آخر 10 مشاركات
راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          176 -البَحث عن وهم ..عبير القديمة ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : Shining Tears - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          145 - وشم الجمر - ساره كرايفن - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] انتَ غرامي وجنوني للكاتبه : @@الجوري-22@@(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4011Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-08-21, 01:25 AM   #111

عنود الصيد
 
الصورة الرمزية عنود الصيد

? العضوٌ??? » 53445
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 295
?  نُقآطِيْ » عنود الصيد is on a distinguished road
افتراضي


تحمست كتير مع الحكاية ننتظر التكملة

عنود الصيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-21, 02:46 AM   #112

amani*taha

? العضوٌ??? » 450106
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » amani*taha is on a distinguished road
افتراضي

فصل بجننن 💗💗💗💗
بداية ال و فضة و شرارة الجنون بينهم 🔥🔥🔥 يا تري فضة لاوين اخدت ال متحمس حلو انه حتي تمرد فضة ترجع فضة القديمة فضة القوية قبل الكسر بس يا تري شو منتظرها راحتها مع علي لاوين ممكن توصلها بدي اعرف متي علي رح يفهم انه بشر ما يستاهل اي انتقام و اي حقد و ذنب و انه يمكن هو ضحية أكثر منه و تعذب بذنب اختفائه متأكدة رح يجيء وقت ال يندم كل اللي رح يعملوا 💔💔💔💔 فداء شو توجعت عليها من جهة غدر صديقة الخا&ئنة و ابتسامة الخب&يثة و من وجع قسوة ادم و اهانته الها و كسرتها ادام نفسها و مشاعرها واضح لجين محتاجة تتعرف ع ال حتي يريبها صح او يرسلها طرف ثاني 😂😂😂😂 هاي كسرت و وجعت تؤامه اغلي حدا ع قلبه ياريت يعرف ال باللي صار و ياخد حقها من لجين 😪😪😪😪 ، صفية تعجبني قوتها هي تواجه سيف اللي شافها قليلة عليه و من حقها تكمل حياتها مع شخص يحبها و اختارها تكون شريكة حياته بس واضح سيف خطر و عم يخطط شيء كبير الله يستر مشكلة تحسي ادم هو طرف زايد بالعلاقة بينهم و ما اله مكان بينهم 💔💔 عزيز شو فرحت اله هو يعترف مشاعره لليث عن حبه غالية و كيف طلب يدها ما حبيت طريقة وصف ابوه عزيز عن مرض غالية و وضعها الصحي حتي لو كان كلامه صح بس لازم شوي يراعي انه مرض مش بيدنا اليوم انسان سليم بصحته بكرا مريض و جسمه مهدود من مرض اللهم عافينا يارب العالمين 💗💗💗بس اكيد ابوه عزيز مش رح يتركه يتهني بس الغريبة كيف ابوه واثق انه رح ينفذ وعده 😓😓😓 ، ليث بين نار الوجع انتقامه او خياله فضة بليالي بنفس لحظة ليالي و لهفتها اي تعامل بسيط من ليث ناحيتها 💔💔💔 بس اللي متأكدة منه هي تخفي شيء كبير ع ليث لهيك خايفة تحكي يروح يعاقبها او ياخدها بذنب أخوها 💔💔💔 يسلمووو و كثير حبيبتي فصل حلو و بانتظارك ان شاء الله 💗💗💗💗


amani*taha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-21, 05:32 PM   #113

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

شكل علي ناوي نيه سووووده وفاكر ان هيلعب مع اخوه عن طريق سيلفر ما يغرفش ان سلفر ماحدش يعرف يلعب معاها وخاصة بعد ايلي حصل لها ما بقاش عندها استعداد تسيب نفسها لحد فتتوجع تاني
بس همه الاتنين وجعهم واحد الا وهو الخذلان
ليث اتربي علي انه يبفي راجل عشان كده مش قادر يتعامل مع اخت عدوه باي شكل غير ايلي اتربي عليه
عزيز وابوه خيوطهم متلعبكه وكل واحد فيهم بيسيب الحبل للتاني عشان كل واحد ينول ايلي عاوزه لكن هل هيقدر عزيز يفلت من خطة ابوه
لجين مهما كانت بتخاف علي صحبتها الا انها مش من حقها تعنل كده وتستغلها كده
بس في ظني ديه عمايل واحده حقوده بتغير من صديقتها
تسلم ايدك يا جوجو علي الفصل وشوية البهار ايلي عند فضه وعلي 🥴😂


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-21, 06:39 PM   #114

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

والله البدايه بين سلفر وال ما بطمن وخصوصا في اشي مشترك بينهم الجنون فضه ما بلومها ع جنونها لانو اللي عاشتو ما حدا بيقدر يتحملو رغم اننا لسا ما عرفنا التفاصيل وعلي اذا كان ناوي يلعب ع سلفر ميشان يوقع بشر فهو غلطان لان ما بتفرق عندو شيء سلفر اما غاليه شو راح تعمل مع موقف عزيز وهل سوف توافق عليه وعزيز هل سوف بعد ذالك يعمل مثل ما ابوه متوقع لسا الغموض محيط بالروايه بس بجد جميله وسردك وحواراتك رائعه يسلموا الايادي ناطرين الباقي ع نار

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-09-21, 01:03 PM   #115

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل رائع تسلم ايدك هاجر
منها لله لجين اللي عملته في فداء يدل علي ح قد وخ س ة


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-21, 09:06 PM   #116

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مساء الورد هنزل الفصل حالا ❤️❤️

الفصل السادس

( قرب الفجر )

تراقب دخوله إلى بيته دون أن يصدر صوتًا واحدًا مبتسمًا على غير عادته ووحده يعلم سر هذه الابتسامة !
ابتسامة من حظى بظفر جديد .. !
اقتربت منه تنبهه لوجودها فتأملها بعينين ساكنتين ..
تملك نفس العينين الكريهتين كأخيها تمامًا لكن نظرتها هي مختلفة .. !
عيناها عاشقة بخضوع واستسلام ..
ملامحها و لغة جسدها تتمنى رضاه ..
ابتسامتها التي تقابله بها في كل مرة ابتسامة امرأة ترضى بأقل من الفتات ..
وهي كذلك بالفعل !
" ألم تنامي بعد ؟!! "
همهم بسؤاله وهو يُعيد غرتها المصبوغة بالأحمر للوراء فأغمضت عينيها الزرقاوتين بانتشاء غريب إثر لمسته ثم أجابته بهمس خفيض :
" انتظرك "
تراجعت اللمسة الإنسانية عن ابتسامته ليغمغم بشفتين ملتوتين :
" كنت اتفادى كلاب سفيان "
زفرت چين بضيق ثم تمتمت بعينين ضجرتين :
" ألن تنتهي هذه الحرب بينكما أبدًا ؟!! "
ضحكة مستهزئة كانت أبلغ جواب على سؤالها الساذج مثلها ثم ألقى نظرة خلفها نحو غرفته المفتوحة بينما استطردت چين بخوف فطري التمع في حدقتيها :
" لو علم هو أو أبي أنني أبقى معظم الليالي هنا سيـ..... "
قاطعها آل بإغواء وهو يلمس وجنتها بطرف سبابته :
" ندمتِ ؟!! "
وكمدمنة لقربه أمسكت بكفه تقبل راحته بحرارة شديدة ثم همهمت بعينين عاشقتين حد الهوس :
" الشيء الوحيد الذي اندم عليه هو تلك الأيام التي لم أحياها بقربك "
التوت شفتيه بابتسامة راضية ثم غمغم ببطء وخفوت وكأنه يختبرها :
" حتى لو أخبرتك أنني أخطط للتخلص من سفيان ! "
رفعت جين عينيها بجزع وابتعدت خطوة عفوية للوراء فضحك آل قائلاً بمرح مخيف :
" أنا أمازحك يا چين "
لم ينقشع الخوف عن نظراتها بينما عقبت بمرح زائف وصوت مرتجف :
" لقد صدقتك للحظة "
ضحك آل مرة أخرى ثم أشار لها حتى تقترب ففعلت بلا ذرة تردد ليحاوط خصرها بذراعيه هامسًا أمام شفتيها المطليتين بالأحمر القاني :
" اشتقت لكِ "
ابتسمت وومضت عيناها بألق كبير وكأنها حصلت على اكبر غنائمها فمال آل وقبلها بنعومة شديدة ثم تركها هامسًا بخفوت مغو :
" موعدنا غدًا بعد منتصف الليل "
نظرت له بصدمة تبعها إحباط واضح بعد أن أبتعد عنها انشات بسيطة ينظر لأثاره على شفتيها بتلذذ ثم همس بما جعل الإحباط يتحول إلى ابتسامة ساحرة كانت لتغوي أي رجل سواه :
" ارتدي لي ثوبك الأسود ذو الكتف الواحد العريض وأطلقي شعرك "
زفرت چين برغبة واضحة ثم أومأت له بخضوع لتقترب منه بعدها تقبل شفتيه بوداع ثم تأخذ حقيبتها وتغادر مكتفية بوعده لها هذه الليلة .
بعد رحيلها خلع آل قميصه الأسود وحزام سرواله وحذائه ثم دخل إلى غرفته بهدوء شديد وصفاء ذهن
يستلقي على جانبه جوار جميلته النائمة يحدق في ملامحها للحظات قبل أن ينقلب على ظهره يستعيد ما حدث بينه وبين البرية منذ يومين بذهن متقد .
جنون قيادتها وكأنها تطير نحو المجهول ..
نظراتها المشتعلة نحو ما لا يراه غيرها ..
بأسها الشديد وهي تحكم على جسدها بالتماسك ورفضها لرجفته ..
غريبة الأطوار فعلا كما يدّعون !
مجنونة ،تحارب شبح لا يراه غيرها وهذا ما يجعل منها الفريسة الأمثل لخطته ..
اعتلت ابتسامة ماكرة ثغره وهو يتذكر وصولهما إلى الشاطئ بعد قيادة لوقت ليس بقليل ..
وقوفهما الأخرس أمام الموجات المتلاطمة و الذي اكتفى هو به كبداية قبل أن يزداد جنون تلك البرية فتخلع حذائها وتقرر شق طريقها بين الأمواج العاتية .. !
ليلة شتوية بامتياز ..
طقس صافع للجسد بشدة برودته ..
وأمواج عالية كفيلة بابتلاع مقطورة كاملة !
وتلك المجنونة التي كانت تتنزه بين الأمواج بخطوات مترنحة غير مبالية بلسعات البرد ولا ضربات الموج القاسية .
عيناها زائغتي النظرات وكأنها لا تعي ما تفعله أو تقبع أسفل حطام وألم لا قِبل لها بهزيمته بشكل آخر
وقف يراقبها وهي تتلقى ضربات الموج الأزرق وعيناها تطالع السماء ليشتم آل بعنف ويخلع حذائه ويتبعها حين غطست برأسها وكامل جسدها فاختفت عن ناظريه على حين غرة لدقائق
تبًا لها هل قررت الانتحار ؟!!
هل أتت به كل تلك المسافة حتى تبليه بموتها ؟!!
لكن قبل أن يصل لها بثانيتين وجدها ترفع رأسها غافلة عن وجوده ورائها تشهق بصوت مرتفع بعد أن أعلنت رئتيها عن حاجتهما الضارية للأكسجين لتشق فجأة صرخاتها الصمت الثقيل الذي كان يحيط بهما ..
صرخة تليها صرخة تليها أخرى
صرخات متتالية اوقدت في قلبه نارًا حينما امتزجت بصرخات أخرى قُتلت صاحبتها أمام عينه !
صرخات قهر ووجع وانهزام ووحدة وغضب ..
صرخات أجبرته على الالتصاق بها ليصرخ في أشباحه التي هاجمته على حين غرة :
" Enough "
صوت لهاثه امتزج بصوت لهاثها واخفاهما صوت الموج !
نظرتها المقهورة امتزجت بمثيلتها عنده واخفاهما الظلام !
شديدا القرب حد الالتصاق
شديدا التشابه حد التطابق
لكن الظلمة والضوضاء تفرق بينهما فلا يميز أحدهما وجود الآخر حوله وكل منهما منغمس في ملكوت يخصه .
وفي لحظة واحدة انقشعت الفقاعة التي جمعتهما لوقت قصير جدًا حين التفت فضة فوجدته ملتصق بها فصرخت برعب وتحركت بلا حذر فسقطت على ظهرها ليبتلعها البحر بلا رحمة
وجد آل نفسه يغوص ورائها ويخرجها بسرعة وسط تخبطها وهسترتها الواضحة
كانت تحارب كفاه الممسكان بها بشراسة شديدة ولسانها لا يكف عن الوعيد من وسط سعالها ..
اسندها عنوة حتى وصلا إلى الشاطئ من جديد فتركها دون أن ينطق بحرف ليراها في عينيها قبل أن تتجه نحوه بجنون وترفع يدها بنية لطمه ليمسك بكفها بسهولة فيما يتمتم باستفزاز :
" تملكين اسلوب شكر غريب يا سيلفر "
ليحرق كل خلايا التعقل التي تملكها حين قلب كفها بين يديه وقبّل ظاهره بلباقة وعيناه تسخران منها فصرخت فضة بجنون وهي تشد ذراعها منه دون أن يتركها :
" لا تلمسني يا حقير "
ظل آل ممسكًا بكفها غصبًا وهي تحارب للخلاص إلى أن افلتها مرة واحدة فسقطت مرة أخرى على ظهرها تتألم بينما ظل هو واقفًا مكانه كالمارد ليتمتم بصوت عميق بعد لحظات بسيطة :
" تملكين طاقة غضب ستحرقك يومًا ما إذا لم تحسني توجيهها "
لم ترد فضة عليه و رمقته بكره جلي ثم نهضت تنفض عنها الرمال وتحركت إلى دراجتها النارية من جديد فهتف آل في إثرها بنبرة مرحة وكأنه يصرف عنه اشباحه الخاصة بمشاكستها :
" هذا أول أسرارنا سيلفر ويسعدني تشارك المزيد معك "
لم تلتفت إليه وركبت دراجتها لتعود أدراجها بينما اتبعها هو من بعيد ورآها من نافذة السيارة تدخل الى البيت بجسد ينتفض .
أدار عينيه في الأرجاء يتأكد من خلو المكان من أي متتبع ليدير سيارته ويرحل بدوره بعد أن أخرته البرية عاشقة المغامرات بما يكفي .
ومنذ تلك الليلة لم يلتقيا بشكل مباشر ..
فهي وكما توقع سقطت أسيرة حمى شديدة هاجمتها بشراسة وهو لم يعود إلى البيت منذ أن سافرت فداء إلى ذلك المؤتمر الذي ثرثرت عنه كثيرًا من قبل
صوت خافت انتشله من بين أفكاره فنظر إلى من فتحت عينيها ببطء ونعاس ثم ميزت وجوده جوارها فابتسمت ومدت كفيها الصغيرين نحو وجهه تتحسس وجنتيه وهي تضحك بجمال أخاذ وتناغيه ببراءة فضحك بدوره ومال يقبل كفيها ويدغدغها بذقنه ثم سحبها إليه يضعها على صدره فتصدر بعض الأصوات الضاحكة قبل أن تتمتم بحروف متقطعة ناعسة :
" بّابّا "
فتلمع عيناه بعاطفة قوية ويضمها إليه أكثر هامسًا بخفوت شديد وكأنه يفهم ما تقوله رغم صغر سنها :
" وبّابّا أيضًا اشتاق اليكِ يا قلب بّابّا "
********
( صباح اليوم التالي )
أوقف سيارته أمام المكتبة التي يعمل بها ظاهريًا ثم لمحت عيناه سيارة معتصم فالتوت شفتيه بشبه ابتسامة فاخرج هاتفه وطلب رقمها الذي يحتفظ به عنده ونزل من السيارة بشكل طبيعي ليأتيه صوتها الناعس وكأنها لم تنظر إلى الهاتف قبل أن تجيب :
" صباح الخير "
فيرد عليها بنبرته الهادئة التي يدرك جيدًا أنها تثير في قلبها الرعب :
" Good morning my cousin "
ابتسم وهو يدخل إلى مبنى المكتبة حينما وصله صوت شهقتها لتسأله بعد لحظات باضطراب :
" ماذا تريد ؟!! "
" أخبريني أنتِ عن ما تريدينه أنتِ والسيد روميو خاصتك "
" ماذا تقصد ؟!! "
جلس آل خلف مكتبه ثم تمتم بصوت مبتسم :
" أقصد أنني إذا لمحت سيارته حولي من جديد سأضطر لتولي أمره "
وصله رعبها كاملًا حينما هددته بصوت مرتفع :
" إياكِ أن تقترب منه وإلا قسمًا بالله سأخبر الجميع بكل ما اعرفه عنك "
" مممم .. وما الذي تعرفينه عني بالضبط يا ابنة خالتي العزيزة ؟!! "
هتفت لقاء مرة أخرى بجنون الخوف :
" سأخبر الجميع كيف تعرفت عليك وعن حقيقة عملك وعن كل شيء "
ابتسم بمكر ثم سألها ببطء ساخر :
" أخبريني أولاً ماذا كان اسم ابنة هذا الرجل ؟!! ... لقد نسيته "
تجمدت لقاء موضعها للحظات قبل أن تصرخ بعجز :
" انت ما الذي تريده بالضبط ؟!! "
هز آل كتفيه و قد أدرك أنه وصل لمراده فقال ببساطة شديدة :
" طلبين صغيرين .. اولهم أنني لا اريد رؤيته مرة أخرى في الارجاء لأنه يصيبني بالغثيان "
وصله صوتها المكتوم وهي تتمتم باستسلام :
" حسنًا .. والثاني ؟؟! "
أجابها بصوت مرح :
" I want to see you soon "
" ماذا ؟!! "
اختفى المرح وحل مكانه الأمر الصارم :
" قلت اريد رؤيتك في اقرب وقت ، الأمر بدأ يثير ارتياب البقية .. ستأتين إلى منزل خالتك في اقرب فرصة حتى نتعارف يا ابنة الخالة "
أغلق هاتفه دون أن يسمع ردها ثم نهض يصنع لنفسه فنجان قهوة وأخذ وقته كاملًا قبل أن يتحرك بسكون شديد نحو اقرب نافذة للمكان ممسكًا بفنجانه يرتشف منه بتلذذ فيلاحظ اختفاء سيارة الآخر فيبتسم مدركًا أنها قد نجحت فيما أمرها به واستطاعت التأثير عليه
فهو لا ينقصه من يبحث عن بطولة لنيل اعجاب حبيبته ..
ابتسم ثم ناوشت ضحكة خفيفة شفتيه
ما أسهل التحكم في البشر !
هي نقطة ضعف واحدة وتختفي كل الخيارات ولا يبقى الا الخضوع ..
وهو ما عليه سوى البحث عن مدخل كل شخص حتى يصل إلى مراده .
تنهد برضا وهو يفكر أن يكفيه سفيان وترصده
اعتلت ابتسامة ماكرة ثغره وهو يفكر في موعده الليلة في قصر هارون الديب ..
ستكون ليلة ملحمية بكل تأكيد بعد أن علم هارون بما أوشك الأبله ابنه على ارتكابه وإنقاذه هو للموقف !
" تنتظرك ليلة مدوية يا سفيان "
غمغم بها ضاحكًا بسخرية ثم أخرج هاتفه يبحث عن رقم فداء و إحساس غريب يداهمه و يخبره أن نصفه الآخر ليست بخير .
*******
بعينين انطفأت لمعة البراءة التي كانت تميزهما ليحل محلها برود مخيف كانت فداء تركب الحافلة استعدادًا للعودة ..
جلست دون أن تنظر إلى بقية زملائها اللذين كانوا يثرثرون بمرح عن احداث المؤتمر ويلتقطون الصور التذكارية يخلدون بها ذكراهم في هذا المكان .
نظرت من النافذة الزجاجية جوارها فلمحت لجين التي كانت تمرح مع فتاتين آخرتين وتلتقط معهن الصور بسعادة غامرة !
غريب أمر النفوس ..
البارحة فقط كانتا اعز صديقتين أو هكذا ظنت واليوم ما ابعدهما عن بعضهما !
البارحة كان هاتفها يضج بصورهن في كل مناسبة جمعتهن سويًا ..
يضج بالرسائل المتبادلة بينهن بلا توقف ..
حتى أنها موقنة أنها ستشعر بالغرابة والفراغ الشديد بعد أن لغت لجين من روتين يومها .. !
صديقتها الوحيدة التي ما كانت صديقة ..
بل كانت أقرب أفعى .. !
التفت من وراها وآذتها كما لم يفعل أحدًا وحين واجهتها صُعقت ببرود نبرتها وهي تهمهم بأنها كانت تحاول المساعدة في تحريك المياه الراكدة بينها وبين الآخر !
لكنها رأتها في عينيها ..
رأت حقد غريب لم تفهم له سببًا ..
رأت ابتسامة شامتة في بكائها و كسرتها مما قاله لها آدم ..
رأت سعادة ملطخة بدموعها وقد تدمر يومها الذي كانت تنتظره بأسوء شكل ممكن
لقد تقصدت فعلها ليتحول يوم نجاحها الى ذكرى مريرة لن تنساها ابدًا !
أصابت هي حين شبهتها بأفعى ..
أفعى التفت حولها ببطء ونعومة حتى آمنت لها ثم لدغتها على حين غرة وبلا ذرة تردد .
لمعت عيناها بالنفور حين تقابلت نظراتهن للحظة و بدورها أدارت لجين ظهرها إليها تتجاهلها بابتسامة واسعة وكأنها تحاول استفزازها فتجاهلتها فداء وقلبها يئن داخل صدرها بعد الإذلال الذي تعرضت له على يد آدم .
في عمرها كله لم تتعرض أبدًا لمثل هذا الموقف !
في عمرها كله لم تُهان مثلما أهانها !
نظراته المحتقرة بازدراء لا تفارق عقلها و تهديده لها ببِشر يقتلها خوفًا ..
فهي لن تستطيع أبدًا خداع بِشر وإنكار مشاعرها أمامه وهذا تحديدًا ما يدينها !
أنها تعلقت بوهم ..
وهم تحول لذنب سيطاردها خزيه لما بقي من عمرها .
رن هاتفها فاستقبلت المكالمة دون أن تنظر إلى اسم المتصل فيأتيها صوت توأمها الذي وكأنه شعر بما تعانيه فيسألها بنبرة مندفعة بعض الشيء :
" هل أنتِ بخير ؟!! "
فتتساقط دموعها رغمًا عنها ثم تهمهم بصوت حاولت جعله متماسكًا لكنه خرج مختنق :
" سأصل بعد ساعتين أو ثلاث على الأكثر "
لتستطرد بعدها بهمس باك :
" أحتاجك "
********
" عزيز ! .. صديقك ! "
تغمغم بها سعادات بتعجب واضح فيهز ليث رأسه بصمت لتعاود وتتمتم مرة أخرى بعينين متوهجتين وإن كانت نبرتها لا تزال قاسية و جافة :
" هل أنت متأكد أن ابن جاد الله يرغب بها ؟!! "
رفع ليث حاجبيه مستغربًا التغيرات التي حلت على والدته منذ ما حدث مع فضة ليزداد تعجبه حين تمتمت بقرار قاطع :
" أخبره أن يجلب عائلته ويأتي في اقرب فرصة "
" وماذا عن غالية ؟!! "
سألها ليث وقد توقع الرد مسبقًا ولم يخب ظنه حين تمتمت سعادات بشدة وتوعد :
" فلترني كيف سترفضه "
زفر ليث مستغفرًا ثم قال بصوت هادئ لكنه صارم :
" أنا لن أزوجها رغمًا عنها يا أمي "
نظرت له سعادات باستنكار ثم قالت من بين أسنانها :
" وما الذي يعيبه حتى ترفضه ؟!! .. شاب وأعزب وتربى أمامنا .. نعرف أخلاقه حق المعرفة ، عليها أن تشكر ربها لعطيته وتتوقف عن دلالها "
في تلك اللحظة خرجت غالية من غرفتها تنظر لجلستهم بارتياب ظنًا منها أن والدتها تحاول إقناع ليث بتزويجها من عوض فألقت تحية الصباح ثم تحركت نحو المطبخ ليوقفها نداء والدتها فتعود صاغرة متأففة تنظر لهم بترقب ثم تجلس جوار ليث وكأنها تطالب بحمايته فيرق قلبه لها ويبتسم لها بدعم :
" جاءك خاطب "
زفرت غالية بحنق وجمدت ملامحها ثم قالت ببوادر غضب :
" قلت لكم أنني لن أتزوج هذا المـ...... "
فيقاطعها ليث وقد أدرك ما جاء بعقلها :
" نحن نتحدث عن عبد العزيز يا غالية "
صمتت أخته ثم هتفت بعد لحظات بجهل حقيقي ووجه منقلب :
" ومن يكون عبد العزيز هذا أيضًا ؟!! "
ضحك ليث بخفة ثم أجابها وهو يحاول فهم ما يدور بعقلها :
" عبد العزيز جاد الله يا غالية "
صمتت من جديد و تتابعت الانفعالات على ملامحها فبعد الجهل جاء ادارك بسيط تبعته صدمة ثم عدم تصديق ظهر واضحًا في نبرتها حين تمتمت :
" هل تتحدث عن عزيز الذي نعرفه ؟!! "
أومأ ليث مستبشرًا خير من انفراج ملامحها لتنظر بعدها إلى أمها التي قالت بصوت حاد وكأنها تتوعدها إذا رفضت :
" لم يعد لديك حجة ، شاب وأعزب وأخلاقه لا غبار عليها "
اعتلى التشوش ملامحها للحظات قبل أن تهمهم بصوت خافت :
" لكن عزيز يدرك طبيعة مرضي "
" ومع ذلك يريدك "
تناطحها سعادات بالقول بينما التزم ليث الصمت لبعض الوقت إلى أن نظرت غالية إليه تطلب مشورته فقال بابتسامة هادئة مدركًا التساؤلات التي تدور داخل عقلها :
" عزيز رجل بحق يا غالية ، سيضعك فوق رأسه "
اهتزت نبرتها بألم لا يدركه سواها :
" وماذا عن أمر الإنجاب ؟!! "
كادت سعادات أن تتحدث لكن ليث أوقفها قائلاً بصوت لين وهو يربت على رأسها بحنان :
" تستطيعين سؤاله عن كل ما يدور بعقلك حين يأتي هو وعائلته للزيارة .. اتفقنا ؟!! "
كان سؤاله الاخير اقرب لسؤال عن رأيها في الأمر برمته فصمتت غالية لبعض الوقت ثم هزت رأسها بموافقة مبدئية فتتسع ابتسامة ليث ويربت عليها بحنان ثم تلتقط عيناه وقفة ليالي المتوترة أمام المطبخ وهي تحمل بعض الأطباق فيتمتم بصوت هادئ :
" هيا لنتناول الافطار سويًا "
نهضت غالية وسعادات التي ما أن لمحت ليالي حتى لمعت عيناها بالنفور مما أربك الأخرى التي وضعت ما بيدها على الطاولة كيفما اتفق ثم هرولت تجاه المطبخ من جديد غير راغبة في شجار جديد مع حماتها بحضوره .
أنهت رص الأطباق بمساعدة غالية ثم جلست على المقعد المجاور له تنظر إليهم بتوتر فهذه المرة الأولى التي تتشارك معهم أي وجبة منذ أن سيقت إلى بيتهم كذبيحة لإنهاء الحرب قبل أن تبدأ !
" لما لا تأكلين ؟!! "
ومرة أخرى مجرد سؤاله كان أمر نافذ بالنسبة لها فبدأت بتناول وجبتها متجنبة النظر حيث تجلس حماتها التي كانت ترمقها بعينين كارهتين جعلت ليث يتساءل للحظة عما تعانيه هذه الفتاة في غير حضوره ليستغفر ربه سرًا قبل أن يتمتم :
" أنا سأذهب إلى العاصمة "
التفت الأعين إليه لتسأله سعادات بنبرة اتهامية :
" لماذا ؟!! .. أنت لتوك كنت هناك ؟!! "
فيجيبها كاذبًا باقتضاب :
" سأذهب مع الرجال لتوصيل شحنة الألبان ، فأنتِ تعلمين أن بِشر سافر ويجب علي الاهتمام بالأمر حتى عودته "
لمع عدم التصديق في عيني سعادات بينما همهمت غالية بصوت خفيض متوسل :
" خذني معك يا ليث "
فترد سعادات نيابة عنه بصوت باتر مستنكر :
" لا ، كيف تذهبين بصحبة الرجال ؟!! "
" سأركب مع ليث سيارته "
تهمهم بها غالية لتضرب سعادات على الطاولة هادرة بعصبية :
" قلت لا ، لن تذهبين إلى هناك "
جمدت ملامح غالية بغضب مكتوم فهمهم ليث بصبر يوشك على النفاذ :
" سآخذك معي المرة القادمة "
كتمت غالية غضبها في قلبها ثم تركتهم وعادت إلى غرفتها لتخرج بعد دقائق ممسكة بحقيبتها فيما تقول بصوت ضائق :
" أنا ذاهبة إلى المعهد "
أومأ لها ليث مودعًا ثم التفت إلى أمه بعد اختفاء غالية وقال بعتب :
" أصبحتِ تضيقين الخناق عليها يا أم ليث "
نظرت إليه سعادات بغضب ثم هتفت فجأة في ليالي الصامتة تمامًا :
" ألم تنتهي بعد ؟!! .. أريد التحدث مع ولدي بمفردنا "
اتسعت عينا ليث بصدمة من أسلوب والدته بينما اكفهر وجه ليالي بحرج وكادت تنهض ليوقفها كف ليث الذي وضعه فجأة على كفها يمنعها من النهوض ويقول بعدها بغضب موجه نحو أمه :
" أنهي فطورك أولاً "
خرج صوتها شديد الخفوت وقد دمعت عيناها من شدة الاحراج :
" لقد شبعت "
ثم نهضت مرة أخرى لتتوقف نبضات قلبها حين دعاها باسمها لأول مرة وكأنه يطيب بخاطرها :
" ليالي "
التفتت نحوه متجاهلة نظرات أمه التي سترديها قتيلة يومًا ما فيهمهم ليث بصوت هادئ :
" هلا تخبرينهم بتحضير قهوتي من فضلك ؟!! "
" سأحضرها أنا ، كيف تشربها ؟!! "
خرجت حروفها متسارعة تهوى القرب مثلها فلوت سعادات شفتيها بينما تمتم ليث بسماحة :
" قهوة بلا سكر من فضلك "
أومأت له بحماس مفتعل أخفت به كسرتها وكأنه أهداها وسام بطلبه ثم هرولت تجاه المطبخ ليعود ليث إلى أمه قائلًا بصوت صارم واضح النبرات :
" من فضلك يا أمي تحدثي معها بأسلوب أفضل ، لا تنسي أنها زوجتي ومعاملتك لها بهذه الطريقة وعلى الملأ إهانة لي قبل أن تكون إهانة لها "
ضوت عينا سعادات بالبغض وكادت أن تتحدث لكن ليث استطرد بجدية :
" لقد أعطيت والدها وعدًا أن أحافظ عليها ، بالله عليكِ لا تجعلني ناكثًا للوعد "
" أنا لا أريدها في بيتي "
أعلنتها سعادات بصوت قوي فزفر ليث محوقلًا ثم قال بعد لحظات :
" هل يرضيكِ أن ابني حائطًا يفصل جناحي عن بقية المنزل ؟!! "
اكفهر وجه سعادات ثم هدرت فيه :
" هل ستهجرنا من أجل ابنة الـ....... هذه ؟!! "
استغفر ليث مرة أخرى ثم قال :
" بالطبع لن افعل لكنني لن أسمح بإهانتي عبرها بهذا الشكل "
لينهض بعدها حتى يلحق طريقه مستطردًا :
" الخيار خيارك يا أماه "
خرجت ليالي تحمل فنجان قهوته فأخذه منها شاكرًا ثم صعد إلى غرفته ليأتي ببقية اشياءه فتبعته ليالي بعفوية بينما نظرت سعادات في إثرها بعينين يملئهما التوعد .
*********
" هناك شاب يُدعى سعد يقول أنه قريبك ويريد مقابلتك يا حاج "
ترك إمام ما بيده بعد ما أدرك هوية ضيفه ثم استغفر ببعض الضيق ليغمغم بعدها باقتضاب :
" ادخله يا بني "
لحظات وكان سعد يدلف إلى المكتب يتطلع حوله بابتسامة عريضة فنهض إمام قائلًا بتهذيب :
" مرحبًا يا ولدي .. كيف حالك ؟!! "
انتبه إليه سعد بعد أن كان يتفحص المكان ثم مد ذراعه يصافحه قائلًا بود مبالغ فيه :
" الحمد لله يا عماه .. كيف حالك أنت وحال الأسرة ؟! "
شتم إمام ابنه الذي أوقعه مع هذا المتخلف سرًا ليغمغم بعدها بابتسامة صفراء :
" الأسرة بخير .. تبعث لك تحياتها "
ضحك سعد ببلاهة ثم صمت قليلًا فيتمتم إمام بنزق خفي :
" أنرتنا يا ولدي .. ماذا تشرب ؟!! "
" نسكافية من فضلك يا عمي "
طلب له إمام ما يريد وهو يتساءل داخليًا بغيظ شديد متى أصبح عمًا لهذا الثور ؟!!
( منك لله يا آدم )
غمغم بها بينه وبين نفسه ثم تنحنح سائلًا ضيفه الغير مرغوب فيه :
" خير يا سعد .. ترى ما سر هذه الزيارة السعيدة ؟!! "
تنحنح سعد واقترب بجلسته من المكتب قائلًا بترفع وخيلاء جعلا إمام يتمنى لو يصفعه بظهر كفه :
" أنا أملك فكرة مشروع مربح جدًا "
قاطعه إمام ساخرًا :
" هل هذا من ضمن مشاريعك العديدة التي تخطط لها كما أخبرت جاسم يوم الخطبة ؟!! "
لم يلتقط سعد سخرية الرجل و رد بحماس كبير وهو يفرد لوحة كبيرة على المكتب أمام إمام بشكل مفاجئ مما أجبر الأخير على التراجع بسرعة :
" بلى يا عماه .. انظر هذا تخطيط مبدئي للمشروع "
نظر إمام إلى اللوحة بنفاذ صبر وكاد أن يتحدث لكن حماس الآخر تولى مهمة الحديث دون انقطاع :
" مزرعة دواجن يا عماه .. ستكون الأكبر والأهم على مستوى الشرق الأوسط "
ضحك إمام بخفة ثم سأله بتفكه :
" هل سنفقس ونبيض ؟!! "
" عفوًا ! "
من جديد لم يلتقط سعد سخرية الرجل منه فلوح إمام بكفه قائلًا بضحك مكتوم :
" لا عليك .. أكمل حديثك "
بدأ سعد يثرثر عن حلمه بلا توقف بينما لم يكن إمام يرى إلا عنق ولده الذي سيشبعه بالصفعات على تلك الزيجة التي بلاه بها فتنحنح مرة أخرى واستعاد هدوءه ثم سأل سعد بشكل مفاجئ :
" ألا ترى أنك تستعجل الأمور يا سعد ؟!! "
نظر له سعد بعدم فهم فتمتم إمام بتروي وصراحة تامة :
" أقصد أن العائلتين للتو تتعارفا ولم يمر الكثير حتى على خطبة آدم وأختك الآنسة صفية "
ارتبك الشاب قبل أن يتمالك نفسه ويهمهم بثبات زائف و طمع لا نهاية له وكأن رأي الرجل ما هو إلا تحصيل حاصل :
" أنا استبشرت خيرًا بك يا عماه وأردت المصلحة لنا جميعًا ، لكن إذا لم يعجبك المشروع فسوف أجري عليه التعديلات التي ترغب بها وآتي ....... "
قاطعه إمام مرة أخرى فقال بابتسامة هادئة مدركًا أن سعد لن يتراجع عن ما يخطط له بسهولة :
" حسنًا يا سعد اترك لي المخطط سأدرسه واخبرك برأيي وليقدم الله ما به الخير "
تهللت ملامح سعد وكأنه نال الموافقة فنهض يصافح إمام وودعه بحرارة شديدة ثم غادر بعينين يملئهما الحماس ليزفر إمام وهو يبعد المخطط عن مكتبه فيما يقول بصوت ضائق :
" منك لله يا آدم .. مع من أوقعتنا يا أحمق ! "
وكأن يومه يرفض الانتهاء قبل أن يصاب بشيء ما إذ دخل مساعده بعد عدة دقائق قائلًا بوجه مبتسم :
" الحجة أم آدم في الخارج يا حاج "
نظر إمام إليه شذرًا ثم تمتم بابتسامة صفراء :
" اذهب من أمامي يا عبد السلام "
******
( بعد عدة ساعات )
( المكتبة )
منزويًا بها في ركن قصي ينظر إلى وجهها الباكي بنظرات قاتمة لو انتبهت لها لارتعبت منه بدورها ..
ينصت لما تقوله بصمت تام دون أن يعلق أو ينطق بأي حرف تاركًا لها الفرصة كاملة لتُخرج ما يعتمل بصدرها حتى يحدد ما سيفعله بالضبط ..!
قرب منها كأس العصير الذي أحضره لها بهدوء شديد فشربت منه النذر اليسير ثم تحدث أخيرًا بعد أن أنهت حديثها فسألها بترقب وقد شعر أنها احتفظت ببعض التفاصيل لنفسها :
" وما كان رد فعل ذلك الرجل ؟!! "
اضطرب وجه فداء وارتبكت فازدادت نظرته شراسة وسألها ببطء :
" هل آذاكِ ؟!! "
هزت رأسها نفيًا ثم تمتمت بخزي شديد :
" لا لم يفعل ، لكنه وبخني بالطبع على تلك الصور التي أرسلتها لها لجين "
لتستطرد بعدها بدموع مكتومة :
" يحق له توبيخي "
" لا يحق لأحد الاقتراب منك مهما فعلتِ "
رفعت عينيها إليه ورأت شراسته وغضبه لأجلها فتمتمت وهي تمسك بكفه توضح له ما تظن أنه غافل عنه :
" الأمر هنا مختلف يا علي ، الرجل مرتبط وظهور صور كهذه ستسبب له مشكلة بل وقد يصل الأمر إلى فضيحة له "
ضيق عينيه ثم سألها بغتة :
" هل تحبين هذا الرجل ؟!! "
ارتبكت ملامحها وتوردت ثم زاغت نظراتها بخجل وخوف ونفت بسرعة :
" لا ، بالطبع لا "
ربت على كفها بخفة يهدئ من روعها وقد أخبرته ردة فعلها عن إجابة سؤاله ثم تمتم بهدوء تام حتى لا يثير ارتيابها :
" حسنًا اهدئي وأكملي مشروبك قبل أن نغادر وأريدك أن تنسين هذا الأمر تمامًا كأنه لم يكن "
اعتلى الحزن ملامحها من جديد فسألها بخفة :
" أليس هناك بعض الوقت على بداية العام الدراسي الجديد ؟! "
هزت رأسها نفيًا بحزن دون أن تفهم ما يدور برأسه بينما تمتم آل بابتسامة هادئة حتى يبث بها بعض الاطمئنان :
" لا يهم ، هذا الرجل لديه بعض الوقت لينسى كل ما حدث .. أشغاله ستنسيه إياكِ تمامًا "
زفرت فداء بقنوط ثم غمغمت بيأس :
" يا علي أخبرتك أنه يعتبر قريب لنا .. كيف سأواجهه فيما بعد بحق الله ؟!! "
ضحك بخفة ثم همهم وكأنه يسترضي طفلة صغيرة :
" لا تخافي من شيء .. ثم فليتجرأ وينظر لكِ بطرف عينيه حتى "
طأطأت رأسها أرضًا ثم همهمت بخوف بصوت شديد الخفوت :
" لقد هددني ببِشر ، ماذا سأفعل إذا أرسلت له تلك الحقيرة شيء آخر ؟!! "
رفع آل حاجبه ثم سألها بتهكم :
" ألم تغيري رقم حسابك السري بعد ؟!! "
" بلى فعلت .. بدلته البارحة "
نهض ثم تمتم بصوت هادئ النبرات :
" إذًا لا مزيد من الخوف "
ليتبع وهو ينظر إلى عينيها :
" أنا هنا .. لن يجرؤ أحد على الاقتراب منك أو المساس بكِ "
ابتسمت فداء ابتسامة لم يغادرها الحزن لكنها شعرت ببعض الارتياح حينما فضفضت معه عما حدث معها فاقتربت منه ليستقبلها ذراعيه يربت عليها بهدوء تام فتبتسم فداء غافلة تمامًا عن عينيه التي ضوت بها لمعة شيطانية لو كانت رأتها لركضت منه أميالًا
" علي "
نادته بخفة فنظر إلى رأسها المستكينة على صدره واصدر همهمة تدل على انتباهه فرفعت فداء عينيها إليه وسألته بخفوت وهي تنظر إلى أمواج عينيه الرائقة :
" ألن تحدثني عن أبي كما وعدت ؟!! "
وفي لحظة واحدة تحولت نظرته إلى أخرى قاتمة ثم أطبق فكيه قائلًا بنبرة غامضة :
" لقد أخبرتك سابقًا أنه مات "
ازداد الفضول داخلها فقالت بحذر لا تدرك سببه وكأنها تشعر بأنها تغوص في منطقة خطرة :
" أعلم ، لكني أريد أن أعرف عنكما كل شيء منذ رحيلكما .. لقد سألتك أكثر من مرة وانت لا ترضي فضولي أبدًا "
زفر آل وصوت صراخ زاهر المتألم في آخر مرة رآه فيها قد عاد وداعب أذنيه كأجمل سيمفونية فأصابته بحالة من الانتشاء جعلته يتبسم في وجهها سائلًا بعتاب ماكر :
" ألم تكفيكِ عودتي ؟!! "
نظرت له فداء بعدم رضا وقالت دون أن تتنازل :
" حسنًا .. على الأقل أخبرني عنك أنت "
ضحك آل بخفة ثم قرص وجنتها مغمغمًا بتفكه وخبث :
" حاليًا .. أنا توأمك الجائع "
زفرت فداء بقنوط وتجهم وجهها بعد أن فشلت مرة أخرى في جعله يخبرها عن كل ما مر به خارج الوطن ثم تحركت وأخذت حقيبتها لتغمغم بصوت خافت قبل أن تغادر :
" أريدك فقط أن تعلم أنك بدورك لا تعلم الكثير عن ما مررنا به هنا "
اعتلى الانتباه ملامحه فاستطردت فداء وهي تحدق في عينيه :
" أنت نصفي الاخر يا علي وأستطيع أن أميز كل شعور ينتابك لذلك سأخبرك أنك بنيت الكثير من الأحكام الخاطئة خاصةً عن بِشر "
أظلمت ملامحه وقد كره أن يكون مكشوفًا أمامها لتدمع عينا فداء وتستطرد بنبرة مختنقة :
" بِشر لا يستحق مشاعرك السلبية نحوه .. وصدقني حين أخبرك أنه أكثر من عانى بعد رحيلك "
ربتت على كتفه ثم غادرت المكان ببطء بينما لمعت عينا آل بمقت شديد كارهًا دفاعها عن من سرق منه كل شيء ليركل الطاولة الصغيرة بغضب وكل كيانه ينتظر عودة المدعو أخاه ليبدأ في تنفيذ ما زعم عليه .
*********
" ليث يجلس في الردهة و يصر على رؤيتك يا فضة "
وكالعادة انتفض قلبها عند سماعها لتلك الجملة ..
روحها وكل ذرة بكيانها تدعوها للركض نحوه والاختباء وراء ظهره والعودة إلى ظله بينما عقلها كان لها بالمرصاد يحرقها بفكرتين متناقضين تمامًا ..
( لقد تخلى عنكِ في عز حاجتك له ..
بأي وجه ستقابلينه بعد أن قصمتي ظهره بفعلتك ؟! )
فكرتان متضاربتان يجعلونها هائمة مشوشة في تحديد موقعها ..
أهي ضحية أم أن غبائها وضعها في خانة الذنب ؟!!

" فضة .. ألن ترأفي بأخيكِ ؟!! .. أنه يأتي كل بضعة أيام طمعًا في ....... "
انقطع صوت سميحة حينما شهقت فضة فجأة وهي تحدق في أخيها الذي سأم من هروبها منه ورفضها له فقرر أن يقتحم غرفتها .. !
التفتت سميحة تنظر إليه باستنكار فتمتم بإحراج شديد دون أن تغادر عيناه وجه فضة :
" أعتذر منكِ سيدتي لأنني دخلت دون ان استأذن .. هلا تتركيني معها قليلًا من فضلك ؟!! "
لا .. لا .. لا تفعلي أرجوكِ !
صرخت بها عينا فضة وهي تتجنب النظر نحوه بينما كانت سميحة جاهلة بكل ما يدور فخرجت وهي تتساءل سرًا عن اليوم الذي ستتخلص فيه من سعادات وأولادها .. !
" ألا تريدين التطلع لوجهي حتى !! "
موجة كاسحة من الذكريات البشعة اجتاحتها دون سابق إنذار ..
نظرة عينيه في تلك الليلة المشؤومة
تدقيقه بها وبملابسها الممزقة ووجهها المكدوم
نبرة صوته التي اهتزت كما لم يحدث من قبل ثم صراخه بجنون حتى بح صوته ..
عروقه النافرة ووجهه شديد الاحمرار
عيناه الزائغتان بجنون ..
سؤاله الذي كرره عشرات المرات بلا توقف ..
( من ؟!! )
وقفته التي ترنحت حين عثرت على قطرة من القوة أخبرته بها بما فعلت !
ركضه المجنون حاملًا سلاحه وكأنها لم تخبره أنها قتلت قاتلها !
كيف تنظر إليه والخزي يحاوطها من كل جانب ؟!!
مدنسة ..
مدنسة ..
هتاف أمها المزدرى يتردد في مسامعها بلا توقف كترنيمة عذاب سادية ..
شهقة غالية المرتعبة حين رأتها وسقوطها مغشي عليها فيما بعد .
بأي وجه تنظر إليه ؟!!
" فضة "
نداءه يعذبها فتغمض عينيها بألم ليقترب هو منها ويمسك وجهها عنوة فتجفل وتفتح عينيها لتصطدم بل لتلتحم بعينيه فيعود المشهد من بدايته يغزوها بلا رحمة ..
خداع ..
صراخ
عراك أشبه بحرب
أنفاس كريهة تحاوطها من كل تجاه
سقوط
ملابسها تتمزق بوحشية
لكمة غادرة تنال من وعيها
ثم ......
ألم !
لا .. وصفه بالألم ليس عدلًا
بل هو موت ،مخاض .. نار أُلقيت فيها حية !
نار لاتزال تحرقها حتى الآن ..
تأكل جلدها دون إذابته
تجتث روحها دون موت
حتى انها باتت تنتظر اليوم الذي ستتحول فيه إلى رماد فتفنى وينتهي عذابها .
" بالله عليكِ كفي عن الانتفاض وقولي شيئًا "
وصوته الممزق يخبرها أنه ليس بأفضل حال منها ..
" لما أتيت ؟!! "
صوتها يكاد يُسمع وعيناها لا تغادر الأرض فيهتف ليث بحرارة :
" جئت لأجلكِ .. وسآتي لأجلكِ مهما رفضتِ "
هزت رأسها برفض ودمعاتها تهطل دون رادع فيصرخ ليث نافيًا ما يتهمه الجميع به :
" أنا لم أفرط بكِ كما تظنين .. أنا كنت أحميكِ ، كانوا سيقتلونك يا غبية "
نظرت إليه ثم صرخت فيه من عمق روحها :
" لماااااااا ؟!! .. لما يحكمون عليّ بالموت ؟!! .. أنا قتلت من انتهكني كيف جعلتم مني مذنبة ؟!! "
نظر لها ليث بأسى وكاد أن يتكلم لكنها استطردت بعينين مقهورتين وصوت صارخ :
" إذا كان قتلني كانت ستتلوى خطوط الحكاية و اُوصف وقتها بالضحية .. لكني رددت قتله لي بقتلي له فرجمتموني ثم القيتموني و نسيتموني ، و مع ذلك سأكررها .. إذا كنت قُتلت يومها كنت سأصبح خالدة ، كأي فتاة مقهورة ماتت دون ذنب .. لكني أخترت أن ( أحيا ) ملعونة منسية منكم بدلًا من أن ( أموت ) وأصبح ضحية خالدة .. اخترت أن اقتله ، أن آخذ بثأري .. هل هذا ما تعاقبونني عليه ؟!! "
وفي لحظة ازاحته عنها لتكمل :
" هل كنتم تظنون أنني سأقبل الزواج منه حتى توأدون الفضيحة ؟!! .. بأي عقل و أي منطق تفكرون ؟!! "
" اهدئي واسمعيني "
" لا أريد "
صرخت بها بجنون صرف وهي تضرب على رأسها بعنف والصور تُعاد على عقلها من جديد بلا توقف ..
صراخ
عراك أشبه بحرب
أنفاس كريهة تحاوطها من كل تجاه
سقوط
ملابسها تتمزق بوحشية
لكمة غادرة تنال من وعيها ..
موت وخذلان
ركلات والدتها المؤلمة
خصلات شعرها التي تطايرت حولها بلا حول لها ولا قوة ..
لقد قتلوها معه
هو اجتث رمز عفتها وهم اجتثوا روحها
" أنت تركتني ، تركتني ثم ذهبت بعدها وتزوجت ممن ذبحتني بيدها "
ضربت الجملة رأسه لكنه حاول الاقتراب منها ومنعها من إيذاء نفسها لتدخل بعدها في حالة هياج جعلت عيناه تتسع برعب عليها وهي تصرخ وتصرخ وتحاول تمزيق ملابسها بغضب شديد فهرول إليها وحاوطها عنوة يمنعها بكل قوته من إيذاء نفسها لكنها ظلت تصرخ فوق صدره وتحاول الفكاك منه فجثى بها أرضًا يطوقها بذراعيه محاولًا تهدئتها بينما اقتحمت سميحة الغرفة إثر الصراخ لتُصدم من هيئتهم ..
ليث يحاوط أخته تمامًا بكل جسده لا يظهر منها إلا ساقيها التي ترفس بجنون إلى أن هدأت حركتها رويدًا رويدًا فأدركا أنها فقدت وعيها تمامًا
حملها ليث بسرعة ووضعها على الفراش بينما هتفت سميحة وهي تهرول نحو الخارج :
" سأدعو الدكتور مؤنس جارنا "
وبالفعل دقائق بسيطة وكان الطبيب الشاب يعاينها ثم نظر إلى سميحة قائلًا بصوت عملي بعد أن حقنها بمهدئ :
" لحسن الحظ أنني كنت بالقرب منكم لكن كان من الأفضل نقلها إلى المستشفى "
" ماذا بها ؟!! "
سأله ليث بترقب فنظر له مؤنس وغمغم بصوت هادئ :
" بوادر انهيار عصبي .. هل ضغط أحدكم عليها في شيء ما ؟!! .. أو هل تعاني من أزمة نفسية معينة ؟!! "
اعتلى الذنب نظرات ليث وآثر الصمت بينما تمتمت سميحة بأمل وهي تنظر إلى ليث :
" مؤنس طبيب نفسي يا ليث وعيادته في بداية الشارع "
هز ليث رأسه بتشوش بينما قال الطبيب وهو ينهض :
" عامةً المهدئ سيبقيها نائمة لعدة ساعات وبعد استيقاظها سنرى تطور حالتها "
أومأ له ليث دون أن تفارق عيناه وجه أخته الغائبة عن كل ما يحيط بها ثم انتبه على صوت سميحة وهي تشكر الطبيب فشكره بدوره ثم ودعه وظل جوار فضة لعدة دقائق أخرى قبل أن يشعر بالحرج من وجوده في بيت ممتلئ بالنساء في غياب بِشر فنهض يستأذن للمغادرة فيما يقول بنبرة مهزومة :
" أنا سأبقى الليلة في شقتي ، لن أعود إلى الوادي .. من فضلك اعتني بها وأنا سأعود في المساء حتى أطمئن عليها "
هزت سميحة رأسها بصمت ثم تابعت رحيله ..
كتفيه متهدلين ، خطواته شديدة البطء ، ظهره محني بانهزام
كان معنى حي مجسد أمامها لمصطلح قهر الرجال .
ألقت بعدها نظرة أخيرة الى جسد فضة المنهار وتمتمت بشفقة جلية قبل أن تغادر بدورها :
" حسبي الله ونعم الوكيل في من أوصلكم لهذا "
********
( مساءًا )
صف سيارته الرياضية ليركض ويفتح له أحد الحراس باب السيارة باحترام شديد ثم نزل يعدل من هيئته بأناقة شديدة لتقع عيناه على السيارة الأخرى المصفوفة أمامه فيعتلي المقت عيناه وتنقلب نظراته إلى نظرات ذئب مخيف ينتظر لحظته ليغرس مخالبة في عنق الاخر !
خطى إلى الداخل بأرستقراطية متعمدة فتبتسم له العاملة الصغيرة وتهز رأسها باحترام شديد لكنه يقرأ الانبهار بنظراتها بوضوح جلي فيصرفها بطرف إصبعه بغطرسة ثم يتحرك أولاً نحو المكتب مدركًا أن ابن زاهر قد بث سُمه في أذني والده وانتهى الأمر
لهذا تعمد أن يأتي متأخرًا عن موعده ..
فليترك لغريمه الفرصة كاملة حتى يظن أنه قاب قوسين أو أدنى للتخلص منه ثم بعدها سيلعب دوره المفضل ..
حاوي يحمل قبعة سحرية تحوي ما لا يعلمه سواه !
التوت شفتيه بابتسامة هادئة ثم أخذ كل وقته قبل أن يغير وجهته ويتحرك نحو ... البيانو !
فك زر بذلته الارماني الرمادية ثم جلس باسترخاء شديد وظهر مستقيم و بدأ العزف بكل هدوء مغمضًا عينيه باستمتاع وأصابعه تداعب البيانو بمهارة فائقة يهز رأسه بتناغم شديد مع مقطوعة ( لا كامبانيلا ) وابتسامة خفيفة جدًا جدًا تداعب ثغره .
**
( داخل المكتب )
يجلس آل مقابل هارون الذي كان يبتسم برضا كبير بعد أن استطاع آل إجبار خصمه على الاعتراف بمكان بضائعهم الذي سبق واستولى عليها ليصل إلى مسامعهم نغمات كلاسيكية شديدة الرقي والهدوء فتضوي عينا آل بلون أزرق مخيف بينما يتمتم هارون بنبرة ضائقة :
" لقد وصل سفيان "


نهاية الفصل السادس
قراءة سعيدة ❤️❤️



Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-21, 10:14 PM   #117

هبه احمد مودي

? العضوٌ??? » 387744
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » هبه احمد مودي is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور
و جاري قراءة الفصل
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️


هبه احمد مودي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-21, 11:28 PM   #118

Mona eed

? العضوٌ??? » 386376
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » Mona eed is on a distinguished road
Exclamation

لقد وصل سفيان والله حبيتة
الفصل رهيييب
كل ملمة وكل حرف
ابداعك ياهاجر
انهيار فضة المنتظر
والم ليث شئ موجع


Mona eed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-21, 11:28 PM   #119

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق ياهاجر ويارب الأحداث حلوة ياقلبي..
اتا صحيح مستنيpdfبس هدخل الف كده هشوف الغم اخباره ايه


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-21, 01:34 AM   #120

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

ولسه غموض آل اللى مش بينتهى بنته مين دى واضح انه بيستغل جين جليسة لبنته كمان

ياسواد ليلك يالجين كدا آل عرف اللى عملتيه فى توأمته ومش هيعدهالك وقعتك منيلة

وصفك لمعاناة فضة رهيب ياهاجر ودخولها فى الاحداث تانى مؤلم جدا زعلت عليها اوى

المصيبة انها قالت ان ليالى السبب صحيح ليث ما انتبه دلوقتى بس ممكن يحلل ويفكر بعدين ياعينى عليكى ياليال مش كفاية حماتك واللى بتعمله فيكى

غالية وقفت عند طلب عزيز وهتفكر بس رد فعل امها غريب الست دى اصلا مش برتاح ليها نهائى

ياترى لقاء هتوصل لفين مع آل وهل معتصم هيبعد عن مراقبته فعلا

ظهر سفيان وعارف بكل مخططات آل والحرب هتشتد على اخرها

تسلم ايدك ياجوجو الفصل رهيب


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.