم عمار بإعجاب نابع من حبه لها وهو يلفها بعينيه حتى كان ينظر لمقدمة الغلالة وهو يقول :-
" لكن هناك شئ غريب ليس طبيعي بالمرة "
ثوانٍ وكان يقتل وهج إعجابها بنفسها في مهده وهو يسخر بدعابة قاتلة لها :-
" سيليكون يا سنا ؟"
ضحك عالياً ثم قال :-
" لن يفيد في شئ هذا السيليكون
فكرة سيئة لا تفعليها "
ثم غمزها مواصلاً :-
"قلت لكِ نفخ وشد بعض الأماكن وستكونين ملكة جمال "
هزت سنا رأسها ساخراً فاقترب منها قائلاً بعينين غائمتين وقد كانت جميلة في عينينه رغم كل شئ ورغم أنها ليست الصورة المثالية التي يريد لكن أنانيته كانت تسطع مهمشة أي كلام قالته عن الطبيبة :-
" ما رأيك أن ننشغل بالمهم ولا تخافي سأحافظ عليكِ أنتِ والولد بالطبع "
..............
يتبع 👇🏻


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-22, 07:14 AM   #594

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ التالت من الإشراقة خدي بالك في جزأين قبل ده فوق ☝🏻☝🏻☝🏻☝🏻
هل تعلم شعور أن تستحوذ عليك الخطيئة ؟
أن يتملك الذنب من قلبك ؟
أن تفتن فتُضلل فطرتك
استحواذ الذنب على النفس أشبه بحية تلتف حول جسدك تقيس كل شبراً فيك ظاهراً منها الود لكنها تجهز لابتلاعك
ليس التهامك بل ابتلاعك في جوف الظلمة
هي لن تكلمه
لن تتصل عليه مرة أخرى
بل سترسل له تخبره أن يبتعد وتبتعد عن خالد هو الأخر
تعود وتشعر بتساقط في روحها لفكرة ابتعادها عن لذة قرب رفعت
تتحرك في الشقة بهوس وهي تنظر لكل شبراً منها تتطرقع أصابعها ولا تعرف ماذا تريد
ما الذي تحتاجه ؟
نهش غريب بروحها وجسدها لا تفهمه لكنه مثيراً لجنونها
تشعر أنها ينقصها شئ
ناهيك عن الظلام الذي تتقوقع فيه وانتظارها لخطوة رفعت التي تأخرت
ناهيك عن شعورها بالخوف على خالد فتريد الخروج بأقل خسائر له
هي تحب رفعت لم تكن تقصد خداع خالد
ليت رفعت قابلها قبل خالد
لكن خالد زوجها
كيف سمعت كلام رفعت وتممت الزيجة
إنه كل ليلة يحاول تهدأتها أنه لن يقترب وأن العمر أمامهم
ترك لها الغرفة بأكملها وكلما حاول التلميح أو الاقتراب تتذرع الحجج
تشعر أن ثمة أكلان غريب ببطنها وكأنها جائعة لكنها ليست بالجائعة
فراغ بروحها وكأبه مريعة
لم تستطع الصمت أكثر ودون شعور أو لحظة تفكير وكان الوعود السابقة لنفسها كانت هباءاً منثوراً ركضت تجلب هاتفها تتصل عليه
فور أن رد عليها شعرت أن روحها ردت إليها فتنطق بلهفة :-
" رفعت "
" روحه "
دمعت عينيها هامسة بنبرة تذيب الحجر :-
" أنا خائفة يا رفعت "
ارتعدت بجسدها وعينيها تتسعان من نبرة صوته الغاضبة بجنون وهو يقول :-
" هل لمسك هل اقترب منكِ؟"
هزت رأسها نفيا وهي تسرع قائلة بلهفة :-
"لالالا لم يحدث
لكن أنا تعبت يا رفعت أنا أريد أن أطلب منه الطلاق
كما أني "
قاطعها وهو يهمس بنبرة حارة المشاعرة مثيرة :-
"اشتقتِ لي
أنا اشتقت لكِ ولأنفاسك ولعبير أنوثتك والامتزاج بكِ "
انهارت جالسة على المقعد ورائها هامسة بضعف :-
"رفعت "
صمت فعادت الحديث بلهفة ودموعها تنزل هذة المرة :-
"أشعر بتعب غريب في جسدي يا رفعت
جسدي وروحي أشعر أني غير منضبطه ولا أعرف ما حدث "
تدلك جبهتها وهي تهمس بشرود :-
" هل تعرف أني أشتاق لخلطة العصير التي شربتها من يدك "
"سأتِ لكِ " همسها بانفعال عاطفي بحت وبلا رحمة أو ذرة ضمير لكنها عينيها اتسعتا بارتياع تنتفض من مكانها صارخه :-
"تأتِ أين لا إياك أن تفعل "
وبنفس النبرة كان يقول بأمر مسيطر وعاطفي :-
"تعالي أنتِ "
.....................

صيف موسم الحب يستحق منا تحمل عواصف شتاؤه !

"هل تنزلوا حتى أصف السيارة وأتي أم ستظلوا معي "
قالها حسن ناظرا لطفليه في المرآه ففتح عدي الباب مسرعاً وهو يسحب عالية من كفها قائلاً:-
"لا سننزل ونسبقكم "
حاولت ملك النزول إلا أنها وجدت الباب مغلقاً فنظرت له قائلة بحيرة :-
" لما لم تتركني أنزل معهم "
بدأ حسن في تحريك السيارة قائلاً ببرود:-
" حتى لا أمل وحدي إلى أن أجد مكاناً "
" مراهق أقسم بالله "
قالتها ملك بملل حتى صف حسن سيارته فنزلا سوياً وقبل أن يتحركا كانت ملامح حسن تنقلب ثلثمائة وستون درجة والصوت السمج يأتيهم مكتوماً بغيظ :-
"يا أم عدي أنرتِ والله كيف حالك "
"امشي ولا تردي حتى لا تخرجين عفاريتي " همسها حسن بغيظ فكادت تتطاوعه فهي لا تستسيغ هذا العزوز إلا أنه كان اقترب منهم يناظر حسن من الأسفل للأعلى بحقد ظاهر ثم رمى بعينيه للسيارة قائلاً بعدم رضا:-
" السيارة كبيرة وسدت الشارع يا سيد "
حك حسن جبهبته وهو يميل عليها هامساً ببنرة تنفس ناراً:-
"اذهبي للبيت "
تحركت ملك لكنها عادت والتفتت فوجدته يحك جبهته وهو ينظر لعزوز بقرف وقال بغضب :-
" اسمع يبدو أنك تظن أني ابن ناس وراقي وهذا الكلام
أنا تربية ملاجئ يا هذا أي أني استطيع مسح الشارع بك "
" الله الله الله هل تتجبر علي في شارعنا يا هذا ؟"
زفر حسن بغضب قائلاً :-
"اسمع أم عدي هذة الجملة لا أريدها أن تُنطق على لسانك مرة أخرى
والشارع ليس شارعك بالأساس فأرح دماغنا قليلاً"
خبط عزوز كفيه قائلاً بلزوجه وغيرة تشن جنون حسن فهو يعرف أنها من أجلها:-
" تظن أن بسيارتك وملابسك الفاخرة هذة لا يستطيع أحد التصدي لك لا يا هذا ليس كل البشر تزغلل عيونهم بالمظاهر "
قبل أن يواصل حسن الحديث كان يلتفت بذهول على صوت دوي تكسر زجاج غريب
فتح عينيه على اتساعهم وأحد أطفال الشارع كان قد رمى حجراً كبيراً فكسر زجاج مقدمة السيارة ثم فور أن رأه ركض
ودون تفكير كان حسن يركب قدميه ويركض وراؤه مما جعل ملك ترفع حاجبيها فاغره فاهها بذهول ثم انفجرت ضاحكه
تحركت من مكانها ناحيته لا تصدق ما فعله خاصة أنه أمسك بالطفل يعلقه من مؤخرة ملابسه بكفه معنفاً
اقتربت منه مسرعه وهي تقول من بين ضحكاتها :-
" حسن ماذا تفعل ؟ هل تفعل عقلك بعقل طفل ؟"
امتعض حسن والولد يحرك كفيه في الهواء صارخاً بنزق :-
"انزلني يا عم "
" هل تسمين هذا طفل ؟"
ثم نظر للولد بشر قائلاً :-
" هل تعرف كيف سأعاقبك سأربطك في عجلة السيارة طيلة الليل "
ظهر الخوف على وجه الولد إلا أنه قال بصفاقة :-
" لن تقدر يا عم تحدث على قدرك "
كبحت ملك ضحكاتها لكن ما جعلها تكاد أن تنهار من شدة ضحكها المكتوم هو اقتراب عزوز يحاول تخليص الطفل من ذراعي حسن قائلاً:-
" اترك الطفل ماذا فيها يعني كل هذا لأجل زجاج سيارتك الكبيرة هذة"
أنزل حسن الولد مما أقلق ملك وهي ترى الغضب قد ظهر عليه بالفعل وهو يقترب ماسكاً عزوز من مقدمة قميصه فبدأ أهل الشارع يتجمعون
"اسمع يا حضرة احترم نفسك ولا أريدك أن تقترب من زوجتي أو بيت حماتي حتى لا تندم "
بعد دقائق طويلة ...
" بسم الله يا بني لما تأخرتم هكذا وهل كنت تتشاجر ؟"
قالتها صفية وهي تفتح لهم الباب تناظرهم بعجب بالأخص أن ابنتها واقعه في الضحك
رمى حسن ملك بنظراته بغيظ قائلاً بنبرة ضائقة جعلته أشبه بطفل :-
" يا باردة لا تضحكين
والله لم تفسد السيارة إلا من عينه الصفراء مثلك "
ليلاً....
" بما أن غداً أجازة باتوا معي الليلة "
"لا "
" موافق والله "
بنفس اللحظة كانا يردان هي بجزع وهو بانشراح شامت
سمت صفيه عليهم بداخلها داعيه أن يهدي الله سرهم
تشعر أن المياة تعود لمجراها رويداً بينهم وإن كان بحدسها تراه ليس كلياً
تظاهرت بعدم فهم شئ وهي تقول :-
"لقد اشتقت عدي وعالية يبيتان معي بحضني الليلة "
" حسناً ليبيتا سأذهب أنا وحسن لبيتنا " قالتها ملك بتسارع إلا أن حسن تربع في جلسته قائلاً بثقاله:-
" والله معك حق يا صفية لنبيت جميعاً هنا الليلة حتى السيارة مكسورة لأرمم حزني عليها هنا "
" حسنا سأحمم الطفلين وأتي لكم "
تابعت ملك أمها بعينيها حتى توارت ثم لكزته في كتفه هامسة بغيظ :-
" كيف توافق أنت هكذا تستغل الفرص بنذالة"
لعب حسن حاجبيه قائلاً بتشاقي :-
"أحسن استغلال "
بعد ساعتين
كان متسطحاً على الفراش بمزاج يقلب في هاتفه بينما يشعر بحركتها المتوترة في الغرفة بعد أن فرغت من الصلاة
سألها دون أن يرفع عينيه عن هاتفه :-
" بما كنتِ تدعين "
"أن يخفف الله من خفة دمك الحديثة قليلاً حتى لا يصيبنا السكر "
ضحك حسن بسماجه قائلاً :-
"لطيفة
تعالي جواري على الفراش لا تخافي لن التهمك أنا معتاد على الكبت رحم الله أياماً طوال "
جاورته بالفعل على الفراش وهي تقول بتهكم :-
" كبت من ماذا يا حبيبي
اشتعال كانت لا تحتاج وصاية في التلزيق بك "
حك أذنه ولم يرد مما جعلها تقضم شفتيها شاعره أنها تمادت فقالت بنبرة خافته هجومية :-
"لما صمت ؟"
وضع هاتفه والتفت لها قائلاً بهدوء :-
" لو لاحظتي يا ملك أني أحاول كل جهدي أن أصل لكِ لكنكِ لا تساعديني ولا حتى تحاولين مقابلتي في الطريق
ربما بالأمس كنت اسكت عن كلامك مخزناً له لكن الأن أقول هذة المرة ستخرب حياتنا بالفعل لقد تعبت يا ملك "
ألمها قلبها
ألم مرير مر بروحها وقد أطرقت برأسها أرضاً تحاول السيطرة على موجة البكاء العنيفة إلا أنها بالأخير حررت دموعها فتنهد قائلاً بخشونة :-
"لما تبكين الأن ؟"
مسحت دموعها وهي تقول بمرارة دون أن تنظر له:-
"اتذكر فقط أنك تعبت الأن ماذا عن تعبي أنا طيلة فترة ارتباطكم
يوم خطبتك ثم يوم عقد قرانكم
استخدامها حمامك الخاص رؤيتي لها بين أحضانك عارياً
ثم ليلة زفافكم المزعوم "
شعرت به يقترب منها يضمها لصدره بقوة ولم تمانع إلا أنها واصلت:-
"تلك الليلة كم تمنيت ألا يخرج علي صباح
أن أغمض عيناي فلا أفتحهم مجدداً
لولا عدي وعالية لتناولت علبة المنوم كاملة علني استيقظ ناسيه كل شئ عنك
قارن فقط شعورك بسماجة عزوز السخيفة والتي لا تتعدى دقائق بما عشته أنا شهور "
رفع حسن وجهها له ماسحاً دموعها بحنان ثم استبدل كفيه بشفتيه هامساً من بين قبلاته لوجهها :-
"لم يحدث حتى أني أردتها كامرأة
صدقيني كنت دنيئاً في استغلالي لها حتى يشعر الصنم بداخلك "

"ألم تريدها ولو مرة ؟
فقط مرة " تهمسها بخوف أنثوي
فتنهد حسن وهو يقول ناظراً في عينيها :-
" انظري في عيناي وأنا أقسم لكِ صدقاً لم يشتهي الرجل بداخلي ريتال يوماً ولم أجن على أنثى سواكِ"
"لمستك وقبلتها ؟"
قالتها بعناد صلب وبصبر كان يحتويها برده وذراعيه دثاراً لها :-
" لنغض الطرف عن لمسها لي لأني أنا لم أفعل
وبالنسبة لأني قبلتها فأقسم أني لم أفعلها اشتهاءاً لها ولا حباً فيها لقد كانت فعلة غبية لم أشعر بها حتى وقد كنت منغمساً بفورة غضبي وانتقامي الساذج "
ثم بحنكة رجولية كان يحرك أصابعه على ورديتيها هامساً بعينين غائمتين بالعشق :-
"كيف لن أن شعر بمذاق أخر وقد عشقت مشاتل الورد من شفتيكِ"
أغرقها لدقائق طويلة ببحور عاطفته المشتاقة ملتهماً أنفاسها ومجتاحاً لحواسها بسفور مشتاق حتى ابتعدت هي هامسة بنبرة راجية :-
" هل تصبر علي حتى أصفى تماماً
قليلاً يا حسن "
رفع وجهه للأعلى مغمضاً عينيه بشدة زافراً أنفاساً مرتعدة من شدة عاطفته فيها إلا أنه عاد وقبل جبهتها هامساً:-
"المهم أننا معاً أن النهاية كانت لنا سوياً"
قبل عينيها بحنو ثم واصل بنبرة مسبوغة بالعشق :-
"يقولون النهايات دوماً حزينة فما بال نهايتي معك وبكِ كانت الأجمل من بين النهايات "
...................

احذر قد تكون الصورة أحياناً خادعة !
" من الجيد أن أراكِ كل يوم " قالتها هنا لريم التي ابتسمت وقالت :-
" بل أنا التي سعيدة حتى أجد من يسليني "
دخل عليهم عبدالرحمن وهو يناول كل منهم شراباً ثم قال لريم :-
" سأنزل لأقابل الرجل الذي سيشتري العربية يا ريم "
أومأت ريم برأسها وقالت :-
" حسنا لكن لا تتأخر حتى نمر على ماما "
أومأ برأسه وهو يلقي السلام ويتركهم ويخرج فوضعت هنا مشروبها وقالت :-
"سأجلب هاتفي وأتي لكِ "
لم تكد تتحرك من الشقة وتعرج على مكتب المحاسبة الذي تعمل به حتى كانت تتسمر بذعر وهي تبصره أمامها بتلك الهيأة

لقد رأت منه أوجه كثيرة لكن مر أوجهه كان شديد العذوبة !
وجه من الحنان يبسط لها عليه فراشاً من الدلال الأسطوري فتتمرغ به مطالبة بالمزيد وأبدً لم يكن يبخل بل كان يتعمد إثارتها مراراً بثقل شخصيته حتى تطالب هي في حقها من الدلال به فيُسرع سابغاً عليها المزيد والمزيد

وجه من العشق الهادر الذي ظنت أنها عرفته يوماً مع غيره وكم كانت نفسها كذبة
هاوية للعاطفة الفارغة لكنها ما إن علمت هذا الرجل تقسم أنها لم تعرف للعشق عنوان يوماً سوى بين عينيه
عشقه حارق ..أسطوري لن تكذب إن شبهته بعشق قيس ل ليلى أو عمرو بن كلثوم لحبيبته
شئ من هذا ...
شئ يشبه جنون العشق لهؤلاء وأكثر
هذا النوع من العشق الذي يجعلك تصفن به بانبهار رغماً عنك فيجرفك غارقاً في وادٍ عميق شاطئية عاطفة عاصفة يغرقها بها كل ليلة مراراً وكأنه لا يشبع
لن تنكر هي أيضاً لم تشبع ولن تظن أنها تفعل
ما يجمعهم أكبر من أي شئ ..

لكن كل هذا تحول ذات مرة حين ذلت بلسانها طامعة في قوة عشقهم الذي أيقنت بمرارة مدى هشاشته حين أخبرته بهذر عن الأخر بكل غباء أنثى مدللة لن تبالغ إن قالت أنثى مدللة واثقة حين تخبر أباها عن خطأ من أخطاءها يوماً لن يمسها بسوء أبداً بل ستكون أحضانه ملجأ لها
وقد كان !
لقد كانت أحضانه ملجأ لها يومها ولكنها كانت كهوة عميقة من عاطفة مخيفة رغم كل ما ذاقته معه لم تكد تطرف لحدها أبداً حتى في أكثر تفكيرها جموحاً إن فعلت !

هل تعلم شئ هكذا أشبه بأنك كنت تعيش موسم ربيعي شديد العذوبة وفجأة هطلت عليك الأمطار الثلجية من جميع النواحي صادمة إياك برعدها دون أن تمهد لك أبداً بخريف شتاءها
شهقت بفزع حين أوقف السيارة بغتةً وهو يشدها دون حديث إلى منزلهم حتى دخل وأغلق الباب ورائة فكان صوت الباب كقنبلة مدوية تشارك شحناته التي تتقافز من كل ذرة منه في الإنفجار
هاهو وجهه الثالث يظهر على حقه !
عينيه الحنونتين استحالتا لبركانين من الحمم الحمراء الدامية
رباه بل كل ملامحه دامية حتى أن العصب يضرب بجبهته وصدغة بصورة مرعبة تراها من مسافتها البعيده عنه نسبياً
العرق يتصبب من جبينه كمجنون فقد رشده تماماً ولم يعد قادراً على السيطرة عليه كما كان
كل ما كان منها شئ وما علمه اليوم شئ أخر
لقد خانته !
لقد كان يكذب نفسه مراراً حتى بعد تلك المرة التي أوصلها الأخر بسيارته كظم غيظه ولم يفعل شئ لكن أن يراه اليوم نازلاً من مبنى عملها وحين سأل الحارس عن من يكون فيجيبه أنه أحد العملاء أستأجر الشقة المجاورة لمكتب ....
المكتب الذي تعمل به !
لم ينتظر حتى سماع بقية الحديث وحتى لم يأخذ المصعد بل كان يصعد السُلم جرياً حتى وصل للطابق السابع في هذة البناية العالية في ثوانٍ مرت بعدها ساعات من التحديق المصدوم بين إثنيهم تلاها تمسكها بمقبض الشقة التي لتوها خرجت منها !
تلك الشقة التي أعلمه الحارس أن الحق..ير أخذها حديثاً !
وقتها كانت ترى اقترابه منها كفهد نوى الفتك بفريسته لكن القدر كان أرحم بها وهو لم يتحدث بكلمة واحدة يجرها ورائة حتى كادت أن تنقفأ على وجهها على السُلم من شدة سرعته الجنونية في النزول
وهاهي نفس خطوة الفهد تقترب منها لكن هذة المرة كانت رقبتها بين كفه كفأر صغير علق أخيراً بالمصيدة ولا مناص له سوى الموت فليلفظ شهادته أسلم له !
لكن يعود صوته الجنوني الذي استبغ بنبرة شيطان هذة المرة قائلاً:-
" كنت معه في الشقة صحيح ؟"

تهز رأسها مراراً بنفي وهي تحاول أن تسعل علها تتنفس قليلاً لكن تنفسها يختنق وكفه يقبض على رقبتها أكثر فتطفر الدموع من عينيها مستنجدة
لا تعلم بما أو بمن أو بأي شئ تستنجد لكن يبدو أن .... كانت هذة أخر أوجه صبره !
لما لا يصدقها ؟ لقد أقسمت له مراراً أنها لم تقعل شئ أبداً لكن دوماً ما كان قسمها يقابل بالصد الصامت منه لأيام تعاني منها مرارة الخوف أن يهجرها لكن هاهي تتجرع الخوف كما يجب أن يكون !
خوف؟
سخرت نفسها التي تحتضر
بل ذعر ما تشعر به الأن ذعر وهي تشعر أن الروح تصعد رويداً لعنقها فتسمع شرر همسه المحموم مشوشاً لكنه قاسياً وإن لم تعد تعيه !

" سعيتِ لأحضانه منذ الصباح بعد أن تمرغتِ الليل بطوله بين أحضاني ؟!"
.......................

هي تشبه الحبر السري الذي نقشوه على روحه يوم لقياها ثم أضاعوا شفرته !

منذ أن صعدا إلى الشقة منذ فترة وكل منهما مرتبكاً وكأنهما لأول مرة يجتمعان سويا دون ثالث
موجه من الخجل طافيه على الأجواء بشدة
لاهو ينوي التقدم من وقتها
ولاهي تعرف كيفية التقرب له
متشاغلة بطرقعة كيس بلاستيكي مراقبة حركاته وسكناته ولا تعرف كيف تتحدث
خجل مريع يسيطر عليها ولا تستسيغه
هي لا تريد أن تخجل من عمر تريد أن تكون على طبيعتها معه دون قيود
يعود ويغيم وجهها بموجه عاليه من السخونة وهي تتذكر الوضع العاطفي الذي كانا عليه قبل انهيارها
يا إلهي هل كان هذا عمر
لقد كان عاطفياً بدرجة رهيبة بل جميلة
جميلة ؟
هل قالت هكذا ؟
" احترمي نفسك يا سنابل " زجرت نفسها بتعنيف حزين لكنها عادت وخاطبتها
"لكن لما ؟
أليس زوجي "
زوجها ؟!!
أسيقترب منها عمر حقاً كالأزواج
حيرة تمسك عليها نفسها فلا تجد جواب
كل ما تعرفه أنها تريد أن تتصالح معه وأن يعودا كما كانا
بل أقرب هي تحب التقرب منه جدا
عادت وفكرت بحزن
" ماذا لو اقترب منها فخذلته مرة أخرى ؟
بل ماذا لو خذلها هي؟"
تأففت بنزق من أفكارها فعادت تتابعه بعينيها بحزن وهي تراه نائياً عنها لم يتحدث لها بكلمة حتى الأن
تحركت من مكانها ذاهبة ورائه فوجدته عرج على الطرقة وخلع سترته وقد ظل بفانلة بيضاء نصف كم ظاهرة بنيته القوية وجذعه الصلب التي لأول مرة تنتبه له بهذة الطريقة
تناول ماكينة حلاقته وبدأ بحلاقة ذقنه على الحوض المجاور للحمام
مطت سنابل شفتيها بعدم رضا ثم اقتربت منه بلا تفكير قائلة :-
"هذا الحوض لغسل اليدين فقط كيف تحلق ذقنك عليه "
توقفت يد عمر عن الحلاقة ثم عاد وواصل وكأنها لم تقل شئ غاضا الطرف عن حواسه المنتبهه لوقفتها المتململة جواره دون أن تنطق بشئ أخر
انتهى عمر من حلاقة ذقنه ثم تحرك من جوارها فتحركت ورائه قائلة بعدم رضا :-
" عمر "
هل سيكون سيكوباتياً لو قال أنه رغم غضبه وجرحه منها اشتاق هذة العمر منها
توقف دون أن يلتفت حتى كانت تلتف هي وتقف أمامه بعيني مذنبتين ولأول مرى كانت بتلات الخجل الغريب تزين وجنتيها ترمش بعينيها بحركتها الأسيرة ولوهلة شردت محدثه نفسها فقال بخشونة مقتضبة :-
" هل أوقفتيني لتحدثين نفسك ؟"
يا إلهي لا تعرف ماذا تقول أو كيف تتحدث
هي تريد الاقتراب منه تريده أن يعود أقرب لها لكنها أبداً لا تريد الأمر الأخر
ليست ممانعة كلية لكنها مازالت خائفة من هذا
ليست ممانعة من أن يقتربوا كما قال الطبيب لكنها أيضاً لا تتخيل أنه فهم أنها تنفر منه
يا إلهي هي سنابل تنفر من عمر
تضايق من صمتها وإطراقها فتحرك دون كلام حتى كانت تقول بسرعه مغمضه عينيها وكأنها لا تريد أن تسمع ما ستنطق به :-
"أنا لا أريدك أن تكون غاضباً أو حزيناً مني
لم أقصد ما فهمت يومها صدقني "
والأمر مريع عليه بل كبير على رجولته لكن كيف يبدأ بتخطيه دون أن ينفجر ؟
كيف ينفجر دون أن يجرحها
وكيف لا يجرحها ويظل محافظاً على كرامته ورجولته
التفت فوجدها تقف تناظره بنظرة الغزال المذعور التي تجعله لا يريد شئ سوى شق قلبه ووضعها بين شرايينه
اقترب حتى وقف هامساً بصعوبة :-
" كيف لم تقصدي
لقد قلتيها يا سنابل قلتِ أنكِ لاتريدين مني أن ألمسك أبداً
أن أكون لأخرى أن أتزوج أخرى "
دمعت عينيها تهز رأسها نفياً وهي تقترب قائلة بدلالها المائع بفطريه :-
" لن أتحمل أن تحظى أخرى بك يا عمر
لا أعرف لما لكن أنا أريد حنانك رجولتك وأمانك ودلالك أن يكون لي
لي وحدي يا عُمر "
وعمار سينهار قريباً دون أن يفيق وليعينه الله
تضم كفيها لبعضهم البعض وتقول بنبرة مسكينه متدلله :-
" عمر
يعني لا أعرف كيف أشرح لك لكني لم أنفر منكِ يا عمر "
خمسمائة عمر مغيظة بالثانية !
تغمض عينيها وتقول :-
" لا أستطيع الشرح صدقني ألم يشرح لك الطبيب "
" تحدثتي أمام الطبيب وترفضين أن تفعلي أمامي " يقولها بغيرة فتعض شفتيها هامسة :-
" ليس هذا لكن الأمر مربك يا عمر
أشعر أن الزوايا كلها تحركت من مكانها الأمور مختلطة في رأسي "
ترمش بعينيها ثم ترفعهم له قائلة بتدلل :-
"لكن ما أريد أن تعرفه أن أريد أن أكون أقرب لك ليس سهلاً لكن لم أنفر
أنا أحب وجودك يا عمر أحبه جدا
حنوك والأمان بين ذراعيك دفء نبرة صوتك
كل شئ كل شئ"
شدها حتى كانت أقرب له هامساً بغضب يائس :-
"ماذا أفعل فيكِ ماذا أفعل بكِ "
عيناه تمران عليها بجسدها الصغير مكتمل الأنوثة
ملامحهاالناعمة
أنفاسه تضرب وجنتيها بمغزى واضح وصريح بينما تقرأ التردد في عيناه لأول مرة وكأنه يخشى القرب
وكأن جرح عينيه ظهر جلياً لها فقرأته بفطرتها البسيطة ولأول مرة تشعر أنه لا يهون
تخشى القرب لكن حديث شهاب بإعطاء الفرصة يحمسها للخوض فتقتترب مشجعه له وهي تهمس بتأكيد :-
"لم أكن أبداً أقصد ما وصلك من نفور أو ماشابه "
أغمض عينيها ساطياً على أنفاسها متغلغلاً فيها بحرارة الوصل
يهمس محرراً مشاعره بين فنية عاطفة وأخرى فوران بنبرة ملتهبة المشاعر :-
" لو استطيع أن البسك جلدي ؟
أن اطبعك بين مسامي وأخنقك بأنفاسي ؟
لو استطيع أن اتشربك كلك واتوحد فيكِ؟
أن اوسمك برجولتي فتنسي أي عبق سواي ؟"
تذوب كقطعه من الكراميل ويتبخر عقله بعمق المشاعر فيهدر مواصلاً بلا وعي :-
" ألا تتذكري من العشق سوى امتزاجنا "
وبفطرية كان يهمس بيئس رجولي وكرامه مجروحه لم يبوح بها جهراً بل استأثر بوجع كلماتها لنفسه :-
"لو يستطيع أن يسلخ منها أثار سواه ؟"
هو لا يهمه بضع قطرات دماء أو ثمة قطعه جلدية مقدسة عند الغير باسم العذرية
هو يحترق لاقتراب غيره منها لوصال أخر معها وهو الأحق فيها
"عمر أنا خائفة " تهمسها بخشيه مذهولة وهي تتخبط تحاول الابتعاد فابتعد مسرعا ً رافعاً رأسه للأعلى يحاول التنفس وهو يقول بنبرة عاليه منفعله بدت لها لكنها كانت لنفسه :-
" نعم يجب أن ابتعد "
يتحرك حول نفسه ثم يناظرها قائلاً بانفعال :-
" سأدخل لأستحم وأنتِ اجهزي حتى نصلي ركعتين ككل ليلة ثم ننام "
يواصل بنزق مغتاظ :-
" علنا ننام في هذة الليلة "
.....................

بعض خفايا القدر حين تُكشف نتمنى لو أنها ظلت طي الكتمان !

"أنا أريدك في أمر عاجل يا أكمل " رفع رأسه بدهشة غير متوقعاً زيارة ريتال ولا اقتحامها لمكتبه اللحظة

تحرك من مكانه ولم يكن عقله فارغاً لها فقال بملل :-
" ماذا تريدين يا ريتال وما الذي أتى بكِ"
"أتيت من أجلك " قالتها وهي تقترب منه فرفع رأسه للأعلى قائلاً بضجر :-
"ألا تيأسين من هذة الاسطوانة التي مر عليها زمن؟"
لمعة من الحزن مرت بعينيها وهي تقترب أكثر حتى وقفت أمامه قائلة بتكبر وإباء:-
"ليس ما بعقلك وقد انتهى منذ زمن أعرف لكن أتيت اليوم من أجل مصلحتك "
جز أكمل على أسنانه ناظراً لها بشر وهو يهمس بتحذير قاسي وقح الألفاظ :-
" ريتال لا تلعبي لعبتك معي فلست الغر الذي جلبتيه لفراشك قديماً"
نزل كلامه على روحها كصفعه جعلتها تتراجع بعض الشئ إلا أنها تماسكت وهي تقول ببهوت :-
"أنا مهاجرة للخارج دون رجعة "
ضحك أكمل بلا مرح وهو يقول بنبرة قاسية :-
"ذهاب بلا عودة ماذا تريدين ؟"
ناظرته بعينين متألمتين لم يشفق عليهما هو يهمهم بملل فقالت :-
"لقد ذارني زوج عمتك "
اشتد جسد أكمل بتحفز مضيقاً عينيه هامساً بقلق:-
"لما ؟"
بللت ريتال شفتيها تقص عليه ما دار بينها وبين البدوي فقال أكمل ساخراً رغم الغضب الذي يضج صدره :-
" وهل تخبريني بقاياً من ضمير استيقظ وهو ليس موجود بالأساس أم جزأ من خطتكم ؟"
زفرت ريتال بغضب وهي تغمض عينيها صبراً عليه ثم قالت بعصبيه :-
" اسمع يا أكمل لقد أتيت لأخبرك شيئاً قديماً
سمه بقايا ضمير استيقظ .. أو حتى حب لك بقلبي دفعني لأقول
بل حتى لا تسميه "
ضيق أكمل عينيه قاطباً فتنفست بتسارع وهي تهمس بنبرة خافته :-
" السيارة التي كانت بها تالا وأصف يوم وفاتهم ومعهم أبيك "
" ماذا بها ؟"
سحبت نفساً عميقاً ثم همست بتردد :-
" السيارة لم تصاب بالحادث قضاءاً وقدر بل كان حادثاً مدبراً "
هل مادت الأرض من تحته ؟
هل أزهقوا روحه اللحظة تاركين له حواس الابصار وقد تركزت على أن كل شئ أصبح بلون الدماء
هل فقد أطرافه فهو لا يشعر بهم ؟
" ماذا تقولين ؟"
دمعت عينيها لكنها عادت وواصلت همساً بجرأة :-
"أقول لك ما سمعت يا أكمل
أصف وتالا وأبيك
البدوي هو من دبر حادث قتلهم وأنا أكيدة من هذة المعلومة
فالبدوي أخرس فم أبي عن حق ابنته حين عرف وهدده بتاريخه القذر "
استغلت حالة الذهول التي كان بها فتحركت ناحية الخارج هامسة بنبرة وداع حزينة :-
" إلى لقاء لن يحدث يا أكمل "
هل تعلم الشعور ؟
لم يكن هناك شعوراً لقد كان يحتضر محاولاً إلتقاط أنفاسه بلا جدوى
يحاول الصراخ بلا قدرة كالذي فقد الحياة سوى من الدمعة التي نزلت ملطخه وجنته
كمن يستغيث بلا مغيث ينجده
ومن يستنجد دون منجد يغيثه
.......................

(صار لي مدة عم جرب بدي إحكيك
بشوفك بهرب بتلبك بتطلع فيك)

ارتدت داليدا حجابها سريعاً وهي تسمع صوت خديجة وقد بدأت تغني
خرجت للشرفة ووقفت تستمع لها وتتأملها وهي تجلس على عشب حديقتهم تحتضن عودها وتغني
فتاة جميلة تشرح القلب بحيويتها وانطلاقها رغم أنها تصغرها بالعمر إلا أنها تشعر أنها تكبرها عقلاً
مزيج من الجنون والعقل
الشقاوة والطفولة
الجرأة والخجل
خلطة غريبة أسرتها فور أن بدأت في العمل ثم توطدت علاقتهم يوماً عن الأخر حتى كانت تحدثها عن إرادتها في تغيير مسكنها أقرب للعمل فوجدتها تتحايل عليها أن تسكن في البيت المجاور لبيتها فهم يأجورن شققاً فارغة به
صحيح أنها توجست بالبداية لكن ما جعلها تطمأن أنها حين حدثت حفصة عنها وجدتها تعرفهم
عادت بعينيها لذكرى سؤالها لحفصة حين قطبت قائلة :-
" هل لها أخ يدعى دكتور معاذ الحلبي ؟"
"لا أظن
أعرف أن لها أخ لكنه ليس طبيب "
أسرعت حفصة تقول :-
"لا دكتور معاذ الحلبي دكتور بالشريعة الاسلامية "
استلت داليدا هاتفها تفتح تطبيق الواتساب وهي تقول :-
"انتظري سأسألها "
فور أن فعلت وجدت خديجة ترسل لها سريعاً :-
"من أين عرفتِ أخي اعترفي ؟"
" سأخبرك فيما بعد "
نظرت لحفصة بتساؤل فابتسمت حفصة قائلة :-
"اتركك تسكنين جوارهم وأنا مطمئنة بالطبع يا داليدا
دكتور معاذ الحلبي صديق شهاب البرعي أي أنه ثقة
لقد تقدم لي من قبل ورفضت "
"ولما ألم تقولي أنهم عائلة جيدة "
ابتسمت حفصة وهي ترفع دلاية سلسلتها التي تحوي صورة ضابط تعرف أنه زوجها المتوفى وقالت بحب :-
"لأنه لا رجل بالعالم كله يستحق أن يأخذ امرأة يحى
هذا الشرف لا ينوله أحد
وليس الشرف لكوني أنا بل الشرف لكوني امرأته حتى مماتي "
عادت داليدا من ذكراها مبتسمة وصوت خديجة يطرب أذنها تقول بنغمتها الجميلة :_

(بخاف إرجع إغلط ها المرة وما تطلع إنت
إخسر حالي وكل شي قبالي وما إقدر إنسى)

" صوتها جميل جدا يا داليدا " التفتت داليدا مبتسمة على صوت فيروز المنبهر فرفعتها تقبلها وهي تقول بحيوية :-
" ما رأيك أن ننزل لها "
دقائق وكانت داليدا تفتح بوابة بيت خديجة المطلة على حديقة ثم تدخل متحركة حتى وقفت ورائها وقالت :-
" يا حظي أني لي جيران لهم هذا الصوت الحلو "
ابتسمت خديجة وهي تضع العود جانباً وقالت بشقاوة محببه :-
"يا حظك يا هناكِ "
ثم نهضت تنفض ملابسها من عشب الحديقة وهي تميل لتقبل فيروز قائلة لداليدا:-
" هل تعرفين أن الحجاب زادك جمالاً ؟"
ابتسمت داليدا بتوهج ظهر جلياً بعشب عينيها وهي تقول :-
"لقد عدت لنفسي يوم عدت لحجابي يا خديجة "
"ثبتك الله "
قالتها خديجة ثم تأبطت ذراع داليدا وقالت بحماس :-
" والله جئتِ بوقتك
أبو ريان طلب مني أن اشتري له الدواء من الصيدلية القريبة
لأستغلك واخذك معي حتى حين أعود أقول داليدا من عطلتني يا حاج"
ضحكت داليدا قائلة :-
"أنتِ حقاً مصيبة لكن أخبريني أخوكِ معاذ ما حكاية أبو ريان هذة ؟"
مسكت خديجة ذقنها قاطبة بتفكير مصطنع وهي تقول :-
" هل أحكي لكِ؟
هيا هيا سأحكي لكِ "
" بابا كان له أخ اسمه ريان توفى فندر أن ابنه البكري سيسميه ريان
وحين خلف ابنه بالفعل سماه ريان فمات الولد بعد شهور تشأمت أمي من الاسم وقالت سأسميه معاذ
فأصبح أبي أبو ريان ووالد معاذ بنفس الوقت "

حكت داليدا رأسها قائلة بغباء :-
"لم أفهم إذا ماهو أسم والدك "
"إبراهيم "
زمت داليدا شفتيها وفيروز تضحك وخديجة تضحك معها وفور أن وصلا للصيدلية دخلا سوياً حتى رن هاتف داليدا برقم خالد فخرجت لترد عليه :-
" سيد خالد لم نأخذ هذة الأوراق أظنها بالمكتب ؟"
قطبت داليدا وهي تتمشى قائلة :-
"أي عقد ؟"
"أه نعم إنه معي أنا بالخارج الأن فور أن أصل سأقوم بتصويره وإرساله عبر الواتساب "
أغلقت معه ملقيه السلام ولم تكد تستدير عائدة لهم حتى تزلزت الأرض من تحتها
بل تصدعت وابتلعها بركان أهوج من ظلال الماضي وأكبر ذنوبها تتجلى أمام عينيها لنبرة أتت من جوف العتمة ملغمة بالذهول الشاحب :-
"داليدا !!!!!!!!!!"

أنهى
منتظرة تفاعلكم ع الفصل لانه من أكتر الفصول اللي تعبت فيها
أتمنى يكون عجبكم
نلتقي بعد رمضان أن شاءالله وكل سنة وانتم طيبين وبخير

#ملحوظة

د معاذ الحلبي الذي تم ذكره ظهر من قبل في رواية لتمسك بيدي


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-22, 03:21 PM   #595

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,962
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

اشرقت الشمس بعينيها
فصل رهيب
عمرو وسنابل واخيراعاطريق البداية الصحيحة شو بحب هالكابل
البدوي هل في موبقة ما عملها شو مصلحتو من قتل تالا واصف وليش كم هالحقد عا اكمل وعيلتو منيح ب4ايا ضمير كن رستال خلاها تهبرو عا امل اطمل يتراجع عن اجهاض غدي وبتكنى يخطو اول خطوة للخروج كن عباءة البدوي وعقابو عا كل افعالو
نور نا تركت اي مجال للتعاحف معك لو تركت خالد قبل الزفاف كنا شوي شفقنا عا حالتك وتوهانك لكن انك تخوني رجل وثق فيكي وعطاكي اسمو وزنا ما بعرف عقابك شو راح يكون بالدنيي ناعيك 6ن عقاب الاخرة ربنا يمهل ولا يهمل
نجلاء وينك.من خياة ابناءك
سنا وعمار الاحجية الكبيرة صراحة مبين خب عمار الها لكن الحب امان وثقة وسكن للروح ليش مو قادر تخليها تحس باهميتها عندك قبل ما تخسرها
9سن ماشي بالطريق الصح للخصول عاسماح ملك رغم اني ما برئ ملك من الذنب
عزوز لحالو حالة والله
خديجة دخلت قلبي بلا اسىذان ياجمالها
دايدا وراحة البال بعد كشف سرها يالي كان عاطول ضميرها واحساسها بالذنب عائق بينها وبين راحة بالها
هل اتقت بزميل الماضي ال.م.غ.ت.ص.ب
لنشوف


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-22, 12:22 AM   #596

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

داليدا فرحت من اجلك بنزياح ءنب ارايت يا رافت تغنيك بحب لم يشفع لها..اصعب شيء ان يواجه انسان ذنبه متوشقة للمراجة
نور ضعت وكل مراة اكتر حقا اين هي امك و ابوك اما خالد لقد جاءك عوض في شامية
ينابل و عمر و اول طريق لاحب
ارايت با حسن انت لم تتحمل قليل اما ملك فعانت لذا ان ادعمها رغم اخطاءها لانها اكتر من تادي
اكمل حقا اذا قتلت ابنك انت لن تفرق عن بدي
واخيرا الاناني بامتياز عمار حبه مشةه استف تني جملة رغم انها ليست كما يريد...وهل انت كما تريد كلنا عيوب و جمال حب ان تحب الةخ لعيوبه وليس لمحاسنه لكن ماذا اقول و انت رضعت اناوية في حليبك ورباك المتصابي اناني اكتر..حقا عاءلة مشوهة مريضة انا الان انتظر نوران سناء و انامتاكدة عنظما يعود اخوها استعد لتحصد مازرعت و لان فهمت سبب خنوع سنا ظروفها صهبة لكن الفرج قادم احسن ان ثفعة لعما ان يموت طفله و يخسر سناء


ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-22, 06:31 AM   #597

Paradiseam

? العضوٌ??? » 431710
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 69
?  نُقآطِيْ » Paradiseam is on a distinguished road
افتراضي

بجد روايتك اكثر من رائعه وكل فصل اجمل واحلى من الى قبله منتظرينك بعد رمضان وكل سنه وانتى طيبه ورمضان كريم ❤

Paradiseam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-22, 11:22 PM   #598

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

سلمت يداكى و كل عام وأنتى بخير و رمضان كريم 🌙

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-22, 02:55 PM   #599

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 20-04-22, 11:49 AM   #600

مريم ميشا

? العضوٌ??? » 493099
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 44
?  نُقآطِيْ » مريم ميشا is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على المجهودات المبذولة المزيد من التألق

مريم ميشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.