آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية ****أبعد من الشمس *** (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          أحــــ ولن أنطقها ــــــبِك "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : *my faith* - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لماذا الجفاء - آن ميثر ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حواجز الصداقة -بيني جوردان(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          67 - زواج بالإكراه - فلورا كيد - ع.ج ( كتابة فريق الروايات المكتوبة/كـامله )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          شركة رش مبيدات داخل وخارج الرياض (الكاتـب : الرفاعي فرحات - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1548Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-21, 07:03 AM   #201

عروب 55

? العضوٌ??? » 345073
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 421
?  نُقآطِيْ » عروب 55 is on a distinguished road
افتراضي


سبحان الله والحمد لله والشكر لله
shezo likes this.

عروب 55 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 08:02 AM   #202

Kemojad

? العضوٌ??? » 462629
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » Kemojad is on a distinguished road
افتراضي

Thanks for the novel
shezo likes this.

Kemojad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 01:11 PM   #203

ديمو دوم

? العضوٌ??? » 359132
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 366
?  نُقآطِيْ » ديمو دوم is on a distinguished road
افتراضي

لا اله الا الله وحده لا شريك له
shezo likes this.

ديمو دوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 03:01 PM   #204

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة heba nada مشاهدة المشاركة

بين ماعت إلاهة العدل الفرعونية مغمضة العينين التي حملت على رأسها الريش كرمز للحقيقة وتيميس الرومانية ومن بعدها دايك التي حملت الميزان والسيف كانت دائمًا العدالة امرأة؛
تحمل الرحمة بين طيات العدل،
معصوبة العينين لا تُميز بين المتخاصمين، بيسراها ميزان يُرجح الحُجج وبيمناها سيف يوقع العقوبة ويحمي الحق.
تحتاج البصيرة قبل البصر فالباطل دومًا متلاعب والحق إن لم يمتلك الحُجة بات غي بيّن.




قبل البداية
اخلع نعليّ الشرف بوادي الضلال
فثوب الحق يحتاج احتيال



الفصل الأول

ما الدنيا إلا أرض؛
إما خصبة تُؤتي أُكلها طيبًا دون إقتار،
أو قفار لا يُرجى منها ثمار.
***
موسيقى مقطوعة وادي الذئاب تنطلق بصوت خافت من مشغل اسطوانات حديث بغرفة مكتب فاخر بأحد أهم بنايات وسط العاصمة، بمواجهة الداخل؛ حمل الحائط صورة لصاحبه بالحجم الطبيعي يرتدي مئزر المحاماة عن يسار مكتب تقدمت واجهته لوحة بلون العاج حُفر عليها اسم الجالس خلفه (صائب الوزير المحامي)، ارتفع رنين الهاتف الداخلي الذي فتحه المحامي الثلاثيني فأتاه صوت سكرتيرته:
ـ سويد بيه الجهيني طالب يقابل حضرتك
عقب منحها الإذن نهض لاستقبال أحد أهم عملاء مكتبه، صافحه بجدية وبيده الأخرى يدعوه للجلوس:
ـ سويد باشا نورت المكتب
حل رجل الأعمال الأربعيني زر حلته الكلاسيكية وجلس يرفع ساقًا فوق أخرى، امتدت كف صائب إليه بعلبة السيجار الرفيع خاصته فامتنع الآخر وهو يشد ظهره إلى المقعد ويرفع يسراه لترتاح بكاملها على حافة المكتب وبجانب وجهه حدث صائب باستعلاء يليق بمكانته كرئيس لأحد أكبر المجموعات الاستثمارية:
ـ عملت إيه في الإنذارات الي جت
أعاد صائب علبة السيجار إلى موضعها وجدية ملامحه الحادة وازت جدية صوته وهو يمنح مقابله الثقة:
ـ اطمن يا باشا دي إجراءات متعودين عليها
ضيق سويد حاجبيه يحاول التأكد من صدق محدثه:
ـ أفهم من كدة إنها روتين ومفيش خطوة حقيقة هتتنفذ
أومأ صائب إيجابًا يبتسم بثقة ويعيد تأكيد ما تفوه به قبلًا، أخرج سويد دفتر الشيكات الخاص به ووقع أحدهم قبل أن يضعه أمام محاميه:
ـ دي الدفعة اللي طلبتها
رفع سبابته يؤكد ويحذر في آن واحد:
ـ ومش هتاخد دفعات تانية قبل الموضوع ما يخلص
نهض صائب يتبع عزم سويد الانصراف، اصطحبه حتى باب مكتبه وهو يعيد التأكيد بثقة:
ـ هيخلص وزي ما معاليك عايز
عقد سويد زر حلته وودع محاميه بهزة رأس خفيفة، عاد صائب على صوت رسالة بأحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، فور ظهور محتواها على الشاشة قبض بكفه على الهاتف حتى ابيضت سلامياتها وقد غامت عيناه الغائرتين بالسواد، كز على أسنانه وكفه الأخرى تمتد لمشغل الاسطوانات يرفع صوت المعزوفة لأقصى درجاتها وهو يزأر بغيظ دون أن يصل صوته للخارج، عاد خلف مكتبه يصل الهاتف بالطابعة ليحصل على نسخة من الرسالة، نهض يحرك صورته العملاقة عن الحائط لتظهر خزينته السرية خلفها، أدخل رقمها السري والتقط أحد الملفات يضيف ما طبعه إليها ويعيده مرة أخرى للخزينة معيدًا الصورة لمكانها وكأن شيئًا لم يكن غير توعده بإحكام المزيد من الخيوط حولها.
***
أوشك الشتاء على طي صفحته بينما تبحث عن ربيع قلبها، أعدت المائدة التي توسطتها كعكة مغطاة بحبات الفراولة التي يعشقها زوجها جاورت الشموع وكأسين من المياه الغازية في محاولة لتدارك تباعده الذي تجهل سببه، ضبطت مشغل الاسطوانات فتسللت النغمات الهادئة عبره قُرب موعد عودته، فتح رائف باب بيته لتفاجئه هيئة زوجته بثوبها الكلاسيكي الأسود الذي احتضن جسدها بنعومة تبرز رشاقتها، لمساتها الساحرة على وجهها خطفت عينيه مع انسدال شعرها الأسود الفاحم حتى منتصف ظهرها كما يعشقه، اقترب رائف يحيط خصرها بذراعه بعدما لاحظ المائدة المعدة مسبقًا:
ـ ده في مفاجأة حلوة بقى
ابتسمت رولا بنعومة والتقطت كفه عن خصرها تقوده حتى المائدة:
ـ شيفاك مضايق من فترة
أطاعها رائف عندما أجلسته وخلعت عنه سترته، دب الأمل بنفسه ولم يخلُ من الدهشة فعلى مدار أربعة أشهر هم عمر زواجهما لم تبادر زوجته بهكذا فعل، جاورته رولا تُقطع قالب الكعك وتضع قطعة أمامه وأخرى بصحنها، لاك رائف قطعة ببطء وعيناه تمر على تفاصيل زوجته التي انشغلت بقطعة الكعك خاصتها، مد كفه يزيح خصلة من شعرها الحريري ليظهر جانب وجهها بالكامل بينما رولا ثبتت نظرها على الصحن في محاولة للسيطرة على توترها، احتضن رائف يمناها فأسقطت الشوكة، سحبها برفق ونهض لتنهض معه ويدعوها:
ـ نرقص سلو؟
أومأت إيجابًا بخجل وأراحت يسراها فوق كتفه بينما يمناها استقرت بأحضان يسراه، يمناه تسبح خلف ظهرها برقة وهو يتمايل بها على نغمات الموسيقى، امتدت ذراعه تقرب جسدها إليه في احتضان دافئ هربت على أثره الدماء من عروقها فتحول جسدها إلى قطعة جليد، همس رائف جوار أذنها بسؤال يتحرق شوقًا لإجابته:
ـ بتحبيني؟
كان جوابها إيماءة خجول ولم يكن بحاجة لأكثر من ذلك، التقط شفتيها في قبلة رقيقة يبثها شوقه امتدت ليروي جوعه إليها قبل أن يبتعد على أثر صوت اصطكاك فكيها ليرى شحوب الموتى على وجهها، ضاق ذرعًا برفضها وسألها محاولًا كبح غضبه:
ـ ليه؟
نظرات غضبها ولومها وازت قلة حيلته في فهم مراد زوجته، وجوابها كان دفع صدره بكلتا كفيها فحررها من احتضانه بملل فليست الأولى التي يواجه رد فعلها غير المفهوم وربما لن تكون الأخيرة طالما تُصر على الكتمان قبل أن تنتزع نفسها من أمامه فارة إلى غرفتها التي أحكمت إغلاق بابها متجاهلة طرقاته ونداءه باسمها دون جدوى.
***
عبر المتوسط كان اختلال الميزان هو العنوان، حسابات المنطق بلا جدوى بينما يعلو صوت المنفعة، ببيتها أوروبي الطراز كانت سيليا تشارك ستيف رقصة السالسا، الحفل الصاخب في أوجه والحضور بين راقص ولاهٍ، دخل ماهر بيته فتوقف للحظات، وقع بصره على من بالحفل، أحدهم يتوسد الأريكة بينما صديقته ترتاح على ساقيه مغيبان بقبلتهما عن الحضور، زوجته تبتعد عن صديقها بُعد ذراعيهما ثم تدور حول نفسها لتستقر بأحضان الآخر وتواصل الرقص رغم ملاحظتها لوجوده، توقف يتابع عن بعد حتى انتهت رقصتهما بقبلة طبعها ستيف على فم زوجته التي تركت صديقها وسارت نحو ماهر الثابت لدى الباب تجذب كفه نحو الجمع تدعوه لمشاركتهم الحفل، نفض ماهر كفه يسحبها بغضب وأكمل طريقه حتى غرفة نومه بالطابق العلوي متجاهلًا الجميع، دلف يبدل ملابسه وصخب الحفل يصله، دقائق وكانت سيليا خلفه غاضبة:
ـ إزاي تعدي من غير ما تسلم على أصحابي؟
التفت ماهر يعقد حاجبيه بضيق، رغم تجاهله لكل أفعالها لا زالت بقايا شرقيته تجلده:
ـ مش طلبت منك تكون الحفلات دي بعيد عن البيت
خطت سيليا نحوه بغنج تعبث بخصلاتها الشقراء، مدت سبابتها تتحسس وجنته وتمرر قانونها:
ـ بيبي إنت عارف إن ما ينفعش أسهر في مكان عام علشان مركز داد
زفر ماهر بضيق ولم يجب بينما التفتت سيليا ببطء تدق كعب حذاءها المرتفع بالأرض عائدة حيث ضيوفها، التفتت برأسها قبل الخروج تعيد الأمر لنصابه كما أرادت:
ـ المرة الجاية على الأقل رحب بيهم قبل ما تطلع
أغلقت الباب دون انتظار رد تاركة ماهر يجتر مرارة سلسلة تنازلاته التي بدأت في أولى لياليهما معا يعود بذاكرته حين خطى أولى خطوات السقوط.
كان الحلم قد اقترب من الاكتمال، درجات المجد باتت أسفل قدميه وما بقي سوى ارتقائها بخطوات ثابتة، دعس الماضي وطوى صفحاته القديمة بمصر مع ارتفاع عجلات طائرته عن مدرج مطارها واليوم يخطو من جديد نحو مجده الخاص، عروسه الحسناء بين يديه بعد انتهاء حفل زفافهما النهاري بحديقة السفارة المصرية بسويسرا ورحلتهما حتى استقرا بين أحضان الجبل بأحد فنادق بوسيتانو الإيطالية، يتطلع لتلك اللحظة منذ نسج خيوطه حولها حتى أسقطها طريحة عشقه، اقترب منها بعدما استبدلت زي السفر الرياضي بغلالة حريرية بلون النبيذ تناقض بياض بشرتها، مسح برفق على أحد ذراعيها وتقابلت الشفاه ولم تكن الأولى، انحنى بها للفراش وبهدوء مبتدئ سطر أولى خطواته نحوها قابله استجابتها الخبيرة، كذّب حدثه وأكمل يبحث عن طهر مفقود، انتفض كالمصعوق يقطع خيط اتصالهما بما بلغه للتو، ابتلع لعابه بتوتر صاحب ارتعاش صوته وعينان جاحظتان:
ـ you aren’t virgin
رفعت سيليا جسدها على مرفقيها تواجهه بلامبالاة:
ـ so what?
تراجع ماهر للخلف وبراكين الغضب تتراقص أمام عينيه، كان يعلم طبيعة حياتها المنفتحة لكنه لم يكن يتخيل أن يصل بها الأمر لخداعه، نهضت سيليا ترتدي مئزر غلالتها وخطت بدلال نحو زوجها المصدوم، سارت بسبابتها على صدره العاري بخطوط متعرجة تلقنه ببطء:
ـ ما تبقاش شرقي متخلف ماريو
عقد ماهر حاجبيه بغضب يكرر منتصف جملتها باستنكار، تركته سيليا متجهة صوب بار الغرفة تصب بعض النبيذ بأحد الكؤوس وترتشف القليل قبل أن تستدير لتعود بمواجهة المستنكر تسطر بصوتها الهادئ الحاسم أولى قوانين حياتهما:
ـ بلاش نمثل على بعض
تقدم ماهر الخطوات التي ابتعدتها يمسك بعضديها يود لو يستطيع إخراج الشرقي الحقيقي من داخله الذي لو خرج ما كانت لتبقى حية أمامه الآن:
ـ نمثل! إنتِ مش عارفة عاملة إيه؟
دارت سيليا بجذعها نصف دورة لتضع كأس النبيذ على البار خلفها ومدت كفيها تخلص عضديها من قبضته بثبات، ترفع عينيها لتواجه عينيه دون رفة جفن:
ـ إنت اتجوزتني علشان عايز داد يساعدك
عقدت ذراعيها أمام صدرها تكمل:
ـ وأنا كنت مضطرة أتجوزك علشان داد مصمم أتجوز مصري
عادت تلتقط كأس النبيذ ترتشف منه القليل وتكمل:
ـ it’s fair enough
قربت كأس النبيذ من شفتي المصدوم أمامها تحثه على مشاركتها الشراب، أعرض ماهر مبتعدًا يوليها ظهره لتدور حوله تواجهه مرة أخرى تتلاعب بكأس النبيذ، اقتربت ترفع جسدها على أطراف أصابعها فلفحته رائحة عطرها المثير عندما همست بإغواء جوار أذنه:
ـ i save a special thing for you
ضيق حاجبيه بعدم فهم وتابع سيرها المغناج نحو الفراش قبل أن تكمل وهي جالسة ترفع ساقًا فوق أخرى فينفتح مئزر غلالتها أكثر من اللازم:
ـonly you can have me by all ways
أنهت كلمتها واستلقت على الفراش بوضع معكوس، برقت عينا ماهر عندما فهم ما ترمي إليه فانقلبت صدمته إلى اشمئزاز من تلك التي ظن أنه نسج شباكه حولها فإذا بها أنثى عنكبوت تُحكم خيوطها حوله:
ـ إنتِ مقرفة
التفتت سيليا تستند برأسها إلى كفها وتواجهه ببرود تتابع انفعالات صدمته واشمئزازه تاركًا الغرفة بالكامل بعد أن ضربت كلمتها مسامعه:
ـ شرقي متخلف
قضى الليل يتسكع بطرقات المدينة الإيطالية شرقيته تستغيثه الهرب وطموحه يتوسله التخطي حتى عاد لزوجته وقد أعياه التفكير رفع رأسه المنكس يواجهها بمرارة ويسن قانونه تلك المرة:
ـ من النهاردة هعتبر إننا مجرد شركا بمشروع لحد ما نتفق على نهايته
ضيقت سيليا حاجبيها بعدم فهم لمقصده فأوضح فحوى الاتفاق؛ سيكفل لها الشكل الاجتماعي الذي طلبه والدها على أن تكفل له مساعدة الأخير الغير مشروطة وبالمقابل سيعتبر كل منهما الآخر مجرد شريك ولن يطلبها كزوجة، نهضت سيليا تصفق ببطء لما توصل له صبت كأسين من النبيذ تمنح أحدهما لماهر فلم يتناوله، تجاهلت رفضه وقرعت الكأسين معًا معلنة موافقتها:
-deal

عاد ماهر لواقعه يلقي بجسده إلى الفراش يغطي وجهه بكلتا كفيه ودرجات سقوطه على مدار عام كامل تمر أمام عينيه، أنثى العنكبوت لوحت له بمستقبل رسم معالمه ولن يحيد يومًا عنه فنسجت خيوطها المحكمة حوله تمنعه الفرار، وسلم المجد وازاه آخر للسقوط خطوة صعودًا ثمنها مثلها هبوطًا ولا عزاء لكرامة رجل شرقي.
***
على مر الأيام تخفت الأحلام وتتجلى حقائق الحياة، تُستبدل الأمنيات ويبقى الرجاء بإحراز بعضها، تتمسك بالمتاح طمعًا بالأفضل، عادت لمنزلها بعد يوم عمل طويل بدأ بدوامها بالمستشفى الحكومي الذي تعمل به وانتهى بنصف دوام بعيادتها الخاصة، بدلت ملابسها بأخرى بيتية وأشعلت الموقد تكمل طهي طعام الغداء المعد مسبقًا، كانت الشمس قد أوشكت على المغيب فخرجت إلى شرفة بيتها تروي شجيرة الياسمين التي لم تنه ثباتها الشتوي بعد، ابتسمت لزهور الوينكا المبهجة وعادت سريعًا تكمل إعداد الطعام، دلف صائب فوضع حقيبة أوراقه جوار الباب قبل اقترابه من الواقفة بالمطبخ، احتضن خصرها من الخلف وانحنى يلغي فارق الطول بينهما ويستند بذقنه إلى كتفها فلفحتها رائحة عطره الرجالي المختلط برائحة التبغ، تابع تقطيعها لحبات الطماطم، طبع قبلة رقيقة فوق كتفها ثم أدارها بين ذراعيه لتواجهه واقترب حد اختلاط الأنفاس في محاولة لالتقاط شفتيها في قبلة انحنت غنى بجذعها للخلف تبتعد الإنشات التي اقتربها صائب في رد فعل عكسي معبرة عن ضيقها بوضوح:
ـ إنت شارب سجاير؟
زفر صائب يكز على أسنانه فبرزت عظام وجهه المربع، اقترب فلفحتها أنفاسه مرة أخرى يهمس بفحيح جوار أذنها:
ـ هو اللي كان عندك النهارده ما بيشربش سجاير
نفضت غنى ذراعيه التي تحاصرانها بين جسده ورخام المطبخ وابتعدت بغضب:
ـ قلت لك ما بحبش الطريقة دي
تركت المطبخ وخرجت تضع أحد الصحون على الطاولة، عادت لتجده كعادته قد التقط هاتفها الجوال يبحث بين الصور والمحادثات على ضالته التي لن يحصل عليها، تجاهلته وأكملت طريقها تكمل إعداد المائدة وجلست تتناول طعامها دون كلمة غير مبالية بمراقبة صائب الذي انضم لها، أنهت طعامها دون شهية ونهضت فأوقفها باحتضان كفه لكفها ونظرة معتذرة لم تشفع له، خلّصت غنى كفها من احتضان كفه ودلفت حجرة النوم ليتبعها، جذب ذراعها يوقفها والتف يواجهها بلوم:
ـ في واحدة تزعل لما جوزها يغير عليها؟
رفعت غنى عينيها تواجهه وقد ضاقت ذرعًا بغيرته التي تنامت منذ زواجهما حتى باتت تطوقها حد اختناق الأنفاس:
ـ الغيرة ليها حدود
أحاط وجهها بكفيه يأسر عينيها يبثها عشقه:
ـ مفيش حدود مع الحب
ثم اقترب يطوق خصرها بذراعه وبالأخرى ضم رأسها لصدره فلفحتها رائحته مرة أخرى، زفرت غنى بضيق من خيانته عهده معها:
ـ إنت وعدتني تبطل سجاير
أبعد رأسها عن صدره قليلًا يواجه عينيها ويسبح في بنيتهما المحببة يدافع عن نفسه أمامها ويتمسك بقربها:
ـ وبطلت فعلًا؛ ده سيجارلو
بادلته بنظرة عتاب وازت لوم صوتها الهادئ:
ـ إنت عارف إني مش بحب ريحة السجاير
أومأ صائب إيجابًا بتفهم وطبع قبلة فوق جبينها قبل أن يتوجه إلى دورة المياه الملحقة بالغرفة، دقائق وكان يخرج يحيط خصره بمنشفة ويجفف شعره بأخرى، عندما لاحظ غنى الجالسة فوق الفراش تغلق حاسبها المحمول وتنحيه جانبًا، جاورها يكبح رغبته في التلصص على الحاسب وسألها مدعيًا الاهتمام:
ـ بتعملي إيه؟
استلقت غنى على الفراش وهي تجيبه بآلية:
ـ بكمل الرسالة
اقترب صائب يستند برأسه إلى ذراعه فيشرف عليها من علو بينما ذراعه الأخرى تحيط خصرها:
ـ ولزومها إيه ما العيادة شغالة كويس
هزت غنى رأسها نفيًا بعدم رضا وقد ملت من تكرار إجابتها:
ـ قلت لك ده هيحسن شغلي
تجاهل صائب المناقشة وهو يلتقط شفتيها في قبلة شغوفة يبثها عشقه ويعلن لنفسه ملكيتها الأبدية.
***
الحياة فرص وأحمق من يضيعها، وكل شاردة سينتهزها للخروج من بوتقة حاضره الخانقة، بورشة النجارة التي يعمل بها كان يتصبب عرقًا وهو يشق الخشب بمنشاره، وصوت المطارق فوق المسامير ينسج مقطوعة عنوانها الشقاء، هو المحروم طفلًا، الذليل فتى والشقي شابًا يافعًا، أنهى تعليمه المتوسط بمعجزة وبدأ رحلته الخاصة في طريق الخروج من شرنقة أب لم يحمل من معنى الكلمة سوى نطفته التي زرعها في رحم أمه الخاضعة على الدوام، يقضي أكثر من نصف النهار بالورشة التي تدر عليه جنيهات بسيطة لا تُرضي توقه للحياة وأثناء انكفائه حطت كف صديقه على ظهره فاستقام يسند منشاره بيده اليسرى ويصافحه باليمنى متناولًا لفافة دسها سريعًا بملابسه قبل أن يلاحظه أحد وعاد ينحني يُكمل عمله تزامنًا مع انصراف صديقة، أنهى دوامه لليوم وذهب إلى صاحب الورشة لتحصيل يوميته الزهيدة، طالعه المعلم سرحان بعدم رضا وهو ينفث دخان نرجيلته:
ـ شغلك مش عاجبني يا هيثم وما بتجيش كل يوم
حك هيثم مؤخرة رأسه محاولًا تملق ذلك المنتفخ معتذرًا:
ـ اعذرني يا معلم كنت تعبان امبارح
نحى المعلم نرجيلته جانبُا وهو ينحني يفتح درج مكتبه يخرج رِزمة من الأوراق النقدية يحصي منها بضع جنيهات هم يومية الواقف أمامه ملقيًا إياهم فوق سطح المكتب بإهمال تبعه بصوته الجهوري الذي وصل لكل من بالورشة:
ـ يوميتك أهي ولو ملتزمتش مش عايز أشوف وشك تاني
التقط هيثم النقود كابحًا غضبه يومئ إيجابًا دون رد والتفت مغادرًا قبل أن يطيع نفسه ويوسع العجوز ضربًا وليكن ما يكون، كان الليل قد أسدل ستاره فترك هيثم الحي الشعبي الذي يقيم ويعمل به نحو سكن شقيقته التي نأت رغمًا عنها بعيدًا عن أسرتهما السامة، بعد نصف الساعة كان يطرق باب بيتها ويلقي بنفسه بين ذراعيها ينهل من حنان أم بديلة بنكهة أخت كبرى، أفسحت هند الطريق لشقيقها الذي دلف يحمل الصغيرة التي أتته حبوًا ويطبع قبلة فوق خصلاتها البنية المتناثرة بعشوائية، جلس بصالة البيت فأتاه ضياء راكضًا ليطبع قبلة على جبينه هو الآخر ويبعثر خصلاته الغزيرة فتنطلق ضحكات الصغير المرحة، أنزل ضيّ أرضًا بين ألعابها وتناول صينية الحلوى من يدي شقيقته يتذوق بنهم:
ـ أستاذة في البسبوسة
ربتت هند على كتفه مبتسمة بحنان فرغم كل عيوب شقيقها لا زالت تراه ذلك الصبي التائه ضحية جاني حقيقي بلقب أب ولكن كم من جرم لا يعاقب عليه قانون الدنيا وهو ذنب عظيم بقانون السماء:
ـ هلف لك طبق تاخده معاك
قالت جملتها وتبعتها بالتنفيذ دلفت إلى المطبخ دقائق وخرجت حاملة الصحن المغطى، توقفت قليلًا لترى شقيقها كعادته يعبث بحافظة نقودها التي تركتها جوار باب البيت تحسبًا لأي طارئ، وضعت الصحن جانبًا واقتربت تمد كفها وتنزع الحافظة من بين يدي هيثم المرتبك أمام صرامتها:
ـ اللي كان ينفع زمان ما بقاش ينفع دلوقت
لوى هيثم شفتيه سخرية من شقيقته، يبدو أن تغير زوجها تبعه تغير بمعاملتها له التي لم تعد ترضيه كما السابق:
ـ من امتى؟
وضعت هند الحافظة بأحد الأدراج محاوِلة الحفاظ على هدوء أعصابها، تعلم أنها غضت الطرف كثيرًا عن تصرفاته وربما كان ذلك خطأً آن أوان تصحيحه:
ـ من زمان بس إنت مش واخد بالك
زفرت بضيق محافظة على لين كلامها تشرح له بهدوء:
ـ أنا مش بشتغل ودي فلوس راجل تعبان فيها
جلجلت ضحكة هيثم الساخرة بأرجاء البيت وهو يصفق بكفيه وكأن شقيقته قدمت عرضًا مسرحيًا للتو:
ـ هي فلوس حسام كانت حلال وفلوس محمود حرام؟
التفتت هند توليه ظهرها تعلم خطأها وأنها خانت الأمانة يومًا ومنحت لنفسها العذر بتبادل منفعة من زواج كانت تُقتل روحها به يومًا بعد يوم لكنها لن تعيدها، همست بيأس تضع الأمور بنصابها معترفة بذنب قديم:
ـ فلوس حسام كمان كانت حرام
التفتت تواجهه تتمسك بكفه آملة أن تستطيع بحنانها عليه إنقاذه:
ـ وقتها إنت كنت صغير وعارفة إنك محروم، ما كنتش بفكر غير إني أساعدك
أمسكت بكفه الأخرى ترفع كفيه أمام وجهه:
ـ لكن دلوقت كبرت وفي إيدك صنعة تقدر تكسبك بالحلال
نفخ هيثم بضيق دون رد فطريق الحلال الذي تتمسك به شقيقته محفوف بالشقاء دون أن يروي جوعه للمال، هز رأسه دون معنى فمهما باح لن تفهم شقيقته التي هربت باكرًا بزواجها من ضنك العيش مع أسرته، صافحها مودعًا وخرج باحثًا عن فرصة جديدة يغتنمها.
***
بين رواسب الماضي التي لازالت تبسط سطوتها على روحه ورياح الحاضر التي تتقاذفه يمينًا ويسارًا لا زال قلبه يبحث عن سكينته المفقودة، زوجة سابقة لم تستطع النفاذ عبر جلده وأخرى أخرجت ما لم يعلم بوجوده يومًا وكان قربها مستحيلًا ووسط كل ذلك كانت هي حاضرة بقوة، فشل في وضع مسمى لعلاقتهما ولم يهتم كثيرًا فعلى مدار العام السابق نمت شراكة العمل بين مجموعة الجهيني الاستثمارية والمؤسسة العالمية التي تمتلكها عائلته وكبرت على التوازي صداقة من نوع خاص غلفتها القواسم المشتركة فتلك الأربعينة التي تصغره فقط بأربعة أعوام أصبحت خلال فترة وجيزة جزءًا أساسيًا من يومه، كان ينتظرها كما اعتادا مؤخرًا لتناول الغداء بأحد المطاعم الآسيوية، أقبلت قوت بحلة كلاسيكية سوداء احتضن السروال ساقيها فأبرز استدارة ردفيها الممتلئين باعتدال، سترتها القصيرة التي تركتها مفتوحة ظهر أسفلها قميص من الساتان باللون الأصفر توحد مع لون الحقيبة وحذاءها ذو الكعب المرتفع الذي جعلها توازي مرافقها طولًا، جلست قوت عقب مصافحة حسام الذي طلب الطعام مسبقًا بعدما أصبح خبيرًا بأصناف السوشي التي تفضلها، دقائق وكان الطعام حاضرًا وسط مناقشات العمل الودية:
ـ سويد عايز يدخلكم شركا في الكومباوند الجديد
أومأ حسام إيجابًا وهو يغمس قطعة الجمبري الملفوف بالطحالب البحرية بالصوص الحار ويجيبها ببسمة ودية:
ـ عرفت وغالبًا هنمضي معاكم
ابتسمت قوت بارتياح فهي أكثر من يعلم موقف مجموعتهم المالي المتأزم منذ فترة وحولت دفة الحديث:
ـ مباني مصنع العاشر خلاص خلصت وجه دوركم
لاك حسام الطعام ببطء:
ـ المكن في الجمارك كام يوم ويخرج والأثاث المكتبي في المخزن
التقط محرمة ورقية فمسح كفيه وأكمل:
ـ خلي مدير المشروع يحدد معاد التوريد مع السكرتارية
استندت قوت بظهرها للمقعد بارتياح فمنذ لقائها به مصادفة قبل عام وعودة علاقتهما التي انقطعت عقب تخرجه من الجامعة كانت مؤسستهم بمثابة قبلة الحياة لمجموعتها التي تعاني، كأن القدر ألقاه بطريقها في الوقت المناسب تمامًا ليعيد الأمور إلى نصابها بعد أن أوشكت على الانهيار، شرد حسام بلون العشب بعينيها الذي يعلم أنهما عدسات لاصقة تتغير تبعًا للون الزي وهمس متسائلًا:
ـ هتقضي باقي اليوم إزاي
التقطت قوت حقيبتها تخرج مفتاح سيارتها استعدادًا للمغادرة:
ـ في البيت اليوم النهاردة كان صعب، وإنت؟
رفع حسام ذراعه يطلب النادل وأجابها:
ـ هرجع الشركة
نهضت قوت تودعه ووعدها بمهاتفة مساء، استقلت سيارتها حتى فيلا عائلتها بأحد التجمعات السكنية بالقاهرة الجديدة، صفت السيارة وترجلت وكان بانتظارها مفاجأة؛ لدى الباب تنتظر عربات الشرطة وفور ظهورها كان أحد الضباط يتقدم منها وصوته يصم آذانها بما لم تتوقعه:
ـ مدام قوت الجهيني معانا أمر من النائب العام بالقبض عليك
زامن جملته أحد العساكر يضع الأصفاد بمعصميها ودون أدنى فرصة للرد كان يقتادها نحو المجهول.
نهاية الفصل













مرحبا عزيزتي..
لو تعلمين كم أعاني في إيجاد رواية جميلة ترضي ذوقي الذي اصبح صعب الإرضاء لدرجة مزعجة، كلما توغلت أكثر في عالم القراءة.
منذ الكلمة الأولى أثرتي جميع حواسي بطريقة سحرية، جعلتني أنجذب دون إرادتي لسبر أغوار هذه الرواية الحلوة.
كلماتك عذبة جدا تنساب بسلاسة على الروح و كأنها معزوفة موسيقية تأسر القلوب، و الأحداث تتراقص فوق خشبتها بمنتهى الإنسجام، شخصيات مركبة تثير فضولك لمعرفة المزيد عنها، لدرس طريقة تفكيرهم و معرفة موقفك منهم.
لا أزال في أول المشوار مع هذه الرواية لكن لن يطول الوقت إلا و قد لحقت بكم.
سلمت يداك على هذا العمل الرائع و موفقة بإذن الله

shezo and heba nada like this.

نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 12:01 AM   #205

مملكة الشرق

? العضوٌ??? » 423710
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » مملكة الشرق is on a distinguished road
افتراضي


shezo and heba nada like this.

مملكة الشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 12:23 AM   #206

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة heba nada مشاهدة المشاركة
الفصل الثالث

الشك سم القلب والحيرة خنجره
العقل ترياقٌ والحب داعمه


***
السقوط خطوة بأول طريق الزلل فلا عجب من الانحدار إلى الدرك الأسفل.
تجمد على مقعده إثر صدمته؛ طالع خطواتها المغناج خروجًا من غرفة مكتبه يمرر جملتها على عقله مرة أخرى ويتجرع صدمته ببطء، عند تمام الاستيعاب كان ينتفض عن مقعده يقطع المسافة التي ابتعدتها بلمحة بصر، جذب ساعدها فاستدارت تواجهه، ضيقت حاجبيها دهشة وهزة رأس لا مبالية أسقطت المتبقي من تعقل لديه، ترك ساعدها يلوح في الهواء:
ـ ممكن أفهم ده حصل إزاي؟
تخصرت سيليا تضرب الأرض بمقدمة حذاءها وتعبث بخصلاتها المموجة بكفها الأخرى مجيبة ببرود:
ـ mistakes happened
كز ماهر على أسنانه غيظًا؛ زوجته الغير مصون تتبجح بعلاقاتها بل وتتذرع بخطأ وارد أدى للحمل لكن ما الجديد؛ ألم يغُض الطرف عن حياتها قبله وتجاهل أفعالها وهي تحمل اسمه، اتّبع سياستها التي تنتهجها مستدعيًا لا مبالاة تعلمها منها:
ـ وأمضي أنا ليه ما إنتِ عارفة إنه مش أبني؟
وأفعاه كانت تتوقع جوابه، اقتربت ببطء تستند بساعدها إلى كتفه وكفها الأخرى تعبث بأزرار قميصه تهمس جوار أذنه تبثه سمها ببطء واستمتاع:
ـ كان ممكن أخلي ستيف يمضي بس منظرك في الخارجية هيبقى وحش يا بيبي
والفريسة مهما كان ذكاؤها لن تكون بمهارة الصياد، انثى العنكبوت عرفت نقطة ضعف فريستها وأحكمت حولها الفخ، التفتت سيليا تغادر بخطواتها الواثقة، عند أول الدرج المؤدي للدور العلوي، دارت برأسها تستند بكفها إلى حاجز الدرج وتلقي إليه بالقرار الذي لا يملك خيار رفضه:
ـ فضي نفسك بكره هنروح بدري
أكملت طريقها لغرفتها تاركة ماهر خلفها وقد فقد رفاهية الاختيار، دخل إلى بيت العنكبوت طواعية ولف خيوطه حول عنقه بإرادته ظنًا منه بإمكانية الفرار وقت ما أراد وكان واهم، انثى العنكبوت امتصت رجولته ولا زالت تتغذى على دهس كرامته.
في الصباح كان يصحبها إلى المشفى يوقّع بصفته الأب أوراق الموافقة على إجهاض جنين ليس من صلبه ويغادر عازمًا على قبض الثمن فإن لم يستطع الفرار فعليه أن يحقق أقصى مكسب ممكن من مصيدته.
***
الضعف عدو فر منه لسنوات وما انتصر، قاوم انهزامه بنزال لم يخضه ومضت سنوات عمره تتخبطه رياح الحياة حتى منحته نسمة صيفية اعتادها وبلحظة سُلبت منه.
فشل في الوصول إليها ليلًا كما اعتاد كل يوم، في الصباح حاول مجددًا لكن خبر إلقاء القبض عليها كان كافيًا لسلب راحته، قرار النائب العام الذي انتشر بين أوساط رجال الأعمال وسفر شقيقها الذي فشل حسام بالوصول إليه هو الآخر كانا كافيان لدفعه للتحرك، كلف محاميه الخاص بجمع المعلومات وبعلاقاته استطاع رؤيتها، بمكتب مأمور القسم كان بانتظارها يقف بمواجهة الباب الذي دلفت منه؛ حل العسكري الأصفاد عن معصمها وتركها بمواجهته، عيناها اللتين تبين لونهما الحقيقي للمرة الأولى منذ لقائهما أوصلتا انكسارها الذي كرهه، عرفها قوية شامخة وذكية فكيف وصلت لذلك، ترجم قلقه عليها بسؤاله:
ـ مش عارف أقولك عاملة إيه؟
رفعت قوت نظراتها المنكسرة وبالكاد أجابته بصوت خافت:
ـ زي ما أنت شايف
تقدم حسام خطوتين يحتويها بنظراته، حاول إخفاء شفقته خلف قناع جموده الذي يتقنه وهو يسأل بصوت محايد:
ـ إيه اللي حصل؟
رفعت قوت ذراعيها الفارغتين في الهواء تجيبه بقلة حيلة:
ـ معرفش
تأمل ضياعها البادي للعيان بقلب عايش مثله لسنوات، خصلاتها التي كانت مرتبة على الدوام باتت مشعثة، حلتها الرسمية التي قابلته بها آخر مرة قبل إلقاء القبض عليها تجعدت، والأقسى نظراتها التي تحولت من البهجة إلى التعاسة، ذكر الحقيقة التي يعلمها الجميع رغبة في الوصول لكل ما تعرفه ربما أضافت إلى ما توصل إليه:
ـ إنت اللي ماضية على القرض
تنهدت قوت بألم، عيناها تسبح في المجهول وهي تتذكر إجراءات القرض التي قامت بها كاملة نيابة عن شقيقها بصفتها نائبه:
ـ وقتها سويد كان مسافر وأي حد فينا بيمضي حتى حسابات الشركة إحنا الاتنين بنتعامل عليها
التيه المتسربل من بين حروفها ضاعف شفقته عليها وهو ينقل لها الخبر عن شقيقها:
ـ سويد سافر
نصف بسمة ساخرة ارتسمت على شفتيها وهي تصحح كلمته:
ـ قصدَك هرب
عادت إليه بعينين خاويتين وهي تكمل:
ـ بعد ما فضى حسابات الشركة
صوتها الذي يقطُر صدقًا أكد له حدثه بكونها جاهلة بما حولها سقطت ضحية للعبة حقيرة يعلم كيفية إدارتها، كانت معلومة تضاف لما جمعه سيكلف محاميه بالبحث خلفها، سألها بخوف صادق:
ـ إنت واثقة في المحامي بتاعك؟
هزت رأسها نفيًا تغمض عينيها بأسى فبعد ثقتها العمياء بشقيقها وخيانته لها بات الجميع خائن محتمل:
ـ ما بقيتش أثق في حد
دلف الجندي يعيد الأصفاد إلى معصمها معلنًا نهاية الوقت الممنوح لهما، تابع حسام انكسارها بينما الجندي يقودها مُطأطأة الرأس، قلبه ينشطر نصفين، نصف يود لو طال شقيقها فوضعه بدلا عنها وآخر يود لو يمنحها بعض السكينة، رفع صوته يطمئنها:
ـ متخافيش
وجوابها كان التفاتة منحته خلالها نظرة بثت بها حزنها، خوفها، خذلانها وانكسارها قبل أن تغيب عن عينيه بين طرقات المبنى، والآخر أقسم ألا يستمر هكذا وضع.
***
الحيرة أخطبوطية تمتد أذرعها تحيط الروح، تعتصرها وتبث سموم الشك مفسدة أفكار العقل.
وحيرته بلغت مداها فشل في الوصول إلى موطن الخطأ، زوجته ترفض قربه بينما تؤكد حبها، تدرك معنى الزواج الحقيقي وترفضه في آن واحد، رفضت اللجوء لطبيبة نفسية وهو أعيته حيل التقرب منها، بعد طول تفكير لم يجد سوى استشارة صديق له، يود الحديث إلى شخص آخر ربما استجلى ما غفل عنه رغم كرهه إخراج سر بيته لكن ما بيده حيلة وقد قارب اقترانه بها الخمسة أشهر دون زواج فعلي، باح بكل ما يؤرقه؛ محاولاته وبعدها، حديثهما ورفضها لكل حل وصديقه يستمع بدهشة حملها سؤاله المستنكر:
ـ عايز تفهمني إن بقالك 5 شهور متجوز وملمستهاش
زفر رائف بضيق يلوم صديقه على استنكاره والآخر تمالك ضحكته وحاول إيجاد أي منطق فيما يقصه رائف:
ـ بس البنت دي عارفة هي بتعمل إيه
ضيق رائف حاجبيه بعدم فهم ليوضح شهاب وجهة نظره:
ـ دي مش البنت الخام اللي اتخضت من الجواز، الخضة ليها حدود وبشوية دلع بتروح
هز رائف رأسه موافقًا فهروبها ليس بخجل طبيعي يستطيع السيطرة عليه، أكمل شهاب تفنيد الأسباب المنطقية:
ـ ولو كانت ضحية اغتصاب ولا تحرش كانت وافقت تروح للدكتورة وقدّرت إنك متفاهم وهتساعدها
رغم منطقية طرحه لكنه ينفي الاحتمال الأقرب للتصديق الذي كان يعتقده رائف بينما شهاب يواصل طرح أفكاره بصوت مرتفع:
ـ البنت دي قاصدة تمنعك عنها أكيد عاملة مصيبة خايفة تتكشف
ظهر الضيق على وجه رائف، هل يعقل أن تكون خدعته ببراءتها طوال مدة معرفته بها وحتى بعد زواجهما بينما الآخر مستمر ببث سموم أفكاره للحائر أمامه:
ـ ويا عالم نويالك على إيه
حيرة رائف الممتزجة بضيقه دفعته للهمس بسؤال حائر:
ـ والعمل؟
ضرب شهاب بكفه فوق ركبة رائف وكأنه توصل للحل السحري:
ـ خد حقك الشرعي غصب عنها
تراجع رائف للخلف يستنكر الفكرة:
ـ مش معقول هغتصبها
وصديقه يجمل الفكرة مخففًا من وقع الكلمة السيئة:
ـ مفيش راجل بيغتصب مراته طالما اتجوزته بإرادتها
ضرب مرة أخرى على ركبة رائف يحفزه:
ـ مبقولكش عذبها بس متطاوعهاش لما تهرب منك وإنت وشطارتك بقى
ترك رائف صديقه وقد تعاظم الشك داخله، حيرته التي لازمته لأشهر تطوق عنقه تزين وساوسه، دلف منزله مبكرًا على غير عادته، وجد رولا بصالة البيت تنظم بعض التحف التي أحضرتها من معرضها، اقترب يحيط خصرها من الخلف يضمها إليه وينحني ليطبع قبلة على وجنتها، حاولت رولا تخليص نفسها من ذراعيه الذين أحكمهما حولها فمنعها الفرار، دس أنفه بتجويف عنقها وهمس:
ـ مش هتهربي مني النهاردة
ورولا كانت تعود بذاكرتها لسنوات لم تستطع فيها الفرار، تحاول التخلص من قبضته ورائف يهمس بحبه ينثر قبلاته فوق جبينها ووجنتها بينما زوجته انفصلت روحها عن الجسد، فقدت الشعور به واستحال الجسد إلى لوح جليد شعر بها رائف والبرودة تتسلل إلى أوصالها ككل مرة، حاول تمسيد ذراعيها عله يبث الدفء بهما، يكرر الهمس بحبه والأخرى لم تكن تسمعه غاب صوته بين أصوات الماضي البعيد وطغى صوت آخر كرهته وكرهت فشلها في مقاومته، استدعت روحها مجددًا تحاول التمسك بأملها في الهرب، صرخة مدوية أودعتها جل قهرها انتفض لها رائف مبتعدًا وكانت فرصتها، تلاحقت أنفاسها اللاهثة ودارت بعينيها الخاويتين في الفراغ فتأكدت بكونها تحررت من قبضته فاختفت خلف باب غرفتها كعادتها تلوم نفسها سوء اختيارها بعد ما حطم أملها بحياة حلمت بها وتخيلت لأشهر أنها وجدت به ضالتها
تاركة زوجها خلفها لا يدري كيف التصرف وسموم صديقه لازالت تُعمل مفعولها بعقله ممزق بين حق في حياة طبيعية مع من اختارها زوجة وبين شفقة عليها من مجهول لا يعرفه.
***
قيل يومًا الغيرة بهار الحب وغيرته أحالت حبها ملحًا أجاجًا امتص طراوة عشقه من قلبها رويدًا وأوشك على تركه حطبًا يابسًا.
قضت ليلتها آمنة ببيت شقيقها جافاها النوم حتى الصباح فنهضت استعدادًا لعملها، بدلت ملابسها وطبعت قبلة فوق جبين ضياء الغافي بالفراش المجاور لها، الصغير الذي لا تربطها به صلة دم لكنه اختطف قلبها ببراءته وداعبت ضحكاته توقها للأمومة فباتت صلة الروح بينهما أقوى، خرجت تلتقي في طريقها بشقيقها وزوجته، ابتسمت هند بود تلقي تحية الصباح عليها وتسأل:
ـ تحبي تتغدي إيه؟
هزت غنى رأسها نفيًا بشكر، هي عزمت أمرها على العودة لمنزلها ووضع حدًا لما تعيشه:
ـ هخلص شغل وأروح على البيت
وجملتها استرعت انتباه شقيقها ودهشته، إن كانت أتت بسبب مشكلة مع زوجها فلم العودة الآن وإن لم يكن زوجها سبب المشكلة فما الذي أطفأ عيني صغيرته، قطع أفكاره خروج ضياء ركدًا نحو غنى ينادي باسمها الذي اغتزل حرفه الأول:
ـ نا، نا
أخفضت غنى جسدها على ركبتيها لتكون بمحازاة الصغير واحتضنته بحب بينما الصغير يسأل ببراءة:
ـ تيجي تاني
هزت غنى رأسها إيجابًا، بعثرت خصلات الصغير الكثيفة تداعبه وتعده بحب:
ـ وهجيب لك لعبة حديدة نلعب بيها مع بعض
طبع ضياء قبلة على وجنتها قبل أن تنهض في طريقها لباب البيت حيث لحق بها شقيقها، ترجلا سويًا بينما محمود يداعبها:
ـ تعالي وصليني زي ما كنت بوصلك زمان
أخرجت غنى مفتاح سيارتها تمنحه لشقيقها الذي لن تبخل عليه بعمرها إن طلبه مثلما منحها عمره سابقًا:
ـ خلي العربية معاك يا أبيه
ربت محمود على ظهر شقيقته ودفها لتتخذ مقعد القيادة:
ـ اركبي عربيتك يا دكتورة أنا هركب بس نص المسافة ونتكلم شوية
أطاعته متخذة مقعد القيادة وجاورها يحاول قراءة المخفي عنه، استند برأسه إلى ظهر مقعده وحاول حصارها علها تبوح:
ـ مش هتحكيلي اللي شاغلك
ألقت غنى نظرة خاطفة وعادت تنظر للطريق أمامها تتهرب من حصاره:
ـ شوية مشاكل في الشغل يا أبيه
هز محمود رأسه نفيًا يمط شفتيه بامتعاض:
ـ ما بتعرفيش تكذبي
زفرت غنى بألم، شقيقها الذي زلل كل عقبة بطريقها يكفيه ما كان آن أوان اعتمادها على نفسها وحل مشكلاتها بعيدًا عنه منحته نظرة عرفان وهي تجيبه:
ـ يوم ما احتاج أتكلم مش هلاقي غيرك يا أبيه
التفت محمود يطالع الطريق محترمًا رغبتها في إخفاء مشكلتها، كانا قد وصلا إلى مفترق الطرق، صفت غنى السيارة جانبًا، التفت محمود يربت على كفها بحنان ويمنحها دعمه الغير مشروط كما اعتاد:
ـ أي وقت تحتاجيني أنا موجود
أغمضت غنى عينيها براحة فشقيقها نعم العوض عن والديها، من منحها عمره ودعم ثقتها في كل خطوة ولولاه ما وصلت لما هي عليه الآن، تابعت ترجله من السيارة وأكملت طريقها نحو عملها بالمشفى، أنهت حصتها من المرضى وغادرت إلى أحد المطاعم القريبة فرغم عطلة عيادتها الخاصة اليوم لم ترغب بالعودة إلى بيتها باكرًا، قبيل موعد عودة زوجها بنحو الساعة دلفت بيتها، بدلت ملابسها وخرجت الشرفة تسقي شجيرة الياسمين التي جادت بأولى زهورها، قصت زهرتين تفتحتا للتو ودلفت تضعهما بفنجان به قليل من الماء جوار فراشها فانتشر عبير الياسمين بالغرفة يمنحها بعض الاسترخاء الذي تحتاجه، دقائق وفُتح باب البيت، خرجت تستعد لمواجهة القادم تنوي وضع حد لحياة لم تعد تحتملها، توقف صائب بصالة البيت عندما لاحظها، جلست غنى على أحد الأرائك معلنة عزمها:
ـ محتاجين نتكلم
جاورها صائب يحيط كتفيها بذراعه فأزاحتها مبتعدة إلى أريكة أخرى تعلن رفضها الضمني لقربه:
ـ أنا مش هقدر أستمر بالطريقة دي
ضيق صائب حاجبيه بعدم فهم واستفسر بكلمة واحدة:
ـ بمعنى
زفرت غنى بملل تعيد عليه ما رفضته مرارًا دون جدوى:
ـ حصارك اللي إنت فارضه عليَ
رفع صائب كفه المضمومة يشير بإبهامه إلى صدره:
ـ زعلانة علشان بخاف عليكِ
غنى التي ضاقت ذرعًا بتلاعبه اللفظي صححت له:
ـ ده مش خوف ده شك، مفيش زوج محترم يجند واحدة غريبة تنقله أخبار مراته
والمحامي الخبير لن يعجز بالدفاع عن نفسه:
ـ أنا بحاول أحميك وإنت رافضة
لوت غنى شفتيها بسخرية فالجالس أمامها دائما ما يجد لنفسه المبرر:
ـ تحميني من إيه ومين؟
نهض صائب يجلس على ركبتيه أمام أريكة غنى واحتوى كفيها بين كفيه يحاول توضيح خوفه عليها:
ـ من العالم؛ أنا عارف الرجالة بتفكر إزاي علشان كدة خايف عليكِ منهم وببعدك عنهم
وزوجها الذي أحبته بات مريضًا بالخوف، الخوف منها وعليها وهي من اختارت ولا تنوي الفشل عليها علاج شروخ علاقتهما واستعادته كما عرفته قبل أربع سنوات:
ـ المفروض إنك عارف أخلاقي وعارف إني أقدر أوقف أي حد يتجاوز عند حده
هز رأسه إيجابًا يؤكد جملتها ويعيد طلبه:
ـ إيه العيب إننا ناخد احتياطنا وتمنعي التعامل معاهم
وغنى لن تتراجع ستستعيد زوجها الذي كان وتعيد زواجهما إلى نصابه الصحيح:
ـ إنت اتجوزتني كدة يا ترجع صائب اللي حبيته واتحوزته أو كل واحد يروح لحاله
والجملة أثارت جنونه وكانت تقصد إفاقته، انتفض واقفًا وصوته الذي رج أرجاء البيت ينفي الفكرة من أساسها:
ـ لا يمكن اسمح لك بكدة إنت فاهمة
انتفضت غنى بدورها تواجهه وتضع الحقيقة أمامه مجردة تمرر كلماتها ببطء عله يعقل الفارق:
ـ أنا لو مش عايزة أعيش معاك مش هعيش ولا زم تفهم ده
قبض بكفيه على عضديها بقوة آلمتها وقد انفلتت شياطينه من عقالها:
ـ إنت اللي لازم تفهمي إنك مراتي وهتفضلي مراتي لحد ما أموت
أنهى جملته بدفعها فارتمت على الأريكة خلفها تتابع خروجه العاصف صافعًا الباب خلفه معلنًا طول طريق استعادته الذي بدأته ولن تتراجع.
***
بذرة فاسدة رويت بماء آسن فلا عجب من عطب الثمار.
أحصى غنيمته وأخفى الجزء الأكبر بخزانة ملابسه، سحب جزء من الغنيمة ينوي تعويض بعض من سنوات حرمانه، دلف أحد أكبر المجمعات التجارية، اشترى حلة جديدة ومنه إلى أحد الملاهي الليلية، اختار منضدة مميزة قريبة من مسرح الرقص وتذوق الخمر للمرة الأولى ممتزجة بمذاق الثراء الذي يحلم به، طالع الراقصة الشرقية بجوع وظل على جلسته حتى الساعات الأولى من الصباح، نهض يمتطي دراجته البخارية مصرًا على امتلاكه لسيارة مهما كان الثمن، وصل للحارة الشعبية التي يسكن بها ساخطًا، يترنح يمينًا ويسارًا من أثر غياب عقله يسب الحارة ويلعن ساكنيها فيومًا ما سيخرج منها بلا عودة إلى حي راقٍ لا يرى فيه تلك الوجوه التي أعياها العوز ملقيًا ماضيه القاسي خلف ظهره، دلف بيته فإذا بنور البيت مضاء على غير العادة في ذلك الوقت، كان بانتظاره ضابط بعض الجنود فأحد الشهود رأى دراجته البخارية عند أول شارع الورشة أثناء ذهابه إلى صلاة الفجر بينما الآخر شهد بمشادته مع المعلم سرحان صباح يوم السرقة وللعجب أكثر من نصف المبلغ المسروق وجد بخزانة ملابسه والنتيجة وضعت الأصفاد بمعصميه واقتيد خارجًا من الحارة التي كرهها على الدوام لكن خلف القضبان.
نهاية الفصل






الفصل الثالث....
الطمع طعون، حرب طاحنة راحت ضحيتها مكارم الأخلاق، و الهدف لكل هذا هو قروش مهما كثرت ستنفد، فمال الحرام لا يركة فيه، الغني من يملك في قلبه القناعة، و الفقير هو جشع النفس، المال زينة الحياة الدنيا و لن ننكر ضرورته القصوى في حياتنا الدنيوية، غير ان الغاية لا تبرر الوسيلة أبداً، طريق الحق صعبة مملوءة بالعقبات و طريق الخطئ لا أسهل منها، فهل يستحق أي شيء أن نبيع نفسنا من أجله؟!
سويد، ماهر، هيثم مع إختلاف قصصهم و طبقاتهم جمعهم الطمع الذي لا فئة محددة ينتمي إليها، هيثم كان الأقل حظا بينهم، فحتى في الشر كان ساذجا، ماهر بكل صراحة يستحق زوجة كهذه فلا أحد منهما أفظل من الأخر، كنت ساشفق على فتاة أخرى إن إرتبطت به.
غنى و زوجها الشكاك، نحن نرى الأخرين و كأنهم إنعكاس لداخلنا السودوي، هو لا يثق بنفسه قبل أن لا يثق بزوجته، لكل شيء حدود و الغيرة سم قاتل تماما إن لم نستعمله بحذر.
وسط كوكبة هؤلاء الرجال القذرين أرى أعظمهم محمود، ثم حسام أيضا أحببت شخصيته.
و رائف اه منه هو و رولا، بعد طول صبر إختار الطريق الخطأ لا ألموه فالموقف ليس سهلا و زوجته لا تساعد في الحقيقة ، كان عليها ان تقبل عرضه بالذهاب إلى طبيب نفسي، لكنها اصرت بتعنت على الهروب من المشكل، بدل مواجهته و حله.
سلمت يداك عزيزتي رواية مميزة جدا

shezo likes this.

نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 03:48 AM   #207

heba nada

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية heba nada

? العضوٌ??? » 460821
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » heba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل العاشر

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


heba nada غير متواجد حالياً  
التوقيع


أعمالي على المنتدى حسب ترتيب النزول
نوفيلا فرحة
https://www.rewity.com/forum/t467338.html
رواية غصون متأرجحة الجزء الأول من سلسلة بين رحى الحياة
https://www.rewity.com/forum/t472286.html
رواية بذور الماضي قيد العرض الجزء الثاني من سلسلة بين رحى الحياة
https://www.rewity.com/forum/t483345.html

رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 05:22 AM   #208

هدى دوش

? العضوٌ??? » 390762
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 66
?  نُقآطِيْ » هدى دوش is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله …لا اله الا الله محمد رسول الله
shezo and heba nada like this.

هدى دوش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 08:40 AM   #209

anasdody

? العضوٌ??? » 405934
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » anasdody is on a distinguished road
افتراضي

فين الفصل عايزة اقرااااااااه
shezo and heba nada like this.

anasdody غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 12:42 PM   #210

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

❤❤❤❤❤❤🤍🤍🤍🤍🤍❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
shezo and heba nada like this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.