07-08-21, 01:40 PM | #44 | ||||
كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء
| السلام عليكم و رحمة الله النهاردة الساعة 7:30 مساءً بتوقيت مصر حتنزل مقدمة صغيرة و غدًا بإذن الله موعدنا مع الفصل الأول الساعة 8 مساءً و عليه سيتجدد لقاؤنا كل أحد في تمام الثامنة مساءً بتوقيت مصر إن شاء الله. .. دمتم بخير.. | ||||
07-08-21, 08:24 PM | #46 | ||||
كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء
| ...المقدمة... هواء الليل البارد دومًا كان سببًا في رجفة البدن؛ خاصةً و هو يتسلل من حولك ليحتل المكان بأكمله؛ و إن أغلقت كل الأبواب و النوافذ لا فرار منه بل هو قائم ما دامت الشتاء قائمة؛ و هذا ما يشعر به الآن و هو خلف عجلة القيادة يناظر الطريق الشبه مظلم بعدما انتصف الليل و خلت الشوارع؛ رغم ارتدائه لملابس ثقيلة و تدفئة جسده جيدًا إلا أن البرودة لا ترحل؛ ربما لأنها برودة روح لا جسد و حينما تتعرى الروح و تبرد لن يُدفئها شيء أبدًا.. رفع كفه الأيسر يفرك عينه اليسرى ليزيل النعاس عنه و ينتبه لطريقه؛ عليه أن يكون يقظًا طوال ساعات دوامه حتى لا يخسر "عمله" الذي بالكاد تأقلم عليه... زفر ببطء قبل أن يتحسس المصحف الصغير في جيب معطفه و الذي منحته له والدته منذ زمن مستبشرة بوجوده معه؛ سحب نفسًا مطمئنًا بعدما لمس دفء أمه؛ حينما تراءت له خيالات لأشخاص على الطريق أبعد كفه عن المصحف و عاود الانتباه للطريق؛ و كان مُحِقًا فها هما زبونان ينتظران سيارة أجرة؛ و أخيرًا بعد ساعات طويلة من التنقيب عن زبائن ليُدخِل جيبه نقودًا يعود بها لصاحب السيارة و يأخذ حصته قد وجدهم؛ أوقف سيارة الأجرة بالقرب منهما بعدما أشارا إليه فتقدما نحو السيارة يفتح كل منهما بابًا ليجلس واحد جوار السائق و الآخر يختار المقعد الخلفي مع حقيبة سفر جلدية رثة؛ وزع انظاره بينهما ليطرح سؤاله المعتاد لكل زبون (إلى أي وجهة؟) جاوبه الجالس جواره بهدوءٍ بينما يدلك كفيه من البرد... (الطريق الصحراوي...) ضيق عينيه قليلًا بتوجس و قد تلكأت أصابعه على عجلة القيادة فأوضح من يجلس جواره بشيء من التفصيل... (أعرف أن المسافة بعيدة عن هنا لكن زوجة أخي تلد في بلدة أهلها و علينا أن نسرع؛ و لا تقلق سندفع لك ما تريد و أزيد) هز رأسه متفهمًا و قد لانت أصابعه ليتحركوا بخفةٍ على عجلة القيادة و يشتغل محرك السيارة بينما يقول... (لا بأس؛ توكلنا على الله) حبت الراحة إليه تدريجيًا على مدار طريقهم الطويل؛ الرجلان يبدوان طبيعيين جدًا فلا ضير من مسافة تُقدّر برحلة سفر صغيرة ربما هذا عوض الله عن ليلة فقيرة كاد يعود لصاحب السيارة خالي اليدين فيها؛ بالتأكيد إنها تدابير الله؛ انتبه لصوت الرجل جواره و هو يطلب بصوت عادي... (أذهب من هذا الطريق...) دقق النظر جيدًا أمامه مستغلًا كل ما تجود عليه به إضاءة الأعمدة الكهربائية المصفوفة على جانبي الطريق؛ و إن كان معظمها معتمًا تالفًا لا يعمل إلا أن القلة القليلة منها كافية ليرى إلى أين يطلب الزبون أن يذهب!؛ عادت أصابعه تتشنج مجددًا فوق عجلة القيادة ليتساءل بعدم فهم متحفز... (إلى أين تريدني أن أذهب؟!؛ هكذا سنخرج من الطريق و ندخل الصحراء!!!) صدر صوت الرجل الجالس بالخلف يقول بنبرة خشنة... (و هذا ما نريده و ستفعله) زادت ضربات قلبه و ما يحدث لم يعد يحتاج مزيدًا من التكهنات فهتف بحدةٍ فيهما بينما كفاه يرتخيان عن عجلة القيادة ناويًا إيقاف السيارة... (أنتما إلى هنا و انتهى طريقكما معي؛ انزلا بالذوق و...) تيبس لسانه بجزعٍ حينما شعر بآلة حديدية توضع خلف رأسه مباشرةً و صوت الرجل بالخلف يعلو بتهديدٍ... (إن أوقفت السيارة هنا سنفرغ طلقات هذا المسدس في رأسك و سنأخذها في النهاية؛ لذا أسمع و نفذ ما نقوله كي تخرج حيًا الليلة) ابتلع ريقه بصعوبة و قد بلغ خوفه أقصاه؛ أصابعه ارتعشت بقوةٍ ففقد السيطرة على حركة السيارة لثوانٍ قبل أن يقترب منه الرجل جواره و يتمسك بعجلة القيادة يجبره أن يقود في الطريق الذي طلباه... يشعر أنه مكبل رغم أنه ليس مربوطًا؛ إنه الشعور بالخوف؛ و كأنك جثة هامدة يحركها الناس كيفما يشاؤون؛ أنفاسه تعلو كلما توغلت السيارة داخل الصحراء المظلمة؛ و كلما حاول التصدي لهما بأي شكل و لو بسيط يشعر بفوهة المسدس تخترق جمجمته؛ لم يملك حيلة سوى أن يتحدث بكل ما يدور في باله علّهما؛ "ربما" يرفقان به (ليس معي إلا نقودًا زهيدة لن تنفعكما؛ و هذه السيارة ليست ملكي و الله أنا فقط أعمل عليها؛ إن حدث بها شيء سأتكفل بتعويضه أنا؛ بالله عليكما أتركاني أرحل) زجره الرجل جواره بحدةٍ آمرًا... (أوقف السيارة؛ هيا) عاود ينظر حوله فلم تشفع له قوته البصرية فالظلام حالك؛ عاندهما و رفض أن يتزحزح من مكانه حتى لكمه الرجل المجاور له بحدةٍ في جانب وجهه فأُصيب بالدوار؛ خرج الرجل الجالس بالخلف يجرجر حقيبته الرثة و يتوجه إلى باب السائق ليفتحه و يتشبث بملابسه ساحبا إياه بقسوة للخارج؛ و حينما لمست قدمه الأرض أدرك في هذه اللحظة أنه هالك؛ إما يقتلانه أو يسرقان منه السيارة و هذا ليس شيئًا هينًا؛ ماذا سيقول لصاحبها الذي يحاسبه على كل لتر بنزين مفقود و ما جناه مقابله من نقود؛ سيدفع ثمنها بالتأكيد و هو لا يملك ثُمن حقها حتى!؛ تحامل على شعوره بالدوار ليثبت أقدامه أرضًا و يقرر أنه يا قاتل يا مقتول الليلة... كان مستميتًا في دفاعه عن سيارة الأجرة؛ مستخدمًا جسده اليافع و غريزة البقاء بداخله؛ تحمل ضرباتهما القاسية و استخدامهما لعُصّي غليظة كانت في الحقيبة الجلدية؛ لكن طاقة تحمله خارت و جسده يستغيث به منه؛ لم يشعر متى تلقى ضربة عنيفة على رأسه فتأوه عاليًا لتتراخى قدماه و يسقط أرضًا يصرخ ألمًا؛ و بعدها رافق صراخه صراخ جديد أشد قوةً و أكثر وجعًا؛ لقد تكالب عليه الرجلان بعُصّيهما يضربان ساقه اليمنى دون رحمة كي يصيباه بالعجز عن الوقوف مجددًا و إبطال خطتهما في سرقة سيارة الأجرة؛ و بعد لحظات من الصراخ و التوسل تركاه يضرب الأرض بكفه حتى أدماه من شدة الوجع الذي يفتت عظامه و ركبا السيارة راحلين؛ تاركين خلفهما شابًا حطموه بكُلِ السُبلِ؛ و من يدري ماذا سيكون مصيره هنا في هذه البقعة النائية؟!... غدًا في تمام الثامنة مساءً سيكون موعدنا مع الفصل الأول ..دمتم بخير.. | ||||
07-08-21, 08:31 PM | #47 | |||||
مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... هل هذا الموعد الذي تم اعتماده ؟ بانتظار ردك.... | |||||
07-08-21, 09:19 PM | #50 | |||||||||||
مصممة في قسم وحي الاعضاء
| ياربي على وجع القلب يا أية مسكين بطلنا موقفه مرعب وصعب جدا .. حسيت برعبه وهم يجبرونه على الانحراف من الطريق الصحراوي بداية قوية يا أية ما شاء الله على جمال سردك وحلاوة كلماتك وقدرتك على إيصال المشاعر للقارئ بسهولة .. موفقة يا رب وان شاء الله متابعة معاك للنهاية في انتظار الفصل الأول بكل حماس 👏👏👏👏👏❤️❤️❤️❤️❤️❤️👏👏👏👏👏👏 | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|