آخر 10 مشاركات
308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          لازلت سراباً (25) -ج1س أنثى صنعها الهوى!- للمبدعة: Just Faith *مميزة*رابط خفيف (الكاتـب : Andalus - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          الشعلة الأبدية (49) للكاتبة: آن أوليفر .. كـــــاملهــ.. (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          [تحميل] ومالي بدجئ العاشقين ملاذ! بقلم/غسق آلليلh "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كتاب الف ليلة وليلة النسخة الكاملة (الكاتـب : بندر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-22, 02:31 PM   #851

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم تمييز الرواية وتثبيتها بتميز اسلوب كاتبتها اسلوبا وطرحاً

الف مبروك ونتمنى لك دوام التميز ونرجو أن يعجبك الغلاف الاهداء من احدى مصممات فريق وحي الاعضاء



اشراف وحي الاعضاء








قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 09-11-22, 09:38 PM   #852

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

الف مبووووووووووووووووووووووو وووووورك التميز
تستاهلي و الله يا سوسو


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-22, 09:47 PM   #853

جيجي هاني

? العضوٌ??? » 380259
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » جيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond repute
افتراضي

الف مبروك التميز الرواية تستاهل والله

جيجي هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-22, 11:36 PM   #854

ميساء عنتر

? العضوٌ??? » 438131
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » ميساء عنتر is on a distinguished road
افتراضي

انتظر الخاتمه ع نار مع انه حزينه ع ختام رواية من اهدف الروايات😞

ميساء عنتر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 01:12 AM   #855

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

الف الف مبروك التمي💐💐💐💐💐🎉🎉🎉

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 01:19 AM   #856

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

الخاتمة
#جلسات_الأربعاء
الحياة لا تهدينا الأماني على طبق من ذهب لكن الدعاء يفعل ............

هل سمعت يوماً عن ثمرة الذي يزرع في غير أرضه ؟
أن تعتني بها وتسخر نفسك لأجلها ولأجل نموها وازدهارها ثم أخيراً يخبرونك عفواً ليست لك ؟
ماذا لو كانت الثمرة هي قلبك والأرض التي زرعت بها لم تكن سوى للمعشوق الذي وهبت ذاتك له راضياً
بذورك كانت فاسدة وريك كان مسموماً فلم تجني سوى المرار
صعدت ماريان الطائرة تضع نظارتها الشمسيه على عينيها وكأنها تختبأ عن العالم
جاورت والدتها في كرسي الطائرة المجاور للنافذة وحلقت روحها الذبيحه مع السحاب
لقد خرجت من المشفى قريباً فعزمت أمها على ترك الوطن هذة المرة بلا عودة ولم تعترض
عسى أن تجد قدميها فالأرض الأخرى خطوات تخطيها
تعافت من الصدمة ولم تتعافى من داؤه
لكن يكفي أنها اعترفت أخيراً أنه ما كان يوماً دواء بل كان الداء
.....................................

لا ترسم طريق شِقوتك بحبر جحودك ثم تطالب الزمان أن ينسى
الزمن ليس ممحاة يا عزيزي
الزمن نقش
وقف أمام الباب يلهث وكأنه لم يكن بالمصعد بل وكأنه أخذ السلالم ركضاً
ضربات قلبه تدق بدوي عنيف حتى أنه يشعر من شدتها وكأنها ستخترق صدره اللحظة منفجرة
اغمض عينيه يحاول أن ينظم نفسه بهدوء :-
" اهدأ يا أكمل اهدأ أنت قدرها "
يستغفر وهو يميل مستنداً على ركبتيه زافراً بقوة أنفاسه المشحونه ثم يقوي نفسه قائلاً :-
" أنت قدرها يا أكمل "
كانت غدي التي أصرت على الحضور معه تقف مجاوره له تناظره بإشفاق
لقد تحدثت معه كثيراً في أمر والدته حتى بعد معاناة وأخذ فتاوى رضخ
لمست كتفه بحنو فانتفض معتدلاً فهالها احمرار وجهه من شدة ما يمارسه على ذاته من ضغط
أغمض عيناه بقوة وهو يهمس من نبرة أتت بلمسة الماضي :-
"لا أستطيع "
اقتربت منه هامسة بإشفاق :-
"لا تضغط على نفسك أكثر وتعالى لنذهب "
سحب نفساً عميقاً ثم هز رأسه نفياً وهو يقول :-
"لا سندخل اضربي الجرس "
فعلت ما قال بتردد ودقائق وكانت تفتح المرأة التي تخدم والدته تدعوهم للدخول ثم أخبرتهم :-
"دقائق وأتي بالسيدة "
لكن الدقائق لم تتعدى الدقيقة وهي تأتي على كرسيها مهرولة منادية بتلهف باكي :-
"ابني "
اقشعر جسد أكمل بنفور تلقائي ضغط على نفسه ألا يظهره
حاول الابتسام لكنه فشل
حاول أن يقبل عليها لكنه فشل
بحث بداخله عن أي شئ من قيبل العاطفة أو حتى العطف وماشابه لكنه لم يجد سوى الألم
ينبش عن ذكرى تشفع لها فلا يجد سوى أسى الهجران
همسة غدي التي تحثه على المرأة التي أمامه تفتح له ذراعيها باستجداء فمال لها يرفع ذراعيه بتردد
لم يحتضنها بل ابتعد بجسده دون أن يمسها فقط رأسه هي من تعاقد مع رأسها وذراعيه تمسانها بلمس باهت الوقع وابتعد سريعاً
ابتسمت المرأة بخيبه ثم تقدمت منها غدي لتحتضنها تحاول تلطيف الأجواء بثرثرة فارغة
لكن الجو كله كان خانق لأكمل وأكثر من قدرته على الاحتمال فنطق يبخشونه وخلقه يضج بالوخزات :-
" كيف حالك وحال صحتك "
التقطت كفه قبل أن يمنعها تقبله وهي تهمس قائلة :-
"أصبحت بخير بعد أن رأيتك يا حبيبي "
أغمض أكمل عيناه بمرارة مسدلاً ستار لامبالاته التي تخالف نحر السكاكين بقلبه
المشكلة أنه لا يصدق
لا يستطيع تصديق عاطفتها ولو أقسمت
لعنات نفسه لا تسامح وسكنات روحه تطلب الصفح لأجله لكن كذب إن استطاع
هو لا يرى عاطفتها سوى انعكاس لفقدانها لأصف ليس إلا
أصف لو كان على قيد الحياة لم تكن لتهتم به ولا بوجوده
هو الطفل المنبوذ الذي لا يحبه أحد
يتيم الأب لطيم الأم منذ أتى على وجه الدنيا
أغلق زمام أفكاره المريره يرسم ابتسامة مرتعشة على شفتيه
لقد أتى هنا من أجل الصلة
من أجل الرحم
من أجل طريق الله الذي بدأه فليكمل سيره عسى أن تُقبل توبته وتهدأ نفسه
شبك كفيه ببعضهم البعض وهو يقول بنبرة متحشرجه :-
" لقد استأجرت شقة بالبناية التي أمامي لعمتي "
ناظرته أمه من بين دموعها باستعطاف لم يقف عنده وهو يقول بنبرة متقطعه :-
"كنت أقول
كنت أقول لتأتي وتعيشي معها بالشقة وسيكون متواجد من يخدمكم "
تنفس بعنف ثم واصل :-
" كما أنه أفضل لي لاطمأن على شؤونكم دوماً "
ابتسمت المرأة بابتهاج وهي تقول بتلهف وعشم :-
" لما لا تأتِ خديجة معي هنا وتأتِ أنت وزوجتك لتعيشا بشقة أصف"
"لا " وقد خرجت قاطعه صارمة وذبيحه حتى أن الصمت خيم على المكان وتقافزت حبات التوتر فاهتزت شفتا المرأة وهي تحاول تصليح موقفها إلا أنه قاطعها وقوفه وهو يقول بنبرة هادئة :-
" سنذهب الأن وحين تجهز الشقة سأتِ لنقلك "
وعند ذهابه لم يستطع حتى تمثيل احتضانه كما عند حضوره لكنه اكتفى أن شفتاه بالكاد مستا حجاب صدرها وهو يهمس بنبرة مختنقه :-
"إلى اللقاء "
بعد وقت
اطفأت غدي الأنوار بعدما اطمأنت لنوم علي ثم عرجت على غرفتهم حيث ينام على الفراش بملابسه واضعاً ساعده علي عينيه ويبدو في عالم أخر
جاورته وبلا مقدمات سحبت رأسه لصدرها تحتضنه ولم يمانع
أنفاسه مشحونه تصدر شراراً كالكهرباء وتنفسه سريع فهمست بحنو :-
"هل ندمت على ذهابك ؟
هل ضغطت عليك أكثر من اللازم"
أتاها صمتاً طويلاً ثم صوته الهامس تلاه :-
"لقد ذهبت من أجل الله أنتِ لم تضغطي علي "
مالت تقبل وجنته وهي تهمس له قائلة :-
"إذا لما صدمت رغم معرفتك لمشاعرك مسبقاً ؟"
تمسك أكمل فيها بقوة وهو يقول :-
" مشاعري عادية لم أصدم فيها لكني أجن من عدم شعورها بهول الجريمة التي ارتكبتها بحقي
أراأيتِ كيف تقول أن نجلس بشقة أصف ؟
لا أحب أن يتولد داخلي مشاعر سلبيه تجاهه رحمه الله أنا لم أكن أكرهه رغم أن كل من أحببتهم فضلوه عني "
تصلبت غدي وكل مشاعر اللطف والمراعاة تناثرت وهي تهمس بحدة مهددة :-
" كل من أحببتهم ؟"
لم يفطن في البداية لذلته حتى كانت تدفعه بجنون وهي تقول بغضب :-
"هل رفضت أمر شقة أصف فقط لأنها جمعته مع حبيبتك المبجلة ؟"
اتسعت عينا أكمل بذهول للفكرة التي لم تطرأ بذهنه وهو يقول :-
" هل جننتِ أي حبيبة لقد أخبرتك من قبل أنها كانت فورة مشاعر نهاية المراهقة وحين قابلتك علمت أن لا امرأة تقارن بحبك داخلي "
لم تهدأ غدي بل ازداد جنونها وهي تصرخ قائلة :-
"انت وغد لعين تحاول تثبيتي بهذة الكلمات المتلاعبة "
ابتسم أكمل بابتهاج وتملكها هذا يضمد الفقد بقلبه فعاد ليضع رأسه على صدرها مشدداً ذراعيه حولها رغماً عنها وهو يقول ببحة :-
"ألم أخبرك قبلاً أن الغيرة لا تليق بكِ "
صمتت غدي تزن كلامه بعقلها ثم عادت وقبضت على ياقته وهي تقول :-
"أكمل يا بدوي أن زن عليك شيطانك فقط مجرد زن عن التفكير بامرأة أخرى تخص الماضي هل تعرف ماذا سأفعل فيك "
ابتسم أكمل يرفع عيناه لها وقد أخذته عاطفتها النارية بعيداً عن ألامه فهمس بعبث :-
" ماذا ستفعل يا وحش ؟"
ابتسمت غدي لعبثيته وهي تقول :-
"سأقطعك قطع صغيرة لا يعرف حتى الدجاج مضغها "
" شريرة " همسها بعبث فابتسمت غدي وهي تقول بنبرة مختاله :-
" احذر اذا "
ضحك من قلبه ثم سحب نفساً عميقاً وهو يقول باحتياج :-
" احتضنيني يا غدي "
ولم تبخل عليه بطلبه بل وأكثر
هو رجل رتب أوراق كتابه وافتتح أولى صفحاته باليمين
رحلته معها كانت بحرية
نجا من طوفان الدنيا واختار الغرق في محيطها هي

..................................

عينا العوض سحابة ممطرة تفيض على الفاقدين بغيث النعم

وقفت روضة أمام المرأه بعد ان أنهت حمامها وارتدت ثيابها الداخليه وتسمرت وهي تتلمس نهديها الممتلئان بحنو ورغبة عارمه في البكاء صراخاً وابتهاجاً
لا تصدق بعد أن كان قاحلان كجذور جدباء أصبحا عارمان ومثمران بالنعمة الأعظم على الإطلاق
لبن الأمومة
لبنها هي
هي
هي نفسها لاغيرها روضة عديمة الأمومة والروح أصبحت أماً تدر لبناً لطفل جميل احتكر جمال الطفولة بين عيناه
حتى اللحظة لا تصدق أن المعاناة مرت
أن جسدها خضع واستجاب للأدوية الهرمونية للإدرار اللبن واضطرارهم السفر للخارج لإتمام هذا الأمر وقد حصلا على مضخه كهربائية لادرار اللبن بالبداية ومازالت معهم للأن هذا غير الأغذية التكميلية التي يحتاجها طفلها نظراً لأن اللبن ليس طبيعياً تماما
صوت تأوهات صغيرة منذرة بالبكاء أتتها فسلبت لبها وهي ترتدي المأزر مسرعه بلا تفكير هاتقه بتلهف وهي تدخل للغرفه :-
" يا حبيب أمك "
انتبه الرضيع للنبرة الأسرة التي بدأت تجذب أذنيه مؤخراً يتلفت برقبته يحاول البحث عنها وهو يفرك ساقيه بنزق وفور أن أبصرها وهي تجثوا جواره بدأ في قلب شفتيه لأسفل مصدراً تأوهات ناعمة أسرة تلاها بكاء شاكي
تناولته روضة كقطعه نادرة بين ذراعيها تضمه بين أحضانها فيحك وجنته عليها وهو يحرك شفتاه الاسرتان بصغرهما بحثاً عن طعامه متنزقاً من عدم حصوله عليه للأن
أخرجت روضة نهدها تمكنه منه فيلتهمه بنهم يجعلها تتوله
كل مرة يفعل فيها هذا ملتقماً نهدهاً بشفتاه الصغيرتان تشعر وكأنه قذفها لأعلي السماء وتركها تتأرجح في غيمة وردية من المعجزات
كان يناظرها بعينيه مصدراً صوتاً منهكاً وهو يتناول وجبته فتملس عليه بحنو حتى اختطف قلبها وكفه الصغير يرتفع ليحط على نهدها ممسكاً به وكأنه يخلق طريقه للتواصل معها
هطلت الدموع من عينيها دون شعور هامسة باستجداء :-
" هل تشعر بي ؟
هل تشعر تلك المحبة الخالصة لك من كل قلبي ؟
هل تشعر أني الأن أضم العالم بين ذراعاي
منذ أن وقعت عيني عليك وشعرت وكأن ثمة عقدة من رحم عقدت بين قلبينا ؟"
مالت تقبل بشرته الناعمه بتوله متأوهه من تلك النعومة وتلك الرائحه تضمه أقرب لقلبها حتى ابتسم لها مصدراً نغمة طفوليه جعلتها تضحك ببلاهة وهي تغمر كل إنش فيه بالقبلات
قبل دقائق ...
دخل أنس من باب الشقة يغلقه بهدوء وهو يستند عليه مغمضاً عينيه بإنهاك
لتوه أتى من بيت أبيه بعد وصلة من اللوم والعتاب المختلط بالغضب من والدته كيف يتبنى طفلاً ليس من صلبه منذراً له أبوة غير حقيقية فضلاً عن أنه يستطيع الزواج من أخرى وجلب طفل وعشرة
غضب وصراخ حاول التروي في الرد عليه وحين نفد صبره كان يصرخ بلا شعور :-
"أمي بحق الله لقد تعبت إنها حياتي أرجوكِ لا تتدخلي يكفي أنكِ كنتِ سبباً في هدمها مرة وهذا ما لن أسمح به ثانية "
امتقع وجه أمه بغضب هامسة :-
" ماذا تقصد ؟"
" أقصد أن هذة حياتي يا أمي
حياتي أنا وحدي وأنا المسؤول عنها وعن القرارات فيها لا أنت ِ"
" هل تحاسبني لأني أحبك وأريد رؤية أطفال لك من صلبك فضلاً عن طفلٍ متبنى "
" كفى " النبرة الرادعه هذة المرة لم تكن سوى من أبيه وهو يواصل بصراحة أمره :-
" اسمعي يا أم انس لن نعيد هذة السيرة ثانيه إنها حياته وهو حر فيها يسيرها كما يشاء
هذا الطفل أصبح ابنه بالرضاع وابنك سعيد هكذا فلا تدخلي فيما لا يخصك "
انتفض أنس قائلاً بسأم :-
" انظري يا أمي ما لكِ أن روضة لن تأتي هنا أبداً أنا ابنك وعلي برك لا أكثر من هذا "
قوله الأخير أوجعها لكن الوجع الأكبر وهو يقول بنبرة متألمة :-
"لا أعلم فيما اخطأت أني أريد العيش سعيداً مع امرأة أحبها
لا أعرف ماهو الجرم
عامة حتى التجمعات بالعائلة لن أحضرها لأني لن أسعد دون وجود زوجتي وابني يا أمي "
استدار متجهاً للخارج إلا أن مجرد تخيلها أن ينفصل عنها مثلما حدث قبلاً ويتباعد على أن تكون العلاقه بينهم مجرد صلة باردة جعلها تناديه بجزع وهي تقف أمامه قائلة :-
" انتظر يابني أنت حر أنا لا أكره زوجتك "
أغمض أنس عيناه فكبحت غيرتها وغضبها خوفاً من خسارته كما حدث قبلاً وهي تمسك يده قائلة بأمومة :-
" لم أفعل ما أفعل وأقول ما أقول نكاية فيها
كله حباً لك
أنا لا أستطيع بعدك عني أو تواجدك هنا غير سعيداً دون وجودها "
"أمي " همسها أنس ببهوت فأمسكت كفه بقوة خوفاً من فقده قائلة :-
" لا تقطع بيت أمك يا أنس لا أنت ولا تلك المدلله "
ابتسم أنس بيأس باهت فاقترب منه والده يربت على كتفه قائلاً بتشجيع :-
" اذهب لبيتك يا بني ولا تخف أمك لن تكون سبباً في خراب بيتك أبداً مرة أخرى "
نظر لها ثم قال بنبرة قوية ذات مغزى :-
" أليس هذا يا أم أنس ؟"
أومأت برأسها كابحه حزنها في أمنيتها أن تكون جدة لابنائه ثم قالت بوعد :-
" لا تخف يا بني هذا البيت لك ولزوجتك "
صمتت ثم واصلت لمراضاته :-
" ولابنك "
فتح أنس عيناه في مكانه زافراً بخفوت وهو يستغفر وقبل أن يتحرك انحنت عيناه بابتسامة حنونه وهو يسمع همهمات روضة مع الرضيع
تحرك مبتهجاً كصغير كانت لا تجذبه حلوى العيد ولا يهتم بها وفور أن حصل عليها شعر بشراهته وجوعه الرهيب لها
وقف أمام باب الغرفة الحنان يغلف عينيه لتلك الصورة الدافئة
لقد كانت تنام على الفراش وتضمه لها بحنو تتمسك بكفه الصغير تقبله بينما تتحدث له حاكيه قصص متفرقه وكأنه يفهمها
ابتسم أنس وتحرك للداخل متحدثاً وهو يجاور الصغير من الناحية الأخرى :-
"لقد أصبحت أغار ولا أعلم علي أي منكم أغار أكثر
هل أغار من عقلة اللإصبع هذا لأنه أخذك مني أم أغار منكِ لأنكِ استطعتِ سلب قلبه لكِ وحدك "
ابتسمت روضة بسعاده أبهجت قلبه ولأول مرة يراها صافيه في عينيها هكذا ثم قالت برقة ونبرة طبيعية :-
"أنس كل الأباء هكذا في البداية لأنه مازال صغيرا للغاية
اجعله يتعرف عليك من احضانك "
حمله أنس يقبله بمحبه صادقة وهو يسألها بعبث :-
" وأنتِ يا روضتي من أين يتعرف عليكِ هذا الخبيث بنعومه أسره "
قطبت روضة تنهض من الفراش ملاحظه نظراته وهي تقول بتوبيخ :-
"أنس يا وقح عقاباً لك ستبدل له الحفاض حتى أنهي الغداء "
جزع أنس وتصلبت ذراعاه حول يزن قائلاً :-
" لا يا روضة هل جننتِ "
ضحكت روضة بحلاوة راكضه للخارج وهي تقول بنعومه جعلته:-
" بل ستفعل يا بابا "
ابتسم أنس للطفل بحنان يضمه له بقوة وكأنه يسمح له بالتعرف عليه ثم وجد نفسه يقبله مغمضاً عينيه من هذا الشعور الغادر الحلاوة وهو يهمس بقلب نابض :-
"كيف يزداد حبك في قلبي يوماً عن يوم هكذا يا ولد ؟"
...................................

يحدث أن يكون الرجل وطناً
أن يكون حضنه بمذاق الأرض ورائحة دفئه كنسيم مواسم البلدة الصيفية

من الفمترض أن يكون اليوم جميلاً نظراً لأنه تمت ترقيته لكنه سيسجل كذكرى لأول شجار كبير ينشب بينهم
غارت فخافت
خافت فغضبت
وحين غضبت اخطأت فنشب الشجار وناما منفصلان كل منهم بغرفه لأول مرة
اعتدلت على الفراش جالسة والاحتراق بقلبها لا يهدأ
الصورة لا تفارقها حين عادت أمساً من جامعتها فتجده يجالس بحديقة بيت أبيه فتاة يشرح لها شيئاً لكن ما رأته لم يكن شرح بل كان ضحك وميوعه لم تستيغها والمبرر جارته التي يدرس لها في الجامعه
فلتحترق جارته ولترسب لكن لا تحترق هي هكذا
لم يستفزها شئ أكثر من أنه رأى الامر عادياً وأنها هي من كبرته فلم تستطيع ردع نفسها وهي ترد عليه أنه يحب تملق النساء فيه مختالاً بعمره الأربعيني الجذاب للتافهات ونشب الشجار
ظلت تتقلب على الفراش مراراً لكن النوم يجافيها
لقد اعتادت على ذراعه حولها فتأمن لسكون الليل معه
تعود جالسة والتفكير يقطع من أعصابها إرباً
هي لا تحب كثرة التفكير
أو الأحرى سأمته ولم يعد لها روحاً له
كفاها ما عانت طيلة حياتها من حمل الهم والتفكير
كما أنها تحب الوضوح لا الصمت
تحب المصارحة لا الهرب
نهضت مسرعة من الفراش تخرج من الغرفة بأكملها عارجه على الغرفة الأخرى وحين لم تجده تحركت ناحية غرفة المكتب وفتحتها بلا طرق
رفع معاذ رأسه لها بنظرة عابرة يرى هيئتها الهوجاء وشعرها الطويل مهتاجاً حول وجهها الجميل إلا أنه عاد ونظر لحاسوبه قائلاً بنبرة جامدة :-
" كان من المفترض أن تطرقي الباب قبل أن تدخلي ماذا لو كان لدي محاضرة إلكترونية الأن "
تهكمت بالقول داليدا وهي تغلق الباب ورائها وهي تقترب منه :-
"وربما تشرح لاحداهن "
لم يستطع معاذ السيطرة على غضبه وصوته يصدح هادراً بحدة :-
" داليدا لا تتمادي "
ولأول مرة منذ زواجهم تدمع عينيها منه فانكسر خاطرها وهي تتحرك ناوية الخروج مرة أخرى فهدر بصرامة :-
" انتظري "
توقفت داليدا مكانها دون رضا فتحرك معاذ من مكانه حتى وقف جوارها قائلاً ببادرة صلح :-
"لما أتيتِ ؟"
ناظرته بلوم أنثوي لم يرضخ له فقالت بتدلل أصبحت تجيده معه :-
"أتيت لنتصالح لكن يبدو أنك لا تريد "
رفع معاذ حاجبيه متكتفاً وهو يقول بتهكم لطيف :-
"أتيتِ لنتصالح فتختلقين مشاجرة أخرى صحيح ؟"
عضت داليدا باطن شفتها ثم قالت بلامواربة :-
" كلما نظرت لك تذكرت ما رأيته "
صمتت تهز ساقها ثم عادت وقالت بانفعال :-
" لقد غرت يا معاذ "
وأخيراً انفكت عقدة تكشيرته وابتسم قائلاً بخبث :-
"ولما لم تقولي هذا فضلاً عن الشجار ؟"
اغتاظت داليدا قائلة :-
"أتضحك "
تحرك مقترباً منها وهو يقول بلوم :-
"نعم لأنكِ إن أخبرتيني أنكِ تغارين لكان أفضل لي من قولك أني أختال بتغزل النساء في عمري "
احمرت وجنتيها بتحرج تدرك مدى صحة كلامه فاقتربت منه هامسة برقة صادقة :-
"أنا أسفة لم أقصد حقاً لكن أنا زوجتك أليس من حقي أن أغار ؟"
ابتسم معاذ يحيط خصرها بذراعه ثم قال بحنو :-
" حقك طبعاً ؟"
عادت داليدا وعقدت حاجبيها وهي تقول :-
"إذا لن تشرح لها مرة أخرى ؟"
ضحك معاذ يخلل أاصابعه في شعرها وهو يقول :-"داليدا هل نظرت لخاتم الخطبة في يد الفتاة قبلا"
امتقع وجه داليدا هامسة :-
"هل هي مخطوبة ؟"
أومأ معاذ برأسه وقال :-
" معقود قرانها وكنت شاهداً على العقد أيضاً"
حركت داليدا لسانها في وجنتيها من الداخل وكأنه انعقد عن الحديث فابتسم معاذ قائلاً :-
"لم أعهدك متهورة قبلاً "
" غرت هل هذا سبب يشفع ؟" قالتها برقة وعينان عشبيتان يعشق تأملهم كاية من آيات الخالق في الابداع فضمها له يستند بجبهته على خاصتها هامساً :-
"يشفع لكِ "
ابتسمت داليدا ثم ناظرته بدلال هامسة :-
"إذا "
ابتسم معاذ بمكر وهو يقول بخبث رجولي :-
"إذا صالحيني "
تخضبت وجنتيها واتسعت ابتسامتها تناظره بخجل ممتزج بالسعادة لصلحهم ثم أخيراً كانت ترتفع على أطراف أصابعها تعانق أنفاسه ناثرة شذى ورود رقتها على بساتين الالتحام فاشتعلت العاطفة
هي امرأة الدفء
عيناها تسطران الغواية بلا قصد
تسطران الشقاوة بلا احتراف وتثيران العبث بلا ترتيب

..........................
بعد مرور شهران .....

الحب الحقيقي دافئ
طيب الوقع ..صادق الأثر
يشبه رائحة مخبوزات الصباح ..صوت محمد رفعت بالسابعة صباحاً
يشبه غناء كوكب الشرق والعندليب ...أمطار الشتاء ...نسيم الصيف وترانيم الغناء

" هل مازالت تبكي ؟" همسها حسن بتساؤل لحماته التي أومأت برأسها وهي تقول مبتسمة :-
" تنام على فراشي بالغرفة دافنة راأسها في حضن عدي ومقسمة على مقاطعتك أنت وملك "
ابتسم حسن وهو يلقي بهاتفه ومفاتيحه يسألها باهتمام :-
" هل ملك بخير والصغير ؟"
أومأت صفية برأسها تطمأنه قائلة :-
" بخير يا حبيبي لا تقلق لقد قارب الجرح على الالتئام تماماً"
هز حسن رأسه وهو يقول :-
"سأدخل لتلك الغاضبة أولاً "
دخل غرفة حماته فوجد ابنه ينام على الفراش وعاليه بين أحضانه تبكي بتذمر
حالها منذ أن تم ولادة الصغير حتى أنه اضطر لسؤال شهاب وحين اقترحت رنا أن تأخذها أخبرهم شهاب أن هذا سيضرها وقد تفكر بعقلها الطفولي أنهم يبعدونها عنهم
جاورهم على الفراش مناديا عليها بحنو فتذمرت غاضبة :-
" اخرج يا حسن أنا غاضبة منك "
" حسنا انظري لي "
هزت رأسها نفيا بقوة فسحب عدي المتشبثه به عنوة يضعه بين أحضانه يقبله ثم قال بهدء وهو يراها تغطي وجهها بعينيها قائلة :-
" لن أراك لا أريد أن أراك "
" لكن انا أريد أن أراكِ يا غاليتي لقد اشتقت لكِ "
فرقت أصابعها تناظره بنصف عين من بينهم فابتسم بخبث يناديها ثم قبل عدي حتى لا يشعر بالغيرة ثم قال :-
" انظري كيف عدي متعقلاً وسعيد بأخيه الصغير ؟"
نظر لعدي الهادئ دوماً ثم قال :-
"ألست سعيد بالصغير يا عدي "
أومأ عدي مبتسماً فغار قلب حسن بقلق
الصغيران غائران بقوة حتى وإن لم يظهر عدي هذا
تمسك بعدي ثم سحب عالية رغماً عنها يزرعها بين أحضانه رغم تذمرها قائلاً :-
"أنا لن أحبه أكثر منكم
أنتم أول فرحة لي قطعة من روحي
مازلت أذكر يوم ولادتكم وكأن الدنيا فتحت أبوابها لي بوجودكم "
انتبه له عدي وسكن لحديثه فسأل بقلق طفولي :-
" هل سيأخذ فراشي ؟"
خلل حسن أصابعه في شعر الصغير وقال بحنان :-
"لا بل سيكون لكل منكم غرفة تخصه "
ناظرته عاليه بغيظ وهي تقول :-
" وماذا عني ؟"
" سيكون لكِ غرفة تخصك أنتِ الاخرى وكل منكم غرفته ستكون مليئة بالألعاب "
" متى ؟ "نطق الصغيران بحماس فقبلهم قائلاً :-
" قريباً جداً "
ابتهجا سوياً واستقر قلب عدي الحنون لكن عالية عادت وتكتفت زامة شفتيها وهي تقول :-
"أعيدوه حيث كان لا نريده إنه سخيف "
ضحك حسن وهو يقول بتروي :-
" ألا تحبين عدي ؟"
" عدي حبيبي " قالتها بنعومة مدللة فابتسم حسن وقال :-
" وهو أيضاً أخيكِ وحبيبك وستكونا إخويه الكبار أحبائه تخافان عليه وتوجهانه "
أومأ عدي وحس الحماية أبهجه بينما مطت عالية شفتيها بملل فضحك حسن بانعدام أمل وهو يقول :-
" ولتعرفا أني أحبكم سأظل جواركم حتى تناما ولن اذهب للغرفة الأخرى "
" وعد يا حسن ؟" قالها عدي وهو يحتضنه مبتهجاً فضمه له حسن بقوة وهو يقول بحنان :-
" وعد يا قلب حسن "
بعد وقت كان عدي خلد للنوم وعالية الأخرى أو هكذا ظن حسن وهو يخرج من الغرفة إلا أنه فور أن فتح غرفته هو وملك سمع الصوت الطفولي يقول بتذمر :-
"تركتنا لتذهب له "
اتسعت عينا حسن بذهول وهو يحملها يدخل الغرفة قائلاً :-
"ألم تنامي "
ناظرته بعينين حزينتين فضمها له متأوهاً وهو يقول :-
"أه يا عالية حسن ستتعبينني "
أغمضت ملك عينيها قائلة بغضب :-
" والله إن جعلتم مروان يستيقظ بسبب وصلة العشق الممنوع أنت وابنتك ستكون ليلة سوداء "
ناظرها حسن بتحذير فتنهدت ملك وهي تفتح لها ذراعيها تدعوها
نزلت لها عالية تقبع بين أحضانها ثم رفعت عينيها لها قائلة بطفولة بريئة :-
" هل تحبينني ؟"
نظرت ملك لحسن ثم شددت من احتضانها لعالية وهي تقبلها قائلة بحنان :-
"أحبك جدا جدا أنتِ ابنتي الغالية وصديقة ماما صحيح ؟"
ابتسمت عالية تقبلها ثم عادت وقالت بميوعه ما جلط ملك :-
"أنا أحبك جدا لكن حسن هو صديقي "
ضحك حسن يحرك حاجبيه لملك بإغاظة فحدجته بغيظ ثم استمعت لعالية بصبر وهي تقول ببراءة مختالة وكأنها حصلت على اختراع الذرة :-
" لدي فكرة من أجل مروان "
" ماذا حبيبتي ؟" سألتها ملك بتوجس فقالت عالية بتفكير :-
" رودي صديقتي بالمدرسة تقول أن والدتها تريد أن تاأتي ب ( بيبي) رضيع لكنها لا تقدر لما لا نعطيه لهم "
حملها حسن ضاحكاً يشعر أن ملك ستصاب بشلل فقال وهو يخرج به من الغرفة :-
" أنتِ عفريتة يا بنت "
بعد وقت كان يعود لها فسألته ملك بقلق :-
" هل نامت ؟"
أومأ برأسه وهو يجلس مقابلاً لنومتها على الفراش فابتسمت قائلة :-
"لم أنجب فتاة إنها حاجة مسخوطة يا إلهي لو كان لي درة لم تكن لتغار عليك هكذا "
ابتسم حسن وهو يقول بقلق :-
" لكن الآن هي تغار من الصغير على كلينا "
أومأت ملك وهي تدعوا لها وحين لاحظت صمته سألته باهتمام :-
" ماذا بك ؟"
ناظرها بتردد ثم قال :-
" أبي يلح علي منذ فترة بأمر مكوثنا بالمجمع الذي حدثك عنه
إن كنتِ رافضة نهائياً فقولي قرارك النهائي "
ناظرته ملك بصمت بينما شرد عقلها في التفكير
هي لم تسامح ياسر الجوهري ولا تستطيع أن تفعل لكنها تشعر بميل حسن للذهاب بالأخص أن رنا أصبحت تذهب مع أولادها بين الحين والأخر
ورغم ضمانها أنها حتى وإن ذهبت سيكون لهم جزاءا خاصاً لكن اختلاط أطفالها بالجوهري من ناحية لا تستسيغه ومن ناحية أخرى تريد أن يكون لهم عزوة
تنهدت وهي تتذكر رأي أمها واخوتها أن تذهب من أجل أطفالها فأومأت برأسها ثم قالت بهدوء :-
"أنا موافقة يا حسن لكن على شرط "
نظر لها بتساؤل فقالت بإقرار :-
"لن تطلب مني يوماً الاختلاط بأبيك
ما له أنت وابناءك "
أومأ حسن برأسه ثم نظر لها بامتنان قائلاً :-
"شكراً حبيبتي "
بعد وقت كانت الغرفة غارقة في الظلام بينما هو يحتضن الصغير ينثر على وجهه القبلات هامساً بغيظ رغم توله النبرة :-
"وكأنها لا تفعل شئ سوى أن تجلب لي صغاراً يأخذان عقلي فأحبهم ويزيد حبي لها أضعافاً "
شعر بها مستيقظة فقال بخبث وهو يقبل الصغير قبلة مسموعه :-
"كأن أنفك كبير مثل أمك يا ولد "
" نعم يا حبيبي من التي أنفها كبير إن شاءالله ؟"
انفجر حسن ضاحكاً وهو يقول :-
" نلت منكِ حتى لا تمثلي النوم مرة أخرى "
ناظرته بحنان مبتسمة فاقترب منها يضم نفسه لأحضانها
دوماً ما يفعل حسن هذا حتى أنها لم تستطع السيطرة على نفسها وهي تلعب بشعره هامسة :-
" لما دوماً حين تحتضنني تجعلني أنا من أفعل تضم نفسك لي أكثر ما أن تضمني "
ابتسم حسن يرفع عينيه لها هامساً بعاطفه:-
"لأني أشعر نفسي منكِ وفيكِ لا تعرفين كم أحبك "
اتسعت ابتسامتها فسألها بتردد :-
"هل سامحتيني تماما يا ملك ؟"
تنهدت ملك ثم نظرت لعيناه وهي تقول برقة :-
" لا أكذب عليك هناك جزءاً صغيراً بداخلي يكرهك "
كشر حسن وانحسرت ابتسامته وهو يقول بجبهه طائرة :-
" ماذا "
ضحكت بخفوت ثم قالت بنبرة صافية :-
" لكن حبي لك أكبر من أن يجعل هذا الجزء يكبر أو يتغلب على حياتنا مرة أخرى
حبي لك الذي يكبر كلما أرى بعيني كم أنك زوج وأب كان نعمة لي ؟"
مال حسن يناشد شفتيها ضائعاً فيها ويهمس بلا تركيز لكن بحوجه :-
"أتحبينني ؟"
تعانقت الأنفاس في رحلة نااعمة كنعومة نبرتها وهي تهمس :-
" أحبك يا حسن"
......................
يتبع


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 01:23 AM   #857

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

أحياناً تتحقق المعجزات بشكل أو بآخر

استيقظ أنس ليلاً ليدخل الحمام وفور أن انتهى وخرج عائداً للغرفه مرة أخرى أخذته قدماه لفراش الصغير وابتسم بنبضات مضطربه وهو يميل ليقبله حتى انتفض جزعاً وهو يشعر بحرارة الصغير المرتفعه
انتفض قلبه بشعور غريب جزع وهو يحمله يضمه له بقوة محاولاً إيقاظه بفزع منادياً على روضه بخوف :-
" روضة استيقظي الولد حراراته مرتفعه بشدة "
انتفضت روضه بقلب مخلوع وهي تقترب مسرعه فتجزع شاهقه :-
"يا إلهي ماذا به لما يبدو وجهه شاحباً هكذا ؟"
أعطاه لها أنس وهو يتحرك خارج الغرفة مسرعاً وهو يقول :-
" سأشغل السيارة حتى تأتين به لنأخذه للمشفى بسرعه يا روضة "
نزل ركضاً على السلالم وفوراً لسيارته التي وجدها لا تعمل فسب بغضب ورغماً عنه دمعت عيناه وفكره شيطانيه تسيطر عليه أنهم سيفقدان الولد
صعد ركضاً مرة أخرى لشقة شهاب ورنا التي تعلوهم بعد أن أخذوا السفلى طارقاً الباب بقوة حتى فتح له شهاب هامساً بنبرة ناعسه قلقه :-
" أنس ماذا حدث "
" يزن حرارته مرتفعه بشدة ووجهه شاحب بدرجه مرعبه وسيارتي لا تعمل اريد مفتاح سيارتك " قالها بارتعاش وحين حاول شهاب تهدأته هتف أنس بضيق :-
" المفتاح يا شهاب ثم تعالى ورائنا على راحتك أنا أسف لازعاجك "
لم يناقشه شهاب وهو يأخذ المفتاح من المشجب خلف الباب يعطيه له هاتفاً وقد ركض أنس :-
"اذهب به لمشفى ........ سأخبرهم الأن لاستقبالك واتى ورائك "
بعد وقت بالمشفى
" تحرك شهاب مقترباً منهم يتسائل بقلق "
" ماذا حدث طمأنوني ؟"
اقترب منه أنس بوجه شاحب بينما تجلس روضه باكيه خوفاً من ضياع حلمها :-
"الطبيب يقول التهاب رئوي " أومأ شهاب بتقهم قائلاً :-
" لا تخافا سيكون بخير أنا سأدخل للطبيب لأطمأن عليه "
تحرك خطوتين والثالثه كان هاتفه يرن للمرة التي لا يعرف عددها فرفعه لأذنه قائلاً بنبرة هادئة :-
" ماذا يا رنا لتوي وصلت ؟"
" ماذا قال الطبيب ؟" قالتها بلهفه فطمأنها بإيجاز وهو يغلق معها يعرف ما ينتظره من شجار لعدم رضاه بنزولها
دخل على الطبيب محيياً ثم تسائل باهتمام وقلق :-
" ما درجة الالتهاب الرءوي يا دكتور ؟"
قطب الطبيب وهو يقول :-
"أي التهاب رئوي ؟"
" أليس يزن مصاباً به ؟" ضحك الطبيب قائلاً :-
" هل الوالدان حديثا الوضع ؟"
ضيق شهاب عينيه فقال الطبيب مبتسماً لم أقل التهابا رؤوياً بل التهاب في الشعب الهوائيه وخفيفاً ايضا فقط حرارته مرتفعه وبدرجة ليست مقلقه لكنهم قابلوا حديثي بالفزع ليس إلا "
ابتسم شهاب زافراً بقلق ثم قال :-
" هل يمكنني ان أراه ؟"
" بالطبع يا دكتور تفضل "
دخل شهاب وسأل الممرضة باهتمام :-
" هل انخفضت الحرارة ؟"
اومأت الممرضة وهي تقول :-
" نعم افضل من الأول كثيراً "
أومأ شهاب يشكرها وهو يقترب من الصغير مبتسماً بحنو وهو يميل هامساً بأبوه :-
" يبدو أنك أتيت لتأخذ قلوبنا جميعاً يا ولد
لقد قاربت خالتك الرقيقة على ابتلاعي حين رفضت أن تأتي
كن قوياً لأجل والديك بالخارج "
ابتسم داعياً له ثم خرج ليطمأنهم ثم استأذن منهم لأنه يتركهم وحدهم وحين عاد اقتربت رنا الجالسة خلف الباب قائلة بجزع وعينين شديدتي الاحمرار :-
" ماذا به ؟"
ربت على رأسها وهو يقول :-
"أقسم لكِ هو بخير وانخفضت حرارته مع بدايات سعال خفيفة لما كل هذا البكاء "
هزت رنا رأسها نفياً وهي تقول :-
" لقد عجزت عن الذهاب له أنا أفرط في أمانة نور يوماً عن الأخر"
ناظرها شهاب بهدوء ثم قال بتروي :-
" رنا هل تفكرين حقاً ؟
هل كنتِ تريدين النزول معي وترك ثلاثة أطفال هنا بالشقة وحدهم في هذة الساعة من الليل ؟"
ناظرته باتهام وهي تقول :-
" أنت لم ترضى أن أنزل له أنا وتظل أنت مع الأطفال"
ارتفع حاجبي شهاب ثم قال بذهول :-
" اتركك تنزلين للمشفى قرابة الفجر وحدك "
أغمض عينيه ثم هز رأسه نفياً وهو يتحرك للداخل قائلاً :-
" يمكنك الاتصال على روضة والاطمئنان منها فهي الأن بخير وسيخرجان بالطفل صباحاً "
زفرت رنا تمتعض بوجهها وهي تدخل وراؤه الغرفه مواصلة :-
" كنا نستطيع ايقاظهم والنزول بهم "
مط شهاب شفتيه يهز رأسه قائلاً بتهكم :-
"أه نعم تنزلين معي بثلاثة أطفال وتأخذينهم في هذة الساعة من الليل وهذا التوقيت البارد من الطقس لوحدة الأطفال بالمشفى والتي تعج بالأطفال المرضى حتى يتم حجزهم معهم صحيح ؟"
زفرت رنا دون رد تدرك صحة حديثه فرفعت الهاتف تتصل على روضة التي أتى صوتها مبحوحاً برضا وهي تقول :-
"إنه بخير حبيبتي
في تمام السابعه سنخرج من المشفى نعتذر لقلقكم "
بعد مرور عدة ساعات لم تنم فيهم رنا حتى وجدت رسالة من روضة تخبرها بعودتهم فارتدت ازار صلاتها مسرعه تصعد لهم
دخلت بعد أن فتح لها أنس مرحباً بانهاك فاقتربت تحمل الطفل تنظر له بتدقيق أمومي خبير ثم همست بالحمد وهي تربت على كتف روضة الدامعه بخوف وهي تقول :-
" ناما أنتم حبيبتي لقد تعبتم وسأخذه أنا حتى يستيقظ أحدكم "
"لا " همستها روضة بجذع حذر بينما نطق أنس بلا وعي :-
" فدانا له نحن لسنا متعبان "
ردة فعلهم أشعرت رنا بالغضب من نفسها
لقد أشعرتهم دون قصد أنها هي الأمر الناهي
وبمنظرهم هذا هم الأحق والأولى
لم يكونا مجرد رجل وامرأة تبنا طفلاً بل كانا أباً وأماً ينذران نفسيهما فداءاً لراحة الصغير
أي حظ هذا ؟
ربما هي قبول توبة نور قبل موتها ترد في صغيرها وقد أنعم الله عليه بأبوان كأنس وروضة يحملان حنو العالم وأصالته بين قلبيهم
تلك اللحظة أدركت أنها تحب هذا الصغير كقطعه منها لكن حظه أن يكونا له أبوان خالصان له فضلاً عن أن يكون طفلاً رابعاً لها هي ربما رحمة السماء رغم أنها لتفديه بعينيها
ابتسمت بتسامح وهي تضع الطفل بين ذراعي روضة قائلة برقة :-
" من قدرك يا عم يزن لقد أردت اراحة بابا وماما لكن على قلبيهم مثل العسل "
ابتسمت تنظر لهم ثم قالت بنبرة عادية تريد أن تجعلهم يطمأنوا أنها تؤمن بأحقيتهم في الطفل :-
" اسمعاً أنتما ماهران
أنا عن نفسي إن عرض علي أحد أخذ لارا وحمزة لن أتردد لحظة والله لذا دون عرض جهزا نفسيكما حين يشفى يزن إن شاءالله سأترك لكم لارا وحمزة لأرتاح من شقاوتهم قليلاً "
ابتسمت روضة تقول بابتهاج :-
" احملهم برموش عيوني "
ابتسمت لها رنا بمحبه ثم تحركت للخارج وهي تقول :-
" حفظه الله لكم سأصعد أنا للأطفال "
فتحت الباب ثم عادت والتفتت لروضة وهي تقول بتأكيد رقيق :-
" لا تصنعي غداءاً اليوم واصعدا للتتناولاه معنا "
................................
الظالم
للظالم كفتان
كلتاهما ثقيلتان في الميزان
يسراهم القصاص
ويمناهم العذاب
وويلك إن كنت من أهل الاثنان
خاسر في الميزان فيأخذك القصاص إلى هاوية النيران
محاكمة البدوي
جلس في مقعده الأول بين الناس يداري عيناه الغائرتان بالألم مسدلاً ستار الجمود وكأن الأمر لا يخصه
لم يخبرها ولم يخبر حتى سراج عن موعد الجلسة أو أنه كان يتابع الأمر لحضوره
الوحيد الذي أخبره بنبرة خوف وتردد هو شهاب وقد شجعه أن يفعل
يرى القاضي يبدأ الجلسة بالحديث المعتاد ومن ثم الاجراءات الروتينية في هذة الجلسات بينما عيناه تمر بملل يخالف النار المتحرقة في صدره حتى حانت اللحظة الحاسمة
لحظة القصاص
لحظة تساوي عمراً كاملاً
لحظة تساوي دموع صغير خطفوه من حضن أمه فكادوا أن ينزعوا منه الرحمة بشرورهم
لحظة سُلخ من جلد إنسانيته وعمره راقات فيها
رأه يأتي بكرسيه ذو العجلات شامخاً بقسوة يداري عيناه هو الأخر يرد على القاضي بنبرته الشيطانية
لا ينهد
البدوي لا يهزم ولا يهد
لقد أخبره ياسر الجوهري أنه حاول الهرب أكثر من مره لكن باء بالفشل
"لقد تم رفض النقض وعليه حكمت المحكمة حضورياً على المتهم السيد البدوي بإحالة أوراقه إلى مفتي الديار لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه شنقاً نظراً لما ارتكبه من جرائم شنيعه وأخطاء فاحشة في حق الدولة والمجتمع "
حسيس الظلم شهوة بلا قرار
وهسيس الكِبر محرقة للأغترار
وبنفس اللحظة كان البدوي يلتفت فتلتقي عيناهم رغم أن كل منهم يرتدي نظارة شمسية إلا أن عيناهم كانتا في وصال من لهيب
وصال قد من جشع وانتهى بانتقام شنيع
تحرك أكمل دون شعور حتى وصل أمامه فالتوت شفتا البدوي في ابتسامة قاسية وهو يقول :-
" كالكلب عضضت اليد التي امتدت لك يا ولد ؟"
لم يهتز أكمل وهو يميل قليلاً حتى تصله نبرته الباردة بهمس :-
" كنت أريد أن أرسل معك السلام لأخي لكن أنت لن تمر على رائحة الجنة يا بدوي "
"أتشمت في موت أبيك يا أكمل ؟" قالها البدوي بنبرة عميقه شادرة وكأنه استسلم للقدر موته أخيراً
ابتسم أكمل باستهزاء وهو يقول :-
" بئس الأب كنت يا بدوي لم أعهدك درامياً "
خلع البدوي نظارته بغتة فغار قلب أكمل وهو يرى لهيب النيران يخرج من عينيه فيكاد يحرقه مكانه خاصة حين تمسك البدوي بالقضبان وهو يهمس بفحيح أسود
"سأموت صحيح يا ولد لكني سأظل عملك الأسود طيلة عمرك فما نقشته بك سحر أسود لا يزول "
كاد أكمل أن يبتسم متهكماً وقد أصبح أقوى مما يتخيل البدوي أو يرد على باله منذ أن اعتصم بالله
لكن اربد وجهه بجزع مذهول والبدوي يدخل كفه أسفل سترته مخرجاً سلاحاً وبلمح البصر كان يطلق برأس أكمل فيسقط بلحظتها والدماء تتحول لبركه من أسفله
وكأن الحياة كانت عادلة مع اثنيهم فترسلهم للدار الأخر معاً وهناك تجتمع الخصوم
لكن ماذا عن ابنه وحبيبته ؟
ماذا عن ؟
يرى روحه تتصاعد بأنين مؤلم وهويلهج بالشهادة مستنجداً بالمولى
" أكمل استيقظ يا أكمل "
"أكمل إنه كابوس يا حبيبي استيقظ "
فزع أكمل من منامه وكأنهم انتشلوه من بئر سحيق
يناظرها بجزع ومناجاة فضمته لها بقوة دامعه
منذ أن تم إعدام البدوي وهو بهذا الحال لا يهدأ
ربتت عليه تضمه أقرب لقلبها فيتمسك بها
استغفرت غدي وهمست بقلق :-
" هل هو نفس الكابوس ؟"
أومأ أكمل برأسه دون رد يدفن وجهه فيها مستنشقاً رائحتها وكأنه يبعد عن نفسه رائحة الدماء التي نسجها عقله الباطن
تحرك فشددت عليه تسأله :-
"إلى أين ؟"
"سأصلي ركعتين "
بعد وقت طويل كان قد قام الليل وتبعه بالفجر ثم جلس بالشرفه يستغفر محاولاً سد أذنيه عن وساوسه ثم أخيراً رفع الهاتف لأذنه بعد أن تأكد من خلودها للنوم
بعد دقائق كان يستمع للطرف الأخر ثم همس بتنهد :-
"كل فترة يا شهاب منذ أن تم إعدامه أرى في المنام لقائي الحقيقي به حين ذهبت وقت المحاكمة لكن ينتهي بأنه يخرج سلاحاً ويطلقه علي فأموت "
سمع تساؤل شهاب المهتم على الطرف الأخر :-
" هل تأتيك نوبات هلع أو ماشابه ؟"
نفى أكمل فأتاه صوت شهاب المطمأن :-
"أنت بخير يا أكمل لا تقلق ما يحدث لك طبيعي بالأخص أنه هددك فربط عقلك الباطن بين تهديده وبين المشاعر السلبية بداخلك تجاهه ونسج هذا المنام ؟"
"هل أنا طبيعي ؟ ألن أصل لمرحلة نفسية تضر من حولي ؟"
سمع ضحكة شهاب الطيبة وهو يخبره قائلاً :-
" طبيعي لكن خفف من تناول العشاء من يد ابنة أخي ليلاً "
ابتسم أكمل شاكراً وبعد أن أغلق معه شردت عيناه بحنين وهو يرفع الهاتف لأذنه مرة أخرى ودقائق وكان يقول بنبرة ماكرة :-
" ديفيد أنطوان العجوز الشاب أو ربما أقول الملحد المؤمن ؟"
أتاه صمت لثوانٍ ثم كانت النبرة الرائقة تهتف من بين ضحكات متتالية :-
"أكمل بن النيل معي صحيج ؟
لقد شككت أنك أنت من أرسلت الهاتف يا ولد "
" ما رأيك ؟" همسها أكمل بعبث فعاد الرجل وضحك وهو يقول :-
" لست بالهين أنتم السابقون ونحن اللاحقون "
لمعت عينا أكمل باهتمام وهو يقول بنبرة ممتنة :-
"سأتِ لأزورك قريباً انتظرني "
أتاه صوت الرجل مبتسماً وهو يقول :-
" في انتظارك لكن أخبرني عما تريد مني أولاً ؟"
رفع أكمل حاجبه في إعجاب ثم غمز وكأنه أمامه قائلاً :-
"سأخبرك "
..............................

خُلقت الأرواح متطابقة الظاهر مختلفة الباطن
لم تخلق متشابهة لتتنافر
بل خلقت متنافرة لتتجانس

أخذت تتقلب على الفراش جواره بلا راحه
تغمض عينيها ثم تعود وتفتحهم بخوف
لا تستطيع النوم لا تستطيع
كلما تحاول أن تنام تهاجمها الأفكار المرعبة وإن نامت تزورها الكوابيس فتارة ترى نفسها تموت وتترك جنينها وتارة أخرى ترى أنها فقدته
مسحتها وجهها بكفيها ولم تستطع السيطرة على نفسها أكثر من هذا تنادِ عليه
"عمر "
"عمر استيقظ "
فتح عمر عينيه يسألها بقلق :-
" ماذا في ؟"
"عمر " نطقت الأخيرة وانخرطت في بكاء عنيف نفضه وهو يقول بخوف :-
" ماذا ؟ هل تلدين
هل تشعرين بألم أو تعب ؟"
زاد بكاؤها فانفلتت أعصابه وهو يصرخ قائلاً :-
" اللعنة يا سنابل ردي علي ماذا فيكِ هل تلدين ؟"
هزت رأسها نفياً فزفر بعنف وهو يستغفر يسألها بتعب :-
"إذا ماذا فيكِ ؟"
انتظر دقائق حتى هدأت ثم قالت :-
"أنا خائفة يا عمر "
حاول عمر تماسك أعصابه وهو يستغفر ثم اقترب منها يحتضنها يحاول أن يعيطها دعماً تريده
كل عدة ليالِ تستيقظ بقصة جديدة ويكون عليه هو الذهاب للعمل بلا نوم حتى أصبحت أعصابه على الحافة
" ما الذي يخيفك ؟"
مسحت عينيها وهي تقول :-
"أشعر أني سأموت وأنا ألد "
ورغم أن ما قالته يعرف أنه يعود لحالتها النفسية كلما تقدمت شهور الحمل إلا أنه اهتز وجدانياً بولع وشدد من احتضانها فتشبثت به
" أبعد الله الشر عنكِ
هذا الخوف طبيعي يا سنابل لكن فور أن تلدي بسلام ستذهب كل هذة الوساوس "
رفعت عينيها الجميلتين له فابتسم ومال يقبل وجنتها وهو يسمعها تقول بنعومتها التي يعشق :-
"هل سيأتي طفلي بسلام وأنا من ستربيه ؟"
ابتسم عمر وهو يقول بذهول :-
" بالتأكيد أنتِ إن شاءالله إذا من سيكون ؟"
صمتت متنعمه بدفء حضنه فأخذ يربت عليها وهو يعتدل عله ينام هو الأخر إلا أن عفريتها لم يهدأ إلا وهي تسأل بنبرة خافته :-
" عمر هل نمت ؟"
همهم عمر فصمتت ثم سألته برقه مهلكه وحزينة:-
" عمر إن مت هل ستتزوج علي "
صمت عمر لدقائق من الشلل الرباعي الذي أصابه ثم سألها من بين أسنانه :-
" سنابل هل نمتِ عصراً ؟"
مطت سنابل شفتيها وهي تقول بنعومة باردة :-
" نعم نمت ثلاث ساعات متواصلة "
"أه " همسها عمر بجلطة ثم شدد ذراعيه حولها وهو يقول بتهديد :-
" سنابل نامي بدلاً من أن أفيق لكِ واجعل هناك سبباً حقيقياً لتلدي الأن "
زمت شفتيها بتذمر وهي تبرطم مع نفسها فحذرها قائلاً :-
" نامي يا سنابل "
تأففت ثم عادت وابتهجت لأخذه لها بين أحضانه فدست رأسها في عنقها تضم نفسها له أكثر متنعمة بدفء وجوده
..........................

الغزل في جمالها قصيدة تجمع الشعراء على إثرها وخفقا

وقف أكمل أسفل البناية يسب بغيظ وهو يدرك أنها أخذت سيارته معها فقد استيقظ من قيلولته ليجدها تاركه له ورقة عن نزولها لابتياع بعض الأشياء الهامة
رفع هاتفه لأذنه يرن عليها وحين انفتح الخط صرخ فيها بغيظ :-
" كيف تأخذين السيارة بحق الله "
" لما تصرخ هل تستخسر في سيارتك الجديدة بحق الله إنك مازلت تدفع أقساطها "
كاد أكمل أن يرد عليها إلا أنه قطب بغضب وهو يسمع سبتها الغاضبة
" غبي لا تفهم "
" هل جننتِ يا غدي ؟" همسها بتحذير جعلها تقول ببرود :-
" المعذرة لم تكن أنت يا أكمل "
" من يكون إذا ؟" قالها بغضب أهوج جعلها تتأفف قائلة بملل :-
"إنه صاحب سيارة زنق علي وأخذ يعطي إنذاراً بسيارته كثيراً "
اتسعت عينا أكمل قائلاً بانعدام أمل :-
" هو من زنق عليكِ ؟"
"أغلق يا أكمل لقد التقط لي الرادار مخالفة لأني أتحدث بالهاتف منك لله "
أغلق أكمل الهاتف يسب بجنون وهو يقول :-
" الغبية ألم تسمع عن اختراع سماعات الأذن أسفل حجابها "
تحرك للداخل بنزق يرغي ويزبد فقابله علي الذي يجلس مع مدربه الذي استيقظ بسبب قرب قدومه بالأساس وقد تركه وكأن العالم سيتوقف إن لم يعطي أكمل حضناً الأن
احتضنه أكمل ضاحكاً بحنان وهو يثرثر معه ثم اقترب معتذراً من المدرب
خلل أكمل أصابعه بشعر علي ثم قال بحنان :-
"أتريد أن تأكل شيئاً يا قلب أبيك ؟"
هز علي رأسه نفياً فتركه أكمل مع المدرب متحركاً ناحية المطبخ ليصنع له كوباً من القهوة ولم يكد يتهنى به حتى وجدها تتصل عليه
رفع الهاتف لأذنه يرد عليها بملل سرعان ما تحول لغضب هادر وهو يسمع نبرتها العصبية وهي تقول :-
" أكمل تعالى إلى الأن هذا الرجل المتخلف مصر على أن يأخذني للقسم "
" من هو ؟" هدر أكمل بغضب متحركاً برعب للخارج وهو يطلب من المدرب أن يظل مع علي حتى يأتي لحدوث ظرف طارئ
"أنتِ امرأة غير محترمة وستتفضلين معي للشرطة الأن "
غلى الدم بعروق أكمل وهو يصرخ فيها :-
"من هذا وأين أنتِ ؟"
لم يرد عليها وهو يسمعها ترد على الرجل قائلة :-
" هل سأخاف يعني ؟
لنذهب للشرطة يا هذا أنا المحامية غدي البرعي "
خبط أكمل جبهته بكفه عدة مرات وهو يركب السيارة الأجرة التي أوقفها هادراً بنبرة مرعبه :-
"أخبريني أين أنتِ الأن ولا تنطقي حتى أتِ "
"أنا بمنطقة ....... بالقرب من قسم ....."
بعد وقت ...
وجدها أكمل في المكان الذي أخبرته به وحولهم جمع من الناس يحاولون تهدأتهم
اقترب مسرعاً منها يسألها بقلق وهو يمشط كل إنش فيها :-
" هل أنتِ بخير ؟"
" من أنت يا أستاذ إن كنت تقربها فلتتعلموا تربية نسائكم أولاً ولا تجعلوهم يسوقون "
انقض أكمل عليه يمسكه من ياقطه وجنون العالم يتجمع في عينيه لاقتراب أحدهم من امرأته ولو بالحديث هادراً بفحيح أسود متأصل به :-
" ابتلع لسانك وإلا سأقصه لك "
حاول الناس تهدأته وقد خاف الرجل منه فقال بغضب :-
" انظر لسيارتي ماذا فعلت بها ؟"
" ماذا فعلت يعن....؟" قطع أكمل نبرته الغاضبة وتصلب ببلاهة وهو ينظر لمؤخرة السيارة المنشودة والمحطمة من الخلف بفعل ضربة قوية
التفت لها أكمل وهي تقف ببرود جلطه هامساً والألوان تتعاقب على وجهه :-
" هل أنتِ من فعلتِ هذا ؟"
اتسعت عينا غدي قائلة باستنكار :-
" بالطبع لا هو المخطأ كان يصف سيارته بطريقة خاطئة"
جحظت عينا الرجل بذهول يشد أكمل من كفه يشرح له طريقة ركنته وما فعلته غدي وهي تحاول الدخول فالمكان الضيق بالسيارة فكانت الضحية سيارته
مسح أكمل وجهه يحاول تهدأة نفسه وهو لا يريد اللحظة سوى ضربها إلا أنه حافظ على ثباته الانفعالي قائلاً ببرود :-
" سيارتك سيتم تصليحها في أفضل الورش على حسابي وإن اضطررت لشراء سيارة جديدة "
قبل أن يرد الرجل ناظره أكمل شذراً وهو يقول بنبرة شريرة :-
" لا تسب النساء وخاصة زوجتي فأنا لا أتسامح في المساس بها بسهولة "
" انتظر أي سيارة تصلحها له هو المخطأ " قالتها غدي بانفعال جعل أكمل يشدها من ذراعه في حركه لم تبدو ملحوظة يميل على أذنها هامساً بفحيح أسود من بين أنفاسه :-
" أنصحك لا أسمع صوتك اللحظة يا غدي "
دفعها أمامه يبتسم للناس وهو يتحرك بها ناحية السيارة يدخلها لها فيما بدا رقة لكنه قال بنبرة مكتومة :-
" انتظريني هنا "
رجع للرجل يتفق معه عن كيفية مقابلتهم مخبراً له عن مكان عمله واسمه كاملاً حتى يطمأن الرجل ثم عاد لها
ركب السيارة بغضب دون أن يوجه لها كلمة فالتفتت له صارخه بغيظ :-
" هل حقاً ستصلحها له هل ستستمع لكلام هذا المعتوه؟"
" من المعتوه أنتِ أم هو ؟
هل رأيت ماذا فعلتِ في سيارته ؟
هل هذة ركنه التي كنتِ فيها لقد تضررت سيارته وسيارتي أيضاً "
"كل هذا من أجل سيارتك العتيقه ؟"
استغفر أكمل يعض باطن خده ثم قال بأمر باتر :-
" غدي أنتِ لن تسوقي مرة أخرى اعترفي أنكِ فاشلة في السواقة كما المحاماة تماماً "
"أكمل أنت تُخطأ في " قالتها بانفعال عنيد فلم يرد وهو يصف السيارة أمام البنابة التي يقطناها
دخل أكمل وهي ورائه تحركت مسرعه ناحية الغرفة بينما هو دخل لغرفة الضيافه يشكر المدرب ويصرفه
بعد أن صرفه تحرك يحمل علي يأخذه للشقه التي استأجرها لأمه وعمته بالبناية المقابلة وفور أن فتحت له الخادمة أعطاه لها ثم عاد لتلك المجنونة مرة أخرى
دخل الغرفة فوجدها تلف حول نفسها ثم ناظرت بروده فانفعلت أكثر وهي تقول بنبرة مخنوقه :-
"أنا أريد الذهاب لبابا لم أعد أريد العيش معك "
أومأ أكمل برأسه بملل يريح ظهره على الفراش وهو يقول ببرود :-
" أكملي ثم ماذا "
" لا تتعامل معي بهذا البرود اللعين لقد سأمت منك
منذ أن عدنا من السفر وأنت تقلل مني "
ارتفع حاجبي أكمل بذهول قائلاً :-
" متى قللت منكِ ؟"
"ألم تخبرني أول أمس أن الطعام كان نصف ناضجاً "
" غدي لقد كانت المعكرونه نصف ناضجه وكأنها مقرمشة هذا خلاف اللحم الذي ظللت عشرة دقائق أحاول مضغه وحين لم يفلح الأمر أخرجته من فمي "
قبل أن تنفعل كان يشدها من ذراعاها فتسقط على صدره هامساً بنبرة لها وقع التنويم المغناطيسي يحتويها بقوة :-
" هل أستطيع أن أقلل منك يا بطل ؟"
" نعم فعلت " قالتها بضعف أنثوي غريب عليها لكن داخلها شعور عميق أنها في حاجة للدلال منه
للسعي لرضاها
كلما أدركت أنها تحبه أكثر كلما خافت
لكن الخوف الحقيقي لإدراكها أنها حامل وهذا ما جعلها تنزل هائمة بالسيارة بالأساس
الدموع الغادره في عينيها جعلته يتأوه بحرارة قالباً الأوضاع أخذاً أنفاسها بحنو غادر سرعان ما تحول لعاطفه مشتعله دوماً ما تجمعهم وحين انفصل عنها هدر بلهاث عنيف :-
"إلا دموعك يا بطل إلا دموعك روحي فداءاً لها"
ارتجفت شفتيها وهي تقول ببكاء أنثوي مدلل يليق بها ولا يليق بناريتها :-
" هل أنا فاشلة في المحاماة والقيادة يا أكمل وصنع الطعام "
حك أكمل أذنيه يكتم ابتسامته التي ظهرت لها جليه فحاولت ابعاده بعنف وهي تقول بغضب :-
" أنت وغد ابتعد عني ابتعد "
كبلها بقوة مطلقاً ضحكاته وهو يقول :-
" انتظري يا مجنونة
هل لو كنتِ فاشلة كنت طلبت منكِ أن تأتي لتعاونيني بالمكتب الجديد الذي فتحته لمساعدة الضعفاء بعد العمل بالمؤسسة ؟"
" لكنك تعدل علي كثيراً " قالتها بلوم فابتسم مستغرباً من تدللها الغريب عليها
احتضنها قائلاً بتروي :-
"هذا لأنكِ عاطفية حين يتعلق الأمر بالضعيف والمحاماة ليس بها عطف يا غدي
أنا أساعدك حتى تبرق براعتك "
صمتت ثم عادت وقالت بانفعال جعله يستغفر :-
" ماذا عن القيادة والطبخ ؟"
اربدت ملامح أكمل قائلاً بغيظ :-
" أنتِ تطبخين جيداً ولم اعترض قبلاً حتى إن كنتِ مازلتِ تتعلمين بعض الاشياء
لكن نعم يا غدي أنتِ فاشلة بالقيادة ولن تقودي مرة أخرى "
ما قاله أشعلها فدفعته بقوة وهي تتحرك بقوة ناحية الخزانه تبدل ملابسها لأخرى مريحه ترغي وتزبد قائلة :-
" بل أنتم الرجال لا تفهمون بها أغبياء الواحدة منا تكن في طريقها بانتباه ثم يأتِ الواحد منكم ويسرعها بتهوره "
مط أكمل شفتيه قائلاً بملل :-
" يعني ليس لأن قيادتكم فاشلة بل الرجال متهورين نعم صحيح "
" هل تتهكم مني ؟" قالتها بانفعال وهي تجاوره بالفراش بعدما بدلت ملابسها فلم يرد عليها وهو يتشاغل بهاتفه حتى تسمر على صوت شهقة منها خلعت قلبه
التفت لها بذهول فوجدها تبكي تنوي مغادرة الغرفة فمسكها بقوة يعتدل مقترباً منها هامساً بقلق جدي :-
" حبيبي ما بكِ ؟"
الحنان الغادر في نبرته جعل بكاؤها يزداد وهي تهمس بما زلزل عالمه :-
"أنا حامل يا أكمل "
لم يفكر
لم يفكر لحظة وهو يضمها بين ذراعيه يطبعها على صدره بقوة وكأنها قطعه متأصله منه
لقد كان يفهمها
رغم تلك الفرحه الغادرة التي ملئت قلبه من جملة صغيره لم تحتاج أن تشرح أكثر ليفهمها
لم تكن تخبره لتعلمه كانت تخبره لتشكوه خوفها
وساوسها وقلقها
هل تعرف شعور أن يضعوك على أرجوحة أحلامك يهبوك الانطلاق لكن قبلاً اشترطوا تقييدك ؟
هذا ما يشعر به اللحظة تماماً
حرك كفه ليحركه على بطنها بحنو وقشعريرة للمس الحلم
يلثم عنقها ثم أخيراً يرفع وجهها له ليقبلها ولم تكن قبلة عاطفة
كانت قبلة احتواء
مشاركة الحلم والتحليق ما بين تحقيقه ومداوة الجرح من ماضٍ مشابه
"أنا أسف أسف " يهمسها من بين عاطفته غادرة الحنو التي ضمدت وحش القلق بقلبها
" لو يعود الزمن لقتلت نفسي فداءاً له ولكِ "
شد قبضته على صدرها بينما هي تتنعم بأمان أحضانه هادراً بلوم قاسِ
" كيف تهدينني الحلم وتسلبينه بلحظة
تمنيت طفلاً منكِ بحياتي ومت ألف لحظة لخوفك
كيف تخافينني بعد كل هذا "
"لا أخافك أنا فقط تذكرت ما حدث وفقدان طفلي "
ساد صمت طويل يكبل فيه تلك الوحوش المؤلمة بوجع ثم همس بنبرة فاترة :-
" لن أدافع عن نفسي يا غدي لكن لم يعد بيننا كابوس حياتنا تؤول للأمان والاستقرار وهذا الخوف سيهدمها"
نبرة اليأس في صوته أوجعتها فتشبثت بقبضتها في قميصه نافضه عن نفسها وصلة الهرمونات السخيفة وهي تقول بفظاظة :-
" لن يهدمها شئ ما حدث كان بإرادة الله ولولا تلك الظروف لم أكن أدرك أني أحبك وأريد حياتي معك "
رفع أكمل حاجبيه من جنونها هامساً بحذر :-
"غدي هل الحمل دوماً ما تصاحبه نوبات جنون "
مطت شفتيها بدلال وهي تقول بنبرة ماكرة :-
" جنون فقط بل وقرف أيضاً "
" قرف مما ؟" نطقها بحذر من المكر في عينيها فأصدرت همهمة ناعمة وهي تقول بخبث :-
"مثلا يعني ممكن أقرف منك فلا أريدك أن تقترب مني "
" نعم ؟؟؟؟؟" قالها باستنكار أهوج جعلها تقول بمكر خبيث وكأنها ليست التي كانت تبكي :-
" إنه الوحم يا أكمل "
وضعها أكمل على الفراش يقترب منها بخبث وكفاه يشنان هجوماً عاطفياً بينما تحاول إبعاده بتدلل إلا أنه غمزها هامساً بحميمية فجة :-
" دعيني أتعامل مع هذا الوحم لأفهمه جيداً حتى يذيب كل منا الأخر "
"يا أكمل "
" يا حبيب أكمل تدلل فقط"

................................
العائلة سند
العائلة ستر
العائلة دفء
العائلة جنة الله على الأرض

تجمع كل من روضة وريم ورنا وغدي باتصال مرئي لم يفعلاه منذ زمن فصدح صوت غدي قائلاً :-
" اشتقت والله لتجمعنا يا أوغاد "
ضحكن بينما قالت ريم بتذمر :-
" يا قليلة الحياء لسانك يحتاج القص ألم تكوني مكتئبة ؟"
قبل أن ترد غدي أتى صوت روضة المتذمر وهي تقول بحلاوة جعلت الابتسامه تزورهم :-
" هل سنقضي الوقت في الشجار ابني سيستيقظ وسأترككم "
الفرحة كانت تزور قلوبهن لنبرة السعادة في صوت روضة حتى أن غدي قالت بمبحة خالصة :-
" حبيب عمته والله بارك الله لكم فيه اشتقت له جداً "
ابتسمت رنا بفرحه من أجل ابن أختها بينما قالت ريم :-
" عندي فكرة
بما أن البومة غدي حامل "

"بومة في عينك " تذمرت غدي فردعتها ريم مواصلة :-
" اخرسي دعيني أتحدث
بما أنها حامل يا روضة وستلد إن شاءالله قبل أن يتم يزن عامين لنجعلها تقوم بترضيعه إن استطعنا وتقبل "
" ولما ؟" كان هذا صوت رنا المتسائل باهتمام فشرحت ريم :-
" زيادة اطمئنان ومحبه ليس إلا وبهذا يكون ابن غدي بالرضاع وبن أخت أنس "
"والله لا مانع عندي " قالتها غدي بينما عقبت روضة :-
"ولا أنا "
ثم تخاذل صوتها وهي تقول بتردد :-
"إلا لو كانت رنا تعترض "
سارعت رنا بالرد قائلة :-
" حبيبتي هو ابنك لما اعترض أنا ؟"
ثم تنحنحت رنا قائلة:-
" سأخبركن خبر الموسم "
" ماذا؟؟؟" نطقنها بنفس اللحظة فضحكت رنا قائلة :-
" شهاب أتت له دعوة من برنامج معكم منى الشاذلي "
"هل تمزحين ؟؟؟" قالتها غدي بفرح بينما قالت روضة مبتسمة :-
" وفقكن الله " وعقبت ريم بابتهاج :-
" يستحقها بارك الله فيكم وفي أولادكم "
ابتسمت رنا وهي تؤمن الدعوات فصدح صوت غدي قائلاً :-
" صار لنا فترة لم ندلل أنفسنا ما رأيكم بالذهاب ل ......... لم أذهب من قبل وأتعب في الاعتناء بجسدي لنفسي "
قبل أن يرد أحد كان صوت رنا تقول :-
"أردت الذهاب لكن شهاب خلافاً عن غيرته أحبرني أنه حرام أن تطلع على جسدي امرأة "
صدح صوت روضة متدخلاً وهي تعتدل في جلستها أمامهم عبر الشاشة :-
" هل تريدون الذهاب لمركز تجميل والخبيرة معكم والله عيب ؟"
تحركت ريم أمامهم بالمطبخ تضع الهاتف واقفاً لتراهم وتحدثهم وهي تقول :-
" إلى أن أقطع الدجاج أخبرينا ماذا نفعل فأنا أشعر ان ملمس جسدي لا يفرق عن ملمس الحائط "
ضحكت روضة وهي تقول :-
"سأرسل لكن رابط على مجموعتنا لكيفية عمل (السونة) و (الجاكوزي ) والحمام المغربي بالمنزل لكن ستصرفن أكثر "
"لا مشكلة أصرف ملايين المهم أن تأتي نتيجة " قالتها غدي فوافقها كل من ريم ورنا حتى صدح صوت روضة الخبيث مرة أخرى وهي تقول :-
" ما رأيكن أن نجرب (التريند ) الجديد مع أزواجنا ؟"
" ماهو ؟" قالنها بحماس جميعاً فابتسمت روضة وهي تقول :-
" كل واحدة منكم ترسل لزوجها الأن سؤال (أين يذهب المرء حين تضيق به الدنيا وتغلق الأبواب )"
ابتسمت غدي بحماس خبيث جعل رنا تضحك وهي تقول :-
" يا وقحة يا غدي نظرتك ليست بريئة "
قطبت غدي قائلة باعتراض :-
" الله ماذا فعلت أنا أنتِ من سيئة النوايا "
ضحكت ريم وهي تجلس على طاولة المطبخ عندها قائلة :-
" هي صحيح ؟؟"
" ها ؟ هل ستفعلن ؟" قالتها روضة فأومأوا فعادت تقول :-
" شرط أن كل واحدة تقول ماذا رد عليها "
ضحكن وكل واحدة منهم ترسل بالفعل السؤال لزوجها ثم أخذن يثرثرن إلى أن يأتي الرد
أول واحدة أتاها الرد كانت ريم التي ابتسمت وهي تقرأ لهم رد عبدالرحمن :-
" حبيبتي أبعدالله الشر عنكِ ماذا فيكِ؟
هل أنتِ بخير ؟"
والثانية كانت روضة التي قرأت الرد عليها من انس قائلة :-
"إلى حبيبه
هل أنتِ بخير أنتِ ويزن
اشتقت لكم قبليكم نيابة عني إلى أن أتِ "
دقائق من الثرثرة وكان الرد على رنا التي قرأت :-
"إلى الله المتسع
إلى الصلاة والذكر وقراءة القران وتفويض الأمر لله بالدعاء
ثم إلي
ماذا فيكِ حبيبة قلبي طمنيني هل أنتِ بخير وأولادنا ؟"
مر وقت وهم يثرثرن حتى كانت روضة تصرخ صائحه :-
" غدي يا غشاشة لقد أتى لكِ الرد لكنكِ لم تقوليه "
ضحكت غدي عالياً حتى عقبت ريم مبتسمة :-
" راقصة والله "
ابتسمت رنا وهي ترد :-
" ضحكتها فضيحة أخبرينا يا مصيبة "
رمشت غدي بعينيها تنظر لرد أكمل ثم هزت رأسها نفياً بقوة وقد احتقن وجهها تقول باتزان لا يليق بالضحكات التي تكتمها :-
" لا يصح صدقوني أنا أخشى عليكم من انخداش حيائكم "
توالى عليها الاعتراض فوقفت أمامهم قائلة :-
" مضطرة أن أغلق الان يا بنات "
ودون أن تعطيهم فرصة للرد كانت تغلق وفور أن فعلت همست ضاحكة :-
" الوغد "
عادت وفتحت الهاتف تقرأ ما كتب وكل خليه منها تشع حرارة :-
" إلى حضني
إلى أين يعني تظنين ؟؟
إلى حضن حبيبه ليدفئه
قبلات حبيبه لترويه
عاطفة حبيبه لتضمده و"
أغلقت الهاتف دون أن تواصل قراءة ما قرأته مره هامسة :-
" الوغد الوقح "
صرخت شاهقة وهو يحتضنها من الخلف ومال يعض عنقها عضة خفيفة مغتاظه وهو يقول بغيظ :-
" من الوقح الأن ؟"
استدارت غدي له متنعمه باسناد ذراعيه لها فتترك نفسها بلا قيود وهي تلف ذراعيها حول عنقه هامسة :-
"لما أتيت ؟"
لمعت عينا أكمل بالعبث وهو يهمس بتواقح :-
"لأخبرك كيف يذهب المرء إلى حبيبه "
ضحكت غدي عالياً فتماوجت المشاعر بقلبه وهو يحتضنها أقرب لقلبه هامساً بحنان :-
"أدفع عمري كله واستمع لهذة الضحكة دوماً "
ابتسمت غدي تضمه لها فبعدها وهو ينظر لمنامتها محركاً كفه على حافتها وهو يهمس بخطورة عبثيه :-
"لما لا نرى ماذا تقول هذة المنامة ؟"
.............................

الحياة لن تتوقف عند أحزاننا منتظرة منا المعافاة
الحياة تستمر فعلينا المواكبة
" مع من كنت تتحدث لتغلق معه مبتهجاً هكذا يا سيد ياسين ؟"
نطقتها هنا وهي تقترب من وقفته قرب النافذة فالتفت لها مبتسماً وهو يقول :-
" لقد أخبرني البشمهندس أن أذهب لأخذ راتبي "
ابتسمت هنا بفخر وهي تقترب منه واضعه ذراعها حول كتفه وهي تقول :-
"أنا فخورة بك حقاً لعملك بتلك الورشة رغم أن أبي يرسل لنا ما يكفينا "
ابتسم ياسين باعتزاز يشعره له عمله يوماً بعد يوم ثم احتضنها هو وهو يقول بنبرته المخشوشنه :-
" أنتِ أقصر وأصغر مني عيب أن تضميني بقصرك هذا "
" تسخر مني يا سيد ياسين ؟" قالتها هنا بتذمر فابتسم يضمها له بحنو
أخته تبدلت لأخرى لكنها دوماً تحاول إشعاره بغير ذلك إلا أن الانكسار في ملامحها لا يخطأه أبداً
قلبه يشعر بها وإن تظاهرت بالعكس وهو يحاول بكل قوته ليكون سنداً لها
جلوسهم سوياً قربهم من بعضهم البعض كما لم يحدث من قبل
جدهم وجدتهم يعطونهم هنا كافة المساحه من الحرية والخصوصية حتى أن جدتهم تتصل عليهم كل وقت طعام متسائلة باهتمام هل سينزلان ليتناولاه معهم أم ينزل أحدهم ليأخذه إن حبا الاختلاء معاً
الجو الريفي ساعد على تبديد بعض الاختناق بأرواحهم المحتاجه للترميم
شروده جعل هنا تناديه بقلق فابتسم وهو يقف أمامها قائلاً بحماس :-
" ما رأيك بفسحه اليوم من راتبي؟"
قطبت هنا مبتسمة وهي تقول بتساؤل :-
" فسحه وهنا ؟"
هز ياسين رأسه نفياً وهو يقول :-
" لنذهب إلى مطعم ..... الجديد افتتح فرعاً في مدينة ........ المجاورة "
" مجاورة ؟ ياسين إننا سنأخذ ساعة بالمواصلات في الذهاب فقط على الأقل "
" ليس مشكلة معكِ أخيكِ يا فتاة "
ابتسمت هنا بحنان ولم ترد أن تكسر حماسه وتلك الروح الفتيه فيه فقالت :-
" حسناً لنجهز "
بعد ساعتين
كانا يجلسان يتناولا البيتزا والمعكرونة بالصوص الأبيض فعلق ياسين قائلاً بروح الطفولة التي مازالت تتلبسه :-
"لقد اشتقت للمعكرونة من يد ماما "
ابتسمت هنا بحنان قائلة بجديه:-
" يمكنك طلبها منها تعلم أن هذة الفترة إن طلبت منها لبن العصفور ستفعله "
لف ياسين المعكرونة على شوكته ثم قال بتفكير :-
" هل تظنين أن بابا سيتغير ؟"
ناظرته هنا بعطف أخوي وهي تقول بتروي :-
"علاما أتفقنا يا ياسين ألم نتفق أننا سنتقبلهم كما هما؟
أنهم والدينا وعلى رؤوسنا ولسنا بقادرين على تغيريهم
أن بعدنا من أجل ألا تتأزم علاقتنا معهم أكثر نحن لم نبتعد لأجل أن يتغيرا بل لأجل أنفسنا "
" معك حق " قالها بهدوء فابتلعت طعامها قائلة :-
" اذهب واطلب لي واحد بطاطس بالجبن والفلفل الحار ومياة غازية "
" دقائق يا جميلة وسأتِ بهم فالندل مشغولون لازدحام المكان"
ابتسمت له هنا وأراحت ظهرها لكنها لم تكد تفعل حتى تشنجت وهي تسمع ثرثرة الرجل وصديقه الجالسان بالطاولة خلفها
" أرأيت سعد القيسي ؟
خبر طلاقه انتشر لكنه لا يظهر عليه شئ وكأنه لم يطلق "
" وهل تظن أن سعد القيسي من الممكن أن يحزن ؟
سعد كان معي بالسكن الجامعي بفترة ما وأعلمه جيداً هو رجل لا يهمه سوى ذاته بالمقام الأول
مسألة الشعور هذة ليست من حساباته هذا خلافاً أنه كان رجل غريب وتصرفاته أغرب
أذكر مرة في يوم ترك لنا الغرفة وعزم على تبديلها بأخرى ومن بعدها قطع التعامل معنا دون سبب "
"لا حول ولا قوة إلا بالله من يقول أنه نفسه سعد القيسي الشيخ الورع "
" نسأل الله له الهداية ألا تعلم أين هو الأن "
" علمت أنه استقر بمدينة ساحلية وسمعت أنه كان يتحدث مع بعض الأصدقاء فقال أن فكرة الزواج مرة أخرى ليست في خططه وأنه ارتاح في المكان الأخر مع استمرار محتواه على شبكات التواصل كمصدر قوته "
شعرت هنا أنها لن تتحمل أكثر من هذا وكان اقتراب ياسين منها كان النجدة بعينها وهي تخبره قائلة :-
" هل يمكن أن نذهب يا ياسين ؟"
نظرة واحدة لوجهها جعلته لا يجدال وهو يوافقها وفور خروجهم كان يحتويها أسفل ذراعه قائلاً بدعم شعر أنها تحتاجه اللحظة :-
"أنا أخيكِ
سأظل ظهراً لكِ وقت أن تشعري بميل ظهرك
إن فكر الخوف في الاقتراب منك سأكون مرصاداً له
أنا موجود لكِ ومن أجلكِ وأجل أمانك يا أختي "
......................................


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 01:24 AM   #858

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 629
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

برنامج معكم منى الشاذلي

دخلت منى الشاذلي إلى مقر تصوير البرنامج ضاحكه مع التصفيق العالي من الجمهور
حيتهم بكفها قائلة بابتسامة جميلة :-
" شكراً لكم أنرتموني وشكرا لكل من يتابعنا
طبيب نفسي مشهور ربما الكل هنا يعلمه وربما لا لكن الأكيد أن الأغلب أصبح يعرفه بعد تكريم مركزه الجديد
(وأشرقت الشمس بعينيها) لتبني علاج قضية التحرش بالأطفال والذي رغم افتتاحه حديثاً خرجت منه الدفعه الأولى بعد شفائهم التام ومحصلتهم مائة طفل وطفلة
لن أزيد على حضراتكم بالحديث ولنرحب معاً بالطبيب الدكتور شهاب البراعي أستاذ الطب النفسي بجامعة ......... والمنتدب بعدة جامعات دولية معروفة "
تعالى التصفيق الحار لدخول شهاب بوجهه البشوش لمقر التصوير
وقف شهاب يشكرهم على تحيتهم واضعاً كفه على صدره بامتنان ثم اقترب من منى الشاذلي يحيها وهو يضم كفيه لبعضهم البعض
"دكتور شهاب حضرتك شرفتني النهاردة بوجودك "
ابتسم شهاب يشكرها فبدأت منى الحديث مرة أخرى قائلة بنبرة تأثر عالية :-
" دكتور شهاب الحقيقة حضرتك فعلت ما لم يفعله أحد من قبل
المؤتمر الأخير الذي ذاع سيطه لتكريم المركز والاعتراف به دولياً كان سبقاً للبلد بأجمعها "
ابتسم شهاب وبدأ الحديث بلباقة قائلاً :-
"أشكرك لكن وما توفيقي إلا بالله
صدقيني الفكرة حين تم تنفيذها كان بمثابة سحر بالنسبة لي
لم يكن معي الميزانية وكانت فكرة مؤجلة لسنوات قادمة لكن أراد الله هذا "
أومأت منى ضاحكة بحماس وهي تسأله قائلة :-
" يعني تريد أن تخبرنا أنك ضحيت بميزانيتك من أجل هذا المركز "
ضحك شهاب قائلاً :-
" صراحة لا لن أدعي ميثالية أن أبعد ما يكون عنها
دون ذكر أسماء لقد هاتفني أحدهم قائلاً أنه يريد عمل مشروعاً خيرياً وطرح أمامي المبلغ فوجدت أنها فرصة وعرضت عليه الأمر فرحب بالطبع "
أومأت منى برأسها وهي تقول بنبرتها الجميلة :-
" الحقيقة حضرتك ناجح جداً محبوب جداً نفخر إن نموذج حضرتك من هذة البلد "
أشارت ناحية الجمهور ثم قالت مبتسمة :-
" أيضاً معنا هنا عدد من طلاب سيادتك "
تعالى التصفيق الحار مع الهتاف فابتسمت منى وهي تسألهم قائلة :-
"أخبروني هل الدكتور شهاب كما نسمع عن أساتذة الجامعه صارم ولا تحبون محاضرته أم ماذا ؟"
نظر لهم شهاب مبتسماً وهم يتدافعون في الاجابة بالنفي والثناء عليه فابتسم لهم شهاب وهو يقول بنبرة اعتزاز :-
"أنا أفخر بتدريسي لهم إنهم إخوتي "
ابتسمت منى الشاذلي ثم قالت :-
" ربنا يبارك في علم حضرتك والحقيقة أننا برنامج معكم منى الشاذلي أحضرنا لك مفاجئة صغيرة لكن انا واثقة أنك ستسعد بها "
ضيق شهاب عينيه بتساؤل فوقفت منى وهي تقول بنبرة حماسية:-
" مفاجئتنا صغيرة بالعمر في أواخر العقد الثالث من عمرها
سيدة جميلة وليست معروفة كثيراً لكن أنا واثقة أن ظهورها معنا اليوم ستعلق بقلوبكم
مفاجئتنا هي السيدة رنا الجوهري زوجة الدكتور شهاب "
تعالى التصفيق العالِ بدخول رنا الخجول بينما وقف شهاب مبتسماً بذهول وهو يبصرها تخطو تسلم على منى ثم تقترب منه تسلم عليه بحياء فقال بمشاكسة :-
" وتسلمين علي أيضاً لما لم تخبريني أنكِ مدعوة على الأقل كنا حضرنا معاً "
ابتسمت منى وهي ترد عنها قائلة :-
" نحن من شددنا عليها بهذا ما رأيك في المفاجأة يا دكتور"
تناول شهاب كف رنا بين كفه وهو يقول مبتسماً :-
"وهل تحتاج رأي إنها الأجمل على الإطلاق "
ابتسمت منى ودعت لهم ثم نظرت لرنا قائلة :-
" رنا أنتِ ابنة السيد ياسر الجوهري المعروف أم مجرد تشابه أسماء ؟"
"ليس تشابه أنا ابنته بالفعل"
" ماشاءالله يعني واحدة أخرى متزوجة من دكتور عظيم كدكتور شهاب وابنة رجل من رجال الدولة الأوائل وبهذا التواضع فهو شئ جميل "
"ابتسمت رنا بحياء وهي تقول :-
"ليس تواضع فقط أنا لا أرى شئ يستحق التكبر أو ماشابه مثلي مثل غيري بغض النظر عن فخري بكوني زوجة من وابنة من "
ابتسمت منى ثم نظرت لهم قائلة :-
" رنا أخبرينا كيف تعرفتِ على الدكتور ؟"
ناظرته رنا بخجل فابتسم شهاب لها قائلاً بمشاكسة :-
"أخبريها "
ضحكت رنا ثم قالت :-
"صدفة كنت أبحث عن عمل لشغل فراغي فوجدت إعلانا على ما أذكر أو ربما أخبرني أحد ان هناك مكتبة تسمى مكتبة الأصدقاء صاحبها يريد مترجماً وقد كان هو صاحبها "
ابتسمت منى وهي تقول :-
"إذا هو القدر
من اعترف للأخر بحبه أولاً "
ضحك شهاب وكأن الذكرى تمر أمامه وهو يفتح كفيه قائلاً :-
" بالتأكيد أنا "
ضحكت منى وهي تقول :-
" دكتور شهاب صارحنا عن ردة فعلك حين أخبرتك رنا بموافقتها عن الزواج "
اتسعت ابتسامة شهاب واحمرت اذنيه بشكل ملحوظ وهو ينظر لها متنحنحاً ثم قال بمشاكسة :-
" علمت أني حكمت على نفسي بالمؤبد لا مفر "
قطبت رنا بعدم رضا مصطنع وهي تعلم أنه يشاكسها وقالت :-
" والله ؟"
ضحك شهاب وتعالت الضحكات ثم ربت شهاب على رأسها وهو ينظر لمنى قائلاً :-
"أحلى وأجمل قرار اتخذته بعمري كله "
"حفظكم الله لبعضكم البعض
هل معكم أطفال ؟"
أومأت رنا وعينيها تلمعان بالحب وهي تقول :-
" نعم معنا حياة الكبيرة ....سنوات
ولارا وحمزة تؤمان .... سنوات"
" حفظهم الله لكم "
" دكتور شهاب ...سيدة رنا ما رأيكم أن نلعب معاً "
هزوا رؤوسهم وكل منهم ينظر للأخر فرتبت منى أوراقها بينما أتى فريق الإعداد وقت الفاصل يعطيهم مضربين متماثلان ظهر المضرب كلمة (شهاب) ووجهه كلمة (رنا) شرحت لهم اللعبة ثم بدأت وهي تقول :-
"سنلعب معاً الأن من أكثر "
نظرت لهم ثم بدأت بالسؤال :-
" من منكم نومه أثقل ؟"
رفع كل منهم اسم رنا فناظرته رنا بعتاب وهي تقول :-
"هل أنا فعلاً ؟"
ضحك شهاب وهو يقول :-
"أتسألين ؟"
" من منكم يحب جلسة البيت أكثر "
أثنيهم رفع اسم رنا مرة أخرى فضحكت منى متسائلة :-
"ألا تعملين يا رنا ؟"
ابتسمت رنا وهي تقول :-
"أعمل في الترجمة (أونلاين ) عمل حر لكني رفضت العمل بالخارج وفضلت وجودي بالبيت من أجل الأطفال "
أومأت منى تثني عليها ثم سألت مرة أخرى :-
" من منكم خلقه ضيق أكثر ؟"
اثنيهم رفعا اسم رنا فضحكت منى وهي تقول :-
" لقد خالفتم القاعدة من المعروف أنه الرجل دوماً "
ابتسمت رنا وهي تنظر له بمحبه ثم قالت :-
" شهاب نفسه طويل "
أومأت منى ثم سألت :-
" من عصبي أكثر"
رفعت رنا اسم شهاب ورفع شهاب اسم رنا التي اتسعت عينيها قائلة بذهول مضحك :-
" شهاب لا تمزح أنت بالطبع هل أتعصب أصلاً ؟"
رفع شهاب حاجبيه قائلاً بمشاكسة :-
"أصلاً ؟ "
ضيقت منى عينيها وهي تقول :-
" دكتور شهاب وجه رنا برئ جداً اعترف أنك الأكثر "
ضحك شهاب وهو ينظر لرنا قائلاً :-
" وجهها برئ وجميل لكنها شديدة العصبية حين تغضب "
"شهاب سأغضب منك " قالتها رنا بعتاب جعله يضحك وهو يقول بعد أن كررت منى السؤال :-
"انا مصمم هي الأكثر "
" ماذا تفعلان حين تتعصبان ؟"
ضحك اثنيهم وقالا بنفس اللحظة :-
" نتشاجر بالطبع "
ضحكت منى وهي تقول :-
" من يرى هذا الثنائي الجميل يقول أن لا شجار ينشب بينهم "
ابتسم شهاب وهو يقول :-
" لا هذا أمر خيالي الشجار بهار الحب "
أومأت منى وهي تسأل :-
" من منكم ينقلب وجهه أولاً ؟"
نظر كل منهم للأخر وكأنهم يفكران معاً ثم رفعا المضرب بشكل محايد جعل منى تضحك بتساؤل فقالت رنا :-
" نحن الاثنان حسب الموقف "
" من يتم مصالحته بسهوله ؟"
رفع شهاب اسمه بينما رفعت رنا اسمها ثم نظرا لبعضهم البعض فقالت رنا بذهول :-
" شهاب أنا من أصالح بسهولة بينما تأخذ مصالحتك مني مجهوداً "
قطب شهاب ينظر لها بتدقيق جميل لها فتذمرت رنا قائلة :-
" لنقل أننا متساويان رغم إصراري على أنه أنت "
ضحكت منى ثم سألتهم مرة أخرى قائلة ا :-
" من يتذكر المناسبات أكثر ؟"
مط شهاب شفتيه بخسارة وهو يرفع اسم رنا ورفعت هي الأخرى اسمها ضاحكه وشهاب يقول :-
"رنا تتذكر كل مناسبتنا معاً بأدق التفاصيل لكن أنا أنسى للأسف "
" السؤال قبل الأخير
من معه كلمة سر الأخر (passowrds) ؟"
لم يرفع أي منهم مضربه ورنا تقول :-
" هو ليس معه خاصتي ولا يسأل وأنا معي كلمة السر خاصته للهاتف الشخصي لا يمانع أبداً أما هاتف العمل فلا "
" من يغار على الأخر أكثر "
رفع اثنيهم اسم شهاب فرفعت منى حاجبيها وهي تقول بعدم توقع :-
"أنت يا دكتور ؟ تبددو هادئاً جداً "
ابتسم شهاب فقالت رنا :-
" شهاب غيور بشدة كما لا تتوقعي "
أومأت منى برأسها مبتسمة وهي تقول :-
" غريب رغم أنه بطبيعة عمله وشخصه بالأكيد تتصادمين مع المعجبات يا رنا ؟"
أومأت رنا برأسها وهي تقول :-
"أنا أغار جدا لكن طبيعة شخص شهاب وتفاعله مع المعجبات تروض غيرتي كثيراً
رد فعله دوماً ما يثبط حدة الغيرة عندي "
ابتسمت منى داعية لهم وهي تقول :-
" الحقيقة أنكم شرفتونا اليوم وسعيدة جدا بوجودك معي اليوم بالحلقة يا رنا وفخورة بتلبية الدكتور دعوتي وموافقتك يا رنا على الدعوة "
بعد وقت كانت تركب جواره في السيارة فشاكسها قائلاً :-
" الذي أتى وحده يذهب وحده "
بدأ بتحريك السيارة وهو يستمع لها تقول :-
"إذا أوقف السيارة إن لم تريدني وكانت المفاجئه سيئة "
التفت لها شهاب بعينان لامعتان ازداد التوهج فيهما وهو يتأمل ثايبها بحريه
ترتدي سترة ستانيه مكللة بالزهور متشابكة الألوان أسفلها تنورة واسعه تحتضن خصرها وقد أدخلت السترة فيها فضيق عيناه قائلاً :-
" أليس من الأفضل كنتِ أخرجتي السترة "
أغمضت رنا عينيها قائلة بنرة بدت لأذنيه طفولية بأنوثة مهلكة :-
" يا الله منك يا شهاب اسأل الله الصبر "
ضحك ضحكة رائقة ثم قال بجاذبية :-
" هل تعرفين فيما أريد اللحظة بشدة ؟"
التفت له تناظره بعينيها الجميلتين بتساؤل فهمس بنبرة نضحت من حروفها العاطفة :-
"اأريد أن أقبلك بشدة
الأن يا رنا الأن "
احمرت وجنتيها بشدة تناظره بذهول وقد تناول يطبع عليه قبله طويلة واحتفظ به في كفه حتى انتهى طريقهم ووصلا لشقتهم وفور أن أغلقا الباب خلفهم كان يحقق ما يريد يحلق معها في قبلة طويلة مشتاقة وشديدة العاطفة بينما هي تجاوبت بتوله تشعرها عاطفته كم هي مدللة وبعد فترة كانت تناظره بذهول وهي تقول بنبرة لاهثه :-
" منذ متى وأنت متهوراً ؟"
ابتسم شهاب يقربها منه يحتضنها وهو يقول بنبرة حميمية :-
" كيف لا أفعل وأنتِ بهذا الجمال يا حبيبتي ؟"
ضحكت رنا بانبهار وهي تقول :-
" أشعر وكأننا عدنا لأيام شهر العسل لو أعلم لكنت فاجئتك منذ زمن يا حبيبي "
ابتسم شهاب وهو يطبع قبلة حانيه على وجنتها الناعمة ثم ملس عليها قائلاً بألق :-
"ما رأيك أن نفعل ؟"
قطبت متسائلة :-
"نفعل ماذا ؟"
خلل شعرها بأصابعه وهو يقول :-
" نعود لأيام شهر العسل "
"وكيف ؟" تسألت بتوله فابتسم وهو يقول :-
" منذ أن تم فطام الصغيران وأنا أفكر أن اختطفك يومان نسافر وحدنا ما رأيك ؟"
" هل تسأل بالطبع موافقه لكن أين سنذهب ؟"
حك أرنبة أنفه بخاصتها وهو يهمس بعاطفة :-
" أي مكان معك سيكون جنة "
..............................
بعد مرور عدة أشهر
وكأن حبها أية وهو المرتل
وكأنه ترنيمة وهو المرنم

" إنها حالة ولادة " قالتها الطبيبة ببرود جلط عمر وهو يقول :-
" نعرف أنها حالة ولادة لكن لما تصرخ هكذا " ناظرته الطبيبة كمعتوه وهي تنظر لوالدته ثم قالت بحدة :-
"ألم تحضرا ولادة بالتلفاز من قبل إنه الطلق "
لم تزد كلمة أكثر وهي تتحرك وتتركهم تاركه عمر يرغي ويزبد سابباً العالم بمن عليه وسعاد تحاول تهدأته حتى خرجت الممرضة تنظر له ولرشاد المتكتف قائلة :-
" من فيكم زوجها ؟"
"أنا بالطبع من يكون يعني " قالها عمر بعصبيه جعل الممرضة تتذمر قائلة :-
" اهدأ يا أستاذ منذ أن أتيت وأنت تتعصب علينا جميعاً من أين لنا نعرف أنك زوجها يعني ؟"
تدخل رشاد في الحوار قائلاً بتلطيف :-
" اعذريه هو فقط خائف عليها "
لوت الممرضة شفتيها تتمتم مع نفسها قائلة :-
" هل هذا منظر يقلق أو يخاف على امرأة ؟"
إلا أنها تنهدت وهي تتحرك قائلة :-
"إنها تريدك بالداخل "
تحرك عمر للداخل فوجدها تنام على الفراش باكية وهي تصرخ بين حين وأخر فارتعش داخلياً دون أن يظهر هذا على ملامحه بينما يقترب منها ماسحاً على وجهها هامساً ببهوت :-
" هل تتألمين ؟"
سؤاله أغضبها فزاد بكاؤها وهي تقول :-
" هل تسأل يعني ؟"
"لا إنها تمارس جلسة من فن تعذيب الذات صدقاً إنه السؤال الأكثر استفزازاً من الرجال "
قالتها سهام التي لم يرها عند دخوله فنظر لها شذراً ثم قال بفظاظة :-
" من فضلك اتركينا يا سهام "
بعد أن خرجت مسك عمر كف سنابل بين كفيه وهو يهمس بحنان :-
" ستكونين بخير وستخرجان لي بسلام "
لمحة الخوف على وجهه لم تخطأها فهمست :-
"هل إن أتت فتاة ستغضب ؟"
ضحك عمر باختناق وهو يميل يقبل جبهتها قائلاً :-
" حتى لو قرداً المهم أن تخرجا سالمان "
بعد وقت كان يقف بجوار النافذة يضع قبضتيه في جيبي بنطاله والخوف يعصف به
سب بخفوت وهو يتذكر الاسطوانة التي دأبت عليها الفترة الماضية عن قصة موتها
الغبية أي موت هذا ؟
من أين له بالعيش دون جوارها
ألا تعرف أنها أصبحت بضعة منه لا يرتاح إلا في مجاورة أنفاسها
رفع يده ينظر للساعة ثم ضرب على حافة النافذة بتوتر فأوقفه صوت رشاد وهو يقول بسماجته المعهودة :-
" يا أخي لو كنت أعرف أن الزواج سيشمتني فيك هكذا لكنت زوجتك منذ زمن "
حدجه عمر بغضب جعله يبتسم ثم قال بهدوء :-
" لا تقلق الولادة هكذا أحياناً تأخذ وقت "
حاول أن يشغله وهو يقول :-
" هل سمعت عن إبادة أملاك البدوي ؟"
هز عمر رأسه شارداً فقال رشاد مبتسماً :-
" من يقول أن الليلة التي ذهبنا فيها للنبش وراء البدوي ولياله تثمر عن أسرة تكونت وتنتظر مولوداً الأن "
ابتسم عمر وهو يهز رأسه قائلاً :-
" معك حق قدر يشبه الخيال "أومأ رشاد
ثم لم يستطع الاستمرار في جو المتعقل هذا فقال بمزاح وهو يخبط كتف عمر بظاهر كفه :-
"لم أكن أعرف أنك رجل خرعاً هكذا يا رجل لقد كنت أكل اللب والسوداني وسهام تلد "
نظر له عمر بضحكه صفراء وهو يقول :-
" رشاد يا حبيبي لقد كنت معك بالولادة واتذكر جيداً حين كانت الولادة متعسرة ففقدت وعيك "
اربد وجه رشاد بتحرج ثم ضحك ببلاهة قائلاً :-
" تتحدث بأشياء لا تخطر للرجل على عقل "
قبل أن يتحدث أي منهم كان صوت سعاد الباكي يأتيهم من أخر الطرقة :-
" لقد تمت الولادة "
تحرك عمر مسرعاً وقلبه يهدر حتى وصل لأمه امام غرفة العمليات وفور أن خرجت الطبيبة سألها بتلهف :-
" هل هي بخير ؟"
" بخير لا تقلق الاثنين بصحة جيدة "
تنهد عمر لاهجاً بالحمد فسألت سعاد بتلهف أمومي :-
"ماذا أنجبت "
ابتسمت الطبيبة وهي تقول قبل أن تتركهم :-
"فتاة كالبدر ليلة تمامه تتربى في عزكم ان شاءالله "
ناظرت سعاد عمر بقلق ففهمها وضحك قائلاً بعتاب :-
" هيا يا أم عمر هل ظننتِ أني سأحزن حقاً ؟"
بعد وقت كان مع سنابل بالغرفة كل من عمر وسهام وسعاد بالغرفة تحتضن سنابل وتبكي لاهجة بالحمد وهي تقول :-
" حمداًلله على سلامتك يا قلب أمك "
تقبلها بكثرة وهي تضمها لها بحنو حيثما يسمح وضعها ثم حملت المولودة التي أحضرتها لهم الممرضة الأن وزاد بكاؤها
هل أتى اليوم الذي حملت فيه أطفال عمر حقاً
هل أصبح صغيرها أباً وله طفلة جميلة كهذة
أتلك قطعة اللحم الصغيرة هي قطعة من فلذة كبدها ؟
تضمها لها بحنو شديد ثم تضعها على صدر سنابل وتسندها لها قائلة بابتهاج :-
" انظري ابنتك قبليها واشعريها بحنانك "
احتضنت سنابل الرضيعة وفور أن فعلت شعرت بقشعريرة تمر في جسدها فدمعت عينيها بفرحه ليس كمثلها شئ
هل تعرف الشعور ؟
شئ أشبه وكأنهم فتحوا قلبها ووضعوا فيه هذة الصغيرة فيدق لها بجنون
وكأنهم أضافوا روحاً جديدة نقيه وطاهرة لروحها
وكأنه اقتطعوا لها جزءاً من حرير الجنة
وتلك اللحظة كانت عجيبة لاشتراك قلبيهم في الشعور فحين رفعت عينيها له التقت مع عيناه المتوهجتان واللامعتان بتأثر عميق
لحظة أشبه بشعاع ضوء مر راسماً حياتهم معاً حتى أخيراً أضاء نهاية النفق
أغمض عمر عيناه لاهجاً بالحمد وهويتقدم يحمل الصغير فاختض قلبه من هول الشعور
مشاعر متمازجة ومتباينة بين سعادة ... حب ... خوف وقلق وحنان هادر وكأنه يريد شق صدره وتخبئتها مع أمها هناك
مال ناحيتها ليكبر في أذنيها فأغمض عينيه من جمال الرائحة
رائحة بجمال الجنة
كبر في أذنيها ثم دون شعور كان يضمها لصدره بحنو جارف وكأنه يريد التواصل معها
قطع تلك اللحظة صوت أمه وهي تقول :-
"دع رشاد يدخل يا عمر لقد لففت لسنابل حجابها واعتدلت في جلستها "
أومأ عمر فتحركت سهام لمنادة زوجها الذي دخل مهللاً وهو يقول :-
" يا ألف نهار أبيض يا ألف حمداً لله على سلامة البسكويتة وابنتها "
" والله لأطردك مرة أخرى " قالها عمر بغضب فناظره رشاد بتحايل وهو يقول :-
" دعوني انظر هل الفتاة تشبهني أم ماذا "
" كبر في وجهها يا ولد واذا سأل أحد عنها قولا انها سوداء كالعبيد بأنف كبير وأذنين كحاملي الطاسة "
تحركت عليها الأنظار المذهولة حتى ان عمر ضحك مستنكراً وهو يقول :-
"أمي ما الذي تقوليه ؟"
ابتسمت سنابل تفهم حماتها فقالت ضاحكة :-
"أمي تقول هذا منعاً للحسد "
رفع رشاد حاجبيه وهو يقول :-
"هل توقفين حال الفتاة من أجل الحسد يا سعاد "
تذمرت سعاد قائلة بغضب :-
" اخرس يا ولد ولتسمعا الكلام "
حمل رشاد الصغيرة مسمياً وهو يقف جوار سهام ثم قال بطفولية :-
"ليست حلوة ابنتي أحلى منها "
تحركت سعاد لتحملها منه قائلة بغضب :-
"بل أحلى منك ومن ابنتك وزوجتك وعائلتك كلها "
تذمرت سهام قاطبة وهي تقول :-
" الله ومالي أنا يا خالتي "
عقدت سعاد حاجبيها وهي تقول :-
" اخرسا أنتِ زوجك بدلاً من أن أضربكم على مؤخرتكم والله "
لوى رشاد شفتيه ثم مال على سهام التي كبحت ضحكتها من قوله :-
" محدثة نعمة وكأن لم يرزق أحد بحفيدة غيرها "
"سمعتك يا قليل الحياء " قالتها سعاد بتوبيخ فتعالت ضحكاتهم
ليلاً
زفر عمر وهو يغلق باب غرفتهم في شقتها خلف والدته
لقد كان اليوم متعباً ولتوهم وصلا من المشفى منذ ساعتين حين سمحت الطبيبة بهذا وعزما على قضاء فترة نفاسها بشقة والدته حتى تستطيع الاعتماد على نفسها والصعود لشقتهم
ومنذ أن دخلا فرضت والدته حالة طوارئ لاطعام سنابل الدجاج والحساء والعسل بالحلبة حتى أخيراً اطمأنت لنوم سنابل فتركتهم مشددة عليه أن ييقظها أي وقت
دعك بين عينيه بإرهاق ثم تحرك ناحية الفراش الذي ضموا معه أخر ليلتصق به فيصبح فراشاً كبيرا
ابتسم بتعب ودقات قلب حانيه وهو يسمع صوت السرسعه الصغيرة
اقترب بقلب متلهف يجاورها فأصبحت بينه وبين أمها
مال يقبل كفها الصغير خوفاً من أن تشك شعيرات ذقنه وجهها
اقترب بأنفه يعب من رائحتها ثم همس بأبوة بدت لأذني سنابل المرهقة بديعة الجمال :-
" ما بال رائحتك أسرة هكذا يا فتاة ؟"
تناظرة الصغيرة مناغية وكأنها تستغرب هذا العالم الغريب
لما أخرجوها من القوقعه الأمنة التي كانت فيها
رفعها يضمها أقرب لقلبه فسكنت وكأن الأمان عاد لها
ملس على وجنتها الناعمة بأصبعه ثم همس :-
"يظنون أني لا أريد فتاة كرهاً بالنوع لا يعرفون أنه كرهاً للخوف
ألا يكفيني خوفي على أمك لتأتي أنتِ فتحتكري الدقات ودويها قرعاً لكِ؟
كيف لي أن اهدأ دقات قلبي خوفاً على اثنتيكم في هذا العالم
كلاكما طفلتان بحق الله "
صمت يتأملها بحنان ثم همس متأوهاً بعاطفة جارفة :-
"طفلتاي يالله كم أعشقكم "
تسمرت سنابل مكانها وبغباء رأه وهي تقطع عليه خلوته قائلة بتذمر حزين رغم تماوج قلبها ابتهاجاً:-
" هل كان يجب أن ألد وأكون نائمة حتى اسمعها منك ؟"
امتعض عمر يسب نفسه وهو يحك رأسه ثم همس قائلا بغيظ :-
" منذ متى وأنتِ مستيقظة ؟"
ناظرته بغيظ هي الاخرى وهي تقول بعدم رضا ونظرة عينيها تستجديه المزيد :-
" منذ البداية "
صمت عمر وهو يضع الصغيرة مبتسماً بتحرج ثم جاورها من الناحية الأخرى من الفراش وضمها له متنهداً تنهيدة طويلة ثم رفع رأسها له ودون مقدمات قبلها
قبلة ناعمة حنونة لكنها مشبعه بالقلق وكأنه يخرج قلق الساعات الماضية فيها ثم مال يقبل وجنتيها ونظر في عينيها هامساً بجمال :-
" قطعة من قلبي يا سنابل
كلتاكما قطعة من قلبي أحمدالله على جميل النعمة "
وقد أقر أخيراً بوقوعه لأسرها
هو الذي يتوه عند رفرفة عينيها وزقزقة نبراتها
....................................

العشق لا يحتاج إثبات بالحديث
العشق أفعال


التفتت ملك لحسن الذي يصف السيارة أمام الشقة القديمة التي تنتمي لمبنى من مباني عائلة البرعي فالتفتت له بغيظ قائلة :_
"حسن لما أتينا هنا ؟"
نظر لها حسن يخبرها بالنزول ثم اغلق السيارة يحثها ع السير والدخول للمبنى أمامه قائلا برقة :_
"ألا تشتاقين لأيامنا هنا؟"
ناظرته ملك كمعتوه تدخل معه للشقة وهي تقول بذهول:_
"هل جعلتني اترك الرضيع وأبناءك عند أمي لأجل أن تسألني هل اشتاق أم لا ؟"
ناظرها حسن عاقدا حاجبية بقرف ثم قال بغيظ:_
"ملك حبيبتي أردت أن اذكرك أن مروان يرضع صناعيا لقلة اللبن عندك أي أنكِ غير مدرة "
اتسعت عينا ملك بجنون والتفت رأسها له كقذيفة هامسة بنبرة مجروحه :_
"أنا غير مدرة يا حسن؟"
أومأ حسن برأسه ببرود قائلا بملل:_
"نعم يا ملك أنتِ غير مدرة ولما الصدمة ؟"
استشاطت ملك غضبا وهي تتحرك للخارج برعونة قائلة بغضب:_
"حسنا فلتجد لك المُدرة يا عديم الاحساس "
ابتسم حسن بخبث يلحق بها يكبلها بين ذراعيه رغماً عنها خامساً بغيظ:_
"يا مجنونة انتظري"
وكما توقع ملك تلفاز إن انفتح لا يغلق وهي ترغي وتزبد فكانت شفتاه القفل الذي ابتلع الكلمات
الأنفاس والهمسات حتى أنساها من تكون اللحظة ثم حين تركها ضامناً ترويضها بتلك الحمرة التي علت وجنتيها ابتسم بعبث ثم مد كفه في جيب بنطاله يخرج علبه من القطيفة فتحها أمام عينيها
لمعت عينا ملك بإعجاب للسلسال الصغير بدلاية عبارة عن كرة أرضيه صغيرة
ابتسم حسن برضا وهو يفك حجابها يسقطه أرضاً فتذمرت ملك بغيظ:_
"لقد أوقعت الوشاح أرضاً"
حدجها حسن بغيظ هامسا:_
"اخرسي"
ألبسها السلسال الصغير الذي التف حول عنقها الجميل وتراقصت الدلاية الصغيرة بغواية فمال لاثما يسمع همستها المتأثرة :_
"ما المناسبة ؟"
"المناسبة أنه أول مال اكتسبه من عملي الخاص دون تدخل نقود أبي "
توهجت عينا ملك بفخر ممزوج بالفرح وهي تحتضنه قائلة :_
"حقا مبارك ي حبيبي مبارك
إنها جميلة بل الهدية الأجمل بالنسبة لي"
ابتسم حسن بمحبة ثم زاد بريق الألق العبثي في عيناه وهو يهمس :_
"إذا ؟
أين المباركة ؟"
زار الغباء وجهها وهي تقول بفظاظة:_
"وماذا فعلت للتو؟"
حدجها بغيظ ثم التهم أنفاسها يخطف مباركته بنفسه ويخطا بأنحاء شقتهم القديمة صفحة جديدة بيضاء تروي للسطور عن العشق
والعشق جمر لا تستحال جذوته إلى رماد
............................



ليس مهم من هي !!
ليس مهم أنها لا تعجبه أو ربما حتى تعجبه !
ليس مهم أنها مؤخراً أصبحت تخافه

بسمة ساخرة تناوش شفتيه مفكرا أن من الذي لم يعد يخافه هو حتى أصبح يخاف من نفسه منذ أن تغير وانقلب ل النقيض منه !
طاقة الشر المكبوتة بداخله أصبحت عنيفة تجعله في لحظه ما يريد الفتك بأحدهم لكن ليس بالمهم
ليس بالمهم أبدا
هو نفسه تهدأ جوارها
جوارحه المخذولة من أقرب الناس إليه تهفوا لرقتها العفوية والتي تغلفها بالقوة والصلابة المثيرة للإعجاب

وجهها الصبوح ذو الملامح الطيبة يجعل العنف المتكالب عليه يتوارى بعيداً خجلاً من براءتها
يجد السكن بالقرب منها وإن لم يصرح بذلك
وإن كان مازالت روحه المكلومة مازالت تتخبط في طرقات التيه إلا أنه يجد فيها شيئاً من السكن

يُطفأ سيجارته التي اعتنقها مؤخراً رغما عن الجميع
يسقطها أرضاً بإهمال وهو يدهس عليها بطرف حذائه الأسود وأخيراً يدخل عليها
انحنى فمه بشبه ابتسامة متهكمة وهو يلحظ بدقة فزعها فور دخوله من انتفاضة كتفيها البسيطة لكنها لا تُظهر ذلك ببراعة تُحسد عليها
يقترب منها بتؤده وهو يشملها بنظراته بتلك العباءة التي لا تغير طريقتها في ارتداء الكثير منها منذ أن رآها
وبمكانها خلف الطاولة الصغيرة وقع قلبها فور دخوله وهي تميز رائحته قبل أن ترفع رأسها حتى
ترفع عينيها بوجل إلى عينيه شديدتي الإحمرار مؤخراً شديدتي الغضب لكنهما بهما لمحة
لمحة فقط من الهدوء العجيب أو ربما يهئ لها
تخافه أو لا تخافه لم تعد تعلم
لا بل هي تعلم هي لم تكن تخافه أبدا لم يمثل لها أبداً مصدر تهديد
بل كان ؟!
لكنه الآن بعدما حدث
بعد تلك الفترة التي انتشر فيها خير موت طليقته والرجل الذي فضلته عليه
عاد شخصاً آخر تماما لا يمت للأول بصلة
وكأنهم قاموا بتبديله ل النقيض منه
ملابسه الأنيقة أصبحت مهملة بها لمحة تمرد عجيبه
وكأنه ؟!
وكأنه يتمرد على نفسه القديمة أكثر ربما
بذلك القميص الذي نصف أزراره مفتوحه
ذقنه الغير حليقة
سيجارته التي لم تعد تفارق كفه
العينين الطيبتين رغم محاولته إظهار العكس قبلاأصبحتا عنيفتين مخيفتين
الابتسامة الموجزة انطفأت وأصبحت سوداوية بدرجة مقيته
"هل انتهيتِ من حل تلك الأحجيه الصعبة على وجهي؟!"

يقولها بفظاظه وهو يعد المخبوزات التي أمامها بجلافة دون أن يطلب منها هذا

يجز بأسنانه على باطن شفته بقوة وهو يحاول السيطرة على تلك الهمسات الملحة والعجيبة التي تطرق عقله الآن

وجلافته جلبت الضيق لها وهي تنتفض واقفة قائلة بصوتها الرفيع (المسرسع) بطريقة مستفذة لأذنه :_

"سيد خالد ماذا تريد لا يصح هذا أنت هكذا تتعدى على عملي ، قل ما تريد وسأجلبه لك"

رنة صوتها المستاءة وهي تقترب منه برائحتها الأشبه لرائحة الأمهات ذلك المزيج من الدفء والحنان
يجعل لمسة الهدوء تسكن قلبه وكأنها تربت عليه فتشفيه من جروحه
لكن تلك الهمسات الروحية المجنونة التي لا يعلم من أين أتت له تعلو وتعلوا فتجعله يرفع رأسه إليها قائلاً بعجز عجيب :_

"هل تتزوجيني ؟!"
وكأنه ثقلا عجيباً انزاح من على قلبه
وكأنه كان يريد فقط إخراج ما بجعبته حتى يُخرس تلك الهمسات المتعبه له
وكأنه أزاح هماً ثقيلاً من على كاهله
وكأنه كان مكتوم الأنفاس وأخرجها
لم يبالي حتى بشحوبها
لم يبالي بصدمتها التي جعلتها تسقط على مقعدها ورائها تناظره بذهول وفمها المهلك مفتوح
بل لم يبالي حتى بخط الدموع المار بعينيها الآن كشيطان شامت
يضم حاجبيه وهو يعتدل في وقفته
يغلق ملامحه كآله باردة لا حياة فيها وهو يستدير متجها إلى الخارج قائلاً باستهتار مريب :_
"انسي .."
يقف عند الباب لدقائق ثم يلتفت نصف لفته بالكاد فقط لمحها منها وهو يقول مرة أخرى قبل أن يخرج نهائياً
"أنسي ما قلت تماماً"
وخرج
خرج ولم يعد موجود كنقطة سوداء وهميه مرت من أمام عينيها المذهولتين
خرج لامباليا بفوهة البركان القلبي التي لتوه فتحها!!

.........................
الأيام كفيلة بالنسيان لكنها ليست مسؤولة عن محو الأحزان

رفعت سنا طفلها بين ذراعيها تلاعبه قائلة بمرح :-
" انظر لهذا الولد الحلو هل أكله ؟"
تضع رأسه على بطنه لتدغدغه فتقرقع ضحكاته الشافيه لروحها
ضمته لها بحنو وهي تحتضن رأسه لصدرها مصدراً تلحيناً من ما ما المتقطعة
تلك الكلمة التي كانت نوراً لقلبها فتشعر أن هناك شئ يستحق الحياة
يستحق العيش رغم كل انعدام الروح المحيط بهم هنا
دخول سديل قطع عليها شرودها لكن منظرها المهزوم أصابها بالجزع
أنزلت أحمد الصغير واقتربت منها هامسة بقلق :-
" سديل ما بكِ حبيبتي ؟"
رفعت سديل عينان قاسيتان لها رغم هزيمة الملامح وهي تسألها بفتور :-
" هل أنتِ من أخبرتيه عن نزولي الجامعه اليوم ؟"
قطبت سنا هامسة :-
" من ؟"
نظرة سديل النارية أخبرتها دون رد فهزت رأسها نفياً وهي تقول :-
" يا مجنونة هل سأفعل وأنا أعلم أن طاهر بن عمك هو من أوصلك ومن سيأتي بك في اليوم اليتيم الذي يسمح فيه عمك بنزولك كل شهر حتى لا يجعلك تنزلين مرة أخرى ؟"
صمتت سديل مطرقه أرضاً وذكرياتها تسبح في ما حدث صباحاً
خرجت من سيارة بن عمها الذي أخبرها بنبرته الغليظة قبل نزولها :-
"سأذهب حتى تنتهين وبالثانية سأكون هنا أمامك "
" عسى ألا تعود مرة أخرى "
قالتها سديل من بين أسنانها بغضب وهي تتحرك جهة الحرم الجامعي تلحق المحاضرة اليتيمة التي تحضرها مرة بالشهر وهي تدعي على عائلتها بأكملها
دخلت المدرج الذي وجدته ممتلئاً فصعدت حتى المقعد الأخير الفارغ وجلست مخرجه ما تحتاج من كشكول وقلم ثم نظارة نظر ارتدتها وهي تنتبه للدكتور وتدون ما يقول
لم تشعر بهذا الذي جلس جوارها مخطوفاً من تلك الطلة التي حرم منها لسنوات
لقد أتى اليوم خصيصاً لمقابلتها ودخل المدرج مستغلاً أن كليتها أو ليقل كليتهم بالساعات المعتمدة وهو كان طالباً ذات يوم فلن يسأل أحد عن جدوى وجوده من عدمه هذا خلافاً عن امتلاء المدرج
كان ينظر لها مسحوراً مستغلاً الازدحام
أغمض عينيه دون أن يشعر مقترباً منها مغمضاً عينيه يعب نفساً محملاً برائحتها
كان أشبه بميت سحبوا عنه الأنفاس ثم أعطوها له دفعه واحدة
وربما أشبه بمدمن حرموه من جرعته ثم ألقوا له اللحظة البصيص فليأخذه بنهم
رفعت سديل حاجباً مرتاباً من هذا السمج الجالس جوارها وهي تتحرك مبتعدة بتأهب أن تمسح بكرامته الأرض إن صدق حدسها وكأن متحرشاً في سابقة أولى من نوعها بالمدرج
لكن اللحظة التالية كانت تتمنى صدقاً أن يكون متحرشاً ولا أن تكون النبرة التي كرهت سماعها وعينيها تتسعا بذهول من وجوده جوارها
النبرة الحميمية بحنين خبيث ومقيت :-
" منظرك هذا يذكرني بتلك الأيام التي كنت أذاكر لكِ فيها في الثانوية العامة "
التفتت له سديل بجزع وكأنها تدعوا أن يكون كابوساً يزورها في استيقاظ لكن للحقيقة السوداء لقد كان بكامل هيبته وجسده الضخم جوارها
حاجباه الملتصقان وعيناه الواسعتان تكادان تلتهمانها
ابتسم سراج بجاذبية متأصله بهيئته الخشنه وهو يمر بعيناه في المدرج الذي يعج بالطلاب الواقفين وتلك الدوشة التي جعلتهم في معزل بعض الشئ ثم عاد بعيناه لها هامساً بثقل ونبرة متألمة ترجمها الغيم في عيناه
" هل تذكرين هذة الأيام ؟"
ما نطق به جعل الجليد يظهر له جلياً في عينيها فهمس بإصرار :-
" كنت طالبة ثانوية جميلة للغاية وذكية تلتصق بي لأذاكر لها"
ارتعشت شفتاه واندلعت النار في عيناه وهو يهمس بنذاله أججها برودها اللحظة :-
" الطالبة التي كانت تجلس بين أحضان أستاذها لاستذكار دروسها فتأخذهم العاطفة عن العالم كله "
حريق
حريق نشب بصدرها نحراً للذكرى التي جمعتهم سوياً الأن فتنخر في قلبيهم معاً
قبل سنوات
صففت شعرها وأخذت أحمر الشفاه أخبئته في جيبها وهي تلف حجابها كيفما أتفق ثم تسحب كتبها متسحبه للخارج
"إلى أين تذهبين " تسمرت متذمرة على صوت والدتها ثم التفتت مبتسمة وهي تقول :-
"سأصعد لسراج ليذاكر لي الكيمياء يا ماما "
اقتربت منها أمها وهي تقول برفض :-
"بالطبع لن تظني أني سأوافق "
"أمي إنه سراج "
ناظرتها أمها بحزم فتذمرت سديل وهي تعود أدراجها للحجرة
يومها انتظرت حتى خلد كل من أبيها وأمها للنوم ككل ليلة بعد صلاة العشاء ثم دخلت لتحايل سنا حتى توافق وهي تخبرها أنهم سيتقابلان على سطح البناية لا أكثر
بعد وقت سمحت لها سنا بساعة بعد تويصات عديدة فخرجت راكضة للأعلى ومعها كتبها
فور أن صعدت توقفت مكانها لاهثة وهي تراه واقفاً بشموخه يناظرها تقترب منه كدرة ثمينة يريد أن يخفيها بين ضلعيه
فتح لها ذراعيه ودون ثانية تأخر كانت تضم نفسها له متمرغه بوجهها فيه صدره العريض ثم رفعت عينيها له هامسة بعينان تبرقان أنوثه وشموخاً :-
" اشتقت لك "
مال سراج مقبلا جبهتها وكأنه يدمغها هامساً بنبرة مبحوحه :-
"وأنا اشتقت وأشرقت يا عزوة قلب سراج "
أبعدها برفق يحثها ناحية الطاولة وهو يقول :-
"هيا لأراجع لكِ سريعاً "
بدأ بفتح الكتاب والأوراق يخط بقلمه لكنه تسمر ببلاهة وهو يجدها منشغلة بأحمر شفاة لا يعرف من أين أخرجته تناظره بحزن وهي تقول :-
" لقد نسيت وضعه على السلم خسارة "
وبشقاوة كانت تمسك هاتفه تفتحه على الكاميرا وتضع أحمر الشفاة على شفتيها بدم بارد لا تدري أي وحوش أضرمتها بكهوفه
" ما رأيك ؟" قالتها ببراءة رغم جرأة عينيها إلا أنها كانت بريئة حتى أنه ابتلع ريقه بصعوبه وهو يهمس بنبرة متحشرجة رغم احتدام النيران في عيناه :-
" سديل أظن أنه يجب أن تنزلي "
انحسرت ابتسامتها دون فهم وقد لمعت عيناها بغضب وهي تتحرك ساحبه كتبها قائلة بجرح لم يقدر عليه :-
"أنا المخطأة "
تحركت بخطوات مسرعة لم تكن أسرع من خطوة واحدة منه قطعها بينهم بعد أن هب ورائها فيسحبها لتكون بين ذراعيه
وقبل أن تستوعب كان ينظر لموضع أحمر شفاها بالتهام ويهمس بلا اتزان كسكران فقد عقله بنبرة لاهثه وأنفاس تنثر اللهيب :-
"سأموت يا سديل سأموت إن لم أفعل هذا فاغمضي عيناكِ "
وبعينان متسعتان كانت تغلق عينيها على متن عناق أنفاسه
كانت بريئة رغم جرأتها متقوقعه على صدره برقه بينما كان هو قتيلاً في لذة حبها مقتولاً في مذاق الفتنة من شفتيها
" حبيبتي "
" حبيبتي "
" حبيبتي "
يهمسها فتغزو عاطفتها ولا يترك لها فرصة الاستيعاب بهجومه المتلاحق
كان ثملاً في الجنة التي طالما اشتهى مسها وكانت مخدرة بسلطنة العشق الذي يجمعهم حتى كان وعيها يعود تدريجياً فدفعته بقوة لا تناسب سنها الصغير تناظره مفجوعه للحظات حتى أنه كاد ينطق بالأسف لكنه ذهل وهي تضربه بقبضتيها في صدره هامسة من بين أنفاسها بشر وجرأة طالما عشقها :-
"أنا أحبك لكن إن كررت هذا يا سراج ستكون قبضتي في عينك حتى تفقعها "
ابتسم بتسليه رغم الإعجاب النابض في عيناه وهو يقول :-
" هل أنتِ قدر تهديدك ؟"
بدت شهية وهي تضع قبضتها في خصرها منعوجه قليلاً وهي تقول بتهديد لذيذ:-
" قدرها ونصف بل سأقتلك أيضاً يا سراج"
" فدوة يا حبيبة سراج"
عادت من الذكرى التي أوهنتها على همسته العاتبه والتي أتت لأذنيها متبجحه :-
"أين ذهبت هذة الطفلة ؟"
ابتسمت سديل ببرود رغم النزف في قلبها للذكرى وهي تقول بنبرة ثلجيه :-
" صعدت لعالم الكبار يا بشمهندس "
لملمت اشيائها ناوية الخروج فوضع كفه على كفها هامساً بتصلب :-
"إلى أين ؟"
لم تخبره أن يزيل يده فقط نظرة قاسيه من جانب عينها على كفه كانت كفيله ليرفع يده ويغلف الغضب لهجته هامساً بحدة :-
" صبرت عليكِ كثيراً يا سديل إلى هنا ويكفي "
لم تعيره بالاً وهي تنهض متحركه دون أن تلتفت وهي تشعر به ورائها وخرجت من باب المدرج الخلفي شاعرة أن أعصابها على الحافة لا ترى أمامها وهي تتحرك للخارج دون أن ترد عليه
الغضب كان متذبذباً في الأركان يتقافز بين كليهم وقبل أن تخرج من باب الحرم الجامعي كانت قبضته القاسية على ذراعها ونبرته القاسيه وهو يشدها قائلاً من بين أسنانه :-
"أنا لم أنتهى من كلامي يا سديل "
تناثرت كل ذرة تحكم كانت تتمسك بها في أعصابها وهي تلوي ذراعها تنزعه من قبضته بقسوة غير عابئة بالألم قائلة بغضب وقسوة مؤلمة :-
" ماذا تريد ها ؟
من قال أني انتظر منك كلاماً أصلاً "
عض سراج شفته بأسنانه يحاول كبت غضبه عنها متلمساً لها الأعذار وهو يهمس بحدة خافته :-
" لتستمعي لي مرة
مرة واحدة يا سديل لا تضطريني أن أفعل شئ يجعلك تغضبي عن حق "
انتظر منها انفعالاً أو حتى صراخاً لكن ما أذهله ضحكتها العالية وهي ترفع حاجباً مع رفع زاية فمها وهي تقول بتهكم :-
" تغضبني ؟
حقا ؟
ولى زمن الغضب يا بشمهندس "
حكت وجنتها بملل ثم قالت بنفس النبرة :-
"أنت كلك يا سراج لم تعد تعنيني ؟
إن احترقت يا سراج مكانك لن تشتعل النار سوى في موضعك وأسفل قدميك فقط هل تعرف هذا ؟"
هل يكون للكلام وقع الرصاص ؟
هل هذا الذي شُق نصفين للتو هو قلبه ؟
هل غشاوة عينيه التي أصابته بعمى لحظي الأن من شدة الغضب الذي يعتريه أم من شدة الألم
نار
نار تعربد بين ضلوعه لا يتخيل أن ما بينهما لم يعد
لا يتخيل أنها بالقسوة التي تجعله يقف الأن غير واثقاً من حبها
لم يتمنى يوماً كسرها ويوم أن حدث كان ينزف دماً قبلها
ما بالها لا تشعر به ؟
ما بالها لا تحاول إعطاؤه عذراً ؟
برزت عروق وجهه بشكل ظاهر يخيف أي أحد سواها وهي تبتسم بتقرف منتظره ما يقول ولم تنتظر كثيراً وهو يقترب حتى وقف أمامها مباشرة هامساً بقسوة هو الأخر تلمع بحدقتيه اللحظة وحلقاً متورماً من شدة ما يعانيه
" سأمررها لكِ صدقيني صبري له حدود
أنا أقدر وجعك أقدر صدمتك لكن أنتِ لا تريدين الفهم أن الصدمة كانت لكلينا
أنا لم أفرط فيكِ يوماً يا سديل بل أنتِ من فعلتِ "
لوت سديل شفتيها بتقزز مقصود حتى أن من يراهم اللحظة يظن أن شجاراً غير مؤلوفاً سينشب ويخرج عنه الكثير من الضحايا
وليس بالمخطأ
اثنيهم ضحايا
اثنيهم وقعا فريسة للعشق ولم يكن أحد منهم بذابح
اثنيهم كان الذبيح
" لم يخلق من يفرط بسديل الفارس يا سراج
سديل الفارس حين تحبك تعشقك بكل كيانها
تُشعرك أنك الملك وما قلبها سوى العرش
سديل الفارس حين تحب تغدق عليك عاطفة لو مررت على نساء العالم أجمع لن تجد مثيلها "
موجه من الألم الملبد بالخسارة مرت بكل إنش من جسده وكل خليه فيه تصرخ أنه يعرف ومن غيره يعرف
عاد صوتها القاسي مرة أخرى يصدح :-
" لكن يبدو أنك للأن لم تعرفها حين تكره "
" تكرهين ؟!" همسها بجنون مذهول وعيناه تضويان بشراسة عاتيه فواصلت دون أن تتوقف عند شعوره
" حين أكرهك أسحب منك كل ما أغدقته عليك يوماً فتغدو باحثاً عنه دون أن تجده
حين أقرر سحب حبي يا سراج أمحوه فلا يعد له محض بقايا
حين أٌجرح لا يهمني أن تجرحك شظاياي بل أذبح وريد حبي بنفسي
أفهم يا بشمهندس إلى هنا وكفى لم يعد هناك سراج في تاريخ سديل الفارس"
مطت شفتيها بتعاطف مصطنع وهي تقول بشموخ :-
" وأتمنى ألا توجد سديل في تاريخك فلتنظر لزوجتك وبيتك أفضل "
استفحل طعم الخسارة بحلقه فتصلب مكانه بغضب جم

هو رجل قبلي المذهب والدم وهي كانت طائفته التي كفر بها ففتنته
ويبدو أن رحمة القدر لاخراج غضبه تمثلت في طاهر بن عمها ونبرته الساخرة الملولة وهو يقول :-
" هل أقاطع شيئاً ما ؟"
" وما دخلك أنت وما الذي أتى بك أصلاً ؟"
قطب طاهر قائلاً ببرود سمج :-
"أتيت كي أقلها الأحرى أن اسأل أنا عن سبب وجودك "
" هل جننت ألا تعرف من أنا يا هذا ؟" قالها سراج بجنون ناوياً الانقضاض عليه إلا أن حركتها السريعة وهي تقف بينهم أمام بن عمها أوقفته وهي تحدث طاهر قائلة :-
" هيا لنذهب من هنا لن نقف دقيقة واحدة "
ناظره طاهر باستهزاء قارئاً بعين رجوليه الاشتعال الذي نشب في الاخر خاصة وهو يحثها على السير قائلاً :-
" هيا يا ابنة عمي "
صوت طرق باب الغرفة أخرجها من شرودها الطويل حتى أنها لم تحسب حساب تلك الدمعه التي نزلت من عينينها ولم تشعر سوى بكف سنا تمسحها لها وهي تناظرها بقلق قبل أن تتحرك لتفتح الباب ولم تكد تفعل حتى دفعها عمها وهو ينادي على سديل بغلظة :-
" تعالي يا ابنة البندر كيف تقفين مع بن الشيوخ وحدك تتحدثان بقلة حياء أمام العالم "
" ماذا تقول يا عمي إنه سراج؟" قالتها سنا باستنكار حاد بينما انتفضت سديل قائلة بغضب :-
" هل ابنك سرعان ما أسرى الأسرار بين أذنيك ؟"
شدها عمها من ذراعها للخارج وهو يقول بقسوة :-
" يبدو أن أهلك لم يربوكِ يا ابنة أخي وتتبجحين أيضاً "
خلصت سديل ذراعها منه بعد أن خدشه ظفرها رغماً عنها فسار غضبه مضاعفا وهو يميل خالعاً حذاؤه ناوياً ضربها
توقفت سديل مكانها بعناد قائلة :-
"هل تظن أني سأسمح لك بضربي لأنك تأوينا ببيتك ؟"
اقتربت سنا تحول بينهم بجزع قائلة بهدوء يخفي انكساراً مريعاً :-
" بالله عليك يا عمي لن تفعلها "
أزاح سنا بقسوة واصلاً لسديل التي كسرت قلب سنا وهي تلمح في عيني أختها الصامدة دوماً لأول مرة اهتزازاً
وكأن سديل للتو صدمت بموت أبيها
وكأنها لأول مرة تشعر بأحقية يتمها
الحذاء يرفع وصوت صراخ عمها لا يأبه بمحاولات سنا لردعه ولا حتى صوت الجرس العالٍ
سنا التي دفعها عمها مرة أخرى فوقعت أرضاً ورفع الحذاء مرة أخرى
رفعت هامت الحذاء وكسرت هامتها
لقد مات أبيها
لقد ماتت أمها
هي وأختها عرايا والغطاء الذي من المفترض أن يكسيهم هو من يضرم البرد في أوصالهم
سيحط على وجنتها ولن تتحرك
تُضرب شامخة ولا تُضرب خائفة
وباللحظة الحاسمة لنزوله لوجنتها كانت يد غاضبه تطيره ونبرتان شديدتان القسوة والعتو تتدافعان بتتابع مذهول للمنظر
" هل جننت يا هذا ؟"
" عمي ؟"
الأولى غاضبة بإباء والثانية شرسة بعواء
والأختان متجمدتان والمشهد لا يحتاج سرداً أو تقويل
يخرج الفرج من ثقب إبرة الضيق
يأتي اليسر مبدداً نزيف الأنين
وتشرق الشمس حتماً بعد عناء الطريق
الإشراق الذي أتى بصوت أكمل وهو يضمهم له قائلاً بنبرته الحنون وكأنه يبدد ذهولهم :-
" لقد جلبته من تحت الأرض كما يقولون "
بينما هما واقفتان تنظران للواقف بشموخ رغم دموع عينيه فاتحاً لهم ذراعيه فتشق صرختهم باسمه السماء وهم يركضان عليه
" ماجد "
لقد عاد الأخ الغائب فعلا ليستر عري أرواحهم بدفئه
أنتهت الإشراقة وإلى لقاء إن شاء الله إن كان لي نصيب وقررت الاستمرار بطريق الكتابة مع الجزء التالت ( وغرد الكروان في سنا الدجى )
ابتدت في سبتمبر 2020
وانتهت في الثالثة فجراً من التاسع من نوفمبر 9/11/2022
تمت بحمدالله


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 06:26 AM   #859

إيمان الألفى

? العضوٌ??? » 473669
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » إيمان الألفى is on a distinguished road
افتراضي

تسلم إيديك
في انتظار الجزء الثالث من الآن


إيمان الألفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 07:14 AM   #860

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,960
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

صباحووو واشرقت الشمس معك
الف الف مبروك التميز بتستاهل وعن جدارة
جاري القراءة وعا امل النهاية تكون مشرعة لبداية 0زء جديد باذن الله الله يحفظك ويزيدك.كمان وكمان


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.