آخر 10 مشاركات
أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          عــــادتْ مِنْ المـــــاضيِّ ! (1) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة حدود الغُفران (الكاتـب : البارونة - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          البحث عن الجذور ـ ريبيكا ستراتون ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          أحلى وصفة لإعداد صينية جلاش ملفوف بالفول السوداني بالتفصيل (الكاتـب : الماخيكو 123 - )           »          أغنية التمنيات -إيما دارسي - عبير الجديدة(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          310 - هبة من السماء - بات جيل - م.د** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          316 - الشك القاتل - ليندا بيوتشستر - م.د** (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-21, 07:58 PM   #21

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


القصة الثانية
عائمة في بحر البطيخ
بقلم سمر حمدان
***
سددت السكين في جوف البطيخة وشقتها إلى نصفين قبل أن تستأثر بالنصف الأكبر لنفسها في صحن كبير وتضع الآخر على رف بداخل الثلاجة، خرجت من المطبخ على أطرف أناملها فأوقفتها زعقته قبل أن تهرب إلى غرفتها:
- توقفي مكانك!
تسمرت محلها تحاوط الطبق بكلا ذراعيها وتحتضنه مستميتة في الدفاع عنه، تقدم منها يحدجها بعدم رضا:
- إن وافقتِ عليه سيتقبل كل صفاتك السيئة التي لا يعرفها أحد غيرنا..
أشار إلى وجهها الممتعض بسبابته يذكرها:
- الرجل لطيف بشوش حسن الطباع ..
انقبضت ملامحها تردد خلفه ساخرة:
- حسن!
مطت شفتيها وأمسكت بكفه تقوده صوب غرفتها، أجلسته على فراشها وأحضرت طاولة مستديرة وضعت عليها صحن البطيخ وقطعت المنطقة العلوية الغنية بالسكر وتلذذت بطعمها قبل أن تجلس على المقعد المقابل له وتسأله:
- هل تعرف أن البطيخ رديف الاستغفال!
أشاح بوجهه نافد الصبر يزفر في حنق:
- أول مرة أسمع بذلك..
كبحت ضحكتها وضيقت عينيها كمثقفة حقيقية:
- هل تعرف العراب..
أومأ بلا حماس يجيبها:
- أسمع عنه..
صنعت بطرف السكين المدبب حفرة صغيرة على سطح البطيخة ورفعت عينيها إليه تخبره:
- قال جملة مشهورة جدًا ذات يوم..
سألها منتبهًا:
- ما هي الجملة المشهورة تلك؟
أسندت ظهرها للمقعد في رصانة لا تمت لها بصلة وأجابته:
يحدث للآخرين فقط!
وهذا شعار نتبناه جميعًا ونتخذ بركًا صغيرةً من البطيخ نسبح فيها متجاهلين هراء العالم، وعن النساء فيعشقن البطيخ جدًا ويتخذن منه بِحارًا..
زفر يضرب الطاولة بحدة ويجفلها:
وما علاقة هذا بموضوعنا؟..
ابتسمت بمكر تضيق عينيها:
- ستفهم العلاقة حين أخبرك بحكاية زغلول..
قطب ما بين حاجبيه وقد أوشك على جذب السكين منها وجذ عنقها بها:
: زغلول من!
قرأت ما يجول بخاطره فأبعدت يدها الممسكة بالسكين عن مرمى عينيه ببطء مدروس:
- صديقة لي لا تعرفها..
شردت بهيرة في البعيد حيث منطقة شعبية شوارعها ضيقة وتاريخها عتيق..
بعد ياعيني وبعد يا ليلي وبعد ما قال انه مالوش غيري وإني نصيبه وهو نصيبي وانه في عزة الجرح طبيبي سابني وراح لمكانه التاني سابني وبعده ياناس بعاني..
صدحت المقطوعة الشعبية ترج أركان الشارع الذي يعج برواد الخطبة، الشارع المقسم إلى جزئين، جزء منه يحتله العريس بأصدقائه والآخر امتلأ عن آخره بصديقات العروس، والرقصة في كلا الجانبين واحدة لا تمت للأنوثة بصلة فحتى الفتيات رقصن باستخدام الأذرع المرفوعة لأعلى والأقدام التي بدأت مثبتة على الأرض ومن ثم تحول الثبات إلى قفزات عشوائية، تم جذب العريس إلى بؤرة العروس وصديقاتها..
أمسك بكفيها دون ممانعة منها وزاد حماس الرقصة التي استغرقت عشر دقائق كاملة، جذبتها صديقتها من يدها للخلف فتقهقرت معها، مالت إلى أذنها في خضم الزحام من حولهما:
- من يراكما يظن أنها قصة حب مشتعلة..
رمقتها آية بضحكة واسعة ومالت إلى أذن صديقتها تزعق بقوة:
- اتركيني أفرح قليلًا يا إسراء، يكفي أنه يتقبل كل عيوبي ويتفهمني كليًا..
بدلت إسراء الأدوار واقتربت من أذن العروس ترفع أناملها إلى فمها وترفع صوتها بدورها:
- تعرفتما على بعضكما بعضًا قبل ثلاثة أسابيع فقط..
مطت آية شفتيها حانقة وأشاحت بوجهها، صدحت مقطوعة جديد، جذبها حسن إلى ساحة الرقص مجددًا وعاودا الكرة لربع ساعة تالية، انتهى به الأمر مجذوب من ذراعه ليغادر المكان إلى الجهة الأخرى الخاصة بالشباب برفقة أصدقائه..
زاد هناك الصخب وانشغل العريس كليًا، شعر باهتزاز هاتفه في جيب سرواله، مد يده يخرجه وينظر إلى شاشته المضاءة، رفع أحد حاجبيه مندهشًا فالوقت والمكان ليسا مناسبين لإشعار كهذا، حساب جديد عمره بضع دقائق فقط يبعث له برسالة قصيرة
( أنتَ حسن!)
كاد يضحك من ساذجة مرسلها فالرسالة مبعوثة إلى حساب باسم حسن عابد والإجابة بالتأكيد ستكون نعم، أرجأ الرد للغد كي يكون في حالة هادئة بعد انتهاء مراسم خطبته..
في اليوم التالي انشغل بالتحدث هاتفيًا مع عروسه التي تقرر زواجه منها بعد عام، سطت على عقله وأعجبته من الوهلة الأولى، فتمادي في التقرب منها، بعد انهاء المكالمة بنصف ساعة وصلته رسالة من حساب الأمس تذكره به
( هل أنت حسن؟؟؟)
ضحك مجددًا كالمرة الأولى، فتح الحساب الخالي من الأصدقاء والذي امتلأ بصور أطفال صغار وورود، رد على الرسالة بنعم أنا حسن من أنتِ، تفقد اسمها ثانية
أريج صالح، اسم لم يمر عليه قبلًا، تأخرت في ردها سبع دقائق أشعلت ترقبه، جعلته يفكر في كل الاتجاهات الممكنة، أجابته بكلمتين فقط
( أنا أريج)
زفر بغضب يضغط على الهاتف ويزم شفتيه، كتب رسالة شعت منها العصبية
( لا أعرف أحد بهذا الاسم)
مازحته كأصدقاء قدامى
( لا تزال كالسابق)
قطب جبينه يسألها
( كيف؟)
أجابته سريعًا
( تحب العزلة وتتهرب من الناس)
عبس هنيهة، كيف عرفت ذلك عنه، كتب رسالة استفسار
( من أنتِ)
ردت في التو
( أريج)
زفر ينقر رسالة تالية
( من أين تعرفينني)
وصلته الإجابة الغريبة
( من مدرسة... الثانوية)
مكان غريب أول مرة يعرف به فسألها
( أين هذه المدرسة)
ردت بعد مرور خمس دقائق
( في محافظة......)
محافظة بعيدة عن منطقته السكينة ولم يزرها قط، علق
( لم أذهب إلى تلك المحافظة قط)
جاوبه صمت طويل وصل إلى عشر دقائق،
ومن ثم سألته مباشرة ألست
( حسن عابد مختار؟)
مط شفتيه وأجابها
( لا.. أنا حسن عابد علام)
وصله الرد عبارة عن بضعة قردة إلكترونية تضع أيديها فوق أعينها والبعض يبتكر ويضع أيديه فوق فمه، انهالت عليه اعتذاراتها، ذيلتها بجملة أثارت اهتمامه:
( ربما تلك صدفة حدثت لسبب ما لا نعلمه)
تسمر محله يفكر ترى ماذا يكون ذلك السبب، دفقة رهبة اندفعت بداخله جعلته يطلب صراحة في رسالة
( فكري معي عن ذلك السبب ربما نجده إن بحثنا)
تبعها برسالة مشككة فيها سريعًا
( ماذا إن كنتِ رجل)
ردت غاضبة
( واضح أن التفكير لن يوصلنا لشيء مهم)
علق بزفرة غاضبة
( أنتِ من يغلق الباب بيننا)
بخلت بالرد رغم أنها رأت الرسالة، سبت خلايا عقله وظلت مسيطرة على خياله لبقية اليوم، لذة خفية تسللت إليه جعلته ينظر صوب هاتفه الموصول بالشاحن عدة مرات قبل أن يغفو تماما
في الصباح استيقظ وأول ما حطت عيناه عليه كان الهاتف، نهض يسلك طريقًا قصيرًا إليه، رفعه ينظر إلى شاشته بتركيز وينقر بأنامله عليه بقلة صبر، وجد رسالتين
إحداهما من مخطوبته آية بتحية صباحية مشاغبة والثانية من أريج
( هل أغضبتك حين لم أفكر معك!)
تشمم عبق المهادنة فتسربت ابتسامة ذكورية على ثغره، ورغم ذلك لم يشتري تمامًا، أرسل لها رسالة ماكرة
( خلال خمس دقائق إن لم ترسلي صورتك مع تسجيل صوتي قصير سأضعك على الحظر، أريد ضمان أنكِ فتاة أولًا)
رمى الهاتف وتراجع يلتقط منشفته ويهرع إلى الحمام، خرج بعد ربع ساعة وجد اعتذار منها عن الصورة وتسجيل قصير جدا بصوت ناعم خجول
( هل تأتيك رسائل بصفة مستمرة لذلك تشك بي الآن؟)
انحفرت بسمة غامضة على محياه قبل أن يخرج من محادثة أريج ويهاتف آية، آية التي ردت عليه في عجالة:
- استيقظت أخيرًا..
اتكأ بركبته إلى الطاولة أمامه:
-أين أنتِ آية..
سمع جلبة حولها وأشياء ترتطم قبل أن تخبره ضاحكة:
- أحضر الفطور، هيا تعال تناوله معنا..
ضحك بخفوت:
- تناوليه أنتِ نيابة عني في المساء سأمر أحتسي معكِ القهوة..
سمع تنهيدتها الناعمة تلاها ترحيبها الحار:
- سأنتظرك لا تتأخر عن السابعة..
أغلق مكالمته مع آية وعاد إلى محادثة أريج يسألها برسالة
( لماذا لم ترسلي صورتك)
أجابته متمنعة
( لأنني لست تلك الفتاة السهلة التي تظنها)
سخر من داخله وأرسل رده المهادن
( لم أظن فيكِ السوء أبدًا، لست من ذاك النوع قديم الطراز)
ردت سريعًا
( الأمر يتعلق بي أنا إن أردت ألا نتحدث ثانية فلا بأس)
استسلم أخيرًا واكتفى بمحاثات مكتوبة فقط تعرف بها إليها
طالبة جامعية حديثة العهد بالحياة عفوية ومنطلقة مثل حمامة راق لها الطيران في هواء مفتوح..
مر على علاقته بأريج شهر كامل وباتت جزء من يومه، جزء يوازي جزء آية التي يغلق معها المكالمة ويسارع بالتحدث مع أريج بل بات يفضل تلك الغامضة التي يسرقه فضوله وتفكيره في حيرة عن ملامحها كيف لها أن تكون..
زار آية ذات ليلة واستغل وجودها بالمطبخ تعد له الشاي بعد تناول العشاء وأرسل رسالة لأريج التي سألته أين يكون فأخبرها أنه برفقة عائلته وسيتحدث معها حين يعود للمنزل، شعر بوقع خطوات خطيبته تأتيه من بعيد فأغلق الهاتف ووضعه في جيب سرواله، دلفت إليه ببسمة بسيطة وجلست على مقربة منه تتفحص ملامحه، رجل عادي في ظاهره وحسن الطباع بشوش يرفق الابتسامة مع حديثه دومًا، ابتسمت لها مستغربة كيف يكون سلسًا هكذا حين دلفت كان يخفي الهاتف متوترًا حتى وصلته أصبح بالغ الهدوء وارتسمت بسمته البسيطة تشمل وجهه، أثنى على كوب الشاي المثالي وبعد ساعة غادر، لم تتبدد الألفة التي يشعر بها برفقة آية حين أدار الدفة صوب أريج، وزيادة الغموض تزيد من لذة الأمر..
ذات مرة كان يتناقش مع مجموعة أصدقاء إلكترونيين داخل مجموعة مغلقة تبحث خلف اللاشيء، ثرثرة وجدال حول طعم الشاي بالمنكهات، انقسامات عدة جعلت فتاة ترد عليه في حدة:
- ليس لديكَ ذوق، من لا يحب الشاي بالأعشاب الاستوائية بالتأكيد شخص فاشل في حياته بلا هوية ولا ذوق..
اندهش من تطرفها فالأمر لا يحتاج كل ذلك الهجوم، رد عليها حانقًا:
- وكأنكِ شخص ناجح!
أجابته في حدة:
تقول ذلك لأنك لا تعرفني..
أثارت فضوله فقفز إلى الخاص يكتب ويرسل:
- إذا عرفيني بنفسك..
بدأ الحديث بمشادة كلامية طالت العام والخاص وانتهت بهما أصدقاء بعد ثلاث ساعات من الشد والجذب
كان اسمها ربيبة، استغرب اسمها في البداية وربيبة لطيفة إلى حد كبير قد تسلمت شهادتها الثانوية توًا وتحتفل بنجاحها، ربيبة تونسية مما طمأنه لأن علاقته بها لن تُكتشف ببساطة!
حاول حسن تنسيق وقته بين الفتيات الثلاثة الواقعية منهن والافتراضيات..
مر أربعة أشهر قبل أن يصاف تعليق متكرر لفتاة تغرق في بؤسها، اسمها مكتوب بلغة تركية لم يكلف نفسه عناء البحث عن معناه، شكاءة بكاءة ذكرته بأخت طه حسين التي كرهها الجميع بسبب رواية أخيها الأيام، لم تحاول التعرف عليه لكنه كان يجدها خلفه تعلق في كل مكان تنثر حزنها وكآبتها أرجاء موقع التواصل الأزرق، تعب منها وأوشك على إخراج محرمة ورقية والركض خلفها كي يجفف المنشورات من عبراتها، تحكي عن دراستها الصعبة ومتاعب الحياة اللامتناهية، في ساعة ما ضاقت منها وذهب إليها بنفسه ينصحها بهدوء أن تكف عن البكاء المستمر، سألته مباشرة:
- هل أنتَ حزين مثلي؟
ضحك لبساطتها وأخبرها:
- بل حسن، أنا حسن..
أرسلت له الكثير والكثير من الأوجه الباكية مع تعليقها:
- اسمك جميل يا حسن، هل شكلك مثل اسمك؟
وتلك كانت بداية في شقاء حسن فكما تشقى الراقصة في هز خصرها شقي حسن في ترتيب وقته ومجهوده بين الفتيات الأربعة، ثلاثة سابحات في الفضاء السيبيري وواحدة واقعية اسمها آية المغفلة!
سبحت في البطيخ حتى اكتفت، سبحت بإرادتها الحرة تكذب نفسها..
أخبرته آية أنها في انتظاره مساء، حين دلف واجهته بغموض وظلت جالسة قبالته في صمت، كان الأمس أصعب الأيام التي مرت عليها، فالأمس كان اعترافه لها بالحب، اعترف لها وللفتيات الثلاثة في نفس اليوم بحبه!
انتفضت في جلستها بعد توالي الرسائل المتطابقة إلى الحسابات الثلاثة المزيفة التي تتحدث معه منهم، قبلها بنصف ساعة أغلق مكالمة معها كانت نهايتها كلمة أحبك مشبعة بمشاعر حطمت دفاعاتها كليًا، أخبرت نفسها أنه خصها بتلك الكلمة وحدها حتى لو كان يقضي الوقت كله في الثرثرة الفارغة مع أخريات، سيعود لها وتكون نهاية مطافة
والتتمة تساوٍ مخزٍ بهن، ساوى بينها وبين فتيات لم يرهن أصلًا!
لم تجد نعت مناسب يليق به، نصحتها صديقتها إسراء باختباره وفعلت تو سماع النصيحة اختبرته ليلة الخطبة بحساب مزيف واستحاب بسرعة أذهلتها، كذبت كل مشاعرها السلبية لأنه لم يتجاوز مع الفتاة في شيء، كررت الأمر مرة وثدف وبالنهاية صار يحبها في الواقع ويحب معها ضرائر إلكترونية..
فتحت هاتفها وأشهرت الشاشة أمام وجهه، اتساع ضفيف صاب حدقتيه قبل أن تعودا لوضعهما الطبيعي، غاظها الهدوء الذي قابل به مفاجأتها الصادمة ففتحت الحساب الآخر بحدة وكررتها لثالث مرة، قابلها بالتعبير ذاته، بل وازدادت بسمته اللطيفة المعتادة منه، سألته بكره واضح:
- هل لديك تفسير لذلك!
انتفض إثر سؤالها تتأهب لقطع العلاقة برمتها فنهض بهدوء مستفز، نظرته الثاقبة أربكتها قليلًا، وقف قبالتها مباشرة تتسع ابتسامته في ثقة بالغة:
- كنت أعرف!
أدرات عينيها حولهما دون استبعاب:
- تعرف ماذا يا حسن..
أمسك بكفيها وتلك أول مرة تحدث، انتقل الشرر عبر أنامله الدافئة التي داعبت كفيها، قرب يديها من فمه ولثمها فانتفض قلبها مذعورًا خلف ضلوعها، جذبت كفها منه تسأله محتدة:
- تعرف ماذا يا حسن!!
اقترب الخطوة التي ابتعدها وأسر بصرها ببشاشته وطريقة المستحوذة على حواسها:
- كنت أعرف أنكِ التي أتحدث معها كل الوقت..
تمتمت ذاهلة بصوت خافت:
- كنت تعرف!
مال برأسه ببطء:
- نعم..
تساءلت مصدومة:
- ولماذا تماديت يا حسن؟
ابتسم وجاوبها يكمل استحواذه عليها:
- لأنني أحببتك في كل حالاتك..
تهدجت أنفاسها تسأله مندهشة:
- صدقًا يا حسن؟!
أضافت بعد شهيق عنيف:
- هل كنت تعرف فعلا..
مال قليلا يسبي عينيا:
- أحبك آية..
تأوهت آية تغرق في بحر البطيخ حد تقطع أنفاسها، صدقته رغم أنه كاذب ورغم أن المؤشرات جميعها تدل على ذلك..
بعد الزواج بعدة أشهر كانت آية تتحرك بتعب واضح في المنزل ذاهبة إلى المطبخ وبطنها بدأ في البروز، نهضت رغم ثقلها تحضر له الغداء بعد غزله لها التي أطرب قلبها ومسامعها، رمقها حسن بطرف عينيه قبل أن يلتقط الهاتف ويرسل رسالة يحكي فيها عن حبه العميق، وصلت الرسالة إلى إسراء صديقة زوجته التي فتحتها ببسمة عاشقة وردت عليها متجاهلة صوت ضميرها الذي صرخ توبيخًا لها
( سانتظرك في المساء يا حسن!)
انتهت القصة بالسيد جلال يلتقط السكين من يد ابنته ويشوه معالم البطيخة والحفر الصغيرة التي صنعتها، زعق بصوت عالٍ:
- صديقتك لا تمتلك عقل وغبية..
افتعلت بهيرة الذعر ونهضت تفكر في الركض:
- اهدأ يا أبي..
وصلها وأمسك بكتفها يحاول غرس أظافره في لحمها:
- كيف تصاحبين الغبيات المغفلات..
مطت شفتيها تسأله:
- وحسن!!!
حرر كتفها وزفر بقوة:
- أريد تمزيق حسن وآية وإسراء بتلك السكين والتخلص من الجميع..
كتفت ذراعيها متندرة:
- كان حسن الطباع مثل عريس الهنا..
دفعها لتغرب عن وجهه وقد ضاقت أنفاسها بعد سماعه القصة وهبط السكر في دمه:
- العريس محظوظ لأنك ترفضين..
هتفت مستكرة:
- أبي!
دفعها بقوة للخارج:
- هيا حضري لي الطعام لقد سئمت منكِ..
تمت..
انتظروا القصة الثالثة بعد قليل❤🌹



samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-21, 08:05 PM   #22

Eman mmm

? العضوٌ??? » 395935
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 240
?  نُقآطِيْ » Eman mmm is on a distinguished road
افتراضي

حسب الله😒😒😒😒😒😒..يخربيتك

خااازوق كعتبر مخيييف يا هبة


Eman mmm غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-21, 08:29 PM   #23

Eman mmm

? العضوٌ??? » 395935
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 240
?  نُقآطِيْ » Eman mmm is on a distinguished road
افتراضي

وبعدييين بقى
عارفة العييب فى ايه يا زمر ..
فى البطييييبخ😊


Eman mmm غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-21, 08:32 PM   #24

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

ما أغباها آية، المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين💔🥺

القصة لطيفة والسرد ممتع وجميل جدًا كعادتك متألقة ومميزة ..❤🌼


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 23-07-21, 08:36 PM   #25

فاطمة طلحة
 
الصورة الرمزية فاطمة طلحة

? العضوٌ??? » 476559
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » فاطمة طلحة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samar hemdan مشاهدة المشاركة
القصة الثانية
عائمة في بحر البطيخ
بقلم سمر حمدان
***
سددت السكين في جوف البطيخة وشقتها إلى نصفين قبل أن تستأثر بالنصف الأكبر لنفسها في صحن كبير وتضع الآخر على رف بداخل الثلاجة، خرجت من المطبخ على أطرف أناملها فأوقفتها زعقته قبل أن تهرب إلى غرفتها:
- توقفي مكانك!
تسمرت محلها تحاوط الطبق بكلا ذراعيها وتحتضنه مستميتة في الدفاع عنه، تقدم منها يحدجها بعدم رضا:
- إن وافقتِ عليه سيتقبل كل صفاتك السيئة التي لا يعرفها أحد غيرنا..
أشار إلى وجهها الممتعض بسبابته يذكرها:
- الرجل لطيف بشوش حسن الطباع ..
انقبضت ملامحها تردد خلفه ساخرة:
- حسن!
مطت شفتيها وأمسكت بكفه تقوده صوب غرفتها، أجلسته على فراشها وأحضرت طاولة مستديرة وضعت عليها صحن البطيخ وقطعت المنطقة العلوية الغنية بالسكر وتلذذت بطعمها قبل أن تجلس على المقعد المقابل له وتسأله:
- هل تعرف أن البطيخ رديف الاستغفال!
أشاح بوجهه نافد الصبر يزفر في حنق:
- أول مرة أسمع بذلك..
كبحت ضحكتها وضيقت عينيها كمثقفة حقيقية:
- هل تعرف العراب..
أومأ بلا حماس يجيبها:
- أسمع عنه..
صنعت بطرف السكين المدبب حفرة صغيرة على سطح البطيخة ورفعت عينيها إليه تخبره:
- قال جملة مشهورة جدًا ذات يوم..
سألها منتبهًا:
- ما هي الجملة المشهورة تلك؟
أسندت ظهرها للمقعد في رصانة لا تمت لها بصلة وأجابته:
يحدث للآخرين فقط!
وهذا شعار نتبناه جميعًا ونتخذ بركًا صغيرةً من البطيخ نسبح فيها متجاهلين هراء العالم، وعن النساء فيعشقن البطيخ جدًا ويتخذن منه بِحارًا..
زفر يضرب الطاولة بحدة ويجفلها:
وما علاقة هذا بموضوعنا؟..
ابتسمت بمكر تضيق عينيها:
- ستفهم العلاقة حين أخبرك بحكاية زغلول..
قطب ما بين حاجبيه وقد أوشك على جذب السكين منها وجذ عنقها بها:
: زغلول من!
قرأت ما يجول بخاطره فأبعدت يدها الممسكة بالسكين عن مرمى عينيه ببطء مدروس:
- صديقة لي لا تعرفها..
شردت بهيرة في البعيد حيث منطقة شعبية شوارعها ضيقة وتاريخها عتيق..
بعد ياعيني وبعد يا ليلي وبعد ما قال انه مالوش غيري وإني نصيبه وهو نصيبي وانه في عزة الجرح طبيبي سابني وراح لمكانه التاني سابني وبعده ياناس بعاني..
صدحت المقطوعة الشعبية ترج أركان الشارع الذي يعج برواد الخطبة، الشارع المقسم إلى جزئين، جزء منه يحتله العريس بأصدقائه والآخر امتلأ عن آخره بصديقات العروس، والرقصة في كلا الجانبين واحدة لا تمت للأنوثة بصلة فحتى الفتيات رقصن باستخدام الأذرع المرفوعة لأعلى والأقدام التي بدأت مثبتة على الأرض ومن ثم تحول الثبات إلى قفزات عشوائية، تم جذب العريس إلى بؤرة العروس وصديقاتها..
أمسك بكفيها دون ممانعة منها وزاد حماس الرقصة التي استغرقت عشر دقائق كاملة، جذبتها صديقتها من يدها للخلف فتقهقرت معها، مالت إلى أذنها في خضم الزحام من حولهما:
- من يراكما يظن أنها قصة حب مشتعلة..
رمقتها آية بضحكة واسعة ومالت إلى أذن صديقتها تزعق بقوة:
- اتركيني أفرح قليلًا يا إسراء، يكفي أنه يتقبل كل عيوبي ويتفهمني كليًا..
بدلت إسراء الأدوار واقتربت من أذن العروس ترفع أناملها إلى فمها وترفع صوتها بدورها:
- تعرفتما على بعضكما بعضًا قبل ثلاثة أسابيع فقط..
مطت آية شفتيها حانقة وأشاحت بوجهها، صدحت مقطوعة جديد، جذبها حسن إلى ساحة الرقص مجددًا وعاودا الكرة لربع ساعة تالية، انتهى به الأمر مجذوب من ذراعه ليغادر المكان إلى الجهة الأخرى الخاصة بالشباب برفقة أصدقائه..
زاد هناك الصخب وانشغل العريس كليًا، شعر باهتزاز هاتفه في جيب سرواله، مد يده يخرجه وينظر إلى شاشته المضاءة، رفع أحد حاجبيه مندهشًا فالوقت والمكان ليسا مناسبين لإشعار كهذا، حساب جديد عمره بضع دقائق فقط يبعث له برسالة قصيرة
( أنتَ حسن!)
كاد يضحك من ساذجة مرسلها فالرسالة مبعوثة إلى حساب باسم حسن عابد والإجابة بالتأكيد ستكون نعم، أرجأ الرد للغد كي يكون في حالة هادئة بعد انتهاء مراسم خطبته..
في اليوم التالي انشغل بالتحدث هاتفيًا مع عروسه التي تقرر زواجه منها بعد عام، سطت على عقله وأعجبته من الوهلة الأولى، فتمادي في التقرب منها، بعد انهاء المكالمة بنصف ساعة وصلته رسالة من حساب الأمس تذكره به
( هل أنت حسن؟؟؟)
ضحك مجددًا كالمرة الأولى، فتح الحساب الخالي من الأصدقاء والذي امتلأ بصور أطفال صغار وورود، رد على الرسالة بنعم أنا حسن من أنتِ، تفقد اسمها ثانية
أريج صالح، اسم لم يمر عليه قبلًا، تأخرت في ردها سبع دقائق أشعلت ترقبه، جعلته يفكر في كل الاتجاهات الممكنة، أجابته بكلمتين فقط
( أنا أريج)
زفر بغضب يضغط على الهاتف ويزم شفتيه، كتب رسالة شعت منها العصبية
( لا أعرف أحد بهذا الاسم)
مازحته كأصدقاء قدامى
( لا تزال كالسابق)
قطب جبينه يسألها
( كيف؟)
أجابته سريعًا
( تحب العزلة وتتهرب من الناس)
عبس هنيهة، كيف عرفت ذلك عنه، كتب رسالة استفسار
( من أنتِ)
ردت في التو
( أريج)
زفر ينقر رسالة تالية
( من أين تعرفينني)
وصلته الإجابة الغريبة
( من مدرسة... الثانوية)
مكان غريب أول مرة يعرف به فسألها
( أين هذه المدرسة)
ردت بعد مرور خمس دقائق
( في محافظة......)
محافظة بعيدة عن منطقته السكينة ولم يزرها قط، علق
( لم أذهب إلى تلك المحافظة قط)
جاوبه صمت طويل وصل إلى عشر دقائق،
ومن ثم سألته مباشرة ألست
( حسن عابد مختار؟)
مط شفتيه وأجابها
( لا.. أنا حسن عابد علام)
وصله الرد عبارة عن بضعة قردة إلكترونية تضع أيديها فوق أعينها والبعض يبتكر ويضع أيديه فوق فمه، انهالت عليه اعتذاراتها، ذيلتها بجملة أثارت اهتمامه:
( ربما تلك صدفة حدثت لسبب ما لا نعلمه)
تسمر محله يفكر ترى ماذا يكون ذلك السبب، دفقة رهبة اندفعت بداخله جعلته يطلب صراحة في رسالة
( فكري معي عن ذلك السبب ربما نجده إن بحثنا)
تبعها برسالة مشككة فيها سريعًا
( ماذا إن كنتِ رجل)
ردت غاضبة
( واضح أن التفكير لن يوصلنا لشيء مهم)
علق بزفرة غاضبة
( أنتِ من يغلق الباب بيننا)
بخلت بالرد رغم أنها رأت الرسالة، سبت خلايا عقله وظلت مسيطرة على خياله لبقية اليوم، لذة خفية تسللت إليه جعلته ينظر صوب هاتفه الموصول بالشاحن عدة مرات قبل أن يغفو تماما
في الصباح استيقظ وأول ما حطت عيناه عليه كان الهاتف، نهض يسلك طريقًا قصيرًا إليه، رفعه ينظر إلى شاشته بتركيز وينقر بأنامله عليه بقلة صبر، وجد رسالتين
إحداهما من مخطوبته آية بتحية صباحية مشاغبة والثانية من أريج
( هل أغضبتك حين لم أفكر معك!)
تشمم عبق المهادنة فتسربت ابتسامة ذكورية على ثغره، ورغم ذلك لم يشتري تمامًا، أرسل لها رسالة ماكرة
( خلال خمس دقائق إن لم ترسلي صورتك مع تسجيل صوتي قصير سأضعك على الحظر، أريد ضمان أنكِ فتاة أولًا)
رمى الهاتف وتراجع يلتقط منشفته ويهرع إلى الحمام، خرج بعد ربع ساعة وجد اعتذار منها عن الصورة وتسجيل قصير جدا بصوت ناعم خجول
( هل تأتيك رسائل بصفة مستمرة لذلك تشك بي الآن؟)
انحفرت بسمة غامضة على محياه قبل أن يخرج من محادثة أريج ويهاتف آية، آية التي ردت عليه في عجالة:
- استيقظت أخيرًا..
اتكأ بركبته إلى الطاولة أمامه:
-أين أنتِ آية..
سمع جلبة حولها وأشياء ترتطم قبل أن تخبره ضاحكة:
- أحضر الفطور، هيا تعال تناوله معنا..
ضحك بخفوت:
- تناوليه أنتِ نيابة عني في المساء سأمر أحتسي معكِ القهوة..
سمع تنهيدتها الناعمة تلاها ترحيبها الحار:
- سأنتظرك لا تتأخر عن السابعة..
أغلق مكالمته مع آية وعاد إلى محادثة أريج يسألها برسالة
( لماذا لم ترسلي صورتك)
أجابته متمنعة
( لأنني لست تلك الفتاة السهلة التي تظنها)
سخر من داخله وأرسل رده المهادن
( لم أظن فيكِ السوء أبدًا، لست من ذاك النوع قديم الطراز)
ردت سريعًا
( الأمر يتعلق بي أنا إن أردت ألا نتحدث ثانية فلا بأس)
استسلم أخيرًا واكتفى بمحاثات مكتوبة فقط تعرف بها إليها
طالبة جامعية حديثة العهد بالحياة عفوية ومنطلقة مثل حمامة راق لها الطيران في هواء مفتوح..
مر على علاقته بأريج شهر كامل وباتت جزء من يومه، جزء يوازي جزء آية التي يغلق معها المكالمة ويسارع بالتحدث مع أريج بل بات يفضل تلك الغامضة التي يسرقه فضوله وتفكيره في حيرة عن ملامحها كيف لها أن تكون..
زار آية ذات ليلة واستغل وجودها بالمطبخ تعد له الشاي بعد تناول العشاء وأرسل رسالة لأريج التي سألته أين يكون فأخبرها أنه برفقة عائلته وسيتحدث معها حين يعود للمنزل، شعر بوقع خطوات خطيبته تأتيه من بعيد فأغلق الهاتف ووضعه في جيب سرواله، دلفت إليه ببسمة بسيطة وجلست على مقربة منه تتفحص ملامحه، رجل عادي في ظاهره وحسن الطباع بشوش يرفق الابتسامة مع حديثه دومًا، ابتسمت لها مستغربة كيف يكون سلسًا هكذا حين دلفت كان يخفي الهاتف متوترًا حتى وصلته أصبح بالغ الهدوء وارتسمت بسمته البسيطة تشمل وجهه، أثنى على كوب الشاي المثالي وبعد ساعة غادر، لم تتبدد الألفة التي يشعر بها برفقة آية حين أدار الدفة صوب أريج، وزيادة الغموض تزيد من لذة الأمر..
ذات مرة كان يتناقش مع مجموعة أصدقاء إلكترونيين داخل مجموعة مغلقة تبحث خلف اللاشيء، ثرثرة وجدال حول طعم الشاي بالمنكهات، انقسامات عدة جعلت فتاة ترد عليه في حدة:
- ليس لديكَ ذوق، من لا يحب الشاي بالأعشاب الاستوائية بالتأكيد شخص فاشل في حياته بلا هوية ولا ذوق..
اندهش من تطرفها فالأمر لا يحتاج كل ذلك الهجوم، رد عليها حانقًا:
- وكأنكِ شخص ناجح!
أجابته في حدة:
تقول ذلك لأنك لا تعرفني..
أثارت فضوله فقفز إلى الخاص يكتب ويرسل:
- إذا عرفيني بنفسك..
بدأ الحديث بمشادة كلامية طالت العام والخاص وانتهت بهما أصدقاء بعد ثلاث ساعات من الشد والجذب
كان اسمها ربيبة، استغرب اسمها في البداية وربيبة لطيفة إلى حد كبير قد تسلمت شهادتها الثانوية توًا وتحتفل بنجاحها، ربيبة تونسية مما طمأنه لأن علاقته بها لن تُكتشف ببساطة!
حاول حسن تنسيق وقته بين الفتيات الثلاثة الواقعية منهن والافتراضيات..
مر أربعة أشهر قبل أن يصاف تعليق متكرر لفتاة تغرق في بؤسها، اسمها مكتوب بلغة تركية لم يكلف نفسه عناء البحث عن معناه، شكاءة بكاءة ذكرته بأخت طه حسين التي كرهها الجميع بسبب رواية أخيها الأيام، لم تحاول التعرف عليه لكنه كان يجدها خلفه تعلق في كل مكان تنثر حزنها وكآبتها أرجاء موقع التواصل الأزرق، تعب منها وأوشك على إخراج محرمة ورقية والركض خلفها كي يجفف المنشورات من عبراتها، تحكي عن دراستها الصعبة ومتاعب الحياة اللامتناهية، في ساعة ما ضاقت منها وذهب إليها بنفسه ينصحها بهدوء أن تكف عن البكاء المستمر، سألته مباشرة:
- هل أنتَ حزين مثلي؟
ضحك لبساطتها وأخبرها:
- بل حسن، أنا حسن..
أرسلت له الكثير والكثير من الأوجه الباكية مع تعليقها:
- اسمك جميل يا حسن، هل شكلك مثل اسمك؟
وتلك كانت بداية في شقاء حسن فكما تشقى الراقصة في هز خصرها شقي حسن في ترتيب وقته ومجهوده بين الفتيات الأربعة، ثلاثة سابحات في الفضاء السيبيري وواحدة واقعية اسمها آية المغفلة!
سبحت في البطيخ حتى اكتفت، سبحت بإرادتها الحرة تكذب نفسها..
أخبرته آية أنها في انتظاره مساء، حين دلف واجهته بغموض وظلت جالسة قبالته في صمت، كان الأمس أصعب الأيام التي مرت عليها، فالأمس كان اعترافه لها بالحب، اعترف لها وللفتيات الثلاثة في نفس اليوم بحبه!
انتفضت في جلستها بعد توالي الرسائل المتطابقة إلى الحسابات الثلاثة المزيفة التي تتحدث معه منهم، قبلها بنصف ساعة أغلق مكالمة معها كانت نهايتها كلمة أحبك مشبعة بمشاعر حطمت دفاعاتها كليًا، أخبرت نفسها أنه خصها بتلك الكلمة وحدها حتى لو كان يقضي الوقت كله في الثرثرة الفارغة مع أخريات، سيعود لها وتكون نهاية مطافة
والتتمة تساوٍ مخزٍ بهن، ساوى بينها وبين فتيات لم يرهن أصلًا!
لم تجد نعت مناسب يليق به، نصحتها صديقتها إسراء باختباره وفعلت تو سماع النصيحة اختبرته ليلة الخطبة بحساب مزيف واستحاب بسرعة أذهلتها، كذبت كل مشاعرها السلبية لأنه لم يتجاوز مع الفتاة في شيء، كررت الأمر مرة وثدف وبالنهاية صار يحبها في الواقع ويحب معها ضرائر إلكترونية..
فتحت هاتفها وأشهرت الشاشة أمام وجهه، اتساع ضفيف صاب حدقتيه قبل أن تعودا لوضعهما الطبيعي، غاظها الهدوء الذي قابل به مفاجأتها الصادمة ففتحت الحساب الآخر بحدة وكررتها لثالث مرة، قابلها بالتعبير ذاته، بل وازدادت بسمته اللطيفة المعتادة منه، سألته بكره واضح:
- هل لديك تفسير لذلك!
انتفض إثر سؤالها تتأهب لقطع العلاقة برمتها فنهض بهدوء مستفز، نظرته الثاقبة أربكتها قليلًا، وقف قبالتها مباشرة تتسع ابتسامته في ثقة بالغة:
- كنت أعرف!
أدرات عينيها حولهما دون استبعاب:
- تعرف ماذا يا حسن..
أمسك بكفيها وتلك أول مرة تحدث، انتقل الشرر عبر أنامله الدافئة التي داعبت كفيها، قرب يديها من فمه ولثمها فانتفض قلبها مذعورًا خلف ضلوعها، جذبت كفها منه تسأله محتدة:
- تعرف ماذا يا حسن!!
اقترب الخطوة التي ابتعدها وأسر بصرها ببشاشته وطريقة المستحوذة على حواسها:
- كنت أعرف أنكِ التي أتحدث معها كل الوقت..
تمتمت ذاهلة بصوت خافت:
- كنت تعرف!
مال برأسه ببطء:
- نعم..
تساءلت مصدومة:
- ولماذا تماديت يا حسن؟
ابتسم وجاوبها يكمل استحواذه عليها:
- لأنني أحببتك في كل حالاتك..
تهدجت أنفاسها تسأله مندهشة:
- صدقًا يا حسن؟!
أضافت بعد شهيق عنيف:
- هل كنت تعرف فعلا..
مال قليلا يسبي عينيا:
- أحبك آية..
تأوهت آية تغرق في بحر البطيخ حد تقطع أنفاسها، صدقته رغم أنه كاذب ورغم أن المؤشرات جميعها تدل على ذلك..
بعد الزواج بعدة أشهر كانت آية تتحرك بتعب واضح في المنزل ذاهبة إلى المطبخ وبطنها بدأ في البروز، نهضت رغم ثقلها تحضر له الغداء بعد غزله لها التي أطرب قلبها ومسامعها، رمقها حسن بطرف عينيه قبل أن يلتقط الهاتف ويرسل رسالة يحكي فيها عن حبه العميق، وصلت الرسالة إلى إسراء صديقة زوجته التي فتحتها ببسمة عاشقة وردت عليها متجاهلة صوت ضميرها الذي صرخ توبيخًا لها
( سانتظرك في المساء يا حسن!)
انتهت القصة بالسيد جلال يلتقط السكين من يد ابنته ويشوه معالم البطيخة والحفر الصغيرة التي صنعتها، زعق بصوت عالٍ:
- صديقتك لا تمتلك عقل وغبية..
افتعلت بهيرة الذعر ونهضت تفكر في الركض:
- اهدأ يا أبي..
وصلها وأمسك بكتفها يحاول غرس أظافره في لحمها:
- كيف تصاحبين الغبيات المغفلات..
مطت شفتيها تسأله:
- وحسن!!!
حرر كتفها وزفر بقوة:
- أريد تمزيق حسن وآية وإسراء بتلك السكين والتخلص من الجميع..
كتفت ذراعيها متندرة:
- كان حسن الطباع مثل عريس الهنا..
دفعها لتغرب عن وجهه وقد ضاقت أنفاسها بعد سماعه القصة وهبط السكر في دمه:
- العريس محظوظ لأنك ترفضين..
هتفت مستكرة:
- أبي!
دفعها بقوة للخارج:
- هيا حضري لي الطعام لقد سئمت منكِ..
تمت..
انتظروا القصة الثالثة بعد قليل❤🌹

مبدئيا كده انا كرهت البطيخ خلاص
المغفلات في الارض كتير
أين اللايت يا سمر انا زعلت قوي
اختيار البنت انها تلي علقها و تسلم للقلب و بس محزن قوي
تسلم ايديك يا سمر


فاطمة طلحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-21, 10:24 PM   #26

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير
جاهزين للجديدة؟


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-21, 10:27 PM   #27

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
:jded:

في انتظار تعليقاتكم❤❤❤[/size]

samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-21, 10:28 PM   #28

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-21, 10:28 PM   #29

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-21, 10:30 PM   #30

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

هرفع القصة حالا

samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.