آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          583 - دور القدر - باتريسيا ويلسون - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree6046Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-21, 10:05 PM   #141

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,012
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي


الفصل السابع
..........

ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة ونسيت أمر اختها غصن ....سيعود نهاية الاسبوع ؟ يا الله وكأن هذا ما ينقصها ! تذكيرها بموعد عودته التي كانت قد نسيته لوهلة .... تأوهت بأحباط ثم حثت خطاها لتدلف الى المطبخ مغمغه بتحية الصباح ... بدأت تحضر الفطور بصمت بينما واصلت زوجة عمها الحديث بأنطلاق وسعادة عن ولدها المبجل .... شعرت بالخجل من العمة بدور ... فقط لو تعلم كمية الكره التي تحمله بداخلها لابنها الوحيد لربما خاصمتها وغضبت منها .... كانت دائما تحاول ان تخفي كرهها واشمئزازها من سماع اسمه امامها لأنها كانت تكن لزوجة عمها كل الحب والأحترام ... لقد كانت حنونة وعطوفة جدا معها .... كانت تشتري لها الهدايا وتصنع الحلوى والمعجنات عندما كانت تنجح في المدرسة ... وأقل ما كان عليها تقديمه لهذا المرأة الطيبة هو بعض الاحترام الكاذب لولدها نور الحسن .... من اجل خاطرها ومعزتها .... كانت مختلفة عن النمط التقليدي لزوجة العم الحقودة كما هو الحال مع زوجة عمها الاكبر والدة أيهم .. تكاد تقسم بأنها هي من تسمم عقله وتحرضه على مقاطعة والدها فهي ومما رأت أن ايهم شاب لطيف جدا ومهذب ومن المستحيل ان يفعل ما يفعله من تلقاء نفسه مالم تتدخل تلك المرأة البغيضة ....
بعد مرور بعض الوقت وبينما كانت تجلس لتتناول فطورها بصمت ..... قالت وقد غيرت دفه الحديث :

- اخبريني كيف شكلها ؟!!
أجابت والدتها متسائلة :
- من تقصدين ؟
قالت العمة بدور بنفاذ صبر وهي تلوح بيدها :
- مابك يا امرأة ؟ اقصد غصن ابنة زوجك ومن غيرها اصبحت حديث الساعة ؟!!!
هزت والدتها كتفا واحدا ثم قالت معترفة بواقعية لا يمكن انكارها
- جميلة .... منذ رأيتها اول وهله صدمت من مدى شبهها بعمتها مريم ... هي حتى لا تترك مجالا لكي نشك بنسبها !
قالت العمة بدور متعجبة وهي تنحني لتتكأ على طرف الطاولة :
- لهذه الدرجة ؟
أكدت والدتها مغمغة :
- واكثر صدقيني ... على العموم ستحكمين بنفسك عندما ترينها .
عادت العمة بدور لتسألها بفضول :

- وكيف كان الحال معها ؟ اقصد ... عن ماذا تحدثتم ؟!!
ضحكت والدتها بسخرية وقالت :
- نتحدث ؟ اسكتي بالله عليك ... الفتاة لم تقل كلمتين متتاليتين .... بدت وكأنها لا تطيق النظر لوجهنا حتى !!
أجابت زوجة عمها وقالت بتفهم ولهجة ناعمة :
- لا تلوميها يا ابتكار ماحدث ليس سهلا ... الكل متعجب من ظهورها بعد ان كانت ميته بالنسبة للجميع !!

ثم القت نظرة خاطفة ناحية نبع التي انتبهت لنظراتها جيدا قبل ان تقول :

- حتى نور الحسن تعجب ايضا ولم يصدق عندما أخبرته .... قال ان هذا شيء خيالي حقاً .

وقفت والدتها وقالت وهي تهز رأسها :
- ربما معك حق يا بدور ... تعالي نذهب للصالة لنكمل حديثنا ... وانت يا نبع اعدي لنا فنجانين من القهوة ...
ما أن خرجوا من المطبخ حتى همست نبع بقلق
" لماذا نظرت لي بهذه الطريقة عندما تحدثت عن ولدها ؟ أتراها تشك بكرهي له ؟!!! "

يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-21, 10:06 PM   #142

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,012
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

تمطت غصن بنعاس وهي تغوص في فراشها الدافئ .... فتحت عينيها ببطء وحدقت في السقف بينما مررت اصابعها على فراء البطاانية الزغبي الناعم .... لقد نامت كالميتة تماما .... لم تشعر بهذا الدفئ والراحة طوال حياتها ....اذا قارنت مابين عيشها في منزل خالها وعيشها هنا فحياتها التي عاشتها في منزل خالها تعتبر كقضاء حياتها في حظيرة للحيوانات ... ربما حتى الحظيرة اكثر دفئا من هناك ..... تثاقلت انفاسها وأزدت عليها وطئة الحقد والألم في قلبها ... كيف استطاع ان يعيش مرتاح البال بهذا العز والجاه دون ان يفكر بهم ؟؟؟ كيف سمح له ضميره بذلك ؟؟؟ هل كان يمتلك ضميراً يأنبة من الاساس ؟؟؟
كانت الساعة الثامنة عندما اتصلت بها جيان ..رنين الهاتف المزعج جعل النوم يطير من عينيها .... رفعت غصن هاتفها المحمول الذي اصبح اطاره باليا وشاشته متفطرة ... كان ارخص هاتف ممكن ان يسمح لها مدخولها ان تشتريه ولولا حاجتها له في العمل لما كانت قد بذرت فلسا واحدا عليه .. فتحت الخط وقالت بنعاس :

- صباح الخير ...
لتجيبها جيان بحماس

- صباح الخير ايتها الكسولة ... أمازلت نائمة ؟!!!
تمتمت غصن وهي تزيل الشعر المتناثر عن وجهها

- لا يزال الوقت مبكرا للذهاب الى العمل !
هتفت جيان ضاحكة بعدم تصديق
- الان هل اصبحت الساعة الثامنة وقتا مبكرا ؟؟؟ اين الفتاة التي كانت تستيقظ منذ السابعة وبدون منبه حتى ؟!!
انقلبت غصن على جهتها اليمنى وحدقت بالنافذة التي كانت تدخل الضوء المشرق للصباح الى الغرفة ... وقالت بصدق ممزوج بحزن وكآبة :
- الوضع هنا مختلف يا جيان ....
ضحكت بمرارة وأكملت :
- الفراش دافئ والرائحة منعشة .... انها رائحة الهواء النظيف الخالي من الرطوبة !!

أجابت جيان بحنان وتعاطف

- عزيزتي .. من المفترض ان يكون هذا امرا مفرحا مالي اراك تقوليها بكآبة وحزن ؟!!

جلست غصن واسندت ظهرها على الوسائد ثم أجابت متنهدة باختناق :

- لان امي ماتت محرومة .... لم ترى مثل هذا الترف والعز بحياتها ابدا .....لقد ماتت من البرد والجوع والاهمال
همست جيان بشفقة :
- رحمها الله ...
بعد بضعة ثوان قالت جيان بمرح وهي تحاول ان تغير دفة الحديث :
- حسنا اتركينا من هذا الحديث واخبريني ... هل قابلت عائلتك ؟
أجابت غصن بامتعاض
- اممم اجل ...
لتحثها جيان بنفاذ صبروفضول
- و ؟؟؟؟ ماذا حصل ؟ كيف كان لقائكم ؟!!!!!

اجابت غصن بسخرية وتهكم
- حتما لم يكن لقائنا بالاحضان والقبل ! كان لقاءا عاديا تبادلنا فية التحية فقط ...

صمتت جيان لفترة قصيرة وقالت
- واخوتك كيف وجدتيهم ؟؟؟
رفعت كتفها وقالت بصدق
- محمد في الثالث عشر لايزال طفلا غير مبالي لظهور اخت جديدة له من العدم !
حثتها جيان بفضول :
- واختك الكبرى ؟
سحبت غصن نفسا عميقا وقالت معترفه بصدق رغما عنها
- في الحقيقة كانت لطيفة ومتواضعة ... أو هذا ما حاولت ان تبينه لي
نهرتها جيان بلطف :
- كوني حسنة النية ياغصن لربما فعلا هي مهتمة بك بالنهاية انتم أخوات ...ومهما يكن فالدم لن يكون ماءا ابدا
لم ترد عليها غصن بل زمت شفتيها باستياء صامت لتردف جيان بعقلانية
- اعطهم واعطي لنفسك الفرصة غصن وانظري الى الى اين سينتهي بك الامر ... ان شاءالله سيكون كل شيء على مايرام ...

بعد مرورو عدة دقائق تبادلا فية الحديث اغلقت غصن الهاتف وتوجهت الى الحمام الذي كان يقع بأخر الروق ...نظفت اسنانها وغسلت وجهها ... نظرت الى انعكاسها في المرآة ..غير مهتمة بقطرات الماء التي تناثرت على مقدمة ثوبها المنزلي ...... لتهمس بسخرية مريرة :
- من كان يظن بانك ستسكنين بهكذا منزل فخم وتدخلين حماما نظيفا وواسعا دون ان يطرق الباب عليك كل ثانية !!

هزت رأسها وعادت لتجهز نفسها للعمل ..ارتدت ملابسها السوداء واكملت روتينها كالمعتاد ... جلست على حافة الفراش لتنحني وتلبس حذائها عندما سمعت طرقات خافته عل الباب :
- تفضل
دلفت نبع وهي تحمل صينية تحتوي على مايبدو افطارا لتضعه مبتسمة عل الطاولة قائلة دون ان تنتبه اليها :

- احضرت لك الفطار اعتقدت انك لربما ستخجلين من النزول الى المطبخ و ...

لكن ابتسامتها اختفت عندما استدارت و راتها لتسألها مقطبة :

- ما هذا ؟؟؟
وقفت غصن وتوجهت نحو الطاولة لتلتقط كوب الشاي المخلوط بالحليب وتبدأ بشرب جرعة قبل ان تلتفت وتجيب ببراءة :
- ماذا ؟!!!

قالت نبع بفضول وهي تنقل نظراتها على جسد أختها :

- انت ترتدين ملابس للخروج ؟؟؟؟؟
شربت غصن جرعة اخرى وأومأت قائلة ببساطة تامة :
- امممم ... انا ذاهبة الى العمل .

رددت نبع ورائها كالببغاء وهي تنظر لها باستغراب :
- عمل !!!!!!
وضعت غصن الكوب في الصينيه وأجابت بلامبالاة واستخفاف :
- اجل عمل الم تكوني تعرفي باني أعمل ؟؟؟؟
لتضع يدها على فمها وتردف ساخرة

- اوه انا اسفة ... نسيت ان أخبركم باني اعمل بائعة في محل للعطور والملابس ... يقع المحل بموال تجاري ضخم .
هزت نبع رأسها ورددت مرة أخرى بذهول وعدم تصديق :
- بائعة !
توجهت غصن نحو الفراش ثم حملت حقيبتها الصغيرة السوداء وعلقتها على كتفها قائلة :
- اجل بائعة لما انت مذهولة لهذه الدرجة ؟ العمل ليس عيبا ولا حراما اليس كذلك ؟!!!
هزت نبع رأسها ذهابا وايابا وهي ترد بتلعثم :
- ليس .. هذا.. ماقصدته !
عقدت غصن حاجبيها وسألت :
- اذا ماذا ؟!!
سحبت نبع نفسا عميقا وعدت داخلها من واحد لعشرة قبل ان تقول بهدوء وحذر :
- هل أخذتي رأي والدنا ؟ لربما لن يعجبه هذا الامر ؟
ضحكت غصن ضحكة باردة وأجابت بوقاحة :
- لا يهمتي ان اعجبه او لا
اتسعت عينا نبع بقوة وكأنها غير مصدقة لما قالته أختها الصغيرة الان لتنهرها قائلة :
- غصن مالذي تقولينه !!!!!!!!!!!!

أجابت غصن بحدة وقد انفجر داخلها ذلك البركان الذي كانت تخمده داخل صدرها بشق الانفس ... انفجر وبعثر حممه الحارقة يمينا ويسارا بلامبلاة ورعونة :

- ماذا انا اقول هاااا ؟؟؟؟ الحقيقة عزيزتي ...والدك لا شان له بحياتي مطلقا .

أجابت نبع بنفس الحدة وهي تتقدم خطوة لتقف امام اختها ... مدافعة عن والدها الطيب الحنون :

- هذا الكلام غير مقبول وغير لائق ابدا يا غصن
لتقاطعها غصن بتحدي مسفر
- بل مقبول ولائق .... كنت اعمل لسنوات ... أعمل لاعالتنا انا وأمي ... اين كان والدك بذلك الوقت ؟ اين كان عنا ! عني انا ابنته ؟؟؟ هاااا هيا اجيبي ؟!!!
هزت نبع رأسها وهي تحاول ان تتمالك غضبها ... الآن تعرف لما كانت تتصرف ببرود منذ مجيئها ... اذن فهي تظن بأن والدها قد اهملها عمدا ؟!!!!!! قالت بهدوء تام وهي تحدق بوجه نبع المحمر غضبا :
- اسمعيني جيدا يا غصن ... أنا اعلم بأن ما حصل هو امر غريب ومستحيل ... وأنك لاتزالين تشعرين بالغرابة من كل هذا الذي يدور حولك ... لكن رغم ذلك فأن هذا لا يعطيك الحق بان تفرغي جماح غضبك علينا .... وتتهمين والدنا ظلما ... فليس ذنبنا أننا كنا نعتقد بانك ميته !!!

حدقت بها غصن لبرهة وهي مذهولة .... تحاول استيعاب ما قالته نبع .... هل قالت ميته ؟ حسنا ....لقد كانت تنوي الانتظار قليلا قبل ان تبدأ هجومها عليهم على الاقل تنظر لعدة أيام او اسابيع .... لكن ما قالته جعلت الدماء تغلي في عروقها .... لقد نبذوها ... تركوها كشجرة جردت منها أوراقها ... مكسورة القلب والروح .... وحيدة تقف في وجه الرياح القوية .... بعد هذا كله تقول بأن لا ذنب لهم ؟؟؟ لا بل اعتقدوها ميته ؟؟؟ الى هنا ولن تسكت ابدا ..... هتفت باستنكار وتعجب وهي تكبح الدموع التي ترقرقت بعينيها:

- نعم ؟ ميته ؟!!! أهذه كذبه جديدة اخترعتموها لكي تخفو تقصيركم وتخففو عن ذنبكم ؟!!!!!!!

عقدت نبع حاجبيها وقالت ببهوت وهي تحدق بوجه أختها الذي يقطر كرها وحقدا وقالت بصدق وبرائة حقيقية كادت أن تصدقها بالفعل لكن لا هذه الكاذبة الجميلة لن تخدعها انها مثل والدها بالضبط ....
- لا اقسم بالله ليست كذبه ... لقد اخبرنا والدي أنك بعيد الشر عنك ....مت عندما كنت صغيرة و أن ...
هبت غصن صارخة بحدة وكأنها اعصار ... لتجيبها بعصبية واختناق :
- من فضلك يا نبع ... يكفي كذبا ....
تحدتها نبع بدورها وقالت بأصرار
- أخبرتك يا غصن ...أنا لا اكذب هذا هو بالفعل ما قاله لنا والدي !! بماذا تريدني ان أحلف لك حتى تصديقين !!
التفت غصن ناحيتها وقالت بكل وقاحة وتمرد وهي مبتسمة ببرود رغم الدموعها الواضحة :
- حسنا ... أذا والدك هو من كذب عليكم ... واخترع لكم هذه الحجة المضحكة ... والله يعلم لماذا فعل ذلك !

دافعت نبع عن والدها بانزعاج وضيق وهي تقول بتوبيخ وكأنها توبخ طفلة صغيرة وليست شابه في العشرينات من عمرها :
- لا تنعتي والدنا بالكاذب يا غصن ! هذا عيب لا يجوز ....

قاطعتها غصن وهي تلوح بيدها و تتصنع اللامبالاة بينما داخلها كانت تتميز غيضا وغيرة من دفاعها الحقيقي عنه وكيف انعكس حبها واحترامها لوالدها .... كم عاشت تحت كنفه بغنج ودلال وكم تلقت الحب والاهتمام والحنان لكي يجعلها تدافع عنه بهذه الشراسة وتثق به بهذه القوة !
- حسنا حسنا .... الان انت تؤخريني عن العمل وانا يجب ان اذهب قبل ان تصبح الشوارع اكثر ازدحاما .... الى اللقاء اختي العزيزة
لتوقفها نبع بيأس وقلة حيلة
- انت لن تفعليها غصن ؟؟؟
التفتت غصن وقالت بوقاحة واستخفاف قبل ان تخرج وهي ترفع راسها بتحدي
- ومن سيوقفني ؟؟؟ بالتأكيد ليس انت !!!
خرجت واغلقت الباب خلفها بهدوء تام .... لتجلس نبع عل طرف الفراش بأنهاك وتعب .... تفكر وتسترجع كل ماحصل قبل قليل ... همست داخلها بيأس ... يا الله يبدو ان كل شيء يسير نحو التعقيد !!!
غصن تحمل داخلها كم هائل من الحقد والبغض والعداوة ... وهي لاتصدق ما قالته لها وتعقد ان مسألة موتها هي كذبه اخترعها والدها !
لربما معها حق في ذلك لكن يجب عليها قبل ان تتخذ قرارها النهائي بكرههم ان تواجه والدها وتتفاهم معه ! لربما هناك حلقة مفقودة ! فمن المستحيل ان يكون والدها يكذب ! أو ان يكون على دراية بأن له ابنه على قيد الحياة حية ترزق لا بل تعيش بفقر مدقع .. ليتركها ولا يسأل عنها !! مستحيل هو لن يفعل ذلك !
فكرت بالتدخل والتحدث مع والدها وفتح الموضوع بشكل جدي اليوم مساءا ... ومواجه الطرفان غصن ووالدها ... أو على الأقل تذهب وتتجاذب معه اطراف الحديث وممكن ان تنقل له ما قالته غصن بطرية غير مباشرة !!!!
هزت راسها بعنف ونحت هذه الفكرة من رأسها .. على الاقل ليس الآن .... يا إلهي كيف يمكنها ان تفعل ذلك وهي تشاهد فرحته وسعادته بعودتها ؟ والطريقة التي ينظر بها ناحية غصن وكأنه عثر على كنزه المفقود ! سيكون هذا منتهى القسوة والجحود ... كما إنه مريض بالضغط والسكر !
كيف تخبره بكل بساطة بأنها تعمل بمول تجاري ! وهي تعرف والدها جيدا لن يوافق على عملها مطلقا ... اذا كانت هي خرجية كلية الهندسة الزراعية لم يوافق على عملها رغم الحاحها المستمر وتوسلها له لعدة اشهر بعد تخرجها فكيف الحال مع غصن ؟؟؟
تذكرت كيف حدثتها غصن باستخفاف ووقاحة ... اغمضت عينها لتمنع تسرب الدموع .... شعرت بالضآلة المطلقة .... لم تكن غصن الاولى التي تكلمها بهذه الطريقة فمحمد ايضا لايستمع لكلامها ولا يهتم بنصائحها ... كما ان والديها ايضا يعاملانها كطفلة صغيرة وهشة .... أولم يتجاهلو مناشداتها وشكواها المستمر من قسوة وتنمر نور الحسن !! منذ كانت صغيرة كان رأيها وكلامها غير مسموع وغير مهم والى هذه اللحظة !!!

.................................

يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-21, 10:07 PM   #143

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,012
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

بدأت جيان عملها في منزل جاسر ... اليوم الأول كان متعبا جدا ... قضت الساعات هناك بتنظيف كل ذرة غبار في الصالة كما أنها غسلت الستائر.... ثم غسلت المطبخ ونظفت الموقد تنظيفا عميقا .... كانت والدة جاسر تطل عليها بين الحين والأخر وتطلب منها ان ترتاح قليلا ....وقد ساعدتها بتجفيف الصحون والملاعق والقدور وأرجاع علب التوابل والمواد الغذائية الى مكانها ..... كانت سيدة لطيفة ومراعية بحق .... لقد لاحظت وجود صورة كبيرة معلقة في الصالة عرفت فيما بعد أنها صورة والده .... كان الشبه بينه وبين جاسر كبير جدا ... بملامحه الحادة وتلك النظرة الثاقبة التي ميزت عينيه الداكنتين ....
عندما عادت الى المنزل لاحقا كان ظهرها يؤلمها كثيرا .... لا بأس ربما الألم بسبب يومها الأول ... لم تكن معتادة على هذا الكم الهائل من الاعمال المنزلية .... فمنزلهم صغير بالكاد تنظفه هي فوالدتها من تقوم بأغلب الاعمال ... غرفتين للنوم مع غرفة للجلوس ومطبخ صغير شيء يكاد لا يذكر او يقارن مع منزل جاسر !!!!

هزت راسها وهي تركز على الكتاب الذي بين يديها .... كانت هناك مكتبة كبيرة في الطابق السفلي بها الكثير من الكتب والمجلدات وقد اعتقدت بأنها تضم كل ما لديهم لكنها فؤجئت عندما وجدت مكتبه أخرى صغيرة نسبيا في الطابق العلوي .... كانت موجودة في غرفة نوم تضم سرير فردي وضع جانب الحائط .... يبدوا أنهم يحبون القراءة كثيرا ..... قلبت الكتاب فوق المنضدة الخشبيه وهو مفتوح على الصفحة التي كانت تقرئها .... ستلف السجاد ثم تكمل قراءة هذه الصفحة فقط ..... بدأت بلفه وهي تحاول ان تعمل بدقه حتى لا يكون عملية نقله الى المكان المخصص لغسل السجاد .. صعبا عليها .... لقد التقت بشقيقة جاسر ( سلمى ) وما أن وجدتها في المطبخ تغسل الصحون حتى سألتها بلهجة حادة
- من انت ؟!!

و قبل ان تجيبها كانت الحاجة ايمان قد وصلت وافهمتها بأنها تعمل لديهم .... ثم بعدها بدأت تصدر أوامرها بطريقة فجة ووقحة ... جعلتها ومنذ الساعة التاسعة صباحا تغسل ثلاث من السجادات ... كانت مفروشة في الغرف السفلية ... كانت ولله الحمد صغيرة الحجم ونظيفة تماما ... والتي في الحقيقة لم تكن بحاجة الى غسل .... وما أن انتهت حتى قالت لها

- اذهبِ الى الطابق العلوي وافعلي كما فعلت بالطابق الأول .... وقبل ان تذهبِ ....

ثم اقتربت منها وقالت بعجرفة :

- اريد ان اقول لك انني لست مثل والدتي ... طيبة وعلى نياتها .... أنا اراقبك جيدا فأحذري ايتها الشابه ...


صعدت الى الطابق العلوي دون ان ترد عليها بحرف .... لكنها ايقنت بأن سلمى لن تتركها تنهي عملها هنا بسلام ابد ...غرفة السيد جاسر لم تطئها ولن تفعل فلقد أخبرتها سلمى بانها هي من ستصعد وتنظف غرفة أخيها .... ضحكت جيان بخفوت وهمست " وكأنني سأهتم "

عادت لتركز بهذه السجادة .... عندما انتهت من لفه حاولت لاكثر من مرة حمله او تحريكه لكن بلا فائدة ....كان ثقيلا وكأنه يزن طنا كاملا ... اللعنة لما السجاد الكبير يكون ثقيلا لهذه الدرجة !

- ثقيل جدا ؟!!!!!

اخترق صوته الرجولي هدوء المكان ... صدرت عنها صرخة صغيرة ومتفاجئة وضعت يدها على صدرها وبدت تتنفس بلهاث ... وضع جاسر يديه بجيبي بنطاله وقال معتذرا :

- أسف لم اقصد أخافتك !

..............

صعد جاسر الى غرفته بخفة .... فيوم الخميس والجمعة هما يومي استراحته صحيح يخرج للعمل في الصباح لكنه يعود بوقت مبكرا جدا ... قبل صلاة الظهر بساعتين او ثلاث ... فهذين اليومين يحاول ان يخصصه للعائلة خاصة وأن اغلب زياراتهم تكون فيهما .... مشى في الروق الطويل لكنه تجمد مكانه عندما رأها ... تقدم ووقف أمام الباب يراقبها ... كانت ترتدي بنطال من الجينز الباهت مع قميص واسع وطويل يكاد ان يصل لركبتيها ..كانت تحاول ان سحب السجادة لكن يبدو وكأن ثقله لم يكن يساعد !!!
قال لها بسخرية طفيفة :
- ثقيل جدا ؟
كادت ان تسقط لكننها استطاعت ان تتدارك نفسها وتقف منتصبة..... شعر بالذنب الغير مبرر لاخافتها وكأنه قد تعدى على خصوصيتها ؟ بحق الله اية خصوصية وهذا منزله ؟!!! هذه الفتاة تجعله يشعر بمشاعر متناقضة وغير مفهومة ابدا .... دس يديه بجيبي بنطاله وقال معتذرا بصدق :

- اسف لم اقصد أخافتك !!!
وقفت على بعد مسافة منه وقالت بارتباك
- لا تكن يا سيد جاسر انا فقط لم اتوقع وجودك !

كانت الساعة تقريبا الحادية عشروالنصف وفعلا كان الوقت ابكر من ان يعود على غير العادة ..... لم يكن يعرف لما عاد قبل الحادي عشر ربما لكي يتسنى له رؤيتها ؟!!! هز كتفه وقال بأختصار :
- يومي الخميس والجمعة اعود مبكرا واقضي اغلبه في المنزل ...
أومأت وهي تخفض نظراتها بحرج ليردف متسائلا وهو يشير بذقنه نحو السجادة الملفوفة ارضا
- اذا ثقيلة جدا اليس كذلك ؟!!!
رفعت عينيها وقالت ببراءة
- في الحقيقة سجادة هذه الغرفة اثقل من بقية سجاد الطابق السفلي !
عقد حاجبيه وقال بتعجب
- هل رفعتي سجاد الطابق السفلي كله ؟!!
أومأت وقالت
- أجل يا سيدي وغسلتها ايضا ....
لم يكن له ان يتدخل بالاعمال المنزلية لكن اي أحد له عقل يفكر به سيرى بأن غسل اكثر من سجادة واحد هو أمر متعب وكثير جدا بالنسبة ليوم واحد فقط ... قال متسائلا بجمود :
- والدتي هي التي طلبت منك ذلك ؟!!!
أجابت بابتسامة صغيرة وهي تفرك يديها بتوتر:
- لا ... انها السيد سلمى ...
عبس بضيق وأخذ ينظر لها بانزعاج شعر به ولم يكن منها بل من تصرف أخته المبالغ به .... ثم حول نظراته ليديها .... كانت حمراء من البرد ....لتسارع هي بالقول وقد فهمت على مايبدوا ان انزعاجه كان بسببها
- لا داعي للقلق الان حالا سأقوم بسحبها فقط احتاج لبضع دقائق التقط بها انفاسي ....

سحب نفسا عميقا وهو يحارب الافكار التي اخذت تتقاذف في رأسه يمينا ويسارا .... لما عليه ان يشعر بالاسف والتعاطف نحوها ؟ كانت خادمتهم ؟ هي تعمل بثمن !! وهي من عرضت عليه ذلك وليس هو بل توسلت اليه ايضا !!! فمابله يشعر بالانزعاج والضيق من تصرفات اخته القاسية ؟!!!!!
أمرها بخشونة
- اتركيه ...

أجابت مرتبكة وهي تحدق بوجهه حائرة :
- لكن سيدي علي أن ....
قاطعها بحدة وبلهجة صارمة فهو لم يكن رجلا بلا شهامة ولا رجولة ليترك فتاة ضعيفة تحمل سجادة تعادل ضعفي وزنها :
- قلت اتركية انا سأحمله لاحقا واذا اعترضت اختي اخبريها بأني من أمرتك ...
همست بتأثر وهي تفرك يديها وتنظر له بخجل :
- سيدي ...ليس عليك فعل ذلك ... انه عملي ...و واجبي الذي يجب ان اقوم به ! لقد ... لقد اتفقنا على العمل !!
تنهد ثم اجابها بهدوء :
- اخبرتك لا بأس انا من سيقوم بحملها ...
استعد للمغادرة لكنه تفاجأ حين رأى الكتاب على المنضدة .... مشى نحوه ورفعه وما أن قرأ العنون حتى نظر اليها متسائلا بتعجب :
- كليلة ودمنة ؟!!!
ابتسمت وقالت بحرج ... بدت امامه شابة جميلة بوجهها الوردي وتلك الخصلات التي هربت من عقدة شعرها وأحاطت بوجنتيها
- لقد درسنا عدة قصص لكليلة ودمنة في كتاب اللغة العربية ... عندما كنت المرحلة الاعدادية !
أومأ قائلا وهو يعيد الكتاب الى مكانه
- تحبين قراءة القصص ؟
هزت راسها وأجابت
- فقط التاريخية ....
ثم سألته بتلعثم
- وأنت ؟!!! هل تحب قرائتها ؟!
هز رأسه بلا وقال
- لا ... القراءة ليست هوايتي ...

رفعت حاجبيها وقالت

- لكن لمن ...

قطعت كلامها وقالت وهي تنظر له اعتذار وكأنها ادركت الآن بأن ليس من حقها ان تتكلم معه بهذه الاريحية

- انا اسفة ... لم يكن علي ان اسأل ....

تجاهل ما قالته واجاب مكملا سؤالها وهو يرافع كتفه بلامبالاة :

- لمن كل هذا الكم الهائل من الكتب ؟
ليردف بصوت حمل في طياته الحنين والشوق .... دون ان ينتظر ردها وهو يسير متوجها نحو الرف ثم رفع يده ليلمس الكتب المرتبة عليها ....
- أنها لابي رحمة الله ... كان يعشق القراءة ... احب الكتب التاريخية ... اشترى الكثير .... كان يذهب دائما الى شارع المتني ... اشترى نهج البلاغة .... كليلة ودمنة ...منطق الطير ... الف ليلة وليلة ...و الكثير غيرها ...

التفت ناظرا لها بابتسامة صغيرة قائلا وهو يشير براأسه نحو الكتاب
- تستطيعين أخذه معك ال المنزل ...
قالت بسرعة وتلعثم كانت لاتزال بحالة صدمة من لطفة المفاجئ
- ليس ضروريا سيدي .... انا فقط كنت اقرأ مقتطفات منها وسأرجعها في مكانها ...
هز كتفه وقال بلامبالاة
- لابأس ان اخذتها لعدة ايام لقرائتها على مهل ... ومن ثمة ارجاعه ... كما تستطيعتين استعارة ما تشائين من الكتب
ليضيف بصدق ونزاهة قبل ان يغادر الغرفة هاربا من نظراتها المصدومة بعرضة الغريب والمفاجأ والذي صدمه هو قبل ان يصدمها هي ...
- والدي كان سيرحب بذلك



يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-21, 10:08 PM   #144

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,012
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

راقبتها تخرج من منزلهم مع حلول وقت الظهر ... عقدت سلمى حاجبيها بانزعاج ... التفتت لتنظر لوالدتها التي كانت تقف امام الموقد تقلب الرز .... لم يعجبها تساهل والدتها مع تلك الفتاة المدعوة جيان .... كيف طلبت منها ان تجلس وتشاركهم الغداء ؟ هل والدتها كبرت و اصابها الخرف ؟ الا تعرف بأن جيان هي خادمة ؟؟؟؟ الله يعلم في اي مكب للنفايات تعيش ! كيف تطلب منها ان تجلس معهم على نفس الطاولة ؟!!!!

اخرجت والدتها من الثلاجة كيسا يحتوي على الريحان والنعناع والكراث ثم حملت وعاءا بلاستيكا وذهبت لتجلس قرب المنضدة لتبدأ بتنظيفها ... التفتت سلمى واتكأت على الحوض وقالت وهي تكتف ذراعيها :

- امي ... انا غير مرتاحة لتك الفتاة التي تعمل عندكم !
رفعت الحاجة ايمان راسها وقالت باستغراب :
- تقصدين جيان ؟ لماذا يا ابنتي هي فتاة لطيفة وطيبة .
تقدمت سلمى وجلست قرب والدتها لتهمس بحقد وهي مضطرة لقول الحقيقة التي لا لبس فيها :
- انها جميلة جدا جدا


عادت الحاجة إيمان لتكمل تنظيف الخضراوات وهي تجيبها ضاحكة بلطف

- أجل لقد لاحظت ذلك منذ الوهلة الاولى ..ماشاءالله عليها .. جمال وأخلاق .
تأفأفت سلمى وقالت بضيق :
- امي هذا الفتاة يجب ان تطرديها !
توقفت يدا والدتها عن العمل وهي تحدق بابنتها الوحيدة بدهشة لترد قائلة :

- ولماذا اطردها ؟!!!!
هزت سلمى قدمها وقالت بحدة وتوتر :

- لاني ... بصراحة اخشى من أن تضع عينيها على أخي وتغوية .
أجابت والدتها قائلة :

- كفي عن كلامك السخيف هذا ... البنت مؤدبة ومكافحة ... كل ماتريده هو العمل وإعالة اسرتها ....ابعدي افكارك السوداء عنها يا سلمى .

القت سلمى نظرة من فوق كتفها تجاه باب المطبخ لتتأكد من عدم وجود شقيقها في الجوار ثم احنت رأسها بالقرب من والدتها وقالت بصوت هامس وحاد :

- بالله عليك أمي اي افكار سوداء وقد أمرها ان تترك السجاد وهو ...هو من سينزله ! أهكذا تعامل الخادمة ؟
رفعت والدتها الوعاء وذهبت الى الحوض لتبدأ بغسل الخضراوات وهي تجيبها بهدوء :

- السجادة التي في الغرفة العلوية كبيرة وثقيلة لو كنت اعرف بأنك ارسلتيها لتنزله لم أكن لاسمح لك مطلقا ولو لم يفعل جاسر ذلك لكنت شككت بتربيتي له ...
همت سلمى بفتح فمها لتعترض الا ان والدتها اسكتتها قائلة بصرامة :
- بالنسة لمسألة اغواء جاسر .... فجاسر كبير وواعي .... لا يوجد داع لكي تدسي انفك بحياة ولدي .... هو يعرف مصلحته جيدا ويعرف كيف يتصرف ....اغلقي هذا الموضوع الآن وانسيه تماما ...فهمتي ؟!!

زفرت سلمى بحدة ثم زمت شفتيها بانزعاج ... ما قالته والدتها لم يرحها ابدا ...بل زاد من خوفها وتفكيرها ... الطيبة وحسن النية التي تتميز به والدتها يكاد ان يصيبها بالجنون .... كيف لا تشك بامرها ؟ فجاسر شاب وسيم وغني الف فتاة تتمناه ليس لرجولته ونسبه وسمعته فحسب بل طمعا بماله ايضا .... فكيف الحال بتلك الخادمة المعدومة !!!!! جاسر شقيقها الوحيد المتبقي لها بعد وفاة شقيقها الاصغر فكيف لا تخاف عليه وتبحث عن راحته وسعادته مع فتاة تليق به ومن مستواه !!!

.........................

يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة كلبهار ; 03-09-21 الساعة 10:50 PM
كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-21, 10:08 PM   #145

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,012
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

بشق الأنفس استطاعت ان تصعد بقدمها المصابة والتي بدأت تؤلمها ....فوق الأريكة القريبة من الشباك ... نظرت من خلف ستارة الدانتيل الشفافة البيضاء ورأته .... خفق قلبها رعبا وخوفا وهلعا .... لا تصدق بأنها رأته من جديد بعد كل تلك السنوات التي قضتها براحة وهدوء وأحلام خاليه من وجوده .... قبضت على طرف الستارة وكورتها بين أصابعها بقوة .... تصاعدت انفاسها واحتقنت الدموع بعينها .... ارتجفت شفتها السفلى وهي تحاول كتم شهقتها .

كان نور الحسن أوسم من ذي قبل .... يبتسم لوالدته تارة ثم لوالديها تارة أخرى ..... لا يبدو عليه البؤس ... ولا الضياع ... ولا الفشل .... لم يحدث له شيء .... اي شيء يجعل غليلها يشفى !!! وتلك النار المشتعله في قلبها تنطفئ .... رغم أنها لم تقصر بالدعاء عليه كل ليلة .... أجل كانت كل ليلة تناجي ربها أن يأخذ حقها منه .... يحرق قلبه ويتذوق القليل مما فعل معها .... لكن يبدوا ان دعاها لم يكن مستجابا .... هاهو يبتسم ويضحك وبصحة جيدة ... ملامحه متناسقة والراحة تنعكس عليه .... يقف امام باب منزلهم بقامته الطويلة شامخا وفخورا .... لما لا يكون فخورا وقد اصبح طبيب اسنان ؟ نور الحسن الفاشل الخبيث المتنمر اصبح طبيب اسنان من كان يخمن ذلك ؟ والدته ترمي فوق رأسه السكاكر وتطلق الزغاريد .
هسمت داخلها بنحيب صامت .... لماذا ؟ لماذا يا الله ... لماذا انا اعيش بسببه تعيسه ووحيدة ومنعزلة ... وهو ... هو من تسبب بعرجي وانكساري يعيش حياة مريحة وسعيدة ؟!!! هذا ليس عدلا ... ليس عدلا على الأطلاق !!!!!!!!

فجأة وكأنه شعر بوجودها .... ادار رأسه ونظر الى ناحية الصالة ..... تحديدا كان يحدق في الشباك الذي كانت تقف خلفه ... انزلت جسدها بسرعة كادت على اثرها ان تفقد توازنها وتقع على الارض .... تمتمت بصوت مرتعش وهي تمسك حافة الأريكة ... تبا لك يا نور الحسن كادت ان تنكسر قدمي الثانية بسببك ! وكانك لم تكتفي بما فعلته بي !!!!!!

انزلت قدميها وجلست على حافة الاريكة ... ثم بدأت تبكي بآنين خافت وهي تحرك جسدها الى الامام والخلف بوتيرة واحدة ... ماذا ستفعل اذا رأته و كيف ستتصرف اذ عاد لتنمره السابق ؟
هزت رأسها وهي تهمس داخلها بشراسة ... لا ... لن اسمح له مطلقا .... انا لست ضعيفة .... لم اعد نبع الطفلة المسكينة التي كان يرهبها بعضلاته وضخامة جسده ... لقد اصبحت اقوى ... اصبح لها كيان وشخصية ... لن تسكت له ... مستحيل ان تعود الى ضعفها واستسلامها السابق !!
................
يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-21, 10:09 PM   #146

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,012
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

مشت غصن في الممر وهي تحمل كوب القهوة وقبل ان تتوجه الى غرفتها لفت نظرها جلوس نبع في الصالة .. كانت منحنية الرأس ... ملامحها غير واضحة بسبب شعرها الذي كان يغطيها كستارة تصل لمنتصف كتفيها حيث اخفى معظم وجهها ... لكنها انتبهت لاهتزاز كتفيها وآنينها الخافت ... هل كانت تبكي ؟؟
قطبت حاجبيها ولوت شفتها بلامبالاة حسنا فلتبكي ماشائنها هي !! منذ ذلك اليوم الذي تحدثتا به قبل ذهابها للعمل كانت صامته ... تتبادل الحديث العابر معها .... لقد ظنت بأنها ستذهب مسرعة لوالدها لكي تنقل كل كلمة قالته لها ... واستعدت للمشاجرة الحتمية وانتظرت ليوم ..يومين ..ثلاث لكن وياللعجب لم يحصل ما فكرت به .... كان كل شيء طبيعيا جدا .... وعاديا جدا جدا .... يتشاركون طعام الغداء والعشاء وكأنهم عائلة طبيعية ..... حسنا ... ربما هي طريقة ملتوية وخبيثة لكي تتقرب منها وتكسب ثقتها ؟
لكنها لن تنكر بأنها كانت لطيفة ومراعية وصبورة جدا معها .... حتى أنها اشترت لها الملابس السوداء واحترمت حدادها المستمر على والدتها وللامانة الملابس والفساتين كانت جميلة جدا وعلى مقاسها .... وكأنها نسيت المشاجرة التي دارت بينهما !! أو ربما كانت لاتريد أثارت المشاكل ؟ المشاكل التي لم تبدأ بعد !! لقد فكرت بأرجاع الملابس لها لكنها تراجعت في اللحظة الاخيرة ... هل هي مجنونة ؟ هذه الملابس هي جزء بسيط ...بسيط جدا من حقها عليهم فلما لا تأخذها !!!

وضعت قدمها على أول السلم وهي تذكر نفسها هامسه ... تبا لهم ... ماشأني بهم .... فلتبكي بدل الدموع دما .... لن أهتم ... لن التفت .... لا بالتأكيد لست مهتمة ..... استمرت الحرب الشرسة بين الخير والشر داخلها يتصاعد ... لتتنهد مستسلمة وهي تقول بصوت عالي وكأنها تخاطب ذلك الصوت الذي كان يدور داخلها
" حسنا ...حسنا ..سأسئلها مابها وانتهى ... سؤال واحد فقط ! "

توجهت نحو الصالة ... تقدمت منها بحذر كانت نبع غير منتبه لوجودها .... اقتربت منها اكثر وقالت بتردد
- احممم ... انت بخير ؟!!
رفعت نبع وجهها المليء بالدموع ثم هزت رأسها بصمت وعادت لتبكي بنحيب اكثر ... وتدحرجت تلك الدموع الشفافة لتشكل خيوط على وجنتيها الوردية .... سحبت غصن نفسا عميقا ثم وضعت الكوب فوق الطاولة وتقدمت لتجلس جانبها وهي تقول بتوتر

- هل حصل شيء ما ؟؟؟

هزت نبع راسها بلا لتردف غصن متسائلة وهي مقطبة الحاجبين
- انت لا تبكين بسببي اليس كذلك ؟
رفعت نبع عينها الحمراء وقالت بهمس

- لا ياغصن ...ليس بسببك
تنهدت غصن براحة ثم قالت :
- اذا ماذا هناك ماسبب كل هذه الدموع ؟!


سحبت نبع نفسا مرتجفا ومسحت دموعها وهي تقول بتلعثم :
- س... ساقي ...تؤلمني قليلا
هزت غصن راسها بتفهم وهي تحدق بساقها المختبئة خلف بجامتها المنزلية ذات اللون الازرق .... لتسألها بفضول لم تستطع كبحة ..كان هذا السؤال يقف في حنجرتها ويسبب لها حكة فضيعة :
- هل اصابتك ولادية ؟
أجابت نبع بخفوت وهي تجلس بعدم راحة وتوتر :
- لا كسرت عندما كنت صغيرة
ساد الصمت بينهما ... أخذت غصن تحدق برأس نبع المنحني ... القليل ... القليل فقط بقدر ذرة واحدة شعرت بالتعاطف معها ... لتقف وهي تقول رغما عنها :

- ربما قربة الماء الساخن ستنفع بتخفيف الالم امي رحمها الله كانت تفعل ذلك عندما تصيبتي الالالم الدورة الشهرية .
قالتها بسرعة قبل ان تحمل كوب القهوة ثم تفر هاربة من الصالة ... لم ترى ابتسامة نبع الصادقة .... رغم كآبتها واختناقها برجوع ابن عمها إلا ان اهتمام غصن جعل شعورا دافئ يتسلل لقلبها لاول مرة منذ وجودها هنا ....همست بأمل وهي تمسح دموعها مرة أخرى

- ربما بعد كل شيء لايزال هناك أمل بتصحيح الامور يا اختاه
....................


يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-21, 10:10 PM   #147

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,012
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

خرج يوسف من الحمام وهو يغلق سحاب سترته الصوفية الخفيفة ثم جلس على حافة سريرة قرب المدفئة يجفف شعره بالمنشفة .... وصلته رسالة كان يعرف مسبقا من اين وقد وجد نفسه ينتظرها بلهفة .... الساعة كانت العاشرة مساءا نفس الوقت دون ان تخطئ دقيقة او تنسى الاتصال لمرة واحده فقط منذ اليوم الذي كان فيه مريضا ...وهاقد مر عدة أيام وهي لاتزال تفعل ذلك .... وضع المنشفه حول رقبته وامسك هاتفه ثم قرأ الرسالة على برنامج الواتساب ....لقد تبادلا الارقام في بداية تعارفهم لكي تتصل به عندما تحتاجة وايضا اذا صادف هو اي حدث طارئ تضطرة لعدم الذهاب اليها :

- مساء الخير .... حان وقت الدواء ارجو ان تكون قد تناولته بالفعل !
ابتسم وكتب مجيبا بسرعة
- لقد تناولته قبل قليل .... رفل انت فعلا لست مضطرة على تذكيري كل يوم
انتظر لدقائق وهو يحدق بشاشة الهاتف كانت تكتب ردها بسرعة
- اذا كنت قد مللت من رسائلي فأنا أعدك لن اذكرك بموعد الدواء ابدا .... انا اسفة ..
عقد حاجبيه وشعر بضيق في صدره ... لم يخطر بباله ان يفهمها بأن رسائلها غير مرحب بها هو فقط لم يكن يريد ان يثقل عليها كان يعرف ان تصرفها ينبع من طيبتها ولطفها وربما .... ربما ستكون منزعجة من مراسلته التي لا تسبب لها غير الملل والازعاج اليومي
ليكتب واصبعه تتسابق على لوحه الاحرف
- يا الهي ... اقسم لك يارفل لم يكن هذا ما كنت اقصده .... انا فقط لا اريد ان اثقل عليك واسبب لك الازعاج وانا اعرف بأن لديك دراستك وامتحاناتك لتنشغلي بها فهي اكثر اهمية مني .
انظر ردها وهو يهز ساقه بتوتر ... لتجيب بعد وقت قصير :
- اولا مراسلتك لا تثقل علي ابد يا يوسف وهي حتما لا تسبب لي الازعاج وثانيا لايزال الوقت مبكرا على الامتحانات لذلك لا تقلق ابدا .
ابتسم وهو يهز رأسه مفكرا بسره من اين ظهرت له هذه الفتاة المفعمة بالحيوية والطاقة الايجابية المعدية ! الآن هو يكاد يقسم بأنها عندما بعثت هذه الرسالة وجنتيها اصبحت وردية وهي تسبل اهدابها بخجل لتخفي عينيها المعبرتين :
كتب رده وابتسامته تتسع اكثر واكثر
- حسنا شكرا لك يا انسة رفل

ليصله الرد مباشرة
- على الرحب والسعة .

انتهت المحادثة بابتسامة صغيرة على شفتيه .... علق المنشفة على المشجب ثم تمدد على فراشه ووضع يديه خلف رأسه .... محدقا في الفراغ ... من الغريب انه ومنذ اليوم الذي كان فيه مع رفل في السيارة مريضا ومتعبا لم يعد يريد ان يخفي عنها شيئا ... بل لم يعد يريد الادعاء والكذب على نفسه بأن العيش وحيدا كان يناسبة .... الان عرف بأنه من الجيد مشاركة صديق مقرب اعمق اسراره ... لربما عندما يتكلم يخف هذا الثقل الذي نهك عافيتك واتعبه طوال الفترة الماضية ....
لقد حاول ان يقاوم شعوره المتنامي نحوها لكنه لم يستطع .... فهذا الدفء الذي كان يزحف داخله ما ان يضع عينيه عليها لم يكن بيده .. مشاعره لم تعد تطيعه ...كانت تتصرف وتتحرك رغم ارادته .... التصرف المعقول والمنطقي الذي ينصحة الحس السليم بفعله هو الذهاب الى ايهم ليخبره بنيته لترك العمل ... لكنه لم ولن يفعلها مطلقا .... فمجرد التفكير بأن سائقا أخر ممكن ان يرى ابتسامة رفل البريئة ويتعامل يوميا مع طيبتها وعفويتها يكاد ان يجعل صدره يختنق وانفاسه بالكاد تخرج من رئتيه ... لا ... والله لن يفعلها ابد .
ابتلع ريقه وهمس بخفوت :
" اذا عرفت بمدى أنانيتي واستهتاري وحقارتي في الماضي هل ستمنحني الفرصة وتسامحني ؟! "

....................

يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-21, 10:10 PM   #148

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,012
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

منذ ان عاد نور الحسن عصر البارحة ووالدتها لم تكف عن الحديث عنه وعن اسلوبة ولباقته وشخصيته واخلاقه ... حتى والدها كان يشاطرها نفس الرئي ... يتحدث عنه بفخر واعتزاز وكأن نور الحسن ولده ومن صلبه .... لقد سحرهما بلسانة المعسولة وابتسامته البريئة أولم يفعل هذا دائما ؟ كان له طريقة عجيبة بالتأثير على والديها حتى انهما لم يلوماه على كسر ساقها .... الوحيدة التي كانت مرتاحة البال في هذا المنزل هي غصن ... كانت تراقب ما يجري حولها بصمت .... تشاركم الوجبات وهي تحدق بهم وكأنهم جاءو من كوكب أخر بل كانت تعيش بعالم خاص بها وحدها ... من حقها ان تفعل ذلك ... فوالديها بالغا جدا بالثناء عليه ووصف محاسنة التي لا تنتهي .... هذه المرة حسدت اختها فعلا .... ليتها تستطيع ان تكون مثلها لا مبالية وباردة .... للان والدها لا يعرف شيئا عن عمل غصن .... مشت الاربعة ايام الماضية بهدوء حذر .. كانت تخرج الساعة التاسعة صباحا الوقت الذي يكون فيه والدها خارج المنزل فعلا وتعود بعد الظهر اي قبل عودته .... والدتها قالت بأنها قد اقسمت بعدم التدخل بأي أمر يخص غصن .. ربما معها حق فغصن باردة جدا مع والدتها تكاد لا تتحدث معها ابدا ... حتى عندما تكلمت معها العمة بدور وحاولت جذب اطراف الحديث ... كلمتها غصن باقتضاب ولامبالاة ... تنهدت نبع وهي تفكر بردة فعل والدها في حال عرف بان غصن تعمل بائعة في مول تجاري !!! هزت رأسها وسارت متجة الى المطبخ لتوقفها والدتها قائلة بسعادة وهي تغلق الهاتف المحمول :

- نبع ابنه حلال انت كنت سأناديك حالا
نظرت نبع لوالدتها بينما شعرت بنغزة غير مريحة تسير في صدرها ... لتجيبها متسائلة
- خيرا ماذا هناك ؟
أجابت والدتها مبتسمة :
- لقد دعتنا زوجة عمك للعشاء في منزلهم اليوم ... سنذهب مبكرا بعد العصر ... اذهب واعدي نفسك منذ الآن
ابتلعت نبع ريقها وأجابت وهي تتجنب النظر لوالدتها
- لا .... اذهبوا انتم ..انا لا استطيع الذهاب
هتفت والدتها باستنكار ورفض :
- لااااا لايوجد اعذار فهمتي ....

همست بصوت بالكاد يسمع :

- امي ارجوك لا تجبريني على الذهاب
هزت والدتها رأسها وقالت وهي تنظر لابنتها بذهول
- أجبرك ؟!!! أجبرك يا نبع ؟ هل لأنني طلبت منك الذهاب لمنزل عمك لكي تؤدي والواجب تجاه نور الحسن الذي هو ابن عمك اي من لحمك ودمك يعني أني أجبرك ؟!!!!!
كتمت نبع تأوة محبط كاد ان يخرج من فمها وهي تجيب :
- امي لا اريد الذهاب ارجوك
سحبت والدتها نفسا عميقا وزفرته ببطئ ثم اجابت قائلة

- يا ابنتي يا حبيبتي لا يجوز عدم ذهابك .... أصوليا هذا غير مقبول .... كلنا سنذهب هناك فماذا اقول لهم ان سألوني عنك ؟
أدارت نبع رأسها وقالت بعبوس وكره انعكس على وجهها
- لن يسأل عني أحد !
اجابت والدتها بعناد
- فلنفترض انهم سألو كيف سيكون الحال ؟!!! ماذا سأقول لهم ؟!!

عادت نبع تنظر لوالدتها وهي تقول
- قولي لهم متعبة ... رأسها يؤلمها ... لديها مغص في بطنها ... ساقها المكسورة تؤلمها ... بربك امي اخترعي اي كذبة !!!
ضربت والدتها صدرها وقالت
- تريدين مني ان أكذب وأنا بهذا العمر ؟؟؟ ومن أجل لاشيء !!! ثم انا لا افهم لماذا تحملين كل هذا الحقد على ابن عمك ؟
نظرت نبع لوالدتها بذهول وعدم تصديق ثم أجابتها بحزن وصوتها يرتجف من القهر :
- لماذا ؟ تسألين لماذا ؟؟
اشارت لقدمها وقالت :

- حسنا .... انظري لساقي يا اماه .... انظري جيدا وتذكري بسبب من اصبحت عرجاء ؟!!!!
تنهدت والدتها وقالت بهدوء وقد لانت ملامحها العابسة

- اعلم بسبب من يا ابنتي ... لكنه كان صغير السن .. وطائش ... نحن لن نحاسبه على شغبه وحركته المفرطة عندما كان صغيرا وذو عقلية طفولية ؟!!!!!!!
صرخت نبع باستنكار وهي تكاد ان تشد شعرها غيضا
- عقلية طفولية وهو في عمر المراهقة ؟ كان في الخامس عشر يا اماه !خامس عشر !!
أجابت والدتها برفض
- وان يكن .... لايزال طفلا !!! والآن يكفي كلاما لا طائل منه واذهبي لفعل ما أمرتك به .

ارادت ان تضرب قدمها ارضا كالاطفال لكنها سيطرت على نفسها وقالت بتوسل :

- اميييييييي
قاطعتها والدتها وهي تقترب منها لتضع يديها على جانبي وجه نبع وهي تقول بلطف وصبر

- لا .... لا مزيد من الاعذار.... ستأتين .... من أجل خاطر والدتك ....
همت نبع بالاعتراض لكن والدتها لم تسمح لها حيث سارعت بالقول
- من أجل خاطري يا ابنتي ... من أجل خاطر زوجة عمك بدور ... حبيبتي هم ساعتان نبقى هناك ونتناول العشاء ونعود .. أعدك كل شيء سيكون على مايرام .... والآن ...ماذا قلت ؟ هل ستردين طلب والدتك التي تحبك كثيرا ؟!

رطبت شفتيها ونظرت لوالدتها بتجهم وهي تعرف جيدا بأنها خسرت المعركة ... همست وهي تسبل اهدابها باستسلام

- حسنا امي ... من أجلك انت والعمة بدور فقط ...
صفقت والدتها بيديها وقالت بحماس
- هيا اذهبي لتغيري ملابسك سنذهب بعد قليل
هتفت نبع باستنكار
- امي لايزال الوقت مبكرا انها بالكاد الساعة الخامسة عصرا !!!
وضعت والدتها يديها على خصرها وقالت
- حسنا سنذهب مبكرا من أجل زوجة عمك لربما تحتاج الى مساعدة في اعداد الطعام ام انك لا تنوين مساعدتها ؟!!!

نظرت لا نبع بصمت وعبوس لتردف والدتها بضحكة سعيدة وهي تستدير ذاهبة الى غرفتها :

- هيا هيا غيري ملابسك واستعدي بسرعة وبطريقك اذهبي لتفقد أختك وأخبريها أن تتهيئ وترتدي شيئا لائقا لكي تذهب معنا !

حدقت نبع متجهمة بأثر والدتها التي اختفت من أمامها ... لتهمس وقد تراقصت الدموع بعينيها
" اللعنة عليَ الف مرة ان ابتسمت بوجهك او القيت عليك السلام يا نور الحسن "

.......................

نهاية الفصل


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-21, 10:12 PM   #149

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,012
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

بنات لا تنسون التعليق على الفصل ... اكثر من 20 صفحة وورد تعبت بكتابتها ... احب اقرأ تعليقاتكم الجميلة لا تحرموني منها ... اشوفكم الاسبوع القادم على خير ان شاءالله .

كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-21, 10:27 PM   #150

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,012
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 39 ( الأعضاء 8 والزوار 31)
‏كلبهار, ‏الجووهره, ‏Majd nor, ‏Nour fekry94, ‏halloula, ‏asmaaasma, ‏ذسمسم, ‏Maryam Tamim


كلبهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية ، عراقية ، رومانسية،فرصة ثانية, رواية ، عراقية ، رومانسية،فرصة ثانية ، نور الحسن ، نبع ، ايهم ، غصن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.