آخر 10 مشاركات
مشاعر على طول الأمد (42) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عرش السُلطان، للكاتبة/ خيال. " مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          142 - على باب الدمع (الكاتـب : حبة رمان - )           »          1200- المستبد - د.ن ( تم تجديد الراابط) (الكاتـب : Breathless - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          354 - نشوة الانتقام - مادلين كير - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          إشارة ممنوع الحب(57) للكاتبة jemmy *متميزة* كاملة (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree57Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-22, 02:22 PM   #21

غُربة.

? العضوٌ??? » 490240
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » غُربة. is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوارة البيت مشاهدة المشاركة
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
يابعد قلبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شجنّ العُذوب مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عُدنا والعود أحمد، وأخيرا رجعنا لعبق الشام، وريحه الشام، وسطور تنقلنا للقدس الشريف وفلسطِين، لنقف ع أرضها الطاهرة من وراء الشاشاتتتّ، ..
أهلا وسهلا بعودتِك غُربه، والحمدلله على سلامتِك لنّا، ياعلها آخر الغيباتّ ياربّ❤❤🥺، ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله يسلمّـك ويخليك يا حبيبة الروح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مخمل الرجاء مشاهدة المشاركة
الحمد لله على عودة غربتنا
متحمسين للفصل ><

نقيـة القلب مخملية




غُربة. غير متواجد حالياً  
قديم 10-05-22, 02:25 PM   #22

غُربة.

? العضوٌ??? » 490240
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » غُربة. is on a distinguished road
افتراضي

*


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عُدت لكم من جديد، وبيدي شوقٌ وفصلٌ جديد.
شاكرة لكم إنتظاركم وصبركم على تأخيـري.

.
.
.



الفصل السادس

يحيـى الثرثـار .. الفضولي!
استفرد بي: بدياكِ تحكي لي شو قصة هاد البيت!
انا مش يوسف يسكت بكلمتين.

رددتُ عليـه وأنا أوليه ظهري متظاهرة بأنشغالي في إعداد الإفطار حتى يقدم خالد وولديه من الاقصـى: وشو يعني قصـته،
بيت عادي متل كل البيوت، يعني لازم يصير في قصـة!

أجابني موضحـاً: بعرف انه بيت عادي، بس ليش ما سمحتي ليوسف يشتريه.

استفهمتُ ايضـاً: مهجور من وين بدو يشتريه؟
شو عرفني لو بكرا رجعوا أهله وعملوا لنا قصـة.

استفهمَ يحيـى!: وليش مهجور وكل الحارة معمورة!

أدرت ظهري إلـيه: وشو بيكون السبب يا ذكي !
ما قلك عقلك الفهيم ان فلسطين كلها تهجرت، وفي بيوت رجعت وفي بيوت ما رجعت .. متل ما في ناس رجعت وناس تهجرت وناس ماتت وناس ما الها أثر!
يالله يالله عايش أفلام وأسرار وخبايا.. بيت مهجر شو بدكم فيـه.

كأنه اقتنع قليـلاً ولكنه مازال يفكـر، قطعتُ عليـه أفكاره: مش أحسن تجيب لي البندورة بدل قعدتك هاي!

قام منصاعاً لطلبي وعقلـهُ ما زال خلف جُدران المنزل يبحث عن سِـراً.
***
محقـةَ والدتي!
لما نعملُ عليـهما استخباراتيين.. منزلٍ مهجور، ماذا عساهُ أن يكون غير ذلك!
لا أظن أن الاسرار في هذه الحارات العتيقة تُحفظ، بل تُفشـى وتُنشرها النسـاء بطريقة تعجزُ عن نشرها cnn.
طُرقَ الباب الذي لم أكن عنهُ ببعيد ، فقطافي للطماطم وانشغالُ عقلي بأمرٍ تافـهٍ جعلني اتأخرُ على والدتي، جمعتُ الطماطم على عـجلٍ وأنـا أفتحُ الباب فإذا بعلـيٍ وأمل قد دلفاهُ ، ودخلت الاخيرةُ بيدين ليست بالفارغة من إفطارها وعادتها الأسبوعية عندما يقدما ليشاركننا الافطار.

سلمتُ على علـيٍ الغائب، ليس غائبـاً بالمدة الطويلة التي تستحـقُ أن يُقال بها غائـب.. ولكن بالنسبـةِ لعائلتنا المثاليـة غيابٌ من الفجرِ للعـصر يوجب السلام والسؤال عن الاخبـار: أهليـن أبو خالد ،
شو هالغيبة، يا رجل اشتئنا لك!

بادلني الاحضان وهو يقول: وأنـا كمان اشتئت الكم،
شو كأنو مافي حدا.

أخبرتهُ: ماما بالمطبخ، والبابا والباقين طلعوا من الفجر تيوزعوا حلوان عملية مبارح.

ابتسم قائلاً وهو يتجاوزني ذاهبـاً لوالدتي : حقـهم يفرحوا حقهم.

وحقي أنـا أيـضاً أن أفخرُ بـك، أن أفخر بأخـي عليـاً.. الذي لم يكن إلا عليـاً من صِغره!
ليتني يوسفَ الذي اخبرتهُ عن كل شيءٍ لأستطيع أن احتضنُ رجلاً قادماً من الموتِ.. لا رجلاً اشتاقُ إليـك.
ليتني يوسفَ الذي يستطيعُ أن يسألك عن عمليتُـك وكيف طلعتُ منها بسهولة!
ليتني يوسفَ لكي اكتشف الجرح الذي لم أراه!
هل تُخبيـه في ثيابك، هل تُكابر الالمَ وتأتي لكي تسمعَ عتابُ أبي الذي لم ولن ينقطعُ حتى تعود إلـى القدس.
ما أنت بناقصٍ مأساة. ولا أنت بناقصٍ عتاب.
فقد خرجت ليلة البارحة من موتٍ محقق، يحقُ لك أن تستريح، أن تختلي بنفسـك تستوعبَ نجاتك!

أيقظتني يدا علي وهي تسحبُ سلـة الطماطم من يديّ: شو بدها تنتظرك أمّـي لبكرا!

دخلَ ولم يسمعُ تعليقي!
نسيتُ طلبها ونسيتُ ما وقفتَ هُـنا من أجلـه.

ولكن هذه المرة تنبهت على دخولِ أبـناء علي سابقين أبي وأخوتي، وما أن دخلا حتى أخبرتهم وأنـا فرحٌ: تعو تعو حبايبي، بابا هون! " تعالوا".

سمعَ أبـي قولي واستعجل في خطواته!
الشوقُ غـلاب أبـا علي، الشوقُ جعلك تنسـى تلك العصا التي تستند عليها
عندما علمتَ ان السند في بيتك.
الشوقُ قاسٍ أبـا علي، أشواقكَ تغلفها بقسـوةٍ تنحرُ علـي!
***
دخلا ولدايّ بفرحـة!
هذه الاشواق والبهجة لك يا علي.
هذه الاحضان والضحكاتُ البريئة لك يا علي.
هنيئـاً لكَ تغيب وتغيب.. ومكانتُكَ كمـا هي لم تتغير!
هنيـئاً لك علي، لقد تمكنتُ من قلبي وقلبُ أولادك.
قلبــي يا عـلي.. يتوهُ بغيابـك ويعودَ معـك.
قلبـي يا علي.. ليس لي سطوةً علـيه، لا أعلم إلـى أي مدى سيوصلني حُـبك إليـه.
لا أعلمُ إلـى أي حالٍ ستوصلني اللهفة العميقةُ إلـيك.
هذهِ الأشواقُ دفعتني لأعدُ إفطارُ قبيلـةً وأذهبُ بـهِ إلـى أهلك!
أطلبُ وداً يا عـلي، أطلبُ حُـباً يأتي مغلفـاً ويخرجُ من القلبِ بهيئة شكراً، فيكفيني عندما تقول لي " يعطيك العافيـة".
يعطيني الله العافيـةُ عندما تكونَ بجواري ويتعافى قلـبي بمعشوقه!
يعطيني الله عافيـةً .. عندما أصبّـح بوجهك النـديّ
لم يُخيلُ لـي أن الرجالُ تملك وجهٍ بريئـا حتى رأيتُـك.
لم يخيلُ لـي أن الرجال تملُك قلبـاً رحميا يحفُ عائلـة بأكملها ويراهم كما يرى ولديـه.
لم يُخيلُ لـي ان يأتي " عمـي" مسرعـاً لرؤيتـك!
لم يُخيل لي ان يترك "أخوتك" مشاغلهم التي لا تنتهي، فليشاركوك الافطـار.. ويشاركون والدتك التأمل في وجهك!
هنيئاً علي.. تُملك كل هذا الحُـبّ.
هنيئـاً لي بك يا عَـلي.
***
أخيـراً!
أنـا وعلـي وحدنا.
استبقنا أبـي ويوسفَ الذينِ ما زالا في الاقصـى، بينما نحنُ أو أنـا استعجلتُ عليـاً للخروجِ قبلهم.
الشمسُ الحاميـةُ بدأت اشعتها تنكسر، وتتجهزُ للغياب!
الشمسُ الحارقة بدأت ألسنتها تخفُ من لهيبها وتتلون بالاحمرِ القانـي مستعدةً للغياب.
الغياب الذي معروفة العودةَ منه، إلـى أن يرثَ الله الارضَ ومن عليها.
أمـا غياب الذي بجانبي لا أعلم ان كان له عودةً منهُ أم لا!
وأن عاد مرة هل سيعودُ كُلَ مرة؟
علي لا يعلم جيداً لما أخرجتهُ قبلهم، لا يعلمُ أنني لن أُمرر ليلة البارحة مرورَ كرام، لابُد أن أعرف ما الذي حدثَ منذُ أن سلّـمه يوسفَ أشيائهُ من اللد إلـى أن عاد إليـنا!
علي لا يعلم جيداً لما أخرجته.. لذا أخرجني من أزقـةِ المسجد الاقصـى وأبوابه المباركة إلـى جهة مجهولة، فأنـا ليس بيوسف الذي نعرفُ جميعنا ان وجهتهُ جبل الزيتون!
وأنـا ليس هو حتى يخرجني إلـى رام الله ملاذهُ وكربـهِ!
أمـل وبنيها ما زالا في بيتنا، لذا سأستفردُ بالسبـعِ في بيته، وأعرفُ ما الذي فعله في فريستهُ ليلـة البارحة.
قطعَ سكوننا علي، خطى علي التي غيّـر مسارها وهو يتجهُ إلـى أحد الافران في البلدةِ القديمة فكان البائع صغيـراً، ليشتري من عندهِ كُل الكعك!
أسـمعُ الطفلُ يعدُ كم حبـةِ كعكٍ وضـع في الاكياس، قد تعدت الخمسون بقليل، لا أعلم ما الذي دفعَ عليـاً لهذا، فواحدة من هذه الكعكات تكفـي عن وجبـة، فهي مادة مشبعة!

وما أن تجاوزنا هذا الفتـى حتى سألتُ علي: وليش كل هالعدد،
ما بعرفك تحب بطنك!

تحدث ببعض ابتسامة قد نستها ملامحـهُ منذ سنوات: هذا ابن صاحبي، ابوه مقاوم وهو أكبر اخواته، وبيصـرف على عيلته من هالدكانة.

استهجنتُ في قولـي وصورة خالد تلوح في الأفق ماذا لو غاب ابيه أيـضاً، تحدثت وفي نفسي اسبقُ حديثي باسم خالد!: وبدك الناس تعطف عليه؟ وتشري من عندو لأن ابوه مقاوم!
مش مبدأ ولا منطق، ابوه تاركهم متل الايتام وراكض ورا المقاومة، خلي المقاومة توكلهم وتلبسهم بغيابو!

رمقني بنظرةً حادة، أتظن أن كل الناسِ ستهابُ هذه النظرة؟
أم تراها أبـلغُ من ألفِ خطيب؟: الولد مش بحاجة عطف!
نحنا ياللي بحاجة انو الناس تعطف علينا، الولد شغيل وعين الله عليه، وابوه على ثغر من ثغور الاسـلام، شو مالك؟
عفاريت ابويا غزت رأسـك؟

ابتسمت لقولـهِ: على سيرة عفاريت ابويا، ما بتعرف شو صار بمنفذ عملية مبارح؟

نفى بسرعة ووجهه يثبتُ نفيـهُ وكأنني لا أدري عن شيء: ما بعرف!

استجوبتهُ: نفذ؟
يا حزرك وصل لأهلو؟

نفى بشـدة، وكأنه يعلم أمره! ولا يعلم انني أعلم انه كل الامر: لا شوو هاي يوصل لأهله!
منيح لو طلع من سديروت " مكان العمليـة"!
ناسي من بيواجه هنيك؟ السلطة من جهة، والاحتلال من جهة، لو نفذ من حدا وقع بالتاني!

أكدت كلامه، ليس بحق المنفذ بل بحق السلطة: فعلاً انها سلّـطة علينا!

***

عُدت إلـى البيتِ وحدي، فقد أبقيت يوسف ويمام خلفـي في باحات الاقصـى.
يمامـتي التي قد استوزرت يحيـى كاتباً وباحثـاً لمدونتها، كما استوزر علياً يوسف لدهاليزه ومغامراته التي لا أعلمُ ما هيتها، اليوم طلبتُ منها ان تبقي يوسفَ بجانبها، ان لا تسمحُ له ان يلتقي بعلي!
فصحبةِ يمام خيراً من صحبةِ علي!
يمامُ أنـقى، يمامُ أوضح!
تسيرُ بين الناسِ وتلك المدونة بين يديها، تعبرُ أمـام الابوابِ وكلاب اليهودِ تنبحُ خلفها مانعتها من تدوين جرائمهم إلـى أن تعبوا وهلكوا من اللهث خلفهـا.
يمامُ أشد جهادٍ من أبيـها.
فقد كنتُ مطارداً، شريداً، أعيشُ أيامُ الرعبِ وأيامُ الفزعِ بلا جدوى!
وأن قتلتُ جنديـاً او مستوطناً، هل انهيت الاحتلال؟
هل انهيتُ سطوته؟
بل انها افعالاً لا تجدي، ولا تغني ولا تسمن من جوع!
أ قتلُ رجلاً يقتلُ مـعه جميع المستوطنين؟
أ قتلُ جندياً يقتلُ معه جميع الجنود والضباط وموسادها؟
إنها عمليـاتٍ واهية، وجهوداً ضائعة!
أن لم تتحرك جيوشـاً وأن لم تسقط حكوماتٍ لا تقل لي جهاد.
دلفتُ باب المنزل، ووجدتُ أمـل وبنيها يسلّـون عائشـة.
وأن قلت يسلونها فأنا أعني هذه الكلمة بكل ما تحملهُ من معنى، أنهم سلوتها عن حقها الضائع بسلوة علي، أنهم فلذةٌ كبدها التي صهرها غيابُ علي.
أنهم قطعة من علـي، وأرواحٍ من روحـه!
أ عائشٌ!
هل استسلمتِ لمرادِ ابنك وبدأتي تعزين روحكِ ببنيـه.
لم يستشهد بعد، ولم يتخفَ بطوعـه أيـضاً.
أنهُ في بيته الخالي من الكل عداه، وعدا وزير من أهله ولته يمامُ له، واسترقت وزيره الذي ولاه وزارة الموت والمصير المجهول.
وما ان دخلت حتى استقبلتني أمـل وهي تخرجني لحديقة المنزل، التي جهزتها بشايٍ أحمرٍ وكعك!
جلستُ بجانبها وهي تندهُ على عائشـة: تعوئتي خالتو؟
ردّت الأخرى من داخل المنزل: هيني جايـة.
قدمت الأخيـرة بكتبٍ كثيرة، وأوراق مبعثرة، يبدو انها رأتني وذهبت تخرجهـا، استفسرت قبل ان تخبرني ماذا تريد: شو ست عايشة؟
ابتسمت وهي تقول: زوّادة!
ابتسمتُ لقولها وأنا أتذكر زوادتي منها طوال السنيـن، كتابٌ وصورة وكعك!
لم أكاد أن أخرج خارج القُدس في شبابي إلا ويداي لا تخلو من زوادتها.
كتاب غالبـاً تاريخي او ديني، وصورة بالتأكيد انها لها، وكعكة تشتريها " طازجـة" من أقربِ فرنٍ قبل رحيلي عن القدسِ وأفرانها.

تحدثت لأمل هذه المرة وهي تخبرها عن ماهية الكتب وما يوجد فيها :
هاي الكتب بدك تحافظي عليها، كتير غالين على ئلبـي، على رفّ مكتبتي وبقلبي من عام الـ 88 ، لو يضيع كتاب منهم ما بعرف شو أعمل فيك!

ابتسمت أمل لقولها وهي تؤكد حرصها الشديد: توصيش حريص.

وهذه المرة سألت الأمل: شو بدك بهالعجئة يابا؟

أومأت بأكتافها وقوّست شفاهها: ما بعرف،
بتسلى فيهم شوي، صرعت خالتي رأسـي بمكتبها وقلت تنشوف شو فيها هالمكتبة.

بل صرع رأسـك غيابُ علي المجهول وتريدين أن تلهي عنـه!
ليس وحدكِ مصروع الرأس من الريبة التي تحيط بنا، كأننا ليس بين أهلنا وقلوبنا كلها تهتفُ علي!
علي.. الذي قد وعدتُ نفسي ان لا يأتي ذكرهُ أمـام أحدٍ هذه المرة، ولكنني أجدني أسأل بتلقائيـة: امـتى اجى مبارح؟


***
دلفَ علي باب منزله وهو يكمل حديثه ويفسح لي الطريق لكي أدخل: صدقيني السلطة بأخر أيامها، مرض أبو عمّـار بيمرش بالساهل!
عارضـتهُ: بيروح أبو عمار، وبيجي وقت نترحم على أيامو،
ما يخلف الكلب الا جرو!
ابتسم لقولي: اش!
لا أحد يسمعك، صدقني الأيام الجايـة كتير أفضـل، الشباب ما عاد يثق بالحكومات الفلسطينية او الفصائل الفلسطينية ان صح التعبير!
فقدوا الثقة بعد أوسلو من عشر سنين والشباب تقاوم لوحدها، الفصائل صارت تجمع الشباب وتوظفهم بعد ما كانوا يتطوعوا بالمجان!
وقف استخدام السلاح داخل السلطة وصاروا الشباب لوحدهم سلاح وكلمة وصوت.
انا بشوف السلطة وإسرائيل اشي واحد، مستحيل حس حالي واحد من مواطني السلطة!
عارضتـهُ وهو محق بما قالهُ غير كلمته الأخيرة: وَ كيف ما نكون مواطنين للسلطة، ماهو احنا فلسطينيين.
شددّ على قوله وهو يضعُ ابريق الشاي على النّـار: فلسطينيين مواطنين بفلسطين.. مش للسلطة.
عارضتـهُ القول: وشو مالها السلطة؟
مش احسن من سطوة اليهود؟ مش احسن من انك تكعد عبد لليهودي طول عُمرك.

أحضر كأسـيّ الشاي وهو يسكبُ لنـا: يالله يا سيدي نورنيّ،
شو الفرق اللي معمـيّ عيونك بيناتهن؟

ناولني كعكة من بين الخمسين كعكة التي لا أعلم ما هو عاملاً بها : الفرق انك بحكم مُسلم.. فلسطيني – أرى ابتسامة الاستهزاء تعلوا محياه – اه اه فلسطيني غصب عني وعنك وعن الكل!

قاطع الجدالُ منهيـه: بس يابا ولا يهمكَ، كل شي ولا سلطتك مابنحكي فيها – استطرد وهو يبرر .. بل انه يصمتني! – فشـة غُـل، ولا السلطة مافي منها ، يارب تبقى فوق روسنا سُلطة!

تقدمتُ في جلستي ، هل يقصد ان تبقى متسلطة على اعمال الشغب التي يديرها؟: شو قصدك!

ابتسم: ما بدك يبقون تاج فوق روسنا؟
هيني ادعي لهمّ.

رجعتُ لمتكأي لا أريد جدالاً مع أرعن لا يفرق بين الحُب والبارودة، بين زخات الرصاصِ وزخات المطر.
لأبقـى مستمتعاً بالشـاي الذي لا يُعمل بيدين كبيرُنا الا من عقدٍ الى عقد.
***
تحدثتُ إلـيها وانا ضجرٌ من جلستي هذه: يلا بدنا نروّح ع البيت.

أشرت لي بيدها بمعنـى لحـظة وهي تُكملُ حديثها مع الواقفةُ أمامها تقدحُ نارٌ وشرار!: لحظة يوسف،
هيني جايـة.

ما بالُ رفيقتها بهذه الحّـدة، صوتها يسبب ضوضاء جماعـة وليس فردّ!
لا أعلم كيف تحمّــل يحيى هذه الأجواء طيلة الأسبوع الماضي، ماذا علي لو ذهبت مع علي وتركت يحيى يواجهُ مصيره الذي فرضاه عليه يمام وأبيّ.
بل أن أبي شرعَ قانونٌ جديد، من يتأخر توظيفهُ.. ستصبحُ رفقةُ يمام وظيفته.
لقد ازعجني صوتُ صديقتها المُزعجة، ما بالها تعامل رفقتها بهذه الحدّة، أقسمُ أنها لو تتحدث إلـيّ للطمتُ فاهها الذي يخرجُ هذا الصوت المزعج.
تقدمتُ إلـيهم وأنا أخجلُ من قدومي لثلـة فتيات، ولكن عسى ان الاختُ تحسُ "على دمها" ونمشي!

وما ان رأتني حتى وقفت مودعة صحبتها التي تقابلها كل يوم، وتقدمُ إلـي وهي تُمسك بيدها وظاهرها ممسكة بيدي، وباطنُ هذه المسكة تغلغلُ اظافرها في ذراعي: شو مالك؟
ما فيك صبر؟ ولا بدك تعلق مع البابا من جديد!
اشتئت للتلطيش سيد يوسف! " التلطيش = التهزئة".

ابتسمتُ ليس لحديثها بل لأعين صديقتها المزعجة وهي تنظرُ إلـي بلؤم لقد قطعتُ عليـها حديثها الطويل .. الطويل الذي لا أعلم متى سينتهي!: هاي هيك كل يوم ؟
بتناقش وكأنها بتحل القضية كاملة!

ضحكت يمام: تئبرني!
شو مهضومة، بدها الكل على مزاجها، مافي حكي صح بعدها ولا فيه فكرة صح الا فكرتها!

استفسرتُ وأنـا كلي شغف لمعرفة ما يحملهُ عقل ذلك الزّنانة من أفكار: وشو فكرتها بالله!

تحدثت وهي تُمسـك يدي مبعدة كتفي أن تلتصق بجندي يريد الدخول من عندِ باب الساهرة: خايفـة يعتقلني لو خبطت بكتفه؟

تكلمت بتجهم: لا خايفـة يكتلك.

سكتت.. ونسيت فكرةُ صاحبتها التي قادني الفضول لمعرفتها، ولكن ان كررت سؤالي لن أسلمُ من لسانُ يمام ولا من نظرةُ أعينها التي لا تتقنها الا الأمهات عندما يريدون معرفة ما في صدورِ أولادهم من أسرار
بالتأكيد ستظنني معجب بتلك " الحنّـانة .. الزنانة" لا تعلمُ انني أريد معرفة ما يحمله عقلها من فكرٍ ولسانها بهذا الطولِ وصوتها بهذا الجهر.
كيف ستقنعُ الناسُ بقضيتها وهي تفتقرُ أساليبُ الحوار؟
كيف ستقنع اليهودي ان يرحلُ وصوتها يحتلُ أرجاء المكان كما تحتلُ أقدام اليهودي نفس البقعة!


غُربة. غير متواجد حالياً  
قديم 10-05-22, 03:24 PM   #23

شجنّ العُذوب

? العضوٌ??? » 418154
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 832
?  نُقآطِيْ » شجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلع للفصل تكمله بسيطه ماقريتها سابقاً..
ياربي يا عليّ؛ مايصير له شيء ما ادري ليه عقلي الباطنِي يعطينِي نهايه سوداويّه له، ❤😔


شجنّ العُذوب متواجد حالياً  
قديم 10-05-22, 08:38 PM   #24

kashib_armaa

? العضوٌ??? » 455750
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 257
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » kashib_armaa has a reputation beyond reputekashib_armaa has a reputation beyond reputekashib_armaa has a reputation beyond reputekashib_armaa has a reputation beyond reputekashib_armaa has a reputation beyond reputekashib_armaa has a reputation beyond reputekashib_armaa has a reputation beyond reputekashib_armaa has a reputation beyond reputekashib_armaa has a reputation beyond reputekashib_armaa has a reputation beyond reputekashib_armaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وكالعاده فصل روعه وأسلوب يخليني أسافر لأرض الحدث وأنا في مكاني

سلمتي يا غربتنا ><


اللحين بدل ما يواجه علي قوات الإسرائيليين الظالمه بيقاسي رفض أهله كمان؟ الله يعينه على الضغط .. ما توقعت أن فيه مقاومين يواجهوا رفض أهلهم .. ظننت أن الكل مقتنع بفكرة المقاومة

وصديقة يمامه بيكون لها دور في القصه؟ أو كلام يوسف عنها كان إشاره لبعض الناس في الواقع رغم نيتهم الكويسه للدفاع عن أرضهم بس أسلوبهم ما يساعد على إيصال فكرتهم وصوتهم؟

وأنت يا شجينه تفائلي شويتين ليش متوقعه أن علي بيصير عليه شيء شين .. ترا غربه عطوفه ما ترضى تحزنا عليه ><


kashib_armaa غير متواجد حالياً  
قديم 12-05-22, 06:23 PM   #25

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

kashib_armaa likes this.

صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
قديم 16-05-22, 11:36 AM   #26

غُربة.

? العضوٌ??? » 490240
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » غُربة. is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السـابع
.
.
.
.
عارضتـهُ القول: وشو مالها السلطة؟
مش احسن من سطوة اليهود؟ مش احسن من انك تكعد عبد لليهودي طول عُمرك.

أحضر كأسـيّ الشاي وهو يسكبُ لنـا: يالله يا سيدي نورنيّ،
شو الفرق اللي معمـيّ عيونك بيناتهن؟

ناولني كعكة من بين الخمسين كعكة التي لا أعلم ما هو عاملاً بها : الفرق انك بحكم مُسلم.. فلسطيني – أرى ابتسامة الاستهزاء تعلوا محياه – اه اه فلسطيني غصب عني وعنك وعن الكل!

قاطع الجدالُ منهيـه: بس يابا ولا يهمكَ، كل شي ولا سلطتك مابنحكي فيها – استطرد وهو يبرر .. بل انه يصمتني! – فشـة غُـل، ولا السلطة مافي منها ، يارب تبقى فوق روسنا سُلطة!

تقدمتُ في جلستي ، هل يقصد ان تبقى متسلطة على المقاومة التي لا تجدي؟: شو قصدك!

ابتسم: ما بدك يبقون تاج فوق روسنا؟
هيني ادعي لهمّ.

رجعتُ لمتكأي لا أريد جدالاً مع أرعن لا يفرق بين الحُب والبارودة، بين زخات الرصاصِ وزخات المطر.
لأبقـى مستمتعاً بالشـاي الذي لا يُعمل بيدين كبيرُنا الا من عقدٍ الى عقد.
***
تحدثتُ إلـيها وانا ضجرٌ من جلستي هذه: يلا بدنا نروّح ع البيت.

أشرت لي بيدها بمعنـى لحـظة وهي تُكملُ حديثها مع الواقفةُ أمامها تقدحُ نارٌ وشرار!: لحظة يوسف،
هيني جايـة.

ما بالُ رفيقتها بهذه الحّـدة، صوتها كأنهُ ضوضاء جماعـة وليس فردّ!
لا أعلم كيف تحمّــل يحيى هذه الأجواء طيلة الأسبوع الماضي، ماذا علي لو ذهبت مع علي وتركت يحيى يواجهُ مصيره الذي فرضاه عليه يمام وأبيّ.
بل أن أبي شرعَ قانونٌ جديد، من يتأخر توظيفهُ.. ستصبحُ رفقةُ يمام وظيفته.
لقد ازعجني صوتُ صديقتها المُزعجة، ما بالها تعامل رفقتها بهذه الحدّة، أقسمُ أنها لو تتحدث إلـيّ للطمتُ فاهها الذي يخرجُ هذا الصوت المزعج.
تقدمتُ إلـيهم وأنا أخجلُ من قدومي لثلـة فتيات، ولكن عسى ان الاختُ تحسُ "على دمها" ونمشي!

وما ان رأتني حتى وقفت مودعة صحبتها التي تقابلها كل يوم، وتقدمُ إلـي وهي تُمسك بيدها وظاهرها ممسكة بيدي، وباطنُ هذه المسكة تغلغلُ اظافرها في ذراعي: شو مالك؟
ما فيك صبر؟ ولا بدك تعلق مع البابا من جديد!
اشتئت للتلطيش سيد يوسف! " التلطيش = التهزئة".

ابتسمتُ ليس لحديثها بل لأعين صديقتها المزعجة وهي تنظرُ إلـي بلؤم لقد قطعتُ عليـها حديثها الطويل .. الطويل الذي لا أعلم متى سينتهي!: هاي هيك كل يوم ؟
بتناقش وكأنها بتحل القضية كاملة!

ضحكت يمام: تئبرني!
شو مهضومة، بدها الكل على مزاجها، مافي حكي صح بعدها ولا فيه فكرة صح الا فكرتها!

استفسرتُ وأنـا كلي شغف لمعرفة ما يحملهُ عقل ذلك الزّنانة من أفكار: وشو فكرتها بالله!

تحدثت وهي تُمسـك يدي مبعدة كتفي أن تلتصق بجندي يريد الدخول من عندِ باب الساهرة: خايفـة يعتقلني لو خبطت بكتفه؟

تكلمت بتجهم: لا خايفـة يئتلك.

سكتت.. ونسيت فكرةُ صاحبتها التي قادني الفضول لمعرفتها، ولكن ان كررت سؤالي لن أسلمُ من لسانُ يمام ولا من نظرةُ أعينها التي لا تتقنها الا الأمهات عندما يريدون معرفة ما في صدورِ أولادهم من أسرار
بالتأكيد ستظنني معجب بتلك " الحنّـانة .. الزنانة" لا تعلمُ انني أريد معرفة ما يحمله عقلها من فكرٍ ولسانها بهذا الطولِ وصوتها بهذا الجهر.
كيف ستقنعُ الناسُ بقضيتها وهي تفتقرُ أساليبُ الحوار؟
كيف ستقنع اليهودي ان يرحلُ وصوتها يحتلُ أرجاء المكان كما تحتلُ أقدام اليهودي نفس البقعة!

كيف ستقنع الفتى الصغير اليهودي الذي امتعضت منهُ يمام: لك شوف!
بيدو سلاح وسكيـن ويتفتل بالشوارع متل الئرد!!!

زفرتُ الهمَ الذي تلبسَ أجدادي من قبـلي، همُّ مستوطن صغيراً يحق له حملَ السلاح ويقتلُ بلا حسيب ولا رقيب: بدهم يحمّلوا الطفل السلاح والسكين والحجارة كمان!
وكيف إذا كبر هذا الفتـى؟

هل سيكون عضو كنيست؟ أو حاخام يتبجح في الأرضِ وكأنها أرضـه: خوفك منو إذا كِبر، هلأ ما منو خوف،
كف واحد بيخليه يبوس الأيدين!

ضحكت مستهزئة وهي محقـة!: كف واحد بيخليك مؤبد،
وكفين بيخليك مؤبدين، وعد كفوفك وعدّ مؤبداتك!!

الاحتلالُ لا يحترمُ قوانين الدول كيف يسمي نفسـهُ دولة وهو يحاكمنا بطريقة مضحكة، طريقة لا يستوعبها عقلاً بشـري!
كيف يحكم الشخص 76 مؤبداً و2500 سنة كما هو حكم عبدالله البرغوثي!
ألا تكفي الألفين سنة عن هذه المؤبدات؟
ألا يكفي مؤبداً واحداً عن المؤبدات الستين؟ من اسـمهُ مؤبد !

***
فتحتُ البابَ فإذا بأولادي الاربـعة، ونور عينايّ، ومهجةُ قلبـي، وسرورَ نفسـي: أهلـين ماما،
شو مالكو تعوئتو؟ " تأخرتو".

تحدث كبيرهم الذي علمهم الغياب وعلمني القلق عليهم: هينا حينا، تخافيش!

تحدثَ الثرثار وهو يتعدا أخوه داخلاً الى حديقة المنزل: ابنك مجنون!
تخيلي ماما رايح السوق وجايب معو خمسين كعكة!
تقدمت يمام التي للتوِ دخلت مع يوسف: الله!
وليش كل هالعدد أبـوُ خالد؟

أرى الابتسامة تعلو محيا خالد "الأب" يحبُ أن ينادى ولدهُ بأسمه، يحبُ ان ينتمي إليـه علي باسمه وأسم ولده.

ابتسم أكثـر بعدما سمعَ قول علي: لأخوك البطيني! " يحب بطنه"!

اعتلت الدهشـة محيا يوسفُ وكأنهُ يقول عندما صمتَ فرعون وجدَ من يتفرعنَ عليـه: وشو مالو يوسف،
وين ما راح ما بيسلم – وكأنه لم يصدق انهُ أتـى وقته ليحكي، وذهب بجوار ابيه – بابا دخليك مابدي هالفوتة،
ما بدّي روح مرة تانية معها، لك بابا تخيل عندها رفيقـة بتشلّ أجهزة المخ والمخيخ بصوتها، الرايح والجاي بيسمعه – ودار وجهه لعلي – بدنا ناخذها للكنيست تزعجهم بصوتها بربي ليحلّـوا عن البلاد ويتركوها لحتى يريحوا راسهم من العيّ! " الازعاج أو وجع الرأس".

هذه المرة تحدثت أمـل: بيشوف ثوب الناس المشئوئ وما شاف توبو،
هيك ما خليت حدا يتنفس حتى، لُك لُك!

ضحك خالد: الحمدلله شفنا فيك يوم، لحتى تخفف حكي،
هينا نشوفك متل ما تشوفها.

تحدث هذه المرة يحيـى: ولو،
ما بسمح ولا برضـى تملطشوا اخويا هيـك – وتقدم لوسط الجلسـة يصبُ لأخيـه شايٍ – تفضل أبو يعقوب، كلو ولا يزعلوك.

ابتسم علي: اعطيه كعك بلكي يخلص! " لعل وعسـى".

ضحكاتهم متفرقـة، وابتسامةُ خالد التي بالكاد نراها، وغضبُ يوسف المُحبب، ودفاعُ يحيى المستميت.. لم أكنّ أطلب أكثر من هذا يالله.

***
الله!
حديقـةُ المنزل، أو الباحة الصغيرة التي في سور بيتنا وأمـامهُ، بأرضها الخضراء والأشجار التي قد تعبتَ أمـي في زراعتها سنينٍ طويلـة، فكانت أول نبتة زرعتها الصبّـار، فكانت تقول بدنا نصبّـر متل صبر هالصبّـارة.
وزرعت بجانبها " زرعتـي" الياسمين، أحبُ رائحـة الياسمين، وأحب بلادُ الياسمين، كلما مررتُ في هذه الياسمينة عاهدتها أنني سأبقى مدافعاً عنها حتى أحررها وأتحرر.
أمـا تلك التي بجانبها وردُ والدي، يحبُـه ويحبُ أن يراهُ يكبرُ وينمـو، يحبُ أن يسقيـه بيديه لا يحبُ أن يراهُ ذابلاً، ولا يحبُ أن تعتني بـهِ أمي دونه، فكـان ينادي والدتي " وردتي".
يرى في ذبول هذه النبتة ذبولاً لوالدتي، وحتى أن في ماضٍ عهدهم عندما تغضبُ أمـي يقولُ لـيّ: " ما بالُ الزهرَ لا يريد ماءً، عصيٍ هذا الزهرِ ليس كباقٍ اخوتهُ في الحديقـة".
ومن تلك التي لا تسمعُ هذا الغزل ولا ترضى؟
والغزلُ أيـضاً لا يفارقُ الحديقـة عندما أختارَ عُمراً " رحمةُ الله" نبتةُ يمام.
فقد أتـى بفسيلةً من الاقحوان وزرعتها يمامُ بجانب زهرُ أبـي الذي أصبح متوسط ياسميني واقحوان يمامّ.
أمـا تؤامنا، فزرعَ يوسفَ الزيتون، وزرع يحيـى العنبّ.
فكان يتغنّـى بعنبهُ كل يومٍ ويدنن لحنُ ثورتنا : " الشهدُ من عنب الخليل".
يزرعُ عنبُ الخليل ليينع وينمو في أرضِ القدس.
يظنُ انهُ بهذه الطريقة سيجمعُ الشمّـل!
***
رحل علـيٍ، ولكن هذه المرة رحيلـه مُحبب إلـيّ!
لأول مرةٍ منذُ زمن لم أراهُ ممسكٍ بيد أمل وولديه أمامـه، لأولِ مرةٍ أرى ولديـه منتشين وأحدهم يخبر الآخر أن أبوهم سيعود معهم للبيت.
وما أنـا ببعيد عن ولديك يا علي، لم تعلم حجم فرحتي، وانتشائي وارتياح قلبي وأنـا أراك خارجاً من بيتي إلـى بيتك.
قلبـي غدا قلبُ طفلاً ينتظرُ منكَ نظرةً وابتسامة.
قلبي أصبح يجاريك بما تريد حتى أراك، أحـاول أن لا أسألك عن أمرٍ يفسدُ جلستنا وترتحل!

- ياللي ماخذ عقلك بيتهنى فيه!
هكذا قالت عائشة وهي تدلف البابَ وتغلقـه خلفـها.
عائشـة.. ريحانـة القلب وأول أزهاره.
بجلابيتها الطويلة، ووجها المستنير، لا يخلوا هذا الوجـهِ من " كُحلـة" العطار التي كنت اشتريها لها منذُ زواجنا حتى هذا اليوم.
وأحمر شفـاه بالكاد يقال له " احمر شفاه" بلونه الخمري الذي يزيدها فتنـة وجمالا.
وجـهٍ بدري.. أحبـه.
عيونٍ واسـعة، وأنفٍ صغيرٍ، وشفاهٍ مكتنزة رغم تقدم العُمر، ووجهِ بدري تغارُ منه بدر البدور.
لا يُخيلُ لـي ان عائشـة كبرُت وأصبحت جدة وأمُ أولاد شارفوا على الثلاثون.
عائشـة مُدللتي، لا غيرها يسكنُ لُبّ الفؤاد ويستوطن عوج الضلوع.

رددتُ علـى فاتنتي: أهلـين عايشـة.

جلست بجانبي وكأنها تقرأ أفكاري: أتطمن هيو مع مرتو واولادو،
الله لا يغير عليهم ياربّ.

تمتمت خلفها: أميـن.

تحدثت، وكأنها تخافُ ما تقول: خالد،
ما بدياك تزعل، بس في شي لازم تعرفوا.
نظرتُ لـها وكأنني أطلب منها ان تُكمل، وفعلاً أكملت: يحيـى،
من أسبوع ولحد هلأ وهو بيسألني عن بيت يعقوبّ!

وما ان قالت يعقوب حتى وضعتُ يدي على فاهها: اششش!
اكم مرة قلت لك ما بنعرف صاحب البيت، بدك حدا يسمعنا؟
انجنيتي!

كأنها أدَكرت وعدنا بجهلنا بالبيتِ وصاحبـه: طيب، طيب.
شو بدي احكي لو؟

رجعتُ إلـى الخلف، مستنداً على السرير: شو حكيتي لو؟

رفعت اكتافها: ولا اشي!
قلت لو بيت مهجور، وما الو قصـة ولا شي، بس هو شاغلوا اصرارنا على هاد البيت، وانو ما بينفتح.

تمددتُ وأنـا أغمضُ عيناي: لا تشغلي بالك،
يومين وبينسـى!

هذه المرة تجادلّ!: لك كيف بينسـى،
هاد يحيى ما بينسى شي فات بعقلو.

أطمأنتها: لا تهكلي همّ،
لو حكى مرة تانية أنـا بحكي معو.

***
عدنا عصـراً، عُدنا وكأننا ولدنا من جديد.
الوقت الذي نقضيـه في بيت عـمّـي خالد كأنه جرعـات نتزود بها لمواجهة بعضنا البعض!
لم أصدقَ أنني أصبحت وحدي، الغرفـةُ تخلو من الجميع ما عدا الكتب التي استعرتها من خالتي.. وانا.
أريدُ أن أقرأها دفعةً واحدة، لقد اخبرتني يمامَ أن والدتها تُؤرخ أحداثها في كتبها، بمعـنى عندما يحدثُ حدثاً مهماً في بيتها، حزيناً كان أم سعيد.
فأنها تلجأ للمكتبـة، تقرأ وتدون على ما قرأت هذا الحدث.
أتيت بهذه الكتب كلها لكي أقرأ عليٍ بين الاحداث!
أفتشُ عنك يا خليلي في صفحاتٍ من مجلداتٍ قديمة احتفظت بها والدتك.
هكذا صيرتني يا علي!
ابحثُ عنك وأنت بهذا القرب، بل وأنك أقربُ من أي وقتٍ مضـى!


انتهى

Black hand and مُهْجه like this.

غُربة. غير متواجد حالياً  
قديم 13-06-22, 03:16 PM   #27

مُهْجه

? العضوٌ??? » 494119
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » مُهْجه is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير
الكاتبه لها وقت محدد بتنزيل الفصول ؟


مُهْجه غير متواجد حالياً  
قديم 02-07-22, 10:49 AM   #28

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي روايتي الثانية: قطفتُ الزيتونَ رماديـاً/ بقلـمي.





تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء




(
rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ،
رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:40 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.