آخر 10 مشاركات
فوضى فى حواسي (الكاتـب : Kingi - )           »          و حانت العــــــــودة "مميزة و مكتملة" (الكاتـب : nobian - )           »          أهدتنى قلباً *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : سامراء النيل - )           »          92 - حنين -روايات أحلام قديمة (كاملة) (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          على فكرة (مميزة) (الكاتـب : Kingi - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          سيكولوجية المرأة (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree684Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-21, 09:06 PM   #281

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amani*taha مشاهدة المشاركة
ياربي ع وجع الظلم و الذل و الكسر و الله مو عارفة ع مين ازعل فيهم كمال اللي بين نارين امه و اخته و بين وجع العجز الكسرة و لا نادية اللي عرفت انه فيها تنقذ امها اذا تزوجت حقير فتحي يارب يصير اي شيء إلا زواج نادية من فتحي حقير و لا أمينة الأم اللي عاشت طول عمرها مرفوعة رأس و بكرامتها انكسرت و انذلت بسبب واحد حقير و ابو ايهاب حسبي الله ونعم الوكيل فيك يارب واللي مثلك اللي بلا ضمير
الفصل الجاي هنعرف قرار نادية و مصير أمها💔
الأبطال كلهم يتزعل عليهم للأسف😪 بس الأكيد إنها مرحلة و هتنتهي ✨



remokoko likes this.

AyahAhmed غير متواجد حالياً  
قديم 07-09-21, 09:09 PM   #282

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام جواد مشاهدة المشاركة
واااو ايوش مبروك الرواية الجديدة امس بس لشفتها
قصة مررة توجع حسبي الله عليك يا ابا ايهاب عارف الولد منتف تحتال عليه ليه وفتحي الزفت الله ياخذه
انا اضن ان نادية رح تروح لفتي وتوافق من ورى امها وكمال بس اكيد ماتتم الزواجة دي بتدخل حسن كيف؟ ما اعرف؟
هناء وأيمن مرة حبيتهم مع بعض
منتضرينك في الفصل الجاااي على نار
يا أهلا و سهلا أم جواد أسعدني وجودك حبيبتي نورتيني 💗✨
حبيت توقعاتك خلينا نشوف هتتحول حقيقية و لا هفاجئك😉 و أنا أكتر بنتظر لقياكم كل فصل على نار🔥🔥🔥🔥

remokoko likes this.

AyahAhmed غير متواجد حالياً  
قديم 11-09-21, 04:19 PM   #283

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

قهر و ظلم و عجز ..
remokoko likes this.

Hayette Bjd غير متواجد حالياً  
قديم 12-09-21, 01:02 AM   #284

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

تكالبت المصائب على أمينة وابناءها ....
وكمال المسكين يبحث عن وسيلة ل إنقاذ والدتة ...
لقد اغلقت كل الأبواب فى وجهة ....
اما نادية ف مستعدة ل فعل اي شي، من أجل والدتها
اخشي ان توافق على طلب فتحى الذى يحاول استغلال حزنها على
والدتها ...
ليس هناك اقسي من الخيانة والغدر ....خطيبتة وعائلتها خانوا ثقتة
وسرقوا اموالة ولم يكتفوا بذلك بل اهانوة أمام الناس ...
أمينة لن تحتمل المزيد من الإهانة فى السجن...أشعر انها سوف
تموت قريبا ....
تسلم ايدك على الفصل المؤثر

remokoko likes this.

زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً  
قديم 12-09-21, 08:58 PM   #285

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السادس




الفصل السادس



جنَّ عليه الليل و هو يجوب الطرقات بحثًا عن عملٍ؛ و كأنه يبحث عن إبرة في كومة قشٍ؛ كلما أمسك بها و سحب يده يجدها خالية إلا من ثقوب نازفة لا تسمن و لا تغني من جوع؛ يومه انتهى و لم يصل لمحامي ينجد أمه و لم يجد عمل يتعكز عليه؛ صدح هاتفه بالرنين فتوقف يلتقط الأنفاس و يجيب على فضل الذي يحاول التواصل معه منذ الصباح..
(و عليكم السلام؛ لا تؤاخذني يا فضل كنت منشغلا بالبحث عن محامي و عمل جديد)
وصله صوت فضل المتفهم حينما قال..
(لا تعتذر يا كمال و أبلغني هل وصلت لمحامي يساعد الوالدة؟)
زفر كمال زفرة محترقة و هو يقول..
(وصلت و كأنني لم أصل؛ ليس معي مالا يغطي التكلفة التي طلبوها و واحد منهم طلب نصف الأجر قبل قبول القضية)
استغفر فضل ربه مرارًا عبر الأثير قبل أن يبث كمال و لو بصيصًا من الأمل..
(لا تيأس و غدًا نعيد البحث بالتأكيد سنجد محامي رؤوف بنا؛ و أيضًا...)
صمت لا يعرف كيف يصيغها لكمال حقًا فوصله صوت كمال المترقب..
(أيضًا ماذا يا فضل؟)
تنحنح فضل ليقول بتروٍ يحاذر به ألا يمس كرامة كمال.
(بالنسبة للعمل ها أنت تبحث منذ ما حدث مع مالك المطعم صباحًا و لم تصل لشيء؛ و أنا و أنت نعرف جيدًا أن إيجاد عمل في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة أمر مجهد لذا؛ أسمع مني و دعنا نتفاهم مع مالك المطعم و نصلح ما فسد بينكما؛ أنت تعمل معه منذ سنوات و الرجل يفهم ظروفنا بغض النظر عن لسانه السليط)
وضع كمال كفه خلف عنقه و رفع رأسه للسماء فأغمض عينيه يرجو فضل بصوته ألا يهون عليه كرامته بمثل هذا الاقتراح
(يا فضل!!)
تفهمه فضل كما لو كمال يحادث نفسه فقال ناصحًا..
(اسمعني يا كمال لتعمل و تعيش مستور عليك أن تكبل كرامتك في كثير من المواقف؛ أعرف أن مالك المطعم اخطأ لكن أنت بحاجة العمل لا هو؛ غدًا تعال في موعد دوامك و أنا سأكون معك لنحل الأمر باعتذارٍ و نخلص)
أنزل كمال كفه و انحنت رأسه بقهر يردد...
(اعتذار)
فشدد فضل على حروفه و قال..
(هون عليك يا كمال و دع الأمر كله لي بالغد)
صمت كمال أو ألجمت لسانه الظروف؛ منذ كان صبيًا و علمه والده العفة و ألا يسأل الناس إلحافًا مهما ضاقت الدنيا؛ و عليها كبر و عاش حتى صفعته الدنيا مرارًا و مرغت كبرياءه بالأرض..
عاود صوت فضل في الظهور من جديد و هو يمنحه بعض الامل
(إنها سحابة صيف و ستزول و إن شاء الله ستعود المياه الى مجاريها)
كم يتمنى أن يكون الأمر هكذا فقط؛ مجرد فترة صعبة و ستمر بلا خسارة يعاني ألمها للباقي من عمره؛ همهم بخفوت لفضل
(ليتها يا فضل)
في شقة أهل كمال...
خرجت نادية من غرفة أمها تمسح دموعها و تهرول نحو باب الشقة الذي يُطرق آملة أن يكون قد عاد أخوها بنبأ مُبشِر؛ لهفتها خمدت دفعة واحدة و هي ترى سعاد قد عادت من جديد بعدما أخبرتها أنها ستصعد لأولادها تجهز لهم لقمة؛ افسحت نادية لها قليلا فدلفت المرأة تحمل بين يديها طبقا مغطى و هي تتساءل بترقب
(هل عاد كمال؟)
هزت نادية رأسها نفيًا بصمت فأغلقت سعاد خلفها الباب و امسكت بكفها قائلة بنبرة مشفقة
(إن شاء الله سيعود قريبا و يثلج صدورنا بإيجاد المحامي؛ تعال حبيبتي تناولي لقمة فلم تأكلي منذ الصباح)
بخفوت ذابل رفضت نادية
(لست جائعة يا خالة سعاد أتعبتِ نفسك)
وصلتا إلى الأريكة فأجلستها سعاد و بنبرة أمومية حازمة قالت
(الأكل و الشرب لا دخل لهما بما نمر به؛ وجب عليك ان تأكلي لتصلبي طولك و تواجهي الأيام القادمة)
جلست جوارها ترفع غطاء الطبق و تخرج منه شطيرة تمدها لنادية بينما تقول
(ضاقت الدنيا على أخيك عيني عليه فلا تكوني همه الجديد و تستسلمين؛ ليس لكما سوى بعضكما حتى تخرج أمينة بالسلامة)
نظرت لها نادية بعينين دامعتين فابتسمت لها سعاد ناصحة بحنان
(أزمة و ستزول بإذن الله؛ خذي حبيبتي و كلي)
بأصابع واهنة و نفس زاهدة أخذت نادية الشطيرة تقضمها؛ و بجانبها أردفت سعاد بحسرة و غيظ مما ابلغها به زوجها بعدما عاد من لقاء أهل سمية
(من كان يصدق أن يكون أهل سمية بهذا الخبث و يسرقون الشاب بلا ذرة خوف بل و يهددون!!)
شردت نادية و بدت بعيدة بفكرها عن جارتها و ما تقوله؛ توقفت عن مضغ اللقمة في فمها و عيناها تزدادان تكدسا بالدموع؛ الافكار تتزاحم في رأسها و هي ممزقة بينهم؛ لن تكذب على نفسها فالحل في يدها هي؛ و رغم هذا تخشى أن تنصاع لإلحاح نفسها في تنفيذه؛ و كأن أبواب السعير تُفتح و تلتهمها.
(السلام عليكم)
صوت كمال أتى لها نجدة يغلق كل هذه الابواب و يرحمها من نيران الذنب؛ انتفضت سريعًا تتجه إليه و تسأله بلهفة..
(هل وجدت محامي؟!!)
ابعد عينيه عنها لا يعرف بما يجيب أيقتل اللهفة و الأمل في عينيها بمُر الواقع؛ رفع بصره لسعاد خلفها يشكرها بإرهاق..
(شكرا لك يا خالة اتعبتك معنا اليوم)
اقتربت سعاد توقفه بقولها برفق...
(لا شكر على واجب يا ولدي)
جاهد ليتهرب من نظرات نادية المستفهمة لكنه لم يتمكن من الهرب من ذبذبات الترقب و القلق النابعة من قلبها؛ و كم كان شاكرا لسعاد التي اردفت بجدية
(جيد أنك وصلت الآن يا كمال يا ولدي قبل ان ينام أبو مهدي لأنه يريد الحديث معك بخصوص أهل سمية)
اقتربت من الباب أكثر تتخطى كمال الذي أفسح لها مجالا ثم خرجت منه متوجهة للأعلى و هي تقول
(سأصعد أبلغه بوصولك بني)
اومأ لها كمال يتابع خطواتها قائلا بخفوت
(حسنا يا خالة)
ظلت نظراته معلقة بخطوات سعاد لا يريد ان يلتفت لأخته فتحطمه نظراتها الراجية و يحطمها بقوله للحقيقة؛ لكن صوتها المتسائل بهمس مرتعش هز قلبه و جعله يغمض عينيه أسفًا لفراغ يده من الحلول
(كمال هل وصلت لمحامي؟)
قبض على ثقل قلبه و فتح عينيه يلتفت لها ببطء و ينظر لطفلة مرتعبة ضمها إلى حضنه في سن مبكر فجعلته أبًا و ارتضى بها ابنة تحتمي به؛ نظرته لم تحتج بعدها توضيح لكنه رغم ذلك قال بوعد
(غدا سأستكمل البحث)
نكست رأسها بيأس صامت قذف في قلبه الوجع و لم يرحمه من هذا الشعور سوى صوت أبي مهدي خلفه
(السلام عليكم يا كمال؛ طمئني هل وجدت محامي )
التفت كمال لجاره يهز رأسه نفيا فرفع الرجل كفه يربت به على ذراع كمال بمواساة؛ زفر كمال بخفوت و تأهب بجدية و هو يسأل جاره
(الخالة سعاد قالت أنك تريدني من أجل موضوع أبي إيهاب)
ملامح الرجل لم تكن مبشرة بالمرة و هذا ما توقعه كمال بالفعل؛ هز رأسه مرات متتالية و قد ربح رهانه و صدق توقعه؛ مد كفه داعيا بصوت متعب
(تفضل للداخل يا أبا مهدي)
تحركت نادية مبتعدة عن باب الشقة بصمت و قد تبعها كمال بنظرات مشفقات حتى دلفت غرفتها؛ وصل مع أبي مهدي إلى الصالة فجلسا و قد تولى الرجل دفة الحديث
(كنت اتمنى ان أعود لك بالبشرى يا ولدي لكن للأسف)
أطرق كمال برأسه كاتما غيظه و مهمهما
(اخبرتك ألا تتوسم خيرا فيهم يا أبا مهدي؛ سبحان الله و كأنني كنت أعمى لا أرى حقيقتهم و فجأة سقطت كل الغشاوة عن عيني و فجعني الواقع)
ضرب الرجل كفًا بكفٍ متعجبا من حقيقة أهل سمية فقال مصدقا
(صدق المثل الذي يقول تعرف فلان نعم أعرفه عاشرته لا لم أفعل إذًا فأنت لا تعرفه)
ثم أرفق بدم يغلي حمية لأجل كمال
(لكن لا تخف بني حقك سنعيده بإذن الله؛ لقد تحدثت مع عمك عبد الخالق و عمك أبي عاطف و اشهدتهما على ما فعلوه بك؛ و للطف الله كان عاطف موجودا حينها و قال ان إيهاب من فترة قريبة كان بين الشباب و يشكو والده انه يسحب منه اموالا نظير بضائع أو شيء مثل هذا و هو عريس لم يمضِ العام على زواجه و يحتاج للمال)
رفع كمال وجهه للرجل يضيق عينيه باستهجان و يتساءل
(و هل وفر على ابنه المال ليسرقني أنا )
الرجل ربط لسانه الصمت فحقا لا يعرف بما يجيب؛ فرك كمال كفيه معا بحدة يكبح جماح قهره و غضبه فأسرع الرجل يقول واعدا
(بالغد سنذهب إليه و معنا عميك عبد الخالق و أبي عاطف و نريدك ان تهاتف رئيس العمال الذي جهز الشقة فليأت شاهدا بما حصل؛ فقط ليضع أبو إيهاب في عينيه حصوة ملح و يستحي من الرجال)
صدح رنين هاتف أبي مهدي فأخرجه من جيبه قائلا فور رؤية اسم المتصل
(هذا عمك عبد الخالق)
فتح الخط مجيبا و هو يردد بعض الكلمات عن كونه مع كمال و أخبره بما سيفعلونه بالغد؛ نظر نحو كمال يهز رأسه قائلا بتأكيد
(نعم ها هو أمامي)
ثم أبعد الهاتف عن أذنه يمنحه لكمال قائلا
(عمك عبد الخالق يريدك)
أخذ كمال الهاتف يضعه فوق أذنه مردفا
(السلام عليكم يا عم عبد الخالق؛ الحمد لله على كل حال؛ بحثت بالفعل اليوم عن محامي لكنني لم أجد ما يناسب ظروفنا؛ عشت يا عم عبد الخالق أعرف أنك قدر قولك أعزّك الله)
صمت بعدما تطرق عبد الخالق لموضوع أهل سمية و حينما انتهى الرجل اتشحت عينا كمال بالسواد و هو يخلص نفسه من هذا الارتباط السام
(كل ما اريده هو مالي الذي سرقوه اريد كل قرش انفقته على الشقة اما عن الهدايا فلتأخذها حتى الشبكة خرجت من ذمتي ان كانت ستشبع طمعهم)
صمت يتنفس بوتيرة متسارعة قائلا
(أنت تعرف الظروف فعلى الأقل آخذ مالي لأتمكن من توكيل محامي لأجل امي)
نكس رأسه بتعب يسمع الرجل فيهزها موافقة و يقول باحترام
(حسنا يا عم عبد الخالق مهما حصل بالغد لن اثور و أتهور و سأترك الأمر لكم)
و عليها انهى المكالمة بعد السلام و أعاد الهاتف لأبي مهدي الذي قال بنبرة أمل
(بالغد ستفرج ان شاء الله)
و كما انهى محادثة فضل انهى لقاء أبي مهدي و هو يردد بصوت خاوٍ ممزق إلى اشلاء و ملقى على رصيف الحياة تدهسه آلاف الأقدام لكنه منتظر يد الأمل تلتقفه فقال
(يا ليت..)






... يتبع...










remokoko and egmannou like this.

AyahAhmed غير متواجد حالياً  
قديم 12-09-21, 09:01 PM   #286

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السادس





يحدق بشاشة حاسوبه بعينين خاويتين؛ اصابعه تتلكأ مرارا بتردد فوق لوحة المفاتيح ؛ يناظر استمارة التقديم على وظيفة في شركة برمجيات بعدما شجعه صديقه اليوم ألا ينصاع للوحدة أكثر من هذا؛ لكنه لا يقوى على كتابة أي حرف؛ اغمض عينيه و زفر يخلص نفسه من ذكريات أليمة تقتات عليه ربما لو فعلها ستصيب هذه المرة ربما سيعود الى الحياة بالطبع لن يعود كما كان لكنه على الاقل سيحيى؛ دفعة امل ممزوجة بشرارة ادرينالين حركت اصابعه و جعلته يطبع اسمه فى اولى الخانات لكنه توقف عندها؛ شعور الألم يجتاحه فتسرع كفه بملامسة فخذه اليمنى يتهمهما بأنها هي سبب كل ما مر به في حياته و عند الاتهام انتفض واقفا بعدم اتزان و هو يغلق زر حاسوبه بعصبية و يتجه نحو سريره يجر اذيال الخيبة و الالم؛ القى بثقل جسده عليه محدثا نفسه بقسوة الواقع
(لم تجد عملا يناسبك و انت بساق سليمة فهل تتوهم بأن يقبل بك احد الآن و انت معطوب)
مال بظهره على السرير يشعر بغضب من نفسه فلا احد غيرها سبب كل هذا؛ الكثير من التخبط الفكري و النفسي؛ الكثير من التجارب الصعبة؛ الكثير من خيبات الامل و فقد الشغف جميعهم في مواجهة بضع و عشرين عاما و لا يترأف أيًا منهم بأنه ما زال في ريعان الشباب؛ رفع ذراعه يغطي عينيه وهو يهمم بصوت محترق
(انت انتهيت يا حسن فلا تحاول ابدا ان تحيى من جديد)
ابعد ذراعه عن عينيه و تزحزح يعتدل في وضع النوم او بالأحرى وضع التكور هاربا من الحياة يسلم نفسه للذنب؛ مرت دقائق و انتبه لصوت فتح باب الغرفة فتوقع ان تكون امه كالعادة؛ و كالعادة سيمثل كونه نائما؛ شعر بثقل جسد يجلس جواره على السرير و كف حنون تمسح فوق شعره و الآخر يدخل شيئا ما اسفل وسادته و بعدها اصابت رعشة قوية جفونه كان منبعها القلب الذي ارتج خلف قضبان الضلوع حينما سمع صوت والده العذب
(اليوم وجدته في غرفة أيمن بينما نجهزها؛ انتهى يا حسن هذا الكابوس انتهى بني انت حر الآن)
مال يطبع قبلة شعر برعشة شفتيه بها و ابتعد عنه ساحبا دفء ابوته و لكنه لم يسحب اثره على ابنه فالقلب ما زال يتخبط و حجراته تتزلزل؛ و بعدما خرج والده فتح عينيه فتنسكب الدموع المحجوزة منهما تباعا و يفك قيد كفيه ليرفع وسادته و يسحب ما وضعه والده؛ انه مصحفه الصغير؛ كان شاهدا على ليلة انكساره و ما تبعها من انكسار عائلته؛ رفعه الى فمه المرتعش يكتم صوت ألمه و يرجو نفسه ألا تفلت منه شهقات الاسف عالية؛ و بصوت مكتوم همس بأسف
(لم ينتهي يا أبي بل أثره عالق بنا جميعا لن ينمحي؛ انا حقا آسف لكل شيء)
***
صباح اليوم التالي...
رفعت سحاب تنورتها بينما تضع هاتفها بين جانب وجهها و أعلى كتفها و تعيد بتأكيد ما قالته قبل لحظات
(خالتي أخبرتني أنهم هيأوا غرفتك لنضع بها ما سأشتريه)
انحنت نحو درج الخزانة السفلي تخرج منه جوربين و تستقيم متجهة الى السرير؛ جلست عليه و ابعدت الهاتف عن اذنها بعدما فتحت مكبر الصوت و وضعته جوارها لترتدي الجورب فصدح صوت أيمن..
(هل ستكون مساحتها كافية لكل شيء؟)
انزلت هناء قدمها اليمنى بعدما ادخلتها في الجورب ثم رفعت اليسرى تفعل معها نفس الشيء و هي تردف له..
(لا بأس سأشتري ما سأجده فرصة لن تكرر و بعدما تعود سنتمكن من شراء شقة تناسبنا و نستكمل شراء بقية الأثاث)
سمعت صوت زفرته المرهقة فأشفقت عليه لذا قالت بصوت حنون..
(قلبي يوجعني كلما كنت متضايقا يا أيمن)
و على الجانب الآخر ارتخت ملامحه المتحفزة قليلا و ببطء ابتسم؛ غصبا يحمل هناء معه فوق طاقتها و هي راضية رضا يرسخ عشقها في قلبه؛ أسبل أهدابه و بسمته التمعت بعبث فقال..
(ليتني جوارك الآن كنت سأزيل الحزن عن قلبك بطريقتي)
لم تلتقط هناء مغزاه فاستقامت تفتح درج الطاولة المجاورة للسرير و هي تسأله بمزح..
(طريقتك! و ما هي يا ترى هذه الطريقة التي لا أعرفها؟)
ضحك بخفوت و هو يردف بنبرة خبيثة..
(لا يجدر بك معرفتها الآن فلا نريد أن نفتح عينيّ الهريرة)
عادت ببضع قطع من الحلي لتجلس على السرير و تنظر للهاتف بخجل فنادت له بلهجة صارمة..
(أيمن!!)
فوصلتها ضحكته العابثة و بعدها قال بحيرةٍ..
(صدقا لا أفهم متى ستنتهي "مع وقف التنفيذ" هذه!)
ضيقت عينيها بجهل و هي ترتدي قرطها فسألته بعفوية
(لا أفهم ماذا تقصد؟!)
تنهد بصوت عالٍ يقول بأسى مازح.
(عيني عليك يا أيمن يا ابن أم أيمن؛ ألست زوجتي يا هناء)
ضحكت بخفة بعدما فهمت مقصده فأجابته بخجل.
(لكننا لم نُقِم عرسا يا أيمن لذا نحن في نظر الناس لا نزال مخطوبين)
صمت لثوانٍ قبل أن يصلها صوته الحانق عاليا...
(أول شيء سأفعله في زيارتي القادمة هو تقبيلك أمام هؤلاء الناس لنؤكد لهم أنك زوجتي)
احمرت خجلا و ما زاد الطين بلة هو خروج فيروز في هذه اللحظة من الحمام؛ بأيد ترتعش التقطت هناء الهاتف تغلق مكبر الصوت و تضعه على أذنها فتصل انفاسها الخجولة لأيمن الذي سألها بعبث..
(ما بك؟)
ابتلعت ريقها بحرج و هي ترمق اختها من طرف عينها بينما تحدثه بصوت مهتز...
(لقد جهزت تقريبا و أبي بالتأكيد جهز لننزل سويا الى محل الأثاث؛ تعرف أبي يفضل قضاء المشاوير باكرا خاصة مع هذا الحر)
ضحكته في هذه اللحظة تصيبها بالخجل و تجعلها تود لو تلقي بالهاتف على طول ذراعها؛ همس يسألها بعبث
(هل فيروز معك بالغرفة و سمعت ما قلته)
اجابته باقتضاب خجول...
(ربما)
فضحك مجددا يهمس بصوت يدغدغها...
(الله يرحم هيبتك يا أيمن)
كتمت ضحكتها بشق الأنفس فغيرت مجرى الحديث آملة أن يجاريها
(سأشتري الصالون الذي اخبرتك عنه قبل أسبوعين؛ اخشى أن يشتريه غيرنا فلا بأس بأن نشتريه الآن و نتركه في شقة عمي عبد القادر)
صمته جعلها تنخرط في امور ضرورية فقالت..
(ايضا رأينا غرفة نوم المرة الماضية خشبها ممتاز لو وجدناها اليوم سأخبر أبي كي اشتريها و...)
(على جثتي...)
رفضه القاطع الجمها فصمتت بتوتر حتى أكمل بجدية
(كله إلا غرفة النوم يا هناء؛ أنا راضٍ بأن اختار اثاث شقتي عبر الصور التي ترسلينها لي لكن و الله لن أفرط في حقي و لن يشتري غرفة النوم غيري حينما أعود)
جادلته بتعجب..
(لكنك تحب ذوقي و الغرفة تعد فرصة جيدة)
استقامت واقفة تنظر نحو فيروز التي انشغلت في تمشيط شعرها؛ لم تكد تلقط أنفاسها حتى وصلها صوته موضحا بنبرة سببت رجفة في قلبها و أحدثت فوضى عارمة في حواسها و جعلتها تحمر خجلا...
(أحبه بالطبع لكن في هذه بالذات أتركِ لي فرصة كي أعرفك على ذوقي؛ أريدها بمواصفات معينة أهمها أن تكون مريحة و متينة تتحمل ما.....)
(أيمن!!!)
صوتها الموبخ بتلعثم خجول قاطعه و جعله يضحك بصخب مجيبا..
(عيونه...)
التفاتة فيروز و تفحصها لها جعلها تنحني و تأخذ حقيبتها تداري وجهها الأشبه بثمرة طماطم و تخرج من الغرفة بينما تحدثه بنبرة صارمة رغم اهتراءها
(لقد تأخرت على عملك و أخرتني على مشاويري؛ سلام)
اغلقت الخط في وجهه و استندت على باب الغرفة تضع كفها فوق قلبها و هي تهمهم بخجل..
(كلما زادت سنة في هجرته أزداد جرأة!)
(هناء حبيبتي هل أنتِ جاهزة؟ )
نداء والدها جعلها تعتدل و تهندم ثيابها بينما تعطي لنفسها فرصة التخلص من تصريحات أيمن؛ رفعت صوتها قليلا و اجابت والدها...
(جاهزة أبي لحظة و سآتي)
و قبل أن تتحرك وصلتها رسالة نصية من أيمن؛ عادت تغزوها حمرة الخجل و هي تفتحها و تقرأ ما جعلها تضحك بصوت خفيض بينما قلبها يقرع بجنون..
"لم أكن أعرف أنكِ تفكرين مثلي في هذه الأمور؛ و لكن لا بأس يا هريرة صوري لي غرفة النوم التي أعجبتكِ و دعيني أرى ذوقك هل يتوافق مع ذوقي أم كل منّا يبحث عما يخدم هدفه؛ ملحوظة لن يشتريها غيري لكن ليكون عندي فكرة عما تريدينه"
ابتلعت ريقها تناظر الهاتف بوجنتين مشتعلتين حتى قررت أن ترسل له رسالة قصيرة كي تلحق بوالدها.
"يؤسفني أن أحبط أملك لكن أهدافنا مختلفة فالغرفة أعجبتني لأن خشبها و لونها رائعين و ليس لشيء آخر"
اغلقت الهاتف و وضعته في حقيبتها ثم اتجهت الى والدها في الصالة؛ و على الجهة الأخرى قرأ أيمن رسالتها فالتمعت عيناه بشغب و هو يردد هامسا بضحكة قصيرة...
(فقط أعود لكِ و سأجعل كل أهدافكِ منصبة على "الشيء الآخر" الذي تتنصلين منه الآن)





... يتبع...








remokoko and egmannou like this.

AyahAhmed غير متواجد حالياً  
قديم 12-09-21, 09:03 PM   #287

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السادس





توقفت خطوات كمال أمام باب المطعم بتردد؛ إن دخل سيسمع ما لن يعجبه؛ و إن عاد سيخسر في وقت هو في أمس الحاجة فيه؛ زفر ببطء قبل أن يقرر أن عزة النفس لن تنقذ أمه؛ و عليها خطى و في كل خطوة يدهس كرامته؛ يعبر فوق كبرياءه؛ و يقبل إهانة وشيكة؛ حالما دخل استقبله فضل المنتظر له يربت على كتفه قائلا..
(صباح الخير يا كمال خير ما فعلت هو مجيئك اليوم)
خرج مالك المطعم من مكتبه الصغير بعدما وصله صوت فضل؛ نظر لكمال بغضب و هدر عاليا بتساؤل..
(ما الذي تفعله هنا؛ و ألم أطردك بالأمس بعد قلة أدبك)
جز كمال على ضروسه و يد فضل تكبله ألا يرد عليه؛ تدخل فضل بينهما راجيا بتخفيف لما حدث..
(كانت ساعة شيطان و ها قد عاد ليعتذر لك عما بدر منه بالأمس)
تفحص الرجل كمال مطولا و كم بدا له أنه يريد لكمه و ليس الاعتذار له؛ فأشاح ببصره عنه بتعالٍ و هو يقول بتأكيد..
(اعتذر أو لا ما عاد يفرق لأنني لن أعيده للعمل؛ يكفي أنني تحملت غيابه بعلة البحث عن وظيفة تناسب شهادته الجامعية فلو بحث ليل نهار عن صاحب عمل يتفهم ظروفه مثلي لن يجد؛ خلاصة القول لقمة عيشه انقطعت هنا فليبحث عنها في مكان آخر)
شدد فضل على كتف كمال الذي يشعر باهتزاز جسده كله ثم قال لمالك المطعم يرجوه...
(تعرف أن ايجاد وظيفة الآن صعب و كمال يمر بظروف قاسية هذه الأيام فلو تكرمت و تقبلت اعتذاره و أبقيته سـ..)
توقف فضل عن الحديث حينما قرر كمال أن هنا و يكفي؛ فلتزول النعمة التي تأتي بذل النفس!؛ لذا ابتعد عن فضل و هو يأمره بجدية..
(انتهى يا فضل)
ثم خطى خطوتين ليقف أمام مالك المطعم يناظره بجدية و يدافع عن حقه و إن كان مُهدَرًا بإجحاف..
(انت لا تمن علي و غيابي تخصمه من راتبي؛ و بقائي في مطعمك ليس شفقة بل نظير عملي الجاد و لأنني كنت أتق الله فيه؛ الرزق بيد الله فلا تتوهم أنك تقطعه عني بطردك لي)
التفت كمال متجها الى باب المطعم بينما صوت المالك الغاضب يتداخل مع فضل الراجي ألا يجزع و كان سيجد له حلا ليبقى في الوظيفة؛ يود لو يلتفت لفضل و يخبره أنه صبر صبرًا عظيمًا و هانت عليه كرامته لكنه ليس من رفض إنه دومًا من يُقصى؛ هو دائمًا في ذيل قائمة متاع الدنيا؛ و ليشهد الله أنه ما أراد منها سوى الستر!.
***
في قسم الشرطة...
جلس فتحي متعجبًا من مهاتفة الضابط له و طلب المُلِح في المجيء؛ استند بمرفقه على مكتب الضابط يسأله بترقب.
(هل جد جديد؟ هل خنعت المرأة؟)
ناظره الضابط طويلا قبل أن يسأله مباشرةً..
(ماذا تريد من هذه المرأة يا فتحي؟)
عدّل ياقة قميصه بتأني و هو يسأله بعينين ضيقتين..
(لمَ؟!)
فأجابه الضابط بلهجة نزقة..
(هذه المرأة موجودة هنا بشكل غير قانوني و لا يمكنني ابقاؤها أكثر من هذا فلست الضابط الوحيد في قسم الشرطة)
نظر فتحي للضابط راجيا ألا يُخرجها الآن فزفر الضابط بضيق و قال..
(أسمع لقد قرصت لك أذنها داخل الحجز من بعض النسوة و المرأة بدت كخرقة بالية في أيديهن لذا سأدعك تحاول مرة أخرى بالحديث معها و إن رفضت مجددا ليس بيدي شيء أفعله و سأخرجها؛ أو تقدم ضدها بلاغا في النيابة)
جز فتحي على ضروسه و أطرق برأسه مفكرا لبعض من الوقت قبل أن يرفع وجهه للضابط طالبا...
(دعني أراها يا "باشا" و عليه سأحدد ماذا سأفعل)
اومأ له الضابط و رجع يسند ظهره على كرسيه بتراخٍ مسيطر بينما ينادي على العسكري حتى ولج فأمره..
(أحضر أمينة محمد من الحجز)
بعد دقائق...
دلفت أمينة بجسد هزيل و وجه عليه أثار قهر احنى ظهرها؛ رفعت عينيها تجاه فتحي الذي ينظر اليها بتشفي واضح فصرخت روحها بين جوانبها و أبت أن تمنحه فرصة السيطرة؛ أمرها الضابط بخشونة غير مراعيا لكونها في مثل سن أمه..
(اقتربي يا امرأة)
انصاعت لأمره متقدمة نحو فتحي فوقف الضابط يبتعد من خلف مكتبه يردف..
(سأتركك معها لبعض الوقت يا فتحي)
شكره فتحي بصوت خشن...
(عشت لنا يا باشا)
و بعدما خرج الضابط من مكتبه ناظرها فتحي من أعلاها لأسفلها ببطءٍ ثم قال بنبرة مستفزة.
(هل يعجبك حالك هذا؟؛ ماذا كان سيحدث لو سمعتي كلامي من البداية؟!)
كورت أمينة كفيها أمام بطنها و قالت بصوت واهن..
(ابنتي ليست لك أتقِ الله إنها مثل بناتك)
احتدت نظراته فعاد بظهره يستند على الكرسي و هو يستعرض راحته فقال...
(لقد اخبرتها بنيتي)
انفرجت عيناها بهلع و اقتربت بخطوات مترنحة نحوه تسأله...
(من تقصد؟!)
ضحك بخفوت مستفز و أردف...
(العروس؛ نادية)
(ماذا؟!!!)
صوتها رغم ارهاقه كان عاليا باستهجان و خطواتها تقترب منه أكثر؛ نظراتها رغم القهر الذي يستوطنها إلا إنها كالجمر تحرقه بهم و هي تصيح..
(هل عرفت نادية عن سبب فعلتك هذه بي؟!؛ ماذا قلت لها بالضبط؟)
عاود يعدّل ياقة قميصه بنفس الضحكة المستفزة و قال..
(قلت لها أنني على أتم الاستعداد لأكيل التراب أسفل قدميها بالذهب؛ و أيضا...)
صمت بقصدٍ بينما يرى أمينة تتآكل من الرعب فتلكأ في حروفه و قال..
(أخبرتها أن قبولها بطاقة أمان لخروجك من السجن)
انقضت عليه أمينة تمسكه من تلابيبه و هي تهدر بجنون مرتعدة على ابنتها...
(أيها الدنيء تساوم ابنتي لترضى ببيع نفسها لك؛ اقسم بالله لو لم تبتعد عنها لأقتلك دون أن يرف لي جفن و لا يهم إن بقيت هنا حتى موتي)
استقام فتحي ينفض كفيها عنه بحركة واحدة أوضحت لها مدى الفرق بينهما؛ إنه فرق بين الغنى و الفقر؛ بين القوي و الضعيف؛ بين الظلم و العدل؛ يقولون الحق يفوز في نهاية المطاف لكن هل أمعنوا النظر قليلا فلو فعلوا سيجدون أن صاحب الحق قد مات قبل أن تظفر عينه بإعادة حقه!؛ فما فائدة حق مات مُطالِبٌ به؟!؛ احمرت عيناه بغضب و هدر يهددها علنا...
(الزمي حدك يا امرأة و إلا سأجعلك تعضين أناملك ندما؛ لقد صبرت عليك بما يكفي علّك تتعقلي لكنك من اختارت أن أريكِ وجهي الآخر)
ابتعد عنها و قبل أن يصل لباب المكتب التفت يقول بتأكيد..
(ستتعفنين في السجن و أنا بالخارج سأنال ما أريد من ابنتك فلا تحسبين أن ما أريده أتخلى عنه)
فتح باب المكتب و خرج فتهاوت أمينة جاثية على ركبتيها تبكي بقلب ملتاع و تهمهم برعب...
(ابنتي الوحيدة تركتها في حمايتك يا رب؛ إن كنت بين جدران مُحِكَمَة لا أقوى على حمايتها فأنت مالك الملك؛ فوضت أمري و أمر أولادي لك فإن غبت فذو اللطائف لا يغيب؛ ألطف بنّا يا رب)
***
في شقة أهل سمية...
لطمت أم إيهاب وجهها و هي في غرفتها مع زوجها و بدأت تولول...
(كمال ابن أمينة فضحنا بين الرجال يا أبا إيهاب)
حدقها بغضب و رفع كفه عاليا يهددها بالصفع إن لم تصمت فهددها يصوت مكتوم...
(اخرسي و ابلعي لسانك هذا؛ دعيني أفكر ماذا سأفعل)
اقتربت منه تضرب فوق فخذيها بحدة و تردف...
(ماذا ستفعل و الرجال بالخارج ينتظرونك ليعيدوا لكمال ماله)
اشاح الرجل بعينيه بعيدا عنها و هو يفكر في حل لهذه المصيبة؛ لم يضع في حسبانه أن كمال سيذيع خبر أمواله للرجال بل و يحضرهم إلى هنا ليدافعوا عنه؛ لامس شاربه بأصابع متوترة و هو يهمهم...
(لا يجدر بنّا أن نظهر كاذبين أمامهم لذا سنوحد كلامنا و أننا لم نأخذ مالا منه و إنه يفتري علينا بعدما رفضنا أن نقرضه المال ليخرج أمه من السجن)
هزت زوجته رأسها بغير استساغ لفكرته فقالت بقلق.
(لن يصدقوا كلامنا خاصة و أن عمال النقاشة هم من أبلغوا كمال بالمبلغ الحقيقي للشقة)
رفعت كفيها تحيط رأسها بهما و تعود للولولة..
(آه يا فضيحتنا بين الجيران؛ هذا كله من البضائع الشؤم اللائي ابتليتنا بهم و يا ليتهم وصلوا أو بعت منهم شيئا)
امسكها زوجها من ذراعها بقسوة يوقفها عما تفعله فقال آمرا...
(إن سمعت صوتك مجددا سأرمي عليك يمين الطلاق)
هال المرأة ما سمعته فاتسعت عيناها بذهول و الجمها الصمت؛ ترك ذراعها و ابتعد عنها يقول بقلق..
(لقد هاتفت رئيس العمال و أخبرته ألا يأتي أو يشهد بشيء و أن المبلغ المتبقي له سأدفعه و أزيد فقط يصمت و لا يتدخل في شؤون عائلية؛ و قد وافق)
ضيقت زوجته عينيها و اقتربت تسأله بترقب متحسر..
(هل حقا ستدفع له أربعة آلاف؟!)
تفتق شعور الخسارة من بين عينيه فهدر بحسرة..
(و ماذا ينبغي أن أفعل غير هذا لنحفظ سمعتنا بين الجيران؛ كانت خطبة نحس علينا من البداية)
و بالخارج...
أنزل كمال الهاتف بعيدا عن أذنه و التفت لأبي مهدي الذي سأله بتوجس...
(أ مازال مغلقا؟!)
اومأ كمال باستسلام لما يعتقد انه حدث من أبي إيهاب؛ فها هو الشاهد الوحيد على سرقته قد أغلق هاتفه و لا يعرف كيف يصل له؛ تنهد بصوت خافت و همس بصوت مثخن...
(ضاع حقك يا كمال)
رفع رأسه نحو أبي إيهاب الذي خرج من غرفته بوجه مكفهر يناظرهم بحدة حتى أردف أبو عاطف..
(السلام عليكم يا أبـ....)
رفع أبو إيهاب كفه في وجه الرجل يقاطعه بقوله الحاد
(لا سلام بيننا فأي سلام هذا و أنتم هنا تتهموني بالسرقة)
تدخل عبد الخالق بقوله المتأني ليلزم أبا إيهاب بالأصول
(وحد الله يا أبا إيهاب فنحن ضيوف بيتك و أنت رجل يعرف الأصول؛ أجلس و دعنا نسمع للطرفين و نتفاهم)
رمق أبو إيهاب كمال الذي يناظره بحدة و يقسم أنه لولا قيد كف أبي مهدي لانتفض كمال و أكله حيًا؛ لذا عاود بصوت هادر يصمم على رأيه..
(واضح أنكم تفهمون في الأصول فعلا فتصدقون ابن الأمس و أنني سرقته؛ و ماذا يملك كمال لأسرقه منه ألا تعرفون أنني تاجر لدي تجارتي و مالي؟!)
حاول أبو عاطف التدخل لكن أبو إيهاب قطع دبر الحديث بقوله الحاد بينما ينظر بتدني لكمال...
(لن أسمع المزيد من الترهات؛ و لأنني ابن بلد و أفهم في الأصول جيدا سأتكفل بالمبلغ الباقي لعمال النقاشة من جيبي رأفةً بحاله و ما يمر به هو و أهله)
هبَّ كمال واقفا فانتفض خلفه أبو مهدي يضع كفيه على صدره يلجمه بينما الكيل قد طفح فهدر كمال غير عابئا بفرق السن أو وجود الرجال...
(و هل تراني أمد يدي إليك لتحسن علي!!؛ أنا أطالب بحقي الذي سرقته مني؛ أنت و أنا نعرف جيدا أنك رجل كاذب مهما حاولت أن ترسم صورة محترمة أمام الرجال فهي ليست لك)
احتقن وجه أبي إيهاب فصاح يناطحه...
(و الله هذا هو العجب بنفسه؛ تقف في بيتي الذي دهسته مرارا و تحملناك فيه آكلا شاربا و تسبني)
اهتاج كمال فتعاون أبو عاطف مع أبي مهدي على تكبيله بينما يهدر بذهول...
(هذا البيت دخلته طالبا حلال الله و تعاملت معكم فيه بالحسنى كما ربياني والداي لكنك أنت من أكل لحمي و شرب دمي لأخر قطرة دون خوف من الله)
تلجلج أبو إيهاب و شعر أن زمام الأمور تكاد تفلت من يده فلجأ إلى حيلته الوحيدة و قام بطردهم دون اعتبار لأيًا منهم...
(من لا يحترمني فلا يدخل بيتي؛ ما عندي قلته و لن أقبل مزيدا من الحديث)
حدثه عبد الخالق بتعجب من سوء تعامله..
(لا يا أبا إيهاب ما عرفناك برجل يسيء لضيفه و نحن ضيوفك فلا يصح أن تطردنا؛ لسنا صغارا أمامك)
استكمل أبو إيهاب ما يفعله و هدر بينما يؤشر على باب شقته..
(الصغير هو من يسلم أذنه لولد في مثل عمر ابنه و يصدق افتراءه على رجل شريف مثلي)
غلت الدماء في عروق أبي عاطف فقال ناهيا هذا اللقاء الكارثي...
(إلى هنا و كفى يا أبا إيهاب و الله لن تطأ قدمي بيتك حتى يسترد الله أمانته؛ و أعلم أنك اخطأت في حقنا خطأ كبير)
ثم التفت لمن معه قائلا بحزم...
(فلنذهب من هنا و الله ربك نجدك منهم يا كمال يا ولدي)
تسمرت قدما كمال في الأرض و نظراته كسهام حارقة مسكنها عينيّ أبي إيهاب؛ حاول أبو مهدي تهدئته برجائه أن يذهب معهم من هنا فلا جدوى سيحصلون عليها؛ بالكاد تزحزحت قدماه لكنه توقف مجددا يوجه كلامه لأبي إيهاب؛ بحرقة قلبه و أمله المسفوك دمه أسفل قدميّه..
(استبحت سرقتي و افتريت علي ظنك بأنك ستخلد في الدنيا؛ لن أسامحك على ما فعلته بي و بأهلي فليبلع جوفك مالي علّه يكون زقومًا يحرق روحك)
رفع أبو إيهاب ذقنه عاليا بعناد ألا يرف له جفن مما يقوله كمال؛ تحرك كمال مع جاره بخطوات ثقال و هزيمة تُضاف إلى دفتر هزائمه...





... يتبع...







remokoko and egmannou like this.

AyahAhmed غير متواجد حالياً  
قديم 12-09-21, 09:06 PM   #288

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السادس





خرجت نادية من قاعة الامتحانات و قد تبدلت ملامحها كثيرا؛ باتت أكثر شحوبا و ذبولا؛ تحركت بخطوات شاردة كعادتها مؤخرا بين زملائها؛ لا تعرف من ترى أو ماذا تسمع فكل حواسها مرهونة للحزن؛ ما يقارب شهر قد مضى و ما وصلوا لحل يخرج أمها من أزمتها؛ حتى المحامي الذي تمكن كمال من ايجاده عبّر لهما صراحةً أن لا حل سوى الدفع؛ انتفضت شاهقة بخفوت حينما أوقفتها يد أروى فجأة؛ ناظرتها زميلتها بقلق فقالت بسرعة معتذرة...
(آسفة نادية لم أقصد اخافتك؛ ناديت عليك كثيرا لكنك لم تتوقفي)
ازدردت نادية ريقها ببطءٍ و قد زاد شحوبها فرفعت كفها تمسح فوق وجهها و تهمس بشفاه جافة..
(لم أسمعك يا أروى؛ هل تحتاجين شيء؟!)
شعرت أروى بالحرج فأسبلت أهدابها تناظر الكتب فوق ذراعها ثم قالت
(لا تبدين على ما يرام؛ لذا لا بأس سأراسلك على الإنترنت لتشرحي لي جزيئة لا أفهمها و أخشى أن يأتي منها سؤالا في الامتحان القادم)
ناظرت نادية كتب المادة الأخيرة في جدول امتحاناتهم فتفهمت حاجة زميلتها؛ رفعت عينيها نحو أروى التي سألت بترقب...
(سأجدك على "الفيسبوك" أم ستظلين غير نشطة لنهاية الامتحانات؟!)
تنهدت نادية بخفوت فهي و كمال يعيشان أصعب أيام حياتهما بعدما خسر وظيفته في المطعم و بات يبحث ليل نهار عن وظيفة جديدة؛ حتى وجد وظيفة عامل توصيل في مطعم للوجبات السريعة؛ إنهما يوفران بالكاد أساسيات الحياة و الإنترنت يندرج تحت بند الرفاهية؛ نظرت لأروى فقالت بتفهم...
(نعم لا يمكنني التواجد على مواقع التواصل حاليًا لذا تعالِ نجلس في مكان هادئ هنا لأشرح لك ما تريدين)
ابتسمت أروى بسعادة و أسرعت تتعلق بذراع نادية قائلة بشكر...
(لا أعرف كيف أشكرك يا نادية؛ المادة القادمة هي كابوس حياتي و أخشى أن أرسب بها لذا تمهلي علي و أنتِ تشرحين اتفقنا)
اومأت لها نادية بصمت و تحركت معها حيث مكان ظليل و هادئ داخل الحرم الجامعي لتشرح لها ما تريد.
قرب وقت العصر...
بعد عودتها إلى حيّها توقفت خطواتها أمام معرض الصباحي تناظره بعينين مرهقتين؛ الحل بيدها هي لمَ تخشى أن تنفذه؛ هل شقاء أمها بالهين عليها؛ لماذا تفضلين نفسك يا نادية بينما أمك آثرتك على نفسها؛ أنت سبب كل هذا فلتنهيه بالطريقة التي لا يتوفر غيرها؛ اغمضت عينيها و غصبًا ارتجف جسدها و هي تتجه نحو المعرض...
***
سحبت إلى رئتيها هواء الحرية بشوق؛ بعيدا عن السجن و جدرانه؛ بعيدا عن الذل و الهوان؛ تسارعت خطواتها في الشارع تود لو تحلق كي تصل الى ابنائها و تضمهما اليها بالقدر الذي يشبع خواء روحها؛ لكن خطواتها تباطأت و هي تنظر حولها للشارع الشبه مظلم بشكل يخيف؛ هواء الحرية النقي تحول لأخر ثقيل و هي تلمح أجساد بعض الجارات الواقفات على جانبي الشارع ينظرن لها باتهام؛ رفعت أمينة كفها الى صدرها بهلع من نظراتهن حتى صادفت وجه سعاد أمامها؛ هرولت إليها تناديها لكن الأخيرة رمقتها بلوم ثم اشاحت ببصرها عنها؛ امسكتها أمينة من ذراعيها تديرها اليها و تسألها بعينين مرتعبتين..
(أين أولادي يا سعاد؟؛ أين نادية؟)
هزت سعاد رأسها بحزن و همست بما ذبح روح أمينة..
(نادية!؛ بعتي ابنتك بالرخيص يا أمينة)
سقط قلبها بين قدميها و هي تهز رأسها نفيا و ترجع للخلف بصدمة جلية؛ نظرت حولها علَّ إحداهن ترفق بها و تخبرها أن ما تخشاه لم يحدث لكن نظراتهن تؤكد لها أنه حدث؛ حدث بالفعل و خسرت ابنتك يا أمينة و عندها صرخت بكل ما أوتيت من قوة؛ بلهفتها و وجع قلبها و ضمير أمومتها المكلومة على ضناها..
(نادية!!!!!!!)
ركضت كالمجنونة في الشارع تقصد بيت بعينه؛ تأكل الأرض تحتها أكلا لتصل لربما لحقت نادية؛ بل ستفعل فلن يطالها فتحي أبدا؛ توقفت بأنفاس تلهث أمام البناية المظلمة فدلفت تتلمس الطريق للأعلى؛ تقع و تنهض؛ كفاها ينجرحا فتكمل قبل أن تنجرح براءة ابنتها على يد رجل كهذا؛ وصلت الى الشقة المقصودة فوجدت بابها مفتوحا؛ دلفت بوجه مصفر و عينين جاحظتين و هي تصرخ باسم ابنتها..
(نادية يا ابنتي؛ أين أنتِ؟!)
تسمرت مكانها و صوت صراخ ابنتها المستغيث يعلو من غرفة في نهاية الشقة؛ هرولت الى الغرفة و وقفت أمام بابها تراقب الضوء المتسلل من شقوقها و صوت نادية يعلو بألمٍ دامٍ؛ توحشت نظراتها و هي تدق فوق الباب بقوة بينما تصرخ باسم ابنتها...
(نادية أمك جاءت لا تخافي؛ نادية يا قلب أمك أنتِ سأفتح الباب و أخرجك)
حاولت بكل قوتها حتى أدمت كفيها من شدة الضرب على الباب؛ رغم هذا لم يُفتح و لم يخبو صراخ نادية و لو لمرة؛ سالت دموع أمينة و هي تصرخ بتوسل....
(نادية لا تستسلمي له و الله سأفتح الباب)
و فجأة توقف الصراخ و كأنه لم يكن و بدأت تسمع خطوات ثقيلة تقترب من الباب؛ دقات قلبها تعلو بجنون حتى شعرت بشيء حاد يطعن قلبها قبل أن ينفجر خلف ضلوعها و هي ترى ما ترى بعدما فُتح الباب؛ شهقت بصدمة تناظر ابنتها بقميص نوم ممزق لأشلاء لا يستر من جسدها شيئا؛ انفرجت عيناها بهلع و انسكبت دموعها و هي تناظر نادية المصعوقة مما أصابها؛ ثوانٍ و استوعبت ابنتها ما حدث فصرخت بصوت مبحوح و هي تبكي...
(لقد ضحيت بنفسي لأجلك لكنني لم أتوقع أن تكون التضحية مخيفة و كبيرة لهذا الحد)
اقتربت أمينة منها بجزع فانتفضت نادية و ابتعدت للخلف بينما تناظرها بألم...
(لا تلمسيني لا تفعلي؛ أنتِ السبب كل هذا اصابني بسببك)
هزت أمينة رأسها بقهر مرير و هي تناظر جسد ابنتها المنتهك فجاءت كلمات نادية كاويات يحرقن القلب...
(لن أسامحك أبدا؛ لن أسامحك أمي)
همست أمينة بصعوبة ترجوها أن تدعها تقترب لتضمها اليها...
(نادية!!)
لكن نادية هي من اقتربت بيد ملطخة فضربت فوق صدر أمها؛ فوق قلبها مباشرةً حتى تلطخ بالدم ثم قالت بدموع مقهورة...
(هذا القلب الذي جاورته تسعة أشهر فليجاور دمائي الآن ليبقى أثرها معلقا به و يشعر كما أشعر من وجع؛ فليتذوق طعم فجيعتي و يتألم لما أصابني)
جعدت أمينة ما بين حاجبيها بوجع رهيب و كأن حقا دماء ابنتها سلاسل من نار احاطت قلبها و تكويه؛ وضعت يدها فوق صدرها و انكمشت على نفسها و قد بدأت أنفاسها تثقل؛ سقطت أرضا و هي تشهق في محاولة لاستنشاق الهواء لكن الأمر لا يجدي؛ اوشكت عيناها على الغروب و كان أخر ما تراه صورة نادية الكارثية...
(ابتعدن من حولها دعنّها تستنشق الهواء)
(لا حول و لا قوة إلا بالله المرأة وجهها شحب للغاية)
(مسكينة منذ جاءت الى هنا و هي تعاني الكوابيس لكن يبدو هذه المرة خطيرة)
صوت النساء حولها يتداخل مع وعيها المشوش فيوصل لها رسالة واحدة أن ما رأته كان كابوسا؛ كابوس يا أمينة و ابنتك بخير؛ اغمضت عينيها دون رغبتها و لم تتمكن من سماع صراخ النسوة حولها و هنَّ يهرولن الى بوابة الزنزانة يضربن عليها و ينادين العساكر يبلغنهم بأن هناك امرأة تحتضر...





... أنتــــــــــ الفصل ــــــــهى...











remokoko and egmannou like this.

AyahAhmed غير متواجد حالياً  
قديم 12-09-21, 09:48 PM   #289

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

مخلصه الفصل بالأسعاف يا عواتف😇
كمال خلااااص استوى اكتر من البرقوق يا بنتي 😂
الهي تنكلب يا فتحي وتيجي تجري كده في الشارع زي الكلاب العاديه ديلك يطلع طويل تتكعبل فيه تقع على وشك تتكسر سنانك لا تعرف تاكل ولا تتهبب وبطنك تنشف وتموت
المعرفه والمصالح بتاذي ناس كتير اكتر من شخص واحد مستفيد منها
بس لكل مظلوم دع ه ليس بينها وبين الله حجاب 😭

remokoko likes this.

م ام زياد غير متواجد حالياً  
قديم 12-09-21, 10:28 PM   #290

اميرة الحدائق

? العضوٌ??? » 491282
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » اميرة الحدائق is on a distinguished road
افتراضي

يااااربي ايه الو جع ده
مافيش رحمه
ابو ايهاب ده مافيش ذره ضمير
بجد بجد قلبي مخلوع علي كمال وعيلته
اهنيكي حبيبتي علي فصل روووعه بطعم الوجع

remokoko likes this.

اميرة الحدائق غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.