آخر 10 مشاركات
الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أبواب الجحيم-زائرة-ج1 من سلسلة دموع الشياطين-للآخاذة::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          ودواهم العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : emy33 - )           »          نعم يا حبيب الروح (17) الجزء1س عائلة ريتشي-للآخاذة أميرة الحب*مميزة -حصرية**كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          موعد مع القدر "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : athenadelta - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          فضيحة فتاة المجتمع الراقي (83) لـ:مورين شايلد (الجزء1 من سلسلة فضائح بارك أفينو)كاملة (الكاتـب : * فوفو * - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          لنجعل اليوم يوم الاعتراف .....؟ (الكاتـب : ميكاسا أكرمان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4011Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-21, 07:40 PM   #251

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل السابع عشر



" أنا حامل "
صدقوا حين قالوا أن بعض الكلمات قبور ..
فها هو يُسحق ويُدفن في كلمتين
كلمتان لم يستوعبهما من فرط ثقلهما على سمعه وعقله ..!
أتراها تمازحه مزاحًا ثقيلًا ؟!!
لا ، عيناها ترمقه بتصلب وكأنها تنتقم منه لسبب ما !
" ماذا بك يا عزيز ألم تسمعني ؟!! "
سؤالها يخرج بصوت شديد الخفوت فيهمس عزيز باسمها لا يدري إن كان يطلب تأكيدًا ام أن هذا صوت قلبه الذي يستوعب هول الأمر بالتدريج !
" هل أنتِ حامل حقًا ؟!! "
سؤاله يخرج مهتزًا وهو يحدق في وجهها بعدم تصديق منتظرًا منها أن تضحك وتخبره أنها تمزح معه مزحة حمقاء لا اكثر ..
سيعاقبها ..
وحق الله سيعاقبها .. لكن بعد أن يطمئن أنها بخير !
" لما كل هذه الصدمة والذهول ؟!! .. حري بك أن تفرح لخبر مثل هذا ؟!! "
تلقي سؤالها بتهكم واضح فلا يستوعب عزيز ما يقال ثم يقف هاتفًا بسؤاله ببوادر جنون :
" افرح ! ... هل أنتِ حامل حقًا ؟! "
تطلعت في ملامحه المصعوقة بتشفي ثم غمغمت ببساطة شديدة :
" اقسم بالله حامل "
" كيييييييف ؟!! .. نحن نتخذ كل التدابير "
هزت غالية كتفيها بلا مبالاة وكأن الأمر لا يخصها ثم قالت بصوت هادئ :
" أمر الله .. لا يوجد مانع حمل ذا مفعول مئة بالمئة "
لف عزيز حول نفسه بجنون ليتوقف بعدها بشكل مفاجئ ثم يرمقها بطريقة مختلفة وكأنه يستوعب الصورة كاملة أخيرًا فيسألها بعدم استيعاب حقيقي :
" وما بالك هادئة بهذا القدر ؟!! "
رفعت غالية حاجبيها باستهجان وسألته بخفوت :
" وما المفترض أن أفعل ؟!! "
" ما الذي يحدث يا غالية ؟؟! "
يخرج سؤاله بنبرة حادة خشنة فتنهض غالية أخيرًا من مكانها ثم تقترب منه ببطء إلى أن وقفت أمامه ثم أعادت قولها بنفس الهدوء الكارثي :
" أقول لك أنا حامل "
أطبق فكيه يحاول التحكم في غضبه بينما استطردت غالية من بين أسنانها :
" أظن هكذا لم يعد هناك داعي لتنفيذ اتفاقك مع والدك .. أم أنك فعلتها اليوم وخطبت ابنة الجزار وانتهى الأمر ؟!! "
اتسعت عينا عزيز بصدمة من معرفتها لتبتسم غالية بسخرية من صدمته البادية على وجهه ثم تتمتم بفحيح :
" ماذا هل صدمتك ؟؟! .. والله لا تأتي قطرة في صدمتي بك "
قطب عزيز ليسألها بعد برهة :
" كيف علمتِ ؟!! "
رمقته بخيبة أمل ضربته في مقتل ثم قالت بخفة :
" أختك العزيزة تبرعت بإخباري "
اشتعلت عينا عزيز بغضب لتهمهم غالية بعد لحظات بنبرة متحشرجة :
" سبحان الله .. لقد علمت بأمر حملي قبل وصول اختك بدقائق وكأن الله يضع أمام عيني الاختبار والحل في آن واحد "
اقترب عزيز منها بشكل مفاجئ ثم أمسك بذراعها يسألها بوجه مغلق :
" أي حل يا ابنة العامري ؟!! "
شدت غالية ذراعها منه ثم تمتمت بجنون :
" إذا كان هذا الطفل هو الثمن الذي سأحمي به كرامتي منكم فأنا سألده "
" على جثتي "
يصرخ بها عزيز بوحشية لكنها لا تجفل ولا تحفل به بل ترد عليه بقوة وصلابة :
" سألده وإن كان آخر شيء أفعله في هذه الحياة ولن يستطيع أحد منعي يا عزيز ولا حتى انت "
نظر لها عزيز مذهولًا من انقلابها التام وكأنه أمام شخصية أخرى لا يعرفها ..
أم لعله لم يكن يعرفها بشكل دقيق .. !
لتكمل غالية مسلسل جنونها فترتسم على شفتيها ابتسامة سخرية مريرة فيما تقول بنبرة لم يسمعها منها من قبل وكأنها تنفث كل السموم التي بُثت فيها على مدار عمرها كله في وجهه هو :
" لا تقلق يا عزيز .. سأزيل العقبة من أمامك انت وعائلتك ولن يصبح اسمك مقترنًا بعليلة الوادي أكثر من ذلك "
بهتت ملامحه لتستطرد غالية بعينين ناقمتين :
" لن يعايرك أحد بي بعد الآن .. فها أنا أثبت للجميع أنني انثى وامرأة حقيقية ولست عاقرًا كما اعتادوا أن يطلقوا عليّ "
رمقها عزيز مذهولًا والصورة تتضح أمامه رويدًا رويدًا ..
غالية عليلة بحق !
لكن ليس بقلبها ولكن بروحها التي مُزقت على مدار سنوات عمرها بأحاديث الناس عنها ..
الغالية مهشمة من الداخل وما وصلها عنه والذي هو موقن أنه وصل بشكل خاطئ خاصةً وأن بدور تحديدًا من تكفلت بتوصيله كان النقطة الأخيرة التي أفاضت الكأس .. !
فمن تقف أمامه ليست الغالية المعتزة بنفسها بل هي أخرى محطمة وشظايا روحها تراكمت داخلها على مر الأعوام وها هي تظهر الآن فتؤذيها وتؤذيه معها .
رمقها عزيز متجاهلًا قرارها الغبي ثم قال بنبرة حازمة :
" سنذهب للطبيب غدًا لنجـ...... "
لم تدعه غالية يكمل حديثه إذ هدرت فيه بشكل مفاجئ :
" قلت لك سألده وإن لم انجح هذه المرة سأحمل مرارًا ولن يجبرني شيء على تناول أي مانع حمل مرة أخرى "
هتف بها عزيز بدوره :
" لن يحدث يا غالية ، لن اغامر بكِ وإن كان الثمن هو حياتي "
ضحكت غالية باستهزاء واضح ثم قالت بصوت بتحدي :
" بل سيحدث يا عزيز .. أهون عليّ الموت من أن تذلني بزيجة أخرى ولم يمر على زواجنا شهرين "
هدر بها عزيز وهو يكاد يفقد عقله من عنادها الذي لم يتوقعه أبدًا :
" اي زيجة ؟؟! .. أنا لن أتزوج عليكِ قط ولم أذهب لخطبة احداهن كما تظنين "
" إذًا أنت لم تتفق مع والدك على الزواج بأخرى بعد زواجك مني ؟!! "
سألته غالية بتحدي وهي موقنة أنه من المستحيل أن تختلق بدور أمر مثل هذا من نفسها ليصمت عزيز قليلًا وتهتز نظراته فتدرك الإجابة قبل أن يغمغم بتروي :
" لا ، لم يكن اتفاق حقيقي .. والدي حينما رأى اصراري على الزواج بكِ أخبرني أنه سيوافق في حالة واحدة فقط وهي زواجي من أخرى بعدك .. فأسمعته الرد الذي يريده حتى احظى بكِ "
عقبت بنبرة جريحة :
" يعني اتفقتما "
كان إقرارًا ممتزجًا بالألم جعل عزيز يقترب منها هاتفًا بوجع :
" لا ، لقد رفضت الأمر تمامًا حينما عرضه علي بعد زواجي بكِ .. كنت مضطرًا يا غالية ولم يكن أمامي حلًا آخر "
" تزوجتني بخدعة ! .. خدعت عائلتك لتقبل بي ؟!! "
كاد عزيز أن يتحدث فقاطعته هامسة ببوادر بكاء :
" والآن والدك يطالبك بما اتفقت عليه معه وانت تتنصل منه .. وإن فشل هذه المرة سيحاول مرة أخرى وأخرى حتى يحظى بما يريد منك "
" لن يحدث "
همس بها عزيز ليجفل من صرخة غالية المقهورة وكأنها ذبيحة :
" لماذااااااا ؟!! .. هل أنا ناقصة لهذه الدرجة في أعينكم ؟! .. هل جعلتم مني نصف امرأة لن تقبلون بها في منزلكم إلا بوجود أخرى معها تكمل نقصها ؟؟! .. وتقولون عني أنا المريضة يا مرضى ؟! "
حاول عزيز أن يهدئ من روعها ويفهمها حقيقة الأمر وقد ارعبه الشحوب الذي زحف إلى وجهها بعد صراخها المتكرر لترفض غالية لمسته باستماتة وهي تهدر فيه بلهاث :
" ابتعد عني .. أنا اريد أخي ، أحضر لي ليث "
استمر عزيز في الاقتراب منها وقلبه يتمزق لأجلها ليتلقفها صارخًا اسمها برعب حينما نفذت قواها وسقطت مغشيًا عليها بين ذراعيه دون سابق إنذار .
************
يتبع ...


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-21, 07:41 PM   #252

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



تجلس في غرفتها والألم الشديد يعلو محياها ..

تشعر كما لو أن هناك كرة من لهيب تموج في أحشائها وتحرقها
وقلبها نبضاته متسارعة والعرق البارد يغرق جسدها بأكمله
تأوهت بألم شديد ثم أمسكت بهاتفها وحاولت الاتصال بآل وقد أدركت أن ما يداهمها الآن ما هو إلا أعراض إجهاض !
لم يجيبها فحاولت مرة أخرى دون نتيجة تذكر فحاولت النهوض من مكانها لكنها لم تستطع الحركة والمغص الشديد يهاجمها بشراسة وظهرها يكاد يصرخ مستغيثًا من فرط الألم دون أن تتمكن من طلب مساعدة أحد بوجود والدها في المنزل .
لحظات ودخلت الخادمة صغيرة السن تحمل في يدها كوبًا يتصاعد منه البخار فنظرت لها چين بعينين دامعتين فيما تقول باستجداء شديد الخفوت :
" أنجديني يا أسما .. بطني تؤلمني للغاية "
اقتربت منها الخادمة فيما تقول بتعاطف شديد وهي تربت على شعرها :
" أعلم يا سيدتي لقد سمعت صوت تأوهك وأنا أمر من أمام الغرفة لذا حضرت لكِ مشروب الأعشاب الذي تحبين عله يهدئ من المغص "
أخذت منها چين الكوب وبدأت في احتساءه ببطء وهي تحاول كتم تأوهاتها قدر استطاعتها لقرب غرفة والدها من غرفتها فتسألها أسما باهتمام :
" هل هذا موعدك الشهري يا هانم ؟!! .. ربما هذا سبب الألم الذي تتعرضين له "
هزت رأسها بالإيجاب لتصرفها بعد ذلك وهي تكمل الشراب وقد بدأت قدرتها على التحمل في الانهيار لتمسك بهاتفها مرة أخرى وتعاود الاتصال به وهي تهمهم ببكاء :
" أين أنت يا آل ؟!! "
لكن هاتفه هذه المرة كان مغلقًا تمامًا فبكت بانهيار وهي تعض على طرف الغطاء بأسنانها بألم شديد ثم يزداد العرق البارد ونبضات قلبها تتسارع أكثر ووعيها يبدأ في التلاشي شيئًا فشيئًا ليكن آخر ما شعرت به هو خط الدماء الذي انهمر بين ساقيها .
***
وفي شقته الفارهة يجلس آل أمام صورة سيدرا ينفث دخان تبغه في الهواء ليرن هاتفه ينبهه لوصول رسالة جديدة فرمقه للحظات قبل أن تعتم عيناه ويمسك به ثم يقرأ الرسالة بتروي شديد :
( لقد أسقيتها المنوم كما رغبت يا سيدي )
وهكذا ينتهي الفصل الأول من انتقامه ..
ربما هو رحيم بما يكفي ليجنب چين الألم بوضعه المنوم في شرابها لكن في النهاية القصاص قصاص .. !
وهو الآن نال قصاصه ولا داعي لأي تفكير آخر .
اطبق آل فكيه ورمى هاتفه بإهمال ليحدق في صورة أخته للحظات قبل أن يتمتم لها بصوت مكتوم :
" حصلت على نصف ثأرك سيدرا لكن يبقى الجزء الأهم "
لينظر بعدها في ساعته ثم يعود بعينيه لها متمتمًا بملامح شيطانية :
" وهو ما سينهيه سفيان بنفسه بعد دقائق "
****
( بعد وقت / قصر عائلة الديب )

يدور هارون حول نفسه بقلق لأول مرة يداهمه !
يكاد يضع يده على قلبه بترقب لن يزول حتى ينتهي سفيان من تسليم الشحنة ثم يعود له بالمال ..
يا الله إذا انتهى الأمر كما يرغب ستكون نقلة تاريخية في حياته بأكملها وقد لا يضطر للعمل بعدها مرة أخرى ..!
فتلك هي صفقة العمر كما يجب أن تكون وقد حارب كثيرًا حتى يحظى بها وتكون من نصيبه ..
حتى إنه جازف بكل أمواله تقريبًا لتوفير قطع السلاح المطلوبة ليحظى في النهاية بثمن يرضيه .
ابتسم لمجرد التخيل ليرن هاتفه فهرول نحو المكتب ليأخذه فيجدها مكالمة من أحد رجاله اللذين ذهبوا مع سفيان ليستقبل المكالمة قائلًا بصوت خشن :
" هل انتهيتم ؟!! "
" أجل يا باشا والأموال كلها بصحبة سفيان باشا الآن "
تهلل وجه هارون للحظات ليقطب بعد الجملة الاخيرة ثم يسأل بعدم فهم :
" أي أموال ؟!! "
فيجيبه محدثه بصوت ضاحك :
" السيد سفيان كان قد اشترطت عليهم أن يسلموا لنا الأموال نقدًا وليس تحويلًا على البنوك "
" ماذا ؟!! .. ما هذا الهراء ؟!! "
هتف بها هارون ليتلعثم محدثه قليلًا فيغلق هارون المكالمة ثم يتصل بسفيان الذي استقبل المكالمة قائلًا بسخرية :
" لا تتعجل يا أبي ، أنا في طريقي إليك "
هدر فيه هارون بغضب شديد :
" هل جننت ؟!! .. كيف تعدل في الإتفاق دون الرجوع لي ؟!! "
تأفف سفيان بصوت مسموع ثم كرر بعد لحظات بنبرة شديدة الخطورة أعادت القلق إلى قلب هارون :
" لا تتعجل يا أبي ، أنا في طريقي إليك "
ليغلق الهاتف بعدها فيشعر هارون بالخطر يحدق به ثم يجلس وهو يشعر بنوبة ألم تهاجم صدره من فرط الضغط والقلق فحاول التحكم بنفسه ورشف بعض الماء منتظرًا حضور سفيان بترقب .
بعد وقت بسيط دلف سفيان الى المنزل يجر خلفه حقيبتين كبيرتي الحجم ويتبعه الخادم بحقيبتين مماثلتين واخرى يعلقها في ذراعه فنهض هارون بسرعة بينما سفيان يغمغم بابتسامة ملتوية :
" أردت عودتي يا هارون .. فعدت "
ورغم القلق الذي ينهش فيه من نظرات ولده إلا أن عينيه ضوت بالجشع وهو ينظر إلى الحقائب المحملة بالدولارات فابتسم سفيان وفي عينيه نظرة تشفي لا تُخطئ جعلت هارون يأمره بخشونة مفاجئة :
" افتح الحقائب "
أومأ سفيان بطاعة ثم صرف الخادم ليميل بعدها ويفتح سحاب أول حقيبة دون أن يفتحها كاملة ثم يفعل نفس الشيء مع بقية الحقائب ليرفع وجهه إلى والده قائلًا بخبث متوارث وهو لا يزال يجلس القرفصاء أمام الحقائب :
" سأترك لك هذه اللحظة يا أبي .. افتحهم بنفسك "
بمزيج من اللهفة والخوف اقترب هارون ثم جلس القرفصاء بدوره وفتح الحقائب لتتسع عيناه بشكل تدريجي من الرائحة التي هاجمته !
نهض سفيان يراقب والده جاثيًا أمامه بينما رفع عيناه ببطء شديد والألم في صدره يزداد وهو يسأله بنبرة ثقيلة :
" ما هذه الرائحة ؟!! "
يجلس سفيان القرفصاء أمامه مرة أخرى بلياقة مبتسمًا بتشفي وانتشاء وهو يجيبه بهمس ساخر :
" هذه رائحة المال "
عاد هارون بعينيه إلى الحقائب لتنهار قدماه ويجلس على الأرض بينما سفيان يستطرد بغل :
" المال الذي جعلك تبعث لزاهر من يجره لطريق الإدمان حتى تحظى أنت بكل شيء ، المال الذي بسببه قتلتم سيدرا دون ذرة ندم "
وجهه يشحب وعيناه تزيغ دون ان تنزل من على أمواله وهو يهمس بصوت خافت مهتز :
" أنت لن تفعل ذلك "
تتسع ابتسامة سفيان ثم يكشر عن انيابه في وجه والده قائلًا بنبرة صبيانية :
" بل سأفعل "
ليخرج بعدها قداحته ثم يشعل النيران في الحقائب تباعًا أمام عيني والده الهلعتين وهو يزيح ذراعيه التي تحاول إنقاذ ماله بعنف بينما يغمغم بكراهية لا حد لها :
" العدل هو أن تحترق بنفس النيران التي اشعلتها منذ أعوام طويلة "
تتصاعد ألسنة اللهب وتزداد تدريجيًا فيصرخ هارون بجنون وهو يحاول إنقاذ ماله وسفيان يراقب مبتسمًا بانتشاء وتشفي وانعكاس اللهب يضيء حدقتيه فيرسمه كصورة حقيقية لشيطان مارق ثم تتعالى الصرخات خارج الغرفة على حين غفلة ليرفع سفيان وجهه عن والده الذي فقد رشده على الأغلب وهو يحارب لينقذ اي شيء ثم يتركه ويخرج من المكتب ليجد الخادمة الكبيرة في العمر تصرخ بإسم چيانا فيصعد بسرعة وصراخ المرأة يصم أذنيه ليتوقف مبهوتًا أمام فراش شقيقته الغارق بالدماء ثم يقترب منها بسرعة ويضع سبابته على جانب عنقها فيصله نبض شديد الضعف لكنه كان كافيًا له ليحملها بسرعة ويهرول بها إلى المستشفى دون أن يدري أنه يُنفذ ما خطط له عدوه بالحرف .
***
( بعد وقت / المستشفى )

يحدق سفيان في الطبيب بنظرات إجرامية وكأنه هو سبب ما حدث لشقيقته .. !
عيناه تضوي ببريق مجنون ووجهه تعلوه كل معالم الاختلال ليغمغم من بين أسنانه بصوت مكتوم :
" ماذا قلت ؟؟! "
نظر له الطبيب بأسف شديد دون أن ينتبه لملامح من أمامه ثم أعاد حديثه مرة أخرى :
" أنا آسف ، البقاء لله "
أي أسف هذا ؟!!
وكأنه بأسفه سيُعيد الحياة لچين ؟!!
جذبه سفيان من ياقته هادرًا بجنون :
" ماذا حدث لشقيقتي ؟!! "
ارتعب الطبيب من ثم هتف باهتزاز وهو يحاول تخليص نفسه :
" يا سيد شقيقتك وصلت المستشفى متوفية إثر اجهاض تسبب لها في نزيف حاد .. ابتعد عني ، ما هذا الذي تفعله ؟!! "
اجهاض !
ما هذا الهذي ؟!
بسرعة قياسية استعاد سفيان هيئتها واستطاع تحديد موضع النزف فهمهم من بين أسنانه بتقرير مرعب وهو يبعد الطبيب بعنف :
" آااااااااااال "
ثم يهز رأسه بجنون مطبق وعيناه تشتعل بغضب حارق وتخرج همهمته بنبرة كارثية :
" أنت من جلبته لنفسك يا ابن زاهر "
*********

يتبع ..


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-21, 07:42 PM   #253

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


( الوادي )



بخطوات حذرة ونظرات باهتة يخطو إلى الغرفة التي ترتاح بها وكلمات والدها لا تزال تصفع وعيه بسياطها ..
حامل !
حاولت التخلص من الجنين !
هل قرر القدر عقابه على فعلته معها بغرس بذرته داخلها بتلك الطريقة البشعة ؟!!
التقطت عيناه منظر والدتها التي تبكي بانهيار جوار فراشها بينما كانت ليالي لا تزال فاقدة لوعيها وملامحها شديدة الشحوب ..
دقق في هيئتها ولم يهاله ما رآه .. !
فهو توقع عذابها النفسي من البداية حين أرسلها مطلقة لبيت والدها ..
اختار لها العذاب الأقل من وجهة نظره
لكنه لم يتخيل في أعتى كوابيسه أن يُخرج القدر عصاته السحرية ويُعيدها إلى حياته بتلك الطريقة الكارثية ..!
تأملها بعينين غائمتين بالأسى لحالتها فاستغفر ربه سرًا أكثر من مرة وعيناه تثبت على بطنها دون وعي منه بينما عقله متوقف تمامًا عن العمل ..
ماذا سيفعل ؟!!
هل يتركها في بيت عائلتها ام يأخذها لبيته ؟!
انتبه على همهماتها المتألمة التي أعلنت عن بداية استفاقتها بينما نهضت والدتها وغمغمت ببكاء :
" هكذا يا ليالي تحرقين قلبك أمك عليكِ ! .. لماذا يا ابنتي ؟!! "
دمعت ليالي دون أن تجد في نفسها القدرة على الرد وعقلها يُكرر عليها سؤال واحد ..
هل نجحت وتخلصت منه ؟؟!
" هل مات ؟! "
همسة شديدة الخفوت بنبرة جامدة وصلت الى ليث فعبس بألم بينما ردت عليها امها ببكاء مرير :
" لقد أنقذك الله هذه المرة من الكارثة التي أردتِ فعلها .. حرام عليكِ يا ابنتي ، هل هناك ام تقتل طفلها ؟!! "
أغمضت ليالي عينيها بأسى وقد وصلتها الإجابة لتتسع عيناها بصدمة شكلت ملامحها تدريجيًا حين سمعت نبرته الرزين :
" الحمد لله على سلامتك "
رفعت ليالي رأسها كيفما استطاعت لتتأكد مما سمعت فوجدته مجسدًا أمامها كما رأته آخر مرة ..
وكأنهما افترقا بالأمس فقط !
همست بحلق جاف وعقلها لا يستوعب حقيقة وجوده :
" ماذا تفعل هنا ؟! .. لماذا جئت ؟!! "
هل استغل والدها الأمر وأخبره بهذه السرعة حتى يجبره على ردها لعصمته من جديد ؟!!
" ارتاحي الآن يا ليالي ونتحدث لاحقًا "
انهمرت دموعها بضعف استولى عليها ثم همهمت بصوت واهن وهي تنظر نحوه بوهن حقيقي :
" أنا آسفه .. لم أستطع التخلص منه "
اتسعت عينا ليث بصدمة ثم نظر إلى والدتها بحرج فخرجت المرأة وهي تخبئ وجهها في حجابها الاسود وتبكي بقهر على حال ابنتها بينما اقترب ليث منها ثم قال بنبرة مشحونة :
" هذا خطأي أنا ، أنا من قمت بتوريطك في هذا الطفل منذ بداية الأمر .. أنا من آذيتك "
" أنا لا أريده "
همست بها والدموع تغرق وجهها فاستغفر ليث ثم تمتم بتماسك زائف :
" هذا أمر الله ولا نستطيع الاعتراض عليه "
وضعت يدها على بطنها دون وعي منها وهي تهمهم بصوت متحشرج :
" ماذا تقصد ؟! "
تنهد ثم قال بعد لحظات وهو يربت على كتفها بمواساة :
" أقصد أن لا تكرري تلك الفعلة مرة أخرى وبإذن الله كل شيء سيكون على ما يرام ، ارتاحي الآن فقط ولا تشغلي عقلك بشيء "
جففت دموعها ثم همهمت بصوت متألم وكرامة جريحة :
" إذا طلب منك أبي ردي ارفض الأمر "
نظر لها بشفقة مدركًا عظم ما تمر به ثم تمتم بصوت مكتوم قبل أن يخرج من الغرفة :
" لا تؤذي نفسك مرة أخرى يا ليالي فحياتك أهم من كل شيء .. أستودعك الله "
نظرت ليالي في إثره ثم وضعت كفها فوق قلبها وهي تبكي بمرارة على ما وصلت إليه بينما وقف ليث أمام الحاج مصباح وغالب بملامح مغلقة فتمتم مصباح بإقرار غاضب :
" ليالي ستخرج من هنا إلى بيتك "
" أبي "
هتف بها غالب بسخط فتجاهله والده ثم نظر إلى ليث مستطردًا بنبرة أكثر لينًا :
" حتى تلد على الأقل ، لا تجعل الناس تخوض في سيرة أم ابنك "
رمقه ليث بعدم رضا ثم غمغم قبل أن يتركهما :
" فليقدم الله ما به الخير .. سأعود لرؤيتها في المساء "
تابعا رحيله بملامح متباينة ليتمتم غالب من بين أسنانه :
" أنت ترخص ابنتك من جديد يا أبي ، ترميها أسفل قدمي ابن العامري بلا ثمن "
التفت له مصباح ثم هدر به بصلابة :
" اصمت يا غبي طالما لا تفهم شيء ، بقاء ليالي معه هو ضمان حياتك أنت وغيرك "
" أنا لن أضحي بشقيقتي "
هتف بها غالب بحمائية فلكزه مصباح قائلًا بخبث مكلل بعدم الرضا عن تفكير ابنه :
" قلت اصمت ، يجب أن تلد أختك هذا الطفل في دار العامرية حتى ينتهي الثأر تمامًا ونرتاح جميعًا "
لتشرس عيناه ويتمتم بجمود :
" على ليالي أن تحتمل لبعض الوقت ، كلها بضعة أشهر وينتهى كل شيء "
******

يتبع ..


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-21, 07:44 PM   #254

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


( بعد عدة أيام / العاصمة )



تقف وتراقب الأمواج البعيدة تاركة لنسيم البحر حرية التلاعب بخصلاتها ..
تسدل جفنيها باسترخاء لحظي وكأنها تهرب من كل ما يضيمها ويؤرقها بتلك الوقفة البسيطة
تنهدت ثم غزت رائحة البحر أنفها وداعبتها فارتسمت نصف ابتسامة على شفتيها وذاكرتها تعود بها إلى يوم محدد ..
يوم كان ضمن أسبوع قررت فيه والدتها وعمتها أن يمضوه سويًا في إحدى السواحل
كانت المرة الأولى التي يصرح فيها كلًا منهما للآخر بمشاعره ..!
كانا مراهقين بعمر متقارب وقد قرر سيف الدين تعليمها السباحة بعد أن بكت لأن والدتها رفضت نزولها البحر خوفًا عليها فتكفل سيف بإقناع زوجة خاله ووعدها بأن يدرب صفية على مسافة قريبة من الشاطئ .
وغامرت معه وضمهما الموج سويًا وتعالت ضحكاتهما لتأتي موجة عالية على حين غفلة وتضربهما فتفقد صفية توازنها وتغوص في الماء تتخبط بغير هدى فيهرول سيف إليها ويرفعها حتى تستطيع التنفس فتتشبث به بكل قوتها وقد شل الرعب حركتها تمامًا ..
" لا تخافي .. تنفسي يا صفية ، تنفسي "
يهتف بها سيف بصوت قلق خاصة وهي تحدق فيه بذهول دون الإتيان بأي حركة تدل على استفاقتها من صدمتها فيكرر بصوت مهتز وهو يحاول التحرك بها :
" تنفسي يا صفية وتشبثي بي .. لا تخافي يا حبيبتي انا معك وان اتركك "
وبالفعل ازداد تشبثها به ثم همهمت بصوت مرتجف :
" أخرجني من هنا يا سيف "
" حالًا .. فقط اهدأي وتنفسي بعمق "
اخرجها سيف فانتفضت امها وعمتها يركضن نحوهما يتبعهن سعد الذي كان لا يزال طفلًا ..
تساءلن بفزع عما حدث فرد سيف بتماسك لا يناسب عمره :
" لا شيء ، لقد فقدت توازنها فارتعبت لا اكثر "
لينظر بعدها نحو صفية يسألها بحنو :
" أنتِ بخير .. أليس كذلك يا صوفي ؟!! "
هزت صفية رأسها بالإيجاب ونظراتها لا تزال مهتزة بخوف فابتسم لها سيف ثم ضربها بسبابته على أنفها الاحمر قائلًا بمشاكسة خفيفة :
" لقد ارعبتِ قلوبنا يا صوفي بدلالك "
تورد وجهها بينما نظرت لها ازهار تسألها عن حالها بخوف فطمأنتها صفية بصوت خافت فدثرتها ازهار بمنشفة كبيرة ثم حملتها وعادت بها إلى الشاليه الذي استأجروه وسعد يركض في إثرها بتعثر بينما ربتت فايزة على كتف ابنها وابتسمت له بفخر فبادلها سيف الدين الابتسامة ثم ركضت عيناه وراء صفية يتابع اختفائها مع والدتها ولفظ التحبب الذي خرج منه لا اراديًا يصيبه بالتوتر .
تبعهما بعد ذلك هو ووالدته ثم مر بعض الوقت ليجتمعا مرة أخرى على طاولة الطعام الخشبية بينما كانت ازهار وفايزة يحضرن الطعام في المطبخ وسعد كعادته ملتصق بطرف عباءة والدته ..
" كيف حالك الآن ؟!! "
يسألها بابتسامة خفيفة فتتورد وتجيبه :
" الحمد لله بخير ، شكرًا لك يا سيف "
تضوي عيناه ببريق متحمس ويغمغم بصوت خافت :
" سنعيد التدريب غدًا مرة أخرى ولن نعود قبل أن تتعلمي السباحة "
هزت صفية رأسها برهبة ثم قالت باهتزاز :
" لا ، لا أريد تعلم السباحة "
غامت عينا سيف بالحنان وقد التقط خوفها ثم قال :
" أنا معك يا صفية ، لا تخافي أبدًا "
" هل ناديتني حبيبتي وأنت تنقذني ؟! "
رمت صفية سؤالها الذي يؤرقها منذ الصباح بتهور شديد ثم تورد وجهها بشدة لتتوتر حدقتي سيف للحظات ثم يشد جسده بصلابة لا تناسب عمره ويجيبها بصوت خافت حتى لا يصل إلى المطبخ :
" أجل "
تتسع عيناها العسليتين وتنظر له بانبهار ثم تهمهم بصوت يكاد لا يُسمع وهي تشير إلى نفسها :
" هل أنا حبيبتك ؟!! "
يبتسم سيف ويقترب بجسده من الطاولة حتى يكون أقرب منها ثم يغمغم بمشاكسة محببة :
" وكأنك لا تعرفين ! "
نكست رأسها أرضًا بخجل شديد ولم ترد عليه فنقر على الطاولة مرتين وهو يهمس باسمها فرفعت صفية نظرها إليه بحياء وطفولية فسألها سيف بابتسامة متحمسة :
" ماذا عنك ؟!! "
ظهر على محياها أنها لم تفهم مقصده فاستطرد بوضوح اكبر :
" هل أنا حبيبك ؟!! "
أخفت صفية فمها بضحكة خجولة لتعود والدتها ووالدته ثم يلتف الجميع حول الطاولة فيأخذ سيف قطعة من الدجاج ويمدها نحو صفية قائلاً بمكر :
" أظن أنكِ تحبين صدر الدجاجة يا صفية .. أليس كذلك ؟!! "
رمقته صفية ثم ابتسمت له ابتسامة مشرقة وغمغمت بمكر مشابه ترد له جملته السابقة :
" وكأنك لا تعرف ! "
فتتسع ابتسامته وتكللها السعادة ثم يضع القطعة في طبقها وهو يغمزها بتآمر فتبتسم له بوجه يضوي بالفرحة والبراءة .
عادت صفية لحاضرها وتلك الدمعة اليتيمة تحفر طريقها على وجنتها الناعمة لتنتفض برعب حينما أتاها صوته الخافت المتحشرج إثر المرض :
" هل تفتقدين الموج ؟!! "
التفتت صفية لتجده يقف وراءها وبينهما خطوة واحدة خطاها سيف وعيناه تفضح اشتياقه لها ..
" ماذا تفعل هنا ؟!! "
سألته صفية بصوت جاف فأجابها بخفة عكس غروره المعتاد معها في الفترة الأخيرة :
" افتقدتك ، لأول مرة لا أتمكن من رؤيتك لعدة أيام "
رمقته صفية بعدم فهم فاستطرد بابتسامة خفيفة :
" لقد قيدني المرض في الفراش لعدة أيام ولم أتمكن من رؤيتك كما اعتدت كل صباح يا صوفي "
أطبقت صفية فكيها بغضب من تلك النبضة الغادرة التي هاجمتها إثر لفظ دلاله لها ثم تمتمت من بين أسنانها بعصبية مكتومة :
" اسمي صفية "
" أحبك يا صفية "
اتسعت عيناها لوهلة وقد باغتها بما قال ثم التوت شفتيها بسخرية مريرة فيما تقول بتهكم :
" تحبني ! "
تضوي عينا سيف بابتسامة انعكست على شفتيه وهو يجيبها بنبرة حانية :
" وكأنك لا تعرفين ! "
اعتمت حدقتي صفية ثم همست بجمود :
" ابتعد عني يا سيف ، كفى ما فعلته "
كاد أن يتحدث لكن رنين هاتفه منعه فقطب بتعجب حين وجد والدته من تتصل به لكنه تجاهل الأمر وعاد إلى صفية قائلاً بصوت خشن :
" أنتِ تدركين جيدًا أنني لن أبتعد عنكِ مهما حدث "
ضحكت صفية ضحكة قاسية ثم قالت بغضب مكتوم :
" لقد سبق وفعلتها "
يرن هاتفه مرة أخرى فيصمته ثم يرد على صفية :
" أخطأت ، وها أنا أحاول معكِ منذ أشهر طويلة لأتفادى ذلك الخطأ "
كادت صفية أن ترد عليه لكن هاتفه عاد للرنين مرة أخرى فاستقبل سيف المكالمة قائلًا بضيق شديد :
" ماذا هناك يا أمي ؟!! "
رمقت صفية تتابع الانفعالات على وجهه من الغضب إلى الذهول ثم الاستنكار يتبعه القلق ليهتف بعدها بملامح مكفهرة :
" ما هذا الهراء ؟!! .. وأين أنتم الآن ؟!! "
نظرت إليه بفضول خاصةً وصوت عمتها الباكي يصل إليها لينهي سيف المكالمة ثم ينظر نحوها ويقول بصوت مكتوم بينما يستعد للمغادرة :
" حديثنا لم ينتهي بعد يا صفية "
" ما بها عمتي ؟!! "
سألته بقلق فرد عليها وهو يتحرك تجاه سيارته دون أن يتوقف عن العبث بهاتفه :
" أبي متوعك قليلًا وتم نقله إلى المستشفى "
اتسعت عينا صفية بصدمة كبيرة فأوقف لها سيف سيارة أجرة وانتظر حتى رحلت دون أن يجيب على أيًا من تساؤلاتها فهي ستدرك الأمر من الجرائد بكل الأحوال ثم يركب بدوره سيارته ويتصل بأحد مساعديه قائلاً بصوت مخيف رغم تحشرج نبراته :
" أمامك ساعة واحدة وتعرف لي من وراء هذا الأمر "
لينهي المكالمة ثم ينطلق بسرعة حتى يلحق بوالده الذي سقط إثر فضيحة سقطت عليهم من اللاشيء .
*****

يتبع ..


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-21, 07:45 PM   #255

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



يجلس على طاولة جانبية ينهي بعض الأوراق الخاصة بالقافلة ليُفاجئ بمن وقفت أمامه وتسأله بنبرة مكتومة بينما عيناها تلمع بالغضب :

" دكتور آدم .. هل ما سمعته حقيقي ؟!! "
رفع رأسه ينظر إليها ثم سألها بهدوء مغيظ :
" ماذا سمعتِ يا دكتورة ؟!! "
كزت فداء على اسنانها ثم غمغمت بصوت مكتوم :
" أنه تم استبدالي بدكتورة هبة وسأنتقل للمركز الصحي ولن أتجول في القرية "
ابتسم لها آدم بعملية ثم غمغم ببساطة وكأنه يتعمد استفزازها :
" ما وصلك صحيح "
تجمدت ملامح فداء للحظات ثم سألته بخفوت شديد وعيناها تبرق بالغضب :
" لماذا ؟!! "
بنفس الثبات أجابها وإن لمعت عينه بضي غامض :
" لأن هذا أنسب لكِ "
" لا أفهم ، هل أخطأت في شيء دون أن أدرك ؟!! "
ناظرها ادم ثم قال بابتسامة لبقة :
" على العكس أنتِ ممتازة لكن الأمر هو انـ.... "
قاطعته فداء بقهر خافت وقد فقدت سيطرتها على نفسها :
" الأمر هو أنك تكرهني "
اتسعت عيناه مصعوقًا ثم نهض من مكانه وهي تستطرد بنبرة أبية :
" لكن بما أن حضرتك ترفض وجودي ضمن فريقك انا اريد الانضمام إلى أي فريق آخر يطوف أنحاء القرية وليس المركز الصحي نفسه "
" من أين اتيتِ بأمر كرهي لكِ ؟!! "
يسألها ادم بذهول حاول التحكم به وبالفعل لم تلاحظه فداء إذ اجابته بصوت قوي رغم خفوته :
" الأمر لا يحتاج للذكاء يا دكتور ، لكن هذا ليس سببًا لتؤذيني بهذا الشكل "
" دكتورة فداء "
هدر بها ادم بصوت صارم فلم تجفل بل ظلت على شموخها أمامه فرمى ادم نظرة سريعة حوله ليعود الجميع إلى عمله بعد أن لفت أنظارهم بصوته المرتفع ثم عاد إليها قائلًا بغضب مكتوم :
" راقبي اسلوبك معي هذا اولًا ، ثانيًا سوء التفاهم الذي حدث بيننا انا اعتذرت عنه والأهم يا دكتورة عليكِ أن تفهمي جيدًا أنه مهما حدث بيننا أنا لا أخلط بين عملي وبين مشاكلي الشخصية لذلك لا أسمح لكِ أبدًا بالتشكيك فيّ وادعائك بأنني اتعمد ايذاءك "
لمعت دموع القهر في عينيها فزفر ادم بكبت ثم قال بنبرة اهدأ :
" إذا فكرتِ قليلًا ستجدين أن بقاءك داخل المركز هو الأفضل لكِ خاصةً بعد تعرض الشباب لكِ أكثر من مرة "
" هذا ليس ذنبي ، أنا لا أتعمد إثارة انتباه أحد "
غمغمت بها فداء بطفولية فكتم ابتسامته ثم قال :
" أنا مدرك ذلك ، لكن جمالـ..... أقصد هيئتك المختلفة قليلًا عن المعتاد تعرضك لنظرات غير مستحبة لذلك وجودك في المركز اليومين الباقيين أفضل لكِ وللجميع "
نكست رأسها بحزن فلم ترى نظرته العميقة لها لتهز بعدها رأسها بطاعة فيما تقول مكرهة :
" كما تشاء يا دكتور "
كادت أن تتحرك فاستوقفها يدعوها باسمها المجرد لأول مرة ثم تمتم ببطء وخفوت :
" أنا لا أكرهك كما تظنين ، أنا فقط أحاول الحفاظ عليكِ قدر استطاعتي "
رمقته فداء بعدم تصديق ثم اومأت له بلا اهتمام حقيقي وعادت ادراجها بوجه مقلوب ليزفر ادم بضيق ويهمهم لنفسه وهو يراقب مغادرتها :
" الأمر أصعب بكثير مما ظننت يا آدم "

******

يتبع ..


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-21, 07:47 PM   #256

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


( بعد يومين / مساءًا )



يراقب اللمسات النهائية في مطعمه استعدادًا لعقد قرآن ابنة خالته في المساء بملامح اقرب للبلادة ..
فرغم اقتناعه بأن لقاء تستحق أن تكمل حياتها مع الشخص الذي اختارته إلا أنه لا يستطيع التخلص من الغصة التي في قلبه تجاه هذا الارتباط .. !
فحتى وإن كانت لقاء هي ابنة خالته فخالد رحمه الله كان اعز أصدقاءه ..
تنهد بِشر بضيق مكتوم ليلتفت بعدها على صوت وصول سيارة عائلة خالته ايمان فتدبر أمر ابتسامة عريضة ثم خرج لاستقبالهم لتضمه إيمان إليها وهي تعبث بشعره بينما تقول بابتسامة ماكرة وهي ترمي نظرة مشاكسة نحو سندس :
" شعرك استطال مرة أخرى .. اتركه على هذا الحال يجعلك أكثر وسامة "
ضحك بِشر ثم قبل رأسها ليصافح بعدها صخر ويرحب برغدة ثم يتحرك نحو زوجته التي خطفت أنظاره فور نزولها من السيارة بثوبها الاسود اللامع الذي يصل كالعادة حتى كاحليها وتركت شعرها الأسود منسدلًا بعد أن أضافت له بعض التموجات ثم همهم بخفوت شديد متعمدًا أن يؤخرها عن البقية :
" مبهرة يا حرير الجنة ، لطالما كنتِ مبهرة "
ابتسمت له سندس بدلال ثم عدلت شيئًا وهميًا في بذلته وهي تهمهم بخفوت مماثل :
" وأنت تبدو الأكثر وسامة على الإطلاق "
ضحك بِشر بخفة ثم خلع سترته ووضعها حول كتفيها فيما يقول :
" الطقس اليوم سيء ، على الأغلب ستمطر في أي وقت "
هزت سندس كتفيها بلا مبالاة ثم سألته وهي تدلف معه إلى الداخل :
" ألم يصل أحد بعد ؟!! "
فيجيبها بِشر وهما ينضما إلى البقية :
" العم مأمون أخبرني أنهم على وشك الوصول أما امي وفداء فقد خرجتا من المنزل للتو "
" وماذا عن فضة ؟!! "
سألته ايمان بعفوية فرمقتها سندس بحاجب مرتفع فهتفت بها إيمان بخفوت :
" أنزلي حاجبك بدلًا أن أحسركِ عليه "
ضحك بِشر بيأس من خالته ثم أجابها ببساطة :
" فضة اعتذرت عن الحضور كعادتها "
عقبت رغدة بشفقة :
" فضة هذه مسكينة للغاية ، لا تخرج من البيت مطلقًا وتخاف الاختلاط بنا "
" كان عليك الإصرار عليها يا بِشر .. لما تجلس بمفردها ونحن جميعًا هنا ولقاء دعتها بنفسها "
همهمت بها إيمان بعدم رضا فهز بِشر كتفيه بعجز بينما يرد :
" لم أشأ الضغط عليها يا خالتي ، كفى أنها أصبحت تفكر في أمر العمل معي أخيرًا بعد مجهود جبار من الجميع لإقناعها "
أومأ صخر باستحسان ثم قال :
" ممتاز ، العمل سيجعلها تكسر حاجز خوفها من الاختلاط فتعود تدريجيًا لما كانت عليه "
وافقه الجميع ليلتفوا جميعًا على صوت وصول سيارة لقاء فنهضوا لاستقبالها هي وعريسها وقد تعالت أصوات الموسيقى فور حضورهم وانطلقت القصاصات الملونة تتساقط عليهم من السقف كاحتفال بسيط بهما لتمر عدة دقائق وتنضم كلًا من سميحة وفداء إليهم ثم يبدأ احتفالهم وسط الزغاريد التي تكفلت بها كلًا من إيمان وسميحة ..
" أين علي ؟!! "
ألقت ايمان سؤالها لسميحة بعد دقائق بخفوت فأجابتها الأخرى بحسرة :
" اتصلت به أكثر من مرة ولم يجيب ، والله أنا لا أدري ماذا أفعل معه ! "
ربتت إيمان على كتفها بمواساة ليمر بعض الوقت قبل أن يعلو صوت صافرة الشرطة على الموسيقى دون أن ينتبه إليه أحد ظنًا منهم أن عربة الشرطة تمر من أمام المطعم لا أكثر ثم تمر عدة دقائق قبل أن يدخل أحد العاملين ثم يميل إلى بِشر قائلًا بنبرة مهتزة :
" هناك ضابط شرطة يسأل عنك يا باشا "
*******
يتبع ..



Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-21, 07:48 PM   #257

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


( بعد وقت / في المنزل )



تجلس بمفردها تتابع التلفاز بملل شديد وعقلها مشتت بتفكيره الذي لا يتوقف عن حال إخوتها اللذين انقطعت أخبارهم عنها بشكل مفاجئ .. !
فهي اعتادت اتصالاتهم بها كل يوم والآن ها قد مرت ثلاثة أيام على اخر اتصال جمعها بليث وغالية وحين حاولت الاتصال بهما لم تستطع الوصول إلى أيًا منهما !
زفرت فضة بقنوط محاولةً طرد أي أفكار سلبية قد تجتاحها .. فمؤكد بِشر كان سيعلم إذا كان قد أصيب أحدًا منهما بمكروه أو إذا كانت هناك أي مشكلة تواجههم .
انتفضت فضة على صوت هطول الأمطار فنهضت من مكانها ثم دخلت إلى غرفتها تراقب الغيث الغزير من الباب الزجاجي الذي يطل على حديقة المنزل الخلفية لتسمع بعدها صوت مفاتيح فوضعت حجابها حول رأسها بسرعة وخرجت من الغرفة لترى من أتى .
فتح آل الباب فوجدها أمامه فالتوت شفتيه بمكر فيما يقول بصوت مشاكس :
" انظروا من أتى لاستقبالي "
رمقته فضة باستنكار لمجيئه رغم إدراكه بأن الجميع قد ذهب إلى حفل عقد قران لقاء وأنها بمفردها في المنزل ثم عادت أدراجها إلى الغرفة دون تبادل حرف واحد معه وقد قررت المكوث بها فكاد آل أن يتبعها لكن هاتفه ومض برسالة من أحد رجاله ففتحها لتشتعل عيناه بسعيرها ويعلو الجنون محياه ثم يغلق الهاتف ويتبع فضة بصمت مطبق وملامح شديدة الجمود .
هدرت فيه فضة فور دخوله وقد استشاطت غضبًا من وقاحته :
" هل جننت ؟! .. كم مرة أخبرتك أن لا تدخل غرفتي ؟!! "
" وكم مرة أخبرتك أن هذه غرفتي أنا ؟! "
استغفرت فضة ثم كادت أن تخرج من الغرفة فأوقفها مسترضيا :
" حسنًا ، حسنًا لا تغادري .. سأشاهد معك المطر لدقائق ثم أغادر انا "
زفرت فضة بضيق ظهر في صوتها الرافض :
" وأنا لا أرغب في وجودك معي في مكان واحد "
أغضبته جملتها اكثر لكنه تدبر أمر ابتسامة هادئة ثم قال بسكون شديد :
" إنهم بضعة دقائق فحسب .. Come on Silver "
رمقته بطرف عينيها فقرأ فيهما إصرارها على تركه مما جعله يستطرد بهمس خافت ونبرة صادقة :
" أنا لا أحب المطر ، ابقي معي "
استغفرت فضة ثم كتفت ذراعيها ووقفت بصمت مطبق وقد عاد عقلها إلى شروده بينما تحرك آل وعبث بهاتفه لتبعث منه موسيقى غربية كلاسيكية ناعمة ثم عاد إلى جوارها وبقيا هكذا للحظات ..
يقفا متجاورين وراء الباب الزجاجي يشاهدان تدفق الأمطار بينما صوت الموسيقى الغربية ينبعث من هاتفه وكلًا منهما شارد بعالمه ..
هي شاردة فيما هو آت ، وهو شارد فيها .. !
كل خاطر يهاجم عقلها يقابله آخر منه ..
إنها تُثير جنونه !
فعل كل شيء ليوقعها بهواه ولم تفعل ..
حاول كشف سرها مرارًا وفشل
كز على أسنانه وقد قرر أخذ ما يريده منها عنوة أو بالإغواء ولا وقت مناسب أكثر من الليلة بخلو المنزل إلا منهما !
نظر إليها بطرف عينيه فوجدها هائمة في ملكوتها الخاص فأجفلها حينما فتح الباب فجأة وخرج ليغمره المطر تمامًا فنظرت إليه دون أن تصدر عنها أي حركة
بل بقيت كتمثال جميل خائف من أن تُرد إليه الروح من جديد .. !
التقت نظراتهما فغمغمت فضة بتهكم ساخر :
" لا تقل لي أنك سترقص تحت المطر ! "
التمعت الفكرة في رأسه فضوت عيناه بالمكر الخبيث وهز رأسه نفيًا ثم غمغم مصححًا :
" بل سنرقص سويًا تحت المطر وسيغمرنا من كل جانب "
التوت شفتيها بنزق ثم قالت بهدوء مستفز :
" هذا سيحدث بأحلامك فقط ،غير مسموحًا لك أن تضع يدًا عليّ "
همهم آل محاولًا إخفاء نبرة التحدي عنها :
" ومن قال إنني سأخرق قواعدك وألمسك قط ؟!! .. أستطيع مراقصتك دون لمس يا سيلفر "
لم ترد عليه فضة بشيء وهي لا تزال على وقفتها فجازف وألقى سؤاله في وجهها بشكل مباشر بعد أن فشلت كل مساعيه لفهمها أو حتى فهم حقيقة وضعها :
" هل تعانين من رهاب اللمس ؟!! "
قطبت بعدم فهم فغمغم والمطر يبلله حتى النخاع :
" ظننت الأمر منوطًا بي لكنك تأنفين من لمسته هو الآخر "
كرهت فضة أن يعبر إلى تلك المنطقة من دواخلها فلم تجد أمامها إلا أن تصدمه حتى يصمت فتحركت بدورها لتقف أمامه أسفل المطر مما جعله ينظر إليها للحظات دون فهم لتفاجئه أكثر وهي تغمغم بمراوغة وتحدي يجعلونه معها دائمًا على صفيح ساخن :
" ها أنا أمامك .. أرني كيف ستراقصني دون لمس ؟! "
لمعت عيناه بتحدي مماثل فقبض ذراعيه وراء ظهره ثم قال بصوت ناعم كنعومة الأفعى وكلًا منهما أكثر جهلًا بما يدور برأس الآخر :
" فقط اتبعي خطواتي ودعي البقية لي "
غمغمت فضة بملل وهي تقبض ذراعيها وراء ظهرها مثله :
" هذا مبتذل للغاية "
التوت شفتيه بابتسامة ظافرة وهو يهنئ نفسه بعد أن حظى أخيرًا بأول خطوة من ناحيتها ثم بدأ رقصته وتحرك خطوة للجانب الأيسر فتبعته ..
تلتها أخرى للجانب الأيمن فقلدته
ثم خطوة إليها منه قابلتها هي بخطوة بعيدة عنه
ليتبادلا الأدوار وتقترب هي منه هذه المرة فيأخذ خطوة للوراء ..
ليُعيدا الكرة من البداية بانسجام بدأ يتولد بينهما لتأخذ الرقصة حيز اخر حينما وقف بجانبها ففهمت بمفردها الخطوة التالية ولفت حول نفسها بينما عيناه تتابعها بافتتان فلت منه للحظة فأجفله .. !
ليستعيد توازنه في ثوان ثم يلف حولها دورتين ثم يقف أمامها من جديد فيجدها تلهث مثله ..
لكنه لا يترك لها لحظة لتفكر فتتوارى عنه مجددًا فيعود ويأخذ خطوة إليها فتتراجع بخفة وقد فهمت اللعبة وقواعدها ..
ابتسم برضا وهمهم بلغته الأم بصوت أخاذ مغوي وهو يتخذ موضعه :
" Turn "
تبتسم فتتوهج شامتها فوق شفتها العليا فيبتلع ريقه ببطء شديد ويتأملها دون أن يردع نفسه وهي تدور حول نفسها فيراها بعين خياله تنفض عنها السواد الذي يحاوطها وترتدي ثوب يليق بعمرها ليفلت منه الأمر حينما تعثرت خطواتها وشهقت فيزمجر وهو يلف ذراعيه حول خصرها يقربها منه يلصقها به بخشونة شديدة وكل عصب فيه ينتفض صارخًا باحتياجه لتلك اللمسة فيهمس أمام شفتيها :
" تبًا لقواعدك "
ارتعد جسدها وانفاسها لكنه لم يفلتها بل تشبث بها بشكل مخيف وهو يأمرها بهمس خفيض وعيناه تضوي بلمعة مميزة مدركًا أن اللحظة التي كان بانتظارها قد حانت :
" أخضعي قلبك "
اهتزت حدقتيها والتوتر يغزوها من كل جانب فتحاول الإفلات منه لكنه لم يتزحزح عنها إنشًا واحدًا وهمسه يصلها بشكل ضبابي وكأنها انتقلت فجأة إلى حلم بمعالم غير واضحة :
" أخبريه أنني هنا لأجله "
أصابعها وجدت موضعها فوق أصابعه التي تضمها إليه فتحاول انتزاعها بعنف والمطر يجعل رجفتها أكثر وضوحًا ليرفع آل أصابعها عنوة ويمررها فوق ملامح وجهه ببطء شديد وهو مستمر في همسه بتلذذ :
" اهدئي و دعي قلبك يتعرف عليّ "
" اتركني "
همستها الخائفة وحركتها المتخبطة تزداد ضراوة وهو لاه عن كل ذلك وكل تركيزه منصب بين حروفه التي تخرج بهمس حار :
" اهدئي سيلفر و دعي قلبك يألفني "
" اتركني "
أظافرها تخدش أصابعه المتشبثة بها بعنف وعيناها تحولت لبئر اسود سحيق وهو متشبث حتى اللحظة الأخيرة لا يهمه الألم ولا نزيف أصابعه بفعل أظافرها يلتهمها بعينيه ولسانه يهذر بهمسات لا تتوقف :
" أخبريه أنني صاحبه "
رفع يده الأخرى ليضعها فوق قلبها فترتعد حرفيًا وهي تحارب للفكاك منه وهو يبدو كمن في غيبوبة تامة فتنزل عيناه حيث أصابعه ويطرق فوق قلبها بخفة مستطردًا :
" أخبريه أنني هنا لأجله "
وفي لحظة ترتفع نظراته فتنغرس في عينيها مسببة لها رعب مضاعف وهو يحفر كلماته بخلدها :
" أخبريه أنكِ لي ... ملكي "
تلقائيًا وجدت فضة نفسها تصرخ بإسم بِشر باستنجاد فضوت عينا آل بلهيبها الأزرق ثم هجم عليها في اللحظة التالية يقبلها بقسوة شديدة وكأنه يعاقبها على رغبتها بغيره فتصرخ فضة وتحاول إبعاده عنها بجنون لكن الشيطان الذي يسكنه كان قد أفلت لجامه فنزع عنها وشاحها ومال إلى عنقها محاولًا تفادي كفيها وركلاتها ليحملها عنوة فتصرخ بجنون واشباحها تحضر وبقوة فتتداخل الرؤية ويتحول آل إلى أصيل آخر !


نهاية الفصل السابع عشر

قراءة سعيدة ❤️❤️



Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-21, 09:11 PM   #258

هبة الله 4

? العضوٌ??? » 394064
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 789
?  نُقآطِيْ » هبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يلهووووووووووووووى على القفله يانااس قفلتى على قلبي يابنتى

هبة الله 4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-21, 09:12 PM   #259

نهله صالح

? العضوٌ??? » 425707
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 166
?  نُقآطِيْ » نهله صالح is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووووووووووووووووور 💐

نهله صالح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-21, 01:09 AM   #260

سهام سليمان

? العضوٌ??? » 441840
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 152
?  نُقآطِيْ » سهام سليمان is on a distinguished road
Icon24

الله على جمال الفصل اجهاض الطفل فشل ونفس ليالى ماتت صعبت على ضعيفة ومنكسرة ليث اتخض طبعا ومشوش هنشوف هيحصل ايه
صفية بتحب سيف ومش هتقدر تقاوم كتير
آدم وفداء بداية الشرارة ونهاية مؤلمة لكتب كتاب لقاء ياترى عملت ايه ياعلى ونهيت الفصل بقفلة مرعبة لنا جميعا فصل حلو جدا يا هاجر تسلم ايدك


سهام سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.