آخر 10 مشاركات
آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الطائرة - سوزانا فيرث - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          [تحميل] سأخبرك سراً أفنى بدونك / للكاتبة انجل ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          " بين الصمت والهمس ...حكايا تروى " * مميزة * (الكاتـب : همس القوافي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4011Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-21, 09:00 PM   #151

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيل حضور في فصل اليوم أن شاء الله

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-10-21, 09:19 PM   #152

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع

الحطام
كان يومًا كيان
هشمه القدر وحوله لقربان
***
" اخلعي ملابسك ، الآن "
رمشت بعينيها عدة مرات وزاغت نظراتها ثم همست بتوسل وبإدراك موجع أن لا فرار لها من بين براثنه :
" ليث ، أرجوك لا تفعل هذا بي "
رفع حاجبيه بسخرية ناسبت قوله :
" وماذا فعلت أنا الآن ؟؟! "
ثم غامت نظراته بالمقت فجأة وتساءل بصوت مخيف :
" برأيك هل كانت تتوسله هي الأخرى حتى يرحمها ؟!! "
شهقة بكاء غادرت صدرها وجعلت جسدها يرتج فعبس ليث بقسوة ثم قال بلا رحمة :
" ابكي كما تشائين ، ستنفذين كل ما آمرك به .. هيا "
هدر بآخر كلمة فارتجفت برعب ليلقي هاتفه ثم ينهض وعيناه تحدق فيها دون أن تراها بحق
يقترب منها وهي مكبلة بخوفها منه ليقف أمامها ويجردها بنعومة مخيفة من وشاحها الذي كانت قد نسيته على رأسها فيما يغمغم بنبرة كالثلج :
" والآن أخبريني .. كيف قمتِ باستدراج أختي ؟!! "
" ليث "
تهمس اسمه في توسل ودموعها تغرق وجهها فتنزل عيناه بشكل تدريجي نحو أول زر في عباءتها ويمد أصابعه ويبدأ بفكها وهو يكرر سؤاله بشكل آخر بنفس النبرة الخفيضة :
" كيف أخرجتها من المنزل ؟!! .. هيا أنا أسمعك "
نهنهت في البكاء ثم همست على حين غرة :
" لقد أحبها "
جمدت أصابعه كما ملامح وجهه للحظات قبل أن يعاود ويكمل ما يفعله بحركة شديدة البطء مستلذًا بإذلالها ليهمس حين عادت للصمت :
" وماذا أيضًا ؟!! "
شعرت ليالي أن لا فرار أمامها إلا بإخباره بكل ما تعلم فهمست وهي تحدق في وجهه الذي كان خاليًا من أي تعبير أو انفعال، تحدده القسوة ويعلوه الجمود :
" كان يأتي أحيانًا إلى الجامعة حتى يراها وهي ...... "
شعرت ليالي بتصلبه فصمتت برعب لكن ليث رفع عيناه إليها مطبقًا فكيه للحظات قبل أن يردد من بين أسنانه :
" وهي ؟!! "
ابتلعت ريقها بحركة متوترة ثم همست بصوت متقطع :
" وهــ...ــي كانــ....ــت تبــ...ـادلـ..ــه مشـ...ـاعره "
وفي لحظة خرج المارد من قمقمه فأمسكها من عنقها وصوته يصدح بجنون :
" بماذا تهذين أنتِ ؟!! .. هل تحاولين إقناعي الآن أن أختي كانت على علاقة بالنجس شقيقك ؟!! "
هزت ليالي رأسها بذعر تنفي ما وصله ثم أسرعت تنفي بصوت مفزوع مختنق وهي تحدق في ملامح وجهه التي اتشحت بالسخط الشديد :
" لا ، لا لم تجمعهما علاقة حقيقية اقسم بالله "
" إذًا ماذا تقصدين ،انطقي "
صرخ فيها فبكت بفزع وتمتمت بتسارع :
" لقد مالت له وهو .. هو كان يحبها ويحاول مراسلتها من حين إلى آخر لكنها لم تكن تجيبه ، كان يخبرني دائمًا أنه يرغب في الارتباط بها وجعلني أسألها في مرة عن رأيها في الأمر وهي وقتها صمتت بخجل ولم ترفض بشكل صريح "
اتسعت عينا ليث ثم هز ليالي بين ذراعيه وهتف بتهكم ونفور :
" شقيقك النجس زير النساء ، كيف جاء في مخيلته الاقتراب منها بل وطلب الارتباط بها ؟!! "
مازالت دموعها تسيل على وجهها الشاحب من شدة الخوف وأجابته ببكاء مرير :
" لقد أخبرها أنه سيتغير لأجلها لكن ....... "
ألصقها ليث في الحائط يدفعها بخشونة شديدة نحوه فتئن بألم وهو يهتف بجنون مطبق :
" لكن ماذا ؟!! .. لا تتوقفي حتى آمرك "
تعالت شهقات بكائها وهي تجيبه :
" لكنها رأته بعد ذلك بالصدفة مع إحداهن وقطعت كل صلاتها به واختفت من أمامه تمامًا لتخبره بعد ذلك عن طريقي أن يبتعد عنها لأنها لن ترتبط به مهما حدث "
" فقرر الانتقام منها ! "
هزت رأسها نفيًا وهي تنتحب :
" لا ، لقد كان يبكيها بصدق .. أنا رأيته تلك الليلة ، توسل لي باكيًا حتى أجعله يراها .. أخبرني أنه نادم على كل ما فعل وأنه مستعد لبذل كل ما في استطاعته حتى يصلح الأمر بينهما ويجعلها تتقبله من جديد ، لقد بكى يا ليث .. بكى وتوسل لي ولم استطع فعل شيء إلا ...... "
" مساعدته "
همهم بها بنبرة ميتة ليتركها بازدراء ويوليها ظهره فتسقط أرضًا تلملم طرفي عباءتها حول جسدها كما اتفق وتنهي ما بدأته وكأنها صعدت إلى طاولة الإعدام :
" اتصلت بها بعد إلحاح شديد منه وأخبرتها أنني تشاجرت شجارًا عنيفًا مع والدي وهربت من البيت وانني بحاجة إلى مساعدتها "
" وهي صدقتك ، أعطتك الأمان وأنتِ ...... "
ضربت ليالي رأسها في الحائط وصرخت بخزي :
" ليتني مت قبل أن افعلها ، ليتني لم أكن ضعيفة أمامه لهذه الدرجة ، ليتني لم أطاوعه ..لكن .. لكن من اين لي أن أعلم أن الأمر سيتطور بينهما إلى هذه الدرجة ؟!! .. اقسم بالله فعلتها بحُسن نية ولم يخطر ببالي أبدًا أن يجن اصيل ويؤذيها بتلك الطريقة البشعة أبدًا "
جلس ليث على طرف الفراش واضعًا رأسه بين كفيه بقهر ما بعده قهر فزحفت ليالي نحوه ثم جلست أمام ساقيه تكرر بتوسل :
" والله لم أكن أعلم نيته ، والله لم اقصد ايذائها "
تجرأت وأمسكت بكفه تقبله بتوسل وانتحبت تستجديه الصفح :
" بالله عليك سامحني ، أنا أموت كل يوم ألف مرة بعظم ذنبي .. أنا أحببتها واعتبرتها أختي ومن غبائي تمنيت لو يجتمعا مرة أخرى .. والله يا ليث لم أتوقع أن يرتكب أصيل تلك الكارثة، أنا حتى لا أعلم ما دار بينهما أوصله لهذا الجنون "
رفع ليث رأسه فتقابلت أعينهما للحظات وهمست بصوت شديد الخفوت شديد التوسل :
" سامحني ، أرجوك "
" وأين حددتم مكان اللقاء ؟!! "
كادت أن تتحدث لكنه قاطعها متوقعًا الإجابة بشكل مسبق :
" خلف حظائر الماشية التي تملكونها .. أليس كذلك ؟!! "
نهنهت ليالي وقالت بهمس متوسل شديد الخفوت :
" لم أكن أدري بمخططه "
ابعد ليث عينيه عنها وسحب كفه من كفها بقرف ثم نهض هاربًا منها ومن عجزه الذي يكبله فلا يتركه يذيقها مما اذاقت شقيقته .
********************
( العاصمة )

دخل إلى بيته الحجري فوجد چين بانتظاره بملامح حانقة ولم تبادر كعادتها وترحب به وخلفها ببضعة خطوات تقف نجاة العاملة الخرساء التي احتفظ بها هنا في بيته بعد أن أنقذها من براثن سفيان الذي قطع لسانها أمام زوجها الذي كان أحد أكبر تجار المخدرات ثم قتله في نهاية الأمر على مرأى منها .
" أين ليندا ؟!! "
ألقى سؤاله وهو ينظر إلى چين التي أشارت نحو غرفة طفلته دون أن تستدير وملامحها لا تزال شديدة الحنق وكأنها على وشك الانفجار ..!
نظر إلى نجاة يسألها بعينيه عما يدور فنظرت نحو چين ثم نحوه بحيرة وعجز لتلتفت چين وكأنها لم تكن تدرك أن الخادمة تقف ورائها ثم صرخت فيها بجنون :
" اغربي عن وجهي قبل أن أمزق ما تبقى منك "
ارتدت نجاة للوراء بفزع ثم نظرت إلى آل مرة أخرى تنتظر أوامره فقال بصوت هادئ :
" اذهبي إلى ليندا "
اومأت بطاعة ثم غادرت لتهتف چين بغيظ في إثرها :
" الغبية .. الخرساء "
" ما الذي يدور هنا ؟!! "
ألقى سؤاله وهو يجلس على أحد المقاعد واضعًا ساق فوق الأخرى بلا مبالاة مخرجًا تبغه بعد أن أدرك أن ما يدور لن يكون أكثر من مشاحنة نسائية حمقاء بين چين والعاملة ..
" تلك الخرساء الغبية لا تنفذ أوامري يا آل "
" نجاة لديها أوامر أن لا تنفذ أوامر غيري "
" حتى أنا ! "
" حتى أنتِ "
غمغم بها ببساطة وهو يشعل سيجارته بهدوء ثم نظر لها وقال وهو ينفخ دخانه :
" هيا يا چين ، اجلسي ثم أخبريني أي أوامر تلك التي لم تنفذها نجاة ؟! "
لوت شفتيها بامتعاض ثم ردت بسذاجة وغيظ :
" رفضت اعطائي ليندا "
رمش آل مكذبًا حدسه ثم غمغم بهدوء ما قبل العاصفة وهو يضع ما بيده على المنضدة جواره :
" لم أفهم "
زفرت چين بضيق ثم قالت :
" أردت أن أصطحب ليندا للخارج لبعض الوقت لكنهـ....... "
لم تستطع تكملة جملتها وارتدت للوراء بفزع حينما باغتها وانقض عليها بسرعة مرعبة ممسكًا بشعرها هادرًا بصوت مخيف :
" إلى أين أردتِ أخذ ابنتي ؟!! "
اتسعت عينا چين بذعر ثم قالت بصوت ضعيف وهي تحدق في عينيه المخيفتين :
" أنا اردت فقط أن ..... "
قاطعها آل بهسيس جعل قلبها يهوي بين قدميها :
" ليندا هي كل خطوطي الحمراء في هذه الحياة يا چين ، اياكِ أن تقتربي منها بقدر أكبر مما أحدده أنا لكِ ... مفهوم ؟!! "
رمشت چين وخوفها منه قد عقد لسانها فهدر فيها مرة أخرى جاعلًا جسدها ينتفض برهبة حقيقية منه :
" مفهوم ؟!! "
هزت رأسها عدة مرات ثم همست بصوت ضعيف ومقاومة أضعف :
" أنا لا أسمح لك أن تعاملني هكذا "
نظر لها آل قليلًا ثم ترك شعرها وتمتم ببساطة :
" وأنتِ لم يعد مسموح لكِ بالمجيء إلى هنا الفترة القادمة "
اتسعت عينا چين بذهول ثم كادت أن تتحدث فيسبقها هو مستطردًا ببساطة :
" بعيدًا عن خطأك الذي ولحسن حظك لم يكتمل ، سفيان بات يشك بكِ ويجب أن لا تأتي إلى هنا "
وكأن عشقها له إدمان يسيطر عليها كليّا همست چين بعينين دامعتين وضعف أصبح صفة تميزها في حضرته :
" وكيف سأراك ؟!! "
عاد إلى مقعده ثم رد عليها بعملية دون أن ينظر إليها :
" ستريني في منزلكم كما المعتاد "
ليرفع عيناه فجأة إليها ويتمتم بتحذير قوي :
" إياكِ أن تأتي إلى هنا مرة أخرى يا چين وإلا أنتِ تعلمين العواقب جيدًا "
اومأت له بخنوع جعله يطمئن على ولائها له ..
فهي يجب أن تظل مفتونة به ،مسلسلة إليه
مغرمة حتى النخاع حتى يستطيع أن يرى من خلالها كل ما يدور في بيت الديب في غيابه وحتى يستطيع أن يصل إلى ثأره القديم الذي لن تكتمل أركانه إلا بموتها
وفي غفلة منها نزل بنظراته إلى بطنها المسطحة مدركًا أن تلك الليلة التي تعمد أن يمضيها بصحبتها باتت نتائجها على وشك الظهور ..
قطعة جديدة يضيفها للوحة انتقامه
قطعة بلون الدم ..
دم چيانا هارون الديب ابنة الرجل الذي سرق منه ثأر سيدرا قبل أن يناله من المدعو زاهر .. والده .
***********
( بعد فترة )
تجلس بمفردها بمنأى عن الجميع وتدفن رأسها في كتابها في مشهد مألوف عنها ..
فهي دودة القراءة ، عبقرينو الدفعة وأحيانًا سلاح التلميذ كما يلقبها البعض بفكاهة .. !
قلبها كان منقبضًا وهي تنتظر حضوره لإلقاء المحاضرة كحال بقية الطلبة ..
دائمًا ما تريد الهرب من أمام عينيه
دائمًا ما تبحث عن مخرج أو ربما ثقب صغير تهرب من خلاله فلا تلمحها عيناه بنظراته النافرة .. !
تنهدت بملل واعادت انتباهها قسرًا إلى ما تقرأ ليقاطعها صوت ذو نبرات لطيفة :
" مرحبًا يا فداء .. كيف حالك ؟!! "
التفتت فداء إلى ريم زميلتها ثم ابتسمت إليها وردت التحية فتجلس ريم ثم تسألها عن أحوالها لتهمهم بعدها بتعجب :
" لقد استغرب الجميع من انتقال لجين المفاجئ .. ألم يكن لديكِ علمًا بالأمر مثلنا ؟! "
نفت فداء بهزة من رأسها وهي تشعر بعدم الراحة فربتت ريم على كتفها بمؤازرة ثم قالت :
" أستطيع ان أرى شعورك بالوحدة في غيابها ، لكن لما تنأين بنفسك عن الجميع بهذا الشكل ؟!! "
ابتسمت لها فداء ثم قالت بتكلف :
" يهيئ لكِ يا ريم ، كل ما بالأمر أنني مشغولة بعض الشيء لا أكثر "
ظهر عدم التصديق في عيني ريم لكنها وارته بسؤالها الماكر :
" هل هذا يعني أنكِ لن تأتين إلى حفلة خطبتي الأسبوع المقبل ؟! "
اتسعت ابتسامة فداء وقد أدركت سبب اقتراب الأخرى منها فباركت لها لتغمغم ريم بشقاوة محببة :
" لا ، هذا لا يكفيني يا دكتورة فداء .. يجب أن تحضري حفل خطبتي وإلا حقًا سآخذ على خاطري منك "
وعدتها فداء بمحاولة الحضور لتنتبهن سويًا على دخوله إلى القاعة ..
وما زال حضوره لقلبها خاطف .. !
وما زال يسرق النبضات منها ويلعب بها ككرة المطاط ..
بل هي معه كمن تركب افعوانية ترتفع بها إلى أعلى نقطة ثم تهبط بها دون سابق إنذار فتخطف أنفاسها ويضطرب قلبها بوجيف لا قبل لها بالسيطرة عليه !
تصادمت نظراتهما فنكست رأسها تدفنه في كتابها تمثل الانتباه بينما تجاهلها هو مقطبًا بضيق اعتراه حينما وقعت عيناه عليها وعقله يُعيد عليه لوثة أول البارحة .. !
بلى .. لم يكن حلمًا أو حتى كابوسًا بل أقرب وصف له هو لوثة ،عته أو حتى خبال
عاد بتركيزه إلى ما يشرحه ، يجبر نفسه على الانتباه والسكون ،يجيب أسئلة الطلبة بصبر ويخبرهم بالمطلوب منهم لحين المحاضرة المقبلة
كل هذا دون أن يسمح لعينيه أن تطرف تجاهها من جديد ولو عرضًا
أنهى آدم المحاضرة مبتسمًا بعملية ثم خرج من القاعة مرخيًا أعصابه فاعتبرها عقله إذنًا بالاقتحام .. !
تفاصيل ( اللوثة ) تعود وتغزو مجال رؤيته ..
كان مستلقي فوق العشب يغمض عينيه باسترخاء ونسمة باردة تداعب وجهه فتنعش حواسه وتجعله يطفو فوق أي منغصات ..
يأتيه صوت ضحكات صفية من بعيد بتشوش، مختلطًا بضحكات اخرى متعددة فيبتسم بدفء دون أن يفتح عيناه ..
لوحة ربيعية بألوان مبهجة وطقس يبعث في النفس السكون والاسترخاء ..
تشتد أشعة الشمس حوله لكنها لا تحرق بل تدفئ القلب وتغشي العين رغم إطباقها .. !
يحاول وضع كفه أمام عينيه ليحجب الضوء الساطع عنه قليلًا دون نجاح ..
مرة وراء مرة وراء أخرى وفي كل مرة جسده يخذله ..
في النهاية تمكن من فتح عينيه ليصطدم بعينيها !
ضاحكتين ، ملهمتين ،بريئتين بمكر وشقاوة
يرتج قلبه بين اضلعه ثم تحتله السكينة ..
يضطرب ثم يطمئن ..
يزداد وجيبه ثم يخبو
وكأنه يتأرجح معها على شفا قرب وابتعاد ..
وهي ودون أي مجهود تهيمن على خافقه بتعسف غريب كان حافزاً لهربه منها .. !
لكن جسده مكبل ،مسلسل في وضع معين ..
صوت الضحكات يبتعد ويبتعد ..
الرؤية حوله تتشوش أكثر
وقلبه يرتفع به لأعلى القمم ثم ينحدر بكل جبروت
وهي أمامه تجلس مبتسمة بمكر يحفزه للركض هربًا منها أميال واميال ، يحاول رفع كفه بغرض الحماية من شيء يجهله ..
كخط دفاع يذود به عن نفسه
فتمسك هي بتلك الكف التي تبحث عن تمرد لن تطاله تضغط عليها بلا رفق وابتسامتها الناعمة تزين ثغرها
تميل عليه بلا مقدمات تهمس جوار أذنه بشقاوة وغنج :
" ستبقى نائمًا حتى تقع بالحب "
ثم تغمزه وتتلاشى بعدها من أمامه كغبار سحري وتتلاشى معها الألوان !
تغرب شمسه والضحكات تختفي وتضمحل تمامًا فينظر حوله بقلب منقبض ليجد العشب الذي كان ممتدًا بطول البصر قد تحول إلى أرض جرداء.. مقفرة .. !
ليبقى طنين صوتها مرافقًا له ليومين متتاليين كترنيمة تثير أعصابه ..
( ستبقى نائمًا حتى تقع بالحب )
ركب سيارته وصفع بابها بغيظ ثم ضرب المقود أمامه كارهًا سيطرة حلم سخيف على عقله بهذا الشكل
لا ليس بحلم ..
بل هو لوثة
لوثة سيتخلص من آثارها في اقرب وقت ممكن .
************
( الوادي )

مستلقية فوق فراشها بوضع مريح ، لم تذهب إلى عملها في الصباح في بادرة جديدة عليها ..
لا تعلم لما شعرت برغبة عارمة في استراحة تدلل فيها نفسها
استراحة قصيرة لمحارب يقف على أرض المعركة دون حراك
وكأنها تسترق وقتًا مستقطعًا تأخذ فيه أنفاسها قبل أن تعاود النهوض ومواجهة تحديات حياتها ثم تستوعب التغيرات التي حدثت لها في الفترة الأخيرة .. !
تذكرت اتصالها بفضة واخبارها بأمر عزيز وطلبه ثم أعلنت على استحياء أنهم قرأوا الفاتحة بالفعل ..
وليتها ما فعلت !
صمتت شقيقتها تمامًا حتى ظنت غالية أنها أنهت المكالمة لتُفاجئ بعدها بمباركتها بنبرة فاترة وكأنها تلومها على استمرار حياتها ..
وعدتها غالية بزيارة قريبة فلم تهتم ولم تعلق
أخبرتها أنها لن تُقيم زفاف إلا بحضورها وأيضًا لم تهتم
زفرت غالية بقنوط ثم انتبهت على صوت طنين خافت لهاتفها معلنًا عن وصول رسالة جديدة ..
فتحتها لتجد رقمًا غريبًا قد ارسل لها رابط اغنية قديمة ففتحتها بفضول وعقلها يرسل لها الإشارات عن هوية صاحب الرسالة ..

( حلف القمر يمين وقال لي يا حلوة ساعة ما شافك ..
حلف القمر يا قمر يمين وقال لي يا حلوة ساعة ما شافك
فالحسن لا بعدك ولا قبلك يا روحي .. يا روحي كملت أوصافك يا روحي )

ابتسمت غالية بخفر لتُفاجئ به يبعث لها كلمات الاغنية في نفس التوقيت فتشعر كما لو أن الكلمات لم تعد ملك صاحب الأغنية بل باتت من همسه الخاص ..

( حلف القمر لون الورود ، لون الزهر فوق الخدود
زاد الحلا جدايل سود جدايل سود حلي الكرز فوق شفافك يا قمر
فالحسن لا بعدك ولا قبلك يا روحي .. يا روحي كملت أوصافك يا روحي )
شعرت بالسخونة تغزو روحها وارتبكت أنفاسها كما لو أنه يراها وتركت لنفسها العنان للغرق معه لهذه الليلة ..
أرخت قيودها بنفسها وتجاهلت حصونها التي اخفت ورائها كسرتها من نظرة الجميع لها وحلقت معه ..
لليلة واحدة
فقط لليلة واحدة ستستمتع بشعور أنها انثى مرغوبة يتغنى حبيبها بجمالها وحُسنها
لليلة واحدة ستخرج من إطار صاحبة المرض ،ضعيفة الصحة والمجهود
لليلة واحدة ستحلق فيها مع كلمات اغنية اُرسلت من أجلها هي ..
من أجل غالية فقط وليست غالية العامري !
بل هو مرسال عاشق رأت عن قرب حبه لها حين نظرت له
قصة جديدة تفتح أبوابها لها فتعتقها من روتين حياتها الممل والخانق
ربما ستستيقظ في الصباح تلوم نفسها على الانجراف لهذا الحد .. !
ربما ستستيقظ على إرهاق دون سبب فتصفعها حقيقة هشاشتها التي تكرهها .. !
لكن لا يهم
فلتحيا داخل فقاعتها الوردية لهذه الليلة وتعيش حلمها لنهايته ثم تغفو على كلمات تدلل أنوثتها وترسم لها خيال تود لو تعيش فيه عمرها بأكمله .
اغفي يا غالية ..
أسدلي جفنيكِ على عاطفته واحتفظي بها بين ضلوعك
ارخي حصونك يا غالية
واتركيه يأخذك ويسبح بكِ في تياره
اغفي يا غالية
ودعي السهاد لليلة واحدة
واغفي بقلب سُرقت منه نبضته الأولى بفعل فاعل

( طل الهوى بأحلى عيون قلي الدوى بين الجفون السحر
هام بألف لون والشعر غافي على كتافي عيني على الهوى
فالحسن لا بعدك ولا قبلك يا روحي يا روحي كملت أوصافك يا روحي )

وكأن عقلها استجاب لكل توسلات حواسها فارتخى تمامًا ..
وغفت الغالية .
*********
( العاصمة )
دخلت فداء إلى المطبخ بعد عودتها من الجامعة لتستقبلها سميحة قائلة باستعجال :
" هيا يا فداء ، بدلي ملابسك بسرعة وتعالي لمساعدتي "
نظرت فداء إلى والدتها التي كانت تضع أمامها سلة من الخضروات تقشرها بهمة ونشاط ثم غمغمت بتأفف :
" ما كل هذا يا أمي ؟!! .. هل سنعد وليمة ؟!! "
ردت عليها سميحة بوجه ممتعض وهي مستمرة فيما تفعله :
" بالطبع ، أنا انتظرت عودة بِشر حتى أقيم تلك الدعوة .. خالتك وأولادها قادمين ولقاء وعمك مأمون ويجب أن تكون المائدة عامرة وعلى أكمل وجه "
التفتت فداء وتمتمت بسخرية خافتة :
" دعوة عائلية متأخرة بمناسبة عودة الغائب الذي لا يطيق أحد من العائلة من الأساس .. ممتاز "
هتفت سميحة في إثرها وهي تراها تسير ببطء :
" أسرعي يا فداء "
لتهتف فداء بامتعاض :
" حاضر يا أمي حاضر "
صعدت إلى غرفتها وبدلت ملابسها بضيق بات لا يغادرها مؤخرًا لتنتبه على طرقات الباب وهي تضع ملابسها في مكانها لتجد شقيقها قد أتى بشكل مفاجئ :
" علي ! .. لم اسمع صوت سيارتك "
ابتسم بخفة ثم سألها بجهل :
" ما الذي يحدث في الأسفل ؟!! "
ضحكت فداء ثم أجابته وهي تكمل ما تفعله :
" أمي دعت كل العائلة على الغذاء بمناسبة عودتك "
قطب ثم قال بعدم فهم مكللًا بالسخرية :
" أليست متأخرة قليلًا هذه الخطوة ؟!! "
هزت فداء كتفها وردت عليه بتلقائية :
" لقد كانت تنتظر عودة بِشر من السفر "
أومأ بلا مبالاة ثم سألها بحذر خفي :
" ومن المدعوين ؟!! "
ابتسمت له فداء ثم أجابت :
" خالتي إيمان وأولادها ولقاء ووالدها "
رفع حاجبه بمكر ثم سألها ببراءة زائفة :
" لقاء هذه تكون ابنة خالتنا الأخرى التي لم ترغب برؤيتي .. أليس كذلك ؟!! "
نظرت له فداء باستنكار ثم أوضحت بأسف :
" لا يا علي ، الأمر ليس كما تظن .. لقاء مرت بظروف شديدة القسوة ، هي وزوجها تعرضا لحادث توفي هو على إثره وفقدت جنينها بعد وقت متقدم من الحمل "
" How sad ! "
غمغم بها آل متظاهرًا بالتأثر لتستطرد فداء بعدها :
" لكنها الآن أفضل بكثير الحمد لله، وجدت وظيفة وسترتبط عما قريب بإذن الله "
انفرجت ملامح آل بضحكة خبيثة ثم عقب :
" إنها لا تضيع وقتها على الإطلاق ، لقد تشوقت حقًا لرؤيتها والتعرف عليها عن قرب "
نظرت له فداء بعدم رضا ثم غمغمت :
" الأمر ليس كما يبدو لك "
هز آل كتفيه بعدم اكتراث ليعلو بعدها صوت سميحة من الاسفل تدعو فداء بزعقة عالية فاغمض آل عينيه بامتعاض ثم سأل فداء ببطء حذر وإن كان ظاهره الفكاهة :
" كيف كنتِ تبلين معها بمفردك طوال السنوات الماضية ؟!! "
للحظة تجمدت نظرة فداء واصبحت خاوية ثم التفتت وتدبرت عناء الرد بمرح زائف :
" لم تكن معي يومًا "
لم يفهم آل فحوى حديثها لكنه التقط ضيق روحها الذي ألم بها عقب سؤاله ليقبض كفيه بغضب ثم يتبع فداء بعد دقيقتين وقد حدد خطوته القادمة بشكل نهائي .
**
" لا ترهقي نفسك يا فضة .. اتركي الباقي لفداء ستتولى هي أمره ، أنتِ تقفين معي منذ الصباح دون تناول افطارك حتى "
استمرت فضة في تتبيل قطع اللحم بينما تجيب بصوت هادئ النبرات :
" ليس بالشيء الجلل سيدتي ، اتركي فداء ترتاح قليلًا وأنا سأنهي العمل "
ليأتيها الرد بصوت فداء التي غمغمت بمرح وهي تنضم اليهن :
" وفداء جاءت .. ما المطلوب مني ؟!! "
أعطتها سميحة بعض المهام وانهمكن في العمل لعدة دقائق قبل أن يصلهن حديث آل الممتعض عبر هاتفه :
" سأبحث عن عمل آخر ، لا يهم "
وكما المتوقع ومن جملة واحدة هرولت نحوه سميحة وقالت بصوت خافت حتى لا يصل إلى محدثه :
" لقد حدثت بِشر البارحة .. لا تشغل بالك بأمر العمل "
نظر لها آل بنصف عين ثم انهى مكالمته الوهمية وقد وصل لنصف ما أراده ..
تجاهل والدته ثم نظر إلى من ستشاركه النصف الآخر من خطته وغمغم بمشاكسة وهو يلتقط ثمرة تفاح من فوق الطاولة :
" كيف حالك سيلفر ؟!! "
أجابته فضة دون أن تنظر نحوه :
" بخير ، ماذا عنك ؟!! "
سره حديثها معه فأجاب مبتسمًا وهو يقف جوار فداء :
" أنا بأفضل حال "
" غريب "
تمتمت بها بصوت مسموع جعل الثلاثة ينظرون إليها بعدم فهم فاستطردت بهدوء :
" من دقيقتين فقط تركت عملك في المكتبة الذي تحبه "
تولت سميحة مهمة الرد بدلًا عنه وابتسامتها المتأملة تشمل وجهها :
" سيعجبه العمل مع بِشر بإذن الله "
قاطعتها فداء تتمتم بمرح :
" بمناسبة بِشر .. انا لن أصنع له الدجاج لأنه لا يتوقف عن انتقادي في كل مرة وكأن لا أحد يستطيع صنعه مثله "
لتستطرد بعدها ضاحكة وهي تنظر إلى فضة التي تتابع عن كثب :
" هذا عيب أن يكون لديكِ أخ طباخ "
ابتسمت لها فضة ثم قالت بسماحة ظاهرية :
" اتركيه وأنا سأصنعه لأجله "
نظر لها آل بتهكم فأدركت أنها تمشي معه على الطريق الصحيح وللحظة شعرت بالحيرة وتساءلت بتردد ..
هل عليها أن تحذر بِشر من الخطر المحدق بعمله أم عليها أن تكمل دورها كفتاة مختلة وتلتزم الصمت لأن في كل الأحوال لن يصدقها أحد ..!
" لم تجيبي رسالتي سيلفر "
أجفلت فضة من شرودها على صوته القريب منها لتجده يقف جوارها والمطبخ فارغ إلا منهما ..
تابع آل نظرتها الضائعة وكأنها كانت منغمسة في أفكارها ثم أجاب على سؤالها الغير مقصود :
" فداء قررت تقطيع السلطة في الخارج وأمها ذهبت لتخرج أطباقها من شيء ما لم افهم معناه "
" النيش "
همهمت بها فضة بهوادة فابتسم معقبًا :
" أجل .. هذا هو "
ليكرر قوله مرة أخرى وهو يقضم من التفاحة :
" أرسلت لكِ رسالة هذا الصباح .. ألم تصلك ؟!! "
تذكرت فضة طنين الهاتف في السادسة صباحًا والذي أيقظها من غفوتها برسالة منه جعلتها تتمنى لو أنه أمامها حتى تشق رأسه بالهاتف وتنتهي منه ..

( يجب أن تنهضي من فراشكِ في ساعة مبكرة وأن تقولي لنفسكِ كلما استيقظتِ .. أنا على خير ما يرام ، أنا قوية سعيدة )

سألته فضة باهتمام زائف :
" هل هذا اقتباس آخر من الرواية التي تقرأها ؟!! "
أومأ لها مبتسمًا بخفة ثم تمتم بعد لحظات :
" إنها رواية مثيرة من الأدب الروسي ، تحكي عن امرأة متزوجة تحيا حياة ضجرة إلى أن وقعت بالحب وأدركت المعنى الحقيقي للحياة "
لصدمته ولأول مرة ضحكت له !
ضحكت بصوت خافت جعله ينظر لها متفاجئًا ومتعجبًا و .. منتصرًا !
البداية ضحكة وإن كانت مستهجنة لما يقول ..
خطته معها تسير بأفضل ما يكون
تظن أنها تلعب عليه ولا تدرك أنه هو من يسحبها لفخه ببطء وحذر !
فريسة صعبة لا ينكر ..
لكن الصعب افتراسه أكثر متعة ..
أكثر لذة ..
ومذاقه .. مؤكد لن يُنسى !
ضيق عيناه منتبهًا لأول مرة لشامة تعلو شفتها العلوية فغمزها هامسًا بوقاحة :
" لديكِ شامة مغرية "

( تلك الشامة تُثير جنوني منذ أول مرة وقعت عيناي عليها )

اقتحمت جملة مشابهة رأسها دون سابق إنذار ..
جملة مرت على مسامعها وقت انتهاكها ..
صاحبها ثمل ونبرته شهوانية وعيناه تلمع برغبة فاجرة مثله
" احترسي "
هتف بها آل فنظرت له فضة بعدم فهم لتجده أمسك بكفها الذي جرحته بالسكين دون شعور عنوة ودار بها نحو الحوض يضعها أسفل الماء وعيناه تلمع بتساؤل صريح عن ما ألم بها ..
انتزعت كفها من بين أصابعه بعنف ملحوظ ليأتي صوت سميحة تتساءل بدورها عن ما حدث لتقع عيناها على كف فضة النازف بغزارة ..
أخرجتها من المطبخ ثم دعت فداء التي فحصتها وقامت بعمل الاسعافات الأولية لها ثم ربطت لها كفها دون أن تنتبه لرجفة جسد فضة أمامها .. !
لا أحد ينتبه ..
لا أحد يلاحظ ..
إلا عينين زرقاوتين تلتقط الرجفة الخفية ، النظرة المبعثرة
والروح التي ظن أنه يؤثر فيها بحضوره فهربت منه في لمح البصر وتقوقعت داخل عالم اخر يخصها بمفردها !
وللمرة التي لم يعد يحسبها همهم لنفسه بحيرة لا تنتهي ..
( What is your secret Silver ?!!)
**
( بعد وقت )
المائدة جاهزة وكل شيء معد ..
فضة اعتصمت في غرفتها منذ ما حدث وفداء تولت مع سميحة بقية التحضيرات
رن جرس الباب فذهب آل وفتحه ليجد وجه خالته في استقباله والتي تمتمت ببساطة شديدة وهي تشده إليها بلا مقدمات لتقبل وجنته بمشاكسة وكأنها تعرفه منذ زمن :
" How do you do يا قمر ؟!! "
أجفل آل ونظر لها بغضب واستنكار فتجاهلته إيمان وهي تدخل الى المنزل بأريحية شديدة تتبعها سندس التي همست في أذنها :
" ماذا الذي تفعلينه يا أمي ؟!! "
" اصمتي أنتِ "
غمغمت بها إيمان بصرامة لتكمل طريقها وتجلس على أول أريكة قابلتها
تابعها آل بعينين يملئهما السخط ووجه مكفهر بغضب جعله يدفع الباب بعنف حتى يغلقه لتمنعه يد بِشر الذي نظر له بتعجب من دفعه للباب بهذه الطريقة ليلقي عليه التحية بنبرة هادئة ثم ينظر خلفه ويبتسم بحنو ..
لم يرد آل تحيته لكن حركته الأخيرة لفتت انتباهه فنظر خلفه ليجد فتاة قصيرة تمشي الهويني دون سبب واضح له
مؤكد هذه زوجة ابن خالته ..
" تعالي يا رغدة "
غمغم بها المدعو أخاه لتقع عينا رغدة عليه فتتسع بانبهار ثم تتمتم بعفوية شديدة :
" واو .. هل هذه حقًا عيناك ؟!! "
امتقع وجهها عقب سؤالها الاحمق بينما كتم بِشر ضحكته بشق الأنفس لينظر لها آل ببلادة دون أن يتفوه بحرف مما زاد من إحراجها
ظهر زوجها أخيرًا بعد أن صف سيارته ثم وقف خلفها وصافحه وهو يلقي التحية بصوت قوي ليمسك بزوجته ثم يدخلون جميعًا إلى البيت يجلسون على الأرائك وقد خرجت سميحة وفداء لاستقبالهم بترحاب أضجره ..
من جديد وقعت عيناه عِرضًا على المخبولة التي جاءت جلستها بالقرب منه وكانت تحدق فيه باستكشاف مريب ..
لكزتها خالته حتى تتوقف عن النظر له بتلك الطريقة البلهاء فارتبكت رغدة ونظرت نحو صخر الذي كان مشغولًا عن ما تفعله بحديثه مع بِشر ..
" توقفي عن التدقيق فيه هكذا .. زوجك سيقتلك إذا رآكِ "
تمتمت بها إيمان بتحذير خافت فتفوهت رغدة بأفكارها بصوت مسموع :
" أنه يشبه بطل سلسلة افلامي المفضلة التي شاهدناها سويًا البارحة .. هل تظنين أنه يقرأ الأفكار مثله ؟!! .. رباه انظري إلى عينيه كيف تضوي يا أمي ! .. والله يشبهه ، بل هو نسخة منه "
لكزتها إيمان مرة أخرى ثم قالت بحزم :
" احترمي نفسك قليلًا "
لتتوجه بعدها بنظراتها بتدقيق مشابه الى آل الذي كان يعبث بهاتفه بضجر شديد متجاهلًا كل ما يدور حوله ثم تميل إلى رغدة هامسة بتواطؤ :
" أنه يشبهه بالفعل "
أما هو فكان يصله همسهم بوضوح فيجعله راغبًا في قذفهم بمنفضة السجائر التي تجاوره ..
جلستهم شديدة الملل ، شديدة الثُقل على قلبه
تجعله أكثر سخطًا عليهم .. !
ومن الواضح أن هذه الدعوات أمر مكرر بينهم بينما لم يعتاد هو أبدًا على هذه السخافات
لمعت عيناه ببريق مشاكس ثم قرر التحدث مع الهاربة خلف أسوار غرفتها عبر رسائله أحادية الجانب ..
( وجودك في الغرفة المقابلة كافيًا لي لأتقبل هذا الصخب )
( ألن تخبريني سرك ؟!! )
( Come on Silver .. أخرجي لنتشارك هذا الصخب الممل معًا )
وكما توقع لم ترد على رسائله ولم تراها حتى فاستسلم لوقت مستقطع مقررًا إعادة الهجوم في وقت لاحق
رن جرس الباب من جديد فالتوت ابتسامته بمكر ثم نهض بخفة ليفتح الباب من جديد ..
خطوة
اثنان
ثلاث
والابتسامة العابثة تتسع
فتح الباب ثم رمق لقاء التي تفاجئت بأنه هو من فتح لها الباب بنفسه فارتدت خطوة للخلف جعلت والدها ينظر لها بتعجب ليكتم آل ضحكته ثم يغمغم بمرح تلبسه :
" مؤكد أنتِ ابنة الخالة الأخرى "
ثم يغرس نظراته الماكرة في عينيها قائلًا بابتسامة مختلة ذكرتها بأول تعارف بينهما :
" Hi .. I'm Aal"
********
وفي نفس التوقيت بمنزل آخر كانت صفية تقف وقد عادت للتو من العمل تنظر إلى المائدة العامرة أمامها باستغراب لتسأل أمها بصوت مرتفع :
" هل يأتينا ضيوف يا أمي ؟!! "
خرجت أزهار من المطبخ تحمل طبقًا آخر ثم اجابتها بابتسامة ملتوية :
" لا ، أنا فقط رغبت في تدليلكم اليوم "
ابتسمت لها صفية وإرهاق يوم العمل يطغي على تركيزها ثم قالت وهي تتحرك نحو غرفتها حتى تبدل ملابسها لشيء مريح فهتفت أزهار في إثرها :
" ارتدى شيئًا مناسبًا يا صفية "
التفتت تنظر لها بتساؤل صريح فأكملت أزهار عملها وهي تبتسم ابتسامة عريضة ثم رفعت عيناها نحو ابنتها وقالت بعفوية :
" ارتدي شيء يناسب كدي وتعبي في تحضير هذه المائدة "
زفرت صفية بإرهاق ثم أكملت طريقها نحو غرفتها دون تعقيب لتخرج بعد قليل ترتدي سروال من الجينز الضيق يعلوه قميص شبابي باللون الأخضر الغامق وقد جمعت شعرها في ذيل فرس متوسط الطول فبدت كما لو أنها عادت مراهقة من جديد .
ابتسمت لها أزهار باستحسان ثم أكملت رص الأطباق أمام نظرات ابنتها المتفحصة ثم ينضم بعدها سعد إلى الجلسة وتحتل الصدمة محياه بدوره متسائلاً عن ما يحدث لتتمتم أزهار بعد لحظات بعفوية شديدة الافتعال وهي تنظر إلى الساعة :
" ألم أخبرك يا صفية ؟!! "
نظرت لها صفية ثم قلدتها وهي تضع كفًا فوق الآخر :
" لا يا أمي ، لم تخبريني "
ضحكت ازهار بخفة ثم قالت بسعادة :
" لقد دعوت آدم على الغذاء وسيأتي بعد قليل كما أن ..... "
قاطعتها صفية قبل أن تكمل وهمهمت باستغراب دون أن تنتبه إحداهن إلى وجه سعد المكفهر :
" غريب ، لما لم يخبرني ؟!! "
ضحكت أزهار من جديد ثم قالت :
" مفاجأة يا حبيبتي .. مفاجأة "
وقبل أن تعقب صفية هدر سعد بغضب اهوج :
" وماذا عن رأي رجل البيت ؟!! .. ألم يكن يجب أن تستأذنوه قبل أن تدعو الأغراب إلى بيته ؟!! "
نظرت له أزهار باستخفاف ثم ردت عليه بتهكم :
" خطيب أختك ليس بغريب ، ثم ابحث عن شيء تلتهي فيه بعيدًا عنا اليوم .. فأنا أحاول إصلاح ما أفسدته بذهابك إلى السيد إمام من ورائنا "
طرقات الباب جعلت عينا ازهار تلتفت إلى سعد وتلمع بوعيد صريح فتأفف ثم نهض ليفتح الباب راسمًا ابتسامة شديدة الترحيب على وجهه لتنقشع الابتسامة عن وجهه وتتحول إلى تعبير أقرب إلى البلاهة حينما فتح الباب ليجد أمامه عمته تبتسم له بملامح محايدة :
" كيف حالك يا سعد ؟!! .. ألن تدعوني للدخول ؟! "
نظر سعد نحو أمه التي خرجت لترحب بعمته بابتسامة عريضة ثم دعتها للدخول فيما تقول لولديها المحدقان فيها بعجب :
" لو تركتموني أنهي حديثي أول الأمر لعلمتم أن عمتكم أيضًا مدعوه لرغبتها بالتعرف على آدم "
نهضت صفية ترحب بعمتها بلباقة فضمتها فايزة بحنان ثم سألتها عن حالها وباركت لها لتمر دقيقتين قبل أن ينهض سعد مرة أخرى ومعه صفية ليفتحا الباب يرحبا بآدم الذي دخل مبتسمًا بخفة وصفية تتبعه بالقول الممازح :
" أجلس في وجهك منذ الصباح ولم يخطر ببالك أن تخبرني "
ضحك آدم دون تعقيب ثم رحبت به أزهار وقدمته إلى فايزة التي ابتسمت له بتكلف وهي تدقق في هيئته رغمًا عنها ليلتفوا جميعًا حول المائدة وتتولى ازهار مهمة إظهار اهتمامها الخاص بآدم الذي كان ينظر إلى صفية من حين إلى آخر ملتقطًا عدم راحتها من وجود عمتها ..
التفت نحو سعد الذي يجاوره ثم قال بصوت خافت :
" أحتاج للتحدث معك على انفراد يا سعد "
أومأ له الأخير بلا اكتراث وهو يكمل تناول طعامه فعادت عينا آدم نحو صفية التي ابتسمت له بافتعال جعلته يشعر بعدم الارتياح ليأتي صوت أزهار كاسرًا الصمت من جديد :
" ألا يعجبك الطعام يا آدم ؟!! "
ابتسم لها ادم بكياسة ثم رد عليها :
" على العكس تمامًا ، سلمت يداك خالتي ..الطعام رائع "
ابتسمت له ازهار بزهو طفولي ليتوقف المشهد برمته حين سمعوا طرقات الباب من جديد فنهض سعد متأففًا ليفتح الباب فيتسمر قليلًا أمام الباب بلا نطق ..
" من الطارق يا سعد ؟!! "
وصله صوت أزهار فتولى هو مهمة إجابة سؤالها وهو يتخطى سعد الذاهل من حضوره ويدلف الى البيت بأريحية شديدة :
" أنا يا زوجة خالي "
ليخرج اسمه بنبرة التعجب كهمسة ثلاثية من والدته وزوجة خاله ومنها :
" سيف ! "

نهاية الفصل التاسع


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-21, 10:04 PM   #153

eylol

? العضوٌ??? » 448333
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 118
?  نُقآطِيْ » eylol is on a distinguished road
افتراضي

كده تقفلي الفصل في وش سيوفي 😄😄الفيس معلق عندي مدري ليه قريت الفصل هنا تسلم ايدك ياجوحو💓💓💓

eylol غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-21, 10:33 PM   #154

fatma ahmad

? العضوٌ??? » 341296
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 688
?  نُقآطِيْ » fatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجييييل حضووووور بما ان الفيس عطلان 😂 هنقرا الفصل هنا 😂

fatma ahmad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 01:02 AM   #155

Mayaseen

? العضوٌ??? » 392811
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » Mayaseen is on a distinguished road
افتراضي

الحمدلله على نعمة المنتدى في ظل حظر الفيس

Mayaseen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 01:03 AM   #156

Mayaseen

? العضوٌ??? » 392811
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » Mayaseen is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatma ahmad مشاهدة المشاركة
تسجييييل حضووووور بما ان الفيس عطلان 😂 هنقرا الفصل هنا 😂
عشان تشوفي مارك لما حسني زعلانة من كتر الحظر الي باكله راح عمل بلوك لكل الناس


Mayaseen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 01:04 AM   #157

Mayaseen

? العضوٌ??? » 392811
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » Mayaseen is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 12 والزوار 18)
‏Mayaseen, ‏احمد حميد, ‏Waafa, ‏bahija 1981, ‏noorhelmy, ‏ام سليم المراعبه, ‏Hager Haleem, ‏جاسمن81, ‏Seham elhenawy, ‏اميرته العنود, ‏Hendalaa, ‏shammaf


Mayaseen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 09:56 AM   #158

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك جوجو فصل جميل حبيبتي

Mummum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 07:51 PM   #159

رباب تطوانية
 
الصورة الرمزية رباب تطوانية

? العضوٌ??? » 481787
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » رباب تطوانية is on a distinguished road
افتراضي

تسلم يدك 🌹🌹 الرواية تاخد العقل

رباب تطوانية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 10:41 PM   #160

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

ليالي اخوها استغلها اسوء استغلال وحطمها هيه وفضه
وال عاوز تعرف ايه يا عم هيه فيها ايلي مةفيها بس اصبر بس كده تنفض الغبار عن نفسها وهتوريك فضه ايلي بجد ايلي كانت واكله الجو على سندس ومجنناها 😂
يا عيني على آدم ايلي انضرب بنبوءه 😂ده انت هتتنفخ.
سيف جاي يعكر الدنيا شكله لو لقاها مش متعكره 😏


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.