آخر 10 مشاركات
1183 - كبرياء متشرد - د.ن ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1182 - وجهك وضوء القمر ( عدد جديد ) - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          مُعَلقّة بـ أسّتَار السّمَاءْ~ (3) *مميزة & مكتملة* سلسلة البَتلَاتْ الموءوُدة. (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          47 - تسرقين العمر - آن هامبسون (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          001- بعد كل هذا الحب - دار الكتاب العربي- حصرية لروايتي فقط ((كتابة& ورابط التحميل )) (الكاتـب : اسفة - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-21, 08:41 AM   #1

إسراء الزغبي
 
الصورة الرمزية إسراء الزغبي

? العضوٌ??? » 487296
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » إسراء الزغبي is on a distinguished road
Rewitysmile1 سلام


طالعت لوزتاها النافذة الشفافة مبارزة عتمة دنياها. انطبق جفناها في سكون وسلام كاسمها. اسمها الذي لم تنل ولو شطرا منه. "سلام"؟! متى عمّ السلام حياتها؟! لم يأتها سوى بعدما أخذ الأحبّة منها. تفرّق الجفنان فنعتهما لآلئها التي اتخذت تعرجات خديها طريقا لها. تأملت الأشجار الخضراء بالخارج وقد زينتها ثمار ناضجة تفتح ذراعيها على وسعهما منتظرة قطافها. نهضت عن الفراش في تثاقل وذيل جلبابها المزين بورود صغيرة سماوية يحرسها كظل ثانٍ لها. تباطأت الخطى صوب النافذة العريضة وكفها لم يعبأ بأحد سوى رغبته في ملامسة كومة الأشعة الذهبية المتسللة. ارتفع ذراعها وأصابعها تداعب الأشعة بحركة خفيفة كمن تعزف في سكينة. شرعت في فتح النافذة وكفاها يرتعشان بعدما شق سيف الزمن جلدهما. تمردت الأشعة على مالكتها -الشمس- ؛ فهجرتها، واحتضنت تلك العجوز تبثها الدفء المسلوب. كان الضوء رقيقا عليها لكنه شديدا على الخيط الفاصل بينها وبين الانهيار؛ فقطعه.

تهدجت أنفاسها والدموع تبارز سرعة شهقاتها فاستباحا العلنية. تساقطت بطيئا كأوراق الخريف. جثت في جانب من الغرفة تكتم صياحها، لكن محاولاتها باءت بالفشل.
- ماما "سلام"؟!

صرخت تلك الشابة بمعطفها الأبيض لما دلفت الغرفة. ركضت صوب العجوز وهي تتساءل عن سبب بكائها. وكأنها لا تعلم؟!

ضمتها الطبيبة الشابة في حنو، وخصلات شعرها غطت وجه العجوز الباكية.
- ينبغي أن تسعدي وينشرح قلبك؛ فإنك على وشك التحرر يا ماما.

ختمت كلماتها بذلك اللقب المحبب لقلب الحزينة: ماما. الكلمة الوحيدة المرطبة آلامها.

أزالت "سلام" ما بقي من القطرات، وتبسمت شفتاها في ارتعاش هاتفة بتهدج:
- إنها دموع الفرحة بنيتي "بلسم".. إنها دموع الفرحة.

اجترت جملتها علّها هي نفسها تصدقها. على من تكذب؟! أي دموع فرحة وقد فقدت كل شيء؟!

أغلقت الطبيبة "بلسم" الحقيبة ووضعت معطفها جانبا ثم اتجهت ل"سلام" في خطوات حنونة ككلماتها:
- سأزورك دوما يا ماما. إياكِ أن تنسي صغيرتك. منذ أن وُظِّفت بالمشفى وأنتِ جواري. لا تتخلّي عنّي بعد خروجك.

ضمتها العجوز في عنفوان ينافي وهنها، واختلطت دموعهما، ثم قالت بنبرة مرحة لم تخلو من الكسرة:
- بل لا تنسينِ أنتِ أيتها الحمقاء.
- أبدا أمي أبدا.

خرجا من الغرفة وكلّ تحمل شيئا: الشابة حملت حقيبة الملابس، بينما العجوز اكتفت بهمومها.

أخيرا تنفست الهواء النقي دون حواجز. هواء لم تعتده يوما. توقفت برهة تتطلع لليافطة المزينة المشفى خلفها وقد كتب عليها بالخط العريض (مستشفى الأمراض النفسية والعقلية). وكأنهم يفخرون به؟!

عدُلت عن السير إلى العدو كمن تفرّ من واقعها الأليم، و"بلسم" تحاول أن تجاريها دون أن توقفها مقدّرة ما هي فيه من سوء.

أبت الركوب. رغبت في رؤية ما تغيّر بمدينتها التي انعزلت عنها خمسة وعشرين عاما. طالعت الأجواء المسالمة حولها في تحسر و.. غيرة!

لِم حُرمت من السلام طيلة طفولتها وشبابها؟ لِم حُكِم عليها أن تولد في بلد بخست لفرط الصراعات والحروب. لم تطمع بمال أو حُكم، فلِم دفعت الثمن؟! يا ليتها دفعته وحدها بل شاركها أحباؤها أجمعون. لم يرحمها الصراع. كانت ضحيته وغنيمته الكبرى. تجزم أن الحرب استلذ بها دونا عن غيرها. من قد يكون فقد أكثر مما فقدته؟!

انهار جبل التجلد فأصابت صخوره قلبها. الألم يأكلها وهي تشاهد المنتزهات والمطاعم والمنشآت حولها. بلدها تطوّرت خلال تدهورها. أكانت نحسا على موطنها طيلة حريتها ولمّا قُيدت بتلك المشفى نال الوطن الازدهار؟ تفاقم شعور الندم بإذعانها لرغبة "بلسم" أن تُخرجها من المشفى؛ كي تحيا حياتها، بل الأصح القول الباقي من حياتها. تعلم جيدا أنها على مشارف الموت، وقد تآكل كل جزء فيها بنوع مختلف من المرض. ليتها ما خرجت. على الأقل ما أحست بذلك القهر المميت.

تصنمت محلها قبالة تلك المدرسة. مدرستها في صغرها ومدرسة أبنائها بل ومحل عملها. هذا المكان شهد الكثير والكثير. بها خطت لأول مرة وعلى ظهرها حقيبة امتلأت ألوانا من الطعام والحلوى وكراسة صغيرة لتخطو أولى الخطوات في طريق العلم. هنا تلقنت ودرست وتخرجت. ذلك الدرج الظاهر من خلف البوابة لن تنساه بالأخص تلك الدرجة. الدرجة التي سقطت عليها أثناء هرولتها وسط الأساتذة والطلاب ما إن سمعوا صوت القنابل والمقذوفات. تعددت مرات الهرولة وتعدد معها عدد الأموات.. وليتها كانت منهم. وتلك الحديقة التي زرعت بها بذرة ثمرة المشمش خاصتها على أمل أن تنمو لشجرة عملاقة تظللها وتقدّم الخيرات لها. ولكن إن كانت صاحبتها نفسها فقدت الحق في النمو فكيف للشجرة أن تنمو؟!

استكملت خطواتها واختنقت أنفاسها. أزادت "بلسم" من ضمها كي تدعمها لكن عجوزتنا كانت بعالم آخر: عالم مدمي. انقلبت شفتاها وزادت تجاعيد وجهها. بانت شهقاتها وهي تسير منحنية كمن ستسقط على وجهها. المارة يطالعونها في تعجب واستنكار من مظهرها الغير مرتب. بالتأكيد لم يعاصروا أيام الحرب وإلا لأشفقوا عليها.

أخيرا وصلا لمسقط رأسها ومركز آلامها. منزل والديها المجاور لعش الزوجية الخاص بها وقد رتبتهما "بلسم" من الداخل، لكن وهل تستطيع التصرف في جدرانه وأخشابه الشبه متهدمة؟!

الآن باتت بين المطرقة والسندان. صارت كمن على حافة الموت. تجزم أن أنفاسها تقطعت لحظات طويلة. انهارت استقامة ساقيها المرتعشين فهوت أرضا وجوراها الشابة في شفقة.

اجتمعا الحاجبين وشقّا الطريق لأعلى كمن في رغبة أن يلامسا غرتها البيضاء. عيناها تتجول بين المنزل هذا تارة والمجاور تارة أخرى. كانت القشة التي قصمت ظهر البعير؛ فلم نجد منها سوى الصياح والبكاء بأعلى ما لديها من صوت وأشد ما تملك قوة.

تجلس وحيدة أمام منزلين بلا أفراد. بيتان فقدت الأحباء بهما. بيتان عمّهما الظلام والفوضى. بيتان شهدا مقتل والديها وزوجها وأولادها على مرأى ومسمع منها. لازالت تتذكر صراخهم وهي بآخر الشارع بعدما عادت من عملها ألا تقترب. صياحهم أن تركض بعيدا يدق باب قلبها. لم يكن منهم بعدها سوى الصمت هنيهة لمّا انفجرت المنطقة بأكملها. أبصرت بقعة من النار تتوسطها أناس يصرخون التقطت منهم أصوات عائلتها: الكبير منهم والصغير. وكأن تجمعهم بمنزل والديها ليفاجئوها بحفل عيد ميلادها ما كان سوى خديعة للاستيلاء على حيواتهم.

صاحت حتى تخدّش حلقها، وكفيها يضغطان على أذنيها كي تطرد تلك الذكريات المؤلمة عنها. طبطبت "بلسم" على كتفها بكف بينما الآخر يزيل شلالات دموعها. حتى برؤية العجوز هكذا لم تندم أنها أصرت على خروجها. هذا هو عين الصواب. يجب أن تواجه مخاوفها كي تحيا أيامها في بعض من السعادة والسلام النفسي. يجب أن تتغلب على الماضي كي تستقبل القادم في رضا. حان الآن دورها في أن تنل شطرا من اسمها.


إسراء الزغبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-21, 08:56 PM   #2

~sẳrẳh

إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ~sẳrẳh

? العضوٌ??? » 1678
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 15,447
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير

قصة موجعة
فيها تفاصيل الزمن .. الحزن ..
ولم يتبقى شي تقتات عليه سوى..الوحدة والمرض


دمت بود
سارة❤


~sẳrẳh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلام حرب أمان دموع حزن عزلة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.