آخر 10 مشاركات
متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          خيالها بيننا (62) للكاتبة: ميراندا لي ...كاملة... (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          78-وضاع قلبها هناك - روزمارى كارتر (الكاتـب : angel08 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          جمرٌ .. في حشا روحي (6) .. سلسلة قلوب تحكي * مميزه ومكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          طعام جراء الكلاب - بدايةٌ مثالية لنموٍّ قويٍّ وصحةٍ ممتازة (الكاتـب : منصة سدره - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          592 - أريد زوجاً - بيبر ادامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree29Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-22, 11:32 PM   #1

لولو ليال

? العضوٌ??? » 496421
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » لولو ليال is on a distinguished road
افتراضي ذات القبّعة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
رواية إجتماعية تحكي عن مراهقة متمردة وفيها من التهور الكثير تجابه أعباء الحياة و مشاكلها، أحداث ومواقف تعلمها و تسقيها تجارب لتنضج و تتشكل شخصيتها..
أتمنى أن تستمتعوا بقراءتها..



روابط الفصول

الفصول 1, 2, 3, 4, 5 .. بالأسفل
الفصول 6, 7, 8, 9, 10, 11, 12 نفس الصفحة










التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 04-07-22 الساعة 12:37 AM
لولو ليال غير متواجد حالياً  
قديم 07-05-22, 11:34 PM   #2

لولو ليال

? العضوٌ??? » 496421
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » لولو ليال is on a distinguished road
افتراضي فوضى و توهان

كانت جالسة بهدوء في الحافلة، من يراها لأول وهلة يفكر أنها مستمتعة بالمناظر التي تمر عبر النافذة بجانبها، المباني التي تظهر تارة و تختفي ليعقبها مساحات خضراء أو أشجار باسقة و هكذا دواليك حتى استحال المنظر إلى فوضي، أصوات باعة وأبواق سيارات و أزيز حافلات مبان عالية و طرقات متداخلة..
لكن من يدقق النظر في التائهة قليلا يجدها تسبح في عالم خاص بها، عالم اللامكان. كانت تهيم في خيالها، تبني و تهدم تصنع و تفسد، تركب منزلا، تصنع سيارة، تخترع آله للزمن.. لا شيء منطقي في خيالها، لكن يكفي أنها مستمتعة أو من يدري.. ربما تمثل أنها مستمتعة لا شيء مضمون في حياتها.
نسائم الهواء تداعب أطراف شعرها القصير الذي لا يكاد يصل رقبتها، مغطى على الدوام بقبعة تخفي ملامحها.. كانت القبعة تحمي رأسها من أشعة الشمس و من برد و زمهرير الشتاء لا تنزعها أبدا كأنها خلقت بها.. و تحميها أيضا كما تعتقد من وحوش البشر المحيطة بها، سبرها سبر ملابسها الرياضية التي اعتادت عليها منذ أن وعت على نفسها.. ترتاح فيها و أيضا تختفي فيها.
إتلتفت فجأة و أطلقت جحيم عينيها للجالسة خلفها و نطقت بسبة شهقت لها الأخرى و لم تستجري أن ترد عليها ليس خوفا من عباراتها الشائنة بقدر خوفها من حدة عينيها ذاتا اللون الغريب.
أعادت فتح النافذة التي أغلقتها الأخرى لحماقتها و قبل أن تعود لما كانت عليه من سرحان قالت:
- أعيديها مرة أخرى و سأدفنك مكانك. التزمت القابعة في الخلف الصمت و لم تعقب بل اشغلت نفسها بترتيب شكل طرحتها التي تطايرت اثر الهواء المندفع من النافذة.
وصلت الحافلة إلى المواقف و همت ذات القبعة بالنزول، ظهر قدها بعد أن استقامت واقفة، كانت متوسطة الطول و أقرب إلى القصر، وقفت عند الباب تميز المسافة بينه و بين الرصيف لتجتنب بقعة الماء القابعة تحت الباب مباشرة، عزمت أمرها وقفزت بخفة، كادت أن تفقد توازنها للحظة لكنها استقامت و رفعت رأسها بعفوية لتدرك أنها كانت قاب قوسين أو أدنى من أن ترتطم بحائط بشري. كان طوله ميزة ظاهرة و لونه الأشهب أيضا، تفاجأ الفتى منها و في نفس الوقت شده لون عينيها اللتان وقعتا على عينيه و بدون شعور نطق.
- صباح الخير يا جميلة.
احتدت نظراتها و أطلقت عليه سبة توسعت عينيه منها و اختفت فور أن هم باللحاق بها، نادى عليها لكن حال بينهما جموع الناس كأمواج تتلاطم هنا وهناك.
وصلت ذات القبعة المدرسة و تلكأت قليلا تبحث عن الحارس ووجدته جالسا على كرسيه و هيئته توحي بأنه في سبات. يديه متدليتان على جانبيه و رأسه معقوص على أعلى كتفه، تقدمت بخفة تريد أن تتخطاه دون أن توقضه. أطلقت ضحكة عندما وصلها صوت شخيره العالي لتكتمها بسرعة بيديها ثم مشت على أطراف أصابعها قبل أن تعود أدراجها ببسمة شيطانية، وقفت أمامه ثم و بحركة مدروسة حطمت بضربة رجل الكرسي البلاستيكية ليسقط الرجل على ظهره، هذه المرة لم تستطع كتم ضحكتها فكانت صاخبة.. هربت قبل أن يستقيم هو واقفا يتساءل عن الزلزال الذي أصابه و علامات الدهشة والفزع تحتل جل ملامحه.
طرقت الباب قبل أن تلج غرفة الصف، ألقت السلام بخفوت و جرت خطواتها قاصدة مقعدها لكن أوقفها صوت الأستاذ المستهزئ.
- أين.. أين؟
رفعت رأسها إليه و قالت ببرود:

- أجلس مكاني. رد بحنق
- و هل أنا جدار أمامك لتتجاهليني، ثم أنت متأخرة، تفضلي و أحضري لي ورقة تبرير غياب من عند المساعد.
تجاهلته و أكملت طريقها ثم جلست على مقعدها و قالت:
- أظن أنك تعرف أنني أسكن خارج المدينة و الباص الأول الذي يمر في الصباح أركب فيه و هو يتأخر مرات. صمتت قليلا ثم أكملت
- أم تريدني أن آتي مشيا من آخر الدنيا؟
صمت متمتما و استدار يكتب على السبورة..
التفتت إلى الجالسة بجانبها و ابتسمت بدفئ ثم تكلمت بخفوت:
- صباحك ورد. ردت الأخرى
- صباحك بلسم، كيف حالك؟ هل ذهب عنك المرض. اجابت ذات القبعة و الابتسامة ما تزال مرسومة على وجهها:
- الحمد لله احسن.. صمتت بعد أن سمعت الأستاذ يستأنف الشرح، لم تهتم لشرحه بل استدارت مجددا لصديقتها و قالت:
- جهاد. التفتت الأخرى باسمة و أعين متسائلة
- إشتقت إليك.


لولو ليال غير متواجد حالياً  
قديم 08-05-22, 10:29 PM   #3

لولو ليال

? العضوٌ??? » 496421
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » لولو ليال is on a distinguished road
افتراضي

- 2-
بعد مدة قصيرة من دخول ذات القبعة الصف طُرق الباب ليدخل بعدها شاب يحمل سجلا فوقة ورقة، ألقى السلام و تقدم بخفة حتى وصل عند الأستاذ الجالس على مكتبه.
قال الأستاذ بروتينية بعد أن حمل الورقة ووقع عليها:
- بسمة جمال أنت على قائمة الغياب، تفضلي للإدارة.
انتفضت ذات القبعة على ندائه بعدما كانت مندمجة في الحديث مع صديقتها، وقفت تصلح من قبعتها بحيث تخفي ملامحها و همت بالذهاب لكن أوقفها نداء الشاب صاحب السجل و الورقة:
- أنت كيف تضعين قبعة داخل الفصل.. صمت قليلا ثم أكمل موجها حديثه للأستاذ
- ألا تعلم القوانين يا أستاذ مهاب؟ ممنوع وضع أي نوع من القبعات داخل الفصل. سألته بسمة بسخرية مشيرة بيدها إلى فتاة محجبة تجلس في المقعد الأمامي:
- سأنزع قبعتي عندما تنزع هي حجابها.. احتدت نظرات الشاب و اجاب الأستاذ مهاب.
- لا تستطيع نزعه لأنه من الدين و فرض عليها و عليك حتى.. اعتلت شفتيها ابتسامة مستهزئة ثم قالت.
- هي حرية شخصية و أنا اتكلم علي القوانين المجحفة في هذه المدرسة. كيف تمنعون التلاميذ من وضع القبعات داخل القسم و لا تمنعون المحجبات من نزع خماراتهم مع أنهما تقريبا نفس الشيء و لهما نفس الوظيفة، اذن.. قاطعها الشاب و هو يسير بعجل خارجا:
- تريدين الشكوى؟ اذهبي إلى الإدارة لكن ليس قبل أن تنزعي قبعتك.. أنهى كلمته و اختفى وراء الباب. حل الصمت على الأجواء و الكل يترقب ماذا ستفعل العنيدة، بينما هي لم تعر حديثه أي اهتمام، تحركت بتجاه الباب ثم اختفت وراءه هي الأخرى. تأفف الأستاذ مهاب و التفت للسبورة يبدأ في الشرح من جديد.
طرقت باب المكتب المكتوب في واجهته"مساعد تربوي" و دخلت مغلقتا أياه وراءها. ألقت السلام ثم جلست. نظرت المساعدة للجالسة أمامها ثم قالت:
- بسمة؟ ماذا تفعلين هنا و لما لست في صفك؟ اجابت بسمة بابتسامة غبية:
- كنت غائبة يوم الخميس. ردت الأخرى بعد أن رمت القلم على الطاولة
- أها.. و أين التبرير؟ تكلمت بسمة بشيء من الرجاء
- كنت مريضة. و اردفت بتردد قبل أن تسألها الأخرى.
- سيدة عفاف.. أنا.. تعرفين جدي.. لم أذهب للطبيب. قالت السيدة عفاف:
- لن أستطيع مساعدتك هذه المرة عليك أن تحضري مبرر أو تحضري جدك.. أنا آسفة. ركزت بسمة عينيها على الأرض تفكر ثم رفعتهما فجأة وقالت بابتسامة لم تصل عينيها.
- شكرا لك.. سأتدبر الأمر. لم تنتظر أي اجابة من المساعدة بل حملت نفسها وخرجت بسرعة. سارت في ممرات المدرسة بعد أن أخذت حقيبتها من الصف و قررت الإختفاء عن أعين المراقبين المتجولين في الساحة و أنسب مكان بالنسبة لها هو المراحيض لذا اسرعت بخطواتها حتى وصلت ودخلت احداها تنتظر موعد رن الجرس للفسحة.
بعد مدة ليست باليسيرة أعلن الجرس حريتها فخرجت بخفة تتجاوز جموع التلاميذ الوافدة على المراحيض و انطلقت للساحة تبحث عن صديقتها جهاد.
- بسام.. التفتت عندما سمعت اسمها و اتسعت ابتسامتها للقادمين. كانا شابين في مثل سنها أو أكبر منها بعام. تقدم الأقصر و ضربها بخشونة على كتفها و أَمسك الآخر يدها يحنو يصافحها. تأوهت من ضربة الأول و اقشعر بدنها من مسكة الثاني لكن تجاهلت و سألتهما:
- كيف حالكما يا #&*#.ضحك الإثنان من الشتيمة التي تلقياها و قال الأطول.
- ألا تكفّي لسانك القذر عنا؟ ثم تكلم الآخر.
- في يوم سأقطع لسانك. تجاهلت كلامهما و قالت بجدية
- ماذا حدث في غيابي؟ أجاب الأقصر
- لا شيء كالعادة.. و انت هل شفيت.. مرضتك هذه المرة كانت قوية. ابتسمت و اجابت
- ألا ترى أنني أناقز كالحصان ههه. صمتت قليلا ثم اعقبت موجهة نظرها للأطول:
- رحيم.. ماذا فعلت بالبضاعة. اجاب ببرود.
- انتهت علينا التمويل. هزت رأسها موافقة ثم عادت بنظرها إلى الآخر و سألت
- أمامي ساعتين على جرس الخروج و أريد الإختباء و بصراحة المراحيض مقرفة.. أيمن.. أتستطيع تدبيري سأل أيمن
- لماذا؟ ردت بتأفف
- عفاف لم تعطني ورقة دخول و علي أن احضر جدي و لا أريد الذهاب من الآن لأنني لا أملك فلسا أتغدى به في الخارج و بصراحة أكل مطعم المدرسة مجاني ولذيذ ثم إنني لن أجد جدي إلا وقت صلاة الظهر في المسجد الكبير.. قاطعها أيمن مشيرا بيديه لتصمت
- اصمتي قليلا لا تحتاجين إلى كل هذه التبريرات لتقنعيني.. انظري هناك.. أستاذ عمر عنده حصة رياضة و أن طلبتي منه أن تحضري عنده لن يرفض خصيصا.. غمز لها لتفهم و تركله. بقوة.. صرخ متألما فيما قهقه رحيم قائلا:
- تستحقها.
رن الجرس وتفرق الأصحاب و اسرعت ذات القبعة لأستاذ الرياضة عمر. وقفت أمامه و تكلمت بشيء من الخجل الذي اسعده.
- استاذ.. هل تسمح لي أن احضر حصتك.
لم يظهر فرحه بل قال ببرود:
- و لما آنسة بسمة؟ هل أنت مطرودة من حصة ما؟


لولو ليال غير متواجد حالياً  
قديم 11-05-22, 02:20 PM   #4

لولو ليال

? العضوٌ??? » 496421
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » لولو ليال is on a distinguished road
افتراضي

- 3-









أجابته بعد أن امعنت النظر في ابتسامته المتلاعبة.
بصراحة و بدون أن نطيل الحديث.. ليس عندي ورقة دخول و لا أريد أن يمسكني المراقبين.
صمتت تترقب مايقول في حين تكلم هو بشيء من الخبث.
هذه المرة فقط يا بسمة لن أغطي عليك في كل مرة. غمز لها و ابتسامته ماتزال حاضرة.
تجاهلت المغزى من نظراته و كلامه و ابتسمت بامتنان ثم أكملت حديثها بشيء من الرجاء مجددا و هما يسيران معا باتجاه الملعب.
هل تسمح لي بالذهاب لملعب كرة السلة؟ .. صمتت قليلا ثم اكملت بشيء من الضيق.
أغلب المراقبين يعرفونني و يعرفون أنني لست من هذا الفصل و ملعب كرة السلة مغلق، تستطيع أن تغلق علي الباب حتى تنتهي الحصة مثل تلك المرة.
ابتسم بلمعة و تكلم بنبرة متغيرة.
كما تريدين، لكن كما قلت لك. عليك أن تجدي حلا لغايابتك المتكررة و أنا لن أساعدك دوما.
هزت رأسها ممتنة و تقدمت أمامه تعدل من قبعتها و أخذتها الأفكار.. تساءلت في نفسها.
لماذا يساعدني الأستاذ عمر في كل مرة أريد الإختباء فيها من المراقبين؟ هل كما يقول أيمن أنه يحبني.. هزت رأسها بسرعة و نهرت نفسها قائلة.
ما هذا الكلام.. أنت بسام و لست بسمة لا شيء فيك يشير أنك فتاة، لماذا يعجب بك و لديه صديقات عدد الحصى أغلبهم من اهده المدرسة و من المدارس المجاورة. بالتأكيد لديه سبب آخر.
لمعت في رأسها فكرة احتدت لها نظراتها و نطقت بكثير من الحقد.
إن فكر فيما أفكر فيه سأقضي عليه..و لن يكون رجلا بعدها.
التفتت بعد أن سمعت اسمها و عينيها ماتزالان تحملان تلك الشرارة. ارتبك هو عندما لمح سعير عينيها،بقدر جمالهما إلا أنهما تحملنا شيئا غامضا و زاد غموضهما ذلك اللون الغريب. خليط بين العسلي و الأصفر و تلك اللمعة الخبيثة فيهما تبدو كثعلب ينتظر أن ينقض على فريسته. كل هذا الخليط نتج عنه جاذبية لا متناهية كثقب اسود يسحبك لتقع فيه و لا تجد نفسك بعدها. صحى من سرحانه عندما تبدلت تلك النظرة المبهمة لنظرة أخرى مستغربة، و استمع لسؤالها بينما يبعد عينيه عنها بربكة.
أستاذ عمر؟ ناديتني..
تقدم بخطواته حتى صار أمامها ثم استدار عليها نصف دورة و رمى مفاتيح الملعب عليها لتلتقطها بخفة و أكمل طريقه مبتعدا و كلامه يبتعد معه.
اغلقي على نفسك..
اسرعت بخطاها إلى الملعب و هي تنفي الفرضية التي فكرت فيها من قبل لا لشيء إلا لتمنع نفسها من التفكيز الزائد لشيء يمكن ألا يحدث.
دخلت وأغلقت على نفسها الباب واسندت نفسها عليه بابتسامة واسعة بينما عينيها تدوران على الملعب. حلم حياتها وحب الطفولة و الشباب و حتى الكهولة، كرة السلة، تحبها و تتمنى لو يوما ما تحترف فيها، تلعب لفرقة كبيرة في داخل البلاد أو خارجها، لو استطاعت أن ترهن حياتها كلها لها لفعلت. تغيرت نفسيتها إلى النقيض و هي تحمل الكرة و تلاعبها بخفة،تحس نفسها خفيفة كريشة و هي تنتقل من وضع لآخر.. مستمتعة بشدة فرحة. كأن فرح الدنيا كله اليوم عندها. نست نفسها و حياتها البائسة و كل شيئ ماضيها الغامض و حاضرها التائهة فيه و مستقبلها الذي لا تفكر أنه سيكون موجودا.. توحدت مع الكرة كأن الكرة أيضا تلعب بها و تستمتع بها،قطرات العرق تضرب الأرض و حذاءها الرياضي يطلق أزيزا كلما احتك بالأرض، حتى قبعتها نزعتها وتركت لشعرها القصير العنان ليتحرك بحرية.

وقف يراقبها من مدرجات الملعب مبهورا بل مسحورا برشاقتها كأنها فراشة تنتقل من زهرة لأخرة.. بدت له و بطريقة غريبة جدا أنها أنثى بكل ماتحمل الكلمة من معنى. لم يحس بنفسه وهو يتقدم حتى وجد نفسه أمامها ينظر إليها ببلاهة بينما تنظر إليه باستغراب يتخلله استهجان. تحدث بلعثمة و هو يفكر أنه على عدد المرات التي سمح لها فيها بدخول الملعب لم يستجري أن يتطفل عليها خوفا من نفسه الضعيفة، أن لا يختلي بها و ثالثهما الشيطان و هاهو الآن فعل.
نلعب واحد لواحد و الذي يفوز له طلب للآخر.
راقب خصلات شعرها التي تلتصق بجبهتها بفعل العرق، لم يكن المنظر منفرا بل بالعكس زاد من دقات قلبه و زاد جموح نفسه. لم يستمع لها في سرحانه فيها حتى وكزته قائلة بغضب.
استاذ عمر.. هل أنت معي؟ ابعد عينيه عنها بارتباك و همهم موافقا في حين تحدثت و الشك يكبر في قلبها.
قلت لك توافق على أي طلب؟
عاد بنظره إليها بعد نبرة صوتها المنتصرة و تكلم بمثل النبرة.
واثقة أنت بفوزك.. سنرى. و بحركة سريعة خطف الكرة من يدها و ركض للسلة يحاول الإرتقاء للتسجيل لكن تفاجئ بها أمامه و تعلوها نظرة ماكرة. حدث نفسه قائلا.
أعرف أنك ثعلب.. لكن على من؟
حاول المرور من أمامها لكن باغتته و خطفت الكرة ثم في لمحة بصر ضربت الكرة في الأرض عدة مرات قبل أن تتحرج مبتعدة وسط لهاثهما المسموع. ارتفعت ضحكات بسمة الفرحة بتسجيل الهدف بينما احتدت نظرات الأستاذ عمر في تحدي بعد أن حمل الكرة و باغتها بخفة ثم ارتقى لترتقي أيضا لكن لقصر قامتها بالنسبة له تجاوزها و رمى الكرة بخفة لتدخل السلة و يسقط الإثنان لكن بسمة انزلقت بقطرة عرق تحت قدمها و انكفأت على ظهرها. توسعت عيناه عندما رآها تسقط و هرع إليها خائفا. جلس أمامعا ثانيا ركبته و مد يده يريد مسكها لكن اعترضتها بذراعها و وجهت له نظرة جحيمية زادت من دقات قلبه، تكلم بارتباك بعد أن أعاد يده لمكانها و تنفسه لا يزال عاليا.
أنت بخي.. ر. أجابته و هي تتسند على يديها جالسة.
لا عليك. و بخفة عالية استقامت واقفة و ووقف هو أيضا و تقدم منها حتى لم يبقى بينهما إلا فراغ بسيط، مد يده وأمسك ذراعها و عينيه تجولان عليها بخبث لم يستطع إخفاءه.. لم تمهله الكثير حتى أنقضت عليه بلكمة مباشرة تحت ذقنه احس هو بتكسر أسنانه على إثرها و لم تكتف بل رفسته على ركبته ليختل توازنه و يسقط متألما. نظرت له بكره و نطقت.
إن كنت تظن أنني واحدة من #$&## خاصتك فأنت مخطئ هذه المرة أكتفيت بهذا لكن إن لمحت فقط نظرة كتلك منك فسيكون انتقامي أكبر. بصقت عليه و جرت لتختفي من الملعب كله بينما مازال هو يتألم و يسب فيها و في تهوره


لولو ليال غير متواجد حالياً  
قديم 11-05-22, 03:22 PM   #5

يوسف طنجة

? العضوٌ??? » 440071
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » يوسف طنجة is on a distinguished road
افتراضي

بداية ملهمة، تبدو رواية رائعة

تحياتي


يوسف طنجة غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-22, 03:51 PM   #6

لولو ليال

? العضوٌ??? » 496421
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » لولو ليال is on a distinguished road
افتراضي

-4-



دخلت مقصف المدرسة أو مايسمى" مطعم المدرسة" - في تلك المدينة في كل مدرسة يوجد مطعم يقدم وجبات مجانية تتكفل بها الدولة أو الجمعيات الخيرية للتلاميذ الذين يسكنون خارج المدينة و لا يكفيهم الوقت للذهاب لمنازلهم و العودة للدوام المسائي و يسمى هذا النظام.. نظام نصف داخلي.. - مكثت في المراحيض بعد أن هربت من الملعب و هاهي الآن تجر قدميها لطاولة عشوائية تحمل غداءها و بالها مشغول، أفكار تتداخل و دموع تبرق في عينيها تمنعها من النزول، مشتتة جدا لا تأبه بالأصوات العالية حولها و هي تحوم داخل عالمها الخاص الذي تجاهد دوما أن تتجنبه لكن ليس باليد حيلة، إذ أنه يجذبها إليه كالمغناطيس.
أين وصلت؟
التفتت مفجوعة و موجوعة من الضربة التي تلقتها على ظهرها قبل صوتها العالي، حدجت تلك الجالسة إلى جوارها بحدة في حين بادلتها الأخرى نظرات باردة كأنها لم تفعل شيئ. غيرت ذات القبعة ملامحها بسرعة و أكسبتها طابع الجمود و تكلمت ببرود شابه كلمات صديقتها.
سأخرج بعد الغداء.. غطي علي.
هزت الأخرى رأسها و اكملت طعامها قبل أن ترفع رأسها و تنطق متسائلة بنبرة ذات معنى.
رأيت الأستاذ عمر يمشي عرجا.
لم تعرها أي اهتمام و هي تشغل نفسها بأكلها لكن رفعت رأسها مفجوعة للمرة الثانية بعد أن ضربت صديقتها الطاولة بخشونة. لمعت عيناها بغضب و بحركة مباغتة صفعت علبة العصير جبهة جهاد التي كانت تضحك و تميل على الطاولة تتألم و تتأوه و تسب في بسمة بصوت عال لدرجة لفتت نظر المراقبين فتقدم واحد منهم يستفسر عن ما حدث، لم تمهله ذات القبعة الوقت إذ أنه فور تحركه من مكانه نهضت تحمل صينيتها و مشت مسرعة لتضعها في المكان المخصص لها و خرجت متجاهلة تلك التي تتألم.
وصلت حائط مشقوق فيه فتحة تؤدي للعالم الخارجي و ميزته الأعظم أن كمِرات المراقبة المنتشرة في زوايا المدرسة لا تلتقطه. أحكمت وضع قبعتها تخفي ملامحها ومرت عبر الشق الذي لا يتسع سوى لضعاف ضعاف البنية كحالتها. لم يسلم مرورها من بعض الخدوش هنا وهناك لكن لم تهتم. أسرعت بخطاها مبتعدة عن مجال النظر و عن المدرسة قاصدة الجامع الكبير في وسط المدينة، عقلها كالعادة مشغول، تفكر فيما حدث هذا الصباح مع الأستاذ عمر و غضبها يتصاعد ،حمدت الله أنها تتقن بعض فنون الدفاع عن النفس و إلا لاستفرد بها ذلك ال#$&#.
بعد مدة ليست باليسيرة وصلت للحي الموجود فيه الجامع الكبير. كانت تأمل أن تجد جدها لتعودإلى المدرسة بسرعة، لديها عمل مهم لا تستطيع تأجيله. وصلت للزقاق الفارغ الذي يحوي الباب الخلفي للجامع، لم ترد الذهاب من الجهة الأمامية لتتفادى جحافل المصلين الخارجين بعد انتهاء الصلاة و لأنه أغلب الأوقات يخرج من هذه الجهة لقربها من السوق الذي يبيع فيه الخضار.
كانت تمشي سارحة في الطريق أمامها لا يشاركها إلا صوت الحصى تحت قدميها حتى احست بمن يتبعها ثم جاورها و ماثلها الخطوات. رفعت رأسها بدون اهتمام و إذا بعينيها تقعان على الحائط البشري الذي شتمته و هربت في الصباح. حدثت نفسها في جزء من الثانية
هو.. نعم هو ال#$&$ الذي كان في الصباح.
رفع حاجبه عندما سمع ماكانت تهمس به على عكسها التي كانت تظن أنها تكلم نفسها.
اقترب منها كثيرا حتى كاد يلتصق بها و تكلم بسخرية بعد أن لمح توترها أو خوفها من يعلم.
أخبريني الآن.. ماذا قلتي في الصباح؟
ها.. كاد أن يبتسم و هو يسمع إجابتها البلهاء. لكن تداركت نفسها و تكلمت بشيء من التوتر لعلمها بأنها لن تستطيع مجابهته في هذا المكان المعزول وحدها.
لا.. لم أقل شي ء.
متأكدة؟ سألها بتشكيك فمن يرها في الصباح بحلة الغطرسة لا يراها الآن و هي بهذا التوتر بل يكاد يجزم أنه رأى ارتجافة يدها.
للحظة غرزت عينيها بعينيه ثم أخفضت نظرها بعد أن تركت أثرهاعليه ليبقى كالمشدوه في مكانه و ضربات قلبه تكاد تخنقه.. استغلت الفرصة و اسرعت في مشيها بل بدأت بالجري ليستفيق هو الآخر من خدر عينيها و يتبعها بسرعة لكن كانت قد وصلت للباب لتختفي وارءه. توقف مكانه لبرهة يستوعب أين دخلت ثم ابتسم نصف ابتسامة، همس و خطواته تبتعد من المكان.
مجنونة.
وصلت مع جدها حدود المدرسة. ذلك الجد للذي لا يبدوا عليها أبدا الهرم بل بالعكس، طوله الفارع و مناكبه العريضة و خصيصا عينيه الحادتين. كل هذه الصفات تجبر من يتعامل معه أن يهابه و يحترمه حتى ابنة ابنه كانت تمشي معه و نظرها محفور في الأرض، رهبة و خوفا من ما قد يسمعه في المدرسة عنها. كان متقدما عليها يمشي بشموخ وعصاه التي يحملها فقط لتعوده لا تفارق يده، يحركها يمينا و يسارا كلما تحرك. طرق بعصاه البوابة الكبيرة المغلقة لأن وقت دخول التلاميذ للدوام المسائي قد أزف. أعاد الطرق لكن بقوة هذه المرة حتى فتح الباب و ظهر من وراءه الحارس. أول ما لمحته عدلت قبعتها و أضافت فوقها قبعة السترة الرياضية و أخفضت نظرها أكثر خشية أن يتعرف عليها و يخبر جدها عن ما فعلته في الصباح و تكون اليوم نهايتها على يده في المرآب.. إقشعر جسدها بمجرد أن تذكرت المرآب لكن نفضت من رأسها أي فكرة تزيد من توترها الآن. سارت بخطوات تكاد تكون متعثرة خلف جدها الذي ألقى السلام على الحارس و سأله أين موقع الإدارة. لم يتعرف عليها الحارس ببساطة لأنه كان مأخوذا بمن دخل خلفهما. ابتسمت براحة بعد أن تجاوزاه لكن عاد قلبها لينقبض عندما اقتربا من مكتب المراقب العام.. دعت بكل الأدعية المنجية أن لا يشكوها أحد من المراقبين عنده لكن بهتت و شحب وجهها عندما تكلم المراقب العام مع جدها بعد السلام و التحية و الجلوس.
ابنتك لم تكن غائبة يوما واحدا.. بل لم تحضر منذ أسبوع.


لولو ليال غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-22, 04:45 PM   #7

لولو ليال

? العضوٌ??? » 496421
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » لولو ليال is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف طنجة مشاهدة المشاركة
بداية ملهمة، تبدو رواية رائعة

تحياتي
مشكور.. أتمنى أن لا يخبو الحماس.. تحياتي لك أخي🌷


لولو ليال غير متواجد حالياً  
قديم 15-05-22, 10:30 PM   #8

لولو ليال

? العضوٌ??? » 496421
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » لولو ليال is on a distinguished road
افتراضي

- 5-



توسعت عيناها مما سمعت، هي لم تغب سوى يوم الخميس لما يكذب عليها هذا الغبي الأصلع. تكلمت عن نفسها التهمة التي قد تودي بها إلى المرآب تحت رحمة حزام جدها الجلدي العزيز.
- أنا لم أغب... قطعت جملتها المهتزة بعد أن توافقت نظراتها بنظرات جدها التي تنبؤها أن السيء قادم.
تكلم الجد أخيرا بنبرته الرخيمة موجها نظره إلى السيد فؤاد "المراقب العام".
- هل أنت متأكد؟
توتر فؤاد من النبرة الواثقة و تكلم بسرعة.
- لست أكيدا لكن أسمها مر علي كثيرا في الأيام الفارطة، إذا كنت تريد أن نتأكد..
هز الجد رأسه دلالة الموافقة قبل أن يكمل الآخر و نظره مايزال عليه.
- سعيد.. أحضد دفتر الغياب للأيام الست الفارطة. كلمات ألقاها فؤاد و هو يمسح عرقه بمنديل مهترىء من كثرة الإستخدام. تقدم الشاب الذي مر في الصباح و هو يحمل نفس الدفتر و عليه عدة أوراق. رمق بسمة بنظرة غير مهتمة ووضع الدفتر على المكتب و انصرف. حمل فؤاد الدفتر وشرع في البحث عن إسمها بهمة ثم رفع رأسه بعد مدة قليلة وقال.
- لا يوجد اسمها إلا في يوم الخميس، أظن أنني أخطأت، استسمح منكم. هز الجد رأسه ثم نهض و هو يقول.
- إذا ليس هناك من داع لبقائي. البنت كانت مريضة يوم الخميس و لم تستطع الذهاب للطبيب و انا هنا ابرر غيابها و إذا لم يكن هناك شيء آخر إاذن لي بالذهاب.
نهض المراقب و صافح الجد قائلا.
- البنت الآن تذهب لفصلها و انت اجلس نشرب قهوة معا و نأخذ أخبار المزرعة و السوق. التفت إلى شيهانة التي تبدل فرحها بنجاتها إلى غضب عارم من الواقف أمامها و تمنت لو أنها انفردت به و ركلته على بطنه الذي يشبه البطيخة.
- ها يا ابنتي، اذهبي للمساعدة عفاف و خذي ورقة دخول. خرجت بهدوء و داخلها يشتعل من الغيض، تكلمت من بين اسنانها و هي تقف أمام مكتب الأستاذة عفاف.
- اقسم أنك ستدفع الثمن يا $&#&.



نزلت من الحافلة بعد أن وصلت ليقابلها باب خشبي بجانبه سياج يحيط مساحة واسعة من الخضار، تقدمت بتعب و دفعت الباب ليظهر لها تلك المساحة الخضراء التي يتوسطها منزل قديم و أشجار الصنوبر مترامية هنا و هناك معها أنواع كثيرة من اشجار الفواكه، صوت زقزقة العصافير التي تعود لأعشاشها و صوت خرير ساقية المياه هناك بين الشجيرات، حتى الضفادع شرعت في سمفونيتها المسائية هي و صراصير الليل، هناك بجانب المنزل و بين شجرتين علقت أرجوحة تستلقي عليها في أيام الصيف وحتى الربيع و الخريف. هواء ينعش الأنفاس، تحت قدميها ممر ترابي يوصلها لعتبة المنزل، مررت عينيها على هالة الجمال تلك و كل مافيها يهدأ، كآن هذه التركيبة الرائعة أمامها تمدها بالراحة و السكون. توقفت عيناها على "روي" كلبها العزبز، تحبه جدا، أحضره جدها ذات يوم وقدمه لها، تفاجأت هي في البداية من تصرف الجد لكن بعد ذلك فرحت به جدا و اعتنت به. نقلت خطواتها متجهة له و هي تتذكر في يوم من الأيام عندما كان "روي" صغيرا لم تمضي أيام منذ وصوله، أتي "سليم". ابن المزرعة المجاورة يحمل بين يديه خبزا ساخنا ارسلته والدته لجدتها. لحظتها لمح "روي" و اعجب به و توسل لها أن تعطيه إياه، لكنها رفضت وضربته ثم طردته من المزرعة. بعد يومين، خرجت لتجد فقط مكانه، جزعت و بكت كثيرا باحثة عنه لكن لم تجده أبدا، حزنت و تركت مأكلها ومشربها، تبحث كل يوم في هوادة حتى تذكرت سليم لكن لم تستطع دخول مزرعتهم لأنها محاطة بالأشواك و الكلاب. لحسن حظها بعد ذلك لاحظ جدها شحوبها وحزنها، سألها واجابته بأنه خطف و أن سليم ال$&#$ أخذه. نهرها بشدة على ألفاظها البذيئة لكن لم تكترث،كانت تريده فقط أن يرجع عزيزها"روي".
في الغد عندما عادت من المدرسة وجدته في ذات المكان الذي تراه فيه الآن. نبح يرحب بها،ابتسمت بصدق و هي تتذكر كيف بكت و لأول مرة من الفرحة كانت دموعها حلوة المذاق. طبطبت عليه ماسحة بيدها على رأسه وهي تسأله كأنه صديق.
- كيف حالك اليوم؟ تعلق فيها يريدها أن تلاعبه ففعلت، رمت محفظتها على العشب و نزعت قبعتها ليتحرر شعرها و احتضنته بخفة و هي جالسة لكن فاجأها عنما لعق خدها، أبعدته بقرف و هي تضحك ثم قالت و هي تقوم من مكانها.
- يا & $## أقرفتني.



دخلت المنزل و هي تسمع جدتها تشاجر الأواني كالعادة. هي لا تشاجر أوانيها إلا إذا أغضبها الجد. تنهدت بتعب ثم وقفت عند باب قائلة.
- السلام عليكم "ميمة". التفتت الأخرى التي كانت في العقد السادس من عمرها لكن من يراها يقول أنها في الثمانين. لم تتركها السنين و لا الهموم بل خطت عليها تجاعيد كأنها تسمها مبكرا أنها عاشت من العمر ما يفوق السنينها المعدودة. عينيها كعيني حفيدتها في اللون و الشكل و بشرتها حنطية عكس الحفيدة التي كانت بشرتها بيضاء محمرة تشبه الجد. أنفها مسلول و بسمة أنفها ملموم عكسها وعكس الجد، حسن ربما يشبه أنف أمها أو حتى والدها...نفضت رأسها عندما وصلت لهنا و استفاقت من سرحانها في الفوارق العشرة بينها و بين جدها وجدتها على كلمة الجدة.
- أحدثك يا حمقاء... هل نمت و انت واقفة، اذهبي و بدلي ملابسك ثم تعالي ساعديني. في تلك اللحظة أطل الجد من النافذة و قال ببرود.
- أنا احتاجها معي. نظر لبسمة ثم أكمل.
- بسام.. اذهب كل شيئا و تعال ساعدني. انتفضت الجدة غاضبة.
- ألم أقل لك لا تناديها بهذا الإسم، ثم هي مكانها في المطبخ و ليس فالزرع، قلت لك مرارا أن تحضر عاملا يساعدك لكنك بخيل تموت على القرش. صمتت لاهثة ثم أكملت.
- و انتِ ألم تتغدي في المدرسة؟ لا يوجد أكل الآن حتى العشاء، الخبز قليل و لن يكفينا. تجاهل الجد كلامها ثم قال قبل أن يختفي وراء النافذة.
- لن أعيد كلامي مرتين أيتها العجوز الشمطاء.


لولو ليال غير متواجد حالياً  
قديم 15-05-22, 10:35 PM   #9

لولو ليال

? العضوٌ??? » 496421
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » لولو ليال is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم و مرحبا بكم في خيالي.. أرجوا أن يمتعكم و تجدوا فيه وسيلة لإمضاء أوقات فراغكم..
أوقات التنزيل ليست منتظمة قد يكون كل يوم أو كل يومين أو حتى ثلاث.. حسب الظروف لكن لن أقصى مدة باذن الله تكون أسبوع.. أرجو أن تحبو ما أكتب و من نتقد مرحبا به.. صدري واسع و أتقبل كل ما ينمي موهبتي المتواضعة.
❤️❤️


لولو ليال غير متواجد حالياً  
قديم 15-05-22, 11:48 PM   #10

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790




هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات....



نرجو الالتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين

15 صفحة ورد بحجم خط 18


تم نقل روايتك للصفحة الرئيسية لأنها كانت في قسم المكتملة





واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:57 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.