آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          منحتني السعادة (2) للكاتبة: Alison Roberts .. [إعادة تنزيل] *كاملة* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          رواية نبــض خـافت * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4011Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-02-22, 07:39 PM   #371

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مساء الخير هنزل الفصل حالا ❤️

Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-22, 07:40 PM   #372

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس والعشرون

( بعد ثلاثة أشهر )

يقف في شرفة شقته الجديدة التي اختارها تقع في منتصف العاصمة عمدًا حتى يضمن توافر كل وسائل الأمان التي قد يحتاج إليها في أي وقت ..
يراقب حركة الطريق الهادئة نوعًا ما في هذا الوقت من الصباح وهو يرتشف قهوته بتلذذ واستمتاع ..
لحظات ورن هاتفه برقم بِشر فاستقبل المكالمة قائلًا بعجب :
" انت مبكر هذا الصباح ! "
اجابه بِشر بصوت لا يزال ناعسًا وصوت الهواء القوي الذي يصله يخبره أنه يقود سيارته :
" لدي طلبية كبيرة اليوم لحفل زفاف ضخم ويجب أن أبدأ يومي باكرًا "
أصدر آل همهمة متفهمة بينما سأله بِشر بعدم تركيز :
" اليوم خالتي هي من ستعتني بليندا صحيح ؟!! "
اعتلت ابتسامة خفيفة شفتي آل عند ذكر خالته ثم اجابه :
" نعم ، دقائق ونتحرك "
" حسنًا .. إذا احتجت شيء أبلغني .. سلام "
أنهى آل المكالمة الصباحية التي أصبحت معتادة بينهما منذ أن خرجت ليندا من المستشفى بعد تحسن حالتها ثم تحرك ليحضّر حقيبة طفلته حتى يوصلها إلى بيت خالته التي تعتني بها وقت الصباح بعد أن عاد إلى عمله السابق في المكتبة كمترجم رغم محاولات بِشر معه في توفير عمل يناسبه بمرتب افضل لكنه لم يرغب في الدخول في معمعة الاختلاط مع الناس بعد ..
فهو ليس اجتماعيًا بالقدر الذي يجعله يتحمل وجود غرباء حوله يتعامل معهم معظم الوقت والمكتبة التي يعمل بها توفر له الهدوء والخصوصية التي تمكنه من العمل دون إزعاج أو تطفل من أحد .
بدأ يرتب اغراض ليندا داخل الحقيبة ولا يعلم لما ناوشته رغبة خفية في مشاغبة سيلفر اليوم وهو الذي لم يراها منذ فترة طويلة نسبيًا !
مط شفتيه بإحباط مفتعل ومشاغبة تلبسته وهو يستعيد أحداث تلك الليلة التي أتاه فيها بِشر بملامح نال منها الغضب ثم هتف به أنه حذره من الاقتراب منها أو التواصل معها من جديد .. !
ورغم تفاجأه من سرعتها في الوشاية به عند بِشر إلا أنه لم يجد الفرصة ليتحدث أو حتى ليبرر إذ ظهرت سندس من تحت الأرض وكأنها قد لحقت بزوجها وهتفت هي بالنيابة عنه بينما اتخذ آل موضع المتفرج :
" وأنت ما الذي يضايقك في الأمر تحديدًا حتى تترك كل شيء ورائك وتهرول إلى هنا لتتشاجر معه ؟! "
وقتها صُدم بِشر من تتبع سندس له والتي كانت موجودة معه على الأغلب في وقت اتصال فضة به ثم تحول الأمر من بداية شجار بين أخوين إلى شجار غيرة بين رجل وزوجته راقبه آل دون رغبة في التدخل !
بعدها حاول الاتصال بسيلفر لكن الغادرة قاسية القلب حظرت رقمه ورسائله فلم يستطع الوصول إليها كما أراد ..
لكنها لم تهزمه كليًا رغم أن بِشر أصبح يضيق الخناق عليه دون حديث صريح إذ استطاع رؤيتها وجهًا لوجه عدة مرات عن بُعد بعد أن تبرعت سندس واقترحت أن ترتب جدول للاعتناء بطفلته أثناء ساعات وجوده في العمل بينها وبين والدتها وهو وافق عليه حيث أنه لا يملك خيارًا آخر حاليًا وبتلك الطريقة أصبح آل يمر ثلاثة أيام اسبوعيًا على بيتها الذي اختارته بالقرب من بيت بِشر وكأنها تحتمي به منه !
أنهى آل ترتيب الحقيبة وقد اعتلت ابتسامة ماكرة ثغره عند الخاطر الأخير ثم قرر أن يفرض وجوده عليها اليوم عقابًا لها على قسوتها معه طوال الفترة الماضية .. !
تحرك وحمل طفلته التي لا تزال نائمة بحرص شديد وقبّلها بنعومة تليق ببراءتها بينما يملي عيناه من النظر إليها ..
فهو لا يصدق حتى هذه اللحظة أنها نجت من بين براثن الموت وعادت إليه مرة أخرى تتنفس وتبتسم وتنام بين أحضانه !
كما أنها حصلت على عائلة تحتفي بها وترحب بوجودها بل وتعتني بها أيضًا ..
فبِشر وسندس جعلا منها ملكة متوجة على عرش قلبيهما ..
وفداء رغم أنها لم تسامحه بعد منذ ما حدث إلا إنها ما أن ترى ليندا حتى تترك كل شيء وتندمج معها تمامًا وكأنها تستعيد معها لحظات طفولتها المفقودة
اما خالته ايمي فتلك قصة أخرى ..
ضحك بخفة حينما تذكر ذلك اليوم الذي غمغمت فيه بترفع وهي تحاول تقليد نبرته :
" You can call me Emmy "
خرج آل منطلقًا إلى بيت خالته التي لا ينكر أنها استطاعت حجز مكان لنفسها في دائرته المقربة باستقبالها الحار في كل مرة يذهب إليها حاملًا ليندا إذ تحملها عنه ثم تتشبث به ولا تتركه يغادر قبل تناول إفطاره معها
ورغم إنه يرفض في كل مرة إلا أنها لا تيأس أبدًا بل احيانًا يصل بها الأمر إلى ادعاء البكاء فيرمقها بمكر وقد أصبح مدركًا لألاعيبها ثم يتنازل لها احيانًا بطيب خاطر لا يفعله مع أحد غيرها ..
على عكس والدته التي تنظر إلى صغيرته نظرة لا تعجبه ولا يفهمها .. !
نظرة جامدة مترفعة بل اقرب لنفور تجعله يجن ويكاد يحطم رأسها اللعين !
غريب حال هذه المرأة ..
تحاول التقرب منه بكل الطرق الممكنة لكنها تنغلق على نفسها فور أن تلمح ابنته دون سبب واضح له !
عاد إلى عقله ذلك اللقب الذي تفوهت به في المستشفى حين سألته عن هيلين والدة ليندا واخبرها أنها ليست متواجدة من الأساس ..
( ابنة سفاح ) !
شعوره يخبره أن ذلك اللقب يسوء لطفلته فقرر آل أن يسأل بِشر عن معناه في وقت لاحق لكنه الآن عليه أن يسرع حتى يصل إلى خالته ولا يتأخر على عمله .

***********

خرجت فضة من منزلها تلحق بسندس التي تزن فوق رأسها حتى تُسرع ..
فاليوم لديهم طلبية كبيرة لزفاف مهم ويجب عليهن التواجد باكرًا مع بِشر في المطعم ليساعدنه
ركبت فضة السيارة جوار سندس التي عاجلتها قائلة بتهكم وهي تنطلق :
" كنتِ أتيتِ بعد الظهر افضل "
رمقتها فضة بامتعاض ولم تكلف نفسها عناء الرد عليها ثم ركنت رأسها على زجاج النافذة المجاورة لها تراقب الطريق بشرود ..
ثلاثة أشهر
مدة كافية لإنسان حتى تتبدل قناعاته !
لا تظن
ربما تبدلت بعض الاشياء داخلها ، ربما تهذبت بعض الخصال فيها ..
ربما استطاعت هزم رهبتها من الاختلاط بعد أن تأقلمت على عملها في المطعم الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من روتينها اليومي بل وذهبت بنفسها مع بِشر لتقديم اوراق عودتها إلى دراستها التي ستبدأ بعد اسبوعين من الآن ..
لكن تغيير جذري .. محال !
هي تعلم أنها لا تزال على الطريق وامامها الكثير حتى تصل لبر أمان يُضفي السكون على كيانها المكلوم ..
تنهدت فضة بعمق وهي تستعيد ذلك المساء الذي صحبتها فيه سندس إلى الطبيبة النفسية
ابتسمت بسخرية وهي تتذكر وجه سندس الذي كان يعلوه القلق بينما كانت هي في حالة استرخاء غريبة !
كانت تجلس بسكون اقرب للتجمد عكس سندس التي كانت تُحرك ساقها بعصبية وتوتر وهي تنظر لها كل عدة لحظات تنتظر منها انهيار تظنه قادم لا محالة .. !
حتى إنها عرضت عليها أن تشاركها الجلسة لكنها رفضت بسأم وخطت هي خطوتها الأولى رافضة رفضًا قاطعًا أن يشاركها أحد وضع اللبنة الاولى في بناء نفسها ..
وللحق كانت الطبيبة بشوشة الوجه ، سمحة القسمات ولم تضغط عليها في أي شيء بل تعرفت عليها فقط في الجلسة الأولى ثم قالت لها بحنو :
" والآن أخبريني اي شيء يجول في بالك "
وقتها رمقتها فضة بعدم فهم فأخبرتها الطبيبة أنها تريد منها أن تتحدث في أي شيء ..
ما يراود ذهنها ، ما تشعر به في تلك اللحظة أو حتى لتتحدث عن أحوال الطقس !
فابتسمت لها وقد بدأت تتلاشى فكرتها الأولى عن سماجة الأطباء النفسيين وبدأت تتحدث بالفعل عن اي شيء ..
تحدثت بلا هدف وكأنها تُفرغ داخلها وقد نسيت وجود الطبيبة معها حتى شعرت بالسأم من كثرة الثرثرة الفارغة فنظرت إلى الطبيبة ووجدتها تنصت لها بكل اهتمام وتنتظر منها المزيد من الثرثرة الفارغة !
وحين صمتت تمامًا قالت الطبيبة بصوت مهادن :
" لم تتحدثِ عن والديكِ ! "
فخبى الاسترخاء وتوارى دون أن تتفوه بحرف لكن ملامحها التي انكمشت برفض تولت المهمة كاملة .. !
وبعدها توالت الجلسات وتوالت ردود الأفعال ..
وللعجب لم تصرخ او تنهار ولو لمرة كما توقع الجميع ، بل كانت دائمًا تتحدث بسكون وحين يأتي ذكر ما يعكر هذا السكون يزحف البرود إلى نبرتها واحاسيسها في وقت واحد .. !
تذكرت تلك المرة التي سألتها فيها الطبيبة عن شعورها بعد أن قتلت ..
بعد أن ارتكبت ذلك الذنب المهول وازهقت روح فسرت قشعريرة باردة على طول عمودها الفقري وهمست بعينين تشعان قسوة :
" شعرت بالانتصار "
وقتها صمتت الطبيبة وتركت لها المساحة لتكمل فاستطردت بعد وقت طويل من الصمت :
" انا قتلته لكن لم اشفي غليلي منه ، قتلته مرة واحدة فقط بينما قتلني هو آلاف المرات "
صمتت للحظات ثم اكملت :
" قتل اعتزازي بنفسي حين هتك عرضي ، قتل ثقتي بمن حولي حين جعل صديقة عمري تستدرجني لأجله ، قتل احلامي الوردية بيوم زفاف أخرج فيه مرفوعة الرأس من دار أهلي "
لتغرورق عيناها بالدموع دون أن تسمح لها بالتحرر وتخرج حروفها مختنقة ببكائها :
" الزفاف انقلب الى فرار في منتصف الليل والتصفيقات تحولت إلى صفعات تلقيتها بلا رحمة ووشاح العروس الأبيض تحول إلى كفن أسود خبأوني داخله والعائلة تلاشت تمامًا ولم يبقى منها إلا شقيقي وابن عمي الشهم الذي ستر على الفضيحة بعد توسل اخي له "
" سيلفرررررررررر "
انتفضت فضة على نداء سندس المرتفع فوجدت السيارة قد توقفت أمام المطعم فرمقت سندس التي تنظر لها بابتسامة سمجة بحنق ثم قالت من بين أسنانها :
" لا تدعيني هكذا مرة أخرى "
" ناديتك فضة أكثر من مرة ولم تجيبي ، اما سيلفر فيأتي بنتيجة عاجلة في الوقت والحال "
لوت فضة شفتيها بامتعاض ثم غمغمت وهي تنزل من السيارة :
" شفاكِ الله "
ثم استطردت بخفوت غير مسموع وهي تدلف إلى المطعم الذي كان مزدحمًا بعامليه حتى تلحق بعملها :
" ومنه لله الذي الصق بي هذا الاسم "

********

يتبع ..


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-22, 07:40 PM   #373

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

( الوادي )

تتناول طعامها بصمت وهي تتجنب النظر نحو حماتها التي لا ترحمها من نظرات البغض التي تقذفها بها ..
فهي مرفوضة ، مكروهة وغير مرحب بها رغم حملها للحفيد البكري !
ألقت نظرة عابرة نحو ليث فوجدته منهمكًا في قراءة رسالة تخص العمل على هاتفه فانتظرته حتى انتهى ثم قالت بخفوت :
" اريد زيارة امي اليوم "
كاد ليث أن يتحدث لكن سعادات سبقته فتمتمت بجمود :
" لا "
اتسعت عينا ليث من تجاهل والدته لوجوده فسألها وهو يحاول كتم غضبه :
" ولما لا ؟؟! "
رمقته سعادات بضيق ثم أجابت :
" اليوم زفاف ابنة الحاج صادق .. هل نسيت ؟! "
انفرجت ملامح ليث وقد تذكر ما تتحدث والدته عنه بينما همهمت ليالي باعتراض مهذب وهي ترمق ليث بترجي :
" سأذهب واعود قبل المساء "
لم يعجب سعادات أن تجادلها وكادت أن تتحدث لكن ليالي سبقتها ومدت يدها فجأة ولمست يد ليث دون انتباه فيما تهمهم :
" امي مريضة يا ليث .. ارجوك ، سأعود قبل المغرب "
تنحنح ليث ثم قال بعد لحظات :
" حسنًا .. لا مشكلة لكن لا تتأخري هناك "
وإن كان قد تأثر من لمسة يدها فلا يعد ذلك شيئًا أمام ابتسامتها التي رآها الان للمرة الأولى في حياته والتي أنارت وجهها وابدلت شكل ملامحها تمامًا وقد ظهرت غمازتين عميقتين استحوذوا على انتباهه بالكامل .. !
رمقها ليث محاولًا الجام ذلك الشيء اللعين الذي يتحرك داخله تجاهها والذي يحاربه هو بكل ضراوة منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر ..
إنه يستحق وسام التميز على تحكمه في رغباته نحوها كارهًا أن يعرضها أو يعرض نفسه لأي أذى جديد .. !
لقد عانيا بما يكفي وهو عاهد نفسه قبل أن يعاهدها أن لا يؤذيها مرة أخرى .
نهضت سعادات بحدة وقد اشتعلت عيناها بغضب سيطر عليها حين رأت بعينيها تأثر ابنها بتلك اللعينة التي بدأت تفرض سيطرتها عليه فتجعله طوع بنانها ..
اما ليالي فرمقت مغادرة حماتها المائدة بقلق لتنتفض حين لمس ليث بطنها الذي برز دون مقدمات وكأنه قد رغب في تشتيت انتباهها عن حال والدته فيما يسألها بحنو :
" كيف حال ابني اليوم ؟!! "
ومرة أخرى ابتسمت فلامست قلبه ثم قالت بصوت مرتجف تأثرًا بلمسته الحانية :
" بخير الحمد لله "
حمد الله بدوره ثم ارتفعت نظراته إليها فدب الخجل فيها مدركةً لما يعانيه ويمر به من اليوم الأول لكنها تلعب دور الجاهلة بامتياز حتى لا تجد نفسها متهمة بإغواء زوجها .. !
عند الخاطر الأخير ابتسمت بشرود ثم انهارت مقاومتها تمامًا وارتجف قلبها وسائر جسدها حينما شرد إبهامه إلى وجنتها واستقر عند غمازتها بينما صوته يخرج شاردًا .. متأملًا مثله :
" ابتسامتك جميلة "
اضطربت أنفاسها وابتلعت ريقها بارتباك سيطر عليها وتمكن منها ، وارتجفت أطرافها حرفيًا وهي تسمع منه غزل يخصها به للمرة الأولى .. !
قلبها تحركت نبضاته بإيقاع مختلف وعيناها اتسعت ببراءة طفلة اخبروها أن العيد غدًا ..
ليث غازلها !
يا رب السموات ..
ليث غازل ليالي ورأى منها غير كونها شقيقة اصيل ..!
انتبه ليث لأصابعه التي استقرت على وجنتها وعلى مكانهما المكشوف للجميع فابتعد عنها على الفور وتهربت عيناه منها ثم نهض يسألها بصوت خشن وكأنه قد أُمسك فعليًا بالجرم المشهود :
" متى ستذهبين لبيت عائلتك ؟! "
كانت ليالي لا تزال اسيرة تلك اللحظة التي لمسها فيها فهمهمت بكلمات غير واضحة فقطب ليث بعدم فهم أجبرها على أن تستفيق مما سقطت به وتغمغم بخفوت :
" الآن .. سأصعد لأبدل ملابسي "
أومأ ليث ثم قال بخشونة :
" حسنًا .. سأوصلك في طريقي "
هزت ليالي رأسها بطاعة ثم نهضت بسرعة حتى تبدل ملابسها بينما نظر ليث في إثرها هامسًا لنفسه بتوبيخ :
" لقد فقدت عقلي حتمًا "

*****
( بعد وقت قصير )

وصلت ليالي إلى بيت عائلتها بوجه مستبشر وقد اُستنزفت مشاعرها تمامًا في رحلتها القصيرة معه إلى هنا ..
فقد كان صامتًا تمامًا لكن صمته لم يكن ناتج عن غضب أو نفور .. بل كان صمتًا حرجًا !
كان يسترق النظرات نحوها كل بضعة دقائق وهي افتعلت عدم الانتباه تاركةً له المساحة التي يرغب فيها حتى ترسى مشاعره المستحدثة نحوها على بر .. !
وهذا كلفها الكثير من ضبط النفس حتى لا تُفضح أمامه أكثر وأكثر ..
رباه كم تحبه !
بل هي غارقة في بحور عشقه منذ سنوات طويلة ..
وكم تمنت لو اختلفت ظروف ارتباطهما فلم تكن بينهما كل تلك الحواجز التي تنغص عليها حياتها معه !
طرقت ليالي الباب ففتحت لها إحدى العاملات ورحبت بها بحفاوة شديدة فسألتها ليالي عن الجميع وهي ترمي النظرات العابرة هنا وهناك ..
" الحاجّة في المطبخ والسيد غالب يتناول إفطاره "
اومأت لها ليالي ثم دخلت الى غرفة الطعام بخطوات حذرة ووقفت وراء غالب الذي لم ينتبه لحضورها ثم لفت ذراعيها حوله بشكل مفاجئ فأجفل ثم نهض بوجه مكفهر لتسترخي ملامحه تدريجيًا حينما وجدها أمامه فغمغم ضاحكًا :
" وانا تساءلت للحظة عن من فقدت عقلها وأتت لتتحرش بي نهارًا وفي العلن "
ضحكت ليالي ثم سألته بمشاكسة :
" وانت مشكلتك في الزمان والمكان ام في الفكرة نفسها ؟! "
ضحك شقيقها مرة أخرى ثم اجلسها فيما يقول مبدلًا الموضوع :
" أخبرتني امي انكِ ستقضين معنا اليوم "
اومأت له ليالي ثم عقبت :
" سأغادر بعد العصر بأمر الله "
رمقها غالب للحظات وقد نزل بنظراته نحو بطنها ثم سألها بصوت هادئ :
" كيف حالك ؟؟! "
هزت ليالي رأسها برضا ثم تمتمت بالحمد فعاد وسألها بنبرة جافة :
" كيف الحال في بيت العامري ؟!! .. هل يضايقونك ؟! "
" انا بخير يا غالب لا تقلق "
وجمت ملامح غالب ثم تمتم بغضب العاجز :
" لولا حملك كنا تخلصنا منهم منذ وقت طويل "
شحب وجه ليالي حين رمى أخيها اكبر مخاوفها في وجهها دون انتباه ثم حاولت أن تشتته وتشتت نفسها معه عن هذا الحوار فسألته عن والدها فابتسم ساخرًا ثم أجاب :
" لقد سافر إلى العاصمة منذ الصباح "
ارتفع حاجبيها ثم تمتمت باستغراب :
" لما بات يذهب إلى العاصمة كثيرًا ؟!! .. لقد أصبح يذهب إلى هناك كل اسبوع تقريبًا "
لوى غالب شفتيه بامتعاض ثم قال بجهل حقيقي :
" علمي علمك "
ليستطرد بعدها ساخرًا :
" أمي بدأت تشك أنه تزوج بأخرى هناك "
همهمت ليالي بتعقيب :
" لها حق ، الأمر أصبح مريبًا "
أنهى غالب إفطاره ثم قال بعد لحظات :
" انا سأذهب إلى العمل ، إذا احتجتِ اي شيء اتصلي بي .. وانا سأحاول أن لا اتأخر في العودة حتى اتناول الغذاء معك قبل مغادرتك "
ابتسمت له ليالي بمحبة فربت غالب على رأسها ثم رفع صوته حتى يصل إلى والدته التي تعتكف في المطبخ رغم تعبها :
" انا سأغادر يا امي .. هل تحتاجين شيء ؟! "
لحظات وخرجت أمه من المطبخ تجفف كفيها بمنشفة صغيرة ثم ودعته لتفتح ذراعيها إلى ليالي التي نهضت وارتمت بين ذراعيها فيما تقول بمشاكسة لم تظهر منها منذ وقت طويل :
" انا هنا منذ ربع ساعة أو أكثر ولم تأتي للترحيب بي "
ربتت والدتها على ظهرها عدة مرات باشتياق بالغ ثم اجابتها بعفوية :
" يدي كانت مشغولة ، كنت انظف الدجاج .. أنتِ تعلمين أنني لا اثق بتنظيف أحد غيري "
ابتسمت ليالي على طيبة والدتها التي قبلتها مرة أخرى ثم مسدت على بطنها فيما تدعو :
" ليرزقكِ الله برزقه ويقر عينك برؤيته ولا ترين فيه مكروهًا ابدًا "
أمنت ليالي ورائها ثم جلست وقالت بحذر :
" اخبرني غالب أن ابي سافر إلى العاصمة في الصباح "
لوت والدتها شفتيها بامتعاض كشقيقها ثم قالت بحنق :
" لقد أصبح طقسًا مكررًا كل اسبوع وحين اسأله يخبرني أنه يوسع أعماله هناك "
لتعود وتستطرد بفضفضة :
" لكن بيني وبينك هكذا افضل .. والدك وغالب لا يجتمعا دون شجار "
هزت ليالي رأسها بأسف بينما تنهدت والدتها تطرد عنها حالة الكآبة التي تستحوذ عليها فيما تحث ليالي بحماس :
" هيا ابدلي ملابسك ثم تعالي لتجلسي معي في المطبخ .. ام لا يزال الغثيان يؤرقك ؟!! "
هزت رأسها نفيًا ثم اجابتها وهي تنهض بالفعل :
" ليس كالسابق "
" حسنًا ادخلي إلى غرفتك وانا سأنتظرك في المطبخ "
همهمت بها والدتها وهي تنسحب نحو المطبخ بينما تحركت ليالي نحو غرفتها لتتوقف خطواتها أمام غرفة اصيل للحظات ترمق بابها المغلق منذ وفاته بأسف وحزن لتكمل بعدها طريقها داعية ربها أن يعامله برحمته لا بعدله .
*********


يتبع ...


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-22, 07:41 PM   #374

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

( مساءًا )

أمام المرآة تجلس وتراقب نفسها بنظرات صامتة زجاجية لا تعكس اي انفعال ..
تحولت في ساعات معدودة من مجرد فتاة إلى عروس مبهرة بالمعنى الحرفي !
تسمع همهمات الجميع على جمالها الذي ابرزوه بأدوات التجميل خاصتهم ..
ترى انفعالاتهم ما بين منبهر وحاسد
تراقبهم جميعًا بخواء احتل أوردتها وجمد حواسها فكانت بين ايديهم دمية بلا روح يزينونها كيف شاءوا استعدادًا لحفل زفافها على من تمناه قلبها دائمًا ..
لكن ليس هكذا .. ليس بهذه الطريقة !
الحلم الوردي الذي رسمته بصحبته أصبح ملطخًا بسواد لن ينجلي أبدًا
الأمنية التي عاشا سويا يترقبا تحققها تحولت إلى خيبة أمل كبيرة طالتهما معًا ..
فلا هو أصبح هو ولا هي ستعود كما كانت يومًا !
لمسة حانية على كتفها تدرك صاحبتها جعلتها تتنهد بصمت ..
أمها
رفيقة مشوارها والوحيدة التي تشاركها تعاسة يومها !
رفعت نظراتها إليها عبر المرآة فرأت عجزها ساطعًا في دموع فسرها البقية على أنها دموع فرح ..
" ما شاء الله يا عروس .. ستخطفين قلب عريسك بطلتك "
تهتف بها من تزينها لترد عليها إحدى قريباتها والتي لا تعلم حتى الآن سبب وجودها معها في الغرفة التي حجزها سيف لها حتى تستعد بها :
" قلب العريس مخطوف منذ أن كانت في الروضة "
نظرت إليها المرأة التي تزينها وقد على وجهها تعبير ابله ثم قالت بحالمية :
" رائع .. هل تحبون بعضكما منذ الصغر ؟! .. انا اعشق هذا النوع من قصص الحب التي يتشبث فيها الحبيبين ببعضهما حتى يجتمعا في نهايتها "
رمقتها أزهار بامتعاض وصفية صامتة وكأن الأمر لا يعنيها .. !
لتمر عدة دقائق ثم يطرق سيف الباب ويدخل بهيبة آسرة جعلت الواقفات يحدقن فيهما بحسد لتهمهم احداهن بتفكه بينما يخرجن تباعًا من الغرفة :
" كيف يقولون ان الوسادة لا تحمل فردين جميلين ؟!! .. انظري لهما "
وفجأة وجدت صفية نفسها بمفردها معه .. لا تدري كيف ولا متى خرجت أمها وتركتها بصحبته !
كان يقف خلفها وهي على جلستها أمام المرآة وقد التحمت نظراتهما لدقائق طويلة ..
كان كل شيء فيهما يتحدث دون أن ينبت أحدهما ببنت شفة !
واصواتهما المنطلقة في الماضي البعيد اقتحمت عليهما اللحظة من العدم ..
تتدافع فتلفهما في شرنقتها وكأنهما يشاهدا آخرين غرباء عنهما عن بُعد ..

( لا ، انا لا اريد قاعة زفاف .. أريده أن يقام في مكان مفتوح ، على الشاطئ مثلًا )
( ستمرضين يا صفية )
( لا دخل لك ، أخبرتك مرارًا أنني امقت الأماكن المغلقة )
يزفر باستسلام فتكافئه بابتسامة مشرقة لتغمغم بعدها بمشاغبة تلبستها :
( وندعو تامر حسني للزفاف )
يرمقها بطرف عينيه ثم يجاريها قائلاً :
( لا ، انا اريد نانسي )
( هكذا سيتركنا المدعوين ويركضون ورائها )
تغمغم بها ضاحكة فتعلو الابتسامة الماكرة ثغره ويقترب مهمهمًا بعبث :
( ممتاز ، وقتها سأضمن انفرادي بكِ قبل انتهاء الزفاف )

تقذفه بنظرة تشق قلبه وقد قدت ملامحها من حجر ولا تزال نظراتهما متشابكة حد الالتحام وأرواحهما منعزلة في ليلة كان من المفترض أن تكون اجمل ليلة في عمرهما !
" صفية "
يهمس اسمها بصوت لا يشبهه ..
نبرته الشامخة مهتزة بفعل ما يرى من معاناة تسبب فيها لمن تملك قلبه في فورة رغبة تملك ألمت به دون سابق إنذار ومع ذلك وقفته الثابتة بخيلاء فطري لم تتبدل .. !
نهضت صفية ثم التفتت نحوه ووقفت أمامه بكامل فتنتها
كحلم بعيد المنال ، كنجمة لن يطالها أبدًا
كانت له .. وابعد ما تكون عنه !
" انا جاهزة "
همهمت جملتها بصوت لا يكاد يُسمع ومع ذلك قصف قلبه بانكساره فرفع يده يود لو يلمسها لكنها تراجعت برفض صامت فنظر لها سيف يود لو يلملم حطامها الذي تسبب فيه ويضمه نحو قلبه ، يود لو يدفع عمره بأكمله حتى تبتسم له هذه اللحظة تحديدًا وهي ترتدي هذا الثوب من أجله .. !
بسمة واحدة وإن كانت كاذبة تضيئ عتمة روحه التي تنغص عليه فرحته بإعلان ارتباطهما ..
اقترب منها فتراجعت برفض آخر هزم كبريائه فقال بعد لحظات بسيطة بصوت خشن منفعل :
" لكِ كل ما تأمرين به فقط ..... ابتسمي لي ولو مرة واحدة "
خرجت آخر كلماته بنبرة محترقة فرمقته صفية بنظرة لن ينساها ما حيا ثم سألته بخفوت :
" وهل ستغير تلك البسمة من الأمر شيئًا ؟؟! "
" ستحييني "
يلقي إجابته دون تردد فيلمع التهكم في حدقتي صفية قبل أن تتمتم بصوت أجوف وهي تتخطاه وتتحرك نحو باب الغرفة :
" هيا لننزل .. عل يكون هذا الفصل الأخير من هذه المهزلة "
أمسك سيف بمرفقها فشعر بنفورها من لمسته فانعقد حاجبيه بألم ومع ذلك قربّها منه وهمس :
" اذًا لنبدأ بالطقوس "
ثم مال يطبع شفتيه فوق جبهتها فأغمضت صفية عينيها برفض وسخرية مريرة ..
فقبلة الجبين دلالة عِزة وهو حقّر
دلالة فخر .. وهو أذل
دلالة اعتذار .. والاعتذار في حالتهما لم يعد له معنى !

*********

يتبع ...


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-22, 07:42 PM   #375

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

( المستشفى )

" كان يومًا مُرهقًا ولا تزال هناك ساعة كاملة على موعد الانصراف "
تتمتم بها زميلتها وهي تمشي بصحبتها في الممر الخارجي لمبنى المستشفى فأومأت لها فداء توافقها الرأي فيما تقول :
" ايام الطوارئ دائمًا مرهقة "
" هانت ، كلها شهران وينتهي هذا العام "
غامت عينا فداء بكدر وقد صفعها إدراكها بقرب الفراق ..
تبًا هي لم تكد تقترب حتى تبتعد !
لكنها على الأقل كانت تراه كما تشاء رغم تفاديها البقاء معه على انفراد الفترة الماضية عن عمد بعد أن ألقت دكتورة نسرين ملاحظتها الحقيرة مثلها في وجهها ..
لقد لمحت لها بمعرفتها بما يدور داخل قلبها لذا اختارت فداء أن تتراجع وتتجنب أي لقاء قد يجمعها به تجنبًا للقيل والقال !
لكن قلبها لم يطاوعها على قطع كل صلاتها به فكانت تجيب مكالماته ورسائله كل مساء على وعد لنفسها أن تتوقف عن ذلك في اليوم التالي ..
واليوم التالي جر وراءه ايامًا أخرى طويلة كانت تشعر فيها انها شخصين .. !
واحدة تتعامل معه بكل رسمية في الصباح وأخرى تشتاق لرسائله ومكالماته ذات الحجج الواهية مساءًا .. !
حتى أتى ذلك اليوم الذي كانا يقفان فيه متجاورين تسأله عن عدة نقاط لا تفهمها في موضوع معين وهو كان يشرح لها باستفاضة دون أن تنزل عيناه من عليها وكأنه اختار أن يغازلها بنظراته فقط ليتمتم فور أن انتهى من الشرح :
" لما لا تتخلصين من تلك النظارة ؟!! "
وقتها ارتفعت يدها تلقائيًا تلمس نظارتها ثم تمتمت بتشتت :
" انا لا ارتديها معظم الوقت "
فيقترب منها ادم ثم يهمس بصوت مغازل :
" برأيي تخلصي منها نهائيًا .. فهي تظلم جمال عيناكِ "
فارتجفت فداء بخفر ألم بها ولم تستطع التفوه بحرف واحد ثم تحركت من أمامه بخطوات خجلة ودخلت الى غرفة الأطباء وبدأت تحرك كفيها بتوتر أمام وجهها لتخفف من حرارته لتجفل حينما وجدت نسرين قد تبعتها وتبدو كما لو أنها كانت تتنصت على حديثهما فقالت بنظرة خبيثة أتت بثمارها في قلب فداء :
" دكتور آدم ليس هينًا على الإطلاق "
وقتها نظرت لها فداء متصنعة عدم الفهم لتستطرد الأخرى بنبرة ماكرة وهي تقترب منها :
" واضح إنه فقد الامل في دكتورة صفية بعد انتشار خبر زواجها المرتقب فقرر أن يبدأ من جديد مع أخرى لا تشبهها "
تصلبت نظرات فداء ثم سألتها بصوت ضائق :
" إلى أي شيء بالضبط تلمحين يا دكتورة ؟!! "
هزت نسرين كتفيها بلا مبالاة ثم تمتمت بعد لحظات بضحكة صفراء :
" الأمر خرج من حيز التلميح منذ زمن يا صغيرة إذا كنتِ لا تنتبهين "
رمقتها فداء بصلابة ظهرت في سؤالها الحاد :
" وما دخلك أنتِ بكل هذا ؟!! "
" دخلي انكِ عبثتِ معي وانا قررت أن اكشف حقيقة وجهك أمام الجميع فأخبرهم اي متملقة وصولية أنتِ "
حينها ضحكت فداء بذهول ثم تمتمت بعدم فهم :
" عما تتحدثين بحق الله ؟!! "
فترمقها نسرين بنظرات ناقمة ثم تجيبها بنبرة متحدية قبل أن تتركها وتخرج :
" ستعلمين عن ما اتحدث حينما يعلم الجميع عن محاولاتك للإيقاع بدكتور آدم "
ضربت فداء كفيها ببعضهما بعجز وذهول وهي تراقب رحيل الأخرى التي سقطت عليها كالعمل الاسود ورغم أنها لم تفهم سبب كل ذلك إلا أنها قررت أن تتجنب ادم تمامًا حتى لا تعطي الأخرى اي فرصة للإيقاع بهما .
اجفلت حينما وضعت زميلتها يدها على كتفها فيما تقول بمشاكسة :
" اين شردتِ يا عبقرينو ؟! "
توترت فداء لتسترخي ملامحها حينما اكملت الفتاة ضاحكة :
" أراهن انكِ شردتِ في المسابقة البحثية القادمة .. هل استقريتِ على موضوع ؟؟! "
اومأت لها فداء ثم غمغمت بصوت فاتر :
" اجل ، سأنهيه على الموعد بأمر الله "
ابتسمت لها زميلتها ثم التفتت كلا منهن حينما ألقى ادم تحية المساء بملامح شديدة الجدية لتشعر فداء بالتوتر من نظراته المسلطة عليها علنًا وكأنه يعاقبها بعد أن ضاق ذرعًا من تجنبها له ليتمتم بعد لحظات بنبرة آمرة موجهًا حديثه إلى زميلتها :
" اتركيني مع الدكتورة قليلًا من فضلك "
اتسعت عينا الفتاتين بصدمة ثم تبادلن النظرات المرتبكة لتغادر زميلتها تاركةً إياها تقف أمامه بوجل .. !
رفعت فداء نظراتها إليه فوجدته يحدق فيها بثورة مكتومة اقلقتها فهمست برهبة :
" ماذا حدث ؟!! "
اعتلت نظرة غاضبة مقلتي ادم ثم رد عليها بتهكم :
" إجابة هذا السؤال لديكِ أنتِ "
" لا افهم "
تجهمت ملامحه ثم غمغم :
" ولا انا "
ليستطرد بعدها بغضب سيطر على نبرته :
" لكن لن يتحرك أحد منا الآن قبل ان نوضح كل شيء "
شعرت فداء بالتهديد فهمهمت بانفعال خافت :
" ماذا تريد بالضبط يا دكتور آدم ؟! .. انا لا افهم شيء "
ألقت سؤالها بقلب مرتجف ..
فهي تدرك سبب غضبه وتعذره لكن ما تعرضت له على يد لجين سابقًا يجبرها أن تتخذ الحذر منهجًا في تعاملاتها !
فهي خافت ..
هكذا وبكل بساطة خافت
لذا أجبرت نفسها على الابتعاد عنه بعد أن اقتربا !
" هل تتلاعبين بي يا فداء ؟!! "
شحب وجهها حينما رمى سؤاله بكل صراحة في وجهها فارتجفت ثم نظرت له بعينين غائمتين بالدمع فاستطرد ادم بصوت ثائر :
" اولًا تقتربين ثم بعد ذلك تولين لي ظهرك فور أن أظهر أمامك "
" انا لم ......... "
قاطعها آدم بسطوة :
" لا تقاطعيني "
ليتبع بانفعال سيطر عليه :
" هل تثأرين للموقف القديم ؟! "
ازداد شحوبها وهزت رأسها نفيًا وقد سألت دموعها على وجنتيها فاقترب منها ادم دون إدراك ثم همهم بغضب تلبسه :
" اذًا ماذا بكِ ؟! "
نظرت فداء حولها بدموع وخوف انتبه لهما فآلموه فالتفت بدوره ينظر إلى ما تبحث عنه ثم غمغم من جديد وإن ظهر بعض اللين في نبرته :
" أخبريني ما الذي يحدث ؟! ... الم نكن اصدقاء ؟! "
رمقته فداء بعجز ثم همست بصوت ضعيف :
" لنتحدث لاحقًا .. ارجوك "
برقت عيناه بالغضب والخذلان فاقترب منها خطوة اخيرة وقال من بين أسنانه :
" اما ان تتحدثي الان او لا تتحدثي أبدًا "
رفعت مقلتيها الدامعتين إليه وقد حاصرتها الظروف من كل جانب وهو لا يفهم ..
لا يفهم أنها لمجرد اتخاذها قرار تجنبه قد وضعت قلبها اسفل المقصلة
لا يفهم أنها تقرأ مشاعره الان جيدًا لأنها مضت في هذا الطريق قبله ..
ربما هي الاصغر عمرًا .. !
لكنها الأكبر عشقًا
الأكبر عذابًا
تبعده لسبب قد يراه هو تافهًا لا يستحق لكنه يسحقها تحت مراجل الخوف .. !
فهي لن تتحمل أن تُهان من جديد ، أن تُنبذ من جديد ..
ان تسقط من جديد !
" فداء "
" انا احبك "
خرجت منها بزفرة محترقة وكأن قلبها قد ضاق ذرعًا بخبيئته .. !
اتسعت عينا ادم وقد باغتته باعترافها وبالنظر إلى ملامحها المصعوقة وكفها الذي غطت به فمها برعب استشف أنها باغتت نفسها بالمثل !
همس اسمها مرة أخرى بعينين تألق بهما الف شهاب لتتخذ فداء الحل الامثل بالنسبة لها في هذه اللحظة فتتركه وتهرول غير آبهة بشيء سوى تحقيق غايتها في الهرب بعد أن فضحت نفسها أمامه للمرة التي لم تعد تحسبها .

********

يتبع بالمشهد الأخير ..


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-22, 07:43 PM   #376

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دخل إلى المطعم دون أن ينتبه إليه أحد .. !
عيناه ركضت نحو بغيتها على الفور فاعتلت الابتسامة الملتوية ثغره واقترب بهدوء تام وقد سجل عقله غياب بِشر عن الصورة إذ يأتي صوته من داخل إحدى الممرات في المطعم متحدثًا مع أحدهم ويبدو منهمكًا تمامًا في ما يفعله ..
أما سندس فكانت تجلس على احد المقاعد بإنهاك وسأم بينما كانت خاصته تقف أمام الموقد تصنع القهوة بانهماك !
كانت سندس اول من انتبه لوجوده فاختفى الانهاك عن ملامحها ثم ومن دون صوت انسحبت وتحركت إلى حيث يأتي صوت بِشر ..
اعتلى المكر حدقتي آل وهو يستنتج مآرب سندس بسهولة فيبتسم لأنه حظى بداعم ممتاز دون مجهود يذكر ..!
وقف آل ورائها بمسافة خطوة واحدة يستند على رخام المطبخ العصري وراقب ظهرها المشدود للحظات معدودة ثم التفتت فضة دون انتباه لتجد عينين وامضتين بزرقة مخيفة وابتسامة ذئبية في انتظارها بينما يتمتم صاحبهما باستمتاع مريب :
" Hello Silver "
اهتز قدح القهوة في يدها من صدمة وجوده ثم خرجت منها سبة تلقائية بلهجتها الجنوبية فعبس آل للحظة دون فهم لما قالت ثم غمغم بنظرة محتالة وضحكة مكتومة :
" لم افهم .. هل تقولين اشتقت لك بلهجتك يا فتاة الجبال ؟!! "
استغفرت فضة ثم مرت من جواره ومازال قلبها يقرع داخل صدرها من مباغتته لها بتلك الطريقة فتعلقت عيناه بشامتها قبل أن يلتفت بدوره يراقب خطواتها المستنفرة نحو الطاولات الخارجية والتي كانت فارغة في هذا الوقت فاتبعها موقنًا أن سندس ستتولى أمر إلهاء بِشر عنه ولو لعدة دقائق .. !
ضحك بخفة وهو يراقب مشيتها العسكرية وكأنها ذاهبة لتحرير الطاولة من احتلال المقاعد ومنفضة السجائر لها !
أما فضة فوضعت قدح القهوة على الطاولة ثم جلست في الهواء الطلق فوجدته قد تبعها وسحب المقعد المقابل لها وجلس بدوره قائلًا ببساطة ستصيبها بالجلطة :
" لم نتحدث منذ وقت "
ليتبع بعدها وهو يرمقها بطرف عينه :
" منذ أن اوشيتِ بي عند بِشر يا واشية "
" اقسم بالله ان لم تختفي من امامي الآن كما ظهرت لأقذفك بالقهوة الساخنة "
تمتمت بها فضة من بين أسنانها فغمغم آل بسخرية :
" هل سأهون عليكِ ؟! "
أمسكت بقدح القهوة بملامح توحي بقرب تنفيذ تهديدها فقبض آل على كفيها بكفيه فوق القدح ثم رفع عينيه إلى عينيها غير مباليًا بمحاولاتها الواهية للتحرر واقترب بوجهه منها متمتمًا بصدق صارخ .. بصوت قد توارت عنه نبرة العبث تمامًا :
I'm here to tell you how much I miss you ""
( انا هنا لأخبرك كم اشتقت لكِ )


نهاية الفصل السادس والعشرون

قراءة سعيدة ❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-22, 08:52 PM   #377

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل ده فوق الرائع مش ممكن كم المشاعر و الاحاسيس خطيره فعلا استحق الانتظار سلمت يداكي

ميادة عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-22, 09:44 PM   #378

عشق العين
alkap ~
 
الصورة الرمزية عشق العين

? العضوٌ??? » 256518
?  التسِجيلٌ » Jul 2012
? مشَارَ?اتْي » 503
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عشق العين is on a distinguished road
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل روعه والقفله اروع 😍😍😍😍

عشق العين غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 08:43 PM   #379

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير هنزل الفصل حالا ❤️

Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 08:44 PM   #380

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع والعشرون

( الوادي / قبل عدة ساعات )

دخل ليث الى غرفته بعد عودته من العمل ليُنعش نفسه ويبدل ملابسه استعدادًا لعقد قرآن ابنة الحاج صادق الذي كانت تجمعه علاقة وثيقة بوالده رحمه الله فوجد ليالي تقف أمام المرآة بوجه مقلوب وتبدو كأنها على وشك الانفجار في البكاء وهي تحارب لإغلاق سحاب ثوب عسلي لامع بينما بطنها تحول دون ذلك .. !
تابع ليث معافرتها مع السحاب لعدة لحظات حتى انتبهت له فانفرجت ملامحها وكأنه قد أتى كنجدة من السماء ثم قالت بصوت محرج :
" السحاب لا ينغلق "
تحرك ليث نحوها وقد فهم ما تريد منه ورغم إدراكه لاستحالة انغلاق سحاب الثوب بسبب بطنها وزيادة وزنها بعد الحمل إلا أنه وجد نفسه ينساق إلى ما تريده منه بطيب خاطر فوقف ورائها ثم أمسك بخصلاتها السوداء وجمعها على كتفها متجاهلًا ذلك الشعور الذي داهمه فور أن استشعرت أنامله نعومة خصلاتها ليحاول مع السحاب بشكل ظاهري بينما ليالي تتمتم بلهفة حذرة :
" ببطء حتى لا ينقطع "
كتم ليث ابتسامته ثم أجابها محاولًا الحفاظ على ملامحه جادة قدر الإمكان ورائحة عطرها الخفيف تعبث باتزانه :
" السحاب ليس عالق يا ليالي بل إن وزنـ...... "
قاطعته برجاء مضحك :
" بالله عليك لا تكملها "
رفع رأسه فتقابلت نظراتهما في المرآة للحظة قبل أن تستطرد ليالي بثرثرة جديدة عليها :
" لقد وقعت في غرام هذا الثوب منذ أول مرة رأيته فيها وظللت انتظر قدوم أي مناسبة لأرتديه ، يا الله لا تتخيل كم كنت ابدو رائعة فيه حينما قمت بقياسه للمرة الأولى قبل الشراء "
عبس ليث حين انتبه لما تقوله ثم غمغم :
" مع الاعتذار لأحلام اليقظة خاصتك .. حتى لو انغلق السحاب أنتِ لن ترتدينه إلا اسفل عباءة تخفيه بالكامل أليس كذلك ؟!! .. فأنتِ بالتأكيد لم تفقدي عقلك بعد لتظني أنني سأتركك تتجولين هكذا "
نظرت له ليالي بصدمة في انعكاس المرآة فبادلها ليث النظرات بجمود وحين تأكد من ظنه همهم بتعجب حقيقي بعد أن ترك سحاب الثوب في منتصفه :
" هل تمزحين ؟!! .. من اين خطرت لكِ فكرة أنني سأسمح لكِ بارتداء ما يفصل جسدك بهذه الطريقة ؟!! "
تورد وجه ليالي واضطربت نظراتها ثم تمتمت بخفوت حرج :
" ليس ضيقًا لهذه الدرجة كما أنني كنت سأرتدي شالًا فوقه "
ضحك ليث بعصبية ثم ردد ورائها :
" شال ! .. وليس ضيقًا لهذه الدرجة أيضًا ! "
ليستطرد بعدها بحاجبين منعقدين :
" إنه لا ينغلق عليكِ يا ابنة الناس "
اغتمت ملامحها بحسرة ثم لوت شفتيها بامتعاض فتعلقت نظراته للحظة بهما ثم تراجع للوراء قائلًا بأمر لا جدال فيه :
" جربي شيئًا آخر ، هذا الثوب مرفوض "
ثم تركها وتحرك ليُخرج ملابسه من الخزانة بعصبية مصدرها ضيقه مما بات يحدث له في الآونة الأخيرة ..
نعومة ملمسها ، رائحتها الاخاذة .. وشفتيها المغريتين !
معطيات رائعة تثير في نفسه الرغبة في الغرق فيها لكن النتيجة ستكون أذى حتمي يطالها ويطاله ، وهو يبحث عن نجاة حتى يصل إلى حقيقة ما يتولد داخله نحوها يومًا بعد يوم ..
ربما شفقة أو ربما داعبت دون قصد كبرياء الرجل داخله بعد ان أدرك حقيقة مشاعرها نحوه .. !
ابتلع ريقه يوبخ نفسه ويحجم أفكاره بينما عادت ليالي تنظر إلى نفسها في المرآة بأسى دون أن تنتبه لنظرات زوجها التي ركضت نحوها من جديد بأسى مشابه مقرًا لنفسه أن الثوب لا يزال يبدو عليها في غاية الروعة رغم ظهور علامات الحمل عليها .

____________

( العاصمة )

( زفاف صفية وسيف )

يقف في ركن بعيد يراقب شقيقته التي يحدد الحزن ملامحها رغم الاضواء المسلطة عليها من كل جانب كونها كنة عائلة رفعت الوهابي بملامح يغلفها الندم .. !
للمرة الأولى يشعر أنه تمادى وان تماديه قد نال من غيره ..
ولأول مرة يشعر بالرغبة في الاعتذار !
فرغم أنه وصفية لا يتفقا بشكل عام إلا أن رؤيتها بهذه الحالة في ليلة زفافها تصيبه بالغم الشديد لأجلها فتزيد من نقمته على سيف الذي استغل ما حدث ليرضي هوسه بها دون اعتراض من أحد
شعر سعد بالقهر وسؤال مُلح يتردد داخله ..
لماذا لم يعاقب أحد سيف ووالده حينما اتهموه بالسرقة ظلمًا وبهتانًا بينما أصبح الجميع ضده حينما ثأر لنفسه ؟!!
والدته لا تتحدث معه وصفية اسقطته تمامًا من حساباتها والحقير سيف لم يتحدث معه في أي تفصيلة تخص زواج شقيقته وكأنه يخبره ضمنيًا أنه ليس رجلًا بما يكفي ليعيره انتباهًا .. !
الجميع ضده ..
الجميع يكرهونه
وهو بات عاجزًا تمامًا ، خالي الوفاض ..
لا يملك من أمره شيئًا !
اجفل سعد حينما حطت كف ماهر ابن خاله على كتفه فالتفت له ليتمتم الآخر ببرود :
" ابي يريدك "
نظر سعد نحو خاله بركات الذي يجلس على طاولة قريبة بصحبة زوجته وأحفاده ثم تحرك بصمت نحوه يعد نفسه لوابل من التوبيخ المكرر لكنه شعر هذه المرة أنه يستحق ما سيأتي على رأسه !
" اجلس يا سعد "
نفذ أمر خاله وجلس جواره ليتمتم بركات بعد عدة لحظات بنبرة آمرة :
" اريدك غدًا في الورشة عندي بحقيبة ملابسك "
رمقه سعد بعبوس ثم غمغم :
" لا افهم يا خالي "
اعتلت الصرامة ملامح بركات ثم قال بسطوة :
" لا يهمني أن تفهم ، ما أقوله يُنفذ دون نقاش "
نظر إليه سعد بعدم تصديق ثم قال بمجادلة :
" أمر عليك في الورشة لا بأس لكن ماذا ستفعل بحقيبة ملابسي ؟!! "
رمقه خاله للحظات بعدم رضا ثم تمتم :
" ستعلم حين تأتي يا ابن أزهار "
ظلت ملامح سعد على تجهمها لكنه أومأ لخاله بطاعة مضطرة ثم نهض مقررًا الخروج من القاعة بأكملها فيسأل ماهر والده بنبرة خافتة :
" هل انت واثق مما ستفعله يا ابي ؟!! "
نظر بركات لابنه ثم رد عليه بنبرة صارمة :
" تمام الثقة .. لقد تمادي هذا الاحمق بما يكفي وأصبح يحتاج إلى وقفة حازمة قبل أن يؤذي أحد آخر بأفعاله "
" وماذا عن أزهار ؟!! "
تسأله زوجته بتردد فيجيبها بابتسامة خفيفة متآمرة وهو يتابع تحركات سعد نحو الخارج من بين اهدابه :
" أزهار سلمتني أمره لأعيد تربيته من جديد "

___________

يتبع ...


على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t483259-39.html




Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.