آخر 10 مشاركات
عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          1092 ـ لن أحترق بنارك ـ ميشيل ريد ـ ع.د.ن (كتابة/كاملة **) (الكاتـب : Just Faith - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          جاك...كارا (114) للكاتبة: Lynn Raye Harris (ج5 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : فاتن عبدالعظيم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-22, 04:36 AM   #671

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ektimal yasine مشاهدة المشاركة
مسا الورد.
عا اي اشراقة بدي احكي 😭😭😂طلاق عمر لسنابل ياالي من اولوالرواية والدنيي بتلطم فيها 😭😭 او شك سعد بهنا وخضوعها الو ما بعرف ليش ولوين راح بقودها استسلامها وعدم اعتىاضها عا تصرفاتو او عا عمار يالي شاف خطيئة نور وما شاف غلطو
او عن وجع سنا وخذلانها من زوجها باصعب وقت
ولا خالد الوجع كلوووو
نور ياللي شو ماصار فيها نتيجة خطيئتها وراح تندم لما الندم.ما عاد ينفع
جملة من التعقيدات ما بعرف لوين اخدتنا الاحداث
ابدعت رغم.كل هالوجع
تسلم ايدك ع الريفيو الجميل جدا


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-22, 04:41 AM   #672

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

صباح الخير
موعدنا اليوم مع الإشراقة التاسعة والثلاثين

في حاجة كنت حابه اقولها انا عارفة أن الرواية حصل فيها تأجيل كتير
لكن كله كان لظروف وظروف قاسية جدا جدا وليس عادية
أنا بعاني من إلتهاب أعصاب من الدرجة الأولى ف ذراعي الأيمن
اخدت كل أدوية الأعصاب اللي تتخيلوها واخدت حقن أعصاب بشكل يومي ومع ذلك مش بيخف ورغم كدا ماجلتش بسبب دراعي الا مرة واحدة بس الدكتور كان مانعني م الكتابة
كل مرة حصل فيها تأجيل كان بسبب ظرف سئ جدا ف اتمنى تقدير ده لان الرواية متعبة جدا
احنا في التلت الاخير دعواتكم أن شاءالله ميحصلش تأجيل لحد ما نختم بقى


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-22, 08:00 PM   #673

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي المشاركة 1 من الإشراقة التاسعة والثلاثين

#ملحوظة الإشراقة تلت اجزاء كل جزء في مشاركة لوحده

#جلسات_الأربعاء

الفراغ ليس ممل
الفراغ مُشتهٍ
وليس بالمشتهٍ الهين
بل هو مشتهٍ شره لكل ماهو ليس بين يديك اللحظة
يشتهي العاطفة فيدب بين أطرافك البرد
يشتهي الونس فيبعث في نفسك الوحشة
يشتهي المعصية فيثير احتياجك لكل ماهو محرم
الفراغ مشته شره ومميت فإن رأيته يسير من طريق احمل حقائبك واركض أنت من الآخر حتى لا يتبعك

الإشراقة التاسعة والثلاثين

المحاضرة الأولى

يجلس جمع من أولياء الأمور وبعض الطلبة من الشباب في الفاعة الكبيرة بمركز وأشرقت الشمس بعينيها والتي خصصها شهاب للاجتماع بهم
فور أن دخل لاحظ الجميع تجهمه الغير معتاد وبدأت الهمهمات حتى وقف في مكانه المخصص ملقياً السلام ثم ابتسم ابتسامة لم تصل لعينيه المجهدتان وهو يقول :-
" هذة المحاضرات مصورة وستنزل على الانترنت بصفحتنا الرسمية لكن ما سأقوله الأن سيتم قصه
أنا أعتذر لكوني على الغير الذي اعتدتم عليه لكن من منا يظل على حاله
فترة وستمر لكني لم أقدر على تأجيل المحاضرات وقد وجدت منكم حماساً كبيراً وحاجه لها "
بدأت الهمهمات الداعمة فشكرهم ثم جلس قائلاً :-
" المرة الماضية بالافتتاح تحدثنا بشكل عام أما منذ الأن فكل محاضرة سنتشارك فيها الحديث حول نقاط معينة "
" وما نقاط اليوم ؟" سأله أحد طلابه بالجامعة ومن أصدقاء المكتبة فأومأ قائلاً:_
"سنعرفها أثناء الحديث "
نقر على الطاولة ثم تنحنح طارحاً سؤالاع عليهم:-

" من هو المتحرش أو البيدوفيلي من وجهة نظركم
هل هو أحد الغرباء الذين قد يقابلون ابنائكم بالخارج بنادي أو مدرسة مثلاً أم ماذا "
" من الممكن أحد رفقاء المواصلات "
" المعلم أو شيخ التحفيظ "
" مدرب النادي "
اختلفت الاجابات فسمعهم جميعاً حتى صمتوا ثم قال بهدوء :-
" ماذا عن الأقارب ؟
تعالت الهمهمات المستنكرة فهدأهم ثم بدأ بالحديث قائلاً:_
"مع شدة أسفي لكن أسوأ حالات التحرش بالأطفال كانت من الأقارب
وهو شئ معتد به في علم النفس ومعروف مجتمعياً ب (سِفاح القربى) وحسب المفاهيم النفسية عندنا يعرف ب ( قتل الروح )
" وكيف يحدث هذا ؟" سألت أحد الأمهات برهبة فتنحنح شهاب قائلاً :-
"يكون شخصاً من الأقارب لا يؤتمن وبفطرتنا السليمة نأمن عليه ابناؤنا أن يختلي بهم فيخرج رغباته في الطفل مستغلاً عدم وعيه لطبيعة العلاقة الخاصة وماهيتهاوعدم قدرته على إبداء الرفض "

" ومن هنا يدمن الطفل السلوك وقد يمارسه على إخوته أو أصدقائه "
قالها أحد الرجال بنبرة متحشرجة وعينين دامعتين فنظر له الجميع باهتمام ودون تركيز بدأ في الحديث قائلاً وقد نزلت دموعه :-
" ذات يوم كنت عائداً من العمل بمنتصف الليل وظننت أن الجميع نائماً وإذا بي افاجئ بابني يحاول العبث بمناطق خاصة لأخيه "
مسح دموعه وواصل :-
" وبعد غباء مني وتطرف في رد الفعل بين ضرب وحتى أن الأمر وصل للطلاق مع زوجتي متهمها بالإهمال اكتشفت أن ابني لم يكن سوى ضحية عمه
عمه الذي هو أخي "
عم الصمت في محاولة لتهدأة الرجل بالكلمات الداعمة
خاصة أن أغلب الجالسين أطفالهم يعالجون بالمركز من تبعات البيدوفيليا والتحرش "
صدح صوت أحد الأمهات وهي تقول بنبرة مريرة :-
" المشكلة أن الطفل يخاف أن يصارح والديه
ابنتي ظلت تنتهك عاماً كاملاً على يد معلمها وتخاف أن تخبرني "
أومأ شهاب وهو يرد عليها قائلاً :-
" والمتحرش يلعب على هذا مؤامرة الصمت واللعب على وتر خوف الطفل من أهله خاصة أن ردود فعل الأهالي العرب قاسية فيضمن السرية التامة "
أومأت المرأة فسألت إحدى طالباته :-
" وكيف يحقق مأربه في التعدي على الطفل يا دكتور ؟"
ارتشف شهاب من كوب الماء أمامه ثم قال :-
" يبدأ الأمر بإغراء الطفل بشئ يحبه كلعبة أو شراء الحلوى مثلاً
وحين يتحقق الاختلاء يبدأ في العمل على اطمئنان الطفل بالملاطفة والمداعبة التي لا يفهم الطفل مغزاها "
؟ لكن أليس غريبا ألا يصرخ الطفل من أول مرة مثلاً؟"
سألت أحد الحضور فشبك شهاب كفيه وهو يقول :-
" المتعدي ليس غبياً
عامة عادة الأطفال يخضعون لسلطة البالغين كما أنهم يبثون في أنفسهم الأمان كما قلت "
" بالمحاولة الأولى لا يفطن الطفل لشئ لكن مع الثانية قد ينزعج ويحاول الهرب إلا أن المعتدي يلعب على نقطتين
إما إرهابه وهي أحد الأساليب القاسية التي تستقر في نفس الطفل خاصة وإن كان البيت غير متزن ويخاف أبويه
وإما محايلته حتى يرضخ ثم اعتياده على المداعبة بحرماته الخاصة حتى يأنس الأمر ويقنعه أنها لعبتهم الخاصة لكن يجب أن تظل سراً "
مط شهاب شفتيه وهو يقول بأسف :-
" وحين يعتاد الطفل الأمر يتحول إلى تعدي جسدي كامل وبعضهم يسحبون الأطفال لمشاهدة الاباحيات البيدوفيليه معهم ثم تطبيقها ويصير الأمر إدماناً"
" لكن ألا يخاف من أن يكشف الطفل أمره يوماً ولو بعد حين " سأل أحد الحضور باهتمام فهز شهاب رأسه نفياً وهو يقول :-
"لا مع اعتياد الأمر يحتفظ الطفل بالسر وقد يحتقظ به طيلة حياته فكلما يكبر يكبر معه شعوراً بالخزي والألم فيفضل دففنها في اللاوعي خاصته وقد لا تنكشف أبدا حتى لنا كأطباء نفسيين لا يبوح حتى نساعده ع ذلك "
"ما الذي يدفع بالغاً بأول حياته على تلك الأفعال الشائنه " سألت أحد الطالبات مشمئزة فشبك شهاب كفيه وهو يقول :-
" عوامل كثيرة أولاها تعرضه للتعدي في الصغر
الرغبة بالانتقام من الأبوين مثلا
اشباع الرغبة بداخله
وجود بعض المشاكل النفسية كالخوف من النساء
الفشل في العلاقات النسائية
الشذوذ النفسي
الخلل الفسيولوجي كاختلال الكروموسومات والهرمونات
الفراغ والادمان
والاهم من كل هذا انعدام التربية والوازع الديني "
زفر نفساً قصيراً :-
" يكفي هذا اليوم ولنواصل المحاضرة القادمة لكن أريدكم أن تطمأنوا أن أطفالكم هنا سيخرجون للمجتمع أسوياء "

.........................

ربما يقتلع الظفر من لحمه لكن الحب إن تمكن من القلب وتوغل فيه أتراه يُقتلع ؟

يتقلب على الفراش منذ فترة دون أن يزور النوم عينه
كلما أغمض عينيه يشعر بنار هوجاء تلتهم أحشاء وذذكرى صراخها باسم الأخر تجلب لمخيلته صوراً تميته كمداً بمهده
انتفض من الفراش غير متحملاً الغرفة بأكملها بل هو حتى لم يتحمل سترته فخلعها ملقيها بطول ذراعه يتحرك في الشقة بلا راحه وكأن جدرانها تطبق على أنفاسه فلم يعد يطيقها
تحرك ناحية الشرفة ليفتحها ويقف فيها على هواء الليل المكثف بمنطقتهم الساحلية يطفئ القليل من نيران صدره
صور من وداعتها ورقتها الهشة تعود وتتداخل ثم همساتها الناعمة وذوبانها الذي أهلكه
كيف لتلك الرقة تكون بهذة القسوة فتنطق اسم اخر بهذة اللحظات
أي تحمل كانوا يريدونه أن يفعل ؟
هو لا يستطيع النوم من وقتها
لا يزر عينه حتى يراها مع الأخر والأسوأ أنه شاهد صورته قديماً بعد الحادث فيخيل لعينيه كل شئ مصوراً وكأنه حياً
مرر كفيه في شعره عدة مرات حتى كاد يقتلعه
ألا يوجد ما يخفف النذر اليسير من تلك العربدة بصدره ؟
لم يعد يطيق
بحق الله لم يعد يطيق ؟
هو لا يريدها هنا ؟
لا يريدها معه ولا مع أمه
لا يريد وجودها بعد الأن ولا حتى أن يشعر بأنفاسها على بعد أمتار منه
يتحرك من الشرفة ناحية باب الشقة ملتهماً الخطوات بخطوة واحدة بعيني غشاهما الجنون وعقل مغلق بقفل صدئ عن التفكير
فور أن فتح الباب بعنف تراجعت هي للخلف ولتوها كادت أن تضغط الجرس
يقولون الانسان يأتي لقضاؤه صحيح
ارتعبت من منظره المخيف خاصةً وأنه ينظر لها وكأنه غير مصدق لصعودها لكنها انتفضت على نبرته وهو يقول بفحيح مخيف :-
" ما الذي أتى بكِ هنا ؟"
ثم مرة أخرى بنبرة غاضبة :-
" كيف تصعدين إلى هنا "
تراجعت سنابل خطوة للخلف وهي تقول بنبرتها الرقيقة التي لا تخلو من الشجن ناظرة بعينيها للصينيه بين كفيها :-
" لقد صعدت لك بالطعام فأنت لم تتناول غداءك والعشاء اقتربت "
وهي لا تتعامل مع شخص عاقل اللحظة
هي أمام شخص أعمى الغضب عقله فأوصله لما بعد حافة الجنون بمراحل
والمجنون يرفع عنه التكليف خاصة وقد انفتح بها كالذي كان ينتظرها :-
" لا أريد شئ لا أريد سُم "
ضرب الصنية من كفها فتناثرت الصحون ومحتوياتها أرضاً باللحظة التي كانت أمه صعدت على صوته تناظره بذهول وهي تهمس برهبة :-
" عمر ماذا حدث ؟"
" خذيها من هنا
إياكِ يا أمي أن تتركيها تصعد إلى هنا مرة أخرى لا أريد رؤيتها في البيت بأكمله "
كادت سعاد أن تفتح فهما رادعة إلا أن نظرة إلى وجهه الأسود شديد الشحوب بلحيته النامية والظلال السوداء أسفل عينيه اقتربتا أن تظلالان وجهه كله جعلتها تستغفر وهي تأخذ سنابل أسفل ذراعها تحثها على النزول معها
بالأسفل
فور أن دخلوا من باب الشقة كانت تشعر بالخزي من الفتاة
حتى أنها تركتها تدخل غرفتها دون أن تتحدث معها
تحركت ببطأ حتى جلست على الأريكة وبكت
ابنها
بالأخير هو ابنها ولا يهون عليها أن يكون بهذا الحال المعذب
حالته مذريه وتشعر أن بداخله وحش لا يهدأ والله أعلم ماذا سيفعل المرة القادمة
أتراها اخطأت من البداية حين وافقت على زواجه من الفتاة
بل أتراها اخطأت حين أدخلتها بيتهم وتبنتها قاصدة فيها الثواب
فقط لو تعرف ماذا حدث بينهم ليتطلقوا بعد أن كان متلهفاً عليها ؟
لقد أحرجها بالذي فعله الأن خاصة ً وأنها أصبحت طليقته
أنحتوى بالفتاة بالمنة يا عمر ؟!
عادت وبكت تشعر بقلبها يظلمه
هو ليس بقاصد لا من ولا أذى
ابنها مجروح
قلبها يأكلها ولا يخطئ هذة المرة الجرح في عيناه
هناك شئ جديد حدث بينهم سبب الطلاق لكنها لا تعرفه
مسحت عينيها وهي تسمع صوت سيارته بالأسفل فدعت الله أن يحفظه ثم تحركت ناحية غرفة سنابل للتطمأن عليها
لكن الغريب أن سنابل لم تكن تبكي كانت جالسة على فراشها بغرفتها بالأسفل والتي عادت لها منذ الطلاق
ابتسمت سنابل بكسرة لم تخطأها عين سعاد فاقتربت منها قائلة بخجل :-
"أنا أسفة يا ابنتي عمر ليس بعقله ولم يقصد أكيد "
أومأت سنابل برأسها وفاجأتها بالقول الحزين :-
"وإن قصد والله إن قصد هو حقه
بل هو حقه تماماً يا أمي "
اليوم التالي ظهراً
أوقفت السيارة الأجرة ثم نزلت منها داخلة البناية العالية بتردد
تركت المصعد ثم استقلت السلم حتى وقفت أمام اللافتة الكبيرة
"مركز لتمسك بيدي "
عضت شفتها ولأول مرة تحضر دون أحد لكنها حين لم تنم طيلة الليل ثم ذهبت لكليتها ولم تستطع مواصلة محاضراتها ثم وجدت نفسها تستقل أول سيارة أجرة وتأتي لهنا
دخلت ببطأ لكنها تفاجأت من خلو ساحة الاستقبال الخاصة بشهاب حتى مطت شفتيها باحباط على قول المساعدة:-
"دكتور شهاب أجازة هذة الفترة من المركز لكنه موجود بالمشفى إن كان الأمر ضروري "
قبل أن تتسائل كان شهاب يدخل غير رائيا ما أمامه بالمرة وهو يتحدث لمساعدته قائلاً :-
" أريد قائمة الكشوفات المؤجلة والجلسات التي فات على ميعادها أكثر من أسبوع سريعاً"
قال الكلمتين ووضع كفه على باب غرفة مكتبه ليفتجه وقبل أن يدخل توقف على النبرة الرقيقة :-
" دكتور شهاب "
قطب شهاب وهو يلتفت حتى تفاجئ بها بينما كانت هي تشعر بالخجل يسكوها
هي حتى لا تعرف ماذا تدفع وكم ولمن وهل ستدخل وهي لم تحجز قبلاً إلا أن كل هذة تبدد على نبرة شهاب الودودة والتي بها شئ من الفخر العفوي وهو يقول رغم نبرته المتعبة :-
" سنابل هل أتيتِ هنا وحدك؟"
أومأت برأسها فابتسم بأبوة وهو يفسح لها المكان للدخول قائلاً لمساعدته :-
"أجلي ما طلبت قليلاً "
فور أن جلست أمامه ظلت صامته حتى حثها شهاب قائلاً :-
" أنا سعيد بخطوة مجيئك وحدك جدا "
نظرت له سنابل ثم قالت بطيبتها الفطرية :-
" تبدو متعب يا دكتور "
ابتسم شهاب رافعاً حاجبيه وهو يقول :-
" تبدين أكثر جرأة "
ابتسمت ثم أطرقت قائلة :-
"لا أعررف ماذا أقول وكيف انطق به "
" هل هو شئ يعود للماضي مرة أخرى ؟
مطت شفتيها ثم قالت :-
"أظنني انتكست يا دكتور "
ضيق شهاب عينيه ثم سألها باهتمام :-
" ماذا حدث كي تقولين هذا ؟
لم تعرف بما تخبره فوجدت نفسها تقص عليه ماحدث بالأمس حتى كان الادراك يلمع بعيني شهاب وقد استشف من حديثها أنها عادت للعيش مع والدة عمر مرة أخرى فحك جبهته قائلاً بعملية وقد بدأ يدون أشياء على الورق أمامه :-
"هل أسهل عليكِ الحديث يا سنابل ؟"
ناظرته بتساؤل فواصل بنفس النبرة العملية :-
" بعد أن أخذ الزواج وضعه الطبيعي بينك أنتِ وعمر ماذا حدث لينهار هكذا "
وجدت نفسها تبكي أخيراً وهي تقص عليه أنها صرخت باسم همام فرفع شهاب عنها الحرج وهو يقول :-
" وماذا كانت ردة فعل عمر بعد ذلك ؟"
هزت كتفيها ثم قالت بنبرة حزينة :-
"لقد تأسف لي أنه لم يعد يستطيع المواصلة وطلقني "
صمت شهاب لدقائق وهو يخط اسم عمر بصفحه بيضاء فارغة ثم سألها :-
" هل بداخلك تعذريه يا سنابل ؟"
ناظرته بتلهف قائلة :-
" اعذره من كل قلبي اعذره لكني لا أتحمل رؤيته هكذا
لم أعد أتحمل بعده عني ولا أريده "
ذرفت دموعاً ثم واصلت بنهنة خافته :-
" ولا أظن لنا من عودة بعد انتكاساتي هذة "
ابتسم شهاب برحمة وهو يقول :-
" من قال أنها انتكاسة بالأساس أخبريني يا سنابل بلا خجل
هل بالفترة التي قضيتيها مع عمر تخيلتيه ولو لمرة همام ؟"
هزت سنابل رأسها نفياً وهي تقول :-
" لم يكن همام نفسه يطرق رأسي بالأساس "
أومأ شهاب ثم سألها مرة أخرى قائلاً :-
" بلا خجل أخبريني قبل أن يحدث وتصرخي باسم همام هل كنتِ تستثقلين الأمر
هل شعرتي بشئ من النفور لعمر ؟
أو حتى تداخل عليكِ الأمر بينه وبين همام ولو بينك وبين نفسك "
هزت سنابل رأسها نفياً بصدق ثم قالت :-
" لا أبداً كنت بعيدة عن كل هذا لكن فجأة وبلحظة وجدتني جزعة وكأن شئ يطبق على صدري فيعمي بصري والظلام يحاوطني
وكأنني سأفتح عيني فأجده همام وليس عمر "
" وماذا حدث بعد أن وجدتيه عمر "
مسحت عينيها وهي تقول :-
" تمنيت أن أموت أنا ولا أرى الصدمة التي كانت تنطق بها عيناه وقتها "
عادت الدموع تذرف من عينيها مرة أخرى وهي تقول من بين شفتين مرتجفتين :-
" لقد كان مصدوماً وكأنه لم يكن متوقعاً أبداً بما نطقت
وكأن لسانه أصابه الشلل هو حتى حاول النطق محركاً لسانه لكنه لم يقدر بينما كنت أنا منهارة بالبكاء فقط
عينيه كانتا مسمرتان بذهول وكأنه يعيد على نفسه ما سمع مني مراراً حتى تركني وخرج "
أومأ شهاب بتفهم ثم سألها باهتمام :-
"أخبريني يا سنابل صرختك كانت صرخة استنجاد أم صرخة اعتراض
بمعنى حين صرختي باسم همام كنت خائفة أن تكون اللحظة تعيد نفسها فتفتحي عينيكِ وتجديه ميت ؟
أم صرخة أعتراض "
لم يفسر لها الثانية وهو يريد أن يسمع منها فاسترسلت تقول :-
" لا أبداً لم أكن استنجد به أنا حتى حين فعلت خرجت تلقائية وكأنها كانت بروحي تريد أن تخرج بلا عودة مرة أخرى
كأن هذة الصرخة كانت تكبلني فأخرجتها حين شعرت أنها لم يعد لها قيمة أو مكان
لقد خرجت مني بجزع أن يكون هو وأنا لم أكن أريد أن يكون هو أبداً
حتى أن انهياري بعدها بعدها كان كعدم تصديق عن ما حدث كله وحين أفقت أخيراً لنفسي وجدت أني أضعت كل شئ "
ابتسم شهاب مشبكاً كفيه وهو يقول :-
"أنتِ لم تضيعي شئ
أنتِ تحررتي يا سنابل "
" تحررت ؟"
همستها باستغراب حزين فسألها شهاب :-
"أخبريني يا سنابل متى أخر مرة تناولتي بها المهدئ أو احتاجتي للمنوم "
قطبت عاقدة حاجبيها ثم هزت رأسها وهي تقول :-
"لا اتذكر لكن أظنه منذ وقت بعيد فلم أعد اتذكرها "
" عظيم " قالها شهاب ثم واصل :-
" دعيني أخبرك
حين نطقتي اسم همام يا سنابل كان كاستفراغ لأخر الفضلات السامة للجرح كله
ربما أثاره ستدوم وستظل ذكرى حزينة لكنها ستبهت بمرور الأيام
لقد تنظف الجرح من قيحه أخيراً يا سنابل وكأنكٍ بصقتي أخر ما يربطك به عازمة روحك على عدم العودة للوراء مرة أخرى "
أومأت برأسها ثم قالت بخجل مرير:-
" لكن عمر ؟"
"أخبريني يا سنابل بعدما حدث بالأمس
إن كنتِ تخافي التخلي عن عمر فقط لأنكِ لا تجدين ملجأ فأنا أتعهد ب..."
"أنا أحب عمر " قاطعته بنبرة صريحة ملونة بشجن من يريد البوح
وأدهشته للمرة الثانية في هذا اليوم
سنابل اليوم أتت له كهدية من السماء
أن تشعر أنك تجني ثمار تعب أكثر من عامٍ كامل لحالة كان متوقع بضعفها الفشل
أثره شديد الايجابيه على روحه اليائسة هذة الفترة
تبدو وكأنها تتمرد على خنوعها الفطري
لا ينكر أن معاشرة رجل كعمر لها فضل في هذا لكن يبقى شعور نجاحه له السبق الأول
خرج من شروده الذي لم يزوره منذ زمن أثناء جلسة عمل فتنحنح قائلاً :-
"إذا حان دورك يا سنابل
ما نلتيه طوال فترة تعافيكِ من تحمل منه حانت اللحظة لتتحملي الأن
دعيني أحدثك كرجل قبلاً
عمر هذة الفترة كالأنبوب المشتعل والقادر على الانفجار بأي لحظة
فإما أن تتحلي بالشجاعة لتتطفأيه وتكتسبيه
وإما أن تتركيه لينفجر بوجهك مدمراً اثنيكم معاً"
انكمشت ملامح وجهها برهبة قائلة :-
" وماذا أفعل ؟"
ابتسم شهاب فارداً كفيه وقال ببساطة :-
"كوني سنابل التي تحب عمر
اطلقي لمشاعرك جرأة العيان ودعي رجل فخور بنفسه كعمر يشعر أنكِ تدورين في حلقه
قد يبدو كلامي غريباً عليكِ لكن وبما أنكِ تعافيتي يساعني أن أقول أنني لو تزوجت صغيراً لأنجبت ابنه تقاربك في العمر
لذا أقول رجل كعمر يستحق يا سنابل
لا تنتظري لأحد أن يخبرك ماذا تفعلي معه أو مع نفسك منذ الأن يا سنابل
ابحثي عن مفتاحه ثم دوري في فلكه حتى تضمدي جرحه منكِ "
"أتراه يعود ؟" همستها بخشية فابتسم شهاب وهو يقول :-
" لست ساحراً حتى أجزم لكِ بعودته لكن المحاولة تستحق من أجلك قبله
سنابل أن تستحق أن تنبش عن السعادة لنفسها أخيراً فقد نالت من الحزن ما يكفيها "
.............................

الحب سيل من غيث الشعور يُفتضح بقطرة الغيرة !
" لا تتحاملي عليه يا خديجة " قالتها داليدا بوهن حزين وهم يتناقشان حول أمر خالد الذي شاعت شائعة ترك زوجته له بالمدينة أكملها
الأمر الذي كان كجزة عنق لداليدا
نقطة أخرى تضيفها لذنوبها حين علمت من تكون زوجته
ما الذي يدفع فتاة لفعل ذلك سوى أن يكون تفكك أسرتها سبباً
تفكك أسرتها التي كانت هي سبباً به
تشعر بالاختناق وحاجة ماسة لمحادثة حفصة لكنها تهمش شعورها وهي تلتفت لخديجة غاضبة القول :-
" لا أصدق أنه يعمل المكتب هكذا يا داليدا
المكتب هذا ليس شقاه وحده
نحن جميعاً تعبنا فيه حتى ارتفع اسمه
أنا وأنتِ صالح ومحمود روفيدة وحسام كل هؤلاء يا داليدا أين هم من تفكيره "
زفرت داليدا وهي تقول بدفاع :-
" وماذا فعلنا ؟
لقد تركناه عند أول اختبار وجميعنا ذهبنا للبحث عن عمل أخر سواكِ"
" وهل ينتظر منكم أن تنتظروه
أنا لا أحب الضعف يا داليدا ولا اعترف به
كل منكم لديه بيته ومسؤوليته
لكن هو أثبت أنه شخص غير مسؤول بالمرة "
تزفر خديجة بغضب وقد احمرتا وجنتيها بانفعال كان غريب لعيني داليدا وهي تقول :-
" ماذا فيها لو تركته من أجل أخر فلتحترق بالجحيم ولا يظهر لها ضعفه هكذا وكأنه يثبت لها أنها كسرته "
رمشت داليدا بعينيها قائلة :-
"لما أشعر أنكِ تكرهين زوجته "
" بل طليقته " النبرة العدائية من خديجة لم تفت داليدا وهي تهز كتفيها ناظرة لخديجة بتدقيق إلا أن خديجة تلعثمت قائلة بتسارع :-
" أشم رائحة أكل أمي تعالي لنتناول الطعام "
هزت داليدا رأسها نفيا وهي تقف نافضة ملابسها من العشب قائلة :-
" لا نادي إخوتي حتى أذهب "
"إلى أين تذهبين ؟" النبرة الرصينة كانت لمعاذ الذي أربكها وجوده خاصة أنه يتعامل وكأن شئ لم يحدث بينهم فقالت باقتضاب :-
" للبيت"
"أنتِ لن تذهبي لمكان ستتناولين الغداء معنا " لكن الجملة هذة المرة كانت من والده الذي انتهى من رش الحديقة
والده الذي تناول كفها بين كفه وهو يسحبها معه للداخل بأبوية مما أورث بداخل معاذ شعوراً غير مألوفاً بالضيق
بعد دقائق كانت تجلس معهم هي وإخوتها على طاولة الطعام وخجل مريع يكتسحها لكن الخجل لم يكن شئ جوار شعور الهلع
هلع من أن تفقد هذة العائلة يوماً
أن تفقد هذا الدفء والحميمية اللتان لم يطئا قلبها منذ سنوات
طيبة أم خديجة تلك المرأة السمينة بعض الشئ بيضاء الملامح بفطرية مصرية
تلك المرأة التي حين تحتضنها تشعر برائحة من الحب تغلف قلبها
تعود بنظرها لوالده الذي يناكف إخوتها
والده الرجل الشامي الذي خلق أباً بالفطرة
ثم خديجة التي شعرت معها بالأخت التي طالما تمنتها
وأخيراً هو
تناظره من أسفل أهدابها بشعور خوف من التعلق
ليس الحب أبداً
لكن التعلق بهالته الرصينة وصرامته الدافئة
تلك الحماية التي تراها في عيناه كلما تلاقت بخاصتيها صدفة كما الأن حيث أسبلت أهدابها بسخونة ملتهبة تلم بوجنتيها
سخونة كان منقذها فيها صوت أمه الرائق وهي تنظر لزوجها وتقول بضحك :-
" لما لا تخبرنا أحد طرائف عملك بالصحراء "
ضحكوا جميعاً فلم تفطن لسبب ضحكهم حتى بدأ بالحديث بنبرة دافئة شاردة في الماضي من عمق صدقها
نبرة تشبه نبرة الأجداد في قص الحكايا
"عام ........ كنت أعمل بالصحراء ....
كان عملي يتطلب السهر ليلاً
وذات ليل وجدت امرأة كبيرة في العمر طولها يفوقني "
تعلقت عينيها معه بتفاعل وتعلقت عيني معاذ بها بإعجاب
" ترتدي عباءة تشبه عباءة الفلاحين بأدوراها الكثيرة وحول رقبتها عقد باللون الأزرق طويل "
" وماذا كانت تريد ؟"
سألت داليدا بقلق مستغربة ضحكاتهم المكتومة والرجل يواصل :-
" نسيت أن أخبرك أني كنت نائم بغرفتي وقتها"
شهقت داليدا وهي تقول :-
" دخلت عليك غرفتك ؟"
أومأ الرجل وواصل :-
" نعم وكانت تحمل بين كفيها وفوق رأسها (سبتاً ملئ بالخضار)
ناديتها ولم ترد وأكملت طريقها وكأنها لم تراني حتى نفدت من الحائط "
ضجت ضحكاتهم جميعاً خاصة بالخوف الظاهر بداليدا وإخوتها فنظرت لهم باستغراب كان جوابه عند زوجته التي حاولت كتم ضحكاتها قليلاً وهي تقول :-
" هل صدقته ؟
لا استغرب فقد عشت نصف عمري معه أصدقه كلما قص علي حكاية من أهوال الصحراء حتى صدمت ذات صدفة من أمه رحمها الله أنه لم يعمل بالصحراء بالأساس "
ضحكت داليدا تناظره بذهول فواصلت المرأة ضاحكة وحين لم أعد أصدقه من بعدها استلم ابنائه عني يصوغ لهم قصص من خياله ويحكيها على أنها حدثت له ثم بعد أن يتفاعلوا معها يخبرهم الحقيقة بالنهاية
اتسعت ابتسمت داليدا ولم تستطع كبح قولها :-
"أنت مشاكس يا عم "
" ماذا لو عرفتي عن قصة زواجي بها ؟" قالها بشقاوة فابتسمت داليدا بتفاعل والحميمة تغلف قلبها تستمع لقصتهم حتى نظرت لزوجته قائلة بذهول :-
" هل شتمته حقاً "
رفعت المرأة حاجبيها وهي تقول :-
" لقد غازلني قائلاً
ماذا كنتِ تنتظرين من فتاة مصرية يغازلها رجل شامي "
كشرت بملامحها وهي تقول بغيظ :_
"وليته كان يجيد الغزل بل كان كالذي أتى يكحلها فاعماها وهو يخبرني أني أشبه (البطة الشرشيري) في جمالها لا أعلم من أين يعرف رجل شامي بالأساس (البطة الشرشيري)

احتج الرجل قائلاً باستنكار :-
" تركت كل شئ ومسكت بنوع البطة وهي تظن أني أسبها "
ليلاً
لم يزورها النوم وهي تبصر رسالة زيان التي يتخللها الرجاء ولا تعلم من أين حصل على رقمها
" دعيني أقابلك مرة واحدة علها تغير شئ "
زفرت بضيق ترتدي إزار الصلاة وتخرج للشرفة بعد أن سحبت رواية لتقرأها "
دقائق وانتفضت لنبرة معاذ الذي كان يقول بتروي مثير للغيظ وكأنه لم يفجعها بظهوره :-
" هل هي صدفة أنت نتشارك قراءة نفس الرواية؟"
نظرت للرواية بيده ثم ابتسمت دون رد فسألها :-
" وصلتي للفصل الكم ؟"
" السابع عشر " قالتها بخجل فابتسم وقال :-
" اسبقكك بفصلين "
لمعت عينيها كان لها تأثير اللعنة بقلبه خاصة حين قالت بفضول طفولي :-
" ماذا فعل البطل بالبطلة هل تركها كما كان يتوعد ؟"
" بل أحبها "
قالها بنبرة خرجت متحشرجة فاحتقن وجهها إلا أنه لم يقف عند هذا وكأنه مستمتعاً بافتنانه الخاص الغريب على عقده الرابع
عينا خياله لا تراها سوى كقطرة ندى يحق لها التدلل على غصن من الزيتون
" أليس غريب أنك تقرأ الروايات وأنت دكتور بالجامعة ولك شأن خاص يعطيك هالة مهيبة "
ابتسم بجاذبية بدت لعينيها مخيفة وهو يقول مشاكساً :-
"أتقولين أن هالتي سقطت بنظرك "
" لا لا لم أقصد "
ابتسم معاذ وواصل :-
"أنا اقرأ كل شئ وأي شئ طالما في حدود الشرع
أشعر أن القراءة تجعلني أتعرف على الوجوه التي لم ولن أصادفها في عمري "
خفق قلب داليدا بعنف وهي تراه يخرج تقريباً رأيها من بين ثنايا عقلها فكحت وهي تتحاشى النظر له فسألها غير راغباً بانتهاء الحديث :-
" ماهي هواياتك غير القراءة "
" الطبخ أحبه كثيراً " قالتها باقتضاب أغاظه فقال عن نفسه دون أن تسأل :-
"أما أنا فأحب الشعر كثيراً ولم ألقيه بعد "
حركات غير مألوفة كانت تحدث بصدرها
مشاعرها كحبات من الرمال مبعثرة حملتها الرياح لأقصى ضواحي الغرق جراء نبرته التي شعرت بها منقوصة فالتفتت له وكتمت أنفاسها
عيناه بدتا جذاباتان كليلٍ يفرض قضبانه على متسوليه
وجهه لم يكن عبوساً ولم يكن مبتمساً بالكاد البشاشة شقت فكه وكأنه يعرف كيف يكون شديد الجاذبية هكذا خاصة بالنبرة المبحوحة شديدة الثقة والثقل التي خرجت منه بقصدٍ خلع قلبها وصفع غيبوبتها :-
" رجل مثلي لا يلقي شعره إلا لأذني امرأة "
تلكأ معاذ وهو يهم بقول " عاشقة "
إلا أنه أبدلها قائلاً :-
"امرأة تستحق "
لكنه لم يحسب حساب شحوبها وقد بدا عليها غضب غير مفهوماً وهي تدخل مسرعة من الشرفة وكأنها تصارع أشباحهها
لكنه لو كان يعلم الشعور
فقط لو يعلم الشعور
شئ أشبه بالذي رافق ظله طيلة حياته وحين غشى الضوء ظلامه انكفئ على وجهه !
........................

يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-07-22 الساعة 03:03 PM
إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-22, 08:01 PM   #674

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي المشاركة 2 من الإشراقة التاسعة والثلاثين

خيبة الحبيب قاتلة
أشبه بطير عوده صاحبه على التحليق طويلاً ثم كان هو أول من قص ريشه !

"أخبريني
أخبريني حبيبتي " يقولها سعد بنبرته الحنون التي غلفت قلق قلبها بدفء عجيب فابتسمت وهي تبسط راحتيها على صدره هامسة وعينيها تتلألأن بوهجٍ لم يلمع هكذا منذ وقت:-
" أخبرك بما ؟"
"أخبريني هل أنتِ تحملين طفلاً صحيح ؟"
تضحك بانشراح والوهج في عينيها يزداد لمعاناً وهي تسحب كفه لبطنها قائلة :-
" نعم يا حبيبي
هُنا أحمل طفلك "
ارتعش كفه بحركة واضحه فسرتها إثارة وتأثر ولم تكن سوى غضب وجنون
جنون ألم بكل خليه به وزحف على كل وتر من جسده حتى كان الجليد يغلف عينيه بقسوة مرعبة هامساً بنبرة هادئة
نبرة أشبه بغلاف أنيق ملون يحمل بداخله قنبلة انفجار مدوي :-
"أخبريني من ضحك عليكِ
حذيفة هو أم ؟"
" حذيفة ولما سيضحك حذيفة علي ؟" تقولها ببراءة لا تدعيها ولا ينكرها
براءة كان له السبق في قتلها اللحظة وهو يهمس بنفس النبرة :-
"أم عله عبدالرحمن "
الرائحة الكريهة التي فاحت من كلامه عند ذكر عبدالرحمن جعلتها تبتعد هامسة بحذر :-
" ماذا به عبدالرحمن؟ "
يبتسم ابتسامة لم ترى أبشع منها
ابتسامة رجل يظن نفسه ذكياً لإلمامه بكل شئ لكنها لم تكن في عينيها سوى ساذجة لرجل يسعى لخسارة كل شئ
يقترب بتمهل هامساً بكل ما يعتمل في صدره من غل وما يخرج منه من هدوء :-
" هل عبدالرحمن هو من فعلها
هل ضحك عليكي وغواكِ حتى تسلميه نفسك
ترى كم مرة حدثت يا هنا ؟"
" اخرس قُطع لسانك
قُطع لسانك "
تصرخها بجنون ذاهل والدموع تنفجر من عينيها كالشلالات غير عابئة بغضبه لما قالت وهي تدفعه من صدره صارخة :-
" يا إلهي أنت مجنون حقاً أتتهمني في شرفي
أنا أشرف من عائلتك كلها "
الصفعة التي نالتها شعرت أنها كانت لقلبها وليس لوجنتها
لم يطق أن تقول عن عائلته هذا لكن يقبل أن يتهمها في عرضها ؟
بكت بعنف جارية ناحية الغرفة وهي تقول :-
" لن أجلس لك فيها أقسم لن أجلس لك فيها ثانية واحدة "
لم تكد تدخل من باب الغرفة حتى كان يشدها من ذراعها هامساً بهسيس كريه أشبه برائحة البارود الغابر :-
"أخبريني وسأستر عليكِ ولن أفضحك
هذا الطفل ستجهضيه "
" قطع الله لسانك
قطع الله لسانك " تصرخها وهي تجهش في بككاء مرير للعجيب لم يتحمله وهو يجثو على ركبتيه أمامها حين سقطت قائلاً بتلهف مجنون :-
"أنا أعرف أنه استغل طيبتك وضعفك يا هنا
لقد رأيته ينزل من البيت الفترة التي كنت ابتعد عنكِ فيها "
ترفع عينيها له بذهول وكأنها لا تصدق مدى الجنون الذي يمر به إلا أنه يواصل بهذيان قاسي :-
" هذا الطفل ستجهضيه يا هنا "
عادت من ذكرياتها على صوت أمها وهي تدخل عليها الغرفة قائلة بحزن:-
"أبوكِ لم يجد له طريق
لم يجده بشقتكم وكذلك لم يجده ببلدته "
هزت هنا رأسها بحزن دون رد ولا تعرف كيف وصلت إلى هنا حين احتد الشجار بينهم وأصرت على قرارها تركها محذراً أنه لن يتركها
تشعر بابتعادها وكأن نيرانه انطفأت لكن مازال سحب دخانها يتصاعد منذراً بحريق آخر
تشعر وكأنها وقعت بأحد حلقات المسلسلات التركية من نوعية الكوميديا السوداء على الإطلاق
هل هذا هو سعد نفسه
سعد الشيخ التقي الورع الذي لا يفوت فرض ولا سنة
سعد المهندس والداعية المشهور الذي تعجب به ملايين النساء ؟!
تبكي بعنف فتضمها أمها حتى كان ياسين يقتحم عليهم الغرفة قائلاً بحمية أخوية :-
"سأقتله إن حاول الاقتراب منك
يظن أن ليس وراءك رجال أم ماذا ؟"
حمية قتلت في مهدها وصوت راضي يأتي قاسياً بلا قصد :-
" اخرس مالك أنت ومال قصص الكبار ليس لك شأن ولا تتدخل
أين أنت من الرجال اخرج من الغرفة "
نظرة الانكسار التي ارتسمت بعيني ياسين كانت مريعة خاصة وقد ارتجف فكه ببكاء كتمة بقسوة خارجاً دون رد فأغلق راضي الباب خلفه دون أن ينتبه له بالأساس وهو ينظر لزوجته قائلاً :-
"لقد تمكنت من الوصول لخاله وعمه فقالوا أنهم سيحضروا لزياراتنا "
..........................
.......................
ضياع النفس خاطف لا نشعر به كشعاع من الظلام أتى منتهكاً حرمة الضوء من النهار!

" كيف حالك الأن ؟" تقولها ماريان بحنو فابتسم عمار ببهوت وهو يصعد السلم قائلاً :-
" وكيف سيكون كما هو لا جديد ؟"
"وأنتِ ؟"
صوت صرختها أجفله فقال بقلق :-
" ماريان ماذا حدث أنتِ بخير ؟"
عمار انتظر سأخلع ملابسي لأن الشاي سكب علي ملابسي وحرق جلدي "
صمت دون حتى أن يجد كلمات للرد بينما الشيطان يأخذ مجلسه بين جنبات صدره معيداً عليه كلمتها
"سأخلع ملابسي "
هز رأسه بقوة زافراً حتى أتاه صوتها مرة أخرى متعجلاً وهي تغلق معه قائلة :-
" أسفة يا عمار سأضطر لأن أغلق معك فأنا بحاجة للاستحمام
الشاي جعل جسدي شديد الاحمرار "

اغلق عمار الهاتف وهو يسب بخفوت لتلك الصورة التي ارتسمت بعقله لجسد ماريان الأبيض وهو شديد الاحمرار
بل الأسوأ وهي تستحم
" ما هذا الجنون ؟" صرخها بصوت عالٍ وهو يفتح باب شقته جعل سنا تخرج إليه مسرعة وهي تقول :-
" عمار ماذا حدث ؟"
يقترب منها بتلهف لا يدعيه وكأنه وجد قربان نجاته فاحتضنها هامساً بتشديد :-
" سنا حبيبتي "
أجفلت سنا بتوجس رغم جوع أنوثتها لسماع كلمة كهذة إلا أنها أبعدته قائلة بهدوء مشفق :-
" ماذا فعلتم هل وجدتم نور ؟"
هز رأسه نفياً وهو يتجه معها ناحية غرفتهم فتحمل ابنها بحنو بينما يبدل هو ملابسه قائلاً بانزعاج :-
" كل هذة الأيام ولم نجد مكان لم نبحث عنها فيه أنا وأبي حتى وجدنا منها رسالة منذ قليل عن كونها تزوجت من الرجل الذي تحب "
" تزوجت وماذا عن عدتها " قالتها سنا باستنكار وقد جاورته على الفراش بينما جلس محننياً ظهره قائلاً بإنهاك يبدو على قسماته :-
" لا أعرف حقا لكن رنا تقول أن زواجها من خالد كان صورياً ولا أعرف كيف علمت رنا بشئ كهذا لكن أمي منهارة تماماً"
"أتريدنا أن ننتقل معها حتى نؤازرها " تقولها بطيبة وقد غلب أصلها وتربيتها أي شئ في التفاعل معه ومؤازرته منذ علمت حكاية أخته إلا أنه زفر وهو يتمدد على الفراش قائلاً :-
" لقد أخذها جدي لتجلس عنده "
دقائق وكان يذهب للنوم فخرجت من الغرفة بعد أن أغلقت نورها ثم جلست بالردهة وهي تضم ابنها لصدرها
منذ أن ولدته وخرج من الحضان واستعادت أنفاسها بعد انتهاء نفاسها القصير وهي تجد دنيتها تتجدد بين عينيه الصغيرتان
توزع قبلاتها على بشرته الناعمة مستنشقة رائحته بنهم ثم تتأوه من فرط انفعالها هامسة :-
"لأجلك أفعل كل شئ وأي شئ "
يصدر الصغير مناغاة تجعل قلبها يتلوى وكأنه مستمتعاً بقبلاتها متنعماً بحنانها فتدمع عيناها هامسة :-
" يوماً ما ستكبر وسأشكوا لك من الدنيا وما ممرت بي فيها
يوما ما ستكبر وستكون ظهري الذي فقدته فانحنيت
يوما ما ستكبر فستكون الفراء الذي يدفء برد قلبي
يوما ما ستكبر فستكون مرأة كمالي بعد أن أصبحت مرأتي ناقصة ومشوهة"
تراه يرضع بنهم فتمرر إبهامها على وجنته الناعمة بشرود وهي تهمس بتعب :-
" تراني محقة يا أحمد في مساندة أبيك
أشعر وكأن ما حدث لنور كان درساً له وقد تغير بالأونه الأخيرة
تراه يستحق أن أدعمه في محنته
أم تراني مخطأة "
وظل سؤالها معلقاً حتى جنى الليل فاستيقظ هو ولتوها كانت تنتوي النوم بعد أن نام صغيرها إلا أنها همست بدهشة :-
" لما استيقظت ؟"
نظرة عيناه المتأججه بعاطفه لم ترها منذ زمن رممت أنوثتها المنهكة
فأعادت سؤالها ببطء بينما كان هو غارقاً بتشرب ملامحها
هذة سنا حبيبته
هذة سنا هي معشقوته
لم يحبها لأي سبب كان وإن كان جسدها غير فاتناً كما يبغى رجل مثله فيبقى سر جاذبيتها يكمن راقداً كامرأة مثيرة بين خطي عينيها
هو يحب سنا يحبها هي
"أحبك يا سنا أحبك"
يشدد على تكرارها بين أنفاسه وهو يقترب منها يتلوها على أذنيها بهمس حار مذيب لم تسمعه منه طوال زواجهم القصير بهذا التأكيد
يسطو على عاطفتها بعمق احتياجة وبشدة عطاؤه
أنوثتها تقف هناك أشبه بامرأة شحاذة سلبوها كل ما تملك حتى ماتت جوعاً
كانت في أشد حوجة لتقتات ولو على الفتات
لكنه كان يغذيها بزخماً من فيض المشاعر
البعض منها يثور والأخر يشتاق
لم تكن ثورة إثارة ولا اشتياق ذوبان
كانت ثورة جرح واشتياق ترميم
عقلها ليس معها
منهكة منهكة منهكة
وهو كان ساقياً لإنهاكها اللحظة كما لم يحدث معهم قبلاً
" لا تشكي أبداً في حبي لكِ "
" كلكِ سحرتيني بكلك منذ أول مرة وقعت عيناي عليكِ فيها "
ترتشف عاطفته بنهم دون طاقة على العطاء لكنه كان جديراً بدوريهما معاً
كانا تماماً كاثنين يتراقصان على جمر الحياة فإما نجاة وإما موت
وإما ...؟
...........................

النفس الخطائه كالبيت الذي استوطنه العنكبوت فظن صاحبه أنه نبياً لتحميه لكنها ما كانت سوى خيوطاً متشابكة تلتف حول عنقه لتُشقيه
شعر عمر بنور شديد مسلط على عينيه مما جعله يقطب بضيق ثم فتح عينيه وأغمضهم مسرعاً وصداع شديد يُلم به حتى كانت القسوة تصفع وعيه لأن يرتد وهو يتذكر تلك السيارة التي كانت تزاحمه بطريق عودته ثم ؟
ثم ماذا هو لا يذكر شئ
عاد وحاول فتح عينيه حتى سمع صوتاً غريباً يقول :-
" عمر باشا أنرت الجبل "
فتح عينيه على اتساعهم بغضب وهو يهم بالوقوف حتى تفاجئ أنه مقيد فضرب الإدراك وعيه مشيعاً به غضباً أهوج

"هل هو عمر الشاذلي الضابط برتبة ....والذي يهتز له الجهاز المركزي بأكمله خُطِف؟"
" من أنت ؟" قالها بغضب محاولاً التروي ثم عاد وسأل بحذر :-
" جبل ؟
هل قلت الجبل حقاً "
لم يرد سراج وهو يقول :-
" اسمع يا باشا أتيت ضيفاً وستعود كما أنت سليماً دون خدش ف"
" هل تظن أني سأخاف منك يا هذا أنت أو أهل الجبل كلهم ألم تسمع عن عمر الشاذلي قبلاً "
ابتسم سراج بثلجية مستفزة وهو يقول بتوقير غامض :-
" لهذا جئنا بك "
" من أنتم " قالها عمر بانفعال منفلت فاقترب سراج يفك قيده وفور أن فعل كان عمر يهاجمه بلكمة قائلاً بغضب أعمى :-
"هل جننتم كيف تفعلون بي هذا ومن أنتم بالأساس ؟"
حك سراج فكه بغضب أهوج إلا أنه قال من بين أسنانه :-
"لولا تقديري لموقفك لكان لي رد أخر
اهدأ يا باشا فقط عندي ضيف يريدك "
لم يكد يقولها حتى كان أكمل يدخل من الباب قائلاً بنبرته المستفزة :-
" عمر باشا زمان عن لقاؤك يا رجل "
الجنون الذي ألم بعمر وهو يندفع ناحية أكمل وكرامته لا ترتضي أن يكون هذا الرجل سبباً في خطفه إلا أن صدر سراج كان حائلاً بينهم مقدراً شعور رجل كعمر وهو يقول بلهجة هادئة :-
" أنا أعتذر نيابة عنه صدقني لا يقصد استفزازك "
نظر لأكمل الواقف ببرود بجانب عينه بغيظ وقال :-
" بل هو في موقف لا يصلح لهذا هو من يحتاجك "
"يحتاج من سأخرب بيتكم جميعاً"
قالها عمر بانفعال ومازال يحاول الوصول لأكمل إلا أن نبرة سراج كانت هادئة وهو يقول :-
"اسمعني نحن لم نقصد اختطافك حتى لكن مجيئك بهذة الطريقة كان مقصوداً
هو يحتاج أن يتحدث معك وإذا ذهب لك بقدميه كان سيعود جثة "
ضيق عمر عينيه ثم دفع سراج قائلاً بعدائية :-
" ماذا تريد يا بن البدوي أم علك اشتقت للقضبان "
" باشا باشا القضبان هذة لم أدخلها بقصد تهمة وإلا لم أخرج منها اليوم التالي صحيح أم ماذا
لا تنكر أنك أخذتني هذا اليوم لغرض تعلمه جيداً "
قالها أكمل ببرود وشكيمة مستفزة فانفعل عمر قائلاً :-
" عدم تورطك لا يعني طهرك يا بن البدوي لا تتحاذق
لقد كنت أحاول إنقاذ انسانة بريئة من عالمك القذر "
"إياك
إياك حتى أن تجعلها تمر بخيالك " قالها أكمل بانفعال وحشي وقد احمر وجهه بغضب شديد جعل سراج يصرخ بغضب فيه :-

"أكمل أنت بهذا لا تساعد نفسك أنت الذي تحتاجه يا غبي لم نجلبه للشجار "
استدار أكمل لاهثاً من فرط غضبه معرضاً عن الحديث حتى كان صوت عمر الذي لم يرتضي على رجولته أن يفهم هذا أن غدي تعنيه بشئ وإن كان أكمل اسوأ رجال الأرض من وجهة تظره إلا أنه زوجها الأن وارتضته :-
" هي حتى لا تعنيني يا بن البدوي
لم تعد سوى امرأة محرمة علي وأنا أتقي الحرمات جيداً كما احترم كونها زوجتك وإن كنت لا احترمك "
أنهى كلامه بازدراء جعل سراج يخبط جبهته بكفه وهو يقول :-
"أنتم شعلتان جوار بعضكم البعض كيف ظننت أنه سيساعدك "
مط أكمل شفتيه قائلاً بسماجه :-
" لأجل الجملة التي قالها الأن أنا متأكد أنه لن يساعدني غيره "
سحب كرسياً وجلس عليه بوضع معكوس كان كفيلاً برفع ضغط عمر من لامبالاته إلا أنه حين تحدث مس بعمر شئ وهو يقول :-
" أنا متورط بشئ إن لم تساعدني الشرطة فيه سأخسر بيتي وزوجتي "
كتم عمر انفعالاته وقد سيطر عليه حسه العملي وهو يقول بحذر :-
" وهل صحى ضميرك الأن ؟"
صمت أكمل وسخرية مريرة تتشح بصدره ولا يعرف ماذا يقول
أيخبره أنه لم يكن سوى طفلاً لوحوا له بالجمرة فجذبته بوهجها معتبرها نوراً لكنها لم تكن سوى ناراً أحرقته بلهيبها ؟
لكنه همش تفكيره مفضلاً ستار بروده
" صدق أو لا تصدق ليست مسألة ضمير " قالها أكمل بصراحه فبسط عمر كفيه متسائلاً :-
" اشرح الأمر "
" اعطني كلمتك " ضيق عمر عينيه فزفر أكمل وقد ظهر ضعفه وهو يقول :-
" ربما ما سأنطق به ستراه طمعاً لكن أنا أريد أن يتم أخذي كشاهد ملك "
لم يرد عمر ولم يظهر أي انفعال على وجهه بينما واصل أكمل :-
"صدقني لا أطلبها من أجلي لكن لي ابن ربما لن يراني لا أريده أن يولد فيكون أبيه مسجوناً أو حتى تم إعدامه أو له سيرة غير مشرفة له إن قُتلت "
أومأ عمر بتفهم وروح الضابط الرحيم الذي طالما تحلى بها تفرض سيطرتها لكنه اندهش من التهدج الذي أصاب لوح الجليد أمامه وهو يقول :-
"أما إن مت فلي منك وعد "
" أي وعد "
تصلب فك أكمل وهو يشعر أن حلقه جاف ولا يستطيع مواصلة الحديث
كيف سينطق ما يريد
كيف يرضاها لقلبه
بل كيف يرضاها لها
هل تعلم الشعور ؟
وكأنه طعن قلبه بخنجر الخزي في خاصرة الخطيئة
كبح ارتعاش فكه وهو يعض باطن خده حتى أدماه ثم همس بنبرة بدت لرجل معذب وأي عذاب
عذاب من كتب على نفسه الجحيم وسقط فيه
"امرأتي وابناي في عهدتك حتى تأمن أنهم لن يمسهم سوء "
" لك وعدي " قالها عمر دون تفكير وقد كان اللحظة متخففاً من كل انفعالاته سوى عن كونه أمام رجل مهزوم وهزيمته كانت في كونه رجل
زفر أكمل نفساً مشحوناً ثم قال بغموض :-
"سأقص عليك "
بعد أن انتهى من قص التفاصيل كان عمر يقف مذهولا حتى قال بانفعال غاضب :-
" لعنكم الله
ليتكم اقتصرتم على الأعمال المشبوهه هل وصلت إلى الحرمات لعنكم الله
أقسم أن اجعلكم تذيقون المرار "
" لقد أخبرك أنه لم يكن موافقاً بل هو حتى لم يلوث يديه
أكمل قانونياً بالأوراق المثبوته غير متورط بشئ سوى نصيبه بالمشفى والذي كتبه له البدوي رغماً عنه " قالها سراج بانفعال فانفعل عمر قائلاً :-
" أتدافع عنه هل أنت شريكة ؟"
أحمر وجه سراج غضباً قائلاً بصرامة :-
"أنت بالجبل يا سيادة الضابط بقبيلة ........ بالخصوص وأظن أن لا أحد بالشرطة كلها لا يعرفنا وأنا بن شيخها نفسه "
" وهل هذا يشفع لك التستر على مجرم "
" هو ليس بمجرم ليس بمجرم " قالها سراج بغضب شديد وشعوره بالحمائية تتغطى على كل شئ مواصلاً بصرامة مرجعاً تهديده واستخدامه لسلطتهم حتى يسمع منه أولاً :-
" هل ستساعده أم لا ؟"
رماهم عمر بنظرة مميتة ثم قال بنبرة جليدية :-
" سأفعل "
صمت ثم رمق أكمل بغموض وهو يسأل باهتمام :-
" حين كنتم تنقلون الجثث من المقابر هل حضرت أي عملية مما تقول عنها "
هز أكمل رأسه نفياً وهو يقول :-
"لا كنت أرفض "
لمعت عينا عمر بشك معين في رأسه لو كان صحيح فإن هذا البدوي يجب التمثيل به أمام العالم أجمع إلا أنه أسبل أهدابه مواصلاً بغموض :-
" ماذا عن عمليات المشفى ؟"
" حضرت مرة واحدة ولم أفهم ماذا يفعلون فقط كنت أتشاجر معه "
أومأ عمر برأسه ثم رفع سبابته قائلاً بتهديد:-
"سأساعدك
لكن إن أخليت بشئ يا بن البدوي سيكن حبل المشنقة حول رقبتك بيدي"
.........................

هل سمعت يوماً عن الألم المستلذ المستعذب ؟
كألم الشوق عند الفراق لا اللقاء
كألم الجرح بأوج تقرحه
كألم العاطفة عند التلهف لها لا عند نيلها
منذ زيارتها لشهاب وهي لا تكف عن التفكير
لا تكذب إن قالت أن هذة أول مرة بحياتها تفكر من أجل نيل شئ
هي لا تستطيع الاستغناء عن عمر
ليس بعد أن أحبته يتركها لا يمكنه أن يكون قاسياً هكذا بعد أن دللها طويلاً
ليس بعد أن عرفت كيف تكون عاطفة رجل يقدس امرأة ليسمو بها لا يسقطها
ليتها لم تصارحه بحبها واكتفت ببعده القريب
تلك الليلة حين أفاقت من انهيارها لم تفكر سوى به
هذا الذعر الذي ألم بقلبها وهي تدرك بفطرتها عن الجرم الذي ارتكبته بحقه وإن كان غير مقصوداً البته
ذعر عن هذا الشئ الذي لا يقدر بثمن الذي حصل عليها لتوها
لقد كادت أن تنول صك كفارتها لكنها بغباءها المثير للشفقة أضاعته
ضياعاً لا يشفع له بعد ولا يكفر عنه نسيان
وكيف تنسى ؟
كيف تنسى تلك العاطفة التي غلفها بيها
كيف تنسى حنان عينيه وهو يحرص على أن يكبل عاطفته حتى لا يفزعها
كيف تنسى مراعاته ومعاملته لها بخرص بالغ وقتها وكأنها شئ قابل للكسر
تلك اللحظات كانت غنيمتها تسوى عمراً كاملاً وهي تدرك كيف رجل قوى الشخصية والشكيمة كعمر يحمل بين قلبه كل هذا الحنان
لم تدرك أنه تبكي حتى خرجت شهقة منها عاليه لأذنيها
شهقة لم تكتمل وهي تستمع لصوت أمه بالخارج تقول بنبرة عاليه مستنكرة :-
" أنا أريد أن أفهم لما تأخرت حتى الأن وأنت تخبرني أنك تريد الصعود لترتاح ؟"
" أمي هل أنا طفل صغير كنت بعمل ؟" قالها عمر بغضب وقد أمسكته أمه وهو صاعداً السلم وقد كانت تنتظره
يعلم أن اختفاؤه بيوم أجازة كان مريباً لكنه بالطبع لم يخبرها لذا زفر نفساً ثقيلاً وهو يواصل :-
"كنت بزيارة مهمة تخص العمل "
لم تقتنع سعاد وهي تتحدث بانفعال إلا أن رغماً عنه عيناه تعلقتا بالقامة القصيرة التي تراقب ما يحدث من وراء الستار غافلة بغباء تام أن الستار منحسر عنها
عيناه تخوناه فتلتهمان النظر لها بشوق مستعر يجعل النيران تضطرم بكل خليه به
منظرها كان مهلكاً ومعذباً وقد حسر عنه عقله تماماً
ترتدي فستان بيتي من القطن يضيق عن الصدر بكشكشة ثم يتسع منسدلاً حتى أسفل ساقيها يكشف عن نحرها الأبيض وكتفيها بينما له نصفي كم منتفخان
شعرها ترفعه فوق رأسها فيظهر عنقها طويلاً مستفزاً بدعوته للنظر إليه إلى ما لا نهاية من النظرات
كان كالمنوم لا يستمع لحديث أمه وطنين المشاعر يصم أذنيه حتى اصطدم بعينيها الدامعتان ببراءة مغيظة فعادت القسوة تزحف لعقله فتصفعه ليقول بخشونة ناريه وهو يتحرك لأعلى :-
"أنا سأصعد"
وبعد دقائق طويله كان يتوسد الأريكة بالردهة والظلام يعم الشقة بأكملها زاحفاً لروحه
صورتها تتردد على عقله فيرتجف لها قلبه بينما تجلده ذكرى المشاعر لصور أخرى أكثر حميمة وعذاب
وكأنه أصابه وسوساً قهرياً بها
كالراعي الذي كسر جرة العسل التي تسقيه كل صباح فلم يعد للعطش مروى
يتقلب على الأريكة ورغم المكيف الذي كان بارداً بدرجه عاليه كان يشعر بأنه ينام على أسياخ من النيران
نيران لا تهدأ البصيص من جليد قلبه
يتصلب برداً وعطشاً وجوعاً
برداً مفتقداً لدفء حضنها
عطشاً متلهفاً لمذاق شهدها
وجوعاً محموماً لعاطفتها
ينقلب على جانبه الأيسر فيهذي غضباً لسييرتها
ومن ثم على الأيمن قيرتجف شوقاً لصورتها
ثم ماذا ؟
ألا نهاية لهذا العذاب ؟
..................

بتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-07-22 الساعة 03:02 PM
إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-22, 08:02 PM   #675

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي المشاركة 3 من الإشراقة التاسعة والثلاثين

الفارس يقول احذر حتى يثبت لك العكس
والمثالية تروي أن الجميع أبرياء
ارتدي ثوب الفارسية وتحلى برواية المثالية
فسقط الفارس وانتهكت المثالية في عينيه

"إلى متى
إلى متى ستظل هكذا كلبة وذهبت لا تثير جنوني "

يصرخها حسن بهياج ويكاد لا يصدق أن الذي أمامه هو نفسه خالد صديقة
لقد بدا الصورة الأسوأ منه بمراحل وقت ضياعه
تلك السيجارة القابعة بجانب فمه والتي لم يكن يطيق رائحتها قبلاً
ذقنه الغير حليق ومظهره الغير مهندم هذا غير تركه لعمله
عيناه اللتان اكتسبتا قسوة تنذر بهبوب البراكين التي لا قبل لأحد بصدها
ينفث خالد دخانه غير عابئاً بالنظر له حتى وهو يقول باقتضاب :-
" لما لا تذهب لبيتك وأعمالك خير لك من هذة الزيارة التي لا فائدة لها ؟"
دمعت عينا حسن وهو يقول بنبرة متحشرجة :-
" ربما لأن عمري هنا أطول من عمر بيتي وأعمالي
أنت أخي "
مط خالد شفتيه قائلاً بغلظة سخيفة لا تشبهه :-
" هراء "
أخذ سيجارته بين إصبعيه والتفت مشيراً لخالد وهو يقول باستهزاء :-
"أنت لا تتعلم من درسك أبداً
كما أنت طيب القلب ضعيف وساذج رغم كل ما مررت به
لا أحد يستحق أن تقول له أخي ولا أن تحزن من أجله
لا أحد يستحق المشاعر عامة ً"
" اتركه يا حسن " كان هذا صوت شهاب الذي دخل مغلقاً الباب خلفه جالساً على حافة كرسي مواصلاً باستفزاز قصده:-
" ينعتك بالضعف وماهو إلا صورة منه الأن "
الغضب الذي ألم بعيني خالد كان ما أراده شهاب منتظراً انفجاره إلا أنه عاد وتغلف بما هو اسوأ
تغلف بضياع مميت
لا أحد أبداً يشعر بما يشعر به
لا أحد يعرف عن الحريق بصدره
تلك النار المستعرة التي تنهش أحشاؤه كلما تذكر صورة نور التي ما كان يراها بمرايا قلبه سوى طفلته أمام رجل أخر متولهة من العاطفة القذرة
لا أحد يدرك الجحيم الذي يمر به كل ليلة وهو يتخيل ما كان يحدث على فراشه في غير وجوده
الجحيم الذي جعله يهاتف رنا منذ يومان مظهراً لها ضعف أمقته وهو يستحلفها ألا يعرف
أحد أبداً ما رأت وخاصة شهاب
" لا تظن أنك تستفزني بحديثك فأنا أكثر من يفهمك "
يقولها لشهاب ببرود جعل شهاب يقف أمامه عاتباً :-
" حقاً وإن كنت تفهمني أتعلم أن كلي يتوجع لرؤيتك هكذا "
انسحب حسن تاركاً لهم بعض الخصوصية فاقترب شهاب منه منفعلاً انفعال أب
دون مبالغة هو لخالد كان أب
لقد حمله طفلاً صغيراً بين كفيه وكبر أمام عينيه
انتزع السيجارة من يده يلقيها أرضاً وهو يقول :-
" هل هذا ما تعلمناه وما كبرنا عليه ؟
أن نسقط أكثر لا أن نلجأ إلى الله لينتشلنا "

"أخرج من هنا ولا تأتي أبداً أخرج من البيت بأكمله " يصرخها خالد بهياج منفعل طعن شهاب
و رغم أن ما نطقه كان سهاماً من القسوة لقلبه إلا أنه عاد قائلاً بيئس لم يزوره قبلاً :-
" يا غبي هي لا تستحقكك لقد نصحتك كثيراً فلما تترك نفسك للصدمة الأن "
وما قاله شهاب كان خطأ
خطأ وغير محسوباً المرة وهو يطأ بقدمي حديثه موضع جرحان
جرح الكمال الذذي طالما أحبه في شهاب وسعى لمثله
الكمال الذي جعل شهاب يبصر ما كان هو أعمى عنه
وجرح الضعف الذي دهسه وهو يصرخ من بين أسنانه بقسوة دافعاً شهاب في صدره بحركة شديدة قلة التهذيب كان وقعها مرير على عمه :-

"دعك من هذا يا شهاب أنا أكثر من عاشرك أنا أكثر من يعرفك ويعرف ما وراء هذة الواجهة المزيفة بمثاليتها المثيرة للتقيؤ "

......................

ننتظر من البعض أفعال ملائكية متناسيين أننا ما نحن سوى قدرات بشرية !
فتحت غرفة المكتب فوجدته يذاكر ولم يشعر بدخولها
وقفت تتأمله بحزن وهي ترى كيف يزداد جسده نحولاً يوماً بعد يوم
أصبح ضائق على الدوام ويتشاجر من أقل شئ
لكنها مقدرة
دوماً حمل العائلة على كتفيه هو رغم أنه الصغير وليس الكبير
حالة خالد وبعده النائي عنهم جميعاً تزداد سوءاً هذا غير الفضيحة التي انتشرت لهم بالبلدة
وبلدة من الأرياف وما أدراك من حاقد وشامت بحدوث شرخٍ خلقي في عائلة كعائلة البرعي والتي مدعاه بشموخها للحقد والغيرة
تحركت حتى اقتربت منه واضعة الصينية الصغيرة التي عليها كوب من القهوة وشطائر أمامه فلم ينتبه لها بعد مما جعلها تلف حول المكتب حتى جاورته ترفع رأسها له فهالها التعاسة بعينيه
نظرت لما يكتب فوجدت اسم خالد ونور ففطنت أنه ربما يحاول إيجاد تفسير لحالته أو طريقة لعلاجه
احتضنت رأسه لصدرها فلم يمانع بل أغمض عينيه ساحباً نفساً منهكاً كان صداه وجعاً في قلبها
حركت كفها على ظهره بحنو هامسة بنبرة أموميه أصبحت تغلب عليها حديثاً :-
" ما بك يا حبيبي ؟"
" متعب " همسها ببساطة دون حزازية فسحبت نفساً متوجعاً وهي تنزل جالسة على عقبيها أمامه رافعه رأسها ليقابل رأسه
عيناها العاشقتان تحتويان عيناه المنهكتان فتتناول كفيه لتقبلهم هامسة :-
"لما لا تبوح لي ؟"
العجز في عينيه أرعدها فلم تستطع كبت ما يضج به صدرها منذ أيام وهمست بخشية ودمعه مجنونة تترقرق في عينيها :-
"أتلومني يا شهاب ؟
هل تلومني أنت الأخر ؟"
قطب متمسكاً بكفيها وهو يهمس بقلق :-
"علاما ألومك ؟"
صمتت تعض على شفتها ثم همست :-
"هل تأخذني بذنب نور ؟
هل تراني سبب فيما حدث لخالد بن أخيك ؟"
الذهول على وجهه كان خير دليل على براءة تفكيره خاصة وهو يقول بخشونة مستنكرة :-
" هل جننتِ يا رنا ؟
وما ذنبك أنتِ "
ناظرته بعدم تصديق خاصةً أن رده مقتضب إلا أنه هز رأسه بعجز قائلاً :-
"أنا حتى لم أفكر في شئ قريب من هذا يا رنا "
توتر فمه بتصلب وقد كسى وجهه غموض أرجف قلبها خاصةً أنه اعتدل في جلسته قائلاً باقتضاب :-
" اتركيني الأن يا رنا فأنا لست متفرغ "
أصابها الغضب فكادت أن تنفعل إلا أنها قبضت على كفيها ثم همست قبل أن تخرج بتردد :-
" متى ستنام ؟"
لم ينظر لها إلا أن ما قاله جرحها في الصميم خاصة أنه لا ينظر لها على عكس طبيعته :-
" نامي مع الأبناء يا رنا فربما أواصل المذاكرة بغرفتنا "
الصدمة فيما قال جعلتها تغلق الباب دون رد وقد شل عقلها عن التفكير
شهاب يبعدها عنه
طالما طلبها فهور رافض أن تخترق حصونه !
بعد عدة أيام ......
كانت تجلس بين أطفالها في ردهة الشقة تلاعبهم وتلعب معهم
جثت على ركبتيها وكفيها وهي تجري ورائهم فتعالت ضحكاتهم الثلاث وهما يركضان وراء بعضهم البعض بنفس وضعيتها حبواً
حياة تفعل كأمها بينما الصغار لم يصلب جسدهم للركض بعد
عادت وانقلبت على ظهرها تأخذ كل واحد منهم دوراً وتجلسه على بطنها مدغدغة لهم حتى يصرخ ضاحكاً
" ألن ينتهي هذا السيرك أنا لا أستطيع مواصلة عملي "
كان هذا صوت شهاب الخارج من غرفة مكتبه بالناحية الأخرى من الشقة مقترباً ناحيتهم حتى أصبح مرئياً
ناظرته رنا بذهول كانت لارا وحياة مثيلاتها فيه بينما حمزة استمر في التهليل والضحك وهو يشد رنا من شعرها محاولاً أن يناديها وهو يناغي بنبرة عالية
(نان) "رنا "
" قلت لا أريد أن اسمع صوت
حمزة اصمت اصمت تماماً "
وكأن الصدمة انتقلت للصغير وهو يناظره منتظراً أن يضحك له مداعباً إلا أن ملامحه الصارمة جعلته يبكي في النهاية حزيناً من أبيه يدفن رأسه بحضن أمه
الحرقة بقلبها اللحظة كانت كفيلة بنشب شجار بينهم لكنها ربتت على حمزة حتى هدأته مقصرة الشر تهمس له بضع كلمات حتى تهدأه فعاد يضحك إلا أن شهاب كان كمن يريد شجاراً وهو يقول :-
" ألم تفهمي كلمة مما أقول خذيهم وادخلي الغرفة رأسي يكاد ينفجر من الصداع "
عضت باطن خدها حتى شعرت بطعم صدأ الدماء ثم حملت حمزة ولارا ونظرت لحياة كي تتبعها إلى الغرفة
كانت ستدخل غرفة نومها إلى أن صيحته بأن تصحبهم لغرفتهم فهو يريد النوم كانت القشة
حتى أنها أدخلتهم الغرفة بشكل عشوائي ثم أغلقت الباب عليهم وخرجت مقتربة منها تفرك كفيها قائلة بهبوب :-
" ماذا بك يا دكتور ؟"
" ماذا بي ؟ هل تسألين حقاً
ألا يوجد شعور أو تقدير لانشغالي أبداً
تلهين مع أطفالك دون أن تضعي للدنيا اعتبار بين رأسك "
"أنا يا شهاب ؟" قالتها بصدمة فواصل :-
" نعم أنتِ
ومن يكون تختلين بنفسك وبأطفالك دون حمل هم لشئ "
الغضب انتقل لها وهي تصرخ قائلة بانفعال يوازيه :-
" لا أحمل هم شئ صحيح ؟
أدور حولك منذ أيام وأنت مصر على صمتك السخيف
نهاراً التزم الصمت موفرة لك مساحتك الخاصة
ثم ليلاً اقترب منك محاولة جرك للحديث والإفضاء بما بداخلك فبكل ما لديك من لباقة يا دكتور تطردني من الغرفة متعللاً بمذاكرتك "
" منذ متى وأنت تذاكر بغرف النوم من الأساس "
" وما دخلك أين اذاكر "
لم ترد مواصلة :-
" تنام ليلاً فأدخل الغرفة بعد نومك لأطمأن عليك فأجدك كمن جلس جوارك الشيطان تستيقظ ثم تطلب مني بتهذيب سخيف أن أنام مع الأطفال حتى لا يأتي أحد ويوقظني فيوقظك أنت الأخر صحيح أنت تسد بوجهي كل ثغرة أدخل لها منك "
تزفر محاولة تهدأة نفسها وتقاطع رده مواصلة :-
"أطفالك اللذين لم تعد تراهم أو تجلس معهم بالأساس
عقلي سيخرج من رأسي بسببك منذ أيام لكني اعذرك "
" أي عذر بالله عليكِ أي عذر أنتِ حتى منذ حدث ما حدث لم ترفعي الهاتف لتطمأني على أهلي "
أجفلها ما يقول فصمتت ثم قالت بتوجس غاضب :-
" من تقصد ؟
أنا أهاتف والديك وريم باستمرار "
" وهل أهلي يتلخصون بريم ووالداي
ماذا عن أسرة خالد يا رنا ؟"
اتسعت عينيها بعدم تصديق قائلة :-
"هل تريد مني أن أهاتف بيت خالد بعد الذي قالته لي
لقد عايرتني أم خالد تقريبا بأمي وأختي لقد اتهمتني أني سبب فيما حدث لابنها "
قطب شهاب مستنكراً وهو يقول بانفعال :-
" ما الذي تقوليه متى حدث هذا ؟"
" متى حدث وكأنك لم تكن واقفاً بساعتها "
قبل أن يرد عليها جرى اثنيهم ناحية غرفة الأطفال على صراخ حياة الباكي باسم حمزة
فور أن فتحا الغرفة وجدوا حمزة ساقطاً أسفل الفراش وحياة تقول ببكاء :-
" لقد حملتهم للفراش فوقع حمزة "
كان واقعاً على وجهه بلا حركة بل حتى بلا صوت وهي مسمرة مكانها روحها تصعد لبارئها اللحظة حتى تخطى هو صدمته مقترباً من حمزة يقلبه على ظهره ودقيقة وخرج صوته باكياً من أعماق قلبه
السقوط جعله يقطع النفس من شدة الألم بينما دم ينزل من أنفه حتى أصبحت هي تهذي وهي تتلمسه بجنون محاوله فحصه
إلا أن شهاب أبعدها بحزم ليفحصه محاولاً تهدأته ثم حمله مسرعاً وهو يقول باقضاب :-
" سأنزل به للمشفى القريب لا تقلقي "
" خذني معك " تقولها بانهيار فخاطبها بتعقل كاتماً انفعاله:-
" انتظري مع البنات هو بخير "
بعد ساعتين كان يفتح به باب الشقة والتي كانت خلفه تقريبا قائلة بجزع باكي :-
" ماذا به وما هذة الكدمة "
تلتقطه من بين ذراعيه وقد بدأ حمزة في البكاء عالياً فزاد جزعها
" هو بخير لا تقلقي لقد قمت له بالأشعة والفحص اللازم ليس به سوى هذة الكدمة ونزيف أنفه لكنه وقع على وجهه فقط"
أخذت تقبل وجهه وكفيه بتلهف محاولة هدهدته ثم أخرجت له نهدها فالتقمه يرضع بنهم دون أن تكف تنهيداته الباكية
تحركت به ناحية الغرفة بينما جلس شهاب على أقرب كرسي قابله واضعاً رأسه بين كفيه
لقد كاد أن يتأذى طفله بوسط شجار عنيف هو من ابتدعه
وجد نفسه يكتم انفعالاته وهو يخرج هاتفه باعثاً لريم سؤالاً محدداً مفاده ماذا قالت زوجة أخيه لرنا إن كانت تعلم ثم عاد ووضع وجهه بين كفيه حتى وجد كفان صغيران تبعداهم ونبرة حياة الحنونة تقول :-
" بابا ما بك ؟
حمزة بخير وقد ضحك معنا وأكل جيداً ؟"
حملها شهاب محتضناً وهو يقبلها هامساً :-
"أنا أسف "
ناظرته باستغراب طفولي وهي تقول :-
" علاما تعتذر نحن نعتذر حين نخطأ فقط "
ابتسم شهاب بفخر لشخصيتها التي ورثت العقل منه والحنو من أمها فقال :-
" ربما لأني انشغلت عنكِ الفترة الماضية "
هزت رأسها نفياً وقالت :-
"كيف ؟
ماذا عن الألعاب التي تركتها لنا صباح الأمس مع رنا
كما أن رنا تقول أنك تقبلنا كل صباح وكل ليل وأخبرتنا أنك مشغول بعملك وقت مؤقت ثم ستعود كما كنا ووعدتنا إن عذرناك ستزود من وقت اللعب معنا"
احتضنها أكثر حتى قطب على سؤالها الحنون :-
" هل ضربت ماما مرة أخرى ؟"
اتسعت عيني شهاب قائلاً برهبة :-
" اضرب ماما ؟
متى رأيتيني أفعل هذا يا حياة أنا أحب ماما أبداً لن يحدث أن أمسها بسوء "
أسرعت حياة تصحح قائلة :-
" لا لم أقول أنت يا بابا لكن قصدت تلك السيدة التي أخبرتنا ماما أنها صفعتها
لقد عادت ماما باكية وهي تحتضننا ثم أخبرتنا أنها ستحكي لنا أسرارها "
مطت حياة شفتيها وهي تقول بحزن طفولي :-
" لقد تركتها تبكي الأن وهي تضم حمزة لا تجعل هذة السيدة تضرب ماما مرة أخرى وإلا سأضربها بشدة "
قبضة جليدية كانت تعتصر قلبه ولأول مرة يسمع من ابنته هذا الكلام
كيف غفل عنها كيف ؟
كتى تقابلت هي وأمها ومتى ضربتها
هل كان يلوم نفسه لتقصيره بجانباً فأضاع كل الجوانب ؟

ليلاً
قبلت لارا وحياة وقد خلدتا للنوم ثم ضمت حمزة لها ترفع كفه الصغير لتقبله هامسة :-
"أنا أسفة
أنا حقاً أسفة يا قلب ماما "
يهمهم حمزة بكلمات نصفها غير مفهوما مفادها دلالاً وقد تخللها لفظ ماما متكسرا ً
يرفع كفه لكدمته مشيراً لها وهو يلوي شفتيه فتبتسم بحنو وهي تقبلها ثم تهمس له :-
" أتؤلمك ؟"
يهز رأسه بدلال فتعود لتقبلها ثم تسأله :-
" هل خف الألم ؟"
يضحك وهو يومئ برأسه فتطمأن من وضعه على الفراش ثم تعود وتوسوس فتحمله على ذراعها تخرج به من الغرفة
منظر الشقة كئيب والظلام يعمها ولا حركة فيها
استغفرت ثم عرجت على المطبخ
فتحت الثلاجة وأخرجت علبة طعام صغيرة تخصصه لهم ثم أدخلتها الفرن وأخذتها وعادت للغرفة لتطعمه
بعدما تناول طعمه كان يشير لنهدها رغبة فقط للتهلية حتى ينام إلا أنها ضحكت هامسة :-
" لا يا حمزة لقد شبعنا وسننام "
كانت غافلة عن عيني شهاب المراقبة من شق الباب وحمزة يدفن رأسه بنحرها ممثلاً الحزن فأخذت تلهيه حتى نام واحتضنته مغمضة عينيها أخيراً
دخل للغرفة بخطوات غير محسوسة ناظراً لشكلها الأقرب لأم صغيرة جميلة
كان شعرها مشعثاً من كثرة لعب أطفاله به
ترتدي فستان بيتي قصير من القطن الناعم وتغمض عينيها بسلام كأنها نائمة
اقترب مقبلاً حياة ولارا فرمشت بعينيها دون أن تفتحهم
سحب حمزة من بين ذراعيها يفحصه ثم قبله هو الأخر لكنه لم يعيده بين ذراعيها بل وضعه جوار إخواته على الفراشان المتجاوران ثم أخذ هو مكانه على ذراعها المفرود مبتسماً لشهقتها الخافته وقد تفاجئت بما فعل تماماً
لكنه لم يبالي باندهاشها وهو يمد ذراعه أسفل جسدها يضمها له ويضم نفسه فيها هامساً بنبرة صادقة تماماً وناضحه بالذنب :-
"أسف "
زفر نفساً مشحوناً ثم همس برجاء مفضوح وليس مستتراً :-
" هل لكِ أن تعتبريني واحداً منهم الليلة ؟
رابعهم وربما أولهم "
ابتسمت بإنهاك دون أن تعلق لكن أتت عبر تقريب رأسه لنحرها فأصبحت تحتضنه بكليتها رغم الظاهر أنه هو من يفعل
"أنا أبداً لم أحملك ذنب نور لا أعرف من أين أتيتِ بهذة الفكرة"
لم ترد فأغمض عينيه مواصلاً :-
" أنا لم أحمله لسواي يا رنا "
" ماذا " نطقتها مستنكرة دون أن تزيد عليها فواصل :-
"أنا كنت أعرف أن نهاية هذة الزيجة الفشل لكن أبداً أبداً لم أتخيل أن يكون الدمار
كنت أرى الضياع يرسم غيومه بين عيناي نور أختك وتصرفاتها
كنت متيقن من عدم حبها له
أخبرته مراراً وسعيت وراءه مراراً أن لا يكمل هذة الزيجة لكنه كان يرفض بتعنت شديد "
" خالد يا رنا كان يرسم لنفسه دور فارس عازماً بكل الطرق أن يكون بيتاً كبيتنا
ليت جرحها له جرح زوجة أو حبيبة
لقد عزم أن يكون لها ضهراً وحامياً من نفسها عزم أن يكون لها أباً وأخاً وكل شئ "
" وما ذنبك في كل هذا؟"
" ذنبي أني لم أقف في طريقه حين حاولت مرة واثنين تركته قلت عله يخرج من التجربة بخبرة
لكن أن يخرج بهذا الضياع
الأتي سئ بل اسوأ من ما أحد يتخيل
خالد أشبه بالذي رشقوا بكل خليه من خلاياه زجاج مكسور وتركوه ليمزق الجميع بشظاياه "
تنهد معتدلاً في وضعيته ناظراً لعينيها سامحاً لضعفه بالظهور :-
" لقد كنت عنده يوم ....
هل تعرفين ماذا فعل معي بن أخي يا رنا ؟"
قالها بصوت متهدج أوجع قلبها خاصةً وقد أسبل أهدابه وهو يقول :-
"لقد طردني حرفياً
لقد صرخ في وجهي أن أتخلى عن ثوب ادعاء المثالية فهو لم يعد يخيل عليه "
دموع شفافه لمعت في عينيه وصراخ خالد الأخير يتردد في أذنه :-
"دعك من هذا يا شهاب أنا أكثر من عاشرك أنا أكثر من يعرفك ويعرف ما وراء هذة الواجهة المزيفة بمثاليتها المثيرة للتقيؤ "
شهقت رنا لبشاعة القول وهي تهمس بذهول :-
" يا إلهي كيف يقول كلام كهذا ولم يجد غيرك ؟"
دعك عينيه وقد فرت دمعه هاربة ثم سحب نفساً وهو يبتسم قائلاً :-
" ظننت أن بعد الأيام الماضية ستُصدقي على قولة "
رفعت حاجبيها بذهول ثم اتكأت على مرفقها مشرفه عليه وهي تقول بعتاب :-
"هل تقولها من قلبك ؟؟"
ابتسم محتضناً كفها وهو يهمس :-
"ربما أرواغ حتى اعتذر "
مطت شفتيها بضيق ثم زمتهم قائلة بلوم :-
" لما كنت تبعدني عنك هكذا ؟ لما رفضت مني أي اختراق لقواعدك على عكس عاداتك
شعرت وكأنك ترفع حاجزاً بيننا وكأنك تلومني بصمت "
هز رأسه نفياً وهو يقول :-
"لم أكن ألوم سوى نفسي صدقيني
كانت فترة لوم وإعادة لاتزاني لم أرد أن اشركك فيها حتى لا يصيبك أذى من ألمي "
صمت ثم واصل بأسف :-
" لكني فعلت اليوم "
يغمض عينيه ثم يهز رأسه نفياً وهو يقول بمرارة :-
"بعمري كله لم أتخيل أن اسمعها من خالد
خالد الذي كان ابني الذي دوماً أفخر به "
تأوه بهمس أوجعها وهو يواصل :-
" صعب يا رنا صعب لقد أذاني بكلماته بشدة رغم عذري له وتفهمي الشديد لحالته
أذاني لدرجة أني قضيت الوقت اتسائل ماذا صدر مني لأكون مزيفاً أمامه "
يفتح عينيها فيجد عينيها تعانقهما بحنو وحب شديد منتظرة همسة تساؤله :-
" أتراني مزيفاً و"
قطع تساؤله وهو يدفن وجهه بنحرها حتى شعرت بدموعتين منه
اختلج لهم قلبها بدوي مرعب وهي تضمه لها بقوة كاتمة انفعالها تهمس في أذنه بحرارة :-
"أنا أسفة أنا أحبك "
" أنا أسفة أنا أحبك "
"أنا أسفة أنا أحبك "
تكررها ثلاثاً بنبرات اختلفت في المعنى وتوحدت في الصدق الحار
أولاها بنبرة الحزن وثانيها بنبرة الدعم ثم ثالثها بنبرة الاحتياج والحب
" لم أفق لنفسي حتى ووقع حمزة اليوم
"أنا من سعيت للشجار أعلم وأنا من تسببت بما حدث "
دمعت عيناها بارتياع من الحالة التي هو بها تمسح وجهه بحزم حنون :-
" أنت لم تتسبب بشئ يا شهاب لقد كان مقدراً لحمزة أن يقع وإن كان بين ذراعينا
كما أنه بخير "
ابتسمت وهي تميل لتقبل وجنتيه ثم همست وهي تزرع عينيها بخاصتيه هامسة بإيمان كامل وصل لقلبه :-
" أنت لم تقصر بشئ لا بحقي ولا بحق أطفالك
شهاب حتى شجارنا اليوم لم أكن لانفعل فيه لو لم تكن تبعد نفسك
أنا شاكرة لما حدث اليوم لأنه جعلك أخيراً تخرج ما بداخلك "
ظهرت معالم تأثر على وجهها وهي تقول :-
" تشاجر معي يومياً واصرخ علي ساعة وساعة لكن إياك أن تبتعد عني خوفاً علي من جرحي "
ترفع كفيه لها تقبل باطن كل منهم بإجلال ثم تهمس بعاطفة شديدة :-
" كنت لي أماً قبل أباً
كنت حبيباً وزوجاً
دوماً ما كنت ظهراً وسنداً
عوضاً أدعوا الله كل لحظة ألا يحرمني منه
ألا تعلم كم أحبك يا رجل وأعشق الهواء الذي تتنفسه معي "
المشاعر التي غشت عينيه جعلت وجهها يتلون بالخجل والشوق خاصةً وهو يهمس بنبرة شديدة العاطفية :-
"أنا أحتاج أن نذهب لغرفتنا حبيبتي "
وبعد دقائق بغرفتهم كان شهاب كما كانت رنا
يجدد الشغف بين شهد أنفاسها
ينثر النيران بين أوردتها
يبعث الدفء بين أوصالها
يأخذها لحدود قلبه ليريها كم أصبح متطرفاً في حبها ثم يسكنها أمان ضلوعه ليطمئنها
........................

قتل العشق بحثاً فلم نجد ثغرة لتفسيره

تأففت ملك وهي تضع كفها على جبهتها حاجبة الشمس
لقد تأخرت على عالية وعدي ومنذ نصف ساعة تقف ولم تجد سيارة أجرة لتقلها
لقد عرض عليها حسن أن يشتري لها سيارة أو حتى يخصص واحدة لكنها رفضت
رفضت أي شئ من ناحية الجوهري
ثمن سيارة لن يستطيع حسن تدبيره من عمله الخاص الذي في طور زهوه وإن فعل ستثقل عليه
وإما أن يأتي بها من رصيده من والده لكنها رفضت كما ترفض أي صلة به
هم بالأساس متشاجران منذ يومان حين رفضت ذهاب عدي وعالية ليقضون يوماً مع أبيه
خرجت من أفكارها حين توقفت أمامها سيارة أجرة فركبتها دون تركيز لكنها لم تكد تستقر حتى شهقت قائلة بتفاجؤ :-
"الأستاذ عزوز "
"مرحباً يا أم عدي " يقولها بفم ملتوي جعلها ترفع حاجبيها بدهشة إلا أنها لم تستطع كبح فضولها وهي تسأل :-
" هل تركت المحاماة ؟"
" بالطبع لا أنا الأستاذ عزوز عز المحامي " يقولها باستنكار وأنف مرفوع لم تبالي به إلا أنه واصل بنبرة ذكرتها بعجائز الحارة :-
" أنا أعمل على هذة السيارة في العاصمة بعد الظهيرة حتى أستطيع توفير مصاريف زواجي فبالتأكيد لن انتظر أن يخرج لي أباً كالأفلام ينثر علي من نقوده "
رفعت ملك حاجبيها من هجومه قائلة بعد أن أملته العنوان قبلاً :-
" ولما هذا الخطأ ؟"
لكن فضولها يعود ويغزوها فتهتف بتفاجؤ اأشد :-
" هل خطبت حقاً؟"
يرفع كفه لها قائلاً بنبرة كيدية :-
" نعم لقد خطبت رشا ابنة المزين "
" رشا الحولاء ؟" تقولها ببلاهة ذاهلة ثم نفضت رأسها على صيحته المستنكرة وهي تصحح قائلة :-
" عذراً لم أقصد نحن كنا نطلق عليها هكذا في الحارة لأنها كانت دوماً ما تتعركل في خطواتها "
رمقها بنظرة ساخطة جعلتها تبتلع لسانها حتى توقف أمام المبنى الفخم الذي تسكن به يرمقه بنظرة حاسدة جعلتها تقرأ المعوذات وهي تنزل من السيارة تتحايل عليه ليأخذ أجرة لكنه كان يرفض بتعنت حتى صدح صوت حسن قائلاً بخشونة :-
" ماذا يحدث حبيبتي ؟"
لم يكد يقترب ويرى عزوز حتى انزعج مستنكراً وهو يقول :-
" ما الذي أتى بك هنا وماذا تريد ؟"
رمقه عزوز بنظرة متعالية ثم مط شفتيه بتقرف قائلاً بقصد :-
" أنا لا أتي هذة الأماكن التي يقطنها أمثالك بالأساس لقد كنت أوصل زوجتك "
لم يمهله الرد وهو يندفع بسيارته مغادراً فسارعت ملك تلتفت له قائلة :-
" أقسم لم أكن أعرف أنه هو لقد تفاجئت حين ركبت سيارة الأجرة "
رمقها حسن بغيظ ثم لكزها في جنبها بضيق وهو يقول :-
" هيا لنصعد "
فور أن دخلا من الشقة وقبل أن يغلقا الباب شهقت ملك وانتفض هو على صوت تهشم زجاج
أغلقا الباب مسرعين وهم يركضون ناحية المطبخ متنفسين الصعداء وهم يدركون أنه زجاج الموقد حتى صرخ حسن قائلاً بغيظ :-
"عينه أقسم بالله أنها عينه "
لم تستطع كبح ضحكاتها وهي تخرج من المطبخ قائلة :-
" هل نام الأولاد ؟"
" الأولاد مع جدهم " قالها حسن باقتضاب فالتفتت له غاضبة بهياج وهي تقول :-
" نعم هل أخذت أولادي عنده من ورائي هل تلوي ذراعي هل تظنني سأرضخ ؟"
تتحرك ناحية الباب بجنون فيلحق بها ويشدها من ذراعها هاتفاً باستنكار :-
"إلى أين تذهبين "
" لأتي بهم بالطبع أن لن أتركهم لهذا الرجل "
" هذا الرجل يكون جدهم يا ملك أفيقي "
" جدهم الذي خرب بيت أمهم
جدهم الذي هدم حياتنا ونعم الجد والله " تقولها بمرارة ثم تصرخ :-
" هل تظن أنك تلوي ذراعي بأخذهم وأنا غير موجودة ؟"
زفر حسن بغضب وهو يشد منها حقيبتها يفتحها ثم يخرج هاتفها ويفتحها على تطبيق الواتساب صارخاً :-
" ألم تقرأي هذة ( ملك حبيبتي أنا سأخذ عدي وعالية من المدرسة ليقضون مع أبي اليوم
من أجلي يا ملك تحاملي على نفسك أنا مقدر شعورك
سأطلب طعاماً يصلنا للبيت حتى نقضي اليوم أنا وأنتِ سوياً تخيلي قبلاتي حتى أتي وأحققها لكِ "
اتسعت عيناها باستنكار للرسالة المقروءة وخاصة أن كانت ردت عليه ( حسنا أنا سأعود في الثانية )
هذا الرد الذي كانت ترسلة لأختها كيف حدث هذا "
ابتلعت ريقها وهي تقول بنبرة قل عضبها قليلاً :-
"أنا لم أقرأ رسالتك بالأساس
هذا الرد كنت ارسله ..... أختي لا أعرف كيف حدث هذا "
زفر حسن ماسحاً وجهه بضيق ثم تركها ودخل لغرفتهم فاتبعته
بدل كل منهم ملابسه دون أن يوجه كلمة للأخرى وكذلك صلاتهم حتى أتى الطعام فلم يمسوه
بعد العصر ..
" هل ستضربين علي اليوم أو ماذا ؟" يقولها بضيق ساخر وهو يجلس جوارها على الأريكة بالردهة فالتفتت بنظرة غاضبة سرعان ما اندثرت لحنو نظراته وشغفها
تنهدت وهي تقول ببهوت :-
"أنت لا تقدر موقفي
لا تعرف بما أشعر حين أتخيل أن والدك ينتصر علي
أنه قد يغير فكر أبناءك عني
كلما تأتي سيرته أتذكر كل ما كان من عذاب "
يخرس كلماتها بشفتيه لدقائق طالت ثم يهمس بنبرة تأرجحت بين رغبة وحب :-
" لن يفعل يا ملك
لن يفعل لأني الأن معك ونادم على كل ما فات
لن يفعل لأني أحبك "
يصمت منتظراً منها تصريحاً بالمثل إلا أنها لا تفعل فيتنهد مواصلاً :-
" لن يفعل لأننا معاً نسعى لتكوين أسرة سوية تربطنا "
يضع أحد كفيه على بطنها وهو يهمس :-
" أريد طفلاً أخر يا ملك "
دفعته بحدة لم تقصدها وهي ترمش مخرجه نفسها من تأثيره ثم قالت باستنكار :-
" لا أي طفل أنا سأواصل دراستي "
يمتعض حسن لفصلانها ثم يهتنف مستنكراً بالمثل :-
" نعم يا حبيبتي أي دراسة "
" نعم أنا أريد مواصلة دراستي وبناء كياني الخاص " تقولها بتشديد فيرفع حاجبيه قائلاً :-
" ملك أنتِ كنتِ فاشلة بالدراسة "
تشهق بغضب وهي تقول بأنفه :-
" من أنا ؟
لقد تخرجت بتقدير جيد مرتفع "
" يا له من فخر
رحم الله أياماً كنت تبكين على صدري لعدم قدرتك على الدراسة "
"حسن احترم نفسك و"
شهقت وهو يحملها على كتفه كالجوال متجهاً لغرفتهم قائلاً بامتعاض:-
" تباً لكِ ولدراستك أبناءك سيصلون بعد ساعات قليلة"
بعد وقت
اتكأت على مرفقها تنظر لملامحه النائمة باستكانة ورضا بحب
حب إلى الأن لم تصارحه به من جديد رغم كل كا يفعل
حب أصبحت تدرك اللحظة كم أصبح يستحقه وقد ظل ورائها يسكب نبيذ حبه على أنوثتها المجروحه شيئاً فشئ
بالبداية كان حارقاً مثيراً للنفور ثم أصبح عذاباً داعياً للفرار
وأخيراً أخيراً أصبح مستلذاً جذاباً للخضوع
فتح عينيه أمام عينيها فابتسم بكسل هامساً بتساؤل :-
" لم تنامي ؟"
هزت رأسها نفياً مبتسمة بخجل فأحاطها يدلل أنفاسها ثم همس بحب عميق يسري بشرايينها سريان الدم :-
" في كل مرة أفتح عيناي فأجدك جواري تجاورين قلبي وجسدي فأقسم ألا أفقد هذة اللحظة مرة أخرى أبداً فهي لا تعوض بالكنوز "
"أحبك " همستها بحب وعينان تلمعان بفوران من العاطفة
عاطفة زلزلته ولم يسمعها منها منذ أن عادوا تقريباً فلم يسعفه لسانه الرد إلا وهو يغيبها معه بعمق العاطفة لدقائق طويلة حتى همس أخيراً بتأثر :-
"لما الأن ؟"
صمتت تناظره بنظرة توحد فيها الكون والحب ومعنى الأنوثة :-
" لأني أدرك اللحظة أنك رجل عمري وأنك تستحقها "
.....................

نولد بفطرة نقيه لا تشوبها شائبة كنسيم الفجر ثم تُلوث برضانا الكامل شيئاً قشيئاً حتى تصبح أشبه بدنس هواء الليل

" باشا لقد تم نزول التطبيق الجديد بأجهزة الاندرويد ونحاول العمل على الأيفون "
" عظيم قالها رفعت وهو ينفث دخان تبغه متسائلاً:-
" ماهو أخر تحديث اتفقتم عليه ؟"
ثانية وكان صوت الرجل يأتيه عبر الهاتف :-
" العمل على أن تظهر مشاهدنا الخاصة فقط حين يكون وجه الطفل هو المقابل للشاشة
أما عند ظهور أحد فوق الثالثة عشر فيكن الأمر كلعبة طبيعية وإعلاناتها متداولة للكبير والصغير "
" عظيم أغلق الأن وأخبرني بالجديد أولاً بأول "
بعد أن أغلق الهاتف تحرك من مكانه ومشاعره تسبقه بلهفة نحو القاطنة بالأعلى
تلك اليمامة التي هي غنيمته بين كل هذا العبث
تلك اليمامة الذي منذ أن التقاها وهو يقصقص ريشها حتى يضمن ألا تحلق سوى بجناحيه هو
تلك اليمامة التي تسقط فيه أكثر وهو يعمل على أن ينسيها العالم بأسره
عرج على المطبخ يصب كأسين من أحد أنواع الكحوليات الخفيفة أسقط بأحدهما عطيته التي يحرص على أن ألا تنام إلا وهي تسري بدمها
ثم صعد مسرعاً للأعلى وفور أن فتح باب الغرفة التي يتشاركاها خفق قلبه بدوي مثير وهو يلتهمها من بين عينين شهوانيتين وغائمتين بالعاطفة الفجة الشبيهة لتلك التي بعينيها
ترتدي غلالة لا تترك لمخيلته الخصبه بها شئ بينما الضعف في عينيها يدعوه ويغويه
يدعوه بأن يتغذى عليه ويغويه لأن يضعفها
هل تعلم ؟
شئ أشبه بحيوان مفترس التقط غزالة شديدة الوداعة والضعف فعزم على تسويتها على نار هادئة وحين نضجت للعابه السائل لم يلتهمها بل عزم على امتصاصها حتى أخر قطرة
حين جاورها يعطيها كوبها لترتشفه بتلهف ثم تضعه وهي تحتمي فيه هامسة :-
" لا أصدق أنك صدقت وعدك وتزوجتني ولم تتركني "
ابتسم رفعت بمكر لورقة الزواج العرفي الذي كتبها منذ يومان إلا أنه وضع كأسه تاركاً لعاطفته الضاريه العنان متغذياً على هذا التلهف الذي لا تتورع بإظهاره له حتى تقابلت أعينهم أخيراً فهمست بحرارة :-
"أنا أحبك يا رفعت أحبك " جملة كانت كقيلة بهز كيانه وهي تصله كاملة حد اللامعقول وصادقة حد الامتزاج الذي جمع بينهم عقبها حتى كان يهمس هو الأخر بالمثل
همستها كانت حارة مذيبة وهمسته كانت مشتعلة مثيرة
" وأنا
أنا أحبك يا نور "
وللعجيب اثنيهم كانا صادقين اللحظة
هل تعلم الوصف الدقيق ؟
شئ أشبه باثنين تقابلا في نفق مظلم للأوحال خلا من البشر سوى منهما والشياطين فانطلق جموح الحب من عقاله

أنتهى



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-07-22 الساعة 03:02 PM
إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-22, 08:37 PM   #676

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

عمار....لهذا حذرنا الله من شبهات.. لا يمكنك ترك باب موارب لمرسان فاما ان تغلقه و لن تفتحه و تتحمل نتاذج و مه تخيلاته ان لجسدها انا متاكدة انه سيزل..حتي مريام لت يصح قول ولك اشياء..سنابل و معركة فوز بعمر

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-22, 08:57 PM   #677

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,954
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء يسري مشاهدة المشاركة
صباح الخير
موعدنا اليوم مع الإشراقة التاسعة والثلاثين

في حاجة كنت حابه اقولها انا عارفة أن الرواية حصل فيها تأجيل كتير
لكن كله كان لظروف وظروف قاسية جدا جدا وليس عادية
أنا بعاني من إلتهاب أعصاب من الدرجة الأولى ف ذراعي الأيمن
اخدت كل أدوية الأعصاب اللي تتخيلوها واخدت حقن أعصاب بشكل يومي ومع ذلك مش بيخف ورغم كدا ماجلتش بسبب دراعي الا مرة واحدة بس الدكتور كان مانعني م الكتابة
كل مرة حصل فيها تأجيل كان بسبب ظرف سئ جدا ف اتمنى تقدير ده لان الرواية متعبة جدا
احنا في التلت الاخير دعواتكم أن شاءالله ميحصلش تأجيل لحد ما نختم بقى
مسا الورد سلامة قلبك يارب ربناةيتمم.شفاكي ويعافيكي وييسر امورك ولا يهمك.نحنا صامدين بانتظار الاشراقات مجتمعة
الله يحفظك
جاري القراءة


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-22, 10:13 PM   #678

رودينا رونى

? العضوٌ??? » 497934
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 61
?  نُقآطِيْ » رودينا رونى is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء يسري مشاهدة المشاركة
صباح الخير
موعدنا اليوم مع الإشراقة التاسعة والثلاثين

في حاجة كنت حابه اقولها انا عارفة أن الرواية حصل فيها تأجيل كتير
لكن كله كان لظروف وظروف قاسية جدا جدا وليس عادية
أنا بعاني من إلتهاب أعصاب من الدرجة الأولى ف ذراعي الأيمن
اخدت كل أدوية الأعصاب اللي تتخيلوها واخدت حقن أعصاب بشكل يومي ومع ذلك مش بيخف ورغم كدا ماجلتش بسبب دراعي الا مرة واحدة بس الدكتور كان مانعني م الكتابة
كل مرة حصل فيها تأجيل كان بسبب ظرف سئ جدا ف اتمنى تقدير ده لان الرواية متعبة جدا
احنا في التلت الاخير دعواتكم أن شاءالله ميحصلش تأجيل لحد ما نختم بقى
الف سلامه عليكي يا حبيبتى


رودينا رونى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-22, 02:22 AM   #679

فتاة طيبة

? العضوٌ??? » 306211
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 561
?  نُقآطِيْ » فتاة طيبة is on a distinguished road
افتراضي

يالله في كل مرة تبهريني أكثر يااسراء الله يحرم يدينك عن النار ويشفيك ويعافيك ياقلبي عاذرينك ومقدرين ضروفك يكفينا كمية الابهار والقيم والمعزوفة الراقية اللي تكتبيها سلمت يداك ياغالية

فتاة طيبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-22, 06:18 AM   #680

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

الف سلامة عليكى حبيبتي 💖 شفاكى الله و عافاكى يارب 🤲

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.